الأحد، 28 مارس 2010

 

TUNISNEWS

 9ème année, N°3596 du 28.03.2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادقشورو

وللصحافي توفيق بن بريك

ولضحايا قانون الإرهاب


كلمة:هيومن رايتس ووتش تصرح بأن وضع حقوق الإنسان بتونس في تدهور

المنظّمـــة الـــدّولــيّـة للمــهجّــريـن الــتّـونـسيّـيـن: بلاغ : قضية المهجرين التونسيين في ندوة هيومن رايتس ووتش

المدير التنفيذي لاتحاد المدافعين عن حقوق الانسان العرب:السلطات التونسية لم تكتف بمنع المدافعين داخلياوتعدتها لمنع المنظمات الدولية

اللجنة التونسية لحماية الصحافيين: بيــان :الأمن التونسي يواصل استهدافه للصحافيين

pdpinfo:مقتطفات من حملة « الصحافة الصفراء » في تونس ضد منظمة هيومن رايتس ووتش

السبيل أونلاين:رئيس مركز الشرطة كمال الدريدي يستدعي الشاب المنجي بن عبد الله

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

السبيل أونلاين:الشرطة تعتدي على مواطن طالب بإحترامه وعدم النيل من كرامته

عبيد خليفي:مـاء آسـن

منظمة الكرامة لحقوق الإنسان (مقرها جنيف) تطلق تقريرها السنوي 2009

كلمة:قتل مواطن في مركز للحرس بجلمة

الصباح:«نداء الخمسين» للمحامين حضور الجلسة الخارقة للعادة بكثافة تصديا «لسلب الإرادة»

الشروق:تطوّرات مثيرة حول جلسة صندوق المحامين

الصباح:النقابي أحمد الكحلاوي:أسوأ فترة في تاريخ اتحاد الشغل.. هي فترة إسماعيل السحباني

الشروق:في سوسة، رفض نداء الشيطان لاغتنام الخطإ: عامل «يعيد» الى بنك.. 120 مليارا !

الإتحاد:التونسيون يواصلون التدخين بشراهة رغم جهود الحكومة

الوقت:تتعاون مع زياد الرحباني في عمل جديد لطيفة: الأغاني الهابطة حرام سماعها

 العرب:مفتتحاً قمة « سرت» العربية القذافي: لنحاول أن نعمل ما تقرره الجماهير

الجزيرة.نت :إسرائيل تعتبر أوباما كارثة

عبد الباري عطوان:مفاجآت قمة سرت

عبدالله الأشعل:الغرب بين المسجد الأقصى وتمثال بوذا

محمد أركون وتجديد الفكر الإسلامي:تأسيس لفكر إنسانوي عربي يحترم روحانية الدين

عبدالواحد الأنصاري:سلمان العودة: ما يقوم به الشرق مع الغرب أشبه بـ «سجع» الحمام أمام «زئير» الأسد

حقائق جديدة حول اغتيال المبحوح:الموساد عطل كاميرات الفندق ودحلان تدخل لحماية جواسيسه


(Pourafficher lescaractèresarabes suivre ladémarchesuivan : Affichage / Codage /ArabeWindows)To read arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
فيفري 2010

هيومن رايتس ووتش تصرح بأن وضع حقوق الإنسان بتونس في تدهور


حرر من قبل التحرير في السبت, 27. مارس 2010 صرح إيريك قولد شتاين نائب مدير قسم شمال إفريقيا والشرق الأوسط بمنظمة « هيومن رايتس ووتش » خلال ندوة صحفية عقدها يوم الجمعة 26 مارس 2010 في باريس بأن وضع حقوق الإنسان بتونس في تدهور ملحوض، وذلك بعد أن مُنعت منظمته يوم الإربعاء 24 مارس 2010 من تنظيم ندوة في تونس لتقديم تقريرها عن قمع السجناء السياسيين السابقين. وذكر بأنه لا تكاد توجد مساحة يعبر من خلالها الناس عن آرائهم، وأن المجتمع يعاني من الحصار.  كما أبدى استغرابه من عدم سماح السلطة التونسية لمنظمته عقد ندوتها في الوقت الذي سمحت فيه ليبيا بعقد ندوة مماثلة.  وأفاد بأن القمع ليس مسلطا على الإسلاميين وحدهم وإنما على جميع الناس وخصوصا الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والعلمانيين. يلاحظ أنها المرة الأولى التي تصدر فيها المنظمة تصريحا بهذه الحدة عن وضع الحريات في تونس. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 27 مارس 2010)


المنظّمـــة الـــدّولــيّـة للمــهجّــريـن الــتّـونـسيّـيـن « معا لإنهاء محنة المهجّرين، نحبّك يا تونس وطنا للجميع »  

بلاغ : قضية المهجرين التونسيين في ندوة هيومن رايتس ووتش


انعقدت في العاصمة باريس، يوم الجمعة 27 مارس 2010، ندوة للمنظمة هيومن رايتس ووتش تناولت أوضاع حقوق الإنسان في تونس عقب صدور تقريرها الأخير المعنون « تونس : سجن كبير ». تجدر الإشارة إلى أن السلطات التونسية منعت انعقاد هذه الندوة في تونس مما اضطر المنظمة لعقدها في مقرها بباريس. وقد حضر الندوة بالإضافة لمراسلي بعض الصحف والقنوات الأجنبية عدد من المعارضين التونسيين وناطقون « غير رسميين » باسم النظام الحاكم. وقد كان صوت المهجرين حاضرا بقوة حيث تدخل العديد منهم ليؤكد صحة ما ورد في التقرير بالأدلة والبراهين الداحضة حيث : 1- لفت عضو المكتب التنفيذي للمنظمة الدولية للمهجرين التونسيين السيد سليم بن حميدان نظر الحاضرين إلى محنة التهجير التي تشكل امتدادا جغرافيا لمعاناة المعارضين السياسيين خارج حدود الوطن وأكد وجود مئات المواطنين التونسيين المحرومين من جوازات سفرهم ومن حقهم في العودة الآمنة والكريمة إلى بلادهم. 2- قدم السيد عبد السلام بوشداخ، عميد المهجرين التونسيين، شهادة حية عن معاناته الشخصية واعتبر تجاهل مطلبه في الحصول على جواز سفر منذ سنة 1990 دليلا صارخا يؤكد حقيقة ما ورد في التقرير من شهادات لمساجين مسرحين بخصوص منعهم من وثائقهم الإدارية والمضايقات التي يتعرضون إليها، كما ذكر بحالتي الصادق شورو ومعتقلي الحوض المنجمي اللتين لم يتطرق إليهما التقرير. 3- ندد السيد حسين الجزيري في مداخلته بالابتزاز الذي تمارسه القنصليات تجاه المهجرين الذين تقدموا بمطالب للحصول على جوازات سفر وبسياسة العقاب الجماعي التي تمارسها السلطات للتشفي من معارضيها مشيرا إلى حرمان زوجته وابنه  (إياد) ذي العشر سنوات من جوازيهما في تناقض صارخ مع القانون والأخلاق. كما تدخل السيد محي الدين شربيب، الرئيس الأسبق لجمعية مواطني الضفتين وعضو المنظمة، للحديث أساسا حول التناقض بين الخطاب الرسمي التونسي والممارسة اليومية. من ناحية أخرى، شهدت الندوة حضور عدد من المبعوثين للدفاع عن السلطات التونسية. وقد أبدى هؤلاء تشنجا ملحوظا وسخطا كبيرا على التقرير مكذبين حينا ما ورد فيه، حسب  وصفهم، من افتراءات ومبررين حينا آخر قسوة المعاملات والرقابة الإدارية بالإجراءات القانونية اللازمة لحماية المجتمع من خطر الإرهابيين، ومجمعين عموما على اتهام المنظمة العالمية (غير الحكومية) بالتواطؤ وبخدمة أغراض مشبوهة وبأن المعيار الحقيقي لاحترام حقوق الإنسان لا يتمثل في ممارسة الحقوق السياسية بل في التمتع بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية. وفي الختام كانت الندوة مناسبة لربط علاقة جيدة مع ممثلي هذه المنظمة من أجل التعريف بمظلمة التهجير ومن أجل القيام بأنشطة مشتركة بغرض الدفاع عن هذه القضية العادلة.  المكتب التنفيذي المهجر في 27 مارس 2010  


السلطات التونسية لم تكتف بمنع المدافعين داخلياوتعدتها لمنع المنظمات الدولية

28 مارس 2010  


تابع اتحاد المدافعين عن حقوق الانسان العرب منع وفد منظمة هيومان رايتش واتش من عقد مؤتمرها في تونس ببالغ القلق ويعتبره الاتحاد استتمرارا للمواقف العدائية التي تقوم بها السلطات التونسية تجاه المدافعين عن حقوق الانسان . فقد انتهى وفد من منظمة هيومان رايتس واتش يتكون من السيدة سارة لينا المديرة التنفيذية لقسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا والسيد اريك غولدشتاين مدير البحوث زيارة الى تونس التقى خلالها الوفد بمسؤولين حكوميين وبعض من نشطاء المجتمع المدني , وكان من المقرر ان يعقد الوفد ندوة صحفية في احد النزل بالعاصمة التونسية صباح يوم الأربعاء 24 مارس 2010 لعرض تقرير اعدته منظمة هيومان رايتس واتش حول اوضاع السجناء السياسيين السابقين في تونس الا ان السلطات التونسية ابلغت الوفد انه لا يمكنهم عقد هذه الندوة الصحفية كما قامت بعرقلة عديد من الصحفيين ونشطاء المجتمع المدني ومنعتهم من الوصول الى مقر الندوة الصحفية . وعلي اثرها لجأ الوفد الى عقد لقاء في مكتب احد المحامين التونسيين في العاصمة وهو رئيس منظمة حرية وانصاف غير المرخص لها وعرض هناك مقتطفات من التقرير الذي ورد تحت عنوان  » سجن اكبر :قمع السجناء السياسيين السابقين في تونس  » وهو يتكون من 48 صفحة ويلخص اهم الانتهاكات المسجلة ضد هؤلاء السجناء مثل فرض قيود على تنقلاتهم ومنعهم من ممارسة انشطة مهنية اضافة الى المراقبة المستمرة وحرمانهم من جوازات سفر. وتجدر الاشارة الى ان السلطات التونسية رفضت طلبا للوفد لزيارة السجون التونسية علما ان هيومن رايتس ووتش عقدت مؤتمرات صحفية في تونس عامي 2004 و2005. وفي العام الماضي، عقدت هيومن رايتس ووتش عدد كبير من المؤتمرات الصحفية في دول المنطقة، منها البحرين ومصر والأردن والكويت ولبنان وليبيا والمغرب والإمارات العربية المتحدة واليمن. ان اتحاد المدافعين عن حقوق الانسان العرب وبعد متابعته لاطوار منع وفد منظمة هيومان رايتس واتش من عقد ندوتهم الصحفية في تونس والعراقيل التي وضعت امام الصحفيين لمنع الالتقاء بهم : 1- يرفض بشدة منع السلطات التونسية وفد منظمة هيومان رايتس واتش من عقد ندو صحفية لعرض تقريرهم الحقوقي ويعتبر ذلك مناقضا لالتزامات الحكومة التونسية الدولية. 2- يطالب الحكومة التونسية باحترام نشطاء المنظمات الحقوقية وومثليها ووفودها وتسهيل مهمتهم في تونس احتراما للاعلان الخاص بالمدافعين . 3- يأمل ان تراجع السلطات التونسية موقفها وان تستجيب لمطلب منظمة هيومان رايتس واتش بزيارة السجون التونسية وان تسهل زيارتها مستقبلا.  
سيد ابوالعلا المدير التنفيذي لاتحاد المدافعين عن حقوق الانسان العرب Sayed Abu ElEla Executive director Arab Human Rights Defenders Union 00225758908 & 0020123452449 www.AHRDU.org info@ahrdu.org — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


اللجنة التونسية لحماية الصحافيين بيــان : الأمن التونسي يواصل استهدافه للصحافيين

 


قام أعوان من الأمن بالزيّ المدني يوم الجمعة 26 مارس 2010 بإيقاف الزميل أيمن الرزقي لمّا كان بصدد إعداد تحقيق لفائدة صحيفة الطريق الجديد. وفي اتصال أكّد الرزقي أنه تعرّض للإيقاف لمّا كان بصدد القيام بتقرير عن منطقة أمّ العرايس، موضحا أن أعوان الأمن عمدوا إلى مصادرة معدات عمله ومن بينها أدوات للتصوير. ولم يطلق سراح الرزقي إلاّ في ساعة متأخرة، وبعد إشعاره بأنه ممنوع من إتمام مهمته، علما وأنّ الزميل كان بصدد إعداد تقرير صحفي عن حالة البنية الأساسية بأمّ العرايس الواقعة بمنطقة الحوض المنجمي بقفصة، الجدير بالذكر أنها ليست المرّة الأولى التي يستهدف فيها. واللجنة التونسية لحماية الصحافيين إذ تندّد بما تعرض له الزميل الرزقي وبمنعه من القيام بعمله، ومصادرة أجهزة التصوير التي كانت معه فهي: – تعبّر عن انشغالها العميق لتصاعد حملة الانتهاكات التي يتعرّض لها الصحافيون في تونس، وهي الحملة التي تصاعدت بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة ولا زالت متواصلة إلى الآن. – تدعو السلطة إلى الإقرار بأنّ الجسم الصحفي المستقل أصبح أمرا واقعا في البلاد، وبأنه بات يشكل مفصلا رئيسيا من المشهد الإعلامي بالبلاد، ما يستوجب الاعتراف به وتمكينه من حقه في أداء رسالته الإعلامية بكل حياد واستقلالية والكف عن محاصرته. من هذا المنطلق تجدّد اللجنة مطالبتها بإطلاق سراح الزميل توفيق بن بريك ووقف التتبّعات ضدّ الزميل الفاهم بوكدوس، كما تدعو إلى وقف استهداف الصحافيين ومحاصرتهم وهو ما تكرّر مؤخرا حينما فرضت السلطة ما يشبه الإقامة الجبرية على عدد منهم لمنعهم من حضور الندوة الصحفية التي كانت منظمة هيومن رايتس ووتش تعتزم إقامتها بتونس. اللجنة التونسية لحماية الصحافيين تونس، في 27 مارس 2010  


مقتطفات من حملة « الصحافة الصفراء » في تونس ضد منظمة هيومن رايتس ووتش ليذهبوا هم وبضاعتهم الكاسدة إلى الجحيم

 


