الأربعاء، 12 ديسمبر 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2758 du 12.12.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


زهير مخلوف: في الذّكرى 59 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان المساجين السّياسيّون في تونس والملف الصّحّي

حرّية و إنصاف: اعتصام بمقر هيئة الصليب الأحمر بتونس

حرّية و إنصاف: مواطن محروم من جواز سفر

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: تواصل حملات المداهمة و الإختطاف  ..في ولاية بنزرت ..

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: .. في  » عيد  » حقوق الإنسان ..!

الاتحاد العام لطلبة تونس : بيـــان

النقابة العامة لمتفقدي التعليم الثانوي: بـرقـيـة مـسانـدة

حركة النهضة تدين بشدة التفجيرات الإرهابية التي إستهدفت العاصمة الجزائرية

رويترز: تونس تدين تفجيري الجزائر وتصفهما بالاعمال « الإرهابية الآثمة »

يو بي أي: ارتفاع تحويلات المغتربين التونسيين بنسبة 8.4 %

يو بي أي: محادثات عسكرية تونسية ـ إسبانية

نشرية  » الديمقراطية التقابية و السياسية « : هل تصمد النقابة العامة للتعليم الثانوي في إسناد الأساتذة المضربين عن الطعام أم تنفذ قرار البيروقراطية النقابية الصباح: الحزب الديموقراطي التقدّمي:3 سيناريوهات للمشاركة في استحقاقات 2009.. واتّجاه لتجاوز الخطاب «الاحتجاجي» عبدالله الزواري: السيد الطاهر الحراثي و صندوق التضامن أبو ميساء: موجات العنف تضرب الجامعة التونسية شادية السلطاني : التضامن في تونس: القيمة و الإنجاز سليم الزواوي: إعلامنا الرسمي: صعوبات على طريق التعددية سامي براهم: ثلاثة أسئلة لأبناء التيّار الإسلامي في تونس نائب رئيس حركة التجديد التونسية لـ »آفـاق »: نرفض الأصولية الإسلامية وقيام أحزاب دينية الشيخ راشد الغنوشي لصوت الحق : مقارنة بين العلمانية الكمالية في تركيا والعلمانية البورقيبية في تونس زهير الخويلدي: أهمية إرادة الحياة  بالنسبة إلى العرب اليوم محمد شمام: كلمات في الأسرة مرسل الكسيبي: اختطاف الاسلام من قبل أصحاب السيارات المفخخة ! توفيق المديني : « لوبي الجزائر » في عهد ساركوزي د. أحمد القديدي: 2007 كان منعرجا أساسيا في الحالة العربية محمد كريشان: دبلوماسية الصفقات


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


 

النصوص الأساسية لهيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحرّيات: 2005-2007

http://pdpinfo.org/PDF/18octobre.pdf


التقريرالصحي

 تونس – ديسمبر 2007

في الذّكرى 59 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان المساجين السّياسيّون في تونس والملف الصّحّي

أسدل الستار على سيناريو يشبه سيناريو المنشيّة في مصر سنة 1954 ، إذ اتّهمت حركة النّهضة بتونس سنة 1991 بمحاولة إسقاط نظام الحكم. كما اتّهمت بالتّحريض على العنف والقتل وتكوين مجموعات مسلّحة…… في محاكمة أجمع كلّ الملاحظين الدّوليّين وكل الحقوقيّين في الدّاخل والخارج على افتقارها لأدنى شروط المحاكمات العادلة وزجّ على إثرها بالآلاف في السّجون لانتسابهم أو تعاطفهم مع  » حركة النّهضة  » و قدّر عددهم حوالي 25 ألف سجين .              

وقد انتهجت السّلطات في تحطيم هذا الكيان كلّ أصناف القمع وأشكال الإرهاب وألوان التّعذيب والتّنكيل وذلك في فترات الاعتقال وصلت حدّ موت البعض تحت التّعذيب وعددهم  13 فردا  (1).

  كما استمرّت في إجراءاتها الانتقاميّة أثناء إقامتهم بالسّجون بسوء معاملتهم وعقابهم بالعزلة المغلّظة والنّقل التّعسّفيّة والأحكام المتكرّرة كما أهملوا صحّيّا بالتباطؤ في العلاج والحرمان من الرّعاية الطّبّيّة ممّا أدّى إلى وفاة بعضهم نتيجة الإهمال والتّقصير بلغ عددهم 9 أفراد (2) وقد أكّد أحد المسئولين لأحد المساجين هذا المعنى بقوله سنخرجكم من السّجن إلى القبر .

واستمرّت محنة المساجين السّياسيّين إلى ما بعد قضاء العقوبة بنفس وتيرة التّنكيل وبنفس سياسة الإهمال الصّحّي السّابقة حيث حرم البعض من وثائق الهويّة التي تمكّنهم من التّرسيم في دفاتر وبطاقات المعالجة بالصّندوق الوطني للضّمان الاجتماعي نذكر على سبيل الذّكر لا الحصر أحمد البوعزيزي ، فتحي الورغي ،ومنير الشّرقي

وقد وصل هذا التّنكيل إلى حدّ تسليط مراقبة إداريّة لا تنفكّ حتّى في ظروف المرض المزمن والخطير الذي لا يعالج إلّا في المستشفيات الكبرى . كما منع الكثير من المساجين من التّنقّل للمعالجة في العاصمة وغيرها ،نذكر منهم توفيق الزّاير وعبد الحميد الشّارني ومحمد بن عبد اللّه وإبراهيم الزّغلامي  وعيسى العامري وعبد اللّه الزّواري وأحمد العماري وصلاح الدّين العلوي وحبيب اللّوز ومختار اللّمّوشي ومحمود البلطي وفتحي العيساوي وطارق الكوّاش وغيرهم كثير.

 وينتهي هذا التّنكيل إلى حرمان البعض منهم من المعالجة الفوريّة التي تقتضيها حالتهم كما وصل الأمر إلى عدم تسهيل تراتيب العلاج لمن أعوزته الحاجة والفقر كما منعوا من الرّعاية الصّحّيّة الضّروريّة والتّغطية الاجتماعيّة الكافية من الدّولة حتّى داهمهم الموت وعددهم 14 (3).

وقد قادت التّجاوزات والضّغط الأمني إلى الاختلال الذّهني لبعض المساجين السّياسيّين وصل ببعضهم  إلى حدّ الانتحار ، مثل محمد علي فداي وعبد الرّزّاق بربريّة ولطفي بن عمارة العمايري .

وحتّى إذا سلّمنا جدلا أنّ الإسلاميين غير مرغوب فيهم وأنّ ما يحصل لهم هو نتيجة لما فعلوه !!! وأنّ السّلطة ليست مسئولة عن مصيرهم !!! فلا أقلّ من أن ينصفوا بالاستفادة من خيرات هذا الوطن ومدّخرات الأرض التي يقيمون فيها ، فهذه المستشفيات المنتشرة في كلّ البلاد وبطاقات العلاج الممنوحة هي حق لكلّ التّونسيّين بدون تمييز.

 والمرضى الإسلاميون المنتشرون في كامل القطر هم نتيجة لما فعلته السّلطة ولا معالجة لآثار المظلمة إلاّ بمعالجة الملفّ الصّحّي للإسلاميين و إنصافهم ، فمنحهم بطاقات علاج مجّانيّة حق مشروع يمنحه الوطن لأبناء الوطن .

ولابدّ للمجتمع المدني بكلّ مكوّناته الاجتماعيّة والحقوقيّة والإعلاميّة والسّياسيّة أن يتفادى تقصيره وتبرّمه من مسؤوليّته التي دامت سنوات عديدة عانى فيها آلاف المساجين وعائلاتهم كلّ أصناف القهر والقمع والتّرهيب والفاقة والحاجة واللامبالاة ، ولابدّ أن يمدّ يده حاضنا لهموم هذا القطاع من المجتمع الذي نكّل به إلى درجة لا تطاق .

ولتكن مبادرة حركة 18 أكتوبر للحقوق والحرّيات في مقترح تبنّي سجين سياسي للإحاطة به على كل المستويات أسوة لبقيّة الطّيف السّياسي والاجتماعي والحقوقي لتضميد جراح المساجين السّياسيّين وإعانة عائلاتهم ومشاركتهم همومهم وعذاباتهم ودمجهم في دورة الفعل العام من أجل أن تكون المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار وحتى ننتقل من الشّعار إلى رسم المسار ومن الاقتراحات إلى تبنّي الخيارات ومن الإيديولوجيات إلى المشتركات ومن البراغماتيّة إلى المصلحة الوطنيّة، وآن الأوان للتّخلّص من منظومة الاستبداد من أجل الوطن وكل العباد عبر التّضامن الكلّي مع كلّ ضحايا المجتمع مهما كان لونهم السّياسي أو الإيديولوجي .

ولابدّ أن يتحمّل إسلاميو المهجر مسؤوليّتهم كاملة في معاضدة من طال بهم زمن السجن حدّا لا يطاق ، وليوقفوا تسارعهم نحو الحلول الأفلاطونيّة السّابحة بعيدا عن سؤال من المسبّب في الأزمة؟ ! فأقول لهم إنّ الأزمة قائمة وهي قاتمة فليعالجوا المعضلة القائمة المتمثّلة في الأمراض والحاجة والفقر ولينظروا بعدها في الأسباب والمسبّبات  وليتصارعوا في المواقع الالكترونيّة كما شاءوا وبما شاءوا ولكن ليس قبل أن يضمّدوا جروحا تنزف دما ودموعا .

ولكم قائمة أوّليّة لمائة ( 100) مريض مزمن في أشدّ الحاجة للعلاج:

– محمد الصالح قسومة / السواسي المهدية:

– أطلق سراحه في نوفمبر 2007 بعد ما قضى سبعة عشر سنة في السجن فقد خلالها 3/5 من حجم الرئتين بسبب ما سلط عليه من التعذيب ( طريقة البانو ).

– انزلاق في الفقرات  Hernie Discale

– إعاقة على مستوى جهازه التناسلي نتيجة التعذيب

– آلام حادة على مستوى الركبتين

– اتساع في القصبات الهوائية Dilatation des bronches 

-علي الغضبان 50سنة كبارية :

حساسية على مستوى الأنف – مرض الربو ( الفدة )-  حساسية على مستوى العين Conjonctivite allergique)و على مستوى الجلدة –  ارتفاع ضغط الدم. hypertension artérielle

-فرج الجامي 46 سنة حي التضامن:

 انهيار عصبي ترك مخلفات تتمثل في أوجاع دائمة و حادة على مستوى الرأس و المفاصل و هو حاليا يتناول المهدئات.

 

-مراد الخديمي 38 سنة حي التحرير:

السكري المرتبط بحقن الأنسولين مع بداية ظهور تعقيدات                         

-صلاح الدين النصراوي 47 سنة المروج:

حساسية على مستوى الأنف و الخياشيم        – أوجاع حادة على مستوى الرأس أدت في عديد الأحيان إلى غياب الوعي كل ذلك ناتج عن التعذيب                            commotion cérébrale post traumatique                                                                                                        

– محمد لطفي الرزقي 55 سنة النخيلات:

اضطرابات وظيفية على مستوى مجمع البول (شكارة البول)                                                                                                                                     Vessie neurologique               

اضطرابات في النفس أثناء النوم تصل إلى حد التوقف على التنفس  

Syndrome d’apnée de sommeil

انزلاق غضروفي على مستو الظهر جعله شبه مقعد (لا يقدر على العمل )

التهابات مزمنة على مستوى القصبات الهوائية

ارتفاع ضغط الدم
 

لطفي الكثيري المروج:

LUPUS ERY THEMATEUX DISSEMINE   تلف على مستوى أعصاب المخ أدى في الأخير إلى الوفاة في 16 أكتوبر 2005 

مهدي التونكتي 43 سنة بن عروس:

مرض الربو (الفدة ) –Asthme chronique

مراد البوغانمي 31 سنة حي التضامن:

التهاب فيروسي للكبد من نوع –

. hépatite B

 محمد التونكتي 51 سنة المروج :

سكري مرتبط بحقن الأنسولين مع ظهور مخلفات تلف متقدم على شبكة العين يهدد بفقدان البصر و كذالك تلف على مستوى العروق والأعصاب

ظهور تقرحات عميقة  على مستوى باطن القدم يهدد بالبتر

Mal perforant plantaire

التيجاني الزديني بن إبراهيم 54 سنة حي الخضراء:

تقرحات مزمنة و عميقة في الرجل اليمنى مع انتفاخ في العروق

خلف له إعاقة في التحرك العادي وقد أقام في مستشفى الحبيب ثامر في 21/9/2007

لمدة أسبوع  و إلى حد الآن هو مقيم في منزله مقعد عن الحركة بسبب مرض رجله اليمن مهدد ببتر رجله إذا لم يسعف بالعلاج حالا

احمد العبدلي 50 سنة ماطر :

انهيار عصبي سنة 1997

ترك له كمخلفات أوجاع رأس دائمة و اضطرابات في دقات القلب و فتق على مستوى عضلات البطن

Hernie abdomina 

صلاح الدين العلوي 49 سنة  بوسالم:

انزلاق غضروفي على مستوى الظهر 

Hernie discale

التهابات روماتيزمية على مستوى مفاصل الأيدي
 منذر الغمنولي 37 سنة حي الزهور :

 مرض النقط Goutte

مع مخلفات التهبات مزمنة على مستوى مفاصل القدمين .                                                        

Accident vasculaire cérébral

نور الدين المناعي ماطر:

اعوجاج على مستوى القدم اليمنى مع مخلفات و آلام مزمنة من آثار التعذيب

Deformation de la cheville

توفيق الزاير بوسالم:

انسداد شرايين كامل الرجل

Embolie artérielle (phlebites)

كمية من الماء بين القلب والغشاء PERICARDITE

سل الغدد والرئتين TUBERCULOSE GONGLUONAIRE

كسر أسفل الكتف الأيمن

كمية كبير من الماء في الجانب الايسر

و الغريب انه مزال مراقب إداريا و يقطن بعيدا عن العاصمة بحوالي 150 كلم

محمد الحبيب الفقيه صفاقس:

عمى كامل ضرير لا يعمل فقد بصره من جراء الأمراض التي ألمت به ولم يعالج منها

فتحي الخميري من شواط:

فقد بصره كليا من جراء التعذيب وهو كفيف الآن لا يعمل و يستحق الرعاية

حمادي عبد الملك أريانة:

مرض القلب نقص حاد في البصر- ورم خبيث في أعلى الجانب الأيمن ينتظر القيام بعملية استئصاله

حبيب اللوز صفاقس:

فقدان البصر الكامل في إحدى عينيه ( مرض الكحلي )                                 

الشاذلي محفوظ:

تورم وألام حادة في الركبة روماتيزم لا يقدر على ثني ركبتيه فلقد سبق له أن عذب ووقعت له كسور في رجله
 

بوراوي مخلوف سوسة مازال في السجن:

انزلاق غضروفي  بالعمود الفقري وقرح المعدة                                                                                                                           
 

رضا البوكادي تونس المنزه مازال في السجن:

 فشل كلوي- انزلاق غضروفي بالعمود الفقري اخرج حوالي 4 مرات من السجن إلى المستشفى و كل الأطباء الذين فحصوه أكدوا أن لا مجال للتقدم في العلاج ما دام في السجن فهو في حاجة لتغذية خاصة وظروف إقامة خاصة و حالته الصحية تنبىء بخطر محدق قد يؤدي به لموت محقق إذا لم يسعف بالعلاج خارج السجن

نور الدين العرباوي مازال في السجن:

مرض الربو المزمن- قرح المعدة- التهاب الكلى

منذر البجاوي الدندان مازال في السجن :

مرض الربو المزمن- مرض القلب سبق أن عالج عليه قبل السجن في ألمانيا و حالته تنبىء بخطر محدق إذا لم يسعف بالعلاج حالا اضافة إلى ذالك فهو يعاني من قرح بالمعدة و مرض الأعصاب وهو يتعاطى 12 نوع من الأدوية وحالته تعكرت  في المدة الأخير بشكل ملحوظ

عبد الله المسعودي :

يعاني من قرح في المعدة- وورم خبيث – ضغط الدم

الصادق شورو ( ما زال في السجن ):

يعاني من ضغط الدم والقلب وقصور في الإبصار وعانى من العزلة المغلظة في كامل السجون من مرض الحساسية و خاض إضرابات كثيرة عن الطعام من اجل تحسين وضعه الصحي و في أواسط شهر نوفمبر 2007 دخل في إضراب عن الطعام تنديدا بالعزلة المفروضة عليه و على عائلته و لتمكينهم من جوازات سفرهم و تمكين أخيه من العودة للتدريس ,طبق حكم من المحكمة الإدارية  وقع انصافه فيه      

احمد البوعزيزي ماطر 54 سنة :

قضى16 سنة في السجن اكتشفت السلطات السجنية مرضه بسرطان القولون في 2006و  بالتحديد في شهر سبتمبر و في موفى ذالك الشهر منح عفو خاص للتخلص من نفقات علاجه وهو الآن يعالج المرض بالعلاج الكيمياوي وبسبب تقصير الإدارة في منحه بطاقة الهوية بعد خروجه من السجن حتى يدمج اسمه في بطاقة زوجته المغطاة بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي , تأخرت حصص العلاج الكيمياوي و أيضا بسبب تقصير الصندوق المذكور في مده بالدواء في الوقت المناسب انتشر المرض في الكبد والرئتين وهو الآن في حالة خطيرة تنبىء بنتيجة كارثية . وقد تعرض إلى تعطيلات جمة في مداواته وتتحمل السلطة كل المسؤولية في ذالك

حسين الغضبان 43 سنة الكبارية مازال في سجن الناظور منذ 17 سنة :      

الحساسية – مرض الفدة – ظفر بالعين – القلب                       

لمين الزيدي الدندان باردو:

انزلاق في العمود الفقري HERNIE DISCALE

تهشم في الفقرة  C1 C2

INSTABILITE CERVICALE AVEC  FRACTURE

SOUFRANCE DE LA MODULAIRE

عبد القادر الفقيه:

مشاكل في مستوى الجهاز التناسلي بسبب التعذيب- ضعف الذاكرة

نور الدين الطالبي أريانة:

روماتيزم يعيقه عن العمل وعن الحركة. سنويا يمضي شهرا كاملا في المستشفى علاجه يفوق 2000 دينار

نور الدين الحرباوي حي الانطلاقة

التهاب بالجيوب الصدغية – فقر الدم – نقص حاد في النظر – الصرع نتيجة التعذيب

و تشكو ابنته من مرض (كرول) حيث لا تتحكم في البول و التغوط و انقطعت عن التعليم بسبب ذلك.

عبد اللطيف بوحجيلة مقرين:

 شبه مقعد , خاض الكثير من الإضرابات عن الطعام و عذب الكثير من المرات في السجن وهو في حالة صحية سيئة جدا  اطلق سراحه في نوفمبر 2007  
 

حبيب فرح :

 قصور كلوي كامل يقوم بحصص لتصفية الدم 3 مرات في الأسبوع Dialyse3

 مهدد بانسداد الشرايين الحساسة قي جسمه   
 

عبد الباسط الصليعي مازال في سجن المرناقية:

فشل كلوي ومهدد

 بتصفية الدم  Dialyse

منير الشرقي الكبارية  :

عملية في المنستير 1997 بمستشفى فطومه بورقيبة  بسبب تعفن الكلى  وعملية على الفتق 2004 في سجن سوسة فرحات حشاد – هبوط حاد في النظر

دانيال زروق رادس :

 برد في الضلعة قرب القلب يعاني دائما من ألام حادة

فاضل الزغدودي الكاف :

مرض القلب

نور الدين جويدة طبربة:

 عملية في المفاصل اجراها أخيرا, يشكو من داء المفاصل المستمر

الدكتور زياد الدولاتلي :

سرطان بالقولون أصيب به في السجن ، أجريت عليه عملية جراحية فيفري 2006 على نفقته الخاصة

يخضع لعلاج متواصل لمدة خمس سنوات و تكاليفه باهضة جدا.

توفيق العسكري :

مريض بالمعدة يعاني من إصابة بالعمود الفقري نتيجة التعذيب و آلام حادة بالمفاصل و خاصة الركبتين

عمر القرايدي :

آلام حادة بالركبتين و تآكل غضروفي ، آلام حادة بالعمود الفقري نتيجة التعذيب ، نزيف متواصل من القولون نتيجة إدخال خشبة في الدبر أثناء التعذيب.

فتحي الورغي :

مرض الأعصاب ويتناول أقوى المهدئات ، هبوط حاد على مستوى النظر واعوجاج و التهاب على مستوى العمود الفقري , انزلاق على مستوى الحوض الغضروفي

الحساسية ضد الغبرة والصوف – قرح المعد  – تآكل حاد في مستوى الركبتين  , ضرر في مستوى الخصية اليسرى , مرض القلب يتطلب عملية جراحية لزراعة بطارية وقد كانت مقررة 5/12/2007 وهو إلى حد اليوم ينتظر إجراءها 

جلال مبروك قابس:

أجريت له عملية يوم 12 نوفمبر 2005 واستؤصل نصف كبده , شبه مقعد لا يقدر على ثني ركبتيه 

علي الحيدرى  حيدرة:

انزلاق غضروفي حاد ألزمه الفراش وهو مقعد و معاق

مبروك الرياحي:

توفي من جراء الإهمال الصحي أصيب بعجز في رجله و كان طريح الفراش لمدة طويلة و لم يقع إسعافه فتوفي سنة 2005  

منصف الورغي بن عروس:

وقعت له جلطتان في السجن سنة 2005 , هبوط حاد في النظر , غلظ الدم (القلب ) روماتيزم في الظهر

مصطفى العرفاوي:

 هبوط حاد على مستوى النظر

كمال البجاوي طبربة :

من جراء التعذيب اختل ذهنينا وهو يطوف الشوارع و يبحث في القمامة

كمال بن بالقاسم: باب الخضراء :

 بسبب التعذيب في مركز الايقاف بباب الخضراء- صمم كامال -انتفاخ في الرجل 

محمد المسدي :

كسر  في العمود الفقري و في الرقبة و آلام حادة على مستوى الركبتين الآن هو مقعد 

عادل الزرلي بنزرت  :

فشل كلوي منذ أن كان في السجن وهو يعاني منه إلى حد يومنا هذا 

مختار اللموشي الكاف :

 ربو حاد       ASTHME CHRONIQUE  منذ بضعة أشهر وهو يتردد على مستشفيات العاصمة والغريب انه مازال مراقبا إداريا  

محمد الخلفاوي حي الزهور:

مرض السكري المرتبط بالأنسولين

جمال مخينيني:

 مرض السكري المرتبط بحقن الأنسولين  و نقص حاد في الوزن Diabète Maigre

عبد الواحد العازب  

سل في الأمعاء منذ أن كان في السجن ويخشى دائما أن يعاوده المرض  

كريم المثلوثي تونس :

 التهابات مزمنة في مناطق حساسة من الجهاز التناسلي من أثار التعذيب

صابر عبد الله :

 الم حاد في المفاصل تآكل حاد في الركبة

عيسى العامري :

 ارتفاع ضغط الدم – ماء في عينه-  مرض B7

 , مرض السكري-حساسية تنتج تحرقات في الجسد يسيل  منها الماء في بعض الأحيان                                                             

عبد الكريم العباشي منزل بورقيبة:

 تعرض لجلطتين بسبب مضايقته و مضايقة عائلته وأبناءه

حسين الجلاصي  :

 حساسية مفرطة إعاقة الرئتين عن العمل في السجن سنة 2002 كاد يشرف على الموت

  مفتاح الساعي  :

 توتر و ضغط نفسيSURMENAGE

 حبيب محجوب الكرم :

شبه عمي نتيجة Tension– ممزقة  عروق شبكية عينيه

فتحي العيساوي القيروان :

 ورم في الحنجرة – سرطان المعدة – مرض باطني خطير -ضغط الدم 

محمد القلوي أريانة :

ماء في الخصيتين قام بعملية على حسابه الخاص بعد خروجه من السجن مباشرة في 3 نوفمبر 2007 ,- روماتيزم في الركبتين وفي الرقبة , انزلاق الخذروفي بالعمود الفقري                   –  طنين على مستوى الأذنين بسبب ضعف عروق السمع ولم يقع إسعافه في الوقت المناسب أي سنة 93

Hypertension artérielle 
 

عبد الرؤوف البدوي حي التضامن  :

 انزلاق خذروفي بالعمود الفقري من أثار التعذيب

علي العريض:

الربو الحاد   ASTHME CHRONIQUE

 

محمد محجوب بن عروس :

 السكري المرتبط بالأنسولين- شبه عمى 

المنجي العياري:

 سرطان قام بحصص لمعالجته 

فاروق النجار:

( قليبية نابل) انتفاخ برجله اليمنى ، احتكاك عظام الركبة

طارق الحجام :

مقعد ومعاق

عبد الفتاح بالشيخ:( نابل)

سقوط بعينيه(  شبه اعمى) بسبب التعذيب

فيصل قربع:

 عمى في عينه اليمنى و سقوط جزئي في عينه اليسرى ، و اختل ذهنيا بسبب التعذيب.

