TUNISNEWS
8 ème année, N° 3095 du12.11.2008
حــرية و إنـصاف: وفد من وزارة الصحة يزور عبد اللطيف بوحجيلة
إسماعيل دبارة : تونس: صدور أحكام في قضايا إرهاب
الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان:
عار عليكم في ذكرى 21 عام على تولي بينوشيه العربي الحكم في تونس استمرار ظاهرة
الإعلانات المدفوعة
موقع المبادرة العربية للانترنت:من يدفع الثمن؟ إعلانات الصحف المصرية لتجميل صورة الديكتاتورية التونسية
البديـل عاجل : المناضلان الطلابيان أنيس بن فرج وزهير الزويدي أمام المحكمة
البديـل عاجل : مصطفى بن جعفر أمام النيابة العمومية
البديـل عاجل : الجلاد محمد اليوسفي مرة أخرى
البديـل عاجل : منع محامي من زيارة موكليه
البديـل عاجل : طرد تعسفي في حقّ نقابي سكك الحديد بالرديف العيد بن علي
زياد الهاني : بلاغ مفتوح للسيد وكيل الجمهورية: حتى لا تسقط جريمة الاعتداء على الزميل « كريستوف بولتانسكي » بالتقادم
الحزب الديمقراطي التقدمي : جامعة نابل : دعـــوة
المنجي السعيداني : أحمد الشابي: مستعدون للمواجهة السياسية والقانونية مع السلطة التونسية
خميس بن بريك : حزب تونسي معارض يتمسك بمرشحه للانتخابات الرئاسية
الخبر : أويحيى يتخذ تونس نموذجا في تنظيم السلطة التنفيذية
البديـل عاجل : حرية الإعلام مرة أخرى في الواجهة
زياد الهاني : مؤسسة « لابريس » : رموز الفساد وأذنابهم يتحركون ضد النقابة الأساسية
حسونة الهاشمي: إستقالة
كمال التيتوحي : إستقالة
مسلم الصغير:تعليق على دعوة الشيخ راشد إلى السلطة
الحبيب ستهم : الجورشي لا يرحم ولا يترك رحمة الله تنزل
عبدالحميد العدّاسي : هموم مسلم بالدّانمارك
رويترز: رئيس تونس يعبر عن ارتياحه للافراج عن رهينة تونسي بالكاميرون
واس : أول فوج من الحجاج التونسيين الى البقاع المقدسة
برهان بسيس: البعـــد الآخــــــر: ابننا الحُسَيْن أوبامَا!!!
القدس العربي : فن الخط العربي بين العبارة التشكيلية والمنظومات التواصلية
توفيق المديني : بعض آثار انخفاض أسعار النفط على العمالة العربية
إسلام أونلاين: طارق الكحلاوي: خريطة مستشاري أوباما توضح حدود التغيير
حسن نافعة : ماذا حدث لأميركا وماذا يريد العالم من أوباما؟
إسلام أونلاين: حركة الأحواز »الإسلامية » والانفصال عن دولة إيران « الإسلامية »!
قدس برس: للعام الثالث: حديث نبوي محوراً لحملة نمساوية تنعش الترابط الأسري
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
أنقذوا حياة عبد اللطيف بوحجيلة أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 14 ذو القعدة 1429 الموافق ل 12 نوفمبر 2008
وفد من وزارة الصحة يزور عبد اللطيف بوحجيلة
يواصل السجين السياسي السابق السيد عبد اللطيف بوحجيلة إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الواحد و الأربعين على التوالي و لليوم الثاني من دخوله في مرحلة الإضراب الشامل بانقطاعه عن الماء و الدواء و قد زاره اليوم الأربعاء 12/11/2008 وفد من حرية و إنصاف يتكون من أعضاء المكتب التنفيذي السادة عبد الكريم الهاروني و حمزة حمزة و محمد القلوي و عمر القرايدي ، و قد لاحظ الوفد الوضعية الحرجة التي بلغتها صحة المضرب عن الطعام التي لم تعد تحتمل مزيدا من التأجيل ، كما أعلمنا السيد عبد اللطيف بوحجيلة أن وفدا من وزارة الصحة زاره منتصف نهار هذا اليوم للاطلاع على وضعه الصحي و وعدوه بالنظر في مطالبه و بالتحديد فيما يتعلق بالعلاج المجاني ، و قد أكد لزواره تمسكه بمواصلة الإضراب حتى تحقيق مطالبه.
و حرية و إنصاف:
1) تعتبر زيارة وفد من وزارة الصحة للسيد عبد اللطيف بوحجيلة خطوة في الاتجاه الصحيح و إن كانت متأخرة نظرا للتدهور الخطير لصحة المضرب عن الطعام الأمر الذي يستوجب تدخلا سريعا لإنقاذ حياته. 2) تعبر عن بالغ انشغالها للوضعية الصحية الحرجة للسيد عبد اللطيف بوحجيلة و تدعو إلى نقله بأقصى سرعة إلى المستشفى و وضعه تحت المراقبة الطبية. 3) تدعو السلطة للاستجابة للمطالب المشروعة و الملحة للسيد عبد اللطيف بوحجيلة و المتمثلة في العلاج المجاني و جواز السفر.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
تونس: صدور أحكام في قضايا إرهاب
إسماعيل دبارة من تونس: أصدرت محكمة الاستئناف بتونس العاصمة اليوم أحكاما جديدة في القضية عدد 11938 و التي يحال فيها سبعة شبان بتهمة الإرهاب. وعدّلت المحكمة الحكم الابتدائي على هؤلاء الشبان لتقضي بالتخفيض في مدة عقوبة السجن الصادرة في حق كل من « صابر عمري » و « محمد بن محمد » و » قيس الخياري » و « محمد الطرابلسي » من 5 أعوام إلى 4 أعوام . في حين تمسكت بالحكم الابتدائي بحقّ الثلاثة الآخرين و القاضي بسجنهم مدة تتراوح بين عامين و ثلاثة أعوام. وكان الشبان السبع قد أدينوا بتكوين خلية بمحافظة بنزرت الشمالية على علاقة بمجموعة سليمان التي اشتبكت مع أعوان الأمن في أواخر العام 2006. من جهته تمسك دفاع المتهمين بـمطلب الحكم بنقض الحكم الابتدائي لبطلان إجراءات التتبع و بصورة احتياطية الحكم ببراءة المتهمين لعدم وجود أدلة مادية أو محجوز يثبت صحة التهم الموجهة إليهم. و بالدائرة الجنائية 27 بمحكمة الاستئناف بتونس العاصمة أصدرت المحكمة أحكاما على 10 شبان آخرين وجهت لهم تهم الانضمام إلى تنظيم اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و التبرع بأموال لفائدة تنظيم إرهابي و توفير مواد لفائدة تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية و المساعدة على إيوائهم و إخفائهم وضمان فرارهم و السرقة المجردة. و أثناء الاستنطاق تحدث بعض المتهمين عن سحب لاعترافاتهم تحت التعذيب ، في حين طالب محامو الدفاع بنقض الحكم الابتدائي لبطلان إجراءات التتبع و بصورة احتياطية الحكم ببراءة المتهمين لعدم وجود أدلة مادية أو محجوز يثبت صحة التهم. وتراوحت الأحكام بين 5 أعوام وعام و ستة أشهر ، مع الإشارة إلى أنّ كافة المتهمين في قضايا الحال يحاكمون بموجب قانون 10 ديسمبر 2003 لمساندة المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب و غسيل الأموال.
(المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 12 نوفمبر 2008)
عار عليكم في ذكرى 21 عام على تولي بينوشيه العربي الحكم في تونس استمرار ظاهرة الإعلانات المدفوعة في صورة موضوعات صحفية
القاهرة في 12 نوفمبر 2008.
استنكرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اليوم ، عودة ظاهرة الإعلانات الصحفية المنشورة في صورة تقارير صحفية ، تمتدح الرئيس التونسي زين العابدين بن على في ذكرى استيلائه على الحكم في تونس عقب انقلاب السابع من نوفمبر 1987 ، والتي تخصصت بها بعض الصحف في مصر، والأردن ولبنان . ورغم تراجع عدد الإعلانات التي يتم نشرها على صورة تحقيق أو موضوع إخباري عن تونس ، إلا ان بعض الصحف التي تصر على إهدار رسالة الصحافة وقيمها ، قد عمدت إلى نشر هذه الإعلانات بشكل أكثر مكرا خداعا لإيهام القارئ بأن ما تضمنته هذه الإعلانات ، هي موضوعات صحفية وليست إعلانات مدفوعة سواء عبر السفارات التونسية في هذه الدول أو عبر الجهات الحكومية في تونس مباشرة. وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان » بعد صدور تقريرنا عن هذه الظاهرة في نوفمبر الماضي 2007، تراجعت هذه الظاهرة جزئيا ، لكنها للأسف مازالت موجودة ، ودفاعنا عن حرية الصحافة يتضمن نقد الصحف المتورطة في هذه الممارسات حتى تكف عنها ، إنه عار علي هذه الصحف أن تخدع القراء وتضللهم بهذا الشكل ». يذكر أن الذكرى الـ 21 لاستيلاء بن على على الحكم في تونس بعد الانقلاب على الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة ، تأتي وقد تراجعت الحريات العامة في تونس لأدنى درجاتها ، حيث غابت حرية الصحافة تماما ، و توسعت الرقابة والحجب على مواقع الانترنت ، وأجهضت كل المحاولات للنهوض بالمجتمع المدني ، وزادت التحرشات البوليسية بالنشطاء السياسيين ، لمحاولة تمرير ترشيح الرئيس التونسي لولاية خامسة قادمة. وقالت الشبكة العربية » مرة أخرى تثبت الصحافة المستقلة والخاصة أنها الأكثر احتراما لحق المواطنين في صحافة صادقة ، حيث كانت النسبة الأقل للصحف المتورطة في هذا ، ونتمنى أن تحذو الصحف الحكومية والحزبية وهي الأكثر تورطا في نشر هذه الإعلانات حذوها، أو على الأقل أن تذكر بشكل صريح أنها إعلانات مدفوعة « . موضوعات متعلقة : تقرير من يدفع الثمن؟ إعلانات الصحف المصرية لتجميل صورة الديكتاتورية التونسية http://www.openarab.net/ar/node/177 بالانجليزية :
http://www.openarab.net/en/node/283 (المصدر: موقع الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان الإلكتروني بتاريخ 12 نوفمبر 2008)
من يدفع الثمن؟ إعلانات الصحف المصرية لتجميل صورة الديكتاتورية التونسية
تمهيد « نناشد الصحفيين ألا يأكلوا من لحمنا » جاءت هذه الصيحة على لسان الصحفية والمناضلة التونسية نزيهة رجيبة » أم زياد » في كلمتها بنقابة الصحفيين المصريين يوم 3 مايو 2006م أثناء الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة. وقد أوضحت أم زياد أنها تعلم بحكم عملها كصحفية ، أهمية الخبر بالنسبة للصحفي والمؤسسات الصحفية ، لكن الخبر لا يعني أن تنشر وسائل الإعلام ما يجمل صورة الديكتاتورية التونسية ، وتتجاهل المآسي اليومية التي ترتكبها هذه الديكتاتورية. فنشر الأخبار من جانب واحد ، يجعل هذه الصحف كمن يأكل من لحم المواطن التونسي وحقه في أعلام محايد مستقل. لكن العديد من الصحف والصحفيين لم يلبوا هذا النداء ولم يكترثوا به، ويستوي في هذا الأمر صحف وصحفيين مصرين وعرب . واستمرت الإعلانات المدفوعة تنهال علي الصحف ، تحمل عناوين براقة عن جنة الديمقراطية في تونس ، وصور بن على الملونة وحده او يحمل طفلا وتشيد بالانجازات التي تحققت على يديه في كل المجالات . ولكن الكثير من هذه الإعلانات ، لم تنشر كإعلان !! سوف تجد أغلب هذه الموضوعات ضمن صفحات شئون عربية ، التي تخصصها الصحف لتناول أخبار العالم العربي ، وقد تجد بعضها على الصفحة الأولى لبعض الصحف ، وقد تمسك بعض الصحف بالعصا من المنتصف وتنشرها في صفحة « موضوعات خاصة ». لكن أحدا من هذه الصحف لم يشر صراحة إلى أنها إعلانات مدفوعة! « أولوية قصوى لحقوق الإنسان في فكر زين العابدين بن على » ….. هذا نموذج لخبر نشرته جريدة الجمهورية المصرية ، بين موضوعات أخرى في صفحة شئون عربية في منتصف ابريل 2007م ، وحين يقرأ المواطن العادي هذا الموضوع »الإعلان » فلن يتوقف كثيرا عنده ، حيث أنه غالبا ما سوف يتعامل معه مثل باقي الموضوعات المنشورة بالصفحة .. لكن حقيقة الأمر انه ليس مثلها ، إنه إعلان تم نشره بصيغة الخبر أو الموضوع التسجيلي. وهنا يمكن التضليل. صيحة أم زياد في نقابة الصحفيين جعلتنا ننتبه أنها ممارسة ، بل إنتهاك مستمر ، ومنتشر . لم نتصور أنها بهذا الحجم ، لم نتصور أن يطالب بعض الصحفيين بحرية الصحافة في بلدهم ، ويساهم في تجميل صورة من يقتل حرية الصحافة في بلد مجاور ! تهدر هذه الموضوعات الإعلانية كل مبادئ الإعلام المستقل. تنتهك هذه الإعلانات حق المواطن في المعرفة المبنية على التفريق بين الإعلان والإعلام. تمنح هذه الأخبار الزائفة فرصة لمن ينتهكون حرية التعبير في تونس إمكانية الإفلات من العقاب ولو بالفضح. تضرب هذه الصحف عرض الحائط بمواد ميثاق الشرف الصحفي. تمول هذه الإعلانات من لحم المواطن التونس (المصدر: موقع المبادرة العربية للانترنت الإلكتروني)
المناضلان الطلابيان أنيس بن فرج وزهير الزويدي أمام المحكمة
دشن بن علي سنة أخرى من سنوات حكمه بمحاكمة سياسية جديدة، إذ مثـُل يوم الثلاثاء 11 نوفمبر أمام محكمة الناحية بباردو وسط محاصرة أمنية شديدة المناضلان الطلابيان أنيس بن فرج وزهير الزويدي بتـُهَم حق عام (سكر، التعدّي على الأخلاق الحميدة…). وفي حين دافع المعتقلان عن براءتهما من التهم الملفقة لهما، أجلت المحكمة التصريح بالحكم إلى يوم 18 نوفمبر الجاري). ومن المعلوم أن زهير الزويدي تم اعتقاله من داخل الكلية صباح يوم الجمعة 31 أكتوبر في حين تمّ اعتقال أنيس بن فرج في نفس اليوم حين اتصل بأحد مراكز الشرطة للسؤال عن مصير زميله. وكان البوليس السياسي قد حاصر بأعداد كبيرة كلية الآداب بمنوبة يوم الخميس 30 أكتوبر وهدد باعتقال الطالبين لولا تدخّل عميد الكلية. وكان المناضلان قد شاركا في المدة الأخيرة في جملة من الاجتماعات العامة والتحركات الطلابية التي تركزت على المشاكل الجدية للطلبة (ترسيم، سكن، منحة، نقل، برنامج التعليم إمد…) وعلى العراقيل التي توضع باستمرار لمنع المنظمة الطلابية من إنجاز مؤتمرها الموحّد، كما تعرّضا إلى عديد الملفات الحارقة وطنيا مثل قضية الحوض المنجمي وركّزا بالأساس على التعذيب الممنهج والوحشي الذي سلّط على كوادر الحركة وشبابها ومنهم طلبة. ويبدو أن هذه النقطة الأخيرة هي التي أثارت حفيظة السلطة وأغضبتها لأنها تخشى أن تكون مدخلا لتدشين حملة طلابية مساندة لأهالي الحوض المنجمي شبيهة بما يحصل في المجتمع المدني والسياسي في الحركة النقابية، وقررت التضحية بالطالبين المذكورين لإسكات الطلبة وتخويفهم من هذا الموضوع ومن مغبة التطرق إليه في الوقت الذي تبذل فيه كل مساعيها الأمنية لغلق هذا الملف. وقد نفـّذ طلبة كلية الآداب بمنوبة يوم 3 نوفمبر الحالي إضرابا ناجحا عن الدراسة مساندة لزميليهم عبّروا من خلاله عن استعدادهم للقيام بكل النضالات المشروعة في سبيل إطلاق سراحهما. وكان أنيس بن فرج قد أطرد أكثر من مرة من الجامعة بسبب نشاطه النقابي الطلابي. وكان في كل مرة يفرض حقـّه في مواصلة دراسته بعد سلسلة من الاحتجاجات لعلّ أهمها إضرابات الجوع المطوّلة التي أثّرت كثيرا على صحته وخلفت له أمراضا متعددة. كما كان تعرّض للسجن في السنة الجامعية 2006-2007 صحبة عدد من نشطاء الاتحاد العام لطلبة تونس (كمال عمروسية، طه ساسي، بلقاسم بن عبد الله، غانم شرايطي…) بعد تنظيمهم سلسلة من التحركات الاحتجاجية والتضامنية بكليات ومعاهد قفصة العليا مساندة لإضراب الجوع الذي كان يخوضه الطالب سامي عمروسية احتجاجا على طرده من الدراسة لأسباب نقابية.
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 11 نوفمبر 2008)
مصطفى بن جعفر أمام النيابة العمومية
تمّ استدعاء السيد مصطفى بن جعفر الأمين العام للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات والمدير المسؤول لجريدة مواطنون، للمثول أمام مساعد وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس يوم 13 نوفمبر الجاري، وكانت النيابة العمومية قد استمعت في وقت سابق للصحافية نزيهة رجيبة/أم زياد لاستنطاقها حول مقال كانت نشرته في العدد 77 من مواطنون حول قرصنة السلطة إلكترونيا لموقع كلمة على شبكة الأنترنيت، وأدّى إلى حجزه. ورغم أن ممثل النيابة العمومية قد حاول آنذاك استسهال الأمر وتبسيطه وتقديمه في صورة استفسارات وتساؤلات فإن عديد المؤشرات كانت تذهب إلى عكس ذلك، ولعلّ استدعاء بن جعفر يأتي في هذا الإطار ويوحي بفصل جديد من محاكمات الرأي أين يقحم القضاء لمزيد خنق حرية التعبير ببلادنا.
