الأحد، 9 أغسطس 2009

 

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس  

Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

9 ème année, N 3365 du 09.08 .2009

 archives : www.tunisnews.net


المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين : بيان حول اعتقال الدكتور أحمد العش أما آن لهذا النظام أن يتعقل

القضاء الفرنسي يتنصّل من محاكمة صهري الرئيس بن علي بتهمة السرقة

السبيل أونلاين:رسالة من مواطن تونسي الى الوزير الأول

السبيل أونلاين:الدكتور منصف بن سالم ..أدعو لتأسيس منظمة حق الخروج من تونس

حمادي الغربي : سجين الحرية د. شورو مرشحنا لرئاسة الجمهورية

نورالدين الخميري :بعض أقطاب المعارضة التونسية ترشح سجين سياسي  للإنتخابات الرئاسية القادمة

د.خــالد الطــراولي:نحو ترشيح الدكتور الصادق شورو  (مشروع مبادرة من اللقاء الإصلاحي الديمقراطي)

موقع ايلاف:الإعلام الالكترونيّ التونسي يستغلّ الفراغ القانونيّ  

العرب:حقوقيون يعتبرونها محاولة لـ«تغييب» القناة في الانتخابات القادمة تونس: مراسلون بلا حدود تستنكر الحملة على «الجزيرة»

علي الظفيري:قبيلة الجزيرة!

 

الصباح:غدا أمام المحكمة:قضية استعجالية لإبطال المؤتمر الاستثنائي لنقابة الصحافيين

العربية. نت:أكدت أن النسبة تراجعت 3% خلال عامين تونس ترفض نتائج دراسة وضعتها بالمرتبة الأولى في الطلاق بين العرب

الصباح:اسناد السيدة ليلى بن علي درع مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث

 الصباح :منع دخول الشماريخ واللافتات المكتوبة بغير العربية والشعارات الاستفزازية

العجمي الوريمي  :الديمقراطية الانتقالية.. الحراك القادم

  طارق الكحلاوي  :أحمد بن صالح (3)

القدس العربي:فتح تنتخب أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري وإسرائيل مستاءة من برنامجها

ياسر الزعاترة:عباس رئيساً لفتح من أجل انطلاقة جديدة!!

بلال الحسن:علامات الفشل في مؤتمر فتح

د. عبد الستار قاسم؛خطبة الجمعة في الضفة

د. فهمي هويدي:قمامة التاريخ

حسن منيمنة:العداء للإسلام في الولايات المتحدة ودور أوباما

أبو الحسن بني صدر:إيران… الى أين؟


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


التقارير الشهرية لمنظمة « حرية وإنصاف » حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس  

               
    جانفي 2009  https://www.tunisnews.net/17fevrier09a.htm        
فيفري 2009    
    مارس 2009     https://www.tunisnews.net/08avril09a.htm           أفريل 2009      https://www.tunisnews.net/15Mai09a.htm 
    ماي  2009     https://www.tunisnews.net/15Juin09a.htm         
جوان2009

 
 

المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين

بيان حول اعتقال الدكتور أحمد العش أما آن لهذا النظام أن يتعقل


علمت المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين باعتقال الدكتور أحمد العش والحكم عليه  ب4 سنوات سجنا في محكمة رأي جديدة غابت فيها أدنى الضمانات القانونية، وذلك إثر عودته إلى البلاد يوم 30جويلية 2009  بعد أن قضى أكثر من25 سنة بالمنفى.  وقد أفادتنا مصادر مطلعة أن السيد الدكتور أحمد العش قد رفض المقايضة والابتزاز بمقابل حصوله على جواز سفره التونسي  وقرر العودة على عجل لزيارة والده طريح فراش المرض بجوازه الفرنسي. والمنظمة إذ  تدين وتستنكر بشدة محاكمة السيد أحمد العش وتطالب السلطة بإطلاق سراحه فورا فإنها : 1-   تؤكد أن محاكمة السيد أحمد العش  هي رسالة سلبية جدا من النظام للمهجرين التونسيين الذين عقدوا أيام 20و 21 مؤتمرا بجينيف للمطالبة بحقهم في العودة الآمنة والكريمة، وتوافقوا على ضرورة حل الملف عبر مسار مطلبي وتفاوضي.  فمحاكمة السيد العش جاءت لتؤكد أن لا رغبة للسلطة في حل ملف المظالم بالبلاد ضمن أرضية توافقية وتصالحيه، ولا استعداد  لديها لغلق ملف المهجرين، إلا عبر بوابة الابتزاز و المقايضة السياسية البائسة. 2-  محاكمة السيد العش جاءت في الوقت الذي  صرح فيه وزير العدل أكثر من مرة أن تونس مفتوحة  لكل أبناءها  وقد تبين المقصد الحقيقي من وراء كلام السيد الوزير  وهو أن تونس مفتوحة  لمن زكي سياسة السلطة و قبل مقايضة العودة بالصمت .وأن تونس المعتقلات والسجون مفتوحة لكل مهجر يرفض المساومة على مواقفه من الشأن العام  والعودة  بثمن الصمت على المظالم 3-  اعتقال السيد العش جاء ليؤكد صوابية رؤية منظمتنا ومقاربتها  لموضوع العودة على اعتباره حقا و ليس منة من أحد؟ وأن طريق استعادته يمر عبر المطالبة به،  والإصرار عليه بكل الأشكال النضالية المشروعة . وأن طريق العودة عبر نافذة الخلاص الفردي ليس إلا تسليما لمصير المهجّر لسلطة أكد اعتقالها للدكتور العش أن لا عهد لها ولا ميثاق. 4-  تدعو المنظمة جميع المهجّرين للالتفاف حولها، والعمل معا من أجل استعادة حقنا في عودة آمنة لا تستثني أحدا،  وتحذر من طريق الصفقات المشبوهة التي تديرها أجهزة متورطة في كل المظالم التي تعيشها البلاد منذ عقدين 5-  تعلن المنظمة للرأي العام الوطني والدولي بأنها بصدد التشاور لأعداد ملف قانوني وحقوقي شامل حول حالة رفيق المنافي الدكتور أحمد العش، وبصدد إعداد حطة للتحرك الإعلامي والميداني بالتنسيق مع مكونات الساحة الحقوقية بالداخل والخارج من أجل إطلاق سراحه ليعود إلى عيادته ونشاطه في صفوف الجالية.  فالدكتور العش عضو في عمادة الأطباء النفسيين بفرنسا وكان الأولى بالسلطة أن توسمه بدل أن تزج به في السجن 6-  تتعهد المنظمة بمتابعة ملفات العائدين من المهجرين التونسيين  وستبقى مستنفرة للدفاع عنهم إذا ما تعرضوا لما يمس سلامتهم وأمنهم وكرامتهم باريس في 09 جويلية 2009 نورالدين ختروشي  رئيس المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين


القضاء الفرنسي يتنصّل من محاكمة صهري الرئيس بن علي بتهمة السرقة

 


لطفي حيدوري ذكرت صحيفة فرنسية نقلا عن مصدر قضائي أنّ صهري الرئيس التونسي بن علي المتهمين في فرنسا بالتورط في شبكة لسرقة اليخوت، تم فصل ملفّهما عن المجموعة المتورطة وطلب من تونس محاكمتهما في أقرب الآجال. يأتي ذلك في الوقت الذي تم فيه تحديد موعد لجلسة محاكمة شبكة السرقة تلك يوم 21 أوت الجاري في « أجاكسيو »، وتضم المجموعة المحالة 11 شخصا يوجد بينهم عماد ومعز الطرابلسي. ونقل عن أحد القضاة قوله إنّه بالاستناد إلى كون محلّ إقامة هذين الأخيرين يقع في تونس، إضافة إلى كون جريمة السرقة ارتكبت خارج الأراضي الفرنسية، فقد بدا أبسط إلى النيابة الفرنسية فصل ملف الاتهام ومحاكمة الرجلين في غضون فترة زمنية معقولة في تونس، مضيفا أنّه إذا لم تفعل تونس ذلك، فقد تقوم به فرنسا، على حد تعبيره. وكانت تحقيقات أمنية فرنسية كشفت سنة 2006 أنّ صهري الرئيس التونسي عماد ومعز الطرابلسي أشرفا على عملية سرقة ثلاثة يخوت بينها يخت على ملك مدير بنك « لازار » الفرنسي تم ضبطه في مرفأ سيدي بوسعيد. وبموجب إنابة قضائية دولية تم الاستماع إلى الشقيقين من قبل قاضي تحقيق بمحكمة تونس في ماي 2008 بتهمة « التواطؤ للسرقة ضمن عصابة منظّمة »، دون أن يتم إيداعهما بسجن الإيقاف. ويتوقّع عدد من المراقبين أنّ المنعرج الأخير في قضية صهري الرئيس بن علي بعدم محاكمتهما في فرنسا قد يكون جاء بتدخّل من الإيليزي نزولا عند رغبة الجانب التونسي، حيث يعتقد أنّ ملف القضيّة سيتم غلقه. كما تزداد الشكوك في سلامة مسار هذه القضية مع وجود أنباء تتحدث عن حرية تنقل يتمتع بها المتهم عماد الطرابلسي بين تونس وفرنسا، حيث وقّع قبل أشهر عقودا لإنشاء مركز تجاري تابع للسلسلة الفرنسية « بريكوراما ».
 
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 8 أوت 2009)  http://www.kalima-tunisie.info/kr/News-file-article-sid-353.html


رسالة من مواطن تونسي الى الوزير الأول


السبيل أونلاين – تونس (محمد الغنوشي الوزير الاول « اداريا ».. ونائب رئيس حزب التجمع الدستوري الديمقراطي « سياسيا »..) الكل يهون.. حتى المال.. في سبيل النضال . بصفته النائب الاول لرئيس حزب التجمع الدستوري الديمقراطي.. هل يتقاضى السيد محمد الغنوشي بصفته الوزير الاول منح التنقلات والمعروفة بـــ « المنح الكيلومترية » حينما يتعلق الامر بتنقلاته بصفته التجمعية لا الوزارية؟؟ . وهل يتمتع بمثل هذه المنح من ميزان الوظيفة العمومية كلما يتنقل للاشراف على نشاط ينظمه الحزب الحاكم؟ . هذا ما جال بخاطري أورده بكل براءة ومن باب اطمئناني كمواطن تونسي على حسن قانونية التصرف في الاموال العمومية.. ولا سبب لهذه الاشارة سوى قناتنا التلفزية الفضائية تونس 7 التي مررت مؤخرا معالي الوزير الاول السيد محمد الغنوشي وهو يختتم اشغال الجامعة الصيفية الوطنية للتجمع الدستوري الديمقراطي المنعقدة بتوزر خلال هذه الصائفة . و ما يشجعني على طرح كهذا هو هاجسي بانه من الوطنية الحق ان نتصارح ونتحابب وان جد بيننا خلاف او حتى خلافات في الرأي.. سيما وأن الأموال العمومية وحسن وقانونية التصرف فيها.. يبقى من العناصر المشتركة بين الجميع ولا اقصد بالجميع غير التونسيين.. من عامة الناس الى خاصتهم . فهل من اجابة عما طرحت.. مع تحيتي وتقديري للنشاط والحيوية التي بها يتمتع السيد محمد الغنوشي الذي لا يمانع في السفر من العاصمة الى اعماق جنوبنا العزيز « توزر » في شدة الحر وفي عمق قيض صيفنا الحار جدا.. والكل يهون في سبيل النضال . الإمضاء : حكيم الغانمي – تونس (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 09 أوت 2009)  


في ظل الحصار البوليسي الخانق وتدهور حالته الصحيّة

الدكتور منصف بن سالم ..أدعو لتأسيس منظمة حق الخروج من تونس


السبيل أونلاين – تونس – خاص   دعا الدكتور المنصف بن سالم ، إلى عقد مؤتمر تأسيسي » لمنظمة تونسية لحق الخروج » ، في ظل حالة الحصار المضروبة على عدد غير قليل من الممنوعين من السفر من التونسيين ، والمحرومين من حقهم في جواز سفر .   وقال مصدر حقوقي أن الحالة الصحيّة لعالم الرياضيات البروفيسور المنصف بن سالم تعرف تطوّرا خطيرا ، وأكد المصدر أن الإرهاق النفسي والعصبي سبب للدكتور بن سالم فقدان نور بصر إحدى عينيه بصورة مفاجأة صبيحة يوم 09 جويلية 2009 .   وأشار إلى أن الأطباء ، سجلوا بعد عدة أسابيع و بنتيجة العلاجات المعتمدة، تحسناً لرؤية العين المصابة بصورة ملحوظة.   واضاف المصدر: » منعته أسباب مادية لمدة 10 أيام من مراجعة الطبيب، لكنه نُقل بعدها إلى مستشفى سوسة حيث تبيّن أن إنسداداً في شرايين العين كان سبباً في ذلك، وتعذرعلى الأطباء المتابعين لحالته إجراء عملية جراحية في العين مخافة حدوث مضاعفات بسبب توعك في القلب وإرتفاع السكري إلى 5 غرامات ، وبسبب الموانع الصحية تلك ، نُصح بالإكتفاء بمعالجة عينه مستعيناً بالأدوية فقط  » .   وقـُطع عن الدكتور بن سالم خط الأنترنت منذ نحو 8 أشهر، ولكن شركة تزويد الأنترنات تطالبه بسداد فاتورة السنة القادمة ، فرفع قضية ضد الشركة ، لكن نُصحاء أشاروا عليه بسحب القضية لأنه سيخسرها يقيناً، فقدم طلب فسخ العقد في 2009.08.07 مع الشركة التي سارعت بقبول طلبه وفسخ العقد  » بكل سرور ».   وشددت  » الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين  » ، في تقرير يتعلق بوضع الدكتور بن سالم ، تلقى السبيل أونلاين نسخة منه مساء السبت 08 اوت 2009 ، أن بن سالم يتعرض وأفراد عائلته ، من جهة ثانية و منذ 20 عاماً « لمراقبة أمنية وملاحقة بصورة دائمة، كان أخرها تعمّد أحد أعوان المرور المسمى طاهر المجابي في مفترق الجمّ إلى توقيف سيارة الدكتور بن سالم ليقوم بعد طلب إستظهار الوثائق الشخصية لمرافقي الدكتور من أفراد عائلته وأقربائه وأصدقائه ، بإستنطاقهم في الطريق العام عن نوع القرابة التي تجمعهم بالدكتور بن سالم، وعن سبب وجودهم برفقته ، وعن أحواله وأحوال زوجته وأبنائه..! وقد تعمّد عون المرور الطاهر المجابي تكرار ذلك لثلاث مرات ».   وعبّرت الجمعية عن أسفها لما يتعرّض له « رجل بمثل قامته من إضطهاد وعُسف وعزلة » ، وحمّلت السلطات العليا تعمدها إهدار المكاسب العلمية للمجتمع التونسي لهذا الجيل والجيل اللاحق في شخص الدكتور بن سالم ، وأكدت تمسكها بإلتزامها الدفاع عنه من أجل إستعادة حقوقه كاملة، ودعت منظمات المجتمع المدني في تونس والمنظمات الحقوقية والإنسانية والعلمية الدولية إلى إسناده من أجل فك الحصار عنه .   نبذة عن البروفيسور المنصف بن سالم والمظالم التى تعرض لها   الدكتور منصف بن سالم، من مواليد سنة 1953 ، متزوج وله أربعة أبناء ، مقيم تحت المراقبة الأمنية منذ 20 عاماً وممنوع من التنقل داخل البلاد وخارجها محروم وأبناءه من جوازات سفر ، محروم من التدريس بالجامعة التونسية بعد فصله منها سنة 1989. أنصفته المحكمة الإدارية في 15 جويلية 2009 بقبول إعتراض الدكتور بن سالم شكلاً بينما رفض شكلاً إعتراض إبنته مريم. في القضية عدد 4/1565 المتعلقة بامتناع وزارة الداخلية عن تسليم الدكتور منصف بن سالم و ابنته مريم جوازي سفرهما، ففي سنة 2006 أمكن لإبنته مريم الحاملة لإجازة في الإعلامية الحصول على موافقة مواصلة دراساتها العليا في الخارج فتقدمت بطلب للحصول على جواز سفر و تقدم أيضاً والدها للمرة السابعة بنفس الطلب إلا أن وزير الداخلية رفض المطلبين معا ، فتولى الأستاذ عبد الوهاب معطر، في حقهما ، رفع قضية في تجاوز السلطة ضد وزير الداخلية الذي برر موقفه بأن : (.. سفر السيد منصف بن سالم و الآنسة مريم بن سالم من شأنه النيل من النظام والأمن العامين ومن سمعة البلاد التونسية ..!)، غير أنه لا يبدو أن هناك آمال في حصول الدكتور بن سالم على جواز سفر، لإمكان إستئناف النيابة ، ناهيك عن أن وزارة الداخلية لم تخضع في أي مناسبة صدرت فيها أحكام ضدها إلى تطبيق قرار القضاء.   الدكتور منصف بن سالم حائز على باكالوريا رياضيات سنة 1970 وعلى ديبلوم جامعي للدراسات العلمية: رياضيات وفيزياء سنة 1972 ثم حاز على شهادة الأستاذية بالرياضيات سنة 1974 وعلى ديبلوم الدراسات المعمقة بباريس سنة 1975 وعلى ديبلوم مهندس رئيس صناعة آلية بباريس سنة 1976 وبنفس السنة أيضاً حازعلى دكتوراه إختصاص فيزياء نظرية بباريس وفي سنة 1980 دكتوراه دولة رياضيات. تولى الدكتور منصف بن سالم في تونس وفي غيرها من البلدان بين سنة 1976 وإلى غاية سنة 1987 مهمات عديدة فكان : أستاذاً محاضراً- مدير قسم جامعة صفاقس/ و/عضو بالمجلس العلمي وبلجان الإنتداب/ و/ تولى خطة مقرر بمركزية الرياضيات ببرلين/ و/ مقرر بمجلة الرياضيات الأمريكية/ و/ أستاذ زائر بجامعة مريلند الأمريكية/ و/ المركز الدولي للفيزياء النظرية بإيطاليا/ و / المركز القومي للبحث العلمي بفرنسا/ و/ إتحاد الفيزيائيين والرياضيين العرب/ و/مؤسسة الكويت للتقدم العلمي/ و/اتحاد الجامعات الناطقة بالفرنسية بلجيكا وكندا.هو من مؤسسي المدرسة القومية للمهندسين وهو أيضاً كاتب عام مؤسس لنقابة التعليم العالي بصفاقس.   اُعتُقل الدكتور بن سالم يوم 26 نوفمبر1987و ظل إلى سنة 1989 بحالة إيقاف بدون محاكمة وذلك بعلاقة بما يُعرف حينها بلجنة الإنقاذ الوطني وفي ماي 1989 وقع منعه من مباشرة مهامه بوصفه أستاذ محاضر في الرياضيات بالمدرسة القومية للمهندسين بصفاقس دون أن يكون قد صدر قراراً من أي جهة يَقضِي بمنعه من التدريس بالجامعة وأمام رفض الدكتور الانصياع إلى هذا القرار التعسفي تولى أعوان الأمن منعه بالقوة من دخول الحرم الجامعي، فرَفع الدكتور بن سالم على إثر ذلك في 31 أكتوبر 1989 قضية يطالب فيها بإلغاء رفض وزارة التعليم العالي ضمنيا تمكين الدكتور بن سالم من مباشرة مهامه وقد رسمتْ هذه القضية لدى المحكمة الإدارية تحت عدد 2722 لكن بعد نحو 18 عاماً عينت الجلسة ليوم 25 أكتوبر 2007، ثم عيّنت جلسات ثلاث بعد ذلك التاريخ ، و منذ 20 عاماً من تاريخ رفع القضية لدى المحكمة الإدارية وبعد أن صارعدد القضية 11722 لا يزال الدكتور منصف بن سالم في إنتظار التصريح بالحكم.   وفي سنة 1990 وإثر تصريح صحفي أدلى به الدكتور منصف بن سالم لأحد الصحافيين الجزائريين جعل الصحفي نفسه له عنواناً:  » الاتجاه الإسلامي من علمانية تونس إلى إرهاب بن علي  » ورغم أن الجريدة توقف صدورها بالجزائر بتدخل من السفارة التونسية وهي لاتزال تحت الطبع فقد تم إيقاف الدكتور بن سالم بمنزله بصفاقس، لكن بمحضر الأبحاث ورد أنه: ( ألقي عليه القبض بالمطار وهو يوزّع جريدة الموقف….) وبعد مرور شهرين على حبسه أرسلت وزارة التعليم العالي برسالة على عنوان إقامته، لم يكن روح التشفي قد خفي عن مضمونها، إذ تكلفت الوزارة عناء وضع نسخة مصوّرة من قرار رئاسي بـالرائد الرسمي (JORT) بشطب إسم الدكتور بن سالم من الجامعة التونسية.   وبعد خروجه من السجن سنة1993 وضع الدكتور منصف بن سالم بمحل إقامته تحت الإقامة الجبرية، دون أن يكون قد صدر في حقه أي حكم قضائي من هذا القبيل. وظلت ثلاثة فرق من الأمن منذ ذلك الحين تتناوب على مراقبة محل سكناه كامل اليوم والليلة وظلت هذه الحراسة مشددة إلى سنة 2001 و هاتفه القار مقطوع لمدة أربعة سنوات. وفي سنة 1994 مُنع وهو تحت الإقامة الجبرية من زيارة والدته المريضة المقيمة على مسافة 50 كلمترمن محل سكناه وحين توفيتْ والدته لاحقاً لم يُسمح للدكتور بن سالم حضور جنازتها ومراسم الدفن.   وفي يوم 1995.06.12 بينما كان الدكتور بن سالم يتسوّق مع زوجته وابنته وابنه عبّاس في السوق الشعبي بصفاقس وكان يلازم تنقلاتهم أعون الأمن السياسي كما هي عادتهم ، دخلت شاحنة خفيفة المكان و صعدت الرصيف وصدمت زوجة الدكتور بن سالم مخلّفة لها سقوط قُـُدر بـ15 بالمائة كما صدمت إبنه عباس(11 عاما) وخلّفت له إعاقة قـُدرت بـ70 بالمائة. وقد تبين لاحقاً أن السائق ، رجل تجاوز الستين ولا يملك رخصة سياقة، ورغم أن الدكتور لا يعتقد أن السلطة وراء ترتيب مثل هذا الحادث، إلا أنه يجزم أنها وراء تعطيل المداواة، الشيء الذي تسبب في إرتفاع نسبة الإعاقة، فقد سُرق الملف الصحي لابنه أكثر من مرة وكان البوليس يُحرر بطاقة إرشادات في حق الطبيب أوالممرضين المباشرين لإبنه، وفي عدد من المرات كان الطبيب والممرض يرفضان الحضور إلى محل إقامته لتغيير ضمادات إبنه المريض مخافة التعرض للمساءلة من قبل أعوان الأمن أمام باب المنزل.   ورغم التدخلات المتعدد من لدن شخصيات علمية وديبلوماسية وازنة، لدى السلطات السياسية العليا في تونس، من أجل تسوية وضعية الدكتور منصف بن سالم في ما يتعلق بأجوره المتخلدة بذمة وزارة التعليم العالي و حقه في العودة إلى التدريس، وحقه هو وأبناؤه في جوازات السفر، فإن تلك المحاولات جميعها آلت إلى فشل: فوزير التعليم العالي سابقاً العالم الكبير في الرياضياتlaurent Schwartz) ( جاء إلى تونس والتقى برئيس الدولة وتلقى وعوداً بتسوية وضعية الدكتور بن سالم بصورة نهائية فقام الوزير بناءاً على تلك الوعود بتسميته بجامعة:(Pierre et marie curie) بباريس6 ، لكن لم يسمح للدكتور بالسفر بحسب الوعود.   أما البروفسور محمد عبد السلام الحائز على جائزة نوبل فقد قدم إلى تونس مرتين وتلقى وعوداً بحل قضية الدكتور بن سالم، لكن دون أن يتم الوفاء بتلك الوعود.   أما الأمير عبد الله أيضاً ولي العهد السعودي حينها فقد قام بتسمية الدكتور بن سالم أستاذاً بجامعة الرياض وطلب من السلطة التونسية أن تسمح له بالسفر، وبعد أن أعدّ العدة للسفر بالتنسيق مع سفارة المملكة العربية السعودية،وبعد أن كان تعيّن موعد سفره ، ألغي كل شيء، دون أي تفسير.   خلال تسعينات القرن الماضي جرت مخابرة الدكتور بن سالم من الولايات المتحدة الأمريكية ثم السفارة الأمريكية قصد إعلامه أن وفداً من الكونغرس الأمريكي يرغب في زيارته، وكان ذلك إستجابة لضغوط من المؤسسات العلمية من مثل الأكاديمية القومية للعلوم بأمريكا ومنظمات حقوقية فاعلة ثم بعد مدة قصيرة هتفتْ إليه السفارة الأمريكية مجدداً تسأله إن كان موجوداً بالمنزل لأن وفداً من الكونغرس الأمريكي يرغب في زيارته يوم كذا للإطلاع على وضعه بصورة مباشرة وبعد انتظار طويل لم يأت وفد الكونغرس وتبين لاحقاً أنه تم تحويل وجهة الوفد إلى جهة أخرى ثم يُعلن في التلفيزيون أن إستقبل رئاسياً رسمياً نُظم لوفد الكونغرس، حدث ذلك ثلاث مرات تفصل بين الزيارة والتي تليها نحو سنة تقريباً، كل مرة يأتي فيها وفد الكونغرس قصد مقابلة الدكتور، وبناء على موعد مسبق، فيلتقي بالرئاسة ثم يغادر فوراً. وضع لحراسته بعد خروجه من السجن سن 1994، ثلاث فرق كل فرقة تحرسه ثمانية ساعات، و يتبادلون النوبات: الساعة 6 ثم الساعة2 بعد الزوال ثم الساعة10 ليلاً. وفي 30 مارس 2006 أعلن الدكتور منصف بن سالم دخوله وأفراد عائلته في إضراب عن الطعام إحتجاجاً على قرار الجامعة طرد إبنه أسامة بن سالم ورفيقيه بسام النصري وعلي عمر بعد إحالتهم على مجلس التأديب بجامعة صفاقس على خلفية تنظيم تظاهرة طلابية في 02 فيفري 2006.   وفي سنة 2006 أمكن لإبنته مريم الحاملة لإجازة في الإعلامية الحصول على موافقة مواصلة دراساتها العليا في الخارج فتقدمت بطلب للحصول على جواز سفر و تقدم أيضاً والدها للمرة السابعة بنفس الطلب إلا أن وزير الداخلية رفض المطلبين معا ، فتولى الأستاذ عبد الوهاب معطر، في حقهما ، رفع قضية في تجاوز السلطة ضد وزير الداخلية الذي برر موقفه بأن : (.. سفر السيد منصف بن سالم و الآنسة مريم بن سالم من شأنه النيل من النظام والأمن العامين ومن سمعة البلاد التونسية ..!) وفي جلسة يوم 28 نوفمبر2007 نظرت الدائرة الرابعة لدى المحكمة الإدارية في القضية عدد 4/1565 المتعلقة بامتناع وزارة الداخلية عن تسليم الدكتور منصف بن سالم و ابنته مريم جوازي سفرهما وعرض محامي الطاعنين أوجه خرق القانون والانحراف بالسلطة من قبل وزير الداخلية، وقد أنصفته المحكمة الإدارية في 15 جويلية 2009 بقبول إعتراض الدكتور بن سالم شكلاً بينما رفض شكلاً إعتراض إبنته مريم .   (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 09 أوت 2009)