كمال البجاوي:(طبربة)

اختل عقليا بسبب التعذيب

عبد الحميد الشارني: (الكاف)

عملية جراحية في مستوى عموده الفقري 

عبد اللطيف الوسلاتي: (جندوبة)

عملية جراحية في مستوى خصيته

رضا العلبوشي:

 سقوط في ظهره

طارق الكواش : (بنزرت)

 مرض بالعمود الفقري و انزلاق خذروفي في الفقرتين ل4 -ل5  اجرى عملية على نفقته الخاصة في سبتمبر 2006 بمستشفى الرابطة بتونس قدرت ب 2.500 دينار و يؤكد السيد طارق ان ما اصابه كان نتيجة تعذيب وقع له في السجن المهدية و ذلك سنة 1998 و قد غادر السجن في ماي 2004 و اضاف انه لما كان في سجن الهوارب حملوه الى مستشفى سهلول بسوسة ليقومو له بالعملية المذكورة و لكن بسبب اضرابه عن الطعام لمدة 10 ايام حرموه منها.

محمد الهذيلي: (الملاسين تونس)

 مرض بالسل و هو بالسجن سنة 1998 و يخشى معاودة المرض له .ملاحظة كل من يقطن سيلون (الجردة) بسجن قفصة يصاب بهذا المرض المعدي.

سامي السيفي: (تونس)

 مرض بالسل و هو بالسجن و ذلك سنة 1993 و يخشى معاودة المرض له.

نصر الدين الخليفي   ( مازال بالسجن )

 فدة حادة

مراد البديري: (تونس باردو)

 مرض بالسل و هو في السجن و يخشى الان معودة المرض له.

علي الزواغي:

مرض البروستات- ضغط الدم – فشل كلوي منذ 2003- عملية على المرارة جويلية 2004 و هو بالسجن.

عبد الستار بوطار :

سل في المخ في سجن برج الرومي سنة 1998 بسبب شفرة الحجامة المستعملة  من طرف عدد كبير من المساجين.

فقدان الذاكرة لمدة ثلاثة اشهر و هو بالسجن.

دادي بن دادي :

 قابس مرض المعدة و اجريت له عملية عندما بالسجن عن المثاني من كثرة الاضرابات عن الطعام ، تعرض لتعذيب شديد و خاصة إدخال قارورة في الدبر .

رضا العلبوش:

انزلاق غضروفي بعموده الفقري لا يستطيع  الركوع و ثني ظهره.

المازري بوزقرو:

 سقوط تام بالاذن اليسرى

عبد اللطيف صميدة :

 سقوط تام بالعين اليسرى

رشاد عياد :

بسبب التعذيب تورم في احدى الخصيتين

منجي الخلفي :

مرض بالسل وهو بالسجن و يخشى ان يعاوده المرض

عادل العوني تونس الملاسين :

 مرض بالاعصاب وهو يتعاط المهدئات

الصحبي بالقايد حسين :

السكري المرتبط بحقن الانسولين

مصطفى العرفاوي سليانة :

 ربو حاد

ASTHME CHRONIQUE

عبد الواحد العازب  :

 سل بالامعاء لما كان في السجن

صابر عبد الله :

 الم حاد في المفاصل و تاكل في الركبة

– الصادق العرفاوي: عين دراهم

هبوط حاد في النظر و آلام حادة في العين – قرح المعدة – الكلى – الحساسية الجلدية – الروماتيزم

أجريت عليه عمليتان جراحيتان داخل السجن الأولى في شهر نوفمبر 1992 على الأنف و الثانية في 6/1/1994 بمستشفى شارل نيكول على المثانة لاستئصال حصاة.

– مصطفى بن حليمة:

هبوط حاد في النظر – معدة – الحساية

– فوزي قار علي : نابل

مرض السكري – ضيق حاد في التنفس – الكلى – ارتفاع ضغط الدم

الذين توفوا بسبب الاهمال خارج السجن و لم يتلقوا رعاية كافية او تغطية صحية كافية:

نجاة الماجري

جلال الجبالي في 28 ماي 2004

عبد الجواد عبود سنة 2006

مبروك الرياحي  سنة 2005

عبد المجيد بن طاهر سنة 2004

علي الدريدي اوت 2005

علي نوير سنة 1998

لزهر نعمان اوت 2000

لطفي العيدودي

محمد ناصر الشارني

رامي بن عزيزة 7 فيفري 2004

كمال العزيزي سنة 2003

شرحبيل العش 15 ماي 2007

لطفي الكثيري 16 اكتوبر 2005

 

الذين توفوا في السجن بسبب الاهمال

اسماعيل خميرة 10 فيفيري 1994

عز الدين بن عايشة 15 فيفري 1994

الشاذلي بن حريز سنة 1994

رضا البجاوي سنة 1994

علي حيدري سنة 1994

سحنون الجوهري 15 جانفي 1995

جميل وردة سنة 1997

مبروك الزرن 6 ماي 1997

عبد القادر الصويعي سنة1995

الهاشمي المكي جون 2006

الحبيب الردادي 22 مارس 2003

لخضر السديري 30 مارس 2002

الذين اختلوا ذهنيا بسبب التعذيب او الاهمال الصحي او كثرة الضغوطات و لم يتلقوا رعاية صحية من طرف السلطة

كمال البجاوي

حبيب الفني

لمين القاني

فيصل قربع

بشير القايدي

حمودة بوسهيلة

شاكر

الماكني

مفتاح

محمد

……وقائمة طويلة

وقد انتحر بعض الذين اختلوا ذهنيا نذكر منهم:

عبد الرزاق بربرية

وجد مشنوقا في منزله بمدينة بنزرت سنة 1997

محمد علي فداي

الذي ألقى بنفسه من على سور القصبة لمدينة بنزرت سنة1997

لطفي بن عمارة العميري

الذي وجد مشنوقا في شجرة زيتون بمدينة سيدي ظاهر بنابل 18 ديسمبر 1997    

الامضاء

زهير مخلوف


 

أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير

حرّية و إنصاف

سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي

33 نهج المختار عطية تونس 1001

الهاتف/الفاكس : 71.340.860

Email :liberté_équité@yahoo.fr

***

تونس في 12 ديسمبر 2007

اعتصام بمقر هيئة الصليب الأحمر بتونس

 نفذت عائلات ضحايا قانون الارهاب يوم الثلاثاء 11/12/2007 اعتصاما بمقر هيئة الصليب الأحمر بتونس ، وقد حضرت أعداد كبيرة من البوليس السياسي الذين رابطوا طيلة الاعتصام بالقرب من مقر الصليب الأحمر. و قد غادرت العائلات مقر الاعتصام على الساعة الخامسة و النصف مساء علما بأنه قد وقع إعلام الصحفي لطفي الحجي و وكالة فرنسا للأنباء و وكالة رويترز بهذا التحرك الذي يهدف للاحتجاج و لفت النظر إلى الوضعية السيئة و المزرية التي يعيشها أبناؤهم الذين حوكموا تحت طائلة قانون الارهاب ، و منها:

النقل التعسفية

–  منعهم من صلاة الجماعة و عقابهم على أدائها

–  التنصت عليهم أثناء الزيارة و قطع بعضها

–  التعذيب الذي يمارسه أعوان السجون من حين لآخر و خاصة ما وقع يوم عيد الفطر في سجن   المرناقية.

– مطالبين بالحق في العلاج الجيد و العرض على الفحص الطبي و خاصة بعد ترحيلهم من مخافر وزارة الداخلية إلى السجن.

و حرية و إنصاف :

1) تشد على أيدي العائلات و تعتبر أن مطالبهم مشروعة

2)  تدعو إلى إطلاق سراح كل مساجين الرأي في تونس حتى لا تبقى هناك ضرورة للاعتصام بمقرات الهيئات العالمية .

عن المكتب التنفيذي للمنظمة

السيد

زهير مخلوف


أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير

حرّية و إنصاف

سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي

33 نهج المختار عطية تونس 1001

الهاتف/الفاكس : 71.340.860

Email :liberté_équité@yahoo.fr

***

تونس في 08 ديسمبر 2007

مواطن محروم من جواز سفر

أعلمنا السيد فريد بن ابراهيم التليلي صاحب بطاقة تعريف وطنية عدد 03756676 المستخرجة بتاريخ 23/07/2005 أنه محروم من حقه في الحصول على جواز سفر رغم أنه قدم مطالب عديدة في الغرض و لكن دون جدوى.

و قد ضمن في رسالته نسخ علامة الترسيم و تواريخ و أعداد هذه المطالب و هي كالتالي :

– مطلب بتاريخ 19 جوان 2003 مرسم تحت عدد 114 بمركز الحرس الوطني بالمنيهلة ( يحتوي على طابع جبائي بقيمة 35 دينار ).

– مطلب بتاريخ 05/06/2006 مرسم تحت عدد 731 بمركز شرطة مساكن ( يحتوي على طابع جبائي بقيمة 60 دينار ).

كما بعث إلينا بنسخ من الرسائل التي وجهها للمسؤولين حتى يتدخلوا لحل مشكلته ، و الجهات التي راسلها هي :

–       رئاسة الجمهورية

–       وزارة الداخلية

–       وزارة العدل و حقوق الانسان

–       إدارة الحدود و الأجانب

–       رئيس الهيئة العليا لحقوق الانسان و الحريات العامة

علما بأن السيد فريد التليلي يعمل بشركة أجنبية و أن طبيعة عمله تحتم عليه من وقت لآخر السفر و التنقل إلى الخارج .

  و حرية و إنصاف :

1) تساند السيد فريد التليلي في المطالبة بحقه في جواز السفر

2) تندد بحرمان بعض المواطنين من أبسط الحقوق التي يكفلها لهم الدستور و القانون ألا و هو حق السفر و التنقل.

3) تطالب بتمكين السيد فريد التليلي و كل المحرومين من كل حقوقهم التي نص عليها الدستور و في مقدمتها الحق في جواز السفر.  

عن المكتب التنفيذي للمنظمة

السيد زهير مخلوف


 

أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير

حرّية و إنصاف

سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي

33 نهج المختار عطية تونس 1001

الهاتف/الفاكس : 71.340.860

Email :liberté_équité@yahoo.fr

***

تونس في 12 ديسمبر 2007

اتصل بنا الطلبة المترشحون لانتخابات المجلس العلمي بكلية العلوم بتونس السادة زياد بومخلة     و كريم الصيفي و قيس بن محمد و راشد كحلاني الذين أكدوا أنه وقع تعنيفهم بشدة من قبل طلبة الاتحاد العام لطلبة تونس باستعمال هراوات خشبية و حديدية و مطاطية مما خلف جروحا           و رضوضا لبعض الطلبة.

و حرية و إنصاف :

1) تدين العنف في الجامعة مهما كان مصدره

2) تدعو إلى توفير مناخ آمن للطلبة و أن تكون الجامعة فضاء حرا لا يضيق بالمنتسبين إليه.

عن المكتب التنفيذي للمنظمة

السيد زهير مخلوف


 

  أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين

  “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr

  تونس في 12 ديسمبر2007

تواصل حملات المداهمة و الإختطاف  ..في ولاية بنزرت ..

علمت الجمعية أن حملة الإيقافات في صفوف الشباب بولاية بنزرت لا تزال متواصلة ..فقد شهدت مدينة رأس الجبل يوم الثلاثاء 27 نوفمبر 2007 اختطاف    الشاب محمد الحبيب بن عبد المجيد دخيل على أيدي أشخاص مجهولي الهوية يعتقد أنهم من أعوان البوليس السياسي  قاموا باقتياده عنوة إلى جهة غير معلومة ، كما تم في نفس اليوم اختطاف  التلميذ  بالسنة السابعة ثانوي رمزي بن محمد الونيسي ،  و الطالب  بدر الدين بن عبد العزيز مْزَاح الذي علمت الجمعية أنه سيعرض غدا  على حاكم التحقيق السادس بالمحكمة الإبتدائية بتونس  .

و لاتزال عائلات الموقوفين  تجهل مصير أبنائها و سبب إيقافهم ،

و إذ تندد  الجمعية بتواصل عمليات الإختطاف التي تمثل جريمة وفق القانون التونسي و المواثيق الدولية فإنها تخشى  أن يكون الإحتجاز السري للموقوفين بهدف التغطية على ما قد يتعرضون له من تعذيب و معاملة سيئة ،

كما تدعو إلى الكشف الفوري عن أماكن الإحتفاظ بهم  و عرضهم على الفحص الطبي وفقا للقانون .

عن لجنة متابعة المحاكمات

نائب رئيس الجمعية

الأستاذ عبد الوهاب معطر


 

“ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 12 ديسمبر2007

.. في  » عيد  » حقوق الإنسان ..!

 
مرت الذكرى  التاسعة والخمسون  للإعلان العالمي لحقوق الإنسان و بلادنا ترزح تحت نير اضطهاد  سياسي مقيت ، وخيرة أبنائها يحاكمون  و يلقى بهم في الزنزانات من أجل آرائهم والتعبير عن قناعاتهم ،   ولا يزال التعبير عن الرأي المخالف سببا للتنكيل بكل من يعارض السلطة  حتى أصبح الاهتمام بالشأن العام تضحية جسيمة تعرض أصحابها لمختلف أصناف التنكيل والإقصاء والإضطهاد الذي يتعدى النشطاء ليشمل  عائلاتهم و كل من تربطهم به علاقة ،  وتجاوز هذا القهر والتهميش والإقصاء الذي يتعرض له المعارضون الحالة الظرفية الطارئة ليتحول إلى سياسة منهجية قارة  متواصلة لا تترك طريقا  للتعسف أو مناسبة للتنكيل  إلا سلكتها لترهيب مناضلين  لا هدف لهم إلا تيسير سبل الكرامة والحرية والمساواة لمجتمعهم . وتذكر الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين بهذه المناسبة  :: بتواصل المظلمة المسلطة منذ قرابة العقدين على خمسة وعشرين سجينا سياسيا منتسبين في أغلبهم لحركة النهضة أجمعت المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية على بطلان الأحكام الصادرة ضدهم لعدم توفر أدنى مقتضيات المحاكمة العادلة فيها فضلا عن صدور أغلبها عن محاكم استثنائية بعد أبحاث  اعتمد فيها التعذيب الذي أفضى لموت بعض الموقوفين  وذلك في انتهاك صارخ  لمبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان  ولكل المواثيق والعهود الدولية .. تواصل اعتقال  المئات  من الشبان  بموجب قانون 10 ديسمبر2003  »  لمكافحة الإرهاب  » : منهم من صدرت ضده  أحكام  قاسية  في محاكمات  غير عادلة  ومنهم الموقوفون تحفظيا في ظروف مأساوية و لاإنسانية أهم معالمها الزنزانات الإنفرادية و الإهانات اليومية و التعذيب الشديد الذي أصبح المشرفون على سجن المرناقية سيئ الصيت مختصين في ابتداع و تطبيق أفظع وسائله .   توسع و تفاقم ظاهرة العقوبة الجماعية التي تطال عائلات المساجين السياسيين و تواصل حرمان الآلاف ممن غادروا السجن بعد إنهاء عقوبتهم أو ممن وقع تسريحهم من التمتع بحقوقهم الإجتماعية والإقتصادية بما فيها الحق في العمل والتعليم فضلا عن التضييق عليهم في التنقل والحركة وحرمانهم من جوازات السفر  بينما يحرم بعضهم من مجرد الحصول على .. بطاقة هوية !  ، وقد تحولت الأحكام التكميلية القاضية بإخضاع أغلبهم إلى المراقبة الإدارية إلى تعلّة  لوضع الكثير منهم في إقامة جبرية غير قانونية ونفي وإبعاد البعض الآخر  داخل وطنه . تواصل الغربة القسرية بالنسبة للآلاف من المهجرين ممن وقعت ملاحقتهم من أجل آرائهم   أو من أجل إنتمائهم السياسي  ويتواصل بذلك حرمانهم من حقهم في العودة إلى وطنهم بسبب التهديد الذي تشكله الأحكام الجائرة التي صدرت ضدهم أو بسبب  الخشية من تعرضهم للإيقاف والتتبعات  . تواصل هرسلة  المحامين ونشطاء حقوق الإنسان وذلك  بتغول جهاز البوليس السياسي الذي أصبح كيانا فوق القانون لا يخضع منتسبوه لمحاسبة و لا مساءلة يستبيحون  ملاحقة المعارضين   ومتابعتهم  ومنع نشاطهم و محاصرة المقرات  وقطع الهواتف وشبكة الإنترنت  وحجب المواقع  وتسليط العقوبات الاقتصادية على كل من يتجرأ على النقد أو المعارضة أو التنديد بالإنتهاكات .   إن الحديث  عن الديمقراطية وحقوق الإنسان واحترام الحريات في ظل استمرار تهديد المئات من المواطنين الأبرياء في حرياتهم و حرمتهم الجسدية و المعنوية  يعد  مغالطة يجب فضحها وكشفها  و التجند للمطالبة بمحاسبة جميع المتورطين فيها .. إن الإحتفاء بحقوق الإنسان يفقد كل معنى إن لم يجسد بـ : – وضع حد  لمعاناة  المئات من المساجين السياسيين بتسريحهم من الزنزانات و إعادة الإعتبار لهم . – السماح للآلاف من المهجرين الذين غادروا  بلادهم قسرا  خشية ملاحقتهم بسبب آرائهم أو انتمائهم السياسي بالعودة إلى بلادهم دون أي تتبع أو تضييق . إعلان عفو تشريعي عام حقيقي يمحو آثار عقود من المحاكمات السياسية الظالمة . عن الجمعيـــــــــة الهيئـــة المديـــــــــرة


 

 
الاتحاد العام لطلبة تونس  بيــــــــــــان تونس في 10/11/2007  
تجرى انتخابات المجالس العلمية للسنة الجامعية 0072/2008 في ظروف قلما عرفها الاتحاد العام لطلبة تونس وهو بصدد الإعداد لمؤتمره الموحد. كما أن المجالس العلمية في مختلف المؤسسات الجامعية ظلت على حالها مجالس صورية، فلا اجتماعاتها احترمت ولا مداولاتها كان لها الصدى بين الطلبة وإن أهميتها لا تتجاوز يوم الانتخابات ورغم مطالبة الاتحاد العام لطلبة تونس بإضفاء صبغة تقريرية لهذه المجالس وتمكينها من مساهمة فعالة في التوجهات العامة للتعليم العالي ومزيد توسيع تمثيلية الطلبة داخلها وفق عدد الطلبة في كل مؤسسة وحق التمثيل النقابي داخلها، ظلت دون إجابة ولم تأخذ بعين الاعتبار. هذا ونحن في الاتحاد العام لطلبة تونس تمسكنا منذ عودة المنظمة للعمل القانوني بان تكون المجالس العلمية مناسبة جدية لتدريب الطلبة على الممارسة الديمقراطية والمدنية غير أن هذه الانتخابات تحولت إلى مناسبة لاستنزاف الطلبة والمؤسسات الجامعية عبر التهديد والعنف من قبل طلبة التجمع وترويع المناضلين وعائلاتهم من قبل ممثلي الإدارات في عديد المؤسسات الجامعية وعليه فنحن ندخل هذه السنة انتخابات المجالس العلمية بشكل موحد احتجاجا على الأوضاع التي تمر بها المنظمة والتعليم العالي برمته. إن الاتحاد العام لطلبة تونس وهو بصدد الإعداد لمؤتمره الموحد يشارك في انتخابات المجالس العلمية وهوة يعيش أبشع أشكال الحصار والتضييق على نشاطه النقابي وتتمثل هذه التضييقات في: – طرد حوالي 20 طالب من الدراسة عن طريق مجالس التأديب بصفة تعسفية منذ ما يزيد عن الثلاث سنوات. – اعتماد سياسة التهميش والاستخفاف من قبل وزارة التعليم العالي تجاه الاتحاد العام لطلبة تونس، مناضلين، هياكل وسطى وقيادة حيث أن علاقة الحوار الجدي والمسؤول التي تمسكنا بها لسنوات لم يتم احترامها من قبل وزارة الإشراف التي اختارت أسلوب المماطلة والاستخفاف والتهميش للمنظمة الطلابية. –  حرمان الاتحاد العام لطلبة تونس من حقه في المنحة السنوية اليتيمة المخصصة له من قبل وزارة التعليم العالي لتشبث المنظمة باستقلاليتها في النشاط. –  حرمان المنظمة الطلابية من منحة خصوصية لهذه الانتخابات في حين يتمتع طلبة التجمع بكل التشجيعات والتسهيلات. – حصار مطوق على الاتحاد العام لطلبة تونس مس حقه في النشاط النقابي وصل إلى حد عدم تمكين عديد المسؤولين النقابيين من صندوق اقتراع وقاعة لإجراء الانتخابات القاعدية ( الحقوق صفاقس، المعهد التحضيري للعلوم الإنسانية بتونس …) – ترهيب المناضلين عبر التهديد المباشر من قبل بعض مديري المؤسسات الجامعية وصل بهم إلى حرمان البعض من ممثلي الاتحاد من إجراء الامتحانات (éliminé ) وتهديد البعض الآخر بإحالتهم على مجالس التأديب ما لم يتخلوا على الانتماء للاتحاد العام لطلبة تونس. – حرمان عشرات المناضلين من حقهم في الشغل وذلك في إطار معاقبة المنظمة الطلابية… إن هذه الظروف السابقة الذكر التي يمر بها الاتحاد العام لطلبة تونس ووعيا منا بمحدودية أهمية المجالس العلمية من مختلف الزوايا فإننا ندعو عموم المناضلين والمسؤولين النقابيين للمشاركة في هذه الانتخابات بشكل احتجاجي وذلك عبر التنديد والتشهير بمختلف هذه الممارسات المتنافية مع كل القوانين.  كما ندعو عموم مسؤولينا النقابيين لاختيار مختلف الأشكال النضالية الجماهيرية دفاعا عن الحق النقابي. هذا ولا يفوتنا أن نذكركم باحترام حرمة الدرس وحق الطلبة في التحصيل العلمي والحفاظ على المؤسسات الجامعية وعدم السقوط في ردود أفعال عنيفة جراء الاستفزازات التي ستعترضكم من قبل أي كان. اننا في الاتحاد العام لطلبة تونس نتوجه إلى عموم الطلبة والأساتذة بهذا البيان حتى نحيطهم علما بما تتعرض له المنظمة الطلابية. ختاما نهيب بعموم طلبة تونس التصويت لقائمات الاتحاد العام لطلبة تونس في هذه الانتخابات والالتفاف حول ممثلي الاتحاد العام لطلبة تونس ممثلكم الشرعي والوحيد كما نحيطكم علما اننا سنظل إلى جانبكم في كل المحطات النضالية حتى يتسنى لنا انجاز مؤتمرنا الموحد الذي نريده مناسبة لتجاوز حالة التشتت ووضع مشاكل وهموم الطلبة في طليعة اهتماماته.   الاتحاد العام لطلبة تونس الأمين العام عزالدين زعتور


