حركة النهضة تطالب بفتح تحقيق في سياسة الإهمال الصحي الحزب الديمقراطي التقدمي: نعي للقائد الفلسطيني والعربي البارزالدكتور جورج حبش المكتب الفدرالي للاتحاد العام لطلبة تونس: بلاغ إعلامي طلبة تونس: أخبار الجامعة ا ف ب: تونس: محاكمة مجاهدين من مجموعة متورطة في مواجهات وات: انطلاق اشغال لجان التفكير المحلية والجهوية للإعداد للمؤتمر الخامس للتجمع الدستورى الديمقراطي رويترز: مجموعة الراشيدية تكرم المغني التونسي الراحل علي الرياحي رويترز: اكتشاف مقبرة تعود للقرن الرابع قبل الميلاد في تونس القبس: زوج تونسي يطلب الطلاق من زوجته لتغلبها عليه في العراك رويترز: كوميدي فرنسي يفتتح مهرجان الضحك بتونس نجيب الشابي: الديمقراطية المؤجلة والشبح الكيني د. حسين الباردي: العقل عقلان: عقل « بُرهاني » (نسبة إلى برهان بسيّس) وعقل إنساني محمد البشير بوعلي : »إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما » محمد العروسي الهاني : تنصّر فئة من الشبان و الطلبة التونسيين حقيقة ثابتة- و اين موقف رجال الدين و الاعلام ركن « في رحاب العدالة » بجريدة « الصباح » :حول الجلسة العامة لمجلس الهيئة الوطنية للمحامين جريدة « الصباح »:عدول الإشهاد: «مهنتنا مهدّدة بالاندثار.. وفي طريقها إلى الزوال» جريدة « الصباح »: تحفظات عديدة حول مشروع القانون التوجيهي للتعليم العالي… ودعوة إلى إرجاء عرضه على مجلس النواب جريدة « الصباح »:حول المحاكمة الظالمة لبن صالح و«جماعته» جريدة « الصباح »:مصر.. البهيّة!! جريدة « الصباح »:حول «ذو القرنين» وأصحاب الرسّ وطن: الجزائر تطارد زميلنا الصحفي انور مالك عن طريق الأنتربول وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب :الأميركيون ضبطوا في العراق لوائح جهاديين أجانب ا ف ب: الجيش الأميركي يضبط لوائح مجندين أجانب فـي تنظيم (القاعدة) بالعراق الجزيرة.نت: تحذير أوروبي من عرض فيلم مسيء للقرآن بهولندا د. رجاء بن سلامة: في الوضعيّات النّكوصيّة وفي أنّ سبب الجنون هو توحّد الأصل بالمصير دلال البزري: أنشودة عربية واحدة… « لا نحتاج دروساً في الديموقراطية »
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
21- رضا عيسى 22- الصادق العكاري 23- هشام بنور 24- منير غيث 25- بشير رمضان |
16- وحيد السرايري 17- بوراوي مخلوف 18- وصفي الزغلامي 19- عبدالباسط الصليعي 20- لطفي الداسي |
11- كمال الغضبان 12- منير الحناشي 13- بشير اللواتي 14- محمد نجيب اللواتي 15- الشاذلي النقاش |
6- منذر البجاوي 7- الياس بن رمضان 8- عبد النبي بن رابح 9- الهادي الغالي 10- حسين الغضبان |
1– الصادق شورو 2- ابراهيم الدريدي 3- رضا البوكادي 4-نورالدين العرباوي 5- الكريم بعلوش |
بسم الله الرحمن الرحيم
حركة النهضة تطالب بفتح تحقيق في سياسة الإهمال الصحي
تنعى حركة النهضة، بقلوب مطمئنة راضية بحكم ربها ساخطة على الظلم، الشهيد الأخ الطاهر الشاذلي الضحية الثالثة خلال الأسبوعين الأخيرين الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الخميس 24 جانفي 2008 بعد صراع مرير مع السرطان إثر الإهمال الصحي المتعمد من طرف سلطة السابع من نوفمبر
ـ إن حركة النهضة التي قدمت خيرة أبنائها بين شهيد وسجين ومشرد من أجل أن ينعم وطننا الحبيب تونس بالحرية وأن يتسع لكل أبنائه وبناته ، تعاهد كل شهدائها أنها ستحافظ على المبادئ التي ضحوا من أجلها وأنها ستستمر في نضالها ضد استبداد السلطة حتى تتحقق مطالب الإصلاح الديمقراطي وتطوى صفحة الظلم الأسود الذي عاشته تونس تحث سلطة السابع من نوفمبر
ـ لا تملك إلا أن تجدد الطلب بحملة وطنية تشارك فيها كل الأحزاب والمنظمات الحقوقية والشخصيات الوطنية لانقاذ المساجين المرضى وأن كل توان في هذا الدعم قد يجلب معه ضحايا جدد لسياسية الإهمال الصحي
ـ تشد الأنظار إلى النتائج الخطيرة لسياسة الإهمال الصحي التي بدأت تتوسع فقد سجلت الحركة استشهاد أربعة إخوة خلال الشهر الأخير والقائمة مفتوحة لا يعلم إلا الله من المرشح المقبل. وأمام تفاقم ظاهرة الوفيات فإن الحركة تطالب بفتح تحقيق جدي مستقل في أسباب هذه الوفيات وتطالب بمحاكمة كل مسؤول سياسي أو إداري أو صحي تثبت مسؤوليته عن كل إهمال صحي لحق بالمساجين
ـ تتقدم لعائلة الأخ الشهيد الطاهر الشاذلي بأحر التعازي وتسأل الله العلي القدير أن يلهمهم جميل الصبر والسلوان وأن يتقبل الشهيد في فراديس الجنان
قال تعالي » من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا »
لندن
27 جانفي 2008
رئيس الحركة
الشيخ راشد الغنوشي
الحزب الديمقراطي التقدمي
10، نهج إيف نوهال – تونس
الهاتف: 71332194
نعي للقائد الفلسطيني والعربي البارز
الدكتور جورج حبش
فقدت الأمة العربية وحركة التحرر العربي والعالمي بوفاة القائد الكبير الدكتور جورج حبش علما من أعلامها البارزين. وكان لهذا القائد الذي برز في ساحة النضال الفلسطيني والعربي منذ كان طالبا في الجامعة الأمريكية ببيروت مع ثلة من الشباب التقدمي، دور أساسي في تأسيس حركة القوميين العرب ثم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وشكل على امتداد نحو نصف قرن أحد رموز المقاومة والصمود ليس فقط في الساحتين الفلسطينية والعربية وإنما أيضا في الساحة العالمية، مما جعل الأعداء يضعون الخطة تلو الخطة لمحاولة التخلص منه ونصب الكمائن لاعتقاله، بما في ذلك تحويل وجهة الطائرات المدنية.
كما كان القائد الراحل الصوت المرتفع دوما ضد التفريط في الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، وخاصة القدس الشريف، والضمير الرافض لأي تسوية غير عادلة للقضية الفلسطينية حتى لُقب عن حق بـ »ضمير الثورة الفلسطينية ».
والحزب الديمقراطي التقدمي إذ ينعى هذا الزعيم البطل ببالغ الأسى والحسرة، ينحني إجلالا لروحه الطاهرة، ويتوجه لأفراد اسرته ورفاقه في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ولجماهير الأمة العربية بأحر التعازي، مؤكدا أن كل أبناء الشعب الفلسطيني هم جورج حبش.
وإن رحيل الحكيم في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها القضية الفلسطينية وخاصة جراء الحصار الجائر المفروض على أبناء غزة، يفرض على جميع الفصائل رأب الصدوع في الصف الفلسطيني والإحتكام إلى الديمقراطية وتكتيل الصفوف في مواجهة الإحتلال لتجسيد حُلم الوحدة الوطنية الذي نذر القائد الراحل حياته لتحقيقه وبذل في سبيله جسيم التضحيات.
تونس، في 27 جانفي 2008
الأمين العام المساعد
رشيد خشانة
طلبة تونس
السنة الثانية: العدد رقم 8 ليوم الجمعة 25 جانفي 2008
أخبار الجامعة
الحركة الطلابية و أحداث غزة :
بالرغم من تقلص حضور الطلبة في مختلف المؤسسات الجامعية و الناتج عن الانتهاء من إمتحانات السداسي الأول و رجوع أغلب الطلبة إلى مواطنهم الأصلية فقد بادرت بعض التيارات السياسية إلى تنظيم إجتماعات عامة و تحركات مختلفة مساندة لأهلنا في غزة في مواجهة الحصار و الإجرام الصهيوني و انتظمت في هذا الإطار اجتماعات عامة يوم الخميس 24 جانفي 2008 في مطعم المركب الجامعي بتونس و في المعهد التحضيري للدراسات الهندسية بمونفلوري ( تونس ) و في المعهد التحضيري للدراسات الهندسية بصفاقس ….
و قد تطرق المتدخلون إلى واقع الإحتلال الصهيوني و جرائمه ضد شعبنا الفلسطيني و معاناة أهلنا في غزة في ظل الحصار الرهيب الذي يشترك فيه الصهاينة مع العديد من الأنظمة العربية المتخاذلة و دعوا إلى التضامن معهم و نصرتهم بكل الأشكال المتاحة
وللتواصل مع أهلنا في غــزة يمكنك أن تركب رقما هاتفيا مكونا من الأرقام المذكورة أدناه و تضيف إليها على اليمين ستة أرقام تختارها بصفة عشوائية فستجد على الخط طالبا أو موظفا أو عاملا أو ربة بيت أو طفلا أو شيخا ممن عايشوا نكبة 1948 ….. فبادر إلى الحديث معهم و إبراز أحاسيسك و مشاعرك تجاههم و تجاه قضيتنا الإستراتيجية ، قضية فلسطين و إذا كان في إمكانك مد يد المساعدة إليهم بشكل أو بآخر فلا تتردد في ذلك… و هذا أقل واجب نؤديه
الإتصال يكون على النحو التالي :
. . . . . . 2 8 2 7 9 0 0
سارع إلى الإتصال من الآن و لا تؤجل ذلك إلى الغد ….
تلامذة الأقسام النهائية يضربون عن الدراسة :
شهدت العديد من المعاهد الثانوية يومي الخميس 24 و الجمعة 25 جانفي 2008 إضراب تلامذة الباكالوريا عن الدراسة احتجاجا على ما يقولون أنه » تقليص لفترة المراجعة » التي تسبق امتحان الباكالوريا و قد تناقل التلامذة و بصفة مكثفة أخبارا عن اعتزام وزارة التربية تقليص الفترة الزمنية المحددة للمراجعة و مما أعطى للخبر بعض المصداقية هو الصعوبات الكبيرة التي يلقاها الأساتذة حاليا لإتمام البرامج الجديدة وشعورالتلامذة بضغط الدروس بسبب حصص التدارك المتكررة التي أرهقت الجميع و خاصة الأساتذة
و من المعاهد التي أضرب بها تلامذة الأقسام النهائية معاهد » الوردية و » المروج » و ….
