الأربعاء، 12 أبريل 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
6 ème année, N° 2151 du 12.04.2006

 archives : www.tunisnews.net


الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان: بيــان

الإضراب عن الطعام يدخل يومه الرابع عشر ووفود طلابية كثيفة تتوافد على بيت الد. بن سالم

نهضة.نت: السلطة تبدأ عملية التنكيل بالجبالي اللجنة الطلابية للمطالبة بإعادة فتح مسجد المركب الجامعي: دعـوة إلـى تجمع عام بكلية العـلوم بتـونس

مناضلو الإتّحاد العامّ لطلبة تونس بالمهعد العالي للتنشيط الثقافي والشبابي ببئر الباي: بلاغ إعلامي « الشبكة العربية لحقوق الإنسان » –: دون قواعد .. دون شرف: الاعتداءات الجنسية وتلفيق القضايا الجنائية للصحفيين والنشطاء « مصر، تونس والبحرين  » الجزيرة.نت: التونسيون يواجهون ضغط السلطة بالإضراب عن الطعام شبكة البصرة: تونس: طلبة في إضراب منذ شهرين رويترز: بعد خمسين عاما من الاستقلال تونس تحقق الرجاء رغم مخاوف حقوقيين رويترز: مصر تفرج عن 950 عضوا سابقا في الجماعة الاسلامية نواة : حوار مع البروفسور المنصف بن سالم (القسم الثاني) نورالدين الخميري: نداء إلى الرّابطة التّونسيّة للدّفاع عن حقوق الإنسان ومنظّمات المجتمع المدني صابر التونسي: رسالة واحدة مضمونة الوصول وموجزة إلي السيد عبد الحمـيـدالحمدي مواطــن: شمعـة
محمد العروسي الهاني : حول النبوة و الرسالة من السرية إلى العلنية

الحبيب ابو وليد المكني: تصريحات الترابي واختبار جديد لمبدأ حرية الرأي

الصباح:  بعد تقديرات أولية لنموّ بـ 4,2% للناتج المحلي الاجمالي السنة الماضية, الاقتصاد الوطني ينمو بـ 3,95% حسب الأرقام النهائية

الشروق: فريديريك ميتران يقدم قراءة مختلفة عن تاريخ استقلال تونس

الحياة: معجم لغوي للاتحاد الأوروبي موجه للمسؤولين ورجال السياسة يرفض تعبير « الإرهاب الإسلامي » ويوضح معاني الأصولية والجهاد

توفيق المديني: الصين تعزز حضورها في إفريقيا

أحمد عرفات القاضي: من المقدس إلى الأنسنة … نحو مدلول جديد للحرية عند رفاعة الطهطاوي


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنـان

تونس في 12 أفريــل 2006

بيــــــان

 

إن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان منشغلة بوضعية السجين السياسي السابق الدكتور المنصف بن سالم عالم الرياضيات الذي دخل في إضراب مفتوح عن الطعام مع أفراد عائلته منذ يوم الخميس 30 مارس 2006.

 

والسيد المنصف بن سالم الذي يعاني من أمراض مزمنة من بينها مرض السكري الذي يمكن أن يهدد حياته إذا واصل إضرابه، يلتجأ لهذا التحرك بعد أن قضى 19 سنة محروما من حقوقه الأساسية بسبب نشاطه السياسي قضى خلالها أربعة سنوات سجنا حرم أثناءها من أدوات القراءة والكتابة وهو محروم من حرية التنقل ومن جواز سفر ومن حق الشغل والتأمين على المرض ويلاقي محاصرة أمنية لصيقة إضافة إلى محاصرة منزله.

 

وقد دخل الأستاذ المنصف بن سالم في هذا الإضراب إثر طرد ابنه الطالب أسامة بن سالم من جامعة صفاقس بعد إحالته على مجلس التأديب صحبة الطلبة إسماعيل السويفي وعلى عمرو وكريم الحناشي وبسام النصري وذلك من أجل المشاركة في تنظيم تظاهرة طلابية خلال شهر فيفري 2006 احتجاجا على الرسوم الكاريكاتورية وقد رافقت الإحالة على مجلس التأديب دعوى جزائية ضدهم لدى المحكمة الإبتدائية بصفاقس.

 

والرابطة تعتبر أن هذه الإنتهاكات المتكررة والمتواصلة في حق الأستاذ المنصف بن سالم والقرار المتخذ في شأن ابنه وزملائه كلها تتنافى وحقوقهم الأساسية وتمثل اعتداءا عليها.

 

وعليه فإنها تطالب السلطات برفع تلك القيود فورا ووضع حدّ لتلك المظلمة وهي تساند السيد المنصف بن سالم وعائلته من أجل إلغاء قرار الطرد المسلط على ابنه وزملائه وحفظ الملف الجزائي المفتوح في شأنهم ورفع التضييقات الأمنية والإدارية المسلطة على السيد المنصف بن سالم وعائلته وتمكينه من جميع حقوقه المادية والأكاديمية والمعنوية وتمكينه من حقه في التنقل ومن جواز سفره وحقه في تلقّي العلاج.

 

كما تطالب الرابطة بوضع حدّ لمختلف التجاوزات التي يتعرض لها العديد من المساجين السياسيين المسرحين بمقتضى السراح الشرطي أو المنتهية عقوبتهم والمحكوم عليهم بالمراقبة الإدارية والمتجسمة في انتهاكات خطيرة لحقوقهم الأساسية تصل حدّ الإعتداءات الجسدية بدعوى المراقبة الأمنية خارج إطار القانون والتي تعددت في هذه الفترة.

 

عن الهيئــة المديــرة

الرئيـــس

المختــار الطريفـــي

 

 

الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان

 

تونس في 12 أفريــل 2006

بيــــــان

 

تستنكر الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الإنتهاكات والإعتداءات ذات الطابع الإجرامي أحيانا والإعتداءات بواسطة الصحافة والتهديدات التي مست نشطاء ومعارضين وشخصيات سياسية من مختلف الفعاليات والإتجاهات في المدة الأخيرة بسبب نشاطهم.

 

وقد علمت الرابطة أن الشرطة عمدت اليوم الأربعاء 12 أفريل لمحاصرة منزل السيد لسعد الجوهري السجين السياسي السابق و تحاول خلع الباب و الدخول بالقوة وقد يكون ذلك لإيقافه بعد أن رفض الحضور إلى مركز الشرطة إثر تلقيه إستدعاء غير ممضى و غير متضمن لسبب الإستدعاء و تاريخ الحضور. وقد أفاد محامي السيد الجوهري أن  وكيل الجمهورية بمنوبة أكد عدم علمه بهذا الإستدعاء وعدم قانونيته لخلوه من التنصيصات الضرورة و من صفة و إمضاء السلطة التي أصدرته. وكانت سيارة السيد الجوهري تعرضت لمحاولة تخريب تمثلت في فكّ براغي مقودها مما كان يمكن أن ينجر عنه حادث خطير لو لم يتفطن له. كما كانت سيارة الأستاذ عبد الرؤوف العيادي المحامي و نائب رئيس المؤتمر من أجل الجمهورية تعرضت للتخريب أيضا لمنعه من استعمالها.

 

وهدد الأستاذ سمير ديلو عن طريق الهاتف بما يمكن أن تتعرض له سيارته. وقد كان روج خبر يوم الإثنين 27 مارس 2006 مفاده مقتل السيد حمة الهمامي وقد تلقت زوجته الأستاذة راضية النصراوي مكالمات هاتفية من عدة شخصيات للتثبت من صحة هذا الخبر.

 

ويتواصل تعرض السيد علي بن سالم رئيس فرع بنزرت للرابطة منذ مدة طويلة لملاحقة أمنية شديدة أينما ذهب ومنعه من التنقل بحرية ومنع أفراد عائلته ومعارفه من زيارته بمنزله الكائن بالطابق الأول فوق مقر فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الموجود بالطابق السفلي. كما يتواصل تعرض السيد ناجي مرزوق عضو الهيئة المديرة للرابطة لتفتيش دقيق كلما رجع من السفر من الخارج وتحجز عنه وثائق خاصة. ويتعرض السيد عبد اللطيف البعيلي عضو الهيئة المديرة منذ مدة لمضايقات من طرف أعوان أمن يتولون إيقاف سيارته الخاصة بدعوى أنه قام بتصريح في سرقتها وهو أمر لم يحصل.

 

وقد عمدت « جهات مجهولة  » إلى ترويج شريط لا أخلاقي مفبرك لتشويه الأستاذ المختار الجلالي وعائلته وهو عمل إجرامي يعاقب عليه القانون وتتحمل السلطة المسؤولية الكاملة عن وقوقعه وعن عدم معاقبة القائمين به.

 

وتتكرر هذه الأيام استدعاءات معارضين وسجناء سياسيين سابقين لدى مصالح الأمن لمطالبتهم بعدم ممارسة حقهم في النشاط السياسي وهو ما تعرض له السيد علي العريض الذي هدد بإرجاعه للسجن لقضاء باقي العقوبة والسيد فاضل البلدي وغيرهما.

 

كما تتواصل الحملات الحاطّة من الكرامة ضد العديد من الشخصيات السياسية في الصحف ومواقع الواب المحدثة للغرض بتخوينهم واتهامهم بالإرتزاق والـعمالة للخارج، وقد طالت هذه الحملة الأستاذ أحمد نجيب الشابي والأستاذ المختار الطريفي والسيد حمة الهمامي وعدد من الشخصيات المنضوية في هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات.

 

إن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان التي تندد بهذه التجاوزات تعتبر أن السلطة هي الجهة الوحيدة القادرة على وضع حدّ لها وهي تطالبها بالقيام بذلك في أسرع وقت ممكن وتحملها المسؤولية عن تمادي هذا النوع من التجاوزات الخطيرة. كما تطالبها بالإذن بفتح تحقيق جدي في كل واحدة منها لمعاقبة المسؤولين عنها أمرا وتنفيذا. كما تطالبها بوضع حد للمضايقات الأمنية ضد النشطاء والمعارضين وتمكينهم من ممارسة حقوقهم المدنية والسياسية في أمن وأمان.

 

عن الهيئــة المديــرة

الرئيـــس

المختار الطريفي

 

 

اللجنة العالمية للدفاع عن البروفسور المنصف بن سالم

 

أوروبا، في 12-04-2006

 

الإضراب عن الطعام يدخل يومه الرابع عشر ووفود طلابية كثيفة تتوافد على بيت الد. بن سالم

 

بعد أن دخل الاضراب عن الطعام يومه الرابع عشر ,تدفقت الوفود الطلابية من مدينة صفاقس على بيت عالم الرياضيات والفيزياء الد.منصف بن سالم ,فيما استمرت حالة الإرهاق العام التي بدت واضحة على أجساد المضربين عن الطعام.

 

ومن جهة أخرى انعقد مجلس ثاني للتأديب قصد إعادة النظر في قرار طرد الطلاب المرسمين بكلية العلوم بصفاقس. وفي قرار جديد صدر مساء هذا اليوم على الساعة الرابعة ونصف بعد الظهر بتوقيت تونس تمت مراجعة قرار الطرد السابق والذي صدر في حق مجموعة من الطلاب وعلى رأسهم الطالب أسامة بن سالم ,ليتحول القرار الجديد الى مجرد توبيخ للمجموعة الطلابية التي صدر بحقها القرار الأول.

 

هذا كما أحيطت لجنتنا العالمية بمجموعة من الاتصالات التي أجرتها مجموعة من الشخصيات الاعلامية والحقوقية من الأوساط الفرنسية والأوربية مع البروفسور المنصف بن سالم ,نذكر من بينها اتصالا من السيدة لويزا توسكان واتصالا اخر قامت به وكالة الأسوشيتد برس العالمية.

 

فيما كتبت جريدة الليبراسيون الفرنسية مقالا شاملا صدر هذا اليوم عن معاناة من وصفته بالميت الحي في عنوان بارز لها في توصيف حالة العلامة الد.بن سالم.

 

واذ تحيي لجنتنا هذه الروح التضامنية العالمية مع عالم تونس الجليل ,فانها توجه النداء مجددا لكل شرفاء العالم وأحراره من أجل مواصلة الضغط والتحرك حتى تتحقق كل مطالب المضربين عن الطعام وعلى رأسها استعادة الحق في السفر والعلاج ورفع كل الضغوط الأمنية كما استعادة كل المستحقات المالية التي حرمت منها عائلة البروفسور منذ سنة 1987.

 

عن اللجنة العالمية للدفاع عن البروفسور المنصف بن سالم

د.فيولات داغر -الرئيسة

مرسل الكسيبي -منسق اللجنة 

 

 


 

السلطة تبدأ عملية التنكيل بالجبالي

 

استدعت مصالح البوليس السياسي بمدينة سوسة الأستاذ حمادي الجبالي الرئيس الأسبق لحركة النهضة ورئيس تحرير صحيفة الفجر لإبلاغه بقرار إخضاعه للمراقبة الإدارية لمدة خمس سنوات. وطلب منه الأعوان التوقيع على وصل يفيد إبلاغه بهذا القرار. ولما اطلع على النص المكتوب وجد انه يفيد موافقته على الحضور إلى مركز الشرطة لتسجيل حضوره والتوقيع يوميا لمدة سنة كاملة.

 

وعندما امتنع الأستاذ الجبالي عن التوقيع طالبا تسليمه نسخة من القرار رفض الأعوان ذلك وهددوه بإعادته إلى السجن. وأمام إصراره غـيّـر الأعوان صيغة البلاغ لتقتصر على إعلامه بإخضاعه للمراقبة الإدارية دون الإشارة إلى مسألة الحضور للتوقيع.

 

من ناحية أخرى حضرت مجموعة من البوليس السياسي إلى بيت الأستاذ الجبالي أول أمس وأخضعت زوجته للتحقيق حول مكان وجوده ثم انتقلوا إلى بيت شقيقته وأخضعوها للتحقيق أيضا.

 

يذكر أن الأستاذ الجبالي يخضع منذ الساعات الأولى لمغادرته السجن لمراقبة لصيقة على مدار الساعة. وعندما سأل البوليس في مدينة سوسة عن معنى المراقبة الإدارية مع ما يخضع له من ملاحقة شديدة فأفادوه أن ذلك يتعلق بإدارة أخرى غير خاضعة لهم. 

 

(المصدر: موقع نهضة.نت بتاريخ 12 أفريل 2006 على الساعة 7 و21 دقيقة مساء بتوقيت لندن)


اللجنة الطلابية للمطالبة بإعادة فتح مسجد المركب الجامعي

الرئيس الشرفي : السجين السياسي الطالب عبد الكريم الهاروني (*)      تونس في 4 افريل 2006   بسم الله الرحمان الرحيم والعاقبة للمتقين قال تعالى « إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الأخر »  

دعــــوة إلــــى تجــــــــمع عــــــام بكلـــية العــــلوم بتــــونس

 

 

في إطار التحركات المطالبة بإعادة فتح مسجد المركب الجامعي بتونس العاصمة التي التف حولها عموم الطلبة من مختلف المشارب السياسية الفكرية. وإيمانا بالمكانة الرفيعة لبيوت الله التي أذن جل جلاله أن ترفع ويذكر فيها اسمه

وإدراكا بأن حق العبادة هو حق مشروع تقره كل المواثيق والعهود والشرائع. وأمام رفض السلطة الاستجابة لمطلب إعادة فتح المسجد. نعلم كافة الطلبة بالمركب الجامعي عزمنا القيام بتجمع سلمي بكلية العلوم بتونس يوم الخميس  13 افريل 2006 على الساعة الحادية عشر صباح .                                  والله ولي التوفيق               أعضاء اللجنة:                 زياد بن سعيد – احمد العويني – حافظ الجندوبي – عبد الحميد الصغير  منسق اللجنة                                                                                          عبد الحميد الصغير   (*) قررت اللجنة إسناد الرئاسة الشرفية إلى السجين السياسيي الطالب عبد الكريم الهاروني اعترافا له بما قدمه من تضحيات في سبيل النهوض بالجامعة التونسية  وتحية له في سجنه


بلاغ إعلامي

 

يتواصل القمع وهرسلة البوليس ومحاصرته لطلبة المعهد العالي للتنشيط الشبابي والثقافي ببئر الباي، ولكن هذه المرّة بعنف أشدّ ، حيث تعرّضت قوّات كبيرة من وحدات التدخّل الى جانب البوليس السياسي للمسيرة السلميّة التّي انطلقت صباح هذا اليوم من أمام المبيت الجامعي « خير الدّين التونسي » بحمّام الشطّ في اتّجاه المعهد لمواصلة الإضراب الذي بدؤوه منذ شهرين احتجاجًا على الوضعيّة التي وصل اليها طلبة وخرّيجي المعهد وغموض مستقبلهم المهني بعد القرار الأحادي الجانب لسلطة الإشراف تخفيض عدد المُنتدبين في الوظيفة العموميّة من 110 الى 30 سنويًا، وللتنديد بغلق الإدارة للمعهد واشتراطها اصطحاب الطلبة لأوليائهم والإمضاء على التزام يتعهّدون فيه بعدم مشاركة ابنهم في الإضراب وموافقتهم على انّ غيابه عن الدروس غير قانوني في خطوة تصعيديّة جديدة بعد احالة عدد من الطلبة على مجلس التأديب وتسرّب خبر بالتقدّم بشكوى قضائيّة ضدّ  أخرين على خلفيّة مشاركتهم في الإضراب.

 

وقد تمّ التصدّي لمسيرة هذا الصباح بشكل عنيف، اذ تمّ الإعتداء على الطلبة والطالبات  بالهراوات ممّا خلّف كسورًا ورضوضًا عند البعض منهم، كما تمّ ايقاف العديد منهم وتمّ الإعتداء عليهم جسديًا ولفظيًا قبل ان يُخلى سبيلهم.

واثر ذلك قام الطلبة بالإحتماء بالمبيت الجامعي بحمّام الشطّ، فقامت قوّات الأمن بمهاجمتنا وحاولت اقتحام المبيت قبل ان تتراجع وتكتفي بمحاصرته بعدد كبير من قوّات التدخّل وعناصر البوليس بالزيّ المدني.

 

ونحن بإسم كافة طلبة المعهد العالي ببئر الباي نؤكّد تصميمنا الثابت على مواصلة تحرّكنا حتّى تستجيب سلطة الإشراف لمطالبنا وتفتح باب التفاوض الجدّي مع ممثّلي الطلبة وتتراجع عن الإجراءات العقابيّة التعسفيّة في حقّ زملائنا.

كما نؤكّد استعدادنا لخوض كافّة الأشكال النضاليّة السلميّة المشروعة وندعو كافّة فعاليّات المجتمع المدني والرأي العامّ الطلابّي والوطني الوقوف الى جانبنا ومساندتنا في نضالنا من أجل الحقّ في الشغل..من أجل الحقّ في الكرامة.

 

مناضلو الإتّحاد العامّ لطلبة تونس

المهعد العالي للتنشيط الثقافي والشبابي ببئر الباي

 


مراسلة عاجلة من مكتب إقليم تونس للشباب الديمقراطي التقدّمي

 

احتجاجًا على غلق المعهد العالي للتنشيط الثقافي والشبابي ببئر الباي أمام الطلبة منذ مساء الخميس 06 أفريل الجاري واشتراط الإدارة على الطلبة أن يكونوا مُصطحبين بأوليائهم وأن لا يدخلوا إلا بعد أن يمضي الأولياء على التزام باسم أبنائهم (وكأنّهم قصّر يدرسون في مدرسة ابتدائيّة)، قام الطلبة صباح هدا اليوم (الأربعاء 12/04) بمسيرة احتجاجيّة خرجت من المبيت الجامعي بحمّام الشطّ متوجّهة الى معهدهم المُغلق، فقامت جموع غفيرة من قوّات الأمن بمحاصرتهم ومهاجمتهم بشكل وحشي واعتقلت عددًا منهم ..تعرّضوا كما هو معتاد الى شتّى أنواع الاعتداءات اللفظيّة والجسديّة.

 

هذا وقد بلغنا منذ قليل انّ قوّات الأمن تقوم الآن بمهاجمة مبيت حمّام الشطّ حيث يعتصم الطلبة لمواصلة احتجاجهم..، وطلبة بئر الباي يناشدون مرّة أخرى كلّ الضمائر الحيّة، واتّحاد الشغل، وهيئات المجتمع المدني بالداخل والخارج أن يقفوا معهم في معركتهم من أجل حقّهم في الشغل والكرامة.