بكل تأكيد تصر بعض المنظمات –الحوانيت التي دأبت علي المتاجرة بحقوق الإنسان و ركوبها لابتزاز الدول و محاولة مصادرة قرارها المستقل واستهداف سيادتها و التدخل في شؤونها الداخلية علي – التمعش – من هذه التجارة…. و نجدها تصر و بكل صلف ووقاحة علي عرض تجارتها البائرة و الترويج لبضاعتها الكاسدة حتى بعد افتضاح أمرها وانكشاف ألاعيبها القذرة و أساليبها المشبوهة في توظيف قيم في نبل و قداسة قيم حقوق الإنسان خدمة لأهداف واستراتيجيات لا علاقة لها في الواقع بهذه القيم و لا بالشعوب التي تزعم الدفاع عنها…. لأنها تصب باختصار شديد في خانة خدمة الدول التي تنتمي إليها هذه- المنظمات وهي في العادة دول تنشد الهيمنة و تريد بسط نفوذها علي الدول الصغيرة من خلال الترهيب و الابتزاز. و منظمة « هيومن » رايتس ووتش » هي واحدة من هذه المنظمات التي يمكن اعتبارها « الذراع الحقوقية  » لآلة الهيمنة الأمريكية…. وهي ذراع باتت تحظى بأهمية خاصة ارتقت بها إلي مقام « الأسلحة  » في زمن ما يسمي « التدخل الإنساني « …. أي ذلك التدخل الذي يتخذ من الأسباب الإنسانية مطية للتدخل في الشؤون الداخلية للدول….و المثال على ذلك هو ما حدث و يحدث في العراق حيث تنطلق الدابة الأمريكية احتلال بلد مستقل و تدمير مؤسساته و اغتيال قيادته و إبادة مئات الآلاف من شعبه و إغراقه في بحور من الدماء و الدمار و الفوضى و مع ذلك فإن المنظمة – إياها – لم تر و لم تسمع شيئا…..و حتى تتم مساءلتها فإنها تجيب بأن حرب العراق لا تتدخل في نطاق عملها و أنها لا تقدر على فعل شيء. و المثال أيضا هو ما حدث و يحدث في فلسطين المحتلة وفي غزة المدمرة و المحاصرة و المجوعة فتلك مأساة لم ترها هي الأخرى عيون راصدي أوضاع حقوق الإنسان في « هيومن رايتس ووتش « .. ربما لأن أهالي غزة و فلسطين هم بشر من الدرجة العشرة و لا يستحقون مجرد لفته من هذه المنظمة « الموقرة » التي نصب القائمون عليها أنفسهم « مدافعين  » عن حقوق خلق الله و « رعاة  » لها في الدول المستضعفة خاصة. هذه المنظمة لا تتردد في إطلاق الأكاذيب و الأباطيل بشأن حقوق الإنسان في تونس….ولأن المتاجرين محترفي التضليل لا يستحون ولأنهم يتعاطون مع رعاية حقوق الإنسان بعقلية رعاة البقر فإنهم لا يترددون في الخلط بين السجين السياسي وسجين الحق العام الذي حوكم بمقتضي القوانين العادية….كما لا يترددون في تجاهل الوقائع و الحقائق إلي تفيد بتمتع مساجين سابقين بإجراءات عفو و تخفيض في العقوبات مكنتهم من الخروج من السجن قبل انتهاء المدة الكاملة لعقوباتهم. فلماذا هذه الازدواجية ؟ و لماذا هذا الكيل بمكيالين ؟ لماذا تعمد هذه المنظمة إلي تجزئة حقوق الإنسان فتتجاهل فظا عات الأمريكان في العراق والصهاينة في فلسطين المحتلة وتتعمد تشويه الحقائق و التباكي علي تجاوزات ليست موجودة أصلا في بلد مثلا بلادنا. لقد انكشفت هذه الازدواجية…..انكشفت معها حقيقة هذه البضاعة الفاسدة…..فمتى يكف هؤلاء عن تضخيم ذواتهم واعتبار أنفسهم أوصياء على حقوق الإنسان وفق سيادة الدول ؟ و إلى متي يصرون على معاملة باقي خلق الله من منطلق الوصاية و الابتزاز ؟ ليعلم هؤلاء أن تونس بلد نال استقلاله منذ 45 سنة بدماء و تضحيات أبنائه…..و أنها ليست مستعدة للتفريط في هذا المكسب العزيز الغالي….و ترفض قطعيا أي تدخل في شؤونها الداخلية مهما كان مأتاه وآيا كانت أسبابه ومطاياه….الشعب التونسي الذي قارع احتلال الأمس الذي ركب ما يسمى نشر قيم الرجل الأبيض لمصادرة حريتنا و نهب خيراتنا و تجهيل وإفقار شعبنا مستعد اليوم و غدا لدفع ضريبة الدم لمقارعة دعاة الاحتلال الجديد الذين يركبون ما يسمى الدفاع عن حقوق الإنسان لاستهداف سيادتنا و محاولين النيل من قرارنا الوطني المستقل…. و ختاما, فإنه يجوز لنا التساؤل إلي متى يستمر هؤلاء في عرض بضاعتهم الكاسدة عندنا ؟ و إلى متى نعاملهم بطريقة حضارية و هم يحاولون نهش كرامتنا و سيادتنا ؟ لماذا لا يعادون من حيث أتوا ولتذهب بضاعتهم الفاسدة و الكاسدة على الجحيم المصدر : الشروق بتاريخ 25 مارس 2010 صفحة 22  
 
 

عن تجارة حقوق الإنسان و الاستعماريين

 
ما انفكت بعض المنظمات المنسوبة إلى مجال الدفاع عن حقوق الإنسان أو التي تدعي ذلك تصر على المضي في طريق الخطاب المزدوج و تكريس عقلية الموازين المزدوجة في التعاطي مع واقع الشعوب و الدول. و لم يعد خافيا اليوم أن العديد من هذه المنظمات أضحت أداة لنشر الأكاذيب و تضليل الرأي العام في سعي فاشل إلى إرباك مسيرة المجتمعات و تقدمها نحو الأفضل. لقد اتخذت هذه المنظمات و من ضمنها منظمة « هيمون رايتس ووتش » من ملف حقوق الإنسان مطية للتدخل في الشؤون الداخلية لدول ذات سيادة بمنطق لا يخلو من استعلاء استعماري و من « أبوية » تبيح لأصحابها إعطاء الدروس و الاستنقاص من شأن من يعتبرونهم « شعوبا قاصرة  » في حين أنها شعوب حققت استقلالها بتضحيات جسيمة منذ عقود و بنت أنظمتها و شيدت مكاسب جمة بقدارتها الذاتية و بعزيمة أبناءها و بناتها و ذكائهم و لا تقدر الأباطيل و المزاعم على حجبها أو نفيها. بمنطق عبثي و عابث سمح وفد عن منظمة « هيمون رايتس ووتش » بأن يحل بتونس و أن ينصب أعضاءه أنفسهم أوصياء على ملف حقوق الإنسان بها و أن يقدموا للرأي العام جملة من الأراجيف و المزا عن الملفقة البعيدة كل البعد عن الحقيقة و التي لا هدف من ورائها إلا المتاعب بالحقائق و بسط هيمنة وهمية على المجتمع التونسي و مؤسساته. بقدر ما يرحب الإنسان بالحوار مع سائر الأطراف الأجنبية التي تحترم الآخرين بقدر ما يتساءل عن الجدوى من التعامل مع مثل هذه المنظمات التي فقدت البوصلة تماما. و لا يصعب على كل ملاحظ متيقظ التفطن لترهات هذه المنظمة. كما لا يصعب عليه أن يتبين عقلية الكيل بمكيالين و نزعة التحامل الحاقد « هيمون رايتس ووتش » اللا مبرر على بلد آل على نفسه السير بخطي ثابتة على طريق الإصلاح السياسي و النمو الاقتصادي و لرفاه الاجتماعي. ففي الوقت الذي تتحامل فيه هذه المنظمة على بلد آمن مستقر و تلفق له من الأكاذيب ما تشاء نراها تغمض عينيها عن ويلات ترتكب باسم الديمقراطية و الحرية و حقوق الإنسان في إرجاء عديدة أخرى من العالم كما نراها تنحني أمام الغطرسة الاستعمارية و لا تكلف نفسها عناء الدفاع عن حقوق المظلومين و المقهورين….. لقد اعتادت شعوبنا على هذه الألاعيب فلم تعد تنطلي عليها واكتسبت من قوة تماسكها الداخلي مناعة تجعلها تواصل مسيرتها بثقة واقتدار. فمثل هذه الوفود التي تتقمص دور « شرطي حقوق الإنسان أو « المراقب » الذي يخيل له أنه بإمكانه أن يقتحم حرمة البلدان و يعبث بالمؤسسات و يتجاوز القانون تخطئي العنوان, فلم يعد في تونس « مقيم عام » أو سلطة حماية منذ 45 عاما و لكن بعض التجار بالمبادئ الحقوقية لا يعلمون. المصدر: جريدة الصريح بتاريخ 25 مارس 2010 صفحة 8  
 

ماذا تريد منظمة « هيومن رايتس ووتش »؟

 

 
تتصرف بعض منظمات حقوق الإنسان عندما تزور بلدان العالم و خاصة منها بلدان المنطقة العربية دونما تورع أو حياء, فتراها تحاول فرض إرادتها و خنق كل رأي أو صوت لا يروق لها و لمطاعمها وذلك حتى تكون مواقفها و تقاريرها متناغمة مع أجندات من يدفعون لها في الخفاء. احدي هذه المنظمات هي منظمة »هيومن رايتس ووتش  » التي يبدو أنها قررت مؤخرا شن غارة دعائية على بلادنا, لتعلن من خلالها عن جملة من الاستنتاجات المسبقة حتى قبل الاستماع لأية مواقف و أراء أو دلائل ضاربة بذلك عرض الحائط مبدأ المصداقية و الحياد الذي تدعيه. جاء بعض أفراد هذه المنظمة حاملين من الأراجيف حول أوضاع حقوق الإنسان في تونس. غريب أمرهم هل يعتقد هؤلاء المغفلون أن تونس بحاجة إلى حس قانوني مستورد حتى تضمن حقوق مواطنيها ؟ هل تعتقد أننا فقدنا وعينا حتى نصدق و لو لحظة واحدة أن هذه المنظمة تدافع عن « مساجين رأي » أو « ضحايا اضطهاد « ؟ هل ترانا فقدنا الذاكرة حتى ننسى أن هذه المنظمة كانت ضمن عصابة الزور التي حولت عبثا إقناعها ذات يوم بأن إرهابي « باب سويقة » مناظلون, سياسيون و مظلومون ؟ و ماذا تريد هذه المنظمة اليوم بالذات ؟ هل أزعجها استقرار تونس و نماؤها ؟ أم ضايقها أن يلفظ كل التونسيين التطرف و المتطرفين ؟ و أين كانت هذه المنظمة المقدامة أيام حرب العراق و زمن الحرب على غزة ؟ أين هم حيث تراق دماء العرب و المسلمين ؟ إننا نراها تكتفي هناك بالتعبير عن مواقفها المتواطئة المشبوهة بالصمت المقيت…. و رب صمت أبلغ من كل الكلام… مضحك أمر هذه المنظمات, تعتقد أن كل شيء عملية تسويق و علاقات عامة, من الندوات الصحفية المبرمجة في شكل مسرحيات عديمة الذوق…إلى الفرقعات التي لا تجدي نفعا في بلاد تعمل بجد وكد و تحافظ على استقلالية قرارها و كرامتها الوطنية في مآق العين. نقول لمن يقف وراء هذه الممارسات: سقف تأثيركم يقف عند أذيالكم ممن يسترزقون مثلكم من صناعة حقوق الإنسان….و الشعوب التي تزعمون الدفاع عن حقوقها, راشدة و تدرك جيدا أكثر من أي كان صديقها من عدوها, وهي واعية بأن قدرها ليس التخلف و التبعية لذلك فهي تقول: لا لمحترفي التزوير و المدافعين عن التطرف و إرهاب. كلمة أخيرة, من حقنا أن نتساءل: لماذا يسمح هؤلاء المعربدين أن يمار سوا شعوذتهم في بلادنا ؟ ألم يكن من المفروض و من الأجدى أن يرشدوا إلى الطريق المؤدية إلى المطار , منذ وطأت أقدامهم التراب التونسي؟ · ماذا تريد هذه المنظمة اليوم بالذات ؟ هل أزعجها استقرار تونس و نماؤها ؟ أم ضايقها أن يلفظ كل التونسيين التطرف و المتطرفين؟ (المصدر : جريدة الصريح بتاريخ 25 مارس 2010 ص 9) (المصدر: موقع pdpinfo.org (محجوب في تونس) بتاريخ 26 مارس 2010 نقلا عن صحف « الشروق » و »الصريح ») الرابط:http://pdpinfo.org/spip.php?article52336

رئيس مركز الشرطة كمال الدريدي يستدعي الشاب المنجي بن عبد الله

 


السبيل اونلاين – تونس –  خاص قام كمال الدريدي رئيس مركز الشرطة بسيدي عمر بنابل في عدة مناسبات بإستدعاء المنجي بن عبد الله الذي عقد قرانه مؤخرا على فتاة ، بهدف تسجيل بطاقة إرشادات ومحاولة لممارسة ضغوط وهرسلة عليه. يذكر أن رئيس المركز وجه له إستدعاء عبر الهاتف وسأله إسم خطيبته . وقد إمتنع بن عبد الله عن الحضور إلا بعد تسلمه إستدعاء كتابي كما يقتضي القانون . نشير إلى أن فرقة الإرشاد السياسي إعتقلت بتاريخ 1 ديسمبر 2009 المواطن المنجي بن عبد الله ، وصادروا حاسوبه الشخصي وبعض الكتب والأقراص المضغوطة ، وأمضى في مقرات وزارة الداخلية بالعاصمة ومركز الإيقاف بالقرجاني أكثر من 10 أيام ، ثم أحيل للمحاكمة وصدر ضده حكم بـ 3 أشهر مع تأجيل التنفيذ ، ومنذ مغادرته السجن وهو يخضع للمضايقات ويقع إستدعائه بشكل متكرر من مختلف فرق البوليس بنابل . بالتعاون مع الناشط الحقوقي –  سيد مبروك  
(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 28 مارس 2010 )
 
 

الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 12 ربيع الثاني 1431 الموافق ل 28 مارس 2010

أخبار الحريات في تونس


1)البوليس السياسي يضطهد سجين الرأي السابق منجي بن عبد الله:  يتعرض سجين الرأي السابق الشاب منجي بن عبد الله منذ مدة لمضايقات عديدة من قبل رئيس مركز الشرطة بسيدي عمر بمدينة نابل المدعو كمال الدريدي الذي يطلب منه باستمرار وبدون استدعاء كتابي الحضور بالمركز المذكور لاستجوابه حول علاقاته وخاصة بخطيبته، مما جعله يقرر رفض الحضور بمركز الشرطة ويطالب بتوجيه استدعاء رسمي. علما بان الشاب منجي بن عبد الله سبق وأن تم اعتقاله في إطار الحملة الشرسة التي تستهدف الشباب المتدين وأصدرت المحكمة بشأنه حكما بالسجن مدة ثلاثة أشهر مع تمتيعه بتأجيل التنفيذ. 2)البوليس السياسي يعتقل الشاب قيس بن محمود ويعتدي عليه بالعنف: تعرض الشاب قيس بن محمود (بائع مواد سياحية) يوم الخميس 25 مارس 2010 للاعتقال والاعتداء عليه بالعنف اللفظي والمادي من قبل عوني الشرطة المدعوين لزهر كشرودي ومحمد بن نصير التابعين لمركز شرطة بوغدير بمدينة نابل اللذين أوقفاه عندما كانا يقومان بدورية على متن دراجة نارية من نوع  xt، وطالباه بأوراق الدراجة التي كان يقودها فلما وجدا انه لا يملك أوراقا انهالوا عليه سبا وشتما فأجابهما بأن يفعلا ما يمليه عليهما واجبهما دون الاعتداء عليه بالسب والشتم. فأجاباه بأنهما من الشرطة وأنهما يفعلان ما يريدان، فطالبهما باحترامه كمواطن، فما كان منهما إلا أن كبلاه بالقيود في الطريق العام أمام مرأى ومسمع من الناس وانهالا عليه ركلا وضربا ثم اقتاداه إلى المركز المذكور وبعد حوالي الساعة أطلقا سراحه. 3) حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


الشرطة تعتدي على مواطن طالب بإحترامه وعدم النيل من كرامته


السبيل أونلاين – تونس – خاص   تعرض بعد عصر الخميس 25 مارس 2010 ، المواطن قيس بن محمود وهو عامل في الصناعات التقليدية ، إلى الإعتداء بالعنف الشديد من قبل أعوان دورية للشرطة كانوا يستقلون دراجة نارية من نوع XT .   وقالت مصادر السبيل أونلاين أن عونا الشرطة لزهر كشرودي ومحمد بن خضر وهما يتبعان مركز الشرطة بوغدير ، قاما بإيقاف قيس بن محمود بعد عصر الخميس الماضي في طريق رئيسي حذو الجامع الكبير بنابل حين كان بصدد قضاء بعض شؤونه وطلبا منه الإستظهار بوثائق الهوية فأعلمهم بأنه ليست لديه وأنه نسيها في البيت فسارعوا إلى توجيه الإهانات والسباب والشتائم إليه وتجرؤوا على مقام الجلالة .   فطلب منهما بن محمود القيام بمهمتهما دون التعدي عليه أو النيل من كرامته .   فردّ الأعوان بغطرسة أنهم « أعوان أمن ويفعلون ما يشاؤون » !!!!!.   فقال لهم الشاب : أنا مواطن وعليكم معاملتي بإحترام .   فقيدوه بالإغلال (المينوت) وإنهالوا عليه بالركل واللكم ثم إقتادوه إلى مركز الشرطة ببوغدير وكانوا على وشك تلفيق قضية ضده ولكن بعد تدخلات وقع إطلاق سراحه .   يذكر أن الواقعة حدثت أمام عدد كبير من شهود العيان .   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 28 مارس 2010 )  