علما و أنه تقرر إجراء امتحان الباكالوريا انطلاقا من يوم 4 جوان 2008 على أن يتم تمكين المترشحين لهذه المناظرة من راحة بيومين مباشرة بعد الثلاثة أيام الأولى من المناظرة
أما الإمتحان التمهيدي للباكالوريا فسينطلق يوم 7 ماي القادم …
إضراب أساتذة التعليم الثانوي : نجاح رغم الظغوطات ….
ذكرت مصادر النقابة العامة للتعليم الثانوي أن نسبة الإضراب الذي تم يومي الإربعاء 16 و الخميس 17 جانفي 2008 بلغت حدود الـــ 68 في المائة و ذلك بالرغم من المضايقات و الضغوطات و حتى التهديدات المبطنة و العلنية التي مارستها السلط الجهوية و المحلية على العديد من الأساتذة في طول البلاد و عرضها لإثنائهم عن المشاركة في الإضراب إلا أن هذا النجاح لا يجب أن يحجب التقصير و حتى التهاون الذي أبداه بعض الممثلين النقابيين في توضيح أهداف الإضراب و خلفياته فعملية التحسيس لم تكن بالشكل المطلوب و لم تمس عددا كبيرا من الأساتذة … هذا من ناحية و من ناحية أخرى يجب التـأكيد على أن العمل النقابي عمل متواصل و ليس مناسباتي فالعلاقة بالقاعدة الأستاذية يجب أن يكون على مدار السنة و خاصة عملية التثقيف النقابي فهي تحتاج إلى مجهود دائم لا يفتر و الإعلام يحتاج إلى مجهود أكبر حتى يكون الأستاذ على اطلاع بما يحصل على مستوى الساحة النقابية
يبقى أمر أخير مثيرللسخرية و يدخل في باب الضحك على الذقون وهو المتعلق بالنسبة التي أعلنتها وزارة التربية للإضراب حيث ادعت بأنها لم تتجاوز الـــــ 8 في المائة ومن تجول في المعاهد يومي الإضراب يتضح له الفارق الكبير بين الواقع و الرقم المقدم …. و الأمرلا يستغرب ممن يريد القضاء على العمل النقابي …..
محاكمات الطلبة :
أصدرت المحكمة الإبتدائية ببنزرت يوم الثلاثاء 22 جانفي 2008 حكمها على الطالب ربيع الورغي عضو الإتحاد العام لطلبة تونس و المطرود من الدراسة بكلية العلوم ببنزرت بسبب نشاطه النقابي و قد تمثل الحكم في ثلاثة أشهر و نصف سجنا و تقول اللجنة الوطنية للدفاع عن المطرودين من الدراسة أن إيقاف الطالب المذكور جاء على إثر » وشاية كيدية و تهم ملفقة من قبل البوليس السياسي بسبب نشاطه النقابي داخل الجامعة » …
الطلبة و » اتصالات تونس » : المهزلة متواصلة ….
شهد قطاع الإتصالات في بداية السنة الإدارية الجديدة 2008 تطورات إيجابية مهمة في عدد من الدول العربية ( المغرب ، الجزائر ، الخليج … ) و خاصة في مجال الإنترنت ذات السعة العالية و كان آخر هذه البلدان السعودية التي أقرت تخفيضا جديدا لخدمة الخطوط الرقمية تمهيدا لنزول السرعات الجديدة 8 ميغا و 10 ميغا و إلغاء سرعتي 128 كيلو و 256 كيلو
أما في تونس فإن دار لقمان لازالت على حالها حيث تتواصل معاناة الطلبة و المدرسين مع الشبكة العنكبوتية : انقطاعات متكررة ، تدني سرعة الربط إلى مستويات منخفضة جدا تدعو للضحك في تناقض تام مع ماهو مسجل في الإشتراك ارتفاع في المعاليم بشكل يتجاوز مقدرة الطالب و المواطن العادي ……. ومع ذلك يخرج علينا الرئيس المدير العام لاتصالات تونس يوم الخميس 17 جانفي 2008 ليطلق سلسلة من الوعود الجديدة تتمثل في » تجسيم برنامج الجودة الشاملة و رفع عدد الخطوط ذات السعة العالية إلى 320 ألف خط في موفى الصائفة القادمة و 450 ألف خط نهاية العام و إصدار عرض جديد في شهر مارس القادم للخطوط ذات السعة العالية ( 2 ميغا ) للحرفاء العاديين على أن تبلغ 4 ميغا و 8 ميغا لاحقا » ( استنى يا دجاجة حتى يجيك القمح من باجة …. )
ومن يسمع هذا الكلام يظن أن الوضع الحالي جيد لدرجة أنه يسمح بالتوسع في عدد الخطوط و الترفيع في سرعة الربط DEBIT و لكن الواقع المزري للإنترنت و خاصة ذات التدفق العالي و الذي يشتكي منه الجميع تجعل الكثيرين يتشككون في هذه الوعود و يمنون النفس أن يدخل على الخط منافس لـ » اتصالات تونس » حتى تتحقق الجودة المطلوبة و الخدمات الراقية مثلما هو حاصل نسبيا في مجال الهاتف الجوال …
و بالمناسبة لم يفت مسؤولي » اتصالات تونس » أن يذكروا أن رقم معاملات مؤسستهم خلال عام 2007 بلغ مليار و 200 مليون دينار أي أربعة أضعاف رقم معاملات عام 1997 الذي لم يتجاوز الـ 300 مليون دينار …
المدرسة الوطنية للمهندسين بالمنستير : 20 سنة عل التأسيس ….
احتفلت المدرسة الوطنية للمهندسين بالمنستير على مدى أسبوع كامل ( الأحد 13 – السبت 19 جانفي 2008 ) بذكرى مرور 20 سنة على تأسيسها
و قد تخرج منها خلال العشريتين الماضيتين 2412 مهندسا في مختلف الإختصاصات كما سلمت 412 ديبلوما في الدراسات المعمقة و الماجستير و 44 أطروحة دكتوراه و 9 شهادات تأهيل جامعي
وتحتوي المدرسة الوطنية للمهندسين بالمنستير على أربعة أقسام مختصة في النسيج و الطاقة و الكهرباء و الميكانيك
ودرس بها خلال السنة الجامعية 2006 – 2007 ما مجموعه 1031 طالب في حين كان عدد هؤلاء عند افتتاحها خلال السنة الجامعية 1987 – 1988 ما مجموعه 254 طالب
أما عن أول دفعة من المتخرجين فقد كان عددها 35 مهندسا في حين بلغت في نهاية السنة الفارطة 287 مهندسا
معهد الصحافة و علوم الأخبار : وفاة طالبة في المعهد ….
انتقلت إلى جوار ربها يوم الثلاثاء 22 جانفي 2008 الطالبة فتحية المحمدي التي تدرس بالسنة الثانية في معهد الصحافة و علوم الأخبار بالمركب الجامعي بمنوبة و تقطن بمنطقة جعفر الراجعة بالنظر إلى معتمدية رواد في ضواحي تونس العاصمة و قد أغمي عليها في المعهد و سرعان ما تم نقلها إلى قسم الإستعجالي بمستشفى محمود الماطري بأريانة و حقنها إلا أنها لم تفق من غيبوبتها مما أدخل الحيرة على أسرتها التي بادرت بالإتصال بإحدى الطبيبات التي أشارت عليهم بنقلها من جديد إلى المستشفى إلا أن الأجل قد سبق و توفيت – رحمها الله – دون أن تفيق من الغيبوبة و إنا لله و إناإليه راجعون
و باعتبار أن الطالبة لم تكن تشكو من أي مرض قبل وفاتها فإن عائلتها تنتظر نتيجة التشريح الطبي لمعرفة سبب الوفاة
و موقع » طلبة تونس » يدعو زملاء الفقيدة و أهل الخير إلى مد يد العون لعائلتها التي تعيش ظروفا اجتماعية صعبة و ليس لها أي سند أو مورد رزق خاصة أن الفقيدة يتيمة الأب الذي توفي سنة 2004 و الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه
و في الختام :
صـرخــــــة
يا أهلنا فكوا الحصار
عار عليكم أي عار
عار عليكم أن يجوع صغارنا
أنتم أليس لكم صغار
عار عليكم أن تذل نساؤنا
أو ليس فيكم من يغار
يا ويحكم خلت الديار
يا أمة تتجاوز المليار
يا أمة الذهب المقنطر في الحجار
يا أمة الأرقام تختنق الدفاتر من مقاعدها الكبار
يا أمة الشيكات يدفنها الغبار
يا أمة تنسل من شرف القيادة للدعاية و الشعار
يا أمتي قومي انهضي طلع النهار
فكي قيودك كلها أكلتك أضراس الصغار
……………………………………….
د. عبد الغني التميمي
تونس: محاكمة مجاهدين من مجموعة متورطة في مواجهات
تونس (ا ف ب) – مثل تونسيان ينتميان الى مجموعة من ثلاثين مجاهدا حكم على اثنين منهم بالاعدام اواخر كانون الاول/ديسمبر لاشتراكهما في مواجهات مسلحة ضد القوات المسلحة في 2006 و2007 امام محكمة الدرجة الاولى السبت في العاصمة التونسية.
ويلاحق محمد محمودي (22 عاما) وطارق حمامي (32 عاما) بتهمة الانتساب الى منظمة ارهابية وتلقي التدريب العسكري واستعمال السلاح (كالاشنيكوف وآر.بي.جي) واجتياز الحدود بطريقة غير شرعية مع الجزائر كما جاء في الاتهام الذي تلي السبت في الغرفة الجنائية الرابعة.
وقد اعتقل الموقوفان بينما كان في حوزتهما قنابل في 27 نيسان/ابريل 2006.
وسبق اعتقالهما المواجهات المسلحة التي وقعت بين أواخر كانون الاول/ديسمبر 2006 وبداية كانون الثاني/يناير 2007 في جنوب العاصمة التونسية وتسببت كما أفادت حصيلة رسمية في مقتل جندي وشرطي واثني عشر مجاهدا.
وتقول السلطات التونسية إن النواة الصلبة للمجموعة المؤلفة من ستة أشخاص (خمسة تونسيين وموريتاني واحد) تسللت في 2006 مع أسلحة عبر الحدود الجزائرية بعدما أقامت في أدغال الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي أصبحت فرع القاعدة في المغرب الإسلامي.
وجاء في الاتهام أن محمد محمودي وطارق حمامي شاركا في عمليات إرهابية في الجزائر ذبح خلالها دركيان وصودرت أسلحتهما.
وخلال استجوابهما رفضا هذه الاتهامات ونفيا الاعداد لاعتداءات في تونس وأكد محمودي أن مروره في الأدغال الجزائرية كان تحضيرا للجهاد في العراق.
وتحددت الجلسة المقبلة في الثاني من شباط/فبراير.
وأكد المتهمان اللذان مثلا مع اثنين من المهربين انهم « أرغموا » على العودة الى تونس بسبب القصف الذي قام به الجيش الجزائري في جبال ابو غفر (شرق الجزائر) حيث كانوا موجودين.
واعترفا بأنهما اجتازا الحدود مع قادة المجموعة الذين قتلوا في المواجهات.
(المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية ( أ ف ب) بتاريخ 27 جانفي 2008)
انطلاق اشغال لجان التفكير المحلية والجهوية للإعداد للمؤتمر الخامس للتجمع الدستورى الديمقراطي
تونس 27 جانفي 2008 (وات) – انطلقت يوم الاحد بكامل جهات الجمهورية اشغال لجان التفكير المحلية والجهوية للتجمع الدستورى الديمقراطي المكلفة بالاعداد للوائح مؤتمره الخامس بعد التحول والتي كان الرئيس زين العابدين بن علي قد اذن في اختتام الدورة العادية الثامنة للجنة المركزية للتجمع المنعقدة يومي 16 و17 ديسمبر الماضي بتشكيلها.
وقد اشرف اعضاء الديوان السياسي واعضاء اللجنة المركزية للتجمع على انطلاق هذه الاشغال بمختلف الجهات. وابرزوا بالمناسبة حرص الرئيس زين العابدين بن علي على احكام الاعداد لهذا المؤتمر الخامس للتجمع بعد التحول باعتباره محطة سياسية هامة وموعدا متميزا لمزيد التعبئة والتاطير وللحفز على مواصلة العمل والانجاز من اجل معاضدة جهود الدولة في تنفيذ الاستراتيجيات وبلوغ الاهداف الوطنية المنشودة والارتقاء بتونس الى اعلى المراتب.
وذكروا بالخطوات الهامة التي قطعتها البلاد على امتداد عقدين من التحول على درب النمو والتقدم وبالانجازات الرائدة التي تحققت بفضل السياسة الحكيمة والمتبصرة لرئيس الدولة ونظرته الاستشرافية الثاقبة بما مكنها من الارتقاء من بلد من العالم الثالث الى بلد صاعد يتقدم بثقة واقتدار نحو المستقبل ليلتحق بركب البلدان المتقدمة.
واشاروا الى الدور الريادى للتجمع باعتباره الحزب المؤتمن على التغيير في تجسيم قيم التحول ومبادئه مؤكدين على ضرورة ان تتعهد لجان الاعداد للمؤتمر الخامس بالتفكير في الطرق الكفيلة بمزيد تدعيم التكوين والتحرك السياسي والاستقطاب والحوار وتعزيز عمل التجمع في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية سيما في ضؤ الانفتاح الاقتصادى وتنامي المشاريع الاستثمارية الاجنبية وتاثيرات التقلبات العالمية لاسعار المواد الاولية.
وكانت هذه اللقاءات مناسبة جدد فيها المناضلون التجمعيون مناشدتهم الرئيس زين العابدين بن على الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة لسنة 2009 لمواصلة مسيرة الانجاز والنماء.
(المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 27 جانفي 2008)
مجموعة الراشيدية تكرم المغني التونسي الراحل علي الرياحي
تونس (رويترز) – اختارت مجموعة الراشيدية التراثية ان تكرم في حفل اقامته مساء السبت بالمسرح البلدي بتونس المغني الراحل علي الرياحي احد اشهر فناني تونس عبر مختلف الاجيال.
وقدمت مجموعة الراشيدية التي يقودها الفنان زياد غرسة عددا من الاغاني والموشحات تكريما لروح المغني الشهير علي الرياحي الذي اشتهر بالعديد من الاغاني من بينها « زينة يا بنت الهنشير » و »عايش من غير امل في حبك ».
وتأسست الراشيدية منذ 1934 بهدف احياء وتطوير الفن التونسي الاصيل ولمحاربة المد الثقافي الفرنسي والحفاظ على الهوية التونسية.
وقدم خلال الحفل عدد من الاغاني الشهيرة لعلي الرياحي من بينها « يالي ظالمني » و »يعيشها ويحميها » و »انا كالطير في وكري نغني » وسط تفاعل الجمهور الحاضر بالمسرح.
ومات الرياحي في 27 مارس اذار من عام 1970 على المسرح البلدي بالعاصمة بعد اصابته بنوبة قلبية اثناء ادائه لاغنية « قتلتني من غير سلاح » ليخلف ذهولا بين محبيه في تونس وخارجها.
وقدم المطرب الشاذلي الجابري خلال حفل يوم السبت اغنية « لاشفتك مرة ولا ريتك » وغنت سارة النويري « زينة يا بنت الهنشير » بينما ادى سمير الزغل « ينجيك وينجيني ».
ولد الرياحي عام 1912 وبدأ مشواره الفني في 1939 وبدأ بترديد اغاني سيد درويش وصالح عبد الحي وام كلثوم ليتأثر بالفن المشرقي ويمزج الانغام التونسية بالمشرقية في اغانيه التي لا تزال خالدة.
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 27 جانفي 2008)
اكتشاف مقبرة تعود للقرن الرابع قبل الميلاد في تونس
تونس (رويترز) – قالت مصادر رسمية يوم الاحد انه تم اكتشاف مقبرة بونية تعود الى القرن الرابع قبل الميلاد في مدينة سوسة الساحلية المطلة على البحر الابيض المتوسط.
ونقلت وكالة الانباء الحكومية « وات » عن المصادر قولها انه تم العثور على المقبرة اثناء أعمال توسيع متحف سوسة الذي يضم مجموعة هامة من الفسيفساء البونية والرومانية.
وأنشأ الفينيقيون في العام 814 قبل الميلاد مدينة قرطاج وأسسوا الامبراطوية البونية العظمى التي ارتكز ازدهارها على التجارة. وقد عرفت التجارة تطورا كبيرا باقامة عدة مصارف تجارية كان لها اشعاع بارز على منطقة البحر الابيض المتوسط برمته.
وكانت السلطات التونسية رصدت 1.6 مليون دولار لهذه الاشغال بمتحف سوسة احد ابرز المعالم الاثرية في البلاد.
يذكر انه تم في 2007 العثور على سرداب دفن روماني بحي بوحسينة في سوسة يحتوي على مقبرتين بهما بقايا هياكل عظمية لثلاثة عشر شخصا ينتمون الى نفس العائلة اضافة الى اواني خزفية ثمينة.
ويتابع مختصون من المعهد الوطني للتراث بتونس عمليات ترميم هذا السرداب
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 27 جانفي 2008)
زوج تونسي يطلب الطلاق من زوجته لتغلبها عليه في العراك
طلب زوج تونسي في محافظة بنزرت (60 كلم شمال شرق العاصمة) من محكمة تونسية الطلاق من زوجته العملاقة لتغلبها عليه في العراك.
وذكرت صحيفة الصباح التونسية إن الزوجة بحكم بنيتها الجسدية الضخمة تعدت علي قرينها بالعنف الشديد وألحقت به أضراراً بدنية إثر نشوب خصام بينهما. وأكد الزوج أمام المحكمة أن زوجته استطاعت التغلب عليه وان الحياة معها لم تعد تطاق .
ووجهت المحكمة للزوجة تهمة الاعتداء بالعنف الشديد علي القرين وأجلت النطق بالحكم في القضية. يذكر أن الطلاق في تونس قضائي أي أنه لا يتم إلا أمام المحكمة.
ويتعرض 10 بالمائة من الأزواج التونسيين للعنف علي أيدي زوجاتهم وفقا لما ذكرته تقارير صحفية تونسية .
(المصدر: صحيفة « القبس » (يومية – الكويت) الصادرة يوم 26 جانفي 2008)
كوميدي فرنسي يفتتح مهرجان الضحك بتونس
تونس (رويترز) – افتتحت ليل السبت بالعاصمة التونسية الدورة الثانية من مهرجان الضحك الوحيد من نوعه في البلاد بعرض قدمه الكوميدي الفرنسي الشهير ايف لوكوك.
ويستمر مهرجان الضحك حتى الثاني من فبراير المقبل وتقام خلاله تسعة عروض من فرنسا وكندا والجزائر وتونس.
وقالت دليلة الغرياني وهي عضو باللجنة المنظمة للمهرجان ومدرسة لفنون الضحك متحدثة للصحفيين قبل افتتاح المهرجان « يجب ان تأخذوا الضحك على محمل الجد فهو سلاح ضد امراض العصر« .
واكتسب لو كوك شهرة واسعة في فرنسا وخارجها من خلال مشاركته في سلسلة فرنسية شهيرة تتعرض بالنقد والسخرية من شخصيات معروفة على غرار الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك والرئيس الامريكي جورج بوش.
حضر عرض لوكوك الذي جمع بين الطرافة والتشويق جمهور غفير من التونسيين والاجانب الذين تابعوا باعجاب مواقف التقليد الضاحكة لعدد من الشخصيات قلدها لو كوك واتقن اداءها معتمدا على خفة الظل والصوت المعبر.
وقال المنظمون ان المهرجان فرصة نادرة لاكتشاف المواهب الكبيرة في الكوميديا واتاحة الفرصة لمشاهدة نجوم الكوميديا.
وستعود ربع مداخيل المهرجان لجمعية خيرية تعنى بتأهيل التلاميذ الذين يعانون من صعوبات في التعلم.
ويلاقي هذ الحدث الفني اقبالا جماهيريا كبيرا رغم ارتفاع سعر التذاكر التي تصل الى 20 دولارا للعرض الواحد.
وسيلتقي الجمهور ايضا بالفنان ان رومانوف من فرنسا وجعفر القاسمي من تونس وانطوني كافاناج من كندا وبعزيز من الجزائر.
وينتظر ان يجلب الكوميدي التونسي نصر الدين بن مختار الاضواء اليه عندما يقدم مسرحيته « حي الاكابر » في عرض كوميدي ساخر.
وحقق بن مختار نجاحا ساحقا في تونس وشد الانظار اليه بعد ان قدم سلسلة تلفزيونية كوميدية انتقد فيها العديد من المظاهر الاجتماعية والسياسية في تونس.
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 27 جانفي 2008)
الديمقراطية المؤجلة والشبح الكيني
أحمد نجيب الشابي
عندما انقضت الحكومة على حركة النهضة لتجهز عليها مطلع التسعينات بررت هجمتها تلك بضرورة الدفاع عن الديمقراطية من خطر شمولي داهم. وانطلى التبرير ولو بدرجات متفاوتة على القوى السياسية المنافسة، كما انطلى على القوى الدولية التي رأت في النظام التونسي حصنا يحمي حدودها الجنوبية من العنف الأصولي الذي أخذ يستشري في الجزائر آن ذاك، بل أن أوساطا اجتماعية تونسية، ولا سيما من الطبقات المرفهة، شعرت بادئ الأمر بنوع من الارتياح لروية الحواجز الأمنية تنتشر في الأحياء وعلى مفترق الطرقات. مر وقت طويل نسبيا، اقترن بإجراءات مقاومة الفقر في إطار برنامج 2626 وبنشوة الاستهلاك والاقتراض الأسري ، قبل أن تكتشف هذه الأطراف المختلفة بأن الديمقراطية الوليدة كانت أولى ضحايا تلك الحملة الأمنية وأن البلاد وقعت في شراك حالة من نظام الطوارئ، لا تزال تتخبط فيها للعقد الثاني على التوالي.