 

 مقتطفات من تقرير خطير صادر عن « الشبكة العربية لحقوق الإنسان » – القاهرة

 

دون قواعد .. دون شرف

الاعتداءات الجنسية وتلفيق القضايا الجنائية للصحفيين والنشطاء « مصر، تونس والبحرين « 

 

تقديم : حرية التعبير والخصومة السياسية

 

أن تكون معارضا سياسيا أو ناشطا حقوقيا أو صحفيا مناهضا للفساد فهذا أمر لا تكاد دولة في العالم تخلو منه ومهما كانت حدة الاختلاف أو الخلاف الذي ينشأ بين هذه المؤسسات و أجهزة هذه الدولة أو تلك ، فإن هذا الاختلاف يعتبر شيئا صحيا وعلامة من العلامات الجوهرية على عمليات الإصلاح السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي ، حيث تسهم حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة وحركة المجتمع المدني ، في كشف مواطن الفساد أو تقديم حلول بديلة أو طرح رؤى افضل لعلاج الأزمات التي تطرأ على المجتمعات . ومن المؤشرات الهامة التي تحدد مستوى تقدم و ديمقراطية أي دوله ، هو كيفية التعاطي مع خصومها السياسيين وطريقة إدارتها لهذه الخصومة والمساحة المتاحة لحرية الرأي والتعبير. والقبول بالحدة في نقد الخصوم السياسيين و التي قد تصل للطعن بهم ، ليس منحة يقدمها هذا الحاكم أو هذه الحكومة ، بل هو حق طبيعي للشعوب في أي دولة ، تمنحه بدورها للصحفيين والنشطاء لاستخدامه لصالح هذه الشعوب و يستوي هنا وضع كل الدول وكل الشعوب ، دول متقدمة أو نامية ، دول ديمقراطية أو استبدادية ، علمانية أو دينية . ففي مصر على سبيل المثال ، كدولة نامية ، اصدر القضاء أحكاما شهيرة يؤكد فيها على تلك الحقوق جاء بأحدها » ومن المتفق عليه في جميع البلاد الدستورية أن الطعن في الخصوم السياسيين بنوع عام يجوز قبوله بشكل أعم وأوسع من الطعن في موظف معين بالذات .. وأن الشخص الذي يرشح نفسه للنيابة عن البلاد يتعرض عن علم لأن يرى كل أعماله هدفاً للطعن والانتقاد وأن المناقشات العمومية مهما بلغت من الشدة في نقد أعمال وأراء الأحزاب السياسية يكون في مصلحة الأمة التي يتسنى لها بهذه الطريقة أن تكون رأياً صحيحا في الحزب الذي تثق به وتؤيده » (1). كذلك ففي الولايات المتحدة الأمريكية كدولة متقدمة ، قالت المحكمة العليا في هذا الشأن  » أنه حتى يثبت مسئول رسمي أنه على حق في قضية قذف ، فإن المسئول يجب أن يثبت بالدليل الواضح والمقنع أن البيان الزائف والذي يشوه سمعته كان قد نشر مع علم الجريدة أنه زائف أو ذا كانت قد أهملت بطريقة متهورة في التأكد من أن الكلام زائف أم لا  » . وقد قامت المحكمة فيما بعد بمد هذه القاعدة على القضايا التي رفعها « أشخاص عامون » من غير مسئولي الحكومة . (2) وقد أوردنا هذه الأمثلة لنوضح أن النقد السياسي ، مهما كانت حدته ، لا يجب أن يعاقب عليه أو يولد الرغبة في الثأر لدي من توجهت له سهام النقد. الحكام العرب : نصف ألهه .. نصف طغاة ؟ تبدو المقدمة التي طرحناها عاليه ، غير ذات معنى حين نحاول أن ننظر إلى الواقع في العالم العربي . فمعظم الحكام العرب ، قد جاءوا للحكم عبر وسائل أو إجراءات مطعون في شرعيتها ، مثل الانقلابات العسكرية أو الانتخابات الصورية أو أكثر مدعاة للسخرية ، حيث توريث الحكم في الجمهوريات !! ، كما يندر أن تجد بين هؤلاء الحكام من يحمل لقب  » رئيس سابق ، ملك سابق أو أمير سابق ..الخ  » حيث تصبح القاعدة أن من يتولي الحكم عبر أي طريقة ، يسعى إلى البقاء طيلة حياته ، بل يسعى الكثير منهم إلى توريث الحكم لأحد أفراد عائلته ، ليصبح اللقب السائد  » ملك راحل ، رئيس راحل ، أمير راحل وهكذا « . ولا يقف الأمر عند هذا الحد ، بل أن أغلب هؤلاء الحكام ، ورغم إمساكهم لمقاليد الحكم ما يزيد عن العشرون عاما ، يقوم بالضرب بيد من حديد على من يجرؤ على توجيه النقد لسياساته أو ممارساته ، ويعطي الضوء الأخضر لأجهزته الأمنية ، في العصف بالمعارضين السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان ، والصحفيين ، الذين لا يملكون سوى أقلامهم وكلماتهم للاحتجاج على هذه السياسات أو تلك الممارسات . لتبدأ سلسلة هائلة من الانتهاكات التي لا يحكمها قاعدة أو يردعها رادع ، بدءا من الزج بهم في القضايا ، أو حبسهم واعتقالهم أو الاعتداءات الجسدية عليهم « المقيدة دائما ضد مجهول  » ، مرورا بحالات الاختفاء القسري ، و وصولا لأحط هذه الانتهاكات والممارسات وهو تلفيق القضايا الجنائية ضدهم ومحاولة تشويه سمعتهم ، ليس فقط للنيل منهم وعقابهم على جرأتهم في كشف الفساد أو التصدي لهذه الانتهاكات ، بل ومن أجل إشاعة مناخ الخوف لدي المواطنين من الجهر بآرائهم وإثنائهم عن المشاركة في الشئون العامة لبلادهم ، وهو ما نتناوله في هذه الدراسة المختصرة . أجهزة الشرطة : تلفيق القضايا ، العمليات القذرة تمتلك العديد من أجهزة الشرطة في البلدان العربية ، خبرات واسعة في ممارسة التعذيب و تلفيق القضايا السياسية بل والاعتداءات الجسدية ، نتيجة التدريبات والميزانيات الهائلة التي تتلقاها تلك الأجهزة . لكن وبسبب عدم كفاية هذه الوسائل في بعض الأحيان لردع بعض النشطاء السياسيين والحقوقيين والصحفيين ، فقد بدأت بعض هذه الأجهزة في إعداد بعض رجال الشرطة إعدادا خاصا ، لما يسمى « العمليات القذرة « ، وهي تلك العمليات التي وإن قل عددها ، فإن أثرها يمتد ويتسع لينشر الخوف في نفوس ليس فقط المواطنين العاديين ، بل وفي نفوس العديد من النشطاء من أن يأتي عليهم الدور ويتعرضوا لمثل تلك العمليات التي تتمثل في تلفيق القضايا الجنائية أو الاعتداءات والفضائح الجنسية ، بهدف تشويه السمعة وتحطيم نفوس الضحايا ، فضلا عن بث الخوف في نفوس الآخرين ، لتصبح رسالة لمن يفكر في نقد أو معارضة رموز الحاكم وتابعيه وأجهزته في هذه البلدان . العمليات القذرة ، متى ، لماذا و كيف ؟ لا يأتي استخدام بعض الحكومات لهذه العمليات القذرة بشكل اعتباطي ، بل تلجأ إليها غالبا حينما تعجز الوسائل المعتادة بالعالم العربي مثل الاعتقال أو تلفيق القضايا السياسية أو الاعتداءات الجسدية والتعذيب ، عن الحد من نشاط يمارسه الضحايا أيا كانوا  » صحفيين ، نشطاء حقوقيين ، نشطاء سياسيين- ونرمز لهم فيما بعد بكلمة نشطاء  » وتراه الأجهزة الحكومية مناهضا لها أو فاضحا لممارساتها . لذلك ، يتم استخدام العمليات القذرة ، ضد هؤلاء النشطاء ، أحيانا لهدف محدد أو لتحقيق عدة أهداف مجتمعة وذلك حسب الأحوال : الحالة الأولى : حين يتم اللجوء إلى الاعتداءات الجسدية أو التحرش الجنسي ضد ناشط / ناشطه بعينه بهدف ترويعه ومحاولة كسر معنوياته وذلك أثناء اعتقاله أو بعد اختطافه ، ودون أن يعلن عن هذا الأمر . وتستخدم هذه العمليات بهذا الشكل إما كوسيلة عقابية أو لحمله عن التوقف عن فعل محدد مثل منعه من الاستمرار في الكتابة عن رمز حكومي أو مسئول ، أو لحمله عن التوقف عن المشاركة في فعاليات سياسية مناهضة للحكومة أو غيره. الحالة الثانية : حينما يتم تلفيق قضية جنائية له أو تلفيق فضيحة أخلاقية له ، دون المساس به جسديا . ثم نشر هذه القضية أو الفضيحة على نطاق واسع ، سواء عبر الإشاعات أو عبر استخدام وسائل الإعلام ، وفضلا عن الأهداف المستهدفة في الحالة الأولي ، ففي هذه الحالة يضاف لهذه الأهداف أيضا ، محالة بث الخوف في الجمهور المحيط من أن يطاله نفس الإجراء إن هو جرؤ على ممارسه نفس الممارسة التي مارسها الناشط الضحية أو فعلا شبيه به . الحالة الثالثة : حينما يتم دمج كل هذه الأمور معا ، اعتداء جسدي ، وتلفيق قضية جنائية ، ومحاولة الفضح عبر الإعلام وترويج الشائعات . وهذه الحالة ، رغم أنها الأندر والأقل استخداما ، فهي الأكثر تأثيرا ، وتكشف بجلاء عن مدى حقارة تلك العمليات وخستها . الصحافة واللعب بالنار . يصعب تحقيق الهدف المرجو من العمليات القذرة ، ولاسيما في الحالة الثانية والثالثة من الحالات السابقة ، دون مشاركة أو تواطؤ من بعض الصحفيين ، وفي حالات نادرة ، يتم هذا التواطؤ دون وعي من بعض هؤلاء الصحفيين بملابسات العملية التي ساهم بها . وتكمن الخطورة في تلك الحالات التي يتواطأ بها بعض الصحف و الصحفيين ، حول الآثار التي تترتب على هذا التواطؤ ليس فقط على الضحايا من النشطاء ، بل على حرية الصحافة نفسها . فحين يقبل بعض الصحفيين أن يتم استخدامهم من قبل أجهزة هذه الحكومة أو تلك كجزء من حملات تستهدف النيل من سمعة واعتبار بعض النشطاء و  » قد يكون بعض هؤلاء النشطاء صحفيين » ، فإن هذه الحملات تنال بدورها من مصداقية الصحافة نفسها ، وتعطي مبررا لأعداء حرية الصحافة في الهجوم عليها ، فضلا عما تفقده حرية الصحافة من مناصرين لها ، بسبب ابتعادها عن الحيدة والنزاهة كسمة أساسية يجب أن تتمتع بها ، وصولا إلى أن الكثير من هؤلاء الصحفيين الذين يقبلون بالمشاركة في تلك العمليات القذرة ، كثيرا ما يصبحون بدورهم ، ضحايا لتلك العمليات ، حينما يطرأ خلاف بينهم وبين الحكومات والأجهزة الأمنية التي تستخدمهم . و نظرة واحدة متأنية على دولة مثل مصر ، والحملات التي تشهدها حاليا ، توضح بجلاء أن بعض الحملات التي تدور الآن على بعض الصحفيين ، كان جزء منها بسبب قبولهم في وقت مضى ، أن يشاركوا في حملات قذرة كتلك ضد نشطاء آخرين ، ثم دارت الأيام ليصبحوا هم أنفسهم أهداف لتلك العمليات ، ومما يصعب حصولهم على دعم كافي من الصحافة أو النشطاء ، نظرا لدورهم التاريخي الذي يعلمه الكثير . وفيما يلي رصد لبعض هذه الحالات :

 

تونس :

تونس هي الأكثر توقيعاً وتصديقاً على المواثيق الدولية لحقوق الإنسان بين كل البلدان العربية ، هذا ما يعلمه البعض . كما أنها الدولة الأكثر استقرارا بين بلدان شمال أفريقيا ، هذا أيضا يعلمه البعض ، وهو تحديدا ما تروج له الحكومة التونسية ، لكن ما يعلمه الكثيرين لا يعني بالضرورة هو حقيقة الوضع ، لأن التوقيع والتصديق على مواثيق حقوق الإنسان ، أو وجود استقرار ، يستوجب سؤالا هاما ، ما هو اثر هذا التصديق على أوضاع النشطاء وحالة حرية التعبير؟ كيف جاء هذا الاستقرار ؟ هل عبر توفير الأمان ، أو عبر قمع وسيطرة قوات الأمن؟ أورد تقرير صدر حديثا عن المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب والفدرالية الدولية لجمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان وفي القسم الخاص بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، اسم تونس في جميع الانتهاكات التي تمارس ضد المجتمع المدني ونشطاء حقوق الإنسان ، بداية من التعرض لأعمال عنف ، أو الحبس التعسفي أو عمليات التخويف ، فضلا عن انتهاك الحق في النشاط ، أي أن تونس ، هي الدولة الوحيدة التي تجمع بين كل هذه الانتهاكات التي قد توزع على العديد من الدول! « أكد التقرير أن المدافعين عن حقوق الإنسان وزعماء النقابات العمالية تواصل استهدافهم بالقتل والاختطاف في مناطق الصراعات مثل العراق، كما تعرضوا لأعمال العنف في كل من المغرب والبحرين وتونس، أو لعمليات الحبس التعسفي في كل من الجزائر والبحرين وليبيا والأراضي الفلسطينية المحتلة والسعودية وسوريا وتونس، أو لعمليات التخويف والمضايقات في كل من سوريا وتونس ». وبالنسبة إلى حق التنظيم وممارسه النشاط قال التقرير : « وفي هذا السياق، تحطم تونس الرقم القياسي في عدد المنظمات المدنية التي لم يعترف لها بحق مزاولة نشاطها حيث عدد التقرير سبعة منها من بينها المجلس الوطني للحريات بتونس والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين والجمعية التونسية لمناهضة التعذيب ومرصد حرية الصحافة والنشر والإبداع بتونس » (3). وبالطبع ، فإن هذه المضايقات والتجاوزات ، حتى تصبح انتهاكات ملموسة ، فلابد أن تصيب بشر محددين ، سواء صحفيين أو نشطاء حقوقيين أو سياسيين ، وفيما يلي بعض من هذه الأمثلة: سهام بن سدرين : لم يتعرض مناضل أو مناضلة حقوقية عربية لما تعرضت له سهام بن سدرين من اعتداءات وقضايا ملفقة ، جسدت توحد أجهزة دولة في مواجهة فرد لنهش اسمها و عرقلة جهودها المستميتة لتسليط الضوء على واقع مزري ومتردي ، خلقته أجهزة أمنية لا تعرف الخصومة الشريفة أو أسس العملية الديمقراطية . فبعد فشل أجهزة الأمن في النيل من إرادة سهام بن سدرين طيلة السبعينيات والثمانينيات ، بدا استخدام العمليات القذرة ضدها ، بمشاركة بعض الجرائد الصفراء الموالية لحكومة تونس مثل » الشروق ، الحدث والصريح  » لتبدأ حملة مسعورة تستهدف تشويه اسم وسمعة سهام بن سدرين ، بدءا من اتهامها بالدعارة ، والمطالبة برجمها ، وصولا إلى اصطناع و تركيب صور إباحية لها ، تستهدف الحط من تاريخها وتشويه سمعتها ، دونما جدوى ! وطبقا لما يقوله لطفي حاجي « لم يسبق أن استُعمِلت كلمات بهذه البذاءة أو بلغ الأمور هذا المستوى من الدناءة تجاه مواطن أو مواطنه » . (4) وقد بلغ الأمر بأجهزة الأمن التونسية في إدارة خصومته مع سهام بن سدرين أن راح يقطع عليها سبل الرزق وحرمانها من بطاقتها الصحفية من جمعية الصحفيين التونسيين – بعد سيطرة الرئيس بن علي عليها بالكامل ، وإغلاق دار نشر الصبار التي افتتحتها بن سدرين .ليصبح الأمر وكأن من يريد التقرب لهذا النظام الديكتاتوري ، فعليه الهجوم على بن سدرين والمشاركة في هذه العلميات القذرة ضدها . وفيما يبدو أنه حل طبيعي يهدف للخلاص من سهام بن سدرين ، فقد تم حرمانها من العلاج داخل سجن منوبه للنساء »في ضواحي تونس  » لمعالجة النزلة الحادة التي أصابتها داخل السجن في يوليو 2001 ، خاصة وأنها لم تكن قد شفيت تماما من آثار اعتداء بوليسي وحشي عليها في العام الذي سبقه أي عام 2000. ورغم كل هذه العمليات القذرة التي استهدفتها ، فقد حصلت بن سدرين على جائزة حرية الصحافة الدولية في كندا لعام 2004 لكفاحها من أجل حرية الصحافة في تونس ، رغم إغلاق السلطات التونسية لكل الجرائد التي شاركت بها ، والتي يبلغ عددها خمسة جرائد . راضية نصراوي : حينما تبحث عن اسم راضية نصراوي على محركات البحث في شبكة الإنترنت ، سوف تفاجأ بالكم الضخم من العناوين التي تطالعك ، والتي يحمل أغلبها كلمات مثل  » وقد أضربت راضية نصراوي ..، وقد أصيبت راضية نصراوي ..، وبعد اعتقال راضية نصراوي ..، وقد استهدفت راضية نصراوي …  » إلى أخر الموضوعات الشبيهة التي تشير بوضوح لما تعانيه هذه المناضلة من مغبة دفاعها عن حق المواطن التونسي في حريته وكرامته التي تعمل الأجهزة الأمنية على سلبها منه منذ سنوات طويلة . و تحمل راضية نصراوي على وجهها وساما منحه لها البوليس التونسي ، جزاءا لها على نضالها السياسي وانتقاداتها العلنية للممارسات البوليسية في تونس ، وهو عبارة عن ندبه واضحة على انفها بعد كسره أثناء اعتداء وحشي عليها ، لم تسلم منه ابنتها الصغيرة التي كانت ترافقها أثناء تنظيم مظاهرة للدفاع عن سجين الرأي محمد عبو في مارس 2005 . وكنوع من تقسيم العمل ، نجد أن الهجوم الذي تتعرض له راضية نصراوي المحامية ورئيسة » الجمعية التونسية لمناهضة التعذيب » يتم على جانبين ، الأول يقوم به البوليس التونسي بشكل واضح ، ويتمثل في الاعتداء الجسدي الذي كانت أخر حلقاته الاعتداء عليها وكسر أنفها بسبب تضامنها ،مع سجين الرأي ، محمد عبو ، فضلا عن إحراق باب مكتبها وسرقة ملفات القضايا ، وكذلك سرقة سيارتها ، والجانب الأخر ، يتم بإشراف البوليس ، ولكن بأيدي بعض الصحفيين ، الذين راحوا ينبشون تاريخها ، ويختلقون القصص الدنيئة ضدها ، حيث يدعي أحد هؤلاء الصحفيين أن راضية النصراوي حملت من حمة الهمامي لما كانت تزوره كمحامية في السجن ،قبل الزواج – وكما يقول الدكتور منصف المرزوقي عن هذا الصحفي الكاريكاتوري « فصاحبنا الذي أشكّ أنه دخل يوما السجن من اجل مبدأ وقضية مثل صديقي وأخي حمّة، لا يتورع عن تقديم سجوننا العتيدة كما لو كانت فيها مرافق وتسهيلات تسمح للمحاميات الطائشات بالحمل من عشاقهن » (5) وهكذا ، لا تتورع بعض الأقلام الصحفية عن الطعن في النشطاء ومحاولة تلويث سمعتهم ، رغم وجودهم في السجون ، مما يدعو للتعجب والتساؤل عن المدى الذي وصلت إليه تلك العمليات القذرة. محمد عبو : في 28 فبراير 2005 ، نشر المحامي محمد عبو والعضو القيادي بحزب المؤتمر من أجل الجمهورية مقالا على الإنترنت ينتقد فيها دعوة رئيس الوزراء آرييل شارون لزيارة تونس أثناء مؤتمر قمة المعلوماتية الذي تنظمه الأمم المتحدة في تونس في نوفمبر من نفس العام ، فما كان من أجهزة الأمن إلا أن اختطفته في اليوم التالي ، وقامت بتقديمه للمحاكمة بتهمة ملفقة ، يرجع تاريخها إلى يونيو 2002 ، وتزعم أن عبّو قد ألحق الأذى بزميلته المحامية دليله مراد أثناء مشادّةٍ بينهما حدثت في يونيو 2002. فضلا عن تهمة أخرى ، تتعلق أيضا بمقال نشره عبو في 26 أغسطس 2004 على موقع « تونس نيوز » معنونة  » أبو غريب العراق وأبو غرائب تونس » ويجري فيه مقارنة بين وضع السجناء في السجون العراقية والسجناء السياسيين في تونس. ويستنكر عمليات التعذيب الممارس في السجون التونسية وصمت السلطات القضائية عن ذلك. وبعد محاكمة هزلية ، لا ترقى بأي شكل إلى مصاف المحاكمات العادلة ، تقدم فيها أكثر من 850 محامي للدفاع تطوعاً عن زميلهم. ثلاثون منهم يمثلون كل الاتجاهات السياسية في النقابة تمت تسميتهم من قبل زملائهم ونقيب المحامين للمرافعة في قضيته. تم ترتيب الدفاع بمشاركة هيئة ونقابة المحامين ، ورغم ذلك صدر الحكم على محمد عبو في محاكمة غير عادلة بالسجن ثلاثة سنوات ونصف ، لتتلقف نفس الصحف الصفراء الخبر وتقوم بالنشر تحت عناوين :

1- جريدة الصباح الصادرة يوم 30 أبريل 2005 و في صدر صفحتها الأولي  » للاعتداء بالعنف على زميلته و الثلب : المحكمة تقضي بسجن محمد عبو ثلاث سنوات و نصفا  » . 2- بجريدة الشروق الصادرة يوم 29 أبريل 2005 و تحت عنوان  » عندما ينتصر بعض المحامين إلى  » حجة  » الصراخ والفوضى !  » أن  » محاكمة الأستاذ محمد عبو (..) تتم بتهمة الاعتداء على إحدى زميلاته المحاميات بالعنف الشديد بشكل نتج عنه إصابتها بأضرار بدنية متفاوتة الخطورة… وكذلك بتهمة حث السكان على خرق قوانين البلاد  » . 3- جريدة الصريح ذهبت إلى أبعد من ذلك إذ اعتبرت أن  » ومحاكمة محمد عبو عبارة في غير محلها لأن مضمون المحاكمة لا صلة له بمهنة المحاماة ومقتضياتها وإنما بقضية بين مواطن يعمل محاميا اعتدى على مواطنة تمتهن نفس المهنة علاوة على قضية أخرى تتناقض أصلا مع صفته كمحام دوره المساهمة في تطبيق قوانين البلاد » ، و هي مقالات ترمي كلها للإيهام بأن محمد عبو ليس سوى شخص منحرف و عنيف و يحرض على خرق قوانين البلاد و أن إيقافه ناتج عن تورطه في قضية جنائية.