مـاء آسـن  

بقلم: عبيد خليفي (*) الوطن بركة ماء آسن، ودماؤنا تلوّثت بحبر الجرائد القذرة، بطوننا تسمّمت بالموائد العفنة.. هل كان عليّ أن أكون ركيكا حتى أصف حالنا.. نحن نسابق لغة تمتـدّ كوباء قاتل.. يرغموننا أن نرتشف من مائهم الفاسد.. الهواء بالغبار ينثر الموت فوق رؤوسنا وعلينا أن نصبر، والبحر يفتح جحيمه لشباب يحلم أن يغنم.. قطعة خشب تكفي للوصول حيث لا وطن، وربّما أقلّ منها ستكون تابوته المزيّن المحمول على أكتاف الحالمين العابثين الخائبين.. أتذكّر عمرا راح بلا تجريد جارح أو تعذيب صارخ.. تذكّرت وما تخيّلت أن تصبح البلاد رمادا للرجال وحنينا للمستنقعات والبرك الضحلة.. وبكاء وعويلا مجنونا.. خمسون سنة ونحن نندب الحياة بوهج شديد والحصاد يحترق قبل نضوجه، وشبابنا يعلّب قبل بلوغه.. خمسون سنة لم نغث فيها حتى ندّخر للسنوات العجاف.. هيه والبقرات السمان يأكلهن العجاف.. يأكلن الأخضر واليابس ونحن عجاف خفاف في موازين السفهاء والأغبياء.. الرّاعي والرعيّة.. والمرعى يكتظ بالأعشاب المسمومة.. خمسون سنة من المواطنة المثيرة للضحك الهستيري.. وأن تكتب عن مرعاك الكثير من الحكايات والخرافات وتتوهّم أنّـك ستحيى أكثر في جنّة الأغبياء والأشقياء.. الوطن هناك يمـتدّ طيفا والإنسان وهم كاذب.. أنت وأنا بلا معنى.. والمعنى لا يمتلكه الذين سكبوا الزيت على الماء، ولكم كذبوا علينا.. كم كذبوا حين توهّمنا أن المرعى للرعية وأنّ الوطن للجميع والقطيع.. حسبي الله نعم المولى ونعم السّميع.. الفقر هواؤنا اليومي… قالوا لنا الفقر هو قدر، كدنا نقتنع أنّ الفقر قدر لكل البشر وعلينا أن نشمّـر سراويلنا وننحت بقايانا من أوساخنا وقاذوراتنا اليوميّة.. الوطن نتن بما رشح عن مجالسه بمداولاته ونقاشاته.. أيّها السّادة أجهدناكم.. أتعبناكم.. أزعجناكم وكدنا نكتم أنفاسنا خوفا على راحتكم وأنتم تجتمعون لترسموا خريطة الوطن وتقسّموها بينكم.. لا تغضبوا.. لا تغضبوا من غابت حصّته فجسدي يسدّ الحاجة من بقايا العبيد والرعيّة.. لا تغضبوا الوطن للاستئجار فتداولوا على الغنيمة.. خمسون سنة ونحن نكتب ولم نتعب، خمسون سنة ونحن ندخل لنخرج، خمسون سنة من السقوط المدوّي للنخيل.. ليس لدينا جدار نسند عليه ظهورنا التي ألهبتها السياط الفاجرة، والحبال الفارطة من مقصلة الإعدام.. ولكم حلمت بالربيع حين امتدّ هذا الخريف منذ الأزل يرسمه شيطان أهوج، من نصّبه علينا وصيّا أبديّا ينخر أمعاءنا ويملؤها ترابا ويعمّرنا خرابا.. أنا لا أثق في حربه للنّوى وسلمه للهوى، فكيف وقد جنح قوّادوه نحو أيتامنا يجوّعونهم ويشرّدونهم.. اليتم يشرّدنا بين الحانة والزّوايا، كلّ في سكرته يسبح في هواه، الوطن لا يحتاج خمرة الحلاّج ولا خمرة أبي نوّاس وبشّار.. الوطن بلا جسور نحو القادم.. نهيم على وجوهنا بلا أمل والحلم تحوّل كابوسا بين مفترق الطرقات التي توهّمناها بلا عثرات أو سقطـات.. تائهون، ضائعون، شاردون مشرّدين.. لكنّنـا نكابر عجزنا ونرتمي في أحضان العهر والقهر وندّعي علم السّابقين واللاحقين.. الحزب، الحرب، الحزن.. ما أقرب المفردات من بعضها وقد تجانس فينا الحزن بالحرب في الحزب، ولكنّنا نبحث عن مفردات تكفي لتوصيف مجاعتنا ورعبنا من شيطان رسمناه بأنفسنا ونّصبنـاه مرشدنا وهادينا إلى الوحشة والغربة والضياع.. خذ بيدي رفيقي، مذ خمسين سنة وأنا أتحـسّس طريقي في ظلمة المتـاع والجياع، أتحسّس أنفاس المساجين وهم يلفظون ما تبقّى من زهرة العمر.. وغاب عن التجانس الحب.. نحن لا نعرف كيف نحبّ ونعشق.. قتلوا فينا الحب بحربهم.. في الرديف، تلك المدينة الملعونة، يحدّثني أبي أنّ الرّاية لها عمرا أطول من أعمار حامليها، وأنّهم حتما راحلون وتاركوها مثلما تركهم أسيادهم قبل خمسين سنة.. وخمسون سنة والرّاية ترفرف ولم تطرد ذباب المزابل والقمامة، وما حجبت عن أعدائنا عوراتنا، تكشّفنا.. وما تقشّفنا.. ومـا أذهبت عنّـا حرّ الصيف ولهيبه.. تمضي السنون كالجنون، والبؤس يوزّع بالطابور في وطني، جـوع وخضوع ونحن نجلد ذواتنا ونبحث عن أخطائنا وكوارثنا.. الشهداء أكـرم منّا جميعا، لم أشعر بمعنى هذه الجملة إلا عندما لامست أناملي جثمان الحفناوي مغزاوي، ونحن نحمله على أكتافنا نحو قبره الأخير.. ويلي على نفسي.. ويلي على وطني يشرب من دمي ولا يساويه، في سجني تخيّلتني أحمل بعده عبد الخالق عميدي بعد أن حمل الرصاصة في خصره خمسون يوما.. أنا لا أحتاج ذاكرتي كثيرا لأستعرض قائمة الشهداء.. الجرح أكبر منّي ومنّا، وأشـرف منهم جميعـا.. هــل كنّا نحتاج كــلّ هذا الدم لنرتوي من جموحنا وعنفنا الوحشيّ.. المشهد لم يكتمل لكنّه ينذر بالفضيحة.. والدم بين أرجلنا يسيل قمعا وبطشا وعطشا.. كيف لي أن أحيى بينكم حاملا لوائي وحزني.. أنا رجل مهزوم بما أرى في عيون أطفالنا، والحيرة تقتلع البسمة من الصبايا وهنّ يهجرن المرايا.. ما لهذا الجمال من فتنة سوى الوجوم على شباب ينضح بالخمر والميسر والعثرات الفالتة من مصاحفنا وبياناتنا الرّسمية والعرفيّة.. كتابك خـرابك، كتابك عذابك… خطب الخطيب، كم خطب ونثر الحروف فوق رؤوسنا كالأسبرين.. لكنّ صداعا استفحل بنـا كالورم الخبيث وهو يضحك من عقولنا ويسخر من أعذارنا وأوهامنا البائسة.. خطب الخطيب وفي جعبته الكثير من أحلامنا وأوهامنا.. صفّق المهرّجون وضحكوا.. كم ضحكوا من بؤسي ومن حزني ومن جوعي للكلمات الشاردة من معاجم السّفلة وقطّاع الطرق.. كم ضحكوا منّي ومن جهلي.. خمسون سنة.. فشلت مرّة في العدّ وأنا أبحث في وطني عن عود الندّ.. خمسون.. السنة أوسع من أمالهم، والعمر أضيق من تجاربهم، الشيطان يعيش ألف مرّة لكنّ هذا الشعب لا يعرف كيف يعيد الكــرّة.. خمسون.. ونعجتي جاوزت الخمسون، ضرعها يابس شاحب لا يدرّ لبنا أو خمرا.. والمرعى يباب.. والسّماء كالحة لا تنذر بالمطر.. ولن تمطر.. لن تمطر.. البركة ستتعفّن أكـثر فأكثر… (*) باحث في الفكر العربي الإسلامي وسجين الحوض المنجمي (المصدر: « البديل عاجل »، قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي نقلا عن « الطريق الجديد » (لسان حال حركة التجديد – أسبوعية، تونس)، العدد 173 بتاريخ 27 مارس 2010)

منظمة الكرامة لحقوق الإنسان (مقرها جنيف) تطلق تقريرها السنوي 2009

 


أصدرت منظمة الكرامة في الثالث والعشرين من الشهر الجاري آذار/مارس تقريرها السنوي لعام 2009 الذي سلّط الضوء على أبرز نشاطات المنظمة خلال هذا العام وخاصة فيما يتعلق بعملها مع الهيئات التابعة للأمم المتحدة وغيرها من الهيئات المعنية بحقوق الإنسان على الصعيدين الدولي والإقليمي. هذا وقد نظّم الأعضاء العاملين في المقر الأساسي لمنظمة الكرامة في جنيف اجتماعا مميزا في مقر مجلس حقوق الإنسان في جنيف لتقديم التقرير السنوي، بحضور العديد من ممثلي منظمات المجتمع المدني ومن ناشطي حقوق الانسان في العالم العربي بالإضافة إلى ممثلين عن بعض الحكومات العربية. وقد تخلل هذا المؤتمر عرضا وجيزا لمضمون التقرير باللغتين العربية والانجليزية تلتها مناقشة وتوضيحات لبعض النقاط بناء على طلب الحضور. للإطلاع على التقرير كاملا:http://ar.alkarama.org/


قتل مواطن في مركز للحرس بجلمة


حرر من قبل التحرير في السبت, 27. مارس 2010 علمنا في راديو كلمة أن مواطنا من منطقة « الاسودة » بسيدي بوزيد قد قتل في مركز للحرس بجلمة من نفس الولاية، وبحسب المعلومات المتداولة بين الأهالي نقلا عن عناصر من الحرس فإن الحادث قد حصل يوم الخميس 25 مارس الجاري، وذلك بعد أن دخل المواطن الذي يشتبه في كونه مختلا عقليا، إلى مركز للحرس واختطف مسدسا من أحد الأعوان وخلال محاولة استعادة العون سلاحه أصيب المواطن بطلق ناري أودى بحياته. وقد تم نقله إلى مستشفى المكان بعد أن فارق الحياة، وذكرت مصادرنا أن إدارة المستشفى رفضت قبوله بسبب عدم وجود أوراق ثبوتية.  مع الإشارة إلى أن رواية تفاصيل الحادثة لم تتأكد لنا من مصادر مستقلة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 27 مارس 2010)


«نداء الخمسين» للمحامين حضور الجلسة الخارقة للعادة بكثافة تصديا «لسلب الإرادة»

 


أصدر خمسون محاميا أول أمس نداء أطلقوا عليه اسم «نداء الخمسين» يدعو المحامين الى الحضور بكثافة في الجلسة الخارقة للعادة لصندوق الحيطة والتقاعد التي دعا اليها العميد والمقررة ليوم السبت 3 أفريل 2010 وذلك للانخراط الفعلي للتصدي لكل محاولات سلبهم لإرادتهم حسب ما جاء في البيان، ولفرض الأمر الواقع بانتزاع تصويتهم أو مصادقتهم على ما قد يعرض عليهم من تقارير غير مستوفية لشروطها القانونية. كما حمل البيان العميد المسؤولية الكاملة في كل ما ينجر عن اصراره على انعقاد الجلسة. وأشار النداء الى أن الاعتماد على تقارير الخبيرين المحاسبين وتقديمه للجلسة الخارقة للعادة يكون سابقا لأوانه خاصة أنها مازالت لم تحصل على مصادقة مجلس الادارة وهي كذلك موضوع تدقيق لدى لجنة المراقبة التابعة لهيئة الخبراء المحاسبين بالبلاد التونسية. كما أن الخبيرين نفسيهما موضوع تتبع تأديبي من طرف هيئتهما المهنية نتيجة للتجاوزات الخطيرة التي شابت هذا التقرير. واعتبر النداء أن الخروقات الحاصلة تمثل تجاوزا للقانون وانحرافا بالاجراءات وتشريعا للفوضى ومحاولة التغطية على التجاوزات والتفصي من المسؤولية المنجرة عن اهدار مال المحامين. كما أن هذا الاصرار على عقد الجلسة المذكورة بقرار منفرد من السيد العميد باعتباره رئيس مجلس الادارة يلغي تماما أي دور يذكر لصالح مجلس ادارة الصندوق المتكون من المحامين المنتخبين وتكريس سلوك الانفراد بالتسيير وعدم الشفافية في التصرف المالي وتهدد بصفة جدية وجود الصندوق وديمومته واستقلالية ادارته وتسييره. نائلة الورتاني (المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 28 مارس 2010)  