تونس في 12 ديسمبر 2007    الإتحاد العام التونسي للشغل النقابة العامة لمتفقدي التعليم الثانوي اجتماع المتفقدين بدار الإتحاد بمناسبة تنفيذ إضراب 12 ديسمبر 2007 بــــرقـــيــة مـــــسانـــــــــدة
 
نحن متفقدي التعليم الثانوي المضربين كامل اليوم الأربعاء 12 ديسمبر 2007، الملحقين بإقليم تونس الكبرى و بنزرت و نابل و زغوان و المجتمعين بدار الإتحاد العام التونسي للشغل تحت إشراف الأخ المولدي الجندوبي، الأمين العام المساعد للإتحاد، نعبر عن :   · مساندتنا التامة لإضراب الجوع الذي ينفذه بعض الأساتذة المعاونين الذين وقع التخلي عنهم بتعلة الموضوعية البيداغوجية ، ·استياءنا للزج بالمتفقدين في تبرير هذه القرارات التعسفية.   عن المجتمعين و عن النقابة العامة لمتفقدي التعليم الثانوي الكاتب العام المنجي الغضبان   المصدر نشرية : » الديمقراطية النقابية و السياسية  » عدد 90 ليوم 12 ديسمبر 2007 Liens :  http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p/ ://groups.google.com/group/democratie_s_p/


بسم الله الرحمن الرحيم

حركة النهضة تدين بشدة التفجيرات الإرهابية التي إستهدفت العاصمة الجزائرية

تعرضت العاصمة الجزائرية يوم الثلاثاء 11 ديسمبر 2007 إلى عمليتين إرهابيتين آثمتين، إستهدفتا مقر المحكمة العليا و المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، وقد أودت هاتان  العمليتان الإرهابيتان  بحياة  62 شخصا ،من بينهم  10 موظفين  يعملون في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، إلى جانب 177 جريحا بحسب الإحصاءات الطبية المعلنة، كما ألحقتا أضرارا مادية بالغة بالأبنية والممتلكات العامة والخاصة،  وأمام هذا الاعتداء الآثم  لا تملك حركة النهضة إلا أن تعبر عما يلي:

ـ تدين بشدة هذه العمليات الإرهابية، التي لا تقرها الشرائع السماوية ولا القوانين الوضعية و التي ذهب ضحيتها عشرات  من الأنفس البشرية البريئة.

ـ تعبر عن مساندتها للجزائر ولأسر ضحايا هذه العمليات الإرهابية، وعن تضامنها معها في هذه الظروف العصيبة، سائلة المولى سبحانه أن يتغمد هؤلاء الضحايا بواسع رحمته ومغفرته.

ـ تشجب منهج العنف  المخالف لشرع الله والذي أساء لسماحة وعدل الإسلام، والذي لم تجن منه الجزائر، وبقية أوطاننا غير مزيد من الدمار وإهراق دماء الأبرياء، وإزهاق الأرواح البريئة والمعصومة بحبل الشريعة الغراء.

ـ تدعو علماء الأمة ومفكريها ودعاتها إلى تكثيف جهودهم من أجل عزل المجموعات العنيفة ، وبيان انحراف نهجها عن روح الإسلام  ومنهج الوسطية والاعتدال الذي يدعو إليه أهله وتمكينهم من فضاءات تعبير أوسع ليقوموا بدورهم كاملا و دون عراقيل في ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال وفي حفظ الوحدة الوطنية للبلدان العربية والإسلامية.

قال تعالى  » من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا »

لندن

 في 04 ذوالحجة 1428 الموافق 12 ديسمبر 2007

رئيس الحركة

راشد الغنوشي


 

تونس تدين تفجيري الجزائر وتصفهما بالاعمال « الإرهابية الآثمة »

 
تونس (رويترز) – أدانت تونس يوم الثلاثاء تفجيرين هزا العاصمة الجزائرية وأوقعا 67 قتيلا ووصفتهما « بالتفجيرات الارهابية الاثمة ». وقالت وكالة الانباء التونسية ان الرئيس زين العابدين بن علي أرسل برقية تعزية الى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ضمنها « ادانة تونس الشديدة لهذه الجرائم النكراء وتأكيدها من جديد رفضها للارهاب بجميع أشكاله وتجلياته ». وقال مصدر أمني ان ما لا يقل عن 67 قتيلا سقطوا عندما انفجرت سيارتان ملغومتان في منطقتين راقيتين بالعاصمة الجزائرية يوم الثلاثاء في أعنف هجوم منذ التسعينات بالعاصمة. وأعرب بن علي عن تضامن تونس الكامل والدائم في هذا الظرف الاليم مع الجزائر في مكافحة هذه الظاهرة. ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها الا أن معلقين قالوا ان جناح تنظيم القاعدة في شمال افريقيا الذي أعلن مسؤوليته عن هجوم مشابه بالعاصمة في ابريل نيسان وانفجارات أخرى شرقي العاصمة خلال فصل الصيف مسؤول فيما يبدو عن تفجيري يوم الثلاثاء.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 11 ديسمبر 2007)  

ارتفاع تحويلات المغتربين التونسيين بنسبة 8.4 %

تونس / 12 ديسمبر-كانون الاول / يو بي أي: ارتفعت تحويلات المغتربين التونسيين خلال الأشهر ال11 الماضية بنسبة 8.4 % بالمقارنة مع النتائج المسجلة خلال الفترة نفسها من العام الماضي.   وبحسب بيانات إحصائية نشرها اليوم الأربعاء المعهد الوطني التونسي للإحصاء(مؤسسة حكومية)، فإن إجمالي قيمة هذه التحويلات بلغت خلال الفترة المذكورة 1.25 مليار دولار،مقابل 1.15 مليار دولار خلال العام الماضي.   وتعتبر تحويلات المغتربين وعائدات السياحة، من أهم مصادر الإحتياطي التونسي من النقد الأجنبي،علما وأن عدد المغتربين التونسيين ناهز العام الماضي المليون مغترب، بينهم نحو 900 ألف مغترب يقيمون في الدول الأوروبية.   ووفقا لبيانات إحصائية صادرة عن ديوان التونسيين بالخارج (مؤسسة حكومية)، فإن 83.5 % من إجمالي المغتربين التونسيين يعيشون في أوروبا منهم 57.8 % في فرنسا، وتليها إيطاليا بنحو 112 ألف مغترب، بينما تستقبل الدول العربية 120 ألف مغترب تونسي بينهم 85 ألفا يعيشون في دول المغرب العربي.   وكان البنك الدولي قد أشار في تقرير له إلى إرتفاع حجم تحويلات المغتربين من دول العالم من 257 مليار دولار عام 2005 إلى 268 مليار دولار عام 2006.   وبحسب هذا التقرير، فإن حجم تحويلات المغتربين من الدول النامية بلغ حوالي 199 مليار دولار عام 2006، مقابل 188 مليار دولار عام 2005.   وأوضح أن إجمالي التحويلات التي تلقتها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إستقر في حدود 25 مليار دولار، مقابل 53 مليار دولار لمنطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، و45 مليار دولار لمنطقة شرق آسيا والباسيفك، و36 مليار لمنطقة جنوبي آسيا، و32 مليار دولار لمنطقة أوروبا وأمريكا الوسطى.  

محادثات عسكرية تونسية ـ إسبانية

 
تونس / 12 ديسمبر-كانون الاول / يو بي أي: بحث وزير الدفاع التونسي كمال مرجان اليوم الأربعاء سبل تعزيز التعاون العسكري بين بلاده وإسبانيا مع الجنرال فرانشيسكو خوزي قارسيا دولا فيقا رئيس أركان سلاح الجو الإسباني الذي يوجد حاليا بتونس في زيارة رسمية لم يعلن عنها من قبل. وذكرت وكالة الأنباء التونسية الحكومية مساء اليوم أنه تم خلال هذه المحادثات إستعراض مختلف أوجه التعاون العسكري بين البلدين،وخاصة بين قواتهما الجوية في مجالات التدريب وتبادل الخبرات في ميدان التقنيات المتقدمة والتدخل في حالات الكوارث الطبيعية. وأضافت أن الطرفين التونسي والإسباني أكدا « عزمهما المشترك للإرتقاء بهذا التعاون إلى مستوى العلاقات الودية والعريقة بين تونس وإسبانيا ». ولاحظ مراقبون أن هذه المحادثات تأتي بعد أسبوعين من محادثات مماثلة أجراها وزير الدفاع التونسي مع وفد من الكونغرس يتألف من النائب الديمقراطي دانيال اينوى رئيس لجنة التجارة والعلم والنقل ورئيس اللجنة الفرعية لميزانية الدفاع، وتاد ستيفنس رئيس كتلة الحزب الجمهوري في اللجنتين المذكورتين. كما تأتي هذه المحادثات أيضا بعد 18 يوما من محادثات أجراها وزير الدفاع التونسي مع نظيره الصيني الجنرال كاو غنغشوان.

تونس في 12 ديسمبر 2007   هيئة تحرير نشرية  » الديمقراطية التقابية و السياسية  » :
 

هل تصمد النقابة العامة للتعليم الثانوي في إسناد الأساتذة المضربين عن الطعام أم تنفذ قرار البيروقراطية النقابية بفك الإضراب أو إخلاء الأساتذة إلى المستشفى للتخلص من المشكل ؟؟

  بعد سلسة اللقاءات التي قام بها الموسمان بوسام السابع من نوفمبر في القصر الرئاسي و مع وزير التربية و التكوين عادت البيروقراطية النقابية إلى الصفوف و أنهت عشية اليوم اجتماعا للمكتب التنفيذي الوطني قررت على إثره  فض إضراب الجوع أو التخلص من المشكل بإخلاء المضربين من مقر الإتحاد بدعوى ضرورة إيداعهم المستشفى و هو ما أعلم به منذ ساعتين الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي. وفي مقابلة خص بها المضربون مراسل نشرية « الديمقراطية النقابية و السياسية » أعلمنا الأساتذة محمد المومني و علي الجلولي بأنهم لا ينوون فك الإضراب إلا بتحقيق مطالبهم العادلة في العودة للشغل كلفهم ذلك ما كلفهم. فهل تصمد النقابة العامة و تحمي المضربين مما تحضره لهم البيروقراطية من خيانة ؟؟   هيئة تحرير نشرية  » الديمقراطية التقابية و السياسية «         المصدر نشرية : » الديمقراطية النقابية و السياسية  » عدد 90 ليوم 12 ديسمبر 2007  Liens :  http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p/  http://groups.google.com/group/democratie_s_p/  


  الحزب الديموقراطي التقدّمي:

3 سيناريوهات للمشاركة في استحقاقات 2009.. واتّجاه لتجاوز الخطاب «الاحتجاجي»

 
تونس ـ الصباح: شهد المكتب السياسي الذي عقده الحزب الديمقراطي التقدمي في الايام القليلة الماضية، نقاشا واسعا حول الاستحقاقات الانتخابية القادمة المقررة في العام 2009، وهي النقطة الوحيدة التي كانت على جدول أعمال المكتب السياسي، الذي تغيب عنه بعض الاعضاء لاسباب شخصية مختلفة..   وكان من المقرر، طرح هذا الملف للنقاش صلب قيادة الحزب قبل فترة، غير أن التطورات التي شهدها الحزب خلال الشهرين الماضيين، فرضت عملية تأجيل النظر هذه.. وعلمت « الصباح » من مصادر صلب الحزب، أن المكتب السياسي ناقش ثلاث ورقات سياسية مختلفة خلال اجتماعه: ورقة كانت أعدتها لجنة تفكير تم تشكيلها منذ شهر سبتمبر الماضي، وثانية أعدها عضوا المكتب السياسي، محمد القوماني وفتحي التوزري، وورقة ثالثة قدمها الاستاذ هشام بوعتور..   الورقة المركزية   الورقة الاولى، التي أعدتها لجنة التفكير المتألفة من السادة نجيب الشابي والمنجي اللوز وعبد المجيد المسلمي وماهر حنين، مثلت محور المناقشات التي دارت في المكتب السياسي.. وتتضمن هذه الورقة رؤية تعتبر الانتخابات القادمة، « رهان سياسي » بالنسبة للحزب، المطالب بالتعاطي إيجابيا معها، والمشاركة بالتالي في هذه الاستحقاقات..   وفي سياق الاجابة على هذا التساؤل، اعتبرت هذه الورقة أن الرهان الاساسي في هذا الموعد الانتخابي، ليس انتخابيا بقدر ما هو رهان سياسي، وهو ما يجعل من هذه الاستحقاقات فرصة لابراز البديل السياسي للمعارضة الديمقراطية، ومن الضروري للحزب ـ تأسيسا على ذلك ـ خوض هذه المعركة الانتخابية..   وأقر عدد من أعضاء المكتب السياسي في هذا السياق، بضرورة عدم دخول هذه الانتخابات بعقلية احتجاجية، مثلما حصل في مشاركة الحزب خلال انتخابات العام 2004، وهو ما يستوجب توفير الوسائل الدعائية اللازمة لمنافسة الحزب الحاكم (التجمع الدستوري الديمقراطي)، منافسة « شاملة » على حد تعبير بعض المتدخلين في المكتب السياسي.. وأقر المكتب السياسي للحزب، ضرورة التشاور مع ما يسمى بـ « شركاء الحزب » في المشهد السياسي، بغاية التوصل إلى صيغة وفاقية وتفاهمات لكيفية المشاركة في الاستحقاقات المقبلة.. ومن غير المستبعد أن يشارك الحزب بشكل منفرد إذا لم تحصل هذه التفاهمات..   وكان المكتب السياسي للحزب الذي التأم في أكتوبر الماضي، ناقش هذه الورقة بشكل غير معمق، وتم الاتفاق على وضع أجندا للتحرك الانتخابي تقوم على ثلاث نقاط أساسية هي:   ــ إعداد حملة رئاسية بصورة مبكرة..   ــ تعيين مرشح للحزب، لا يستبعد أن يكون السيد نجيب الشابي ـ على الأرجح ـ ..   ــ تشكيل مجموعة عمل لاعداد البرامج والوسائل الكفيلة بإنجاح مشاركة الحزب في هذا الموعد الانتخابي..   وحسب المعلومات التي توفرت لـ »الصباح »، فإن المكتب السياسي، سجل تحفظات من قبل بعض أعضائه حول جملة من المسائل السياسية والتنظيمية وأفق المشاركة..   ووصف بعض المتحفظين، أن الاجندا التي تم إعدادها لهذه الاستحقاقات بـ « المتسرعة » ليس فقط لان الموعد الانتخابي ما يزال مبكرا، ولكن لان الافق الذي ضبطه الحزب للمشاركة يحتاج إلى نقاش سياسي عميق، ولذلك طالب هؤلاء بمراجعته..   ولاحظ جزء آخر من المكتب السياسي، أن الافصاح عن مشاركة الحزب في الانتخابات، يعدّ أمرا جدّ مبكر، وأن أي قرار بهذا الشأن، يقتضي مشاورات مع الشركاء الرئيسيين للحزب..   وشهد المكتب السياسي، مناقشات طويلة بخصوص مضمون الورقة، سيما من حيث رهاناتها السياسية والانتخابية، ودعا البعض إلى تنسيبها، فيما ناقش البعض الاخر مفهوم المشاركة، وهل يخوض الحزب هذه الاستحقاقات بعقلية المشاركة، أم بعقلية المقاطعة، مع اختلاف واضح بين الجانبين..   ملاحظات نقدية   من ناحية أخرى، طرحت الورقة الثانية التي أعدها السيدان محمد القوماني وفتحي التوزري، ضرورة مراجعة بعض ما أسمته بـ « المسلمات » التي انطلقت منها الورقة الاولى، من بينها عدم خوض الانتخابات برهان انتخابي، والتعامل مع هذه الاستحقاقات الانتخابية على أنها فرصة لبناء قوة سياسية في البلاد، في الوقت الذي تعدّ الانتخابات ـ في رأي أصحاب هذه الورقة ـ ثمرة للقوة وتتويجا لمسار كامل وليست بداية الطريق.. وانتقد بعض أعضاء المكتب السياسي فكرة المشاركة في الانتخابات باعتماد ثقافة القطيعة مع السلطة، التي تعدّ ركنا مهما وأساسيا في المشهد الانتخابي والسياسي..   كما انتقد هؤلاء الاعضاء من ناحية أخرى، خيار الافصاح المبكر عن المشاركة والجدوى السياسية منها، خصوصا وأن خيارا من هذا القبيل، يفترض توفر شروط دنيا، وهو ما يطرح ضرورة النقاش مع الحكومة حول آلياتها وتفاصيلها..   الجدير بالذكر، أن أصحاب الورقة الثانية، ينطلقون من رؤية دقيقة محورها رفض القطيعة مع السلطة والدعوة لحوار سياسي معها بعيدا عن التشنج وسياسة « توتير العلاقة » مع الحكومة..   وقالت مصادر من داخل الحزب، أن الورقة الثالثة التي طرحها السيد هشام بوعتور، لا تبعد كثيرا عن المقاربة الثانية، وإن اختلفت منطلقاتها حيثياتها ولغتها..   وعموما، يمكن القول، أن الورقتان الثانية والثالثة، تلتقيان من حيث الرؤية السياسية المستقبلية للحزب، والتمشي الذي يفترض اتباعه خلال الفترة القادمة وبخاصة في الاستحقاقات الانتخابية المقررة للعام 2009.   ولم تخف مصادرنا، أن اتجاه النقاش في المكتب السياسي، مال لفائدة الورقة الاولى في ضوء وجود أغلبية داخل المكتب السياسي، راهنت على هذا الموقف، بحيث انتهت المناقشات بإقرار مبدإ المشاركة في الاستحقاقات الرئاسية والتشريعية، والقيام بزيارات إلى الجهات لشرح موقف الحزب..   ومن المنتظر أن تناقش اللجنة المركزية للحزب المقرر عقدها خلال شهر فيفري القادم، هذه التوجهات الاساسية العامة التي من غير المستبعد اعتمادها بشكل رسمي..   لكن أوساطا عديدة صلب الحزب الديمقراطي التقدمي، ترى في اللجنة المركزية المقبلة، مناسبة لمراجعة هذا الموقف الذي انتهى إليه المكتب السياسي، وذلك باتجاه بلورة « خط ثالث » للحزب، يكون شعاره التحكم العقلاني في موقف الحزب وفي الشأن السياسي العام.. فهل ينجح دعاة « الخط الثالث » في مسعاهم؟ أم أن الوقت لم يحن بعد لتعديل أوتار الحزب وفقا لاجندا جديدة؟؟   صالح عطية   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 12 ديسمبر 2007)  

النادي الإفريقي يطلق أول تلفزة علـى موقـع الـواب فـي تونـس

اطلق النادي الافريقي اول تلفزة على موقع الواب في تونس وبدأ البث يوم الاحد الماضي من خلال مقابلة المنزه بين النادي الافريقي وقوافل قفصة وتضمن العدد الاول «ريبورتاجا» مفصلا عن هذه المباراة الى جانب الأحاديث والهوامش والصور الجانبية كما تضمن البث مجموعة من الصور على امتداد عدة سنوات للأب الروحي للجمعية وأحد رؤسائها السابقين حمادي بوصبيع.  وتبذل لجنة الاعلام بالنادي الافريقي مجهودات كبيرة في هذا المجال بعد نجاحها الباهر في بعث عدة مواقع للواب.   المنجي النصري   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 12 ديسمبر 2007)


 

 

بسم الله الرحمان الرحيم

 

السيد الطاهر الحراثي و صندوق التضامن

 

 

على خلفية كتابته مقالا عن صندوق 2626 و اليوم الوطني للتضامن مستهجنا الطرق المتبعة في جمع الأموال دعي السيد الطاهر الحراثي مجددا إلى منطقة الأمن الوطني بالقيروان. فقد قدم اليوم الأربعاء عون أمن إلى محل عمله و ترك تنبيها شفويا يدعوه فيه للذهاب إلى منطقة الأمن الوطني بالقيروان… علما بأم السيد الطاهر الحراثي و هو سجين سياسي سابق قد تعرض لنفس المساءلة من قبل رئيس مركز الأمن الوطني ببوحجلة يوم الاثنين الماضي… و دارت الأسئلة حول كيفية إرساله الموضوع و التفصيلات التي ذكرها في جمع الأموال…

 

و لمزيد الاطلاع على الموضوع ننشره من جديد

 

جرجيس في 12 ديسمبر 2007

عبدالله الزواري

 

 

بسم الله الرحمان الرحيم

 

ولدي، تلميذ الثانوي، يرتعش فرقا من اليد الغليظة التي قد تنهال على وجهه صفعا إن هو – بإيعاز من أبيه – لم يدفع إلى مدير المعهد ما يسمي:  » فلوس التضامن ». و مواطني، التاجر الصغير، يقلّب بامتعاض ورقة بين يديه و يقول  » هذه ضريبة ». و الورقة موقّعة توقيعا رسميا و مختومة بخاتم المعتمدية التي بعثت إلى جميع التجّار بأوراق مماثلة تطالبهم فيها بالمساهمة في صندوق التضامن مع تحديد المبلغ الواجب على كل تاجر دفعه . و إن لم يدفعه طوعا دفعه – حسب تعبير التاجر – كرها . و إمام المسجد ينادي في أعقاب الصلاة أن « لا تنسوا القائمة و لا تدعوها تعود فارغة » و هو يقصد الورقة التي جيء بها إليه و طلب منه ملؤها بأسماء المصلين و المبالغ التي سيدفعونها لفائدة الصندوق، مع أن المصلين هم في غالبيتهم عمال و أرباب أسر فيدفعون في المسجد، و يدفعون في مواطن الشغل، و يدفعون في المعهد و المدرسة بحسب ما لديهم من تلاميذ ، و بحسب ما يضع القدر في طرقهم من جباة المال باسم صندوق التضامن . و الدفع في معظمه بلا وصل . و لقد امتلأ صدر سائقي سيارة أجرة غيظا من فرط ما أجبر على دفعه فأقسم على مسامع الركاب أنه دفع في القيروان ، و دفع في بوحجلة، و دفع في نصر الله، و دفع في الشراردة . و كل من يعرفه من جباة المال باسم صندوق التضامن يطالبه بالدفع ، حسب تعبيره. و حتى الصبيان ما دون السادسة لم تسلم ملاليمهم من السطو عليها. فهذا تلميذ صغير في القسم التحضيري بأحد المدارس الريفية النائية روي أنه دفع إلى مدير المدرسة مائة مليم للتضامن و قال له ببراءة : » عندي مائة أخرى سأشتري بها فطوري  » و لكنّ نهم المدير – و قد وضع فيه الصندوق ثقته – غلب براءة الطفل فافتكّ منه مائته الأخرى تاركا معدته خاوية و عينه دامعة . و هذا المدير المربي نفسه ، و هو مشهور بأنه يعبّ الجعّة (الممتازة) عبّا إلى درجة ما بعد السكر ، روي عنه تلاميذه أنه في العام الماضي أرغم التلاميذ الذين ليس لهم نقود على جلب البيض مكان النقود لفائدة صندوق التضامن. فيا للتضامن كم حمّل ما لا يحتمل ! و لا يزال يحمّل ، و لا يزال الجباة باسمه، و ما أكثرهم، يسيئون إليه و يشوّهون سمعته و يملؤون قلوب الناس حقدا عليه.