و قد تجاهلت هذه المقالات المشبوهة أبسط أبجديات العمل الصحفي النزيه و لم تقدم للرأي العام ظروف و ملابسات التهم الموجهة للأستاذ عبو كما تكشف هذه المقالات عن النوايا المبيتة لهيئة المحكمة التي أصرت بشكل محموم و غير مبرر على الربط بين القضيتين العالقتين بالزميل و تعيينهما في نفس الجلسة و نفس الدائرة و لو على حساب أبسط ضمانات حقوق الدفاع (6). ورغم مرور أكثر من عام على سجن محمد عبو ، ونتيجة للحملة الواسعة التي يلقاها ، يقوم البوليس التونسي حاليا ، باستكمال عمليته القذرة ضد عبو / حيث يقوم بتهديد عبو وزوجته ، بتلفيق نفس الفضائح الأخلاقية لزوجته إذا لم تكف عن حشد التأييد لقضية عبو كسجين رأي والمطالبة بالإفراج عنه. « مصدر مقرب لعائلة محمد في حوار مع الشبكة العربية ». نزيهة رجيبة « أم زياد »: في 28 فبراير 2004 ، أصدرت محكمة استئناف تونسية حكما على السيدة نزيهة رجيبة » أم زياد » ومحمد الخامس الهاني ، بالسجن ستة اشهر مع وقف التنفيذ ، بسبب حيازتها لمبلغ 170 يورو ، خلافا للقانون . هذا هو ما نشرته الصحف التونسية الموالية للحكومة ، إلا أن ما تجاهلته هذه الصحف ، عن عمد ، أن أم زياد قد رفضت المثول أمام المحكمة الاستئنافية لقناعتها بعدم حيادها وبأن تقديم وسائل الدفاع لن تجدي نفعا أمام قضاء يقع تحت وصاية السلطة التنفيذية ،و لأن هذه القضية الملفقة بشكل فاضح ، لا تتجاوز كونها مبلغ من المال أرسله شقيق محمد الخامس له من الخارج مع أم زياد ، تعينه على دفع إيجار شقته ، بعد أن ضيقت عليه أجهزة الأمن التونسية سبل العيش انتقاما من أخيه الناشط السياسي « عبد الوهاب الهاني » ، كما لم تشر هذه الجرائد بالطبع ، إلى الإجراءات الهزلية التي تمت المحكمة في ضوئها ، لدرجة أن القاضي الذي حكم فيها صرح في بدايتها بالقول لأحد المحامين  » ماتخافش ماثماش حبس »! ، وهو ما يؤكد أن الحكم كان معدا سلفا . والطامة الكبرى أو الفضيحة الكبرى ، أن هذه القضايا » إن كان ثمة قضية » لا حبس فيها وإنما تتم المصادرة، ناهيك عن ضآلة المبلغ وتفاهته . وأم زياد هي مدرسة قضت بسلك التدريس نحو 35 عاما ثم تركته باستقالة مسببة ، تعود إلى سيطرة مناخ التملق والخوف الذي سيطر على المدرسين من أجهزة البوليس ، خاصة بعد اعتياد البوليس التونسي على الاعتداء على المدرسين النقابيين . عملت أم زياد بالصحافة ، وشاركت في العديد من الصحف بجانب جريدتها الإليكترونية المحجوبة في تونس « كلمة تونس- http://www.kalimatunisie.com/  » الذي اصبح ضمن المواقع المعبرة عن الصحافة المستقلة . ولأن أم زياد ليست ممن يقبلون الصمت على فظائع الحكومة التونسية ، ولا تملك سوى قلمها ، وهو اشد ما تعاديه هذه الحكومة ، وفضلا عن ذلك ، فإن زوجها المحامي الناشط السياسي  » محمد المختار جلالي » ، فإن هذه تعد أسباب كافية لممارسة العمليات القذرة التي يبرع فيها الأمن التونسي وأعوانه ، فقد كانت أخر تلك العمليات يوم 7 مارس 2006حيث تلقى السيد محمد المختار جلالي رسالة « مجهولة » المصدر تهدّده بفضيحة جنسية وتطالبه بمائة ألف دينار لـ »يوقف هذا الموضوع » كما جاء في الرسالة. قبل وصول الرسالة بيوم تلقّى السيد جلالي مكالمة هاتفية بمكتبه وهي أيضا « مجهولة » وتحمل نفس محتوى الرسالة مع إضافات اقتضاها الحوار الحيّ مثل تأكيد « المجهول » على أنّه ليس من البوليس وتوعد الجلالي بأنّه لن يبقى قويّا كما توحي به لهجته في الهاتف بل « سيبكي مثل المرأة » (7). وقد أوردت أم زياد في مقال لها، أدلتها الدامغة على هذا المجهول الذي ينتمي الأجهزة الأمن ! وعدم اكتراثها بهذه العمليات القذرة ، التي تدين فضح ممارسيها ، وليس ضحاياها (8). عبدالله الزواري : في بداية عام 1991 اعتقل عبدالله الزواري الصحفي بجريدة الفجر ضمن حملة طالت الكثيرين من المواطنين التونسيين ، فيما عرف بقضية حركة النهضة الإسلامية ، ليقضي بالسجن أحد عشر عاما ، وافرج عنه في يونيو 2002، إلا أن الأمن التونسي ، لم يجعل الزواري يهنأ بحريته التي سلبت منه ، فتم اعتقاله مجددا في أغسطس من نفس العام ، أي بعد نحو شهرين وحكم عليه بالسجن ثمانية اشهر لعدم احترام إجراءات المراقبة الإدارية التي فرضت عليه، ليقضي الزواري بالسجن ثمانية أشهر أخرى ، قام بعد انقضائها بالطعن في القرار الجائر لوزير الداخلية بنفيه إلي منطقة (حاسي الجربي تابعة لمدينة جرجيس) التي تبعد عن منزله نحو 500 كيلو متر ، بغرض حرمانه من الحياة مع أسرته ، وجعل الأمر اشق عليه وعلى أسرته. يفرج عن عبدالله الزواري فقط لفترة تقتضيها ترتيب قضية ملفقة جديدة له ، ولا يستغرق الأمر سوى بضعة شهور ، و القضية الملفقة الجديدة هي الاعتداء على صاحبة مقهى إنترنت بالقذف العلني ، ويحكم على الزواري من جديد بالسجن أربعة اشهر . عبدالله الزواري مازال منفيا في (حاسي الجربي) ، محروما من العمل ، من العيش مع ذويه ، يعاني من التضييق حتى في الاتصال بالعالم الخارجي ولو عبر الإنترنت .

 

…………………………………………

 

خاتمة : عددت السيدة هينا جيلاني الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالمدافعين عن حقوق الإنسان في تقرير لها (15) أنماط من الانتهاكات التي يتعرض لها الحقوقيين والنشطاء والصحفيين في العالم ، نذكر منها الأتي :

1- …….. 22 – وقد نجم عن فضح وانتقاد السياسات والممارسات التي تنتهك حقوق الإنسان اتخاذ إجراءات قانونية ضد المدافعين عن حقوق الإنسان كتدبير ردعي. وعانى الكثير منهم من محاكمات مطولة كانت تتم في بعض الأحيان بموجب إجراءات قيل إنها أبعد ما تكون عن معايير المحاكمة العـــــــادلة 23 – وكثيرا ما أفضى الإبلاغ عن وقوع انتهاكات لحقـــــوق الإنسان إلى التعرض للاتهام بنشر معلومات كاذبة أو تشويه سمعة السلطات أو الإخلال بالنظام العام. ويوصف التعبير السلمي عن الآراء بشأن مسائل حقوق الإنسان بأنه « تحريض »، وتفضي برامج التربية الوطنية إلى الاتهام بالتحريض على العصيان 32 – ومن الشائع اعتراض البريد والفاكس، وقطع خدمات الإنترنت والتنصت على المكالمات الهاتفية. وأُبلغ عن وقوع حوادث تسلل إلى المكاتب وسرقة معلومات منها. وما يؤخذ من هذه المكاتب في العادة هو الحواسيب وأقراصها التي تحمل معلومات عن عمل المنظمات غير الحكومية. 36 – أصبحت حملات تشويه سمعة المدافعين عن حقوق الإنسان أداة تستخدم بشكل متزايد للنيل من أعمالهم. وتُستخدم وسائط الإعلام التي تسيطر عليها الحكومة في اتهامات وتعديات افترائية تمس شرف وسمعة المنظمات غير الحكومية المعنية بحقوق الإنسان والمدافعين الأفراد عن حقوق الإنسان. ويتضمن كثير من هذه الحملات تعليقات لكبار المسؤولين الحكوميين، تستهدف المدافعين عن حقوق الإنسان الذين ينتقـــــدون أو يفضحون ســــــياسات الدولة أو إجراءاتها القمعية. 38 – ويشنّع بأنشطة حقوق الإنسان بوصفها « تضر المصالح الوطنية » و « تـــخل بالســـــــلام الاجتماعي » وبأنها، لا سيما الترويج لحقوق الإنسان المتعلقة بالمرأة، تنشر « الفجور » أو « الفحش ». وفي الحالة التي تقوم فيها الحكومة أو كيانات غير حكومية بتلطيخ من هذا النوع لسمعة المدافعين عن حقوق الإنسان المتعلقة بالمرأة يفضي ذلك إلى اعتداءات بدنية وتهديدات ونفي. 40 – وأخيرا، يتزايد عدد الدول التي تتجه نحو إنشاء منظمات غير حكومية بهدف الإساءة إلى أعمال المنظمات غير الحكومية المستقلة على الصعيدين الوطني والدولي.(16)

قمنا باختيار بعض النقاط من هذا التقرير ، الذي يوضح بجلاء ما تمارسه الحكومات ضد النشطاء والحقوقيين ، وهو يكاد يكون منطبقا على المنطقة العربية ، حتى أن الدول الثلاثة التي قمنا بضرب أمثلة عنها ، تونس ، مصر والبحرين ، قامت وكما جاء بهذا التقرير ، بإنشاء مجالس حقوقية شبه حكومية لتعمل كطابور خامس لهذه الحكومات وسط المجتمع المدني المستقل بهدف التشكيك في عمل المؤسسات المستقلة وسحب البساط من تحت أقدامها ، دون أن تقوم هذه المجالس ولو ذرا للرماد في العيون ، بإدانة أي من العمليات القذرة التي تتم في مواجهة النشطاء أو الصحفيين . فلم نسمع عن مجلس حقوق الإنسان في تونس قيامة ولو بإدانة الحكم على محمد عبو الذي تم سجنه بسبب مقال لثلاث سنوات ونصف . ولم نسمع عن مطالبة المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر بندب قاضي تحقيق في قضية الاعتداء على الصحفيات يوم الاستفتاء إزاء عدم حيدة النيابة العامة . كما لم تتحرك لجنة حقوق الإنسان في البحرين لتذكر وزير الداخلية بوعده حول ملاحقة الذي اعتدوا جنسيا على موسى عبد على . وفيما يلي ، بعض التوصيات التي نطرحها على بعض الجهات استثنينا منها أجهزة الأمن ، نظرا لكونها محض أداه لهذه العمليات القذرة ، ونتمنى في المستقبل أن تثبت هذه الأجهزة قدرا من الاحترام يسمح لنا بمخاطبتها كجهة تراعي القانون وقواعد التعامل مع الخصومة السياسية. توصيات : إلى الحكومات العربية :

1- إعلان تمسكها فعليا بالاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان التي وقعت عليها ، والتوقف عن الزج بالنشطاء والصحفيين في قضايا جنائية أو سياسية بسبب نشاطهم المهني . 2- إدارة خصومتها مع المعارضين السياسيين أو النشطاء والصحفيين ضمن قيم ومعايير محترمة ، تضمن محاسبة المتورطين في هذه العمليات القذرة .

أجهزة الإعلام :

1- التمسك بمواثيق الشرف الصحفي محليا وعالميا . 2- الحفاظ على رسالة الصحافة والإعلام عبر عدم السماح باستغلالها من قبل أجهزة الأمن في تشويه سمعة النشطاء.

جهاز النيابة العامة :

1- السعي بجدية لاستعادة استقلاليته التي يكاد يفقدها ، مما يؤثر على مصداقيته ، بسبب رضوخ بعض أعضائه لحسابات الحكومات ، وقبول بعض أعضاء هذا الجهاز بأن تستخدمه الحكومات في خصومتها السياسية . 2- دعم مطلب الحقوقيين في إعادة العمل بنظام قاضي التحقيق ، وهو ما يدعم استقلال القضاء وضمان محاكمات عادلة للمتهمين .

المجتمع المدني المستقل :

1- عدم غض الطرف عن التجاوزات والانتهاكات التي تلحق بنشطاء أو صحفيين أو معارضين سياسيين تحت أي ضغط أو إغراء حفاظا على تلك الاستقلالية وقدسية هذا العمل . 2- الوقوف بحزم وبشكل جماعي ضد العمليات القذرة ، وفضح أي جهة تتورط فيها .

مجالس ولجان حقوق الإنسان  » الحكومية »

1- الحفاظ على قدسية المجال الحقوقي ، عبر التوقف عن مداهنة الحكومات ، وغض الطرف عن الانتهاكات المفزعة مثل تلفيق القضايا. 2- التلويح بالاستقالات المسببة ، وتنفيذها في حال تقاعس الجهات الحكومية عن تنفيذ قراراتها ، والاستتمرار في هذا النمط من العمليات القذرة .

—————————— هوامش : 1-< حكم محكمة النقض في 6/11/1924ـ د/محمد عبد الله جرائم النشر ص 289 > 2- ورد الحكم في كتاب : حرية التعبير في مجتمع مفتوح ، تأليف رودني أ .سموللا ، ترجمة كمال عبد الرءوف ، الناشر : الجمعية المصرية لنشر المعرفة والثقافة العالمية الطبعة الأولى 1995 ص 85 . 3- المدافعون عن حقوق الإنسان .. حصيلة قاتمة ، التقرير السنوي للمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب والفدرالية الدولية لجمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان، عن موقع سويس انفو في 23مارس 2006، زيارة 25مارس 2006. http://www.swissinfo.org/sar/swissinfo.html?siteSect=105&sid=6571143&cKey=1143113368000 4- لطفي حاجي ، مؤسس نقابة الصحفيين التونسيين المستقلة والذي منعت قوات الأمن التونسية عقد مؤتمرها الأول في السابع من سبتمبر 2005 . 5- الدكتور منصف المرزوقي : من الخراب إلى التأسيس http://hem.bredband.net/dccls2/ktab.mo1.htm زيارة 22 مارس 2006م . 6- قضية الأستاذ محمد عبو : في الرد على بعض الأقلام المشبوهة الأستاذ سمير بن عمر ، موقع المؤتمر من أجل الجمهورية : http://www.cprtunisie.net/article.php3?id_article=336 في 3 مايو 2005 ، زيارة 19 مارس 2006م. 7- من وحي « كليبات » الداخلية ، مقال لأم زياد في 14مارس 2006 ، زيارة 22مارس 2006. http://www.kalimatunisie.com/article.php?id=155 8- المصدر السابق.

 

(المصدر: موقع الشبكة العربية لحقوق الإنسان – القاهرة بتاريخ 11 أفريل 2006)

وصلة التقرير كاملا:

http://www.hrinfo.net/reports/re2006/


 

التونسيون يواجهون ضغط السلطة بالإضراب عن الطعام

لطفي حجي (*)- تونس

 

طغت ظاهرة الإضراب عن الطعام على الأحداث السياسية في تونس في الأيام الأخيرة، وتنوع أصحابها بين العلماء والسجناء والصحفيين.

 

فعالم الرياضيات التونسي والسجين السياسي السابق الدكتور المنصف بن سالم يخوض إضرابا عن الطعام منذ 12 يوما مع أفراد عائلته بمنزلهم في مدينة صفاقس بالجنوب التونسي للمطالبة برفع القيود والمضايقات المسلطة عليه وعلى أبنائه منذ 19 سنة، وبحقه في العودة إلى التدريس بالجامعة التونسية التي فصل منها عام 1987 تاريخ اعتقاله.

 

وعن دوافع إضرابه الآن قال بن سالم للجزيرة نت إنه ضاق ذرعا بالمضايقات الأمنية الشديدة الهادفة إلى تجويعه وكافة أفراد عائلته وحرمانه من أي عمل يقتات منه.

 

ومنذ أسبوع بدأ الصحفي سليم بوخذير إضرابا عن الطعام للمطالبة بحقه في العمل بعد أن طرد من صحيفة الشروق اليومية في مطلع الشهر الجاري.

 

وقال بوخذير للجزيرة نت إنه طرد بسبب كتابته بمواقع تونسية وعربية على الإنترنت، معتبرا طرده محاكمة له على آرائه.

 

وكان بوخذير اعتصم في اليوم الأول من الإضراب أمام صحيفة الشروق رافعا لافتة بعنوان « لا تكسروا القلم الحر » إلا أن قوات الأمن باللباس المدني أجلته من المكان بعد ساعات من الاعتصام وأرجعته قسرا إلى منزله في سيارة الشرطة.

 

سجناء الرأي

 

كما يواصل السجناء السياسيون المنتمون لحركة النهضة إضرابا عن الطعام بدؤوه في عدد من السجون التونسية منذ أواسط مارس/آذار الماضي مطالبين بالإفراج عنهم بعد أن قضى أغلبهم 15 سنة في السجن.

 

وكانت عائلات السجناء السياسيين وجهت مطلع هذا الأسبوع نداء ناشدت فيه منظمات حقوق الإنسان والأحزاب السياسية « دعم مطالب أبنائهم ومناهضة سياسة الموت البطيء التي تمارس ضدهم وإنهاء معاناتهم وإصدار عفو عام حتى تكون تونس حقا لكل أبنائها دون إقصاء أو تهميش ».

وفي نفس السياق رفض المحامي محمد عبو -الذي يقضي عقوبة بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف- جميع المناشدات لإيقاف الإضراب عن الطعام الذي بدأه في العاشر من مارس/آذار الماضي احتجاجا على أوضاعه السيئة بسجن الكاف بالشمال الغربي للبلاد التونسية.

 

وكان عبو اعتقل منذ سنة عقب كتابته مقالين على الإنترنت انتقد فيهما الأوضاع في السجون التونسية وقارنها بأبو غريب في العراق، كما رفض دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون لزيارة تونس للمشاركة في القمة العالمية لمجتمع المعلومات في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

 

ويعتبر الصحفي توفيق بن بريك أول من دشن -من خارج السجناء السياسيين- ظاهرة الإضراب عن الطعام في تونس حينما أضرب عام 2000 للمطالبة بالحصول على جواز سفره.

 

ولاقى إضرابه تعاطفا إعلاميا دوليا منقطع النظير، وتدخل الرئيس الفرنسي جاك شيراك لحل قضيته مما اضطر الحكومة التونسية إلى تسليمه جواز سفره والسماح له بالسفر إلى فرنسا للعلاج.

 

واهتم الرأي العام التونسي والعربي والدولي بالإضراب عن الطعام الذي شنته لأول مرة في تاريخ تونس ثماني شخصيات تونسية من مشارب سياسية وأيديولوجية مختلفة يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي قبل شهر من القمة العالمية لمجتمع المعلومات للمطالبة بحرية الإعلام والإفراج عن كافة السجناء السياسيين.

 

وحظي الإضراب بمساندة وطنية من الأحزاب السياسية والمنظمات المهنية والحقوقية، وبتغطية إعلامية دولية واسعة.