 


 

سجين الحرية د. شورو

مرشحنا لرئاسة الجمهورية


توطئة : استجابة لنداء زوجته الكريمة : قبل أن يغتالوه : وجه الشبه بين مانديلا و شورو : من السجن الانفرادي الى القصر الرئاسي : الحق الدستوري و شروط الترشح : انقلب السحر على الساحر : بداية المعركة الانتخابية : توطئة :  

صرخة استغاثة من حرم الدكتور الصادق شورو

                زوجي وراء القضبان منذ 18 سنة ، جرمه الوحيد أنه يفكّر بصوت عال وقلبه ينبض املا لممارسة حق المواطنة في حرية الرأي والتعبير كسائر خلق الله على وجه المعمورة  !!! . من أجل ذلك يقبع زوجي في زنزانة يزيدها سوء المعاملة ضيقا ومعاناة ، وهو يشكوا آلآما حادة بالمفاصل وصداعا مستمرّا يحرمه من لذة النوم والإسترخاء . كما أن سوء التغذية نتج عنه هبوطا خطيرا في ضغط الدّم ، فإكتسح الشحوب وجهه ولازمته رعشة غير معهودة لديه ونحولا ينذران بما لايُحمد عقباه.. إننى زوجة السجين السياسي وسجين الرأي آمنة حرم الصادق شورو أرفع أكف الضراعة إلى الله عزّ وجلّ ليرفع عنّا الضيم والظلم والمعاناة ، ويسخّر لنا من أصحاب الهمم العالية والخلق الكريم من ناشطي حقوق الإنسان أفرادا ومؤسسات بالداخل والخارج ، ومن المتنافسين في الدفاع عن المظلومين ومساندة المستضعفين ، أن يهبوا الى نجدتنا ويجتهدوا ما في وسعهم لوضع حدّ لمأساة عائلة بأسرها لم تعرف طعما للأمان منذ إعتقال سندها الدكتور شورو ، والعمل على إنتشال زوجي من غياهب السجن لإنقاذه من الموت البطيىء ، ليسعد هو بالحرية ونسعد نحن بجمع شملنا بعد طول انتظار ، حتى يبقى لإنسانية الإنسان معنى … والله لا يضيع أجر من أحسن عمل .{ عن السبيل بتصرف}. استجابة لنداء زوجته الكريمة : حتى لا تشعر أسرته بالوحدة و الالم و الحسرة … و حتى لا تظن اننا بعنا القضية ،و تركناها و زوجها يُكابدان و نحن هنا قاعدون…زوجها و رئيسنا …كان عمره و شبابه فداءا لحريتنا قبل حريته … كان بإمكانه ان يقول لجلاده :نعم قبلت بالشروط…و لكن ساوموه على الصمت فرفض …قايضوه على الاستسلام فابى …قضى 18 سنة سجنا انفراديا قمة للتشفي و الانتقام …كانوا يهابونه وهو مقيد …يرتعشون لما يُذكر اسمه على مسامعهم …تهتز الارض من تحت اقدامهم لما يُدوّن اسمه الكريم في سجلات المنظمات الحقوقية …تسودّ الدنيا في أعينهم لما تملأ صورته البهية شاشات التلفزيون …إنهم يموتون في اليوم ألف مرة ..يتألمون اكثر مما يتألم أبناؤه و حرمه من طول غيابه …كلما يتذكرونه ليلا لا يعرفون للنوم أنسا ….و كلما سمعوا أذانا يتمنون ان تبلعهم الارض بغتة…وكلما شاهدوا مؤمنا ساجدا في صلاته تغمرهم رغبة شديدة في عدم الوجود على البسيطة …هذا حال جلاديه و سجانيه …و لكن في المقابل الاخر و في أوساط إخوانه و احبائه و مريديه …فهو المعلم و الاستاذ و الدكتور و الشيخ …فهو رمز الكرامة …و رمز الوفاء و العطاء ..رمز الصبر و الصمود ..رمز الالهام ..رمز التحدي و الكبرياء … رمز العزة و أخيرا فهو رمز الحرية و حق الحياة . أليس رجلا بهذا المواصفات يستحق أن يكون رئيسا لشعب يتطلع لغد أفضل ؟

قبل أن يغتالوه :

جاء في رسالة حرمه التي تناشد فيها أحرار العالم و أصحاب الهمم العالية و الخلق الكريم أن يهبوا لنصرة زوجها و هي ما لجأت الى هذا الدرب إلا من بعد ما شعرت بخطورة الوضع و زيادة سوء حال زوجها من سيء الى اسوأ لما لاحظت ان الشحوب اكتسح وجهه و ظهرت عليه رعشة غير معهودة و اصبح هزيلا  و كأنه مؤشر على دخوله في نفق الموت البطئ مثل اخوانه الشهداء الذين فاق عددهم الخمسين منهم من قضى نحبه داخل السجن و منهم من كان ينتظره الموت بداره و إن هذه الاعراض الجديدة لم تظهر عليه سابقا و طيلة سنين العجاف الماضية و كأنه أمر دُبر بالليل و مؤامرة تُحاك ضد أكثر شخصية لم يعرف التاريخ التونسي لها مثيلا  مكوثا في السجن ظُلما و بهتانا و من أجل الحرية و الوطن ،و بما أن 18 سنة سجنا مضت لم تهزم إرادة الرجل و لم تُكسر عزيمته فإن التصفية الجسدية اصبحت خيارا مطروحا و قابلا للانجاز و خاصة ان سجل حقوق الانسان في تونس ملطخا بدماء الابرياء و المظلومين و رجال حكومة تونس يشهد لهم القاصي و الداني بأنهم رجال مافيا و حكومة عصابات لا يتورعون في فعل منكر فعلوه . و إني أضم صوتي إلى صوت حرم الدكتور شورو بإنقاذ زوجها من الموت البطئ و المدبر و أدعو مسؤولي المنظمات الانسانية و الحقوقية أن يتداركوا الموقف قبل فوات الاوان و قبل أن يدركه الموت المنظم بأرسال بعثة طبية اجنبية لتتولى معالجة الدكتور و عمل فحص شامل و دقيق و يُستحسن أن يتم نقله خارج السجن لاتمام عملية الفحص و الكشف بعيدا عن دسائس و مؤامرات السجانين و كما نطالب بإطلاق سراحه بعد التأكد من سلامة وضعه الصحي . وجه الشبه بين مانديلا و شورو : شاءت الاقدار أن تجمعني بإخوة أعزاء بعدما باعدت بيننا الاسفار و شبح المطاردة الامنية في زمن لا يعرف فيه للدعاة  قدرا و لا للاحرار شأنا أن ألتقي بهم بمدينة كاب تاون  بجنوب إفريقيا  حيث جميعنا كانت تراودنا فكرة زيارة سجن الرجل العظيم نلسون مانديلا بحثا عن أمل فقدناه و بصيص نور و شعاع ليكون لنا مصدر إلهام و وقود نضال حتى لا يعرف اليأس لنا طريقا ،ركبنا البحر نحو جزيرة روبن أو جزيرة الموت كما يسميها الافارقة و شهدنا بام أعيننا الزنزانة التي كان يرقد فيها الرئيس مانديلا طيلة27 سنة وراء سنة دون انقطاع ، زنزانة عبارة عن 2 متر طولا و نصف متر عرضا على سرير حديدي تُحاصره جدران اسودّ طلاؤها غُبنا و قهرا  و كان يقضي كامل اليوم في تفتيت الحجارة الصخرية تحت لهيب الشمس و سياط جلاديه ،سنة تلو السنة و الحلم يكبر مثل الطفل الرضيع الى ان اشتد عوده و نضجت الفكرة و المشروع و استجابت سنن الكون لقانون السماء و كانت اول قدم يلمس بها مانديلا ارض اليابسة إشارة لبدء حياة جديدة في تاريخ السود أصحاب الارض و إعلان مولد جديد و أصبح رقم السجين الخالد 46664 الذي كان يحمله مانديلا في سجنه ليست كباقي الارقام إنما لها وقع سحري لكل من يشاهدها متراصة مع بعضها البعض او من يسمع رنين تسلسلها  فهي رمز الامل و الحرية و تحت سقف هذه الارقام تُجمع التبرعات و تُقام الحفلات الخيرية في أرجاء العالم . من السجن الانفرادي الى القصر الرئاسي : عُرض على نلسون مانديلا اطلاق سراحه مقابل الالتزام بوقف المقاومة المسلحة و لكنه رفض و فضل البقاء في غياهب السجن شانه شأن مانديلا شمال إفريقيا شورو فلقد عُرض عليه الالتزام بالصمت مقابل حريته فرفض و فضل البقاء في سجون الموت التونسية قائلا :السجن أحب إليّ مما تدعونني إليه . يقول فردريك دي كلارك آخر رؤساء نظام التفرقة العنصرية في دولة جنوب افريقيا : عندما ذهبت لمقابلته فوجئت برجل متقدم في السن،و لكن شامخ لم تحطمه الساعات الطويلة التي كان يُقضيها في تكسير الحجارة طوال فترة حبسه…كان يتحدث إلي كزعيم لشعب و ليس كسجين …تيقنت ساعتها ان نظام الاقلية البيضاء الذي يحكم دولة جنوب افريقيا في طريقه الى النهاية . و بالمثل حينما وقف شورو كالجبل الشامخ أمام جلاديه يُحدثهم عن الواجب الوطني و هموم الناس ناسيا همه و مُصيبته ككونه سجينا يُطالب بإطلاق سراح سجناء الحوض المنجمي و لم يطلب فك سراحه ،كان همه الشعب وليس نفسه كان يتحدث كزعيم و رئيس حركة جديرة بالحياة و البقاء حينها أدرك نظام الاقلية التونسي نظام العائلة الواحدة أنه يقف امام زعيم و ليس سجينا و أنه يُشكل خطرا على امنها و استمرارها في حكمها البائد لا محالة بإذن الله . بعد فترة السجن الطويلة أصبح نلسون مانديلا رئيس دولة جنوب افريقيا …من زنزانة السجن الى قصر الحكم…و ها هو اليوم الذي يبدأ فيه مانديلا شمال افريقيا يسلك طريقه نحو القصر الجمهوري …و ليس ذلك على الله بعزيز . الحق الدستوري و شروط الترشح : بادئ ذي بدء رئيسنا الحالي و الطريقة التي استلم بها زمام السلطة لم تكن شرعية    و لا قانونية و لا ديمقراطية ثم كل الفترات التي تلت استيلائه على السلطة نقض فيها كل العهود و بدل فيها الدستور مائة مرة و قانون الانتخاب ألف مرة و في كل فترة انتخابية جديدة يُبشرنا فيها بأنها المرة الاخيرة التي يُرشح فيها نفسه و هي كلمة السر التي بها يتم تخدير الناس و المعارضة على حد سواء ،أما هذه السنة فلقد تم تفصيل القانون الانتخابي تفصيلا دقيقا لا يصلح لغيره بقصد اقصاء الوجوه المعارضة الحقيقية التي تجد قبولا لدى الجماهير و استحسانا لدى النخبة التونسية .  و في هذا الاطار و رغم الحصار القانوني فإن مرشحنا لرئاسة الجمهورية الدكتور صادق شورو يتمتع بحقه الدستوري كأي مواطن تونسي يحمل الجنسية التونسية و عمره تجاوز الاربعين و من ابوين تونسيين و لا يحمل جنسية ثانية ،اما الشروط الثانوية  الغير دستورية و لا قانونية بعد عرضها على خبراء القانون الدستوري و الدولي و قالوا عنها :إنها شروط تعسفية و تعجيزية لاقصاء المعارضة و انتخابات رئاسية بهذا الشكل غير شرعية و منقوصة . انقلب السحر على الساحر : و رغم هذا التعسف القانوني و التجاوز الدستوري و بنفس الشرط الانتخابي الذي أبعدوا به السيد نجيب الشابي ككونه لا يترأس حزبا منذ سنتين خلت ،وقعوا في شر أعمالهم و في الفخ الذي حفروه لغيرهم ،حاكموا الدكتور شورو بتهمة رئاسة جمعية غير مرخص لها ..أي أقروا و اعترفوا بأن الرجل يرأس حزبا و هو الشرط الاساسي الذي ينقصه لخوض الانتخابات و بهذه التهمة يكون مرشحنا قد أكمل كل شروط و استحقاقات الترشح الانتخابي و هو بذلك يُعتبر الشخصية الاكثر حظا بالفوز بالرئاسة نظرا لشهرته العالمية و وقوف المنظمات الحقوقية و الدولية و الانسانية ورائه فضلا عن مساندة كافة الاحزاب التونسية المعارضة الجادة له بدون استثناء و مآت الالاف من الوطنيين و الاسلاميين بالداخل و الخارج و زد على ما سبق ذكره فالرجل حافظ لكتاب الله و يحمل شهادة الدكتوراه في العلوم و كان استاذا جامعيا و اب لاسرة كريمة صابرة ….انها الشخصية التونسية الوحيدة التي اجتمعت فيها مؤهلات قيادة أمة و انقاذ شعبا من براثن حكم الاقلية و العائلة المستبدة …و كأن الله أراد بسجنه ان يُؤهله لهذه المهمة مثل نبينا يوسف عليه السلام . بداية المعركة الانتخابية : فلتفرح أسرته الكريمة و حركته العتيدة بصفتها القديمة و الجديدة و رجال تونس بمستقبل مُشرق و غد أفضل حينما اختار لها الله رجلا اصطفاه عن بقية الخلق و هيأه لبعث الامل في شعب كثيرا ما ذاق الحرمان و سُلط عليه الظلم و الفقر و الانحلال . رئيس جمهوريتنا المرتقب يحيي فينا الامل و يجمع صفنا و يُوحد كلمتنا و يلم شملنا  ويُسطر لنا طريق الخلاص و يُدلنا على شعاع النور الذي نتبعه و نقف وقفة رجل واحد و نضرب بيد رجل واحد ضربة حديدية نقطع بها عصا الدكتاتورية و الاستبداد . في حريته تكمن حريتنا …في ترشحه يكمن أمل الانفراج…في عودته للحياة عودة الحياة إلينا …في إعلاء صورة ترشحه في الانتخابات إعلاء صورة الكرامة و الحرية للشعب التونسي . يا احرار تونس انها ساعة الصفر و بداية الانتفاضة …يا اصحاب الهمم العالية و الخلق الكريم… يا حرم شورو… آصرخي بصوت عال ، فإن لم يستمع لك إخوان زوجك السابقين فإن ملائكة الرحمان لا تخذلك…فزوجك رجل صادق اسم على مسمى عاهد الله امام الملأ ..فهو من رجال الله و أحبائه . موعدنا يا سيد الرئيس الدكتور صادق شورو بقصر قرطاج تتلقى تهاني الفوز من أعضاء السلك الدبلوماسي و رؤساء العالم مثلما تلقاها السجين السابق نلسون مانديلا و سأكون أول المهنئين .    حمادي الغربي Al_gharbi@live.com