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 11 نوفمبر 2008)
الجلاد محمد اليوسفي مرة أخرى
بعد المراقبة المستمرة لمكتبه ولتحرّكاته، ومضايقة حرفائه والضغط عليهم، أصبح علي كلثوم المحامي بقفصة عرضة لتهديدات واستفزازات وضيعة يقودها بانتظام المدعو محمد اليوسفي رئيس فرقة الإرشاد بقفصة الذي لم يتوان على توجيه كلمات نابية مرفوقة بإشارات فاحشة للأستاذ في كل الأماكن العام التي يتواجد فيها. وكان المحامون الذين يترافعون في قضايا الحوض المنجمي عرضة لشتى المضايقات من أجل إثنائهم عن القيام بدورهم، وقد كان نصيب محامي قفصة وبالأساس الأستاذين علي كلثوم ورضا الردّاوي من هذه المضايقات الكثير، وقد وصل الأمر في المدة الأخيرة إلى درجات عالية من الدناءة والصفاقة. وإن كان محمد اليوسفي وزبانيته يوجهون بهذا التصعيد رسالة واضحة إلى المحامين – الذين يستعدون للمحاكمة الكبرى التي ستنتصب في الأسابيع القليلة القادمة والتي سيحال فيها 38 من قادة وشبان الحركة الاحتجاجية بالحوض المنجمي – بهدف إسكاتهم، فإنهم أيضا يردّون الفعل على الصيحات التي تتعالى في كل جلسات محاكمات أهالي المناجم والمطالبة بمحاكمة مسؤولي البوليس السياسي وأعوانه الذين تورطوا في عمليات تعذيب وحشية وقروسطية وتزوير محاضر بحث وتدليسها بغاية توريط المعتقلين والزج بهم في السجون على خلفية مطالبتهم السلمية بالشغل والعيش الكريم، والتي كان محمد اليوسفي أحد أدواتها الرئيسية، والتي جعلته لا يتورّع عن تهديد إحدى الموقوفات بالاغتصاب، والتحرّش الجنسي بها. وكانت زكية الضيفاوي قد صرّحت إبان محاكمتها أنها تعرّضت إبان اعتقالها يوم 27 جويلية الماضي إلى تجاوزات جنسية متعددة من المسؤول الأمني المذكور، وطالبت بتتبعه قضائيا. وكان تقريران صادران عن الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب، في أفريل وسبتمبر الماضيين قد اتهما محمد اليوسفي وجلاوزته بممارسة التعذيب والأمر به، حيث صرّح أغلب المعتقلين في أحداث الحوض المنجمي سواء أمام القضاة أو أثناء زيارات محاميهم لهم في السجون أو بعد إطلاق سراح بعضهم، أن محمد اليوسفي مثل غيره من كوادر البوليس السياسي بقفصة لم يكن يشرف فقط على التنكيل بالمعتقلين وتعذيبهم بل كان يمارس ذلك بنفسه بكل تشفّ. ورغم تعدّد الأصوات المطالبة بمحاسبته على جملة الجرائم التي تورّط فيها، فإنّ محمد اليوسفي يبدو أكثر من أيّ وقت مضى طليق اليدين لمواصلة تجاوزاته، ممّا يؤكد الدّعم الذي يلقاه من أعرافه في الوقت الذي أصبح فيه الإفلات من العقاب إحدى آليات الحكم في عهد بن علي.
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 11 نوفمبر 2008)
منع محامي من زيارة موكليه
منعت إدارة السجن المدني بالقصرين يوم الاثنين 10 نوفمبر الأستاذ رضا ردّاوي من زيارة موكليه بشير العبيدي وعدنان الحاجي الموقوفين على ذمة قضايا الحوض المنجمي. وكانت الأستاذة راضية النصراوي قد حرمت في وقت سابق من زيارة موكلها الطيّب بن عثمان بالسجن المدني بسيدي بوزيد والمعتقل على ذمة الملف ذاته. ويستهدف مثل هذا الإجراء حرمان الدفاع من حقوقه القانونية ومزيد تسليط الضغوط عليه للابتعاد عن مثل هذه القضايا ومنح السلطة فرصا أكبر للاستفراد بالمعتقلين والتنكيل بهم.
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 11 نوفمبر 2008)
طرد تعسفي في حقّ نقابي سكك الحديد بالرديف العيد بن علي
كنّا في عدد سابق من « البديل » قد ذكرنا أن حاكم التحقيق الأول لدى المحكمة الابتدائية بقفصة مختار سعود قد حفظ جميع التهم في حق 21 محال في أكبر قضايا الحوض المنجمي وأمر بإطلاق سراحهم، ويوجد ضمنهم النقابي بسكك الحديد بالرديف العيد بن علي الذي بقي ينتظر قرارا بعودته للعمل بعد تحديد موعد لانعقاد مجلس تأديب في شأنه خاصة أنه لا توجد عراقيل قانونية تمنع ذلك، وفعلا فقد تمت إحالته يوم 22 أكتوبر الماضي وتقرّر طرده على أساس التهم نفسها التي زوّرها في شأنه البوليس السياسي وبرّأه منها حاكم التحقيق، لتتأكّد مرّة أخرى طبيعة معالجة نظام الحكم للمشاكل الاجتماعية ولقضية التشغيل بالخصوص، ففي الوقت الذي يطالب فيه بإيجاد الآليات الضرورية والسبل الناجعة لمقاومة نسب البطالة المرتفعة بالحوض المنجمي، يطرد من العمل من قضى السنوات الطوال في الكدّ والعناء بشبهة مساندة احتجاجات أهله المطالبين بالشغل، كما تتواطأ مرّة أخرى إحدى الإدارات العمومية (الإدارة الجهوية لسكك الحديد) لتشريع هذا الطرد وتبريره بتعليمات من البوليس السياسي، في إطار مواصلة تنفيذ برنامج الاستئصال الاجتماعي القاضي بإقرار عقوبات جماعية على أهالي الحوض المنجمي والحركة المساندة لهم. إنّ الحركة الديمقراطية وهيئات المجتمع المدني مطالبة أكثر من أي وقت مضى بالوقوف في وجه هذه الإجراءات الظالمة القهرية التي تستهدف لقمة عيش المواطينين، كما تجد شعارات الاتحاد العام التونسي للشغل المساندة للمنجميين، نفسها مرة أخرى على محكّ المصداقية خاصة أن العيد بن علي نقابي ومناضل في إحدى هيئاته.
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 11 نوفمبر 2008)
بلاغ مفتوح للسيد وكيل الجمهورية: حتى لا تسقط جريمة الاعتداء على الزميل « كريستوف بولتانسكي » بالتقادم
سيدي وكيل الجمهورية تعرض الصحفي الفرنسي الزميل كريستوف بولتانسكي المحرر بصحيفة « ليبيراسيون » إلى اعتداء في قلب العاصمة يوم 12 نوفمبر 2005، وذلك خلال فترة انعقاد القمة العالمية لمجتمع المعلومات في تونس. وقد أعرب في حينه وفد من جمعية الصحفيين التونسيين تحوّل لمقابلة الزميل كريستوف بولتانسكي في مركز الأمن العمومي بحيّ الحديقة حيث كان يدلي بإفادته،عن استياء الصحفيين التونسيين لهذا الاعتداء الجبان. وأكد الزميل فوزي بوزيان الرئيس المتخلي للجمعية الذي كان مرفوقا بأعضاء الهيئة المديرة محسن عبد الرحمان وزياد الهاني وناجي البغوري للمعتدى عليه، بأنه اتصل هاتفيا بالسيد وزير الداخلية الذي أكد له بأن السعي حثيث للقبض على الجناة وتقديمهم للمحاكمة.. لكن ها قد مضت الآن ثلاث سنوات دون أن يحصل المطلوب.. وحيث نص الفصل الخامس من مجلة الإجراءات الجزائية على أن الدعوى العمومية تسقط بمرور ثلاثة أعوام إذا كانت ناتجة عن جنحة, وحتى لا يضيع حق الزميل كريستوف بولتانسكي بالتقادم ومعه حق الصحفيين جميعا باعتبارنا أسرة واحدة مترابطة الأعضاء، وحتى يبقى التتبع مفتوحا لحين القبض على المجرمين, أرفع إلى جنابكم العريضة المفتوحة التالية للتأكيد على تمسكنا بتتبع الجناة ومحاكمتهم، حتى ينالوا جزاءهم العادل انتصارا للعدل والقانون، ولحرية الإعلام.. وتفضلوا ختاما سيدي وكيل الجمهورية بقبول فائق التقدير..
زياد الهاني
الحزب الديمقراطي التقدمي
جامعة نابل
دعـــوة
تتشرف جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي بدعوتكم لحضور الندوة السياسية التي يقدمها الأستاذ أحمد نجيب الشابي حول تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على تونس وحتمية الإصلاح السياسي وذلك يوم الأحـد 16-11-2008 على الساعة العاشرة صباحا بمقر الجامعة الكائن بمحطة الأحواش للحافلات بنابل. عن الكاتب العام وبتفويض منه المسؤول عن الاعلام الحبيب ستهم
أحمد الشابي: مستعدون للمواجهة السياسية والقانونية مع السلطة التونسية
تونس: المنجي السعيداني قال أحمد نجيب الشابي، الأمين العام السابق للحزب الديمقراطي التقدمي المعارض في تونس، ومرشح الحزب للانتخابات الرئاسية، إنه سيواصل حملته الرئاسية، غير عابئ بالتعديل الدستوري الذي أقرته السلطة منذ مارس (آذار) الماضي وحرمه من الحق في الترشح للانتخابات الرئاسية. وأضاف الشابي في ندوة صحافية، عقدها أمس بمقر الحزب، أن المرحلة الثانية للحملة الرئاسية انطلقت فعليا بعد تمسك الحزب بترشح الشابي للانتخابات الرئاسية والذي تمخض عن اجتماع اللجنة المركزية يوم 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري. وحول المصاعب التي قد تعترضه من قبل السلطة والمواجهة المنتظرة معها، قال الشابي «سنستأنف حملتنا السياسية عن طريق كل وسائل الاتصال وتوظيف كل الإمكانيات المتاحة في هذا المجال»، وأضاف : «نحن مستعدون للمواجهة السياسية القانونية والسلمية». وانتقد الشابي الشروط المتاحة حاليا للانتخابات الرئاسية قائلا إنها لا تخدم إلا الحزب الحاكم وهي لا يمكن أن تتحقق عبر قوانين استثنائية في إشارة إلى التعديل الاستثنائي للدستور. وأضاف ان سنة 2009 ستكون سنة مراجعة الدستور بعد مرور 50 سنة على إقراره بالإضافة لعديد القوانين المنظمة للحياة السياسية على غرار قانون الأحزاب وقانون الاجتماع والتظاهر والمجلة الانتخابية وقانون الصحافة. ولاحظ الشابي ان هذا المطلب قد يكون مشروطا ولكنه شرط أساسي من شروط الانتقال إلى الديمقراطية كما جاء على لسانه. وانتقد بالمناسبة الحزب الحاكم في تونس قائلا «انه قد أخرنا 21 سنة وعلينا الآن أن نطبق ما جاء في بيان السابع من نوفمبر(تشرين الثاني) 1987 من برامج نحن في أمس الحاجة إليها ومن بينها أن الشعب راشد ويحق له الاختيار دون تدخل من أي طرف من الأطراف
(المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 11 نوفمبر 2008)
حزب تونسي معارض يتمسك بمرشحه للانتخابات الرئاسية
خميس بن بريك-تونس
حسم الحزب الديمقراطي التقدّمي التونسي المعارض خياره بشأن مرشحه الذي سيخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة بالتمسّك بزعيمه أحمد نجيب الشابي رغم أنّ تعديلا دستوريا لا يسمح له بالمشاركة. وأكّدت الأمينة العامّة للحزب ميّة الجريبي رفضها الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، فيما يجيز لها تعديل مؤقت للدستور خوض هذا الاستحقاق الرئاسي. وكان البرلمان قد صادق يوم 24 يوليو/تموز الماضي على قانون دستوري جديد يتعلق بإدخال أحكام استثنائية على الفقرة الثالثة من الفصل 40 من الدستور المتعلقة بالترشح للانتخابات الرئاسية. ويتيح التعديل للرؤساء والأمناء العامين لأحزاب المعارضة المعترف بها الترشح للانتخابات، شرط أن يكونوا منتخبين لتلك المسؤولية لمدّة لا تقل عن سنتين متتاليتين عند تقديم ترشحهم للرئاسة.
تصميم على الترشح
وبما أنّ الشرط القانوني لا يتوفر في الشابي باعتبار أنّ ميّة الجريبي تولت الأمانة العامة للحزب في 2007، فمن شأن ذلك أن يقود تمسّك الحزب المعارض بزعيمه مرشحا له، إلى حرمانه من المشاركة وإهدارا فرصة الترشح للانتخابات. ورغم ذلك أكد أحمد نجيب الشابي في مؤتمر صحفي، أنه غير عابئ بالتعديل الدستوري، وأن اللّجنة المركزية للحزب أعادت تأكيدها بعد مشاورات مطوّلة بأغلبية 69% على التمسّك بزعيمها كمرشح الاستحقاق الرئاسي المقبل. ومضى يقول « شعورا مني بالمسؤولية الوطنية أتمسك بحقي بالمشاركة بالانتخابات الرئاسية للسنة القادمة بعدما صمّم الحزب على اختياري مرشحا له بالانتخابات، وأنا مستعد للمواجهة مع السلطة ». وعن موقفه من التعديل الدستوري الذي اعتمده البرلمان بشأن المشاركة في الانتخابات، قال للجزيرة نت « القانون يسعى لإقصائي من هذه المنافسة السياسية بعدما قرّر الحزب ترشيحي في فبراير/شباط الماضي ». بدورها أكدت ميّة الجريبي للجزيرة نت أن ترشيح الشابي خيار لا ينتهك الدستور وهو قرار نابع من « حرية الاختيار السياسية »، وقالت إنها لا تبحث عن الترشح للانتخابات الرئاسية، مشددة على رفضها « الانصياع لإرادة السلطة في تحديد مرشحين على المقاس لتأثيث المشهد الانتخابي ».
شروط ميسرة
من جانبها اعتبرت مصادر حكومية أن التعديل جاء ميسرا لشروط الترشح للرئاسة بعد إلغاء شرط تمثيل الحزب بالبرلمان، وهو ما يفسح المجال لأوّل مرة إلى الأحزاب غير الممثلة للترشح للانتخابات مقارنة بما كان عليه الحال بالنسبة إلى انتخابات عامي 1999 و2004. ويذكر أنّ القانون الجديد اشترط سنتين فقط للأقدمية بالمسؤولية الأولى للحزب عوضا عن خمس سنوات في السابق. يذكر أنه لغاية الآن ترشح لمنصب الرئيس المعارض التونسي محمد أبو شيحة الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية، وكذلك الأمين العام للحزب المعارض الاتحاد الديمقراطي الوحدوي أحمد الأينوبلي.
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 11 نوفمبر 2008)
قال إن المعارضة لن تصل إلى الحكم أبدا أويحيى يتخذ تونس نموذجا في تنظيم السلطة التنفيذية
تعمد أحمد أويحيى فرض حالة من الترقب بخصوص تقديم استقالة حكومته لرئيس الجمهورية بعد التصويت على تعديل الدستور، حيث دعا الصحافيين إلى حضور ندوة صحفية سينظمها، اليوم، بعد جلسة التصويت، لإشباع فضولهم بخصوص الموضوع. ورد أويحيى بالتفاصيل على كل الأطراف التي طعنت في شرعية تعديل الدستور. »الديمقراطية لا تنحصر في سطرين تحددهما مادة في الدستور ». بهذا رد أحمد أويحيى، رئيس الحكومة والأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، على شخص قال إنه صديق قديم زاره في بيته وأعاب عليه انتماءه إلى سلطة »تدوس الديمقراطية » عندما قرر رأس هذه السلطة كسر المادة 74 من الدستور، لتمديد حكمه. وبدا أويحيى، أمس، وهو يلقي كلمة أمام أعضاء غرفتي البرلمان المنتمين للأرندي الذين جمعهم بفندق السفير بالعاصمة، أكثـر دفاعا عن تعديل الدستور من عبد العزيز بوتفليقة نفسه. وتولى نيابة عنه الرد على كل الشخصيات والكتابات الصحفية التي ترى أن تعديل الدستور يمثل تراجعا عن مكاسب ديمقراطية جاء بها دستور .1996 وقال أويحيى، في موضوع تحديد الفترات الرئاسية: »في أعرق الديمقراطيات وهي بريطانيا، لا يفرض على رئيس الوزراء عدد معين من العهدات، وكذلك في فرنسا. أما في أمريكا التي يعقدون مقارنة بها هذه الأيام بقي الرئيس فرنكلين روزفلت ثلاث فترات متتالية لما واجه البلد هموما ». ودعا أويحيى معارضي بقاء الرئيس في السلطة، إلى محاسبة الحكومة في الشق المتعلق بتوفير الرقابة والشفافية في الانتخابات المقبلة بدل الاهتمام بموضوع فتح العهدات. وقال إن نفس الأشخاص عارضوا تعديل دستور 1989 »وقالوا إننا بصدد التأسيس للدكتاتورية ». وقد أشرف أويحيى على التعديل في 1996 من موقعه رئيسا لحكومة الرئيس اليمين زروال. وتحفظ أويحيى في الرد بوضوح على سؤال صحافي يتعلق بتقديم استقالة الحكومة بعد جلسة التصويت اليوم، حيث دعا إلى ترقب الإجابة عنه في ندوة صحفية يعقدها اليوم. وبخصوص انتقاد تغيير رئيس الحكومة بوزير أول، قال أويحيى إن ذلك »ليس بدعة جزائرية »، وساق مثالا ببلد محل انتقاد كبير في مجال الحريات والديمقراطية، هو تونس التي تملك وزيرا أول خاضعا لرئيس الجمهورية. مشيرا إلى أن التعديل الذي يتعلق بتنظيم السلطة التنفيذية »ليس نمطا دستوريا مختلقا ولا صاروخا صنعته الجزائر، فهو يكرس نظاما شبه رئاسي يوجد عند أشقائنا في تونس وفي فرنسا. وليس بدعة إذا قرر رئيس الجمهورية تعيين نائب للوزير الأول أو أكثـر، وفي كل بلد يتبع هذا النمط من التسيير تطبق الحكومة برنامج الرئيس.. فرانسوا فيون (الوزير الأول الفرنسي) تسمعونه يقول إنه يطبق برنامج الرئيس ساركوزي، ولا يصاب بأي حرج عندما يقال عنه إنه يخضع لتعليمات الرئيس ». وبخصوص المآخذ على تعديل الدستور، مفادها أن اختيار وزير أول يطبق برنامج الرئيس يمنع أي احتمال لحصول المعارضة على أغلبية في البرلمان، ساق أويحيى مثالا شعبيا يعبر عن غلق الطريق أمام خيار كهذا، حيث قال: »لما ينوّر الملح ستصل المعارضة إلى البرلمان وإلى السلطة، وما دامت أحزاب التحالف الرئاسي قائمة فإن ذلك غير وارد تماما ».
