الأحد، 28 أغسطس 2011

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

11ème année, N°4077 du 28.08.2011  

archives :www.tunisnew .net


حــرية و إنـصاف:بيـان:من اجل محاسبة الجلادين وتعويض ضحايا التعذيب

المشهد:تطاوين القبض على عسكري ليبي موال لنظام القذافي خطط لأعمال انتقامية

التونسية:الأستاذ « وسام السعيدي » محامي « عماد الطرابلسي » :تاجيل الكشف عن شبكة الفساد التي تحدث عنها المتهم في رسالته

كلمة:عميد المحامين يعلن عن تكوين مرصد لمراقبة الانتخابات القادمة

مراسلة راديو كلمة في العاصمة تتعرض الى الاعتداء

الصباح:عبيد البريكي يؤكد:«سنقاضي كل من يتهم المكتب التنفيذي للاتحاد بالفساد»

الصباح:رئيس لجنة تقصي الفساد:تلقينا 9 آلاف ملف.. أحلنا 200 منها على القضاء

الشروق:سياسيون يكتبون: الإشهار السياسي… من أين لك هذا !!!

الشروق:أستاذ جامعي وراء استقالة البشير الصيد

الشروق:علي السرياطي في حوار ساخن مع «الشروق»: اسألوا رضا قريرة… من سمح لبن علي بالرحيل… ومن أذن بفتح باب المطار العسكري؟

الشروق:حزب سياسي يُعلن مقاطعة انتخابات المجلس التأسيسي

مازن غرسّلي:،إلى المدعو أحمد منصور

إسلام أون لاين:

الغنوشي: لماذا يتخوّف الإسلاميون من الحكم وكأنّه مصيبة؟

الشروق:الغنوشي يتحدّث عن الدين والدولة والخلافة والعلمانية ونظام الحكم: الإسلام لم يقدّم نمطا محدّدا لنظام الحكم والدولة

كريم المرواني:وزير الخارجية الكافي يبرر التطبيع!

القدس العربي:جدل بشأن ‘شروط الجزائرية’ للاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي

القدس العربي:علي فرزات ومحنة الفنانين السوريين

عبد المنعم أبو الفتوح:أهمية ابتعاد الهيئات الإسلامية عن العمل الحزبى

سلطان بن عبدالرحمن العثيم:قوانين النهضة.. وعبقرية اقرأ


Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

تابعوا جديدأخبار تونسنيوز على الفايس بوك

الرابط

http://www.facebook.com/pages/Tunisnewsnet/133486966724141


حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة البريد الإلكتروني: liberte_equite@yahoo.fr تونس في 27/09/1432 الموافق ل 27/08/2011

بيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان من اجل محاسبة الجلادين وتعويض ضحايا التعذيب


انطلقت الاعمال التحقيقية من طرف السيد قاضي التحقيق بالمكتب15بالمحكمة الابتدائية بتونس في التهم المنسوبة لحبيب عمار وزير الداخلية السابق وكل من سيكشف عنه البحث في القضية عدد 21049 بعد ان تقدم احد المواطنيين وهو حافظ امن سابق بشكاية ضد الرئيس المخلوع وحبيب عمار وكل من سيكشف عنه البحث من اجل تهم التعذيب و الممارسات اللانسانية التي تعرض لها المشتكي صحبة زملائه فيما يعرف بملف المجموعة الامنية 1987 وحيث ان التعذيب هو ممنهج وممارسة ثابتة من طرف وزارة الداخلية شمل المشتكي كما الالاف من التونسيين الذين تعرضوا لمحاكمات جائرة بعد ان وقع اجبارهم على امضاء محاضر بحث تحت طائلة الاكراه و التهديد بالموت والاعتداء على افراد العائلة من الزوجة والابناء اذ ان اعتداءات وجرائم وزارة الداخلية قد شملت حتى العائلة من خلال الترهيب النفسي الذي رافقهم طيلة حياتهم فذاقوا انواعا شتى من الماسي كما وقع حرمانهم من سبل العيش الكريم من خلال طردهم من العمل ومحاصرتهم في قوت يومهم وحرية وانصاف 1- تدعو الى فتح بحث تحقيقي في كل الجرائم المرتكبة من طرف اعوان وزارة الداخلية وكل من تورط في اعمال التعذيب والممارسات اللانسانية التي وصلت الى حد القتل ومحاسبة كل من ثبت ارتكابه لهاته الجرائم 2-تدعو الى الكف عن التسترعلى الجلاديين من العهد السابق اللذين ارتكبوا جرائم التعذيب في حق التونسيين اذ رغم صدور بطاقة جلب في حق العديد منهم كعز الدين جنيح مدير امن الدولة السابق ومحمد الناصر العليبي واخرين تحت اسماء مستعارة كالشيخ ساك و شبشا فهم مازلوا يتمتعون بحريتهم .
3-تدعو الحكومة المؤقتة الى تفعيل العفو العام كتعويض ضحايا النظام السابق ورد الاعتبار لهم 4-تستنكر تلكؤ الحكومة المؤقتة في تفعيل مرسوم العفو العام رغم قرب موعد الانتخابات اذ لا يمكن الحديث عن انتقال ديمقراطي في غياب محاسبة رموز العهد البائد وتعويض ضحاياه عن المكتب التنفيذي لمنظمة حرية وانصاف الاستاذة نجاة العبيدي


المشهد التونسي ـ إذاعة تطاوين ـ تونس قال راديو تطاوين في خبر نشر منذ قليل على صفحة الإذاعة على الموقع الإجتماعي فايسبوك أنّ قوّات الأمن التونسي بالمدينة ألقت القبض “على ليبي تبيّن من خلال الابخاث انه عسكريّ موال لنظام القذافي قام بتكوين مجموعة من أصيلي الجهة للقيام بأعمال عدوانية ضد الليبيّن اللاجئين و استهداف قوافل نقل المحروقات و الغذاء الى ليبيا.” و أضافت الإذاعة ، حسب مصادر خاصّة بها ، “أنّ هذه المجموعة كانت تهدف الى بثّ الفوضى في جهة تطاوين.” مؤكّدة أنّ “حملة ايقافات واسعة النطاق تم تنفيذها من قبل قوات الأمن الوطني في الجهة خلال الساعات القليلة الماضية ضد بعض المشتبه فيهم.” يذكر أنّ آلاف اللّيبيّين لجؤوا إلى تونس أثناء الصّراع في ليبيا أين وجدوا تضامنا كبيرا خاصّة مع الثّوّار منهم و أقاربهم، كما لوحظ وجود متعاطفين تونسيّين في الجنوب مع نظام القذّافي. كما أنّ معاملة الجيش التّونسي للكتائب الموالية للنّظام اللّيبي منذ إندلاع النّزاع تمثّلت في إسعاف الجرحى منهم و حجز أسلحتهم قبل إعادتها لهم حين رجوعهم إلى ليبيا. (المصدر: موقع المشهد التونسي الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 27 أوت 2011)

<


السماح لمحاميين فرنسييين بالحضور والمرافعة 27/08/2011 16:41


في تصريح لـ »التونسية » أفادنا السيد وسام السعيدي محامي المتهم عماد الطرابلسي أنه وعلى إثر الإجتماع بعميد المحامين هذا الأسبوع تقرر السماح للمحاميين الفرنسيين « أوليفي ماتزنير » وبنجامين قراندلير » بالمرافعة على المتهم وبالتالي تقرر تأجيل الندوة الصحفية التي كان من المقرر عقدها اليوم والكشف خلالها عن شبكة للفساد في تونس اعتمادا على رسالة واردة من عماد الطرابلسي ضمنها تفاصيل هذه الشبكة . هذا وقد ارجىء موعد عقد هذه الندوة الصحفية الى مابعد انتهاء العطلة القضائية.  
وللإشارة فإن « أوليفي ماترنيز » محام فرنسي معروف بتخصصه في قضايا القانون الجنائي وبقدرته على كشف العيوب الإجرائية . في حين ان قراندلير محاضر في معهد الدراسات السياسية له خبرة في قضايا غسيل الأموال وهو ينتسب الى نقابة المحامين في باريس. ليلى (المصدر: موقع التونسية الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 27 أوت 2011)

<



أعلن أمس الأستاذ لمحامين خلال ندوة صحفية عقدها في مقر العمادة عن تكوين مرصد لمراقبة الانتخابات القادمة المقررة يوم 23 أكتوبر القادم أطلق عليه اسم مرصد شاهد.  
وقال عميد المحامين أن المرصد جاء بمبادرة من الجمعية التونسية للمحامين الشبان بالتعاون مع عدد من الهيئات مثل عمادة الأطباء البياطرة والجمعية الدولية للمساجين السياسيين و جمعية التنمية السياسية و غيرها. و أكد عميد المحامين أن مهمة المرصد في المراقبة الميدانية للعملية الانتخابية وإرساء وحدات للمساعدة القانونية و الإرشاد توضع على ذمة الناخبين و المترشحين. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 27 أوت 2011)

<



تعرضت مراسلة راديو كلمة امل الهذيلي الى الاعتداء بالعنف من طرف عوني امن بالزي المدني و قاموا بتحطيم هاتفها الجوال عندما كانت بصدد تغطيتها للحركة الاحتجاجية في ساحة محمد علي للاتحاد العام التونسي للشغل . ياتي ذلك اثر الوقفة احتجاجية التي نظمها عشرات الشباب اليوم في ساحة محمد علي بالعاصمة للدعوة إلى مواصلة التحركات الاحتجاجية من اجل المطالبة بتطهير سلك القضاء من القضاة الفاسدين ومحاكمة رموز الفساد وإقالة وزير العدل ووزير الداخلية.
وقامت قوات الأمن بتطويق المكان ومنعت المحتجين من الخروج في مسيرة إلى شارع الحبيب بورقيبة مما دفع بالمحتجين بتنظيم بعض الاجتماعات العامة، . وحين مغادرة المكان عن طريق شارع « المنجي سليم » قامت مجموعات من البوليس بالزي المدني باللحاق بالمواطنين الذين غادروا ساحة محمد علي والاعتداء عليهم بالعنف.. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 27 أوت 2011)

<


عبيد البريكي يؤكد «سنقاضي كل من يتهم المكتب التنفيذي للاتحاد بالفساد»


قال الامين العام المساعد بالاتحاد العام التونسي للشغل عبيد البريكي أن الاتحاد سيسعى لتقديم قضايا عدلية ضد كل شخص يقذف اعضاء المركزية النقابية ويتهمهم بالفساد دون تقديم حجج في ذلك. واعتبر البريكي في ندوة صحفية بالعاصمة عقدت امس أن الاتحاد لا يقف امام مبدا التعددية النقابية في شكلها القانوني اما من الناحية العملية فقد اعتبر أن التعددية تسعى لضرب مبدا العمل النقابي الذي تسعى بعض الاطراف للمس به بعيدا عن اي مقوم من مقومات الدفاع عن العمال بالفكر والساعد. وبين البريكي أن الاتحاد قام بعقلة على ممتلكات الامين العام لاتحاد عمال تونس وذلك وفقا للقضية المنشورةضده تحت عدد 1077 والمتعلقة بارتكاب جريمة الخيانة الموصوفة والاستلاء على اموال بلغت نحو مليار و124 الف دينار و900. واتهم البريكي اتحاد عمال تونس باستنجاده بعدد كبير من الشعب المهنية المنحلة مؤكدا في ذات الاطار على صدقية بعض النقابيين الذين تم الاغرار بهم وايهامهم بنضالية اتحاد عمال تونس دون أن يكون كذلك. واجابة على ما تردد من انسحاب للاتحاد العام التونسي للشغل من المشهد السياسي نتيجة اتفاق سري بين المنظمة والحكومة المؤقتة اوضح البريكي أن الاتحاد لا يتامر على الشعب كما روج البعض لذلك وهو امر من باب التاويل وتشويه الرصيد النضالي للاتحاد وعلق بالقول  » أن الاتحاد كان مركزا على جملة من الاولويات التي اقتضتها المرحلة القائمة من مفاوضات اجتماعية وغيرها من المسائل المتعلقة به ». وجدد الامين العام المساعد عبيد البريكي موقف الاتحاد من انتخابات المجلس التاسيسي والداعية إلى ترك حرية الاختيار للنقابيين سواء بالترشح ضمن قائمات احزابهم او كمستقلين.  
خليل الحناشي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 27 أوت 2011)