 

(*) مراسل الجزيرة نت

 

(المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 12 أفريل 2006)


 

تونس: طلبة في إضراب منذ شهرين

سفيان الشورابي – تونس 

 

يخوض طلبة المعهد العالي للتنشيط الشبابي والثقافي ببئر الباي (15 كم جنوب العاصمة) إضراب مفتوحا عن الدراسة منذ 13 فيفري المنقضي. وذلك للمطالبة بحقهم المشروع في العمل إثر تخرجهم.

 

ويعد هذا التحرك والذي عرف نسبة نجاح عالية (قرابة 100 %)، بمثابة الرد الفعلي والأخير تجاه قرار سبق أن اتخذته السلطات التونسية، والذي يقضي بالتخفيض في عدد المنتدبين من هذا المعهد لفائدة المؤسسات العمومية من 110 متخرج سنويا إلى حدود 30 متخرج.

 

وفي اتجاه تصعيدي، خيرت إدارة الكلية ووزارة الإشراف، الصمت المطبق والتغافل عن تقديم إيضاحات للمسألة وإيجاد حلول لها. واعتمدت، على عكس المطلوب، الأسلوب الأمني والزجري. بأن أحالت كل من طلبة المعهد. (مراد عواينية، السبتي بن عمر، حسان الشابي، عفاف السويسي) على مجلس التأديب، خلال فترة العطلة المدرسية الفارطة، نظرا لتحركاتهم النقابية الطالبية.

 

وفي الإطار، نظم الطلبة المضربون مسيرة صاخبة، جابت الأنحاء المحيطة بالكلية، ووجهت بعنف شديد من قبل قوات الأمن المتمركز بكثافة حذو الكلية. كما ألقت القبض على خمسة عشر طالب قبل أن تطلق سراحهم إثر ذلك.

 

كما تم، أيضا، إيقاف عدد من الطلبة الذين آثروا القدوم من كليات أخرى لمؤازرة زملائهم، ليقع هرسلتهم والضغط عليهم معنويا أثناء التحقيق معهم، وفي نفس الوقت، تم تلفيق عدد من تهم الحق العام، تجاه طلبة آخرين وهم وسام الصغير، محمد مناصري، مراد عوينية.

 

يشار هنا، حسب تصريحات الفاعلين في هذا التحرك، إلى أن عزيمتهم لم تأفل رغم الضغوطات المتكاثرة. وبأنهم مستعدون للتضحية بسنة جامعية بيضاء في سبيل تحقيق مطالبهم.

 

(المصدر: شبكة البصرة، السبت 9 ربيع الاول 1427 / 8 نيسان 2006)


 

بعد خمسين عاما من الاستقلال تونس تحقق الرجاء رغم مخاوف حقوقيين

 

تونس (رويترز) – تفاخر تونس بان مواطنيها الأكثر صحة والأفضل تعليما في شمال افريقيا وان نساءها يتمتعن بأكبر قدر من الحقوق على مستوى العالم العربي وانها نجمة الحرب العالمية ضد الفقر في أعين المعجبين بتجربتها.

أما منتقدي تونس فيرونها دولة بوليسية بحق ويقولون ان افتقارها للديمقراطية ربما يقوض حركة التحديث التي نمت بعناية منذ استقلال البلاد عن فرنسا عام 1956.

وبعد مرور نصف قرن على الاستقلال لا يختلف المعسكران على حقيقتين في تاريخ البلاد الحديث أولاهما امساك حكومة الرئيس زين العابدين بن علي بزمام الحكم بقبضة قوية وتنامي ثروة أكبر طبقة متوسطة في المنطقة.

ويتساءل التونسيون عما اذا كان احراز مزيد من التقدم يتطلب ديمقراطية كاملة ويميلون لمناقشة القضية في جلساتهم الخاصة.

ويرى التاجر عبد اللطيف المطوي (60 عاما) ان البلاد حققت انجازات جلية اذ حققت قطاعات الصحة وامدادات المياه والاسكان تقدما لم يكن يخطر على بال في عام 1956 .

وقال لرويترز « هناك فرق كبير بين اليوم والامس. حقا كنت أود أن اعيش فترة شبابي الان حيث تتوافر كل الضروريات والكماليات. »

واضاف « اتذكر عندما كنت في العاشرة من عمري.. كانت مياه الشرب لا تصل الى أسرتي التي كانت تخرج للبحث عنها. ولكن الان الماء الصالح للشرب والكهرباء متوافرة لكل عائلة. »

وبلغ متوسط معدل النمو الاقتصادي في العقد الماضي في ظل حكم الرئيس بن علي خمسة بالمئة. ويمتلك أكثر من ثلثي الاسر في تونس بيوتا كما يمتلك خمس السكان سيارة ارتفاعا من العشر قبل عقدين. واضحت الرعاية الصحية الاساسية متاحة للجميع.

وارتفع متوسط العمر الى 74 عاما مقارنة مع 51 عاما في عام 1961 وانخفض معدل وفيات الاطفال الى 19 من بين كل ألف بدلا من 139 من كل ألف في عام 1966.

ويقول وزير التنمية محمد نوري جويني « بلادنا تمتلك موارد طبيعية محدودة ولكنها تمكنت من تحقيق نمو اقتصادي واجتماعي بفضل مواردها البشرية. »

وقللت الاصلاحات الاقتصادية الاعتماد على قطاعي الزراعة والطاقة المتقلبين ودعمت الخدمات مثل السياحة. ويزور تونس ستة ملايين زائر اجنبي سنويا كما تربطها علاقات ممتازة مع فرنسا أهم مستثمر وشريك تجاري أجنبي لتونس.

ويقول منتقدو تونس ان هذه المكاسب مجرد تحسين لصورة جهاز الدولة الذي يستميت لحماية سيطرته على الحكم.

ويدلل دعاة الديمقراطية على سياسية القمع بواقعة حدثت بوسط العاصمة تونس قبل أيام قليلة من الاحتفال بيوم الاستقلال في العشرين من مارس اذار.

فقد تجمع عشرات من المعارضين في احتجاج للمطالبة بمزيد من الحقوق السياسية الا ان الشرطة قامت بتفريقهم سريعا. ولم تحتج أي حكومة أجنبية على ما حدث.

ويقول نشطاء في مجال حقوق الانسان ان تونس أفلتت من نفس الانتقادات التي توجه لحكومات استبدادية اخرى في المنطقة لان الحلفاء الغربيين يميلون الى التركيز على ادائها الاقتصادي القوي ونجاحها في احتواء الانشطة الاسلامية المتشددة.

ويرون ان الوقت حان للسعي لتحقيق ديمقراطية كاملة من خلال اتاحة فرص متساوية لجميع الاحزاب وحق حرية التعبير.

ويقول المحامي عياشي همامي النشط في مجال حقوق الانسان « بعد خمسين سنة من الاستقلال الانتخابات غير عادلة الحريات غير متدعمة والفساد في ارتفاع لذا لدينا حق بالمطالبة باستقلال ثان. »

وتتهم جماعات حقوق الانسان وبعض احزاب المعارضة بن علي بانه يقود دولة بوليسية فعليا تختفي تحت عباءة الديمقراطية منذ خلافته مؤسس تونس الحديثة الحبيب بورقيبة في عام 1987 .

وترد الحكومة بان بن علي ملتزم بتحقيق ديمقراطية حقيقية تدريجيا اذ بدأ في تطبيق نظام التعددية الحزبية في اوائل الثمانينات وتضيف الحكومة انها بدأت في الاونة الاخيرة في تقديم تمويل للاحزاب المعارضة الشرعية لتعزيز الديمقراطية.

وتصر الحكومة على انها لم تتخذ اي اجراء ضد المعارضة بسبب آرائها وانها تعاقب فقط من ينتهك القانون.

ويعترف منتقدو الحكومة بان بن علي يتمتع بتأييد جزء كبير من مجتمع الاعمال الذي اثرى خلال فترة ولايته.

ويسيطر حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم على المجلس التشريعي اذ بمقتضى القانون يحصل الحزب الحاكم على 80 بالمئة من مقاعد البرلمان المؤلف من 189 مقعدا. وتتنافس الاحزاب الست المعارضة على نسبة العشرين بالمئة المتبقية.

ويري منتقدون ان هذا غير كاف.

وقال وزير التعليم السابق محمد الشرفي لرويترز « الصعب تم انجازه. تونس حققت نتائج هامة في الخمسينية الفائتة مثل التنمية الاقتصادية والاجتماعية المعتمدة خاصة على تحرير المرأة. »

وأضاف « لكن النظام السياسي في حاجة الى اصلاح والمسار الديمقراطي لم يتطور بعد في حين ان هذا كان ممكنا ان يتحقق في بضعة اشهر. »

وتتهم جماعات حقوق الانسان الحكومة بالتحرش بالصحفيين وضرب المعارضين واعتقالهم. وتقول انه لا يزال هناك 400 سجين رأي بسبب معتقداتهم الدينية والسياسية.

وقال المعارض حمادي الجبالي « نحن نطالب بعفو شامل واقامة حوار يجمع بين مختلف الجماعات السياسية في البلاد. »

والجبالي عضو في حزب النهضة الاسلامي المحظور وقد اطلق سراحه في فبراير شباط في اطار عفو شمل 1600 معتقل بعد ان امضى 15 عاما في السجن عقابا له على ما تصفه الحكومة بجريمة. ويقول الجبالي إن جريمته هي التعبير عن رأيه في صحيفة.

 

من سونيا ونيسي (شارك في التغطية طارق عمارة)

(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 12 أفريل 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


 

مصر تفرج عن 950 عضوا سابقا في الجماعة الاسلامية

 

القاهرة 12 أبريل (رويترز) – قالت مصادر الشرطة المصرية يوم الاربعاء ان السلطات أفرجت خلال الاسابيع الستة الماضية عن 950 معتقلا من الاعضاء السابقين في الجماعة الاسلامية منهم 300 أفرج عنهم يوم الثلاثاء لكن وزارة الداخلية قالت انها ربما أفرجت عن مثل هذا العدد على فترات طويلة

.

واعتقلت السلطات المصرية عدة ألوف من أعضاء الجماعة الاسلامية والمتعاطفين معها في التسعينيات حين كانت الجماعة تشن ما يشبه حرب عصابات محدودة ضد قوات الامن في صعيد مصر غالبا

.

وأفرجت السلطات عن مئات من أعضاء الجماعة خلال السنوات الماضية بعد أن نبذوا العنف كوسيلة للاطاحة بالحكومة

.

وأعلن قادة الجماعة هدنة مع الحكومة عام 1997 بعد هجوم على معبد فرعوني بمدينة الاقصر أسفر عن مقتل 52 سائحا أجنبيا

.

وقالت مصادر الشرطة ان الافراج عن 300 يوم الثلاثاء جاء بمناسبة المولد النبوي الشريف وهو مناسبة معتادة للافراج عن مسجونين

.

ولم تذكر الحكومة المصرية في أي وقت عدد المتشددين المعتقلين بدون محاكمة أو اتهام لكن وزارة الخارجية الامريكية تقدر عددهم بعشرة الاف

.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية عن مصدر أمني مسؤول قوله ان وزارة الداخلية لم تفرج عن 950 معتقلا « دفعة واحدة لا بالامس ولا على مدى اليومين الماضيين

.

« 

هناك عمليات افراج مستمرة تتم وفق مراجعات أمنية معمول بها لكل حالة والتأكد من سلامة موقفها الامني حيث يجري الافراج تباعا عن أعداد قليلة وعلى فترات متقطعة لم تصل على الاطلاق الى حدود العدد الذي تردد الافراج عنه. »

وأضاف المصدر أنه « قد يكون العدد الذي تردد عبر عدد من وسائل الاعلام هو حصيلة ما تم الافراج عنه على مدى الفترات الطويلة الماضية

. »

وقال المجلس القومي لحقوق الانسان الذي تموله الحكومة في تقريره السنوي الثاني الذي صدر الاسبوع الماضي ان عدد المنتسبين للجماعة الاسلامية الذين مازالوا في المعتقلات يقدر بالالوف. ودعا الى انهاء العمل بقانون الطواريء المطبق منذ عام 1981 لانهاء الاعتقالات

.

وأضاف التقرير أن بعض المعتقلين ممن صدرت ضدهم أحكام من محاكم عسكرية ومحاكم أمن الدولة أمضوا فترات العقوبة ولم يفرج عنهم بل صدرت في حقهم قرارات اعتقال متكررة استنادا لقانون الطواريء

.

وتتفق أحزاب وجماعات المعارضة على المطالبة بانهاء العمل بقانون الطواريء واطلاق سراح المعتقلين كخطوتين رئيسيتين في مشروع الاصلاح السياسي الذي تدعو اليه

.

(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 12 أفريل 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


حوار مع البروفسور المنصف بن سالم (القسم الثاني)

أجرى الحوار: محمد الفاضل

 

– بعد ثمانية عشر عاماً كيف تقيمون بروفسور، الواقع العلمي في تونس قبل سنة 1987 وبعدها ؟

 

كنت عضواً في إتحاد الفيزيائيين والرياضيين العرب وهي أكبر مؤسسة علمية في العالم العربي، كنت في نفس الوقت عضواً في لجنة أصدقاء العرب في المركز الدولي للفيزياء النظرية والتابعة للوكالة الدولية للطاقة النووية بمنظمة اليونسكو و كانت لنا مجلة تقيم البحث العلمي في العالم العربي، ففي آخر السبعينات وبداية الثمانينات كانت في المراتب الأولى على التوالي : لبنان، الأردن.. كانت تونس تأتي في المرتبة العاشرة في العالم العربي على مستوى الإنتاج العلمي ورغم أن عدد سكان تونس هو عدد قليل فإن هذه المرتبة تعد مشرفة جداً خاصة وأن البحوث العلمية كانت جيدة و ترقى، بدون فخر، من الناحية النوعية إلى المرتبة الأولى. وزير الدفاع السوري السيد مصطفى طلاس، قال لي مرة أنا دائم الحديث عنك لطلبتي وأرغب في الحصول على بعض أبحاثك لأقدمها إليهم فقد كان يفخر بالإنتاج العلمي للتونسيين. إحدى المرات كنت مع أكاديمي إيطالي فأخرجت من محفظتي ورقة الإمتحان كنت أعدها لطلبتنا فطلب الإطلاع عليها ليقارن مع ما يقدم لطلبتهم في إيطاليا، فبدا له أن مستوى الإمتحان الذي يقدم للطلبة في تونس هو أعلى من مستوى امتحانات طلبة إيطاليا من ذات السنة الجامعية. لم يقع تحطيم هذا المستوى فقط بل تم عمداً انتداب أناس بتدخلات شخصية وسياسية وعبر الإغراء المادي قصد تحطيم هذا المستوى العلمي فأغلب الذين تم انتدابهم لا يستحقون التدريس بالجامعة أقولها بكل صراحة لما كنا بلجنة الإنتداب بالتعليم العالي كانت الوظائف الشاغرة أكثر من خمسين وكان عدد المترشحين لا يتجاوز العشرين، وبحسب مقاييس العرض والطلب يُفترض أن ينجح الجميع، لكننا لم نجز إلا خمسة أو سبعة مرشحين، لأننا كنا لا نسمح لمن يتقدم للتدريس بالجامعة إلا لمن كان يتوفر فعلاً على الأهلية العلمية المطلوبة، حتي أنه حين دافعتُ على أحد المرشحين لأجل قبوله لأن هناك عدد كبير من الوظائف الشاغرة كان زميل لي، لازلت أذكره وهو السيد محمد عمارة، يقول لي: (مخزن مسكر ولا كرية مشومة) في ذلك الوقت كيف كنا نشتغل في الجامعة ؟ أنا شخصياً كنت أعمل بمقدار عشر أضعاف الواجب الخاص بي وزملائي الآخرين كانوا يعملون بذات القدر. أين هو هذا المستوى الآن، عندما أطلع على دروس ابني أو دفاتره للعمل المسير أو المحاضرات، أصاب بالذهول فالتعليم هو العمود الفقري لكل أمة فمنه يخرج الأستاذ والطبيب والسياسي وغيرهم.

 

عادة لا وجود لتعليم بدون سياسة تعليمية، وإذا كان الواقع العلمي في تونس الآن بهذا المستوى مقارنة مع ماضيه، معنى هذا أن وراء هذا الواقع كانت هنا سياسة أوصلت حالة التعليم إلى ما هو عليه، ولا يعنينا بعد ذلك إن كانت تلك السياسة أرادت هذه النتيجة أن تتحقق أم لم ترد.

 

فعلاً التدخل السياسي واضح و جلي،خاصة في قسم المواد الأدبية، فمثلاً هناك نص لعلي الدوعاجي، يدرس في السنة الخامسة ابتدائي و في السنة الثامنة إعدادي وفي السنة الثانية ثانوي. ماذا يجمع بين الثلاث مستويات في النص الواحد، في الواقع لايجمع بينها إلا السخرية من الدين فهذا النص يسخر من المؤدب الذي يعلم القرآن ويأخذ على التلاميذ الخموسية والعشورية.. من هو علي الدوعاجي ؟ هو من جماعة تحت السور الذين يسكرون ويذبحون القطط ليأكلونها ويلتقطون أعقاب السجائر، وكانوا يقولون: مصائب قوم عند قوم فوائد **وبوانتُ قوم عند قوم سواقر وكانوا يسمون عقب السجارة الكبير( فرططو) وإذا كان أصغر(عصفور).

 

هذا علي الدوعاجي يكرم ويوسم بوسام الإستحقاق الثقافي في عهد السابع من نوفمبر من قبل أعلى سلطة في تونس، عار على تونس أن تكرم الصعاليك والبُوهيميين وتتجاهل علماءها والواقع أني لم أحظى بتكريم بأقل مما حظي به الدوعاجي هذا…!!

 

طيب هذا التدخل السياسي في الأدبيات قد يكون لهم في ذلك مبرراتهم، لكن ما دخل السياسة في الرياضيات أوالكيمياء أو الفيزياء. أنا أسأل اللجنة المسؤولة عن وضع هذه البرامج، لوكان لهم ثقة في البرامج التي وضعوها لماذا يرسمون أبناءهم في مدرسة (Mutuelle-Ville) وليس في المدارس التونسية.

 

برنامج إصلاح التعليم جاء به محمد الشرفي وقد قص هو نفسه قصته كيف دخل الوزارة قال: استقبله ورفاقه، رئيس الجمهورية في القصر بصفته كاتب عام الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، وكان الرئيس يتحدث عن الإرهاب والإرهابيين فقال الشرفي وهو يعترف بذلك أقترح إصلاح التعليم حتى نبعد التعليم عن الإرهاب فقال له الرئيس أنت تتكفل بذلك فاستجاب الشرفي وسمي وزيراً للتربية أساساً للتصدي لما يسمى بالإرهاب، ومضى الشرفي من غير أن يستشير أهل الاختصاص، يقرب إليه رفاقه القدامى من عائلته الفكرية. وقد يسرت السلطة كثيراً على الطلبة في التعليم العالي فصار للطالب الحق أن يرسب عدة مرات، وقللت في الابتدائي والثانوي من البرامج العلمية لفائدة المواد التثقيفية بثقافة عامة وبما يوافق ثقافة النظام فأصبح التلميذ ينهي المرحلة الثانوية وهولا يملك شيئاً من الناحية العلمية، هذه الضحالة العلمية ستتحول إلى الجامعة، وستُجبَر الجامعة على الإستجابة للتخفيف من صرامتها وتغير برامجها. كما وقع انتداب عدد كبير من الأساتذة ليسوا بالمستوى المطلوب للتدريس بالجامعة، والآن يمكنك أن تجد في الجامعة شخص تقدم على أيامنا بلجنة الانتدابات ورفضناه أربعة مرات لأنه غير أهل، وكنا نتندر من مجرد افتراض دخوله الجامعة، لكنه الآن كما علمت صار من الأساتذة البارزين في الجامعة يصول ويجول كما يحلو له. إحقاقاً للحق أقول، أنه على أيام الوزير محمد مزالي، تقدم صهره إلى لجنة الانتداب وكان حينها يدرس بصفة مؤقتة بكلية العلوم بالمنستير وكانت اللجنة منعقدة والسيد مزالي يهتف إلينا طالباً مساعدته للنجاح، لكننا رفضنا قبوله، وتكرر رفض اللجنة له ثلاث مرات، ولم ينلنا أي عقاب ولا حتي سمعنا من السيد مزالي كلمة عتاب واحدة. وأنا من كُـلفت من قبل اللجنة لإعداد تقرير كما هو عادتنا إذ نحرر تقريراً عن كل مترشح نمتحنه، وقد كتبت عنه تقريراً سلبياً. فأحكامنا كانت علمية بحتة، ولا تأخذ بعين الاعتبار المناحي الشخصية. وقد بلغ الآن إفساد التعليم دورته الكاملة من الابتدائي إلى الجامعي.