 
 

بعض أقطاب المعارضة التونسية ترشح سجين سياسي  للإنتخابات الرئاسية القادمة

 


ستشهد الساحة السياسية التّونسيّة  مع مطلع شهر تشرين الأوّل / أكتوبر 2009 حدثا سياسيّا هامّا يتمثّل في انتخاب رئيس للجمهوريّة لمدّة خمس سنوات أخرى . ويبدومن خلال المشهد السياسي أنّ الرئيس الحالي بن علي هو الأوفر حظّا ـ  » بعد تعديل دستوري تمت الموافقة عليه عبر استفتاء عام تمّ سنة 2002   يسمح للرئيس بالترشح لعدد غير محدود من الفترات الرئاسية مدة كل منها خمس سنوات  » ـ  للفوز في الإنتخابات واعتلاء سلطة الحكم للمرة الخامسة على التوالي ، حيث لا يوجد مرشح  منافس  قادر على تغيير توازن في السلطة  بالإضافة إلى العديد من  الاعتبارات السياسيّة الأخرى مرتبطة أساسا  بطبيعة الواقع السياسي التونسي  وعدم قدرة  المعارضة على الفعل والتأثير ، وهو ما يجعل الأوضاع  تسير نحو  تكريس منهج التفرد والإستمراريّة في  القيادة لدورة خامسة يفترض أن تنتهي في نوفمبر من سنة 2014 . غير أنّ هذه القتامة في المشهد السياسي التونسي والذي ينبأ بعدم حدوث أي انفراج سياسي ولو بصفة محدودة  في المستقبل القريب حيث تتواصل المحاكمات السياسيّة كانت آخرها قبل أيام فقط  تعرّض الدكتور أحمد العش بعد ثمانية عشر سنة قضاها في المنفى إلى محاكمة جائرة انتهت بالحكم عليه أربع سنوات سجنا  نافذة ، لم يمنع بعض أقطاب المعارضة من الدّعوة إلى تجنيد كلّ المواقع الإلكترونيّة والأقلام الحرّة وأصحاب الضمائر الحيّة لترشيح بطل الكلمة الحرّة  الدكتور صادق شورو لرئاسة الجمهوريّة  للدورة القادمة ورغم أنّ هذه الدّعوة جاءت  متأخرة نسبيّا كما أنّها تحتاج إلى دراسة معمّقة  وتبادل وجهات النظر فيها فهذا لا يمنع الأخ العزيز خالد الطراولي والأخ حمادي الغربي من الإستجابة لنداء الإستغاثة التي أطلقتها  السيّدة آمنة  حرم الدكتور صادق شورو  وتكوين لجنة مساندة للتعريف بالمظلمة ودفع الدوائر الحقوقيّة الأوروبيّة والعربيّة للتحرّك في هذا الملف علما وأنّ الدكتور شورو يمرّ بوضعيّة صحيّة حرجة ناهيك على  أنّ  المحاكمة  في ذاتها قد حفتها عدّة خروقات قانونيّة وإخلالات جوهريّة أفقدتها صفة المحاكمة العادلة  بشهادة العديد من الهيئات والمنظمات الحقوقيّة   وإلى أن تتبلور فكرة ترشيح الدكتور صادق شورو ونستمع إلى وجهات النظر المختلفة لدى نخبنا الوطنيّة ، وقد نساهم بوجهة نظرنا في القضيّة بشيء من التحليل والترشيد   ، فإنّنا نأمل من الأخوين خالد الطراولي وحمادي الغربي التفاعل مع نداء الإستغاثة والعمل على إطلاق سراح الدكتور صادق شورو عبر التحرك الإعلامي والحقوقي  . وعلى أمل استجابة سريعة من الأخوين الكريمين لنداء الإستغاثة فإنّنا نشير إلى  أنّ تجديد الخطاب السياسي  ليكون منفتحا على هموم الناس وقضاياهم والدفاع عن المظلومين والمضطهدين و تعزيز وحدة الطيف السياسي بكل ألوانه  من القوى الديمقراطية واليسارية والعلمانية والإسلامية ولكل من يهمه وقف هذه المحاكمات الجائرة  واجب وطني مقدّس .     نورالدين الخميري  08  . 08 .  2009 


نحو ترشيح الدكتور الصادق شورو  (مشروع مبادرة من اللقاء الإصلاحي الديمقراطي)


د.خــالد الطــراولي ktraouli@yahoo.fr إن من المئاسي التي يعجز القلم على تسطير أوجاعها، ومن الظلم الذي لا يستوعب ظلاله حرف أو صوت، أن تكون الأسباب مركبة أو غير موجودة أصلا والضحية ينالها النسيان والعادية، وصاحب العصا والجور يتبختر في رداءه معلنا من فوق صرحه أنه البراءة والحب والرحمة للجميع ومن لغى فلا وجود له… لعل حديثي هذا زوبعة في فنجان..، لعله نداء للأموات، لعله صيحة في فلاة..، لعله قانونا لا يصلح، ورأيا لا يفلح..، لعله نزوة ولهان، ودردشة فوق نهر السين أو التاميز..،  لعله طرفا فكريا ومزايدة سياسية..، لعله يأسا مقنّعا وأملا مفقودا..، لعله مثالية بلا حدود ودعوة بلا سقوف..، أو لعله حشر لأنوف مزكومة وحناجر معدومة..، أو لعله كل ذلك… ولكن أردت خض هذا الواقع المريض وهذا الانسحاب الخافت، وهذا السكون الرهيب الذي ألقى بظلاله على من داخل الأسوار ومن خارجها. أردت المساهمة ولو من بعيد والإدلاء بدلوي الصغير في هذا المشوار الانتخابي، ومحاولة سحبه نحو ما ينفع أحوالنا وأحوال غيرنا، واستغلال محطاته لإثارة الضمائر، والدفع بالصمت والخنوع خارج حلبة التدافع والحراك، عسى أن نحصل ولو على نصف رغيف، لمن ليس في إمكانهم الإفطار ولو على نصف تمرة! الانتخابات الرئاسية وتباين المواقف تدخل البلاد في بداية الخريف في انتخابات رئاسية هامة ومصيرية رغم ظلالها الكثيفة، لما يعيشه الداخل من تحولات وتغييرات، في ظل حالة اقتصادية محلية وعالمية غير سليمة، و وضع دولي سياسي وأمني حساس ومتدهور. ولقد عبّرت أطراف المعارضة على مواقف متضاربة حول مبدئية المشاركة في هذه الانتخابات، فمن قابل لها وداع إلى التواجد فيها تحت لواء جماعي وممثل وحيد، إلى مرحّب بها وساع إلى تمثيل نفسه بنفسه وتحت راية حزبه، إلى رافض لها وعامل على تهميشها ومناد بمقاطعتها. وتعددت أطروحات التفسير والتبرير، واختلفت البراهين والحجج، وعمد كل فريق إلى التميّز عن غيره والتلويح بجدوى وصلاحية موقفه. سعى أصحاب المشاركة إلى تبرير مسعاهم بعدم جدوى المقاطعة، وسلبيتها المتمكنة في عدم طرح بديل، والاكتفاء بالرفض والانتظار على الأعراف، وترك عجلة التاريخ تأخذ طريقها من جديد، دون استغلال هذه النافذة، المفتوحة لبعض الوقت، حتى يصل الخطاب البديل والرؤية المناقضة إلى الجماهير، عبر وسائل الإعلام التي عودتهم بالمقاطعة وحتى التهجّم. فتكون المشاركة وسيلة لا للفوز الانتخابي، فهذا قدر قد كُتب بليل، ولكن لقاء مفتوحا مع الجماهير، وتقاربا بينها وبين المعارضة التي غاب تأثيرها وغُيّب أثرها. فرغم خلوص هذا الفريق إلى انعدام الرهان الانتخابي، فإن المشاركة تمكّن المعارضة من فرصة إعلان ذاتها وإبراز نبتتها، وإيصال هذا القطب الجديد إلى الساحة التونسية، حتى يعاد تشكل خريطتها السياسية بعيدا عن ثنائية الأقطاب السابقة، حتى نظر البعض إليها نظرة قيمية، فأصبحت المشاركة عنده فضيلة و لعل ما سواها شر ورذيلة. وقد أرجع الرافضون لمبدأ المشاركة انسحابهم بعدم الدخول في انتخابات شرعيتها مهتزة، ودستوريتها مهزوزة، ورفض التدافع في لعبة قواعدها غير محكمة ونتائجها معروفة سلفا، وهي لن تزيد الحالة السياسية إلا ضبابية، وستحوّل الديمقراطية المزعومة إلى مسرحية، كُتبت فصولها ومحطاتها وأدوارها ونهايتها، قبل صعود الممثلين على الركح واقتطاع المتفرجين لتذاكر الولوج! فالمشاركة حسب زعمهم ستسحب من المعارضة مصداقيتها وتقلل من جماهيريتها، في مقابل حصول السلطة على صك غفران، وبرهان أمان، على ديمقراطيتها وقبولها للتعدد والتداول! وهو إعادة لمسرحيات سابقة بنفس الرجال والمبررات والآمال، وقد كانت النتائج نسخا مكررة لانتصار الفريق الحاكم وفشل المعارضين. في مقابل هذا الاختلاف الظاهر والمميّز في مبدئية المشاركة من عدمها، يلوح إجماع عجيب حول نتائجها، فلا أصحاب المشاركة يراهنون على نجاحهم في ظل واقع عصيب يمسك الحزب الحاكم بكل تلابيبه تاريخا وحاضرا، ولا يملكون منه حتى اجتماعا جماهيريا علنيا واضحا وساكنا، ولا في قدرتهم على تجميع وتوحيد المعارضة في قطب وحيد، بعيدا عن السياسوية والحسابات الضيقة والزعاماتية المفرطة. فمع التشتت وعدم وضوح البدائل ولعله تناقضها فيما بينها، رغم وجود الخطوط العريضة الجامعة والتي يغلب عليها البعد السياسي الحدثي والحقوقي اللحظي، فإن أصحاب المشاركة يعلمون أن نتائج الانتخابات منتهية، وأن فشلهم في كسبها عنوان لها مكتوب في جينتها. تلتقي هذه النهاية المحسومة، مع أصحاب المقاطعة الذين يبررون موقفهم بهذه النتيجة نفسها التي تجعلهم يفضلون عدم مباركة عملية مآلها محدّد سلفا. فرغم التبريرات والبراهين والحجج التي تناقلها الطرفان والتي تعمق الفجوة بينهما في الظاهر، فإن نتيجة المشاركة أو المقاطعة هي نفسها، وهو يقين المعارضة كلها شاركت أو قاطعت، من إحداث مفاجئة انتخابية والفوز بالمقعد الرئاسي، و عدم شكها لحظة في فوز الحزب الحاكم ومواصلة إدارته لدواليب البلاد. المنزلة بين المنزلتين أو مشاركة اللامشاركةّ! السؤال الذي يفرض نفسه، هل همنا الظرفي والهيكلي هي المعارضة وأعضائها وقياداتها، ومن يمثل ومن يصل ومن يتزعم ومن يقود، أم حالة المجتمع التونسي ومكوناته حاضرا ومستقبلا، وماذا يمكن أن يناله أفراده أو البعض منه، وخاصة الأكثر نصبا وعياء وحاجة، من مكاسب ولو على قلتها وصغر حجمها، ونحن نعلم أن نتيجة المباراة محسومة لقوة الخصم وتمكنه وهيمنته، وضعف المعارضة وتشتتها وكثرة طموحاتها وحساباتها؟؟؟ كيف نشارك دون أن نشارك؟ كيف نقاطع دون أن نقاطع؟ كيف يمكن الاستغلال الأقصى والمجدي والفعّال (optimiser) لهذه الانتخابات والحصول على مكاسب عملية ومباشرة تمس هذه الجماهير أو جزء منها في حياتها ومعاشها؟ هذا هو التحدي وهذه هي المعضلة! لن تجدي المقاطعة إذا لم يصحبها بديل عملي واضح المعالم، واستراتيجية مجمع عليها، وإلا ظلت فرارا من الواقع وتهربا من مجابهته!! لن تفلح المقاطعة إذا لم تكن محطة في مسار صاعد وواعي ومنضبط ومنهجي، وإلا كانت حالة شعورية سلبية وعبثية، تطمئن النفس من وخز الضمير، وتخفي على حياء، الانسحاب والتقوقع وضمور الإرادة وتقاعس العزيمة وغياب الاستقراء والاستشراف والمبادرة والبناء. ولن تفيد المشاركة إذا عملت على الرمزية وعلى المشاركة من أجل المشاركة، والعبرة بالتواجد وتسجيل الحضور، ونسيت أن قانون اللعبة لا يسمح بنتيجة التعادل، إما رابحا أو مهزوما، وأن الهزيمة لها تبعاتها الكثيرة والخطيرة خاصة وأنها محسومة لأسباب موضوعية وغير موضوعية. كيف يمكن إذا والنتيجة حاصلة والهزيمة مضمونة أن نقلل عواقبها ونحجم مساوئها (minimiser)؟  بين المشاركة وعدمها..، بين أن نبقى خارج الزمن أو أن نكون « خارجين » داخله..، تلوح منزلة بين المنزلتين…  إني أرى ترشيح سجين سياسي، بما يحمله هذا العمل من مغزى سياسي أولا، حيث يقع تجنب المقاطعة والانسحاب، والوقوف على الأطلال، والتلويح بالمرثيات، والانتظار السلبي لحدوث المعجزات، وترقب مهديا من السماء، أو لفتة كريمة من حليف الأمس أو صديق اللحظة، أو عونا من وراء الحدود، وقد ولى عهد التواكل والكرامات ودخول المغارات، وأصحاب الرسالات. وهو كذلك رفض لمجرد التواجد السلبي وتسجيل نقاط ومواقع ومراكز لأفراد أو أحزاب أو مجموعات، في عملية هامة ومصيرية مثل الانتخابات الرئاسية، مهما كانت مناطق الظل التي تحملها، وهو في الأخير سعي للمشاركة الفاعلة والجادة والمحددة التي من شأنها إثارة الحديث عن رجل وبرنامج وواقع وقضية. إني أقترح بكل تواضع ترشيح الدكتور الصادق شورو، وتكوين برنامج رئاسي بسيط حوله، تجمع عليه المعارضة بكل أصنافها، لا يحمل لا لفا ولا دوران، لا يمثل لا مناورة سياسية ولا توظيفا واستغلالا لوضعيات وأحزان ودموع، تتكون حوله مجموعة وطنية يمثلها فرد من كل الأحزاب القائمة ومن بعض الوجوه المعروفة في المجتمع المدني، يساهم فيها الداخل والخارج، من اصطُلِحَ على تسميته بالمعارضة الأولى والمعارضة الثالثة، أصحاب الديار وأهل المنفى، من نزل إلى حقل الممارسة الميدانية أو وقف به جواده وراء شاشات الكمبيوتر، ويكون شعارها: « الحرية أولا، سياسة واقتصادا وثقافة، ومحاربة الفساد « .  البرنامج الانتخابي يتمثل هذا البرنامج الانتخابي في النقاط التالية : ·        المصالحة بين أطراف المجتمع الواحد. ·        العفو التشريعي العام وطي صفحة الماضي بآلامه وأحزانه وتجاوزاته. ·        فتح التعددية على مصراعيها دون إقصاء. ·        محاربة الفساد والمحسوبية. ·        تمكن لاقتصاد سوق متخلق ومقيد بتدخل الدولة وحالة المجتمع والوضع العالمي. لقد تعمدنا الخطوط العريضة جدا والمقتضبة في هذا البرنامج، حتى تستطيع أغلب أحزاب المعارضة مباركته وتبنيه، ولا يحول دون انتماء فصائل ووجوه وأفراد، رغم اختلاف رؤاها التفصيلية ومرجعياتها الفكرية وتنوع أيديولوجياتها ومنهجيات عملها. واللقاء الإصلاحي الديمقراطي الذي أنتمي إليه يتبنى هذا المقترح ويعتبره جوابه السياسي والانساني للرئاسيات، وسوف يسعى جاهدا إلى طرحه على جميع مكونات المجتمع المدني المعارض في انتظار أن تجتمع عليه وتجعله عنوان حضورها المتميز في هذا الانتخابات القادمة حتى تصنع الحدث. نعم لا ينتمي الدكتور الصادق شورو إلى اللقاء وهو قيادي بارز في حركة النهضة ولا شك، وإنما دعونا إلى هذه المبادرة من منطلق إنساني أولا حتى نساهم في رفع هذه المظلمة عن الرجل الفاضل بوضع كل الأضواء الكاشفة على حالته، وهو بعد سياسي ثانيا حتى لا تظل المعارضة تابعة للحدث ولا تصنعه، تساهم في الديكور بوعي عند البعض وبغير وعي عند البعض الآخر، والجوهر مفقود أو معدوم. إيجابيات المبادرة لا نشك لحظة في عظم  هذا التحدي أمام عديد الأبواب الموصدة و عسر الشعاب الشائكة وتمكن الأحوال المحبطة، ولكن رغم الظلام و قتامة المشهد تلوح لنا بعض الإيجابيات الهامة والمثيرة، نذكر منها : ·   تجنب تشرذم المعارضة و تجاوز انقسامها الحالي بين مشارك ومقاطع، بين مترشح وغير قابل للترشح، وهو خلاف نرى تصاعده من هنا وهناك عبر اللمز والغمز والمقال والبيان، ولن يمر سليما وسوف يترك بصماته على العلاقات المستقبلية بين الزعماء وبين الأحزاب. ·   تجميع المعارضة على رجل من غير زعاماتها المعروفة، وهو منزع لتجاوز الحساسيات والحسابات الضيقة بين الأفراد وبين الأحزاب. ولعل ما تعانيه المعارضات في بعض البقاع من قلة زعمائها، وهو عكس الشأن التونسي الذي يحفل بالتعدد والكثرة والكفاءة، غير أن حالة التشتت والتباعد والنفور أصبحت سمة ظاهرة مثلتها عديد المحاولات الفاشلة للتقارب والوفاق واللقاء، وإن كان اللقاء الأخير على ضوء مبادرة العودة ترك بعض الأبواب مفتوحة حسب البعض وإن كنت غير متفائل بذلك لهيكلية بعض الخلافات والمبالغة في الطموحات الشخصية لدى البعض ولو على حساب المجموعة. ·   تحريك الساحة التونسية على برنامج واقعي وعملي، مثير وبسيط. وإذا كانت المعارضة تنوي التجمع والتحالف من أجل تونس، كما زعمت أخيرا، فهذه فرصة لامتحان نواياها وحقيقة توجهاتها. ·   إيصال رسالة واضحة إلى الداخل والخارج على السواء تنبئ بوجود البديل ولو على خطوط عريضة ولكنها واضحة وموحدة، وتمثل إمكانية براغماتية ممكنة وقابلة للتنزيل. ·   الاستغلال الكامل للانتخابات الرئاسية وتوظيفها لخدمة قضية إنسانية ووطنية، عسى أن نحصل من خلال هذه النافذة على إطلاق سراح المسجونين وحلحلة قضية المبعدين والمهجرين وغلق الملف الأمني نهائيا. وهي نتيجة لو وصلنا إليها لربح الجميع سلطة ومعارضة، حاكما ومحكوما، ولربحت المعارضة والجماهير الانتخابات وتكون الناجح الحقيقي فيها دون أن تكسبها فعليا. ·   التركيز على مبدئية المصالحة، واعتبارها بندا لبرنامج رئاسي يجعل من قضية الوئام والوحدة الوطنية والتجاوز بين أبناء البلد الواحد، موقفا مسئولا يعمق مبدئية الديمقراطية والتعددية والسلمية بين كل فصائل ومكونات المجتمع المدني، حتى وإن غلا ثمنها وقلت بضاعتها. ·   رفع مبدأ الحرية كشعار وقيمة للبرنامج الانتخابي، يفرض على حامليه الالتزام به حاضرا ولاحقا، داخل مؤسساتهم وخارجها، مهما تعددت التحديات والاستفزازات والعقبات والمناورات. المحطات العملية تبقى منهجية التنزيل والتواصل مرتبطة بفقه الواقع واللحظة وما يحفلان به من ثوابت ومستجدات، غير أن تبني بعض المحطات في هذا المشوار، تبدو صيغا بديهية ومعقولة، وهو ما سعينا إلى إبرازه عبر المقترحات التالية : 1.  تكوين مجموعة من ممثلي أحزاب المعارضة الموافقة على المبادرة ومن بعض الأطراف المستقلة المعروفة داخلا وخارجا وتحميلها مهمة الدعاية والحمل. وتكون هذه التنسيقية الأداة الفاعلة لربط خيوط المبادرة وتفعيلها على كل المستويات. 2.     الاتصال بالدكتور الصادق شورو  وأخذ موافقته على التعيين وعلى البرنامج. 3.  سوف يلعب الإعلام الرمزي على الإنترنت دورا فريدا وجديدا وتاريخيا، إذ سيحمل على عاتقه مهمة التبليغ وحمل مشروع الحملة الانتخابية وإيصال صوتها ومضمونها وبياناتها إلى الجماهير التونسية. ونخص بالذكر منها مواقع تونس نيوز والحوار نت والوسط التونسية والفجر نيوز والسبيل اون لاين. ختاما لعل البعض سوف يلوّح لنا بسلبيات المبادرة، وهو محق في ذلك ونحن على علم ببعضها، ومنها الحديث عن قانونيتها ومثاليتها ومدى قابليتها للتنزيل، فعن قانونيتها فأصحاب الشأن أدرى بها وكيف يمكن تجاوزها بكل لطف إلى مناطق العمل السلمي والمدني. وأما عن عسر التنزيل، فإنه مرتبط بالإرادة والعزيمة وتوضيح الهدف وتبسيطه، فلا مرادنا التمكن الرئاسي فطريقه محسومة، ولكن هدفنا كما ذكرنا سابقا هو الحصول على إجماع وإشباع إعلامي وجماهيري حول رجل وواقع وقضية.  وأما عن المثالية فإني ما إن خُيِّرتُ بين الموت والحياة إلا اخترت الحياة، والمثالية وإن طرقت في بعض نواحيها منطقة الأحلام والآمال، لكنها تبقى من مجال الأحياء، وإن تحلم وأنت واقف فوق الثرى خير من أن « تعيش » محبطا تحته! وبين الإحباط والانسحاب المقارب للموت، وبين أحلام اليقظة وآمال الفعل، اخترت الفعل ولو على مركب من ورق، دفته القلم، وبحره الحبر، وشراعه شعار « الحرية أولا ودائما »، فمن الحرية تولد الكرامة، ومن الكرامة يولد الإنسان ومن الإنسان يولد الأمل ويولد الوطن! انتهــــى  والله أعلم جويلية 2009 هـــوامش :   [1] : كم تمر الأيام سريعة فمنذ 5 سنوات قدمت هذا المقال كمبادرة شخصية لترشيح سجين سياسي حتى نخض الإطار الداكن للمشهد التونسي حينذاك، وإذ أعيد اليوم إطلاق هذه المبادرة مع تحديث وتطوير للمقال وإضافات جديدة فإن مشهد الحريات لا يزال على حاله وحيثيات الإنتخابات لم تتغير والإطار السياسي المعارض بين جذب وسحب ويبحث عن مكان تحت الشمس… ملاحظــة : يصدر قريبا كتاب جديد للدكتور خالد الطراولي بعنوان  » رؤى في الاقتصـاد الإسـلامي » للحجز يرجى الاتصال بهذا العنوانkitab_traouli@yahoo.fr  