فما القول في عمد منطقة ريفية بدّع بها الجفاف ، يمسك ملفات الإعانات الفلاحية و ملفات أخرى بيده فلا يطلق واحد منها و لا يوقع ورقة حتى يدفع صاحبها مبلغا ماليا يحدده العمدة باسم التضامن و بدون وصل ! و ما القول في استغلال شوق الحجيج إلى الحج لابتزاز أموال إضافية منهم باسم صندوق التضامن. نعم ، حدث هذا في العام الماضي في قريتنا النائية عندما فرض على كل حاجّ مبلغا إضافيا  بمائة دينار.  و ربما حدث نفس الشيء هذا العام . و ما القول أيضا في قوم شغّلوا شابا فقيرا صاحب شهادة عليا في تعليم الكبار و ما إن قبض مرتبه المتواضع الأول حتى كانونا له بالمرصاد فارضين عليه دفع خمسين دينارا للتضامن.

 و روى لي هذا الشاب نفسه أنه ناب أباه في استخلاص إعانة مالية بسيطة للفلاحين الصغار فما إن قبض المبلغ من شباك الدفع و استدار عائدا حتى قبضت عليه يد من الخلف و قال صاحبها : » هات عشرة دنانير للتضامن ». و كم من مواطن في قريتنا له قصة مع التضامن. و الناس هنا يضيقون ذرعا بالطرقة التي تؤخذ بها أموالهم باسم التضامن. و لكن « يضيق صدري و لا ينطلق لساني ».

و ربما آن الأوان لتقويم مسار صندوق التضامن و تصحيحه و تحديد آليات جمع الأموال لفائدته. و احسب أن أوّل ما يجب التأكيد عليه هو طوعية العمل التضامني. فلا مجال للتضامن بالجبر، عملا بما جاء في خطاب السابع من نوفمبر الأخير من أنه « لا مجال للظلم و التجاوزات، و لا مجال لاستغلال النفوذ. »

و هكذا في إطار « لا مجال للرأي الواحد و الفكر الواحد و اللون الواحد » أبديت رأيا مخالفا كشاهد على أحداث وقعت بالقرب مني في قرية نائية تعجّ ببائعي الخمر و تعجّ بالبطالين و يستغل فيه النفوذ بشدة. أبديت رأيي في موضوع يمسّ حياة الناس من حولي و يمسّني معهم، و أنا استحضر أنه خلال آخر إقامة لي بالسجن في خريف 2006 جمعني البؤس بسجين مطحون مثلي ، يخالفني الرأي و التوجه ، و ذي باع في السياسة و الاقتصاد و مختلف شؤون الحياة، فكان ينتقد أحزاب المعارضة ببلادنا لأنها – حسب رأيه- لا تهتمّ بشؤون الناس و معاناتهم ، و أكثر نشاطاتهما سجالات سياسية فوقية بعيدة عن مشاغل المواطنين الحقيقية وبالتالي لا غرابة أن تكون نتائجهم الحقيقية في الانتخابات صفر، و نصف ، وواحد بالمائة. و حتى المعارضة الإسلامية بالخارج أصبحت تراوح مكانها، وهي متقوقعة في برجها العاجي، و لا صلة لها بما يعانيه الناس داخل البلاد. و بالتالي نري فشلها و عجزها عن التعبير عن واقع البلاد و نرى خفوت بريقها و تراجع مستوى قياداتها … و الله أعلم .

بوحجلة في 29 نوفمبر 2007

الطاهر الحراثي    

 

 

موجات العنف تضرب الجامعة التونسية

تعود الجامعة التونسية هذه الأيام من جديد إلى موجات العنف بإمضاء عصابات من اليسار وطلبة التجمع وميليشياته التي يحمل الكثير منهم بطاقات طلبة وهم في الأصل عناصر من وزارة الداخلية لا مؤهل لهم ولا علاقة لهم بالجامعة أصلا , ولا غرابة في ذلك فالبلد كله تحت حكم  العصابات …  سياسة الإقصاء التي تمارسها السلطة مع كل مخالفيها بالبلاد تمتد إلى تخوم الجامعة لكي لا تسمح بأن يخرج من بين كوادرها من يعارض السلطة أو هكذا توضع السياسات لإحكام عملية الضبط . وفصائل اليسار بجامعاتنا لا زالت كما كانت في السبعينات تمارس العنف الثوري ضد مخالفيها وخاصة من يشتمون منه رائحة التدين حتى وان كان مستقلا لا يدين بالولاء لأي حزب أو جهة سياسية تصنف من طرف السلطة في الخانة الحمراء . هذه الفصائل اليسارية الاقصائية متحالفة مع السلطة , وبتشجيع منها تمارس العنف ضد كل من يتجرأ على التعبير عن رأيه من خارج منظومتها وتمارس العنف حتى مع الذين يتكلمون بنفس الخطاب ومن داخل نفس المنظومة إذا كانوا من المعارضين  لسياسات الاستبداد . والتعليمات صادرة للإدارة بعدم التدخل وللأمن الجامعي بعدم التحرك وكأن الأمر يحدث خارج أسوار الجامعة والطلبة يتعرضون على مرأى منه إلى محاولات القتل. لقد عادت العصابات إلى الجامعة تعربد بالقضبان الحديدية والسلاسل كما كانت الجامعة في فترة السبعينات المحسوبة على اليسار.

ما يسمى بالأمن الجامعي كان من الأولى أن يسمى باسمه الحقيقي كما في عدة بلدان عربية أي جهاز الاستخبارات العامة لأنه لا يقوم بحفظ الأمن داخل الجامعة كما تحمل دلالة اسمه بل تنحصر مهمته في رصد ومراقبة العناصر الطلابية المعارضة واعتقالها وعوض أن يكون الطلبة عنده سواسية في المواطنة كأسنان المشط صاروا طبقا لمهمته الحقيقية سواسية كأسنان الكلب …

مرات عديدة تتفجر أعمال العنف بالجامعة هذه السنة وتكون دائما موجهة من طرف السلطة ممثلة في طلبتها وميليشياتها التي ترتع داخل الجامعة من ذوي السوابق والمجرمين وعناصر البوليس السري ومن أطراف يسارية موالية للسلطة مجندة جميعها لإعلان الحرب على الاسلاميين والفصائل المنخرطة في هيئة 18 أكتوبر وحتى ضد الطلبة المستقلين الذين يعبرون عن آرائهم أفرادا دون ولاء لأي جهة كانت . جريدة الإعلان ذات التوجهات اليسارية الاقصائية تحدثت عن العنف بين مكونات اليسار داخل الجامعة في إشارة إلى أحداث كلية 9 أفريل يوم 27 أفريل بين النقابيين الراديكاليين والوطنيون الديمقراطيون بالجامعة وأظهرت الجريدة صورتين لطالبين تعرضا للعنف في معركة حامية بالقضبان الحديدية والسلاسل لم تنفض إلا بعد تدخل الموظفين والعملة بالكلية بعد يأسهم من تدخل العميد والأمن الجامعي . الأمر لم يكن يتطلب جهدا لفهم الحدث فالسلطة دعمت طرفا يساريا توارت خلفه لتصفية عناصر حزب العمال الشيوعي المنضوي في هيئة 18 أكتوبر. ويوم الأربعاء 28 نوفمبر بكلية العلوم بتونس يتعرض طالبان مستقلان عبر أحدهما عن رأي مخالف لا يروق لطلبة ما يسمى بالاتحاد العام لطلبة تونس في حوار مع طلبة تجمعوا حوله إلى محاولة قتل بقضيب حديدي أحدث له جرحا بليغا برأسه وسبب له سقوطا بدنيا بليغا كما تعرض صديقه إلى اصابة بليغة برجله والملفت للانتباه أن الطلبة المتواجدين بالمكان هرعوا إلى العميد طالبين التدخل من طرفه عبر استدعاء الأمن أو حتى طلب الإسعاف لطالب في حالة حرجة ومهدد بالموت إلا أنه رفض ذلك بكل وقاحة مما يعزز فرضية أن الأمر مدبر سلفا وبعلم جميع الأطراف . هذه الأحداث تعود بالجامعة إلى فترة السبعينات حين كان اليسار يفرض وجوده بالسلاسل والهراوات التي لا ترحم أحدا يتجرأ على التعبير عن نفسه من خارج منظومة اليسار وخاصة إذا كان إسلاميا لكن هذه الممارسات التي توجها اليسار بمجزرة ضد الاسلاميين في كلية الآداب بمنوبة سنة 1982 كانت بداية النهاية لوجوده ولم تشهد الجامعة فترة ازدهار الحريات إلا خلال الثمانينات حين ضعف اليسار والد ساترة بالجامعة …

طلبة اليسار الذين كانوا يحملون الهراوات بالجامعة في فترة الستينات والسبعينات لضرب الاسلاميين من أمثال محمد الشرفي ومنصر الرويسي والصادق شعبان وعبد العزيز بن ضياء وسمير العبيدي وغيرهم تسلقوا إلى الوزارات ومواقع النفوذ ليضعوا أنفسهم عبيدا في خدمة منظومة الاستبداد ويساعدوا على التنكيل بالآلاف من خيرة أبناء هذا البلد بالقتل تحت التعذيب والسجن والنفي ووضع سياسات تجفيف المنابع . وهؤلاء الذين ينعقون بالجامعة من طلبة اليسار كأسلافهم انتهازيون سيهرعون إلى مقرات التجمع حين يخرجون من الجامعة متطوعين لخدمة أسيادهم الذين يحكمون البلد بقبعات البوليس…

العنف هو حجة من لا يملك الحجة وهو دليل الإفلاس وهؤلاء لا مكان لهم في مناخ الحريات لأنهم لا يقدرون على إقناع أحد بما يحملونه من أفكار ولا يمكنهم أن يظهروا كالفقاقيع إلا في مناخات الاستبداد كالغربان لا تظهر إلا حين يمتلأ المكان بالجيف …                                                        

أبو ميساء


 

ثلاثة أسئلة لأبناء التيّار الإسلامي في تونس

سامي براهم   **تصدير 1 ( ليس بإمكان الإنسان أن يحيى ما لم تكن له القوّة على تحطيم جزء من ماضيه ونسيانه …و يلزمه من أجل هذا أن يجرّ هذا الماضي إلى محاكمة قاسية و يدينه في النّهاية إذ كلّ ماض جدير بالإدانة   لأنّ كلّ ما يصدر عن الإنسان كان خاضعا على الدّوام للقدرة الإنسانيّة وهنها…) ف نيتشة اعتبارات لازمانيّة II **تصدير 2 وحدها الشّجرة الطيّبة الثّابت أصلُها و المعانقُ فرعُها عنانَ السّماء قادرة على التخلّص من أوراقها الصّفراء و أغصانها اليابسة لتثمر من جديد، أمّا تلك التي اجتثّت من فوق الأرض ما لها من قرار فكلّ ريح تعصف بها تحيلها إلى أعجاز منقعر !   الإسلاميون في تونس واقع بشري و سياسي لا يمكن بأيّ حال من الأحوال تجاهله مهما كان تقيمنا للظّاهرة الإسلاميّة و أداء المنتمين إليها طيلة العشريّات الفارطة ، لذلك فمن واجب المتابعين للشّأن التّونسي العام سواء كانوا من دعاة القطع مع الإسلام السّياسي و تجفيف منابعه أو من أنصار الحوار و التّواصل معه أن يسائلوا هذا التيّار و يدفعوه للإفصاح عمّا في ضميره من تصوّرات ورؤى تعبّر عن وعيه الجمعي بعيدا عمّا تقتضيه السّياسة من تصريحات ظرفيّة أو خطابات قد لا تعكس تقدّما حقيقيا في تمثّل قضايا الواقع و رهاناته. لذلك ارتأينا صياغة هذه الأسئلة من منطلق الحسّ الوطني و الهاجس المعرفي.   1 ــ سؤال الازدواج:   إنّ إثارة إشكاليّة الازدواج في مقاربة الإسلام السّياسي عموما و التيّار الإسلامي في تونس على وجه الخصوص ليس تهمة سياسيّة يُقصد بها الإقصاء أو التّشويش على أتباع الجسم الأمّ للحركة الإسلاميّة التّونسيّة  » حركة النّهضة  » بل الازدواج واقع موضوعيّ يشهد به كلّ منصف نزيه سواء من أنصار هذا التيّار أو من المتابعين المحايدين ، و لا يعبّر هذا الازدواج بالضّرورة ــ إذا ابتعدنا عن التّفسير التّآمري ــ عن سوء نيّة مبيّتة أو نفاق سياسيّ مقصود من لدن منظوري هذا الجسم السّياسي بل يعكس حالة دراماتيكيّة من التمزّق بين منظومتين قيميّتين مختلفتين و عسر اندماج العقل الحركي الذي يصدر عن مرجعيّة وسيطة في المنظومة السّياسيّة و المعرفيّة المعاصرة. إنّ مظاهر هذا الازدواج متعدّدة و تتفاوت حدّتها و دراماتيكيّتها بتفاوت أثرها في الواقع ، ولعلّ من أبرز هذه المظاهر : * الازدواج التّنظيمي الذي يشدّ أبناء هذا التيّار إلى منظومتين سياسيّتين متباينتين تقوم الأولى على الولاء السّياسي العقائدي إلى الجماعة بمقتضى عقد بيعة سرّي يؤدّيه الأعضاء ــ المختارون وفق اعتبارات خاصّة ــ و يُقسِمون فيه على الطّاعة و الولاء، بينما يقوم الثّاني على حسّ مدني و انتماء سياسي علني وفق القناعات الذّاتيّة واعتبارات المصلحة الاجتماعيّة تنظّمه القوانين والأعراف و يخضع للمساءلة والمتابعة من الرّأي العامّ . * السريّة و العلنيّة و هما من مظاهر الازدواج التنظيمي، و من تبعاتهما وجود هياكل معلنة لا تعدو أن تكون في غالب الأحوال واجهة للمخفيّ و تفتقد لسلطة القرار و التّنفيذ و أخرى سريّة تُحسم في داخلها الخطط و القرارات وفق تراتبيّة تنظيميّة تعكس واقع الاستلاب التنظيمي و تحول دون تبادل الخبرات و النّقد و مراكمة الفعل السّياسي. إنّ التعلّل بالوضع السّياسي لا يستقيم حسب تقديرنا بأيّ حال من الأحوال لتبرير هذا الازدواج لأنّه إن كان لا بدّ في السّياسة من النّضال و التّضحية فإنّ السّلوك السّياسي المدني العلني أحرى أن تُخاض من أجله النّضالات التّضحيات. * الازدواج الفكري : كثيرا ما يشيد المتابعون لخطاب الحركات الإسلامية في الوطن العربي بتطوّر ذلكم الخطاب في تونس و هو تقويم غير دقيق حسب تقديرنا لعدم توفّر المعطيات التي تؤكّد أنّه يعكس وعيا جمعيّا بل قصارى ما يعبّر عنه بعض الفلتات هنا و هناك صيغ بعضها في سياق إكراهات سياسيّة عَجِلَة فضلا عن أنّ واقع السريّة وانعدام الحوار الجماعي بين منظوري هذا التيّار لا يسمح بتبيّن صدقيّة التطوّر الحاصل، لذلك لا نستغرب احتضان الحركة الإسلاميّة التّونسيّة لخليط غير متجانس من الأفكار و القناعات التي تتراوح بين  » الثوريّة و الإصلاحيّة ، التّقليديّة والاجتهاديّة ، الماضويّة و الحداثيّة ، التّماميّة والانفتاحيّة ، الحَرفيّة و المقاصديّة …  » و تنكشف هذه التّناقضات كلّما طرحت في السّاحة مسألة فكريّة أو سياسيّة خلافيّة. و لا يعبّر هذا الخليط حسب تقديرنا عن تنوّع و تعدّد في المقاربات بقدر ما يعكس تداخلا وتراكما غير منظّم للمرجعيّات و المفاهيم و المصطلحات، ويزداد الوضع تأزّما إذا صدر هذا التّداخل العجيب عن صاحب الخطاب الواحد حسب مقتضيات السّياق. فهل بإمكان أبناء التيّار الإسلامي التّونسي الانفلات من الحلقة المفرغة العبثيّة لهذا الازدواج و تنفّس هواء نقيّ تحت شمس تونس السّاطعة بعيدا عن رطوبة الخلايا السريّة و حلقات الشّيوخ العارفين ؟   2 ــ سؤال منهج التّغيير   لا يمكن أن ينكر إلا مكابر أو مغالط معاند أنّ التيّار الإسلامي في تونس رغم إعلانه منذ تأسيسه عن تبنّي النّهج الإصلاحي السّلمي في التّغيير ــ عبر الوسائل الدّعويّة والتربويّة و الثّقافيّة والخيار السّياسي الدّيمقراطي ــ فقد راهن في المقابل مثله مثل غيره من حركات التحرّر اليساريّة و القوميّة على الخطّ الثّوري العنيف باعتباره إحدى خيارات التّغيير المطروحة أمامه إذا فشلت الخيارات الأخرى. و كان لهذا التردّد بين الخيارين تبعاته المدمّرة طيلة العشريّة الفارطة. إنّ العماء السّياسي و سوء التّقدير والتهوّر الذي انتهجه من كانوا في موقع القرار قد كلّف البلاد طيلة ما يقرب من عشريّتين من الزّمان انسدادا في الأفق السّياسي و تعثّرا للمسار الدّيمقراطي فضلا عن حرمان المجتمع من فرصة الاستفادة من الطّاقات الخلاقة والصّادقة للآلاف من أبناء هذا الشّعب من الإسلاميين الذين كانوا في طليعة كوادره النّاجحة و خبراته المتميّزة ، كما ساعد على ذلك الانزلاق السّياسي الخطير من الخيار السّلمي المدني إلى نهج المغامرة والمجهول قابليّةُ قواعد التيّار الإسلامي للامتثال و الانقياد  » بفضل  » عقد الطّاعة السّياسيّة الذي كان يربطهم بالتّنظيم و خطاب التّعبئة والشّحن العاطفي والتوظيف العقائدي ممّا أفضى في نهاية الأمر إلى كارثة إنسانيّة واجتماعيّة لم تشهد تونس مثلها في تاريخها المعاصر : آلاف من السّجناء و الفارّين و المهمّشين والمُفَقَّرين والمقصيّين و المقموعين و المقهورين و المرضى و المعاقين و المحبطين وفاقدي السّند و من قضوا نحبهم … و لا يُسأل عن هؤلاء أصحاب القرار في المؤسّسات الرّسميّة و من اقترفت أيديهم الآثام فحسب بل كذلك أصحاب القرار من داخل التيّار الإسلامي نفسه الذين قدّموا المسوّغات الموضوعيّة لانتهاج السّياسة الأمنيّة من طرف الدّولة. إنّ ما يُنشر من حين لآخر تحت عنوان النّقد الذّاتي ليس بالعمق و الشّفافيّة التي تفضي إلى مصالحة مع الذّات و المجتمع إن هي في واقع الأمر إلاّ ضرب من التّرقيع و لملمة الأمور بشكل لا يفي بمتطلّبات المصالحة مع الذّات و التّاريخ. كيف لا و من يتصدّرون واجهة الفعل و الخطاب ليسوا في حقيقة الأمر إلاّ أولئك الذين قادوا البلاد والعباد إلى تلك الكارثة بينما كان يُفترض أن يُنسج على منوال الدّيمقراطيّات الحقيقيّة التي يخلد فيها للنّقد و المراجعة من يخطئون في حقّ شعوبهم بالتّقصير أو الإهمال أو سوء التّقدير بعد المساءلة. فهل بإمكان أبناء التيّار الإسلامي اليوم تجاوز مشاعر الإحباط و الإحساس بالغبن للمساهمة من جديد في الفعل الاجتماعي المدني السّلمي للمساهمة مع غيرهم في ترسيخ قيم المواطنة و الحريّات العامّة و الأساسيّة و الذّود عنها ضمن المتاح راهنا و الخروج من حالة الموت السّريري و الحضور الزّائف في واجهات الإعلام ؟   3 ــ سؤال الفكر و الإصلاح   عادة ما تتهافت الحركات السّياسيّة التي لا تمتلك مشروعا مجتمعيّا واضع المعالم على حضور مجهريّ على هامش دوائر القرار الرّسمي و ذلك لتُثبّت وجودها باعتبارها واقعة سياسيّة. أمّا الحركات التي تزعم امتلاك مشروع بديل و تصوّر شموليّ ــ مثل الحركة الإسلاميّة ــ فالأصل أن لا تعرض نفسها على محكّ المعترك السّياسي حتّى تمتلك شروط النّضج و البدائل الجديّة التي تعكس إرادة منظوريها و وعيهم و تحظى بقبولهم و حماسهم للفعل في إطارها في أجواء من الشّفافيّة و الدّيمقراطيّة، و يتطلّب كلّ ذلك بالنّسبة إلى التيّار الإسلامي التّونسي حسب تقديرنا التخفّف ما أمكن من رهانات الفعل السّياسي المباشر و ما يقتضيه من تنظّم و تنافس و تدافع لفائدة استنفار كلّ الطّاقات الوطنيّة من داخل هذا التيّار أو خارجه للانخراط بجديّة و فاعليّة في استئناف مشروع التّنوير الذي دشّنته الحركة الإصلاحيّة في تونس إبّان القرن 19 م على اختلاف مكوّناتها عوض الارتهان إلى وعي حركي وافد و أدبيّات سياسيّة ليست في نهاية الأمر سوى استجابة تاريخيّة موضوعيّة لحاجات الواقع الذي أنتجها و الإكراهات التي فرضت عليه . لقد كان يفترض أن يكون استبدال التيّار الإسلامي التّونسي اسم حركة الاتّجاه الإسلامي باسم حركة النّهضة نقلة نوعيّة في الوعي بمسألة الإصلاح و التّنوير و ما يتطلّبانه من استنفار كلّ الطّاقات للمساهمة في استئناف حركة الإصلاح و النّهوض ، لكن يبدو أنّ العمليّة لم تكن إلاّ مجرّد استجابة لإكراهات سياسيّة و ليس اختيار اسم النّهضة إلاّ ضربا من التّطاول و السّطو على خطاب حركة النّهضة العربيّة الذي أنتجه أجيال من العلماء و المفكّرين الأفذاذ الذين بقوا مجهولين أو متّهمين لدى القاعدة الواسعة من أبناء الحركة و قياداتها. إنّ انتهاج مسلك القفز على الواقع و حرق المراحل و المراهنة على أنّ  » الله يزع بالسّلطان ما لا يزع بالقرآن  » هو ضرب من التّهافت يوقع حسب تقديرنا في التّلفيق والتّرقيع و الدّغمائيّة والازدواج و ملاحقة الواقع عوض صنعه حتّى إذا توفّرت فرصة الارتقاء إلى موقع النّفوذ و التّنفيذ كانت الكارثة التي تعود بالويل على أولئك الذين أُرِيدَ إنقاذُهم . إنّ المراهنة على أولويّة الثّقافي على السّياسي ليست استقالة سياسيّة و لا هروبا من الفعل في الواقع بل احترام للذّات و ادّخار لرصيدها و طاقاتها على الفعل في المستقبل بعد استجماع شروط النّضج و الوعي بمتطلّبات الواقع. فهل بإمكان أبناء التيّار الإسلامي أن ينخرطوا في مسار الإصلاح والنّقد والإبداع والاجتهاد النّوعي والتّجديد الفكري بعيدا عن المهاترات السّياسويّة الدّغمائيّة التي تحرّكها الغرائز وأحلام الواقفين على الأطلال لاستعادة الرّصيد القديم، وأن يجتهدوا للمشاركة مع الجميع في استئناف مشروع النّهضة ؟ إنّ ما يدفعنا إلى طرح هذه الأسئلة على الإسلاميين بصفة خاصّة هو الانطباع الحاصل لدينا أنّ التيّار الإسلامي في تونس ظاهرة صحيّة واستجابة ضروريّة تلقائيّة لحاجات اجتماعيّة وثقافيّة وسياسيّة واقتصاديّة ملحّة ستبقى قائمة الذّات طالما لم تنهض الدّولة الوطنيّة والنّخب والمجتمع بهذه الأعباء، كما تأكّدت لدينا قناعة يؤكّدها الواقع أنّ أبناء هذا الشّعب الطيّب من الإسلاميين والإسلاميّات قادرون لو تجاوزوا العوائق الذّاتيّة الهيكليّة والتّركة الثّقيلة من التّجارب السّابقة وتوفّر مناخ الحريّات في البلاد أن يكونوا رصيدا بشريّا للإصلاح والتّنمية ودعم المكتسبات وتحصين المجتمع وحماية الحقوق والحريّات وتوفير الضّمانات الماديّة والمعنويّة التي تشجّع المجتمع السّياسي والمدني على انتهاج مسار الدّيمقراطيّة التّوافقيّة التي يتقاسم فيها الجميع الأعباء والمنافع. إنّ المسؤوليّة الأخلاقيّة للمثقّف ـ الذي نشأ في رحاب جامعة وطنيّة لم تظنّ على مرتاديها بالعلم النّافع والمعرفة النّقديّة ـ تقتضي حسب تقديرنا ـ بعد أن انخرط سنوات في مناكفة الدّولة والخصوم السّياسيين وتبنّي منهج التّغيير الشّمولي والسّلوك الثّوري ـ أن يحمل على عاتقه المساهمة في بناء تعاقد اجتماعي يرسّخ الثقة بين كلّ مكوّنات الوطن ويؤسّس لحوار وطني بنّاء يخفض فيه الجميع الجناح لمخالفيهم دون الحرمان من حقّ النّقد البنّاء وفضّ المسائل العالقة. إنّ العزلة بين الدّولة وجزء من مكوّنات المجتمع ـ ضاقت أو توسّعت ـ لا يمكن إلاّ أن يخدم الأطماع الخارجيّة ويدفع إلى انتهاج الحلول السّهلة من كلى الطّرفين لفضّ إشكالات الدّاخل عبر الاستنصار بالخارج مهما كان الشّكل والموقع والمبرّرات والأهداف. لقد بيّنت الأحداث السّياسيّة الرّاهنة في العراق وفلسطين ولبنان أنّ إضعاف الدّولة للمجتمع وإضعاف المجتمع للدّولة ليس إلاّ رصيدا لصالح التدخّل الخارجي إنّ المسؤوليّة الملقاة على عاتق الإسلاميين باعتبار عمقهم الشّعبي ورصيدهم السّياسي ونزوعهم الاجتهادي أكبر من الوعي الرّاهن لديهم، ممّا يدعو إلى استنفار كلّ الطّاقات والمواهب والملكات والموارد البشريّة والذّهنيّة لإهداء هذا البلد الطيّب أفضل ما يمكن أن تنتجه خبرات البشر المتراكمة. إنّ حبّ الوطن الذي استدعى في زمن الحماس الاستعداد للتّضحية بالنّفس والنّفيس لإثبات الذّات السّياسيّة لا بدّ أن يستدعي اليوم جميع الهمم إلى الاشتراك في بناء المعرفة والوعي القادرين على تشكيل الذّات الجماعيّة المنعتقة من إصر الاحتراب الدّاخلي وأغلال الارتهان الخارجي.   (المصدر: مجلة « كلمة » (أليكترونية شهرية)، العدد 58 لشهر ديسمبر 2007)
 