 

– هناك زاوية أخرى متعلقة بشخصكم، بروفسور، وهي خلفيتكم الفكرية والسياسية، فقد تكون هي المستهدفة؟ فحين توصف هذه الخلفية دوما على أنها خلفية رجعية وظلامية، وتكون هذه الخلفية في ذات الوقت قد حازت على عدد هائل من الشهادات العلمية، وشهدت مؤسسات علمية ذات صيت دولي بأهليتكم العلمية المتخصصة، فقد تتسبب حريتكم وظهوركم تحت الأضواء العالمية في إسقاط كل الحجج التي نحتها النظام ضدكم وهو الذي لا يرغب إلا في أن تُعرفوا بالظلامية والرجعية والإرهاب، فماذا تقولون في هذا الرأي ؟

 

أذكر كلمة السفير الألماني بتونس(walfganf tenite) ، الذي وقف إلى جانبي وقفة مشرفة و قال لي مرة: عار على ألمانيا أن تتركك في بؤسك، والسفارة في خدمتك في كل ما تطلب، وقال لي أيضا، نحن في الغرب نعادي الفكر الإسلامي، ولا يعنينا الأسباب الآن، لكننا حين نسمع أن حركة إسلامية في تونس فيها رجل مثل سيادتكم فهذا يجعلنا نطمئن ويشجعنا لفتح باب الحوار معها والتصدي للتقارير التي تأتينا. أيضاً قال لي سفير كندا مرة: كنت مديراً في وزارة الخارجية الكندية وكنت أطالع عنك في التقارير العلمية الكندية وكنت أتمني أن ألتقي بك يوماً، وحالما سُميت سفيراً بتونس أتيت إليك على الفور، فأنا لم أقدم بعد أوراق اعتمادي ولازلت إلى اليوم لم ألتقي رئيس الجمهورية، وقدم إلي دفتراً وقال: يشرفني أن تكون أوراق اعتمادي بين يديكم أولاً. وكنت في السجن لما جاء إلى زيارة سجين كندي كان مرافقاً لي في الغرفة، وألح على مدير السجن أن يسمح له بتمرير بعض الحلويات إلي عن طريق السجين الكندي، وإدخال الحلويات إلى السجن ممنوع في تونس، وشدد السفير على الكندي بالقول أن الحلويات لمنصف بن سالم وليست لك.

 

في وزارة الداخلية قال لي مسؤول بالمصالح المختصة: أنت تريد أن تعيد تونس أربعة عشر قرنا إلى الوراء، قلت له: لا أظن أن شهاداتي هذه تجعلني أعيد تونس إلى الوراء، وقال لي إن الشعب التونسي يكرهك، قلت له إذا كان الشعب يكرهني فاتركني بين الشعب فسيقتلني هو ويحسم في أمري، وأنا أقترح عليك مناظرة بسيطة إن شئت، اجعلني أقف صامتاً بشارع بورقيبة عند الساعة الضخمة واكتبوا فقط إسمي: المنصف بن سالم وأنتم اختاروا لكم أحسن خطيب لديكم واجعلوه في الطرف المقابل عند تمثال إبن خلدون يخطب في الناس كيفما أراد، سترون أن الناس سيختارون المنصف بن سالم، فالإنسان النظيف مع الله ومع الناس لن يتخذ الناس عنه بديلاً. فالقول أنه لو لم أكن إسلامياً لكانت الحلول يسيرة معي وسريعة قول صحيح وقد استدعيت من السجن لمقابلة وزير الدفاع فقال لي: جاءتك مجلات علمية تملأ شاحنتين أريد أن أعرف ماذا تصنع بها؟ قلت له هي الآن عندكم، فلكم إن استطعتم أن تصنعوا بها صواريخ ودبابات..!! . قال كان بإمكانك أن تكون بدرجة عميداً قلت له العميد ليس درجة.. كل من يرشحه الحزب عندكم يصبح عميداً، أنا لا رغبة لي إلا في البحث العلمي

 

لكن كيف أمكن لهذا النظام تدجين الكوادر والنخب العلمية في تونس بصورة لا هي أثرت في السياسي وهذبته ولا هي أسهمت في العلمي ونمته بل لعبت في الغالب دور تلميع صورة النظام في المحافل العلمية والسياسية ؟

 

في الواقع النظام لم يترك شيئاً إلا ودجنه ثم وظفه بدءاً بالحياة الإجتماعية إلى الإقتصادية فالسياسية فالرياضية وجعل منها جميعاً مجالات لتلميع صورته. لكن ما دخل العلم والعلماء، لنقارن الأمر بزمن بورقيبة، كان من المعمول به أنه حين يتقرر تسمية أستاذ محاضر يُستدعى للحضور لدى بورقيبة رفقة الوزير ويقوم بورقيبة بالتوقيع على قرار التسمية بحضور الأستاذ. ويجري بث الخبر في الإذاعة وأن رئيس الجمهورية أمضى قرار تسمية فلان بصفة أستاذ محاضر بالجامعة، لأن تسمية أستاذ تكون بقرار رئاسي. وأول تسمية أعلنها بورقيبة لأستاذ محاضر في تونس كانت تسميتي أنا، مع أني لم أحضر التوقيع لأنه فيما بلغني أن بورقيبة إطلع على تقرير يفيد أنني متدين ولا أحبه وكنتُ خطيب جمعة وكثيراً ما أنتقد بورقيبة من فوق المنبر. ومع ذلك لم يمس بمصالحي ولا بأبحاثي ولا رواتبي. فقد كان له رصيد من الثقافة، فهو محامي وربما منعته ثقافته تلك أن يتجاوز خطوطاً حمر، لكن هذا النظام تجاوز كل الخطوط الحمر. وهو نظام ضد العلم، وجاهل ومجهل. كان يمكن له لو تذاكى أن يستفيد من وجودي بالجامعة، لتحاشي مثل هذه الفضائح جراء انتهاك شرف العلم وأهله.

 

كنت أدرس في كلية العلوم وحين وُضعت في السجن سمعت من نشرة الأخبار، أنه تم تعويضي بأربعة عشر أستاذ بولوني اختصاص رياضيات ووضعوا حين خرجت، لحراستي ثلاث فرق كل فرقة تحرسني ثمانية ساعات، يتبادلون النوبات: الساعة 6 ثم الساعة 2 بعد الزوال ثم الساعة 10 ليلاً. فقد كانوا يسمون عملهم هذا مهمة (mission) ويسمونني الهدف (cible) . سألتهم مرة بالله عليكم، بكم تقدرون المصاريف التي تُصرف لأجل حراستي من هواتف وخلويات وأوراق وسيارات. فأجابوني: أنها لا تقل عن ثمانية ألاف دينار تونسي ونصف الألف بالشهر وقد دامت هذه الحالة ثمانية سنوات وشهرين. هذا دون الحديث عن ما يوقعونه من إرهاب في قلوب الجيران والفضائح أمام الأجانب.

 

جاء أمريكي لزيارتي فتم منعه وهو صحفي من بي.بي.س ،أعادوه من المطار. أمريكي آخر أيضاً إستقل سيارة أجرة، طاف حول المنزل المحاصر ثم رجع وهتف إليّ من المغرب الأقصى ليعلمني أنه قدم إلي ولم يتمكن لشدة الحراسة من الوصول إلى المنزل، وأعطاني علامات عن توزع الحراسة ليؤكد لي صدقه وحرصه في محاولته للزيارة.

 

زارني أخي مرة بشاحنته، فاستوقفه عون الأمن قصد تفتيش الشاحنة، قلت له لماذا تفتشونها قال ربما جاء إليك بكيس قمح. قلت إذن هي محاصرة من أجل تجويعي. قال والله يا دكتور نحن لا ننفذ التعليمات بحذافيرها، ولو فعلنا كنا أشد عليك مما نحن الآن، قلت له: بالله عليك لو نفذتم التعليمات بحذافيرها فكيف أعيش ؟ قال وقد بدت عليه علامات الأسف: تأكل التراب. هل يُـرجى من سلطة تمارس هكذا ممارسات أن يكون معها حوار؟ قد يكون الحصار المضروب عليّ أخف من آلاف من التونسيين الآخرين، فمع أني أواجه بمحاصرة من أعلى هرم في السلطة فقد تتكلم عني الصحف وتكتب المقالات وتتحدث عني الفضائيات كما تدافع المنظمات عني والشخصيات العلمية والدبلوماسية ورؤساء الدول من مثل شيراك الشيء الذي يوفر لي بعض الأوكسجين وهي مساندات محروم منها الكثير من التونسيين المستضعفين، فهناك من قضى في السجون التونسية إلى الآن تسعة عشر (19) عاماً مثل عبد الرزاق مزقريشو، ولا أحد يتحدث عنه أو يدافع عنه. أؤكد لك أن أي شخص في وزني السياسي هو الآن محكوم عليه بمدى الحياة، أنظر إلى الصادق شورو وهو من خيرة علماء الكيمياء في تونس ومشهور على مستوى عالمي، يقيم الآن في سجن برج الرومي ومحكوم عليه الآن بمدى الحياة. أيضاً الدكتور أحمد الأبيض من خيرة الجراحين محكوم بعشرين سنة، توفيت زوجته و أطفاله يعانون الآن التشريد..

 

(يتبع)

 

(المصدر: موقع نواة بتاريخ 11 أفريل 2006)

 

ملاحظة من هيئة تحرير « تونس نيوز »:

لقد قمنا بتصحيح بعض الأخطاء المطبعية البسيطة التي تسربت إلى النص الأصلي.

 

نداء إلى الرّابطة التّونسيّة للدّفاع عن حقوق الإنسان ومنظّمات المجتمع المدني

 

يمرّ اليوم اثنى عشر يوما على شنّ الد. منصف بن سالم عالم الرّياضيّات والفيزيا التّونسي إضرابا عن الطّعام من أجل تمكينه من حقوقه المدنيّة التي كفلها دستور البلاد وكلّ الدّساتير والقوانين الدّوليّة كحقّ التنقّل والسّفر والشّغل والعلاج .

 

وأمام تدهور حالته الصحيّة وإمكانيّة تعرّض حياته للخطر جرّاء مواصلة الإضراب خاصّة وأنّه يعاني جملة من الأمراض المزمنة التي أصيب بها أثناء إقامته بالسّجن في إطار اعتقاله السيّاسي (السكر، الكلى ، البواسير ……………) فإنّنا ندعوكم وبإلحاح شديد أمام تنكّر السّلطات لحدّ الآن لهذه المطالب لـ:

 

– تبنّي قضيّة الد. منصف والدّفاع عنه لرفع المظلمة المسلّطة عليه

– دعم مطالبه المشروعة عبر الوسائل القانونيّة الممكنة

– المطالبة بإنهاء معاناته ومعاناة عائلته وتمكينه من مستحقّاته الماليّة التي حرم منها منذ سنة 1987

 

كما أدعو كلّ القوى الحيّة الوطنيّة والعالميّة ومنظّمات حقوق الإنسان  لمزيد التضامن والمساندة وتفعيل النّضال المشترك حتّى تحقيق كلّ مطالب الد. منصف بن سالم المشروعة .

 

نورالدين الخميري ـ بون ـ ألمانيا

 

(ملاحظة: تلقينا النص التالي عبر البريد الالكتروني يوم 12 أفريل 2006 على الساعة 11 و40 دقيقة بتوقيت باريس)

 

 

رسالة واحدة مضمونة الوصول وموجزة

إلي السيد عبد الحمـيـد الحمدي

 

سيدي المحترم تحية تليق بمقامك عندي وبعد!

بصفتي ناطقا رسميا أصالة عن نفسي ونيابة عن جمهور من المشاهدين وعن الجهات الثلاث التي وجهت لها رسائلك المضمونة الثلاث!

الرسائل التي حملها إلينا بريد تونس نيوز بتاريخ 10.04.2006

نشكرك على نصحك العلني وإن كان فضيحة « مؤدبة »!

 

ونقول لك:

 

قد أسمعت لو ناديت حيا ***ولكن لا حياة لمن تناديييييييييييييييييييي!!!

……………………….***ولكنك تنفخ في الرمـــــــاديييييييييييييييي

 

ولو صرت تنينا تنفخ نارا ما أشعلت لهم نارا!!

انتهت رسالتي إليك، وذلك رأيي وما كلفت به!!!!!!!

 

والسلام عليك وعليّ وعلى ساعي البريد الأمين والسامعين!

 

صـــابر التونسي  

 

 

بسم الله الرحمان الرحيم

والصلاة والسلام على اشرف المرسلين

 

تونس في 11 افريل 2006

الموافق لـ12 ربيع الانور 1427 هجري

 

المولد النبوي الشريف

الحلقة الثانية

بقلم محمد العروسي الهاني

الرسالة المحمدية رحمة للعالمين

 

على بركة الله أواصل الحديث حول السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأعطر السلام

حول النبوة و الرسالة من السرية إلى العلنية

 

اشتهر رسول اله صلى اله عليه وسلم في سرية الدعوة : والمقصود هنا بالسرية : سرية المكان الذي يجتمع فيه أصحابه وأتباعه والأشخاص الذين يدعوهم ثم يسلمون لأنه عليه الصلاة والسلام كان يعرف عنه انه يدعوا إلى دين جديد ينبذ عبادة الأصنام وتقديسها وإخلاص القلوب والنفوس للخالق العظيم رب السماوات والأرض ومن فيهن. كما يدعوا إلى تطهير المجتمع من الفساد و الانحلال: ومن كل أفعال الرذيلة. ولقد امن به الكثيرون واتبعوه. ولكنهم كانوا يخفون إسلامهم وإيمانهم فإذا ما اكتشف أمر واحد منهم تعرض لأقسى صنوف العذاب و الفتنة ليرتد عن الإسلام .

كما حدث لعمار ابن ياسر وسمية ووالدهما و عمار إذ مات أبواه شهيدين تحت وطأة التعذيب من طرف المشركين.

و لقد كان الرسول صلى اله عليه وسلم يمر وهم يعذبون فيواسيهم بقوله ابشروا آل ياسر فان موعدكم الجنة.

وتعرض للتعذيب بلال الحبشي على يد أبي جهل والذي يصر على وضع الصخرة على صدره إمعانا في التعذيب وبلال يقول احد غدا نلقى محمد وصحبه. وقد دخل بلال في الإسلام عن طريق سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله إذ كان صديقا حميما. وعندما شاهده أبا بكر على حالة من التعذيب التنكيل الشديد من طرف زبانية أبو جهل اشتراه من أمية واعتقه حرا في سبيل الله. وكان بلال مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم

إلى الحبشة

إذا أمام هذه الفتنة القرشية الجاهلة طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه أن يهاجروا بدينهم إلى الحبشة عند النجاشي الذي سوف يجدون لديه الأمن والأمان خصوصا و أن كثيرا منهم قد خشوا على أنفسهم وأهليهم سوء نوايا قريش و بطشها . فهاجر من المسلمين قرابة السبعين باهليهم .. وكان من بينهم عثمان بن عفان رضي الله عنه صهر النبي صلى الله عليه وسلم : الذي تزوج من رقية بنت رسول الله عليه أزكى الصلاة وأعطر السلام و كذلك الزبير بن العوام وجعفر بن أبي طالب و غيرهم وأقاموا هناك في ضيافة الحبشي الذي أكرم وفادتهم و أمنهم وهي أول لفتة لمعاملة اللاجئين بالمفهوم العصري .. و في الأثناء حاولت قريش إفساد مقامهم في الحبشة لدى النجاشي ( الدسائس منذ البداية من طرف أعداء الإسلام ) حين أرسلت قريش عمرو ابن العاص في هدايا إلى الملك و طلب إليه أن يسلمه طائفة المهاجرين ودس عمرو بن العاص عن المسلمين بأنهم يقولون عن المسيح عليه السلام قولا كبيرا …فلما استوضحهم الحقيقة تكلم جعفر بن أبي طالب فبيّن للنجاشي الحقيقة الناصعة الجلية التي لا تقبل التأويل ولا التزوير سواء عن الإسلام ودعوته أو عما يقوله الإسلام عن سيدنا عيسى عليه السلام. بذلك اقتنع النجاشي وزاد إعجابه بالمسلمين وارتدت قريش من الحبشة مذمومة مدحورة ولم تفلح الدسائس والمؤامرات ضد الإسلام والمسلمين .

إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه

كان إسلام عمر بن  الخطاب رضي الله عنه فتحا للسلام ولقد سماه الرسول صلى الله عليه وسلم منذ اسلم بالفاروق لان الله تعالى فرق به بين الحق و الباطل وهنا افتح قوسا حول كلام احدهم مؤخرا يسمى محمد مواعده حول الإسلام والديمقراطية إذ هاجم هذا الرجل غريب الأطوار هاجم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان دخوله للإسلام قوة وعزة وحكمة عدلا ورحمة. وفي نظر مواعده خلاف ذلك لاحول ولا قوة إلا بالله العظيم :وبدون تعليق.

وقصة إسلامه رضي الله عنه جديرة بالرواية فقد كان عمر بن الخطاب شديد الوطأة على الاسلام و المسلمين في عهد الجاهلية و قبل إسلامه وهو شديد الأذى لهم وذات يوم وبينما كان جالسا مع بعض سادة قريش حول الكعبة يتداولون أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ودينه الذي سفّه أصنامهم وآلهتهم وفرق به مجتمعهم وافسد حياتهم التي كلها لهو وفساد وخمر هبّ عمر من مجلسه وقصد محمد صلى الله عليه وسلم يريد أن يقضي عليه وهو في أقصى حالات الغضب فلقيه في الطريق احد الأشخاص من معارفه فسأله إلى أين بابن الخطاب فاخبره بأنه قاصدا محمدا لقتله و الخلاص منه فقال له الرجل عليك بأمر اهلك أولا فقال عمر و قد اشتد هياجه من…؟ فأجاب الرجل أختك فاطمة وزوجها سعيد ابن زيد فغير عمر طريقه إلى دار أخته وهو يرغي ويزبد فلما وصل الباب سمع هينمة فوقف في مكانه يسمع وكان في الداخل خباب بن الارث يقرا على فاطمة وزوجها سعد ما نزل من الوحي حديثا وهو صدر سورة طه  » طه ما أنزلنا عليك القران لتشقى  » صدق الله العظيم

وحين قرع عمر الباب و علا صوته اختبأ خباب داخل الدار ودخل عمر في هياج وثورة في وجه أخته فاطمة ثم لطم سعيد فأدماه في وجهه ولما قامت فاطمة لتحول بين أخيها وزوجها دفعها عمر دفعة قوية ثم استفاق على نفسه وراجع تصرفاته وهدا قليلا ثم سال ما هذه الهيمنة التي كنت اسمعها وما زال بهما حتى اخرجا الصحيفة خصوصا بعد أن رغبته لهما في الإسلام فلما أراد القراءة فيها طلبت منه أخته أن يتطهر ..ففعل ثم قرأ وهناك شب نور الإيمان في قلب عمر ضياء وهاجا فسأل فاطمة بان تدله على مكان اجتماع رسول صلى الله عليه وسلم بأصحابه ، فخشيت أخته على رسول الله وتمنعت.. عندئذ خرج خباب من داخل الدار و قال قد سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم بالأمس يدعو لك بالإسلام والهداية .

ثم دله على دار الأرقم بن أبي الأرقم فقصدها عمر وقرع الباب فقام احد الحاضرين ينظر من الطارق ثم عاد فزعا إلى رسول الله ليقول له انه ابن الخطاب يا رسول الله فقال حمزة بن عبد المطلب إن كان يريد خيرا فمرحبا به و إن كان يريد شرا قتلته بسيفي …وفتح الباب ودخل عمر و تقدم من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام ابشروا لقد جاءكم عمر وغرّة الإسلام بين عينيه وشهد عمر بالوحدانية ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة و اسلم أمام أعظم البشرية و استجاب الله دعاء رسوله الكريم .وبعد أيام قال عمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم السنا بالمسلمين قال الرسول بلى فقال اولسنا على حق قال بلى قال فعلام نتستر و نختفي و منذ تلك اللحظة كانت علنية الدعوة و خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسلمين الذين معه في دار ابن أبي الأرقم في صفين على رأي احدهما حمزة عمه رضي الله عنه و على رأس الآخر عمر الفاروق إلى طرقات مكة في حركة أشبه ما تكون بالعرض العسكري و هي إنما تنبئ عن معنى القوة في مسيرة الدعوة إلى الله و الإيمان به وحده لا شريك له و ترك عبادة الأصنام و الأوثان و انزل الله قوله « فاصدع بما تؤمر و اعرض عن المشركين »صدق الله العظيم

فقام عليه الصلاة و السلام ذات يوم على جبل أبي قبيس ينادي قريشا بأسماء بطونها وفروعها فاجتمع إليه نفر كثير و من بينهم عمه أبو لهب عبد العزى الذي كان من أكثر القرشين عداوة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم  » تبت يدا أبي لهب و تب ما أغنى عنه ماله وما كسب » صدق الله العظيم

فلما اجتمعوا قال صلى الله عليه وسلم : ارايتم لو أنباتكم أن وراء هذا الجبل عدوا يتربص بكم أكنتم مصدقيّ …فقالوا ما عهدنا فيك إلا الصدق و الأمانة و أنت تسمى عندنا بالصادق الأمين عندنا . فقال ؟ فاني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ثم راح عليه الصلاة والسلام يدعوهم إلى الله ونبذ ما هم عليه من ظلال و جهل و سفه و يحذرهم المثلات التي خلت من قبلهم في الأيام الماضية أمثال عاد وثمود وفرعون وغيرهم و انتفض أبو لهب ومن بين القوم ليقول تبا لك …ألهذا جمعتنا فانزل الله تعالى قوله  » تبت يدا أبي لهب و تب ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد  » صدق الله العظيم

و تحادث الوفد مع أبي طالب لعله يقنع ابن أخيه و يصرفه عن دعوته فتعود لحمة قريش حسب تعبيرهم … بعد أن هزتها دعوة الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام وعرضوا على أبي طالب عروضا منها إن كان  محمدا يريد ملكا فإننا نملكه و إن كان يريد مالا منحناه حتى يكون أغنى الناس أما إن كان يريد زوجة زوجناه وعرض أبي طالب على ابن أخيه محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم .

فكان جواب الرسول الأكرم و الله يا عمّ لو وضعوا الشمس على يميني و القمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو اهلك دونه  » وكم حاول أن يكسب عمه أبو طالب في صفوف المؤمنين و لكن دون جدوى و كان النبيّ حافزه في ذلك حبّه لعمه أبي طالب الذي هو بمثابة أبيه عبد الله رحمه الله .

و انزل الله تعالى في ذلك قرانا يتلى فقال  » انك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء  » صدق الله العظيم

هذه الحلقة الثانية عن السيرة النبوية المحمدية أساهم بها في ذكرى مولده الشريف صلى الله عليه وسلم  وبهذه المناسبة أتقدم بأصدق آيات الشكر و التنويه لجهود الملك الشاب محمد السادس نصره الله الذي سن سنة حميدة يوم المولد النبوي الشريف و هي تتماشى مع ذكرى مولد الرسول الأعظم و مع الاقتراح الذي قدمه في الحلقة الأولى لدعم العفو و الصفح و إفراغ السجون من المسلمين بمناسبة المولد النبوي الشريف.

و قد منح الملك المغربي محمد السادس العفو على حوالى 860 سجين سياسي إسلامي لدعم المناخ السياسي والسلم الاجتماعي و في هذا الإطار سجل الرئيس محمد حسني مبارك رئيس مصر مبادرة طيبة و عفى عن حوالي 950 سجين إسلامي بمناسبة المولد النبوي الشريف و نرجو أن تنسج بقية الدول العربية و الإسلامية على منوال المغرب ومصر و الجزائر التي قامت مبادرة المصالحة و العفو و الصفح على الآلاف المساجين و العفو التشريعي العام الذي جاء دعما للاستفتاء الشعبي الذي دعا إليه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مؤخرا و نجح في هذه الخطة وسجل له التاريخ هذه المبادرة الوطنية الهامة التي تعتبر من أهم المبادرات السياسية منذ عام 1992 و اعتقد أن ما قام به الريس بوتفليقة يندرج ضمن المصالحة الوطنية و طي صفحة الماضي و بناء الجزائر و توحيد صفوف الشعب الجزائري و تنقية الأجواء في إطار العفو و الصفح التي أنجزها عهد بوتفليقة في ولايته الثانية.

و إني على يقين أن لا دواء و لا علاج  و لا إصلاح إلا بالمصالحة و العفو و التسامح و التضامن اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم و السيرة النبوية واحتفالنا بمولده يحملنا مسؤولية كبرى و أمانة عظمى نحو إخواننا المسلمين و دعم الوحدة و الحرص على تضميد الجراح و إعادة البناء و لا يتم ذلك إلا بالتسامح و العفو إذا أحببنا الكريم و أحببنا ديننا الحنيف . و فهمنا رسالة نبينا صلى الله عليه وسلم الذي راهن على الشباب وركز على العناية به و ما اهتمام الرسول الكريم بإسلام سيدنا على كرم الله وجه في سن العاشرة إلا تأكيدا على ما يوليه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوة الشباب و حماسه ومشاركته الفاعلة و لنا في رسول الله القدوة الحسنة و علينا إفراغ السجون من الشبان الذي دخلوا في سن العطاء و البذل والتضحية و هم عماد الأمة و قوة المجتمعات و مجد الشعوب العربية والإسلامية و رمز الدفاع عن الأوطان و الله ولي توفيقي

 

العاشق لرسول الله                                          محمد العروسي الهاني


تصريحات الترابي واختبار جديد لمبدأ حرية الرأي

الحبيب ابو وليد المكني
Benalim17@xahoo.fr

كنت أتجنب الخوض في المواضيع التي لها علاقة بالفقه و الشريعة  لأني أؤمن أن هذا مجال اختصاص لا اريد أن أتطفل عليه لذلك  لن تكون محاولتي هذه للتطرق لمسألة فتاوي أو اجتهادات الدكتورالترابي  أو أفكاره الجديدة التي صرح بها لقناة العربية و بثتها مساء العاشر من مارس  جدلا شرعيا يدور حول الاعتراض على هذه الأفكار أو الدفاع عنها بل سيكون من باب مناقشة هادئة في  إطار الدعوة لترسيخ مبادئ حرية الراي و التعبير التي هي محور رئيسي من محاور الديمقراطية .

1 ـ حتى تكون الصحوة مدخلا جديدا لعصر الحرية

 

لا تزال الصحوة الإسلامية محل اختبار في كل المجالات و خاصة ما يتعلق منها بقيم الحرية وحقوق الإنسان ، و لا تزال الأقلام  المتربصة تحسب عليها أنفاسها و تتسقط أخطاءها و تهون من مكاسبها وهذه جماعات لا تهمنا في هذا المقال بل ما يهمنا هو البحث في السبل التي بها يستطيع التيار الجديد الواعد أن بدخل بأمته عصر الحرية و الديمقراطية و حقوق الإنسان، وهذه مناسبة يمكن أن تكون امتحانا عليه أن ينجح فيها بامتياز.

 

لقد دأب الخطاب الإسلامي المعاصر في نسخته الوسطية  على التـاكيد على جملة من السمات التي يشخص بها أمراض الأمة و منها  احتياج العقل إلى إعادة تشكيل  ، و  ضعف القدرة على إبداع المناهج التي بها يمكن أن ينفض الغبار على التعاليم الربانية و النبوية حتى تنطلق الفعاليات و تتفتق الطاقات و تنكسر القيود و تتحطم الحدود. و ظل هذا الفكر  يبشر الأمة  بقرب انعتاقها من قيود التخلف والتبعية و ولوج عصر الحرية و الحداثة من بوابة الإسلام  العظيم  ، ولاشك أنه قد حقق في سبيل تحقيق تلك الأهداف جملة من المكاسب التي لا ينكرها إلا خصم مشاكس أو عدو متربص  ، لكن شبهة الوقوف في منتصف الطريق عندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان أو حرية التعبير تبدو على درجة من الوجاهة بحيث يصعب ردها إلا ببذل مزيد من الجهد على مستوى تأصيل مثل هذه المفاهيم في وعينا و إثبات ذلك على الارض من خلال ممارساتنا …

 

ولعل مناسبة هذه التصريحات الصادرة من أحد أقطاب الفكر الإسلامي المعاصر تمثل فرصة للقيام بشيء من ذلك  رغم أننا  نعتقد أن الأمر لن يكون سهلا على العاملين في هذا الحق أين تختلط مفاهيم الإستبداد بتعاليم الدين و تتقاطع العقائد القديمة مع التراث  و تمتزج النوايا الحسنة بضيق الأفق وتتداخل أهواء مسايرة الغرب مع الرغبة في الحديث من تحت عباءة الشرع  .

 

يحتاج الأمر إلى نوع من القطيعة الأبستمولوجية . أي لا بد أن نستنبط منهجا للتعامل مع الشرع و التراث يحررنا من أسر التقليد و  يمثل إضافة نوعية لأصول الفقه كما حررها الإمام الشاطبي  و هذه مهمة كبيرة نحسب أن الأمة  تملك  من  العلماء الأفذاذ الذين يقدرون على القيام بها بشرط أن يخففوا من  أعبائهم السياسية و ينصرفوا إلى دراساتهم الشرعية و

يتسلحوا باطلاع موسوعي على هموم العصر وثقافات العالم … وهذه ليست دعوة جديدة بل هو مطلب قديم  لم  تقع تلبيته  يعود إلى عصر رواد النهضة العربية و الإصلاح الإسلامي . و لعله يتجاوز محور حديثنا اليوم الذي نريده  مركزا على قضايا حرية التعبير و الوقوف في وجه توزيع تهم الزندقة و التكفير الي بدأت تطلق من هنا وهناك بمناسبة صدور هذه التصريحات  المثيرة .

 2 – من هنا قد تكون البداية

إن المتتبع للجدل الذي يدور بين الفرقاء في كل مناسبة يثار فيها موضوع يتعلق بحرية التعبير والمعتقد يتصدر للأمر جمع من المفكرين الذين يؤطرون أفكارهم صمن أطروحة الدفاع عن المفاهيم التي تركها السلف الصالح  فهي عندهم الحصن الحصين الذي سيحمي العقيدة و الدين في زمن تتدفق فيه على العالم الإسلامي  المبادئ و التعاليم التي لا تستند إلا إلى هوى أصحابها و طموحاتهم التي لا تقف عند حد و لا تهتم إلا بفتح الأسواق أمام منتوجاتهم و تهديم الحصون الثقافية التي ستمنع المسلمين خصوصا من التجاوب مع شهواتهم و رغباتهم و غواياتهم . وفي المقابل نجد جماعات من المثقفين الذين سيتهمون خصومهم بالتقوقع و التخلف و الرجعية و الوقوف على أطلال الماضي والحجر على العقول و نشر الخرافة و استنهاض اهل القبور  ليحكموا كل العصور والدهور ، أي انها حرب تدور بين الفريقين لن يتورع فيها الطرف المتنفذ أن يستخدم أجهزة الدولة الرادعة ضد الآخر الذي سنراه يرفع عاليا شعارات الحرية واحترام حقوق الإنسان  إذا كان في المعارضة حتى إذا وصل إلى السلطة بوسيلة من الوسائل انقلب  مستبدا برايه ملوحا بالويل والثبور لمن خالفه  ساعيا للقضاء على منافسيه بالطرق الوضيعة قبل الشريفة و يستمر الاحتقان المؤدي إلى استنزاف القزى وتسطيح العقول وإضعاف النفوس و العجز أمام العدو ، وبمفردات أخرى يستمر الإنشطار في الأمة أحد أهم العوامل العجز عن تحقيق التنمية و النهوض ….

 

لذلك ترتفع كل يوم المزيد من الأصوات التي تنادي بوقف هذا الاحتقان على قاعدة التوافق على عقد حضاري جديد  تكون فيه  حرية التعبير واحترام حقوق الإنسان كما نصت عليها المواثيق الدولية فوق كل اعتبار بما سوف يحفظ بالتأكيد ثوابت الأمة و خصوصيتها لأن فيها رجال سينهضون لممارسة  هذا الدور وفي نفس الوقت  ستحترم فيها حرية الجميع…حرية تشمل المعتقد و الدعوة إلى الأديان  و فتح المجال أمام الإبداع في الفكر و الفنون و الثقافة و الصحافة  .. حرية يكون فيها المجال مفتوحا للتدافع بين القوى في كنف احترام  اللعبة الديمقراطية . و حرية ، تتنافس فيها الأفكار و الاجتهادات و المدارس دون أن يحاول طرف فيها الحجر على الآخرين بحجة من الحجج لأنه ليس  هناك حجة يحجر فيها على الفكر سواء

أخطا أو أصاب إلا وهي استبداد بالرأي  و انتهاك لحقوق الآخرين  . و لا نعتقد بالمرة أن ما فعله السابقون الأجلاء هو حجة على اللاحقين في هذا المجال ، لأن  » تلك أمة قد خلت ، لها ما كسبت و لكم ما كسبتم و لا تسألون عما كانوا يعملون  » سورة البقرة

3 ــ مبادئ أساسية لا بد أن تتمكن من النفوس

أ- رفع الوصاية على الناس

يبدو أن الوقت قد حان حتى يقتنع صناع الرأي و القرار لدينا أن الأمة قد بلغت  مستوى الرشد ، فيرفعون وصايتهم عليها  ، و لا بد أن يصادق الجميع على أن عملية  التصدر دون الناس كحامي حمي الدين أو الوصي على هداية الأمة إلى طريق الإصلاح و النهضة و التغيير قد صارت  مواقف بالية بائسة لن تفيدنا في شيء مما نطمح إليه بل ستزيدنا تخلفا على تخلفنا و تبعية على تبعيتنا  .و ليست هذة بأية حال دعوة لفوضى العقائد أو  اتباع الهوى بل هي تأكيد على ضرورة أن نتقدم بخطى سريعة نحو بناء مجتمع المؤسسات حيث ستقوم كل مؤسسة بدورها في مجال تخصصها . المؤسسة السياسية في الحكم والمؤسسة التشريعية في تشريع القوانين و مراقبة الحكام  و المؤسسسة الدينية في  تفعيل  عقيدة التوحيد وتهذيب النفوس و تربية الأجيال و إصدار الفتاوي و المؤسسات التعليمية  في النهوض بالتعليم و بناء الإنسان الإيجابي و المؤسسات الثقافية في صنع الآراء والأفكار و الإبداع في مجال الفنون… وغني عن القول أن مشكلتنا ليست في إنتاج الأفكار الجديدة  النافعة و لكن في وضعها موضع التنفيذ.

ب ـ كم نفهم حرية التعبير 

لا بد أن نفهم حرية التعبير أساسا كما فهمها رواد الحرية في عصرنا بعيدا عن الكيل بمكيالين أو السقوط  في الاستجابة لمنطق هوى النفوس أو إرادة التغلب  على الآخرين  بل بمنطق الذي يقول : » أنني لا أؤمن برأيك و لكني مستعد للتضحية في سبيل أن أصون لك حقك  في التعبير عنه  » و لا ننسى أن التعبير عن الرأي لا يعني أن صاحبه قد حقق ما يصبو إليه من الإقرار به بين الناس، بل  هو فقط  تعبير عن أفكار قد تصمد و قد تذريها الرياح  و الغريب أننا نتعامل مع الجديد منها و كأنها قد استوفت شروط التمكين لها بين الناس بمجرد التصريح بها أو تشكيل حزب للدفاع عنها و بالتالي يحضر التشنج  و تعلو مطالب المنع و تندفع أطراف إلى المناداة بالويل و الثبور و حفر القبور .

ج ـ الإقرار بحق الدفاع عن ثوابت الأمة

لا بد من الإقرار أن الأمة في حاجة دائمة إلى فريق من الناس  يتصدى لمهمة الدفاع عن ثوابتها والتبشير بقيمها و تفعيل عقيدتها بين الأفراد لأنه بدون ذلك  ستتوقف الأمة أن تكون كذلك خاصة في زمن العولمة و ثورة المعلومات  و لعل ذلك من المبادئ التي يتوافق عليها كل العقلاء بين الأمم ، لذلك  نلاحظ كيف اتخذ هذا الاتجاه نسقا سريعا في أوروبا والولايات المتحدة في أيامنا ،  وكثر الحديث عن اندماح المهاجرين في مجتمعاتهم الجديدة للحفاظ على التماسك الإجتماعي والتناغم الحضاري …

د ـ الدفاع عن الثوابت يمارس في إطار الإقرار بحرية التعبير

 هذه هي المسالة التي يتهم فيها الإسلاميون بأنهم يقفون في أحسن الحالات في منتصف الطريق  أي أنهم لا يقرون بحق الجماعات والأفراد في التعبير عن آرائهم ونشرها حتى و إن كانت تخالف ما هو معلوم بالضرورة من الدين  ، لذلك تجدهم  يناصرون  القرارات التي تمنع البعض من نشر أشعارهم او مؤلفاتهم  لأنها تضمنت ما يمس  بظاهر النص أو باطنه  و أنهم يناصرون في بعض البلدان منع المرأة من سياقة السيارة  أو الانتخاب أو يحددون حريتها في السفر أو يرفعون القضايا على الأشخاص الذين تعلقت بعقيدتهم بعض الشوائب لتطليقهم من زوجاتهم  . وسرعان ما تلقى هذه الممارسات صدى واسعا في العالم الغربي لتقدم على أنها  دليل جديد على عدم وجود مبدأ حرية التعبير والرأي في الحضارة الإسلامية باعتبارها حضارة العصور الوسطى و ما إلى ذلك  . حتى لا نصل  إلى قضايا الإرتداد وما له  من صلة بممارسة حرية المعتقد  والتي تصل بصاحبها إلى الحكم بالإعدام …

 و لا ندري لمادا يتصرف الإسلاميون مع هذه الآراء الشاذة على أنها تمثل تهديدا خطيرا لمجتمعاتهم في حين أنها لا تزيد عن كونها  أفكار  تعرض في السوق وقد تجد المشتري و قد لا تجده فالأمر يتوقف بالأساس على شطارة القائمين على مهمة الدفاع عن هوية الأمة و ثوابتها ، و لعل قدرة هذه الأفكار الشاذة على الإنتشار هي الإثبات العيني  بأن المحافظين قد قصروا في واجبهم و يريدون التعمية عن ذلك بالصياح على مناوئيهم من أصحاب هذه  الأفكار التي قد تكون لها بعض الطرافة كالموضة من الثياب و لكنها قد لا تتجاوز القيام بدور التحفيز على التجديد و التطور …

لذلك نرى أن فتح المجال كاملا لحرية التعبير هو خطوة حاسمة لا بد أن تتخذ لتصبح الصحوة الإسلامية بحق دعوة للحرية و الانعتاق وإضافة نوعية لحضارة الأمة.

4 ـ وفي التاريخ عبر ..

 

إن الذين يتابعون اليوم كيف تفاعلت الدوائر الإسلامية في جملتها مع تصريحات الدكتور الترابي أو فتاويه الجديدة لا بد أن الذاكرة ستعود بهم إلى أوائل الثمانينات من القرن الماضي عندما حكم على رئيس الحزب الجمهوري السوداني محمود طه بالإعدام و نفذ ،  بتهمة الخروج عن ما هو معلوم من الدين بالضرورة، كان حسن الترابي آنذاك نائبا للرئيس السوداني جعفر النميري و يقال أن هذه المقاضاة كان بموجب البدء في تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية التي ما فتئت تثير الجدل في هذا البلد. واليوم ترتفع الأصوات لمحاكمة حسن الترابي  بتهمة الزندقة و يتهم بأنه من الذين يروجون للغرب في بلاد الإسلام ويدعون  للخروج عن تقاليد السلف الصالح وما إلى ذلك من التهم وهذه من سخرية القدر بالنسبة للكثيرين لكنها بالنسبة إلينا تمثل حجة قاطعة على خطأ الذين قاموا بإحالة محمود طه على المحاكمة فقط من أجل أفكار أدلى بها وأراد نشرها بين الناس و لو أننا لم نطالع هذه الأفكار في أصلها حتى نأخذ منها موقفا فكريا يناسبنا .

و قد قرأنا في المدة الأخيرة عدة  مقالات أصحابها من القريبين منا  تحاول أن تنسب  مواقف معينة إلى الشيخ الغنوشي ومن معه  وتصل في ذلك إلى من هم في مقام شيوخه مثل الفاضلين يوسف القرضاوي ومحمد الغزالي  كفيلة بإخراج أصحابها من زمرة المفكرين الإسلاميين والإلقاء بهم خارج دوائر أصول الشرع، وهذه نقدر أنها ستجد في تصريحات الترابي ما هي في حاجة إليه للتأكيد على صدق مقولاتها و لكنها ومثيلاتها لن تقنعنا أبدا بأن هذا الفكر يمكن أن يؤسس يوما لحرية الرأي والتعبير و لكنه قد لا يتأخر عن نصب المقاصل و المشانق  للمحافظة على ما يسميه بنقاء العقيدة والذود عن صفاء الأصول الشرعية وجهاد دعاة العلمنة و الفلسفة الوضعية ، و كأن الله سبحانه وتعالى قد أوحى إليهم برسالة جديدة من دون علم منا ،تعطبهم الحق في إخراج من يشاؤون من الملة …

 

وفي الأخير نؤكد على أن هذا المقال  ليس انتصارا للترابي أو هجوما على منتقديه، و لكنها دعوة صريحة للإقرار بحرية الرأي و التعبير حتى تتطابق عندنا الشعارات الديمقراطية مع الممارسات الواقعية .

 

و نسال الله المنة وبه التوفيق 

حبيب أبو وليد بتاريخ 12 ربيع الأول 1427ه ،الموافق ل 10 مارس 2006م

 

بعد تقديرات أولية لنموّ بـ 4,2% للناتج المحلي الاجمالي السنة الماضية:

الاقتصـــاد الوطني ينمو بـ 3,95% حسب الأرقام النهائيــــة

تونس ـ الصباح:

 

مراجعة نحو الانخفاض وبصفة نهائية بعد المراجعة الاولى التقديرية من 5% الى 4,2% بالنسبة للنمو الإقتصادي في تونس خلال سنة 2005 حيث عرفت هذه الأخيرة نسبة نمو للناتج المحلي الإجمالي بـ 3,95% حسب ارقام صادرة عن المعهد الوطني للإحصاء (INS) ليبلغ بالأسعار القارة 21,328 مليار دينار.