تطوّرات مثيرة حول جلسة صندوق المحامين


تونس ـ الشروق: مع اقتراب موعدها المعلن ليوم 3 أفريل القادم، تواترت البيانات والدعوات بخصوص الجلسة الخارقة للعادة لصندوق تقاعد المحامين، وفي بيان سمّي بـ «نداء الخمسين»، دعا الممضون عليه الى «التصدّي» للجلسة المذكورة وتحميل العميد رئيس مجلس الادارة المسؤولية الكاملة عن كل ما سينجرّ عن اصراره على عقدها!! وللتذكير، فإن عميد المحامين الاستاذ البشير الصيد بصفته رئيسا لمجلس إدارة صندوق التقاعد والحيطة للمحامين دعا الى جلسة عامة خارقة للعادة للصندوق ليوم 3 أفريل القادم، بعد موعد أوّل في أوائل مارس الجاري تأجّل لعدم اكتمال النصاب. كما أن عددا من أعضاء مجلس الادارة لم يجلسوا بجانب العميد واكتفوا بالوقوف أمام باب قاعة الجلسة، تعبيرا منهم وتمسّكا بما أوردوه في اعلام اصدروه الى عموم المحامين، حول عدم قانونية الجلسة الخارقة للعادة للصندوق. دعوة الى «التصدّي» للجلسة ومع اقتراب موعد جلسة 3 أفريل القادم أصدر خمسون محاميا ومحامية بيانا سمّوه بـ «نداء الخمسين». وتحصّلت «الشروق» على نسخة منه،وجاء في «النداء» أن الأمر المنظّم للصندوق، لم يتعرّض مطلقا لامكانية عقد جلسة عامة خارقة للعادة للصندوق، بل إن الفصل 12 منه، أوجب على مجلس إدارة اعداد تقرير في التصرّف المالي السنوي، مصحوبا بتقريري الخبيرين المحاسبين، يعرضان على الجلسة العامة الاعتيادية السنوية. وبالتالي فإن الجلسة الخارقة للعادة، ليس لها أي سند قانوني، علاوة على أن الفصل 53 من قانون المهنة، الذي أسّس عليه العميد دعوته، يجيز الجلسة الخارقة للعادة في حالتين، وهما اعداد او تعديل القانون الداخلي ومناقشة حالات طارئة ومتأكدة. كما جاء في «النداء» أن الأمر المنظّم للصندوق جعل منه ذاتا معنوية مستقلة استقلالا تاما عن الهيئة الوطنية وذلك طبقا لأحكام الفصلين 5 و6 من الأمر المذكور وبالتالي فإنه لا يمكن الاستناد الى الفصل 53 من قانون المهنة للدعوة الى جلسة خارقة للعادة. كما أن هذه الدعوة حسب نص «النداء»، لم تكن مرفوقة بأي وثيقة أو تقرير طبق ما نص عليه الفصل 12، واعتبر «النداء» أن العميد، دعا شفاهيا الى الحضور للجلسة، في محاولة منه لانتزاع مصادقة على تقرير لم يعدّه مجلس ادارة الصندوق. وعدّد «النداء» ما اعتبره اصحابه جملة من الخروقات معتبرين إيّاها تجاوزا للقانون وانحرافا بالاجراءات وتشريعا للفوضى ومحاولة للتغطية على تجاوزات، مع مطالبة العميد بالرجوع عن دعوته للجلسة العامة. وفي صورة اصراره فسيقع دعوة كافة المحامين والمحاميات للحضور بالجلسة والانخراط الفعليّ في التصدي لكل محاولات سلبهم ارادتهم. وفرض الامر الواقع في انتزاع تصويتهم او مصادقتهم وتحميل العميد، المسؤولية الكاملة عن كل ما سينجرّ عن اصراره على عقد الجلسة الخارقة للعادة. طريق مسدود!! وفي جانب آخر، من التطوّرات المتّصلة بالجلسة الخارقة للعادة لصندوق تقاعد المحامين اصدر عدد من أعضاء مجلس الادارة، اعلاما الى عموم المحامين وشيوخ المهنة وعمدائها، دعوهم فيه الى حضور اجتماع اخباري سينعقد يوم 30 مارس الجاري، بأحد نزل العاصمة، علّلوا أسبابه، بوصول الأمور في العلاقة داخل مجلس ادارة الصندوق الى «طريق مسدود»، باعتبار وأنه تم حجب كل الوثائق والمعلومات المتعلّقة بالصندوق عنهم معتبرين أن الجلسة الخارقة للعادة التي دعا اليها العميد رئيس مجلس ادارة الصندوق، فيها اغتصاب لصلاحيات مجلس الادارة مع دعوة العميد الى الرجوع عنها. العميد: لمَ الخشية من كشف الحقائق؟! والتزاما منا بالحياد التام في عرض ما تم تداوله، فقد اتصلنا بالأستاذ البشير الصيد عميد المحامين ورئيس مجلس ادارة الصندوق، فكان ردّه كالآتي: ـ أوّلا، إن جميع ما صرّح به، عدد من أعضاء مجلس ادارة الصندوق في اعلامهم المؤرّخ في 23 مارس. وكذلك ما تضمّنه بيانهم السابق لا أساس له من الصحة، وإن ما قالوه يندرج ضمن حملة انتخابية سياسوية موعدها جوان القادم. ـ ثانيا: إن الجلسة العامة التي دعونا اليها، هي قانونية وشرعية عملا بقوانين المهنة وخاصة الفصل 76 من القانون الذي أحدث وأسس مؤسسة صندوق الحيطة والتقاعد للمحامين. ونصّ على أنه سيصدر أمر تنظيمي فقط. ولا يمكن مثلما ذهب إليه السادة الاعضاء، أن يقع التمسّك بالأمر التنظيمي فقط، لأنه هو تنفيذ للقانون وقانون المهنة هو الأعلى وهو الذي شرّع لاصدار الامر التنظيمي ولذلك فإن تشبّثهم بالأمر فقط يندرج في اطار الخطإ الفادح في تحليل النصوص القانونية. ـ ثالثا: إن الفصل 53 من قانون المهنة أعطى عميد المحامين صلاحيات الدعوة الى عقد جلسة عامة خارقة للعادة. عندما يتبين له أن هناك مسائل ومستجدات متأكّدة ومن ثم فإن الدعوة شرعية. ـ رابعا: ينكر الاعضاء السبعة الموقّعون على البيان لقرار مجلس الهيئة الصادر في جلسة 24 نوفمبر 2009، والذي أكّد باجماع أعضائه، أنه إذا لم يحصل حلّ من مجلس العمداء السابقين، فإن الأمر يعرض على جلسة عامة، وهذا قرار موقّع عليه من العميد والكاتب العام، اللذين يوقّعان دائما محاضر الجلسات. ـ خامسا: لابد لمن يقرأ البيانين الصادرين عن أعضاء من مجلس ادارة الصندوق المذكورين ان يلاحظ التناقض بين بيانيهما، إذ أن أحدهما يدعو الى مقاطعة الجلسة الخارقة للعادة، والثاني يدعو الى التصدي لها وافشالها حتى لا تناقش ولا تصدر أي قرار يتعلق بالقضايا الخطيرة. ـ سادسا: ومن الغريب، أن يدعو السادة الاعضاء المذكورون الى التصدي للجلسة العامة حتى لا تصدر أي قرار وافشالها، مدّعين ان العميد قد انتزع ارادة المحامين بدعوته الى الجلسة وعرض القضايا الهامة على المصادقة، ولابد للقارئ أن يسأل: من الذي يصادر إرادة المحامين، هل الذي دعاهم الى جلسة عامة لابداء آرائهم واصدار قرارات في المسائل الهامة، أم الذي يريد حجب الحقائق عنهم، ومنعهم من التداول في تلك القضايا، واصدار قرارات في شأنها؟؟ ـ سابعا: لماذا يخشى السادة الاعضاء المذكورون من عرض القضايا المستجدّة والهامة على قواعد المحامين؟ لأنهم في الحقيقة لا يريدون كشف الوقائع، وإعلام عموم المحامين بها ليتّخذوا فيها قرارا باعتبارهم أصحاب الحلّ والعقد، وهم الذين انتخبوا العميد وأعضاء المجلس والصندوق مموّل بأموالهم . ويقوم بإسداء الخدمات لهم ولعائلاتهم، والصندوق مؤسسة من مؤسسات الهيئة وليس منفصلا عنها خاصة عندما تجدّ به مستجدات هامة وخطيرة ومتأكّدة، فمن سيفصل هذه الاشكاليات؟ أليس المشتركون فيها وهم المحامون؟ وهذه القاعدة معمول بها في جميع الهيئات. ويختم العميد بالقول: «في الحقيقة ما قام به السادة الاعضاء المذكورون هو خروج عن القانون، وضرب للشرعية وخروج عن اجراءات الجلسة العامة بأعمال موازية باطلة ومخالفة للقانون وقواعد وأخلاقيات المهنة». متابعة: سليم العجرودي (المصدر: « الشروق » (يومية – تونس) بتاريخ 28 مارس 2010)

النقابي أحمد الكحلاوي: أسوأ فترة في تاريخ اتحاد الشغل.. هي فترة إسماعيل السحباني بعد مؤتمر سوسة دخلنا في صراع مع السحباني لأنه أبعد بعض النقابيين.. ولما دافعت عنهم أطردني.  


قال الأستاذ النقابي أحمد الكحلاوي أمس على منبر الذاكرة الوطنية بمؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات إن أسوأ فترة مرّ بها الاتحاد العام التونسي للشغل في تاريخه، هي فترة إسماعيل السحباني (1989ـ 2000).. وفسّر ذلك بعمليات الاختراق التي تعرضت لها المنظمة الشغيلة خلال تلك الفترة نظرا لأن قناصل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا أصبحوا يترددون على الإتحاد ويجولون في أروقته باستمرار، وهو أمر كان يثير غيظ النقابيين ويرفضونه رفضا قاطعا كما عرفت هذه الفترة اختراق المنظمات الأجنبية الاتحاد.. وقال في هذا الشأن: » إن منظمة فريدريك ايبيرت كانت تنظم ندوات في الإتحاد كما كانت تموّل أنشطته.. وإنني أعجب كيف يقبض نقابيون أموالا من هذه المنظمة ومن منظمات أجنبية وهم في نفس الوقت يتحدثون عن استقلالية الاتحاد ويطالبون بها ». وأضاف الكحلاوي أنه عرف إسماعيل السحباني عن كثب وخبره جيدا منذ أن جاء من سجنان ومنذ أن كان عاملا بسيطا فقيرا يقطن في وكالة ويتنقل إلى عمله على دراجة لكنه لما أصبح على رأس الإتحاد سرعان ما أخطأ في حق من ساعدوه وأولهم الحبيب عاشور ».. وقال : »بعد مؤتمر الإتحاد بسوسة سنة (1989) دخلنا في صراع مع السحباني لأنه شرع في إبعاد بعض النقابيين وطردهم ولما دافعت عليهم أطردني أيضا وسانده في ذلك بعض النقابيين الذين كانوا يتقربون منه طمعا وخوفا من أن يحرمهم من المنح والامتيازات والسيارات ». وتحدّث الكحلاوي خلال هذا المنتدى الذي حضره عدد من المؤرخين والجامعيين والنقابيين بإطناب عن تاريخ نقابات التعليم في تونس.. وكان هذا النقابي الذي ولد بالمكنين سنة 1946 وتخرج من مدرسة ترشيح الأستذة المساعدين التابعة لدار المعلمين العليا بتونس في جوان 1967و قد نشط طويلا ضمن الحركة الطلابية للاتحاد العام لطلبة تونس كما تعرض للإيقاف على إثر مظاهرات وأحداث 1967ـ 1969 وتولى منذ انخراطه في الاتحاد العام التونسي للشغل في أكتوبر 1970 مسؤولية كاتب عام النقابة الجهوية للتعليم بالقيروان كما انتخب كاتبا عاما سنة 1974 وقاد إضراب التعليم الثانوي التقني سنة 1976 من أجل مطالب مهنية وتضامنا مع نقابيي الثانوي 1975 وأطرد بعد ذلك مع أعضاء نقابته من الاتحاد وأغلق مقر النقابة. وعلى إثر التصدع الذي عرفته الساحة النقابية بعد إضراب جانفي 1978 والحوادث التي تلته تعرض الكحلاوي إلى السجن والمحاكمة والطرد مع ثلاثين عضوا من أعضاء الهيئة الإدارية التي تمثل قيادة الاتحاد لكن بعد ذلك أعيد انتخابه كاتبا عاما للنقابة الوطنية للتعليم التقني وشارك في إعادة هيكلة الاتحاد مقاطعا مؤتمره بقفصة سنة 1981. وبعد أن أطنب النقابي أحمد الكحلاوي في وصف جروح الستينات المؤلمة وخاصة ما تمخض عن هزيمة 1967 وفي الحديث عن مسيرته النقابية وعن الصراعات التي خاضتها نقابات التعليم والإضرابات التي نفذتها خلال السبعينات تطرّق إلى نضالات هذه النقابات خلال الثمانيات. نضالات الثمانينات نفذت نقابات التعليم الثانوي ولأول مرة في تاريخ الاتحاد العام التونسي للشغل سلسلة من الإضرابات ذات الطابع المطلبي وهزت هذه الاضرابات وفقا لما ذكره الكحلاوي البلاد وأشلّت قطاع التعليم على امتداد فترة 1980ـ 1982 وعطّلت حكومة محمد مزالي التي ذاقت الأمرين ولكنها حققت مكاسب هامة لفائدة المدرسين.. ورغم المفاوضات الماراطونية في قصر الحكومة لم تضعف هذه النقابات ولم تتراجع.. وفي المقابل عقدت قيادة الاتحاد اتفاق سلم اجتماعية مع حكومة مزالي. وانعقد سنة 1983 مؤتمر توحيد نقابات الثانوي وراهنت قيادات الاتحاد على فوز أطراف التيار الأممي الذي خسر أمام التيار القومي. وتحمل الكحلاوي مسؤولية الكتابة العامة لأول نقابة موحدة للتعليم الثانوي وأعلن مؤتمر النقابة عن دعمه الكامل لثورة فلسطين وعن دفاعه عن عروبة البلاد وعن التعريب الشامل للتعليم وأصدر بيانا ندد فيه باتفاق قيادة الاتحاد مع حكومة محمد مزالي. وبعد شهر من انتخابه قررت القيادة العامة للاتحاد تجريد مكتب نقابة التعليم الثانوي عبر بيان أذيع في التلفزيون.. وعلى إثر الحملة التي استهدفت النقابة وتضامنا معها منع النقابيون يوم الاحتفال بعيد الشغل غرة ماي 1983 الحبيب عاشور الأمين العام للاتحاد من إلقاء خطابه فأمر بتجريد مئات النقابيين.. سعيدة بوهلال (المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 28 مارس 2010)  


في سوسة، رفض نداء الشيطان لاغتنام الخطإ: عامل «يعيد» الى بنك.. 120 مليارا !

«الشروق» – مكتب الساحل الحبيب العمراني عامل بأحد المطاعم الشعبية بمدينة سوسة يحرص حسب الظروف التي تسمح له في كل مرة على ادخار مبلغ مالي تحسبا لأي ظرف طارئ. وكان لأجل هذا الغرض يتردد باستمرار على أحد البنوك بمدينة سوسة.  
وفي احدى زياراته الأخيرة (الى هذا البنك) كانت المفاجأة غير سعيدة !! اذ خلف حضوره خطأ من طرف أحد الموظفين في هذا البنك فقد أودع الحبيب مبلغا يقدر بـ 120 دينارا وتسلم وصلا في ذلك ولكن ليس بنفس المبلغ الموجود حيث اكتشف الحبيب بعد خروجه من البنك بمدة زمنية ان المبلغ بالوصل هو 120 مليارا ! نعم اي اضافة الى مبلغه المدخر سابقا أصبح «سي الحبيب» مليارديرا من الوزن الثقيل وله وثيقة بنكية تثبت ذلك بالأرقام والحروف.  
بين شياطين الإنس والجان !  
ورغم بساطة ظروفه الاجتماعية المادية فإن «سي الحبيب» غنم من هذه الدنيا سمعة طيبة لما يعرف عنه من طيبة قلب وثقة وأمانة وحرص على كسب لقمة عيشه بالحلال مهما واجه من ظروف صعبة فلم يترك للشيطان سبيلا للوسوسة ولكن عندما فوجئ بما حصل له لم يتمالك نفسه فقص الحكاية على زملائه في المطعم وشاع الخبر فتكاثرت عليه الاقتراحات منهم من حثه على تكليف محامين أكفاء حتى اذا استوجب الأمر إبقاء مليار واعطاءهم بقية المبلغ كأجرة ! وانصبت كل المقترحات على اعتبار انها فرصة العمر جاءت الى يديه ولا يجب ان يفرط فيها.  
صوت الضمير أقوى  
وبين صدمة المفاجأة وضغط الأصدقاء من «محرم» الى «محلل» لم يضع الحبيب نصب عينيه الا صورة صديقه الموظف البنكي الذي اخطأ في كتابة قيمة المبلغ وفي خضم كل ذلك اتصلت به ادارة البنك فذهب الحبيب بكل اريحية معترفا بالخطإ الحاصل طالبا اصلاحه في الحين مما زاد في تقدير مدير هذا البنك وبقية الموظفين لشخصه وثمنوا شهامته. الشيء من مأتاه لا يستغرب «الشروق» إلتقت «سي الحبيب» او «حبوب» كما يطيب للبعض «التربج» به بحكم انه «يدخل الى القلب بسرعة» ومحبوب جدا فاستفسرته عما حدث فأكد لنا بطرافته المعهودة ما حصل قائلا : «لقد أضاف الي الموظف البنكي اصفارا مضاعفة» قد يكون مرهقا وهو من أوفى أصدقائي ولم أجد منه ومن كل الموظفين بهذا البنك طوال حياتي الا المعاملة الحسنة والمساعدة.  
لذلك كان لزاما علي أن أرجع «للناس ما للناس» اضافة الى انه ليس من طبعي مد يدي الى الحرام فأحرص على الشرف والكرامة قبل كل شيء ولم أستمع لا الى كلام أحد المحامين ولا الى بعض اصدقائي رغم اتهامي من قبل العديد بالسذاجة وبالمناسبة يشرفني ان يرى البعض في شهامتي سذاجة لانني لا اريد ان أوصف بالذكي وأكون سارقا لقد عشت نظيفا وسأبقى كذلك، «والرزق بيد الله». هكذا عبر «سي الحبيب» وامتنع في لطف عن ان ننسخ الوصل الذي تسلمه من البنك والذي يثبت قانونيا انه مليارديرا. رضوان شبيل (المصدر: « الشروق » (يومية – تونس) بتاريخ 28 مارس 2010)  


التونسيون يواصلون التدخين بشراهة رغم جهود الحكومة

 