الإعلام الالكترونيّ التونسي يستغلّ الفراغ القانونيّ

   


إسماعيل دبارة من تونس:   أطلقت في تونس خلال السنوات الثلاث الماضية عدّة صحف إلكترونية يشرف عليها صحافيون مارس معظمهم المهنة عبر الصحف اليومية الورقية. ولئن اختلفت أسباب لجوء هؤلاء إلى الويب للنشر والكتابة والتعليق والإخبار، إلا أنّ القاسم المشترك بينهم هو الهروب من الرقابة الصارمة التي ما زالت تتبع في عدد من المؤسسات الإعلامية خصوصًا المقربة من الحكومة.   « الصّواب »، « السياسية »، التونسيّة « ، « ويب مانجر »، » بيزنس نيوز »، » كلمة »، « راديو 6 » وغيرهم أسماء لصحف ومجلات وإذاعات الكترونية وجدت مكانًا لها وسط جمهور القراء ومستعملي الشبكة في تونس، نظرًا لجرأة بعضها وإتاحتها لإمكانية التفاعل مع المتلقّي، الأمر الذي دفع برموز الإعلام الورقي إلى إطلاق صيحة الفزع من تراجع الإقبال والمبيعات وما يعنيه ذلك من إمكانية « موت » الصحافة الورقية في المستقبل.   يقول الإعلامي المقيم بألمانيا مرسل الكسيبي وهو رئيس تحرير صحيفة « الوسط » التونسية لـ »إيلاف »: »معظم الصحف الالكترونية التي ظهرت مؤخّرًا تنتمي إلى الإعلام الالكترونيّ الرسمي أو الذي يدور في فلك الحكومة، وهو في تقديري مخطط له ومدروس المضمون والاتجاهات، والمقصود به وبتوجيه من مستويات سياسية عليا هو خطف الأضواء من المنابر الاعلامية الالكترونية المعارضة أوالمستقلة. اذ استطاعت هذه المنابر فك الحصار المضروب على المجتمع المدني وفرض اعلام بديل وجذاب تطلع نحوه عشرات الالاف من التونسيين والتونسيات ». ويتابع الكسيبي: »السلطة أدركت جيدًا أنها تعاني من محاصرة الكترونية لصيقة عبر ما تغطيه هذه المنابر على مدار الساعة من أخبار دقيقة تحيط بالوضع السياسي والحقوقي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي، وهو ما أزعجها كثيرًا فلجأت الى حجب هذه المواقع والصحف الالكترونية منذ سنوات ثم الاستعاضة عنها لاحقًا بأخرى تسبح وتقدس بحمد المكتسبات والمنجزات دون أن تقدم للناس حقيقة اوضاعهم ومايحيط بها من مخاطر سياسية حقيقية ».   لا يختلف الصحافي سمير ساسي سكرتير تحرير صحيفة » الموقف » الأسبوعية مع الكسيبي في هذه النقطة ويقول لـ »إيلاف »: » الصحف الالكترونية التونسية قليلة مقارنة بنظيراتها في العالم العربي، ربما لأنّ تونس تحتل مرتبة متأخرة في استعمال الانترنت، بما يجعل القول بأن ظهور تلك الصحف يأتي استجابة إلى حاجة الجمهور غير ذات جدوى، ولا احسب أن الرغبة في الإعلام والإخبار تقف وراء مقاصد أصحاب هذه الصحف باستثناء ما كان منها يصدر من خارج البلاد لان واقع الحريات الإعلامية والعمل الصحافي في بلادنا أضيق مما نتصور بما يجعل هذه الرغبة منعدمة لدى الإعلاميين، يمكن تفسير المسألة برغبة في تسجيل حضور او قيام بواجب، فما يوجد الآن لم يرتق بعد إلى مستوى الانجاز الإبداعي المتميز أو المتفرد عن غيره حتى نقول انه خروج عن المألوف ومحاولة للتأسيس ».   أما الصحافي سفيان الشورابي المحرّر بجريدة « الطريق الجديد » و بعدد من الصحف الالكترونية الأجنبية فيقول : » عدد الجرائد الالكترونية المحترفة في بلادنا يعد على اصابع اليد ولا يمكن الحديث عن « طفرة اعلامية » في هذا المجال الذي تستحوذ عليه بعض المواقع الالكترونية التابعة لأحزاب معارضة او منابر مستقلة لا ترقى لمصاف الصحف المحترفة التي تستوجب ضرورة توفر فريق عامل محترف وانضباط لابجديات الكتابة الصحفية   وتعد بعض المحاولات التي تم بعثها أخيرًا في تركيز صحافة الكترونية محترفة قاصرة نتيجة لعالملين، أولهما غياب الدعم والتمويل الماليين بما يسمح بتطوير آدائهما، والثاني مرتبط بضبابية خطها التحريري ».   تُعرّف جريدة « السياسية » الالكترونية نفسها بـ: »بوابة المجتمع المدني في تونس » و قد أطلقها الصحافي المقرّب من الدوائر الرسمية خالد الحداد. تمكّنت « السياسية » -حسب عدد من المتابعين- من خطف الأضواء على الرغم من حداثة عهدها، ويقول الحدّاد رئيس تحريرها : » بُعثت « السياسيّة » كمساهمة في التعريف بالجهد القائم لتنشيط العمل السياسي والمدني وتأسّست عن قناعة لدى مؤسّسها بأنّ المشهد السياسي والمدني التونسي متحرّك وناشط على أكثر من صعيد وعلى أكثر من مستوى ولكن جزءا هامّا من هذه الأنشطة يبقى في معزل عن الإعلام وإطّلاع الرأي العام برغم المجهود المبذول من مختلف وسائل الإعلام والوسائط الاتصاليّة المتوفّرة، لهذا فـ »السياسيّة » أداة لنشر الأخبار والتحاليل وتغطية الأنشطة السياسيّة والفكريّة الهادفة والسعي لتقديم صورة أقرب إلى الحقيقة عمّا يدور في الفضاء السياسي والمدني ».   يُحسب لهذه الصحيفة – على الرغم من التحفظ الذي تبديه بعض الأوساط تجاه خطّها التحريري- متابعة أخبار بعض المؤسسات والأحزاب التي ضلت لوقت قريب من « المغضوب عليها » كما يبدي عدد من المتابعين إعجابهم بطرحها لمشكل « الرابطة التونسية لحقوق الإنسان » التي ضلّت لوقت قريب من الملفات المسكوت عنها في تونس.   وعلى الرغم من أنّ الصحف الالكترونية في تونس التي يتم تحديثها على مدار الساعة دفعت بعدد كبير من الصحف الورقية إلى محاولة الاعتناء أكثر بمواقعها على النت، إلا أن المشرفين على مواقع الصحف الورقية لم يتمكنوا بعد من الاستفادة مما تتيحه الشبكة من تفاعلية وسرعة في نشر الخبر، وانبرى معظمها يعيد نشر المواد المنشورة على الورق دون الانفتاح على أخبار أخرى أو التواصل مع القراء آو حتى إدراج الصور و مقاطع الفيديو والصوت على غرار عدد من الصحف العربيّة.   يؤّكد رئيس تحرير « الوسط التونسية » الإعلامي مرسل الكسيبي إنّ  » هذه المنابر الالكترونية التي تنفق عليها الدولة من المال العام، لا تحظى باهتمام التونسيين في الخارج فالكل يوجه نظره صوب النشريات والصحف الالكترونية القريبة من الوسط المعارض، وهذا ما أكتشفه في مناسبات ليست بالقليلة من خلال الحديث المباشر مع التونسيين المقيمين خارج حدود الوطن » ويضيف : »مئات الالاف من التونسيين الذين يتابعون تطورات الوضع القطري من خلال شبكة الانترنت يتجهون الى « البروكسيات » أو كواسر الحجب الالكتروني من أجل الاطلاع على ما تنشره الصحف المستقلة، أو أنهم ينخرطون في شبكة الفايسبوك الاجتماعية الأميركية من أجل مواكبة أخبار البلد اولا بأول، إذ أنّ النشريات الحكومية أو شبه الحكومية الالكترونية هي مجرد افساد للمال العام واهدار للثروة الوطنية فهي لم تقدم مضمونًا يرتقي الى ما يتطلع له التونسيون من اعلام نزيه وشفاف وحر ».   أما سمير ساسي سكرتير تحرير « الموقف فيرى أنّ » هذه الصحف لم تخرج عما هو سائد في الإعلام الورقي الرسمي منه وغير الرسمي، ولكن أعترف ببعض التميز على مستوى المادة الإخبارية أي الخبر وخاصة الخبر السياسي منه وهذا مرده في نظري ارتباط أصحاب هذه الصحف بدوائر القرار التي توفر لهم المعلومة بخلاف غيرهم من الصحافيين المحرومين من مصادر المعلومة. فـ »السياسية » مثلاً لا تختلف عن جريدة « لوطون » الناطقة بالفرنسية في درجة الانفتاح والجرأة وهنا أشير إلى أن السلطة هي التي تسمح بهذا الانفتاح أي أن هذه الصحف لم تتجرأ من تلقاء نفسها على فرض الانفتاح لو لم تتلق الضوء الأخضر من الحكومة التي سمحت بذلك بالنظر إلى نوع القراء الذين تتوجه اليهم الصحف، فـ »لوطون » قراؤها بالفرنسية وتعتقد السلطة أنهم اقل من قراء الصحف الناطقة بالعربية والصحف الالكترونية جمهورها اقل بكثير نظرنا إلى ما قلناه آنفًا ».   سفيان الشورابي يرى أن المقاربة القائلة بوجود منافسة بين إعلام ورقي وإعلام الكترونيّ هي « مقاربة خاطئة » ويفسّر: « أعتقد أن المنافسة الحقيقيّة قائمة بين الصحف التابعة للحكومة وأخرى مستقلة عنها أو معارضة لها، ارتفاع نسبة اقبال التونسيين على الصحف الالكترونية يعود في جانب منه الى توفيرها للمعلومة التي يندر التحصل عليها في الصحف الورقية. ولا يخفى على أحد أن هامش الحرية الواسع الذي وفرته الصحف الالكترونية دفع بعدد من الصحف الورقية الى العمل نحو تحسين آدائها بهدف اعادة اكتساب جمهور يتوق لاعلام بديل عن الاعلام على الشاكلة السوفياتية الذي تتميز به صحفنا الورقية ».   الضغوط المُسلطة على الصحف الورقية في تونس لا تتأتى فقط من « الرقابة السّوفيتية » كما وصفها الشورابي أو من الصحف الالكترونية التي تستجيب إلى ضوابط المهنة الصحفية على الرغم من أن المحللين يرون « تلكؤًا كبيرًا من طرف الحكومة » في تنظيم قطاع الصحافة الالكترونية التي ضلت إلى اليوم بدون قوانين صارمة تنظّم النشر الالكتروني، إذ إن عالم التدوين الذي فتح أبوابه للتونسيين جعل من مواد الصحف التونسية المنشورة محلّ تندّر القراء و المدوّنين على حدّ سواء.   وعلى الرغم من الأضرار التي تلحق حركة التدوين في تونس جراء سياسة الحجب التي أدانتها عدة منظمات محلية ودولية، فإنّ بعض المدونات تمكنت من كسب ودّ المُبحرين و ثقتهم على غرار مدوّنة القاضي المعزول من منصبه مختار اليحياوي « تونسيا ووتش » http://tunisiawatch.rsfblog.org/ والتي يكشف عدد من الصحافيين أنهم يعتمدونها كمصدر موثوق فيه لبعض الأخبار التي تتعلق بالحريات وانتهاكات حقوق الانسان والمواضيع الاقتصادية والتحاليل السياسية الجريئة، وربما ذات الشيء ينطبق على مدونة « حوار تونس » وغيرهما. استنادًا إلى مرسل الكسيبي فالصحافة الالكترونية بتونس هي « منافس جدّي وحقيقيّ  » للصحف الورقية ويرى أنّ « الاحصاءات تثبت أن العالم بصدد التحول بشكل سريع نحو الاعلام الالكتروني , صحفا وشبكات اخبارية واجتماعية مهيمنة على استقطاب الرأي العام.في المرحلة الحالية وخاصة في المنطقة العربية قد تستمر الصحف الورقية مابين خمس وعشر سنوات على أقصى تقدير , ولكن مع اكتساح الحواسيب لكل بيت وتعميم الربط بخطوط الانترنيت ذات الربط السريع , فاننا سنشهد احالة الصحف الورقية الى المتاحف ودور الأرشيف الوطني ومراكز التوثيق،هو خبر غير سار بالطبع للعاملين في الحقل الورقي ولكن هي حقيقة مرّة نود أن نحيط بها رجال الصحافة وباحثي المستقبليات في علوم الاتصال والاعلام. »   سفيان الشورابي يرى من جهته أنّ  » الشرط الأساسي الذي يسمح بان لا تخسر الصحف الورقية التونسية جمهور قرائها هو انجازها لتغيير جذري لمحتوياتها الاعلامية ولشكلها الخارجي والرفع من وتيرة التعرض لشتى الموضوعات دون استثناء أو تحفظات. وهو الكفيل باكسابها المصداقية المفقودة الآن ولجلب جمهور الصحف الالكترونية ».   أما سمير ساسي فيقول ردًّا عن سؤال بإمكانية الجزم إن الصحف الورقية في طريقها للزوال ولو بعد مدّة أم أنها صحافة لا تموت مهما ارتفع نسق الثورة التكنولوجية : » ذا السؤال هو كالسؤال حول علاقة الكتاب بالسينما أو التلفزة وكما حافظ الكتاب على مكانه على الرغم من الانحسار، ستحافظ الصحف الورقية على موقعها ولن تزول لان العلاقة بينهما علاقة تكامل وليس تنافر بالإضافة إلى أن الجمهور مختلف ثم لا بد من الإشارة الى أن واقع العلاقة بين النمطين من الصحف لم يصل بعد الى مرحلة النفي أي نفي احدهما للاخر على الرغم ممّا شهده العالم الافتراضي من تطور رهيب على المستوى الدولي فما بالك بهذه العلاقة في واقع اقل تطورا واكثر انغلاقا في التعامل مع الانترنت كالواقع العربي عموما والتونسي خصوصًا ».   (المصدر: موقع ايلاف ( برطانيا)  بتاريخ 9 اوت 2009 )  

حقوقيون يعتبرونها محاولة لـ«تغييب» القناة في الانتخابات القادمة تونس: مراسلون بلا حدود تستنكر الحملة على «الجزيرة»

 


  تونس – محمد الحمروني    اتهمت المنظمة الدولية في بيان أصدرته الخميس الماضي السلطات التونسية بتنظيم حملة التشهير التي تتعرض لها قناة الجزيرة عبر وسائل إعلام رسمية أو مقربة من الحكم. وأوضح البيان أن الحملة الأخيرة على الجزيرة في تونس بدأت إثر التغطية التي قامت بها القناة للمؤتمر الذي عقده منفيون تونسيون يومي 20 و21 يونيو الماضي بمدينة جنيف السويسرية وطالبوا فيه بتمكينهم من حق العودة إلى بلدهم. وقالت «إن أوضاع حرية التعبير في تونس انحسرت بشكل كبير خاصة أن النظام التونسي يقمع كل صوت ينتقد الأوضاع في البلاد وهو أمر جد مقلق خاصة أن البلاد تنتظر إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بعد 3 أشهر». يذكر أن عددا من الناشطين السياسيين والحقوقيين التونسيين يربطون بين الحملة على الجزيرة وبين المواعيد الانتخابية القادمة وهم يرون أن التوقيت الذي اختارته السلطة لشن حملتها يوحي بأنها تخشى أن تتحول القناة إلى منبر للمعارضين التونسيين وللمرشحين المنافسين للرئيس الحالي، وهو ما من شأنه التشويش على الفوز الساحق الذي يريد أن يحققه مرشح السلطة في تلك الانتخابات، لذلك تأتي هذه الهجمة الاستباقية على القناة لإرهابها وجعلها تتحفظ في نقل الأخبار التي تتعلق بالوضع التونسي من جهة ولمحاولة التشكيك في صدقيتها واستقلاليتها من جهة أخرى. وكانت حدة الانتقادات الموجهة إلى قناة الجزيرة من قبل عدد من وسائل الإعلام المقربة من الحكم في تونس قد تصاعدت في الآونة الأخيرة على غرار صحيفة الصباح الأسبوعية. وتوسعت تلك الحملة وشارك فيها أغلب صحف «الموالاة» إضافة إلى قناة حنبعل «الخاصة» المقربة من السلطات في تونس، التي باتت على ما يبدو تقود الحملة ضد الجزيرة نيابة عن قناة «تونس 7» الرسمية كما قال أحد الصحافيين المستقلين. وتركزت الهجمات على التونسيين العاملين في الجزيرة دون أن تسميهم خاصة منهم محمد كريشان، الذي خصصت للنيل منه عدة مقالات لعل من أبرزها مقالا نشر بجريدة الصباح التونسية بعنوان «قارئ الأخبار في نجدة مشغليه». وجاءت الحملة على الزميل كريشان بعد المقال الذي نشره بصحيفة «القدس العربي» تحت عنوان «موسم الهجوم على الجزيرة». وأوضح كريشان في مقاله أن المشكلة ليست في نقد الجزيرة، فهي في أشد الحاجة إلى النقد بعد الكم الهائل من المديح الذي تلقته في السنوات الأخيرة، ولكن المشكلة في الطريقة المبتذلة التي يتم بها هذا «النقد»، كما أن المشكلة هي في الصحف والصحافيين الذين ما عرف عنهم غير أنهم يكتبون ويخرسون بالأوامر حسب تعبيره.   (المصدر: جريدة العرب ( يومية – قطر) بتاريخ 09 أوت 2009 )   


قبيلة الجزيرة!