<


رئيس لجنة تقصي الفساد تلقينا 9 آلاف ملف.. أحلنا 200 منها على القضاء


وضّح عبد الفتاح عمر رئيس لجنة تقصي الفساد والرشوة أن ما صدر عنه خلال اجتماعه بإعضاء اللجنة العليا لتحقيق أهداف الثورة لم يكن بنية التجريح أو ثلب أي كان، وأنه أراد فقط الإشارة إلى أن الفساد لا يعد ظاهرة معزولة في تونس بل منظومة تغلغلت في عديد مؤسسات الدولة وجانب هام من المجتمع… «فمن لا يبحث اليوم عن التدخلات حتى كاد ذلك يصبح شبه ثقافة عامة»… وأشار رئيس لجنة الفساد، أمس خلال ندوة صحفية إلى أن الحضور في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة كان من باب الاحترام لكن هذه التجربة لن تتكرر اطلاقا على حد تعبيره. مبينا في السياق ذاته أن لجنة تقصي الفساد مستقلة قانونيا ولا تتبع أحد باستثناء الدولة التونسية. التلكؤ في دراسة الملفات وفي رده على تساؤل لـ»الصّباح» بشأن الانتقادات الوجهة لعمل اللجنة واتهامها بالقيام بعملية فرز للملفات التي بحوزتها لتمرير فقط الملفات البسيطة أو ذات العلاقة بالرئيس الفار وزوجته والطرابلسية دون غيرهم من رموز الفساد ومن يباشرون إلى حد الآن مهام حساسة ويشغلون مواقع قرار، قال عبد الفتاح عمر إن اللجنة لا تتستر على أحد والملفات المحالة الى حد الآن على القضاء هي الملفات الجاهزة في انتظار دراسة بقية الملفات ويضيف رئيس لجنة تقصي الفساد أنه لن يفلت أحد ثبت تورطه. من جهة أخرى وضّح رئيس اللجنة ما يلف دراسة الملفات من تعقيد وما يتطلبه من وقت لفرز الملفات التي لا تدخل في اختصاص اللجنة من جهة وللاستماع الى كل الاطراف وطلب الوثائق الادارية لاستكمال التقارير من جهة اخرى. وتلقت اللجنة إلى حد الآن 9 آلاف و242 ملفا وانتهت من درس حوالي 4 آلاف ملف أحالت منهم 200 ملف إلى القضاء. قائمات المحامين والقضاة وبخصوص الجدل القائم حول القائمات التي حجزتها اللجنة في قصر قرطاج وتهم المحامين والقضاة، بين عبد الفتاح عمر أن حجز اللجنة للوثائق لا يمكن أن يكون للعرض على قارعة الطريق وتقديمها لكل من يطلبها بل القانون المنظم لعمل الهيئة يلزمها فقط باحالتها إلى القضاء، وهو ما قامت به اللجنة وإذا تولت النيابة العمومية الكشف عن القائمات فتلك مسؤوليتها. وتخلل اللقاء الصحفي تدخلا من عماد بن خامسة عضو الهيئة الفنية صلب لجنة الفساد الذي تولى الرد على ما صدر عن عز الدين المهذبي أحد الأعضاء المستقيلين من اللجنة موضحا أن استقالة هذا الاخير كانت على إثر مواجهته من قبل رئيس اللجنة بوثائق ووقائع وتخييره بين الاقالة أو الاستقالة. وتتمثل هذه الوثائق في محضر رسمي من عدل منفذ يشير الى تنويب عز الدين المهذبي عضو اللجنة المستقيل للدفاع عن محمد الناصر الطرابلسي الأمر الذي اعتبرته اللجنة يتنافى مع مهامها. في حين تتعلق الوثيقة الثانية بمحضر استماع لدى التحقيق صرح فيه أحد رجال الأعمال أنه تعرض للابتزاز من قبل العضو المستقيل مقابل عدم تمرير الملفات التي تدينه في قضايا فساد ورشوة..  
منى اليحياوي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 27 أوت 2011)

<



يعيش المشهد السياسي هذه الفترة على وقع بروز مجموعة من الممارسات الجديدة الّتي قد تولّد ظاهرة فساد سياسي ومالي وستكون لها انعكاسات سلبية على الحياة السياسية والتنافس بين الأحزاب وبالتالي على إرادة الناخبين. فمنذ أشهر ولأوّل مرة في تاريخ تونس السياسي يقوم حزب سياسي بحملة دعائية بالصحف والمجلاّت والوسائل السمعيّة البصرية والمعلّقات في الشوارع فاجأت المتابعين للشّأن العام. المبادرة جاءت من الحزب الديمقراطي التقدّمي ليتبعه التكتّل من أجل العمل والحرّيات ثمّ يلتحق بالقائمة حزب الاتحاد الوطني الحرّ الّذي يبدو أنّه رصد ميزانية ضخمة أثارت التساؤلات خاصّة وأنّ الحزب حديث بالحياة السياسية لو يعرف لمؤسّسه أيّ انتماء أو اهتمام بالحياة السياسية في تونس لإقامته الدّائمة بالخارج تقريبا كما انه لم تعرف له مواقف خاصّة وانه لم يتجرّأ على الظهور المباشر للرأي العام عبر وسائل الإعلام. وبدا أنّ صاحب الحزب ثريّ جدّا بأمواله الّتي لم يعرف مصدرها والّتي تمّ توظيفها للدعاية ولمساعدة الفقراء قبيل شهرين من الانتخابات. قائمة أحزاب الإشهار تعزّزت بالحزب الليبرالي المغاربي وقد تتوسّع إلى أحزاب أخرى… وكان على الحكومة والهيئة «المستقلّة» للانتخابات التدخل لإيقاف هستيريا الدعاية السياسية الّتي تقسّم الخارطة السياسية إلى أحزاب ثريّة وأخرى فقيرة بالتالي ضرب المنافسة والشفافيّة وكلّ مقوّمات الديمقراطية الحقيقية وإقرار معاملات غريبة عن الحياة السياسية في تونس. إن المال السياسي والمال الإعلامي الموزّع على الصحف والتلفزات وغيرها من الوسائل الإعلامية قد يغلّب حزبا على بقيّة الأحزاب ويعطيه حصانة أو أفضليّة في الأخبار وتغطية الأنشطة و بالتالي فانّ الصراع لن يكون كما هو معمول به في كلّ البلدان الديمقراطيّة على الأفكار والبرامج بل على الحضور في وسائل الإعلام وفي الشّارع عبر المساعدات والعمل الخيري. فكيف سيكون الأمر في أيّام الحملة الانتخابيّة ؟ وهل تضطر الأحزاب الفقيرة إلى اللجوء إلى شركات الإيجار المالي لتمويل حملاتها ؟ المطلوب اليوم تدخّل فوري وعاجل للحكومة المؤقّتة لمنع الدعاية و«تسليع» الأفكار والبرامج ومساءلة الأحزاب عن مصادر تمويلها وطلب مستندات في ذلك تنشر لعموم الشعب وتطهير الساحة السياسية والإعلامية من المال الّذي لا ينبت الاّ الفساد. بقلم: هشام الشريف : المنسّق العام لحزب «الديمقراطيين الأحرار» (المصدر: جريدة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 27 أوت 2011)

<



علمت «الشروق» من مصادر مطّلعة جدّا أنّ ضغوطات كبيرة مارسها أستاذ جامعي معروف جدّا ومن ذوي الميولات القوميّة والعروبيّة كانت وراء استقالة البشير الصيد من الموقع القيادي الأوّل في حركة الشعب الوحدويّة التقدميّة. وكانت خلافات طفت على السطح مؤخرا داخل هياكل الحركة انتهت بتقديم المنسّق العام البشير الصيد استقالته وانعقاد المؤتمر الوطني التأسيسي الأوّل دون مشاركته ، وهو المؤتمر الّذي صعّد زهير المغزاوي إلى الأمانة العامة وأبقى خالد الكريشي في مهمّة الناطق الرسمي. وفي وقت سابق وبمناسبة تواتر استقالات عديدة من مناضلي الحركة ومباشرة إثر إعلان استقالة الصيد اتّجهت الأنظار إلى محاولة فهم حقيقة ما تُخفيه تلك الاستقالات / الاستقالة الفجئية أياما قليلة قبل انعقاد المؤتمر، وفي وقت يعلم فيه الجميع حجم العلاقات الوطيدة التي تجمع بين الصيد والكريشي واستبعاد حدوث خلافات عميقة بين الرجلين بقي التساؤل حول أسباب الصراع الفجئي الّذي أنهى صلة المؤسّس بجميع هياكل الحركة ، وفتح الباب لتوقّع سيناريوهات متعدّدة حول حقيقة ما جرى. وسيتواصل التقصّي حول حقيقة ما حدث داخل حركة الشعب الوحدويّة التقدميّة والذي فاجأ متابعي الشأن السياسي وللوقوف خاصة عند «الدور» الّذي لعبهُ «الاستاذ الجامعي» وعند الأطراف المستفيدة من تلك «المهمّة»؟ أبو باسم (المصدر: جريدة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 27 أوت 2011)

<



تونس (الشروق) شهيدا في حديث خص به «الشروق»، كشف السيد علي السرياطي ولأول مرة من داخل سجنه العسكري عن حقائق مثيرة ووجه اصبع الادانة الى من أسماهم «بعض الأطراف» ومن بينهم وزير الدفاع السابق ووعد السرياطي الشعب بكشف كل الحقائق في أول محاكمة له. يقبع السيد علي السرياطي المدير العام السابق للأمن الرئاسي في سجن الايقاف العسكري الذي لم يغادره الا للمثول أمام المحكمة خلال شهر جويلية الماضي في قضية ما عرف «بالمطار». وجهت الى السرياطي تهمة التآمر على أمن الدولة يوم تم القبض عليه بتاريخ 14 جانفي الماضي وجرد من سلاحه وهاتفه ولم يتم استنطاقه حول التهمة التي نسبت اليه الا بعد مضي شهرين على ايقافه لم يرد المدير العام السابق للأمن الرئاسي الذي تخطى سن الواحد والسبعين وعرف بتكتمه الشديد وعدم ظهوره كثيرا، الخروج عن صمته الا بعد ان داهمه احساس قوي بأن ايقافه التحفظي لحوالي ثمانية أشهر دون محاكمة أمر غير عادي فقرر التحدث وتمزيق رداء الصمت لاثبات براءته من تهمة «التآمر على أمن الدولة» وكشف ما أسماه «الأسرار المخفية» واماطة اللثام عمن أسماهم «أطراف متنفذة». لم نعثر على أي وسيلة اخرى للحصول على أجوبة لزخم هائل من الأسئلة التي أردنا التوجه بها الى علي السرياطي المحتفظ به في الثكنة العسكرية بالعوينة الا الاستنجاد بأحد أقاربه الذي حمل اليه أسئلة «الشروق» وأجاب عليها في الحوار التالي: هل صحيح انك كنت تستعد للقيام بانقلاب على نظام الرئيس المخلوع بن علي مثلما لمح الى ذلك السيد رضا قريرة وزير الدفاع السابق في تصريح له لاذاعة خاصة وكيف تم القبض عليك ومن أعطى هذا الأمر؟ ـ هذا ما قاله السيد رضا قريرة وأوهم به بعض المسؤولين وأوهم به الشعب التونسي، والذي يريد القيام بانقلاب من الضروري والأكيد ان يكون مدعما بالجيش الوطني وقر يرة هو الوحيد الذي يحتل هذا المنصب لا أنا وبموجب ذلك أمر بايقافي حين كنت موجودا في المطار العسكري بالعوينة ولو كنت أنوي الانقلاب ما أذنت لأعوان القوات الخاصة العاملين معي في الأمن الرئاسي بالعودة الى القصر وبقيت وحيدا في المطار أترشف القهوة فمهمتي وقتها انتهت مع مغادرة الرئيس وهنا أسأل رضا قريرة «من سمح لطائرة الرئيس بمغادرة الأراضي التونسية في المطار العسكري ومن فتح له المجال الجوي علما أن الطائرة الرئاسية ظلت تحلق في الأجواء التونسية لمدة من الزمن» وأسأله أيضا «من فتح باب المطار العسكري للطائرة الرئاسية أليس بإذن منه وهل يعقل ان يقوم علي السرياطي بانقلاب بمفرده وأنا اليوم في سجن الايقاف بتهمة لم تنظر فيها المحكمة الى اليوم علما أنها أول قضية في تهمة «التآمر على أمن الدولة» منذ يوم 14 جانفي 2011 ولم تعين بشأنها جلسة في حين أن قضايا أخرى بعدها أحيلت على القضاء وتم الحكم فيها وأتساءل «أي اسرار وراء تأجيل النظر في قضيتي ومن يقف وراء هذا التأجيل؟ هناك أطراف لا تريد لعلي السرياطي ان يتكلم الآن أو يكشف عن أسرار ما وقع يوم 14 جانفي 2011 واصرار هذه الأطراف على تأخير محاكمتي ليس الا ربحا للوقت ولا أريد التوضيح أكثر من هذا ولدي حجج وبراهين تثبت براءتي وتكشف كل الأوراق. ماذا دار بينك وبين الرئيس السابق خلال الساعات الأخيرة قبل مغادرته تراب الوطن وهل صحيح انه لم يكن ينوي المغادرة؟ ـ صحيح الرئيس السابق لم يكن ينوي المغادرة بل أراد ان تسافر عائلته الى السعودية بتعلة القيام بمناسك العمرة لكن مع تسارع نسق الاحداث وتعقدها وحين علم وهو تحت سلم الطائرة بأن قوات أمنية خاصة تمردت والمظاهرات الاحتجاجية تزايدت قرر السفر مع عائلته والدليل انه ترك نظاراته فوق مكتبه في القصر الرئاسي وقد أمرني بالبقاء بعد ان وضعت حقيبتي وأغراضي الشخصية في الطائرة وقال لي انه سيذهب معهم عوضا عني وسيعود في الغد، وسيستمع الشعب التونسي لتفاصيل محادثاتي مع الرئيس أثناء المحاكمة التي أرجو أن تكون علنية ويتابعها الجميع حتى تتجلى الحقيقة كاملة في أقرب وقت ممكن لكن أريد ان أوضح ان هناك غشا وتزويرا في كل ما وقع يوم 14 جانفي 2011 فهناك من أخفى بعض المكالمات الهاتفية التي دارت في القصر بين الرئيس ومسؤولين وتم محو كل أثر لمكالمات الساعات الأخيرة وسأكشف عن بعض تفاصيلها يوم المحاكمة. هناك ممن جاؤوا بعد 14 جانفي رأوا أن من مصلحتهم محو كل أثر لبعض المكالمات الهاتفية. ما حقيقة القناصة الذين روعوا المواطنين وقتلوا شهداء، من هم ومن كان يوجههم؟ ـ القناصة كمهمة موجودة في الواقع فمن بين أعوان الرئاسة عموما البالغ عددهم 2500 عون بين أمنيين وموظفين وأعوان هناك قناصين اثنين فقط ولا يحق لهؤلاء قانونا العمل خارج أسوار القصر الرئاسي لكن أنصحك بطرح هذا السؤال على السيد رضا قريرة، وفي كل الأبحاث والاستنطاقات لم يتم الكشف عن أي عنصر من عناصر الأمن الرئاسي خارج القصر يوم 14 جانفي والأيام الموالية له باستثناء الخمسة الذين تم ايقافهم ولم تثبت ادانتهم وهذا يتناقض مع ما ادعاه رضا قريرة وبموجبه انا موقوف. ما حقيقة ما صرح به السيد رضا قريرة حول وجود طائرة عمودية عسكرية لقتل الرئيس السابق قبل مغادرته البلاد؟ ـ السيد رضا قريرة نفى وجود طائرة عسكرية عمودية واعترف أنه أعلم الرئيس بعدم وجود هذه الطائرة بعد استشارة رئيس جيش الطيران ومن جهة أخرى يعترف ان هناك طائرة لقتل الرئيس وفي حدود الساعة الرابعة بعد الظهر أعلمت شخصيا الرئيس بوجود طائرة عمودية كانت تحلق على مقربة من القصر بعد ان أبلغني الأعوان في قاعة العمليات وهنا أتساءل: ألم يكن من السهل علي القيام بانقلاب وأنا موجود داخل القصر وقريب من الرئيس، وأعتقد ان الاحتفاظ بي في هذا المكان لمدة شهرين دون استنطاق غير مفهوم خاصة ان التهمة خطيرة جدا ولذلك فأنا أطالب بمحاكمتي في أقرب وقت لأن الابحاث انتهت. كيف ستثبت براءتك من تهمة «التآمر على أمن الدولة» الموجهة اليك؟ ـ أنا بريء وأسأل الأطراف التي تقف وراء تأخير محاكمتي: كيف ستثبتون ادانتي وماذا ستفعلون لاثبات التهمة ومن أين ستأتون بالوثائق التي تدينني؟ اعتقد ان هذا التأخير هو محاولة لتهدئة الشعب. ماذا تقول للشعب التونسي؟ ـ أقول لهم عيدكم مبروك وأرجو من أهل العدالة أن يعرفوا ان هناك الها عادلا فوق الجميع وأود ان يعرف شعبنا كل الحقيقة… اذا سمحت بعض الأطراف بذلك طبعا!؟ ناجي الزعيري (المصدر: جريدة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 27 أوت 2011)