تونس – (وكالة الأنباء الألمانية – د ب أ) – أقلع حوالي 3500 شخص فقط من بين أكثر من 4 ملايين مدخّن في تونس عن التدخين خلال 2009 الذي أطلقت خلاله الحكومة حملة واسعة النطاق وغير مسبوقة في تاريخ البلاد لمكافحة التدخين. وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي اعتبر العام الماضي “سنة وطنية لمكافحة التدخين” بعدما أظهرت دراسة نشرتها منظمة الصحة العالمية (سنة 2008) أنّ تونس هي الأولى عربيا في عدد المدخنين وأن 35% من سكان البلاد البالغ عددهم أكثر من 10 ملايين نسمة من المدخنين. وبحسب الدراسة فإن 50% من الرجال و10% من النساء في تونس يدخنون. ويبلغ معدل استهلاك الفرد الواحد من التبغ يبلغ 17 سيجارة يوميا. وقالت الدراسة إن أعلى نسبة من الرجال المدخنين في الوطن العربي توجد في تونس، فيما حل رجال اليمن في المركز الثاني ورجال سلطنة عمان في المركز الأخير باعتبارهم الأقل استهلاكا للتبغ. كما أظهر المشروع العربي الأخير لصحة الأسرة بجامعة الدول العربية أن أكبر نسبة للمدخنين بين الشباب العربي الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة توجد في تونس وتبلغ 16%. وكشفت أيضاً إحصائيات حديثة نشرتها جريدة الصباح التونسية في 14 نوفمبر الماضي أن عدد المدخنين في تونس ارتفع إلى 4 ملايين و200 ألف من بينهم 22% من الإناث ممن تتراوح أعمارهن بين 17 و64 سنة. وأطلقت الحكومة التونسية في 2009 حملة وطنية تستمر 5 سنوات لتقليص عدد المدخنين بنسبة 10% (بمعدل 2 بالمئة سنويا) حتى تصل نسبة المدخنين 25% من مجموع السكان مع حلول عام 2013. وأظهرت أحدث إحصائيات وزارة الصحة التونسية أن 20 تونسيا على الأقل يموتون يوميا بسبب الأمراض التي يسببها التدخين. وتعتبر هذه النسبة من بين الأعلى في الدول العربية والعالم إذا ما قيست بعدد سكان تونس البالغ عددهم أكثر من 10 ملايين نسمة. وأفادت دراسة حديثة أجرتها وزارة الصحة التونسية أن التدخين يتسبب في 90% من حالات الإصابة بسرطان الرئة و85% من الالتهابات المزمنة لقصبات الرئة و75% من الجلطات القلبية و25% من أمراض القلب بين التونسيين. وأضافت الوزارة أن التدخين يتسبب أيضا في ثلث حالات الأمراض السرطانية المسجلة سنويا في تونس، التي يصل عددها إلى 12 ألف حالة إصابة جديدة. كما أكدت دراسة نشرتها “الجمعية التونسية للدراسات والبحوث الجنسيّة” في 2008 أن التدخين كان من العوامل الرئيسية في إصابة نحو 40% من الرجال بعجز جنسي متفاوت الخطورة (خفيف، متوسط، تام). وتتكبّد وزارة الصحة التونسية سنويا خسائر بنحو 200 مليون دينار (حوالي 155 مليون دولار أمريكي) جراء الإنفاق على علاج الأمراض التي يسببها التدخين. وقال محمد صاحب محل بيع سجائر وسط العاصمة تونس إن المدخّن الواحد من زبائنه ينفق ما بين 30 و100 دينار شهريّا على شراء التبغ وذلك بحسب نوعية السجائر. وأضاف أن أعدادا غير قليلة من عملائه يشترون يوميا علبتين وأحيانا ثلاث علب سجائر. وبحسب إحصائيات رسمية فإن نسبة إنفاق العائلة التونسية على التدخين تبلغ 1ر3% من ميزانية العائلة مقابل 9ر2 بالمئة على إنفاقها على التعليم. ولمساعدة مدمني السجائر على الإقلاع فتحت السلطات عيادات تقدم مساعدة طبية ونفسية لتخليص المدمنين من براثن التبغ. وبدأت تونس سنة 2000 تجربة عيادات المساعدة على الإقلاع عن التدخين التي يقدّم فيها أطباء متخصصون العون الطبي والنفسي. وفتحت وزارة الصحة العمومية في 2009 100عيادة إضافية دفعة واحدة بمختلف محافظات البلاد ما رفع عدد العيادات الإجمالي إلى نحو 130. وجنّدت الوزارة لهذه العيادات حوالي 2000 طبيب لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن استهلاك التبغ. وخلال عام 2009 استقبلت عيادات المساعدة على الإقلاع عن التدخين 10 آلاف شخص، إلا أن 3500 فقط منهم التزموا بمواصلة العلاج. وجدير بالذكر أن تونس كانت من أوائل الدول العربية التي أصدرت قانونا عام 1998 بحظر التدخين في الأماكن العامة وحظر الدعاية للسجائر. ويقضي القانون بتغريم كل مخالف بـ 25 دينارا (حوالي 20 دولارا) ومضاعفة الغرامة في حالة العودة. لكن هذا القانون لم يطبق بقوة إلى أن قررت السلطات تفعيله في 2009. (المصدر: « الإتحاد » (يومية – الإمارات) بتاريخ 28 مارس 2010) الرابط:http://www.alittihad.ae/details.php?id=17277&y=2010  


تتعاون مع زياد الرحباني في عمل جديد لطيفة: الأغاني الهابطة حرام سماعها


هاجمت المطربة التونسية لطيفة ما أسمته بالأغاني الهابطة، قائلة إنه من الحرام سماع مثل هذه الأغاني؛ لأنها ألعن من الهيروين الذي ينخر فساداً بالمجتمع. وأضافت لطيفة أنّ الأغنية الحلوة لا تحتاج إلى بانيو وسرير وإلى ما هنالك لتنجح، بل تحتاج إلى صوت جميل ولحن وكلمات جيدة، وذلك خلال لقائها مع برنامج ‘’تاراتاتا’’ على قناة ‘’دبي’’ الفضائية. على جانب آخر، كشفت المطربة التونسية عن أنها ستدخل قريبا إلى الأستوديو مع زياد الرحباني لتسجيل عمل جديد من ألحانه. وقالت إن زياد الرحباني أضاف إليها كثيرا، وجعل منها لطيفة ثانية كانت تتمناها دائما، فهو مدرسة تجمع بين العمق والبساطة ولا يُقارن بأحد، وأنهم كانوا يتخطفون مسرحياته في لبنان في الحرب. ووصفت لطيفة تعاملها مع الرحابنة بالمرحلة المهمة جدّا والنقلة النوعية في حياتها، وقالت إنه عندما كلّمها منصور الرحباني من أجل العمل معه ارتعبت، فاستشارت المخرج يوسف شاهين الذي نصحها بأن لا تتردد أبداً في العمل مع هؤلاء الكبار. واعترفت الفنانة التونسية أنها وصلت إلى لبنان وهي مرعوبة من العمل مع الرحابنة خوفا من الفشل، فكانت مسرحية (حكم الرعيان) الناجحة جداً. ونفت لطيفة أن تكون اتجهت نحو الفن بالصدفة، فهي من بلد يعشق الفن، وتربت في عائلة تعتبر أنّ الفن مسؤولية، والفضل الكبير يعود لأمها التي نمّت فيها هذه التجربة، فحين كانت تغني لعالية التونسية وغيرها وهي صغيرة، كانت أمها تقدّم لها النصائح. الغناء بالخليجي والمصري ووجهت الفنانة التونسية نقداً لاذعاً للذين ينتقدون من يغنون الخليجي من غير الخليجيين أو يغنون المصري من غير المصريين. وتساءلت لطيفة ‘’كيف ينتقدونني إن غنيت بغير اللون المغربي كالمصري واللبناني والعراقي والخليجي، وأنا كل يوم في بلد من هذه البلدان، ولا أرى أي فرق بينها؟’’. وأضافت ‘’نحن وطن عربي واحد، وشعب واحد، وتاريخنا واحد، والاستعمار وحده من رسم الحدود بيننا’’. واعتبرت لطيفة أنّ شركة الإنتاج تحد من حريتها، وتمنعها من تحقيق أهدافها وما تصبو إليه من الفن، كغنائها من ألحان زياد الرحباني، أو الفولكلور والكمنجات الليبية أو الألبوم الخليجي وغير ذلك. ألبوم «أتحدى»
وعن ألبومها الخليجي (أتحدى) قالت إنه كان ناجحا جدا، مشيدة بالمخرجة نهلا الفهد التي أوحت إليها بفكرة الرجل الملثم في أغنية ‘’مملوح’’. وأشارت لطيفة إلى أنها تطمح في لحن من الفنان التونسي محمد الجبالي، مؤكدة أنها تشجع الفنانين التوانسة كأحمد الشريف وآمنة الغربي التي فازت بالمرتبة الأولى في برنامج نجم الخليج على شاشة تلفزيون أبوظبي. (المصدر: « الوقت » (يومية – البحرين) بتاريخ 28 مارس 2010) الرابط: http://www.alwaqt.com/art.php?aid=203987  

مفتتحاً قمة « سرت» العربية القذافي: لنحاول أن نعمل ما تقرره الجماهير

2010-03-28 سرت – العرب-QNA  قال الزعيم الليبي معمر القذافي: على الحكام أن يعملوا ما تقرره الجماهير. وتطرق القذافي في كلمته أمام قمة سرت أمس إلى حاجة العرب لتلاحمهم وتضافرهم أكثر من أي وقت مضى لمواجهة تحديات مستجدة باتت جد خطيرة تهدد واقع الأمة ومستقبلها. وقال الزعيم الليبي: « إن المواطن العربي ينتظر من قادة الأمة الأفعال وليس الأقوال وإن الشارع العربي شبع من الكلام وقد تحدثت خلال 40 عاما في كل شيء والمواطن ينتظر من القادة العرب الأفعال وليس الخطب ». ومضى العقيد القذافي يقول: « إن الحكام في وضع لا يُحسدون عليه؛ فهم يواجهون تحديات غير مسبوقة فلنحاول أن نعمل ما تقرره الجماهير التي هي ماضية في طريق تحدي النظام الرسمي ». وحول العمل في إطار الجامعة العربية قال القذافي: « لن نعود بعد الآن ملزمين بالإجماع فإذا وافقت أية مجموعة من الدول العربية على شيء تستطيع القيام به يمكنها أن تمضي فيه.. وإذا لم تقبل مجموعة أخرى فلتبقَ في مكانها وتتراجع وكلتا المجموعتين حرة ». واعتبر القذافي أن « المواطن العربي تخطانا والنظام الرسمي أصبح يواجه تحديات شعبية متزايدة ولن تتراجع هذه التحديات حتى تصل إلى هدفها النهائي ».    (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 28 مارس 2010)  

إسرائيل تعتبر أوباما كارثة

وصف مقربون من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنه يشكل كارثة إستراتيجية لإسرائيل بسبب مطالبته بتجميد الاستيطان في القدس الشرقية، في وقت تبحث فيه الحكومة الإسرائيلية اليوم نتائج زيارة نتنياهو للولايات المتحدة ومباحثاته مع أوباما. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن أحد الوزراء في حكومة نتنياهو وصفهم أوباما بأنه الكارثة الكبرى بالنسبة لإسرائيل، وأنه كارثة إستراتيجية وضار لدولة إسرائيل بغض النظر عن الزعيم الإسرائيلي الذي يقف أمامه. وقال المقربون وفقا للصحيفة إن أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون تبنوا خطا فلسطينيا واضحا، وإنهم يريدون إقامة الدولة الفلسطينية وإعطاء القدس للفلسطينيين. وأضاف هؤلاء « الحديث يدور عن شيء ما سقيمٍ وجنوني، والوضع كارثي، ولدينا مشكلة مع إدارة معادية جدا جدا، ولم يحدث مثل هذا الأمر في الماضي ».  غير أن مكتب نتنياهو أكد أن هذه الآراء لا تعبر عن موقفه، ولا تعكس بالضرورة آراء مستشاريه. ورغم محاولة تنصل نتنياهو من هذه الآراء، فإن الوزير أكد للصحيفة أن إسرائيل سترفض المطالب الأميركية. ومن المنتظر أن تعقد الحكومة الإسرائيلية جلستها الأسبوعية اليوم للاطلاع على نتائج زيارة نتنياهو إلى واشنطن الأسبوع الماضي ومباحثاته مع أوباما.   كما تطّلِع الحكومة على نتائج المداولات التي أجرتها هيئة الوزراء السبعة للرد على المطالب الأميركية بشأن إطلاق المفاوضات من جديد مع الجانب الفلسطيني. ووفقا لمصادر مقربة من نتنياهو فإن الأخير لا يزال مصرا على موقفه بخصوص استمرار البناء الاستيطاني في القدس. وكانت واشنطن قد طلبت من نتنياهو تجميد البناء في المستوطنات بالقدس الشرقية، وتنفيذ خطوات تجاه السلطة الفلسطينية مثل تسليمها المسؤولية الأمنية عن مناطق في الضفة وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين.  موقف بيريز من جانبه اعتبر الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز أن حكومة نتنياهو خرقت الوضع القائم الذي كان متبعا فيما يتعلق بالبناء بالقدس الشرقية. ونقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن بيريز خلال محادثات أجراها مع نتنياهو وعدد من وزرائه خلال الأسبوعين الماضيين، تأكيده أن الامتناع عن البناء في قلب الأحياء الفلسطينية بالسابق جعل العالم يوافق على البناء بالمستوطنات، وأن هذا الأمر لم يمثل عقبة أمام المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. وعبر بيريز عن قناعته بأن الطريق لحل الأزمة بين إسرائيل والولايات المتحدة تقضي بإعلان إسرائيل عن حصر البناء الاستيطاني في مستوطنات القدس الشرقية ووقفها في قلب الأحياء الفلسطينية. غير أن مسؤولا في مكتب نتنياهو أكد أن إدارة أوباما لا توافق على البناء في الأحياء الاستيطانية اليهودية أيضا. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 28 مارس  2010)