إعلامنا الرسمي: صعوبات على طريق التعددية

ملفات حوارية، تغطيات إخبارية لأنشطة المعارضة، إذن هل نحن إزاء مشهد إعلامي تعددي؟ يصعب القطع بصفة جازمة على حصول تحول نوعي في أداء الجهاز الإعلامي السمعي و البصري رغم ضرورة الإقرار بتوفر بعض التقدم على طريق الانفتاح.

تقاليد راسخة مازالت تشد الإعلام إلى الوراء و تمنعه من الالتحاق بجرأة و اقتحامية بالمستوى الذي بلغه الحراك السياسي و الاجتماعي في البلاد، و لعله من الغريب حقا أن يتأخر الإعلام كل هذا التأخر عن مواكبة النسق الإصلاحي المتحرك باطراد في عديد المجالات، فالاستثناء هنا يبقى العنصر غير المفهوم من المعادلة الإصلاحية الشاملة، فعوضا أن يكون الإعلام بمثابة القاطرة التي تجر بقية العربات و المقصود هنا القطاعات الأخرى في السياسة و الثقافة و الاقتصاد، فإنه ظل و إلى الآن آخر معاقل المحافظة على الموجود سواء باستمراره في منطق الدعاية على حساب الخبر الشفاف و التحليل الموضوعي أو في تردده و حذره غير المبررين في استيعاب التعددية و الانفتاح على المختلف.

خطابات رئيس الجمهورية و توجيهاته حركت الكثير من السواكن في قطاع الإعلام الحكومي غير أن القائمين على ترجمة هذه التوجيهات إلى أعمال ملموسة مازالوا بعيدين عن المطلوب إن لم نقل عاجزين عن استيعاب الروح التحررية الكامنة في الإرادة السياسية لأعلى هرم في السلطة، ولعل أقرب الأدلة على ذلك ما قدمته التلفزة الوطنية من ملفات حوارية متوالية طيلة الشهر المنصرم و مباشرة بعد الخطاب النوفمبري لرئيس الدولة و الذي أكد فيه على ضرورة تكثيف البرامج الحوارية و تشريك المعارضة فيها، فالاستجابة من إدارة التلفزة للتوجيهات الرئاسية كانت سريعة غير أن الأشكال التي حققتها و الأصداء التي خلفتها كانت مخيبة للانتظار و دون الممكنات التي كان بالوسع بلوغها، فهل يعقل أن تتحول البرامج الحوارية إلى ملاحق شارحة لخطابات الرئيس أو مناسبات إضافية لمدح انجازات الحكومة و الحزب الحاكم.

لا شك أن المبادرات المعلن عنها في خطاب الرئيس بمناسبة الذكرى العشرين للتحول جديرة بالاهتمام و من واجب الإعلام عامة و الحكومي على وجه الخصوص إبراز محتواها وشرح أبعادها الإصلاحية، غير أن الأهم من ذلك هو أن تكون الممارسة الوفية لروح التوجيهات الرئاسية مجسمة على أرض الواقع و بأرقى أشكال التجسيم، فهل من المقبول في مطلع العشرية الجديدة للتغيير أن يتحدث مسؤول أول بمؤسسة التلفزة الوطنية بلغة اقصائية تجاه المخالفين له في الرأي و التوجه معللا إقصاء وجوه من المعارضة لأن آراءها تخالف الخط التحريري الرسمي لمرفق عمومي هو التلفزة الوطنية

لا غرو أن تشريك بعض رموز الأحزاب السياسية و كذا شخصيات من المنظمات و الجمعيات المستقلة في ملفات تفصيلية تعنى بالشأن العام يمثل في حد ذاته خطوة إلى الأمام، خطوة لها دلالتها التحررية و مضمونها الديمقراطي غير أن المنجز على هذا الصعيد يبقى محدودا و فاقدا للقدرة على استقطاب المشاهد التونسي، فالملفات الحوارية على سبيل المثال وإن استضافت وجوها من المعارضة فإنها ظلت محكومة بإستراتيجية إعلامية تقوم على الاستبعاد و الاحتواء، استبعاد الأشخاص و القضايا المثيرة لاهتمام الرأي العام، و احتواء الرأي المخالف بأساليب بالية و ممجوجة في إدارة الحوار و تعويم المسائل.

على العموم مازال قطاعنا الإعلامي لا سيما المرئي منه و المسموع في حاجة إلى أن يرتفع إلى مستوى ما تتطلبه المرحلة الجديدة التي افتتحها خطاب رئيس الدولة في الذكرى العشرين للتحول، فالانفتاح التلفزي على التعددية لا ينبغي أن يكون مشروطا بمحددات و ضوابط مبالغ فيها و إلى حد يحجم من مساحة الحرية و ينال من حق الآخرين في التعبير و التفكير بصورة علنية وقابلة للتداول.

إن التلفزة مدعوة من موقعها المؤثر للمساهمة بصورة متقدمة في توسيع مجال المشاركة في صياغة رأي عام منفتح و عقلاني و لن يتسنى لها النهوض بهذا الدور إلا إذا كفت عن أن تكون جهازا إيديولوجيا ملحقا بالسلطة و حزبها الحاكم و أصبحت فضاء حرا للتواصل الجماعي و الحوار الديمقراطي و مرآة عاكسة لمشاغل المجتمع و تطلعاته بمختلف فئاته و جهاته و بتنوع نخبه وأحزابه و حساسياته.

سليم الزواوي

(المصدر: صحيفة « الوحدة » الأسبوعية التونسية، العدد 573 بتاريخ  8 ديسمبر2007)


التضامن في تونس: القيمة و الإنجاز

تحتفل بلادنا اليوم السبت 8 ديسمبر باليوم الوطني للتضامن، و الذي يوافق تاريخ انشاء الصندوق الوطني للتضامن الإجتماعي 26ـ 26 سنة 1992، بهدف مساعدة آلاف العائلات التي تعيش الفقر و التهميش. و بالنظر إلى إنجازات هذا الصندوق، فإن الإهتمام بهذه المناسبة يتجاوز البعد الإحتفالي ليكون موعدا سنويا متجددا لاستنهاض همم التونسيين و عزائمهم من أجل مواجهة عديد المعضلات و المصاعب، التي مازالت ترزخ تحتها بعض الفئات الفقيرة و المحتاجة إلى الدعم و المساندة خصوصا في المناطق النائية، و في أوساط العائلات المعوزة.

من الإنجازات التي حققها الصندوق الرفع في نسبة التنوير الريفي إلى 98.7 بالمائة سنة 2006، بعدما كانت 53 بالمائة سنة 1992 ،ارتفعت كذلك نسبة التزود بالماء الصالح للشراب بالمناطق الريفية لتبلغ 92.6 بالمائة، مقابل 49.5 بالمائة سنة 1992 هذا إلى جانب إنجاز 4530.7 كم من المسالك و الطرقات، و توفير مساكن لائقة لفائدة 64776 عائلة، واحداث 140 مركز صحة أساسية، و133 نواة مدرسية، إضافة إلى بعث مشاريع موارد رزق لفائدة 61471 منتفعا، وقد أوكلت هذه المهمة الآن للبنك التونسي للتضامن، هذا إلى جانب احداث مشاريع مختلفة بالمناطق الحدودية، و المعتمديات ذات الأولوية، والأحياء المحيطة بالعاصمة بهدف تطويرها وتهذيبها من الناحية العمرانية، وتنشيطها ثقافيا وإقتصاديا.

إذن الناظروالمتمعن في هذه الأرقام، يلحظ التدخلات الهامة للصندوق الوطني للتضامن منذ 1993، و يخال أن مشكل الفقر والخصاصة في تونس قد حُل وانتهى الأمر، لكن الحقيقة غير ذلك، فمهمة الصندوق لم تكتمل بعد، إذ لازالت عديد المناطق بالبلاد التونسية تفتقر لأهم المرافق و مقومات العيش الكريم، وهنا يكمن التركيز على أهمية التضامن كقيمة إنسانية يجب أن تترسخ داخل كل منا، من أجل المساهمة ماديا في   توفير حياة أفضل لسكان المناطق والأحياء التي تنعدم أو تقل فيها عديد المرافق. فالدولة وحدها لم تعد قادرة على حل هذه المشكلات، و لذا على كل تونسي المساهمة من موقعه في تطوير بلاده و النهوض بها على كل المستويات. فمن غير الممكن أن تؤخذ التبرعات للصندوق الوطني للتضامن 26ـ26 قسرا، من تلاميذ المدارس و المعاهد أو تقطع من المرتبات الشهرية دون علم أصحابها، إذ يجب على كل شخص أن يقوم من تلقاء نفسه بالتبرع، وأن يحس بنوع من المسؤولية تجاه وطنه و تجاه الأشخاص الذين هم في حاجة لمساعدته. و هنا يأتي دور وسائل الإعلام  في التوعية و الارشاد، وإحياء عديد القيم في نفس كل منا، منها التضامن و التي هي في الحقيقة ليست غريبة عن التونسيين كمجتمع عربي إسلامي، تربى على جملة من التقاليد  السامية، فمثلا بدل أن تتحفنا التلفزة كمنبر إعلامي يفترض أن يستقطب جل الأنظار و يعبرعن مشاغل الناس، ببرامج باهتة لا رائحة و لا طعم، عليها أن تغوص في مختلف مناطق البلاد، وتبرز للرأي العام ما تعانيه فئات من السكان من خصاصة وحرمان، حتى تحرك عاطفة كل تونسي و تدفعه إلى التضامن  المادي و المعنوي مع أخيه التونسي، فالكل يعلم أننا ننتمي إلى العالم النامي ومن البديهي أن توجد ببلادنا مئات إن لم نقل آلاف الأسر تعيش الفقر حتى وإن حاولت وسائل إعلامنا التستر على ذلك.

 على أصحاب رؤوس الأموال كذلك مزيد المساهمة في الجهد التضامني الذي تؤطره الدولة وينخرط فيه المجتمع بكل فئاته بإحداث استثمارات في الجهات الداخلية خاصة وذلك من شأنه أن يحل عديد المشاكل بمختلف المناطق، خاصة وأن الدولة ما فتئت تدعم القطاع الخاص، و تشجعه على الإستثمار في المناطق المحرومة تحقيقا لمبدأ العدالة بين الجهات.

اجمالا يمكن القول أن تونس حققت مكاسب هامة، لجل مناطق البلاد التي تفتقر لعديد المرافق، بفضل المبادرة الطيبة لرئيس الدولة، بانشاء صندوق وطني للتضامن، مما جعله محل اهتمام واكبارعلى مستوى دولي، ولذا يجب أن لا يكون التضامن ببلادنا مناسبتيا، إذ وجب الإهتمام بهذه القيمة وترسيخها لدى كل فرد على طول السنة.

شادية السلطاني 

(المصدر: صحيفة « الوحدة » الأسبوعية التونسية، العدد 573 بتاريخ 8 ديسمبر2007)


 

نائب رئيس حركة التجديد التونسية لـ »آفـاق »: نرفض الأصولية الإسلامية وقيام أحزاب دينية

تونس- حوار سفيان الشّورابي

1

أكد نائب رئيس حركة التجديد التونسية المعارضة حاتم الشعبوني رفضه لأي شكل من أشكال التعامل مع الإسلاميين، واستغرب الشعبوني الدعوات الصادرة مؤخرا من أجل الضغط على الحكومة للسماح بإنشاء حزب ديني.

ودعا في حوار أجرته معه « آفـاق » بقية الأطراف الديمقراطية والعلمانية إلى البحث عن صيغ ممكنة للعمل المشترك في أفق الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة لتحقيق المنعرج الديمقراطي المنشود في تونس.

وفيما يلي نص الحوار:

آفـاق: عقدت حركة التجديد مؤتمرها خلال الصائفة الفارطة، واستطاعت استقطاب عددا معتبرا من المناضلين، حدثنا أستاذ عن حيثيات ذلك المؤتمر وتداعياته فيما بعد. كان المؤتمر طريفا، حيث طرح على نفسه هدف التوحيد بين حركة التجديد وبين المستقلين، وتم التحضير له بشكل متناصف وبالمشاركة معهم. حيث أن الهيئة الوطنية للتحضير للمؤتمر كانت متناصفة بين التجديديين والمستقلين، انبثقت عنها لجان فرعية وفق نفس المبدأ. ولكن بصرف النظر عن بعض الخلافات التي شابت المؤتمر، انتهى بانتخاب مجلس مركزي والمصادقة الإجمالية على أرضية فكرية وسياسية، وعلى برنامج اقتصادي واجتماعي وثقافي، وعلى النظام الداخلي. فمن هذه الناحية، أتم أشغاله بصفة طبيعية.

ومن المطلوب معالجة الخلافات التي حدثت عن طريق الحوار والصدر المفتوح للاستماع لكل الانتقادات حتى يتحقق الهدف التوحيدي.

آفـاق: حول هذه النقطة، هناك من دعا إلى عقد مؤتمر استثنائي لإصلاح ما اعتبروه انحرافا عن الأهداف المعلنة قبل المؤتمر. ما رأيك؟ أنا لا أؤيد هذا الرأي، لان المطالبة بمؤتمر استثنائي فورا وبعد الانتهاء من عقد المؤتمر التوحيدي وكأن المؤتمر لم يقع البتة أو وقعت فيه أشياء سلبية جدا إلى درجة إلى أنه يجب إعادته. فأنا لا أشاطر هذا الرأي.

آفـاق: على اثر عقد المؤتمر، وانتخاب قيادة جديدة ما هو البرنامج المطروح على الحركة في المستقبل القريب؟ ستواصل الحركة الاضطلاع بدورها كحزب معارض ديمقراطي والعمل على توحيد أوسع القوى لبناء قطب ديمقراطي تقدمي متباين مع السلطة يعارضها ويختلف عن أطروحات الإسلام السياسي من جهة أخرى. إلى جانب المهام العملية الأخرى على غرار إصدار صحيفة أسبوعية، وتحسين الموقع الالكتروني، وإعادة هيكلة الحركة في عديد الجهات، وإنشاء فروع جديدة، والنشاط في القطاع الشبابي والنسوي الخ.

آفـاق: قلتم أنكم تعارضون السلطة. ما هي تحفظات حركة التجديد فيما يخص سياسة الحكومة التونسية؟ هي بالأساس على المستوى السياسي، فالحكومة تعمل على بناء تعددية شكلية تتواجد فيها أحزاب تدعي أنها معارضة ولكنها قي الواقع غير مستقلة عن السلطة. في ظل تمادي هيمنة الحزب الحاكم كحزب مهيمن على الحياة السياسية في البلاد، يسيطر على الإعلام، ويتحكم في الانتخابات كما يريد، ويستحوذ على غالبية المقاعد في مجلس النواب بدون أي منافسة حقيقية. هذا النظام السياسي نحن في حركة التجديد لا نقبله. نريد نظاما آخر يكون ديمقراطيا وتعدديا، ويكون فيه تنافس حقيقي وتكافؤ للفرص للجميع بدون تحيز.

أما على المستوى الاقتصادي، نحن نساند مطالب أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل، وكذلك مطالب الأجراء لتحسين مقدرتهم الشرائية التي بقيت مجمدة منذ سنوات، وتحسين الخدمات الصحية وميدان التعليم.

آفـاق: كما ذكرتم أنكم تتباينون مع الإسلاميين، ما هي نقاط الاختلاف معهم؟ نحن نعتبر أن لا يمكن إقحام الدين في الحقل السياسي على اعتبار أن الدين هو عامل ومكون مشترك للجميع، وقضية شخصية وحضارية. إلى جانب أننا نخالف الأطروحات الإسلامية بصفة عامة، بالرغم من التباينات الحاصلة في صلبها. مثلا أذكر هنا موقفهم من المرأة ومن تطبيق الحدود إلى غير ذلك من المواقف الرجعية.

آفـاق: لكن أستاذ هناك رأي يقول أن الحركة الإسلامية جددت برنامجها وتأقلمت في بعض المواقف مع بعض أهداف الحركة التقدمية. يمكن القول أنه في تونس هناك حركتان إسلاميتان رئيسيتان؛ حركة النهضة التي حسب ما طالعت في الوثيقة النهائية لمؤتمرها الأخير لم تتطور تطورا ملحوظا، بل مازالت تستند على مرجعية أصولية، وتوجد أيضا السلفية الجهادية التي تضم شرائح كبيرة من الشباب تنظّر لاستعمال العنف في الحياة السياسية. أما إذا تواجد بعض الأشخاص أو المجموعات الصغيرة التي تتبنى جزءً من الفكر التقدمي فهذا ايجابي، أما الحركات الرئيسية المعروفة فهي لم تتجه بعد نحو التطور.

