الأربعاء، 1 نوفمبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2354 du 01.11.2006

 archives : www.tunisnews.net


منصف المرزوقي: نداء للانخراط في المقاومة المدنية السلمية التنسيقية الوطنية لإتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل: بلاغ إعلامي       لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس: بيان تأسيسي حملـة الـمليون بريد الكتروني إلى علماء الأمة نصـرة للإســلام و المسلمــات المحجبات في تونــــس دعـوة لمساندة قناة الجزيرة الفضائية طلبة تونس: أخبار الجامعة عدد6 شبكة فلسطين الإخبارية: بوادر أزمة في نقابة الصحافيين الفلسطينيين كونا: تونس تستضيف ندوة سياسية دولية بمشاركة شخصيات من 33 دولة رويترز: الحزب الحاكم في تونس يحتفل بالذكرى 19 لوصول بن علي للحكم محمد الهادي الزمزمي: نعم! إنها ليست ألبانيا ولكن قومك –  يا عبعاب –  ألبانوها! علـــي شرطانـــي: في دونية المرأة وكمالها   د.خــالد الطــراولي: امرأتنا والسلطة، وفقدان الشرعية حافظ بن عثمان: لمصلحة من يتأجل التغيير؟ جمال الدين أحمد الفرحاوي: تيه شموخا نور الدين المباركي : الأهداف الحقيقية لحركة النهضة التونسية في » معركة الحجاب » د.أحمد القديدي : بورقيبة و الاسلام : ذكريات شخصية  الدكتور الصادق كشريد: اتـق الله يا «شيخ» عماد حبيب: رسالة مفتوحة إلى تونس نيوز الجزيرة.نت : خنفر يعلن إطلاق مشاريع جديدة للجزيرة   الجزيرة توك: في الذكرى العاشرة لتأسيسها.. اللهم أخمد صيت الجزيرة !


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


نداء للانخراط في المقاومة المدنية السلمية

 

نحن التونسيون والتونسيات، لنا جملة من الحقوق بموجب الأعراف والقوانين الدولية وروح العصر والمستوى الحضاري الذي بلغناه، ومنها:

 

1- حقنا كأفراد، ألا نتعرض للإذلال، أو للترويع، أو للتجسس المتواصل،أو للتدخل في حياتنا الخاصة، أو للعيش تحت التهديد ، إن نحن احتججنا على سلطة فاقدة الهيبة ، فاقدة المصداقية ، فاقدة الشرعية .

 

-2- حقنا كرجال ونساء، نعمل بجد ونزاهة، لإنتاج  خيرات البلاد ألا تتصرف عصابات حق عام في المال العمومي  بأشكال من الفساد فاقت كل خيال ، ساخرة من نزاهتنا، متحدية قوانين البلاد والأخلاق العامة ، ومصادرة لصالحها موارد نحن بأمس الحاجة إليها  لخلق مواطن شغل لشبابنا العاطل، أو لتحسين أداء نظامنا الصحي و التعليمي .

 

3- حقنا كشعب أن يراقب ويقيّم ويختار من يكلّف بإدارة الشأن العام وفق انتخابات لا تشكل امتهانا لكرامتنا، وسخرية من ذكائنا، واستهتارا بمصالحنا، ومصادرة لحرياتنا.

 

إن  كل هذه الحقوق مبدئية وغير قابلة للتصرف  ومن ثمة لا يحق للنظام أن يصادرها وأن يزيفها ،أو أن يدعي التحكم في توقيت تمتيعنا بها حسب أجندة نضجنا المزعوم .

 

ولأنها مبدئية وغير قابلة للتصرف، لا يحق أيضا  لأي طرف في المعارضات ، بحجة الإصلاح والصلح والمصالحة والتدرج والاعتدال والوسطية ، التفويت فيها جملة أو تفصيلا، أو المساومة بها ، أو التقدم ببعضها دون أخرى، ببالغ الاحتشام.

وإن كانت للتونسيين والتونسيات حقوق فإن لهم بنفس الكيفية واجبات.

 

لنتذكّر أننا لسنا مسئولين فقط عن أنفسنا، إنما خاصة عن وطن استعرناه من أطفالنا ويجب أن نرجعه لهم في أحسن حال. فالتصدي للغرف من مواردنا، وتشجيع الرزق بالوسائل الشريفة، وإشاعة القيم الحقيقية، ومنع تحويل وجهة شرطتنا وقضائنا وبنوكنا وجماركنا وإدارتنا لتصبح في خدمة العصابات، وتعهد كل هذه المؤسسات بالتكريم والإصلاح المتواصل في خدمة الصالح العام …كلها  من الشروط الأساسية لتعرف الأجيال المقبلة شيئا من فرحة الحياة التي حرمنا منها، وخاصة لكي تحيا تونس وتتواصل في كنف التقدم والعدالة والسلم .

 

هذه الواجبات تجاه الأجيال المقبلة، وتجاه أنفسنا هي التي تستنهضكم اليوم.

 

نعم آن الأوان للخروج  من الانتظارية ،من الاستقالة الجماعية، من الانتهازية، من الفردية،  ومن سهولة تبرير القعود والعجز، من تسول إصلاحات هشة  في مقابل بقاء نواة الاستبداد .

 

أيها الشباب ، ارفعوا رؤوسكم ، طلقوا الخوف، ، ابتكروا في كل مكان ، وفي كل فرصة ، كل  الوسائل السلمية للاحتجاج ، اخلقوا قياداتكم القاعدية ، تصدوا بكل حزم لاستبداد أكثر هشاشة مما تظنون، ضعوا الشارة السوداء حول الذراع الأيمن علامة على الانخراط في صلب المقاومة المدنية …. وذلك إلى أن يتحقق لتونس استقلالها الثاني، إلى أن نبني الجمهورية الفعلية والنظام الديمقراطي غير المغشوش على أنقاض نظام التزييف والفساد والقمع.

 

إن الحقوق كما علّمنا دوما التاريخ لا تعطى وإنما تفتك خاصة من هذا النظام المسرف في ظلمه وفي جبروته،  وقديما قال أحمد شوقي: 

 وما نيل المطالب بالتمني  ( فما بالك  بالتسول )  وإنما تؤخذ الدنيا غلابا 

 

وهو الذي قال أيضا:

 وما استعصى على قوم منال    إذا  الإقدام كان لهم ركابا .

 

فإلى نصرة الوطن أيها التونسيون والتونسيات.

 

منصف المرزوقي

تونس، في 1-11-2006


التنسيقية الوطنية لإتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل
بلاغ إعلامي

                                                                                         تونس في 31/10/2006
في إطار متابعة المطالب و الملفات التي قدمها الإتحاد إلى عديد الوزارات و المؤسسات العمومية، و سعيا منا إلى استيفاء كافة فرص الحوار و التفاوض معهم، توجه أعضاء الإتحاد اليوم، الثلاثاء، 31 أكتوبر 2006، إلى عديد الوزارت لتقديم و تجديد المطالب و المراسلات السابقة، نظرا لأن بعضها لم يتم الرد عليه أصلا.
و قد كان هذا التحرك الميداني على النحو التالي: –   توجه الرفيقان ماهر حمدي و سالم العياري إلى وزارة التربية و التكوين و الذين، و رغم التواجد البوليسي المكثف، تمكنا مقابلة أحد المسؤولين الذي تم تفويضه من قبل الوزارة للتفاوض مع الإتحاد. و قد صرح  أن الوزارة قد قامت بالفعل بدراسة أغلب الملفات المقدمة، غير انه لم يخفي أن وزارته لا تستطيع النظر إلا في أربعة ملفات باعتبارها ذات أولوية من جملة ما يقارب المائة ملف قدمها الإتحاد في أوقات سابقة، و هنا وجبت الإشارة إلى أن الإتحاد يعتبر أن كل الملفات تعتبر ذات أولوية و أن اختيار و تصنيف الملفات لا يتم غلا عبر الإتحاد باعتباره الجهة المسؤولة و المدافعة عن هذه المطالب. –   توجه الرفاق الصحبي صمارة و صلاح الخميسي و قيس العثماني و شكري تشيني إلى وزارة الشؤون الاجتماعية و التي لم ترد منذ شهر جويلية 2006 على المراسلة التي قدمها الإتحاد، و قد كان الحضور البوليسي مكثفا رغم الطابع الحواري التفاوضي الواضح على زيارة أعضاء الإتحاد، إلا أن ذلك لم يمنع رفاقنا من مقابلة مدير مكتب العلاقات مع المواطن، حيث سلموه تجديدا للمراسلة و قائمة اسمية و تم تحديد موعد آخر الأسبوع لمناقشتها مع المسؤولين. –   توجه الرفيقان بلقاسم بن عبد الله و محسن النابتي إلى وزارة الفلاحة و الموارد المائية و التي لم ترد كذلك على المراسلة المقدمة إليها، حيث سلم الرفيقان المسؤولين مراسلتين جديدتين مع وعود الوزارة بدراسة المقترحات التي وردت فيهما. هذا و قد توجه الرفيقان بعد ذلك إلى وزارة أملاك الدولة و الشؤون العقارية حيث تم تقديم مراسلة و تحديد موعد للمفاوضة آخر الأسبوع. –   توجه الرفيقان الحسن رحيمي و مسلم الفرجاني إلى وزارة التجهيز و الإسكان و التهيئة الترابية، و التي لم تشذ عن قاعدة الصمت تجاه مطالب الإتحاد، و تمت مقابلة السيد « خالد ليميم » المفوض من قبل الوزارة للتفاوض مع الإتحاد. و قد دام اللقاء قرابة الساعتين، حيث قدم الرفيقان احتجاج الإتحاد على التعامل السلبي للوزارة مع الملفات و المطالب المقدمة، و تم التأكيد على وجوب تسلم الملفات من قبل السيدة الوزيرة، كما تم تسليم مراسلة جديدة مع بعض تصورات الإتحاد للانتداب للوظيفة العمومية بعيدا عن قانون 1998 و التي تم تحديد آخر الأسبوع كموعد لمناقشتها مع المسؤولين المعنيين.
هذا، و يؤكد أعضاء اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل على: –         تمسكهم بمنظمتهم المناضلة و بحقهم في الدفاع صلبها عن حقهم في الشغل قبل كل الحقوق. –         تمسكهم بأسلوب الحوار البناء و عزمهم استيفاء كافة أشكال النقاش و التفاوض مع التأكيد على استعدادهم لتصعيد حركتهم النضالية و بكافة الأشكال المشروعة متى دعت الحاجة. –         استنكارهم للتعامل الأمني الذي مازال يحكم بعض الوزارات و المؤسسات العمومية و دعوتهم المسؤولين الإداريين إلى التحلي بالمسؤولية تجاه قضايا بطالة أصحاب الشهادات في وقت لم تعد الأساليب الترهيبية مجدية بأي حال من الأحوال.
التنسيقية الوطنية لإتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل التنسيقية الوطنية مساعد المكلف بالإعلام مسلم الفرجاني

  بسم الله الرحمان الرحيم
لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس

نعلم الرأي العام الطلابي و الوطني أنه على اثر الهجمة الشرسة التي شنها النظام  التونسي على الحجاب و المحجبات من تصريحات رسمية و تسخير للإعلام و قمع أمني  شمل جميع فئات المجتمع من طلبة و عملة و غيرهم تم تأسيس لجنة طلابية للدفاع عن الحجاب و ذلك إيمانا منا بدور الطلبة كعنصر فاعل في المجتمع و في تقرير مصيره الوطني لكون هذه الهجمة هي انتهاك صارخ لمشاعر المسلمين في تونس و خرق لمنظومة الحقوق و الحريات المكرسة في الدستور و المواثيق الدولية نعلن رسميا تأسيس لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس .  
 
المبادئ v   تعتبر » ل د م » أن حق المرأة في ارتداء الخمار أو ما يعرف عامة بالحجاب يدخل ضمن ما نص عليه آخر الفصل 5 من الدستور التونسي من كون » الجمهورية التي تضمن حرمة الفرد و حرية المعتقد و تحمي حرية القيام بالشعائر الدينية« . v   تعتبر  » ل د م «  أن انتهاك حق المرأة في ارتداء الحجاب هي خرق و انتهاك صريح للحريات الأساسية و حقوق الإنسان في كونيتها و شموليتها كما نص عليه  أول الفصل5 من الدستور التونسي. v   تؤكد  » ل د م «  أن أي تمييز ضد المرأة على أساس ارتدائها للحجاب هو انتهاك للفصل 6 من الدستور التونسي الذي ينص على أن « كل المواطنين متساوون في الحقوق و الواجبات و هم سواء أمام القانون ». v   و تعتبر  » ل د م «  أن كل انتهاك لحق المرأة في ارتداء الحجاب هو خرق للمواثيق الدولية التي وقعتها الدولة التونسية في مقدمتها » الميثاق العالمي لحقوق الإنسان سنة 1948″ و » لائحة عدم التمييز ضد المرأة سنة 1967.
 
الأهداف v   تهدف  » ل د م «  إلى تكريس المبادئ آنفة الذكر في الوعي الطلابي أولا و في الضمير الوطني ثانيا ». v   تهدف  » ل د م «  إلى تكتيل جميع أحرار و شرفاء الشعب التونسي رجالا و نساء, متحجبات و غير متحجبات للدفاع عن حق المرأة في ارتداء الحجاب و محاولة حمايتها من الانتهاكات الأمنية و الحكومية و ذلك من خلال تكوين لجان فرعية في الكليات و المعاهد وفي المدن.
 
الوسائل المقترحة
v     التعريف بالهر سلة و القمع الذي تتعرض له المحجبات و توعية الرأي العام الطلابي و الوطني و العالمي بمدى خطورة المساس بهكذا حرية شخصية و مقدسة. القيام بمراسلة الجهات الحكومية المسؤولة و منظمات المجتمع المدني و المنظمات الحقوقية العالمية و كل من يهمه الأمر من أجل تكريس مبادئ اللجنة و بلوغ أهدافها. الاتصال بمجموعة من المحامين لرفع دعاوى قضائية بصفة مجانية بخصوص الانتهاكات التي تتعرض لها النساء المحجبات المتضررات. القيام بتحركات ميدانية في الساحة الطلابية خاصة لفضح الانتهاكات و لمساعدة المحجبات للحصول على حقوقهن كحق الترسيم بالمعاهد و الكليات و حق الالتحاق بالدرس و اجتياز الامتحانات.                 البريد الإلكتروني hijabprotcter@yahoo.fr


كـُـــن ايجابـيـــا…

شــارك في حملــة الـمليون بريد الكتروني إلى علمــاء الأمة

نصـــرة للإســــــلام و المسلمــات المحجبات في تونــــس

 

أخي في الله .. أختي في الله ..

 

كلنا يتألم لما يحدث للمسلمات في أرض جامع الزيتونة المعمور .. و كلنا يسأل كيف ننصرهن ..

 

انطلاقا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي يأمرنا به ديننا، جاءت فكرة هذا المشروع الذي يهدف إلى إيضاح موقف علمائنا الأفاضل في هذا الموضوع و أن يتصدوا للدفاع عن الإسلام و المسلمين في كل مكان.

 

أخي في الله .. أختي في الله ..

 

لا يحقرن أحدكم من المعروف شيئا، لا تسكت عن الظلم،

 

أخي المسلم أينما كنت، أنت وليّ تلك المسكينة المجاهدة المحجبة التي ينتزع الحجاب من فوق رأسها في تونس. يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة التوبة:  وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيم. )التوبة 71. ( ويقول عز وجلّ :  وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِِ ( الأنفال : 25).

 

أخي في الله أنكر المنكر بقلبك ولسانك فهذا في متناولك. كن بحقّ من خير أمة أخرجت للناس. قال تعالى : كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وتَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ (آل عمران : 110).

 

 ساهم أخي في هذه الحملة حتى لا يكون مصيرنا مثل مصير من قبلنا :  لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ . كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (المائدة: 78- 79).

 

ابعث بالنص المصاحب إلى كل المواقع الإلكترونية التي تعرفها و إلى كل عناوين المشايخ والعلماء و الدعاة ..

مرره إلى كل من تعرف ..

 

أرسل دائما نسخة إلى :

 

 رئيس اتحاد علماء المسلمين: الشيخ يوسف القرضاوي،

feedback@qaradawi.net

 

الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين : محمد سليم العوا،

council@iumsonline.com

 

رئيس رابطة العالم الإسلامي : الدكتور كمال الدين احسان أوغلو.

info@oic-oci.org

cekart@oic-oci.org

observatory@oic-oci.org

 

 

جزاكم الله خيرا.