مفاجآت قمة سرت


عبد الباري عطوان 3/28/2010 تدني مستوى الاهتمام العربي والعالمي بالقمة العربية التي تبدأ اعمالها اليوم في مدينة سرت الليبية يعد مؤشرا واضحا على مكانة العرب وزعمائهم، على الخريطتين الاقليمية والدولية معاً. ولا نبالغ اذا قلنا ان العالم يهتم بشريط يصدره زعيم تنظيم ‘القاعدة’ اكثر بكثير من اهتمامه بمشاركة 22 زعيماً عربياً ووزراء خارجيتهم في قمة عربية، يصدرون فيها القرارات نفسها، في بيانات مكررة فاقدة القيمة، ومعروف مقدماً انها ستحفظ في ملفات النسيان بعد الانتهاء من تلاوتها في المؤتمر الصحافي الختامي. الاهتمام بأشرطة زعيم تنظيم ‘القاعدة’ يأتي من كون التنظيم ما زال يلعب دوراً مؤثراً في السياسة الدولية، حتى لو كان هذا الدور سلبياً في نظر الكثيرين، بينما تبدو الحكومات العربية جثة هامدة دون اي حراك وغائبة عن دائرة الفعل والتأثير، اللهم إلا اذا جاء تحركها مرتبطاً بمشاريع امريكية، وبتعليمات من البيت الابيض. واذا كان البعض ينفر من الاشارة الى تنظيم ‘القاعدة’ كمثل في هذا المضمار، وهذا من حقه، فإننا نعيد التذكير بالاهتمام العالمي بانعقاد المجالس الوطنية الفلسطينية بحضور فصائل منظمة التحرير قبل اتفاقات ‘اوسلو’، حيث كان يتهافت على تغطيتها اكثر من الف صحافي على الاقل، يشدون الرحال من مختلف انحاء العالم. والسبب هو التمسك بخيار المقاومة. يمكن تقسيم القمم العربية التي انعقدت على مدى الاربعين عاماً الماضية الى نوعين: قمم ناجحة، واخرى ‘باهتة’، فاقدة الاهمية. ومن المفارقة ان جميع القمم الناجحة التي شكلت علامة فارقة في التاريخ العربي، هي تلك التي اتخذت موقفاً صلباً على صعيد الحروب، من حيث اللجوء اليها او تأييدها او الاستعداد لها، اما القمم الفاشلة عديمة الاهمية والتأثير فتلك التي تبنت مبادرات سلام أو طالبت بتجديد الالتزام بها. القمم الناجحة، والنجاح هنا مرتبط بالفاعلية والتأثير، تنقسم بدورها الى قسمين: ‘ الاول: قمم عربية وطنية، مثل قمتي الاسكندرية والقاهرة عام 1964 اللتين انبثقت عنهما قرارات تاريخية مثل تأسيس منظمة التحرير والقيادة الموحدة والتصدي لمشاريع تحويل مياه نهر الاردن، او قمة الخرطوم التي انعقدت بعد هزيمة عام 1967 وصلّبت الموقف العربي، وقررت دعم دول المواجهة، ومهدت لحرب اكتوبر عام 1973. وقبلها حرب الاستنزاف التي استمرت لاكثر من الف يوم، وتكبدت خلالها اسرائيل خسائر مادية وبشرية كبيرة. ‘ الثاني: قمم انعقدت بهدف تبني المشاريع الامريكية في المنطقة، مثل تلك التي تداعى اليها القادة العرب بعد اجتياح القوات العراقية الكويت، واستضافتها القاهرة، وقررت مباركة استدعاء نصف مليون جندي امريكي الى الجزيرة العربية، في سابقة هي الاولى من نوعها، لاخراج القوات العراقية، وتدمير العراق، ومن ثم حصاره لاكثر من 13 عاماً، وقتل مليون من ابنائه، معظمهم من الاطفال. ‘ ‘ ‘ هناك عدة ملاحظات حول سلوك ومواقف الزعماء العرب فيما يتعلق بالقمم بشكل عام، والعربية منها بشكل خاص، يمكن ايجازها في النقاط التالية: ‘ اولا: معظم الزعماء العرب يلتزمون بالكامل بأي قرارات تصدرها القمم العربية اذا جاءت من خلال املاءات امريكية، وخاصة تجاه العراق وفلسطين، الاولى بشأن الحرب، والثانية بشأن السلام، وكانت هذه الاملاءات تأتي من خلال رسائل رسمية ترسلها الادارات الامريكية المتعاقبة الى الزعماء العرب قبيل انعقاد القمم، وقد ابرز الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إحداها لأجهزة الاعلام قبل ان يلتحق بمحور ‘الاعتدال العربي’ ويصبح لاعباً أساسياً فيه. ‘ ثانيا: يلتزم الزعماء العرب بأي قرارات تصدر عن قمم عالمية، اقتصادية او سياسية، يشاركون فيها، خاصة اذا جاءت بدعوة امريكية، مثل قمة الدول العشرين الاقتصادية، او قمم مكافحة الارهاب في افغانستان واليمن، مثلما حدث اخيراً في اليمن، ولكن من النادر ان يلتزم هؤلاء بأي قرارات تصدر عن قمم او اجتماعات عربية. قمة الكويت الاقتصادية، وقمة الدوحة السياسية تعهدتا بتحقيق المصالحة العربية، وخصصتا حوالى الملياري دولار لاعادة اعمار قطاع غزة، وعدم ابقاء مبادرة السلام العربية على الطاولة الى الابد، وبحث البدائل عنها في حال لم يتم التجاوب معها اسرائيلياً. ‘ ‘ ‘ قطاع غزة ما زال محاصرا، ولم يدخل دولار واحد الى اهله من المبالغ المخصصة للإعمار، وهناك اكثر من ستين الف منزل مدمر يعيش سكانها فوق او تحت انقاضها، اما مبادرة السلام العربية فما زالت على الطاولة نفسها، وستبقى كذلك على الحال نفسه في القمم العربية القادمة، مع فارق اساسي، وهو ان كمية الغبار المتراكمة عليها ستزداد كثافة، وحجم الاحتقار الاسرائيلي لها ولاصحابها سيتضخم. المصالحة العربية متعذرة، وستظل كذلك، وربما تتفاقم الخلافات بعد القمة الحالية، فالأجندات مختلفة، بل متصادمة، فهناك من يضع ايران على رأس قائمة اعدائه، ويريد التحالف مع الغرب لهزيمتها، تماماً مثلما فعل مع الرئيس الراحل صدام حسين، وهناك من يرى ان اسرائيل التي تحتل الارض وتنتهك العرض وتهوّد المقدسات، هي العدو الاكبر للأمتين العربية والاسلامية، والهوة واسعة بين المعسكرين، وستزداد اتساعاً في الايام او الاشهر المقبلة. السيد عمرو موسى امين عام جامعة الدول العربية خبير في نحت التسميات والمصطلحات ‘المخدرة’ للأمة العربية، فقد نجح في تحقيق ‘انجازين’ في هذا الاطار لتغطية عورات القمة والمشاركين فيها، الاول باطلاق اسم ‘القدس’ عليها، والثاني في انشاء مفوضية باسم المدينة المقدسة في الجامعة العربية. اطلاق اسم القدس على القمة لن يمنع عمليات التهويد المستمرة لها، وخلق مفوضية لها في الجامعة يعني المزيد من البيروقراطية والمصاريف وعدم الفاعلية، تماما مثل مفوضيات الاعلام والبرلمان العربي ومراقبة البث الفضائي، كلها حجج وذرائع لتوظيف بعض ابناء المسؤولين الحاليين والسابقين. ‘ ‘ ‘ المواطن العربي فقد الاهتمام كلياً بالقمم العربية، لانه بات يشعر بحالة من الغثيان تجاهها، والمشاركين فيها، ومن بات يتابعها فمن قبيل البحث عن مفاجآت او مفارقات مثيرة بين اروقتها، مثل وصلات من الشتم العلني بين بعض الزعماء، مثلما حصل في قمة شرم الشيخ (عام 2003) بين الزعيمين السعودي والليبي، او بين رئيسي وفدي العراق والكويت في القمة الاسلامية عام 2003 (عزة ابراهيم نائب الرئيس العراقي والشيخ محمد الصباح وزير الخارجية) او تبادل القصف بمنافض السجائر بين اعضاء الوفدين العراقي والكويتي اثناء قمة القاهرة صيف عام 1990. لا نعرف ما اذا كانت القــــمة الحاليــــة في سرت ستــــشهد مفاجــآت من العيارين الثقيل او الخفيف، وان كنا نعتقد ان خيبة الامل اكثر ترجيحاً في هذا الاطار، لان الزعيم الليبي معمر القذافي، صاحب اكبر قدر من المفاجآت في القمم السابقة، هو رئيس القمة الحالية ومضيفها، ولكن كل شيء وارد، ولا بد ان في جعبته ‘مفاجأة ما’ تعوّض الاعلاميين مشقة السفر الى سرت، وصعوبات الاقامة، خاصة بعد غياب العديد من الزعماء العرب، والعاهل السعودي على وجه الخصوص. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 28 مارس  2010)

الغرب بين المسجد الأقصى وتمثال بوذا


عبدالله الأشعل (*) المسجد الأقصى مستهدف ولا شك، والنية تتجه إلى هدمه كي تبني إسرائيل محله هيكل سليمان المزعوم. وإذا صحت التوراة التي يرفعونها والتي تحرض على قتل الأغيار والتنكيل بهم، وإذا حبكت إسرائيل توظيف الكتاب المقدس في شكله الكسير والمحرف في مضمونه لدعم مشروعها السياسي في فلسطين، فإن الإشكالية الحقيقية في هذا المقام هي كيفية التوفيق بين قواعد القانون الدولي التي لا تعترف إلا بالسيادة الإقليمية وكل ما عليها من آثار وثروات، وبين مزاعم اليهود التي يبدو أن العالم كله يغض الطرف عن مخاطرها في فلسطين، في الوقت نفسه، إذا صحت روايتهم فلماذا يغفل العالم رواية القرآن الكريم بأن المسجد الأقصى هو مسرى رسولنا (صلى الله عليه وسلم) وهو مكرم في القرآن ومرتبط بالإسراء والمعراج وبأن المكان نفسه مقدس، وهل أراد الله أن يكون في المكان نفسه مقدسان، أحدهما هيكل نبيّه سليمان، والآخر مسرى رسوله محمد. ولماذا ينظر العالم إلى متطرفي اليهود وسدنة المشروع الصهيوني بكل هذا القدر من الاحترام والتسليم، بينما ملايين المسلمين المؤمنين الذين يرون بأعينهم العبث في أقصاهم بمزاعم سياسية من جنس مزاعم قيام إسرائيل في أرض فلسطين لا يحظون بعطف العالم بل ينظر هذا العالم إلى ما قد يبرر منهم من ردود أفعال على أنها إرهاب. كيف ينظر الغرب إلى المسلمين نظرة شك وريبة ويربطهم بالإرهاب والإرهاب نفسه مجسد في دولة إسرائيل وفي قطعان المستوطنين وفي حاخاماتهم الذين يحثون على قتل العرب وإبادة الفلسطينيين. على الجانب الآخر، هب العالم كله ضد «طالبان» عام 1998 لأنها هدمت تمثالين لبوذا واعتبرتهما من الأصنام. وكان هذا العمل أحد مبررات الحملة العالمية ضد «طالبان» ومن خلفها الإسلام. وتبارى علماء المسلمين في إدانة «طالبان» وبيان سماحة الإسلام، وكأن الغرب يجهل هذه الحقيقة، وأنه لا يستهدف الإسلام والمسلمين عن علم وبصيرة، وكانت تلك مقدمات منظمة ومنسقة حتى إذا جاء الدور على الأقصى وقف المسلمون وعلى جبينهم هذه الوصمة، فيكون هدم الأقصى هيناً عليهم، بعد هذه العملية الطويلة من التخدير الديني والسياسي والترويض العسكري. أليس المسجد الأقصى هو الآخر جزءاً من التراث الإنساني، كما اعتبر الغرب والعالم تمثال بوذا كذلك، وأدان اعتداء «طالبان» على رمز عقيدة أرضية يدين بها الملايين في جنوب شرقي آسيا، أم الأقصى يخص المسلمين المستضعفين المستهدفين من إسرائيل، وأن الأمر يتعلق الآن بالمفاضلة بين الأثر اليهودي المزعوم والأثر الإسلامي الذي ضعف أتباعه وهزل أنصاره؟ الأقصى هو بيت الله الأول وقبلة المسلمين في صلاتهم الأولى قبل أن تتحول القبلة إلى الكعبة إرضاء لرسولنا الكريم. فإذا هزم المسلمون في معركة الأقصى، فالهزيمة مؤكدة في معركة بيت الله الحرام، فالجشع الصهيوني والتسلط الأميركي لن يقفا عند حد. لقد تجاهل العالم عدوان إسرائيل على الأقصى المبارك لسبب واحد، لا علاقة له بمدى قدسيته عند المسلمين أو مدى صحة الرواية الإسرائيلية حول الهيكل، ولكن لقوة اللوبي الصهيوني وقدرته على التمكين لإسرائيل أولاً في دوائر القرار الأميركي، ما أدى إلى أن تستخدم واشنطن قوتها وأوراقها لتمكين إسرائيل من العرب والمسلمين، فهل تتغير المعادلة إذا أتى الدور على المسجد الحرام؟ قد يظن البعض أن إسرائيل تستهدف الأقصى لأنه جزء من فلسطين، وهي تريد كل فلسطين، وأن قصة الهيكل هدفها التغلب على قدسية الأقصى عند المسلمين، بعد أن حاولت تغليب الجانب السياسي على الجانب الديني في دعايتها المنظمة ضد المسجد الأقصى. ولكن الحقيقة هي أن إسرائيل تستهدف عقيدة المسلمين ورموزهم ومقدساتهم، وإذا لم يكن الأقصى عزيزاً على المسلمين، فهي لا تظن أن المسجد الحرام بمنأى عن مصير الأقصى، ولا يجب أن يغرب عن البال أن إسرائيل تخلق الذرائع، وهي أصلاً قامت على وهم تمسك به أصحابه فصار عقيدة عندهم ووهماً عند غيرهم. فقضية اليهود في المدينة المنورة وإثارتها في سبعينات القرن الماضي ليست بعيدة منهم. ولعلنا نذكر، بأن حريق المسجد الأقصى عام 1969 هو الذي دفع العالم الإسلامي إلى الدخول مع العرب في الصراع العربي الإسرائيلي، ما يعني أن ضياع جزء من الجسد الإسلامي، هو اعتداء على هذا الجسد، فما بالنا بضياع قبلة المسلمين الأولى ومسرى رسولنا الكريم، وأول علاقة قرآنية بين المسجد الحرام قبل تحرره من الشرك، وبين المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله إكراماً له. أيها المسلمون هبوا لنجدة أقصاكم قبل أن تفاجأوا بضياع كعبتكم وقبلتكم فتحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون. (*) كاتب مصري. (المصدر: « الحياة » (يومية – لندن) بتاريخ 27 مارس 2010)  


محمد أركون وتجديد الفكر الإسلامي: تأسيس لفكر إنسانوي عربي يحترم روحانية الدين

 