علي الظفيري  
 
2009-08-09 واحدة من العلامات البارزة التي تميز قناة الجزيرة عن غيرها من المؤسسات الإعلامية، أنها مشروع أثار جدلا لم ولن ينتهي أبدا على الساحة العربية والعالمية، وفي ظني يخطئ من يتعامل مع الجزيرة على أنها وسيلة إعلام فقط لا غير، إنها أكبر من ذلك بكثير، ويمكن أن نصف الجزيرة بأنها مشروع إعلامي وسياسي وثقافي وتوعوي واجتماعي إلى آخره من الصفات التي تساعدنا على فهم وتحديد ملامح هذه القناة العجيبة الغريبة! والسؤال المشروع في محاولتنا لفهم حالة الجزيرة يمكن طرحه على النحو التالي: هل أراد صاحب قرار إنشائها وإطلاقها في الفضاء العربي أن تكون هكذا؟ وهل أراد المسؤولون عن الجزيرة والعاملون فيها أن تتجاوز المؤسسة الإعلامية الدور المنوط بها في حدود الإعلام والإخبار بما يجري وما يتبع ذلك من مهام؟ شخصياً أشك في ذلك، وأشك في أن المكانة التي تحظى بها الجزيرة في العالم العربي اليوم أتت فقط بسبب ما قامت به وما أنجزته في السنوات التي أعقبت انطلاقتها، ورغم التقدير الكبير للجهود الاستثنائية التي صدرت عن الجزيرة وأصحابها والعاملين فيها إلا أن ثمة عوامل رئيسية ومهمة أخرى ساهمت فيما وصلت إليه، ولو أن الجزيرة نشأت على أرض أخرى غير عربية ووجهت لجمهور آخر، لحظيت في رأيي باحترام وتقدير الجمهور أياً كان، ولأصبحت واحدة من أبرز المحطات الإخبارية في ذلك المشهد، لكن وجودها في العالم العربي والظرف المأساوي والكارثي الذي يعيشه جعلها أكبر من قناة تلفزيونية إخبارية، حولتها هذه الحالة العربية إلى مشروع أكبر وأكثر تعقيدا مما يجب أن تكون عليه، أصبحت المنقذ والملهم والقائد في حالات كثيرة، يرى البعض فيها صلاح الدين وآخرون جمال عبدالناصر، هي الطريق إلى الحلم القومي في نظر البعض، والسبيل إلى نهضة المسلمين ورفعتهم في نظر البعض الآخر! إن حالة التردي والتراجع العربي على كافة الأصعدة جعلت من الجمهور يستقبل قناة الجزيرة بحفاوة استثنائية منقطعة النظير، فالأمة التي تشهد بلدانها تراجعا مخيفا في السياسة والاقتصاد والتعليم والثقافة والقوة العسكرية وحال المجتمع لا تريد من الجزيرة نشرة أخبارها وحسب! إنها تريد أكثر من ذلك بكثير، أحيانا يكاد بعض من أقابلهم من البسطاء والمحبين للجزيرة والمؤمنين بها في دول عربية يطالبون بأن تعلن الجزيرة الحرب وأن تتولى القيادة! الحرب على كل شيء ومن أجل كل شيء، إنهم يريدون من الجزيرة إطلاق النيران في كل اتجاه، فهل نلومهم على هذا؟ هل تخيل أحدكم أن يكون أحمد أبوالغيط وزيراً لخارجية مصر في زمن غير هذا الزمن!؟ لاحظوا أيها الأحبة أنها مصر! قبل أسبوعين استضافت قناة تونسية اسمها «حنيبعل» مجموعة من رموز الزمن العربي الرديء، كانت حفلة لشتم المواطن العربي وتقديس الأنظمة البائسة، استهدفت فيها الجزيرة كعادة خفافيش الظلام، فالجزيرة نقيض لأحلامهم وأوهامهم وعلاقاتهم ومالكيهم، ولكم أن تتخيلوا مجدي الدقاق يتحدث! ولن أخوض كثيرا في هذا الدقاق وأحيلكم إلى أقرب صحافي مصري لتعرفوا من هو مجدي وما هو الظرف الموضوعي الذي جعله وأسامة سرايا مثلا يتصدرون المشهد الإعلامي في بلد كمصر! واتفق المتنفعون الصغار في هذا الحوار على سوء الجزيرة وصهيونيتها وأهدافها الهدامة، كرروا أسخف الاتهامات التي قيلت مرارا وتكرارا في الجزيرة وحولها، تجاوز هؤلاء زين العابدين واعتبروا أن الجزيرة تقوّض التنمية في تونس!!، ولا تنسوا هنا أن تسألوا أصدقاءنا الصحافيين التوانسة الرائعين والمنتشرين في كافة وسائل الإعلام العربية عن التنمية والحريات في تونس! لا أريد أن أستمر في وصف ذلك الحوار وذكر أبطاله، فذلك مدعاة لمزيد من الشتم اللذيذ والمحبب إلى القلب، ولا أريد في الوقت نفسه أن يفهم من حديثي موقف معارض لنقد الجزيرة كمؤسسة إعلامية أو غيرها من المؤسسات، فهذا حق مشروع لكل إنسان، وأنا شخصيا سأكون شريكا فاعلا ومتحمسا في هذا النقد، بشرط ألا يكون من مجدي الدقاق وحنيبعل!، فالأولى بهؤلاء أن يتطهروا من ذنوبهم أولا قبل أي حديث، وأن يبرروا وجودهم إعلاميا، فهذا أمر بحاجة إلى كثير من الشرح والتفسير، ودعونا بعدها نُنزل الجزيرة من منزلة القبيلة التي ننتمي لها ونتعصب في الدفاع عنها، إلى منزلة المؤسسة الإعلامية التي لها مالها، وعليها ما عليها. (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 09 أوت  2009)  

غدا أمام المحكمة: قضية استعجالية لإبطال المؤتمر الاستثنائي لنقابة الصحافيين


تونس ـ الصباح علمت «الصباح» أن رئيس نقابة الصحافيين التونسيين رفع قضية استعجالية لابطال المؤتمر الاستثنائي الذي سينعقد يوم 15 أوت الجاري، وقد حددت المحكمة قضية استعجالية  لتنظر في هذه القضية غدا الاثنين على الساعة الحادية عشرة صباحا. وحسب المعطيات المتوفرة لدينا، فإن رئيس النقابة رفع هذه القضية لأنه رأى أن المؤتمر الاستثنائي وقع اقراره من طرف «جهة ليست لها صفة». مفيدة (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 09 أوت 2009)  


أكدت أن النسبة تراجعت 3% خلال عامين تونس ترفض نتائج دراسة وضعتها بالمرتبة الأولى في الطلاق بين العرب

الوزارة شددت على ضرورة قياس النسب مقابل عدد سكان البلاد    


     تونس- يو بي آي   رفضت وزارة العدل التونسية نتائج دراسة حديثة خلصت إلى أن تونس باتت تحتل المرتبة الأولى عربيا والرابعة عالميا في نسبة الطلاق.   وأكدت الوزارة في بيان توضيحي، نُشر اليوم الأحد 9-8-2009، أن حالات الطلاق المسجلة في تونس خلال الفترة ما بين عامي 2007 و2008 ، « تراجعت بنسبة 3% ، ما يؤكد تجذر مؤسسة الزواج في المجتمع التونسي ».   واعتبرت أن المعطيات الواردة في الدراسة بشأن حالات الطلاق بتونس وأسبابه، « تستند إلى معطيات مصطنعة تفتقد إلى أية منهجية علمية، وتخالف الواقع، وتتناقض مع الإحصائيات المعترف بها عالميا من قبل الأمم المتحدة ».     وكانت صحيفة « الصباح » المستقلة نشرت أمس السبت مقتطفات من دراسة أعدتها وزارة شؤون المرأة والأسرة التونسية، أشارت فيها إلى أن عدد حالات الطلاق المسجلة خلال العام الماضي بلغ 9127 حالة، مقابل 16 ألف حالة زواج.   وخلصت الصحيفة إلى أن تلك الأرقام تجعل تونس تحتل المرتبة الأولى عربيا والرابعة عالميا في نسبة الطلاق، لافتتة إلى أن أكثر من 50 % من إجمالي عدد قضايا الطلاق التي نظرت فيها المحاكم التونسية خلال العام الماضي رفعتها النساء، وذلك في ظاهرة جديدة على اعتبار أن تلك النسبة لم تتجاوز 6 % عام 1960، أي قبل نحو نصف قرن.   غير أن وزارة العدل التونسية رفضت هذا الاستنتاج، باعتبار أنه « لا يمكن من الناحية المنهجية وضع مقاربة بين البلدان بشأن أي ظاهرة بما في ذلك مقاربة نسب الطلاق، إلا إذا كانت أنظمتها القانونية مماثلة أو على الأقل متشابهة ».   واعتبرت في بيانها أنه « لا يمكن مقارنة تونس بدولة أخرى، إلا إذا كانت هذه الدولة تقر الطلاق وتمنع تعدد الزوجات، وتشترط الطلاق القضائي، وتمنح حق طلب الطلاق إلى الزوج والزوجة على حد السواء ».   وأضافت الوزارة أن المعطيات الواردة في الدراسة المذكورة « تفندها المعطيات المعتمدة عالميا، إذ بيّنت النشرة السنوية للإحصائيات الديمغرافية الصادرة عن الأمم المتحدة أن تونس تحتل المرتبة 48 من حيث نسبة الطلاق مقارنة بنسبة السكان، من ضمن 78 دولة يقر نظامها القانوني الطلاق القضائي، ويصرح رسميا بحالات الطلاق ».   وخلصت إلى أنه لو أدرجت في هذه الإحصائيات الدول التي يجري فيها العمل بالطلاق بإرادة منفردة من الزوج، « لكانت تونس مصنفة ضمن الدول التي تعرف أقل نسبة طلاق مقارنة بغيرها ».   (المصدر: موقع العربية. نت  بتاريخ 09 أوت 2009 )  


اسناد السيدة ليلى بن علي درع مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث

 


قرطاج (وات)  تميز الموكب الافتتاحي للندوة الوطنية حول « المرأة التونسية فخر بالانجازات وتفاؤل بالمستقبل » باسناد السيدة ليلى بن علي درع مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث كوثر يحمل شعار « غد افضل بمشاركة المرأة العربية » وذلك تقديرا لجهودها السخية لفائدة المرأة التونسية وعلى راس منظمة المرأة العربية.  وتولت تسليم هذا الدرع لحرم رئيس الدولة السيدة سكينة بوراوي رئيسة المركز التي اعربت بالمناسبة عن الامتنان لما لقيه المركز من دعم ورعاية من لدن الرئيس زين العابدين بن علي لتحقيق اشعاعه اقليميا ودوليا انطلاقا من ارض تونس السباقة في منح المرأة جميع حقوقها وايلائها المكانة التي ترفعها الى مرتبة متقدمة بين الدول. وابرزت دعم حرم رئيس الجمهورية للمرأة العربية الذي قالت انه كان اساسيا في بلورة فكر دافع لتمكين المرأة وتوجيه طاقاتها نحو المشاركة الفعلية في تنمية المنطقة العربية. وثمنت في هذا الاطار دعوة السيدة ليلى بن علي المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية الذي تحتضنه تونس سنة 2010 الى دراسة موضوع « المرأة العربية شريك اساسي في التنمية المستدامة » وكذلك دعوتها المجلس الاعلى للمنظمة الى اعداد تصور عملى لتمثيل الفتاة العربية في الموتمر العالمي للشباب مذكرة بحرص حرم سيادة الرئيس على ارساء تقليد جائزة المرأة العربية والاعلام منذ سنة 2002 واشارت السيدة سكينة بوراوي الى ان التعاون بين مركز كوثر ومنظمة المرأة العربية يندرج في اطار تاكيد السيدة ليلى بن علي رئيسة المنظمة على دمج المرأة العربية في المسيرة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعلمية للاقطار العربية. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 09 أوت 2009)  


منع دخول الشماريخ واللافتات المكتوبة بغير العربية والشعارات الاستفزازية

 


تونس ـ الصباح على إثر أحداث الشغب التي رافقت مقابلة الترجي والملعب التونسي اجتمع والي تونس الأستاذ المنذر الفريجي برئيس لجنة أحباء الترجي القاضي نجيب الحاج منصور وبعض رؤساء الخلايا بمقر الولاية.  وتمحور الاجتماع حول كيفية صيانة الروح الرياضية وإيجاد الحلول للقضاء على مظاهر العنف والشغب داخل الملاعب، وقد صدرت في هذا الصدد العديد من القرارات التي من شأنها أن تساهم في إرساء أجواء مريحة وظروف ملائمة لسلامة الجماهير الغفيرة التي تواكب لقاءات الفريق وأمنهم… ومن أهم هذه القرارات حل جميع المجموعات التي انتشرت بشكل لافت داخل جماهير الفريق الواحد، وتجنب التكتلات حيث بات التنافس بين هذه المجموعات يشكل خطرًا على أمن بقية الجماهير وسلامتهم. كذلك منع اللافتات التي تتضمن عبارات مستفزة مع منع اللافتات التي تكتب بلغات أجنبية (انقليزية وفرنسية). كما منعت اللافتات التي تتضمن صورًا لرموز الثورة في العالم مثل «شي غيفارا». ومنع دخول الشماريخ بأي طريقة كانت، المحافظة على تجهيزات الملاعب وبعث مؤطرين في صفوف الجماهير. وقد حمّل الوالي جميع الأطراف مسؤولياتها لإنجاح هذه القرارات وتطبيقها على أرض الواقع، كما ينتظر أن تعقد اجتماعات أخرى مع لجان أحباء فرق العاصمة (النادي الإفريقي والملعب التونسي ومستقبل المرسى). وفي تدخله أشاد القاضي نجيب حاج منصور بالعناية التي توليها السلطة لتوفير الأمن وسلامة الجماهير ووعد بصيانة الروح الرياضية ونبذ العنف في صفوف جماهير الترجي خاصة أن الفريق مقدم على المشاركة خلال هذا الموسم في منافسات دولية، والواجب يدعو إلى تشريف كرة القدم التونسية من ناحية النتائج وصيانة الروح الرياضية حتى تكون صورة تونس ناصعة في الداخل والخارج. كما وعد جميع خلايا الأحباء المنتشرة في كامل تراب البلاد بتوفير وسائل الراحة لمتابعة مقابلات الترجي في أفضل الظروف، كما وجّه نداء إلى اتلجماهير للتحلي بالانضباط ومدّ يد المساعدة للمؤطرين الذين سيتم توزيعهم في المدارج خاصة أن جمهور الترجي أصبح يستقطب العائلات والجنس اللطيف. خميّس الحريزي http://www.tunisie-foot.com/ips/index.php?showtopic=10405&pid=248994&st=0&#entry248994  