 

دعـوة لمساندة قناة الجزيرة الفضائية

أيّهــا المثـقـف العربــيّ، عفــوا، أنـت متهم. أيّهــا الكــاتب العربــيّ، عفــوا، أنـت متهم. أيّهــا الحقوقــي العربـيّ، عفــوا، أنـت متهم. أيّهــا اللاجــئ العربـيّ، عفــوا، أنــت متهم. أيّهــا الصحفــيّ، أيهـا الإعلامــي العربــيّ، عفــوا، أنـت متهم. أيّهــا الدكتور العربــيّ، في الصحـة، في القـانـون، في الهندسـة، في الأدب، عفــوا، أنـت متهم. أيّهــا الخرّيـج الجامعـيّ، سواءً حصلت على وظيفة أم لا، عفوا، أنت متهم. أيّهــا المُكرَه على البطـالة في العـالم العربـيّ، عفــوا، أنـت متهم. أيّهــا المُعلِّم العربـيّ، أيّهـا الأستاذ العربـيّ، عفـوا، أنـت متهم. أيّهــا الطـالـب العربـيّ، عفـوا، أنـت متهم. أيّهــا التـاجـر العربــيّ، عفـوا، أنـت متهم. أيّهــا الكـادح العربــيّ، عفـوا، أنت متهم. أيّهــا المشـاهد العربــيّ، عفـوا، أنـت متهم.  
التهمة : الصمت 
تتعرَّض قناة الجزيرة في قطر إلى هجمة شرسة هذه الأيام من الحكومة التونسية بسبب تناول هذه القناة لِمَواضيع مازلت في قائمة الممنوعات لدى الحكومة التونسية. فبعد تدخّلات عديدةٍ لمنع كثير من البرامج التي تتعرَّض للشأن التونسي في هذه القناة، هاهي الحكومة التونسية تضغط بأسلوب آخر. لقد سحبت الحكومة التونسية سفيرها من الدوحة احتجاجا على تناول الجزيرة لوضع الحريات في تونس.   لقد عمدت الحكومة التونسية إلى حرية الصحافة في تونس فصادرتها. فقد سَجَنت حَمَّادِي الجَبَالِي (رئيس جريدة الفجر المحضورة) 15 عشر سنة سجنا. سجنت عبد الله الزواري، الصحفي بنفس الجريدة 11 سنة سجنا. ومن قبلها نال هذا الرجل 10 سنين سجنا لنشاطه السياسي ليصل مجموع السنوات التي قضاها في السجن إلى 17 سنة سجنا بالإظافة إلى سنتين إختفاء، هربا من البوليس التونسي. واليوم يعيش هذا الصحفي في الإقامة الجبرية في قرية نائية في الجنوب التونسي (في الصحراء) منذ خروجه من السجن سنة 2002.   لقد دُبِّرَت كثيرا من الإعتداءات والمضايقات على الصحافيين التونسيين ينسبها كثير من أهل الشأن السياسي بتونس إلى النظام التونسي. كانت بدايتها مع الصحفي رياض بن فضل في محاولة اغتيال، ثم الصحفي الشهيرتوفيق بن بريك يشن إضراب جوع احتجاجا على سلبه لحقوقه، ثم نور الدين العويديدي اللاجئ السياسي في بريطانيا، ثم اعتداء آخر على الصحافي سليم بقة، اللاجئ السياسي في فرنسا. وكان آخر الإعتداءات على صحفي فرنسي من جريدة « لاليبراسيون » (كريستوف بولتنسكي) إِبَّان قمة مجتمع المعلومات السنة الماضية (2005). وفي تونس مازالت الإعتداءات متواصلة على الصحفيين: نزيهة رَجِيبَة (أم زياد)، سهام بن سِدِْرين، محمد عَبُّو الذي يقضي حكما بالسجن (3 سنوات)، لطفي حِجِّي،   والقائمة تطول فالمعذرة على عدم ذكر الأسماء.   بل وصل بالنظام التونسي الحدّ أن قطع البثَّ المباشر في التلفزة التونسية لكلمة رئيس الكنفدرالية السويسرية   عندما كان يلقي خطاب افتتاح قمة مجتمع المعلمات في تونس لأنه انتقد حقوق الإنسان في تونس. لقد تجاوز النظام التونسي كل الأعراف الديبلماسية ليطلع علينا اليوم بقرار سحب السفير التونسي من الدوحة ولتشن صحافته حملة مسعورة على قناة الجزيرة من أجل الضغط على قطر لتُخرس هذا الصوت.   يا أيها العربي الذي وَجد في الجزيرة ملاذا لرأيه وكلمته، يا أيها المثقف العربي، الذي يحلم بالتغيير، مزِّق صمتك، يا أيها المفكر العربي، مكانك في المقدمة،   لا تجعلوا النظام التونسي يحدث سابقة لكل من يريد أن يُلغي برنامجا في الجزيرة. لا تخسروا الجزيرة، لا تخسروا الكلمة الحرة.   أرسلوا برقيات مساندة لهذه القناة فهذا أقل ما يمكن فعله. أرْسل هذا النصّ أو قُم بكتابة نَصّك الخاص.   انشروا هذه الرسالة، حتى لا تُكمَّمَ أفواهنا من جديد. التـوقيــع : مليــون عربــي باحثٌ عن الرأي … والـرأي الآخــر. mosanada@gmail.com

 


أخبار الجامعة عدد6

بطالة أصحاب الشهادات العليا: أكثر من 200 ألف عاطل عن العمل

ارتفع عدد حاملي الشهادات العليا العاطلين عن العمل إلى مستويات مفزعة في أكتوبر 2006 حيث تجاوز الرقم 200.000 وذلك بعد تخرج أكثر من 55 ألف في نهاية السنة الجامعية الفارطة. وهو ما يطرح مشاكل اجتماعية ومادية ونفسيّة ضخمة في المجتمع التونسي ويؤشر لأزمات متعددة الجوانب. وحسب آخر الإحصائيات الصادرة عن المعهد القومي للإحصاء فإنّ نسبة بطالة حاملي الشهادات العليا من جملة العاطلين عن العمل ارتفعت بأكثر من 4 ,5 نقاط خلال سنة واحدة فقط لتصل إلى 14,8 % سنة 2005 بعد أن كانت في حدود 10,2 % خلال سنة 2004. وللتذكير فإنّ عدد الخريجين خلال السنوات الأربع الماضية فقط (أي من جوان 2003 إلى جويلية 2006) بلغ قرابة 180 ألف مع العلم أنّ هناك عشرات الآلاف الآخرين الذين تخرجوا قبل ذلك ولا زالوا في حالة بطالة والعديد منهم قضى 6 و7 و8 سنوات وحتى أكثر دون أن يتحصل على شغل. ولا تكاد تخلوا عائلة من صاحب شهادة عليا يعاني من ويلات البطالة. وتقول الإحصاءات الرسمية : »إنّ طلبات الشغل المسجلة بمكاتب التشغيل زادت بأكثر من 30 ألف طلب شغل خلال العام المنقضي لتفوق 488 ألف طلب. وبلغت عروض الشغل بالنسبة إلى نفس الفترة أكثر من 140 ألف عرض من مختلف مجالات النشاط، قرابة 50 % منها في قطاع الصناعات المعملية »* * (أنظر جريدة الصباح 10 سبتمبر 2006.
————————————————————-
 حصاد الأرقام 1- توزر : ارتفع عدد الطلبة الدارسين بمدينة توزر من 164 طالب خلال السنة الجامعية 2005/2006 إلى 331 طالب خلال السنة الحالية مقسّمين حسب الآتي : –                    203 طالب (80 % منهم فتيات) بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية. –                    128 طالب بالمعهد العالي للدراسات التطبيقية في الإنسانيات وهي مؤسسة جامعية جديدة انطلقت الدراسة بها في سبتمبر الفارط وتضم ثلاثة اختصاصات : (السياحة والتراث، الملتيميديا، التجارة والأعمال) وبداية من جانفي 2007 سيتمّ إحداث إجازة تطبيقية في الإيطالية. ومعلوم أنّ أوّل دفعة من الطلبة الدارسين في المعهد العالي للدراسات التكنولوجية وعددهم 55 ستتخرج في جانفي 2007. 2- تخرّج خلال السنة الجامعية الفارطة 2005/2006 نحو 2500 مهندس جديد من مدارس المهندسين في مختلف الاختصاصات 40 % منهم ينتمون إلى اختصاصات الهندسة الفلاحية. 3- اختصاص جديد بمعهد الصحافة وعلوم الأخبار انطلق العمل به بداية السنة الجامعية الحالية 2006/2007 ويتمثل في « الإعلام القضائي والاجتماعي » لتكوين وسائل الإعلام من صحفيين متخصصين في التحقيقات القضائية والاجتماعية.
ومعلوم أنّه سبق إحداث اختصاص « الإعلام الرياضي » الذي تخرج منه عدد كبير من الصحفيين المختصين بالمجال الرياضي.

زعتور شريك في محاربة التطرف !

عبّر الأمين العام للاتحاد العام لطلبة تونس عن استيائه من عدم تجاوب سلطة الإشراف والإدارة مع مطالب الاتحاد وقال « إنّه من غير المعقول أن تجد منظمة لها قرابة 50 سنة من الوجود صعوبة في لقاء مسؤول بوزارة أو عميد كلية أو مدير لمبيت أم مطعم جامعي » وتحدث زعتور عن عدد من المخاطر التي تهدد الجامعة والتي على رأسها حسب تعبيره التطرف وقال إنّ الاتحاد مستعد للمساهمة في نشر قيم الحداثة والتفتح بعيدا عن كل مظاهر التحجر والانغلاق »* وأشار زعتور إلى أنّه تم الانتهاء من عقد انتخابات قاعدية في العديد من الأجزاء الجامعية وفي صورة حصول اتفاق مع كل الأطراف والتيارات للدخول إلى المؤتمر القادم على الأقلّ بـ50 جزءا جامعيا (من جملة 200) وهو أمر قادر حسب رأيه على العودة بالمنظمة إلى حجمها الحقيقي ولعب الأدوار المطلوبة منها على صعيد الحياة الجامعية والطلابية. * الشروق 31 أكتوبر 2006.

ضحيّة جديدة في صفوف الطلبة

مساء يوم الأحد 22 أكتوبر أي ليلة عيد الفطر حصلت جريمة في حق الطالب عماد الدين الغربي الذي يدرس بالسنة الأولى في كلية العلوم ببنزرت. وقد تمثلت وقائع الجريمة في نشوب معركة بين مجموعة من الشبان في أحد مقاهي مدينة بنزرت وكان من ضمنهم الطالب عماد الذي سقط أرضا فارتطم رأسه بالأرض مما أودى بحياته. وقد أحيل صباح السبت 28 أكتوبر 6 شبان (3 طلبة و3تلاميذ) على التحقيق القضائي. وتطرح هذه الجريمة الجديدة مشكلة العنف في أوساط الشباب الذي تصاعدت وتيرته بشكل مخيف سواء داخل المؤسسات التعليمية أو خارجها (في الملاعب الرياضية وفي الشارع..) ويعتبر تفاقم هذه الظاهرة مؤشرا على حالة التوتر التي أصبح يعيشها غالبية الشباب بسبب انسداد الآفاق وهشاشة التكوين التربوي والثقافي.

إجازة تطبيقية في العلوم القانونية

يروج هذه الأيام أن وزارة التعليم العالي تدرس بالتشاور مع بعض الأطراف ومنها اتحاد الصناعة والتجارة وبعض الهياكل المهنيّة والعديد من الكفاءات إمكانية إحداث إجازة تطبيقية في العلوم القانونية. مع العلم بأنّ عدد المرسمين في اختصاص الحقوق في مختلف المؤسسات الجامعية بلغ في بداية السنة الحالية 21.458 طالب منهم 4000 طالب جديد.

www.tunisie-talaba.net

 

(المصدر: « أخبار الجامعة »، السنة الأولى، العدد 6 بتاريخ 27 أكتوبر 2006 من موقع « طلبة تونس »)

الرابط: http://www.tunisie-talaba.net/news/tunisie-talaba6.htm

 


 

في أعقاب استمرار النقيب بالتفرد في القرارات:

بوادر أزمة في نقابة الصحافيين الفلسطينيين

 

نجيب فراجPNN-

 

علمت شبكة فلسطين الإخبارية أن بوادر أزمة جدية تلوح بالأفق في مجلس نقابة الصحافيين الفلسطينيين فرع الضفة الغربية  برئاسة النقيب نعيم الطوباسي مما أدى إلى أن يخرج بعض الإداريين عن صمتهم للمطالبة بإجراء انتخابات جديدة فيما أقدم عضو آخر على الاستقالة.

 

وحسب مصادر موثوقة فان الأزمة تفجرت في أعقاب قيام نعيم الطوباسي بالسفر إلى تونس بمعية اثنين من أعضاء النقابة وهما ناصر نمر ونهاد أبو غوشة واللذان يلازمنه في كل سفرياته في الآونة الأخيرة حسب تلك المصادر وذلك لتسليم الرئيس التونسي زين العابدين بن علي درع الحريات من نقابة الصحافيين دون علم الأعضاء الثمانية المتبقين الذين تفاجئوا بكل الخطوة عبر سماعهم من وسائل الإعلام أو من مصادر أخرى غير مصادر الهيئة الإدارية، الأمر الذي ضاق ببعض الأعضاء ذرعا الذين اعتبروا أن ذلك قصم ظهر البعير ولم يعد بمقدروهم السكوت عن كل الخروقات التي يشهدها مجلس النقابة.

 

هذا وكان الصحفي حسن عبد الله عضو الهيئة الإدارية للنقابة قد أعلن عن استقالته يوم الثلاثاء حيث قال في تعقيب له « أن استقالته تعني عدم مسؤوليته المباشرة وغير المباشرة عن أية نشاطات وفعاليات يقوم بها مجلس النقابة « موضحا انه لن يتطرق لأسباب ومبررات استقالته مشددا على أنها أي الاستقالة لا تعني التخلي عن العضوية في الهيئة العامة لأنها حق لكل الإعلاميين الفلسطينيين الذين تنطبق عليهم شروط العضوية، فيما كان الصحفي سعيد عياد عضو الهيئة الإدارية لنقابة الصحافيين الفلسطينيين قد دعا إلى إجراء انتخابات جديدة لمجلس النقابة باعتبارها عنصرا هاما لتفعيل دور النقابة في هذه المرحلة الهامة ولإعادة روح العمل الجماعي والدور الحقيق لمجلس النقابة  التي تعاني من عدة ثغرات جدية منذ سنوات حسب قوله.

 

وطالب عياد المجلس التشريعي الفلسطيني العمل على إخراج مشروع قانون الصحافة من أرشيف المجلس وطرحه للتداول من قبل البرلمان في أسرع وقت ممكن.

 

وأجاب عياد عن سؤال وجهته « شبكة فلسطين الإخبارية » عن رأيه في استقالة زميله عبد الله وما إذا كان لموقفه هذا أي صلة أو ارتباط باستقالة زميله بالقول أن الاستقالة جاءت لحرص الزميل على ضرورة تحسين ظروف العمل الإداري في النقابة ولكي تأخذ دورها الطبيعي داعيا إياه بالعدول عن الاستقالة.

 

يشار هنا إلى أن موعد انتخاب هيئة إدارية جديدة للنقابة قد مضى عليه نحو العام ومن هنا بدأت الأصوات ترتفع لإجراء انتخابات جديدة.

 

المؤكد أن الاحتجاجات لم تكن لمنح الرئيس التونسي هذا الدرع حسب ما قاله عدد من الصحافيين بل لحالة التفرد المشار إليها والتي يجب ان تتوقف عند حدها.

 

وتوقع هؤلاء ان تتصاعد حدة الموقف في أعقاب عودة الطوباسي إلى رام الله بعد  ان ينهي زيارته من تونس التي لا زالت مستمرة.

 

(المصدر: « شبكة فلسطين الإخبارية »، وكالة أنباء مستقلة، بتاريخ 1 نوفمبر 2006)

الرابط: http://arabic.pnn.ps/index.php?option=com_content&task=view&id=4234&Itemid=35


 

تونس تستضيف ندوة سياسية دولية بمشاركة شخصيات من 33 دولة

 

تونس – 1 – 11 (كونا) — اعلن الامين العام للحزب الحاكم في تونس الدكتور الهادي مهنى اليوم ان تونس ستستضيف يوم الجمعة المقبل ندوة سياسية دولية حول (البعد الحضاري في العلاقات الدولية) بمشاركة 84 شخصية.

 

وتمثل الشخصيات 49 حزبا سياسيا من 33 دولة من بينها دول عربية اضافة الى ست منظمات اقليمية ودولية وغير حكومية وذلك في اطار احتفالات تونس بالذكرى ال19 لحركة التحول بقيادة الرئيس زين العابدين بن علي.

 

واعتبر مهنى في مؤتمر صحافي ان الرقم القياسي لعدد المشاركين في هذه الندوة يعود الى اهمية الموضوع المطروح بقوة على الساحة الدولية والى جهود تونس في دعم حوار الحضارات والثقافات والاديان ونشر قيم الاعتدال والتسامح والقبول بالاخر ونبذ التطرف والعنف.

 

واوضح ان برنامج الندوة يشمل ثلاثة محاور رئيسية يتناول اولها موضوع (حوار الحضارات) ويتناول الثاني (تنوع الحضارات عنصر اثراء للحضارة الكونية) في حين يتطرق المحور الثالث الى موضوع (التضامن والتقارب بين الثقافات والشعوب).

 

واشار في هذا السياق الى تأييد حزب التجمع الدستوري الديمقراطي (الحاكم) « للحوار البناء »مع بقية الاحزاب الوطنية في تونس ومكونات المجتمع المدني التونسي.

 

وقال ان هذا النهج يأتي في مقدمة اولويات الرئيس زين العابدين ضمن برنامج عمله السياسي.