تكمن أهمية المفكر الجزائري محمد أركون في قراءته المختلفة للفكر الإسلامي وتاريخه، قراءة تختلف عن القراءة الفيلولوجية للاستشراق الكلاسيكي وتفكك هيمنة الأرثدوكسية السنية. ولعل هذا ما دفع أركون إلى تأسيس ما سماه بالإسلاميات التطبيقية والتي تتجاوز منهجية الإسلاميات الكلاسيكية الخاصة بالمستشرقين وتعمد إلى تطبيق علوم الإنسان والمجتمع على دراسة الإسلام بدلا من الاكتفاء بالدراسة الوصفية. رشيد بوطيب في عرض لأهم أطروحات محمد أركون التجديدية. حتما إن المثقف جزء من اللعبة الحضارية في المجتمعات الغربية، وركيزة قامت عليها هذه الحضارة ومازالت. ولا أحد ينكر الدور الذي اضطلع به فلاسفة الأنوار في كل من فرنسا وانجلترا وهولندا وألمانيا في تفكيك الحقائق السكولائية والتبشير بعهد الإنسان والحداثة والعقل، بل وفي الإعداد للثورة الفرنسية التي أطلقت التاريخ من عقاله وغيرت الأفق الرمزي والفكري والسياسي والحضاري للبشرية. كما لا أحد ينكر دور المثقف الغربي في تفنيد أوهام الحركات الفاشية كما حدث في ألمانيا مع كتاب مثل رائد العمل المسرحي برشت وتوماس مان وأعلام مدرسة فرانكفورت النقدية أو في ايطاليا مع الفيلسوف الكبير أنطونيو غرامشي بل وفي نقد السياسات الاستعمارية لحكوماتهم كما هو حال جان بول سارتر في فرنسا. لكن المثقف العربي لم يتمكن من الاضطلاع بهذا الدور المركزي داخل المجال العربي ـ الاسلامي، ليس لأنه لم يكن عارفا أو مدركا لدوره التنويري ولكن لأن المجال العربي ـ الاسلامي محكوم بتراتبية متحجرة، لا مكان فيها للمثقف الدنيوي إلا كتكنوقراط أو خادم في بلاط الملك بل وكخادم من الدرجة الثانية، باعتبار أن دور المثقف في هذا المجال يلعبه الفقيه وتحتكره المؤسسة الدينية. ولهذا سيكون من الأجدى الحديث عن غياب المثقف داخل المجال العربي ـ الإسلامي، باعتباره مجالا محكوما بحقائق ثابتة وسلطة مطلقة لا تؤبد غير الخضوع، ولا تفرخ لغير نموذج الشيخ والمريد، هذا على الأقل ما يؤكده المفكر الجزائري محمد أركون وكثير من المثقفين المعاصرين. « الفكر الإسلامي: نقد واجتهاد » في كتابه « الفكر الإسلامي: نقد واجتهاد » يتحدث أركون عن تصوره عن المثقف ودوره ورسالته قائلا: »نقصد بالمثقف هنا ذلك الرجل الذي يتمتع بروح مستقلة، محبة للاستكشاف والتحري، وذات نزعة نقدية واحتجاجية تشتغل باسم حقوق الروح والفكر فقط. ويمكننا هنا تسمية نماذج كبرى من المثقفين الذين مارسوا مثل هذا الموقف الحر والمستقل: فمثلا الجاحظ والتوحيدي يعتبران من أكثرهم جرأة و »حداثة ». وهناك أيضا الكندي والفارابي وابن سينا وابن رشد، لكيلا نستشهد إلا بالأسماء الكبرى للفلاسفة الذين مارسوا أيضا البحث الفلسفي الذي لا يحذف الفكر الديني وإنما يهضمه ويتمثله ». لكن هذا الموقف الفلسفي أو النقدي المستقل اختفى من داخل الثقافة الإسلامية بعد أن سادت الأورثدكسية كل مجالات التفكير والحياة، هذه الأرثدوكسية التي أنتجت نمطا معينا من المثقف هو الفقيه، الحارس الأمين والشرس للتراث أو بالأحرى لقراءة دوغمائية للتراث، والذي لا يفعل حسب محمد أركون سوى إعادة إنتاج الماضي وتأبيد وصاية الأموات على الأحياء. وهذا ما ينعته أركون بالسياج الدوغمائي المغلق. فهو سياج وليس فضاء، ليس مدينة أو ساحة تقبل بتعدد الأصوات والأفكار وهو دوغمائي لأنه يتكلس عند يقينيات ومبادئ فوق التاريخ لا يمسها التغير ومغلق لأنه يكفر كل محاولة للتجاوز أو للتسلل خارج مضارب النص أو الهوية. كان ابن تيمية بنظر أركون أبرز ممثلي هذا السياج الدوغمائي المغلق في الماضي، نموذج ما برح ينبعث من جديد يقول أركون ويتابع « ويحظى بكل آيات التقدير والتبجيل، وتترسخ مكانته بكل وظائفه التقليدية ». وطبعا فإن أركون يعني بذلك دور الإخوان المسلمين والحركات الإسلاموية المعاصرة في الانتصار للأرثدوكسية ورفض ومعاداة العلمانية والحداثة. إن السياج الدوغمائي المغلق هو الخطاب الديني الذي تمحور حول الله والحكم والجنس والذي احتكر ـ ومازال ـ لنفسه حق الحديث عن هذه الأقانيم الثلاثة، رافضا ومكفرا كل قراءة تتعارض ورؤيته التمامية. ولاغرو بأن القاعدة الأساسية التي تقوم عليها هذه النظرة هي الطاعة، طاعة المؤمنين لله من جهة، وربط طاعتهم للسلطان بطاعتهم لله، إذ كما تقول قاعدة فقهية : »حاكم جائر خير من فتنة داخل الأمة ». ثم إخضاع المرأة للرجل وتأبيد رؤية دينية ـ تقوم على مركزية قضيبية ـ للأسرة وللعلاقات بين الرجل والمرأة. ويسجل أركون بأن ظهور مثقفين عرب نقديين درسوا في الغرب لم يساهم في اختفاء هذه الرؤية الرجعية ولا في اختفاء رجال الدين من الساحة، الذين نافسوا المثقفين الليبراليين ونجحوا في التأثير عليهم، إذ لم يتوفر المثقفون النقديون على قاعدة شعبية يستندون إليها، وأصبحوا معزولين واختار أغلبهم الهجرة أو الصمت. يقول أركون: »ما بين لحظة الاستقلال وحتى اليوم، وجدنا أن أيا من المجتمعات الإسلامية أو العربية لم يسمح بظهور فئة من المثقفين المستقلين النقديين المؤثرين عن طريق ممارستهم للعمل الدؤوب والمستمر، إلى الحد الذي يتيح لهم تشكيل ذروة الهيبة الثقافية أو السيادة الفكرية العليا » وبلغة أخرى، إلى الحد الذي يتحولون فيه إلى مرجع فكري وروحي وأخلاقي للمجتمع، ولا يعود ذلك لأسباب سياسية بحتة وإلى التحالف القائم بين السياسة ورجال الدين وحسب، ولكن أيضا إلى طبيعة الرؤية الدينية نفسها كما يعتقد أركون والتي ترفض تنسيب الحقيقة واقتسامها مع آخرين وترفض استقلالية العقل مختزلة إياه إلى مجرد خادم للوحي، أو إلى حواش عقيمة على النص المؤسس. لكن على الرغم من ذلك يرى أركون بأن سطوة السياج الدوغمائي المغلق لم تحل دون ظهور حركة إنسية عربية ومثقف عربي نقدي منفتح على الثقافات الأخرى ومقبل على التعلم منها وتوسيع آفاقها داخل المجال الثقافي العربي الإسلامي، بل إنه لم يتورع عن القول بأن الجاحظ والتوحيدي كانا أكثر « حداثة » من عديد من المثقفين العرب اليوم. نقد المركزية الثقافية الغربية تندرج أعمال أركون في إطار ما يمكن أن نسميه بلغة عبد الكبير الخطيبي بـ « النقد المزدوج. فهو لا يفكك أقانيم الفكر الإسلامي وأساطيره ومواقع السلطة فيه ولكنه يعمد أيضا إلى تفكيك النظرة المركزية الغربية إلى الثقافة الإسلامية. في « الفكر الإسلامي: نقد واجتهاد » يكتب أركون مفككا الخطاب الغربي حول الإسلام قائلا: « مهما يكن من أمر، فإنه لم يعد مقبولا حصر الإسلام كله فقط في تجلياته الأصولية أو المتزمتة أو الحركية الإسلاموية كما هو شائع جدا في الغرب. وإذ أقول كلامي هذا فإني لا أنكر أبدا حجم الضغط الاجتماعي لتلك الإيديولوجيا التي تستعير من الإسلام التقليدي مفرداته وشعاراته…ولكن تنبغي إدانة مؤامرة الصمت التي يقوم بها كل المراقبين الغربيين للإسلام المعاصر، بمن فيهم علماء الإسلاميات الأكثر شهرة. أقصد الصمت عن وجود فئات اجتماعية أخرى في المجتمعات الإسلامية غير تيار الإيديولوجيين الإسلامويين » ليخلص أركون إلى أن نجاح الكتب الأصولية المتطرفة داخل المجتمعات الإسلامية لا يختلف كثيرا عن نجاح الكتب الغربية حول الإسلام المليئة بالخلط والأغلاط والهلوسات، كما لو أن نجاح الطرفين مرتبط ببعضهما البعض، تماما كما ذهب وأوضح ذلك بيير بورديو في تحليله للعلاقة الوطيدة بين عقلانية المركز ولاعقلانية الأطرف أو ادوارد سعيد في تحليله للعلاقة العضوية بين الإمبريالية الأمريكية والنظام العربي الرسمي. ينتقد أركون تلك الرؤية السائدة في الغرب والتي لا يمر يوم دون أن نصادفها في وسائل الإعلام على مختلف أنواعها، بل ونصادفها حتى لدى اقطاب اليسار الغربي، والتي تختزل العالم الإسلامي إلى معسكر للتطرف والتزمت، متجاهلة القوى الأخرى داخل هذا المجتمع والتي تناضل منذ عقود من أجل مجتمع مفتوح وحوار نقدي بين الأنا والآخر. ويندرج في إطار الرؤية الغربية التبخيسية والمتكلسة في أحكامها المسبقة اتجاه العالم الإسلامي الإهمال الذي يعاني منه تدريس تاريخ الإسلام في الغرب كدليل على الإهمال والاحتقار الذي منيت به بلدان الضفة الجنوبية والشرقية للمتوسط من قبل بلدان الشمال. إن الأمر يتعلق برؤيا إيديولوجية لتاريخ حوض البحر المتوسط، رؤية لم تتحرر بعد من أدران الإستعمار وأدواءه وأحقاده، بل إن أركون يعتبرها استمرارا للرؤية الدينية المسيحية وموقفها من الإسلام، ما يترك الباب مفتوحا على مصراعيه لأشباه المستشرقين الذين بدأوا ينتشرون كالفطر في الدول الغربية ويصدرون كتابا بعد آخر كلما انفجرت قنبلة هنا أو سقط صاروخ هناك للتدليل على أن العنف متأصل بالإسلام وعلى أن العداء للسامية مكون من مكونات المجتمعات الإسلامية والإسلامية فقط. محمد أركون ناقدا للعقل الإسلامي إن اهتمامه بالفلاسفة العرب وخصوصا بمسكويه صاحب « تهذيب الأخلاق » وبيئته الثقافية والتاريخية هو ما دفعه إلى تغيير تلك الصورة النمطية عن الإسلام والتي تحاول اختزاله كما بينت ذلك الباحثة الألمانية أورسولا غونثر في الإسلاموية والعروبية. لقد تميز مسكويه وآخرون غيره كالتوحيدي والجاحظ وابن رشد بانفتاح كبير على الحضارات والثقافات الأخرى ويكفي الاستشهاد هنا بتلك المقولة المركزية لابن رشد في « فصل المقال: « وإذا كان هذا هكذا، فقد يجب علينا، إن ألفينا لمن تقدمنا من الأمم السالفة نظرا في الموجودات واعتبارا لها بحس ما اقتضته شرائط البرهان، أن ننظر في الذي قالوه من ذلك وما أثبتوه في كتبهم: فما كان منها موافقا للحق قبلناه منهم وسررنا به وشكرناهم عليه، وما كان منها غير موافق للحق نبهنا عليه وحذرنا منه وعذرناهم. فقد تبين من هذا أن النظر في كتب القدماء واجب بالشرع… » لا يكتفي ابن رشد في هذا المقام بالدعوة إلى الاستفادة من الثقافات الأخرى بل يربط تلك الدعوة بالشرع، و يحولها إلى أمر شرعي أو أمر ديني. أو بلغة أخرى يقلب المعادلة ويجعل النقل مبررا للعقل ومبررا لاستعماله وانفتاحه واعتبار كل ذلك طريقا لـ « معرفة الله ». لهذا لا يمكننا إلا أن نتفق مع أركون ودفاعه عن وجود انسانوية عربية في التاريخ الإسلامي رغم أنه لا يمكن مقارنتها بالحركة الإنسية في أوروبا لأنها حركة تحررت نهائيا من سلطة الدين في حين لم ير الإنسانويون العرب تضادا بين الحقيقتين الدينية والعقلية. ويخلص أركون في بحثه عن ميسكويه وكما بينت ذلك أورسولا غونثر في كتابها المتميز « أركون ناقدا للعقل الإسلامي » : « أولا: لقد عرف القرن العاشر حركة إنسية عربية وكان ميسكويه أحد ممثليها ثانيا: الادعاء بأن العرب نقلوا فقط الفلسفة اليونانية وأن ما كتبوه كان تقليدا فقط لا يملك أي أصالة هو ادعاء خاطئ، بل إنهم أعادوا تقييم ما كتبه اليونان وتوسيع آفاقه ونقده وتبيئته » (163). وقد ندفع بالنتائج إلى حد أبعد من ذلك ونقول بأننا أحوج اليوم إلى تلك الإنسانوية العربية أو إلى روحها المنفتحة التي عرفت كيف تزاوج بين الدين والعقل منا إلى الإنسانوية الغربية التي انتصرت للعقل على الدين ولمركزية عقلية اتخذت في أحايين كثيرة وجوها عنيفة في رفض الآخر، ولعل هذا ما جعل أركون يقدم على تفكيك تلك العقلانوية الباردة التي أرادت أن تخرس الأقاليم الأخرى للإنسان كالروح والدين والمتخيل والأساطير. إنه يدعو إلى عدم الاستهانة بالتجربة الدينية للإنسان وعدم إهمال البعد الروحي والمتعالي كما تفعل الوضعية والمادية. إنها فلسفات لا تأخذ بعين الاعتبار أهمية البعد الأسطوري في الحياة البشرية، فالأسطورة كما يقول أركون: »هي إحدى الطرق لإنتاج المعرفة عن الإنسان ». آفاق العلمانية وأنفاقها ويندرج حديث أركون عن العلمانية في إطار تفكيكه لتلك العقلانوية الباردة. لقد كان أركون من السباقين إلى المطالبة بإعادة النظر في مفهوم العلمانية المتشددة الذي أنتجته الثورة الفرنسية، وهو يلتقي في دعوته تلك مع فلاسفة كبار على رأسهم يورغن هابرماس الذي أكد في آخر محاضرة له ما يلي:  » من يطرح السؤال عن دور الدين في مجتمع اليوم للنقاش، يسأل عن المكانة المناسبة للدين في الرأي العام السياسي. وللوهولة الأولى يبدو أن الطابع العلماني للدولة الدستورية يتعارض مع كل نشاط سياسي للمواطنين المتدينين أو للجماعات الدينية، الذين يعبرون عن أنفسهم كمؤمنين أو كمنظمات دينية. واستنادا إلى هذا الأساس يعلن ليبراليون مثل جان راولز أو روبرت أودي بأنه من واجبات المواطنة « عدم دعم قوانين أو سياسات أو الدفاع عنها،(…) إذا لم تكن قائمة على استدلالات علمانية مناسبة أو لم تكن مستعدة لتقديمها ». لكني شخصيا، أميل إلى أن يكون التواصل السياسي في المجال العمومي مفتوحا أمام كل مساهمة، وكيفما كانت اللغة التي يستعملها. إن السماح بالتعبير عن آراء دينية بحثة في المجال العمومي، لا يمكن الاستدلال عليه فقط بالنظر إلى الأشخاص الذين لا يتوافر لديهم الاستعداد والقدرة على تقسيم قناعاتهم ومعجمهم إلى ما هو دنيوي وماهو ديني، بل إن هناك سببا وظيفيا لذلك، واجب أن لا نختزل في عجلة من أمرنا التعقيد البوليفوني للمجال العمومي المتعدد الأصوات. فواجب الدولة الديمقراطية أن لا تكبح الرغبة العفوية للأفراد والجماعات في التعبير، لأنها لا تستطيع معرفة ما إذا كان المجتمع، في حال قيامها بالعكس، سينقطع بذلك عن مصادر المعنى والهوية. وخصوصا فيما يتعلق بالمجالات الشديدة الحساسية للحياة الاجتماعية، تتمتع التقاليد الدينية بالقدرة على التعبير على الحدوس الأخلاقية. أو ليس من الممكن أن يتعرف المواطنون العلمانيون في مضامين الآراء الدينية على حدوسهم الشخصية، سواء تلك المخفية أم المكبوتة؟ ». لقد كان محمد أركون سباقا إلى الدعوة إلى إعادة النظر في المغامرة التاريخية التي كرست في الغرب نهاية النظام الديني، دون أن يبخس العلمانية دورها التاريخي والتي جاءت لتضع حدا للحروب الدينية. إنه يدعو إلى الانفتاح على صيغة جديدة للعلاقة بين الدين والدولة أو إلى علمنة جديدة لا تتكلس في مقولاتها الرافضة للدين باسم الحيادية والموضوعية حتى أصبح درس الأديان محرما في المدارس وأضحى الناس أميين بكل ما يخص الخطاب الديني والأسطوري. ولهذا يفرق أركون وفي صرامة بين الفكر العلمانوي أو اليعقوبي المتطرف في رفضه للدين والفكر العلماني المنفتح على أقاليم التفكير الأخرى. (المصدر: « قنطرة – حوار مع العالم الإسلامي » (ممول من طرف الخارجية الألمانية) بتاريخ 17 مارس 2010) الرابط: https://vpn.srg.ch/webcom/,DanaInfo=ar.qantara.de+show_article.php?wc_c=471&wc_id=928