الديمقراطية الانتقالية.. الحراك القادم


العجمي الوريمي      على من يصطدم بالمستحيل، وهو يعتبر أن السياسة هي فن الممكن، أن يراجع تعريفه للسياسة أو أن يعيد النظر في مفهومه للمستحيل كأن يلج بفكره إلى علاقة داخلية خافية بين الإمكان والاستحالة. فلا يكون الممتنع مستحيلا بإطلاق بل هو مستحيل اللحظة الراهنة ممكن اللحظة الموالية، فهو مستحيل ما قبل الإمكان. نقول عن وضع ما إنه شبه مستحيل لما اجتمع فيه من عناصر الجمود والاستقرار ويقال عن وضع إنه غير قابل للاستمرار لما يمثله من خطر أو لما يمكن أن يفضي إليه من مخاطر. إن وضعاً على درجة عالية من الخطورة يصعب تجاهه الاكتفاء بموقف الحياد ويصعب قبالته الانتظار فإذا كانت لحظاته دامية ودرامية وتتجه نحو مزيد من اللامعقولية قد يصبح غير قابل للسيطرة تند تطوراته عن التوقع سواء أمكن تقديم حلول كاملة له أو منقوصة فالمسؤولية في كل الأحوال ينبغي أن تكون كاملة. هل يدخل في باب الإمكان توقع وصف الوضع العربي خلال السنوات القادمة بأنه وضع متحرك بعد أن كنا نصفه بالجمود ونصف الحياة السياسية بأنها معطلة؟ لقد لخصت صحيفة لوموند الفرنسية الوضع في أحد الأقطار العربية بداية التسعينيات في السمات الثلاث التالية: حياة سياسية معطلة، مناخ اجتماعي متوتر والإسلاميون في السجن. هذه السمات كانت الغالبة على عديد الأقطار العربية مشرقا ومغربا إذ كانت كفة معاداة التغيير راجحة على كفة الإصلاح والتغيير، والسبب في ذلك العوامل الثلاثة التي ذكرتها صحيفة لوموند أو أحدها على الأقل. ثم جاءت تقارير الأمم المتحدة للتنمية البشرية في البلدان العربية لتبرز عمق الأزمة وصعوبة الخروج منها مع التأكيد على أنه لا مناص من المبادرة بإحداث الإصلاحات اللازمة. وقد كشفت تلك التقارير حسب مؤشرات لا جدال فيها عن نتائج مثيرة للجدل عن الأمية والبطالة والفقر والفساد وغياب الحكم الرشيد. ورغم أنها يمكن أن تكون مادة للنقاش باعتبارها من إعداد نخبة من الخبراء والباحثين والأكاديميين فإن جهد الإعلام الرسمي قد تركز على دحض ما ورد فيها والتشكيك في علمية مقاربتها وموضوعيتها خاصة أن المنطقة رشحت لمشاريع أعدتها مؤسسات وجهات رسمية أميركية وإسرائيلية خاصة، وغربية عامة لعل أشهرها مشروعا الشرق الأوسط الكبير والشرق الأوسط الجديد. ولأن للبعض مصلحة في خلط الأمور والتوقي من كل جديد قدمت تقارير التنمية البشرية في البلدان العربية على أنها تسويغ للمشاريع المعدة للمنطقة بغاية تفكيكها وإعادة هيكلتها وفرض الهيمنة والوصاية عليها وترسيخ الوجود والنفوذ الصهيوني. وقد كان بالإمكان أن تكون تقارير التنمية البشرية في البلدان العربية قاعدة لبرنامج سياسي لقوى سياسية كان ولا يزال يعاب عليها فقدانها لبرنامج. ولا شك في أن تلك التقارير لا تخلو من هنات شكلية ومضمونية إذ من الصعب إخضاع الواقع العربي غير المتجانس وغير المتكافئ النمو والقدرات إلى نفس الأحكام والقوانين ونفس المنوال التنموي ونفس المسار السياسي. ولا يعني ذلك استحالة توحيد المداخل والمقاصد والأولويات والمعايير بل إن توحيد الرؤية الحضارية والأفق الاستراتيجي من مستلزمات النهوض العربي المنشود. وعَوْداً على بدء، فإذا ما تبين أن سنوات الجمود والجدب قد تترك مكانها لحراك ذاتي مخصب فمعنى ذلك أننا سنشهد في مرحلة ما بعد فشل مشروع الشرق الأوسط الكبير صحوات ثقافية ودينية وديمقراطية ستتردد أصداؤها في كامل أرجاء المنطقة وستتعالى صيحات الغضب بعد سنوات الانتظار من أحياء الصفيح ومن المدن المزدحمة.. فالأفكار الجديدة لن تلبث أن تظهر حتى في المعاقل المحافظة على ألسنة المراجع الدينية وفي كتابات أكاديميي الجامعات وفي المساحات المبتكرة والمفتوحة مثل اليوتيوب والفايس بوك، فالاحتجاج تطلعا ومشروعا، إنتاجا واستهلاكا يجري أمام شاشات الحواسيب وتنقله إلى العالم الهواتف المحمولة ويأخذ مداه عبر الفضائيات الخارجة عن السيطرة والمسيطرة على كل ما هو رمزي أو ذي دلالة. فمنذ استشهاد محمد الدرة إلى سقوط الفتاة الإيرانية ندى سلطاني، لم يعد بإمكان القاتل والجلاد أن يطمس آثار جريمته وأن يبقى بلا حساب، فلقد كان لإصرار المعارضة الموريتانية على رفض انقلاب الجنرال محمد ولد عبدالعزيز دور في طي صفحته، ولكن لولا الحضور الإعلامي القوي الذي شحذ عزائم المعارضين وكبح جماح قوى فرض النظام الحذرة من التورط في الاستخدام المفرط للقوة والقمع أمام عدسات المصورين، لاتخذ مسار الجدل الموريتاني وجهة أخرى. لقد عاد الجنرال ولد عبدالعزيز من باب الديمقراطية الواسع بعد أن خرج من البوابة الخلفية للانقلاب. فبعد أن صنع هو وطغمته «التصحيح» بالانقلاب صنع الإعلام الداعم للمعارضة والشرعية التصحيح بالانتخاب. إن الإعلام الحر، الذي هو من شروط وأسس النظام الديمقراطي، غير محصن عن التوظيف وليست له مناعة تامة ضد التلاعب والتكييف، فهو ليس فقط سلطة رابعة بل كذلك صناعة ووظيفة تابعة فهو كلمة وصورة وصوت وهذه لا تصنع ولا تروج بمعزل عن القوة والرغبة والمصلحة ولكن على من احتكر الكلمة والصوت والصورة أن يدفع ضريبة ذلك الاحتكار وهو المسؤول عما يروجه معارضو الداخل وخصوم الخارج من صور يشوبها التكييف وحتى التضخيم والتهويل، فالأزمة الإيرانية مثلا كان بالإمكان تطويقها أو ترحيلها لو أخرست أصوات الإصلاحيين ونجح الحصار الإعلامي الذي ضرب على الاحتجاج المدني السلمي، ولو وقفت القيادة العليا محايدة ولم تلق بالمسؤولية على القوى الخارجية المتآمرة لفسحت أفقا لطور جديد من الديمقراطية الإسلامية.. ولكنها بانحيازها، على أساس تيقنها من الفوز الساحق للمرشح المقرب منها، قد وضعت شرعية النظام في أزمة حتى ظهر جلياً أن شرعية الانتخاب وحدها لا تكفي وأنها يمكن أن تسحب من الفائز إذا لم يحترم النظام وعوده وعهوده لذلك تحتاج شرعية الانتخاب إذا ما اتخذت طابع انقلاب الأغلبية إلى شرعية إضافية ليست تزكية الإمام وحده بل استفتاء الشعب وهي الفكرة التي اهتدى إليها هاشمي رفسنجاني رئيس هيئة تشخيص مصلحة النظام. ولا شك في أن إقحام الشعب في معادلة الحل بعد الأخطاء وسوء إدارة الأزمة قد يأتي بالحل وقد يعمق الفجوة والفرز في بلد مثل إيران كانت مؤسسات نظامه تشتغل بفعالية وفق ثوابت وتراتبية ويبدو أن منطق النصر والهزيمة والغالب والمغلوب الذي ساد إثر الانتخابات الأخيرة دليل أزمة لا مؤشر نمو. إن ديناميكية المرحلة القادمة والتداول على السلطة ينبغي أن تخضع لقواعد جديدة تراعي النتائج السياسية والاجتماعية للانتخابات وليس فقط نسب المشاركة ونسب المرشحين ولا أقل من أن يعطى الإصلاحيون مظلة سياسية وأن تحدد مؤسسة المرشد الأعلى للثورة موقعها بدقة من خارطة التوازنات الداخلية للنظام والمجتمع.   (المصدر: جريدة العرب ( يومية – قطر) بتاريخ 09 أوت 2009 )  


 

أحمد بن صالح (3)


   طارق الكحلاوي    لم يكن بن صالح ملاكاً، بل كان رجل سياسة، ولا يزال. بدت لي بديهية هذه الجملة في حاجة للتأكيد لبعض الإخوة الذين علقوا على مقالتي الأخيرتين حول الرجل. ومن البديهي أيضا أني أكتب عنه وأنا على وعي كامل ببديهة مماثلة. ليس بن صالح بوصفه شاهدا على نفسه هو في موقع الشاهد المحايد، إذ هو، حتى من موقع الشاهد يبقى رجل سياسة. وبعد هذا وذاك مَن هو الشاهد الذي لا يحتاج إلى إثبات؟ نعم أشعر بالتعاطف مع رجل يبدو لي من المثقفين القلائل الذي تمرسوا وفي سن شاب على خوض معترك السياسة زمنَ التحرير وبناء الدولة الوطنية، وكان من هذا الموقع من القلائل الذين تصرفوا بندية مع الرئيس الراحل، واسع السلطات وبلا منازع، الحبيب بورقيبة، خاصة بعد رحيل مؤسسين لـ «الدستوري الجديد» من الطراز الثقيل مثل علي البلهوان والحبيب ثامر وصالح بن يوسف. نعم أشعر بالتعاطف مع شخصية ذلك الشاب في وسط سادته، ولا تزال، العقلية «الأبوية» التي تمنح بالكاد بعض مساحة السلطة للوجوه الشابة والجديدة. نعم أشعر بالتعاطف مع من يتم طمس مساهمته وجهده بمجرد اختلافه مع «الزعيم». وفي هذا المقام بن صالح ليس وحده، إذ من الطبيعي أن أتعاطف مع الكثيرين غيره. غير أن ذلك لا يمكن أن ينقض معطيات وسياقات موضوعية تحيلنا عليها سيرة بن صالح مثل التاريخ الأسطوري لـ «استقلالية» المنظمة النقابية في البلاد، إذ يريدنا البعض أن نصدق أن بن صالح يتحمل مسؤولية فردية في ضياعها، وكأنه من الممكن لـ «تاريخ الأفراد» هذا أن يوجد أصلا. ورغم هذا التعاطف أيضا كان يجب أن أطرح الأسئلة الصعبة على رجل ليس من المتوقع أن يفاجَأ بها. كانت تتجاذبني، بشكل خاص، أسئلة العلاقة بين بن صالح وصالح بن يوسف. مثلما ذكرت في المقال السابق (الثاني) كان من المثير أنهما كانا من بين الأوائل في الحركة الوطنية الذين تقاسموا فكرة «التحالف» بين «الحزب» و»النقابة» أو ما وقع تسميته بـ «العمالية على الطريقة التونسية» (للتميز عن النموذج «العمالي» البريطاني) وكان ذلك مجرد مظهر آخر على عدم تفرد بن صالح بمبدأ تجاوز «استقلالية» النقابة عن الحزب. كان الحديث عن بن يوسف متواتراً لدى بن صالح وكان في كثير من الأحيان حديثاً فيه بعض الحسرة والتعاطف وبالخصوص التجاذب بين ميله العاطفي لبورقيبة إزاء ريبته في البداية من بن يوسف الذي رأى فيه بداية الخمسينيات رمزاً لما يسميه «أكابر» الحزب الذين حادوا عن مبادئه. تحدث مثلاً عن عدم تصديقه معظم وجوده في السلطة في ستينيات القرن الماضي الأخبارَ التي تشير إلى بورقيبة نفسه بالتورط في اغتيال بن يوسف زعيم الحزب الأكثر شعبية حتى سنة 1956 والذي كان المنافس الأقوى لبورقيبة على حكم البلاد. كانت صورة بورقيبة، تبعاً لبن يوسف، صورة هلامية ورومانسية وبدأت في التلاشي تحديدا في علاقة بالصراع بين بورقيبة وبن يوسف. يشير بن صالح إلى مسار «اكتشف» فيه بعناء الصورة الواقعية لبورقيبة. في خضم الصراع اليوسفي البورقيبي سنة 1956 يصف إحدى زياراته إلى مقر سُكنى بورقيبة في مدينة المنستير مع أحد قياديي «اتحاد الشغل» وكيف كان يحاول الرئيس الراحل متوترا إقناع زائريه ويضرب على ساق محاوريه بقوة صارخا باللهجة الدارجة «العبوا كارطة بورقيبة» (العبوا ورقة بورقيبة). بدأت صورة «الزعيم» الرصينة تتصدع في المخيلة الرومانسية للشاب بن صالح. يشير بن صالح أيضاً إلى محاولاته «التوسط» بين الزعيمين واصفاً موقفه بالولاء لـ «السياسات الوطنية» وليس للأشخاص. يشير إلى الموقف المحرج الذي وضعه فيه بورقيبة عندما وافق بناءً على طلب من القيادي جلولي فارس الذهاب إلى بن يوسف واعداً إياه بتأجيل بورقيبة قرار طرد بن يوسف من صفوف الحزب. دخل بن صالح إلى غرفة جلوس بن يوسف والأخير يتكلم في الهاتف بالفرنسية، ثم توجه بن يوسف إلى بن صالح متسائلا عن سبب الزيارة خاصة أن بن صالح كان مرفوقا بأحد قادة المقاومة المسلحة الموالين لبورقيبة، وهو ما بدا لبن يوسف بمثابة التهديد. بادر بن صالح لطمأنة بن يوسف مشيرا إلى عزم بورقيبة تأجيل قرار الطرد. حينها ضحك بن يوسف وبادره بالقول باللهجة الدارجة «أنت نية يا سي أحمد» (أنت ساذج يا سيد أحمد)، إذ أخبر أحد العاملين بوكالة «فرانس بريس» منذ لحظات بن يوسف بوصول بلاغ الطرد إلى الوكالة. وحتى الآن لا يبدو أن بن صالح قد تخلص من الرغبة في منح بورقيبة بعض حسن النية، إذ يشير في أثناء روايته لأخبار من هذا القبيل إلى تأثير بطانة بورقيبة في الأخير خاصة في التحريض على إذكاء نار الصراع مع بن يوسف، ويشير بشكل خاص إلى دور كل من محمد المصمودي والبشير بن يحمد. بقيت هذه الثقة، خاصة في علاقة بنوايا بورقيبة إزاء بن يوسف، حسب رواية بن صالح حتى المرحلة الأخيرة من بقائه في السلطة وعلاقته الوردية مع بورقيبة حتى آخر ستينيات القرن الماضي، أي بعد سنوات من اغتيال بن يوسف في فرانكفورت سنة 1961. تلاشت هذه الثقة في خضم الصراع مع كتل السلطة الأخرى خاصة تلك المحيطة بحرم الرئيس وما يمكن تسميته بـ «ميليشيا» بورقيبة مثل البشير زرق العيون الذين كانوا حسب بن صالح يسعون لجني مكاسب شخصية على أساس الشرعية التاريخية، وهو ما كان يرفضه بن صالح من خلال موقعه في السلطة الذي كان يسيطر فيه على وزارات ذات بعد اقتصادي ومالي. يروي بن صالح كيف استدعاه بورقيبة ذات ليلة في ذروة هذا الصراع إلى قصره الصيفي في ضاحية المرسى، خاصة بعد مكالمة هاتفية عاصفة لبن صالح مع وسيلة بن عمار زوجة بورقيبة تدخلت فيها لمنح بشير زرق العيون بعض الامتيازات. دخل بن صالح حديقة القصر ليجد بورقيبة مع وسيلة في لباس صيفي وبادر الاثنان لاستقباله بحميمية على العشاء. قضى الجميع السهرة في أحاديث جانبية ليس لها علاقة بالصراع القائم إلى أن قام بورقيبة باستدعاء بن صالح إلى مكتبه الشخصي. تعرض بورقيبة إلى موضوع زرق العيون وضرورة منحه ما يريد لقاء «الخدمات» التي قدمها للدولة ولبورقيبة شخصيا. وحينها بادر بورقيبة إلى عرض رسالة قال إنها بخط صالح بن يوسف يأمر فيها أحد معاونيه بالتحضير لاغتيال بورقيبة، وهنا بالتحديد أشار بورقيبة بوضوح إلى قيامه بأمر زرق العيون باغتيال بن يوسف «قبل أن يتغدى به». يروي بن صالح كيف أن «الصدمة كانت كبيرة» بالنسبة إليه، إذ لم يصدق حتى تلك اللحظة أن يسمح زعيم حركة تحررية مثل بورقيبة لنفسه بقتل رفيق كفاحه ببرود في المنفى. شعر بن صالح أن اللقاء كان يعني أن الجميع معرض للاستئصال والإلغاء وحتى القتل إن لزم الأمر إذا ما وقف أمام رغبة الزعيم ورجاله المقربين. بدا لي حينها أن مأساة بن صالح الحقيقية اكتشافه أنه ليس من «رجال بورقيبة المقربين» خاصة بالنسبة لرجل بنى خياراته السياسية على أساس الثقة شبه المطلقة في بورقيبة. يشير بن صالح الآن بأثر رجعي إلى أن الرسالة التي أظهرها له بورقيبة لا تحمل في الحقيقة خط بن يوسف وهو الذي كان يعرف خط الرجل عن قرب. إذ يشكك بن صالح في صحة هذه الرسالة الشهيرة التي يتم استعمالها في السنوات الأخيرة بمثابة قميص عثمان الذي يتم به تبرير اغتيال بن يوسف، بما في ذلك من قبل قيادات «ميليشيا» بورقيبة مثل مدير الحزب محمد الصياح في إحدى شهاداته التاريخية. لكن إزاء هذه الحسرة خاصة الرغبة في التركيز على رواية يظهر فيها بن صالح في موقع «التوسط» بين الزعيمين، تشير الأحداث إلى دور حاسم أسهم فيه في سياق دعم بورقيبة في اللحظات الحرجة في الصراع البورقيبي اليوسفي. يتعلق ذلك بدوره في تنظيم «مؤتمر صفاقس» للحزب سنة 1955 والذي قلب الموازين لمصلحة بورقيبة، وهي الحلقة التي ربما حسمت الصراع ليس بين الرجلين فحسب بل أيضا بين خيارين استراتيجيين للدولة الناشئة. وبهذا المعنى يبدو «مؤتمر صفاقس» السؤال الأصعب في مسيرة بن صالح.   (المصدر: جريدة العرب ( يومية – قطر) بتاريخ 09 أوت 2009 )  


فتح تنتخب أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري وإسرائيل مستاءة من برنامجها


بيت لحم- ينتخب المؤتمر العام لفتح المنعقد في بيت لحم (الضفة الغربية) الأحد أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري الهيئتان القياديتان للحركة غداة تبنيه برنامجا يؤكد شرعية المقاومة أثار استياء إسرائيل. وسيختار نحو ألفي مندوب 18 مرشحا من أصل 95 للجنة المركزية وثمانين من أصل أكثر من 500 مرشح يتنافسون لشغل مقاعد في المجلس الثوري. وتضم اللجنة المركزية 23 عضوا احدهم الرئيس عباس. وينتخب المؤتمر 18 آخرين بينما تختار اللجنة المنتخبة الأربعة المتبقين. أما المجلس الثوري فيضم 120 عضوا، ينتخب منهم ثمانون ويتم اختيار عشرين آخرين من الأسرى الفلسطينيين في إسرائيل البالغ عددهم أحد عشر ألفا، وعشرين يختارهم المجلس الجديد. وتأتي هذه الانتخابات غداة إقرار المؤتمر العام السادس للحركة برنامجا سياسيا يؤكد حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكل أشكالها. وقال قيادي في حركة فتح طلب عدم ذكر اسمه ان المؤتمر صادق على عدة نقاط أساسية في البرنامج السياسي أهمها حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكل الأشكال. وأكدت فتح في بيان التمسك بخيار السلام، لكنها أضافت على الرغم من تمسكنا بخيار السلام العادل وسعينا من أجل انجازه، فأننا لن نسقط أيا من خياراتنا. وأضافت إننا نؤمن بان المقاومة بكل أشكالها حق مشروع للشعوب المحتلة في مواجهة محتليها. وحمل سياسيون إسرائيليون بعنف الأحد على البرنامج السياسي الذي أقرته حركة فتح. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي العمالي ايهود باراك لصحافيين الأحد ان مؤتمر فتح مخيب للآمال وغير مشجع لأنه في الشرق الأوسط ليس هناك وسيلة أخرى سوى الجلوس لإبرام اتفاق حول برنامج سلام. ومن جهته، قال وزير الإعلام الإسرائيلي يولي ادلستاين الذي ينتمي إلى حزب الليكود اليميني حسبما رأينا في برنامجها فتح ليست أقل تطرفا من حماس وهذا مقلق لأنه يضر بإمكانية تسوية مع قيادة السلطة الفلسطينية. وقال المحلل السياسي هاني المصري لوكالة فرانس برس ان الرئيس الفلسطيني أكد في كل تصريحاته في المؤتمر وخلاله على السلام والواقعية مع الاحتفاظ بخيار المقاومة وليس ممارستها. واضاف ان إسرائيل ستستغل ذلك أسوأ استغلال، مشددا على ان التطرف الحقيقي هو في إسرائيل التي فيها حكومة يمينية متطرفة ترفض وقف الاستيطان وليست متجاوبة مع كل الدعوات الدولية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وترفض خطة السلام القائمة على أساس خارطة الطريق. أما أستاذ العلوم السياسية هشام أحمد فقال ان الإدارة الأمريكية فقد تتحفظ على هذا البرنامج. لكن إذا كانت جادة في عملية السلام فهي تستطيع ان تضغط عل إسرائيل وتقول لهم انه كلما عقدتم الأمور اندفع الشعب الفلسطيني نحو التشدد. ورأى أن برنامج حركة فتح السياسي هو أداة ضغط على إسرائيل والولايات المتحدة لتحريك جدي لعملية السلام والمفاوضات. ومن جهة أخرى، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد ان الانسحاب الإسرائيلي الأحادي من قطاع غزة قبل أربع سنوات كان خطأ ولن يتكرر. وقال نتنياهو في بدء جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية ان الانسحاب من قطاع غزة لم يجلب لنا السلام ولا الأمن وهذا القطاع تحول قاعدة تسيطر عليها حماس الموالية لإيران، ولن نرتكب مجددا مثل هذا الخطأ. وتابع: لن نعمد مجددا إلى إجلاء سكان، في إشارة إلى المستوطنين الذين قد يتم إجلاؤهم من الضفة الغربية المحتلة في إطار اتفاق دائم مع الفلسطينيين. وانسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلية في ايلول/ سبتمبر 2005 من طرف واحد من قطاع غزة بعد احتلال دام 38 عاما عملا بخطة وضعها رئيس الوزراء انذاك ارييل شارون. وفي سياق آخر، قالت مصادر فلسطينية وشهود عيان إن الجيش الإسرائيلي توغل ظهر الأحد على الأطراف الحدودية وسط قطاع غزة. وذكرت المصادر أن قوة إسرائيلية معززة بعدة آليات عسكرية توغلت لمئات الأمتار في شرق مخيم المغازي وسط القطاع، حيث قامت بتجريف أراض زراعية في منطقة التوغل وسط إطلاق نار متقطع دون أن يبلغ عن وقوع إصابات. ويأتي ذلك بعد ساعات من إعلان متحدث باسم الجيش الإسرائيلي سقوط صاروخ محلي الصنع أطلق من قطاع غزة على جنوب إسرائيل. وقال المتحدث للإذاعة الإسرائيلية إن القذيفة سقطت في منطقة خلاء قرب إحدى القرى التعاونية في مجلس سدوت نيغف الاقليمي في منطقة النقب الغربي. وذكر المتحدث أن هذا هو أول حادث من نوعه منذ أكثر من ثلاثة أسابيع. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  09 أوت 2009)  

عباس رئيساً لفتح من أجل انطلاقة جديدة!!