(المصدر:جريدة الخبر ( يومية – الجزائر ) بتاريخ 12 توفمبر 2008 )
حرية الإعلام مرة أخرى في الواجهة
عوّدنا بن علي في معظم خطبه خصوصا في المناسبات (20 مارس، 25 جويلية، 7 نوفمبر…) بتصعيد اللهجة تجاه القوى الحيّة ببلادنا متهما إياها « بتوتير الأجواء الداخلية وتسميمها » أو « تشويه سمعة تونس في الخارج »، فقد كان كثيرا ما يحمّل أزماته لأحزاب المعارضة أو للجمعيات الحقوقية والشخصيات الوطنية، مدعيا أن « صدرها قد ضاق بما حققته تونس تحت رعايته من سؤدد وتقدم » أو « استيرادها لمشاريع مجتمعية إخوانية أو سلفية أو شيوعية » أو « تشجيعها على التخريب والتطرّف، وعلى الكراهية الدينية والاجتماعية والطبقية ». ولم يخل خطابه هذه المرّة في الذكرى الواحدة والعشرين للإنقلاب من هذه اللازمة التي جاءت مخالفة للتكهنات كان من المتوقع أن يتهجم على المحامين أو على الحقوقيين أو على المنجميين الذين استطاعوا في أكثر من نصف عام من الاحتجاجات المتواصلة تعرية وضعهم الاجتماعي الحافل بالفقر والجوع والحرمان والاستغلال والرشوة والمحسوبية والتمييز الجهوي والفساد. ولقد كان بإمكان بن علي أن يطوّر تهمة « الوفاق » ومشتقاته التي يحاكم بموجبها قادة هذه الحركة وشبابها بربطها بمخطط دولي لا يستهدف نظام الحكم فقط بل يتعداه لزعزعة قاعدته الاقتصادية، ولا نخال البوليس السياسي عاجزا عن توفير الأدلة وتأمين الاعترافات. والمفاجأ في الطرف المستهدف هذه المرّة، أن بن علي تخيّل عدوّا ورماه بسهامه في اتجاه القضاء عليه، فالإعلام التونسي المثخن بسياسة التكميم التي تتواصل لأكثر من عقدين لم يتحوّل للأسف إلى مارد يزعج السلطة إلى درجة إقلاق راحة الحاكم وتخويفه، ذلك أن عوائق ذاتية وموضوعية مزمنة مازالت تعيق هذا القطاع عن لعب دوره المحوري في تشكيل المواطنة الحقة وتكريس حرية التعبير والتفكير، والتي تجبره على تحسّس الطريق الصحيح ببطء شديد، لعلّ سببها الرئيسي احتكار السلطة للفضاء الإعلامي وتوجيهه بالكامل لخدمة أغراضها ومصالحها عبر وسائل الإرشاء والإغراء والتهديد والتخويف والتجويع، وما تنطع من مؤسسات صحفية حزبية على ندرتها أو قناة الحوار التونسي أو الإعلام الإلكتروني، يعاني حصارا غير مسبوق وحرمان من الموارد المالية وانقطاعا قصريا عن قرائه ومتابعيه مما جعل أكثر من 100 صحفي وإعلامي تونسي يغادرون البلاد ويواصلون مهنتهم وراء الحدود، ويجعل من حديث بن علي في خطابه عن « الارتقاء بالحريات العامة وفي مقدمتها حرية التعبير وتعهّد… الساحة الإعلامية بعديد المبادرات والإجراءات لتطوير المشهد الإعلامي وتحسين مستوى أدائه » تزييفا للواقع وتزيينا للوقائع تكفي التقارير المستقلة وطنيا ودوليا لتفنيده. إن تركيز بن علي على مقومات السلوك الإعلامي « الذي يخلّ به البعض أحيانا وخصوصا من الدخلاء عن المهنة ومحترفي الافتراء بنشر الأكاذيب والنيل من مصالح البلاد العليا » يؤكد مرة أخرى مدى خطر حرية الصحافة والإعلام على الدكتاتوريات والأنظمة الفاسدة والتي تجعل من بعض الأصوات القليلة المرتفعة خطرا على مصالح الأقلية الفاسدة والمتنفذة وجب التصدي له وسحقه. إن نظام الحكم الذي افتضح على جميع الواجهات والأصعدة وفشلت كل محاولات تزويق صورته المهترئة، بات في حاجة إلى واجهة إعلامية واحدة ومتجانسة تسهر على النفخ في أدائه وتسويق الأكاذيب والمغالطات للإعلاء من شأنه، وتزويده بجرعات دعائية تطيل من أنفاسه وتلطف من تعفنه، ومن ينشز عن هذا التجانس تسلب وطنيته وتوجب في حقه كل الإجراءات الزجرية التي يجيزها القانون تحت عناوين مختلفة. إن إفراد بن علي الإعلام بالاتهام هذه المرّة يعني في ظل الوضع الإعلامي المتردي، التهديد بهجوم استباقي على هذه الواجهة لمنع تشكّل قاعدة إعلامية مستقلة عن أجهزة السلطة تدافع عن حرية الفضاء الصحفي والإعلامي وتتصدّى لمحاكمات الرأي والتفكير وتحمي مصالح العاملين فيه ماديا ومعنويا، والتي بدأت تتحسس طريقها مؤسساتيا عبر النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، مما يوحي بأن التجاذبات التي تحصل فيها والضغوط التي تسلط عليها ليست إلا مقدمات لضربها وتحويلها إلى كيان طيع وتابع على غرار ما حصل مثلا لجمعية القضاة. ويبدو أن كثيرا من الصحافيين باتوا متوجسين من هذا السيناريو لذلك كان احتفالهم يوم 5 نوفمبر الجاري بيوم الدفاع عن الصحافيين الذي دعت إليه الفدرالية الدولية للصحافيين، بمثابة تعزيز لروح التضامن والوحدة فيما بينهم عكسته العريضة التي وقع إمضاؤها في الصدد ونصت من بين ما نصت على تمسكهم باستقلالية نقابتهم كدعامة للحرية ولممارسة الحق في الاختلاف. يبدو أن السلطة لم تغفر للنقابة عدم تزكيتها لترشح بن علي لرئاسيات 2009 ورأت فيه تنطعا وخروجا عن الصفّ في حين أن الأمر لا يتعدّى أبسط تقاليد في مثل هذه الهيئات التي تقف في أغلب الأحيان على الحياد (إن لم تقف في الصف المقابل للاستبداد والدكتاتورية) دون أن تصادر حق منخرطيها في موقفهم من الانتخابات أو في قرارهم التصويتي. إن هذه العقلية الاستبدادية تضع حدّا لبعض الأوهام المعلّقة على الانتخابات الرئاسية والتشريعية لتوفير هامش إعلامي، لتعويض خسارة الرهان الانتخابي بالفوز برهان تبليغ صوتها إلى أكثر ما يمكن من المواطنين وتعريفهم بالبرامج البديلة وتهيئتهم للتغييرات الديمقراطية الممكنة. ذلك أن هذا الهامش بات عصيّ المنال ويتطلب لوحده معارك لتحصيله تتجمّع فيها كل القوى المعارضة للسلطة بمختلف مشاربها الفكرية والسياسية. وبمعزل عن موقفها من الانتخابات مشاركة أو مقاطعة، وحتى المناورة التي سلكها بن علي في خطابه والقاضية بـ »مراجعة تنظيم حصص تسجيل وبثّ كلمات المترشحين للانتخابات التشريعية والرئاسية بمؤسستي الإذاعة والتلفزة التونسيتين أثناء الحملة الانتخابية وذلك بإسناد صلاحية تقويم التساجيل من حيث تضمنها لما يمثل خرقا للنصوص القانونية الجاري بها العمل إلى رئيس المجلس للاتصال أو من ينوبه » والذي يمكنه « اتخاذ قرار فوريّ مؤقت ومعلّل في الاعتراض على بث التسجيل » الذي يمكن الطعن فيه لدى رئيس المحكمة الابتدائية بتونس، لم تزد إلا من مأسسة وتشريع التضييق على دعاية المترشحين المعارضين، ذلك أن الدقائق القليلة التي تمنح لهم أياما قليلة قبل الانتخابات مقابل استغلال الحزب الحاكم لأجهزة الإعلام على مدار العام لتمرير دعايته، تحوّلت من مراقبة وزارة الداخلية إلى صنصرة المجلس الأعلى للاتصال، ذلك أن قرار « تحويل » هذه المؤسسة في نوفمبر 2007 إلى هيئة قائمة الذات (اقرأ تابعة) ذات استقلالية مالية (اقرأ مرتشية) وفق قرار صادر في 2 أوت 2008، لا يعني حيادها ولا عدم ارتباطها عضويا بالسلطة السياسية والأمنية، فهي مكونة وفق قرار سلطوي، حدّد تنظيمها الإداري والمالي وعيّن أعضاءها، ولا نخال رئيس المجلس الوزير السابق عبد الباقي الهرماسي ولا بقية أعضاده ومنهم ممثلون عن أحزاب الديكور (هشام الحاجي والعروسي النالوتي…) قادرين على لعب دور الحكم، وإذا استثنينا النزاهة المفترضة لممثل نقابة الصحافيين وفق موازين القوى داخل هيئتها القيادية (5 على 9). فإن بقية العناصر والمؤسسات الممثلة للمجلس تأتمر بأوامر السلطة وتقتات من فتات موائدها، وتعكس سياساتها، وتمثل وفق دورها الجديد أداة للتزوير والتضييق والمحاصرة. كما أن القرار القضائي لن يكون مخالفا لقرار المجلس الأعلى للاتصال في ظل تبعيته للسلطة التنفيذية. (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 11 نوفمبر 2008)
مؤسسة « لابريس »: رموز الفساد وأذنابهم يتحركون ضد النقابة الأساسية
زياد الهاني لم يطل انتظارنا لمعرفة ردّ رموز الفساد والإفساد في مؤسسة « لابريس » العريقة على اللائحة العامة الصادرة عن الاجتماع العام لمنخرطي النقابة الأساسية للمؤسسة يوم 28 أكتوبر 2008 في مقر الاتحاد العام التونسي للشغل. http://journaliste-tunisien3.blogspot.com/2008/10/blog-post_6866.html فقد قام « مجهولون » بتوجيه رسالة للأخ عبد السلام جراد أمين عام الاتحاد بتاريخ 4 نوفمبر 2008 من جهاز فاكس يحمل عنوان جريدة الإعلان!!؟ ركزوا فيها بشكل فجّ ووقح على تنديدهم « بالتدخلات الهوجاء للكاتب العام الذي بلغ به الأمر حد التدخل السافر في أشياء لا تعنيه من قريب أو من بعيد.. » في إشارة لطرح الكاتب العام للنقابة الزميل نبيل جمور مشكلة تبديد أموال المؤسسة باعتبارها مالا عاما، ولما في ذلك من خطر قد يدفع بها إلى هاوية الإفلاس!؟ وزيّـن الرسالة مجهولة المصدر (المعلوم من العاملين في المؤسسة) الحديث عن «الناقمين على الأجواء المرضية في المؤسسة وهم قلة»، و «مجموعة لم تشهد الأربعين نفرا»، و«الاغلبية الساحقة»، وطبعا الإشادة بالسيادة الحكيمة والرشيد للمسؤولين عن المؤسسة ومعاونيهم!؟ أصحاب هذه « الرسالة » فاتهم على ما يبدو أن أبناء المؤسسة على علم بكثير من تفاصيل تقرير المراقبة الذي أنجزته الوزارة الأولى وما كشفه من تجاوزات. وكذلك السلط المختصة وفي مقدمتها الوزارة التي عبّـرت في أكثر من مناسبة عن عدم رضاها للوضع السائد في مؤسسة « لابريس ».. وفاتهم أن الأغلبية الساحقة التي يتحدثون عنها أذكى من أن تنساق وراءهم بعد أن خبرتهم، سنين طويلة!؟ وكذلك فاتهم أن أسوار النقابة أطول من أن يطالوها، وشرعيتها المستمدة بشكل ديمقراطي من القاعدة العمالية عصيّـة على « أحلامهم ».. وفي ما يلي نص « الرسالة » التي تمّ توقيعها باسم (أكثر من ثلاثمائة عامل) دون أن تذيّـل بإمضاء واحد!!؟ تونس في 31 أكتوبر 2008 إلى الأخ الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل رفض واحتجاج تحية نقابية، وبعد نحن الأغلبية الساحقة للعاملين في شركة «السنييب» (دار لابريس ـ الصحافة) وبعد الاطلاع على اللائحة الصادرة عن الاتحاد الجهوي للشغل والنقابة الأساسية للمؤسسة نقر ما يلي: – طعننا في شرعية النقابة الأساسية لمؤسستنا بعد انقضاء نيابتها منذ 23 سبتمبر الماضي مع العلم وأننا وفينا الاتحاد الجهوي منذ شهور بطلب ندعو فيه إلى سحب الثقة وحجبها عن النقابة الأساسية ممضى من أكثر من ثلاث مئة عامل في المؤسسة كما طالبنا بعقد مؤتمر استثنائي إلا أن الكاتب العام للاتحاد الجهوي لم يستجب لطلبنا – رفضنا القاطع للائحة الممضاة من الكاتبين العامين للاتحاد الجهوي بتونس والنقابة الأساسية للمؤسسة والتي تمت صياغتها في أحد مكاتب إدارة المؤسسة بحضور أناس معروفين بخلافاتهم الشديدة مع الإدارة العامة أي الناقمين على الأجواء المرضية في المؤسسة وهم قلة مع العلم أن صياغة اللائحة لم تتم بحضور المجتمعين وهذا ما جرت به العادة في اتحادنا العتيد أي أن اللائحة لا تلزم إلا أصحابها. نرفض الاتهامات الموجهة إلى عدد كبيرمن العاملين والصادرة عن الكاتب العام للنقابة الأساسية بلغت حد الثلب والتجريح وحتى عتك الأعراض ومهما يكن فإنه لا يمكن لمجموعة لم تشهد الأربعين نفرا أن تمثل ما يقارب خمسمائة عامل وندد بالتدخلات الهوجاء للكاتب العام الذي بلغ به الأمر حد التدخل السافر في أشياء لا تعنيه من قريب أو بعيد… آخونا الأمين العام العاملون في دار لابريس – الصحافة يطالبون بتحديد موعد تجديد النقابة في أقرب الآجال خاصة وأن المفاوضات أوشكت على نهايتها بعد أن فقدت الأغلبية الساحقة الثقة في النقابة الحالية التي اختارت التصعيد والذي يؤدي حتما إلى انسداد الآفاق وليس فتحها ومطالبتنا بتجديد نقابتنا الأساسية وذلك نابع من ايماننا الراسخ بأن الحوار المسؤول مع إدارتنا العامة هو الضامن الوحيد لتسوية ما يمكن من المسائل خاصة وان العاملين في مؤسستنا يتمتعون بكثير من الامتيازات التي تكاد تنفرد بها عن باقي المؤسسات الاعلامية وذلك بفضل الحوار الاجتماعي الواعي الذي أرسينا دعائمه منذ سنوات طويلة وبفضل التفهم الكبير الذي لقيناه من الرؤساء المديرين العامين السلبقين ومساعديهم او من الرئيس المدير العام الحالي السيد محمد قنطارة ومعاونيه، وهذا ما يدفعنا الى المطالبة بتجديد النقابة الأساسية لنتمكن من استئناف ومواصلة العمل لما فيه خير العمال ومؤسستنا التي نريدها رائدة في كل شيء وخاصة انصاتها لشواغل العاملين فيها ومعاملتهم بعيدا عن المحسوبية والانتمائية المقيتة والتصدي لثلة همها الوحيد خدمة مصالحها الخاصة على حساب كل العاملين وذلك باستغلال مهامهم النقابية والسلام
الامضاءات اكثر من ثلاث مائة عامل
إستقالة
اني الممضي أسفله حسونة الهاشمي القاطن بفرنسا أعلن أنني اعتزلت العمل السياسي بحركة النهضة و ذلك بعد وقفة تأملات و مراجعات قررت اثرها الابتعاد عن هذه الحركة لعدم موافقتي على المنهج المتبع. و السلام عليكم حسونة الهاشمي (باريس)
إستقالة
اني الممضي أسفلهكمال التيتوحي أعلن استقالتي من حركة النهضة و يأتي هذا كنتيجة طبيعية بعد قطع علاقتي بها منذ نهاية التسعينات, كما أن هذه الاستقالة تعتبر ثمرة مراجعات لمسار الحركة طيلة العقدين الأخيرين. ما دفعني لاختيار هذا التوقيت هي مبادرة السيد رئيس الجمهورية بإطلاق سراح المساجين التي تعتبر منعطفا جديدا لطي صفحة الماضي
كمال التيتوحي
تعليق على دعوة الشيخ راشد إلى السلطة
مسلم الصغير الشيخ الفاضل راشد الغنوشي، مع احترامي لدعوتك هذه، ولعله لا خيار أمامك كمسئول سياسي إلا أن تنادي للمصالحة وفتح الباب لصفحة جديدة. ولكن مع الأسف نظام بن علي غير مضطر إلى أن يمد يده إليك، ولن يمدها إلا إذا اضطر إلى ذلك، وعلى قدر الضرورة سيمدها، وهو في الوقت الراهن مستريح جدا بهذا الوضع، وغير مضطر إلى أي خطوة تزيد عن الإجراءات التي قام بها إلى حد الآن. أتمنى أن نفهم يا شيخ لماذا حافظ بن علي على قيادة الحركة داخل السجون لما يقارب العقدين. ولماذا أخرجهم الآن وكيف. وفي أي وضع يوجد المسرحون بعد مغادرة السجن! الجواب عن هذا السؤال مفيد جدا في معرفة ما يجب فعله لاحقا. النظام في رأيي لن يستجيب لشيء مما طلبته، لأنه سيفتح عليه بابا كلفه إغلاقه الكثير والكثير. النظام في تونس صاغ نفسه وتأقلم مع بنيته الأمنية، وليس بإمكانه أن يتفاعل مع الواقع إلا من خلالها، وهو غير مستعد الآن بتاتا لمواجهة سياسية مهما أعطي له من تطمينات، وليس له أي هيكلة للتفاعل مع مواجهة فكرية متطورة وصلبة لأشخاص رفضوا الحلول الذليلة طوال سنوات السجن، وآخرين تعايشوا مع نمط عال جدا من الحرية في أوروبا. هو يعلم جيدا أن فتح الباب لنا الآن سيكون مكلفا أكثر من أي وقت مضى. وبنيته الأمنية تعيقه عن المضي في أي حل غير أمني حتى وإن أراد ذلك. أما عن إطلاق سراح إخواننا فلم يكن أبدا في إطار عفو سياسي ولا حتى إنساني، ولا علاقة له البتة بأي برنامج مصالحة أو حتى خطوة تطييب أجواء، بل جاء بعد أن انهزم بن علي في كسر إرادتهم واستدراجهم إلى الموت أو الجنون. وبكل بساطة، أرى أنه أطلق سراحهم لأنهم صبروا أكثر مما كان يتوقع فانهار عند صمودهم. نفس الشيء ينطبق عندما تصمد الضحية تحت التعذيب أكثر مما يتوقع الجلاد فينهار الجلاد ويتركها. هذا ما حصل بالضبط. بن علي جلاد، ورئيس للجلادين. قدره أن يكون جلادا، وسيبقى جلادا، وجلادا سيموت. وليكذبني فيما أقول إن استطاع ذلك. لا بد من نظرة معمقة أيها الشيخ في تجربة السجن والتعذيب، وهزيمة نظام بن علي في محق الفكرة في أذهان المسجونين واستقراء المثال منها لاستنباط نمط مقاومة سلمية لهذا النظام: مقاومة الضحية الذكية للجلاد المتصلب الغبي. لي في هذا رؤية متواضعة تخصني سأعود إليها بإذن الله تفصيلا على موقع الحوار نات وتونس نيوز. وأرجو أن يقع إثراؤها من إخواني لعل فيها خيرا. وأتمنى أن تطلع على ما سأكتب. وأن لا تتعجل في الأمان لبن علي حتى لا يقضي عقدين آخرين في السلطة تكون أنت ومن سيعود معك من أوروبا خلالهما سجناء مكان الشيخ صادق شورو وإخوانه. وترجع المعبوكة هي هي. السلام عليكم