سلمان العودة: ما يقوم به الشرق مع الغرب أشبه بـ «سجع» الحمام أمام «زئير» الأسد


الرياض – عبدالواحد الأنصاري بدا المفكر التونسي أبو يعرب المرزوقي في ندوة «معوقات الحوار بين العرب المسلمين رؤية عربية وغربية» ضمن مهرجان الجنادرية، أشد المحاضرين حدة تجاه فكرة الحوار مع الآخر ما دفع بعض الحاضرين إلى وصفه بأنه «سلفي أكثر من سلمان العودة» الذي كان حاضراً ومشاركاً بصحبة عدد من المفكرين والفلاسفة العرب هم الدكتور فيتالي نعومكين وكلوفس مقصود وهاشم صالح وكمال عبداللطيف. واتصفت الجلسة التي عقدت صباح أمس بقاعة مكارم بالماريوت وأدارها عضو مجلس الشورى سابقاً الدكتور عبدالرحمن الأنصاري بالشد والجذب منذ لحظاتها الأولى؛ إذ ألقى المرزوقي تساؤلاً مضمونه: «ما الذي يجعل النخب العربية الإسلامية تريد الحوار والغرب يتمنع وعندما يفقد الغرب النفوذ يدعي العودة للحوار؟» وعرض المرزوقي إجابته التاريخية ذاكراً أنه على رغم أن الغرب حفيد الشرق روحياً ودينياً وعقلياً، إلا أن ما يجري في الوقت الحالي من محاورة بينهما وتقسيم حاد هو محاولة من الغرب لتنويم الشرق تمهيداً لاحتلال روحه بعد أن احتل أرضه فعلاً. وأضاف: «على رغم أن ثنائية الغرب والشرق لم تكن موجودة أيام تفوق المسلمين إلا أن الغرب اخترع هذه الثنائية في القرنين الـ 18 والـ 19، وهي ثنائية غير شرطية، لأنها لا تقوم على استقلال حقيقي للغرب معرفياً وعقلياً عن الشرق. وإنما تقوم على حبس للشرق داخل إطار الضعيف الذي يحاور ليعيش ويمارس الحوار بصيغة الاسترحام وطلب الشفقة». وتابع :«الغرب يحاورنا محاورة الكاوبوي للهندي الأحمر، يحاورنا متفرقين لا مجتمعين، ويحاورنا لتكبير صغارنا وتصغير كبارنا». أما الدكتور العودة فطرح رؤية أخف وطأة من رؤية المرزوقي موضحاً أن الحوار مصطلح قرآني وأن الجذر الثلاثي «ح و ر» يدل على العودة إلى الصواب، مؤكداً أن الحوار أوسع من الدعوة، لأن الأخيرة تعد نقلاً، منتقداً رؤية الغرب تجاه الحوار لأنه في الغالب يطرح الحوار للوصول إلى الحرب، في حين أن الإسلام يقترح الحرب لحماية الحوار. وقال إن من معوقات الحوار ثنائية الضعف والقوة وأن ثمة أطرافاً في الغرب تحاول أن تعلمنا ديننا وأن تملي علينا تعاليمنا بدلاً من أن تحاورنا، مشبهاً ما يقوم به الشرق مع الغرب بسجع الحمام أمام زئير الأسد. وأضاف: «الفرق بين تطرفنا وتطرف الغرب أن متطرفينا هم الجهال الغلاة، لكن متطرفي الغرب هم مفكرون ومنظرون سياسيون كبار». وتحدث كلوفس مقصود برؤية عربية إسلامية مركزاً على المعوقات الأساسية للحوار بين الغرب والشرق، ذاكراً أن من أهمها اشتراط شروط مسبقة للحوار، وأن الطرفين يخوضان حواراً غير مجدٍ لكنهما يستمران فيه تضييقاً للوقت، وأنهما يقتحمان معمعته من دون اقتناع به. وأن الحوار غالباً ما يشيع فيه التعارض وعدم التفاهم. وكثيراً ما يتسم بالإملاء بدلاً من الإقناع. وأن نزعة استعراض عقائد الطرفين والاكتفاء بالجزم بالصواب أو فرضه كوسيلة للتغيير من أشد معوقاته. وأضاف مقصود: «نحن نرفض التعددية لأنها تعني الافتراق، ونقبل التنوع لأنه يعني الوحدة، كما نرفض أن يعتقد الغرب أننا نكرهه، ولكننا نؤكد أننا غاضبون وأسباب غضبنا كثيرة»، لافتاً إلى أن الحوار لا يكون بين خصمين أو عدوين، وإنما بين طرفين متقابلين، وأنه يجب أن يبدأ بهدف تعميق الفهم والتفهم، منتقداً الفكرة القائلة إن الإصرار يدل على التطرف، وواصفاً الإصرار على الحق بأنه هو الاعتدال، منبهاً إلى أننا عندما نحاور إسرائيل مثلاً وتعرض التنازلات فإن من العدل أن نطلب منها أن تتنازل عما تملكه وليس عما تحتله. وأكد الدكتور هاشم صالح أن الخصوصية الثقافية ليست عائقاً أمام العالمية، ووصف حب الثقافة الخاصة بأنه يؤدي للكره والانغلاق وأن الانفتاح المفرط هو الآخر يؤدي للذوبان، مستشهداً بمقولة ديغول: «لولا فرنسا وإيطاليا وألمانيا لما وجدت أوروبا»، مشدداً على أن أصل الحوار يجب أن يتجه صوب ما هو مشترك. ولا يكفي لنا كي نحاور الغرب أن نقول له: «أنت مستعمر وإمبريالي. فقد ظللنا نقول هذه العبارة طويلاً، ولم يتغير شيء». وتابع: «يجب أن نرسخ في قناعاتنا أن الغرب غربان: غرب أسس حضارة حديثة. وغرب متطرف». وفي مداخلته أكد الدكتور كمال عبداللطيف أنه لنخوض الحوار يجب أن نعلم أنه لا مجال للمسكنة ولا للطغيان، وأن الجميع لهم في المكاسب نصيب. عقب ذلك توالت المداخلات، إذ اعترض الدكتور رشيد الخيون على طرح العودة قائلاً: «ليست الحرب من أجل الحوار، وذلك لأن الحرب إذا وصلت نهايتها فسيفرض المنتصر ما يشاء ولن يكون ثمة حوار متكافئ». واعترض سعد الغنام على ما قاله بعض المحاضرين بأن الكراهية مرفوضة والحقيقة مفتوحة قائلاً: «الغرب لن يحبنا لأن الله يقول: «هأنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم»، والحقيقة في الواقع يمتلكها الإسلام، لأنه يمتلك كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه»، ما أثار حفيظة عدد من الحضور ودفعهم إلى الرد على مقولة الغنام بصورة غير مباشرة. فيما علق الدكتور أحمد الفقيه على المرزوقي معترضاً على وصفه البلدان العربية بـ «المحميات الأميركية»، ومشدداً على ضرورة تقديم الوجه الحضاري لأمتنا العربية والإسلامية إلى الغرب. ووصف عدد من المداخلين أوراق المحاضرين بأنها تميل إلى التشاؤم، وهو ما نفاه الدكتور سلمان العودة محيلاً السبب في هذا التصور إلى أن الموضوع كان يدور حول «المعوقات» وليس عن «المقومات». (المصدر: « الحياة » (يومية – لندن) بتاريخ 23 مارس 2010)  


حقائق جديدة حول اغتيال المبحوح: الموساد عطل كاميرات الفندق ودحلان تدخل لحماية جواسيسه  


« الشروق » الجزائرية تحصل على حقائق تنشر لأول مرة حول اغتيال المبحوح: * حماس أعادت تشريح جثة المبحوح * الموساد عطل كاميرات الفندق * دحلان تدخل لحماية جواسيسه * قطر توسّطت لتسليم الجثة لحماس رغم مرور أكثر من شهرين على استشهاد القيادي في حركة حماس محمود عبد الرؤوف المبحوح، فإن خفايا عملية الاغتيال التي وقعت في أحد فنادق إمارة دبي ما زالت خافية عن الكثيرين.. وقد تحصلت « الشروق اليومي » على بعض المعلومات من مصادر موثوقة تنشر لأول مرة. وتكشف هذه المعلومات تفاصيل مهمة عن مجريات التحقيق والوساطة القطرية وتحركات محمد دحلان بعد تأكد تورط اثنين من المقربين منه في الجريمة التي كانت قد هزت الرأي العام الفلسطيني والدولي وسلطت الضوء مجددا على اختراق الموساد الإسرائيلي للمنطقة العربية.. وتؤكد المعلومات أن الشهيد المبحوح وصل إلى دبي قادما من دمشق في اليوم الذي سبق عملية اغتياله، وقد كان مروره بدبي اضطراريا إذ لم تكن وجهته الأخيرة، ولم يكن في حسابه أنه سيقضي فيها أكثر من يوم ثم يرحل عنها باتجاه وجهته النهائية. وقعت عملية الاغتيال في يوم 19 فيفري الماضي، لكن المبحوح ظل جثة هامدة في غرفته إلى غاية يوم 20 فيفري، حيث اكتشف جثمانه عبر عملية تفتيش روتينية لموظفي فندق « البستان »، ومباشرة بعد ذلك عرفت أسرة الشهيد بأن الوالد قد اغتيل فتنقل ابنه عبد الرؤوف إلى دبي التي وصلها يوم 21 فيفري لكنه ظل غير قادر على رؤية جثمان أبيه برغم كل الاتصالات التي قام بها، حيث رفضت السلطات الإماراتية تسليمه الجثة التي أنهيت عملية تشريحها يوم 26 فيفري. وقد اتصل عبد الرؤوف بقيادات « حماس » التي كانت تتابع الموقف عن كثب، وبناءً على ذلك فقد اتصل خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لـ « حماس »، بالخارجية القطرية التي تدخلت لدى الإمارات لحلحلة الموضوع، وقد كان لها ما أرادت حيث سلم جثمان الشهيد لولده ومن ثم طار إلى دمشق، ومن النقاط التي لم يشير إليها الإعلام العربي في هذا السياق، أن الموقف الإماراتي قد انقسم على نفسه، فبينما أرادت أجهزة أمن دبي القيام بعملها بالشكل المهني دون وضع أي اعتبار سياسي في الموضوع، فإن « أبو ظبي »، وهي العاصمة السياسية للإمارات، أرادت أن يتم التعامل مع الموضوع بأهدأ السبل ويتم تحجيمه وعدم تكبيره، وذلك أخذا بعين الاعتبار للعوامل السياسية التي يمكن أن تؤثر في حجم التعاطي الإعلامي مع الموضوع.  « حماس » استعانت بفريق عربي لتحليل جثة المبحوح  من المعلومات التي لم تنشر من قبل أيضا، أن جثة الشهيد المبحوح قد خضعت مرتين لعملية التشريح، وإذا كان معروفا أن دبي قد كشفت عن جثمانه تشريحيا لدى معرفتها باغتياله، فإن غير المعروف أن « حماس » قد استقدمت فريقا عربيا طبيا خاصا لإعادة تشريح الجثمان في دمشق، وبناءً على نتائج التشريح رسمت « حماس السيناريو الخاص بها حول عملية الاغتيال التي تعرض لها المبحوح. وفي سياقٍ ثان، طالبت « حماس » السلطات الإماراتية بأن تأذن لها بحضور فريق من منتسبيها لعملية التحقيق، لكن طلبها قوبل بالرفض بحجة أن حكومة دبي تتعامل مع نظيراتها من الحكومات لا مع الحركات السياسية، وأضيف إلى أن أبوظبي تشدّدت عند موقفها رافضة تكبير الموضوع أو التعاطي مع حماس التي عادت بدورها مرة أخرى إلى الوسيط القطري، الذي جعل حماس في صورة ما يجري على مستوى التحقيقات. دحلان طلب من أبوظبي حماية عميليه  في سياق ثانٍ، كشف لنا مصدر عربي متابع للقضية أن محمد دحلان، مدير جهاز الأمن الوقائي سابقا، قد تدخل على مستوى حكومة أبوظبي خلال بعض مجريات التحقيق، وذلك لأن الفلسطينيين اللذين أضيفا إلى قائمة الاتهام محسوبان عليه، وعملا لدى جهازه الأمني، وقد كان معنيا بالتالي بالتغطية عليهما تفاديا للتأثير السلبي الذي قد يجرّه انكشاف علاقتهما به على مستقبله الشخصي، ولهذا فقد اتصل دحلان بحكومة أبوظبي مقدما طلبا من سطر واحد « التكتم على اسم المشتبهَين الفلسطينيين »، وهما المدعوان أحمد أبو حسنين، وأنور جمال أسعد شحيبر. والجدير بالذكر أيضا أن أحمد أبو حسنين أنكر كل علاقة له بالموضوع، ولا زال التحقيق جاريا معه، أما أنور جمال أسعد شحيبر فقد أنكر هو الآخر لكنه انكشف فورا، حيث واجهته سلطات التحقيق بصوره مع قائد العصابة في أحد المراكز التجارية، ما قاده للانهيار وتحرير لسانه بالاعترافات، ويبدو من مجمل ما يتوفر من معلومات أن المعني متورط في تقديم دعم لوجيستيكي للعملية، وهذا الشخص المولود في 23 / 1 / 1972 في حي الصبرة بغزة هو ضابط برتبة نقيب في الأمن الوقائي التابع لمحمد دحلان، وقد عمل سابقا في مكتب رجل الأمن الفلسطيني سمير المشهراوي، كما كان عضوا بارزا في « فرقة الموت » التي شكلها دحلان لتصفية قيادات « كتائب القسام » ورأسها المدعو نبيل طموس.  فرقة الموساد عطلت كاميرات الفندق لـ 16 دقيقة   من ناحية ثانية، وعلى عكس ما هو شائع من أن أجهزة أمن دبي تملك تسجيلا تاما لعملية الاغتيال، فإن الواقع أن التسجيل ناقص بما مقداره 16 دقيقة، حيث أن فرقة الاغتيال جلبت معها خبيرا تقنيا قام بتعطيل كاميرات الفندق لمدة 16 دقيقة هي الفترة التي استغرقتها عملية الاغتيال وشملت دخول فرقة الاغتيال لغرفة المبحوح، ومن ثم قتله، ومغادرة الفرقة، وما يؤكد هذه النقطة أن هناك كاميرات في الرواق الذي تقع فيه غرفة المبحوح، لكن هذه الكاميرات لم تسجل دخول فرقة الاغتيال لغرفته ومغادرتها لاحقا، وذلك لأن الكاميرات الأمنية تعطلت بالفعل لمدة 16 دقيقة حيث توقف التصوير فيها بشكل تام بتدخل تقني من الخبير الذي كان مع الفرقة، ما يطرح التساؤل حول كيفية القيام بهذا العمل التقني المعقّد، وعن سبب عدم انتباه الجهاز الأمني للفندق لما حصل وصومه عن ملاحظة وملاحقة الخلل التصويري الذي حدث. معرفة تاريخ سفر المبحوح لا يحتاج لدهاء   يمكن الإشارة في ذات السياق للتساؤلات التي ظهرت حول الكيفية التي عرف بها « الموساد » تاريخ سفر المبحوح، والتي دعت الكثيرين لترجيح وجود خيانة في صفوف حركة « حماس »، وفي هذا الصدد فإن الاعتقاد لم يكن صحيحا بأي حال حيث توفر قواعد بيانات شركات الطيران إمكانيات تقنية هائلة لاستكشاف جدول رحلات أي شخص في العالم، وقد كان « الموساد » يترقب الفرصة المناسبة للانقضاض على المبحوح، وبمجرد ورود اسمه على قائمة المسافرين المراقبة تقنيا من طرف إسرائيل فقد تحركت فرقة الاغتيال مباشرة ودون انتظار، وقد تدرب أعضاؤها سابقا على عملية الاغتيال، لكنهم لم يكونوا يتوقعون حدوثها في فندق « البستان » وذلك الذي سبب ارتكابهم لبعض الأخطاء في عمليات التنكر أو التحرك الجماعي الذي سهّل كشفهم لاحقا. لا علاقة لنهرو وللمبحوح مرافقه أشارت بعض وسائل الإعلام مؤخرا إلى أن هناك متهما من حركة « حماس » يحمل اسم نهرو مسعود، والواقع أن هناك شخصا فعلا يحمل هذا الاسم، لكنه ليس من الدائرة المقربة للشهيد المبحوح، وأكثر من هذا فإن العارفين بشؤون الحركة المقاومة أكدوا لنا أن المدعو نهرو مسعود لا يشتغل حتى في مجال عمل المبحوح، وليس بينهما أي رابط عملي، ولم تكن له أية إمكانية لمعرفة تاريخ سفر المبحوح أصلا، لكن توريطه في الموضوع هدفه التغطية على عميلي محمد دحلان المتورطين في القضية باختراع « خائن » حمساوي، وهو مسعى كتب له الفشل باكرا! أما ما أثير بخصوص سفر شخصية كالشهيد المبحوح وحيدا، فالواقع أن للشهيد مرافقا خاصا اعتاد أن يكون معه، لكن ظرفا طارئا ألمّ به جعله يتأخر في اللحظة الأخيرة، وهذا الذي سبّب غيابه، فليس من عادة « حماس » ترك عناصرها الفاعلين دون حماية، ولكن ظرفا خارجا عن إرادة الجميع قد ألمّ بالمرافق فتأخر عن السفر، وبالتالي فلا معنى لاتهام « حماس » بترك مناضليها دون حماية، خصوصا أنها تبذل الكثير من الجهد والوقت والمال لتحمي كافة عناصرها، ولا تتأخر عنهم

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.