ياسر الزعاترة لم نكن نخط في الرمل عندما قلنا إن الهدف الأهم لعقد مؤتمر حركة فتح السادس، تحديداً في بيت لحم تحت الاحتلال، هو تنصيب محمود عباس رئيساً للحركة، ولذلك جرى التسامح إسرائيلياً مع بعض أشكال الخطاب السياسي التي برزت وستبرز في البيان الختامي. نذكّر بهذا الأمر بعد تنصيب الرجل بالتزكية لكي نقول إن خروج أعضاء فتح في قطاع غزة أو عدم خروجهم لم يكن ليغير شيئاً، لأن النتيجة بعد تنصيب رئيس الحركة ليست مهمة، سواء وصل فلان إلى اللجنة المركزية أم لم يصل، والذين قاطعوا المؤتمر من قيادات فتح كانوا الأكثر صواباً، لأنهم شككوا في شرعيته، خلافاً للذين حضروا على أمل التغيير. بعد تحديد الرئيس لم تعد ثمة أهمية لأسماء أعضاء اللجنة المركزية (الأرجح أن تكون التشكيلة مختلطة)، إذ منذ متى كانت فتح حركة ديمقراطية تدار أمورها بالشورى، وهل ثمة حركة يغيب مؤتمرها العام 20 عاماً يمكن أن تصنف حركة ديمقراطية. نقول ذلك مع أننا لا نرى أن الحركات الثورية ينبغي أن تكون ديمقراطية بالضرورة، لاسيما إذا كانت تعيش أوضاعا استثنائية من الملاحقة والتضييق. ينطبق هذا على منظمة التحرير الفلسطينية التي ذهبت إلى أوسلو دون علم أعضاء المجلس الوطني والمجلس المركزي، وكانت الجلسات التي عقدت لهذا الغرض بعد التوقيع تدار بطريقة الهشك بشك، والنتيجة هي أن الزعيم هو من يحدد المسار وليس من تحته. يعرف أن محمود عباس لم يكن يوماً من رجال التنظيم الفاعلين، ولم يكن مؤمناً بالتنظيم ولا بالعمل الشعبي، وهو فرض فرضاً على ياسر عرفات، وجاء إلى سدة القيادة بقوة التفاعلات الخارجية، وها إنه يكرس قائداً بقوة ذات التفاعلات. للتذكير، فإن الرجل ليس لديه ما يخفيه، فهو الأكثر وضوحاً على الإطلاق، أعني في الجانب السياسي، فقد أعلن عن برنامجه قبل انتخابات الرئاسة، وقال إنه لا يؤمن بالمقاومة المسلحة، وأنه يؤمن بالمفاوضات، كما يؤمن بتكريس واقع السلطة كدولة مؤقتة تتطور بالتدريج وصولاً إلى صفقة نهائية يأمل أن تمنحه حصة في القدس يقيم عليها العاصمة، وذلك بعد أن قدم تنازلات مهمة في الملفات الأخرى (تجاوز موضوع اللاجئين، القبول ببقاء الكتل الاستيطانية تحت مسمى تبادل الأراضي، القبول بالسيادة المنقوصة). الآن يمكن القول بكل بساطة إن أية فذلكة سيرددها عشاق حركة فتح لن تغير من الواقع شيئاً، أعني البيان الذي سيتمسك بالثوابت بطريقة مواربة، خصوصاً حيال موضوع المقاومة التي ستوضع بشروط ذكرها الرئيس في كلمته الافتتاحية التي صارت تقرير اللجنة المركزية، فالرئيس هو من يحدد المسار، والمسار هو ما أشرنا إليه من قبل. لا حاجة للمزايدة علينا بعد ذلك، فحركة فتح أصبحت حزب سلطة، ولم تعد حركة تحرر، وسيحتاج الشعب الفلسطيني إلى زمن قد يطول حتى يتجاوز تبعات هذا المؤتمر، ويعيد الاعتبار لمسار المقاومة، والسبب هو أن العالم كله يتواطأ اليوم لدعم واقع السلطة، ومن ثم قد يدعم تسوية نهائية يوقعها الفريق الجديد. المنتظر اليوم أن يبادر الرافضون لما جرى من قادة حركة فتح، وبالتعاون مع قوى المقاومة إلى حراك سياسي فاعل يتجاوز مفاعيل المؤتمر، وليعلنوا جميعاً أن أولئك القوم ليسو مؤهلين للنطق باسم الشعب الفلسطيني، وأن انتخابات نزيهة في الداخل والخارج هي وحدها الكفيلة بإفراز قيادة للشعب الفلسطيني يمكنها تحديد مساره القادم. (المصدر: صحيفة « الدستور(يومية -الأردن) الصادرة يوم 9 أوت  2009)  


علامات الفشل في مؤتمر فتح

بلال الحسن أكتب هذا المقال وقد أصبح مؤتمر حركة فتح في الضفة الغربية، في لحظاته الأخيرة. ومن غرائب الأمور أنه يمكن الكتابة عن مؤتمر فتح هذا قبل أن ينتهي، ذلك أن المسائل الأساسية في المؤتمر توضحت منذ اليوم الثاني لانعقاده. وما جرى بعد ذلك هو النقاش والجدل والاختلاف حول الأمور التي توضحت، ومن دون أن يكون النقاش أو الجدل أو الاختلاف قادراً على تغيير النتائج النهائية. وبما أن القضايا التي كانت مطروحة للنقاش. وبما أن القضايا التي لم تطرح للنقاش، كانت معروفة من خلال إعلانها، أومن خلال إخفائها، فإن استخلاص ملاحظات أساسية حول المؤتمر يصبح ممكناً. وسنحاول أن نقوم هنا برصد أبرز هذه الملاحظات، وكلها ملاحظات غريبة عن أصول المؤتمرات، ومستهجنة في عالم النقاش السياسي العادي، وتصبح مستهجنة أكثر في عالم النقاش حول مصير شعب وقضية. ملاحظتنا الأولى حول عضوية المؤتمر: فهي كانت عضوية مجهولة، وكانت خاضعة للإضافة والحذف حتى لحظات المؤتمر الأخيرة. فكل كتلة، أو كل طامح لعضوية قيادة الحركة في الضفة الغربية كان يتقدم بلائحة أسماء يطلب إضافتها، من أجل أن يزيد في عدد المؤيدين له. وبديهي أن عضوية مفتوحة لأي مؤتمر حركي تنظيمي هي عضوية مشكوك فيها، عضوية يتم ترتيبها سلفاً من أجل الوصول إلى نتائج محددة سلفاً. وللأسف فإن من بدأ هذا النهج هو رئيس حركة فتح محمود عباس، حين ألغى اللجنة التحضيرية للمؤتمر، التي كانت تعقد جلساتها في عمان، واستبدلها بلقاء تمت الدعوة إليه في رام الله برئاسته، وجرى فيه فتح باب تغيير العضوية، ومن دون تحديد، والاكتفاء بصيغة من 1200-1600 عضو، بينما وصل أعضاء المؤتمر المجتمعون إلى 2250 عضواً. كما أن الأعضاء الذين لم تسمح لهم « إسرائيل » بالحضور، لأسباب أمنية أو لأسباب متعمدة تتعلق بالعقبات الإدارية المدروسة، مثل التأخر المتعمد في تقديم طلباتهم، قد تم استبدالهم فوراً بأعضاء من الداخل يشايعون هذه الكتلة أو تلك. وكانت النتيجة أن الشك بعضوية المؤتمر، وبشرعية هذه العضوية بالتالي، أصبح مفتوحاً أمام كل من يهمه الأمر. الملاحظة الثانية تتعلق بوثائق المؤتمر: فأي مؤتمر يعقد، سواء كان مؤتمراً لاتحاد الطلاب، أو لنقابة عمالية، أو لاتحاد مهني، تكون مهمته الأساسية أن يقدم لأعضائه تقريراً (أو مجموعة تقارير). التقرير الأساسي يسمونه التقرير الأدبي، أو التقرير السياسي. ثم يليه التقرير المالي، ثم يليه التقرير الإداري. وتكون مهمة المؤتمر محاسبة المسؤولين بناءً على تلك التقارير، ويجري تثبيت القيادة القديمة، أو انتخاب قيادة جديدة بناءً على تلك المناقشة، وبناءً على ما يرد في المناقشة من حساب. وقد كانت حركة فتح نشيطة في هذا المجال، حتى إنه تم إعداد خمسة أو ستة تقارير سياسية، كان يفترض أن يكون واحد منها هو التقرير السياسي الأساسي، الذي يعرض على أعضاء المؤتمر للمناقشة. ولكن الأمور جرت عكس ذلك تماماً، فقد تمت تنحية كل هذه التقارير، وانعقد المؤتمر دون تجهيز أي تقرير جديد، وألقى رئيس حركة فتح محمود عباس، خطاباً حدد فيه مواقف أساسية ومواقف أخرى عامة، ثم تم الإعلان في اليوم التالي، وسط ضجة كبيرة بين الأعضاء بسبب عدم حصولهم على أي تقرير للمناقشة، أن خطاب الرئيس عباس هو التقرير السياسي الأساسي أمام المؤتمر. ولم يفعل هذا الإعلان إلا أن زاد من غضب أعضاء المؤتمر، وجرى نقاش حاد وصل حد الملاسنة بين بعض الأعضاء وبين الرئيس. ولكن، ومهما كان نوع الآراء والانتقادات التي قيلت، فإن مؤتمر فتح انعقد من دون تقرير سياسي. وتحول المؤتمر بذلك إلى نوع من اللقاء الجماهيري، يقول فيه كل عضو ما يعنّ له وما يريد أن يقوله. الملاحظة الثالثة تتعلق بدور رجال الأمن في المؤتمر: في سياق الجدل المحتدم بين الأعضاء والرئيس، بادر رجال الأمن إلى الاعتداء بالضرب على أعضاء بارزين في المؤتمر (بإشارة من أحد أو حسب اجتهادهم)، وبعضهم من المؤيدين سياسياً للرئيس عباس. وهكذا تم الاعتداء بالضرب على اللواء توفيق الطيراوي، إلى حد نقله إلى المستشفى، حيث خرج وذراعه مربوطة إلى رقبته. كما تم الاعتداء بالضرب على العميد أبو أحمد الشيوخي، وهو في الخامسة والسبعين من العمر، والعميد ماجد حيمور القادم من الأردن، ونقل هو أيضاً إلى المستشفى. لقد تم حادث الضرب هذا، بينما يمتلئ الشارع في كل مدن الضفة الغربية، بالحديث عن أساليب العنف والضرب، التي يستعملها رجال الأمن الفلسطيني ضد المواطنين، وضد المعتقلين، حتى إن البعض بدأ يتحدث عن نظام بوليسي يتم بناؤه من خلال السلطة الفلسطينية. وحين تصل الأمور بهذا النوع من رجال الأمن إلى الاعتداء على أعضاء مؤتمر سيقرر مصير القضية الفلسطينية، فإن الحادث يصبح خطير الدلالة، ليس بسبب الضرب فقط، بل لما يعنيه الحادث لكل عضو، فمن يفكر بالاعتراض أو الاحتجاج فعليه أن يتطلع بعينيه أولاً إلى رجال الأمن المحيطين به، ثم يقرر ماذا سيتكلم. نشير هنا أيضاً إلى أن هذه هي المرة الأولى في تاريخ حركة فتح، والمرة الأولى في تاريخ منظمة التحرير الفلسطينية، التي يقع فيها حادث من هذا النوع، وهو أمر قد تكون له دلالته في المستقبل. الملاحظة الرابعة حول مشاركة أعضاء غزة: لقد ثار جدل عنيف ومتواصل، ولم يحسم حتى اليوم الأخير من المؤتمر، حول كيفية مشاركة تنظيم غزة في انتخابات الهيئات القيادية. ولا يهمنا هنا أن نقف أمام تفاصيل المناقشات، ولا أن نقف أمام الحجج قويها أو ضعيفها، ولا أن نعرف أسباب الدعوة لمشاركة أعضاء غزة بالانتخابات أو تأجيل مشاركتهم. المهم أنه في النقاش الذي دار، جرى حديث عن عدد محدد من الأعضاء، سيكون لقطاع غزة في اللجنة المركزية العليا (20-23 عضواً)، وعدد آخر محدد من الأعضاء، سيكون لقطاع غزة في المجلس الثوري (130-150 عضواً). لقد أفرز هذا النقاش مبدأ (الكوتا) في الهيئات القيادية. مبدأ الكوتا هو أفضل وصفة لتقسيم تنظيم متحد. ومبدأ الكوتا هو أفضل وصفة لتقسيم شعب واحد متحد. وغريب على من ينتقد حركة حماس بحجة أنها قسمت الوطن، أن يلجأ إلى منطق الكوتا، الذي يصل إلى الهدف نفسه. إن فكرة الكوتا دخيلة على حركة فتح. وبسبب ذلك فإن كل من تحدث عنها في المؤتمر، أقر بالصيغة ولكنه رفض استخدام كلمة (كوتا)، ونسي هؤلاء أن المشكلة ليست في الكلمة، إنما هي في الصيغة حين توضع موضع التنفيذ. الملاحظة الخامسة حول القيادة الجديدة: لقد أنجزت قيادة فتح المؤسسة عملاً تاريخياً يسجل لها كما يسجل لشعب فلسطين. وكان من جملة إنجازات قيادة فتح، أنها أنتجت جيلاً قيادياً شاباً مناضلاً، خاصة في المناطق التي احتلت عام 1967. وهذا الجيل القيادي الشاب كان له إسهامه الكبير في تفجير الانتفاضتين الأولى والثانية. ولكن ما حدث بعد أوسلو كان أمراً عجباً، فبدلاً من أن تفتخر حركة فتح بجيلها القيادي الشاب، سدت عليه طرق الوصول إلى المناصب القيادية الأولى، كما استثنته (عملاً بتقاليد مرحلة الثورة المسلحة) من المشاركة في صنع القرار السياسي. وكان طبيعياً أن يولد هذا الوضع معركة خفية ثم علنية بين الطرفين. وكان هذا خطأً أساسياً من الأخطاء التي ارتكبتها حركة فتح بحق نفسها. ولكن خطأً كبيراً ومماثلاً حدث في الجانب الآخر الشاب. فبدلاً من أن يطالب هؤلاء الشباب مثلاً بتغيير النظام الداخلي للحركة، مما يتيح لهم فرصة الارتقاء التنظيمي، بدؤوا يرفعون شعارات خاطئة ومخربة. أحياناً يتحدثون عن «أهل تونس»، وأحياناً يرفعون شعار «حرب الأجيال»، وأحياناً يرفعون شعار «الداخل والخارج»، وأحياناً يتحدثون عن «قيادة الزهايمر». وأدى هذا إلى أن تدور المعركة التنظيمية حسب قواعد ليست صحيحة أبداً. ومن جهة أخرى، فإن هذه القيادات الشابة لم تدعم تحركها انطلاقاً من موقف سياسي تعبر عنه. فهي لم تنتقد الموقف السياسي داعية لموقف جديد، وهي لم تطور الموقف السياسي داعية للأخذ بهذا التطوير، وأدى هذا كله إلى إضعاف معركة الشباب. الإنسان لا يحارب قائداً لأنه أصبح كبيراً في السن، يحاربه إذا كان موقفه خاطئاً. والإنسان لا ينتخب شاباً في القيادة لأن مؤهلاته هي فقط صغر السن، فهناك أيضاً فاسدون وهم صغار في السن. وحين يجري الحديث الآن عن انتخاب قيادة جديدة لحركة فتح، نصفها على الأقل، إن لم نقل الثلثين (حسب تعابير الشباب في المقابلات التلفزيونية)، من الجيل الجديد، فإنهم مطالبون بالتفكير بهذه القضايا، لأن الأعضاء والجمهور سيحاسبهم على الإنجازات، ولن يتوقف كثيراً عند كبر السن أو صغره.   (المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 9 أوت   2009)

خطبة الجمعة في الضفة


د. عبد الستار قاسم على مدى فترة طويلة من الزمن، تقارب السنتين، لم أسمع شيئا يمكن أن أستفيد منه في خطبة الجمعة. كنت في السابق أسمع خطبا تتراوح بين الجهل بالدين وبين عبقرية التفسير والتحليل، أما الآن فمن الصعب جدا الحصول على جملة مفيدة يمكن أن تضيف إلى معلوماتي، أو حتى إلى معلومات عامة الحضور من الذين لم يتلقوا قسطا وافرا من التعليم. ويبدو لي في أغلب الأحيان أن الخطبة عبارة عن حشو من الكلام ولغو لا يهدف إلا إلى إسقاط واجب. يقف الشيخ على المنبر، وطبعا تتفاوت الحنجرة بين الصوت الرخيم الذي يشد المستمعين، والصوت المتهدل الذي يدفع المستمع إلى النوم، يحمد الله ويكمل مقدمة الخطبة، ثم يبدأ بالحديث عن مسائل وقضايا يصعب أن يكون لها علاقة مباشرة بحياة الناس وآلامهم وأحزانهم وآمالاهم وتطلعاتهم. قد يحدثنا الخطيب عن الجنة فيعطينا أوصافها وأطوال حدائقها وأحجام حبات البلح والرمان والعنب، وقد يصف لنا جمال الحور العين وكم تستغرق من السنين لمسة يدها. وقد يتحدث عن النار وشفاه الملائكة الغلاظ الشداد، وعن الشرر الملتهب الذي يتدفق من عيونهم، وعن العقارب والأفاعي والمسامير الملتهبة التي يسير عليها أهل النار ويفترشونها. ومن المحتمل أن تكون الخطبة عن شياطين الإنس والجن، وأساليبهم في الإغواء والإغراء، الخ. وإذا كان الخطيب عبقريا فإنه يتناول بعض فضائل التعامل بين الناس. وفي كل الأحوال يندر جدا أن يعالج خطيب مسألة اجتماعية او سياسية أو اقتصادية حساسة يعاني منها الناس حاليا وتتطلب حلولا، وتبقى الخطبة ضمن أوليات كهنوتية لاهوتية يسمعها المسلم منذ نعومة أظفاره ولا تضيف لمعلومات المصلي شيئا، بل تدفعه لكي يكون كهنوتيا بالمزيد، وينفصل بالمزيد عن الحياة العملية وهمومها. تقديري أن أغلب الخطباء يحاولون جاهدين الالتزام بتعليمات الأوقاف، التي لا تنفصل، حسب تقديري عن متطلبات الأجهزة الأمنية، ذلك على شاكلة البلدان العربية. على الخطبة أن تكون مع السلطان وللسلطان، أو أن تكون كهنوتية غيبية دون أن يكون لها مردود عملي. المهم أن تبتعد عن السياسة، وعن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي قد تتضمن ولو انتقادا مبطنا للسلطان، وبعد ذلك قل ما تشاء حول زيمبابوي أو بلاد الواق واق، أو جزر العفاريت والجنيات، وساهم بطريقتك الخاصة في جعل الناس بلهاء ما أمكن. قلما نجد من بين الخطباء من يتطرق للسياسات الصهيونية مثل مصادرة الأراضي وتوسيع الاستيطان، وقلما يتحدث أحد عما يجب أن نفعل في مواجهة تحدي الاحتلال. أما فكرة المقاومة فغير موجودة في المنبر الأول الذي يجب أن يحرض الناس على الجهاد. واضح أن الخطباء يخشون رجال الأمن والسلطان أكثر مما يخشون الله، وهم ينسون بأن أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر، وينسون بأن الأمانة عبارة عن حمل ثقيل يجب تأديتها، وإلا فإن عذاب الله شديد. وواضح أن الراتب يلعب دورا بارزا في التخلي عن الأمانة. ربما نجد عذرا لأناس يئنون من أعباء الحياة المادية، لكن عليهم ان يبحثوا لأنفسهم عن عذر عند الله سبحانه وتعالى. والحالة كذلك، أشير إلى أن خطبة الجمعة هي من أجل معالجة هموم الناس من أسبوع إلى أسبوع، أو من جمعة إلى جمعة، والاستماع إليها يعوض عن ركعتين، وإذا كان للخطباء أن يذهبوا بالحكمة من ورائها فالأفضل لهم أن يبقوا في بيوتهم، أو أن يقودوا الناس في صلاة ظهر عادية من أربع ركعات بدل خطبة مستهلكة لا فائدة منها. وأقول لأصحاب الرقابة، لماذا تبقون على صلاة الجمعة؟ لماذا لا تقدمون على إلغائها فتريحون وتستريحون؟ لو كنت مكانكم ولا أريد خطبة ذات معنى لما بقيت ملزما بإرسال مخبرين إلى كل مسجد من أجل مراقبة الخطيب، لكن من المهم أن ألا تحرموا خطيبا من راتبه.   (المصدر:موقع البشير للأخبار الإلكتروني بتاريخ 8 أوت 2009 )