<



تونس ـ (الشروق) أعلن حزب المستقبل من أجل التنمية والديمقراطيّة مقاطعته المبدئية لانتخابات المجلس التأسيسي والدعوة النشيطة لقواعده وجماهيره إلى مقاطعتها وذلك لعدم تمثيليتها في ظل الظروف الراهنة وقال الحزب في بيان له إن حزب المستقبل من أجل التنمية والديمقراطيّة أنّه ومن منطلق الشعور بالمسؤوليّة فإنّه غير مستعد للمشاركة في مهزلة انتخابية جديدة تضاهي المهازل الانتخابيّة التي كنّا نعيشها زمن العهد البائد. ودعا الحزب جميع الأحزاب والقوى الديمقراطيّة والفاعلة بالمجتمع إلى مقاطعة هذه الانتخابات والشروع في إعداد برنامج «إنقاذ وطني» يفضي إلى تشكيل حكومة ائتلاف وطني ممثلة من جميع الحساسيات السياسيّة لإعداد برنامج يفضي إلى الخروج من عنق الزجاجة والدخول في مرحلة انتقالية تعيد الثقة المفقودة إلى الشعب. وممّا جاء في بيان الحزب أنّ الفترة الراهنة لم تنضج بعد لتحقيق انتقال ديمقراطي حقيقي يضمن الاستقرار بالبلاد والانطلاق في تحقيق تطلعات الشعب من حرية وكرامة وتنمية عادلة ومتوازنة وذلك لتعفّن المناخ السياسي أكثر من ذي قبل مما يجعل الوضع غير طبيعي لتحقيق أي انتقال ديمقراطي. (المصدر: جريدة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 27 أوت 2011)

<



وصلت الدناءة والحقارة بأذناب النظام البائد وذيول الردة أن يتطاولوا على شهدائنا خلال جلسة أشبه بالخمرية بثتها تلفزتُهم الوطنية. تطاول جاء على لسان أحد أشباه الرجال، ذاك الشيئ النكرة الذي خُيّل له أنّ بمقدوره أن يسرق دماء شهادائنا كما عوّدنا من هم على شاكلته ممّن سرقوا تاريخ البلاد و ثروات العباد. لن أُطيل في وصفك و لا في وصف حزبك ولا في من مكنّك من أن تلوّث أسمعانا و أبصارنبرؤيتك.نصيحتي الأولى لك ولمن هم على شاكلتك من أطفال بورقيبة,قبل أن تتحدثوا عن شهداء تونس عامّة و شهداء القصرين و تاله خاصّة عليكم أن تكونوا في حالة طُهرٍ و لأظن أنّ بحرا من ماء زمزم قد يكون كافيا لتطهير أمثالكم.أمّا نصيحتي الثانية، فأدعوك لتذهب إلى القصرين لتُخبِر أهلها الأشاوس الأحرار بأنّ شهداءهم الأبطال الأبرار دستوريون فوالله لتخرجّن منها محملا على الحمير.و لعلنا بذلك نكون قد دّنسنا جزأ من أرضنا الطاهرة بدمائك النجسة . مازن غرسّلي

<


الغنوشي: لماذا يتخوّف الإسلاميون من الحكم وكأنّه مصيبة؟ « إسلام أون لاين »يحاور زعيم حركة النهضة التونسية


علي بوراوي 2011-08-25 09:20:12 « إسلام أون لاين »يحاور زعيم حركة النهضة التونسية الغنوشي: لماذا يتخوّف الإسلاميون من الحكم وكأنّه مصيبة؟ علي بوراوي إسلام أون لاين – تونس دعا المفكر الإسلامي ورئيس حركة النّهضة الشيخ راشد الغنوشي الحركات الإسلامية إلى أن تتحمّل مسؤوليتها وتقود شعوبها، وألاّ تخشى من الحكم، وأن تتهيّأ إلى الانتقال من مرحلة الدّعوة إلى مرحلة الدولة، وأن تقدّم بركات الإسلام، وتجسّد عدل الإسلام في الحكم. واعتبر رئيس حركة النّهضة التونسية، أنّ المبالغة في التخوف من الغرب نوع من الشرك، ودعا إلى التخلّي عن فكرة « ما يريد الغرب هو الذي يكون » وقال إنّ ما يريد الله، ثم ما تريد شعوبنا هو الذي يكون، مستشهدا بسقوط كلّ من نظامي بن علي في تونس، وحسني مبارك في مصر، رغم ما كانا يمثّلانه في الإستراتيجية الغربية، وما كانا يلقيانه من دعم خارجي. وتحدّث الشيخ راشد الغنوشي عن الوضع في تونس، ومخاوفه على الثورة، ورؤيته لأولويات حركة النّهضة، والحركة الإسلامية عموما في هذه المرحلة، وقال إنّ أولوية النهضة الآن وطنية وليست حزبية، تتمثّل في انتخاب مجلس تأسيسي وإقامة حكومة ائتلافية منتخبة، ومشروع تنموي يشرّف البلاد. كما تحدّث عن التيار السلفي في تونس، وقال إنّ شبابه أبناؤنا، وجدوا فراغا دينيا في تونس، وغيابا للمرجعيات الإسلامية في البلاد، بفعل قوّة قاهرة غيّبت حركة النّهضة، فتأثّر تديّنهم بأجواء تجريم التديّن، مؤكدا أن الإسلام أكبر من أن يستوعبه حزب. وحمل الشيخ راشد على العلمانيين الذين يحاربون الإسلام في تونس، وقال إنهم يخشون الديمقراطية والانتخابات، لأنها تكشف حقيقتهم. وعبّر عن خشيته من أن تدفع تونس ثمنا باهظا لتحقيق أهداف ثورتها « لأن هناك قوى مستعدّة لأن تحرق البلاد من أجل أن تحافظ على مواقع نفوذها ». لكنه أكّد أنّ الثورة ستبلغ مداها وتحقّق غايتها لا محالة. نص الحوار – قلت في بعض خطبك « ما أجمل تونس بدون بن علي » فهل ما زالت تونس جميلة؟ -بدون شك تبقى تونس جميلة ما بقيت راية الحرية فيها مرفوعة، وما دام الشعب التونسي قد فكّ قيود الدكتاتورية، وفكّ عن رقبته شبكتها، وهو اليوم يمارس اليوم حريته، وينزل إلى الشّارع متى شاء، ويطرد أي مسؤول لا يريده، سواء كان واليا أو وزيرا. فتونس الآن في أشدّ حالات وعيها بالحرية، واستعدادها للنضال من أجلها، والتصدي لأعدائها. الاستبداد عدو النهضة – كيف ترى واقع الإسلاميين في تونس الحرية؟ وما هي أهم التحديات التي تواجههم؟ – إذا كانت قيمة الحرية تمثل معنى وجوديا بالنسبة للمسلم، وشرطا في كونه مسلما، إذ إنّ الحرية كالعقل، شرط في الإسلام، فلا إسلام للمكره ولا إسلام للمجنون. الحرية طريق ضروري للإسلام. فالإسلاميّ لا يمكن إلاّ أن يكون سعيدا بالحرية، ولا يمكن إلاّ أن يكون عاملا مجاهدا من أجل إقامتها ومن أجل حمايتها ومن أجل استعادتها إذا فقدت. والحرية مقصد عظيم من مقاصد شريعتنا، ولا يمكن للمسلم أن يتم له الإسلام بدون حرية، ولا يمكن للإسلام أن يزدهر بدون حرية. لذلك فالحرية معنى يشرح الإسلام. الإسلام حرية، والاستبداد والدكتاتورية أعداء الإسلام ونقيضه. وقد ظلّ الرسول عليه الصّلاة والسلام يدعو الناس في مكة المكرّمة إلى الإسلام، ولمّا رفضوا دعاهم إلى خيار آخر، أن يخلّوا بينه وبين النّاس، وأن يجعلوا من مكّة فضاء حرّا، يتمتّع فيه الجميع بالحق في اختيار ما يريد من عقائد وأفكار وممارستها، ولكنّ قومه رفضوا. ولم يكن صدفة أن الله سبحانه اختار من بلاد العالم بلاد الحجاز لتكون منطلقا للإسلام، رغم ما فيها من مفاسد ووثنيات ومنكرات. ولكن بلاد الحجاز كانت خالية من الاستبداد. لم تكن فيها دولة قاهرة. الإسلام نشأ حرّا في أرض حرّة، وظلّ يزدهر أبدا بقدر ما يتوفّر له من حرية، وينكمش ويذوى بقدر ما ينتشر من استبداد. المشروع الإسلامي في تونس أوقفه الاستبداد سنة 1991، بقوّة قاهرة، بعد أن أثبتت الحركة الإسلامية أنّ الشعب ملتفّ حولها في انتخابات سنة 1989، وأعطاها ولاء عارما فاق كلّ توقّع. فتدخّلت قوّة رهيبة مدعومة بنظام دولي، لإيقاف تحوّل الشعب التونسي من حزب الدستور إلى النّهضة، وظلّ ذلك المدّ منحسرا بذلك السّدّ، وعاشت البلاد أسوأ مرحلة في تاريخها، وسجن أكثر من ثلاثين ألفا من أبناء الحركة الإسلامية، مئات منهم بين جريح وقتيل ومشرّد، وتوقّفت السياسة حتى قال الناس ماتت السياسة في تونس، ومات الفنّ، وقدّم ذلك على أنّه الثمن الضروري للازدهار الاقتصادي، ولكن تبيّن في النهاية أنه في غياب الحرية، لا فكر ولا ثقافة ولا تنمية، ولذلك قامت الثورة على الاستبداد. وبمجرّد ما سقط هذا السّدّ، حتى عادت المياه إلى مجاريها وعاد الشعب التونسي يعبّر عمّا كتمه طويلا أو اضطر إلى أن يتوارى به في القلوب. أفصح الشعب التونسي عمّا في قلبه من محبّة لهذا الدين ولأهله، واليوم لا أحد يشكّ أن الحركة الإسلامية هي القوة الأساسية التي لا منافس حقيقيّ لها في الساحة. وما ذلك إلاّ بفضل الله، ثم بفضل الحرية التي انتزعها شباب تونس بدمائه الزكية، وانطلقت القوى الإسلامية حرة طليقة ترمّم بناءها وتضمّد جراحاتها وتستعيد مواقعها. فزاعة النهضة -هذه الحرية التي انتزعها التونسيون بدمائهم وجهودهم وجهادهم، مكّنت للإسلاميين وأظهرت حضورهم ودرجة تعاطف الناس مع مشروعهم، لكن غلاة العلمانيين لم يخفوا تضايقهم من هذه الأجواء، فظلّوا يكيدون للحرية كيدهم للإسلام والإسلاميين. – هذا أمر مفهوم، فسنّة التدافع لم تتعطّل، بل إن الحرية تحرّك سنن التدافع، لكن الفرق بين حالنا اليوم وحالنا زمن الدكتاتورية، أنّ هذه القوى العلمانية كانت تعمل وحدها في تونس. كانت قد انفردت بالنّاس، وظنّت أنّ الأمر قد استتبّ لها نهائيا. لكن سقوط حاميها بن علي، جعلها تشعر بتوتّر شديد. وكانت قد حسبت أنّ الإسلام قد قضى نحبه، وأنّ الحركة الإسلامية توارت إلى البد، فإذا بالحركة الإسلامية تعود قوية في عنفوانها. هؤلاء استنفروا كلّ طاقات العداوة، والتعبئة ضدّ الحركة الإسلامية، مستغلّين مواقعهم في الإعلام وهم نافذون فيه، وكذلك مواقعهم في الإدارة، وهم اليوم في حالة هلع من عودة الإسلام الذي حسبوا أنّه قضى نحبه إلى الأبد. هم يدركون بوضوح أنّهم غير قادرين على منافسة شريفة مع الحركة الإسلامية، لذلك تجدهم يلتجئون إلى أساليب شيطانية. يلتجئون إلى أساليب الكيد والتحريض واستعمال الفزّاعة الإسلامية. يخوّفون النساء من الإسلام والإسلاميين، يخوّفون السواح ورجال الأعمال ورجال الفنّ. يقدّمون الإسلاميين على أنّهم غول داهم على مكاسب الحداثة لمصادرتها، وكأنّ هؤلاء حداثيّون فعلا. بينما جوهر الحداثة هو العقل والحرية، ومواقف هؤلاء لا عقل فيها ولا حرية، ولكن فيها غرائز وشهوات. فيها دفاع محموم عن مكاسب حصلوا عليها في غيبة الناس. أموال نهبوها ومواقع احتلّوها. الآن هم يشعرون أنّهم غير مؤهّلين لمنافسة نزيهة حرّة مع الحركة الإسلامية، لذلك يستعملون الفزّاعات الخارجية. يخوّفون الغرب وكلّ من يظنون أنّ مصلحته تتناقض مع مصلحة الإسلام. ولكن سقط الخوف من قلوب الناس، ولم تبق إلاّ حقائق الأشياء، لم يبق اليوم من سبيل للحكم إلاّ عبر تفويض الشعب. الشعب اليوم استعاد سلطته ولن يقبل بوصاية جديدة لا باسم الحداثة ولا باسم الإسلام ولا بأيّ اسم آخر، فالشعب استعاد حرّيته بثمن غال وليس مستعدا لأن يقبل بوصاية تحت أيّ عنوان. – أعداء للحرية لا يتردّدون في استعمال أية وسيلة للكيد، من استفزاز ومؤامرات، وتوجيه تهم باطلة. كيف ترى الطريق الأنسب للحركة الإسلامية للتعامل معهم وتفويت فرصة نشر الفوضى عليهم؟ – لن يفرّطوا في استخدام أيّة وسيلة من أجل المحافظة على منافعهم ومصالحهم التي انتزعت من خلال تواطئهم مع مافيا بن علي التي حكمت البلاد. معظم هؤلاء تواطؤوا بشكل أو بآخر مع النظام المنحل، ويستخدمون الآن في وسائل الإعلام فزّاعات إسلامية. أنصار حزب التجمع المنحل، الذي تشكّل في أحزاب كثيرة، يستخدمون الآن البلطجة، ويقطعون الطرقات والمياه عن السكان والمصانع، ويثيرون أصنافا من الشّغب، حتى في المساجد، من أجل تخويف التونسيين من الحرية، وإعطاء رسالة مفادها أنّ الحرية لا تصلح للتونسيين وهم لا يصلحون لها، وأنّ السبيل الوحيد للاستقرار، هو نظام بوليسي كالذي كان في تونس. يمكن التصدّي لهؤلاء بنشر الوعي بين الناس وفضح هؤلاء على الملأ وبطريقة موضوعية عقلانية، لأنّ الشعب لن يقبل عودة الاستبداد في أيّ صورة من الصّور. أنا ما كنت من أنصار حلّ الحزب الحاكم، لو بقي باسمه المعروف، ليواجه الشعب التونسي والجرائم التي ارتكبها ومناشداته للطاغية، لو كان الأمر كذلك، ما أتوقّع وجها واحدا من وجوه الحزب المنحلّ يمكن أن يحصل على نيابة في البرلمان. فالناس كرهوا هؤلاء ولا يمكن أن يثقوا فيهم مرّة أخرى. الآن هؤلاء عائدون بعناوين أخرى، متنكّرين، ولكن يجب تعريتهم أمام الناس وفضحهم، فنحن في زمن المعلومات. الآن معظم المسؤولين في مختلف أجهزة الدولة من أرشيف الحزب المنحلّ. وكلّما اكتشف الشباب واحدا من هؤلاء وطردوه، أتى لهم بآخرين، وبلغ الأمر إلى حدّ توزير من كان مندوبا لنظام بن علي في الكيان الصهيوني، هو الآن يشغل منصب نائب وزير للخارجية. وهذا سبب من أسباب الغضب في الشّارع، عناصر تطبيعية وعناصر فاسدة تسمّى في الحكومة، بما يعطي رسالة تحدّ لشباب الثورة، أنّ الحكومة تستهتر بهؤلاء الشباب، وتقدّم ترضيات للخارج على حساب مبادئ الثّورة. وكأنّ الثورة قامت من أجل إعادة العلاقة مع إسرائيل. بينما كان ارتباط النظام بالكيان الصهيوني سببا من أسباب الثّورة.  