الجورشي لا يرحم ولا يترك رحمة الله تنزل
الحبيب ستهم بعد اطلاعي على مقال السيد صلاح الدين الجورشي الوارد في نشرية تونس نيوز ليوم 11-11-2008 حول سجناء النهضة وعالم السجون ونظرا لما لمست فيه من إيحاءات لا تساعد على إرساء نفس إصلاحي عام داخل البلاد إضافة لمجانبة التوقيت الصحيح والمناسب لتقييمه الخاص للعلاقة التي تربط المساجين السياسيين داخل السجن وخارجه أردت أن أسوق بعض الملاحظات حول مقاله: -سكت الجورشي طويلا حول مسألة مساجين النهضة ثم تكلم .. سكت وهم في السجون تحت المعانات وتكلم عند خروجهم منه..لا للتهنئة وإن كانت هي الكلمة المنطوقة ولكن نبشا في سنوات الجمر والموت الحي أو الحياة الميتة.. نبشا في صياغة ذكية ومتقنة لا يمكن لها أن تترك المجال ولا الفرصة لمن لم يتمكن من رؤية كافة أفراد عائلته وأحبابه للاستمتاع بلحظة اللقاء بعد طول غياب. -تكلم الجورشي مستكثرا على من استطاع ترويض نفسيته وعقله وجسمه مدة 18 سنة التهنئة القلبية الخالصة بل لم يسعفهم حتى براحة المسافر ثم ينظرون ما يكون من شأنهم. -تكلم الجورشي مثل ما عودنا في تحاليله وكان مقاله هذه المرة عبارة عن عملية تشويش إستباقية تسد المنافذ والسبل أمام أي جهد من أي طرف كان يصب في رتق الصدع وتأسيس مناخ للمصالحة الوطنية. -تكلم الجورشي وحسم الأمر الذي لم يحسمه أصحابه سواء من السلطة أو النهضة، حسم الأمر بتأبيده لأزمة ثقة بين الطرفين بل ونطق مكان كل الفريق الحاكم دون استثناء معبرا عن عدم استعداد أيا كان من السلطة للاستماع لنداءات جزء كبير من عناصر النهضة بالمصالحة وفك الاشتباك. -تكلم الجورشي وهو يحاول بث اليأس والندم والشعور بالذنب في نفوس المسرحين بموجب العفو الرئاسي الأخير ولسان حاله يقول » أي شعب ضحيتم من أجله- هل بالفعل ضحيتم؟ لا تظنوا أنكم مناضلون- الشعب كله أنكركم قريبكم مثل البعيد عنكم- الأولى أن تحقدوا على الجميع-… » ربما لو كانت له الجرأة لوجه لوم لرئيس الدولة على العفو والسراح الذي قام به. -تكلم الجورشي ونقل بسرعة مذهلة تراكم عقدين من السلوكيات والمشاهد والتطورات عبر مقاله إلى الخارجين من السجن متناسيا أن كل تحول من مناخ إلى آخر ومرحلة إلى أخرى ومن وضعية إلى أخرى لا بد من فترة تأقلم وتكيف وتدرج فهل هي خدمة استعجالية يقدمها لهم لإتمام فرحتهم وإضفاء كل عوامل البهجة والسرور عندما يذكرهم بانشغال الناس وأبناءهم عنهم وبأن الشعب والوطن والدين والحرية بريؤون من تضحياتهم وكل ما ترتب عنها من معانات. -تكلم الجورشي ويا ليته ما تكلم لأن الوضع يحتاج لمن يصب الماء على ما تبقى من رماد النار التي طال وهيجها أكثر من اللزوم وهو ليس بحاجة أبدا لمن ينفش وينفخ في ذاك الرماد حتى وإن لم تعد فيه نار. -تكلم الجورشي ولم يقل خيرا ولا نطق حسنا في حال أن المثل يقول » من أراد أن يتكلم فليقل خيرا أو ليصمت » فقط كلمة أخيرة للجورشي وهي أن الناس تتغير مع الزمن وتصنع تاريخا وإذا كانت هناك إرادة صادقة وسعي ولو بطيء للصلح والإصلاح فالنتيجة لا يمكن إلا أن تكون إيجابية وأنا أعتقد أن الطرفين لديهما هذا البعد والسعي فقط بلهجتنا العامة ربي يكفيهم شر »النبارة »، فكم من فرق وشعوب وتكتلات عاد الوئام والتعامل الجاد والمسؤول بين بعضهم البعض بعد خلافات وصراعات عدها الكثير مستحيلة الحلول. ملاحظة: لقد كنت سجينا في قضية النهضة وغادرت السجن منذ 1993 ولكن لم أكن لأقبل منك مثل مقالك لو كنت خرجت الآن لأني أعرف شعور السجين وهو يغادر السجن من لحظة حفظ أمتعته وتهيئه للمنادات عليه للمغادرة إلى لحظة لم الشمل واحتضان الأهل والحرية والوطن، نعم الوطن الذي يحتضن كل أبنائه وهم كلهم مسؤلون منه ومؤتمنون عليه ولو علم الجورشي يقينا قيمة تلك اللحظة لما سارع بنشر مقاله الذي خلص فيه إلى مزيد من تأخير الحل ومزيد من الاختبارات ربما يكون هو من يضع محاورها وأسئلتها ويكون هو أيضا من يقيمها بما أنه أصبح الوصي على الكل السلطة والنهضة والمعارضة بأكملها. في الأخير أهدي للجميع هذا المقطع من أغنية لبنانية دعوة للتآلف والابتعاد عن الكره والحقد والكراهية:
يا ناس حبو الناس الله موصي بالحب الحب فرح الناس يا ويلو اللي ما بيحب
كتبه: عبدالحميد العدّاسي من الأسئلة التي يكثر تردّدها على ألسنة الدّانماركيين الطيّبين ممّن راموا الجلوس إلينا والتحدّث معنا، نحن الوافدين عليهم من الخارج، هذا السؤال: « أأنت راض عن تواجدك بالدّانمارك وسعيد؟! »… وهو سؤال يأتي عادة بعد التعرّف عليك وعلى بعض جوانب حياتك الخاصّة والظروف التي قادتك إلى الدّانمارك… وهو سؤال قد يخفي في طيّاته الكثير من النّقاشات الصامتة، فالسائل يريد منك سماع مدح الدّانمارك والتحديث بنعمها عليك لأنّ ذلك يسعده ويُسكنه (من السكينة) ويطمئنه… والحقيقة أنّه ليس من الطبيعي أن يكون الوافد ساخطا على الدّانمارك أوعلى أهلها، بل لا بدّ أن يكون شاكرا لله على نعمه ولا بدّ أن يفقه أنّ شكر أهل هذه البلاد التي آوته وأمّنته بعد أن شرّده القريب وأخافه هو من شكر الله!… على أنّ السائل قد يسأل كذلك لعلمه أنّ بعضا من الدّانماركيين قد خالفوا السمت العام للمجتمع، فعامل الوافد معاملة لا تليق بالدّانمارك وأهله، وهي وسيلة (السؤال) قد يريد من خلالها التطرّق إلى ذلك الأمر وحتّى الاعتذار عن حصوله… وأمّا الهمّ الذي يكثر حوله التّقاش ويتركّز عليه الجهد فهو مسألة الاندماج، أي اندماج الوافدين في المجتمع الدّانماركي… وأذكر – ونحن بصدد تعلّم اللغة الدّانماركية (ونحن لازلنا نتعلّمها) – مختلف النّّصوص التي درسناها والتي كانت تناقش هذا الموضوع الكبير… والحقيقة أنّ النّاس جميعا هنا في الدّانمارك وفي غيرها من بلاد الله، لا بدّ أن يتعارفوا، إذ التعارف من أهمّ أسباب خلق الله الذكور والإناث المكوّنين للقبائل والشعوب، ولا بدّ أن يتعاونوا على ما فيه خير البلاد والعباد. والوافد، والمسلم على وجه الخصوص مطالب بالنّبوغ في هذا الدور، فلا يُرى إلاّ نشطا محسنا لجيرانه ساعيا قي خدمة الخير المحيط بهم وبغيرهم، فيسلم الجميع من شرّ يده ولسانه ويستفيد الجميع بالمقابل من خير يده ولسانه الموجّهين بعقله المُنَار بتعاليم دينه السمح…. والحقيقة الثانية أنّ تباينا في الفهم كبيرا لازال يَسِمُ الاندماج، إذ الفرق واضح بين اندماج طوعي حضاريّ يمثّل إضافة نوعية على المستوى المعرفي والثقافي وحتّى الدّيني (لم لا)، وبين عمليّة دمج قسرية قيصرية قد يُرجى منها إبراز الأقوى وطمس الأضعف بطريقة قد تتّسم بالتخلّف إذا طغى عليها الذّات والأنا وحُكّمت فيها الأرض والبيت ولقمة العيش حتّى لتكاد تفرض قاعدة الأرض والأمان مقابل التخلّص من الجلد القديم والثقافة القديمة والديانة القديمة… وقد انجرّ عن هذه الشوائب التي صاحبت الدّمج مضارّ لا تخطئها العين، كان أغلب ضحاياها أبناء الوافدين الذين ساروا على طريق الضياع في الدّراسة حتى بلغوا الشارع حيث احتضنتهم الجريمة وشجّعهم مجرمون على الفساد، فكانوا لعنة على أهلهم وشبهة في جهود أهل القرار الذين لولا سياساتهم المشجعّة على التسيّب وعدم الانضباط وعدم الاقتناع بأهميّة دور العائلة في حماية المجتمع من الانحراف لما آلت الأوضاع إلى ما آلت عليه… فبتواضع فكري وتردّ أخلاقي أمكن البعض من الدّانماركيين أن يعدّوا ضياع أبنائنا عملا « ديمقراطيا »، ثمّ ما لبث أن تكالب الإعلام على تلكم الثمار « الديمقراطية » (فساد البعض من الوافدين) ليعزل بها الوافدين ويرميهم بالكثير من الأوصاف التي لا تليق بالمنتمي إلى هذه البلاد… والحقيقة أنّ الاندماج الإيجابي كان يستطيع تقويم الكثير من المفاهيم فيجعلها تتقيّد بالحكمة وتبتعد عن الإضرار بالروابط الإنسانية كافّة!… فقد كان يمكن بالحوار مع الوافدين وخاصّة المسلمين منهم معرفة الحساسيات التي لو حُرّكت أساءت إلى الدّانمارك، حتّى إذا عُلِمت اُجتُنِبت، ولم يحصل ما حصل إبّان تلكم الرّسوم المتخلّفة التي قيل عنها أنّها كاريكاتوريّة، صيّرت – للأسف الشديد – صورة بلاد بأسرها كاريكاتورا لا تستطيبه الأعين بالعالم الإسلامي الذي ما كان يوما عدوّا للدّانمارك ولا لأحد من أهلها!… والغريب أنّني قرأت اليوم خبرا مفاده اعتزام « الرسّام » كورت ويسترغارد نشر رسومات ساخرة تتناول من جديد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، ضمن كتاب للمؤرخ والكاتب الدنماركي لارس هيذَكورد، وقد بيّن أنّ ذلك من واجبه وهو حرّ في آرائه، وذلك رغم ما أصاب علاقة الدّانمارك من تصدّع مع العالم العربي والإسلامي… هذا العجوز لا يُخفي احتقاره للأنظمة العربيّة والإسلاميّة عندما يصفها – وهي كذلك – بالمهترئة، ولكنّه لا ينتبه إلى عدم سيطرته على لسانه وإلى الخلل في تفكيره عندما يصف ردود أفعال المسلمين في مناصرتهم لرسولهم الكريم بمجرّد التنفيس الذي نالوه بتلك المناسبة من حكّامهم الذين ضيّقوا عليهم الأنفاس!… هذا الرّجل – وهو أقلّ شجاعة من كفّار مكّة – لا يعلم أنّ الرّسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم قد نال الكثير من الأذي في حياته، وهو بجهله يحسب أنّه يستطيع فعل ما لم تستطعه قريش إبّانئذ… بل يبالغ في انقطاعه عن الحضارة وابتعاده عن الذوق وكرهه للمسلمين فيحسب عمله التافه ذلك والمتمثّل في الخوض في أعراض الموتى ضربا من الفروسية والشجاعة، ليكون بذلك أذهب للعقل من دونكيشوت، تلك الشخصية الأسطورية التي حارب صاحبها طواحين الهواء… على أنّ كورت لا يقصّر كذلك في إظهار نفسه ضمن أولئك الذين لا يؤمنون بالاندماج الثقافي فيصرّ على دمج المسلمين الدّانماركيين قصرا، فيدعوهم إلى قبوله وقبول تفاهاته التي قد تكلّف الدّانمارك مجدّدا الكثير من العنت، يقول: « ومواطنونا المسلمون يجب أن يتعودوا على أننا هنا في الدنمارك لا نهادن، إذا بدا الاعوجاج في شيء – سياسيين، الملكة، الله – نحن لا نستثني أحداً »… ويغفل أو يذهل عن أنّ المسلمين من الدّانماركيين ومن غير الدّانماركيين يعبدون الله وحده ولا يشركون به شيئا، ويوطّنهم إيمانهم ذلك على احترام النّاس جميعا وعدم الاعتداء على أعراضهم أحياء وأمواتا اقتداء بنبيّهم الكريم الذي إنّما تجرّأ عليه هو بسبب فساد حكّام المسلمين وظلمهم وعدم احترام أدنى حقوق الإنسان المضمونة بالشرائع وبالمواثيق، كما يغفل عن أنّ صوته لا يلقى صدى إلاّ في عالم الشواذ ممّن استعمل الديمقراطيّة ومبادئها الرّفيعة لنفث أحقاد وتفاهات تسيء كثيرا للديمقراطيّة والديمقراطيين على حدّ السواء… أخيرا أقول إذا كان للديمقراطيّة عيب ظاهر، فهو نفاقها مع حكّامنا الدكتاتوريين بعدم الضرب على أيديهم كما فُعل مع بعضهم هناك في أرض البترول والموارد الطبيعيّة الغنيّة، وكذلك بروز أمثال هذا الرّسّام في مجتمع دانماركيّ تميّز أغلب ساكنيه بحسن الجوار والتعامل الطيّب مع الأحياء والأموات… ملاحظة: أدعو المسلمين إلى عدم الاكتراث بما يصنع هذا الرّجل، فإنّه لا يعقل. كما أدعو الدّانماركيين إلى رفض هذا العمل (الرسومات) فهو مسيء للدّانمارك ولأهلها أصليين ووافدين… شهدت الأيام القليلة الماضية و بمناسبة الافراج عن آخر المحكوم عليهم من قادة حركة النهضة الكثيرة من التعليقات و ردود الأفعال في حجم هذا الحدث الكبير الذي تعرفه تونس من داخل البلاد و خارجها. و كمواطن تونسي يعتز بانتمائه لهذا الوطن الطيب أتمنى للسادة المفرج عنهم و لذويهم أن تضمد جراحهم و تطمئن قلوبهم. رافق هذا الفرج مواقف متباينة بين المرحب المطمئن و المرحب المشكك و المعلق على أن الإفراج لا يعدو أن يكون لفة إنسانية لا أكثر و أقل ، و مهما تباينت الآراء و المواقف التي تخبئ في طياتها مواقف مذهبية أو مصلحية أو عدائية فإن ذلك لا يقلل من أهمية الحدث باعتباره خطوة إيجابية تصب في إطار مصالحة المواطن مع السلطة. دون الدخول في التحاليل التي مجتها آذاننا لدي بعض النصائح أود إيصالها لكافة الأطراف المعنية بالشأن التونسي: أقول للسلطة أن ما قمت به هو عين الصواب وهو تأكيد على أن الوطن للجميع و أن تونس في حاجة لكل مواطنيها و أن التونسي عزيز فلا ضرر إن أخطأ سواء داخل السلطة أو خارجها أن يثوب إلى رشده و يشمر على سواعد الجد لخدمة أهله و وطنه. أقول للسلطة أن تنأى بنفسها عمن يوغر صدرها ضد أي جهة ، فهي التي تمثل جميع الأطياف و الحساسيات و أن الاختلاف أداة بناء و تقدم. أقول للسلطة أن خطواتك طيبة تنتظر لفتة كريمة لجبر الخواطر و طي صفحة الماضي و فتح الملفات من جديد لإصلاح ما أمكن إصلاحه على المستويين الإنساني و السياسي. أقول للذين يتكلمون باسم أي حساسية تونسية خارج تراب الجمهورية أن مواقفكم لا تلزم أحدا سواكم و أن المعارضة خارج الحدود لا تجدي نفعا فالتحولات التي عرفتها البلاد على كل المستويات تفند كل مواقفكم و آراءكم. أقول للذين يتكلمون باسم أي حساسية تونسية خارج تراب الجمهورية و الذين طاب لهم المقام ، لا تورطوا أبناء وطنكم إذ كفاهم معاناة فلا تدعوه للخطأ مجددا. أقول للحساسيات داخل الوطن العزيز {لن تنفذ كلماتكم و مواقفكم على القلوب إلا بالكلمة الطيبة}. أقول للجميع كونوا يدا واحدة للحفاظ على تونسنا الحبيبة.
حسين ، تونس
رئيس تونس يعبر عن ارتياحه للافراج عن رهينة تونسي بالكاميرون
تونس (رويترز) – قالت وكالة الانباء الرسمية في تونس يوم الاربعاء إن الرئيس زين العابدين بن علي عبر عن شكره لنظيره الكاميروني بول بيان على جهوده من اجل اطلاق سراح رهائن اختطفوا بالكاميرون ومن بينهم تونسي. وافرج مسلحون قبالة ساحل الكاميرون يوم الثلاثاء عن عشرة ملاحين لناقلة نفط فرنسية بعد أن احتجزوهم منذ الشهر الماضي. وكان بين الرهائن تونسي يدعى ياسين الطرشوني. وقالت الوكالة التونسية ان بن علي اجرى محادثة هاتفية مع بيان اعرب له فيها عن « شكره وتقديره للجهود التي بذلها شخصيا وللسلطات الكاميرونية من اجل اطلاق الرهائن. » وكان الافراد العشرة -وهم سبعة فرنسيين وكاميرونيان وتونسي- يعملون على متن سفينة تشغلها شركة بوربون لخدمات النفط عندما احتجزتهم يوم 31 من اكتوبر تشرين الاول جماعة مسلحة تعارض نقل السيادة على شبه جزيرة باكاسي من نيجيريا الى الكاميرون. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 12 سبتمبر 2008)
أول فوج من الحجاج التونسيين الى البقاع المقدسة
يتوجه أول فوج من الحجاج التونسيين الى البقاع المقدسة يوم الاثنين القادم لأداء مناسك الحج فى عملية تتواصل حتى الرابع من ذو الحجة القادم عبر نحو عشرين رحلة جوية. وكانت وزارة الشؤون الدينية التونسية قد شرعت قبل ايام فى برنامج توعية موجه للمواطنين التونسيين الذين سيؤدون مناسك الحج هذا العام وعددهم نحو تسعة الاف حاج يتضمن دروسا حول مناسك الحج واداب واخلاقيات الحج. // انتهى // 1210 ت م (المصدر: وكالة الانباء السعودية (واس ) بتاريخ 12 نوفمبر 2008)
البعـــد الآخــــــر ابننا الحُسَيْن أوبامَا!!!