 

(المصدر: وكالة الأنباء الكويتية كُــونا بتاريخ 1 نوقمبر 2006)

الرابط: http://www.kuna.net.kw/home/Story.aspx?Language=ar&DSNO=917698


الحزب الحاكم في تونس يحتفل بالذكرى 19 لوصول بن علي للحكم

تونس (رويترز) – قال قياديون في حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم في تونس يوم الاربعاء ان احتفالات ضخمة ستقام في البلاد احتفاء بالذكرى التاسعة عشرة لوصول الرئيس زين العابدين بن علي الى الحكم عام 1987. وقال الهادي مهني الامين العام للحزب في مؤتمر صحفي ان التجمع سيقيم احتفالات ذات صيت دولي واقليمي ووطني من بينها ندوة دولية حول البعد الحضاري في العلاقات الدولية في القرن الحادي والعشرين تشارك فيها 84 شخصية من 33 بلدا. وتولى بن علي السلطة في السابع من نوفمبر تشرين الثاني من عام 1987 بعد اعلان عجز أول رئيس للجمهورية التونسية الحبيب بورقيبة عن اداء مهامة لكبر سنه واستفحال شيخوخته. وقال الامين العام لحزب التجمع الذي يضم 2.2 مليون عضو ويهيمن على أغلب مقاعد البرلمان انه « سيتم تنظيم فضاءات حوار بين شبان تونسيين على الانترنت حول الولاء للوطن ودعم حوار الحضارات. » كما ستقام حلقات نقاش حول « المرأة والهوية والحداثة ». ودعا التجمع الدستوري الديمقراطي لهذه الاحتفالات العديد من الاحزاب العربية من بينها الحزب الوطني الديمقراطي وحزب الوفد من مصر وحركة السلم بالجزائر وحزب البعث السوري. وينتظر أن يعلن بن علي كما جرت العادة كل عام عفوا على عدد من المساجين بمناسبة هذه الذكرى. وعدد مهني المكاسب التي تحققت للبلاد منذ عام 1987 الذي وصفه بأنه تاريخ انقاذ البلاد من خطر كان على وشك السقوط فيه انذاك. وقال « المكاسب التي تحققت هذا التاريخ لا تحصى ولا تعد وبلادنا اصبحت مثالا يحتذى به في العالم في مجال الحداثة والنموذج لدى عديد المنظمات الدولية في عديد المجالات من بينها المجالات الانمائية. » ويشير مهني على ما يبدو الى تصنيف منتدى دافوس الاقتصادي الدولي تونس ضمن الدول الثلاثين الاكثر قدرة على المنافسة في المجال الاقتصادي. ويتباهى انصار الحزب الحاكم بالرخاء الاقتصادي والاجتماعي الذي تحقق منذ اعتلاء بن علي الحكم بينما تشتكي المعارضة من التضييق عليها. وفي تونس تسعة احزاب معترف بها بينما تحظر الحكومة خمسة احزاب ابرزها حركة النهضة الاسلامية. (المصدر: موقع سويس انفو نقلا عن رويترز بتاريخ 01 11 2006 )


 

نعم! إنها ليست ألبانيا ولكن قومك –  يا عبعاب –  ألبانوها!

بقلم: الشيخ محمد الهادي الزمزمي    وقفت في موقع (تونس  نيوز) الغرّاء على مقال للسيد الأزهر عبعاب بعنوان  » عفوا تونس ليست ألبانيا  » بدا فيه متهجّما على حركة النهضة مدافعا في الآن نفسه عن حكّام تونس! منكرا علينا اتهامهم بشنّ حرب على الإسلام في شرعه وشعائره وعقائده ومظاهره؛ مدّعيا أن خطابنا  » يجنح في أغلبه إلى تصوير بلادنا بأنها أرض يُحارب فيها الإسلام ويُضطهد فيها المسلمون كما الحال في ألبانيا على عهد أنور خوجة « . واصفا ذلك بالمهاترات والمبالغات! ناعيا علينا تكوين جمعيات لنصرة الإسلام والدفاع عنه في تونس! وكان من مآخذه على حركة النهضة زعمه:   – أن خطابها تقليدي واقع تحت تأثير المدرسة الفكرية الإخوانية.   – افتقادها إلى رؤية دقيقة، للتّحدّيات التي تواجه بلادنا في شتّى الميادين مع غياب تصوّرات وبدائل لما هو سائد.   – احتكارها لصفة المدافع الوحيد على الإسلام وعن هويّة تونس.   – غياب المراجعات الجذرية لخيارات الحركة، سواء على المستوى الهيكلي أو السياسي..التي تُستخلصُ منها الدّروس وتُغيّر بمقتضاها المسؤوليات وتُوضع على أساسها السّياسات والتّوجّهات الجديدة…   – القيادة نفسها منذ عشرات السنين والسياسات ترتكز على نفس المنطلقات الخاطئة…   وردّا على كلام السيد (العبعاب) أقول:   * من حيث الشكل: فإنّ عنوان المقال لا ينسجم مع مضمونه وما عدا قوله  » كما الحال في ألبانيا على عهد أنور خوجة  » فقد جاء المقال هجوما على حركة النهضة وخطابها وقيادتها وسياساتها « . فما وجه الربط بين العنوان ومضمون المقال؟!   * نعم! إن ما تقوله حقا؛ فتونس ليست ألبانيا، لا من حيث الموقع الجغرافي ولا الوضع التاريخي ولا الأصل العرقي ولا المنهج السياسي ولا الثقافي ولا اللساني. فتونس بهذه الاعتبارات وسواها ليست ألبانيا ولن تكون!   ولكنّ قومك الذين تجتهد – يا سيد عبعاب – في تبرئتهم من حرب الإسلام واضطهاد المسلمين وغلق المساجد، هم الذين يسعون جاهدين في (ألبنتها) – أي جعلها كألبانيا – على عهد الطاغية (أنور خوجة) بل وأسوأ من ذلك، مع اختلاف فقط في الطريقة والأسلوب!   ولعلّه فاتكَ – يا أخي الأزهر – أن تقول  » إن تونس ليست كوبا في حكم فيدال كاسترو! » وأنا معك كذلك في أنها ليست كوبا! ولن تكون!   * ولكنّ قومك – الذين تُنافِحُ عنهم – كَبَّوهَا ونَكَبُوهَا! وحسبُك من نَكبَتِهَا ما يصنعون اليوم بنسائها وبناتها من هتك لأعراضهنّ وحرماتهنّ، وجرجرتهنّ من شعورهنّ في الشوارع والسّاحات واحتجازهنّ في  المخافر رهائن الالتزامات والتعهّدات، وصدّهنّ على أبواب المعاهد والجامعات والمشافي والمصحّات! ولا أظنّ أن (فيدال كاسترو) فعل بمواطنات بلاده ما يفعل ذئاب عهد السابع من نوفمبر بمواطنات تونس المحجّبات!    * وأعجب – والله – للسيد (العبعاب) كيف يرتاب في حرب حكّام السابع من نوفمبر على الإسلام وأهله؟! متّهما إيّانا بالمهاترة والمبالغة! ولَيتَهُ – لكي يصدّق دعوانا – يعود عودة نهائية للاستقرار بتونس أرض الوطن؛ لا ضيفا زائرا لها زيارة على عجل، كما سبق له أن فعل، ليكتوي بنار السابع من نوفمبر كما يكتوي بها أهالي تونس؛ فيقف بنفسه على ما أصاب دين الإسلام وأهله من عظيم البلايا وكبير الرزايا! ولعلّه ساعتئذ سيندم ندامة (الكُسْعِيِّ) على قرار العودة النهائية! وربما يجد نفسه – بعد أن يكونوا قد جرّدوه من جوازه في وزارة الداخلية – مضطرّا من جديد إلى الهجرة السرية!! سعيا في الفرار من هذه النار! إنه لا بدّ أن يصطلي بجحيم السابع من نوفمبر لكي يدرك عظم بلية الشعب التونسي ومضاضة محنته ومعاناته! ذلك أن المحنة والمعاناة إنما تعاش ولا تحكى؛ وما أصدق قول القائل:
لا يَعرفُ الشَّوقَ إلاّ مَن يُكَابِدُه    ولاَ الصّبابةً إلا مَن يعانيها
عندها فقط يستيقن السيد (العبعاب) أن ما نقول ليس من المهاترة ولا من المبالغة في شيء!   * ولا أراني بحاجة إلى ضرب الأمثلة من القوانين والتشريعات أو نصب الأدلة من المواقف والخطط والخيارات والممارسات، لإقناع السيد (العبعاب) وغيره من المرتابين في حرب حكّام تونس على الإسلام وأهله!   فهذه أصداء حملتهم الدعائية المغرضة على اللباس الشرعي التي تصمّ الآذان، وتلك أزلامهم الضارية التي تطارد نساء تونس وبناتها في كلّ مكان على مدار الليل والنهار! كفيلة بإقناع كلّ من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. ألا تقوم هذه الوقائع لوحدها شاهدا على مدى عداوة هؤلاء الحكّام للإسلام وأهله؟! حتى أنهم حصرت صدورهم أن تقع أعينهم على أيّ شيء يرمز للإسلام من قريب أو بعيد، حتى ولو كان مظهرا شكليا، كغطاء على رأس فتاة أو امرأة عجوز، اتخذته وقاية لها من عوادي الحرّ والقرّ! أو زغبات أو شعرات متناثرات في عِذَارَيْ شابّ لم يجد من ضيق ذات اليد ما يشتري به موسى لحلقها، أو لحية في ذقن رجل كبير أو شيخ هرم، أو قميص (هركة) يواري به شابّ سوأته في هواجر الصيف الحارّة!   وإذا كانت نفوس القوم قد ضاقت بهذه المظاهر الشكلية ذات الصبغة الخصوصية؛ فكرّت عليها بإرسالها قطعان الذئاب والثيران والكلاب لمحوها وإبادتها! فماذا ترى يكون موقفهم من أصول الدّين وفرائضه وأحكامه الشرعية؟! لو نادى مسلم بإحيائها ودعا الناس إلى التزامها، إذن لسطوا عليه وبطشوا به!    * إنّ الحرب الدائرة رحاها من أجل تعرية النساء والفتيات في الديار التونسية هذه الأيام لم نشهد لما مثيلا في تاريخ البشرية الغابر ولا الحاضر، ولربّما كان ذلك مبعث ازدهاء حكّام السابع من نوفمبر وافتخارهم بهذ الابتكار! الذي لم يسبقهم إليه غير الشيطان! وكأني بلسان حال طاغيتهم يقول: 
وإنّي وإن كنتُ الأخيرَ زمانُه    لآتٍ بما لم تستطعْهُ الأوائلُ
وإذا بلغ الطّغيان من حكام السابع من نوفمبر أن حشروا أنفسهم في أمور الناس الخصوصية واختياراتهم الشخصية، حتى بلغوا من الاستهانة بكرامة الإنسان التونسي – رجلا كان أو امرأة – أن لا يملك شيئا من أمر نفسه! حتى حقّه في أن يختار نوع ملبسه أو لون ثوبه أو شكل هيئته أو مظهره! فماذا بقي له من صفة الآدمية والكرامة الإنسانية؟!   ومع كلّ ما ألحقه الطاغية (أنور خوجه) المقبور بألبانيا من خراب ودمار وهلاك وانهيار؛ فإنه – على كفره وجبروته وطغيانه وظلمه لم يؤثر عنه – فيما أعلم – تجريد نساء ألبانيا وبناتها من لباسهنّ، كما يفعل اليوم طاغية السابع من نوفمبر وبطانة الإلحاد والإفساد من حوله!    * وإني أسائل السيّد (العبعاب): ما عسى أن يكون موقفه من حكّام السابع من نوفمبر الذين يتصدّى اليوم للدفاع عنهم وتبرئة ساحتهم، رغم ثبوت إدانتهم في محاربة الإسلام والعبث بالحرمات وانتهاك حرمة المقّدسات؛  لو أنّ أحد جلاوزتهم انقضّ على والدته أو أخته أو على امرأته أو ابنته وهم في رفقته – في أثناء اجازتهم الصيفية أو عودتهم النهائية – فنهش عرضها أو هتك سترها وجرها إلى مخفر الشرطة من شعرها؟! على رؤوس الأشهاد في أحد شوارع (بن قردان) كما يفعلون اليوم بنسائها وبناتها! إن كان سيعتبر ذلك من الإشكالات المحدودة في الزّمان والمكان، والتي لا تستحقّ الإثارة ولا التضخيم ولا الإدانة! وهل سيظلّ متمسّكا بموقف الدّفاع والمنافحة عن هاتكي عرضه ومنتهكي شرفه! لأنه يرى صنيعهم ذاك ممّا يدخل في باب الصغائر المعفوّ عنها!! والتي لا تستوجب إنكارا ولا استنكارا!   * فإنّ كان السيد (العبعاب) يرضى الدنية في دينه وعرضه – وما كان هذا الظنّ به – لئلاّ يثير تلك الإشكالات أو يضخّمها لتبقى إشكالات ميكروسكوبية! لا تراها العين! فنحن لا ولن نرضى الدنية في ديننا، ولا لن نغضي عن العدوان على عرض أيّ امرأة أو فتاة مسلمة – أيا كانت – بمن فيهن محارم السيد (العبعاب)، ما دامت فينا عين تطرف. كيف نرضى بهذا أو نغضي عنه؟! وهذه جميع شرائع الأرض والسماء تشرع للمظلوم ردّ الظلم ودفع الظالم والانتصار منه { وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ}[الشورى: 42.41] { فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ } [البقرة:194] { وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ} [الشورى: 39] فكيف بنا والبغي واقع على ديننا وأعراضنا؟!
يهون علينا أن تصاب جسومنا    وتسلم أديان لنا وعقول
* فبأيّ مسوغ إذن ينعى علينا السّيد (العبعاب) استنكارنا لهذه الحرب، وسعينا في نصرة ديننا وأعراضنا بكلّ طرق النصرة السلمية؛ فينكر علينا حتى إنشاء جمعيات لنصرة الإسلام، ومناصرة المحجّبات المضطهدات في تونس! وأي ضير في ذلك؟! ألا ترى جميع أقطار العالم تعجّ بجمعيات اللعب واللهو وجمعيات للكرة بكلّ أصنافها (الطائرة منها والنازلة) وجمعيات لحماية الأشجار والنباتات، وجمعيات للرفق بالحيوانات، وجمعيات لحماية الصخور والأحجار والخرابات، وأخرى للديدان والحشرات!! فما بال السيد (العبعاب) يستكثر على المقدّسات والحُرمات المنتهَكَة في تونس أن تنشأ لنصرتها هيئات، وعلى المحجّبات المضطهادات فيها أن تبعث لمناصرتهنّ جمعيّات؟!   * فهل الجمادات والحيوانات أعظم شأنا من حرمة المقدّسات؟! أم أن الجمادات والحيوانات أعز مقاما من حرمة المحجّبات؟! فكانت أولى منهنّ بالرعاية وأحقَّ بالحماية! ألا يسوغ لنا إِذَنْ أن نحسد الحيوانات على ما تحظى به لدى جمعياتها من الرعاية والعطف والحماية؟! ألم يبلغ الهوان بالإنسان في بلادنا أن صار يتمنّى لو ينضمّ إلى جمعية الرفق بالحيوان! كي يحظى في أكنافها بالرعاية، وينعم في ظلّها بالحصانة والحماية من جلاوزة السابع من نوفمبر! ولكن هل ترى هذه الجمعيات بحكم انشغالها بأمر الحيوان تستجيب لاستغاثات الإنسان؟! حتى إذا ما عجزت عن إسعافه بالحماية من الاضطهاد والاستبداد – يناديها في حسرة وأسى:   جمعيةَ الرِّفقِ بِالسنَّوْرِ وَالدِّيكِ    مَاذَا دَهَاكِ عَنِ الإنسَانِ يُلْهِيكِ؟!   * وإذا كان السيد (العبعاب) لا يرى ما يجري اليوم على أرض تونس حربا على الإسلام وأهله وشعائره ومظاهره ويجادلنا في ذلك – رغم إقرار مسعري نارها وملهبي أوارها بذلك صراحة! دونما مواربة. فليت شعري ما تفسيره لما يجري على أرض تونس اليوم من اضطهاد النساء والبنات ووصم لباسهنّ بلباس المومسات! وهو قذف صريح ورمي قبيح يمثل عدوانا شنيعا على كل المحجّبات بمن فيهنّ محارم السيد (العبعاب) من النساء والفتيات! فهل كلّ هذا – في نظر   السيد (العبعاب) – ممّا يدخل كذلك في باب الإشكالات البسيطة! التي تجعله يرضى بالإغضاء عن الطعن في شرفه وشرف محارمه! ويدعونا نحن كذلك لنحذو حذوه ونقف موقفه! تاركين دين الله وحرماته وأعراض نساء تونس وبناتها تلغ فيها الكلاب النابحة والذئاب الضارية؛ كلّ ذلك لئلا يتّهمنا أحد باحتكار صفة المدافع الوحيد عن الإسلام وهويّة تونس دون غيرنا!!   وللحديث – إن شاء الله  – صلة   فقير ربّه محمد الهادي بن  مصطفى الزمزمي   (المصدر: موقع الحوار نت www.alhiwar.net بتاريخ 1 نوفمبر 2006)


 

في دونية المرأة وكمالها (1 /2)