مخاوف على ثورة تونس – ماذا تخشى على الثّورة التونسية؟ – أنا لا أخشى شيئا على الثورة التونسية، الثورة ستبلغ مداها وستحقّق غايتها في نظام ديمقراطي عادل يستوعب كلّ القوى التونسية الخيّرة، بعيدا عن كلّ قمع وكلّ إقصاء. الخشية فقط هي أن تدفع أثماناً باهظة أخرى من أجل تحقيق ذلك. الخشية من أن تطول الطريق قبل الوصول إلى تلك المرحلة، تدخل البلاد في مرحلة من الفوضى نتيجة وجود قوى تجذب إلى الوراء، ومستعدّة حتى أن تحرق البلاد من أجل أن تحافظ على مواقع نفوذها، وألاّ تنتقل البلاد إلى قوى يختارها الشّعب. الخشية أن تدخل البلاد مرحلة من الفوضى وتدفع البلاد أثمانا أخرى، ولكن تونس واصلة بإذن الله إلى ترجمة دماء الشهداء التي ظلّ التونسيون منذ أكثر من قرن ونصف يبذلونها من أجل برلمان تونسي وحكومة تونسية منتخبة، وحتى اليوم لم نصل إلى هذا، ونحن على أبواب ذلك إن شاء الله. – أهم ما سرّك في هذه الثورة؟ – أنّها ثورة سلمية وجامعة، لم تفرّق التونسيين وإنّما جمعتهم، ورفعت من مستواهم الأخلاقي وأصبح التونسيون أكثر تضامنا وأكثر ثقة في أنفسهم وأكثر إيثارا، حتى إنّ نسبة حوادث الطرقات نقصت، رغم اختفاء البوليس من الشوارع، ونقصت نسبة الجرائم، ونسبة الطلاق انخفضت مقارنة بنفس الفترة من السنوات الماضية، العيادات النفسية قلّ زائروها، بركات السّماء نزلت، إذ تضاعف الإنتاج الزراعي هذه السنة أربع مرّات، هذا ما يدلّ على أنّ اقتلاع طاغوت من الأرض هو إذن بنزول بركات السماء. النهضة والسلفية التونسية – كانت حركة النهضة قبل الثورة مستأثرة بالساحة الإسلامية، لكن سجّل خلال السنوات الأخيرة حضور عدد من التيارات والقوى الإسلامية الأخرى. كيف ترى الطريق لأن تتعايش التيارات الإسلامية المختلفة لتخدم نفس المشروع؟ – خلال تغييب حركة النّهضة بقوة قاهرة، حصل فراغ ديني في الساحة. فقد كان أداء الصلاة تهمة في تونس، وكذلك الحجاب للمرأة والكتاب الإسلامي ممنوعان، ولكن الشعب التونسي شعب مسلم ومتديّن. هذا الفراغ كان لا بدّ أن يملأ. ظهرت القنوات الفضائية، وشبكة الإنترنت، وبدأ الشباب يبحث عن مرجعيات دينية أخرى، لأنّ الساحة التونسية لم تبق فيها مرجعية دينية، فامتدت الأنفس إلى القنوات الفضائية تستمدّ منها زادها الديني. فتأثّرت مجموعات من الشباب بهذه القنوات، وهي قنوات سلفية بالخصوص، فنشأ في تونس تديّن ليس معتادا. الحكومة تصدّت له، وسجن بضعة آلاف من الجماعات السلفية. وقد اعتبرت حركة النّهضة هؤلاء الشباب أبناءها الذين حرموا من مرجعيتها. حرمت النهضة من أداء واجبها تجاههم. اليوم وقد سقط الاستبداد، خرج هؤلاء من السّجون. فالحركة كانت الوحيدة التي طالبت بالإفراج عنهم. ومحامو الحركة هم الذين دافعوا عن هؤلاء. لما صدر العفو التشريعي العام في بداية الثورة، استثني الذين حوكموا بقانون الإرهاب، لكن النهضة رفضت هذا المشروع الذي يستثني هؤلاء ومجموعة أحداث سليمان وجماعة باب سويقة. فقد رفضت حركة النّهضة أيّ استثناء، وخرج كل هؤلاء من السجون. الساحة الإسلامية اليوم لم تبق كما كانت في السبعينيات والثمانينيات. أصبح خلال هذه العشرية تيارات إسلامية أخرى، غير تيار النهضة. الإسلام كبير ولا يمكن لأي حزب مهما تضخّم أن يستوعب الإسلام. الإسلام أوسع من أي حزب وحركة النهضة رغم أنّها أسّست للحركة الإسلامية الحديثة في تونس، لكنها ظلت تؤكد باستمرار أنّها ليست ناطقا رسميا باسم الإسلام ولا تحتكر النطق باسمه. هؤلاء إخواننا والإسلام جامع، ونحن ندعو إلى الحوار والتعايش وإلى أن تكون تونس لكل سكانها، سواء كانوا ممن يؤمنون بفهمنا للإسلام، أو لهم فهم آخر. أنا أرى في هؤلاء الشباب جزءا من شبابنا. نحن أيضا نشأنا على قدر من التشدّد نتيجة الظروف القاسية لكنّنا تأقلمنا مع البيئة التونسية. هؤلاء الشباب نشؤوا في ظروف مشابهة، وقع فيها تجريم التديّن وجرّمت الصلاة، فطبيعي أن ينشأ شباب على قدر من التشدّد، ويبدو لبعض الشباب الإسلامي وكأنهم فاتحون في هذا البلد. أحسّ أنّ استيراد تيارات سلفية على مذاهب أخرى لن يصمد طويلا. وكما أنّنا أثّرنا في بلادنا، فشذّبنا من التدين القائم، ومن قدر من الخرافات والبدع، ولا شكّ أنّ التدين التونسي اليوم أفضل مما كان عليه منذ قرن، أكثر صفاء وأكثر استقامة. وكما أثّرنا في نمط التديّن تشذيبا وتهذيبا، فإنّ نمط التدين التونسي أثر فينا. كانت هناك علاقة تأثر وتأثير بيننا وبين بيئتنا. أحسب أنّ شبابنا اليوم من الشباب السلفي، سيأخذ ويعطي، إلى أن نصل إلى قاعدة من التديّن المشترك الذي نشأت عليه أجيال شعبنا وارتضته. أولويات النهضة – ما هي أولويات حركة النهضة في هذه المرحلة؟ – الأولويات الكبرى هو تحقيق أهداف الثورة. فالثورة قامت من أجل إعادة الشرعية للشعب. شعبنا سلب شرعيته وسلبت أمواله، وقامت الثورة من أجل أن تعيد السلطة للشعب، وتعيد له ثروته، وتضع حدّا للاستبداد وحدّا للنهب. فتستعاد الأموال المنهوبة، ويعاقب المجرمون وينطلق نظام ديمقراطي يعيد السلطة للشعب. نظام يعبّئ طاقات الشعب من أجل منوال تنموي يحقّق العدالة الاجتماعية بين الفئات وبين الجهات. كلّ ذلك في إطار هوية الشعب العربية المسلمة. أولويتها هي أولوية وطنية وليست أولوية حزبية. أولويتنا الآن أن تنجح العملية الانتخابية في إفراز مجلس تأسيسي يضع دستورا ديمقراطيا عادلا. أولويتنا تأسيس حكومة ائتلافية منتخبة. أولويتنا إقامة مشروع تنموي جاد يقضي على البطالة، ويعيد البناء منوالا لتنمية حديثة وعادلة تفعّل طاقات شعبنا وهي طاقات كبيرة من أجل نموذج تنموي يشرّف تونس. كما نجحت تونس في تحقيق نموذج للثورة، ألهم العالم العربي، نقدّر أنّ تونس ستنجح في إيجاد نموذج تنموي متقدّم يلبي مطالب الشعب. الإسلاميون والخوف من الحكم – دخل العالم العربي في وضع جديد تطبعه الثورات المنادية بالحرية والديمقراطية، وهو ما يدعو الحركات الإسلامية إلى تغيير برامجها واهتماماتها. كيف ترى تأثير ذلك على برامج وأولويات الحركات الإسلامية؟ – الساحة الإسلامية تتهيّأ بوعي أو بغير وعي للانتقال من مرحلة الدّعوة إلى مرحلة الدولة، من مرحلة الجماعة المضطهدة إلى الجماعة الحاكمة أو المشاركة في الحكم. إذا أردنا أن يتحقّق في المنطقة العربية استقرار وأن تتحقق تنمية وديمقراطية، فليس هناك إلاّ أن تشارك الحركة الإسلامية في العملية. الحركة الإسلامية اليوم هي القوة الشعبية الأساسية، فما ينبغي أن تتأخّر عن أداء واجبها الديني وواجبها الوطني. ما ينبغي أن ترتجف أفئدتها من مسألة الحكم، وتعتبر أن غيرها من المجموعات العلمانية الصغيرة أولى منها بالقيام بهذا الواجب. ما ينبغي أن ترتجف القلوب هلعا من الحكم، وكأنّ الآخرين يملكون أسراره. وكأنّ الآخرين هم أهل الاختصاص في تحقيق أهداف الثورات في العدل والحرية. نحن لا ندعو إلى احتكار الحكم من طرف الحركة الإسلامية، ولكن ندعو الحركة الإسلامية ألا تكبكب أمام أداء الواجب في قيادة شعوبنا. إذا أعطيت الثقة من شعوبها، فالمفروض ألاّ تكبكب ولا تتأخّر ولا تجبن، وإلاّ فسنكون قد ساهمنا في تزييف الديمقراطية. يقول الطغاة إنّ هذه الشعوب غير واعية، ولا ينبغي أن نثق فيها لأنها لو اختارت لاختارت الإسلاميين. الإسلاميون أنفسهم يقولون إن هذه الشعوب التي أعطتنا ثقتها غير واعية، ولا يجب أن نصدّقها. هذا فضيحة وهذه هي مقالة العلمانية. أنا أثق في وعي الشعوب أكثر من وعي النّخب، بما في ذلك النّخب الإسلامية. يجب أن نمضي مع الديمقراطية إلى نهايتها. كلّ حزب يدخل الانتخابات بنيّة أن ينجح. لكن بعض الحركات الإسلامية تدخل الانتخابات وهي واجفة من النجاح، وكأنها تسأل الله ألاّ يبتليها بالنجاح. لماذا يا أخي؟ ثقوا في شعوبكم وامضوا مع موجها إلى النهاية. العلمانيون لا يملكون السرّ المكنون. نخبهم تخرّجت من نفس الجامعات التي تخرّجت منها نخبنا، ونحن نتفوّق عليهم بأنّنا أهل دين، إما أن يقضي على الفساد، أو يحدّ منه إلى حدّ كبير. وهذا مهم جدا، لأنه تبيّن أنّ مصدر فشل مشاريع التنمية هو فساد الحاكمين، والإسلاميون يملكون الدواء، أو التقليل منه إلى حدّ كبير، لأننا مع بشر وليس مع ملائكة. الإسلاميون متفوّقون أيضا لأنّهم يملكون خطابا ينفذ إلى قلوب الناس، والتنمية تحتاج إلى تعبئة الشعب. العلمانيون كأنهم ينادون الناس من مكان بعيد. كأنّهم يخاطبون الناس باللغة الصينية، بينما الإسلامي يتكلّم لغة الناس، يصارح الناس. لو تمّت مصارحة شعوبنا بحقائق الأمور ووقعت تعبئتها، لكان ذلك كفيلا بأن تصبر كما صبر شعب غزّة رغم الحصار. إسماعيل هنية وإخوانه واجهوا الشعب وصارحوه بحقائق الأمور، فصبر معهم. إمكانيات مصر وإمكانيات تونس، أكبر من إمكانيات غزّة ولا شكّ، فلماذا يتخوّف الإسلاميون من الحكم وكأنّه مصيبة؟! أمّا النظام الدولي، والإسلاميون يتخوّفون من أنّ للعلمانيين ظهيرا دوليا، وأنّ العامل الدولي ضدّ الإسلاميين، فأوّلا ليس كل ما تريد أمريكا يكون. ما يريد الله هو الذي يكون، وأمريكا ليست إلهاً. الكثير من الأحداث حصلت في العالم لا تريدها أمريكا، بما في ذلك هذه الثورات، فقد حصلت بدون إرادة أمريكا، ونجحت بدون موافقتها وبدون إذنها. ينبغي أن نتخلّى عن فكرة أن ما يريد الغرب هو الذي يكون، فما يريد الله، ثم ما تريد شعوبنا، هو الذي يكون بإذن الله. ثانيا، الغرب تخلّى عن هؤلاء الدكتاتوريين، وهو الآن ليس في وضع قوّة، ومن أسباب اندلاع هذه الثورات ونجاح ما نجح وستنجح البقية إن شاء الله، هو ضعف الغرب. فالرأسمالية منذ سنتين أوشكت أن تنهار، ولو كان لها فائض طاقة ما تركت مبارك وبن علي يسقطان، بينما كان مبارك قطعة أساسية في الاستراتيجية الدولية في المنطقة. وقد وصفه وزير صهيوني بالكنز الاستراتيجي. كيف تركوا هذا الكنز الاستراتيجي يسقط لو كانت لديهم إمكانية للإبقاء عليه؟ فلا ينبغي لهذا الغول الدولي أن يتناقض مع العقيدة. هذا يتناقض مع العقيدة. الغرب الآن يريد أن ينظر في علاقاته، وهو صاحب مصالح، وهذا سبب من أسباب توتّر النخبة التونسية في تونس. تصريحات الغربيين تتوالى بأنّ الغرب يراهن على تحوّل ديمقراطي لا يقصي أحدا، وأنّ الإسلاميين ينبغي أن يكونوا جزءا أساسيا من كل عملية ديمقراطية، لأنه دون ذلك لن يتحقّق الاستقرار الضروري. الغرب يريد مصالحه، ومصالحه لن تتحقّق إلاّ بالاستقرار، والاستقرار لا يكون إلاّ باستيعاب كل الطيف السياسي وخاصّة أجزاءه الأساسية، والإسلامية هم الجزء الرئيسي. لذلك تكرّرت تصريحات فرنسية وأمريكية وغيرها، بأن الغرب لا يمانع من مشاركة التيار الإسلامي الوسطي. وانعقدت ندوات في أكثر من مكان، في إسبانيا وفرنسا بروكسل، شارك فيها الإخوان والنهضة والعدالة والتنمية وعدد من المفكّرين، وفي كلّ ذلك أكّد مسؤولون أنّ الحركة الإسلامية الوسطية ينبغي أن تكون جزءا من العملية الديمقراطية، وإلاّ فإن العملية ستفشل بإقصاء هذا الطرف منها. ينبغي أن نعزم أمرنا ونوفّر ما تقتضيه عملية انتقالنا من دعوة متظلّمة تئنّ، إلى حركة تحكم وتشارك في الحكم وتقدّم بركات الإسلام وتجسّد عدل الإسلام في الحكم، ولنا الكفاءة في ذلك، ولنتوكّل على الله سبحانه، ومن يتوكّل على الله فهو حسبه، إنّ الله بالغ أمره، قد جعل الله لكل شيء قدرا. رابط الحوار http://www.islamonline.net/ar/IOLArticle_C/1278408956510/1278406720070/IOLArticle_C