ولما بدأ المجتمع المدني يسترجع عافيته وأخذ المنتظم الدولي يكتشف أن سياسة الإقصاء والقبضة الأمنية لا يمكن أن تؤسس لاستقرار دائم، بل وبات يرى فيها مصدرا لتهديد أمنه الداخلي، ولما بدأ الإسلام السياسي يتمايز مع الاتجاهات الشمولية والعنيفة ويتبنى الخيار الديمقراطي السلمي وأخذت القوى العلمانية تلتقي معه لصياغة ميثاق وطني جديد يؤسس لحياة ديمقراطية متقدمة وبات النظام محجوجا إزاء الرأي العام في بلاده وعرضة للنقد من قبل شركائه في الخارج وخاصة مع اقتراب استحقاق 2009، انطلق مثقفو السلطة في حملة إعلامية مفادها أن الديمقراطية ليست طقوسا أومعتقدات محنطة حول الاقتراع العام والتداول وأنه يمكنها، إن لم تتوفر على شروط اقتصادية وأخرى ثقافية، أن تفتح على فوضى وعنف أهلي كالذي تعيشه كينيا اليوم، في أعقاب انتخابات رئاسية تعددية لم تكن مهيأة لها. ومن الشروط الاقتصادية التي يطرحها مثقفو السلطة أن يبلغ البلد المعني بالانتقال إلى الديمقراطية مستوى من الدخل الفردي لا يقل عن ستة آلاف دولار في السنة.
ولو صدق المرء هذا الزعم لعجز عن فهم كيف نجحت الهند في إقامة أكبر ديمقراطية في العالم منذ عقود من الزمن وهو البلد الذي لم يتجاوز فيه مستوى الدخل الفردي 735 دولارا، حسب تقرير الأمم المتحدة حول التنمية البشرية لسنة 2008. والمتصفح لهذا التقرير يكتشف أن اغلب دول العالم الثالث التي نجحت في عملية الانتقال إلى الديمقراطية لم تبلغ عتبة الستة آلاف دولار هذه مثل جنوب إفريقيا (109 5 دولارا) والبرازيل ( 271 4 دولارا) والسنغال( 707 دولارات فقط) وموريتانيا (603 دولارات لا أكثر).
ولو سايرنا هذا الرأي فإن تونس التي تتقدم كل هذه البلدان عدا البرازيل وتركيا من حيث مؤشر التنمية البشرية لن تحرز على « شهادة التأهيل الاقتصادي » المزعومة (عتبة الستة آلاف دولار) قبل العام 2025، وذلك اعتمادا على متوسط النمو الاقتصادي المقدر بخمسة بالمائة وعلى معدل النمو السكاني الحالي القدر بنسبة 1،1 بالمائة.
ولا يكتفي مثقفو البلاط بهذا الشرط الاقتصادي للتنبيه من خطر التسرع في الانتقال إلى الديمقراطية ويضيفون إليه شروطا ثقافية أخرى، فيعبرون بغاية الجدية والحكمة عن الخشية من أن يسقط الخيار الديمقراطي تحت ركام الزلزال الأصولي لو كتب لبلداننا أن تعيش منافسة سياسية نزيهة. ولا يصمد هذا الزعم على المحك هو الآخر حينما نعلم أن أكبر بلد إسلامي من حيث عدد السكان (إندونيسيا) نجح في الانتقال إلى الديمقراطية بمستوى من الدخل الفردي لا يزيد عن الألف وثلاثمائة دولار وافتك الريادة، بشهادة الأمم المتحدة، في مجال مقاومة الفساد الذي استشرى لعقود طويلة في عهد سوهارتو، كل ذلك رغم ما يعرفه هذا البلد من توتر في أقاليمه بسبب تعدد تركيبته الإثنية والدينية. كما نجح السنغال وموريتانيا في الانتقال إلى الديمقراطية بمعدلات جد متدنية من الدخل الفردي ويتقدم المغرب على نفس الطريق بمعدل لا يتجاوز هو الآخر 711 1 دولارا ويحرز بفضل ذلك التقدم نجاحا لافتا في جلب الاستثمارات الخارجية ونقل الصناعات إليه من الدول الأوربية. كما تشهد الانتخابات في باكستان أن الإسلام الأصولي لم يحصل له أن تجاوز عتبة الـ 12 بالمائة من أصوات الناخبين وتشهد الانتخابات في تركيا (التي لم تصل بعد إلى عتبة الستة آلاف دولار) والمغرب وفلسطين على أن حركات الإسلام السياسي فيها لم تحرز على نتائج ساحقة من شأنها الإخلال بشرط التوازن السياسي الذي يفترض في كل الديمقراطيات خلافا لديمقراطيات الديكور والتي يفوز الحكام فيها بنسب خيالية لا تنزل تحت عتبة التسعين بالمائة من أصوات الناخبين.
عبثا إذن يتخفى مثقفو السلطة وراء مظاهر من العقلانية الزائفة ليبرروا تأجيل انتقالنا إلى الديمقراطية والتقليل من شأن المطالبة بانتخابات حرة ونزيهة في سنة 2009 تقطع مع التسلط وما يقترن به من فساد وتفتح باب النمو على مصراعيه في عصر يقوم على منافسة لا ترحم. لقد سبق للقائمين على أمورنا أن شهدوا بنضج الشعب التونسي وأهليته لحكم ديمقراطي منذ عشرين عاما لكننا لم نر حتى اليوم سوى التأجيل تلو التأجيل، مرة باسم البعبع الإسلامي واليوم بالتلويح بشبح حرب أهلية على الطريقة الكينية. إن كينيا لم تسقط في أتون الاقتتال بسبب الانتخابات وإنما بسبب تزييفها من قبل الذين لا يقبلون بالتداول، فالتعدد الاثني أو الديني لم يقم حائلا في وجه بناء الديمقراطية بل قدم في أغلب الأحيان قاعدة اجتماعية للتعدد والتوازن السياسي كما تشهد بذلك تجربة الهند التي تعدد المئات من اللغات المحلية والإثنيات والديانات المختلفة كما تشهد بذلك تجربة اندونيسيا والبرازيل وغيرها من البلدان التي لا تحظى بما تحظى به تونس من انسجام إثني وديني والتي تميز تاريخها الحديث بالوسطية والاعتدال والميل إلى السلم والتي تشهد نهضتها المعاصرة برسوخ تقاليدها التحررية من عهد خير الدين وحتى يومنا هذا كما تشهد تجربة الثمانينات، بدايتها ونهايتها، بأن التجربة التحررية كانت مبعثا للاستقرار وحافز للتغلب على المصاعب الاقتصادية والاجتماعية وأنها هيأت مناخا مواتيا للتصالح والوئام بين النخب ولم تكن أبدا سببا للعنف أو الفوضى.
لهذه الأسباب ولغيرها كثير نريد الديمقراطية الآن وهنا، اليوم وليس غدا… وعبثا يحاول البعض ترهيب الناس ببعبع الفوضى، فالتطرف والعنف مصدره الظلم والإقصاء، ولمن ساوره شك في ذلك أو اعتقد أن سياسة القبضة الأمنية كفيلة بإدامة الاستقرار فلينظر إلى عدد الشبان من سن العشرينات القابعين في السجون بتهم الإرهاب وليتأمل في أطوار قضية سليمان وما تنطوي عليه من دروس، لو فعل ذلك لأيقن بأن العود إلى الحق فضيلة.
(المصدر: صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 436 بتاريخ 25 جانفي 2008)
العقل عقلان: عقل « بُرهاني » (نسبة إلى برهان بسيّس) وعقل إنساني
د. حسين الباردي، محامي لدى القضاء الفرنسي
قد تعيش النفوس الضيم حتى لترى الضيم أنها لا تُضام
المتنبي
عجبت لأبناء بلدي كيف يتوسّلون « العقل » لإلغاء مُحصّلاته الأكثر بديهية ألا و هي الديمقراطيةّْ. « شاور العقل و اترك غيره هدرا * فالعقل خير مشير ضمه النّادي » قال ضرير المعرة الرائع. و لكن شتان بين عقل الشاعر الفيلسوف و مسخ عقل داعية التأجيل المؤبّد للدمقرطة…
إن ما ذهب إليه السيد بسيّس في مقاله المنشورة بجريدة « الصباح » التونسية (9 جانفي 2008) من أّن « آخر التقارير الأممية الصادرة حول حالات الانتقال الديمقراطي و آلياتها الموضوعية حددت لهذه العملية من الشروط أن يتجاوز معدل الدخل السنوي الفردي في مجتمعات التحول نحو الديمقراطية سقف الستة آلاف دولار » ليدعو لأوّل وهلة إلى الاشمئزاز و الغثيان على شاكلة بطل رواية سارتر التي تحمل نفس الاسم. فكأن صاحب المقال يريد من وراء هذيانه التدليل على أن الفقر و التخلف الإقتصادي لا يقبل بأيّ حال من الأحوال أية مزاوجة مع الديمقراطية. من حسن حظ الإغريق (والبشرية جمعاء بالتبعية) أنهم وُجدوا زمانا قبل أن تُبتدع مثل هذه « المعايير/الآليات الموضوعية » ! والا فلا ديمقراطية و لا هم يحزنون…و لحسن (سوء ؟) حظ التونسيين أن ديباجة الدستور البورقيبي تنصّ (مجرّد النصّ…لا تفهموني خطآ) على أن الجمعيّة التأسيسية سنة 1959 « أسست » دولة « ديمقراطيّة » قوامها سيادة الشعب….دون اشتراطها بــــــدولار واحد (الحقيقة أن « ديتها » أرواح الأبرياء التي أزهقت… و لا تزال !)
الغريب في هذا التعليل الإقتصادوي الركيك و الخطير غاية الخطورة (الذي لا يعدو أن يكون في واقع الأمر إلا تبريرا كما سنأتي على ذلك لاحقا) هو أنه يستعمل العقل – و المنطق ضمنا- كي ينفي عالمية المبدأ (بمعنى الأولية و منشأ الشيء…) الديمقراطي و يؤصله في تربة « الدخل الفردي السنوي ». تباعا لذلك فإن ما حصل و لا يزال في كينيا هو نتيجة حتمية لخيار لاعقلاني للديمقراطية !
سوف لن نقارع أشباه الحجج الواهية التي أسند اليها صاحب المقال كلامه الفارغ ، بالإحالة الى التجارب التركية و الفلسطينية و اللبنانية و الموريطانية و المغربية ،الخ. التي تدل بدرجات متفاوتة من الصدقية على « قابلية » الشعوب للدمقرطة بغض النظر عن ضعف مستوى عائدها الوطني الخام أو دخلها السنوي الفردي و بصورة عامة بصرف النظر عن المؤشرات الإقتصادية المعتمدة تقليديا لقياس درجة نمو الدول و المجتمعات. ليس فقط لأن المؤشرات إياها موضوعة محل تساؤل داخل الأدبيات الأقتصادية الأكثر جدية و جدّة في الآن (« أمارتيا سن » الحائز على جائزة نوبل للإقتصاد، مثلا.) و لكن لأن الأمر يتعدى حدود الاستدلال الأمبريقي كي يمس بالأصول النظرية الفلسفية و الفلسفية ـ السياسية للفهم القويم للديمقراطية من حيث هي مأسسة السلطان السياسي المشروع نتيجة التنافس التعددي النزيه للقوى السياسية في إطار دولة القانون الفعلية التي يخضع داخلها الحاكم و المحكوم لنفس القواعد.