آفـاق: هل تعتقدون أن المحافظة على مسار ديمقراطي ما، يفترض وجود أحزاب تمثل الإسلاميين؟ نحن نرفض الأصولية الإسلامية والأحزاب التي تعمل على بناء دولة دينية، من جهة أخرى من الممكن أن نجد صيغ للأشخاص الذين يقولون أن الإسلام هو نوع من الفلسفة السياسية أو من القيم. أما بالنسبة لحزب ديني، فأنا لا أشجع على قيامه.

آفـاق: إذا كنتم ترفضون قيام أحزاب دينية أو التعامل معها، ما هي أشكال التحالفات الممكنة، ووفق أي أرضية؟ نحن نريد بناء قطب ديمقراطي تقدمي يعمل على إنجاز إصلاح ديمقراطي جوهري في البلاد، ويعمل على صيانة المكاسب التقدمية في كافة المجالات الاجتماعية والفكرية، ويتبنى الحداثة، ويعمل على بناء نظام سياسي حديث يتعامل مع جميع المواطنين على قدم المساواة، ويحترم حرية الفكر والتعبير والمعتقد. وسنتعامل مع كل القوى التي تستند على هذه الأرضية.

وكانت في السابق تجربة المبادرة الديمقراطية مع عدد من الأطراف التقدمية، وسنواصل العمل مع هذه القوى.

آفـاق: لكن هناك أطراف تشاطركم هذا البرنامج متواجدة في تحالف 18 أكتوبر المعارض، الذي يجمع حساسيات ليبرالية وإسلامية وقومية ويسارية، هل انه من الممكن أن تنضموا إليه في صورة انسحاب الإسلاميين من هذا الائتلاف؟ إن تجمع ما يسمى بـ18 أكتوبر يهدف أساسا لإدماج الإسلاميين في الحياة السياسية المدنية. ولا يمكن لنا أن نتواجد معهم في نفس هذا التجمع مادام الإسلاميون متواجدين. ولكن هذا لا يمنع أن ننسق في بعض الأحيان مع بقية مكونات الهيئة في أنشطة مختلفة حول قضايا مشتركة، وهو ما تجلى بالخصوص في الندوة الأخيرة التي نظمتها حركة التجديد والتي شهدت خلالها مشاركة أطراف متنوعة.

آفـاق: ما هو موقف الحركة من المواعيد الانتخابية القادمة؟ أعتقد أن الوقت ما يزال مبكرا للحديث عن موقف واضح من الانتخابات التشريعية والانتخابية التي ستنعقد خريف 2009. فالأكيد أن الدعاية التي يقوم بها الحزب الحاكم لفائدة مرشحه منذ الآن لا تعبر عن وضع سليم. عموما كانت حركة التجديد دائما متبنية لمبدأ المشاركة وهو ما تجلى خلال المحطات الفارطة. إننا نعمل أساسا على توفير المناخ المناسب لانتخابات شفافة وديمقراطية وحرة، وهذا لن يحدث مادام لم يتحقق الانعطاف الديمقراطي، وتتوحد الحساسيات السياسية التونسية على أرضية ديمقراطية وتقدمية مشتركة.

آفـاق: ما تزال الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تتخبط في أزمتها، هل من مؤشر على إمكانية إنقاذها؟ تنادي رابطة حقوق الإنسان دوما بالحوار مع السلطة، ومنذ منعها من عقد مؤتمرها، وهي تتجاوب مع أغلب المبادرات التي تحاول إيجاد مخرج مقبول يحافظ على الرابطة وعلى استقلاليتها. لا يمكن للرابطة إلا أن تكون مستقلة، فتلك هي وظيفتها. فهي ليست بجهاز حكومي. ومن مهامها نقد أي تجاوز يحصل تجاه المواطنين

.

المصدر: “آقـاق”  )اخباري – واشنطن( بتاريخ 12 ديسمبر 2007

الرابط:  http://www.aafaq.org/news.aspx?id_news=3388


الشيخ راشد الغنوشي لصوت الحق (صحيفة الحركة الإسلامية لفلسطينيي 1948) :

مقارنة بين العلمانية الكمالية في تركيا والعلمانية البورقيبية في تونس

٭ النظام التونسي غير قابل للاصلاح لانه ليس فيه آليات للاصلاح  ٭ اشتهرت تونس بالاضرابات عن الطعام لانه ليس هناك وسيلة اخرى يسمح بها بالاحتجاج  ٭ التجربة التونسية مستنسخة بشكل سيء عن التجربة الكمالية  ٭ بورقيبة كان شديد الاعجاب بكمال اتاتورك  ٭ تونس وضعت يدها على الدين في الدولة ، بينما الحركة الاسلامية في تركيا نشأت خارج  » حدود  » الدولة التركية العلمانية  ٭ الدولة في العالم الاسلامي ليست علمانية لكنها منافقة للاسلام وتحاربه   اجرى اللقاء في اسطنبول : عبدالمنــــــــعم فـــــــــؤاد   طالب الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية التونسية، الفلسطينيين بتوحيد صفهم وأن يضعوا حداً للتنازع الداخلي الذي يضر بالقضية الفلسطينية كثيراً وبصورتها في العالم. وقال في حديث له في مؤتمر اسطنبول الدولي الذي عقد قبل اسبوعين :«إن ملتقى القدس الدولي يكتسب أهمية في كشفه للعالم ما تتعرض له القدس من أخطار ولكن من المهم أن يكون الملتقى منطلقاً لخطط عملية إذا انبثقت عنه مؤسسة تكون مهمتها وضع خطط وتنفيذها بحيث تكون توصيات المؤتمر خطة عملية وليس مجرد كلام وأن تعمل هذه المؤسسة على الحفاظ على الوجود العربي والإسلامي في القدس وتدافع عنه سواء تمثل هذا الوجود في البشر او المساجد والكنائس والآثار وأن تضغط على المؤسسات الدولية وتحثها على ذلك لوقف الإنتهاكات والوقوف في وجه استكمال مخطط تدمير القدس . وأكد الغنوشي على أهمية محاربة التطبيع على المستوى العربي والإسلامي. وبالنسبة للمجتمع الدولي عليه أن يعي الوجود العربي والإسلامي في القدس وأن يحمي هذا الوجود الذي يرتكز على شرعية لا يمكن انكارها . وجاء حديث الغنوشي في سياق المقابلة التالية التي اجريانها معه في اسطنبول .   صوت الحق : مشكلة الحجاب في تركيا ومشكلة الحجاب في تونس ، ما هو وجه التشابه ؟
الشيخ راشد الغنوشي : لتركيا هنالك حل لمشكلة الحجاب في الجامعات على اعتبار انه هناك سعي من حزب العدالة والتنمية لاصلاحات دستورية تمكن في نهاية المطاف من رفع الحظر على الحجاب ، كجزء من الدفاع عن الحريات الشخصية ، وهذا من حسنات النظام الديموقراطي ان فيه آليات لاصلاح ما هو فاسد ، اما في تونس فلأن نظامها غير ديموقراطي ، نظام بوليسي فمعالجه الوضع اكثر صعوبة وتعقيدا ، في تونس هناك نساء متحجبات يتم ايقافهن حتى في الشارع وتمزيق حجابهن ، هذا لم يحصل في تركيا حتى الآن ، ولن يحصل قط ، السياسيون في تونس يرفعون شعار ، ان هذا النظام غير قابل للاصلاح ، لانه ليس فيه آليات للاصلاح .   ٭ صوت الحق : مؤخرا حكمت المحكمة الادارية في تونس لصالح احدى المعلمات المحجبات التي فصلت بسبب حجابها ، هل قرار المحكمة ملزم باعادتها لمدرستها ؟
الشيخ راشد الغنوشي : السيدة القاضية في المحكمة اصدرت حكما في شكاية تقدمت بها مدِّرسة منذ ثلاث سنوات تم طردها بسبب الحجاب ، فحكمت هذه القاضية بابطال هذا القرار الاداري ودفع التعويضات للمدرِّسة ، ووزارة التربية التونسية رفضت هذا القرار وقامت بالاستئناف عليه ، هذا دليل على ان الحكومة مستمرة في سياستها ، في محاربة الحجاب ومحاربة الاسلام ، وحتى على فرض ان المحكمة الادارية اصرت على حكمها لصالح المعلمة وابطال منشور الاستئناف من الوزارية ، فهذا لا يعني شيئا ، لأن الحكومة لا تنفذ من قرارات المحكمة الادارية الا ما تشاء .   ٭ صوت الحق : ماذا بشأن المعارضة في تونس ، ألم تحاول ان تؤطر نفسها وتوحد الصفوف وتجابه هذه المظاهر ؟
الشيخ راشد الغنوشي : هناك محاولات لذلك ومنذ سنتين تجمعت ستة احزاب معارضة منهم اسلاميون ومنهم شيوعيون واشتراكيون وليبراليون على اساس الدفاع عن الحريات ، حرية التعبير وتقوية الاحزاب والجمعيات واطلاق سراح السجناء ، لكن الحكومة تقف لهم بالمرصاد في كل تحرك يقومون به وتمنعهم حتى من الاجتماع سوية ، ولذلك اشتهرت تونس بالاضرابات عن الطعام التي يقوم بها زعماء الاحزاب لانه لا يوجد طريق آخر للاحتجاج غير هذا الطريق .   ٭ صوت الحق :ما هو وضع العمل الاسلامي في تونس ومظاهر الاسلام عموما ؟
الشيخ راشد الغنوشي : الحركة الاسلامية موجودة في داخل تونس ،في داخل السجون ، وخارج السجون ، والآن آلاف ممن كانوا داخل السجون انهوا احكامهم وخرجوا ، وهم موجودون الآن ينسقون مع المعارضة. والاسلام عموما في تونس في حالة نهوض ، رغم محاربة الدولة ورغم محاربة الحجاب ومعاداة الدولة للحرية والاسلام ، فأغلب النساء اليوم متحجبات في تونس والمساجد ممتلئة اكثر من أي وقت مضى ، لأن الأمة الاسلامية عموما تشهد حالة صحوة دينية ، وتونس هي جزء من الجسم الاسلامي .   ٭ صوت الحق : هل تعتقد ان ملتقى القدس الدولي سيثمر عنه شيء عملي وقرارات نافذة؟
الشيخ راشد الغنوشي : الملتقى هو مهرجان توعية وهذا جيد بحد ذاته ، ان تلفت انظار المسلمين والعالم الى قضية القدس ، وان يفرز مؤسسة كاملة للدفاع عن القدس ، لتضع خطة لنصرة القدس ، وهذا شيء طيب وجيد .   ٭ صوت الحق : هل تجد مقارنة ما بين تجربة كمال اتاتورك في تركيا وتجربة بورقيبة في تونس ؟
الشيخ راشد الغنوشي : التجربة التونسية مستنسخة بشكل سيئ عن التجربة الكمالية ، بورقيبة كان شديد الاعجاب بمصطفى كمال اتاتورك ، وهناك شارع في تونس يسمى شارع اتاتورك وفي خطبة له اثنى فيها بورقيبة على اتاتورك ، الا انه قال خلالها ان مصطفى كمال اتاتورك ارتكب خطأ وحيدا ، فاحتجت السفارة التركية في تونس على ذلك ، متسائلة كيف يمكن ان يرتكب اتاتورك خطأ ، ما هو هذا الخطأ ، قال بورقيبة : لانه وضع في الدستور التركي ان الدولة التركية هي دولة علمانية ، وكان عليه ان يقر ان تركيا دولة اسلامية ، ولكن يطبق مبادئ العلمانية فيها ، لأنه عندما تقول الدولة انها اسلامية فتكون لها وصاية على الاسلام وعلى المؤسسات التابعة لها ، وتمنع اية جهة شعبية ان تؤسس مدارس او مؤسسات او جمعيات او قطاعات شعبية مستقلة عن الدولة ولذلك بورقيبة سمح لنفسه ان يغلق معهد جامع الزيتونة ، وهو اقدم الجامعات في تونس ، وان يؤمم الاوقاف وان تكون المساجد كلها تحت سلطة الدولة ، والدولة هي التي تعين الائمة ، بمعنى ان الدولة وضعت يدها على الدين في تونس ، لكن العلمانية في تركيا ورغم انها بدأت متشددة علمانية مناهضة للاسلام ، ولكن في النهاية ومع الوقت اصبحت علمانية معتدلة اي انها افسحت المجال لانشاء المعاهد والمدارس الاسلامية والطرق الصوفية الكثيرة ، بمعنى ان الحركة الاسلامية في تركيا نشأت خارج الدولة التركية العلمانية ، ونشأ قطاع في ظل فصل الدين عن الدولة ، الدين اصبح ملكا للشعب ، والشعب استطاع في النهاية ان يوجد المدارس وان يوجد القطاعات الدينية ، بينما في تونس هذا كله ممنوع ، الدولة في تونس في حقيقتها هي دولة محايدة تجاه الديانات ، بينما الدولة في العالم الاسلامي هي دولة ليست علمانية لكنها دولة منافقة للاسلام وتحاربه ، والشيخ سعيد النورسي في تركيا لم يعدم لكن سيد قطب في مصر اعدم ، ورغم سجن سعيد النورسي الا ان اثاره بقيت ووزعت في البلاد واصبح تلاميذه في كل مكان ، بينما امثاله في العالم العربي دول العلمانية المنافقة هجروا وسجنوا واعدموا ومنعت كتبهم من القراءة ، الآن النورسيون لهم وزن كبير في تركيا ،عندهم مدارس وصحف ومراكز وقنوات تلفزيونية ، بينما الاخوان تلاميذ البنا ممنوعون حتى الآن من هذه الحقوق . هذا الفرق بين العلمانية في تركيا التي انتهت الى علمانية معتدلة وبين الدولة الاسلامية المنافقة في العالم العربي ، وحزب العدالة والتنمية التركي هو امتداد لمشروع تليين جانب العلمانية في تركيا ونزع شوكتها المحاربة للدين ، وتخفيف ضغطها على الاسلام ، حتى ينطلق الاسلام .   ٭ صوت الحق : هل من بصيص أمل للاسلاميين في تونس ؟
الشيخ راشد الغنوشي : ليس مجرد أمل هذا يقين ، ان الامور تتطور لصالح المسلمين ، فبين قطع رأس عدنان مندريس لمجرد رفع الاذان وبين تركيا الآن هناك مياه كثيرة جرت .   ٭ صوت الحق : الى اين يتجه الصراع بين العلمانية والاسلام ؟ الشيخ راشد الغنوشي : الصراع له اوجه كثيرة ، وجه منه هو الصراع الثقافي ، وهي الذي تحدثت عنه ، وهو الصراع بين العلمانية والاسلام ، ولكن للصراع وجوه اخرى مثل الصراع الاقتصادي ، بين اثرياء وفقراء ومساكين ، وصراع سياسي ، بين مناصري الاحتلال وبين المقاومة ، ويمكن لمتدين ان يكون مناصرا للاحتلال فيكون تدينه زائفا ، ومن علامة التدين الصحيح ان يكون دوره في مقاومة الشر ومقاومة الظلم ، لأن الظلم معنى من معاني الشرك ، وان الشرك لظلم عظيم ، فلا يكون الانسان متدينا حقيقة وهو يوالي الظلم ، وهو يوالي الاحتلال وهو يوالي الاستغلال ، هذه صور من التدين مغشوشة وزائفة ، التدين الصحيح ، صاحبه يتقي الله ويخشى الله ، وقلبه متعلق بالله ، وينتظر لقاء الله ، وهذا التدين ليس باتجاه الاخرة فقط ، وانما باتجاه الدنيا وتدين المجتمع ومقاومة الظلم ، ولذلك نحن الاسلاميين في جبهة واحدة مع كل من يقاوم الاحتلال ، ومن يقاوم الاستعمار والهيمنة الغربية على العالم ، فهذا حليفنا حتى لو لم ينطلق من منطلق ديننا ، ولذلك نحن عقدنا المؤتمر القومي – الاسلامي مع تيارات اخرى قومية واشتراكية ويسارية التي تؤمن بوحدة الأمة وضرورة النضال ضد الدكتاتورية في الداخل والهيمنة الغربية من الخارج والاسلام الحقيقي هو الذي يقاوم الهيمنة الدولية على الأمة والمسلم لا يستسلم .     الشيخ راشد الغنوشي ولد عام 1941 بقرية الحامة بالجنوب التونسي. تلقى الغنوشي تعليمه الابتدائي بالقرية، ثم انتقل إلى مدينة قابس، ثم إلى تونس العاصمة, حيث أتم تعليمه في الزيتونة. انتقل بعد ذلك إلى مصر لمواصلة دراسته، لكنه لم يستقر بها طويلا، وانتقل إلى سوريا، حيث درس بالجامعة، وحصل على الإجازة في الفلسفة، وهناك بدأت تتبلور المعالم الأولى لفكره الإسلامي. انتقل راشد الغنوشي إلى فرنسا لمواصلة الدراسة بجامعة السوربون، وبموازاة الدراسة بدأ نشاطه الإسلامي وسط الطلبة العرب والمسلمين، كما تعرف على جماعة الدعوة والتبليغ, ونشط معها في أوساط العمال المغاربة. بعد إنهائه دراسته بجامعة السوربون بفرنسا في أوائل الستينيات، عاد الشيخ راشد الغنوشي لتونس وبدأ نشاطه الدعوي وسط الطلاب وتلاميذ المعاهد الثانوية، الذين تشكلت منهم حركة الاتجاه الإسلامي المعروفة باسم حركة النهضة. حوكم الغنوشي بسبب نشاطه الدعوي والسياسي عدة مرات، وحكم عليه بالسجن عدة مرات. من مؤسسي الندوة العالمية للشباب الإسلامي عام 1971. أحد مؤسسي المؤتمر القومي الإسلامي، الذي يجمع بين التيار القومي العربي والتيار الإسلامي. أحد مؤسسي حلقة الأصالة والتقدم، التي تعنى بالحوار الإسلامي المسيحي، والتي تضم عددا من كبار المفكرين الإسلاميين والأوروبيين والأميركيين. يقيم الشيخ راشد الغنوشي الآن في منفاه بلندن. من مؤلفاته: . طريقنا إلى الحضارة. . نحن والغرب. . حق الاختلاف وواجب وحدة الصف. . القضية الفلسطينية في مفترق الطرق. . المرأة بين القرآن وواقع المسلمين. . حقوق المواطنة في الدولة الإسلامية. . الحريات العامة في الدولة الإسلامية. . القدر عند ابن تيمية. . مقاربات في العلمانية والمجتمع المدني. . الحركة الإسلامية ومسألة التغيير. . من تجربة الحركة الإسلامية في تونس. وقد ترجمت بعض كتبه إلى لغات أجنبية، كالإنجليزية، والفرنسية، والتركية، والإسبانية والفارسية.   (المصدر: موقع « صوت الحق والحرية » (فلسطين المحتلة) بتاريخ 7 ديسمبر 2007) الرابط: http://www.sawt-alhaq.com/ar/modules.php?name=News&file=article&sid=8770

أهمية إرادة الحياة  بالنسبة إلى العرب اليوم

زهير الخويلدي

إن الحياة صراع   فيها الضعيف يداس

ما فاز في ماضغيها  إلا شديد المراس

للخب فيها  شجون  فكن فتى  الاحتراس

أبو القاسم الشابي

 

الحياة هي المبدأ الذي يزود الكائن مهما كان نوعه بالإحساس والحركة والنشاط ويعرضه للزيادة والنقصان والنفس هي جوهر الحياة في الحكمة العتيقة لأن الكون بأسره مزود بنفس واحدة وثمة مشاركة بين الوجود والحياة والعقل رغم أن الوجود يسبق الحياة والحياة تسبق العقل وبالتالي تكون الحياة فعلا نفسيا يعطي للكائن قدرة على الحركة الذاتية وبعبارة أخرى الحياة هي القدرة على التحرك بالذات وفقا للطبيعة الخاصة بالكائن الحي. غير أن بعض العلماء يميزون بين حياة الروح وحياة الجسم والحياة العضوية والحياة النفسية ورأوا أن النمو والتغذي والتناسل هي خصائص الحياة وأنها حسب أرسطو « ما به الموجود يتغذى وينمو ويضمحل بذاته » وفي نفس المنحى يرى لايبنتز أن الحياة مبدأ الإدراك الحسي وهي عند اسبينوزا قوة يحافظ بها الكائن على بقائه » وقد تكونت فكرية ميكانيكية تفسر الحياة على أنها جملة من التفاعلات الميكانيكية والنفسية وترى أن المجموع الحي هو حاصل الأجزاء التي يتكون منها وأن العضو في الجسم الحي هو بمثابة آلة مصنوعة مما ليس بحي وأن عمليات النمو والتطور تعود بالأساس إلى الرغبة في المحافظة على البقاء وأن الجهاز العضوي يتكون من مواد وقوى حية وليس وعاء للعمليات الحيوية. غير أن النظرة الميكانيكية وقعت في الاختزالية والمادية وكان لابد أن تظهر على أعقابها النظرة الغائية التي تفسر الحياة بمبدأ غير مادي إذ يقول كانط: » الحياة هي القدرة الباطنة على التصرف وفقا للإرادة الحرة » ويقول أيضا: » هي قدرة الموجود على السلوك وفقا لقوانين القدرة على التشوق » ونفس الشيء نجده عند فيخته عندما صرح أن » الحياة الفعالة الحرة هي قدرة لتكوين الذات وتشكيلها تنبع دائما من ذاتها » ويصف هيجل ببراعة كبيرة ما نسميه الحياة بأنها محافظة على ذاته في أجزائه بيد أن البعض من الفلاسفة يسميهم البعض فلاسفة الحياة يعرفونها على أنها إرادة القوة ومسرح صراع وصيرورة دائمة تسعى إلى العلو على ذاتها وتجاوز كل شيء يوقف تقدمها من أجل تحقيق المزيد من الحياة.