<



تونس (الشروق) تتمة للحديث الشامل والحصري الّذي أجرته «الشروق» مع رئيس حركة النهضة السيّد راشد الغنوشي وردّا على سؤال حول تصريحات أدلى بها مؤخّرا في مصر حول الخلافة وأثارت بعض اللبس والانتقادات من خصوم الإسلاميين في تونس، تلقينا من الشيخ راشد الغنوشي الإجابة التالية: «لم أصرح بشيء جديد يختلف عما هو مألوف من آرائي ، قلت بأنّ المسلمين يؤمنون بأنهم امة واحدة مع أنهم يعيشون في ظل دول قطرية فرضت عليهم فيسعون الى تجاوزها صوب اطر وحدوية أرقى مثل الوحدة المغاربيّة والعربيّة والإسلاميّة ، وهي اطر موجودة ولكنها مفرغة من المضامين بما يستوجب تفعيلها، ومعنى ذلك أن فكرة الوحدة لم تُغادرهم وهذا الأمر لا يوجد لدى المسيحيين مثلا (ليس لهم مفهوم الأمّة). ومن ذلك منظمة المؤتمر الإسلامي –مثلا- هيكل موجود لم يصنعه الإسلاميون بل صنعته الدول والحكومات وهي الّتي أوجدتهُ والدساتير في الدول العربية والإسلاميّة تؤكّد على المرجعية الإسلاميّة ، فالإسلام ليس غريبا عن جملة الأفكار والأطر السياسية بل هو أصيل.وعندما نُطالب بمزيد تفعيل مثل هذا الهيكل –منظمة المؤتمر الإسلامي – هل يتحوّل مطلبنا ذلك إلى مطيّة لتشويهنا والتقول علينا بالخرافة أو بازدواجية الخطاب.إنّ الحديث عن الوحدة الإسلاميّة ليس وهما وليس هو بمنكر، عندما تعرّضت البوسنة إلى تلك المحنة أصبحت تشغل كلّ المسلمين وأضحت قضية تنبض في قلب كلّ مسلم وكأنّ الحرب كانت تجري في داخل كلّ واحد منّا. والأمر ذاته إزاء محنة الشيشان وفلسطين. النهضة لا تعتبر الخلافة مصطلحا دينياوالنهضة وخلافا لبعض التيارات الإسلاميّة فإنّها لا تعتبر الخلافة مصطلحا دينيا، إذ يُمكن ان يطلق على الحكم الذي ينتسب إلى الإسلام دولة أو مملكة أو سلطنة أو خلافة أو إمارة ذلك لا يهمّ، العبرة بالمسميات لا بالأسماء وهناك بعض الجماعات الإسلاميّة جعلت من الخلافة لفظا مُقدّسا وعنوانا مُلزما للحكم بالإسلام على الرغم من أنّ هذا المصطلح ليس مصطلحا دينيا بل هو مصطلح سياسي يُمكن الأخذ به أو الاستعاضة عنه دون حرج ، ناهيك وأنّ الدولة التي مرّت في تاريخ الإسلام والمسلمين لم تحمل جميعها تسمية الخلافة بعضها حمل تسمية ألإمارة والبعض حمل تسمية المملكة أو السلطنة…وفي هذا العصر الحديث استخدم اسم الجمهوريّة أو الدولة الإسلاميّة، ومن أهم كتبي ما يحمل عنوان: «الحريات العامّة في الدولة الإسلاميّة».ثمّ الخلافة خلافة من؟ إنّها خلافة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تولاها أبو بكر الصديق ولمّا جاء عمر بن الخطاب هل كان عليه أن يقول بأنّه خليفة خليفة رسول الله قال إنّه أمير المؤمنين…لاحظ التحوّل والتغيّر في التسميات.بالنسبة لنا العبرة بالمسميات وليست بالأسماء، والمسائل السياسيّة في الإسلام معظمها عائد إلى مجال المصالح وهو مجال اجتهادي متغير في عمومه.سلطة الاجتهاد ترفضُ أن يحتكر عالم واحد أو مجموعة فهم النصوص الدينيّةإن الإسلام لم يأت بصورة محدّدة لنظام الدولة لأنّ نظام الدولة تحكمه المصالح ، غير أنّ الدولة كيان له أسس ثقافيّة توجّه السياسات والبرامج والقوانين ، وفي هذا الصدد يتدخّل الإسلام، الإسلام ليس نظاما للدولة وإنّما هو مرجعيّة لها ولقوانينها ولقيمها وسياساتها. وهذه المرجعية لا تنطق باسمها هيئة محددة بل الأمة في تدافع اجتهاداتها ، وإنّه باستثناء التشيّع (الشيعة) الّذي أقرّ بوجود «ولاية الفقيه» تنطق باسم الدين ، فبقية التيارات –والتي نحن من ضمنها- لم تقل بمؤسّسة تنطق باسم السماء أو باسم الوحي وإنّما تُرك الأمر للأمّة (المواطنون) للتشاور والتدافع لتصل في النهاية إلى ما هو الإسلام وما هو موقف الإسلام من قضايا السياسة والمجتمع والثقافة والتعليم ..أي عبر الاجتهاد، ومادامت العقول متعدّدة فإنّ الاجتهادات تكون متعدّدة ، وعندئذ يُمكن لآليات الديمقراطيّة الجديّة أن تعييننا على الوصول إلى القرارات الّتي تُعبّر عن الإرادة العامّة عبر المجال المتعدّد، فمثلا البرلمان يصبح مصدرا للفتوى والتشريع وفضاء لمعرفة موقف الإسلام من مختلف القضايا.إنّ سلطة الاجتهاد ترفضُ أن يحتكر عالم واحد أو مجموعة فهم النصوص الدينيّة إنّما هي الأمّة عبر ممثليها، وهنا فقط يُمكن أن نصل إلى التوافق بين الدين والدولة فالدين لا يتدخّل عبر مؤسّسة مثل الكنيسة بل يتدخّل عبر المجتمع عبر سلطة التدافع والتشاور، وذلك بسبب غياب سلطة دينيّة في الإسلام لأنّ السلطة –والدولة- في الإسلام هي سلطة ودولة مدنيّة تُصيب وتخطئ ، دولة تُمارس الاجتهاد ومن يُمارس الاجتهاد يبقى دوما عرضة للخطإ والصواب.وفي الإسلام لا سلطة للدولة الإسلاميّة على ضمائر الناس (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) ، لأنّ الحريّة مقصد أساسيّ من مقاصد الشريعة ولا قيمة لتديّن لم يستند إلى حريّة صاحبه، لأنّ التديّن بغير حريّة (بغير قرار ذاتي) هو نفاق والنفاق وهو أسوأ من الكفر ، والإسلام لا يُريد أن يُحوّل الناس من كفّار إلى منافقين لأنّه عندما يُجبرهم على ما لا يريدون يجعلهم منافقين.الحريّة هي الخطوة الأولى نحو الإسلامإنّ الحريّة هي الخطوة الأولى نحو الإسلام (يدخل الإنسان الإسلام بمسؤوليّة شخصيّة لا مجال فيها للغش أو النفاق وبفعل ذاتي يُعبّر عن قناعة ذاتية: (أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّدا رسول الله)، وبالتالي ليس من مهمّة الدولة أن تفرض على الناس دينا أو خلقا ولكن من مهمّاتها أن تُوفّر لمواطنيها مناخا صحيّا للتعاون والتعايش والحوار والتثاقف والنقاش والمساواة والإبداع ، وهذه هي الحضارة حيث الفضاء المفتوح الّذي تتلاقى فيه كلّ العقائد والأفكار والإرادات ويبقى لكلّ واحد من الناس أن يُقرّر ما يشاء في أمر دينه، الإسلام يحترم خصوصيات الناس ولا يتدخّل في ما يخصّ معتقدهم أو مأكلهم أو ملبسهم أو حياتهم الأسريّة ، والسؤال هو لماذا الدولة تتدخّل في كلّ ذلك؟إنّ تدخّل الدولة في تلك الخصوصيات هو تماما كتدخّل طرف ديني باسم الإسلام لفرض شكل معيّن على الناس ، والدولة الّتي تؤمن بها النهضة هي الدولة التي لا ترضى لا بهذا ولا ذاك ، هي الدولة التي تحمي حقوق الناس وخصوصياتهم وهي الدولة التي تجعل مهمّتها الأساسيّة هي الاهتمام بالشأن العام الّذي يتشكّل عبر التدافع والحوار بين الناس ، وهي الدولة التي تسعى إلى ترجمة الإرادة العامّة عبر السياسات الصحيحة وآليات الحكم الرشيد أي آليات الديمقراطية وليس عبر الدكتاتوريّة والانفراد بصناعة القرارات.إنّ العلاقة بين الدولة والدين هي علاقة تعاون وليس علاقة إكراه أو إلزام ، نستطيع أن نقول بكلمة أخرى إنّه إذا كان قادة الثورات في أوروبا ثاروا ضدّ الكنائس من أجل تحرير الدول والعقول من الدين فإنّ الثورة في العالم الإسلامي تريد أن تُحرّر الدين من سلطة الدولة، لقد تلبّست الدول العربية بالدين ووظفته كيف ما شاءت وكان لا بُدّ من تجريدها من هذا السلاح.فعلمانيّة بورقيبة –مثلا- لم تكن مثل علمانية فرنسا ، لقد فعل بورقيبة ما لم تفعله العلمانية الفرنسيّة مع انها كانت من أقسى العلمانيات في أوروبا ، فأوّل ما فعله بورقيبة هو إغلاق جامع الزيتونة وهذا في رأيي عمل فاشيستي ، لماذا في أوروبا بقيت للكنائس مؤسساتها التعليمية وبقيت لها اوقافها ، بينما العلمانيون عندنا لبسوا عمامة الاجتهاد الديني وهم لا يؤمنون بالدين أصلا ، فبورقيبة الذي اعتبر نفسه مجتهدا سخر من الدين وأباح إفطار رمضان.وصادر الاوقاف وشطب مؤسسات التعليم الاسلامي العتيدةهذه الاعتبارات تجعل الموقف العلماني الّذي يُطالب بتحييد الدين عن الدولة أقرب إلى التعايش مع الإسلام وليس الموقف العلماني المنافق:فبأيّ حق الدولة هي الّتي تُعيّن الأئمة وتتحكّم في التعليم الديني؟.وممّا أذكرهُ في محاكمات ما سمي بالمؤامرة سنة 1962 أنّه ورد في حيثيات الحكم ضدّ الشيخ الشهيد أحمد الرحموني:»رحمه الله ..وحيث أنّ المتهم سمح لنفسه أن يُفسّر القرآن خلاف ما فسّره فخامة الرئيس»، هذا ليس صوت حاكم علماني ، ما علاقة الرئيس بتفسير القرآن؟ لماذا الدولة تتدخّل وتُحاول فرض تصوّر معيّن للإسلام بذاته على المواطن؟.الحركة الإسلاميّة أكثر علمانيّة من بورقيبةومن هذه الزاوية يمكن اعتبار الحركة الإسلاميّة أكثر علمانيّة من بورقيبة لأنّها لا تُريد فرض وصاية على الدين ولا وصاية على الدولة.أنا شخصيا رفضت مُقترحا قدّمه الإخوان المسلمون في مصر تضمّن ثلاث نقاط منها الخطير جدّا وهو المطالبة بتشكيل هيئة علميّة دينيّة تقوم بدور الرقابة على البرلمان لضمان أن لا تتناقض القوانين والتشريعات مع الإسلام ، عارضت هذا المقترح وعدل عنه أصحابه لأنّه لا وصاية على ممثلي الشعب. نحن ضدّ أن تُمارس فئة معيّنة وصاية على الدين ونحن كذلك ضدّ أن تُمارس الدولة وصايتها على الدين ، الدولة مجال للتدافع السلمي بين مختلف التيارات وتعكس التيار الأوسع في المجتمع لترجمة سياساتها وخيارات الشعب مع ترك الأقليّة تعيش قناعاتها ، وعلى المستوى التشريعي فالدولة ستعكسُ التوجّهات الكبرى للرأي العام وكلّ سياسة لا تُخالف الإسلام فهي سياسة إسلاميّة فالرأي العام هو الضامن لعدم تصادم السياسات والبرامج مع الإسلام ، فالرهان الأساسي تجاه الرأي العام. ونحن على قناعة بأنّ حكم الفرد هو سبب كلّ ما حلّ ببلادنا من مصائب، لذلك اتخذنا قرارنا بالنضال من أجل حكم برلماني يكون بديلا عن الحكم الرئاسي حتى يجتثّ تراث الاستبداد والتفرّد الّذي استشرى منذ العهد البورقيبي وعبر تاريخنا لأنّنا نثق في الشعب وقدراته على صناعة مستقبله، نحن نريد للسلطة أن تتوزّع على أوسع نطاق وأن تنزل إلى تحت بدل أن تصعد إلى فوق ، نريد سلطة واسعة لمؤسسات الحكم المحلّي وأن تكون الهياكل والمسؤوليات منتخبة فالانتخاب هو القاعدة». خالد الحدّاد