كيف يمكن لإنسان يدعي استعمال العقل و الاحتكام اليه أن يفسر الصراع السياسي (الحرب ليست الا مجرد استمرارا للسياسة بوسائل مختلفة : كارل فان كلاوزفيتز ،في خصوص الحرب ، فقرة رقم 24) الناتج عن تزوير مبرح للإنتخابات بعدم أهلية الشعب الكيني (أو أي شعب ينحو منحاه… بما فيه التونسي) للديمقراطية. هل أن الديمقراطية ، أو بالأحرى الخيار الديمقراطي، هو المسؤول عن التقاتل أم أن التأخير في اعتماد هذا الخيار هو السبب الحقيقي لتفجّر هذا الإحتقان، لجهة أنه أبّد التأخّر (على جميع المستويات) و أعاق حركة الشعب الكيني باتجاه محاربة الأمية و الجهل و الفقر و التخلف…إلخ. هل أن المسؤولون عن هذا الواقع الرديء باستطاعتهم بعدُ الارتقاء بالشعب الكيني إلى درجة « الستة آلاف دولار » التي دونها لاديمقراطية ؟
هل الديمقراطية حق بأتم معنى الكلمة أم أنها « إستحقاق » يستوجب « دولارات » كي يمارس ، مثلما كان الشأن غداة الثورة الفرنسية لما قُيّد الحق في التصويت بشروط ماليّة ؟
كثيرة هي الأسئلة التي تستدعيها الطريقة العجيبة في « التحليل » المتوخاة من طرف السيد بسّيس. و لكن حسبنا اختصارها كما يلي : هل الديمقراطية وسيلة أم أنها غاية ؟
نحن (خلافا للذي ننقد) نعتبرها ليس فقط وسيلة و غاية في الآن نفسه و لكن أكثر من ذلك كله نعتبر أن الديمقراطية مُكون أساسي من مُكوّنات العدل الذي بدونه لا عٌمران و لا أمن و لا تقدم و لا رُقي و لا حضارة…إلخ. و باختصار شديد فان الديمقراطية هي الترجمة السياسية للـحريـــــة !
السيّد بسيّس حاول عبثا إيهام القاريء بثُقب نظره (المنعدم حقيقة) لمّا كتب : « الخدمة الحقيقية للاستبداد هي تلك التي ستتهيّن بالشروط العلمية و الموضوعية لأي تغيير ديمقراطي ناجح تتوفر له عناصر التهيئة العميقة في الإقتصاد و الثقافة و المجتمع » (لاحظ الإستعمال الفج لعبارة « علمية » و الغرض منه الترويع مع إضفاء هالة من « القدسيّة الوضعية » قصد التهويل… فالأمر خطيـــــــــــر ويتطلب « التريث »…. الى ما لا نهاية ــ إنه المقصودــ أو على الأقل لا يحتمل الإنجاز الفوري…)
علاوة على أن هذا الكلام (الفارغ، مرّة أخرى !) مردود على صاحبه الذي ، بالتأكيد، لم يقرأ حرفا واحدا من مقالة « إتيين دي لابواييسي » « العبودية المختارة » و لا حتى لم يقرأ كُتيّب إبن بلده و معاصره الحبيب الجنحاني « المجتمع المدني و التحوّل الديمقراطي في الوطن العربي » … و إلاّ لما hرتكب هذا الجرم « القلمي » في حقّ الكينيين/التونسيين !
الإستبداد يا سيّد بسيّس، حسب التعريف القويم الذي وضعه مونتسكيو في « روح القوانين » هو : الحكم الفردي المنبني على « نظام » الرعب : إنه « الخضوع المطلق المنبني على جهل من هو مطالب بالطاعة. والراعي يُفترض فيه الجهل ذاته. هو الذي لا يناقش و لا يشكّ و لا يفكّر ؛ يكفيه أن يريد (يأمر) » ، روح القوانين : الكتاب 4 الفصل 3. هلاّ يوحي لك هذا الإسشهاد بشيء مّا يا سيّد بسيّس ؟؟؟
الديمقراطية/الأداة التي تخوّل للجمهور المشاركة في صنع القرار و إختيار الممثّل الجدير/القدير و تحديد المصير عبر « عموميّة » النقاش داخل الفضاءات الشعبيةالحرّة و التعدّدية، تصبح مرهونة في حدّ ذاتها بتوفّر « الشروط العلميّة » ! ما أتعس ديمقراطيتك يا هذا و ما أبعدك عن روح العصر.
إننا نكتب ما نحن بصدد كتابته مع تمام الوعي بأنّ ما يُسمى زورا بــ »سيرورة الإنتقال الديمقراطي » ابتُدعت خصّيصا من أجل إرجاء الأخذ بالديمقراطية « هنا و الآن ». و هذه العبارة، التي إختارها الرئيس الفرنسي الراحل، فرنسوا ميتيران،لعنونة أحد كتبه، وردت عديد المرات في المقال موضوع التعليق، و لكن في شكل الحق الذي يراد به باطلا. فالمناشدة بالـــ »هنا و الآن » لدى السيّد بسيّس تستهدف بشكل حصري أولئك الغير مسؤولين (الذين نتشرّف بالإنتماء إليهم) الذين « عبر لعبة الصندوق السلمية و المخيفة » سيودون بنا إلى « المزالق »…. مزالق كينيا/تونس ألا تتذكرون ! إذا ما تمادوا في المطالبة بالمرور عاجلا (لا إلى الديمقراطيّة كما قد يتبادر إلى أذهانكم المريضة المتعطشة للحريّة اللامسؤولة…) إلى « مسار الإنتقال الديموقراطي » !
لقد بدأنا هذا الردّ المقتضب بأبيات خالدة للمعرّي و سننهيها بأبيات لا تقلّ خلودا لنفس الشاعر الفيلسوف الذي، بالمناسبة، سيعطي درسا في الفلسفة السياسية لكل من سوّلته نفسه أن يتتلمذ لدى « مدرسة التقارير الأممية حول حالات الإنتقال الديمقراطي »
مُل المقـــــــــــــــــــام فكم أُعاشر أمــــــــــــــة أمر بغير صلاحها أمـــــــراؤهــــــــــــــــــا
ظلموا الرعيّة واستجازوا كيــــــدهــــــــــــــــا
وعـدوا مصالحهـــــــــــــــــــــا و هم أجراؤهــــــــــــا
أُذكّر بأن قائل هذه الأبيات الثاقبة « أعمى » و لكنه استطاع أن يرى صلب « الديمقراطية » الحقّ التي عجز الذين « يرون » أن يبصروها، فهم صمٌّ بكم عميٌ… لأن التحزب و الإيديولوجيات الخرقاء ذهبت بأبصارهم الغير منضورة.
رُبّ حــــــــــــــــــــــــــيّ رخام القبر مسكنه
و رُبّ ميت على أقدامـــــــــــــــــــــــــه انتصب
باريس الأحد 27 جانفي 2008
« إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما »
بسم الله الرحمان الرحيم تونس في: 27/01/2008
و الصلاة و السلام على افضل المرسلين
الرسالة رقــ385 ـــم على موقع تونس نيوز
المستقلة لها دور هام و فاعل في هذا المجال راجعوا مجلة حقائق الصادرة يوم 21/01/2008 |
بقلم محمد العروسي الهاني مناضل وطني كاتب في الشأن الوطني العربي و الاسلامي |
في الصميم وضع النقاط على الحروف
تنصّر فئة من الشبان و الطلبة التونسيين حقيقة ثابتة- و اين موقف رجال الدين و الاعلام.
و قل ربي زدني علما، و هل اتاك نبأ مجموعة ترغب في تكوين جمعية لائكية و وجدت مساحة في الصحافة المكتوبة. و هل اتاك خبر جماعة عبادة الشيطان مؤخرا و هل اتاك حديثا جديدا حول التبشير بالمسيحية في تونس…؟
و هناك مواقع الكترونية تدعوا للديانة المسيح منها موقع اسمه (البشارة كوم) و اقليات تطالب بحقوقها… وقد نشرة مجلة حقائق التونسية في عددها 54 الصادر يوم 21-01-2008 ثلاث صفحات كاملة حول هذا الموضوع و حديث الاستاذة آمال قرامي حول موضوع تنصّر فئة من التونسيين او خروج فئة اخرى عن دين الاسلام. لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم. و قالت الاستاذة امال قرامي ان ظاهرة تغير المعتقد او عدم الاعتقاد اصلا ظاهرة تعكس واقعا معاشا و لها اسبابها كما ذكرت الاستاذة امال قرامي و كما قالت ان هذه الظاهرة لها نتائج متعددة و لا يمكن في نظرها التمادي في اعتبار هذا الموضوع من المواضيع المسكوت عنها او التقليل من شان هذه الظاهرة او التظاهر بعدم معرفة الاسباب التي تؤدي الى الانسلاخ عن الدين الاسلامي: و لا فائدة في ذكر ما ذهبت اليه الاستاذة في تحليلها لان الابدان و العقول تشمئز من ذكرها…؟
وقدمت الاستاذة امال القرامي معطيات شاملة لا فائدة في ذكرها جملة و تفصيلا. و قد اطلعت على هذه المجلة الاسبوعية و على هذا الخبر المفزع و المبكي و المؤلم الذي لا يبشر بخير في غياب و سبات العوامل التالية: دور العلماء و رجال الدين و الائمة و شيوخ جامع الزيتونة القدامى و غياب دور المجلس الاعلى الاسلامي في بلادنا و ما هو دوره يا ترى و في غياب دور الاعلام المرئي المسموع و المكتوب و كذلك غياب دور المجتمع المدني المتمسك بالاسلام و دور التجمع الدستوري الديمقراطي حزب الاغلبية و اخيرا غياب رجال التعليم و كلية الشريعة و اصول الدين بالخصوص و سكوت الاعلام الرهيب.