العرب اليوم لا يفقهون ما يصنعون فهم يعيشون الحياة الثكن ويجهلون الحياة الحقيقية لسيطرة القوى الارتكاسية على القوى الفاعلة وانتصار غريزة التناتوس على غريزة الايروس ولتدافعهم نحو الموت وتعلقهم بعالم الغيب والسماء وعزوفهم عن البناء في الأرض وبغضهم لأمهم الدنيا واستعجالهم لقدوم الآخرة،فسيطرت الغيبيات على أيامهم وقلصت المقدسات والمدنسات دائرة حلائلهم ومبيحاتهم فكثر التحليل والتحريم وانتشرت ثقافة التخويف من الموت والتحذير من عذاب القبور وصار تقديم الجسد قربانا هو خير آية للتمسك بالفكرة والدفاع عن الرسالة وبالتالي أصبح العرب قوم يعشقون الموت وينقمون على الحياة ويعللون ذلك بفشل المشاريع وتعرضهم لمؤامرة خارجية ولويلات الاستعمار وتزايد قبضة الاستبداد والأنظمة الشمولية مما ضيق أبواب الرزق وأغلق نوافذ الأمل فصار الانسحاب عن الوجود في حالة وقوف وصمود أفضل من مواصلة الحياة في حالة ذل وقعود.لكن لم الخوف من الصراع والحياة تولد من عمق الموت؟ ولم الجري وراء سراب نعيم الأخروية وسعادة الجنة يظفر بها على الأرض؟ كيف يتمسك الجمهور بالعرض الزائل ويهملون الجوهر النفيس؟ كيف ندفن أجسادنا من أجل خلاص أرواحنا؟

من البين أن الحياة الحقيقية بالنسبة إلينا نحن العرب هي تلك التي تمنحنا القدرة الذاتية على خلق وجود خارج ذواتنا يكون أفضل من الوجود الأول وهذا البعد الخلاق هو مبدأ إرادة الحياة الذي ينبغي أن ينتصر على إرادة العدم لأن الحياة في جوهرها تعني العزم على الوجود بغير تحفظ وتعني كذلك السعي نحو التوسع والانتشار والتحلي بروح البذل والخصوبة والتوجه نحو تحقيق مقصد معين ورفض الهامشية والعرضية. صحيح أننا نتعرض لنكبة كينونية كبرى وأننا فقدنا البوصلة وتهنا عن قبلتنا ودخلنا منذ مدة غرفة الإنعاش وطال احتضارنا ولكن الاستفاقة ممكنة والخروج من النفق المظلم فرضية جائزة والعثور على النقطة الأرخميديسية أمر متيسر شرط أن نهيئ أنفسنا لذلك ونتسلح بالأمل والتفاؤل ونعول على خيارات طويلة الأمد ونرسم استراتيجيات فاعلة وألا نخبط خبط عشواء بل نوحد بنية فعلنا وقولنا وتفكيرنا في مقام وجودي متوازن.

أليست حكمة الفلسفة أنها لا تعلمنا فقط كيف نفكر بل تعلمنا أيضا كيف نحيا وألم يقل لنا أبو القاسم الشابي رسول إرادة الحياة:

      وللشعوب حياة  حينا وحينا فناء

      واليأس موت ولكن    موت يثير الشقاء

     والجد للشعب روح   توحي إليه الهناء

     فان تولت تصدت     حياته للبلاء

العرب اليوم ليس مفروضا عليهم أن يكونوا ميكانيكيين أو غائيين وليس مطلوبا منهم أن يكونوا من المدرسة الحيوية في البيولوجيا ولا من فلاسفة الحياة بل كل ماهو منشود منهم أن يفعلوه هو أن يقبلوا على الحياة وأن يتوقفوا عن عشق ثقافة الموت لأن حب الخراب لن يجلب سوى الخراب وإرادة المقاومة والانتصار لن تجلب سوى الفوز والانتصار أليست الحياة هي مجموعة الوظائف المقاومة للموت بالنسبة للفرد والاندثار بالنسبة للشعب،فليستغل كل عربي كل يوم حياة يعيشه من أجل الاستثبات وصنع المزيد من الحياة  عوض الانسياق وراء الهدم والتخريب.

لكن إذا كانت الحياة بائسة فانه يصعب تحملها وان كانت سعيدة فانه يصعب فراقه ولذلك فإن يجد العرب أنفسهم اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما: إذا أرادوا أن ينهضوا فلابد أن تكون حياتهم مليئة بالعذاب وإذا أرادوا أن تكون حياتهم خالية من العذاب فإنهم لن يتطوروا لأن غاية الحياة ليس التطور بل الرقي بالحياة وفي هذا يقول ديكارت: »لا يزيد الفرق بين إنسان حي وإنسان ميت على الفرق بين ساعة معبأة وساعة نفذت عبوتها » فمتى يسارع العرب إلى تعبئة ساعاتهم حتى يعود إليها نبض الحياة؟

كاتب فلسفي


 
كلمات في الأسرة

 

 – محمد شمام

ضرورة الاستنهاض الشامل انطلاقا من الأسرة

لا شك أن ما يتعرض له أبناء الصحوة الاسلامية والمتدينون عموما من محن و ابتلاءات متلاحقة، ومن الاغتراب وآثاره النفسية والاجتماعية، ومن ضعف النسق التربوي وغياب الفعل في الواقع، تركت بصماتها على المتدينين جميعا في مستوى الأفراد والجماعات والحركات، مما يستوجب ضرورة الاستنهاض الشامل انطلاقا من الدائرة الأولى والحضن الطبيعي الدافئ بالسكن والمودة والرحمة ألا وهي الأسرة.

﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وذريتنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ الفرقان.

الأسرة المسلمة تمثل لبنة أساسية في المجتمع المسلم

كانت الأسرة المسلمة – ولا تزال – تمثل لبنة أساسية في المجتمع الإسلامي، وتمثل حصن هذا المجتمع وقلعته رغم معاول الهدم التي لا تفتأ محاولة تفكيك هذا الحصن الأخير وضربه في الصميم.

ضرورة امتلاك علم الهندسة البشرية

ولئن تمكن المسلمون اليوم من امتلاك كثير من علوم العصر، إلا أنهم ضيعوا علماً مهماً جداً هو علم التربية أو الهندسة البشرية ׃ أي كيف نربى أولادنا وكيف نجعلهم يرتقون إلى حمل الرسالة ؟

إن الحفاظ على الكائن البشري على قيد الحياة سهل جداً وهو فعل كل المخلوقات، لكن تحويل هذا العنصر البشري إلى عنصر فعال ونشيط ، هي المشكلة الكبرى .

التربيةَ أمانةٌ ومسئولية

( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الرجل راع على أهل بيته والزوجة راعية على بيت زوجها وولده فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) متفق عليه عن عمر بن الخطاب. وتتضاعف هذه المسؤولية في ديار الغرب التي تمثل واقعًا يختلف لغةً ودينًا وثقافةً وحضارةً وعادات وأعراف عن كل ما ألفناه.

ويستوجب هذا׃

قراءة الواقع بعيون متبصرة وهادئة، متعرفَة على إيجابياتِه كسيادة القانون في المجتمع، وتطور وسائل الإعلام والاتصال، وسمة النظام والإتقان، والعناية بالعلم والبحث، والإحساس بالمسئولية، وبكرامة الفرد، وإمكانية معرفة حقوقه والدفاع عنها، والثقة بالنفس، وروح المبادرة .

وهذا التعرف على الإيجابيات يمكن أن يصبح خطيرا جدا على هويتنا وتميزنا وثقتنا في قيمنا وأنفسنا إذا لم نك واعين بسلبيات هذا الواقع الغربي، كتهميش الدين واعتباره شأناً خاصًّا، وتضييع دور الأسرة وتهميش دورها…إلخ

وتنبع خطورة هذه السلبيات على أولادنا – خاصةً وأنَّهم في مرحلةِ التأثرِ والتكون – من دوام احتكاكهم بالمجتمع الأوروبي في المدارس والمراكز الاجتماعية والثقافية المختلفة، ومما يرونه من مظاهر التفلت والتحرر ودغدغة العواطف والشهوات، في مقابل الضوابط التي يجب أن تحكم تفكيرهم ومشاعرهم وسلوكهم في التربية الإسلامية، والتي تعمل الأم والأسرة والمؤسسة الإسلامية في الغرب على غرسها فيهم. كل هذا يجعلهم في حالةٍ من الصراعِ الداخلي ويضع أسرَهم في خانةِ القلقِ والخوفِ على مصيرِ أولادِهم أن يتأثَّروا أو ينحرفوا تحت ضغط هذا الواقع والنموذجَ المعرفي الغربي الذي يرفض الألوهيةَ والدينَ والمقدساتِ والثوابت والأسرة والأخلاق والقيم السلوكية المنضبطة، ويكرس مفاهيم التحرر والأنانية والفردية والشهوانية.

كتبه – محمد شمام

(المصدر:موقع  السبيل أونلاين نت  بتاريخ  10  ديسمبر 2007)


اختطاف الاسلام من قبل أصحاب السيارات المفخخة !

 

مرسل الكسيبي* أجد نفسي اليوم في حيرة عظيمة تجاه من تسول له نفسه تفخيخ عظمة وسماحة واعتدال ووسطية وجمالية الاسلام عبر الاقدام على سلوك ارهابي واجرامي وبشع وغاية في الدموية عنوانه الكبير والمتجدد تفخيخ السيارات واسالة دماء الأبرياء في ديار كثيرة من بلاد العرب وبلاد العالم…!!! سلوك بشع تنبعث منه روائح الدم القاني وروائح حقد وكراهية وكفران بنعمة التكريم الالهي لمن حمله الله تعالى في البر والبحر وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا … سلوك فاسد عقلا ودينا وشرائع أرضية وسماوية ,ولن تستطيع أن تبرر بشاعته فتاوى تكفيرية أو أخرى « جهادية » أو أخرى تحاول التلبس بنصوص القران أو السنة النبوية , اذ حاشى لله تعالى أن يكون أباح لنا قتل النفس بغير حق أو الاعتداء على الأطفال والنساء واراقة دمائهم وخلطها في سفالة وجرائمية مع دماء أصحاب الحاجات من المدنيين والبسطاء والولدان والمستضعفين والرهبان والمشائخ والمرضى من الذين تفانوا في خدمة الأوطان أو الانسانية أو الحضارة البشرية في مختلف أنحاء العالم ! جرائم تتكرر بين الفينة والأخرى من قبل جهات تدعي مكرا وزورا صلتها بالتوحيد والاسلام ولكنها تمرق منه خروجا كما يمرق السهم من الرمية , ورغم ذلك لايستحيي أصحاب هذه الجرائم من تصدر الشاشات والفضائيات من أجل تشنيف اذاننا وتمزيق أبصارنا بمشاهد الخراب والدمار والموت الجماعي ! تيار جارف وسيل عارم يختطف الاسلام من مقام الصورة الطاهرة المشرقة الى مقام الشبهة والجريمة وقتامة المشهد , في أقطار لايبرر اختلافنا مع أنظمتها سياسيا وحقوقيا في موضوعات الاصلاح أو موضوعات الهوية مثل هذه الأعمال التي تحول الاسلام من ديانة تبشيرية سمحة ورسالة رحمة عالمية الى محل جزارة وورشة تعذيب ينتقم فيها من انسانية الانسان وادمية ابن ادم …! أحداث الاعتداء على مطار غلاسكو بسكوتلندا قبل أيام والاعتداءات المتكررة التي تضرب العراق منذ سنوات عبر التفخيخ اليومي للسيارات في كل المدن وبجانب أقدس المقدسات مثل الكنائس والمساجد , والأحداث التي سبقتها بالجزائر العاصمة أمام مقر الحكومة وأماكن أخرى حيوية, ثم ماتزامن معها من أحداث دموية هزت الضمير المغاربي في الدار البيضاء والضاحية الجنوبية للعاصمة تونس وقبلها الاعتداء الاثم الذي استهدف ديرا يهوديا امنا بجزيرة جربة …, موجات متكررة من الأعمال الارهابية والاجرامية التي تستهدف الالاف من الأبرياء في أكثر من عاصمة عربية وأوروبية اذا ماأخذنا أيضا بعين الاعتبار تلك الأعمال الارهابية الكبرى التي ضربت في السنوات الماضية مدن واشنطن ومدريد ولندن …, جرائم بشعة ثم بشعة ثم بشعة ,وهي لاتخدم اطلاقا الاسلام وأهله ,ولاتعيد لهم حقا ولاترفع لهم شأنا , بل انها توسع من دائرة الحقد والكراهية على مستوى العالم وتشوه صورة حضارية متألقة تركها السابقون والأولون من أئمة وقادة المسلمين . حيرة وقلق عظيمان يعتريان كل ذي عقل رصين وكل ذي لب حكيم وكل الغيورين على الرسالة الخاتمة وهم يرصدون هذا التدحرج الحاصل في بلاد العالم ومناطق الخارطة العربية والاسلامية , حيرة تجاه عملية اختطاف واضحة وخطيرة لصورة اسلامية متحضرة تركها أجداد لنا في الأندلس عبر العمارة الراقية والهندسة المتقدمة والاختراعات النادرة وفنون لم تضاهها جمالا ورقيا وابداعا كثير من فنون العصر … صورة قصر الحمراء والساعة التي يقف على رأس كل ستين دقيقة فيها أسد ينفر ماء عذبا زلالا مع دخول كل ساعة جديدة , ومشهد جامع قرطبة الذي تتخلله أقواس غاية في عظمة الهندسة والتصميم , ونظام الاضاءة الطبيعي الذي صمم على مشارف القبة والمحراب , ونظام التضخيم للأصوات الذي انبثق من دراسات فيزيائية وصوتية لم تعرفها حضارة أورروبا قبل خمسة قرون … مكتبات وعلوم وشوراع وأنظمة صرف للمياه ونظام انارة ,شقت قلب أوربا بناء واعمارا وتحديثا وصناعة للحياة والأمجاد , وفنون في النحت والكتابة وتطوير للموسيقى الراقية وابداع معرفي شدت اليه الرحال من مختلف الممالك الأوروبية … نموذج اخر غاية في العظمة والانسانية والاشراقية في زمن لخصت كنهه كلمة القرون الوسطى التي قصد بها ماعانته أوروبا على تلك الحقبة الاشراقية الاسلامية من ظلم سياسي وقهر وتسلط واقطاعية ونظام تسخير اقتصادي عبودي استدعى بعد قرنين ثورة فرنسا العظيمة على عهد نابوليون بونابارت … قروسطية أوروبية قبل ستة أو خمسة قرون قوبلت بتنويرية وتحديثية روحية ومادية اسلامية عظيمة مازالت اثارها قائمة في المملكة الاسبانية الحديثة , حيث يشد اليها الرحال خمسون مليون سائح سنويا وهو ماجعلها أكبر قبلة سياحية حضارية عبر أرجاء المعمورة … أما اليوم , فاسمحوا لي بالقول بأننا كمسلمين نعيش زمن الرداءة السياسية والفكرية , حيث نقابل نهضة أوروبا ومعمار الغرب وتطوره التقني والسياسي والاداري بتحدي السيارات المفخخة في بلادنا وبعض بلاده وقتل جماعي ليس له من عنوان واعراب غير الرداءة ثم الرداءة ثم الرداءة … ان ظلم بعض حكامنا وهيمنة بعض الدول ذات النفوذ العالمي لايبرر اطلاقا واطلاقا واطلاقا منطق الجريمة والقتل والخراب والتشفي من الجميع , الذي هو منطق الغاب وشريعة من لاشريعة أو دين له … اننا بصريح العبارة وخلاصتها أمام تحدي استعادة الاسلام من مختطفيه عبر اعادة الاحياء للنموذج الأندلسي في البناء والاعمار والتشييد والتحضر والرقي وفنون الادارة والتسيير العلميين , بدل زراعة الموت والفناء في كل زاوية ! اننا في حاجة الى تحرير العقل المسلم من أوهام التحريف للمعتقدات والشرائع والمعاملات قبل أن نسلك الطريق الصحيح لتحرير الأرض والانسان والارادة …
 

(*) رئيس تحرير صحيفة الوسط التونسية   (المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » (اليكترونية – ألمانيا) بتاريخ  12  ديسمبر 2007)


 « لوبي الجزائر » في عهد ساركوزي

 

توفيق المديني

لاتزال صفحة الماضي المتمثلة بالحقبة الكولونيالية ، و حرب التحرير الوطني ، تلقي بإرثها و حمولتها التاريخية الثقيلة على مستقبل العلاقات الفرنسية- الجزائرية.فالماضي الكولوونيالي يسيقظ من سباته،و يطفو على السطح،وتهب رياحه عاتية كلما  أرادت فرنسا والجزائر التقدم على طريق إبرام معاهدة صداقة بين البلدين.

في هذا الماضي الكولونيالي  تحتل الجزائر مكانة خاصة، بسبب المآسي التاريخية التي حلت بالشعب الجزائري.و يعلمنا التاريخ أيضا، وبالدرجة الأولى، أن النظام الكولونيالي المتناقض جذريا مع المبادىءو القيم التي نادت بها الثورة الديمقراطية الفرنسية، قد أدى إلى ارتكاب مجازر بمئات الألاف الجزائريين، و اقتلعهم من أرضهم، وشردهم ،أو «clochardises » إذ استعدنا التعبير الدقيق الذي استخدمه الباحث   الفرنسي جرمان تيليون، في توصيفه لتلك  المأساة التاريخية.

 المنظرون لإعادة الإعتبار للكولونيالية تناسوا مئات الألاف من القتلى ، المدنيين في معظمهم، الذين قتلتهم الأرتال الجهنمية للجنرال بوجود و خلفائه بين 1840و1881، متسببة في عملية ترحال قسري  و مشهدي للسكان ، مات جرائها   مايقارب 900000«من البلديين»كما كانوا يسمونهم في ذلك الوقت.لقد تناسوا الغزوات الدموية المنظمة،و السلب الجماعي ، الذي كان يستهدف منح الكولون القادمين من المتروبول أجود الأراضي الزراعية.

لقد تناسوا أيضا قانون إدارة المستعمرين،هذا الأثر التذكاري التاريخي لعنصرية الدولة الفرنسية ، الذي تم تبنيه في 28 يونيو 1881 من قبل الجمهورية الثالثة لمعاقبة «العرب»  على أساس معايير عرقية و ثقافية ، الخاضعين لحملة عسكرية وعدالة استثنائية، في تناقض صارخ مع المبادىء كلها المعترف بها من قبل المؤسسات و إعلان حقوق الإنسان و المواطن.

لقد تناسى هؤلاء المجازر التي ارتكبت قبل ستين عامافي الجزائر،والتي تعتبر مروعة ، و لم يسبق لها مثيل  منذ حرب الإبادة  ،في مدن سطيف ، قالمة، و خراطة ،وفي إقليم قسنطينة شرق الجزائر، الزمان: 8 مايو 1945. ماذا جرى في ذلك اليوم الذي يعتبره المؤرخون بعد مرور ستين سنة عليه، أنه كان «الفعل المؤسس» لثورة التحرير في الجزائر التي اندلعت بعده بنحو عشر سنوات، وقادت البلاد إلى الاستقلال؟في ربيع تلك السنة انضوى الوطنيون الجزائريون تحت لواء جمعية «أصدقاء البيان والحرية»، أسسها فرحات عباس، وضمت إلى جانب التيار المعتدل الذي كان يمثله، ممثلون عن جمعية العلماء المسلمين التي كان يرأسها في ذلك الوقت الشيخ البشير الابراهيمي، خليفة الشيخ عبد الحميد بن باديس، وعن حزب الشعب الجزائري بزعامة مصالي الحاج، أب الوطنية الجزائرية، وأول من رفع راية الاستقلال عن فرنسا.ونظم هؤلاء جميعاً مظاهرات خاصة بانتصار الحلفاء على ألمانيا النازية في 8 مايو 1945. فخرج الجموع في أنحاء البلاد. و في مدينة ستيف حمل المتظاهرون  الأعلام الوطنية. فكان ذلك مثيرا لحفيظة المستوطنين و رجال الشرطة. و انطلقت الشرارة الأولى التي سرعان ما أشعلت معركة حامية تردد صداها في جميع مدن قسنطينة.. وطغت على التظاهرات التي عمت مختلف المدن الجزائرية شعارات حزب الشعب الأكثر جرأة، وطالب أنصاره بإطلاق سراحه من المنفى الذي أرسل إليه في مدينة برازافيل الافريقية. وانتهى ذلك اليوم ببضع عشرات من القتلى والجرحى منهم 102 قتيل فرنسيا.

كان رد السلطات الإستعمارية الفرنسية  على السكان الذين نزلواإلى شوارع مدينة ستيف ،غاية في القسوة و العنف الكولونيالي الأعمى، إذ سقط حوالي «45000 شهيدا» حسب إحصائيات السلطات الجزائرية الرسمية ، في حين تتحدث السلطات الفرنسية عن عدد القتلى  يتراوح بين 15000 و 20000 قتيلا.

بعد خمس وأربعين سنة من نهاية الحرب الجزائرية ، لايزال القتلة من منظمة L OAS -التي كانت تدافع عن بقاء الجزائر فرنسية- الذين قتلوا عدة ألاف من الجزائريين، وقاموا بعدة عمليات إرهابية في ذلك الوقت، في المستعمرة و المتروبول  لعل أشهرها محاولة اغتيال الجنرال ديغول في 8 سبتمبر 1961، قبل ستة أشهر من إبرام إتفاقية إفيان عام 1962، هؤلاء القتلة يتم تكريمهم رسميا في بعض البلديات الفرنسية في ظل الصمت و التواطؤ من قبل أعضاء الحكومة الفرنسية و المسؤولين الرئيسيين للأغلبية الحالية، كلهم يحبون السلطة أكثر مما يحبون الحقيقة التاريخية، خاصة عندما تؤثر مباشرة على مصالحهم الإنتخابية و تحالفاتهم السياسية المحلية.

ففي عهد الرئيس جاك شيراك،  قدم عدد من النواب إلى رئاسة  الجمعية الوطنية الفرنسية(البرلمان)  مشروع قانون  رقم 667 بتاريخ 5 مارس 2005، و من بينهم وزير الخارجية الفرنسي السابق السيد فيليب دوست بليزي.، جاء فيه مايلي:«  إن تاريخ الوجود الفرنسي في الجزائر يتجلى بين صراعين: الحملة الاستعمارية، من 1840 إلى 1847، و حرب الاستقلال التي انتهت باتفاقيات إيفيان في عام 1962.خلال هذه المرحلة،قدمت الجمهورية على الأرض الجزائرية مهارتها العلمية  ،التقنية و الإدارية ، ثقافتها و لغتها، و كثير من الرجال والنساء ، غالبا من أوساط متواضعة، جاؤوا من أوروبا كلها ومن كل الطوائف، و أسسوا عائلات في ماكان يعرف بالمقاطعة الفرنسية.لقد تطورت البلاد  في قسم كبيرمنها  بفضل شجاعتهم وسعيهم للعمل. لهذا(…) يبدو لنا من المستحب و العدل أن يعترف التمثيل الوطني بإنجازات معظم هؤلاء الرجال و النساء، و جهودهم، حيث مثلوا فرنسا لمدة قرن في الضفة الجنوبية للمتوسط، ودفعوا ثمن حياتهم لذلك في بعض الأحيان».