<



في حديث لقناة تونس الوطنية مع وزير خارجية بلادنا قام هذا الوزير بتبرير عمليات التطبيع المشبوهة مع العدو الإسرائيلي بصورة تستفز المواطن التونسي الذي يرفض هذا الكيان الغاصب و يدعو لتضمين الدستور التونسي رفض التطبيع. وشعرنا بالخجل من حديث الوزير الذي مسح السكين في ياسر عرفات قائلا أنه هو الذي نصحنا بفتح تمثيل دبلوماسي في تل أبيب و قمنا باتصال مع أصدقائنا الفلسطينيين و منهم من تحمل مسؤوليات سامية في المنظمة بتونس و رام الله فكذبوا الوزير التونسي و قالوا إن الوزير يدافع في الحقيقة عن تورط الرئيس المخلوع الذي اختار وحده تحت ضغوط اللوبي اليهودي التونسي فتح مكتب تونسي في الكيان الغاشم. ثم إن الوزير دافع عن خميس الجهيناوي أحد أكبر التجمعيين المناشدين لبن علي و الذي كتب اكبر عدد من التقارير البوليسية ضد المعارضين لبن علي ايام كان سفير الطاغية و الذي كان سفير تونس لدى ناتنياهوو الصور موجودة على فاسبوك حين كان الجهيناوي يرقص في حفلات الإسرائيلي التونسي الوزير الصهيوني سيلفان شالوم في ضاحية شط تل أبيب و يأكل المنينة و الكعابر.ثم المولدي الكافي من أعطاه حق الدفاع عن إسرائيل وهو السفير السابق لدى بن علي و المخلوع هو الذي سلمه أوراق اعتماده منذ 1987 الى اخر سفارة تحملها بحماس التجمعي المخاص سنة 2005 قبل ان يحال على التقاعد والسفراء زمالاءه القدامى يعرفون الكافي و يستنكرون كيف سمح لكلاب المخابرات الأمريكية بتفتيش اجهزة الإعلاميين التونسيين في حرم الوزارة يوم الندوة الصحفية لهيلاري كلنتن على كل حال فان الدبلوماسيين التونسيين يعرفون الكافي و يعرفون حكومة الظل التي تحدث عنها الراجحي والتي عينته وزير في الحكومة المؤقتة و الايام ستكشف المستور كريم المرواني مهندس أول

<



كمال زايت 2011-08-26 الجزائر ‘القدس العربي’: أثارت الشروط التي وضعتها الجزائر للاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي جدلا، وخاصة فيما يتعلق باشتراط تقديم المجلس التزاما قويا بمحاربة تنظيم القاعدة، ليأتي بعد ذلك تصريح للناطق باسم وزارة الخارجية الذي أكد على أن بلاده لم تضع مثل هذا الشرط، ولكن المجلس الانتقالي لم ينتظر طويلا للتعبير عن رفضه لهذا الشرط. وكانت وكالة ‘رويتر’ قد نقلت على لسان مسؤول حكومي رفيع المستوى (تحفظت على ذكر اسمه) أن الجزائر لديها أسبابها التي تجعلها ترفض الاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي، وأنها تضع شروطا لتغيير موقفها، وفي مقدمتها ضرورة اعتذار المجلس على الاتهامات التي وجهها للسلطة الجزائرية منذ بداية الأزمة في ليبيا، وخاصة مسألة إرسال مرتزقة وأسلحة لدعم نظام القذافي، وهي اتهامات لم يقدم عليها الثوار أي دليل، ومع ذلك ظلوا يكررونها. وأضاف المصدر ‘الجزائر لا تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي لأنه مؤسسة انتقالية، كما يشير اسمه، وأنها ستعترف فقط بالممثلين الشرعيين للشعب الليبي بمجرد أن يختاروا بأنفسهم زعماءهم، موضحا ‘تأمل الجزائر أن تحترم السلطات الليبية الجديدة المعاهدات والاتفاقيات بين الدولتين لاسيما في مجال الأمن’. وأكد على أن الجزائر لديها أدلة على أن متشددين ليبيين سلمتهم لحكومة معمر القذافي هم طلقاء الآن في ليبيا، وأن بعضهم انضم للمعارضين، ويوجد من بين هؤلاء حسبما ذكرت صحف جزائرية أيضا عمر شغلال القيادي السابق في تنظيم القاعدة. وأشار إلى أن هناك دليل على أن إسلاميين ليبيين سلمتهم الجزائر لطرابلس نجحوا في الهروب والانضمام للمعارضة، موضحا أن أحدهم ظهر على شاشة الجزيرة يتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي’. وأضاف ‘نريد أن نتأكد أن الحكام الجدد في ليبيا يشاركوننا الحرب ضد القاعدة في منطقتنا، هذه مسألة أساسية في العلاقات الجيدة’. وسارع الثوار الليبيون إلى الرد على الموقف الجزائري، إذ أكد أحمد باني وهو متحدث عسكري باسم المعارضة الليبية أن تصريحات السلطات الجزائرية غير منصفة، مشددا على أنه على الجزائر محاربة تنظيم القاعدة على أراضيها أولا قبل أن تفرض شروطا على الليبيين، وأنه لا وجود للقاعدة في ليبيا. من جانبها نفت وزارة الخارجية الجزائرية الجمعة أن تكون ربطت بين الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا والتزامه بمكافحة الإسلاميين المتشددين. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن متحدث باسم وزارة الخارجية الجزائرية قوله في تصريح إنه ‘يفند بشكل قاطع هذا الخبر’. وأضاف أن التقرير ‘لا يعكس موقف ولا وجهات نظر الحكومة الجزائرية حول الأحداث الأخيرة التي وقعت في ليبيا.’ ومازالت الجزائر تتعافى من صراع مع الإسلاميين المتشددين قتل خلاله ما يقدر بنحو 200 الف شخص في ذروته في التسعينات. وتشعر حكومتها بالقلق من أن يستغل تنظيم القاعدة الفوضى في ليبيا. والعلاقات بين المجلس الوطني الانتقالي والجزائر مشحونة. وكان مسؤولون بالمجلس قد اتهموا الجزائر بمساندة العقيد الليبي معمر القذافي في الصراع وهو ما نفته الأخيرة. من جهته قال عمار بلاني الناطق باسم الخارجية الجزائرية أن بلاده لم تشترط على المجلس الانتقالي الليبي الالتزام بمحاربة تنظيم القاعدة، مشيرا إلى أن هذا الخبر لا أساس له من الصحة، ولا يعكس موقف الحكومة الجزائرية. ويأتي هذا التكذيب كمؤشر على غياب التنسيق داخل السلطة الجزائرية، خاصة وأن هذه الأخيرة لم تصدر أي موقف رسمي من الأحداث في ليبيا منذ سقوط طرابلس، رغم أن المجلس الانتقالي الليبي اتهم الجزائر بأنها استقبلت العقيد معمر القذافي بعد سقوط العاصمة الليبية في أيدي الثوار. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 27 أوت 2011)

<



بينما تتحدث السلطات السورية عن اصدار قانون جديد للاعلام يضمن حرية التعبير، ويوفر الحماية للرأي الآخر، تعرض الفنان السوري علي فرزات لعملية خطف واعتداء من قبل مجموعة من البلطجية محسوبة على النظام. عملية الخطف تمت في ساحة الامويين اي في قلب العاصمة السورية دمشق، ومن قبل ملثمين كانوا يستقلون سيارة، عندما كان عائداً من مكتبه في طريقه الى منزله فجر يوم الخميس. وزارة الداخلية السورية قالت انها ستفتح تحقيقاً في الجريمة للتعرف على هوية الجناة وتقديمهم الى العدالة، ولكن من المشكوك فيه ان تحول هذه الاقوال الى افعال، ومن غير المستبعد ان يتم اغلاق الملف وتوجيه الاتهام الى شخص مجهول تماماً مثلما حدث في قضايا عديدة مماثلة تعرض لها مواطنون على ايدي قوات الامن او جماعات البلطجة. لا يمكن ان نصدق ان قوات الامن السورية التي هي في حال استنفار كامل هذه الايام لم تكن على علم، او حتى لم ترصد عملية الاعتداء هذه وفي ساحة في قلب العاصمة، وفي مثل هذه الساعة المتأخرة من الليل. الرجل لم يدع يوماً انه من المعارضة، ولم يظهر اي رغبة في القيام بأي دور سياسي، ولم يحمل اي سلاح في حياته، باستثناء ريشته الماضية في انتقاد كل اوجه الفساد وانتهاك الحريات وحقوق الانسان ليس في سورية وحدها وانما في جميع انحاء الدول العربية والعالم. ان الاعتداء على فنان في قامة وحجم الزميل علي فرزات يؤكد شكوكنا بان جميع الاحاديث عن الاصلاح في سورية هي مجرد وعود فارغة من اي مضمون، ولذر الرماد في العيون لا اكثر ولا اقل. من يريد الاصلاح فعلاً، وفي ميادين الاصلاح على وجه الخصوص، يقدم مثلاً على اطلاق الحريات، واحترام الرأي الآخر، وتحرير الاعلام السوري الرسمي منه (لا يوجد اعلام خاص) من كل قيود الرقابة الذاتية والرسمية المفروضة بعقلية الحرب الباردة. فالدولة التي لا تستطيع ان تتحمل رسماً كارتونياً لفنان مبدع معروف عالمياً بانتقاده الجميع دون استثناء اذا ما انتهكوا الحريات الانسانية، فكيف يمكن ان تتحمل تعددية حزبية ونظاما قضائيا مستقلا، وفصلا كاملا بين السلطات، وقضاء عادلا مستقلا، ومحاسبة دقيقة في اطار شفافية عالية؟ الفنانون في سورية يواجهون هذه الايام ظروفاً صعبة للغاية، فأي فنان يعبر عن رأي مخالف لرأي السلطات يتعرض للتشهير ونهش الاعراض والتهميش الكامل، وقطع لقمة العيش، هذا اذا لم يتعرض للخطف والاعتداء مثلما حدث للزميل فرزات. والأخطر من ذلك ان الحياد ممنوع، فلا بديل عن دعم النظام وكل عمليات القتل التي تمارسها قواته الامنية، وهذا امر يهز الثقة في اي وعود للنظام بالاصلاح ان لم يكن يقتلها. نتضامن بالكامل مع الزميل فرزات وكل رجال الاعلام الآخرين الذين يتعرضون للاعتداء من قبل البلطجية وشبيحة النظام. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 27 أوت 2011)