الحرب على الحجاب وتداعيات المواقف منه:
إذا كان الحديث عن أي شيء وعن أي كائن حي لا يستقيم في الأصل إلا انطلاقا من طبائع الأشياء والأحياء وخصائصها، فإن الحديث عن المرأة ككائن بشري حي حضي كما حضي الرجل بالتكريم الإلهي الذي خص به الله سبحانه وتعالى بني آدم من دون سائر الخلق في الأرض، وجعل كل ما دون ذلك مصخرا له، وكان مثلها في ذلك كمثل الرجل تماما، لا يمكن أن ينتهي إلى حقيقة ونتيجة تكون قابلة لأقل ما يمكن من الجدل فيها، إلا إذا تم تناول الموضوع من بدايته وانطلاقا من طبائع الأشياء والأحياء، واستنادا إلى حقائق العلم واستخلاصات العقل، وثوابت النقل الذي لا قيمة له ولا نفع يحصل منه بغير العقل فهما وتأويلا وتنزيلا والتي لا يتناقض بعض هذه الأسانيد مع بعض.
وما كانت كثرة الجدل في موضوع المرأة إلا: – لتنكر الكثيرين لأحكام العقل فيه أولا. – ولهروب وابتعاد آخرين عن حقائق العلم ثانيا. – وضرب آخرين عرض الحائط جملة وتفصيلا بثوابت الوحي ثالثا. – والإصرار على الحديث في المسألة من  » ويل للمصلين… » أي من غير الرجوع بالأمور إلى أصولها وطبائعها رابعا.
وبما أن الحديث في المسألة في إطار إخضاع الموضوع برمته لطبائع الأشياء، والإسترسال فيه وفق رؤية علمية عقلانية محايدة وغير منحازة، لا يتسع إليه هذا المقال في هذا المقام، فإني لا أستطيع إلا أن أتناول الموضوع من حيث تناوله الذين يخضعونه اليوم للمناقشة وقد بدأوه من « ويل للمصلين…. ». ولكن لتوضيح بعض ما يجهله أو يتجاهله أو يغفل أو يتغافل عنه البعض ممن يشهرون أقلامهم للقول في موضوع الحجاب ما يعتبرونه رجعية وتكريسا للتخلف ودونية المرأة.
– دونية المرأة؟ ! : وبما أن أكثر الأقلام هجوما على أوسع قاعدة اجتماعية نسوية  تونسية حاملة للخمار(الحجاب) وغيرهن من المقتنعات به واللائي تحول الظروف السياسية القمعية الإرهابية دون ارتدائه هي أقلام يسارية مؤازرة لنظام بن علي الذي يحكم البلاد بهم وهم يحكمونها من خلاله.فإنه كثيرا ما كانت في ما تخط أقلامهم وما يكتبون في صيغ ونبرات تحريضية واضحة، تكريس الخمار(الحجاب) لدونية المرأة.
– ماذا يعني الخمار عندنا وماذا يعني عندهم، وماذا تعني دونية المرأة؟:
أقول للمؤمنين والقائلين بالتطور والتطوير، بأن الخمار الذي ترتديه وتريد أن ترتديه والواجب على النساء والفتيات المسلمات ارتداءه في العالم كله، هو صيغة من اللباس الشرعي وبالمواصفات الشرعية المتطورة التي تقتضيها المتغيرات. وهو من الصيغ الأفضل والأكثر تطورا عبر الزمن وباختلاف الظروف والأحوال، بما يتيح للمرأة المسلمة المستجيبة لما أمر الله النساء المسلمات في محكم تنزيله وفي سنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بالإلتزام به طاعة ومحبة له وطمعا في ثوابه وخوفا من عقابه، ممارسة كل أنشطتها والتزاماتها، والتمتع بكل حقوقها في الحياة الثقافية والعلمية والمعرفية والإجتماعية والمهنية والسياسية والإقتصادية عبادة له من خلالها وبها.
ولقدرة المرأة المتحجبة وما يتيحه لها الخمار واللباس الشرعي من انتشار وحلول بكل مواقع الفعل الإجتماعي والسياسي والإقتصادي والثقافي هي اليوم مستهدفة من طرف أنصار العري والمروجين لثقافة المتعة واللذة والجسد ومظاهر الدعارة التي يفرضونها على أبناء وبنات شعبنا العربي المسلم في تونس، لما أصبحت تمثله عليهم من حجة على القدرة على الجمع بين الإلتزامات الشرعية ومتطلبات الحياة المتغيرة والمتطورة في كل مناشطها. ولما أصبحوا يعانونه من حرمان من متعة ملازمة المرأة الجسد لهم في كل المواقع وفي كل الميادين وفي كل المستويات.
فالخمار واللباس الشرعي بما يجب أن يصحبه من وعي بمقاصد الشريعة وبآداب وأخلاق وقيم ومبادئ الإسلام، وثقافة إسلامية واضحة وناضجة استيعابا وفهما وتطبيقا في حدود ما هو ممكن ومتاح في هذه الظروف الإستثنائية التي يعيشها شعبنا وتعيشها الأمة وتعيشها المرأة المسلمة الملتزمة بالإسلام فكرا وسلوكا وأخلاقا، هو عندنا معشر المسلمين الملتزمين بالإسلام والداعين للإلتزام به عبادة ونظاما سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا، إخفاء للمرأة الجسد وإظهارا للمرأة العقل والروح.
وبما أنه لا حاجة للمتغربين من النخبة العلمانية اللائكية بالمرأة العقل والروح الذان يخفيهما الجسد عند عدم إخفائه، فإن الضغط الغريزي الجنسي والإشباع المحرم له هو الذي يدفعهم دفعا إلى الدفاع عن المرأة الجسد بذرائع وأكاذيب ومزاعم كاذبة يسمونها حقوق المرأة ومكاسبها وعقلها ومساواتها بالرجل، ومهاجمة المرأة العقل والروح الذان يبرزهما عندها إخفاء الجسد، هو عندهم رجعية وتخلفا وتكريسا لدونية المرأة التي أصبح مطلوبا منها عندهم مغادرة أنوثتها باتجاه الرجولة التي هي أفق ما هم ببالغين بها إياه حتى يلج الجمل في سم الخياط .والكل يعلم كما لا يخفى على أحد أن مساواة المرأة بالرجل التي جعل منها هؤلاء مشروعا يبدو إصلاحيا تحرريا لصالح المرأة المضطهدة ولصالح المجتمع العصري التقدمي الحديث، إنما يريدون أو يزعمون على الأقل أن يكون ذلك في الحقوق والواجبات. وهي في الحقيقة كلمة حق أريد بها باطل. لأنه إذا كان لابد من مساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات لصالح عدالة اجتماعه أفضل ولصالح مجتمع أكثر توازنا وأكثر عدلا وأكثر استقرارا وأكثر أمنا، فإن واجبات المرأة وحقوقها التي تتفق مع أنوثتها التي لا معنى لها بدونها ولا غنى للكون عنها،  ليست واجبات الرجل وحقوقه التي تتفق مع ذكورته التي لا معنى له بدونها والتي لا غنى للكون عنها « …وليس الذكر كالأنثى » في غير تفاضل بين حقوقها وواجباتها وحقوقه وواجباته، بما يجعل للمرأة حقوقا  غير حقوق الرجل وواجبات غير واجباته، وبما يجعل للرجل حقوقا غير حقوق المرأة وواجبات غير واجباتها، وكل ميسر لما خلق له، في غير تعسف على أنوثة المرأة ولا على ذكورة الرجل. تلك هي قاعدة المساواة والعدل والتكامل الإجتماعي.
والكل يعلم اليوم أن الذي أصبح سائدا من الثقافة العلمانية المستوردة المفروضة على شعبنا بقوة سلاح المستعمر، وكل أدوات قمع النظام العلماني المستبد، الإشارة إلى المرأة الجسد بألفاظ سوقية تجري على ألسنة النخبة كما تجري على ألسنة العامة سواء بسواء، في كل مكان تقع فيه تحت أنظار الخاصة والعامة، وقد اشتد إعجابهم بها، وهي تلك التي لم يكن يخفى من جغرافية جسدها بنتوءاته ومنحدراته شيء،  بما بين فخذيها بقولهم: (شوق أالخر…).وليس ذلك في الحقيقة من الثقافة في شيء.
فقيمة المرأة عند العلمانيين المتغربين المتطرفين تكمن في جسدها وفي جسدها فقط.وهي التي تفقد قيمتها عندهم حين تخفي جسدها، ولا تريد إلا أن ينظر إليها على أنها روح وعقل أولا، ثم لا يكون لها اعتبار عند الرجل باعتبارها جسد بعد ذلك إلا في مرحلة ثانية، وبعيدا عن المعترك اليومي للحياة وتعقيدات ومعانات الشأن العام، وفي أماكن محددة وفي مواقع وظروف مشروعة خاصة.
في الوقت الذي لا يريد ولا يعمل النظام والجهات التكفيرية المتطرفة في الحركة العلمانية الداعمة لمواقفه وسياساته إلا أن تكون المرأة التي لم يجعلوا منها إلا جسدا قريبة من الرجل العلماني المادي، أو ضحية العلمانية والتغريب، ولا اعتبار لها عنده إلا حين تكون على جانبه وقريبة منه في كل مكان وفي كل زمان وفي كل المواقع وفي كل الظروف، لغاية مشروعة أو لغاية غير مشروعة، ولمصلحة ولغير مصلحة، ولضرورة ولغير ضرورة، ولهدف مشروع ولغير هدف مشروع. فوجود المرأة « الجسد » معه في كل مكان وزمان وعلى كل صعيد مطلوب لذاته، تحقيقا للمتعة وإشباعا للنهم الغريزي الجنسي الذي يعبر عن نفسه بحركات وبنبرات وبسلوكيات مختلفة، وليس أشد إثارة لذلك من العري واللباس الفاضح غير المحتشم والزينة والتبرج الذين غالبا ما يكونان مصاحبين لذلك، ويكون ذلك باسم المساواة وحقوق المرأة والدفاع عن المكاسب.
هذا ما تعلمه المرأة التونسية وما تعيشه وما هو مفروضا عليها عيشه والقبول به اضطرارا، وما يعلمه كل التونسيين وما يعيشونه وما هو مفروضا عليهم عيشه والقبول به، وإلا فلا مكان لهم بالمؤسسات ولا بالفضاءات ولا بالساحات الخاصة والعامة ولا بالبلاد.
– لماذا يرفض التكفيريون من العلمانيين الخمار(الحجاب) ويحاصرونه ويقاومون ويحاربون أهله؟:
إن رفض التكفيريين في الحركة العلمانية للخمار(الحجاب)واللباس الشرعي كان قديما ومنذ أن نجح الإستعمار في إنشاء هذه الطائفة والتمكين لها. وكان ذلك تمكينا منهم لثقافة الغرب ومواصلة فرض مشروعه الإستعماري في بلادنا كما في سائر أوطان شعوب أمة العرب والمسلمين وسائر الأمم والشعوب المستضعفة، وبذريعة أنه من القديم من البنى التقليدية الذي يمثل الإنحطاط والتخلف والجهل والرجعية وفق مفهوم الدين الذي جعله الغرب الصليبي اليهودي بين أيديهم، واعتبروا ذلك من المسلمات المحسوم الموقف منها وغير القابلة للمراجعة، وهم في حالة جهل تام بالإسلام  وبثقافة الإسلام وبحقيقة تاريخ الإسلام وحضارته… وكانوا لا يريدون لهذا الدين إلا أن يكون كذلك. ولكن مقاومتهم للإسلام ولمظاهره ومنها الخمار(الحجاب) واللباس الإسلامي الذي يحمل المواصفات الشرعية لدى المرأة المسلمة، وحتى ما يعتقد أن له علاقة بالإسلام لدى الرجال كاللحية وبعض أنواع وألوان اللباس كانت أشد، عندما تبين لهم أن هذا الدين ليس ككل الأديان، وأن ثقافته ليست ككل الثقافات، وأن حقيقة تاريخه وحضارته ليست كحقيقة كل التواريخ والحضارات.
– من حيث هو شعيرة إسلامية ألزم الله بها المرأة المسلمة وفق علم الخالق بالمخلوق، وهو أعلم بمن خلق، أخذ أعداء الخمار(الحجاب)المعادين لمعلوم من الدين بالضرورة يحاربونه ويعترضون عليه من حيث هو كذلك أولا، أحبوا أم كرهوا أو أرادوا أو لم يريدوا أو قصدوا أو لم يقصدوا.
– ثم من حيث هو تطوير للباس التقليدي وفق متغيرات وضرورات العصر للحركة الإسلامية المعاصرة، بما يتيح للمرأة المسلمة الملتزمة بما ألزم الله به النساء في الإسلام القيام به من كل ما لهن الحق فيه من التزامات ونشاطات مختلفة باختلاف أوجه وميادين الحياة ثانيا.
– ومن حيث هو تعبيرة تميز ثقافي وحضاري إسلامي جاد وفاعل ثالثا. – ومن حيث هو انخراط في الحياة العامة نحو التطور والتقدم والتحرر على قاعدة عقيدة الإسلام وثقافة الإسلام رابعا.
أما القول بأن الخمار(الحجاب) يكرس دونية المرأة كما يلوح بذلك أعداءه ومعارضوه من أنصار « المرأة الجسد »الواقفون على أعتاب الإستبداد، والمتناقضون مع كل القوانين والمواثيق الدولية الراعية لحقوق الإنسان من الشرذمة القليلة من التكفيريين التي تشن منذ ربع قرن من الزمن حربا شاملة لا هوادة فيها من خلال السلطة ومن خارجها، ليس على الخمار (الحجاب) وحده، ولكن على كل ثوابت وقيم ومبادئ الإسلام، ومن خلال ذلك على كل الشعب التونسي المسلم، وترسل خطابها المسموم المغشوش باتجاه الرأي العام المعادية له، والذي لا علاقة له بها ولا بخطابها، على أن الأمر لا يتعلق بحرب دينية ضد الشعب ولا بصراع عقائدي ديني، وهي التي تفعل ذلك ولا تريد أن يفهم على أنه كذلك، ولا أن يتم النظر له والقبول به كذلك، ولا تريد أن يحسب ذلك عليها. فقد أوجدت هذه الشرذمة المتحصنة بالسلطة والمنظمة وغير المنظمة خارجها انقساما طائفيا. وأشعلت فتنة طائفية لا قبل للشعب التونسي ولا علاقة له بها، ولا وجود لها في تاريخه الطويل. ولا تريد من الناس مع ذلك أن يفهموا حقيقة النظام وطبيعته الطائفية، بل تريدهم أن يقبلوا بما يروج له من فهم خاطئ لكل ذلك وعلى خلاف حقيقته، وعلى خلاف حقيقة الطبيعة الطائفية لهذا النظام الذي فقد صوابه.فقد كانت هذه الشرذمة ذات النزعة والتركيبة الطائفية العلمانية اللائكية التي جعلت من النظام نظاما أسريا وطائفيا  تفعل ذلك وهي لا تعلم أن الشعب التونسي بالغ من النضج والقدرة على الفهم ما يجعله ليس في حاجة إلى أفهامها، و ليست قادرة على تضليله.فهو بصرف النظر عن كل ما يقال فيه يملك من روح التحضر والمدنية ما لا تملكه هذه العصابة. وهو المسالم والرافض للعنف مقابل عدوانيتها له وانتهاج العنف سبيلا وحيدا في مواجهته وفرض رؤيتها عليه بالقوة بكل استعلاء وعنجهية ووحشية وإرهاب، وتوهمه وتوهم نفسها أنها إنما تريد به من خلال كل ذلك خيرا. وأنها لا تأتي من الأفعال إلا ما فيه مصلحة له.
من ذلك أن هذه الشرذمة ذات المنزع والتركيبة والتكوين الطائفي الغربي، ظلت ماضية في تأكيدها في حربها على الخمار(الحجاب)واللباس ذات المواصفات الشرعية وعلى الإسلام كله من خلاله، على أن في ذلك تكريسا لدونية المرأة، وهي التي لا تريد لها هذه الدونية وهذه الإنتكاسة وهذه الردة التي وقعت فيها، والتي دفعها وأعانها عليها قوم آخرون، بعد الأشواط التي ذهبتها في التقدم والتطور والتحرر.هؤلاء الذين يعتبرون من خلال ما يفعلون أن الإنسان إنما يستمد قيمته ليس من ذاته، ولا من التكريم الإلهي  له كما في ثقافة الإسلام وكما يراها العقل الإسلامي، وكما يريد الذوق الإسلامي أن يكون عليه المشهد الإجتماعي من نماذج بشرية تستمد قيمتها من ذاتها بكل ثقة في النفس ومن التكريم الهي لها، وكما يتأكد ذلك من خلال آي القرآن الكريم، ولكن من مظهره كما يريدون له أن يكون عليه وليس حتى كما يختار هو أن يكون عليه، بما للمظهر من قيمة ومن دلالة، من غطاء الرأس وكشفه ومن اللباس الساتر المحتشم إلى العاري الفاضح المستفز للمشاعر والمهيج للأجسام والمربك للعقول.  
  علـــي شرطانـــي   قفــصـــــــة  تــــــــونس  


 
رسالة اللقــاء رقم (12) :  