 

تراجع نسق النمو الاقتصادي في تونس من 6% سنة 2004 الى 3,95 السنة الماضية فسر رسميا وحسب التقديرات التي تضمنها الميزان الإقتصادي لسنة 2006 بتراجع النشاط الفلاحي بـ 5% وهو ما أثبتته ارقام معهد الإحصاء مقابل نسبة نمو للقطاع في 2004 بـ 10,1%.

 

النقطة الثانية التي فسر بها تراجع نمو الناتج بنحو 2,05 نقطة مائوية هي الصناعات الغذائية التي تراجعت بـ 0,5% مقابل نسبة نمو في سنة 2004 بـ 12,4%.

 

النسيج والملابس والجلود بدورها تفسر تباطؤ نسق النمو الاقتصادي في السنة المنقضية والتي تمثل 4,8% من الناتج المحلي الاجمالي التونسي تراجعت بـ 5,56% مقابل توقعات لكامل سنة 2005 بالنسبة للدوائر الحكومية بـ 2,5%.

 

الخدمات: 54% من الناتج

 

وترجع نسبة النمو التي سجلها الإقتصاد التونسي في السنة المنقضية أساسا الى نمو الخدمات المسوقة بنحو 9% مستفيدة من القفزة الهامة التي حققها قطـــــــاع النقل والإتصالات وذلك بنسبـــــــــــة 15,8% مقابل 13,7% في سنة 2004 وقطــــاع النزل والمقــــــاهي والمطــــاعم بـ 7,5%.

 

ويفسر الاقتصاديون الخدمات المسوقة بتلك الخدمة الخاضعة لقانون العرض والطلب والتي يتم توازنها عن طريق آلية السعر وهو مفهوم في تناقض تام مع الخدمات غير المسوقة والتي تنتجها الدولة بصفة شبه مجانية للعموم كالخدمات الإدارية هذه الخدمات عرفت في سنة 2005 نمو بـ 4,8% وفي قراءة لأرقام سنة 2005 يلاحظ ان الخدمات بشقيها المسوق وغير المسوق مثلت نحو 54% من الناتج المحلي الاجمالي التونسي حيث بلغت قيمتهما في السنة المنقضية وبالأسعار القارة ما يفوق 11,524 مليار دينار.

 

أهمية النشاط الخدماتي في تونس تؤكدها نتائج المسح الوطني حول التشغيل لسنة 2005 والتي تبرز ان عدد المشتغلين في القطاع بلغ 49% من اليد العاملة النشيطة.

 

ولعل القارىء يتساءل لماذا التركيز على الأسعار القارة في احتساب نمو الناتج المحلي الاجمالي تأتي النظرية الاقتصادية مجيبة ان الأسعار الإسمية ليس لها اي معنى في احتساب نسبة النمو الحقيقة دون تحييد نسبة التضخم وذلك لمعرفة الزيادة الحقيقية للقيمة المضافة بالنسبة لمختلف القطاعات.

 

تراجع نسق نمو الصناعات المعملية

 

بعد تسجيلها في سنة 2004 نسبة نمو فاقت 5% عرف نسق نمو الصناعات المعملية في سنة 2005 تباطؤا بنحو 4,2 نقطة مائوية حيث لم تتجاوز نسبة النمو 0,8% وذلك تأثرا بالتراجع الذي عرفته كل من الصناعات الغذائية بـ 0,6% والنسيج والملابس والجلود بـ 5,56%.

 

وللإشارة فإن النسيج والملابس والجلود والصناعات الغذائية تبلغ نسبتها في تركيبة الصناعات المعملية نحو 47% لذلك يقر الاقتصاديون بعلاقة التأثر والتأثير بين نمو الصناعات المعملية والقطاعات سالفة الذكر وهذا لا شك فيه فالنسيج يمثل احد مرتكزات الصناعة التونسية رغم المتغيرات التي يمر بها حيث كان هذا القطاع في الأونة الأخيرة محل اهتمام من قبل الحكومة وذلك بإقرار جملة من الإجراءات الهادفة الى المحافظة على القطاع عبر تيسير تحوله من مرحلة المناولة الى مرحلة المنتوج النهائي ودعمه بتوفير المواد الأولية اللازمة لديمومة النشاط مثل ضمان حسن التزود بالأقمشة وذلك بإقرار المجلس الوزاري المخصص لقطاع النسيج التسريع بانجاز المنطقة الصناعية بالفجة المخصصة لصناعة الأقمشة.

 

في المقابل حققت القيمة المضافة للصناعات الميكانيكية والكهربائية بـ 9% محققة بذلك زيادة بنقطة مائوية عن سنة (2003 ـ 2004) وهو ما يؤكد الإكتســـــاب التدريجي للخبرات التونسية للمعرفــــة في هذا الميدان.

 

4,36% معدل نمو (2002 ـ 2005)

 

بنشر الأرقام النهائية لنسبة النمو الإقتصادي لسنة 2005 يكون الإقتصاد التونسي قد عرف معدل نمو سنوي للفترة المتراوحة بين (2002 ـ 2005) من المخطط العاشر بنحو 4,36% وهي نسبة دون توقعات المخطط العاشر.

 

وليد الدرعي

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 12 أفريل 2006)

 

ملامح « الصباح »

 

خريجو الجامعات التونسية

تشير التوقعات الى ان عدد خريجي الجامعات التونسية سيبلغ 66 الف خريج في نهاية السنة الجامعية الحالية اي بارتفاع يقدر بـ10% مقارنة بعدد الخريجين المسجل خلال سنة 2005 وينتظر ايضا حسب التوقعات المستقبلية ان يزداد عدد خريجي التعليم العالي بوتيرة تصاعدية بالتوازي مع ارتفاع عدد الطلبة، اذ يتوقع ان يصل عدد الخريجين سنة 2013 الـ100 الف خريج، لكن عدد الطلبة في تلك الفترة سيفوق هو الاخر الـ550 الف طالب.

 

 الاصابة بالسرطان

 يسجل في تونس سنويا بين 7 و8 آلاف حالة اصابة بالسرطان بنسبة تعادل 103 حالة لكل 100 الف ساكن بالنسبة للرجال بينما تقل في صفوف النساء اذ تقدر بـ80 حالة لكل 100 الف امرأة.

 وتعتبر تونس من بين الدول التي تسجل فيها اعلى نسبة اصابة بسرطان الثدي لدى النساء الشابات اذ تفوق هذه النسبة 3 اضعاف النسبة المسجلة في اوروبا وامريكا بالنسبة للنساء اللاتي تقل اعمارهن عن 35 سنة. ومعلوم ان سرطان الثدي عادة ما تتكثف عوامل ظهوره مع تقدم العمر خصوصا بعد سن الخمسين.

 

تصدير القوارص

بلغت كميات القوارص المصدرة للاسواق الفرنسية والبوسنية والالمانية والقطرية الى غاية يوم 6 افريل الحالي حوالي 17701 طنا منها 17559 من الصنف المالطي والبرتقال الصيفي. واستقطبت السوق الفرنسية لوحدها النصيب الاوفر بكمية تجاوزت 17461 طنا.

 

المداخيل السياحية

سجلت الثلاثية الاولى من هذه السنة تطورا في العائدات السياحية حيث بلغت المداخيل في هذه الفترة 428 مليون دينار وذلك بزيادة وصلت الى حدود 1,2% مقارنة بالفترة ذاتها من السنة المنقضية وفي المقابل شهد عدد الليالي المقضاة تلقصا ملحوظا.

 

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 12 أفريل 2006)

 

أصداء « الشروق »

 

* صحافة الكترونية

تنظم وزارة الاتصال والعلاقات مع مجلس النواب ومجلس المستشارين غدا مائدة مستديرة حول الصحافة الالكترونية بمشاركة عدد من المختصين.

 

* ابن خلدون

تنطلق اليوم والى حدّ يوم 14 أفريل الندوة الدولية حول «ابن خلدون عالما ومفكّرا وسياسيا» والتي ينظمها المعهد العالي للعلوم الانسانية بتونس بالتعاون مع الجمعية التونسية لعلم الاجتماع وستشهد الندوة مشاركة أساتذة وباحثين من تونس ومصر والسودان وسوريا وليبيا والجزائر وفلسطين والأردن وايطاليا وفرنسا والمغرب.

 

* مطار جديد

علمت «الشروق» أن أشغال تحويل محطة الحجيج الى مطار للرحلات السياحية غير المنتظمة «شارتر» ستنتهي خلال شهر جويلية المقبل وهو ما سيخفف من وطأة الضغط على مطار تونس قرطاج الدولي خلال موسم الذروة الصيفي.

وستبلغ طاقة استيعاب المطار الجديد 500 ألف مسافر في السنة وسيكون مجهزا بكل المرافق الضرورية التي تيسر سفر السياح وعمل وكالات الأسفار.

 

* المسرحيون الصادقيون

بمناسبة مائويتها تنظم جمعية قدماء المدرسة الصادقية وبلدية تونس اليوم لقاء فكريا وحوارا حول موضوع «المسرحيون الصادقيون» يديره الاستاذ عبد الستار عمامو بمشاركة مجموعة من رجال المسرح الصادقيين بالمسرح البلدي.

 

* مؤتمر عربي

يفتتح معالي الدكتور محمد بن علي كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، اليوم في تونس، أعمال المؤتمر العربي الثامن لرؤساء أجهزة أمن الحدود والمطارات والموانئ، وتشارك في هذا المؤتمر وفود تمثل مختلف الدول العربية، هذا بالاضافة الى جامعة الدول العربية وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.

وأدرجت الأمانة العامة عدة مواضيع هامة على جدول أعمال المؤتمر، وتولى عدد من خبرائها اعداد الدراسات اللازمة لها. ومن بين هذه المواضيع أساليب ووسائل منع ومكافحة تسلل الارهابيين، تطبيق المدونة الدولية لأمن السفن والمرافق المينائية وأثره في رفع المستوي الأمني ودعم حرية الملاحة وحركة التجارة بين الموانئ، التقنيات البيولوجية واستخداماتها في التعرف على هوية المسافرين، وبحث ادخال نظام النافذة الواحدة في المنافذ الحدودية البرية بين الدول العربية.

 

(المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 12 أفريل 2006)

 

دروس تدارك مجانية لمن مضى على تخرجهم أكثر من 3 سنوات

تونس ـ الصباح

 

تعتزم وزارة التربية والتكوين تنظيم دورس تدارك لفائدة خريجي المؤسسات الجامعية والمترشحين لاجتياز مناظرة «الكاباس» وسيستفيد من هذه الدروس المترشحون الذين مضى على ترشحهم اكثر من ثلاث سنوات.

 

فرص متكافئة

وحسب ما اكدته مصادر من وزارة التربية والتكوين فان هذا الاجراء الجديد يأتي في اطار الحرص على توفير افضل واوفر الظروف لهذه الفئة من المترشحين لمناظرة «الكاباس» والتي تعد الطريقة الوحيدة لانتداب اساتذة التعليم الثانوي.

 

تعاون مع صندوق 21 ـ 21

وبالنسبة لهذه الدروس فسوف يتم تنظيمها بالاشتراك مع صندوق التشغيل 21 ـ 21 وستكون مفتوحة امام جميع الراغبين والاستفادة منها بصفة مجانية وسوف يتم من خلالها العمل على تدارك النقص الذي قد يتسبب فيه طول فترة الابتعاد عن مقاعد الدراسة اضافة الى تحسين المعلومات الخاصة بالمترشح وتحيينها خاصة وان البعض منهم اشتكى من الاثار السلبية لهذه الفترة وانعكاسها على النتيجة المحققة في مناظرة «الكاباس» فالمتخرج الحديث له فرصة اوفر للنجاح.

 

وحسب هذه المصادر فان الوزارة بصدد دراسة كافة جوانب هذا الاجراء وقد تشرع في تنفيذ خطتها في السنة الحالية اي قبل انطلاق موعد المناظرة القادمة لـ«الكاباس ».

 

كريمة دغراش

(المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 12 أفريل 2006)

 


في اختتام المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بتونس:

فريديريك ميتران يقدم قراءة مختلفة عن تاريخ استقلال تونس

 

* تونس «الشروق»:

 

أسدل الستار مساء أمس الأول، الأحد 09 أفريل 2006 على الدورة الأولى للمهرجان الدولي لفيلم الوثائقي التي امتدت خمس أيام اكتشف خلالها الجمهور لونا مختلفا.

من الأفلام تسردأحداثا وحكايات من العالم ولكن بشكل تسجيلي ووثائقي.

وكانت سهرة الاختام التي انتظمت في قاعة سينما الكوليزي بالعاصمة فرصة لاكتشاف آخر أعمال المخرج الفرنسي فريديريك ميتران عن استقلال تونس بلا انحياز ولا شعارات سياسية.

تحية لتونس

قال فريديريك ميتران خلال السهرة أن ارتباطه بتونس لأكثر من ثلاثين سنة كان وراء إنجاز هذا الفيلم، الذي يعتبر محاولة في التأريخ لاستقلال بلد أحبه كثيرا.

ويحمل الفيلم عنوان «ربيع 56» وهو عمل في جزأين الجزء الأول عن استقلال تونس والثاني عن استقلال المغرب وقد اختار المنظمون للمهرجان الجزء الأول تحت عنوان «استقلال تونس» (Lصindépendance de la Tunisie) ومدته 52 دقيقة إنتاج 2006

 

استقلال تونس

 

ويتناول الشريط تاريخ تونس منذ بدء «الحماية» سنة 1881، إلى إعلان الاستقلال وخلافا لكل الأفلام الوثائقية والتسجيلية التي تناولت هذه الحقبة من تاريخ البلاد، وخصوصا الأفلام المحلية استحضر فريديريك ميتران في الشريط، صورا وتسجيلات مركبة تكاد تكون نادرة سواء من الخطب التي كان يلقيها الزعيم النقابي الراحل فرحات حشاد، أو من اللقاءات الرسمية التي كان ينظمها المنصف باي أو لمين باي بما في ذلك صور عزل لمين باي بعد إعلان الجمهورية كما لم يخف الشريط الصراع الذي كان قائما بين بورقيبة صالح بن يوسف والذي أقدم خلاله بورقيبة على القول إنه لا بد من قتل بن يوسف.

وتضمن الشريط حوارات مقتضبة مع شخصيات تونسية وفرنسية عاصرت تلك الحقبة من تاريخ البلاد، مثل إدريس قيقة ومحمد الصياح والحبيب بورقيبة الابن وجورج عدة. (وأحمد المستيري والبشير بن يحمد ونور الدين حشاد، تذكير من تحرير تونس نيوز)

وعموما كانت قراءة فريديريك ميتران لهذه الفترة من تاريخ البلاد أقرب إلى الموضوعية والحياد من كل القراءات التي سبقته وخصوصا المحلية حيث لم يقع «تعظيم» بورقيبة أو جماعة حزبه.

 

التاريخ برؤية أخرى

ولأول مرة يكتشف الجمهور التونسي الذي تابع عروض المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي رؤى وقراءات مختلفة سواء في تناول التاريخ أو في نقل الواقع كما هو بلا زينة أو تجميل فأفلام مثل «منصف كحلوشة» لنجيب بلقاضي أو «ليلى خالد» للينا مقبول أو «هناك أشياء كثيرة لنحكيها» لعمر أميرالاي أو «استقلال تونس» لفريديريك ميتران، أصبحت في الجمهور رغبة في معاودة قراءة التاريخ والنظر إلى الواقع بعين جديدة.

ويمكن القول إن الدورة الأولى من المهرجان حققت أهدافها على الأقل من دغدغة الجمهور ودفعه إلى التفكير إضافة إلى تأكيد فكرة أن الجمهور مازال يحب السينما بشرط أن تكون هادفة وجادة.

 

* محسن عبد الرحمان

 

(المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 12 أفريل 2006)

 


ليثبت قدرته على «التنبؤ» ادعي أنه «مسكون» بجني مسلم

مشعوذ تونسي يشعل النار في منزل ويتسبب في موت شخصين

تونس ـ د.ب.أ (وكالة الأنباء الألمانية، DPA)

 

قضت محكمة تونسية بسجن «مشعوذ مبتدئ» مدى الحياة لتسبّبه في مقتل زوج سيدة تونسية وابنها الوحيد بعد أن تعمّد إضرام النار في منزلها بمدينة «أريانة» جنوب العاصمة تونس لإقناع سكان المدينة بقدرته على التنبؤ بالغيب.

وقال مصدر مطلع على سير القضية إن المشعوذ المبتدئ، الذي كان يطوف على نساء الحي لإقناعهن بقدرته على التنبؤ، كان يزعم أنه مسكون بجني مسلم اسمه «محمد» يوحي إليه بالغيب.

 

وذكرت تقارير محلية أمس أن المشعوذ تعرف على المرأة المنكوبة عندما كانت في منزل جارتها. ولما طلبت منه التنبؤ بما سيحصل لها في المستقبل أعلمها أن منزلها سيحترق قريبا، ونصحها بتقديم قربان لأحد «الأولياء الصالحين» لتفادي وقوع الكارثة. وتقول التقارير إن الدجال طلب من السيدة إحضار أربعة كيلوغرامات من لحم الضأن لتقديمها قربانا، لكنها سخرت منه أمام نساء الحي، مما حز في نفسه. فقرر الانتقام لإعادة الاعتبار إلى نفسه.

 

وانتهز الرجل فرصة وجود السيدة ذات مساء عند جارتها فقذف جمرة ملتهبة ملفوفة في خرقة داخل منزلها من خلال نافذة غرفة النوم، مما تسبب في نشوب حريق هائل أدى إلى هلاك زوجها وابنها اللذين كانا نائمين في الغرفة.

 

وبسؤال القاضي له حول حكاية الجان المزعوم، أصر المشعوذ على أنه «مسكون» فعلا بجني مسلم اسمه «محمد» يخبره بالغيب، فحكم عليه بالسجن مدى الحياة.

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 11 أفريل 2006)

 


 

تونس وإيطاليا توقعان اتفاقيتين لزيادة نقل الغاز الجزائري

تونس ـ رويترز: اكدت مصادر رسمية امس ان تونس وايطاليا وقعتا اتفاقيتين تهدفان الى زيادة تدفق الغاز الطبيعي الجزائري الى روما عبر الاراضي التونسية بتكلفة استثمارية تبلغ 532 مليون دينار(400 مليون دولار).

ونقلت صحيفة «الحرية» التونسية عن مصادر رسمية قولها انه بموجب الاتفاقيتين سترتفع طاقة انبوب الغاز «ترانسميد» الذي يربط بين الجزائر وايطاليا عبر تونس الى 33.9 مليار متر مكعب سنويا.

وينقل انبوب «ترانسميد» حاليا نحو 27 مليار متر مكعب سنويا.

ومن المقرر ان ينتهي العمل من المرحلة الاولى من المشروع في ابريل (نيسان) عام 2008.

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 8 أفريل 2006)

 


 

معجم لغوي للاتحاد الأوروبي موجه للمسؤولين ورجال السياسة يرفض تعبير « الإرهاب الإسلامي » ويوضح معاني الأصولية والجهاد

لندن – الحياة    

 

هزت الهجمات الانتحارية في العالم، منذ 11 ايلول (سبتمبر) 2001، الشرق والغرب معاً. وكما سعت البلدان الاسلامية التي تضررت ايضا من الارهاب الى التفكير في الظاهرة وكيفية معالجتها تساءلت البلدان غير الاسلامية عن معاني القتل والتدمير باسم الدين، أي دين كان. وفي الغضون لم تخل قوانين وممارسات تحاول التصدي للظاهرة الارهابية من ضرر ألحق بمسلمين، لمجرد كونهم مسلمين. وجاءت أزمة الرسوم الدنماركية المسيئة لتكشف سوء تفاهم يتناول الصورة التي ينظر من خلالها كل طرف الى الآخر. لكنها اكدت في الوقت نفسه ان التعميم في الاحكام يعمق المشكلة ويزيدها اشتعالاً. وبدأت خطوات لا تزال في بداياتها في الغرب لمعالجة الازمة التي تؤرقه لأنها تطاول مواطنين فيه مسلمين يزدادون عددا وتطاول ايضاً علاقاته مع جواره الاسلامي، سياسة واقتصادا وثقافة.

 

وفي هذا الاطار نقلت وكالة «رويترز» من برلين ان الاتحاد الاوروبي الذي يسير بحذر شديد وسط حقل من الغام الحساسيات الدينية والثقافية، يضع الصياغات اللغوية التي يستخدمها في وصف ارهابيين يزعمون انهم يعملون باسم الاسلام.

 

ويعمل مسؤولون في الاتحاد في ما يصفونه بأنه «معجم» للاتصالات العامة يتناول الارهاب والاسلام، جرى وضعه لتوضيح انه ليس في الدين ما يبرر أعمالا مثل هجمات 11 ايلول أو تفجيرات مدريد ولندن.

 

ونقلت الوكالة عن مسؤول في الاتحاد يعمل في وضع هذا المعجم الذي يتضمن خطوطا ارشادية للمسؤولين والساسة: «بالتأكيد لن نستخدم (تعبير) الارهاب الاسلامي… نحن نتحدث عن ارهابيين يسيئون استغلال الاسلام».