<



عبد المنعم أبو الفتوح
حسنا فعل فضيلة الشيخ أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر برفضه السماح لعدد من أساتذة جامعة الأزهر بتأسيس حزب يحمل اسم الأزهر الشريف، مبتعدا باسم الأزهر الشريف كأكبر هيئة إسلامية عن الدخول فى التنافس الحزبى على السلطة والاشتباك السياسى حول ما يمكن الاختلاف عليه من فهم ورأى فى العمل العام.
وهو الأمر الذى لو حدث لوضع المجتمع كله فى حالة حيرة شديدة عن الفارق بين ما يمثله رأى الأزهر، الهيئة الإسلامية ذات الرصيد الأكبر لدى الأمة.. وبين رأى أعضاء الحزب.. الأفراد الذين تتنازع اهتماماتهم وتقديراتهم خلفيات معرفية متنوعة وما يترتب على هذه الخلفيات من مواقف واختيارات.
الأمر نفسه يجب أن ينسحب على الهيئات الإسلامية الشعبية والجمعيات الدينية فلا ينبغى ان يمارسوا العمل الحزبى بتطبيقاته المعروفة من تبنى آراء محددة قاطعة والدخول فى الانتخابات والتنافس على السلطة سواء باسمها الصريح المعلن أو باسم آخر.. ولى فى هذا المجال عدة نقاط أحب أن أرصدها وأبرزها:
أولا: هناك فارق بين العمل الحزبى والعمل الدعوى؛ العمل الحزبى له إجراءاته وقواعده فى ضبط علاقة أفراده ببعضها البعض أو فى ضبط علاقة الحزب بالمجتمع، ومعروف أن أهداف الحزب تتمثل أكثر ما تتمثل فى الوصول إلى الحكم وحيازة السلطة من خلال التأثير على الجمهور ودعوته إلى انتخاب أعضائه، والحزب بذلك يدخل فى منافسة مع الآخرين الذين لا يحملون رؤيته ولا يتبعون أفكاره وهى الآراء والأفكار المفتوحة على النقاش والنقد والاتفاق والاختلاف.
والعمل الدعوى هو كل جهد يبذل لنشر الدين والتوعية بقيمه ومبادئه والقيام بمسئوليات التربية والتكوين تجاه الناس.. والتوعية السياسية جزء من التربية الصحيحة فى هذا المدار.. لأن السياسة هى تدبير الشأن العام والقيام بمسئولياته وواجباته ومنطقى بل وضرورى أن يكون القائم بهذا التدبير على درجة عالية من الأخلاق والقيم، لكن لا ينبغى للاثنين ان يتحدثا من على منبر واحد (الدعوى والحزبى).. ويجب التمييز الواضح بين الحالة الدعوية من حيث هى حالة تبشير وتبصير وتبيان لأحكام الدين والحالة الحزبية التى هى تجمع بشرى قائم على الرغبة فى تحقيق مصالح لفئة ما أو مجموعة ما من الناس.
أنا أحد من ينفرون من الجملة التى روجها البعض (استغلال الدين فى السياسة).. والتى أشاعها وحرص على نشرها من لا يحبون الدين وتعاليمه.. فكان أن روجوا لها استنادا لتجارب تاريخية صحيحة وحقيقية ولكن فى سياق لئيم بغرض كما قلت إقصاء الدين عن الحياة..
وهو ما لا يقبله مسلم ولا يرتضيه لنفسه ولا لدينه، لذلك ينبغى علينا كمسلمين حنفاء نرجو إصلاح الدنيا بالدين ان نكون على وعى ودراية وخبرة وذكاء بالحركة فى المساحة بين الاثنين فلا نسمح لمخاصم للدين ومبغض لتعاليمه أن يمسك بذراعى صائحا (أنت تستغل الدين لمصلحتك).
والحكاية التى سأذكرها هى نموذج فج وبدائى لاستغلال الدين فى السياسة.. ويا بعد ما بين الإسلاميين وبين هذه السلوكيات. إذ يحكى أن المفكر المعروف أحمد لطفى السيد قرر أن يخوض الانتخابات البرلمانية فى العهد الملكى تحت شعار الديمقراطية وابتدأ حملته البرلمانية فى منطقته الانتخابية والتى تقع فى السنبلاوين.. كان أحمد لطفى السيد يعيش فى القاهرة يتكلم عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وبلغة ولهجة المثقفين وليس بلهجة الأرياف وكان منافسه الانتخابى يعيش فى السنبلاوين ويعرف كيف يفكر الناس فى تلك المنطقة فقال لهم قبل أن يأتى أحمد لطفى السيد من القاهرة يشرح لهم برنامجه الانتخابى: أحمد لطفى السيد ديمقراطى.. هل تعلمون ماذا تعنى ديمقراطى؟ انه يريد اختلاط الرجال بالنساء ويدعو إلى زواج المحارم وكل ما يخالف الدين واسألوه بنفسكم حين يأتى إليكم..
وعندما جاء أحمد لطفى السيد إلى منطقته الانتخابية لم يكذب الناس الخبر إذ سألوه مباشرة (أنت صحيح يا أستاذ زى ما بيقولوا راجل ديمقراطى؟! ولم يكن صاحبنا يعرف أن هناك فرقا كبيرا بين مفهوم الديمقراطية الذى ينادى به ومفهوم الديمقراطية فى أذهانهم كما وصفه منافسه الانتخابى لذا قال لهم: طبعا.. أنا ديمقراطى! وقبل أن يشرح برنامجه انفض عنه الناس وسقط سقوطا شنيعا فى الانتخابات البرلمانية وفاز منافسه..
مما نحلم به لمصرنا الحبيبة.. مستقبلا خاليا من مثل هذه الممارسات.. كان لمنافس أحمد لطفى السيد أن يقول للناس مساوئ الديمقراطية ــ وهى كثيرة بالمناسبة ــ دون أن يكذب ويفترى على الرجل وعلى الدين نفسه.. لكن معرفة الرجل بطبيعة المصريين المعجونة بحبهم للدين.. ومعرفته أيضا ببساطة وعيهم بالتعبيرات السياسية جعلته يدخل لهم من باب الدين هذا المدخل الخبيث.. ولعلنا نذكر الشائعة التى انتشرت وقت الاستفتاء الأخير على التعديلات الدستورية عن إلغاء المادة الثانية من الدستور، وكيف كانت الحالة العامة فى المجتمع وقت إجراء الاستفتاء.
ثانيا: السياسة باعتبارها إصلاح الحكم فى الداخل وضبط العلاقة مع العالم الخارجى وفق المصالح والمبادئ العامة للأمة هى جزء من الإسلام الشامل المحقق للحياة الصحيحة، كما أراد لها الحق تبارك وتعالى أن تكون. والدين مهم جدا للسياسة إذ يمنحها بعدا أخلاقيا ينظفها من الدسائس والمؤامرات.. لكن لا ينبغى اعتبار السياسة شأنا دينيا بحتا..
يسرى عليها منطق الأحكام الفقهية سواء فى اللغة المستخدمة أو طريقة المعالجة نفسها، وزج الفقه بأحكامه فى دائرة السياسة المرنة المتغيرة يثير مشكلات (مثل ما حكم مقاطعة الانتخابات أو الاستفتاء أو ما شابه ذلك من اختيارات متغيرة..) وعلينا ان نتذكر هنا أن هناك فرقا بين الفقة والشريعة..
الشريعة وضع ثابت وحاكم وضابط أما الفقه فهو الاجتهاد البشرى فى فهم الشريعة ومن الممكن أن يخطئ أو يصيب وفق قاعدة الاجتهاد المشهورة. والتضارب الذى يحدث أحيانا بين السياسة والفقه.. طبيعى ومتوقع ويقبله الإسلام ويسعه لأن السياسة تدور حسب المصالح وتختلف بناء على تعقيدات الواقع. والسياسة تدخل فى مساحات العفو التى تركها الله للاجتهاد البشرى ولا يصح فيها التوقيع عن الله كما يقول العلماء. ومن المهم هنا ان نفرق بوضوح بين الحكم الشرعى الأصلى وهو مطلق فى حركة الزمان والمكان.. وبين الرأى الفقهى الذى يتناول الحكم الشرعى فى ظرف محدد وواقعة محددة. ولنتذكر دائما أن الله شرع الدين فجعله سمحا سهلا واسعا ولم يجعله ضيقا حرجا.
ثالثا: دور المسجد فى الحياة العامة شديد الأهمية فإذا كانت الحياة تفرق الناس فإن المسجد يجمعهم ويقربهم لبعضهم البعض بما يقلل الفردية والأنانية والسلبية والانعزال. وصلاة الجمعة مظهر عميق من مظاهر الوحدة الاجتماعية، واكتسب المسجد خلال الفترة الماضية دورا كبيرا.. خاصة مع الغياب القسرى لمؤسسات المجتمع المدنى بغرض إضعاف المجتمع وتفكيكه أمام جبروت الدولة وسطوتها..
وقد رأينا كيف كانت (الجُمَع) علامات فى طريق الحرية والخلاص وهذا طبيعى فى مجتمع هذا هو دينه وهذه هى ثقافته بل من المعيب أن يتم تغييب هذه الثقافة عن التحقق فى واقع الناس الاجتماعى والسياسى. وليس من الإسلام منع المنابر من الحديث فى السياسة بمعناها الأوسع الذى يتناول الشأن العام.. يقول بعض العلماء إن خطبة الجمعة فى حد ذاتها (رسالة سياسية).. والشأن العام رعاية وتدبير وإصلاح يقوم على أسس وقواعد متينة كلها مرتبطة بالركيزة الأساسية فى جدلية الصواب والخطأ فى وعى الإنسان المسلم وهى (رقابة الله).
أنت تتحدث عن الأمانة بمنطقها وتطبيقها الفسيح فى كل مجالات الحياة اليومية.. أنت تتحدث عن الإخلاص والضمير فى حضور القانون وغياب القانون.. انت تتحدث عن القوة والكفاءة بكل ما يحمله الإحساس الإنسانى العميق من دور ومسئولية وواجب.
وغيرها من الموضوعات التى تكون الشأن الإنسانى العام فى التدبير والرعاية.. هذا الحديث من صميم السياسة ومن صميم الرسالة الأساسية للمسجد.. وإذا كان الأمر كذلك فى حقيقته وواقعه فإن الأمور تقدر بقدرها وتوزن بوزنها والحكمة التى من أوتيها فقد أوتى خيرا كثيرا هى (وضع الشىء فى محله).. وهو ما يستلزم منا ان ندرك ان المسجد وإن كانت هذه رسالته وتلك مهمته فلا يجب ان يكون (مقرا حزبيا) يدعو لحزب أو جماعة أو فصيل ولا يجب أبدا ان يكون خصما فى الحياة العامة لطرف من الأطراف.. وعليه فحديث المنبر وإن كان حديثا سياسيا فى بعض منه إلا أنه لا يمكن ان يكون حزبيا ينصر رأيًا على رأى.. أو رؤية على رؤية فى نطاق الاجتهاد البشرى المفتوح على الاختلاف والتنوع.
أقول هذا وأنا أعلم أن إخواننا الليبراليين لديهم حساسية مفرطة من المنبر والمسجد ودورهما فى الشأن العام. وإذ أقر ما ذكرته سابقا فلا ينبغى على أصحاب الرأى أن ينسوا الثقافة العامة لمجتمع هذا دينه وهذه حضارته. لا يمكن تغييب الدور الاجتماعى والعلمى والسياسى للمسجد، فى الوقت نفسه لا ينبغى للمسجد أن يكون طرفا مباشرا فى العمل الحزبى والسياسى بما يؤثر على وجدان الناس وشعورهم انطلاقا من الثقة التى يمنحونها للمنبر وخطيبه.
هذه بعض النقاط أردت أن أسجلها استلهاما من موقف فضيلة شيخ الجامع الأزهر.. حرصا منه على ان يكون الأزهر صرحا دينيا يقف فى مركز المجتمع ومنتصفه من حيث كونه مرجعية لعموم الأمة ومن حيث كونه على مسافة واحدة من الاختلافات التى تدور فى حركة المجتمع وتطوره.
وإذا كانت العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما يقول أهل الأصول.. فإن هذا الموقف ينبغى أن ينسحب على الهيئات الإسلامية الشعبية التى يجب عليها ــ خاصة فى الفترة المقبلة التى تشكل بدايات تكوين الوعى الصحيح بحقائق الأمور ــ يجب عليها أن تنأى بنفسها وبرسالتها عن المنافسة الحزبية المباشرة.. وتكون بمثابة الضمير العام للمجتمع الذى إليه يلجأ الفرقاء وإليه يحتكم المختلفون. وهو الأمر الذى من شأنه أن يحقق أمرين على درجة كبيرة من الأهمية..
الأمر الأول: التأكيد على الدور الإصلاحى الذى يتحرك فى مدارات التربية والأخلاق التى بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لتتميمها. وهو الدور الأهم على الاطلاق فى عملية البناء الحضارى والنهضة المنشودة.. الأمر الثانى: نشر المظلة الإسلامية فوق كل الرءوس المختلفة والمتفقة وهو الأمر الذى من خلاله يتحقق الدور المركزى لفاعلية الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى نشر (النور) الذى جاء به محمد (صلى الله عليه وسلم) فيضىء الطريق لرؤية كل حقائق الحياة ومكوناتها على وجهها الصحيح الكامل الوضوح. وفى الوقت نفسه فى إظهار بشاعة الانحراف والزيغ والخروج عن جادة الطريق. وهنا يعنينى أن أؤكد أن الإسلام لا يعرف الفصل بين مكونات الحياة المتنوعة لكنه يحض على التمييز فى الحركة بها للارتقاء بالإنسان.. وهو التمييز الذى ازدادت الحاجة إليه مع تطور الحياة البشرية.  
المصدر: البشير للأخبار عن الشروق المصرية