هل هذه الهياكل و الطاقات و الكفاءات العلمية و الاطارات العليا و رجال العلم و الائمة على علم بهذه الاخبار المفزعة المحزنة ام لا …. و في اعتقادي ان هذا الخبر يدور منذ اشهر و لم نسمع او نقرا او نشاهد احدا من هؤلاء الجحافل من الاطارات التي لها امتيازات مالية هامة و مناصب كبيرة و سيارات فخمة و مكاتب فخمة للغاية و امتيازات متعددة من البنزين و الهاتف المجاني و النور الكهربائي و السفر الى الخارج في الطائرات و بعضها لها الحصانة البرلمانية: فهل هؤلاء القوم تحركوا و كتبوا في الصحف و تكلموا في التلفزة و الاذاعة و الانترنات و في الاجتماعات و هل شاركوا في الحوار لكشف هذه الانحرافات و الخروج عن الدين الاسلامي و القيم وهل اصحاب الرّدة عن الاسلام هم ابطال اليوم ام هم شواذ يرفضهم المجتمع التونسي و لا يرضى بهذه الردة التي هي وصمة عار في بلادنا العربية المسلمة وهل قام احدهم بتدخل في مجلس النواب الموقر و هل استنكر احدهم بمجلس المستشارين و هل تكلم احدهم في التلفزة و استنكر و هل اخذ احدهم القلم و القرطاس بسرعة و قال هذا عار و خزي و مسخ و سخط على المرتدين و هل شارك احدهم في منابرالحوار التابعة للتجمع الدستوري الديمقراطي وهل حلل احدهم هذه الظاهرة الخطيرة التي من اهم اسبابها و عواملها بعدنا عن الدين الاسلامي و جوهره و روحه و نصه و جائت هذه الردة لاحقة نتيجة الفراغ الديني و نتيجة حذف 75 % من البرامج الدينية و الاسلامية و الوطنية في اطار التعليم الابتدائي و الثانوي علاوة على التعليم العالي. و نتيجة لما قام به وزير التعليم العالي و التربية الوطنية محمذ الشرفي في فترة توليه الاشراف على وزارتي التعليم العالي و التربية و نتيجة الفراغ الوطني و التربية الوطنية ونتيجة هذا الفراغ الخطير ماذا حصل يا ترى في البلاد … منذ 21 سنة ظهرت انحرافات خطيرة ، تسكع في الشوارع ، سطو على المحلات و المساكن قتل في وضح النهار، انحلال اخلاقي خطير، عدم الحشمة و الحياء و التلفظ بالكلام البذيئ و العراء و البطن العارية و قضايا اغتصاب و مضايقات جنسية و خلع و سطو على البنوك و المؤسسات و الفضائح و السرقات المتكررة في كل الاوساط في مجال السيارات و الشاحنات و الاغنام و الابقار و هذه الظواهر استفحلت منذ 10 سنوات و هذه المؤشرات السلبية نبّها اليها العقلاء و اصحاب الضمائر الحية و كتبت في شأنها شخصيا وكذلك بعض المناضلين و لكن حديثك يا هذا ……….؟
و اليوم ادى الفراغ الديني الى الردة و الخروج عن الدين الاسلامي الحنيف. و قبلها ادى الى الانحراف و حتى المشاركة في تخريب البلاد و زعزعت الامن. و كل الشبان في عمر اقل من العقد الثالث اي في غياب الواعز الديني و الروح الوطنية . و الخطر مازال داهم و العجوز هازها الوادي و هي تقول العام صابة …… و لكن في المقابل في اوروبا و الغرب و امريكا الآن الشبان دخلوا الاسلام و اعتنقوا الديانة الاسلامية و حفظوا القرآن الكريم و نحن في تونس بعضهم خرج عن الاسلام و دخل الظلمات و الكفر. و كذلك نحن في تونس عندما نحس بالخطر في حملة التبشير النصراني بل نواصل الكتابة في مجلة حقائق و من المفروض ان نتصدى لها حتى لا تحصل هذه العواقب الوخيمة. و لكن عندما نرى مجموعة من اهل الدعوة الاسلامية ما يسميهم البعض (اصحاب القميص الابيض او الهركة كما قال وزير الشؤون الدينية في 25/12/2005 لجريدة الصباح آن ذاك …؟ مع الاسف لا نتحمس لهؤلاء اصحاب الدعوة الاسلامية كثيرا للقيام بواجبها من اجل الدعوة للهداية و الارشاد. و بدون تعليق.
قال الله تعالى: » و من يتّبع غير الاسلام دينا فلن يقبل منه و هو في الآخرة من الخاسرين » صدق الله العظيم
محمد العروسي الهاني
كما يقول المثل
يقام في بلادنا مهرجان الضحك في عامه الثّاني… ولا يسعني بالمناسبة إلاّ أن أتقدّم أوّلا لمنظميه بأحرّ التّهاني.أمّا بعد فإنّني لا أعتقد في ضرورة تنظيم هذا المهرجان… لأنّ الضّحك متوفّر عندنا على مدى العام وفي كلّ مكان.نحن نضحك في البيت وفي الشارع وفي مقر العمل… لأنّ «كثر الهم يضحّك» كما يقول المثل. محمد قلبي
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 27 جانفي 2008)حول الجلسة العامة لمجلس الهيئة الوطنية للمحامين
عدول الإشهاد: «مهنتنا مهدّدة بالاندثار.. وفي طريقها إلى الزوال» ** مراجعة القانون المنظم للمهنة
** تحفظات عديدة حول مشروع القانون التوجيهي للتعليم العالي… ودعوة إلى إرجاء عرضه على مجلس النواب ** ضرورة إحداث مجلس أعلى للتعليم العالي والبحث العلمي… وإلى تمثيلية كل الأصناف الجامعية داخله
حول المحاكمة الظالمة لبن صالح و«جماعته»
حول «ذو القرنين» وأصحاب الرسّ
الجزائر تطارد زميلنا الصحفي انور مالك عن طريق الأنتربول
الجيش الأميركي يضبط لوائح مجندين أجانب فـي تنظيم (القاعدة) بالعراق
برلين (ا ف ب) – افادت مجلة « در شبيغل » في عدد يصدر غدا ان الجنود الاميركيين عثروا في احد المعسكرات في العراق على لوائح مجندين اجانب في تنظيم القاعدة فيها اسماء اربعة المان.
واضافت المجلة ان الرجال الاربعة المتحدرين من منطقة ساكس السفلى (شمال)، اعلنوا انهم عبروا تركيا وسوريا قبل التسلل الى العراق.
وتابعت در شبيغل ان اثنين منهم رضوان بن يوسف ن. (25 سنة) وزياد ب. (30 سنة) من اصل تونسي اختفيا الربيع الماضي من مبنى الطلبة حيث كانا يسكنان في برونسويك دون ان يعثر لهما على اثر. وكان زياد ب. يعيش منذ عشر سنوات في المانيا ورضوان ن. منذ 2003.
وقال تونسي ثالث اسمه نضال ك. للقاعدة انه طبيب وانه مستعد لتنفيذ عمليات انتحارية.
وافادت المجلة ان الشرطة الجنائية الالمانية واجهزة الاستخبارات الداخلية ترى ان اكثر من ثمانين شخصا غادروا المانيا منذ 2003 متوجهين الى العراق لاغراض ارهابية، ويبدو ان نصفهم التحق بتنظيم اسامة بن لادن.
من جانب اخر، اضافت المجلة بشان تفكيك خلية اسلامية الاسبوع الماضي في برشلونة (اسبانيا) يشتبه في انها كانت تعد لاعتداءات، ان الشرطة الجنائية الالمانية تدرس حاليا العلاقات المحتملة التي قد تكون اقامتها مع اشخاص في المانيا، دون مزيد من التفاصيل.
وافادت صحيفة الباييس امس استنادا الى شاهد قيد الحماية ، ان الخلية كانت تخطط لسلسلة من الاعتداءات الانتحارية في اسبانيا وفي بلدان اوروبية اخرى بما فيها المانيا.
(المصدر: صحيفة « الراية » (يومية – قطر) الصادرة يوم 27 جانفي 2008)
الأميركيون ضبطوا في العراق لوائح جهاديين أجانب
تحذير أوروبي من عرض فيلم مسيء للقرآن بهولندا
عبّر وزراء العدل بالاتحاد الأوروبي عن مخاوف من تجدد التوتر مع العالم الإسلامي إذا نفذ النائب الهولندي اليميني المتطرف غيرت فايلدرس مشروعه بث فيلم قال إنه سيُحرق أو يمزق فيه القرآن ويظهر الإسلام في صورة مسيئة.
واعتبر وزير العدل في لوكسمبورغ لوك فرايدن أن « حرية التعبير لا يمكن أن تكون مطلقة », محذرا من أن عرض الفيلم سيترك انعكاسات تجب مواجهتها.
ورأى فرايدن أن الواجب الأخلاقي يفرض تنبيه الرأي العام إلى ضرورة عدم المبالغة في استخدام حقوقهم الأساسية, مشيرا إلى أن هذا العمل « يفتقر إلى المسؤولية ».
من جانبها قالت وزيرة العدل الألمانية بريغيت زبرياز إنه جرى الاتفاق على استمرار الاتصالات بشأن هذه القضية.
من جهة ثانية نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول أوروبي رفض كشف هويته أنه من الضروري تفادي تكرار ما جرى في أزمة الرسوم المسيئة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
وكان النائب الهولندي وزعيم حزب الحرية غيرت فايلدرس قد أعلن أنه يعد فيلما مناهضا للإسلام, وقال إنه سيثبت فيه أن القرآن « كتاب رهيب وفاشي ». وتخشى وسائل إعلام ومراقبون في هولندا أيضا أن يقوم بإحراق أو تمزيق القرآن.
يذكر أن فايلدرس يعيش تحت حماية الشرطة منذ اغتيال المخرج ثيو فان خوخ في أمستردام في نوفمبر/ تشرين الثاني 2004 طعنا بسكين وذلك بعد إخراجه فيلما يندد بما يراه قمعا للنساء في الدول الإسلامية.
وقد بث فيلم قصير على الإنترنت يعرض صورا ثابتة متتالية للنائب الهولندي كتب عليها « الله أكبر »، وأخرى يظهر فيها وسط هدف ملون كتب عليه « هنا يرقد » ونقاط مثل عينه ورأسه وفمه التي حددت أهدافا للرصاص.
يأتي ذلك وسط تقارير أخرى لوسائل إعلام هولندية الأسبوع الماضي تشير إلى أن الفيلم يمكن ألا يكون موجودا من الأساس.
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 26 جانفي 2008 نقلا عن وكالات الأنباء)
في الوضعيّات النّكوصيّة وفي أنّ سبب الجنون هو توحّد الأصل بالمصير
د. رجاء بن سلامة (*)
النّكوص مفهوم مستعمل في التّحليل النّفسيّ أساسا، وقد عرّفه فرويد مقسّما إيّاه إلى ثلاثة أنواع كثيرا ما تتداخل في الحالة الواحدة : نكوص موضعيّ أي متعلّق بالأنظمة المختلفة للجهاز النّفسيّ، فالحلم مثلا نكوص موضعيّ، حسب فرويد لأنّ أفكار الحلم تظهر في شكل صور حسّيّة تأتي النّائم على نحو شبه هلوسيّ. والكبت هو نفسه يدخل في باب النّكوص الموضعيّ، لأنّه انتقال من الشّعور إلى اللاّشعور. وهناك نكوص زمنيّ ويعني عودة الذّات إلى مراحل سابقة من تطوّرها، سواء تعلّق ذلك بالمراحل اللّيبيديّة، أو بعلاقة الموضوع، أو بالتّماهيات، ومثال ذلك حالات العصاب الحصاريّ التي يرى فرويد فيها قابليّة للتّراجع من المرحلة الجنسيّة إلى المرحلة الشّرجيّة، وهناك أخيرا نكوص شكليّ ويعني الانتقال إلى مستويات في التّعبير أو السّلوك تُعدّ أدنى، من حيث درجة التّعقّيد ومن حيث التّمييز والتّنظيم.