بقلم: برهان بسيس بدت أمريكا في ذروة شبابها وتألّقها وهي تختار أوباما رئيسا لها مسترجعة بقرار تاريخي شيئا من إعجاب العالم وتعاطف الناس الذي بلغ درجاته النفي والعدم متحوّلا إلى كراهيّة ورفض هي كل ما جنته لفائدة أمريكا سياسات الرئيس بوش وهي تجسّد المعنى الأقصى لما عرف في الأدبيّات السياسيّة بظاهرة الأمبرياليّة وتوابعها من الاصطلاحات السلبيّة كالغطرسة والعدوانيّة والغرور والتسلّط. أوباما سليل الدم الإفريقي حقّق في خيال المعجبين استرجاعا لأساطير القصص الجميلة التي تنتهي بانتصار الضحيّة ليستردّ التاريخ طهوريّته مع البطل الذي ينهي ظلم الظالم لفائدة نصر مشوّق للمظلوم، فرحلة العبيد إلى الأرض الجديدة فسخت قرونا من العذابات بجرّة ديمقراطية شهيّة عيّنت أسْمَرَ على رأس بلد الأحلام التي تتقاسم مسكنها نجاحات باهرة للأمّة وجراحات غائرة لجزء من شعب هذه الأمّة. فجأة نسي العالم رهانات هذه الانتخابات وترك وراء ظهره تحاليل السياسة ومعادلاتها التقليديّة منجذبا وراء الواجهة الرومنسيّة للحدث وهو يعاين الصعود التاريخي لنجم شاب أسمر لم ينتصر على غريم جمهوريّ في معركة انتخابيّة عابرة بل هزم بضربة ساحر قرونا وعقودا من عقد أمريكا وذنوبها وذاكرة عذاباتها ومظالمها. نحن العرب أيضا أخذنا مخدّر الإعجاب والانبهار بعيدا، فالإغراء الأمريكي أكبر هذه المرّة من اللعب على أوتار الغبن الديمقراطي العربي الذي تهيج مراراته مع كل مهرجان انتخابي حرّ في أيّ بلد من العالم، بل هذه المرّة امتدّت سطوة الأسمر الأمريكي لتوهم العرب ببعض من الحدس العقلاني والكثير من الانطباعات الخرافيّة بأن لهم نصيبا في انتصار أوباما الذي أصبح مخيال الخرافة الشعبيّة العربيّة يرتاح للتأكيد على أن اسمه الكامل هو باراك حسين أوباما. الحدس العقلاني يدفع ببعض العرب إلى تعليق آمال مهمّة على ولاية الرئيس الأمريكي الجديد اعتبارا إلى أنّ الرئيس السابق بوش قد وضع سقف الخيبات عاليا جدّا بحيث لا يمكن لأحد أن ينتظر سياسات أمريكيـــــــة أكثر سوءا ممّا صنع ونفّذ بوش وأعوان إدارته. أكثر المتفائلين قالوا أنّ هذا الأسمر المنتصر على مظالم التاريخ سيكون بالضرورة عونهم على هزيمة مظلمتهم في فلسطين تحديدا أين تسكن قلب المظلمة التي تكوي تاريخ العرب بنار استعصاء التنمية والاستقرار والديمقراطية والحريّة والرّخاء الإنساني. يذهب التفاؤل أشواطا من الجنون لم يبق له غير توقّع أن يطلب أوباما لبلده عضويّة في جامعة الدول العربيّة واعتذارا – على الطريقة الشيعيّة تجاه مقتل الحسين – عن إسقاط نظام الرئيس صدّام واحتلال العراق!!! أو إنذارا لا يقبل المماطلة لإسرائيل لتنسحب فَوْرًا من الأراضي المحتلة سنة 67 مع وَعْدٍ من الرئيس الأمريكي الشاب بمراجعة قرار تقسيم فلسطين الذي أسّس لبداية المظلمة ولكن بعد أن ينجح في الفوز بولاية ثانية!!! أوهام تموت وأخرى تٌولد دون أن تكون لَنَا القدرة نحن العرب أن نفهم المعادلة الحقيقيّة المتحكّمة في مسارات التاريخ رغم بساطتها: «لا تغيّر انتخـــــــابات أمريكيّة ما بقوم حتّى يُغيِّروا هُمْ ما بأنفسهم». في انتظار ذلك، هنيئا لأمريكا وأمريكا فقط برئيسها الجديد. (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 12 نوفمبر 2008)
‘فن الخط العربي بين العبارة التشكيلية والمنظومات التواصلية’
تونس ـ ‘القدس العربي’ – من سفيان الشورابي: ‘فن الخط العربي بين العبارة التشكيلية والمنظومات التواصلية’ هو عنوان كتاب فني تونسي جماعي في فن الخط العربي أصدره في المدة الأخيرة المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون ‘بيت الحكمة’. وشارك في وضع هذا الكتاب الذي اخرج في نسخة أنيقة من الحجم الكبير نخبة من العلماء والفنانين والنقاد والباحثين في تاريخ الفن والحضارة الإسلامية من تونس وعدة بلدان عربية وإسلامية والذين أسهموا بأبحاثهم في أيام الخط العربي الثانية التي احتضنها المجمع سنة 2006. ويعد هذا الأثر القيم شاهدا على منزلة فن الخط العربي في الحضارة العربية الإسلامية ودليلا على قدرة هذا الفن على الإسهام في مراكمة ثقافات الرؤية الفنية الراهنة باعتباره احد الضروب الكبرى في منظومة الفن العربي الإسلامي إلى جانب فن الرقش وفن العمارة ولكونه ثريا بمواطن الطاقة الإبداعية الخلاقة التي تحتمل تصريفا ذكيا للشكل وهو ما أكده الأستاذ خليل قويعة المشرف على انجاز الكتاب. وراوحت البحوث المقدمة بين الخط العربي في السياق الخلدوني وتاريخ هذا الفن من نشأة الكتابة إلى نشأة البنية الجمالية مرورا بلمحات من تطور الكتابة والخط في تونس إلى نهاية القرن الخامس الهجري ومدى حضور الخط العربي كمادة للتدريس في معاهد الفنون الجميلة ومدارس الفنون والحرف في تونس وصولا إلى الأبعاد التشكيلية والجمالية لصورة الحرف العربي ولروحانية فن الخط والرهانات الأسلوبية المعاصرة . وقد خصص حيز هام في هذا العمل للخطوط المغربية وخاصة ما يتعلق بالتراث القيرواني إلى جانب الخطوط المشرقية وذلك نظرا إلى أن هذه الخطوط تشكل جزءا من ثقافة فن الخط العربي. وتخللت ‘فن الخط العربي بين العبارة التشكيلية والمنظومات التواصلية’ الذي تضمن أكثر من 300 صفحة مجموعة من الأعمال الإبداعية الخطية لثلة من الفنانين تصدرتها لوحة للخطاط التونسي الراحل علي ناصف الطرابلسي (1948 ـ2008 ) والذي قدمت ‘بيت الحكمة’ في هذا الكتاب إهداء إلى روحه بما انه خدم تراث الخط العربي في إبداعاته التشكيلية وأخصب الحروف القيروانية والمغربية بشيء من كيانه فضلا عن مشاركته الفعالة في أيام الخط العربي في مناسبتين ‘قرطاج 1997 و2006’. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 نوفمبر 2008)
بعض آثار انخفاض أسعار النفط على العمالة العربية
توفيق المديني
تعتبر الدوائر الغربية انخفاض سعر برميل النفط إلى ما دون 60 دولاراً شيئاً جيداً. ففي ظل تداعيات الأزمة المالية العالمية على صعيد الأسواق المالية كلها، هاهو العالم يشهد تراجعاً في سعر برميل النفط إلى أكثر من النصف منذ أن سجل الرقم القياسي 147،50 دولاراً في 11 يوليو 2008. فبعد أن بلغ سعر البرميل الواحد في هذا الصيف حوالي 150 دولاراً، واعتقد الجميع أن البلدان المنتجة للنفط سوف تكون بمنأى عن التداعيات الخطيرة للأزمة المالية العالمية التي ضربت الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا،ها هو تراجع سعر النفط يكشف لنا أن البلدان النفطية ليس لديها بنية مالية بعيدة عن المناعة. ويرى الخبراء الغربيون في انخفاض سعر برميل النفط عنصراً من شأنه أن يخفف بحدود معينة حدة الانكماش الذي يضرب الاقتصاد العالمي، ولا سيما في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا. وفضلاً عن ذلك، فقد ترافق مع انهيار أسعار النفط تراجع عام في أسعار المواد الأولية، وهذا بحد ذاته سيخدم مصالح المتعهدين والمستهلكين. يقول رئيس البنك الفرنسي كريستيان نويير، في هذا الصدد: «نحن نشهد منذ شهرين انقلاباً في الصدمة النفطية والغذائية التي عاقبت بشدة النمو الاقتصادي خلال النصف الأول من السنة». وهو يعتقد أن هذه الآفاق ـ استمرار انخفاض المواد الأولية ـ سيسرع من إعادة الإقلاع الاقتصادي. مع انخفاض سعر برميل النفط إلى ما دون 60 دولاراً، تكون مرحلة الرخاء شارفت على نهايتها بالنسبة للبلدان المنتجة للنفط، ولاسيما للدول التي تمتلك كثافة سكانية كبيرة، والتي وظفت أموال الريع النفطي في تمويل سياستها العمومية ـ الشعبوية أحياناً ـ مع تحقيق توازن في الموازنة في الوقت عينه. لا شك أن البلدان الحساسة لهذا الانخفاض، مثل إيران، العراق، و فنزويلا، ستعرف أوضاعاً اقتصادية صعبة، إذ تشكل مبيعات النفط لها المصدر الرئيس من العملات الصعبة والضامن الممول لموازناتها العامة بنحو 90 في المئة. فقد حصلت الدول النفطية على عائدات تقدر بحوالي 1000 مليار دولار في سنة 2007، وأمنت لها الأسعار المرتفعة جدا للنفط في النصف الأول من سنة 2008 عائدات كبيرة. البلدان المنتجة للنفط ليست سواسية، فتكاليف انتاج النفط ليست واحدة، ولا حتى «نفس العائدات» من مبيعات الذهب الأسود، أو نفس الانضباط في الموازنة. وحسب تحليل صندوق النقد الدولي، فإن العراق يظل البلد الأكثر عرضة للتأثر بتراجع أسعار النفط، إذ يقتضي برنامج إعادة الإعمار للصناعة النفطية أن يكون سعر برميل النفط بحدود 110 دولارات. والعراق الذي يمتلك ثالث أكبر احتياط نفطي في العالم، يتمنى أن يضاعف إنتاجه من النفط لكي ينقله من 2،5 إلى 6 ملايين برميل يومياً في السنوات العشر القادمة، وأن تساهم الشركات النفطية العالمية في الاستثمار في البنية النفطية. أما إيران التي تمتلك ثاني أكبر احتياط نفطي في العالم، فهي تأتي في المرتبة الثانية، إذ يتطلب تحقيق التوازن في موازنتها أن يكون سعر البرميل 90 دولاراً، تليها فنزويلا (حوالي 80 دولاراً). وفي الجزائر يتطلب المشروع الضخم للاستثمارات العمومية في البنية التحتية «السياسة الصناعية الجديدة» الذي يهدف إلى تجسيد القطيعة مع التبعية للعائدات المتأتية من الريع النفطي، بفضل تنوع اقتصادها، أن يكون سعر البرميل بحدود 56 دولاراً. أما البلدان الخليجية القليلة السكان مثل دولة قطر، ودولة الكويت، وليبيا، والمملكة العربية السعودية، فإنها بإمكانها أن تكتفي بالتناوب بالأسعار التالية: 24، 33، 47، و49 دولاراً. ولما كانت الدول الخليجية الغنية بالنفط تشكل خشبة الخلاص الاقتصادي لعدد من الدول العربية التي تعاني ازمات اقتصادية وفائضاً في العمالة، مثل مصر، وسوريا، والأردن، فإن أي تراجع في أسعار النفط، يتردد صداه في معظم الشرق الأوسط. كما وجدت الدول الخليجية نفسها في قلب أزمة مالية عالمية. وحسب تقديرات علماء الاقتصاد المصريين، فإن حوالي نصف التحويلات البالغة 6 مليارات دولار التي تحصل عليها مصر سنوياً تأتي من تحويلات العمال المصريين البالغ عددهم أكثر من مليوني مواطن يعيشون في الخليج، إضافة إلى أن 60 في المئة من السياح الذين يزورون مصر سنوياً يأتون من منطقة الخليج. وتعتبر سوريا أيضا المستفيدة الرئيسة من الاستثمارات الخليجية في المشاريع العقارية الكبرى، في ظل العزلة الدولية التي تعانيها، إضافة إلى العقوبات الاقتصادية الأميركية التي فرضت عليها… ويقول الخبير الاقتصادي السوري، ورئيس مركز البحوث والتوثيق في دمشق، نبيل سمّان: «أتوقع أن تتباطأ الاستثمارات من الخليج، أو تتوقف لأن عليهم مواجهة مشكلاتهم قبل أن يستثمروا في بلدان أخرى. وسوف تتأثر تحويلات السوريين العاملين في الخليج، فهناك حوالي مليون سوري في منطقة الخليج». ويحصل الأردن على نحو ملياري دولار سنوياً من التحويلات التي يرسلها العمال الأردنيون في الخليج، ويتلقى مساعدات مالية بقيمة 500 مليون دولار من المملكة العربية السعودية وحدها.
(المصدر: صحيفة « المستقبل » (يومية – لبنان) الصادرة يوم 12 نوفمبر 2008)
طارق الكحلاوي: خريطة مستشاري أوباما توضح حدود التغيير
حوار – هادي يحمد طارق الكحلاوي توقعات وآراء عربية وإسلامية متباينة حول التغييرات المحتملة في السياسة الأمريكية الخارجية في ظل إدارة الرئيس القادم باراك أوباما، تتراوح بين التفاؤل الحذر والتشاؤم المطلق. وما بين هذا التفاؤل والتشاؤم يتناسى الكثيرون رحلة أوباما الانتخابية الطويلة وفريق عمله ومستشاريه الذين شكلوا معه ما يمكن أن يطلق عليه فلسفة التغيير في سياسات أمريكا الخارجية، والذين يتوقع أيضا أن يكون لهم، إلى جوار أوباما، دور رئيسي في سياسات أمريكا الشرق أوسطية. حول هذا الموضوع، التقت شبكة « إسلام أون لاين.نت » بالخبير الإستراتيجي الدكتور طارق الكحلاوي أستاذ تاريخ الشرق الأوسط بجامعة « روتجرز » الأمريكية، حيث حث على عدم التسرع في إصدار الأحكام المسبقة حول سياسات أوباما المتوقعة، ورأى أن ثمة تغييرا سيحدث، لكنه على أي حال لن يكون تغييرا راديكاليا. ويشرح الكحلاوي في هذا الحوار، المراحل التي مرت بأوباما خلال حملته الانتخابية فيما يختص بالملفات الخارجية، وخاصة تجاه الشرق الأوسط، وكيف تغير فريق مستشاري أوباما أكثر من مرة، حتى وصل عشية الحملة مباشرة إلى تكوين مزيج متعدد من مستشارين ضموا أطيافا سياسية مختلفة ونظرات متباينة لمجال العلاقات الدولية. ويرى الكحلاوي أن مجمل النسق الخطابي لأوباما إنما يعبر عن وجود فلسفة تقوم على أولوية الدبلوماسية على القوة في مجال العلاقات الدولية، ومن ذلك طرحه شعار « الحوار مع الأعداء »، لكن هذا الخطاب يخلو من أية تفصيلات تتعلق بمواقف محددة في تنفيذ السياسة الخارجية. ومن ثم فإن كيفية معالجة أوباما لملفات كالحرب على « الإرهاب » أو الانسحاب من العراق، أو كيفية عمل فريقه في إدارة الصراع الإسرائيلي، إنما تبدأ أولا من دراسة حملته الانتخابية وصولا إلى الأسماء المتداولة اليوم لشغل مناصب رفيعة في الإدارة الجديدة، وثانيا لا ينفصل ذلك عن المعطيات القائمة داخل أمريكا من أزمات مالية وغيرها، إلى معطيات خارجية تتعلق بالأولويات الهامة لدى الإدارة الجديدة. وفي ما يلي نص الحوار: * فاز رافع شعار « التغيير » باراك أوباما برئاسة أمريكا.. هل تتوقعون، وفقا لما هو معلن في برنامجه الانتخابي وتصريحاته المختلفة، أن يحدث أوباما « تغييرا » في سياسة الولايات المتحدة الخارجية بشكل عام؟ – أولا ثمة إجابة قصيرة على هذا السؤال الذي يتطلب وضع الحدود العامة لهذه المعضلة، أي معضلة السياسة الخارجية الأمريكية، والتي لا يجب التعامل معها بتسرع كما يفعل البعض سواء بالاستنتاج بأنه « لن يكون هناك تغيير » أو أنه « سيوجد تغيير راديكالي »، فالإجابة القصيرة هي أنه سيوجد تغيير لكن يبقى أن نبحث ماهية هذا التغيير. أما الإجابة الطويلة فأكثر تعقيدا بكثير، وأعتقد أنه يجب اتخاذ الحيطة في هذا الملف، من خلال التفرقة بين مستويين: الأول المستوى الخطابي الذي تبناه أوباما، والثاني مجمل المعطيات القائمة. والحقيقة أن خطاب أوباما يخلو من أي تفصيلات تتعلق بمواقف محددة في السياسة التنفيذية، بل هو مجرد فلسفة عامة مؤطرة تقوم على محور أساسي هو أولوية الدبلوماسية على القوة، ومن ثم مركزية شعار « الحوار مع الأعداء »، ويستحضر أوباما في ذلك سياسات الرئيس الراحل جون كينيدي في سياق الحرب الباردة. ويستهدف هذا الشعار المركزي بشكل خاص التمايز عن « عقيدة بوش » أو ما أصبح معروفا بـ »إستراتيجية الحرب الاستباقية »، ولقي شعار أوباما هذا تجاوبا، خاصة من قبل الرأي العام الأمريكي الذي فهم جيدا مأزق سياسات القوة كما أدارتها مجموعة المحافظين الجدد، والنظر إلى ماكين باعتباره امتدادا لسياسة بوش، خاصة أنه كان ينوي تعيين أقطاب قدامى من المحافظين الجدد وخاصة من مركز أبحاث « مشروع من أجل قرن أمريكي جديد »، في إدارته في حالة فوزه في الانتخابات. الأمر الآخر أن موضوع « التغيير » في السياسة الخارجية لأوباما يجب أن ينظر إليه كنقطة رئيسية ضمن السياق العام الذي سمح لأوباما بالوصول إلى السلطة. ويعتبر السبيل الوحيد المتبقي لمحاولة استشراف أي سياسات تنفيذية هو قراءة خريطة مستشاري أوباما المتغيرة عبر الأشهر الأخيرة. فقد كان أوباما في بداية حملته شديد الحرص على أن يحيط نفسه بنمط من المستشارين التقليديين للمرشحين الديمقراطيين. وهكذا كان مارك ليبرت مستشاره الشاب للشئون الخارجية في ربيع 2007 يعمل تحت إشراف « واقعي تقليدي » مثل ريتشارد هولبروك. لكن في هذه الأثناء بالذات نشأ داخل وحول الحزب الديمقراطي تيار جديد من « الواقعيين الجدد » الذين كانوا يحاولون التمايز بشكل أكثر جدية وعمقا عن تيار المحافظين الجدد وحتى عن الواقعيين التقليديين، وهو تيار يركز على صياغة التحالفات ليس على أساس ثوابت إستراتيجية ذات خلفيات أيديولوجية أو عقدية، وهو الأساس الذي يطرح المحافظون الجدد عليه رؤيتهم للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية مثلا، ولكن على أساس آخر يستهدف قبل كل شيء خصوصية « المصلحة القومية الأمريكية »، ومن ثمة عدم تطابقها بالضرورة مع أي مصلحة أخرى. وهكذا مع تقدم أوباما في الاستطلاعات وبروزه خلال صيف وخريف العام 2007 كأبرز منافس لهيلاري كلينتون، أحاط نفسه بمجموعة من المستشارين الكبار الذين كانوا يميلون بشكل واضح نحو تيار الواقعيين الجدد حديث النشأة. وكانت هذه العلاقة محط أنظار الكثيرين، خاصة من داخل تيار المحافظين الجدد، الذين رأوا في الأسماء التي اختارها أوباما إشارة إلى رؤى « عدائية » ضد إسرائيل. ومن ثم تزايدت حملة الضغط على أوباما مع تحقيقه انتصارات في ولايات كثيرة في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي مع بداية سنة 2008 وربيع نفس السنة، ومن ثم تحوله إلى منافس حقيقي على ترشيح الحزب الديمقراطي. ونتيجة هذا الضغط اتجه أوباما إلى إعادة تشكيل خطابه الانتخابي بشكل يطمئن تيار اللوبي الإسرائيلي من الديمقراطيين، وهو ما أدى إلى مغادرة وجوه من فريق الواقعيين الجدد بشكل تدريجي حملة أوباما. وفي صيف عام 2008، قام أوباما بضم رموز تقليدية من داخل الحزب الديمقراطي، من العاملين في شئون الشرق الأوسط خاصة من المساعدين السابقين للرئيس كلينتون، إلى قائمة مستشاريه، غير أن ذلك حصل في سياق تضخمت فيه حلقات المستشارين إلى أن وصلت في منتصف شهر يوليو إلى 300 شخص (وصفها البعض بـ »وزارة خارجية بديلة ») ما أصبح فيه من غير الممكن تحديد توجهات السياسة الخارجية في ظل التنوع الكبير للمستشارين. واستمرت الأوضاع على ما هي عليه حتى نهاية شهر أكتوبر حيث بدأت تتسرب الأنباء عن أسماء المرشحين لمناصب في إدارة أوباما بما في ذلك مناصب السياسة الخارجية، والملاحظة الأساسية الملفتة للانتباه أنه حاول الجمع بين وجوه من مستشاريه الأوائل من الواقعيين الجدد ووجوه من النخبة التقليدية ممن كانوا يحيطون بالرئيس كلينتون، وكذلك وجوه من الجمهوريين المحافظين التقليديين الذين عارضوا الحرب على العراق. ولدي ملاحظة أخيرة هنا وهي: أن دور جو بايدن الذي اختاره نائبا للرئيس لا يجب أن يتم تضخيمه إذ سيكون حتما أحد مستشاريه في السياسة الخارجية لكنه لن يكون بنفس الدور الاستثنائي الذي تميز به مكتب ديك تشيني، الذي كان يرسم فعليا السياسات التنفيذية في كثير من الملفات الخارجية، حيث كان ذلك جزءا من طريقة عمل الفريق الذي رافق الرئيس بوش الابن إلى البيت الأبيض منذ البداية. وهكذا نحن إزاء ازدواجية بين خطاب معبأ بالشعارات العامة التي ترغب في التميز عن « عقيدة بوش » منذ بداية حملة أوباما، وتغير خريطة مستشاريه ومرشحيه لشغل مواقع تنفيذية عبر هذه الحملة وحتى بعدما بدأ الحديث عن تشكيل الإدارة الجديدة. وتغير خريطة المستشارين هذه تبدو متأثرة بالدواعي الانتخابية أكثر من كونها تعبر عن اتجاهات نهائية في السياسات التنفيذية المستقبلية. وهكذا تبدو المعضلة الحقيقية هي القدرة على استشراف السياسات التنفيذية لأوباما بعيدا عن المؤشرات التي تأثرت بأجواء الحملة الانتخابية. ويبقى عامل أخير يجب التنبه إليه أننا لسنا إزاء رئيس بتركيبة الرئيس بوش، أي شخص يحتاج إلى الكثير من النصح قبل اتخاذ القرار. وهنا تتدخل ميزة شخصية مهمة، إذ إنه برغم قلة خبرته، فإن أوباما يبدو شخصا يتمتع برغبة وقدرة كبيرتين على التعلم. كما أن خلفيته الثقافية الكونية والتي تتجاوز المحلية تجعله أكثر حساسية تجاه موضوع « صورة أمريكا في العالم ». وفي حالات يصعب عليه فيها الحسم ستلعب هذه الميزات الشخصية دورا هائلا في قراراته. * تحدث باراك أوباما عن سحب للقوات الأمريكية من العراق.. فإلى أي حد يمكننا أن ننتظر التغيير في الملف العراقي؟ – يجب النظر إلى الملفين العراقي والفلسطيني في إطار هذه الازدواجية بين الخطاب الانتخابي وتغير المستشارين. في الملف العراقي كل ما يشير إليه خطاب أوباما هو « ضرورة الانسحاب من العراق » ضمن جدول زمني محدد مع تجنب الغوص في التفاصيل (تم ذكر مدة 16 شهرا في البداية لكن تجنب العودة إلى الإشارة إلى فترات زمنية معينة). ومع قلة أنشطة تنظيم القاعدة في العراق والحديث عن نجاح خطة « زيادة القوات »، أصبحت مواقف أوباما حول « الانسحاب من العراق » تأتي في سياق التأكيد على « ضرورة تماهي خطة الانسحاب مع مقترحات القيادات العسكرية في الميدان ». غير أن هذا الموقف الغامض يبدو أكثر استجابة لضرورات الخطاب الانتخابي الذي عمل على عدم منح ماكين إمكانية تسجيل نقاط في الصراع الانتخابي. وفي المقابل فإن حلقة المستشارين التي أراد أوباما التركيز عليها في خضم حملته الانتخابية كانت مكونة أساسا ليس من أقطاب الديمقراطيين من المهتمين بالملف العراقي (مثل جو بايدن نفسه) بل من أوساط الجمهوريين المحافظين التقليديين من أمثال شاك هاجل والذي رافقه في زيارته الأولى والوحيدة إلى العراق، والذي يتردد اسمه بقوة الآن كأحد المرشحين لشغل مناصب متقدمة في الإدارة الجديدة. وهذه وجوه كانت منذ البداية ضد الحرب ودافعت بشكل مبكر عن موقف الانسحاب من العراق والتركيز الفوري على أفغانستان. على أن أمام أوباما ومساعديه الذين سيبحثون « خطة متدرجة للانسحاب » عائقا مركزيا يجب تخطيه، وهو القيادة العسكرية المكلفة بالإشراف على الحرب، والمكونة من الثنائي الجنرال ديفيد بتريوس والجنرال أوديارنو، اللذين أصبحا رمزين لخطة « زيادة القوات ». وأستحضر الآن فقرة مهمة من كتاب « الحرب في الداخل » لبوب وودورد، يشير فيها إلى حديث أحد أقطاب المحافظين الجدد، الجنرال المتقاعد جون كين الذي كان العقل المخطط لسياسة « زيادة القوات »، والذي أكد على ضرورة وضع قيادة عسكرية موالية لسياسة « زيادة القوات » حتى تصعب على أوباما، إن أصبح رئيسا، وضع خطة لسحب القوات، مما يجعله في تصادم مع « القيادات الميدانية ». أخيرا يجب أيضا فهم رغبة الإدارة الحالية في التوصل السريع لـ »اتفاقية أمنية » مع الجانب العراقي، فقد يؤثر ذلك على إدارة أوباما، وبالتالي لا يجب أن نغفل سياق فخاخ « نقل السلطة » بين الإدارة الراحلة والإدارة الجديدة. * وماذا عن ملف الصراع العربي الإسرائيلي؟ – بالنسبة للملف الفلسطيني يجب النظر إليه طبعا من زاوية الرؤية المحتملة لملف العلاقات الأمريكية الإسرائيلية. ومثلما هو الحال في الملف العراقي تأثر موقف أوباما بالازدواجية بين مستوى الخطاب الانتخابي وتغير فرق مستشاريه عبر الحملة الانتخابية. وتعرض أوباما لبعض الانتقادات بخصوص الموقف من إسرائيل، من قبل أشخاص من المحافظين الجدد العاملين في أوساط جمهورية، لكن هذه الانتقادات تعرض لها كذلك فريقه من المستشارين الذين ينتمون لتيار الواقعيين الجدد، بين خريف 2007 و ربيع 2008، من قبل اللوبي الإسرائيلي، إذ إن تتبع مواقف بعض هؤلاء المستشارين، مثل روبرت مايلي وسامنتا باور، يحيل فعلا على رؤى تخترق خطوطا حمراء تقليدية في الأوساط الأمريكية خاصة منها نقد السلوكيات الإسرائيلية، وهي رؤى تأتي في سياق الرؤية العامة لتيار الواقعيين الجدد التي سبق ذكرها. وكان يعني تغيير أوباما لمستشاريه، تبنيه لدعم اللوبي الإسرائيلي العامل داخل صفوف الديمقراطيين، والذي إن لم يكن من أوساط المحافظين الجدد، فإنه يمثل استمرارا لرؤى الواقعيين التقليديين الذي لا يرغبون في التشكيك بمقولة « تطابق » المصلحتين الأمريكية والإسرائيلية. وهكذا تحلق حول أوباما خاصة في الأسابيع التي سبقت زيارته إلى إسرائيل بعض الرموز من حقبة الرئيس كلينتون مثل دينيس روس، والذي يفضل التفاوض باسم الطرف الإسرائيلي على القيام بدور الوسيط الفعلي، رغم فهمه لمركزية الصراع العربي-الإسرائيلي في المنطقة. ويجب التنبيه هنا إلى أنه ليس كل من كان موظفا في إدارة الرئيس كلينتون يعكس بالضرورة رؤى من هذا النوع، فمن الضروري متابعة مواقف سوزان رايس التي كانت منذ البداية داعمة لحملة أوباما بالرغم من عملها في إدارة كلينتون سابقا. والوجه الأهم الذي يجب متابعته هو حاكم ولاية نيومكسيكو بيل ريتشاردسون الذي من المرجح أن يشغل منصبا ما في السياسة الخارجية وهو الذي كان من الأوائل الذين رفعوا شعار « الواقعية الجديدة »، ومن ثم دخلوا في صراع مع هيلاري كلينتون والنخبة التقليدية في الحزب. أيضا يجب الانتظار لرؤية ما إذا كان روبرت مالي، الذي كان مساعدا في الطاقم الأمريكي الذي أشرف على المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية خلال عهد الرئيس كلينتون، سيشغل أي موقع في الإدارة الجديدة خاصة أنه كان يرفض بشكل متكرر الرواية التي تحمل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات فشل المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية وهو ما جلب إليه الادعاءات بـ »العداء لإسرائيل ». إذن بعض هذه الأسماء من الأعضاء السابقين في إدارة كلينتون برزت من بين المرشحين لشغل مناصب متقدمة في إدارة أوباما آخر شهر أكتوبر. وكذلك برز اسم سامنتا باور من جديد بالرغم من استقالتها في شهر مارس من حملة أوباما. وهذا معطى آخر مهم في سياق تحليل استشراف السياسات التنفيذية المحتملة لإدارة أوباما في الملف الفلسطيني. إذ إن انتقادات باور -الأكاديمية المعروفة في جامعة هارفارد والتي تنشط أيضا في مجال حقوق الإنسان- للسياسات الإسرائيلية كانت بشكل متكرر محور ردود عنيفة من قبل اللوبي الإسرائيلي. ومن الواضح أن تفكير أوباما في إدماج شخصية مثل باور في إدارته يشير إلى عدم رغبته في تشكيل فريق من نوع واحد بالنسبة للملف الفلسطيني. وعلى الأرجح يرغب أوباما في الاستماع إلى آراء مختلفة وعدم الاقتصار على أفكار النخبة التقليدية للرئيس كلينتون، وهذا يشير في ذاته إلى تغيير في مقاربة الإدارة الأمريكية للموضوع بمجرد انفتاحها على رموز من تيار الواقعيين الجدد الذين يشككون في الخطوط الحمراء التقليدية. لكن يجب القول أن الملف الأساسي في ملفات السياسة الخارجية خاصة بالمنطقة لن يكون في البداية الملف الفلسطيني بل الملف العراقي. هناك نقطة أخيرة لها علاقة بالملف الفلسطيني بالرغم أنها لا ترتبط به بشكل مباشر، وهي موضوع « الحوار مع إيران ». هذا ملف ملح بالنسبة لإدارة أوباما لعدة اعتبارات منها الضغوط الداخلية وعلاقته بالملف العراقي وكذلك تقديمه كنموذج على إستراتيجية « الحوار مع الأعداء » منذ بداية الحملة الانتخابية. إذ إن حوارا مع إيران سيعني آجلا أم عاجلا حوارا حول طبيعة علاقة النظام الإيراني بالفصائل الفلسطينية خاصة الإسلامية منها، أي في الدرجة الأولى حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة وفي درجة ثانية حركة الجهاد الإسلامي. ومن غير الواضح إن كانت تبعات هذا الحوار المرتقب ستعني مزيدا من تأزم العلاقة الأمريكية مع هذه الفصائل أو التوجه نحو توسيع مبدأ « الحوار مع الأعداء » معها. لكن بدون شك، الحوار مع إيران سيؤثر بشكل كبير على مقاربة الإدارة الأمريكية للملف الفلسطيني وخاصة لطريقة التعامل مع الوضع في غزة. * بخصوص شعار الحرب على « الإرهاب » الذي رفعته الولايات المتحدة منذ أحداث سبتمبر 2001، هل تتوقعون تغييرا جذريا في سياسة الولايات المتحدة في هذا الإطار؟ يجب هنا تحديد معنى كلمة « تغيير جذري ». إن كان المعنى هنا هو التخلي تماما عن الحرب على التنظيمات التي ترفع راية « الجهاد ضد أمريكا » وخاصة تنظيم القاعدة (بمعزل عن موضوع مدى وجود بنية مركزية أو إيديولوجية لهذا التنظيم) فإن الجواب هو بكل تأكيد بالنفي، إذ إن الإدارة القادمة لن تكون إدارة متخلية عن العمل العسكري، بل إن جوهر العمل العسكري سيتحول من مواجهة دول إلى مواجهة تنظيمات وتحديدا مواجهة تنظيم القاعدة. وسيكون الهدف الرئيسي لهذه الإدارة في الملف الخارجي بالتحديد في هذا المجال: « تحقيق نصر على القاعدة ». و »التغيير الجذري » الذي سيحصل في المقابل هو في التعريف التنظيمي والجغرافي لـ »الحرب على الإرهاب »، إذ سيتم التخلي عن سياسة مواجهة القاعدة خارج مناطق تمركزها الأساسية، أي منطقة الحدود الأفغانية الباكستانية. وفي هذا السياق تأتي خطط الانسحاب من العراق. وقبل أسبوعين من موعد الانتخابات الرئاسية، وعلى هامش الحملة الانتخابية، برز إلى السطح جدال في الأوساط العسكرية والسياسية الأمريكية حول خطورة الوضع في أفغانستان. وهناك حتى دعوات من قبل بعض القيادات العسكرية للتفاوض مع جزء من حركة « طالبان » وضرورة وجود خطط فورية لزيادة القوات. وأعتقد أن هذا الجدال يهيئ الطريق لأوباما، إذ هذه تحديدا النقاط التي ستتوجه نحوها خطة « الحرب على الإرهاب » مع قدوم الإدارة الجديدة. وهذا التركز العسكري وخاصة الرغبة في تحقيق انتصارات على الحدود الأفغانية الباكستانية سيدفع بالضرورة باتجاه توتر العلاقات الأمريكية الباكستانية خاصة مع الضغط الأمريكي الذي سيزداد من أجل ضرب قواعد تنظيم « القاعدة » و »طالبان » داخل الأراضي الباكستانية. وسيكون للأزمة الاقتصادية التي تمر بها الولايات المتحدة دور في تشكيل الإستراتيجية العسكرية الأمريكية في المستقبل القريب خاصة المتعلقة بموضوع « الحرب على الإرهاب »، حيث إن الإنفاق العسكري الراهن في العراق سيتأثر ضرورة بتبعات الأزمة، ومن ثم سيبدو نقل القوات من العراق إلى أفغانستان، خاصة أنه سيتم في إطار قوات أقل عددا مما كانت عليه في العراق، ملفا ملحا بسبب علاقته المباشرة بالملف الاقتصادي، وفي إطار التقليل من الإنفاق الخارجي. وبالتالي لن يصبح التغيير في الإستراتيجية العسكرية خيارا يخضع لمدارس مختلفة في السياسة الخارجية بل سيصبح ضرورة لا يمكن تجاوزها. وبعبارة أخرى فإن حربا تركز على قوات خاصة متدربة على إستراتيجية « الحروب على المتمردين » ومن خلال إعادة تشكيل التحالف العسكري للقوات الأممية في أفغانستان، ستكون « الحرب النموذجية » في التفكير العسكري الأمريكي ليس فقط في سياق الحرب على « الإرهاب »، بل أيضا في سياق الأزمة الاقتصادية الراهنة. (المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 11 نوفمبر 2008)
ماذا حدث لأميركا وماذا يريد العالم من أوباما؟
حسن نافعة الحياة – 12/11/08// لم تكن المفاجأة الحقيقية بالنسبة لي فوز باراك أوباما في انتخابات 2008 وإنما فوز بوش بولاية ثانية في انتخابات 2004، وبغالبية مريحة، بعكس انتخابات 2000 التي شابتها عيوب كثيرة ولم تحسم إلا بحكم من المحكمة الفيديرالية في سابقة فريدة من نوعها. وكنت أعتقد أن بوش ارتكب خلال فترة ولايته الأولى ما يكفي من حماقات لإقناع الشعب الأميركي بعدم صلاحيته للقيادة. ولم يكن لدي تفسير سوى استغلال المحافظين الجدد لحالة الخوف التي سيطرت على مشاعر الشعب الأميركي منذ أحداث 11 ايلول (سبتمبر) عام 2001 والتي حرصوا على إبقائها متقدة. ومع ذلك فقد كنت على يقين من أن الشعب الأميركي لن يتأخر كثيرا في اكتشاف فداحة الخطأ الذي ارتكبه، وهو ما حدث فعلا حين بدأ يدرك أن إدارة بوش خدعته وكذبت عليه وارتكبت أخطاء وخطايا وجرائم تسببت في استنزاف دماء وموارد أبنائه في حروب يستحيل تحقيق النصر فيها، وبأنه قد يندم كثيرا على التمديد لولاية ثانية لبوش. ولم يكن يقيني هذا مبنياً على افتراض حسن النية بقدر ما كان مبنياً على قناعة بأن الشعب الأميركي لا يحب الخاسرين ولديه ميل غريزي للتخلص منهم بسرعة. فلو أن بوش كان قد حقق نصرا واضحا في حروبه على أفغانستان والعراق و «الإرهاب» لصفق له شعبه وربما سعى لتخليده في سجل التاريخ. أما وقد تأكد من استحالة تحقيق النصر في هذه الحروب، فلم يكن غريبا أن يشيح الشعب الأميركي بنظره بعيدا وأن يقرر معاقبة بوش والتصويت لصالح الحزب الديموقراطي في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في عام 2006. كانت قراءتي الخاصة لدلالة نتائج تلك الانتخابات تنطلق من افتراض أن الشعب الأميركي بدأ يتنبه إلى المأزق الذي قادته إليه سياسات بوش وتولدت لديه قناعة تامة بحتمية تغييرها. وفجأة ظهر شاب ملون في السادسة والأربعين من عمره اسمه باراك حسين أوباما، معلنا عن نيته في خوض معركة الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي للرئاسة، غير أن أحدا لم يأخذه في البداية على محمل الجد. ومع ذلك فما لبثت حملة الانتخابات الأولية أن أظهرت بوضوح أن هذا الشاب المغمور يملك سمات القيادة الكاريزمية ويجسد حلم الجماهير في التغيير. وحين تمكن أوباما من الفوز بترشيح الحزب الديموقراطي وكسب الجولة في مواجهة مرشحة قوية وعنيدة في حجم هيلاري كلينتون، كتبت أقول: «يرى كثير من المراقبين أن ما حققه أوباما حتى الآن هو أكبر بكثير مما كان متوقعا، ما يوحي ضمنا بأن فرصه في الوصول إلى البيت الأبيض تبدو ضئيلة. غير أنني أميل إلى الاعتقاد بأن الرغبة في التغيير، والتي تفور في أحشاء المجتمع الأميركي منذ فترة ليست بالقليلة، هي التي أنضحت التيار الملتف الآن حول أوباما. ولأنه ليس من المتصور أن يكتفي تيار واسع كهذا بـ «شرف المنافسة على مقعد الرئاسة»، فالأرجح أنه لن يهدأ بالا قبل أن يتمكن من الوصول بمرشحه المختار إلى خط النهاية ويقوم بإجلاسه فوق مقعد الرئاسة في البيت الأبيض! ولأنني شخصيا لا أستبعد ذلك، فلا شك أنني سأصاب بدهشة كبيرة، وليس فقط بخيبة أمل، إذا قدر لجون ماكين أن يفوز في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل» (الحياة: 11/6/2008). ثم بلغت قناعتي بفوز أوباما حدا دفعني لكتابة مقال آخر بعنوان: «رسالة مفتوحة إلى الرئيس أوباما!» قبل شهور من موعد الانتخابات بدأتها كالتالي: «أعلم أن الحملة التي تخوضها لم تنته بعد وأن الوقت المتبقي على الموعد المحدد لإجراء الانتخابات ما زال طويلا وكافيا لاحتمال وقوع أحداث قد تقلب الأمور رأسا على عقب. ومع ذلك لا يساورني شك، خصوصا إذا سارت الأمور في طريقها المعتاد أنك ستكون الرئيس القادم للولايات المتحدة» (الحياة 20/8/2008). ويبدو أن المسؤول عن تحرير صفحة الرأي في «الحياة» استكثر وصف أوباما بالرئيس في العنوان الذي اخترته للمقال فحذف كلمة الرئيس منه، وربما كان معذورا في ذلك! المهم أن أوباما فاز وأصبح رئيساً منتخباً وسط ذهول الكثيرين، ومع ذلك ظل السؤال الكبير حائما! في عامي 2000 و 2004 صوت الشعب الأميركي لصالح انتخاب ثم إعادة انتخاب مرشح جاهل مغرور كان في فترة شبابه المبكر طالبا فاشلا وسكيرا عربيدا وجد فيه تيار المحافظين الجدد، لأسباب كثيرة، ضالته المنشودة. ثم عاد هذا الشعب نفسه وصوت في عام 2008 لصالح شاب ملون من أب كيني مسلم وأم أميركية بروتستانتية بيضاء، وجد فيه تيار التغيير ضالته المنشودة. فكيف لمجتمع أن ينتقل هكذا من نقيض إلى نقيض ويفجر ثورتين متضادتين تماما خلال عقد واحد؟ قد يقول قائل بأن ذلك أمر طبيعي في مجتمع يحوي كل هذا الكم من التناقضات. فالمجتمع الذي شيد بنيانه على جثث سكانه الأصليين، وراكم ثرواته الأولى من عرق ملايين الأفارقة الذين استرقهم واستعبدهم على مدى قرنين من الزمان، واغتال زعماء من أمثال جون كينيدي ومارتن لوثر كنغ يسهل عليه تسليم زمام أموره لشاب أحمق توحي سماته بتخلف فطري واضح. غير أن هناك اكثر من وجه للمجتمع الأميركي. أما الوجه الآخر فتعكسه سمات وقيم مغايرة أفرزتها حرب أهلية قادها المجتمع الأميركي للقضاء على العبودية، ونظام سياسي يتميز بزخم وحيوية وقدرة على الابتكار والابداع ليس لها مثيل في أي نظام آخر، بصرف النظر عن تقييمنا لهذا النظام. وهذا الوجه الآخر للمجتمع الأميركي، والذي ما زال في أعماقه عنصريا وكارها للمسلمين، هو الذي قرر في هذه اللحظة تسليم زمام أموره لشاب من أصول أفريقية مسلمة. لست هنا بصدد البحث عن الأسباب العميقة التي أدت إلى وقوع تحول بهذه الضخامة، ولا أقصد أبدا الإيحاء بأن انعكاسات هذا التحول على القضايا العربية ستكون إيجابية بالضرورة، لكنني أود التوقف هنا عند نقطة محددة، أظن أنها مهمة، تتعلق بسلمية هذا التحول. فالتاريخ يعلمنا أن التحولات الراديكالية لا تتم عادة إلا بوسائل عنيفة، كالانقلابات أو الثورات، أما أن تتم تحولات من هذا النوع من خلال صناديق الاقتراع، فتلك نقطة يجب أن تحسب لصالح النظام السياسي الأميركي، بصرف النظر عن رأينا فيه أو تحفظاتنا على بعض جوانبه. فلولا ما يتمتع به هذا النظام من مرونة فائقة وقدرة على التأقلم وعلى مواجهة التحديات لما أمكن لشخصية تحمل سمات أوباما ومواصفاته، مهما كانت عبقريتها، أن تبرز. فالنظام السياسي الأميركي هو الذي صنع شخصية أوباما، وهو الذي تبناها ورعاها، وهو الذي دفع بها إلى مقدم الصفوف وأفسح لها المجال لتبوء موقع القيادة في لحظة أزمة عميقة تحتاج إلى منقذ. قد يرى البعض أنه لولا تفجر الأزمة المالية الأخيرة، وبهذه الحدة، لما انتخب أوباما رئيسا للولايات المتحدة. لكنني أختلف تماما مع هذا الرأي. لا أنكر أن الأزمة المالية ربما تكون قد ساعدت في «اكتساح» أوباما لخصمه وليس مجرد الفوز عليه، غير أن الرغبة العارمة في تغيير جذري للأشخاص والسياسات بدت حينئذ شديدة الوضوح، حتى من قبل تفجّر الأزمة المالية، ولم تكن قاصرة على الداخل الأميركي ولكنها شملت شعوب العالم كله والتي لو قدر لها أن تشارك في الانتخابات لاختارت أوباما وبغالبية كاسحة. نحن إذن أمام لحظة فريدة ليس فقط في تاريخ الولايات المتحدة ولكن في تاريخ العالم بأسره. ويتعين علينا أن نتذكر مجموعة من الحقائق إذا أردنا تفسيرا لانحياز العالم لأوباما بالذات واقتناعه بأن فوز ماكين يمثل امتدادا لسياسة بوش الخارجية. من هذه الحقائق: 1- قيام بوش بسحب توقيع الولايات المتحدة على اتفاق روما الخاص بتأسيس المحكمة الجنائية الدولية، في سابقة هي الأولى من نوعها، وهو ما قد يعد في حد ذاته دليلا على نياته العدوانية المبيتة ورغبته في القيام بعملية استباقية تجنب الجنود الأميركيين أي مخاطر قد تعرضهم للمحاكمة الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب. 2- قيامه بالانسحاب من «بروتوكول كيوتو» الخاص بحماية البيئة، وهو ما يفصح عن انحيازه السافر والصريح لكبار الرأسماليين والشركات الصناعية الكبرى في الولايات المتحدة، ودفاعه المستميت عن مصالحهم حتى ولو على حساب البشرية كلها. 3- دخوله في حروب ومغامرات عسكرية كبرى لا تتطابق أهدافها المعلنة مع أهدافها الخفية ولا تتسق مع روح ونصوص القانون الدولي. ربما يكون من المفيد هنا تذكير القراء بنتائج دراسة مسحية شهيرة كانت قد أجريت منذ ما يقرب من عامين لحساب المفوضية الأوروبية وتحت إشرافها. فقد تضمنت هذه الدراسة استطلاعا للرأي في الدول الأوروبية أكدت نتائجه أن غالبية الشعوب الأوروبية ترى أن الولايات المتحدة وإسرائيل هما الأخطر والأكثر تهديدا للسلم والأمن الدوليين. ثم جاءت الأزمة المالية الأخيرة لتكشف بوضوح عن ممارسات أميركية غير مسؤولة أضرت بالاقتصاد العالمي كله. وقد وجه مسؤولون أوروبيون عديدون انتقادات حادة لهذه الممارسات وطالب بعضهم بتغيير النظام المالي العالمي كله وباعادة النظر في المؤسسات المالية والاقتصادية الدولية التي أفرزتها اتفاقية «بريتون وودز». فما الذي تعنيه هذه الحقائق وما هي انعكاساتها المحتملة على السياسة الخارجية الأميركية. هي تعني ببساطة أننا أمام لحظة شديدة الخصوصية في تاريخ البشرية تتّسم بأمرين على جانب كبير من الأهمية، الأمر الأول: وجود غالبية كاسحة داخل وخارج الولايات المتحدة تطالب بتغيير سياساتها المتبعة حاليا. الأمر الثاني: أن هذه الغالبية بدأت تعلق أملها الآن على رجل واحد اسمه باراك حسين أوباما. والسؤال: هل بوسع هذا الرجل أن يكون على مستوى التحديات والتوقعات ويتمكن من إنجاز التغيير الذي يأمل فيه العالم؟ للإجابة على هذا السؤال يتعين علينا أن نعيد التذكير بعدد من الحقائق الأساسية: 1- يدرك أوباما، وهو ابن الثقافة والمجتمع الأميركيين انه يدين بفوزه للناخبين الأميركيين وحدهم وليس لأحد غيرهم، وهدفه الأساسي هو الدفاع عن المصالح الأميركية كما يدركها. 2- أن الطبقات المتوسطة والدنيا، خصوصاً من الشباب، هي التي منحت أوباما أصواتها وتحمست لبرنامجه للتغيير ومن ثم فستكون رعاية مصالحها هي المكون الرئيسي في إدراكه للمصلحة الوطنية الأميركية. 3- سيكون لدى أوباما، بحكم تربيته ونشأته وصفاته الشخصية ونوع التعليم الذي تلقاه، ميل طبيعي لاحترام القانون والتصرف بحكمة وهدوء وعقلانية في مواجهة الأزمات. في سياق هذه الحقائق يسهل استنتاج أن معالجة الأزمة المالية ستكون على رأس جدول أعمال أوباما فور دخوله البيت الأبيض وربما قبل ذلك. ولأنها أزمة يصعب علاجها من دون تعاون دولي واضح ومشاركة فعالة من الأطراف الرئيسية الفاعلة في النظام الدولي، فضلا عن أن أوباما يدرك أن عصر الهيمنة الأميركية المنفردة على العالم ولّى ولا سبيل إلى استعادته، فمن المتوقع أن تنجم عن الأزمة المالية تفاعلات في الداخل والخارج قد تولد زخما يساعد على الاقتناع بحتمية إصلاح منظومة المؤسسات الدولية كلها، بما فيها الأمم المتحدة، وهو ما سيعد، إن حدث، تطورا إيجابيا مهما. فالعالم لا يطلب الولايات المتحدة في هذه المرحلة بأكثر من أن تكون دولة تحترم القانون الدولي. فهل يتمكن أوباما من إعادة الاعتبار إلى القانون الدولي الذي انتهكه سلفه؟ هذا هو السؤال الأهم. فاحترام أميركا للقانون سيجبر الدول الأخرى، ومن بينها إسرائيل، على احترامه. * كاتب مصري (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 نوفمبر 2008)
حركة الأحواز »الإسلامية » والانفصال عن دولة إيران « الإسلامية »!
علي عبدالعال خريطة إقليم الأحواز (عربستان) عودتنا الحركات الإسلامية في العالمين العربي والإسلامي ألا تتجاوز مطالبها استبدال الشريعة الإسلامية بالأنظمة العلمانية الحاكمة، إلا أننا وجدنا في الأحواز (عربستان) حركة « إسلامية » نشأت متجاوزة لهذا المطلب من خلال سعيها إلى الانفصال أو (الاستقلال) عن دولة « إسلامية » قائمة هي إيران. فمنذ سيطرت الدولة الفارسية الشيعية على الإقليم عام 1925 لم يكف أبناء (عربستان) ـ الإقليم العربي ذوي الكثافة ـ عن الاحتجاج والتمرد من أجل الانفصال عن إيران والاستقلال بدولتهم، وكانت لهم حركاتهم وجماعاتهم التحررية التي تنوعت مشاربها وانتماءاتها الفكرية، وعلى الرغم من حداثة الحركة الإسلامية فيها، والتي ظهرت مع بداية الثمانينيات، إلا أنها أضحت سريعا واحدة من أبرز حركات المواجهة مع طهران، خاصة « بعدما انتهت بالفشل جميع التيارات القومية والشيوعية والأفكار المتشعبة منها »، حسبما يقول (عُمر عثمان الحياوي) – الأمين العام ومسئول القيادة الميدانية للمنظمة الإسلامية السنية بالأحواز – الذي أوصى في بداية حوارنا أن يُصدر اللقاء بعبارة: « ليس هناك من حل جذري لتحرير الأحواز سوى رفع راية الإسلام الحقيقية ». وبالمناسبة فكل قيادات وعناصر هذه المنظمة مطاردون من قبل إيران، وغالبا ما يستخدمون أسماء حركية من أجل التنقل داخلياً أو بين الدول، أو عند مخاطبتهم وسائل الإعلام ومن ثم تعذر نشر صورة لمحاورنا.
خارطة الحركات الأحوازية
*هل ترسم لنا خارطة للحركات الإسلامية السنية الأحوازية في الداخل؟ وإن كان ثمة عناصر شيعية تعمل في إطارها؟ ـ الشعب العربي الأحوازي – بشكل عام- هو شعب مؤمن ومتدين، لهذا لا يمكن أن نفصله عن دينه، بأي حالٍ من الأحوال، ولهذا ظهرت على الساحة الأحوازية المعاصرة، بعض التيارات الدينية التي لم تنجح بعد الثورة الـ »خمينية » وبعد قمع كافة الحركات الإسلامية وغيرها في تلك الفترة. وفي نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، بدأت تتبلور « الحركة الإسلامية السنية » في الأحواز المحتلة، كتيار إسلامي سياسي، وكفكر مخلص للشعب من الاحتلال الفكري والعسكري الإيراني، وأضحت في أوائل التسعينيات على شكل مجموعات، تنظم نفسها كخلايا فاعلة ونشطة، وفي بداية القرن الحالي ظهر التيار السني كقيادي للمجموعات الإسلامية على الساحة الأحوازية كلها. *هل تجمع « المنظمة الإسلامية السنية » كل طيف الإسلام الحركي في الأحواز؟ أم أن هناك إسلاميين غير منضوين تحت لواء الحركة؟ ـ هناك حزب إسلامي شيعي كان يعمل في إطار دستور دولة الاحتلال الإيرانية، معروف بحزب (الوفاق الإسلامي)، كان ينشط في فترة رئاسة خاتمي، وهو كحزب ظهر لشق صفوف الأحوازيين ليتداخل بين المناضلين كحزب أحوازي، وبعد انتخاب رئيس دولة الاحتلال الإيرانية الحالي « نجاد »، لوحقت عناصر الحزب الوطنية وانتهى مصير ساسته في إبعادهم إلى طهران، وبشكل عام فالتيار الإسلامي الشيعي « الأحوازي » هو تيار محسوب على إيران، لاتباعه منهج المرجعية الدينية الإيرانية، وعدم وجود موقف صريح من الاحتلال الإيراني للأحواز. أما عن المنظمة السنية فقد اتسع نطاقها التنظيمي والسياسي بشكل واضح، بعد ضم أغلب القيادات الفكرية السنية، حتى صار لها خلايا منتشرة في كافة مدن الأحواز المحتلة، من الأحواز العاصمة التي تعرف ب (الناصرية)، ومدينة عبادان، والمحمرة، في إطار مجلس الشورى عام 2003 الذي سمي لاحقا بالأمانة العامة. وبعد تأسيس قاعدة المنظمة التنظيمية، ظهرت كمنظمة إسلامية ذات توجه عروبي ووطني، وذات فكر سياسي واضح المعالم بني على مفاهيم ومبادئ أساسية جوهرها الإسلام الحنيف وبإطار وطني عروبي خالص، لكن بشكلٍ عام فالمنظمة لا تشترط أن يكون المنتمي لصفوفها إسلاميا بالضرورة، وما يهمنا نحن كتنظيم أن يكون المنتمي للمنظمة يسير على الخط السياسي لها، ويؤمن بمبادئها وهي: تحرير الأرض والفكر الأحوازي، ولهذا تجد في المنظمة الكثير من العناصر الجعفرية، والقومية، والوطنية، وحتى العناصر ذات الفكر التحرري المعتدل، علاوة على وجود إخوتنا من الصابئة المندائيين والمسيحيين في إكمال بناء بيت المنظمة الإسلامية السنية الأحوازية. *ماذا عن الفكر الجهادي، ألا يوجد من يدعو له بين الأحوازيين؟ ـ الأحوازيون عبر التاريخ شعب مؤمن مجاهد، والجهاد فرض عين وحق من حقوق شعبنا لا يمكن التنازل عنه، كما أنه يدعم مشروعية المقاومة في الأحواز، خاصة وبلادنا ترزخ تحت حكم عسكري منذ 83 عاما من عمر الاحتلال الإيراني، ولهذا تجد دوما الشعب في حالة الدفاع عن نفسه. *هل ثمة تنظيمات أو حركات مسلحة معروفة في الأحواز؟ ـ نعم هناك جماعات مسلحة على شكل خلايا منظمة في كافة المدن، لكنها في طور التكامل، ولا تقارن بالإمكانيات العسكرية لدولة الاحتلال على الإطلاق، ودورها اليوم يقتصر على محاولة الدفاع عن النفس أمام هجمات العصابات الإيرانية الشرسة على المدن والأحياء. ومؤخرا ظهرت على الساحة « الحركة الوطنية للمقاومة الأحوازية » بقيادة فيصل العبده، ولها تواجد ونشاط في الحميدية والبسيتين والملاشية والفلاحية والأحواز العاصمة، وهناك أيضا الكثير من الخلايا كفتح ومجد الأحواز، لكن نشاطها الإعلامي ضعيف جدا. *تحدثت كثيراً عن الاستقلال عن (الاحتلال) الإيراني لبلادكم بينما تتناقل تقارير بشأن علاقات تجمعكم بدولة الكيان الصهيوني، ما صحة ذلك؟ وما لون هذه العلاقات؟ ـ ليس لدينا أية علاقة بإسرائيل على الإطلاق، وإن كان اليهود هم من بني عمومتنا باعتبارنا وإياهم ساميين، فلا نريد أن نخلط المشاكل السياسية في منطقة الشرق الأوسط بديانات وثقافات شعوب يمكن أن تكون لنا معهم علاقات إنسانية جيدة. *وماذا عن علاقتكم بمنظمات علمانية في الداخل والخارج؟ ـ لا يسعني إلا أن أقول لا ضير في علاقتنا معهم، ونحن وإياهم على مبدأ: « لكم دينكم ولنا دين »، إن كان ذلك من مبدأ المصلحة المشتركة، وأقول: نحن تيار تحرري وإصلاحي في نهاية الأمر، نبحث عن تحرير وطننا، ولا نسعى بأي شكل من الأشكال إلى تشكيل دولة إسلامية صرفة إذا ما تحررت الأحواز، وننشد دولة مستقلة كمثيلاتها من دول مجلس التعاون الخليجي.
ممارسات إيرانية في الأقليم
*ألا يثير موقفكم ـ كحركة إسلامية ـ في الخروج على إيران (الدولة المسلمة التي تطبق الشريعة) الاستغراب؟ ـ إن أخـذنا جدلاً بأن إيـران دولة إسـلامية أو تطبق (الشريعة الإسـلامية)، فإن مـنع وسـلب الحقوق القومية والدينية ومنـع تدريس لغة الإسـلام « العـربية » أو حتى التحدث بها في المدارس وجميع القطاعات المحلية الخاصة والحكومية في الأحـواز، وكذلك ملاحقة أهـل السنة والجماعة ومنعهم من جميع حقوقهم الدينية، ومنها افتتاح مسجد لهم، بل و تدمير مسجدهم الوحيد « مسجد الإمام الشافعي » في القصبة بالأحـواز، واعـتقال شيخه وطلابه، والحكم على أغلبهم بالإعـدام والسجن المؤبد والإبعاد، هـذا مع سلب جميع الحقوق المدنية ومنها تسمية الأبناء بأسماء عربية كأسـماء الصحابة وأمهات المؤمنين، بالإضافة إلـى الحكم بالسجن وحتى الإعـدام على من يرتدي الكوفية العربية « الحمراء » و اتهامه بالانتماء للوهابية، علاوة على تشريد الآمنين من منازلهم إلـى العمق الإيراني، واغتصاب الأراضي، وسياسات التفريس الممنهجة، جميـعها توجب علينا الدفاع عن أنفسنا كشـعب عربي مسلـم، هـذا حق إسـلامي أصيـل لن. وأضحى واضحا لجميع المراقبين للشأن الإيـراني خلال ما يزيد عن 85 عام، بأن تأسيس الدولة الإيرانية في الأصل كـان قوميا على غرار الدولة التركية القومية، بل غالت إيران بالقومية حتى أضحت همها الأول والأخير، وبشكل عنصري وغير إنساني، وحتى التسـمية إيران التي كـانت تدعى « فارس » حتى عام 1936 م وتحولت إلـى إيـران، و تـعني الآريين باللغة الفارسية، هي تسمية عنصرية، وتعني النبلاء في اللغة الفارسية البهلوية، هـذا والجميع يـعلم بأن اللغة الفارسية فرضت على الشعب الآذري الذي تتحكم إيـران بسيادته وحريته وهو شـعب يقارب الـ20 مليون شخص، وكذلك هو الحال بعد قمع الدولة الكردية والسيطرة على كردسـتان واحـتلال الأحـواز العـربية 1925م عسـكرياً و بعـدهاً أسـتمر الاحتلال العسكري لكافة مناطق شـمال الخليج العـربي « الحولة »، وتـم من خلال ذلك إنهاء آخر سيطرة للإمارات العـربية هنالك منذ عام 1956 م وتلاها احتلال الجزر الإماراتية الثلاث في بداية السبعينيات، علـى هذا فإن إيـران دولة قومـية بالأساس ومحاربة ظلمها واجب إنساني قبل أن يكون دينيا أو وطنيا. *ألم يكن من الأفضل أن تديروا خلافاتكم بشكل سياسي حتى تحصلوا على حقوقكم السياسية والثقافية والدينية بدلاً من معاداة الدولة الإيرانية عسكرياً؟
شعار استقلالي على أحد الجدران
ـ كما سابق وقلت، إيـران دولة عنصرية، مبنية على استعباد واستعمار العناصر والشعوب غير الفارسية، وهي تنفذ سياسات تفريس منهجية بشكل غير أخلاقي، هذا من جهة ومن جهة أخـرى فهي تحتل بلادنا بملاينها الـ 12، و ثرواتها و تاريخها، ولم تترك لنا أي باب للحل السلمي أو الدخول معها بأي شكل من الأشكال للتفاهم في تفاهم والحوار. فعنـدما كـان الخميني ـ مؤسس النظام الحالي في إيـران ـ في منفاه بباريس وعـد شعـبنا بكافة حقوقه، وحيـنما انتصرت ثورته استبشر الشعب الأحوازي بهذه الثورة التي ساهم فيها بشكل رئيس، وذهـب أكثـر من 400 ناشط سياسي عـربي أحـوازي من جميع أنحاء الأحـواز والخليج العـربي، ومنـهم من مؤسسين المنظمة الإسـلامية السنية الأحـوازية، إلـى طهـران للقاء الخميني، والمطالبة بتنفيذ وعوده، فرد عليهم بأنه: « ليس لكم عندي شيء »، بل وأمـر خلال أيـام الجنرال أحمد مدني ورئيس محكمة الثورة المدعو آية الله خلخالي إلـى بالهجوم على مدينة المحمرة الأحوازية، وقتل ما يزيد عن 500 مواطن وتشريد الآلاف، وقمع الشـعب الأحوازي الذي كـان يأمل بأن ينتهي زمن الاستعمار الإيراني الفارسي الصفوي ضدهم، فهنا لم يبق مجال للعقل والتفكير بإمكانية الحوار مع عـدو كهذا، وعليه لا يملك شعبنا إلا أن يستمر في الكفاح من أجـل نيل الاسـتقلال، و ليس الانفصال، فالانفصال يكون للأقاليم الإيرانية « الفارسية » ، بينما الأحـواز بلد عربي محـتل ونناضل من أجـل رفع الظلم ونزع الحقوق والوصول للاسـتقلال، و هو حقنا الطبيعي كما نراه.