امرأتنا والسلطة، وفقدان الشرعية

د.خــالد الطــراولي ktraouli@yahoo.fr   منذ تأسيس الجمهورية كان البحث عن الشرعية (1) وأدواتها همّا سياسيا حمله النظام والحزب الحاكم في برامجه ومواقفه وخططه السياسية والاجتماعية… كان بورقيبة يعتقد أنه الدولة أو النظام، غير أن هذا لم يكن كافيا لإمداده بشبه حق إلاهي في حكم البلاد وشرعية تواصل رئاسته مدى الحياة..، كان التماس البعد الجهادي في مسيرته النضالية ضد المستعمر بتسميته ب » المجاهد الأكبر » محاولة لكسب هذه الشرعية الهشة، غير أنها لم تكن كافية لإكساب شرعية دينية « لإمامته »..، كانت الهيمنة على الحركة الوطنية وسنين النضال قد أعطت للحزب الدستوري « شرعية » مواصلة « النضال » ـ الذي لم يفتر ـ ضد الفقر والتخلف ومن أجل تأسيس الدولة الحديثة وازدهار البلاد!   البحث عن الشرعية المهزوزة   لم تكن هذه المحاولات ـ على أهميتها ـ كافية لإضفاء طابع الشرعية الطبيعية لرئاسة رجل وهيمنة حزب، وكان لابد من استدعاء فعاليات جديدة و إلحاق أبعاد أخرى لمسألة الشرعية تحمل طابعا أيديولوجيا وممارسة ميدانية مباشرة ومواقف سياسية جديدة وتستند إلى مجموعة حقيقية وكبيرة من المواطنين… فكانت المرأة هذا البعد المفقود والحل المعجز وأداة النجاة لتأسيس شرعية مبنية على الدفاع على حقوقها وإخراجها من موطن العزلة والاستبعاد والاقصاء إلى ركب المساهمة في بناء مجتمع جديد وحديث.   كانت ضربة لازب وفكرة جريئة وذكية، ورغم أننا نخطئ إذا حصرنا سبب هذا التوجه البورقيبي نحو المرأة بالبحث عن الشرعية لشخصه ولحزبه فقط، غير أننا نرى ومستقبل العلاقة بين الاجتهاد البورقيبي والمرأة وتواصل النظام فيما بعد على نفس الطريق عبر التنقيحات المتواصلة لمجلة الأحوال الشخصية، تأكيد أن النظام قد استغل هذا المكسب بالتفاف جزء كبير من المجتمع حول برامجه.. فكانت المرأة، أي نصف المجتمع تقريبا، مساهما في إضفاء شرعية الوجود وشرعية البقاء وحتى شرعية الاستفراد بالحكم… فالمهمة عويصة وطويلة وتتطلب الرجال أو الرجل، مع الاقتناع الكامل بالفكرة وتنزيلها عبر مراحل ومحطات لا نراها إلا غير منتهية، فكلما وقع الحزب أو النظام الحاكم في اهتزاز لشرعيته نتيجة خرف الحكم أو عبر تململات شعبية أيا كان سببها سياسيا أو اقتصاديا فإن حامي حمى المرأة موجود باستمرار لتأكيد مسيرته التحررية التي لم تنته ولعلها لا تنتهي تجاه هذا الكائن الذي سيظل ضعيفا حتى لا يقوى فنضعف، وصغيرا حتى لا يكبر فنصغر. فتولدت شرعية شبه أبدية، كلما اعتُرِض على تواصلها إلا رُفعت يافطات التحرير والتحرر والمكاسب والمطالب لهذا الكائن الضعيف والمستعبد، ووجّهت أصبع الاتهام لكل فرد طعن في هذه الشرعية لأنه يطعن في مكاسب نصف المجتمع ويصبح بالتالي عدوا للمرأة ولمكاسبها التي أعطاها لها النظام.   ولعل الكثير بوعي أو بغير وعي وقع في هذا الفخ ولم يتجرأ على فتح باب التقييم خشية هذه التهمة، فأطنب في ذكر هذه المكاسب ـ على أهميتها ـ ولم ير فيها أبدا سلبيات صاحبتها، أو توظيفا سياسيا وقع لها، أو أنه يمكن تقييمها وتقويمها والدفع بها نحو مواطن أكثر عدالة اجتماعية واقتصادية وسياسية، حيث لا تزال المرأة تعيش فيها دورا ثانويا أو هامشيا حتى وإن رأينا المرأة سائقة الطائرة وصاحبة المنشأة! ولعل في تهميش الدور السياسي للمرأة خير دليل على هذا الضمور والذي نراه غير ملتزم بجنس، ولكنه يرتبط بواقع ومنهجية حكم تقصي عديد الأطراف، كان للمرأة النصيب الأكبر ولا شك في هذا التهميش.   المــرأة الجــديــدة   كانت المرأة إذا ولا تزال حصان طروادة وصمام أمان لتواصل هذه الشرعية لأكثر من أربعة عقود، غير أن دخول الصحوة على الخط خلط الأوراق ووجه إشارة إنذار قاسية وخطيرة ووضع أصحاب الشرعية المرتكزة على حقوق المرأة أمام تحدي مواصلة الدفاع عن حقوقها ومنها حرية الاعتقاد واللباس وعدم خيانة المبادئ والثوابت التي قامت عليها التصور ونزلتها الممارسة..غير أن التحدي بدا كبيرا ومثيرا فكأن بيتا من الورق قد سقط وقصرا من الرمال قد وقع… كيف لهذه المرأة التي صاحب سفورها عقودا من الزمن والكفاح من أجل التخلي عن هذا الحجاب الذي أعاق الجدات وتخلت عنه الأمهات، والذي مثل انتصارا على « الرجعية » و »المحافظة » و »الظلامية »، تعود به الحفيدات ضاربة عرض الحائط بخطاب وتصور، بنى النظام عليه الكثير من شرعيته وتباهى به بين الأمم؟.   لقد كانت المرأة العنصر الذي مانفك النظام يؤكد من خلاله على حداثة مشروعه، و سلامة توجهاته التنموية والتعليمية، وأسبقيته التجديدية في مجالات حقوق المرأة ومن ورائها حقوق الإنسان… كان يسعى دائما إلى إبرازه مشروعا متكاملا يصطبغ في أطرافه بهذا البعد الحداثي التجديدي الجامع في ظاهره لكل أطراف المجتمع وخاصة جزءه النسائي، كانت المرأة لواء هذا المشروع وكانت ولا تزال الورقة السياسية الضخمة التي لا يتقاعس النظام على رفعها عالية أيام الخصب وأيام الجدب…   كيف يتمرد هذا الفصيل من الشعب على صاحب نعمته؟ كيف يتنكر لجمائله؟ لقد كانت هذه العلاقة بين الحاكم وبنات الوطن علاقة منّة وصاحب معروف عليها، وهذا ما يتردد دائما في أدبياته وخطاباته، مع تذكير دائم ومتواصل بأنه صاحب نعمتها، وما نجر عن ذلك من وصاية على مسار جنس كامل في ذوقه ولباسه ولعله في أكله وشربه!!!   لم يقبل النظام المساس بمرجعيته، لم يتفهم تمرد فصيل سعى إلى تربيته حسب « بيداغوجيته »، ولن يقبل الإطاحة بشرعية بناها على عقود، وأقنع نفسه والعالم من حوله أنها دائمة بدوام ملكه… كيف يقبل بسقوط هذا الميثاق الغليظ الذي جمعه بهذا الفصيل والذي يرى في تمزيقه نهاية شرعية ونهاية مشروع ونهاية حكم؟   أعلنت « المرأة الجديدة » ممثلة في هذا الجزء الكبير من نساء تونس عبر لباسها، عبر عودتها إلى صرح ديني صريح، عبر نموذج آخر في الحياة ولو على بساطته وفي بدايته، عن نهاية أيديولوجية نظام، وإفلاس فلسفة حكم ومنهجية تعامل مع هذا الكائن « الضعيف »، الذي رفع عصا العصيان وأعلن الخروج عن بيت الطاعة… فهل أصبحت المرأة شعار الشرعية في سنوات الماضي شعار اللاشرعية المستقبلي، لنظام يبدو أنه دخل التاريخ على حين غفلة من الناس ليخرج منه على بينة ووضوح؟. وهل يمثل الحجاب رغم طابعه الديني الخالص إرهاصات نهاية عهد وبداية آخر؟ وهل انتهت مسرحية كانت فصولها مليئة بمشاهد حقوق المرأة والدفاع عن وجودها، غير أن المشاهدات لما غادرن قاعة المسرح وجدن سيارة شرطة في انتظارهن كُتب عليها  » الشرطة في خدمة الشعب « …   (1) يعرّف مفهوم « الشرعية » عادة في بعده الاجتماعي والسياسي بتقبل غالبية أفراد الشعب للنظام القائم وخضوعهم له طواعية دون إكراه.   (المصدر: موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net )

تونس في 09 شوال 1427 الموافق   31/10/2006 بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم
 

لمصلحة من يتأجل التغيير؟

 

لكل من يتابع الأحداث العالمية و مجرياتها و التغييرات التي تهز كامل مناطق العالم ; تحالفات جديدة و استراتيجيات جديدة  و أنظمة تسقط بين عشية وضحاها و أنظمة تصعد و انتخابات تهز العديد من المناطق في العالم فتفرز إرادات شعبية قررت رفض الخنوع و منطق الذل و الهيمنة الأمريكية على مستقبلها و مصالحها الحيوية و الإستراتيجية على الأقل, وتتعالى الصرخات و المظاهرات و الاحتجاجات, معلنة أن العالم يتغير و أن المشهد الموجود لا بد أن يرحل  بكامل ديكوره السياسي و الاقتصادي, لأنه من ناحية لم يعد ينفع أحد و ما نفع يوما أحد وأن عالمية التوحش و الهيمنة قابلته عالمية حقوق الإنسان و المواطنة, و يبدوا أن المنطقة العربية التي لا تستطيع في النهاية أن تغير مجرى التاريخ و الأحداث لأنها فعلا ليست مؤثرة فيه و لكن متأثرة , وليست فاعلة و لكن مفعول بها , وفي أقصى الحالات منفعلة بشكل لا يؤدي إلى نتيجة واقعية على الميدان .
إن عملية الصمود الزائفة في وجه التغيير و الانتقال الديمقراطي مسألة وقت لا أكثر و لا أقل أملتها محاولة القوى الاستعمارية استثمار ضعف المنطقة و لا مشروعية أنضمها في نيل استحقاقات  وتحقيق مصالح  سيعز نيلها إن تدمقرطت المنطقة  ووعت الشعوب بمصالحها وهي واعية وان بدا للعيان أنها لا تهتم,من ناحية أخرى صارت شعوب المنطقة العربية رافضة لهؤلاء الأنبياء المخلّصون ودعاة الجبروت و الربوبية و هؤلاء الرجال التاريخيون اللذين لولاهم لذهبت ريحنا و ما بقيت لنا من باقية و اختزلت الشعوب في أفراد يتمتعون بكفاية طبيعية خارقة للعادة فهم الحكماء و العلماء و السابقون لعصرهم و قدرهم حكم شعوب جاهلة لا تفهم مصلحتها هؤلاء اللذين لا يتأتى للشعوب أن تنتج و تلد أمثالهم لذلك وجب استغلال مواهبهم مدى الحياة )برئاسة مدى الحياة(.منطق صار يرفضه الجاهل قبل العالم و الصغير قبل الكبير  هذا المشهد سيختفي و لا بد أن يختفي لكن كيف ياأخي؟ ليس بالإبداع في الدعاء ولكن بالدعوة إلى الإبداع الإنساني في مجال النضال و الكفاح و هو رصيد مفتوح لمن أراد و جاهد و جهد في التغيير و لو بكلمة حق ولو بالصمت عن قول كلمة باطل وهو رصيد دعا إليه رب العزة

لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

و جزاؤه في الدنيا عزة للمؤمنين و في الآخرة رضوان رب العالمين وهو رصيد يحتاج منا إلى وعي مستمر بدواتنا و نفض الغبار عن إراداتنا الحرة و كما يقول شاعرنا التونسي

إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر

و الحمد لله على توفيقه لي في كل مرة بالمساهمة بكلمات في هذا الموقع والعذر لبعض الأخطاء اللغوية

حافظ بن عثمان


 إلى قبس النور الذي مزق ظلمة الصمت

 إلى صوت الحق الذي أسقط صنم الخوف من الطاغوت

 إلى الريح تجتاح صروح الضيم لا تبقي فيها ولا تذر

 إلى الجزيرة في عيدها العاشر أهدي قصيدتي هذه..

 

جمال الدين أحمد الفرحاوي

 

 

 

تيه شموخا

 

طاولي النّجوما 

وتمردي

 

لا ينحني 

منك الطّرف 

أنت  الشرف 

يا سيفنا المسلول 

تيه شموخا 

فينا استقيمي طولا 

مدي عيونك

 

في المدى 

أجزيرة الحقّ 

الذي طال المدى 

فكّي قيود الشّعب 

عرّي زغاريد الكآبه 

أمطري 

جلّي غيوم الظّلم 

أمطريهم 

يا سحابه 

عشر مررن 

وصوتك 

يجتاح 

فرعون الغروب 

يفتكّ  منه 

عصى موسى 

يعيد النّور للدروب 

تيه جزيرة الحق

 

شموخا 

واستقرّي …في القلوب

 

 

جمال الدين أحمد الفرحاوي

 

لاهاي في 1/11/2006

 

شاعر تونسي يقيم رغم أنفه في لاهاي/هولندا – الهاتف 003124965820


    

الأهداف الحقيقية لحركة النهضة التونسية في » معركة الحجاب »

نور الدين المباركي (*)   تعددت القراءات و التحليلات لخلفيات « معركة الحجاب » التي تشهدها تونس منذ نحو شهرين. و اللافت للإنتباه أن أغلب هذه القراءات حملت الحكومة التونسية المسؤولية الأولى في بلوغ المعركة هذه الدرجة من التوتر التي وصفها البعض بأنها شبيهة بما كانت عليه البلاد في بداية التسعينات عندما اشتدت الأزمة بين الحكومة و التيار الإسلامي.   و تكمن مسؤولية الحكومة – حسب هؤلاء – في تعاملها الأمني مع المتحجبات و اعتداء أعوان الأمن عليهن أمام المساجد و في الأماكن العمومية وحرمانهن من مزاولة دراستهن و ممارسة أعمالهن. وهو ما فسح المجال أمام ردود غير متوقعة منها ما حصل في » حي الحبيب » القريب من وسط العاصمة و  » جامع السلام » في ضاحية العمران الأعلى (غرب العاصمة)، من تصادم بين قوات الأمن و المصلين.   ويعتقد أصحاب هذه القراءة أن الحكومة لها مصلحة في إثارة ملف الحجاب في هذه الفترة بالذات، وهي التغطية على عدة ملفات داخلية تريد صرف الأنظار عنها الى جانب سعيها للظهور دوليا كمحارب للإرهاب.   و من الوهلة الأولى تبدو استنتاجات هذه القراءة منسجمة مع مقدماتها و تبدو متينة. لكن التمعن فيها جيدا و النظر لما يحدث بعين أخر يضعنا أمام حقيقة مخالفة ، وهي أن التيار الاسلامي هو من خطط ليبلغ الجدل حول الحجاب هده لدرجة من التوتر ، وهو الطرف الذي له مصلحة أكثر من غيره في كل ما يحدث.   خطط التيار الاسلامي لهذه المعركة ( و لابد من الاعتراف أنه خطط لذلك بشكل جيد) ليحقق جملة من الاهداف بعضها ليس خافيا على المهتمين بالشأن السياسي في تونس.   أول هذه الأهداف توجيه رسالة واضحة الى السلطة ، مضمونها أن  » حركة النهضة » مازالت طرفا رئيسيا في الخريطة السياسية و أنها مازالت قادرة على التأثير في الوضع الداخلي و على ادارة المعارك الواسعة، و عليه لا مجال أمام الحكومة الا التعامل معها.   و ثاني هذه الأهداف توجيه رسالة الى الأحزاب السياسية مضمونها أن الفراغ الذي تركته « حركة النهضة » منذ خمس عشرة سنة لا تسطيع أن تملأه إلا « حركة النهضة ».   و ثالث هذه الأهداف توجيه رسالة الى حلفائها الذين عابوا عليها عدم « تحريك » قاعدتها الجماهيرية في بعض المعارك الداخلية(بعض الأطراف داخل هيئة 18 أكتوبر(هيئة حقوقية تأسست قبل نحو سنة)- الدكتور المنصف المرزوقي( رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية)) ومضمون هذه الرسالة أن حركة النهضة قادرة على تحريك قاعدتها ، لكن متى أرادت هي ذلك.   و رابع هذه الأهداف التأكد من من متانة التقائها مع بعض أطراف اليسار العلماني و هل ستقف معها وتساندها في مثل هذه المعركة ذات الجذور الدينية.   و في كلمة ان « حركة النهضة » أرادت بهذه المعركة أن تحيي حالة الاستقطاب الثنائي (نظام الحكم من جهة و الحركة الاسلامية من جهة أخرى) التي عاشتها البلاد في أواخر الثمانينات و بداية التسعينات.   * * * *   و يمكن القول إنها نجحت في تحقيق أهدافها هذه الى حد كبير و تمكنت من إسقاط الجميع في الفخ الذي نصبته ، بفضل الأدوات و الأساليب التي اعتمدتها في هذه المعركة. 1) سخرت كل ما تملكه من وسائل اعلام و دعاية و من علاقات مع قنوات فضائية لتجعل من ملف الحجاب ، الملف الأول في اهتمامات التونسيين ، مستندة في ذلك الى أحدث نظريات الاعلام في التأثير على الجمهور.   2) ضبطت بعناية فائقة خطابها الذي انقسم الى قسمين ، الأول موجه الى المواطنين العاديين و الى الشخصيات و الهيئات والمنظمات و الجمعيات الاسلامية ، و مضمون هذا الخطاب ان الحكومة التونسية تشن حربا على فريضة الحجاب و في ذلك اعتداء و انتهاك للهوية الاسلامية ، وهدف هذا الخطاب هو كسب تأييد و تعاطف الجمهور الواسع و محاصرة الحكومة من طرف هذه الشخصيات و المنظمات و الجمعيات . أما الخطاب الثاني فإنه موجه الى الجمعيات الحقوقية و العلمانيين و مضمونه أن ارتداء الحجاب يندرج في اطار الحريات الفردية و الشخصية و ان منع ارتدائه هو اعتداء على هذه الحريات.   3) اعتمدت مبدا التضخيم في نقلها لحقيقة ما يحدث في تونس و ذلك بغاية مزيد التأثير، و شمل هذا التضخيم مستويين اثنيين ، الأول عدد المحجبات و الثاني ما يتعرضن له من اضطهاد و قمع. في خصوص عدد المحجبات( رغم أن الظاهرة موجودة في تونس و لايمكن انكارها) قال صلاح الدين الجورشي (صحفي و ناشط حقوقي) إن عددهن يصل الى مائة ألف محجبة وقال وليد البناني ( رئيس مجلس الشورى بحركة النهضة) إن امراة على كل أربعة نساء ترتدي الحجاب. لكن لا أحد منهما ذكر مصدر الرقم الذي قدمه و هو ما يجعل الأمر مجرد تخمين و تقدير.أما في خصوص ما تتعرض له المحجبات من اضطهاد و قمع فإن التضخيم يظهر من خلال الإشارة الى » ولعلمكم فإنّ آلافا مؤلّفة من الطّالبات والتّلميذات والموظّفات في شتّى الوظائف والتّخصّصات فصلن عن الدّراسة والعمل بسبب هذا المنشور الفضيحة، وليس هذا فحسب بل وصل الأمر أن أوصدت المستشفيات أبوابها في وجوه الحوامل المحجّبات اللآتي يأخذهنّ المخاض وغيرهنّ من النّساء المريضات فيمنعن من النّزول بالمستشفيات والمصحّات بسبب ارتكابهنّ لجريمة ارتداء ما تسمّيه السّلطات اللّباس الطائفي. » (نداء إلى علماء الأمّة حول حقّ المرأة التّونسيّة في لباسها الشّرعي موجه من لجنة الدّفاع عن حجاب المرأة في تونس بتاريخ 24 رمضان 1427هـ / 2006.10.16).   * * * * *   إذا كانت هذه أهداف حركة النهضة في هذه المعركة التي يصفها عديد المراقبين أنها مفتعلة فكيف نفسر أن الحكومة التونسية لا مصلحة لها في افتعالها وفي الدفع بالجدل الى هذه الدرجة من التوتر.   ثمة عدة وقائع و معطيات تؤكد ذلك:   1) ليست هذه المرة الأولى التي تشن فيها الحكومة حملة على الحجاب و تذكر بالمنشور 108 الذي صدر قبل ربع قرن( صدر في عهد الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة).فقد تعودت على ذلك بشكل دوري و خاصة في بعض المناسبات مثل العودة المدرسية و الجامعية. وكانت هذه الحملات تتوقف بعد أسبوع أو أسبوعين دون أن تصل الى هذه الدرجة من التوتر. 2) ليس للسلطة في الوقت الراهن أية مصلحة في اثارة ملف الحجاب بمثل هذه القوة ، و حتى الملفات الداخلية التي تريد صرف الأنظار عنها( كما يقول البعض) ليست بهذه الأهمية. فالمؤتمر الوطني للإتحاد العام التونسي للشغل( نقابة العمال) المزمع عقده في ديسمبر المقبل و بعيدا عن مظاهر « التبريد و التسخين » التي تسبقه فإنه سيعقد في ظروف عادية و ستتحصل » قائمة الأمين العام » على أغلب الأصوات.   أما ملف الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فإن أفضل وسيلة للتغطية عليه هي مزيد تسليط الأضواء على المبادرات التي تدعو الى الحوار » الرابطي/الرابطي » و منها مبادرة ال108 الأخيرة . و في خصوص الملف الإجتماعي( بطالة أصحاب الشهائد العليا- غلق المؤسسات…) فإن التغطية عليه و صرف الأنظار عنه لا يكون من خلال إثارة مشكلة أخرى يتداخل فيها الإجتماعي بالثقافي. و تبقى النقطة التي تحدث عنها السيد خميس الشماري (ناشط حقوقي) و هي أن البلاد مقبلة على تعديلات دستورية و ربما ارتأت السلطة التهيئة لها من الآن. و المقصود بالتعديلات الدستورية ما يروج منذ فترة حول احداث خطة نائب رئيس للجمهورية. أولا: إن هذه التعديلات مازالت غير مؤكدة و لا تتجاوز مرحلة الإشاعة. ثانيا: سبق للحكومة أن أجرت تعديلات على أكثر من نصف فصول الدستور من خلال الإستفتاء الشعبي في ماي 2002، دون أن يسبق ذلك إثارة ملف الحجاب أو غيره من الملفات.   من خلال ما سبق يبدو جليا أن الحكومة التونسية لا مصلحة قوية لها في اثارة هذا الملف ليبلغ هذه الدرجة من التوتر و أن الطرف المستفيد أكثر من غيره من كل ما يحصل هو حركة النهضة التي يبدو أنها يئست من امكانية تسوية ملفها و التعامل معها باعتبارها حركة تمثل الإسلام السياسي المعتدل و الوسطي. يقول وليد البناني رئيس مجلس الشورى بهذه الحركة » في المدى المنظور أرى والله أعلم أن السلطة لا تريد أبدا أن تحل قضية الحركة في إطار حقنا الشرعي في الوجود القانوني »   (*) صحافي تونسي mnoureddine@voila.fr   (المصدر: موقع صحيفة « دنيا الوطن » الألكترونية الصادرة في غزة يوم 1 نوفمبر 2006) الرابط: http://www.alwatanvoice.com/arabic/pulpit.php?go=show&id=61420
 