وقد استتبع مشروع القانون هذا مادة وحيدة قدمها النائب من حزب «الاتحاد من أجل حركة شعبية »(الحزب الحاكم الذي يترأسه نيكولا ساركوزي):« إن الأعمال الإيجابية  لمجموع مواطنينا الذين عاشوا في الجزائر طيلة حقبة الوجود الفرنسي هي معترف بها علانية »

إن هذا الموقف النافي بشكل عجيب للكولونيالية و المعبر عنه بهدوء في قلب مؤسسات الدولة  من قبل نواب واثقين من أعمالهم ، و معتقدين أنهم على حق، يؤيد تاريخ بعث الكولونيالية . وفضلا عن ذلك  يريدالموقعون على هذا النص،  معاقبة بوساطة التصويت لكي يجعلوا من إعادة تأهيل الكولونيالية  « حقيقية» رسمية تلتزم بها الدولة والأمة.

رغم كل حقيقة تاريخية،يدافع هؤلاء الممثلون عن أسطورة الكولونيالية بوصفها رسالة حضارية و تمدينية متطابقة مع المثل و القيم التي اشتهرت فرنسا بالدفاع عنها في هذه الأرض الجزائرية .و يتساءل العقلاء في فرنسا  :ماذا فعلت المعارضة  اليسارية الحالية لكشف أمام الرأي العام الفرنسي فضيحة مشروع القانون هذا ، ومواجهة أصحاب تلك المبادرة على هذه المراجعة التحريفية للتاريخ؟

وتم إقرار هذا القانون في حينه من دون معارضة تذكر داخل البرلمان، وصوت لصالحه نواب اليمين التقليدي الحاكم الذين اقترحوه، وكذلك الأمر بالنسبة للمعارضة الاشتراكية، وذلك لغايات أخرى تتعلق بكون العديد من نواب الحزب الاشتراكي من أصول جزائرية يهودية، وهم يعتبرون أنفسهم جزءا من الوجود الاستعماري الفرنسي، من دون أن يصرحوا بذلك. وهنا يجدر لفت الانتباه إلى حرص الجزائر على إبعاد شبح الحقبة الاستعمارية من المناهج الدراسية، وكان في وسعها ان تخصص آلاف الصفحات للآراء التي مجدت الاستعمار، من فيكتور هيغو إلى لامارتين وحتى كليمنصو. هي لم تقم بذلك وهذه علامة ايجابية ودليل على توجه المصالحة التاريخية، إلا ان فرنسا لن تجد جزائريا واحدا يتخلى عن ميراث الضحايا.

لقد اضطر شيراك أن يرضخ ل «لوبي الجزائر». وقد تبين انه «لوبي» مؤثر، ورغم قدم الأمر فهو لا يزال قادراً على حفظ الاحترام للماضي الاستعماري في الجزائر. ولا يقتصر هذا «اللوبي» على بعض مرضى الحنين الى الجزائر الفرنسية، التي لا تزال تحتضن رفاة بعض الآباء والأجداد هناك، بل هو مطعّم ب «المستعمرين الجدد»، الذين عرقلوا اتفاقية الصداقة، بدعوى رفض الاعتذار من ماضي فرنسا الاستعماري، وهم يعرفون أن إقامة شراكة استراتيجية مع الجزائر أمر مرهون بحل المسألة التاريخية.

إن العارفين بموازين القوى في فرنسا يدركون أن ساركوزي هنا يساير تياراً، سبق له أن أحبط مساعي شيراك في التقارب بين البلدين، لجهة ردم الهوة النفسية العميقة الناجمة عن إرث الاستعمار الفرنسي المديد للجزائر.

وجاءت زيارةالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم الإثنين 3كانون اأول /ديسمبر الجاري  إلى الجزائر في ظرف خاص على المستوى الثنائي، ووسط ضجة إعلامية قوية في البلدين، أثارتها تصريحات لوزير المجاهدين القدامى محمد شريف عباس،لصحيفة الخبر الواسعة الانتشار اعتبر فيها أن المهندس الحقيقي لصعود ساركوزي إلى الرئاسة هو«اللوبي اليهودي»الذي يسيطر على المقرّرين في فرنسا.

لا شك أن تصريحات الوزير الجزائري خلقت وضعا حرجا، من جراء الجو الذي تولد من حولها الذي يعبر عن موقف جزائري رسمي غير ودي تجاه فرنسا ورئيسها ،في الوقت الذي كان فيه البلدان يحاولان التحضير على أحسن وجه لزيارة الدولة للرئيس ساركوزي إلى الجزائر،التي تسيطر عليها ملفات شائكة ، و لاسيما الهجرة و الماضي الكولونيالي. وقد أثارت تصريحات الوزير الجزائري جدلاً ساخناً في فرنسا،التي  ندّد بها عدد من نواب اليمين و اليسار.

و في الوقت الذي صدرت فيه  دعوات سياسية وتعليقات إعلامية تطالب ساركوزي بالعدول عن الزيارة، تدخل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بسرعة ليضع حدا للجدل، ويمتص الانفعالات الفرنسية. واعتبر في بيان رسمي تصريحات وزيره لا تعبر عن الموقف الرسمي الذي يمثله رئيس الدولة،مؤكداً، على «أن السياسة الخارجية للجزائر»هي من اختصاص   رئيس الدولة ووزير الخارجية.

الرئيس ساركوزي أراد أن ينأى بنفسه عن هذا الماضي الكولونيالي ، حين أراد إحالة الحاضر والمستقبل إلى المؤرخين، واختصار المسألة إلى خلاف تاريخي. وفي المقام الثاني قال أمام الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، إنه لا يحس بالمسؤولية التاريخية، بذريعة انه لم يشارك في حرب الجزائر. والنقطة الثالثة وهي الأكثر خطورة، تتلخص في دعوته إلى ضرورة فتح صفحة بين الأجيال الجديدة، على أساس معطيات الحاضر وتطلعات المستقبل، ونسيان تراكمات الماضي.

من هنا نفهم لماذا يثار موضوع الماضي الكولونيالي لفرنسا، الذي كاد أن يتسبب في أزمة ديبلوماسية كبيرة بين فرنسا و الجزائر،لولا التفسير الرسمي الذي قدمه الرئيس بوتفليقه لنظيره الفرنسي  ساركوزي الذي على الرغم من  قبوله له، فإنه لم يذهب إلى الجزائر بالحماس عينه الذي كان يتمتع به قبل الضجة التي أثارتها تصريحات عباس، والدليل أنه اضطر لإجراء تعديل على لائحة مرافقيه من الشخصيات غير الرسمية التي أسقط منها اسم المطرب إنيركو ماسياس الذي يتحدر من أصل جزائري يهودي، ويعتبر أحد أسباب الضجة من حول زيارة ساركوزي، وهذه هي المرة الثانية التي تبدي الجزائر عدم ترحيبها به، وكانت قد رفضت استقباله للمرة الأولى في العام ،2000 بسبب مواقفه المؤيدة لإسرائيل.

غير أن  مسألة ماسياس على الرغم من حساسيتها للجزائريين، فإنها تبدو بمنزلة الشجرة التي تخفي خلفها غابة من خلافات الماضي المشترك التي تنتظر تسويتها. وتكمن العقدة الأساسية في المقاربة المختلفة للمشكلات، ففي حين تدعو فرنسا الجزائر إلى توقيع اتفاقية صداقة تفتح صفحة جديدة، تصر الجزائر قبل كل شيء على تقديم اعتذار فرنسي رسمي بصدد الحقبةالكولونيالية. وقد واجهت هذه المسألة ساركوزي في زيارته الماضية، وواجهته أكثر هذه المرة، لكنها في جميع الأحوال لن تشكل عقبة فعلية في طريق برنامج زيارته، أي لن تحول دون توقيع العقود التجارية التي ذهب يبحث عنها، لكنه لن يحصل على تطبيع للعلاقات.

وقد وقع ساركوزي مؤخراً جملة من العقود التجارية في الصين (20 مليار دولار) والمغرب (3 مليارات دولار)، ويطمح أن يعود من الجزائر، وقد أخذ حصة فرنسا من ال 100 مليار دولار احتياطي، جمدتها الجزائر من أجل استثمارات أساسية. ولهذا يسعى إلى عقد صفقات تجارية بقيمة 5 مليارات دولار.

وجرى الحديث مؤخراً في البلدين عن اتفاقات في ميدان الغاز، سوف يتم التوقيع عليها، وهدفها تأمين مد السوق الفرنسي بالغاز الجزائري الذي يأتي في المرتبة الثالثة بعد النرويجي والهولندي وقبل الروسي. وعلى الرغم من أن الجزائر أول شريك تجاري لفرنسا في إفريقيا قبل المغرب وتونس وحتى جنوب إفريقيا، فإن للتفاؤل الفرنسي حدود، فالجزائر ليست الصين، والسوق الجزائرية أصبحت أضيق أمام فرنسا مع دخول منافسين جدد، مثل الولايات المتحدة والصين واليابان. وهناك أمثلة كثيرة على هذا الواقع الجديد، منها أن طريق قسنطينة- تونس فازت بعقد تنفيذه شركة يابانية، لأنها قدمت عرضاً أقل تكلفة من الشركة الفرنسية، كما أن رجال الأعمال الجزائريين الشبان يتوجهون اليوم إلى شنغهاي، ليس فقط من أجل تلافي تعقيدات التأشيرة الفرنسية، بل كذلك لأن المنتجات الصينية أقل تكلفة. ومن يتأمل اليوم في السوق الجزائرية يجد أن المنتوجات الصينية تفوق الفرنسية بكثير. هذا عدا عن حضور الاستثمارات الفرنسية المتدني، بالقياس الى حالات أخرى مشابهة. وعلى سبيل المثال، فإن اليابان توظف 27% من استثماراتها الخارجية في محيطها الآسيوي، والولايات المتحدة 25% في أمريكا اللاتينية، في حين لا تتجاوز نسبة استثمارات فرنسا في إفريقيا 3%. وهذه مسألة تتجاوز التجارة.

لقد اختتم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي زيارته إلى الجزائر وسط تباين واضح حول ماهية مشروع  الاتحاد المتوسطي الذي ينادي به،  ومؤدى السلام في منطقة الشرق الأوسط،. ففيما ألح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، على أنه ليس هناك من طائل لقيام «اتحاد متوسطي» ما لم يتم وضع حد لاحتلال إسرائيل للأراضي العربية وتمكين الشعب الفلسطيني من التمتع بسيادته بدولة قائمة لها حدود معترف بها، اعتبر ساركوزي ان السلام ممكن بالاعتراف أولاً بحق الشعب «الإسرائيلي» في العيش الحر، حتى لا تتكرر معاقبة الشعب الفلسطيني بالظلم نفسه الذي يعانيه منذ قرون.

وظهر واضحاً أن بوتفليقة أقحم القضية الفلسطينية في المعادلة المتوسطية الجديدة، كرسالة قوية مفادها معارضة بلاده قيام «اتحاد متوسطي»تكون إسرائيل طرفاً فيه تبعاً للتصور الفرنسي غير المعلن، وأحال بقوة على موقف الجزائر الرافض لأي تموقع أو دور إسرائيلي في المنطقة، لا سيما مع تصرف ارييل شارون وخليفته ايهود أولمرت كمصدر لاشعال الحرائق في شرق المتوسط، ما دفع الجزائر قبل الفترة إلى اطلاق مشروع «غرب المتوسط» حتى تضع خطا فاصلاً بينه وبين شرق المتوسط الذي يضم إسرائيل.

أخيرا، إن طي صفحة الماضي الكولونيالي ، يحتاج إلى شجاعة سياسية و أدبية  وأخلاقية عالية، من الجانبين الفرنسي و الجزائري، فالتاريخ  لا يطوي صفحاته من تلقاء نفسه.كما أنه من الصعب جدا تجاوز تاريخ الذاكرة لشعب بأكمله ، حتى و إن أسهم المؤرخون في ردم الهوة المحفورة بين فرنسا و الجزائر.

 إن موقف  الرئيس ساركوزي  الداعي إلى إبرام معاهدة صداقة بين فرنسا و الجزائر، من دون أن تقدم فرنسا اعتذاراً واضحا للشعب الجزائري، وقوله إحالة قضية الماضي كلها الى التاريخ، وفتح صفحة جديدة على أساس معطيات الحاضر، لا يساعد الضحايا الجزائريين على تجاوز تاريخ الألم.

(المصدر: صحيفة النهار – قضايا النهار-  11  ديسمبر 2007)


 

2007 كان منعرجا أساسيا في الحالة العربية

 
د. أحمد القديدي (*)         حصاد خصب بدأنا نراكم ثماره الحلوة والمرة ونتأمل بعيون الخبرة والدهشة انقضاء مواسمه المتلاحقة ونحن نودع هذا العام بمثل ما استقبلناه به من أمل وألم. ونسأل النفس ماذا غير هذا العام فينا ومن حولنا من شؤون العلاقات الدولية التي نشتغل عليها؟ وبخاصة في عالمنا العربي الذي يهمنا أمره ويرتبط به مصير عيالنا مهما ابتعدنا عنه مؤقتا ويرتبط به أيضا مصير العالم بسبب ما اندلعت فيه هذا العام من حرائق السياسة وما تفجرت خلاله من زلازل الأزمات والمحن.   بدأ العام مع انقسام الأشقاء الفلسطينيين واندراج بعضهم في مخططات كيدية تستهدف لا هذا أوذاك من الفرقاء كما يبدو في الظاهر بل تستهدف فلسطين كلها حتى تتحول القضية الى ما يشبه البكاء على الأندلس كما يريد غلاة الصهيونية أن تكون. وانزلق بعض الفرقاء حلفاء الأمس الى اقتتال أهلي جعل المتآمرين يهللون ويشهدون الدنيا عليهم ويوصدون أبواب العون الدولي والتفهم العالمي ويؤلبون الغرب على قضيتهم في غياب الحكمة وانسحاب العقل! وانفرجت الأزمة في مكة المكرمة بمبادرة خادم الحرمين الشريفين ثم انتكس المسار وانتبذ كل فريق مكانا قصيا منتصرا لرؤيته الضيقة دون أن تتقدم ملفات التحرير والسلام خطوة الى الأمام. وكان هذا الانحراف هوالذي زرع الشك والشوك في طريق (أنابوليس) في انتظار قبس من نور يهل علينا ربما العام القادم في هذا الليل الحالك.   بدأ العام في لبنان بأزمة الدستور وفراغ الحكم بعد محنة حرب اسرائيلية جائرة وخاسرة دمرت البنية التحتية لهذا البلد الصامد في أغسطس2006 ، وكنا نعتقد بأن فداحة الحرب لا بد في النهاية أن تجمع الهمم وتضم الارادات في لبنان حتى يتحقق شعار يرفعه جميع اللبنانيين وهو: لا حرب أهلية بعد اليوم ولبنان واحد حر مستقل وسيد! وظللنا نتوقع التفاف اللبنانيين الكرماء حول رايتهم بأرزها الشامخ ولكن (الطائف 2) تأخر جدا ولم يشهد الهزيع الأخير من عام2007 نهاية المحنة الداخلية. ولا يسعنا هنا أيضا سوى انتظار قبس من نور!   بدأ العام2007 في العراق كما بدأت أعوام 2003 و2004 و2005 و2006 دون تحوير مشهد الفاجعة المهولة التي تعود عليها الناس على شاشات فضائياتهم التي سرت بها الركبان كما يقول قدماء العرب. ولم تلح في أفق بلاد الرافدين بارقة رجاء يعود بها هذا الشعب الأبي الى سالف عهد الأمان والعزة والاشعاع، وكأني بالعرب نسوا العراق في محنته كأنهم ألفوا المأساة وعاشروا الفاجعة فاستكانوا الى نوع من الهجعة الطويلة تركت الحبل على غارب، المغامرون والدخلاء يتداولون على تدمير العراق ولا يبدو في المستقبل المنظور أي نور يعلن نهاية النفق المظلم الموحش.   بدأ العام2007 كما انتهى بالنسبة لاقليم المغرب العربي حيث لم ينجح قادته ولا منظمة الأمم المتحدة ولا الاتحاد الأوروبي في تحريك قضية الصحراء نحو حل يرضي كل الأطراف. وبقي جرح الصحراء نازفا كما كان منذ1974 حين انجلى الاستعمار الإسباني عن المنطقة لكنه أورثها تركة ملغومة تتمثل في رغبات متناقضة لا نرى لها الى اليوم ملتقى وئام وسلام، بين صحراويين مشتتين في خيام جزائرية أو منضوين مثل آبائهم وأجدادهم تحت لواء العرش المغربي وبين مملكة لا تريد اتقسام ترابها وبين جارة شقيقة تؤيد حق تقرير المصير نحو تشكيل جمهورية صحراوية كدولة مستقلة جديدة في الاقليم.   بدأ العام2007 في دول مجلس التعاون الخليجي وانتهى هذا الأسبوع بمكسب جديد يضاف الى مكاسب هذا الانموذج العربي الوحيد الناجح وتحقق في قمة الدوحة بتأسيس السوق الخليجية المشتركة التي ستقرب هذه الدول الفتية أكثر من الوحدة الشاملة بين أبناء العمومة. ونطالع في أدبيات دول الخليج ووسائل إعلامه وبحوث جامعاته ما يثلج الصدر من وعي حقيقي وعميق بالمشاكل التي لا بد من معالجتها بحكمة وعدل وأبرزها قضية العمالة الآسيوية ومضاعفاتها في عالم تحتل فيه الهوية مكانة الصدارة، وأهمها أيضا ملف التعاطي الخليجي المنسق الموحد مع القضايا الاقليمية والقومية التي تفرض نفسها كالملف الايراني ومستقبل العراق وقضية الأمن الخليجي النفطي والسياسي والاستراتيجي.   أمل كل العرب من محيطهم الى خليجهم أن يستمر المجلس في جهوده الخيرة ومن منطلق رسالته الخالدة لتوفير مناخ الوفاق لحل معضلات العرب حتى البعيدة عنه جغرافيا كما فعل من قبل مع العراق ولبنان وفلسطين. فيا ليت نرى عام 2008 يتميز بدور خليجي ديناميكي لجمع الفرقاء والمختلفين العرب في مكة المكرمة أومسقط أوالدوحة أوالمنامة أوأبوظبي أوالكويت للخروج من انسداد عام2007 الى انفراج عام2008 ! انه رجاء عربي ودعاء عربي نلجأ بهما لله عز وجل ثم للمؤمنين الصادقين به تعالى من أصحاب الأمر وأصحاب الفكر.   (*) رئيس الأكاديمية الأوروبية للعلاقات الدولية بباريس alqadidi@hotmail.com   (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 11 ديسمبر 2007)  


دبلوماسية الصفقات
محمد كريشان (*)   أفلح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في ظرف أشهر معدودات في توقيع صفقات تجارية ضخمة لبلاده ليس من الأكيد أن الرئيس السابق جاك شيراك أنجز مثيلا لها طوال سنوات: عشرة مليار يورو فقط خلال زيارة العقيد القذافي الحالية إلي باريس وقبلها خمسة مليار يورو في زيارته الأخيرة إلي الجزائر التي كان قد كان توجه إلي المغرب قبلها وهناك وقع صفقات تفوق الاثنين مليار يورو. المفارقة أن هذا الرجل الذي توجس منه كثيرون لدي وصوله قصر الاليزيه وتحدث كثيرون كذلك عن نهاية سياسة فرنسا التقليدية في عهده بدا أكثر اندفاعا من المتوقع لبناء علاقات اقتصادية ضخمة ومتينة مع الدول العربية المطلة علي حوض المتوسط بشكل خاص وذلك في إطار حماسته المعلنة لإقامة اتحاد أوروبي ـ متوسطي، وهي الحماسة التي لم يسايره فيها عدد هام من الدول الأوروبية سرا أو علانية، لكن المشكل في هذا التوجه أنه بدا متهالكا علي عقد الصفقات المربحة، وبعضها كالحالة الليبية يدخل في إطار حرص طرابلس علي نوع من الترضيات أكثر من تبادل حقيقي للمصالح. قد لا يتجرأ أحد علي لوم فرنسا، أو أي دولة أخري بالمناسبة، علي سعيها لخدمة مصالحها الاقتصادية في المقام الأول والسعي الدؤوب للظفر بصفقات تنعش هذا القطاع أو ذاك أو حتي تسوق هذه البضاعة الراكدة أو تلك، ولكن ما يجوز الخوض فيه هو من ناحية هذا التناقض في الخطاب الفرنسي الرسمي ومن ناحية أخري هذا النوع من النفاق الذي يريد أن يصور إقدام باريس علي علاقات اقتصادية متينة مع دول مع ليبيا نوعا من التنازل غير المسبوق. لو تناولنا أولا نقطة التناقض فسنجد أولا تلك الوعود التي قطعها ساركوزي خلال حملته الانتخابية بتبني دبلوماسية جديدة لبلاده تراعي حقوق الإنسان في المقام الأول وكذلك قوله أمام البرلمان الأوروبي في تشرين الثاني (نوفمبر) بأن كل من خاضوا تجربة التخلي عن حقوق الإنسان من اجل الاستفادة من عقود لم يحصلوا علي العقود وخسروا في ساحة القيم. وعندما جابهه معارضوه بمنطقه هذا قبل وخلال زيارة القذافي لجأ بسرعة وحزبه الحاكم إلي منطق التبرير عبر الحديث عن السياسة الواقعية وضرورة تشجيع عودة ليبيا إلي الأسرة الدولية وعدم دفعها إلي الانزواء ثانية أو رد الفعل بعد كل الخطوات التي قطعتها، وهو كلام له منطقه بالتأكيد لكنه ما كان ليقال لو أن الزعيم الليبي جاء في زيارة مجملة لا تحمل معها شيئا في عالم المال والأعمال. أما عن نوع النفاق الذي كشفته الأحداث الأخيرة فهو بالتأكيد ذاك الذي يوحي به كلام بعض الصحف والمسؤولين الفرنسيين الذي يريد أن يروج أن ما فعلته باريس في تعاطيها مع ليبيا والقذافي سابقة تستدعي القلق أو حتي التشهير في حين أن فرنسا، وغيرها بالتأكيد، كانت دائما من تلك الدول التي تعطي الأولوية لمصالحها الاقتصادية والأمنية علي حساب أي حديث آخر عن حقوق الانسان والحريات. فعلت ذلك من قبل ولعقود طويلة مع دول عربية متوسطية رغم مناشدات وانتقادات منظمات ونشطاء حقوق الانسان فيها وتواصل فعله الآن ولكنه هذه المرة، ومع الحالة الليبية بدا صارخا للغاية مما استدعي كل هذا اللغط. كانت الغلبة دائما لمنطق الدولة ومصالحها علي حساب القيم والمثل التي كان الفرنسيون سباقين إليها ولهذا فلا حاجة اليوم للتذرع بهذه الحجة أو تلك لأن فرنسا لم تفعلها لأول مرة سواء تعلق الأمر بدول عربية أو بدول إفريقية سوداء عانت أكثر من غيرها وفي مناسبات مختلفة من هذا المنطق الانتهازي مع حكومات اليمين واليسار في فرنسا علي حد سواء. لفرنسا أن تبحث عن مصالحها كما تريد ولكن فقط لتحترم قليلا نباهتنا وبالأخص ذاكرتنا. هذا كل ما في الأمر.   (*) صحافي تونسي   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 12 ديسمبر 2007)  


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.