 

ويناقش الاتحاد تعبيرات أخرى مثل «الاسلاميين» و «الاصوليين» و «الجهاد». والتعبير الأخير، على سبيل المثال، عادة ما يستخدمه تنظيم «القاعدة»، وبعض الجماعات الاخرى، بمعنى الحرب على الكفار لكنه بالنسبة الى كثر من المسلمين يشير الى جهاد روحي. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه، لأن المراجعة تعد داخلية ولا يتوقع أن تُعلن: «الجهاد يعني شيئا بالنسبة إليّ واليك. ولكنه يعني شيئاً آخر بالنسبة الى المسلم. الجهاد مفهوم ايجابي تماما يتعلق بمحاولة الانسان التغلب على الشر في داخله».

 

وبحسب مسؤول في مكافحة الارهاب في الاتحاد، ان الارهاب غير متأصل في أي دين. وأشاد هذا المسؤول بالمسلمين المعتدلين لمعارضتهم محاولات استغلال الاسلام. وقال: «نشطوا بشكل متزايد لعزل المتطرفين الذين يستغلون الاسلام لأغراض سياسية وهم يستحقون تأييد الجميع. وهذا يشمل اختيار التعبيرات التي توضح أننا نتحدث عن جماعة متطرفة قاتلة تسيء الى الدين ولا تمثله».

 

وقال مسؤول الاتحاد إن مسألة التدقيق في استخدام اللغة تهدف الى عدم «الوقوع في مصيدة» الاساءة الى المواطنين وتنفيرهم. واوضح: «لا أحد يريد استخدام تعبيرات من شأنها تعميق المشكلة… هذه محاولة لادراك الحساسيات التي ينطوي عليها استخدام لغة بعينها». ومن المتوقع تبني دراسة أولية في هذا الصدد في حزيران (يونيو). وقال المسؤول: «هذا يساعدنا على فهم ما نقول وتجنب ارتكاب أخطاء. انه ارشاد ذاتي لمؤسسات الاتحاد الاوروبي وللدول الاعضاء».

 

وقال عمر فاروق المحامي البريطاني المسلم الذي قدم النصح الى الحكومة في ما يتعلق بالمسلمين في البلاد، ان هناك حاجة قوية الى «نوع جديد من الحوار والصياغات السياسية». ورد، على سؤال عن تعبير «الارهاب الاسلامي»، قائلاً: «هاتان الكلمتان لا يمكن وضعهما جنباً الى جنب. الاسلام فعلياً يعارض بشدة أي شكل من اشكال الارهاب… كلمة الاسلام في حد ذاتها تعني السلام». وأضاف ان الاستخدام واسع النطاق لهذا التعبير «يخلق ثقافة يتطابق فيها الارهاب مع الاسلام. وهذا يثير توتري بدرجة كبيرة».

 

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 12 أفريل 2006)

 

الصين تعزز حضورها في إفريقيا

توفيق المديني (*)

 

منذ قديم الزمان ، كانت للصين علاقات تجارية مع عدد من المناطق الإفريقية ، لا سيما مع شرق إفريقيا .. و لكن العلاقات الحقيقية جاءت منذ تأسيس الصين الشعبية بقيادة الزعيم الراحل ماوتسي تونغ  في عام 1949. و منذ ذلك التاريخ ما انفكت العلاقات الصينية-الإفريقية  تتعمق بشكل كبير .

 

    في زمن الحرب حين كان الصراع الدولي محتدماً على إفريقيا بين المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ، و المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفياتي .و عملت الصين على تقديم نفسها إلى شعوب بلدان العالم الثالث على أنها تمثل حلقة مهمة في النضال لمقاومة الاســــتعمار و الهيمنة و كنموذج لقدرة حركة تحريرية شعبية على تأكيد الهوية الوطنية والاستقلال .

 

    و فيما كان الاتحاد السوفياتي سابقا ً يقدم الدعم لحركات التحرر الوطني في القارة الإفريقية التي تناضل من أجل الاستقلال ، كانت الصين تقدم لحركات وطنية أخرى ، لا سيما في جنوب إفريقيا و زيمبابوي و مناطق إفريقية لا تتبنى الإيديولوجية السوفياتية ، و ترفض سياسة الهيمنة ، التي تعني في القاموس الصيني آنذاك ، رفض سياسة النظام الدولي ثنائي القطبية ، باعتباره نظام هيمنة ضد مصالح الشعوب النامية .

 

    في العقد الأخير من القرن العشرين ، و بعد انتقال الصين إلى ما يشبه النظام الرأسمالي في الاقتصاد و الانفتاح الكبير على العالم ، تخلت الصين عن سياسة إقامة المشروعات الكبيرة في إفريقيا ، و أصبحت تركز على العلاقات التجارية . و لذلك شهدت الصادرات الصينية إلى إفريقيا طفرة قوية في السنوات الأخيرة.فكان الحجم الإجمالي  للتجارة البينية الصينية-الإفريقية في عام 2000 حوالي 10،6 مليار دولار، و قفز في عام 2002 إلى نحو 12،39 مليار دولار، ثم بلغ 13،4 مليار دولار في عام 2003، إلا أن هذا الحجم شهد طفرة قوية  في عام 2004، إذ بلغ نحو 29،46 مليار دولار بنسبة زيادة بلغت 58،9% عن العام السابق.

 

    و تشكو الدول الإفريقية – بعضها على الأقل – من منافسة البضائع الصينية الرخيصة في الأسواق الخارجية ، لا سيما في قطاع المنسوجات الذي تعتمد عليه هذه الدول للتصدير إلى الأسواق الأوروبية و الولايات المتحدة و حتى داخل الأسواق الإفريقية ، إذ إن البضائع الصينية الرخيصة الثمن أدت إلى إفلاس العديد من المصانع . فقد تضررت صناعة النسيج في جنوب إفريقيا بشكل كبير فمنذ عام 2001 ، خسر 60000 عاملا ً وظائفهم ، من بينهم أكثر من النصف ما بين 2003 و 2004 ، حسب إحصائيات النقابات التي تضيف أن 800 شركة أغلقت أبوابها .

 

    لا جدال في قوة الصعودالصيني : فما بين عامي  2002 و 2003 ، ازدادت التجارة الصينية – الإفريقية بنحو 50% و 60% في العام اللاحق . فقامت الصين في الفترة من منتصف عام 2004 إلىمايو 2005 بتقديم مساعدات مالية انحو 46 دولة إفريقية، تقدر قيمتها بنحو 1,690 مليار دولار، بزيادة بلغت 167 مليون دولار عن العام السابق، لتنفيذ مشروعات تعاون تكنولوجي في 27 دولة، و تقديم سلع و بضائع لنحو 26 دولة إفريقية.كما أبرمت الصين  عقود إقراض مع أربع دول إفريقية بإجمالي 1،458 مليار دولار لتنفيذ مشروعات في مجالات: رصف الطرق، وبناء المدارس،و المستشفيات، و الرعاية الاجتماعيةن و محطات المياه و الصرف الصحي في المناطق الريفية النائية، و ذلك بفائدة سنوية  لا تزيد على 1،5% مع منح سماح عشر سنوات لهذه  الدول لتسديد هذه القروض.و حتى و إن كانت هذه  المبالغ المالية متواضعة أيضا  ، فإن بكين لا تسجل أبدا ً في مجال التعاون الاقتصادي و التجاري أي نمو قوي مع أي منطقة أخرى في العالم.

 

    إفريقيا الوسطى و إفريقيا الغربية تقدمان مثالا ً حيا ً على التغيير الحاصل . فقبل بضع سنوات كانت الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا ، تقفان خلف فرنسا ، الممونين  الأوائل لبلدان المنطقة .بيد أنه في عام 2003 ، تمت تجاوزهما من قبل الصين . وتظل فرنسا في المقدمة ، لكن لا شيء يقول أنها ستظل تحافظ على مركزها الطليعي. و يلخص نائب وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإفريقية و ولتر كاسبتنر في صحيفة وول ستريت  » التواجد الصيني انفجر بكل بساطة  » .

 

    البراغماتية تقود الصين في إفريقيا الوسطى ، البلد الذي دمرته سنوات الحرب الأهلية ، خزائن الدولة فارغة، و بينما نجد الأطراف المانحة مثل صندوق النقد الدولي و البنك الدولي يماطلون في منح القروض ، تقدم بكين مساعداتها .و المسألة لا تقف عند هذا الحد : يشارك الصينيون  في التنقيب عن النفط في جمهورية إفريقيا الوسطى ، و يدرسون بناء مصنع للإسمنت و أخيرا ً ، وضعوا اتفاقيات تعاون في المجالين الزراعي و الدفاع .

 

    و في نيجيريا ، يشارك الصينيون في التنقيب عن النفط على طول ساحل البلد بقيمة ملياري دولاري دولار . و في موريتانيا ينقبون في باطن الأرض لاكتشاف النفط .. و في السودان يديرون مصنعا ً للبتروكيمياويات .

 

    و أحيانا ً تأخذ الصين مكان الدول الغر بية بعد حصول أزمة كما هو الحال في زيمبابوي في عام 2002 عندما بادر الزعيم روبرت موغابي القيام بإصلاح زراعي شامل لإعادة توزيع الأراضي الزراعية على السود ، بعد طرد الكولون البيض منها . فعندما أقرت الدول الغربية عقوبات على نظام موغابي ، ظهر الصينيون في العاصمةهاراري و معهم المشاريع المتعددة . وبعد أربع سنوات :النتائج تتحدث على نفسها ،الصينيون متواجدون في قطاعات المناجم والنقل وإنتاج و توزيع الكهرباء و الاتصالات . و تجسيدا ً لهذه العلاقات فقد تم إقامة خط جوي مباشر بين العاصمتين .

 

    في أثيوبيا ، السيناريو مشابه.فبعد نهاية  الحرب بين أثيوبيا و إريتريا في عام 1990 ، فرّ الانكلوساكسونيين من البلاد، وحلّ الصينيون محلهم . و كانت النتيجة تقديم قروض ، وإرساء  تعاون . و احتلت الصين مركزا ً مهما ً في اقتصاد أثيوبيا ، سواء في صناعة الأدوية ، أو التنقيب عن النفط ، أو بناء الاتوتسترادات .و فرضت الشركات الصينية نفسهافي أديس أبابا ،إذ تم بناء أكبر سفارة صينية في القارة الإفريقية .

 

    الصين تريد أن تنقب عن النفط الإفريقي من الغابون إلى موريتانيا مرورا ً بأنغولا و نيجيريا لتغذية نموها الاقتصاد ي. و منذ سنوات أصبحت الصين المستورد الأول للنفط السوداني ، والأمر عينه للنفط الأنغولي . و تستورد الصين ما يقارب 30% من حاجياتها النفطية من إفريقيا و هذا ما يجعلها ربما في تصادم مع مصالح الولايات المتحدة الأمريكية ، التي تريد أيضا ً تقليص تبعيتها من  الطاقة إزاء نفط الشرق الأوسط ، و التي أصبحت ترى في النفط الإفريقي بديلا ً عنه ، لاسيما نفط نيجيريا و أنغولا مرورا ً بغينيا الاستوائية و هي مناطق إستراتيجية غنية  بالنفط .

 

لقد وصل حجم الاستثمارات الصينية  المباشرة في إفريقيا في عام 2004إلى مبلغ 135 مليون دولار، كما تم تأسيس 116 شركة صينية في إفريقيا خلال الفترة من عام 2004 إلى مايو 2005، قامت بتنفيذ عقود استثمار بلغت قيمتها 690 مليون دولار. و خلال الفترة من ينايرإلى يونيو 2005، وصلت التدفقات الاستثمارية المباشرة الصينية لإفريقيا إلى 124 مليون دولار، ما رفع الحجم الإجمالي للإستثمارات الصينية  في إفريقيا في يونيو 2005 إلى 750 مليون دولار. وقامت الصين بإبرام اتفاقات ثنائية مع 25 دولة إفريقية لتسهيل و حماية الاستثمارات البينية.

 

    الحضور الصيني أصبح مقلقا ً للقوى الغربية ، لأنه لم يعد مقتصراً على شراء المواد الأولية أو التزود بالنفط  ، بل إن الشركات الصينية  دخلت حلبة المنافسة الدولية مع الشركات الغربية ، سواء تعلق الأمر بالمواد الطبية و الأدوية أو بالاتصالات . و بدأت تفوز بعروض قوية فشركة الاتصالات للهاتف الجوال في  زيمبابوي فضلت شركة صينية على شركة غربية .

 

(*) كاتب تونسي، دمشق

 

(المصدر: صحيفة الخليج الإماراتية الصادرة يوم 12 أفريل 2006)


من المقدس إلى الأنسنة … نحو مدلول جديد للحرية عند رفاعة الطهطاوي

أحمد عرفات القاضي (*)

 

لم ترد كلمة حرية في تراثنا كمصطلح مفرد أو مجرد إلا من خلال ثنائيات مثل الحر في مقابل العبد وحرية الإرادة في مقابل الجبر، وقد نوقشت القضية في سياق الفعل الإنساني ومدى قدرة الإنسان في فعله والمواقف المتباينة من القضية لدى الفرق الإسلامية المختلفة كالجبرية الذين نفوا قدرة الإنسان تماماً. وقالوا أنه كالقشة في مهب الريح لا يملك من أمره شيئاً، أو الأشاعرة الذين قالوا بالكسب وهو موقف وسط يجعل الفعل بين إرادة الله وإرادة الإنسان بمعنى أن حرية الإنسان محكومة ومحدودة بالمشيئة الإلهية، ثم المعتزلة الذين قالوا إن الإنسان يخلق أفعاله وظلت هذه المواقف الثلاثة تشكل موقف الفكر الإسلامي منذ ظهور الفرق الإسلامية في نهاية القرن الأول الهجري وحتى بداية العصر الحديث حيث جرى التعامل المباشر مع الغرب من خلال الوفود والبعثات الدراسية بعدما اكتشف العرب والمسلمون الفرق الهائل بينهم وبين الغرب الحديث منذ الحملة الفرنسية على مصر واكتشاف وجه جديد للحضارة الغربية الحديثة لم يكن للمسلمين عهد به من قبل كما عبر عن ذلك عبدالرحمن الجبرتي في تاريخه وهو يحدثنا مبهوراً وفاغر فاه مما رآه في المعهد العلمي الفرنسي من تجارب على يد العلماء الفرنسيين المصاحبين للحملة، هذا الموقف الذي عبر عنه الجبرتي ترك أثره في المجتمع المصري الذي شعر بضرورة الخروج من أقبية العصور الوسطى.

 

وهذا ما نلمسه من الشيخ حسن العطار أستاذ رفاعة الذي رشحه ليكون إماماً للبعثة ونبهه لضرورة تغيير مجتمعنا وضرورة أن يعي ويعرف الجديد والحديث في المجتمع الفرنسي. وقد وعى الشيخ رفاعة نصيحة شيخه وأستاذه فأقبل بشغف ونهم على العلوم والمعارف. وعلى رغم أن مهنته كانت محددة كمرشد ديني للطلاب الذين ذهبوا لدراسة العلوم العملية التي رأى محمد علي حاجته إليها في بناء مجتمع حديث.

 

وخلال لحظة التواصل الحديثة بالغرب من خلال أمثال الشيخ رفاعة التي لم يكن هناك مفر منها لأن المجتمع كان بحاجة ضرورية للتواصل الحضاري لتكوين نواة معرفة يبني عليها تقدمه، خصوصاً في مجال العلوم والتكنولوجيا، فكانت الوفود لجامعات أوروبا لدراسة هذه العلوم العملية.

 

ومن حسن الطالع كان الشيخ رفاعة الطهطاوي إمام البعثة الذي انبهر بالمجتمع الغربي وما شاهده في المجتمع الفرنسي قلعة الحرية والتقدم في أوروبا، فكان هو العقل الواعي الذي نقل لنا وهو تحت لحظة الانبهار طبيعة المجتمع الفرنسي بحسب كتابه الرائد في أدب الرحلات «تخليص الإبريز في تلخيص باريز» وهو يحدثنا عن مجتمع ليبرالي حر يقوم على العدل والمساواة كنموذج ينشد تحقيقه في مجتمعه الذي يعاني الجمود والتخلف ولا يرى ما يمنع من تحقيق ذلك بالافادة من التجربة الفرنسية في عمومها ولا يرى أن الشريعة الإسلامية التي علمت الدنيا تمنع من هذه الإفادة.

 

وكان الشيخ رفاعـة من دون مبالغة هو العقـل الواعـي لتجـربة محمد علي في التحديث الفكري والاجتماعي واضطلع بدور رائـد التـحديث العـربي من دون منازع، ومن هنا كان لا بد من معـرفـة مفهوم الحـريـة لدى رفاعة الطهطاوي كنموذج فكري في تجربة محمد علي صاحب لحظة الوعي الأولى في مجتمعنا الحديث.

 

لن أقف طويلاً عند معنى الحرية وأقسامها وأنها الوسيلة الوحيدة لتحقيق السعادة لدى الشيخ رفاعة ولا عند حديثه كمشاهد منبهر، لكنه منبهر غير فاقد لذاته ولا لهويته بالمجتمع الباريسي كنموذج يحتذى في العدل والحـرية والمساواة، وهي أمور يجب أن نـتـفهمها بحسب ظروف الزمان والمكان وطبيعة التجربة في تلك المرحلة الباكرة من عملية التحديث العربية والتواصل الحضاري التي يغلب عليها عملية النقل والترجمة ولا تخضع للنقد والمراجعة بالقدر الكافي، لأن ذلك الأمـر يحـتـاج مـزيداً من الوقـت للتأمل والمراجعة والنظر للتجربة من بعيد وهي غير متوافرة بالتأكيد في مرحلة التواصل والتكوين التي تحتاج للتـلاحم والالتصاق وهي أمور لا تسمح للنقد والفرز بالقدر الكافي.

 

ما يعنينا في تجربة الشيخ رفاعة أن مصطلح الحرية عنده سيتخلص من مدلوله القديم في التراث العربي وسينحى منحى جديداً لم تعهده الثقافة العربية والإسلامية من قبل وهو التركيز على البعد الإنساني لقضية الحرية. بمعنى آخر نحن أمام أنسنة مصطلح لم نعهده من قبل في تراثنا بمعنى مجرد أو كمصطلح مستقل إلا من خلال البعد الديني كما كان الشأن لدى الفرق الإسلامية في القديم التي لم تناقش القضية إلا من خلال ثنائية حرية الإنسان في ضوء الإرادة الإلهية والمشيئة الإلهية أو بمعنى آخر من خلال المقدس، وهذا يبرز في حديث رفاعة الطهطاوي عن حرية الفرد وعن حرية المجتمع وعن حرية المرأة التي اهتم بتعليمها وأنشأ مدرسة خاصة لهذا الغرض بعدما كانت قضية غائبة تماماً في تراثنا نحن أمام الحرية بمدلولها الغربي الحديث (

liberty). وربما لهذا السبب يرى فريق من الباحثين العرب – وهم محقون في ذلك – أن الشيخ رفاعة كان رائد الليبراليين العرب في العصر الحديث وممهد للفكر العلماني.

 

وربما كان حديثه عن المواطنة والحرية بمعناها الليبرالي الغربي أحد أسباب الهجمة الشرسة التي شنها عليه فريق كبير من السلفيين المعاصرين بتهمة أنه رائد العلمانية المعاصرة في العالم الإسلامي والذي فتح الباب واسعا أمام الفكر الغربي والثقافة الغربية لتلج بقوة في مجتمعنا العربي والإسلامي ونسي هؤلاء الذين ينظرون لنصف الكوب الفارغ أن الغرب قد نفذ من قبل الشيخ رفاعة بجيوشه ووطأت أقدامه قدس الأقداس إن الإنصاف يقتضينا أن نقوم تجربة هؤلاء الرواد في مجملها ومن خلال ظروف العصر وبحسب الزمان والمكان.

 

وعلى رغم النقد الذي وجهه فريق من السلفيين المعاصرين للشيخ رفاعة، وخصوصاً عن أفكاره عن الحرية بمدلولها الإنساني الجديد، فإن تيارات الإسلام السياسي الآن والتي خرجت في معظمها من رحم جماعة الإخوان المسلمين في طول العالم العربي وعرضه تتبنى خطاب رفاعة عن الحرية بمدلوله الإنساني بعيداً من المعنى المقدس، كما عرفناه في تراثـنا وتـلك مفارقة غريبة تستحق الاهتمام فجميع جماعات الإسلام السياسي في عالمنا العربي وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين يتبنون مفهوم المواطنة والحرية والديموقراطية بمدلولها الليبرالي ولا يـرون في ذلك ما يتناقض مع الشريعة الإسلامية، وهو المعنى نفسه الذي أكد عليه من قبل الشيخ رفاعة من خلال فهمه ووعيه لتجربته الباريسية والذي لم يجد فيها ما يتناقض مع الشريعة الإسلامية التي علمت الدنيا بحسب تعبيره!

 

(*) كاتب مصري/ أستاذ في جامعة الإمارات

 

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 8 أفريل 2006)


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.