بورقيبة و الاسلام : ذكريات شخصية

د.أحمد القديدي   كثر الجدل هذه الأيام في تونس حول علاقة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة بالاسلام منذ أن صدر كتاب قيم بهذا المعنى من تأليف الزميل الفاضل لطفي حجي، و أصبح الحديث عن الاسلام في فكر الزعيم حديثا يكتسي أهمية و حرارة الواقع الراهن، لأنه يساعد على انارة السبيل أمام الباحثين الأكاديميين حول شخصية الرجل و مدى ارتباط مشروعه السياسي الوطني بأصول العقيدة و بهوية الأمة. و أنا كتب الله لي أن أعيش بعض الأحداث التي تتصل بهذا الجانب دون ارادتي خلال مطلع الثمانينات من القرن الماضي و عندما أراجعها في الذاكرة أجد أن لها أبعادا يمكن أن تفيد الشباب وتضع بين يديه أدوات البحث الموضوعي البعيد عن التلبيس الايديولوجي،الذي ينقسم معتنقوه الى قسمين: قسم يرفع بورقيبة الى مصاف الآلهة الاغريقية و قسم ينزل بالرجل الى أسفل سافلين. بينما الحقيقة المجردة من التأليه واللعنة تضع الزعيم في موقع الانسان بفجوره و تقواه، بفضائله و أخطائه، بقوته وضعفه ككل الناس.   و أبرز هذه الذكريات هي ما عشته في يوم من أيام سبتمبر 1982، حين كان الوفد الرسمي التونسي يعود من زيارة للجمهورية الجزائرية الشقيقة برئاسة رئيس حكومة تونس في ذلك العهد الأستاذ الصديق محمد مزالي، و كنت أنا من ضمن الوفد بصفتي عضوا باللجنة المركزية للحزب الدستوري الحاكم و رئيسا لتحرير الصحيفة الناطقة بلسان الحزب. و عندما كنا ننزل من مدرج الطائرة رأيت مدير التشريفات في قصر قرطاج السفير عبد المجيد القروي يشاور لي من أرض المهبط و يناديني، فنزلت وسلمت عليه و اذا به يقول لي : يلا بسرعة معي في سيارتي، فقلت لماذا فكان جوابه: ان الرئيس يريدك. فقلت له هل يمكن امهالي حتى أستعد لمقابلة الرئيس؟ وكان الجواب لا ان الرئيس يريدك الان و لا أعرف سببا لذلك. و كان رد فعلي الأول والطبيعي أن اتجهت لرئيس الحكومة و كان مايزال في القاعة الشرفية يرد على تحيات المستقبلين وأعلمته سائلا اياه هل يعرف لماذا يطلبني رئيس الجمهورية ! فقال لي لا أعرف ولكني أعرف أنني أنا يجب أن أذهب حالا الى السيد الرئيس لأقدم له نتائج زيارتي للجزائر و أبلغه رسالة من الرئيس الشاذلي بن جديد. و انطلق موكب رئيس الحكومة يقطع المسافة القصيرة من المطار الى القصر و أنا بجانب مدير التشريفات في سيارة الوظيفة المرسيدس السوداء . ووصل الموكب فنزلت مع رئيس الحكومة و دخلت بهو القصر، و لكن مدير التشريفات أخذني من باب يؤدي الى ممر جميل ينفتح بالكامل على ساحل قرطاج الرائع، و وجدت نفسي أمام الماجدة وسيلة بورقيبة حرم الرئيس وهي تمسك بمروحة و تجلس على كنبة زرقاء لوحدها فسلمت عليها و هممت بالانصراف، الا أنها قالت لي بنبرة لطيفة تجمع بين الجد والهزل: لماذا طلبك الرئيس؟ فقلت لها صادقا و الله العلم علمك سيدتي فأنا لا أعلم، فقالت: طيب أنا هنا و ارجع بعد المقابلة لتعلمني، فلعله سيعينك وزيرا للاعلام. وأدخلني عبد المجيد القروي على الرئيس أنا و رئيس الحكومة في نفس الوقت. المفاجأة كانت بالنسبة لي أن الزعيم توجه لي بالكلام مباشرة قائلا بصوته البليغ: اني دعوتك لأسلمك صورة من الرسالة التي كنت أرسلتها للملك محمد الأمين بشا باي عام 1952 و أرجعت له بها وسام الافتخار الذي وشح به صدري عام1951 ، وأضاف الرئيس قائلا: كانت هذه الرسالة ضائعة و الحمد لله أن محمد الصياح عثر عليها ( محمد الصياح وزير ومؤرخ الحركة الوطنية ) ومد الزعيم يده الى رسالة فوق مكتبه و أعطاني اياها قائلا بلهجة الأمر: أنشر الرسالة غدا في الصحيفة و علق عليها بما تراه لأنها رسالة تاريخية أرسلتها الى الملك بواسطة زوجته التي هي من أصل طرابلسي مثلي أنا وأنا أدعوها دائما بابنة عمي الطرابلسية. و قال بورقيبة لي ولرئيس الحكومة و كنا نستمع اليه بأدب يليق بزعيم في مستوى بورقيبة: حين قبل الملك اصلاحات المقيم العام الفرنسي الاستعماري السيد فوازار باسم الشعب التونسي اغتظت جدا و غضبت لأن فوازار كان يخدعنا بأوهام لا تغني و لا تسمن من جوع، و قررت أن أعيد الوسام الى الملك مذكرا اياه بالاية العظيمة رقم 214 من سورة البقرة التي جاء فيها: « أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء و زلزلوا حتى يقول الرسول و الذين امنوا معه متى نصر الله ألا ان نصر الله قريب ». صدق الله العظيم   و كنت بفضل الله أحفظ هذه الاية الرائعة فكنت أتلو مع الزعيم كلماتها و أذكر أن الرئيس بورقيبة هو الذي تلا بصوت عميق الجملة الأخيرة وهو في حالة من التأثر لا تخطؤها الأذن و العين: ألا ان نصر الله قريب.   كان الزعيم يتلو الاية فيما يشبه الشعور بالخشية أو كالمتبتل في محراب مع ثقة في حكمتها تمثلت في رفع يده اليمنى الى الأعلى وهو ينهيها بأن نصر الله قريب. كان رئيس الحكومة ينظر الي كأنما يريدني أن أقاسمه تعجبه من هذا الموقف البورقيبي الاستثنائي.   و علق بورقيبة على الرسالة قائلا لنا: اخترت هذه الاية من القران لأكون باعثا للأمل في قلب الملك و أذكره بأن سيد الخلق الرسول الكريم تعرض الى محنة البأساء والضراء و الزلزال و كاد ييأس من النصر فخاطبه الله تعالى بهذه الاية الحكيمة وأعلمه بأن النصر لا بد أن يكون قريبا اذا ما صمد المؤمن على الحق و لم ينهزم.   و حين انصرفت و مررت على حرم الزعيم لأعلمها بحقيقة هذا الاستقبال المفاجىء  وجدتها فرحة مطمئنة لأنها هي التي عينت فيما بعد وزير الاعلام من بطانتها لتعويض الوزير المقال صديقي الطاهر بلخوجة الرجل الجريء، و لكني غادرت الزعيم و أنا أفكر في أسرار هذا الرجل الأسطورة المثير للجدل، فهو يتلو القران ويتخذه سلاحا للاقناع و يختار منه ما يبعث الأمل في النصر ثم هو الذي يتهمه خصومه بالعداء للاسلام و الجهل بكتاب الله.   أسئلة تبقى للتاريخ و للباحثين لكن الشهادة واجبة حتى ننير بعض العتمات للشباب الحائر أمام تناقضات الزعماء و تحديات الواقع و تشعب الحقائق و لله الأمر من قبل و من بعد.   (*) كاتب وسياسي من تونس   (المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 1 نوفمبر 2006)


اتـــــــــق اللــــــــه يــــــــا «شيــــــــخ»