قمامة التاريخ

د. فهمي هويدي لست صاحب العنوان، ولكننى سمعته من الشيخ محمد الغزالى أثناء حديث له عن المرويات التى تحفل بها كتب السير والتاريخ، إذ قال إن فيها الصحيح الذى صدق والسقيم الذى مورس فيه الكذب والتدليس من قبل الدساسين والوضاعين. وهؤلاء الأخيرون خلفوا لنا أخبارا فاسدة اعتبرها الشيخ قمامة التاريخ وليست وقائعه، لكن الكارهين اعتبروها ثروة وظفوها فى توجيه المطاعن للإسلام وأهله. وكان رأيه دائما أن تلك المطاعن أتفه من أن ينشغل بها المسلمون، لأن فى حياتهم ما هو أهم وأجدى. حين نشر لى يوما ما كتاب «تزييف الوعى»، الذى حاولت فيه الرد على دعاوى غلاة العلمانيين، نصحنى الشيخ الغزالى بما لم أنسه وعملت به خلال العقد الأخير على الأقل. إذ دعانى لئلا أشغل نفسى بأولئك النفر من الباحثين الذين يتعيشون على قمامة التاريخ، «وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوبهم» حسب التعبير القرآنى. وبسبب ما هم عليه فإنهم ما برحوا يتصيدون الأقوال الشاذة والوقائع المدسوسة التى تضمنتها «الإسرائيليات» وغير ذلك مما هو مشين ومهين، لتشويه عقيدة الإسلام وحضارته. زاعمين أنهم رجعوا فيما يكتبون إلى كتب التراث. وفى أحيان غير قليلة فإن ذلك يتم بما لا يدع مجالا لافتراض حسن النية. آية ذلك أن بعض علمائنا ومؤرخينا أوردوا العديد من الوقائع الشاذة والروايات المدسوسة للرد عليها وإثبات بطلانها. ولكن نفرا من هؤلاء دأبوا على انتقاء تلك الوقائع والتركيز عليها، دون الإشارة إلى ما ورد فى الرد عليها (على طريقة لا تقربوا الصلاة). بين باحثينا الجادين من استفزهم مثل هذا العبث. فلجأوا إلى تتبع المصادر التراثية التى ادعى هؤلاء الرجوع إليها. وكان الدكتور محمد عمارة فى مقدمة هؤلاء. وكتابه «الإسلام بين التنوير والتزوير» تضمن خلاصة جهده فى هذا الباب. لكن الباحث منصور أبوشافعى أنفق وقتا أطول فى كشف الأغاليط ومحاولات التدليس، حتى بدا وكأنه نذر وقته وجهده لهذه المهمة. فأصدر ثلاثة كتب فضح فيها الجرائم العلمية التى ارتكبها هؤلاء وسعيهم للطعن فى كل ما له صلة بالإسلام. وقد صدرت تحت العناوين التالية: مركسة الإسلام ــ مركسة التاريخ النبوى ــ التنوير بالتزوير (المقصود بالمركسة هو قراءة بعض الشيوعيين من أتباع كارل ماركس لعقيدة الإسلام وتاريخه). لا يتوقع منى أحد أن أستعيد ما تحتويه سلة القمامة من بذاءات ومطاعن طالت نبى الإسلام والقرآن وصحابة رسول الله مما قد يعد ترويجا لها. لكنى سأروى واقعة اكتشفها الدكتور محمد عمارة، حين قرأ لواحد من إياهم مقالا سفَّه فيه السلف الصالح، ونقل عن أحد كتب التراث رواية تحدثت عن أن واحدا من أبرزهم لم يكن يحسن الصلاة، وقصد بذلك الصحابى الجليل سعد بن أبى وقاص، أحد العشرة المبشرين بالجنة. وحين حقق الدكتور عمارة المسألة، وجد فى صحيح البخارى أن أعرابيا ذهب إلى الخليفة عمر بن الخطاب وشكا إليه الصحابى الذى كان واليا على الكوفة قائلا: إنه كان يطيل فى الركعتين الأولتين لصلاتى الظهر والعصر، ويخفف فى الركعتين الأخيرتين. وهو ما أثار انتباه الأعرابى فظن أنه لا يجيد الصلاة. وقال العبارة فعلا لخليفة المسلمين، وحين رجع الفاروق إلى ابن أبى وقاص ذكر أنه يصلى بالناس صلاة رسول الله، التى كان يؤديها بهذه الطريقة. عندئذ علق سيدنا عمر قائلا: صدقت، هذا ظنى بك. لكن صاحبنا تجاهل كل ملابسات القصة ولم يتخير منها إلا تلك العبارة التى أراد بها أن يهدم صورة السلف فى ذهن القارئ. إن القمامة وزبائنها موجودن من قديم الزمان، لكننا لم نسمع أن جامعى القمامة كرموا وكوفئوا من قبل الدولة إلا فى هذا الزمان ــ عجبى! (المصدر:موقع البشير للأخبار الإلكتروني بتاريخ 8 أوت 2009 )  

العداء للإسلام في الولايات المتحدة ودور أوباما

حسن منيمنة لا شك أن الرئيس باراك أوباما يسعى إلى التمايز عن سلفه جورج دبليو بوش في انتهاجه أسلوب تواصلي مع العالم الإسلامي، في مقابل ما يصفه المقربون منه بمسؤولية يتحملها الرئيس السابق عن تدهور العلاقــــات الأميركية الإسلامية وتفاقــــم السلبية في صورة الولايات المتحدة في العالم ككل. فمن هنا كانــــت الإشارة إلى أولوية الموضوع في خطاب حال الاتحاد الذي ألقاه أوباما في مطلع عهده، ومن هنا أيضـــاً كانت زياراتـــه لكل من تركيا ومصر وما صاحب كل منهما من خطاب مدروس يسعى إلى التأكيد على طي صفحة والشروع بصفحة جديدة في العلاقات مع العالم الإسلامي. إلا أن التبديل المنهجي في شكل التواصل مع المجتمعات الإسلامية خارج الولايات المتحدة لا يبدل واقع استتباب حالة من العداء الثقافي للإسلام في الولايات المتحدة. لا بد هنا من التنبيه إلى أن هذا العداء الثقافي لا يترجم اعتداءات مادية، بل إن طبيعة النظام الاجتماعي، كما العدلي، في الولايات المتحدة لا تزال الضمانة الوثيقة لحصر هذا العداء في صيغ خطابية وضمنية تشكل تضييقاً معنوياً على العديد من المواطنين الأميركيين المسلمين دون أن تتجاوز ذلك، إلا في حالات قليلة لا يجوز إهمالها، إلى أوضاع مؤذية في شكل مباشر. ورغم هذا التنبيه، يمكن ملاحظة تدهور مستمر في الصورة المتداولة للإسلام كدين وثقافة ومجتمع في الولايات المتحدة. ويمكن وصف الموقف الضمني العام إزاء الإسلام في المرحلة السابقة لاعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) ٢٠٠١ بالاستعداد الإيجابي. فعقد التسعينات كان قد شهد تدرجاً باتجاه تبديل الصورة الذاتية للخلفية الدينية للولايات المتحدة إلى صيغة تجعل من الإسلام جزءاً عضوياً منها. غير أن هذا الاستعداد الإيجابي تحوّل إلى ريبة بعد ٢٠٠١، توسعت نتيجة لنشاط ثقافي وديني ممنهج في أوساط معادية للإسلام إلى شبه قناعة سائدة حول عدم توافق بين الانتماء الإسلامي والهوية الأميركية. والمحرك الرئيسي لهذه القناعة المتنامية مجموعة من الوجوه الثقافية، معظمها من الوسط الإنجيلي المتدين، دافعها الأول ديني «حضاري» على حد تعبيرها، وإن كان البعض منها ينطلق من تأييد مبدئي لإسرائيل. وتعتمد هذه المجموعة بأقدار متفاوتة منهجاً ثلاثي الأبعاد لإرساء التباعد بين المجتمع الأميركي ومكوناته الإسلامية. والبعد الأول يقوم على التأكيد على أن «ثمة مسلمين غير متطرفين، غير أن الدين الإسلامي هو دين تطرف حكماً»، في إصراره، على حد قولهم، على التباعد عن غير المسلمين وحظره الامتثال لغير الشريعة من قوانين ودعوته إلى قتال غير المسلمين وقتلهم. أما البعد الثاني فهو الربط بين مؤسسات الجالية الإسلامية في الولايات المتحدة والإرهاب من خلال التركيز على ملاحقات قضائية بهذا الشأن، العديد منها مثير للجدل والقليل منها وصل إلى حد إثبات التهمة. أما البعد الثالث، وهو الأخطر، فأساسه التلويح بأن أي مواطن أميركي مسلم، مهما بدا اعتيادياً في سلوكه، يمكن أن يكون عضواً في خلية نائمة لمجموعة إرهابية، والدليل على ذلك اكتشاف إحدى هذه الخلايا حديثاً في ولاية نورث كارولينا. بل أن فكرة الاعتقال الوقائي لعموم المسلمين في الولايات المتحدة في حال تعرضت البلاد لاعتداء جديد، على غرار ما جرى للأميركيين من أصول يابانية في الحرب العالمية الثانية، أمست مقبولة في بعض الأوساط، بعد أن كانت تثير الاستهجان في الماضي القريب. وإزاء حالة الحصار الثقافي الذي يفرض ضمناً على الجالية الإسلامية، تجد المؤسسات التابعة لهذه الجالية، ومؤسسات الجالية العربية معها، في حالة دفاعية منهكة إعلامياً وقضائياً، وفي وضع مسؤولية للتعبير الثقافي والحضاري والديني عن واقع التعددية في المجتمعات الإسلامية والتسامح في الإسلام، وهي مهمات خارجة عن نطاق قدراتها وصلاحيتها. وقلَّ أن تجد هذه المؤسسات الدعم المناسب من نظيراتها في المجتمعات الإسلامية الأخرى. وفي حين أن على هذه المؤسسات التصدي لما هو بالفعل عداء للإسلام، وتجنّ مغرض على القناعات الإسلامية وتشويه لها، فإنها غالباً ما تعتمد منحى اعتذارياً تبريرياً غير قادر على مراجعة ذاتية، وإن داخلية، للحالة الثقافية الإسلامية في الولايات المتحدة وخارجها، والتي تشهد بالفعل جنوحاً باتجاه العزلة والتشدد. ويجدر هنا التفريق بين الموقف الرسمي تجاه الإسلام والذي كان قد أعلنه الرئيس السابق جورج دبليو بوش في أعقاب الاعتداءات، وتكراراً في مواقف عدة، والذي يجاهر بأن «الإسلام دين سلام» وأن المواجهة العالمية القائمة ليست حرباً على الإسلام بل هي تصدٍ لفئات إرهابية متطرفة، وبين تنامي القناعة السائدة في الولايات المتحدة والتي تناقض هذا الموقف الرسمي في كل أوجهه. والرئيس أوباما يتابع اليوم نهج سلفه في مواقفه المعلنة وبمزيد من الزخم، ولكنه، من جهة أخرى، يلتزم، كما بوش، الصمت إزاء تنامي الريبة والعداء للإسلام في الخطاب الثقافي الأميركي. وفي حين يحظى أوباما بتأييد واسع النطاق في الوسط الأميركي المسلم، فإن إهماله لهذا الوسط، بل تنصله منه وإقصاءه له، خلال الحملة الانتخابية، لم يتغير بعد توليه مسؤوليته رئيساً للبلاد. ولا شك أن ذلك سيشهد تبديلاً ما مع حلول شهر رمضان وما أضحى تقليداً يصاحبه من إفطارات في البيت الأبيض وغيره من المحافل الرسمية. وقد جاهر أوباما بعد فوزه بالرئاسة بما كان قد امتنع عن الحديث عنه قبلاً من أن له أقارب من المسلمين، إلا أن حرجه من التواصل مع الأميركيين المسلمين يبقى قائماً. وفي حين يتعرض الرئيس بالفعل لحملة مغرضة، من الهامش الثقافي، لا تزال تسمه بالمسلم وبالإرهابي، فإن السبيل الوحيد إلى تحقيق تقدم على مستوى الثقافة السائدة في الولايات المتحدة إزاء الإسلام والمسلمين قد يكون عبر صراحة خطابية مماثلة للتي اعتمدها أوباما في مسائل أخرى، تطالب بعودة الثقة بين الأميركيين والمسلمين من مواطنيهم.  (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم  9 أوت   2009)  

إيران… الى أين؟

أبو الحسن بني صدر * تلوح في وضع ايران الحالي عناصر تُذكّر بالاضطراب السياسي الذي أفضى الى الثورة الإسلامية في 1979 وأطاح الشـاه ونـظامه. فالحكومة الإيرانية تدين، تاريخياً، بمشروعيها الى مـصادر أربعة هي: كفاءتها الإدارية، ومرجعيتها الدينية، والتزامها استقلال إيران، وقـدرتها على إرساء قـاعدة اجـتماعـية مسـتقرة واسـتمالتها. والأركان الأربعة هذه تصدعت، ولا ينفع معها الإصلاح.فالتزوير الكثيف لانتخابات 12 حزيران (يونيو) قيد ثقيل على إدارة الرئيس محمود احمدي نجاد، شؤون الدولة. والحركة الشعبية العفوية، غداة الانتخابات، قوضت مشروعية الحكومة السياسية. وتهديد مرشد الجمهورية، آية الله علي خامنئي، المعارضة بتجريد حملة عليها، إذا هي لم تعترف بنتائج الانتخابات، نزع عن النظام المشروعية الدينية. وهي تشكو التردي، منذ بعض الوقت، في صفوف أنصار النظام ومقلدي آيات الله والمراجع. وخسر النظام قاعدة سلطته الأولى، وهي تجار البازار وكبار ملاكي الأرض. وكان ولاء القاعدة الاجتماعية هذه ركن الاسـتبداد في ايـران. فاستـعاض الـنظام المـستبد عـن ولائـها بخطر التدخل الأجنبي، والتلويح به، والتستر على تعامله مع الولايات المتحدة سراً، وعلى مشكلاته مع الدول الأخرى. وواتى عهد جورج بوش النظام الإيراني، التهديدُ العسكري المزمن، والعقوبات الاقتصادية، سيطرة النظام على السكان. وعلى خلاف بوش، أحرجت سياسة باراك أوباما الناعمة النظام. وأضعفت تذرعه بحماية سيادة البلاد واستقلالها من التدخل الأجنبي. واسـتبدل النـظام سـنده الـسابق، اي علماء الدين، بعصابة عسكرية – مالية، ويهيمن الحرس الثوري على الحكومة. وهو يقصر دور العلماء على تسويغ حكم الحرس البلاد. وعلى غرار الحكم الملكي السـابق، ينـهض النظام على أركان داخلية وخارجية تعرضه للاختلال لدى أول امتحان. وتجوز المقارنة بين انتخاب جيمي كارتر، في 1976، وبين انتخاب أوباما، في 2008. ورأى الإيـرانيون في انتخاب كارتر تهديداً لـمصدر السلطة الخارجي الأول، وهو الدعم الأميركي للشاه. وإذا مـضى أوبـامـا عـلى تـخـليه عـن الـسياسـات الـمتشـددة حـيال ايـران وحـرمان النـظام عامل التأزيم الذي يحتاجه، فقد تـســلك الانـتفـاضـة الـطـريق الـتي أفـضـت الى ثورة 1979. والحق ان الحركة الحالية تختلف عن الاضطرابات التي أدت الى تلك الثورة. فالمعارضة، اليوم تصدر عن داخل النظام، والباعث عليها هو تزوير الانتخابات الرئاسية. وعلى رغم وجود قرائن على تنامي حركة الاحتجاج، يحتاج امتدادها وانتشارها الى بعض الوقت. ومستقبلها، جزئياً، هو رهن الخروج من الطريق المسدود الذي عبّده خامنئي ونصبه. فالحقيقة ان الانتخابات زورت، وأن خامنئي افتعل «انقلاباً مخملياً». ونجم عن هذه الحال استقطاب حاد. ولا ريب في ان مبادرة أي طرف في كلا المعسكرين الى تغيير موقفه هي في مثابة انتحار سياسي. وليس في مستطاع خامنئي أو أحمدي نجاد الاعتراف بتزوير الانتخابات، خشية خسارتهما البقية الباقية من المشروعية القانونية والسياسية. وفي المقابل، يعلم الرئيس السابق، علي اكبر رفسنجاني، والمرشحان مير حسين موسوي ومهدي كروبي، انهم يخسرون التأييد الشعبي، ويصلتون على أنفسهم سيف نظام لا يصفح، إذا هم استجابوا شروط خامنئي. وتوسل النظام، في سبيل التمكين لنفسه، بتقسيم النخبة مجموعتين متنافستين والقضاء على الواحدة بواسطة الأخرى. وطاول النهج هذا قلب النظام، وهو يتهدده بخطر قاتل. ويعارض كوادر الحكم احمدي نجاد، فيما حرمت الأزمة الاقتصادية المتفاقمة النظام من الموارد، وفاقمت الاستياء الشعبي. ولكن الحال هذه وفرت للشعب الإيراني مخرجاً من الصراع القائم. فإذا كف الشعب عن المقاومة وتخلى عنها، كان جزاؤه أوقاتاً قاسية. وإذا مضى على حركته، فقد تلد حركته ثورة لا يبعد ان ترسي الديموقراطية. والقرائن على عزم الشعب الإيراني على الاستمرار هي الراجحة. رئيس جمهورية إيران الإسلامية الأول بعد ثورة 1979، عن «نيويورك تايمز» الأميركية، 1/8/2009، إعداد حسام عيتاني  (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم  5 أوت   2009)

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

23 mai 2005

Accueil TUNISNEWS 6 ème année, N° 1829 du 23.05.2005  archives : www.tunisnews.net حركة »اللقاء الإصلاحي الديمقراطي »: البيـان تأسيسي حركة النهضة بتونس:

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.