<



سلطان بن عبدالرحمن العثيم Sultan@alothaim.com
المتأمل للأمم العظيمة والشعوب الكريمة والمجتمعات الناهضة ذات القوة والمعرفة والنفوذ والهوية والمكانة سيجدها فعّلت قوانين النهضة وأخذ بالأسباب وأطلقت الطاقات واستثمرت القدرات لكي تكون على رأس القائمة وفي مقدمة الركب سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وعسكرياً وعلمياً. ومن هذا المنطلق نعرج على أحد أهم قوانين النهضة الذي يجب أن نعطيه حقه ومستحقه على مستوى الفرد والجماعة. الحاكم والمحكوم. الرجل والمرأة. الصغير والكبير. فهو وقود وعتاد. سلاح وزناد. المقبل عليه سعيد ناجح ظافر. والمدبر عنه تعيس فاشل خاسر. ألا وهو قانون اقرأ. إنه قانون السماء لأهل الأرض. أنزله الله ليشعرنا أهميته وقوته ومفعوله السحري علينا. كيف ينشد السعادة من فقد مفاتيحها وينشد القيادة من لم يمسك بأسبابها والنجاح من لم يطبق معادلاته. لقد خلق الله الإنسان من روح وجسد وعقل وعواطف. وجعل لكل جزء مهام واحتياجات. فلا توازن يصنع الطمأنينة والراحة والسعادة بين جميع هذه المكونات إلا عندما تلعب وظائفها وتستوفي احتياجاتها، ومن هنا نقول إن القراءة ليست احتياجاً عقليا صرفاً فقط بل احتياج روحي وعاطفي وجسدي أيضاً وهنا تكمن الأهمية البالغة في هذه القضية المهمة والحساسة والتي أتمنى أن يعطيها القارئ الكريم حقها ويعيد النظر في عادته وممارساته وعلاقاته مع خير صديق في الزمان الكتاب.. وهنا نورد بعض الأفكار المهمة التي سوف تكون مدخلنا لهذا العالم القيم والممتع بإذن الله: 1 – ابدأ القراءة في الفنون والعلوم التي تحب وهنا تكون القراءة متعة وفائدة. فلكل منا اهتمامات وهوايات ورغبات ومن هنا تكون القراءة عادة يومية عندما ترتبط بما نحب ونهوى. وما نفتش عنه من تساؤلات أو أفكار جديدة نصبغ بها جدار العمر الزاهي وسماء الحياة اليانعة، ثم بعد ذلك نوّع قراءتك بعد أن تكون القراءة عادة لك. 2 – تدرج في القراءة لا تجبر نفسك على عدد من الصفحات وتدرج هنا وسوف تجد نفسك تزيد أكثر مع الأيام لما تلمسه من متعة نفسية ورفعة عقلية واتساع فكري ومعرفي وقوة في الشخصية والمنطق والحجة. ورشد في القرار والتوجه. وحكمة في الحياة والمعيشة. ولا تجبر نفسك على قراءة جميع الكتاب بل اختر ما يناسب اهتمامك وضالتك ومبتغاك عبر فهرس الكتاب. وإن أتممته كاملاً فتلك الغاية والمغنم. 3 – تعلم تقنيات القراءة السريعة وهي من نعم الله علينا في هذا العصر؛ حيث تختصر الوقت وتزيد من التحصيل والاستفادة وترفع قدرة الإنسان في القراءة والاطلاع إلى حوالي 10 أضعاف طاقته السابقة أو أكثر وهذا يجعلنا أمام فرصة كبيرة لإنجاز الكثير في وقت قصير. 4 – دوّن الملاحظات والآراء على جنبات الكتاب للحفظ والمراجعة اجعل من قلم الرصاص رفيقاً لك في القراءة ودوّن ما جاد به المؤلف وتميز، بالإضافة إلى المعلومات المهمة والجديدة وسوف تستفيد من التدوين مساعدتك على الحفظ والاسترجاع. فالصيد قيد كما يقول العلماء، بالإضافة إلى أن ذلك يساعدك على سرعة الرجوع إلى هذا الأرشيف واستخراج الفوائد التي لخصتها من هذا الكتاب بالإضافة إلى آرائك الشخصية حول الكتاب سواء ما قبلته أو ما ترفضه من طرح المؤلف. 5 – استخدم استراتيجيات التكامل بين الكتاب والموقع والشريط والبرامج المصورة العلوم والمعرفة لها صيغ مختلفة ومنوعة. منها الكتاب والصحيفة والمجلة والموقع الإلكتروني ومنها الدورة التدريبية والشريط والمشهد المرئي والبرنامج المصور وغيرها، وهنا نؤكد على أهمية الاستفادة من جميع الأوعية المعرفية لتشكيل الوعي لدينا وتحقيق التقدم المنشود في الفكر والسلوك والمنطق وطرق الحياة على مستوى الفرد والمجتمع. 6 – فكِّر في القراءة في أوقات الانتظار وساعات السفر والتنقل كثيرا ما تصادفنا أوقات للانتظار في المطارات والمستشفيات والرحلات هنا وهناك؛ فعلينا تغيير عادة التذمر من ذلك والتأفف. وإمعان النظر في القادم والذاهب والنظر إلى الأسقف والجدران لتضييع الوقت إلى وقت يستثمر بالقراءة والاطلاع والاستفادة والارتقاء والتنمية الذاتية فرب دقائق حصّلت فيها معلومة غيرت حياتك من أسفل سافلين إلى أعلى عليين، فالحياة في نهاية الأمر كلمة أو عبارة أو قصة أو حدث ومن ثم يأتي التغيير والتطوير والنجاح والعبقرية. 7 – استفد من الخيارات التكنولوجية الحديثة في الحصول على الكتاب الإلكتروني وفرت أجهزت الاتصالات الحديثة خاصيات وبرامج مهمة لتوفير المعلومة وتيسير الاحتفاظ بها والاستفادة منها وتكوين المكتبات الإلكترونية؛ فاستغل هذه النعمة واستخدمها في خيري الدنيا والآخرة ولا تكن هذه الأجهزة فقط للهو واللعب والترفيه. فساعة وساعة أيها الأحبة. 8 – اقرأ الملخصات والمختصرات على أقل تقدير إن كنت مشغولاً جداً أو تحت ضغط عمل فلن تتطور أعمالك أو تجارتك أو حياتك إلا بالقراءة والاطلاع والتطوير المستمر ولن تكون معذوراً أبداً لعدم القراءة فهناك الكثير من الملخصات والمختصرات لأعظم الكتب وأهم الأبحاث والدراسات؛ فاحرص على الاطلاع عليها والانتفاع ومعظمها ولله الحمد على الإنترنت. فأن تقرأ الزبدة خير من ألا تقرأ أبداً! فكن فاعلاً هماماً إيجابياً في كل الظروف. 9 – احرص في اختياراتك على النافع والرافع الخيرات أمامنا كثيرة جداً ومنها الغث ومنها السمين فاقطفوا منها ما صفا واتركوا ما تكدر. وهنا تأتي أهمية الكتب القيمة والمفيدة والراقية والتي كتبت بمداد من نور وأحرف من ذهب في شتى العلوم والمعارف وابتعدوا عن كتب الإثارة السامجة والروايات السطحية التي لا تبني فكراً ولا شخصية ولا مستقبلاً. ولا تحرصوا على كتب اشتهر أصحابها بأنهم أصحاب هوى متبع أو مصالح شخصية أو شهوات متلاطمة. واحرصوا على البعد عن أهل الارتباك الفكري أو الانحراف العقدي أو الضياع الاجتماعي ولا تدخلوا هذا المعترك إلا بعد تكوين أرضية قوية تستطيعون السير عليها في هذا الحقل من الألغام بقوة وثقة تتكؤون عليها. 10 – كوّن من مصروفك الصغير مكتبتك الكبيرة عشرون ريالا شهرياً سوف تجعلك تملك مكتبة موسوعية فيها الآلاف من الكتب والمجلات والبحوث خلال خمسة وعشرين عاماً لك وللعائلة ولأقاربك وأصدقائك. فيها من الدرر ما ندر وما توفر. وهي من أعظم الكنوز لك ولعائلتك. وهنا ينشأ نموذج الأسرة المثقفة الواعية الطموحة التي تنشأ في بيئة ثقافية وعلمية وأخلاقية ودينية راقية. وهو مطلب كل من يقرأ هذه الأحرف إن لم يكن لنفسه فلفلذات كبده وأولاده الذين يريدهم على أفضل حال وأطيب منزلة وأرقى مكانة. 11 – تسّلح بالقراءة قبل الإقدام على أي تجربة جديدة تسلح بهذا الكنز في كل تجربة تقدم عليها تجارة كان أو استثمارا. زواجاً كان أم إنجاباً تربية كانت أم إدارة. زراعة أو صناعة أو سياحة. فلن تفلح وأنت غارق بجهلك. وسوف تولي الدبر لا محالة إن لم يكن لديك أرضية صلبة تتكئ عليها والعاقل خصيم نفسه. 12 – كن متميزاً عن أقرانك واجعل الكتاب رفيقك الدائم لا تتأثر بالثقافة الشعبية السلبية حول هذا الموضوع ولا تهتم بغمز ولمز العامة من الناس حين تخرج الكتاب هنا أو هناك. وكن مميزاً دائما فأنت تسبق مجتمعك وترفع علم الريادة والقيادة فهنيئا لك. 13 – اعرف شيئاً في كل شيء. واعرف كل شيء في شيء في تخصصك الدقيق اعرف كل شيء في شيء وكن ملما ًوقوياً من الناحية العلمية والفكرية وصاحب حجة. وفي العلوم الأخرى كن مثقفاً مطلعاً فاعرف شيئا في كل شيء وهي نصيحة غالية ومجربة لأحد أهم أئمة المسلمين. 14 – تمتع بالعين الفاحصة والقراءة النقدية والعقل المحلل تمتع بمهارات القراءة النقدية فلا تقبل كل قول إلا وعليه حجة وبرهان وتجربة وتأصيل شرعي وعلمي وكن متمتعاً بفلتر قوي وحساس فلا تدخل عقلك المتشابهات وسقطات الباحثين والكتاب وجهل الجاهلين وأهواء التائهين وانحرافات الضالين وشبهاتهم. واجعل عقلك قلعة حصينة لا يدخلها إلا من تشرف به ويشرف بها. وفعّل مهارات التحليل والاستنتاج والاستنباط التي وضعها الله بك فهي هبة عظيمة لا وزن لها. ونعمة لا حدود لعطائها ونفعها فكن فارس الرهان في ذلك. 15 – حدث الآخرين عن فوائد آخر كتاب قرأت ما أجمل أن تكون ينبوع علم وفكر ومعرفة متدفقا تفيد الآخرين مما استفدت وتضيف إليهم مما علمت وفهمت. وتذكر لهم أهم ما قرأت وأفضل ما مر بك من الفوائد والعلوم. واجعل آخر كتاب أو مقال قرأته هو مدار الحديث وبوابة النقاش الجاد والحوار المثمر فكل من حولك بحاجة إلى الكنز العلمي الذي تحمل فزكاة العلم تعليمه. * إحصاءات مهمة معدل قراءة المواطن العربي سنوياً هو ربع صفحة فقط، في الوقت الذي تبين فيه أن معدل قراءة المواطن الأميركي 11 كتابا، والبريطاني 7 كتب في العام! وأثبتت الدراسات أن الطفل العربي لا يقرأ سواء 6 دقائق سنوياً خارج المنهج الدراسي رغم ما للقراءة والمطالعة خارج المنهج من أثر كبير على المستوى التعليمي للطالب، ويقرأ كل 20 عربيا كتاباً واحداً بينما يقرأ كل بريطاني 7 كتب أي ما يعادل ما يقرأه 140 عربيا، ويقرأ كل أميركي 11 كتاباً أي ما يعادل ما يقرأه 220 عربيا يا للأسف. بينما تنفق الأسرة اليابانية حوالي %80 من دخلها على التعليم وفي الجانب الآخر تنفق الأسرة الخليجية حوالي %50 من دخلها على الترفيه والوجبات السريعة! * ماذا قال العظماء في القراءة؟ * قال ألبرتو مانغويل: « إن القراءة مفتاح العالم ». وقال: « اقرأ كي تحيا ». * قال الطبيب الشهير د.سوس: « كلما قرأت أكثر كلما عرفت أشياء أكثر، كلما تعلمت أكثر كلما حققت إنجازات أكثر ». * قال جيمس تريليس صاحب كتاب the Read-Aloud-handbook: « نحن نقوم بتعليم أطفالنا القراءة جيداً في المدارس، ولكننا ننسى تعليمهم حب القراءة ». * قال الكاتب الفرنسي مونتين: « أن تقرأ يعني أن تجد الصديق الذي لن يخونك أبداً ». * قال الرئيس الأميركي الثالث جيفرسون: « إن الذين يقرؤون فقط هم الأحرار، ذلك لأن القراءة تطرد الجهل والخرافة، وهما من ألذ أعداء الحرية ». * قال عباس محمود العقاد: « لست أهوى القراءة لأكتب، ولا لأزداد عمرًا في تقدير الحساب، إنما أهوى القراءة لأن لي في هذه الدنيا حياة واحدة، وحياة واحدة لا تكفيني ولا تحرك كل ما في ضميري من بواعث الحركة، القراءة وحدها هي التي تعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة، لأنها تزيد هذه الحياة عمقا.ً * محبرة الحكيم الجهل يجعل الإنسان عدو نفسه. متخبطا في المسير. تائها في الحياة. فاشلا في القرار. متناقضا في التفكير. سيئا في التنفيذ. فأنت في نهاية المطاف وعاء أيها الإنسان إن لم تملأ علماً وفكراً وإيماناً غمرت جهلاً وتيهاً وضياعا! * مدرب ومستشار معتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات CCT وعضو الجمعية الأميركية للتدريب والتطوير ASTD. (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 27 أوت2011)

<

أعداد أخرى مُتاحة

9 août 2004

Accueil TUNISNEWS   5 ème année, N° 1542 du 09.08.2004  archives : www.tunisnews.net المؤتمر من أجل الجمهورية: بـيـان فاضل السّـالك: الفاجعة

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.