ولا بدّ من بعض التّدقيقات الأوّليّة حتّى لا نستبيح هذا المفهوم ولا نستعمله كما اتّفق. فليس كلّ نكوص مرضيّا، بل توجد وضعيّات تراجعيّة تنتجها الذّات بصفة ظرفيّة، لتعود بعد ذلك إلى الحاضر والواقع. مثالنا على ذلك وضعيّة النّكوص الظّرفيّ المتمثّلة في الحلم نفسه، ووضعيّة النّكوص الجزئيّ المتمثّلة في التّذكّر، ووضعيّة النّكوص « المفتعل » التي يتمّ إنتاجها داخل الإطار التّحليليّ نتيجة استلقاء المحلّل على السّرير واستسلامه إلى التّذكّر والتّداعيات الحرّة. وحديثنا عن النّكوص وعزلنا لبعض حالاته لا يعني أنّ كلّ شكل من أشكال العودة إلى الماضي نكوص، ولا يعني أنّ ماضي الإنسان لا يبقى حاضرا فيه بشكل من الأشكال، إضافة إلى أنّنا لا يمكن اليوم أن نتبنّى تطوّريّة آليّة تخضع إليها جميع الذّوات، ويميل التّحليليّون المعاصرون إلى تغليب طابع الوظائف المتراتبة على المراحل المختلفة التي يفترض أنّ الذّات البشريّة تمرّ بها في حياتها النّفسيّة.
وبعد هذا التّقديم يمكن أن نتحدّث عن النّكوص لا باعتباره مجرّد عودة إلى الوراء فحسب، بل باعتباره عودة إلى الوراء مع اختلال للعلاقة بالزّمن وبالمصير مرتبط بتنظيمات مرضيّة. وسنخصّ بالذّكر النّكوص الزّمنيّ المرتبط بمسألة ما يعرف بعلاقة الموضوع، أي علاقة الذّات بمن (أو بما) تتّجه إليه مشاعرها ودوافعها، وهي علاقة تكشف عن بنية شخصيّتها.
والفرضيّة التي لا ندّعي استنباطها، بل نريد إبرازها من خلال تراثنا ومن خلال واقعنا الرّاهن هي أنّ السّبب الرّئيسيّ للاختلال النّفسيّ الجذريّ هو توحّد الأصل والمصير والعجز عن التّفريق بينهما عجزا يجعل الذّات في وضعيّة تبعيّة إلى الأصل وصوره ومواضيعه. هذه الوضعيّة هي وضعيّة نكوصيّة بالضّرورة، لأنّها تجعل الذّات منشدّة إلى الأصل، وتجعلها منشدّة إلى تبعيّة مرتبطة بالأصل. فالنّكوص كما تعالجه الدّراسات الأخيرة في التّحليل النّفسيّ نكوص إلى وضعيّة تبعيّة، ووضعيّة عجز عن الانفصال عن الأصل وعدم نهوض بعبء المصير، وكأنّه رفض لقذف الأرحام بما فيها ورفض لكل انفصال تكوينيّ، ورغبة في العودة إلى لحمة أصليّة. هذا النّكوص لا تعود بعده الذّات إلى حاضرها وواقعها وإلى العالم، بل تبقى منغمسة في عالمها الخاصّ، لاهثة وراء حلم مستحيل، ساعية إلى موضوع مفقود لا تعترف بفقده، فهو غير مفقود وغير موجود، وهذا ما يؤدّي بها إلى الرّغبة في الموت بصيغ مختلفة.
سنبرز هذه الفرضيّة عبر مثالين مختلفين كلّ الاختلاف، قد يستغرب القارىء الجمع بينهما، لكن قد يتبيّن له ما بينهما من تناظر نسبيّ يوضّح مسألة النّكوص والفرضيّة المرتبطة به.
-الوضعيّة النّكوصيّة للذّات العاشقة العاجزة عن العشق، كما تصوّرها آداب مختلفة، منها الأدب العربيّ.
-الوضعيّة النّكوصيّة للذّات التي تعبّر عنها الأصوليّة الدّينيّة، وتعتبر علامة مرضيّة جماعيّة انتشرت في العصر الحديث خاصّة.
العشّاق العرب شخصيّات مخيّلة، حتّى وإن كانت تاريخيّة، ولكنّ أخبارها تُمشهد أزمة من أزمات الذّات البشريّة عندما تُمتحن بالعشق، أي بحبّ موضوع آخر غير الموضوع الأوّل، وهو الأمّ. وهي شبيهة من حيث الأزمة التي تمشهدها بحالات كثيرة تعيش بيننا اليوم ويستكشفها التّحليل النّفسيّ.
فالنّصوص القديمة في عقلناتها الواعية، والدّراسات التّقليديّة أيضا، تريد أن تقول لنا إنّ هؤلاء العشّاق أحبّوا حبيباتهم حبّا جمّا، وأنّهم مُنعوا من حبيباتهم، فأدّى بهم ذلك إلى الموت أو الجنون، أو تقول إنّهم امتنعوا عن إشباع شوقهم لأنّهم أرادوا العفّة. ولكنّ نصوص أخبار العشّاق نفسها، إمّا في لحظات من لحظات الوعي التّاويليّ النّادر، أو في لحظات سهو تطفح على سطحها مظاهر اللاّعشق داخل العشق المفرط، أو في أشعار « تزيد فيها قريحة قائليها على عقولهم » كما يقول النقّاد القدامى، تقول لنا أمرا آخر. تقول لنا إنّ هؤلاء العشّاق لم يحبّوا معشوقاتهم بقدر ما أحبّوا ألم عشقهم، ولم يُمنعوا من حبيباتهم بل تفنّنوا في جعلهنّ ممنوعات وفي الدّوران حولهنّ باعتبارهنّ ممنوعات، وهذا هو المعنى الدّفين لعفّتهم، فهي متعة بالمنع وتنظيم للمنع.
والسّرّ في ذلك يعود إلى طبيعة الأزمة التي تمشهدها أخبار هؤلاء العشّاق، وتتمثّل في أنّ صورة المرأة الأولى، وهي الأمّ، كانت حاضرة كلّ الحضور، ولم ينفصل عنها العشّاق، فسقط ظلّها على الحبيبة الأخرى، وغشّى عليها حضورها النّابي فبصمها بالتّحريم. وبعبارة أخرى فإنّ أزمة هذه الذّات، ولنسمّها الذّات العذريّة، هي أزمة ناتجة عن عدم فاعليّة الإخصاء الرّمزيّ الذي يقطع الحبل السّرّيّ حقيقة، ويفصل الذّات عن الأمّ، ويفصل الأمّ عن الذّات ويجعلها تقبل بفقدانها. ولذلك يلجأ العاشق إلى إخصاء نفسه، بمنع الحبيبة وبالانكفاء النّرجسيّ على الذّات وبالرّغبة في الموت والسّعي الحثيث إليه وتجسيده واقعيّا بالانتحار أحيانا. إنّها علاقة بالموضوع تتّسم كما يقول فرويد بشدّة التّثبيت fixation على الموضوع مع قلّة توظيفهinvestissement في الوقت نفسه، أي أنّها تعلّق بالحبيبة وليس حبّا لها، وهناك فارق بين التّعلّق والحبّ.
وما نفترضه في هذا الصّدد هو أنّ الذّات العذريّة ذات طبيعة ذهانيّة ماليخوليّة، وليست ذات طبيعة عصابيّة كما هو مقرّر في بعض الدّراسات الغربيّة عن الحبّ الكرطوازيّ، وهو النّظير الغربيّ للحبّ العذريّ عندنا. والماليخوليا، كما حدّدها فرويد هي الشّكل المرضيّ للحداد، أو هي بالأحرى رفض للحداد على موضوع مفقود وعجز عن إتمام الحداد عليه، ويكون هذا الموضوع شخصا، ولكنّه قد يكون نموذجا أو فكرة. ومن خصائص الوضعيّة الماليخوليّة أنّ المتعلّق يستبطن المتعلّق المفقود، ويتماهى معه تماهيا تامّا، وكثيرا ما يسعى إلى التّلاشي لتدمير هذا الموضوع المستبطن وتدمير نفسه، فيكون في حالة انهيار متواصل، وعجز عن الخروج من هذه الحالة، ومتعة خطيرة بها في الوقت نفسه.
ولعلّ أفضل تعبير عن الماليخوليا نجده على لسان قيس صاحب لبنى عندما يقول إنّه « قضى حياته وجدا على ميت ». مات قيس بعد أن ماتت لبنى، نتيجة عجزه عن عيش الحداد عليها ونسيانها، كما يفعل النّاس الذين يفقدون حبيبا، ولكنّه مات قبل أن يموت، وأمات ليلى قبل أن تموت فعليّا. لا يمكن أن يحبّها لأنّها صنو للمرأة المحرّمة، ولكنّه لا يمكن أن يسلوها لأنّه مشدود إلى صورة المرأة المحرّمة، ولذلك فضّل أن يبقيها ميتة بين جوانحه، وأن يتماهى معها فيموت بموتها. يقول قيس في رثاء للبنى بعد موتها، تبيّن فيه أنّه رثاها قبل موتها باعتبارها مستحيلة :
ماتت لُبينى فموتُها موتي هل تنفعنْ حسرتي على الفوْتِ
وسوف أبكي بكاء مكتئب قضى حياة وجدا على ميت (كذا)
وقد نجد مسرحة للوضعيّة النّكوصيّة الماليخوليّة في بعض مشاهد النّكوص الواقعيّ، المتمثّلة في ملازمة الأمّ في الكبر، أو في تحوّل العاشق الرّجل إلى طفل صغير تحمله أمه، كما هو الحال في قصّة عروة بن حزام، وهو خبر غريب لم تكد تنتبه إليه الدّراسات الضّخمة التي ألفت عن العشق عند العرب :
يقول ابن أبي عتيق : « واللّه إنّي لأسير في أرض عذرة، فإذا بامرأة تحمل غلاما جزلا، ليس يحمل مثله، فعجبت لذلك، حتّى أقبلت به، فإذا له لحية، فدعوتها، فجاءت، فقلت لها : ويحك! ما هذا؟ فقالت : هل سمعت بعروة بن حزام؟ فقلت : نعم. قالت : هذا واللّه عروة. »
وننتقل الآن إلى المثال الثّاني عن الوضعيّة النّكوصيّة التي تختلّ فيها التّجربة الزّمنيّة ويتوفّر فيها العامل الأساسيّ للاعتلال النّفسيّ وهو اتّحاد الأصل بالمصير. بنية الذّات هنا لا يجسّدها الأفراد فحسب بل تجسّدها المجوعات، وهي ترتبط بعلاقة الموضوع وبوضعيّة ماليخوليّة ناتجة عن فقدان المثال والنّموذج، وعدم التّسليم بفقدانه واستحالته. فهناك تناظر نسبيّ بين العودة إلى رحم الأمّ والعودة إلى رحم « الأمّة »، أي الأصل الجماعيّ المخيّل، بين انشداد العاشق الماليخوليّ لصورة الأمّ انشدادا يجعله يرفض المرأة الأخرى، وانشداد الأصوليّ إلى صورة الأمّة انشدادا يجعله يرفض الحاضر، ويرفض قسطا هامّا من مكتسبات الحداثة على أنّها مناقضة لصورة الأصل-الأمّة.
ولكنّ ما يجعل الوضعيّة التّراجعيّة الأصوليّة أكثر خطورة، وأكثر عنفا هو ما يلي :
1. الموضوع الذي يتمسّك به الأصوليّ نموذج، وهو كما في الماليخوليا يتمسّك به رغم استحالته، إلاّ أنّ فحوى هذا المثال هو الأصل الجماعيّ كما تمّ تخييله، أي أنّ الأصوليّ منشدّ إلى الأصل انشدادا مركّبا، فهو يطرح انشداده النّفسيّ الفرديّ على الأصل الجماعيّ. وفي الحالات الفرديّة للكثير من مرتكبي جرائم الإرهاب ما يثبت هذه التّركيبة النّرجسيّة.