نكسات الأنظمة الشمولية
*ما هي مشاربكم الفكرية؟ ـ من المعروف أن الكثير من المشارب الفكرية التي تغذت منها الحركة الوطنية منذ خمسينيات القرن الماضي إلى يومنا هذا تعرضت إلى نكسات كبيرة، ومنهم أصحاب الفكر الشيوعي والقومي، الذين ربطوا القضية الأحوازية بأنظمة شمولية كان لها أثرها السلبي على تدويل القضية، لهذا نحن في المنظمة الإسلامية رأينا أن لا نكرر نفس الأخطاء التي وقع فيها من سبقنا في النضال، وإن كنا نستمد بعض أفكارنا من الكثير من مشايخ الإسلام العظام في المملكة العربية السعودية والعراق والخليج العربي بشكل عام، هذا بالنسبة لتوجهنا الإسلامي، أما بالنسبة لتوجهنا السياسي فهو امتداد وتطوير للحركة « الوطنية » الأحوازية المستقلة. *أليس لكم منهج عقائدي معين يدرسه عناصر المنظمة، أو أدبيات معينة كباقي الحركات؟ ـ أساس فكرنا هو التوحيد الخالص لله، ومحاربة الضلالة والشرك فكريا بين أبناء الشعب، نعم لدينا منهج فكري ديني لا يلزم الأعضاء من غير أبناء أهل السنة والجماعة الذين ينتمون للمنظمة، ولكن لدينا مفاهيم ومبادئ أساسية نلزم بها جميع المنتمين للمنظمة ويجب عليهم اتباعها. *هل لمنظمتكم ذراع عسكري على الأرض؟ ـ المنظمة الإسلامية السنية تيار وطني قبل كل شيء، وهو جزء من الشعب الأحوازي المقاوم، وبكل تأكيد تجد في كل حي أحوازي خلية أحوازية للدفاع عن الإنسان الأحوازي ضد البطش الإيراني القائم، وشعبنا منذ ما يزيد عن 83 عاما من عمر الاحتلال العسكري الإيراني في حالة دفاع عن النفس كما أسلفت. لهذا تجد عناصر المنظمة ومنهم من ينتمي للجهاز الأمني السري وهم جزء من أبناء الشعب يدافعون جنبا إلى جنب مع أبناء شعبهم، وفق القوانين الدولية التي سنتها الأمم المتحدة بميثاقها وبالتحديد المادة (51) التي أقرت حق الدفاع الشرعي عن الدول فرادى أو جماعات عند تعرضها لأي اعتداء مسلح أو عدوان كما هو حاصل الآن للأحواز، وإن هذا الحق يدخل ضمن نطاق الحق الطبيعي لكافة الشعوب وحقها في تقرير مصيرها وانتزاع استقلالها وسيادتها بكل الوسائل المسلحة وغير المسلحة، إضافة إلى حقها في تشكيل جيوب مقاومة تستعيد من خلالها حقها المسلوب وتحرير أراضيها وبسط كامل سلطتها عليها. والحركة الجماهيرية الأحوازية الواسعة تلبي نداءاتنا الوطنية في أكثر من زمان ومكان، وتتواجد خصيصا في مثلث قاعدتنا الثوري والذي يعرف العدو جيدا مدى قوته والمتمثل في حي الدايرة ومدينة كوت عبدالله والسجن القديم « حي الثورة » أو ما يسمى بحي مشعلي الذي يشهد منذ 2005 حكما عسكريا إيرانيا.
سرية العمل التنظيمي
*ماذا عن الجهاز السري ودوره بالتحديد؟ ـ هو جهاز سري خاص، تشكل رسميا عام 2004، ويتكون من عناصر أمنية وضباط أحوازيين، يشترط للدخول فيه من يحمل صفة الكفاءة، ومن مهمته اختراق الجيش الإيراني الـ »أرتش »، ووزارة الاستخبارات المركزية « اطلاعات »، والحرس الثوري الإرهابي، « سباه باسداران »، وقوات التعبئة الإيرانية الـ »بسيج » في الأحواز، وذلك للكشف عن خططهم ونواياهم المدمرة للإنسان والأرض الأحوازية، وفضح تمددهم في الأراضي العربية، ومحاربة هذه الخطط بكافة الوسائل الشرعية والأممية المتاحة، ومن إنجازات هذا الجهاز الكشف مؤخرا عن وثيقة الحرس الثوري الإيراني الموجه لشركة (مهاب قدس) لبناء مفاعل الزرقان في الأحواز العاصمة، وقد لاقت تغطية إعلامية لا نظير لها عالميا. *وماذا بشأن منظمة تحرير الأحواز « ميعاد »؟ ـ المنظمة الإسلامية السنية الأحوازية هي الجناح الأيمن لمنظمة تحرير الأحواز « ميعاد » ، وتشكلت منظمة تحرير الأحواز « ميعاد » عام 1989 من القرن الماضي على يد القائد الأسير فالح عبد الله المنصوري الذي اعتقل في عام 2006 عن طريق النظام السوري وسلم لإيران مع رفاق له، ولا زال يقبع في سجون الاحتلال الإيراني في طهران، ولديها مكتبها السياسي ومقره في مدينة ماستريخت في مملكة هولندا ويديره الدكتور عدنان فالح عبدالله المنصوري. *هل تعدون أنفسكم امتدادا لجماعات إسلامية موجودة في العالمين العربي والإسلامي؟ أم أن لكم منهجا فكريا وحركيا يختلف عن أي حركة أخرى موجودة على الساحة؟ ـ نحن نعتبر أنفسنا جماعة إسلامية وطنية سياسية ذات توجه عروبي، ولدينا مآخذ كثيرة على الحركات « الإسلامية » في الوطن العربي، لهذا لا نعتبر أنفسنا امتدادا لأي مجموعة إسلامية، غير أننا نستمد بعض أفكارنا من التيار الإسلامي المعتدل في الخليج العربي، بشكل عام.
شعار المنظمة الإسلامية السنية بالأحواز
*هل لديكم علاقات معينة مع دول الخليج العربي؟ وهل يصلكم دعم سياسي أو مادي أو إعلامي من تلك الدول؟ ـ ليس هناك دعم رسمي مادي ولا حتى سياسي من حكومات دول مجلس التعاون الخليج العربي، لكن هناك نصرة شعبية من أشقائنا وأبناء عمومتنا في الخليج، ولله الحمد، وهناك أيضا دعم إعلامي لا بأس به من بعض الصحف الخليجية. *هل ثمة علاقات أو روابط بإسلاميين سُنة أو حركات داخل إيران؟ ـ ليست لدينا أية علاقات مباشرة أو غير مباشرة مع الجماعات الإسلامية الموجودة في « إيران »، أو التي تنشط في بلوشستان وكردستان وأذربيجان.
الأرض والانسان الأحوازيين
*بكم تقدرون مجمل عدد الشعب الأحوازي؟ ـ ليس هناك إحصاء دقيق للشعب العربي الأحوازي بسبب الاحتلال الإيراني، لكننا نحن هنا في « المنظمة السنية » بعد أن كلفنا مؤسسة الدراسات القومية الأحوازية بإجراء إحصاء يتبع الأسس العلمية، قدرنا عدد الشعب ما بين 10 ملايين و12 مليون عربي أحوازي. *هل كلهم سنة؟ ـ طبعا لا، ففي الأحواز هناك المسلمون من الشيعة الجعفريين، والعرب الصابئة المندائيين، وبعض الأقلية المسيحية، لكن ما هو بيّن على الأرض والساحة الأحوازية، فإن عقيدة أهل السنة والجماعة بفكرها الإصلاحي الشامل برزت بصورة واضحة بين أبناء الشعب. *وكم تقدرون مساحة دولة الأحواز التي تسعون لتحرير أراضيها؟ ـ مساحة دولة الأحواز هي 375 ألف كيلومتر مربع من حدود محافظتي ميسان والبصرة العراقيتين مرورا بسلسلة جبال زاجروس الحد الفاصل الطبيعي بيننا وبين الهضبة الـ »إيرانية » أو بلاد فارس بالمعنى الأصح حتى مضيق هرمز « باب السلام » الأحوازي. *كيف ترون حجم وقوة المنظمة السنية بين الشعب الأحوازي؟ ـ تتمثل قوة المنظمة الإسلامية السنية الأحوازية في قواعدها الجماهيرية الواسعة، المنتشرة في كل أنحاء وبقاع الوطن المحتل، وتتواجد في كافة المدن الأحوازية، وليس هناك حتى الآن حركة إسلامية معروفة في الأحواز غير المنظمة السنية. سياسيا تتمثل قوة المنظمة بدعوتها الصريحة والواضحة إلى تحرير الأحواز كاملا من الاحتلال الإيراني، الذي وقع عليها منذ 18 نيسان 1925، وقد برزت المنظمة بفكرها السياسي القويم وبدعوتها للوحدة ومحاربة الاحتلال داخليا، واستطعنا أن نتواصل نحن في المنظمة بمكتبنا السياسي مع أشقائنا العرب وأصدقائنا في العالم دوليا، ويخوض المكتب السياسي الآن في إطار تحالف « الاتفاقية الـ14 الأحوازية » مفاوضات مع أكثر من جهة دولية لها ثقلها السياسي خارجيا، لدعم عدالة القضية الأحوازية، بعدما عرفت هذه الجهات حجمنا ودورنا في الأحواز طيلة السنوات الماضية. *وبكم تقدرون عدد عناصر المنظمة في الأحواز؟ ـ للمنظمة تواجد ديني وأمني وسياسي، على شكل خلايا في كافة مدن وقرى الأحواز؛ حيث تحولت القاعدة الجماهيرية للمنظمة إلى تيار شعبي كبير، أما عن عناصر المنظمة فهم منتشرون حسب المناطق وبشكل كبير في مدينة كوت عبدالله، وحي الثورة، وحي الدايرة، وفي مناطق غرب الوطن، فهذه الخلايا والمجموعات فاعلة وقوية ويقدر أنصار المنظمة بمئات الآلاف في هذه المناطق، كما لدى المنظمة حضور بارز بين أبناء الجاليات الأحوازية في دول الخليج العربي. *تاريخياً متى ظهرت المنظمة؟ وماذا عن تشكيلاتها؟ ـ ظهرت المنظمة الإسلامية السنية بشكل رسمي وفاعل عام 2003، وأعلنت الوحدة مع منظمة تحرير الأحواز « ميعاد » منتصف 2005، كما تشكل مجلس الشورى الذي يعرف الآن بالأمانة العامة عام 2003 بعد أن اجتمع التيار الإسلامي السني الإصلاحي، وتم على أثر ذلك انتخاب السيد خالد الزرقاني رئيسا للمجلس وأمينا عاما له. ومن الناحية السياسية، فالمكتب السياسي هو المسئول عن الاتصال مع القوى الوطنية الأحوازية الفاعلة في الداخل، ومع الجهات الدولية المعنية بالقضية في الخارج، ولدى المنظمة جهاز أمني سري خاص، وكذلك لجنة دعوية للإفتاء والتنوير، كذلك هناك مؤسسة الدراسات القومية الأحوازية، والمؤسسة الثقافية الأحوازية، والمؤسسة الأحوازية لفضح إيران. فمؤسسة الدراسات القومية الأحوازية معنية بدراسة الأمن القومي الأحوازي والمشاريع الإيرانية التي تهدف لزرع الخلل في الأمن الأحوازي، سواء من الناحية الديموغرافية أو من الناحية الجغرافية، والمؤسسة الثقافية هي نتاج فكر عروبي إسلامي، هدفها نشر الثقافة العربية والإسلامية بين كافة أبناء الشعب الأحوازي. وللمنظمة خلايا منتشرة في كافة أنحاء الوطن – بشكل سري- وبتنظيم عالي المستوى، كما لها لجنة إعلامية تدير عدة مواقع على شبكة الإنترنت ومنها الموقع الرسمي للمنظمة الإسلامية السني
(المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 12 نوفمبر 2008)
للعام الثالث: حديث نبوي محوراً لحملة نمساوية تنعش الترابط الأسري
فيينا – خدمة قدس برس اختتمت مؤسسة إسلامية نمساوية، حملة إعلامية واسعة النطاق، سعت لتعزيز الدفء المجتمعي والتضامن بين أفراد المجتمع النمساوي، وخاضتها للعام الثالث على التوالي، تحت عنوان « نداء من أجلِ التضامن المجتمعي »، متخذة من حديث نبوي شريف محوراً لها. فقد نجح « الاتحاد الإسلامي في فيينا »، وهو من أكبر مؤسسات مسلمي النمسا، في تنظيم حملة إعلامية قوامها فعاليات مجتمعية وإعلانات مدفوعة الأجر في عموم النمسا، ركزت على قيمة ترابط الأسرة والتراحم بين أفرادها، مستندة إلى حديث للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. وجاءت هذه الحملة التي تم إطلاقها في شهر تشرين الأول (أكتوبر) واستمرت حتى أواسط شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، للعام الثالث على التوالي، بعد أن قام الاتحاد الإسلامي بفيينا بإطلاق هذه الحملات للمرة الأولى في خريف العام 2006. وتعدّ هذه عبر أعوامها الثلاثة؛ أول حملة في أوروبا تتخذ من حديث نبوي شريف محوراً لها، خاصة وأنها تتوجّه لعامة الجمهور على تنوّعه الديني، وليس للمسلمين وحدهم الذين يشكلون قرابة خمسة في المائة من سكان النمسا. وعن خلفية هذه الحملات قال رئيس الاتحاد الإسلامي بفيينا، الشيخ محمد ترهان، لوكالة « قدس برس »، « إننا نعيش في بلد يتميّز بالتعددية الثقافية، ونحن باعتبارنا جزءاً من هذا المجتمع نريد من خلال هذه الحملة أن نؤدي قسطاً من مساهمتنا في تعزيز هذه التعددية، وتوطيد الجسور التي تربط بين مكوِّنات هذا المجتمع، بل وأن نبني المزيدَ من جسورِ الترابط والصِّلَةِ الحسنة ». وأضاف رئيس الاتحاد « إنّنا مَعنيُّون جميعاً بتعزيز الترابط الاجتماعي والأواصر الإنسانية في هذا المجتمع، ولذا تأتي هذه الحملات عاماً بعد آخر »، حسب توضيحه. وقد انطلقت هذه الحملات تباعاً بدءاً من عام 2006، تحت عنوان « نداءٌ من أجل التضامن المجتمعي »، وكان شعارها في ذلك الوقت حديث النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم « خير الناس أنفعهم للناس ». أما في العام الماضي (2007)، فقد جاء شعار الحملة الحديث النبوي الشريف الذي يُـنَـبِّـه إلى أهمية التواصل الإيجابي بين الجيران، وأن يستشعرَ الإنسانُ معاناةَ جاره، ويقول فيه صلى الله عليه وسلم « ما آمن بي من باتَ شبعاناً وجارُهُ طاوٍ » (جائع), وقد جاءت الحملة للعام الثالث (2008) على التوالي، لتكتسب مزيداً من الأهمية، من تزامنها مع الأزمة المالية العالمية الراهنة. وأوضح الشيخ محمد ترهان أنّ شعار الحملة لهذا العام هو « حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم « خيركم خيركم لأهله »، أي أنها تركِّز على الأسرة، التي نريدها أسرة دافئة ومترابطة ويسودها الوئام المتبادل ». وتمّ من خلال هذه الحملة إبراز لوحات الحملة لهذا العام على وسائل إعلانية عدة، من بينها مائة وثلاثة وستون لوحة إعلانية متحركة في الميادين ومفترقات الطرق وجوانب الشوارع. وكذلك مائة وخمس لوحات إعلانية مضاءة في أرجاء المدن. وتوزعت هذه اللوحات على مواقع مهمة وجذابة في العاصمة النمساوية فيينا، ومدن سانت بولتن، ولينز، وسالزبورغ، وغراتس بالنمسا. ولفت الشيخ محمد ترهان الانتباه إلى أنه « في هذه الأوقات الصعبة التي تشهدها أسواق المال والساحة الاقتصادية، والتي نأمل أن نتجاوزها سريعاً؛ يتوجّب أن يتم العناية بالأسرة ومكانتها وتماسكها، كي تنجح في مواجهة المصاعب الاقتصادية مهما كانت »، وقال « الأسرة لا يجب أن تدفع الثمن »، وفق تأكيده. ومضى رئيس الاتحاد الإسلامي بفيينا إلى القول إنّ « الأسرة باعتبارها ركيزة البناء المجتمعي يجب أن تحظى بالاهتمام الوافر كي نعينها على الترابط والتماسك والوئام، وأيضاً كي تتم مراعاة احتياجاتها ومتطلباتها في كافة الظروف »، وتابع « علينا أن نعي هذا جيداً بخاصة عندما يكون الفردُ أحياناً هو مركز الاهتمام وليس الكيان الأسري »، كما قال. وعن سبب اختيار الأسرة موضوعاً لحملة الدفء الاجتماعي لهذا العام، بعد أن ركزت حملة العام 2006 على المجتمع وعامة الناس، واهتمّت حملة العام 2007 بالعلاقات بين الجيران؛ خلص الشيخ ترهان إلى القول « إنّ الأمر يتعلق بانتقالنا من الدوائر الأكبر إلى الدوائر الأكثر خصوصية، من المجتمع إلى الحي والجيرة، ومن ثمّ إلى النطاق الأسري »، وقال « أين يبدأ الدفء الاجتماعي؛ إن لم يبدأ من الأسرة وفي الأسرة؟ ». (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 11 سبتمبر 2008)