بقلم: الدكتــــور الصــــادق كشريـــــد (*)   قبل الخوض في فحوى ما قاله «الشيخ» القرضاوي ومناقشته بغية تجليةالحقائق بما يكشف تعمّده مجانبة الصّواب، لابد من التأكيد على أنّ حصّة يوم الأحد 15 أكتوبر 2006 من برنامج «الشريعة والحياة» في قناة «الجزيرة» مفبركة، وإن كان يمكن أن ينطلي الأمر على المشاهدين من الأقطار العربية الأخرى، فإنه لا يمكن أن ينطلي على المشاهد التونسي للأسباب الاتية:   1) – قالت من تسمّي نفسها الآنسة «زينب» إنّها طالبة بكلّية الشريعة، والحال أنّه لا وجود اليوم لمؤسسة بالجمهورية التونسية يؤمها تحمل هذا الاسم. إنّها تسمية قديمة كانت متداولة قبل التغيير المبارك للدْلالة على «كلية الشريعة وأصول الدين». ومنذ فجر التحوّل الذي شهدته تونس في السابع من نوفمبر 1987، أصبحت الزيتونة جامعة شامخة تضم معاهد عليا هي: المعهد الأعلى لأصول الدّين، والمعهد الأعلى للحضارة الاسلامية، ومركز الدراسات الاسلامية بالقيروان، اضافة إلى بضع الاختصاصات الحديثة كالملتيميديا والملتيميديا المطبقة على الفنون الاسلامية، وكل هذه المؤسسات ترجع بالنّظر إلى وزارة التعليم العالي، يدرس بها طلبة تونسيون، وآخرون من جنسيات عدة، عربية، وافريقية، واسيوية.   غريب أمر هذه الطالبة المزعومة! كيف لا تعرف اسم المؤسسة التي تنتمي إليها!؟…   والذي لا ينطلي على ذي حجى هو أنّ من حرّضها لم يواكب هذه التحوّلات العميقة أو هو يتعامى عن الاجراءات والمبادرات الرائدة التي رّدت إلى الدّين الاسلامي الحنيف اعتباره في الجمهورية التونسية. وهو يواصل التصرّف المشبوه باعتماد معلوماته القديمة. وليس من شكّ في أنه من تلك الطائفة السياسوية التي ادّعت أنها تمثل الدين، وتوهم بأنها تتكلّم باسمه، وبأنّ ما سواها ضلال مبين، والتمست العنف المادّي والمعنوي سبيلا إلى الصراع السياسي المتستر بالدّين تلبيسا ومغالطــــــــــة.   2) -المعهد الأعلى للشريعة التابع لوزارة الشوون الدينية معد لتكوين الأئمة والمؤدبين من خريجي جامعة الزيتونة ولا يؤمه طلبة، ولا يسند شهائد.   3) – كيف لطالبة ان تتحوّل إلى فرنسا في مفتتح السنة الجامعية وأثناء سير الدروس، والحال ان الحضور اجباري في جامعة الزيتونة.   وبحكم أنني من مدرسي هذه الجامعة، راجعت الأمر مع الادارة فتبينت أنه لا يعدو أن يكون محض افتراء اذ لا وجود لطالبة اسمها «زينب» تغيبت عن الدروس هذه الأيّام.   وعلى هذا، فكلّ من أدرك عتبة المنطقية الرياضية، وأصبح قادرا على التجريد والاستنتاج يفهم بيسر أنّ الأمر مصطنع. تواطأ صاحبه مع هؤلاء الذين تربطه وإياهم علاقة ايديولوجية ليست خافية على ذي بصيرة ويواكب الأحداث وما يجري في الساحــــــــة.   والمقصودون إنّما يعيشون في لحظات تاريخية مرت وانتهت دون رجعة، ويسعون عبثا إلى أن يكون لهم حيز في الفضاء السياسي التونسي الذي لا يمكن أن يستسيغ توجهاتهم غير السويّة الخاضعة لأهواء المتاجرة بالمقدّس والتشويش المغرض على أمن البلاد، وسلامتها، وتوقها المشروع إلى الأفضل، وعرقلة مسيرتها الحضارية الموفقة.   نقول لمن نسج هذا السيناريو إنه كذب مفضوح وبهتان صارخ، والشيخ القرضاوي يعرف جيدا حكم الكذب في الشرع العزيز. وحسبي هنا أنّ أذكره بالتّرهيب الذي جاء في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البرّ. والبرّ يهدي إلى الجنة. ومازال الرجل يصدق ويتحرّى الصدق حتى يــُكتب عندَ اللّه صدّيقا. وإياكم والكذب فإنّ الكذب يهدي إلى الفجور. والفجور يهدي الى النّار. ومازال العبد يكذب ويتحرّى الكذب حتى يكتب عند اللّه كذابا»   قال المنذري في الترغيب والترهيب من الحديث الشريف: رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وصححه، واللفظ له.   ويبدو أنّ هؤلاء قد وصلوا إلى مرتبة اسوداد القلب – والعياذ باللّه – الذي حذر منه مالك بن انس امام دار الهجرة – رحمه الله فقد بلغه ان ابن مسعود قال «لا يزال العبد يكذب ويتحرّى الكذب فتنكت في قلبه نكتة حتّى يسودّ قلبه فيُكتب عند اللّه مـــن الكذابين».   ونحو هذا أحاديث أخرى غير قليلة، متصلة، مثله، مرفوعة، ندعو الشيخ القرضاوي ومن حاك التمثيلية الهجينة إلى مراجعتها في مظانها، فكتب الحديث طافحة بها. اما فقها فالكذب كبيرة لا تجبر الا بالتوبة خاصة اذا تعلق بعرض المسلم وكرامته.   امر غريب والله! الهذا الحد وصل الحقد والضغنية!؟ وهل يمكن للمسلم الحق ان يلابسه من ذلك شيء ينآى به عن الهدى والصّواب!؟   إنّها إفرازات التعصّب الايديولوجي المقيت الذي جمع بين أطراف الافتعال المفضوح وإنّه عمى البصيرة، نسأل الله العافيـــــــــة.   4) «الطالبة» في جامعة الزيتونة لا يمكن، ان لم تكن وهمية كالمسماة «زينب» ان تقع في خطا مفهومي فادح جاراها فيه الشيخ القرضاوي نفسه، ولا ادري ما السبب في ذلك؟ فما علاقة «الحجاب» بالموضوع محل السجال؟ فالحجاب كماجاء في لسان العرب هو الستر وحجب الشيء يحجبه حجبا وحجابا وحجبه ستره وقد احتجب وتحجب إذا اكتن وراء حجاب، فآية الحجاب هي قوله تعالى: «يا ايها الذين امنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا ان يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين اناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فاذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النّبي فيستحي منكم واللّه لا يستحيي من الحق وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أظهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما» (الأحزاب 53).   فالحجاب في هذه الآية وفي غيرها هو على العرف اللغوي اي الفاصل بين نساء الرسول صلى الله عليه وسلم والزائرين من المسلمين الذين كانوا يترددون على بيته الشريف طلبا لحاجة مشروعة. انه الستار الذي يسدل امام مدخل البيت. ويستحسن هنا الرجوع الى الطبري لمعرفة مناسبة النزول.   وعلى هذا فلا علاقة بين آية الحجاب وارتداء لباس مخصوص. وآية الحجاب جاءت بأحكام خاصة بأمهات المؤمنين ولا تتعداها الى غيرهن من المومنات كتحريم التزوج من بعده صلى الله عليه وسلم.   ودعوى القياس هنا لا مبرر لها، وهو ضرب مــــــن التعســـــــف والتجاوز يدخل الضيق على النسوة، والدين مبني على المساهلة لا على العسر والحرج والغلو. ومن شادّ هذا الدّين غلبه.   وإنه ليتعين التمييز بين التشريع الذي هو النص التأسيسي نفسه من قران كريم وسنة نبوية صحيحة شريفة وبين الفكر التشريعي الذي جاء به الفقهاء، فهذا الفكر بشري يمكن ان يرد اذ هو مرتبط بزمان قائله ومكانه، ولا يرتقي البتة إلى التوقيفي الواجب الاتباع. ورحم الله ابن مبارك الذي قال عمن سبقه من الفقهاء «هم رجال ونحن رجال».   إن الطالبة المزعومة والشيخ القرضاوي يقصدان، بلا شك «الخمار» اي غطاء الرأس، وهو في «لسان العرب» ذاك القناع الذي تضعه المرأة على رأسها، واعتقادي ان استعارة لفظ «الحجاب» للدلالة على هذا القناع تنم عن عقلية مركوزة في ذهن السائل والمسؤول فقد «وافق شن طبقة» كما قيل. والنص القراني بريء من ذلك، وعلماء النفس يعرفون جيدا ان اطلاق الشيء الاإرادي للتدليل على غيره سبق لسان يفضح ما بالنفس من هوى. فهما يصدران عن هوى جامح يقود إلى حجب المرأة عن الحياة العامة لتبقى حبيسة المنزل، بينها وبين النّاس والحياة ستار حاجب.   بعد هذا الجانب الشكلي، آن لنا ان نقف على فحوى ما قاله الشيخ القرضاوي الذي يرنو إلى زعامة العالم الاسلامي بعد أن رفض أن يكون مرشدا عاما للاخوان المسلمين. وهو يدرك تمام الادراك ان لا رهبانية في الإسلام، ولا باباوية في دياره. وليس من حق احد أن ينتصب للحكم للناس او عليهم، او يتعالى بدعوى انه يرأس جمعية وهمية لعلماء المسلمين ربما اختار من فيها بنفسه ممن هم على ايديولوجيته، فيتصدى للفتوى ويوزع الصكوك: يكفر هذا ويزكي الآخر، ويهدر دم هذا، ويعطي حق الحياة للآخر. إنّ من قائمة «جمعية العلماء» هذه من تنكر لوطنه فقال احدهم انه بريطاني، وقال غيره انه فرنسي، فكيف يا شيخ تبرر اشتمال قائمتك على هؤلاء؟ بل منهم من لا نعرف له باعا في العلوم الشرعية، انما هو مدع، متعا لم، لم يتخصص في المعارف الاسلامية، انتمى الى أحزاب سياسية يسارية ثم ادعى التوبة، ولا نعتقد انه سعى لها سعيها لأن تاريخه ينضح عنفا. والتاريخ يشهد بذلك بما لا يدع للشك مجالا.   هذا من نكد الدهر، وهو من افرازات التعصب والضياع في فلك الايدولوجيا فكيف يجعل النص القرآني او الحديثي عجينة مائعة تكيف حسب الهوى والتشهي! ويوظف لمآرب ضيقة تعسفا وتضليلا. وهنا لابد من طرح السؤال التالي: هل أنّ آية الخمار وهي قوله تعالى «وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمورهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو أباء بعولتهن او أبنائهن او ابناء بعولتهن او اخوانهن أو بني اخوانهن او بني اخواتهن او نسائهن او ما ملكت ايمانهن او التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون». (النور 31).   محكمــة باجمــاع الأمــة ام ان الاختــلاف في فهمها حاصــــــــل؟   غريب ما ذهب اليه «الشيخ» وكأني به لا يعرف مقتضى ما سماه علماء اصول الفقه «الظاهر»، وللتذكير – اعني لتذكيره هو – نسوق ما قاله احد العلماء في تعريف «الظاهر» هو كل لفظ او كلام ظهر المعنى المراد منه للسامع بصيغته من غير توقف على قرينة خارجية او تأمّل سواء أكان مسوقــــا للمعنـــــى المراد منـــــه او لا   وحكمه وجوب العمل بمعناه المتبادر منه قطعا ويقينا، الا اذا قام دليل يقتضي العدول عنه اما بارادة معنى اخر منه او بقيام دليل يدل على نسخه.   نعم! لانسخ، لكن لنسألك هل ان اللفظ سيق لضرب الخمار على الجيب اصالة ام تبعا؟ فان كان اصالة ولاوجود لقرينة حاملة على التأويل كان اللفظ نصا ولا تجوز مخالفته، اما ان كان تبعا وثمة قرينة فتأويله جائز مع وجود نص يعضد خلافه، وبالتالي، يكون أدبا لا يرتقي الى الوجوب الشرعي الذي لا تجوز مخالفته.   وللتدليل على ان ضرب الخمر على الجيوب مسوق له الكلام تبعا لا مقصود اصالة نسرد مناسبة النزول التي غابت عنه وعن الطالبة المزعومة «زينب»: كانت النسوة يلبسن خمورا يسدلنها وراء ظهورهن فتبقى صدورهن عارية، ولهذا امرن بضرب خمورهن على جيوبهن والجيب اعلى الجلباب.   فالمقصود اصالة، اذا، هو اخفاء الصدر عن اليعون وهو من مفاتن المرأة، وذكر الخمار لا يعني تبنيه، والا كان لبس الجلباب هو ايضا واجبا لانه ذكر في الاية، وهذا لم يقل به احد من العلماء.   ان متعلق النهي الوارد في اول الاية هو ستــر الصدر   ويعضد هذا الرأي فهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه اذ كان يمنع غير الحرائر من ارتداء الخمار وهن مسلمات للتفريق بينهن وبين الحرائر مصداق قوله، عز من قائل «يا ايها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما» «الأحزاب 59).   نعم! فهم عمر، رضي الله عنه ان الحكم موجه الى من ذكرت الاية بحيث لا يطال غير الحرائر. ولو كان الحكم عاما لما منع عمر غيرهن من المسلمات من لبس الخمار، فعلة النهي جاءت في ذيل الاية: ذلك ادنى ان يعرفن. وهنا ننبه الى ضرب من التفسير يفترض في الشيخ القرضاوي وعي اهميته المنهجية وهو التفسير بالضميمة. انه ضرورة لمن يريد حقا فهم النص وفك التعارض بين النصوص.   وقد يقال ان الحديث «المرأة اذا بلغت المحيض لا يرى منهاالا هذا وهذا» واشار الى الوجه والكفين يعضد المذهب القائل بابقاء النص على ظاهره. والجواب هو ان هذا الحديث مرسل. والمرسل، كما جاء في مقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث، نقلا عما جاء في صدر صحيح مسلم، «ليس بحجة» وابن عبد البر، حافظ المغرب، ممن حكى ذلك عن جماعة اصحاب الحديث.   نعم! ان مالكا وأبا حنيفة وغيرهما احتجوا بالمراسيل، وذلك من طرق معينة كأن يكون مرسل صحابي او لكبار التابعين كالحسن وابن المسيب وغيرهما.. وهذا لا يطابق هذه الحال   ومما يدل على قابلية التأويل ان الامام الشافعي رجح تأويله لقوله تعالى: «ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها» (النور 31) بحديث عائشة الانف الذكر   وتوسع غيره ويبدو ان هذا مرتبط بالاوضاع الاجتماعية لكل مجتهد   ودعوى القياس على الصلاة باطل لانه ضرب من التعسف لا مبرر له تحركه النظرة الدونية للمرأة التي لا تمت الى الاسلام بصلة.   وخلاصة القول هي ان الاية الكريمة تدعو الى مقصد رفيع هو الحياء والحشمة وعدم التبرج، حتى لا تكون المرأة بضاعة، وتغيب منزلتها كانسان ذي حقوق لا يمكن بحال النيل منها. فحق المرأة في العمل والاهتمام بالشان العام والتعلّم وغير ذلك لا يقبل النقاش او المساومة، انه حق طبيعي تقتضيه الفطرة: «فأقم وجـــهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر النـــــاس لا يعلمـــــون» «الروم 30).   وصون المراة عن كل ما يشينها حق لها على مجتمعها، وهذا ما نحرص عليه في تونس، بايمان وعزم لا يفتران، حتى اصبحنا ندعو الى الشراكة التامة بين الجنسين ليساهما معا في التنمية بمفهومها الحضاري المتوازن والشامل.   اننا نرفض في هذا البلد المسلم المتمسك بهويته، بلد القيروان والزيتونة وابن خلدون، ان نجعل المراة وملبسها مطية لمأرب سياسي، ونحن نعي ان بعضهم قد اتخذوا من زي المراة ذريعة للحصول على مكاسب سياسية فجعلوا ما سموه «الزي الاسلامي» مطية ايديولوجية، واعطوه شكلا ولونا وطريقة لبس خاصة، مستوردة، رغم انه عنوان طوائف معروفة بانها حركية، ونحن نعتقد، جازم الاعتقاد، ان لا علاقة بين هذا الدخيل وما يجب للمراة او عليها شرعا. انه تحوّل الى رمز وعنوان على طائفة ولم يعد خالصا، لا تشوبه شائبة   اننا مع الادب الاسلامي الرفيع ومع القيم الاسلامية الزكية دون اسقاطات من اي كان وللمراة ان تغطي راسها تأدبا وحشمة وحياء ولا ضير، ولكن تجسيد ذلك يكون بتقاليد اهل بلدنا. وهذا ينسحب ايضا على الرجال اذ ثمة هوية مخصوصة تكون مع هويات اخواننا المسلمين الاخرين مشرقا ومغربا ثراء الحضارة الاسلامية وتنوعها.   وقد جاز القول للشيخ القرضاوي وغيره انه لمن العيب ان تنعت بلدا اختزل علما غزيرا، شديد التعلق بدينه، بكونه خرج عن الملة، والحال انه يريد صيانة دين الله الحق عن كل توظيف او تحريف. الم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم «انما الأعمال بالنيات، وان لكل امرىء ما نوى فمن كانت هجرته لله ورسوله فهجرته لله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر اليه» (رواه مسلم).   وليس بخاف ان هجرة هذه الطائفة التي تدعي انها تدعو الى هذا الزي ليست لله لانها لو كانت كذلك لما كانت عنيفة، ولما جعلت منه رمزا كما اسلفنا. ولما كانت تريد التميز، وتبتغي بالتالي، تكوين طائفة تكفّر. انها الطريق الى الفتنة. والفتنة أشدّ من القتل. ومن لم ير اليوم الطائفية تزهق الأرواح بسبب الانتماء المذهبي البغيض!؟   اننا في تونس خبرنا هذه الطائفة واكتوينا بنارها. ومن الغباء ان نلدغ من جحر مرتين. ولا يمكن بحال ان نسمح بطائفية تكفر، وتعنف، وتتخذ العناوين والرموز للتميز وتصريحات الناطقين باسمها تبين ذلك بما لا يدع مجالا للشك.   وصفوة القول ان لا علاقة بين احكام الشرع العزيز وتصرفات هؤلاء ودعواتهم الباطلة. ونرجو ان يفهم بعض اشقائنا الذين اغتروا او غرر بهم اننا اشد الناس تمسكا بدين الله القيم، وانه من الخلط الواضح عدم التفريق بين مقتضيات الاحكام الشرعيــــــة ومقتضيات العمل السياسي. ومن سوء النية، حقا ان يؤول سعينا الواجب الى المحافظة على وحدتنا الوطنية ومنع التنظم على اساس مذهبي او جهوي او عرقي ويلصق بنا ما ليــــس فينا. ومما يدعم ما ذهبنا اليه من ان في الامر سوء نية هـــو ان البعض افترى علينا ليقول ان الدخول للمساجد في تونس يتم بالبطاقة المغناطيسية، وان المساجد تخضع لتراتيب مجحفــــــة، وان الطالبات يجبرن على نزع غطاء الرأس، وان المصحف الشريف يدنس… والله اعلم بما يمكن ان يختلقوا مستقبلا من اباطيل واراجيف تدل على فساد سريرتهم، وضلالهم البعيد.   ومن حسن النية تحسين ظن المسلم باخيه بان يثمن جهده في اعلاء شان الدين من بناء المساجد، ونشر الكتاتيب لتحفيظ القرآن العظيم، وتكوين الجمعيات الاهلية للمحافظة على كتاب الله، ونشر الأخلاق الحميدة، وطبع المصحف الشريف، والدعوة الى الحشمة والحياء وعدم الخلط بين ما هو زي طائفي دخيل يوظف من قبل البعض، وبين ما هو اصيل يعبر عن التمسك بقيم الاسلام وآدابـــــه.   لماذا لم نر «الجزيرة» تتحدث عن موقف بلادنا الحازم من اللباس الخليع، وما يوحي بالانتماء الى تيارات هدامة؟ نحن نمنع في مدارسنا ومؤسساتنا القمصان التي تكتب عليها اسماء او شعارات لا نرضاها بلغتنا او بلغة غيرنا، وهو منصوص عليه بالمنشور 108 الذي، ويا للاس، يقف بعضهم عند قراءته عند ويل للمصلين.   لماذا لم نر «الجزيرة» تسهب القول في مواقف تونس ورئيسها واحزابها ومنظماتها من هذه الهجمة الشرسة على الاسلام ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم!؟   لماذا لم تتناول الموقف الحازم من الدعوات الخاطئة الى تغيير احكام الله في الارث؟!   لماذا لم تهتم قناة «الجزيرة» بما وصل اليه هذا المجتمع المسلم الاصيل من تآزر وتضامن وتجري التحقيقات الميدانية الكفيلة بتجلية اهمية ذلك وصلته الوثقى بالاسلام؟!   لماذا نسيت «قناة الجزيرة» او تناست هذه الاصلاحات العميقة التي شملت كل جوانب الحياة بفضل حكم مستنير بعيد كل البعد عن التسلط وغبن الحقوق، ساع الى اقامة ديمقراطية هادئة تتجلى فيها مفاهيم المواطنة، ودولة القانون والمؤسسات، واحترام حقوق الإنسان باجيالها جميعا والغاء الرقابة على الصحافة، نظام يرفض التجاوزات والخلط، ويصغي الى المجتمع اصغاء المؤسسات الضامنة لاحترام القانون   الدعوة ملحة الى التزام الصدق الواجب وانصاف هذا البلد المسلم الاصيل الذي حافظ على استقلاله بكل اقتدار، وجعل من ارضه ساحة امن ورخاء، فمنذ استقلاله سنة 1956 اي منذ خمسين سنة، هو ينعم بالاستقرار ولا يعرف نزاعا او فتنة، مما بوأه المنزلة المرموقة على الصعيدين السياسي والاقتصادي وجعله – عن جدارة- محل اعجاب الجميع، وخاصة من قبل المؤسسات الدولية التي لا تجامل ولا تداري كما لا يخفى.   اننا لن نسمح بالفوضى، وبما من شانه ان يعكر الصفو ومن حق مجتمعنا ان يدافع عن نفسه ويدفع عنه كل ما يمكن ان يكون نشازا   وستظل تونس وفية لاعرق جامعة في العالمين العربي والاسلامي «جامعة الزيتونة» الغراء ولعلمائها الافذاذ الذين حملوا علم الامام مالك فقها والأشعرية عقيدة.   وستظل وفية لتعاليم الاسلام الحنيف، ولقيمه السمحة من وسطية واعتدال وتضامن واخاء، رافضة كل انزلاق او انحراف الى متاهات التطرف والتعصب والتسيب.   وستظل وفية لهويتها العربية الاسلامية وتقاليدها الأصيلة بمـــــا يضمن وحدتها وتماسك اجيالها رافضة كل غلو، وتحجـــــــر.   انها وفية على الدوام لهذا المنهج القويم الذي رسمه زعماء الاصلاح من خير الدين الى الرئيس زين العابدين بن علي، والذي اساسه الأصالة والتحديث بحيث لا ماضوية ولا انبتات.   اتق الله يا «شيخ» في رقعة من الارض تقام فيها الشعائر، وتصان الاعراض، والاموال والدماء ويتدارس فيها كتاب الله، ويتدبر، برعاية رئاسية مباشرة، تنطق بحب الله ورسوله، وبارادة اتباع الذي يدعو للتي هي اقوم   اتق الله في بلد تواق الى ما وعد الله عباده المخلصــــين الذيـــــن يسعون في الأرض اصلاحا، املين في الاستخلاف الحق.   ان بلدا كهذا بنضجه، وبما اختزل من ارث فكري وحضاري كبير، وبما دأب عليه من سعي بصير واجتهاد خصيب لا يمكن ان تؤثر فيه الأقاويل الباطلة التي تحمل في طياتها اسباب تهافتها وبوارها.   (*) أستاذ بجامعة الزيتونة   (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 1 نوفمبر 2006)  