2. الماليخوليا العشقيّة حالة فرديّة منكفئة على ذاتها إلاّ في تعبيراتها الأدبيّة التي تمشهد أزمة الذّوات وتنفتح على التّجربة الجماليّة، وليست إيديولوجيا سياسيّة فحواها رفض الحاضر والرّغبة في التّطابق مع الأصل.
3. العناصر المرضيّة التي تحوّل الشّوق إلى شوق إلى الموت وتدمير ذاتيّ، تنفتح في الوضعيّة الأصوليّة على إيديولوجيا الجهاد، لكي يتحوّل الموت البطيء إلى رغبة في الشّهادة، ويتحوّل الانتحار أيضا إلى جهاد يستهدف الأعداء، وهذا ما يوضّح إلى حدّ ما ظاهرة الإرهاب الإسلاميّ اليوم من حيث الذّوات الفاعلة فيها، لا من حيث السّياق الجغراسياسيّ العالميّ الذي تتنزّل فيه.
إنّها نفس الوضعيّة التّراجعيّة وقد ترجمت إلى لغة الرّعب القداسيّ المنتج لأحلك أنواع العنف السّياسيّ.
إنّ الأصل معطى هامّ في حياة الفرد والمجموعة، لا يمكن تناسيه ولا الإعراض عنه ولا نقضه ولا إنكاره. ولكنّه في الوقت نفسه مستحيل لا يمكن لنا إلاّ تذكّره والاقتراب منه دون الولوج إلى هوّته السّحيقة. أمّا الرّغبة في العودة إليه وفي التّطابق معه، وأمّا جعل المصير مرادفا له، فسقوط في دوّامة الاعتلال ينجرّ عنه انفلات لدوافع الموت لدى الذّوات الفرديّة والجماعيّة. وهذه الطّاقة التّدميريّة الكامنة في اتّحاد المصير بالأصل تعود في النّهاية إلى أنّه ذو طبيعة رهقويّة incestuelذاتيّة تخصّ الموضوع المحرّم، أو سياسيّة تخصّ أصل المجموعة.
فالأصل الجماعيّ نظير للموضوع المحرّم، لا ينجرّ عن الالتحام به إلاّ الدّمار والجنون، كما تدلّ على ذلك وقائع تدمير السّياسيّ، والحروب الأهليّة الطّاحنة عندما يحرّكها لدى الذّوات نشدان الصّفاء والهويّة الخالصة والعودة المحض.
(*) باحثة –تونس، حاصلة على دكتوراه الدّولة في اللّغة والآداب والحضارة العربيّة، أستاذة محاضرة بكلّيّة الآداب والفنون والإنسانيّات، منّوبة، تونس، عضو في جمعيّة « الفضاء التّحليلنفسيّ الفرنسيّ التّونسيّ » ، عضو مؤسّس لجمعيّة « بيان الحرّيّات بفرنسا ».
من مؤلّفاتها :
– نقد الثّوابت، دار الطّليعة، بيروت 2005
– بنيان الفحولة، دار بترا، دمشق، 2005
– العشق والكتابة: قراءة في الموروث، كولونيا، دار الجمل، 2003
– صمت البيان، القاهرة، المجلس الأعلى للثّقافة، 1999؛
– الموت وطقوسه من خلال صحيحي البخاريّ ومسلم، تونس، دار الجنوب، 1997.
(المصدر: موقع « الأوان » بتاريخ 27 جانفي 2008)
الرابط: http://www.alawan.info/DisplayDetail.aspx?pid=206
تحديث الإسلام والفكر الإسلامي مشروع أركون بين العرب والآسيويين
أنشودة عربية واحدة… « لا نحتاج دروساً في الديموقراطية »
دلال البزري
لا أحد من بيننا يحتاج الى دروس في الديموقراطية. لا أحد تنقصه «المعرفة» الديموقراطية أو الطريقة الديموقراطية أو «الصدق» الديموقراطي. الأطراف جميعها تؤمن بانها ديموقراطية… بالعمق ديموقراطية… من المسؤول الى المعارض.
المسؤول اولا: يلعب بنار الفوضى المفهومية التي تسبّب بجزء لا بأس به منها؛ فيبخّر اقواله وافعاله بـ»أزهى عصور الديموقراطية». هكذا… ومع الوقت يصدق لعبته. لذلك، عندما تتم مساءلته عن خروقاته لأبسط حقوق «رعاياه»، تراه ينتفض، ويردّ بعنجهية: «نحن لا نحتاج الى دروس في الديموقراطية!».
«الفاتح من سبتمبر»: العقيد معمر القذافي، ماذا قال إثر الاحتجاجات الشعبية والرسمية على زيارته لباريس… بسبب مدحه للارهاب وخرقه لحقوق الانسان في ليبيا؟ ببساطة: «انتم في فرنسا من يحرق حقوق المهاجرين!».
فتحي سرور، رئيس البرلمان المصري، كيف يردّ على تقرير البرلمان الاوروبي الذي يدين انتهاك النظام لحقوق الانسان والاقليات واستمرار عمله بقوانين الطوارىء وبحبسه للنائب ايمن نور، مرشح الرئاسة في الانتخابات السابقة؟ يثير ما اثاره القذافي حول «حقوق المهاجرين»، ثم يضيف انه «بمقدرو مجلس الشعب المصري ان يصيغ تقريرا مضادا حول انتهاكات حقوق الانسان في اوروبا». (والتقرير من ضمن بنود اتفاق بين البرلمانين، المصري والاوروبي، في اطار مراقبة فعالية المساعدات المخصصة لتنشيط حقوق الانسان في مصر). وهذا فيما وزير الثقافة السوري لا تحرجه التساؤلات حول المواءمة بين الاحتفال بالثقافة وزجّ المثقفين السوريين جماعةً في السجون. فهو يجيب عن ذلك براحة تامة: «وهل توجد دولة في العالم ليس فيها سحون او محاكم او محاكمات؟».
هذا عن سلطات بلادنا، وقد بات أمرها شائعاً، يسهل تعرية كذبته «الديموقراطية». افعال على الارض، يصعب عدم القاء الضؤ عليها؛ فهي مرتبطة بصاحبها المسؤول او الوزير او الرئيس… وهؤلاء كلهم معرّضون للنظر.
ولكن ماذا عن بعض المعارضات؟
طبعا من التقليدي التفكير بأن المعارضة مقدسة، بريئة سلفا من كل عيب. وعذرنا في ذلك انها «محرومة» من السلطة الرسمية. الحرمان يعطيها حصانة. والعمر الطويل للمعارضات، لـ»معارضاتنا»، اطال عمر هذا التفكير التقليدي، فتكونت اثناءه معارضات تبني سياستها على قاعدة: « لا احد يعلمنا دروسا في الديموقراطية. فنحن معارضة…!».
واكثر الحالات تجسيدا لهذه «العنجهية الديموقراطية» حالة المعارضة اللبنانية. فهامش «الحرية» الذي اتاحته الوصاية السورية غير الديموقراطية لحزبها الطليعي، «حزب الله»، وللتشكيلات العسكرية الأصغر منه، اتاح لهذه «المعارضة» ان تبني دويلتها ومؤسساتها؛ ما اثار غيرة بعض «المعارضات» العربية الاخرى التي تنظر الى «حزب الله» بصفته نموذجاً يُحتذى.
والحال انها «معارضة» ذات أقلية برلمانية. تملك قيادتها الالهية المؤطرة مذهبيا ترسانة صواريخ لا تتوقف عن التشدّق بعدم قدرة اسرائيل في التغلب عليها. ولديها «خريطة طريق» واضحة نحو ما تسميه «إعادة تكوين السلطة» غير الاستئثارية في لبنان؛ ولازمة خريطتها: «نحن لا نحتاج الى دروس في الدستور والديموقراطية!».
نقاط «خريطة الطريق نحو الديموقراطية» بحسب «معارضة» هي في غنى عن دروس في الديموقراطية»: شلّ الحكومة. إغلاق ابواب البرلمان. رفض انتخاب رئيس الجمهورية. وشرطها واحد: ان يضمن لها حصة متساوية مع الاكثرية، او الثلث المعطل (اي الذي يسمح لها ببتر الحكومة حينما تشاء،ثم تصرخ بعد ذلك «حكومة غير وطنية!»).
إبتزاز يعني… وشعار: عدم استئثار الاغلبية بالسلطة.
ليس هذا فحسب. «خريطة الطريق» الى الديموقراطية، الى المشاركة والحكومة الوطنية، ومنع الاستئثار بالسلطة… لا تستوي من دون التوقف عند محطة مفصلية منها: خطاب لحسن نصر الله، من قبيل خطابه الاخير، بمناسبة العاشر من محرّم.
العالم الذهني نفسه: استغراب، مثل المسؤولين الرسميين، من تلقّيه دروسا في الديموقراطية. اذ يقول «كيف يحدثنا بعض المسؤولين العرب عن الاكثرية والاقلية وانظمتهم هي انظمتهم التي يعرفونها. لا اكثرية ولا اقلية ولا ديموقراطية»…
لا احد يعطينا دروسا في الديموقراطية! والمشهد في هذه النقطة بالذات من نقاط خريطة الطريق نحو الديموقراطية والمشاركة والحكومة الوطنية يعطي ثقة هائلة لقائلها. ثقة تضخّها حشود سوداء رافعة قبضتها وصارخة «بالروح بالدم نفديك يا…!»؛ أو «بالدم الحسيني، بالقلب واليدين… بايعناك نصر الله يا حفيد الحسين!». حشود تبتهج بالاشلاء والدماء والرؤوس المقطوعة… تفرح باستدراج العدوان… تبايع «حفيد رسول الله». تلك هي واحدة من اهم محطات «خريطة الطريق الى الديموقراطية» بحسب من لا يحتاج… ايضا الى دروس في الديموقراطية. نفق من الغبار والرطوبة والاستشهاد المستديم.
الخلاصة الاولية: المشترك في هذا العالم العربي المديد ان لا احد… مهما بلغت درجة اسوداد رصيده… لا احد يحتاج الى دروس في الديموقراطية. كلٌ ينعم بأبهى العصور الديموقراطية. اين الخلَلْ اذاً؟ في الغرب واميركا واوروبا واسرائيل؟ ولكن مشكلة هؤلاء انهم اعتادوا على توزيع شهادات حسن سلوك ديموقراطية تبعا لمصالهم مع هذه الدولة او تلك. آخر تقليعة ترضي الضمير الاوروبي الديموقراطي: الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي المنجذب للشخصانية الشرقية عائدٌ من رحلة مثمرة الى الشرق الاوسط يعلن «ما هو اهم من الكفاح من اجل الديموقراطية (في هذه البلدان) هو الكفاح من اجل التعددية، الذي يبدو لي هو الأهم…».
كم نحن في الحقيقة وحيدون!
(المصدر: ملحق « تيارات » بصحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 26 جانفي 2008)