رسالة مفتوحة إلى تونس نيوز

بقلم: عماد حبيب (باريس – فرنسا)   imed_habib@yahoo.com   مع علمي أن رسالتي هذه لن تنشر، إلاّ أني ارجوا أن تصل لمن يهمه الأمر في أسرتكم المحترمة،    من حق أي نشرية أن تنشر ما تراه صالحا و ملائما لخطّها و اتجاهها السياسي و أن تمتنع عن نشر غيره، و لكن حين تدّعون انكم تقومون بجهد لتقديم اعلام بديل وموضوعي عن بلدكم تونس  و لا انتماء سياسي للنشرية (او أن انتمائكم الشخصي لا يؤثر على اتجاهها)  فإن من حقي كمواطن تونسي أن أقول لكم و لكل الأقلام التي تكتب يوميا عندكم، قد جانبتم الصواب في ادعائكم.   أن تقوموا من حين لآخر بنشر مقال أو مداخلة هي ضد الاتجاه العام لعشرات المقالات التي تنشر وبغزارة يوميا، كذر للرماد على العيون، فهذا أسلوب لم يعد يجدي للفوز بصفة نشرية حرة تقبل الرأي الآخر. و طريقة عقيمة لتصوير الأمور في تونس بغير وجهها الحقيقي، كما فعلت الجزيرة حين استضافت الغنوشي و الحامدي للحديث عن تونس، و كأنها اختصرت تونس الى هذا الاتجاه بشقيه (لو كانا فعلا شقين) و كأنها صدقت كما تصدّقون أنتم ان الاتجاه الاسلامي او النهضة هي كبرى أحزاب المعارضة في تونس كما ترددون دائما و معكم جوقة اعلام تنظيمكم العالمي (اسلام اونلاين، قدس برس…الخ) و ألغيتم منذ الآن بجرة قلم كل القوى الأخرى.   أفهم أنه أزعجكم أني أطلقت صفة فقيه إرهاب على شيخكم (بالمناسبة، من يعطي صفة شيوخ لكل من يكتب عندكم ؟ و مذا يعني شيخ أصلا ؟) و كتبت ضد منظّركم العلامة الشيخ بريك. لقد تم حذف عضويتي وحذف ردودي من منتدى الحوار نت الذي يشرف عليه نفس كتابكم هنا، وامتنعتم عن نشر مقالي عن العبودية في الاسلام، ربما لأني تجاوزت حدودي و أهنت أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه (هكذا أحسن، ربما كنت مستفزا في مقالي السابق و أهنت الوثن الأكبر).   لا أصدق أنكما أسرتان منفصلتان، و لكني سأعتبر الأمر مجرد صدفة ، و أن الحذف و المنع موضوعيان، فلا أتوقع منكم أن نتتنشروا ما تعتبرونه فكرا الحاديا أو لا دينيا أو و العياذ بالله دستوريا تجمعيا حكوميا. و لكني عندي سؤال بسيط : بربكم، لمصلحة من ما تقومون به و تنشرونه و بهذه الصفة، من تكفير و الغاء للآخر و نفي كل صفات الأدب و النخوة و الرجولة لأنه لا يقول بخرقتكم البالية التي تنتحبون لأجلها ؟ و أي مستقبل تبشرون به مواطنيكم ؟ امارة طالبانية كالتي يفخر كتابكم برجالها الذين ينحرون الأمريكان ؟ هل أنتم تونسيون ؟ هل أنتم جادون ؟   سأخبركم بشيء و من حقكم أن لا تصدقوا : إن مواضيع الجن و الملائكة و الاستشهاد بعشرات وعشرات النصوص ‘الفقهية » التراثية لمناقشة أحوالنا السياسية لن تجلب لكم الا انصراف التونسيين عنكم، و لتعلموا يا سادة أن الحبيب (نعم الحبيب) بورقيبة قد أسس دولة علمانية و استثمر في الانسان، و ان كنت ضده في كثير من الأمور لكني لا انا و لا ملايين الذين بكوه و ترحموا عليه يوم مات، لا أنكر له هذه على الأقل و لا أن ثلث الميزانية كانت تصرف على التعليم في عهده.  لذلك فأن الشعب التونسي بطبعه الذكي و ثقافته و تفتحه لن ينساق وراء الخرافات و الخزعبلات و لن يرضى ببديل يدخله عصر طالبان مهما بلغت معارضته لأي نظام قائم. وان كرهكم و حقدكم المعلن عليه و على كل من ما يمثله من قيم صارت اليوم رمزا يجب أن نتمسك به، لن يجلب لكم احتراما او تعاطفا الا من جماعتكم الأم وبعض شعوب الشرق المتخلفة.   تحياتي عماد حبيب http://imedhabib.blogspot.com  

رد تونس نيوز:

  السيد عماد حبيب المحترم   شكرا على رسالتك واهتمامك بتونس نيوز. نقول لك أنت حر في أن تُصدق ما تشاء أو تكذب ما تريد. لكن « تونس نيوز » و « الحوار.نت » فعلا أسرتان منفصلتان مع أننا نحترم بعضنا ونحرص تمام الحرص على الحفاظ على استقلاليتنا التحريرية والمالية والعملية.   أما « ادعاؤنا » بأننا نقوم بجهد لتقديم اعلام بديل وموضوعي عن بلدنا تونس وأنه لا انتماء سياسي لنشرية « تونس نيوز »  وأن انتمائنا الشخصي لا يؤثر على اتجاهها فنحن متمسكون به ومصرون عليه وقد أقمنا عليه الدليل  منذ أول عدد أصدرناه يوم 1 ماي 2000.   نشاطرك الرأي تماما بأن « الشعب التونسي بطبعه الذكي و ثقافته و تفتحه لن ينساق وراء الخرافات والخزعبلات » ولذلك حرصنا منذ اليوم الأول على التعامل معه بكل أدب واحترام وشفافية وعلى أن نضع بين يديه – حسبما هو متاح لنا – كل المعلومات والمعطيات والتحليلات التي تساعده على فهم ما يدور حوله، وبالمناسبة ندعوك لمراجعة متأنية لأرشيفنا المتاح للعموم حتى تتعرف على أسلوب عملنا وكيفية تعاملنا مع التعدد الفكري والثقافي والأيديولوجي والسياسي على الساحة التونسية والعربية والإسلامية والدولية.   أخيرا، نعلمك أننا أضفنا مدونتك إلى مجموعة المدونات التونسية الموجودة ضمن « بوابة المواقع » التونسية الموجودة على موقعنا من أجل تمكين الراغبين في الإطلاع عليها من زيارتها.

 


خنفر يعلن إطلاق مشاريع جديدة للجزيرة

  

الدوحة -عبد الحكيم أحمين   أعلن المدير العام لشبكة الجزيرة وضاح خنفر أن احتفال قناة الجزيرة بانطلاقتها العاشرة يوم الأربعاء 1/11/ 2006 هو احتفال بحرية الكلمة أكثر منه احتفالا بالقناة وما حققته في السنوات العشر الماضية، كما أعلن أن مكتب الرباط سيبدأ البث الإخباري في 17 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.   وقال خنفر إن قناة الجزيرة ستبث مساء اليوم الأربعاء الساعة السابعة نشرة « هذا المساء » تتميز عن نظيراتها بتقديم أخبار وتقارير ميدانية إضافة إلى تقديم حوارات غير سياسية في جزء كبير منها.   مكتب الرباط   وأضاف في مؤتمر صحفي عقده بمقر قناة الجزيرة بالعاصمة القطرية الدوحة, أن البث المباشر من مكتب الرباط سيكون يوميا لمدة ساعة تقدم أخبار المشرق والمغرب وتتناول بالتحليل قضايا المغرب العربي.   وقال المدير العام إن الجزيرة تدافع عن حرية الكلمة والحقيقة في العالم العربي بل في العالم أجمع، مشيرا إلى أن نصب « جدار الحرية » يخلد ذكرى الصحفيين الذين قتلوا من أجل الكلمة الصادقة والحرة اعترافا بشجاعتهم وقيمة العمل الذي يقومون به. وقال إن أكثر من 630 اسما تم تدوينه على النصب التذكاري لأنهم « كلهم شهداء لهذه المهنة ».   وأضاف خنفر أن النصب -الذي أشرف على تنفيذه الفنان العراقي العالمي الكندي محمود العبيدي- بارتفاع 17 مترا, أقيم لتذكير العالم بالثمن الباهظ الذي يدفعه الصحفيون من أجل إيصال الحقيقة للناس.   سيموفونيا « شرق »   وستبث الجزيرة حفلا سيمفونيا بعنوان « شرق » على الهواء مباشرة مساء اليوم الساعة الثامنة والنصف بتوقيت مكة المكرمة، على مسرح بياسونزا قرب ميلانو الإيطالية وتقدمها الفرقة الفلهارمونية الإيطالية بقيادة كارك مارتن، ويؤدي الإنشاد الكورال الإيطالي بقيادة كورادو كازاني, ترسيخا لثقافة التواصل مع العالم الغربي, من خلال الموسيقى التي يفهمها.   وبشأن القناة الإنجليزية قال إن تأخرها يعود لأسباب تقنية محضة خاصة أن القناة ستبث أخبارها عبر أربعة مراكز موزعة على العالم مدة 12 ساعة يوميا مباشرة, و12 ساعة إعادة لما قدم، موضحا أن إدارة القناة ستعمل كل ما بوسعها ليكون البث المباشر للإنجليزية على مدار الساعة في أقصر مدة ممكنة. ويشار إلى أن مراكز القناة الإنجليزية تقع في كوالالمبور وواشنطن وسنغافورة إضافة إلى مقرها بالدوحة.   وأضاف خنفر أن للقناة طاقمها المستقل الذي يصنف أولوياته وفق رغبات المشاهد الأجنبي، مشددا على أنها ستعمل وفق روح القناة الأم وأن كل « مصطلح ستستعمله سيكون خاليا من أي تحيز أو حكم على أي شخص أو هئية »، مشيرا إلى أن عدد المشتركين حاليا بالإنجليزية يبلغ نحو 40 مليون مشترك حول العالم.   جريدة الجزيرة   وعن جريدة الجزيرة قال إن مسؤولها هو الصحفي عبد الوهاب بدر خان، وستكون صحيفة عالمية توزع من الدوحة، استكمالا لرؤية الجزيرة التي تسعى لتنويع وسائطها الإعلامية, مشيرا إلى أن الإعلام المكتوب لم يتنازل عن مكانته للوسائل الإعلامية الأخرى وله شعبية كبيرة عربيا « من هذا المنطلق أردنا أن نكون حاضرين بين المواطنين العرب عبر الصحافة المكتوبة أيضا ».   وقال إن الصحيفة جزء من الجزيرة وستكون صحيفة « مهنية تلتزم بالقيم والمسؤولية بحيث لا تكون منحازة لأي طرف »، مؤكدا أنها « ستكون عملا متميزا نابعا من روح مؤسستها المتميزة » وستنافس الصحافة العربية منافسة شريفة ولن تكون خصما لأي صحيفة عربية أخرى ».   وحول القناة الوثائقية قال خنفر إنها ستكمل عمل القناة الأم ولا تنافسها من حيث تقديم تقارير خاصة بها، وأوضح أن ما ستبثه الوثائقية سيكون قريبا من الحس العربي ومن حياته وفهمه وقيمه وأنها ستقدم « عملا نابعا من روح المنطقة العربية »، مشيرا إلى أن ما ستشتريه من أعمال وثائقية سيكون من هذه الروح.   وبين أن البنية التحتية والإدارية للوثائقية مكتملة وأنه ابتداء من يوم 1/11/2006 يمكن متابعة برومو على ترددات الأقمار الصناعية.   الجزيرة على الأثير   وحول إذاعة برامج وأخبار الجزيرة على الأثير، قال المدير العام إن هناك حاليا محاولات لإطلاق البث الإذاعي بموريتانيا في الأيام القليلة القادمة, وأوضح أن القناة تسعى إلى أخذ تصاريح بالعالم العربي من أجل بثها الإذاعي على موجات أف أم.   وفي رده على أسئلة الصحفيين قال خنفر إن الجزيرة لم تكن جزءا من الصراعات العربية وإن الساسة بالعالم العربي درجوا على معالجة مشاكلهم بالصمت والكتمان، متسائلا « منذ متى كان هذا العالم العربي متواصلا وكان المواطن العربي ينعم بالحرية؟ », مضيفا أن زمن إغلاق المكاتب ولى وأن الجزيرة إذا منعت من التغطية الميدانية فلها صحفيون يتابعون عن بعد كل ما يحدث بالعالم.   وأشار إلى أن الجزيرة لا مشكلة لها مع أي طرف أو أحد وأنها لن تكون حزبا سياسيا، وشدد على أنها صنعت حسا عربيا موحدا بين الشعوب العربية وأن الإعلام العربي لا يزال يهادن ويحابي السلطة، داعيا الصحفيين إلى احترام أنفسهم ومهنتهم.   وقال إن عدم متابعة الشأن القطري راجع إلى الذي يحدث بقطر وحجمه، مشيرا إلى أن الجزيرة غطت أخبار وزيرة الخارجية الإسرائيلية عندما كانت ستزور قطر بمناسبة مؤتمر الديمقراطيات ورفضها حضوره بدعوى وجود أعضاء من حماس. وأوضح أن حضور دول بأخبار وبرامج الجزيرة راجع إلى حجمها ووزنها عربيا وسياسيا وإقليميا وعالميا.   وقال إن استثمار الدول العربية في الإعلام سيكون ناجحا « إذا فهمت أن السياسي يجب أن يبتعد عن الإعلام ويتركه يعمل وفق مبادئ وقيم الصحافة »، مشددا على أن غير هذا النهج لن يأتي إلا بنتائج عكسية.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 1 نوفمبر 2006) 


في الذكرى العاشرة لتأسيسها.. اللهم أخمد صيت الجزيرة !

 بقلم : أمجد الشلتوني ـ الجزيرة توك   لا أعلم عربيا يمقت الجزيرة ويشهر بها في كل شاردة وواردة أكثر من اثنين أو ثلاثة من ( كتيبة الشرق الأوسط) وقلت عربيا لأنني أردت أن استثني الرئيس الأمريكي جورج بوش ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد.   وللمفارقة فلا أشك بأن عربيا يتابع أخبار المحطة وبرامجها عن كثب بعد قسم (رصد الجودة) في المحطة سوى أولئك الكتيبة.   اليوم في الذكرى العاشرة لانطلاقة المحطة سوف أستسمح إدارة الجزيرة وأسمح لنفسي بالانقلاب والدعاء عليها وأريدكم أن تأمنوا على دعائي:   اللهم ارفع الأزمات والبلايا عن بلادنا حتى لا يجد مراسلو الجزيرة ما يغطونه. اللهم ارفع الحروب عن بلادنا حتى لا تنفرد الجزيرة بأخبارها وصورها. اللهم أصلح أو أهلك الفساد والمفسدين في بلادنا حتى لا تكشف الجزيرة سترهم. اللهم وفق بين بلادنا حتى لا تتسلل للجزيرة أخبار خلافاتهم … اللهم أنجح مؤتمرات القمة العربية حتى لا يجد عبد الباري عطوان فيها إلى المشاهدين سبيلا. اللهم أعد فلسطين لأصحابها حتى لا يجد وليد العمري ولا شيرين أبو عاقلة ما يتحدثون عنه اللهم وفق بين قلوبنا حتى لا يجد فيصل القاسم فرقاء لبرنامج الاتجاه المعاكس. اللهم أرض الشعوب عن حكوماتها حتى لا يتصل أحد ببرنامج منبر الجزيرة. اللهم فقه المسلمين في دينهم حتى لا يشاهد أحد برنامج الشريعة والحياة.   واذا كان لا بد من الدعاء مع شئ من العمل فلي رجاء عند ولاة الأمر في العالم العربي :   شيدوا ألف جزيرة واسمحوا لها أن تتفتح في بلادكم على نفس الأسس والقيم وتطبيقها عمليا هذه المرة وليس شعارات فقط كما تتهمون الجزيرة.   صدقوني لن تروا بعدها من يشاهد الجزيرة حتى من كتيبة الشرق الأوسط .   (المصدر: موقع الجزيرة تُـوك بتاريخ 31 أكتوبر 2006) الرابط: http://www.aljazeeratalk.net/node/425   تعريف بـ « الجزيـــرة تــوك »   ننطلق من حبنا سيرا على خطى قنـــاة الجزيرة   جيل من الشبـاب الإعلاميين العرب الجادين    نطمح في مد جسور الحوار فيما بيننا بهدف إيجاد فهم مشترك لهموم وتحديات الأمة،     نسعى من خلال تناقل الحقيقة ومناقشتها، على أرضية قواسم مشتركة بين الجميع وبعيدا عن مواطن الخلاف الضيقة، إلى :   ** الوصول لتجمع شبابي عالمي تجمعه القيم الإنسانية  ** نشر الوعي وتشكيل رأي عام قادر على التأثير في جميع مستويات المجتمع  فنحن نافذة عربية المنطلق دولية التوجه  طموحنا يتحقق بشعارنا  » إعــــلام ينبض شبـــابــــا  »   فريــــق الجزيــــرة تـــوك  إعــلام ينبض شبـــابــــا     6ــ 6 ــ 2006 ملاحظة:  الجزيرة توك لا تعبر عن شبكة الجزيرة ولا العاملين فيها، والموضوعات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.