TUNISNEWS
9 ème année, N 3316 du 21.06 .2009
إجتماع سياسيون وحقوقيون على هامش مؤتمر حق العودة للمهجّرين:بيان وطني مشترك
الحوار نت: ولادة المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين برئاسة السيد نورالدين ختروشي
المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين:البيان الختامي
السياسة:وزير العدل التونسي يتحدّث عن غوانتنامو وحق العودة وقانون مكافحة الإرهاب
قدس برس: تونس: استقالة جديدة من مكتب نقابة الصحفيين تمهيدا لعقد مؤتمر استثنائي
الشرق الأوسط: تونس: الأحزاب تستعين لأول مرة بخبراء في الاتصال للإعداد للانتخابات المقبلةلجعل التأثير على الناخبين معتمدا على وسائل علمية
« البديـل عاجل »:منظمة العفو الدولية:خلف «المعجزة الاقتصادية» في تونس: انعدام المساواة وتجريم الاحتجاج
بشير الحامدي:بمناسبة انعقاد مؤتمرقطاع التعليم الأساسي :البيروقراطية النقابية هي التي تتحكم في كل أوراق المؤتمر
موقع « المسلم »: تنسيق تونسي رسمي مع علمانيي السعودية!!
كونا: (7 شارع الحبيب بورقيبة).. فيلم تونسي في قاعات السينما بالكويت
فتحي العابد: رسالة إلى سيادة الرئيس
عبدالحميد العدّاسي:عمرة وانفلوونزا ومؤتمر
نورالدين الخميري: يوميات في المهجر
صابر التونسي: سواك حار (128)
العجمي الوريمي: الاحتجاج الديمقراطي: مصاعب الانتقال (1/2)
طارق الكحلاوي: في حدود سلطة «المرشد»
علي الخبتي: حجاب السيدة مريم العذراء
الجزيرة.نت: قاعدة بلاد المغرب تتبنى هجوما بالجزائر
« الوطن » :قراءة في ندوة: توحيد التقويم الهجري أو هل يوحّد العلم ما فرّقته السياسة… ؟
كمال الساكري :مرّة أخرى : لا خلاص للشعوب إلاّ بنضال مثقفيها الحقيقيين لا الانتهازيين !!
« الوطن » :ليس دفاعا عن عبد الناصر ولكنه دفاع عن الأمة
عبد الكريم بن حميدة :أشرعة الذاكرة:نتنياهو لم يترك لعرب الاعتدال ما به يستترون
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة
http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:
سياسيون وحقوقيون مجتمعون على هامش مؤتمر حق العودة للمهجّرين:
نحن المجتمعين على هامش مؤتمر حق العودة للمهجّرين التونسيين بجينيف يومي 20 و21 جوان 2009، نتوجّه بالتحية إلى جميع المشاركين في المؤتمر التأسيسي للمنظمة الدولية للمهجّرين التونسيين وإذ نعبّر عن تعاطفنا التام وإكبارنا لتضحيات المنفيين والمغتربين واعتزازنا بصمودهم وتأكيدنا على حقهم التام في رجوع آمن كريم للعيش في وطنهم نعلن عن استعدادنا لدعم أهداف المنظمة الوليدة في إطار احترام خصوصيتها واستقلاليتها التامّة عن كل الأطراف. وبعد تسجيل إيجابية المناخ وصراحة الحوار والروح البناءة التي سادت نقاشا معمّقا حول الوضع السياسي العام ببلادنا فإننا نسجّل التقاء رؤانا في تشخيص الوضع التونسي الراهن المتّسم 1-بالاستبداد وغياب دولة القانون 2-باستشراء الفساد وتوظيف القضاء لحماية المفسدين وضمان إفلاتهم من العقاب خاصة إن كانوا من المتنفّذين والدوائر القريبة من السلطة 3-بتعطيل المؤسسة القضائية وتحويلها إلى جهاز بيد السلطة التنفيذية لترهيب المعارضين السياسيين والنشطاء الحقوقيين وقمع الاحتجاجات الاجتماعية والشعبية 4-بتوظيف الإدارة والمرافق العمومية وتحويلها لأداة تنكيل وقمع وتجويع المعارضين 5-بقمع حرية التعبير وتجريمها وفرض الرقابة على جميع وسائل الإعلام والاتصال والانقلاب على المكتب المنتخب لنقابة الصحفيين 6-بتواصل محاصرة الأحزاب المعارضة والجمعيات المستقلة وملاحقة مناضليها عبر مصادرة حقوقهم الأساسية وخاصة الحق في التنقّل والاجتماع والعمل 7-بتواصل الملاحقة والاعتقال والتعذيب والمحاكمات الصورية في حق أبناء الحوض المنجمي والشباب المتديّن (بذريعة مكافحة الإرهاب) وكل المخالفين في الرأي واستمرار اعتقال سجين الرأي الدكتور صادق شورو 8-بتواصل تزييف المؤسسات وآليات الديمقراطية ومنها تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية في 25 أكتوبر 2009 تتسم بالانغلاق التام وتنعدم فيها أبسط شروط الانتخابات الحرة والنزيهة، واعتبارا لهذا الوضع البالغ الخطورة على بلادنا فإننا نعلن عن عزمنا على العمل المشترك في إطار احترام التعدّد الطبيعي للمعارضة الوطنية للنضال من أجل ممارسة التونسيين لحقوقهم غير القابلة للتصرّف وأساسا حقّهم في المشاركة الحرّة في الشأن العام والتمتع بالحريات الفردية والعامة والانتخابات الحقيقية ونقرر مواصلة التشاور والتنسيق وأخذ المبادرات في هذا الشأن. أحمد بوعزّي عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدّمي راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة راضية نصراوي ناشطة حقوقية رياض بالطيّب رئيس جمعية التضامن التونسي سمير ديلو عضو هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات سهام بن سدرين ناشطة حقوقية وسياسية سيد فرجاني ناشط حقوقي وسياسي عبد الرؤوف العيادي ناشط حقوقي وسياسي عبد القادر الزيتوني رئيس حزب تونس الخضراء عبد الوهاب معطر ناشط حقوقي وسياسي عمر المستيري رئيس راديو كلمة العياشي الهمامي عضو هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات محمد النوري رئيس منظمة حرية وإنصاف محمد عبّو ناشط حقوقي وسياسي عضو 18 أكتوبر للحقوق والحريات منصف المرزوقي عن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية نزيهة رجيبة، ناشطة حقوقية وسياسية نور الدين ختروشي ناشط سياسي مستقل
مراسلة خاصة
ولادة المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين برئاسة السيد نورالدين ختروشي
خاص من بعثة الحوار نت الى جينيف\ التأمت الجلسة الختامية على الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم لسير مؤتمر حق العودة المنعقد بجينف بإشراف رئيس المؤتمر السيد عماد الدائمي الذي عرض جدول أعمال الجلسة . ثم أعطيت الكلمة إلى السيد Carlo Summauga عضو الحزب الإجتماعي السويسري الذي اعتذر عن عدم الحضور من أول أشغال المؤتمر وقد عبر عن مساندته للمؤتمرين ووقوف حزبه مع قضايا المهجرين وتضامنه مع كل القضايا سواء في تونس أو في فلسطين (مع العلم أنه كان من الأوائل الذين زاروا غزة وذلك في اليوم الثالث من الحرب المفروضة على الفلسطينيين). وإثر ذلك تلي نص برقية من الحزب التجديد التونسي بإمضاء السيد أحمد بن إبراهيم والذي أكد على تضامنه مع مؤتمر حق العودة ومساندته لهم . هذا وقد تدوال المؤتمرون مسائل داخلية وتم الحوارحول جملة تحويرات و اقتراحات وقع اقرارها فيما بعد. ثم خلص المشرفون على الإجتماع إلى إعلان نتائج الإنتخابات التي تمت في جو انتخابي ديمقراطي وشفاف ،وأسفرت على انتخاب السيد نورالدين ختروشي رئيسا للمنظمة الدولية للمهجرين التونسيين وعضوية السادة والسيدات : – عماد الدائمي – لطفي الهمامي – سليم بن حميدان – كمال العيفي – الطاهر العبيدي – رشيدة النفزي وفي الأخير وقعت تلاوة البيان الختامي من قبل السيدة رشيدة النفزي وأعطيت الكلمة للرئيس المنتخب الذي عبر عن شكره للحضور على تلبيتهم لهذا المشروع الصعب من حيث المهام المنوطة بعهدته قد تعهد بأن يقوم على العمل مع بقية الأعضاء لتحقيق الأهداف والتوصيات التي أقرها المؤتمرون وختمت الجلسة بالنشيد الوطني حماة الحمى رافعين إشارات النصر كما تجدر الإشارة إلى الحضور الملحوظ لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة.
(المصدر: موقع « الحوار.نت » (ألمانيا) بتاريخ 21 جوان 2009)
المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين
البيان الختامي
جينيف في 21 من يونيو 2009 نحن مواطنون تونسيون مهجرون بالخارج, عقدنا مؤتمرنا التأسيسي في جنيف بسويسرا يومي 20و 21 يونيو (جوان) عام 2009, تحت شعار العودة حق واسترداده واجب, حيث ناقش المؤتمرون بكثير من الشفافية ورقات اللجنة التنسيقية التي أشرفت على الإعداد لهذا المؤتمر, الذي من خلاله تم التوافق على بعث منظمة حقوقية سميت المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين. تعمل على تحقيق العودة الآمنة الكريمة والشاملة لكل المهجرين التونسيين بسبب أفكارهم او انتماءاتهم أو أنشطتهم المعارضة. بعد يومين من التداول والنقاش, واثر تحديث قائمة المؤتمرين وفقا للضوابط والشروط التي تم التوافق عليها إنتهى المؤتمرون الى: – انتخاب رئيس للمنظمة انتخابا مباشرا وعلنيا. – انتخاب اللجنة التنفيذية وتتكون من ستة أعضاء. – تحديد هوية وأهداف المنظمة – بضوابط المبدئية والاستقلالية والديموقراطية… عاشت الخضراء تتسع للجميع
مراسلة خاصة
وزير العدل التونسي يتحدّث عن غوانتنامو وحق العودة وقانون مكافحة الإرهاب
تونس مفتوحة لكلّ أبنائها ولا يُمكننا أبدا أن نصُدّ أحدا عن العودة إلى تراب الوطن
وزير العدل وحقوق الإنسان لـ »السياسيّة »:
« لدينا 10 تونسيّين في معتقل غوانتنامو … و »حق العودة » مكفول بالدستور لكلّ التونسيّين »
إجابة على أسئلة طرحتها « السياسيّة » أكّد السيّد البشير التكاري وزير العدل وحقوق الإنسان خلال اللقاء الإعلامي الدوري أنّ تونس هي لكلّ التونسيين أينما كانوا ، وأعرب الوزير عن استغرابه ممّا أشارت إليه « السياسيّة » من وجود عريضة تروّج بين تونسيّين موجودين في الخارج عبر الأنترنات للمطالبة بـ »حق العودة »،
وقال: » حق العودة مكفول بحكم الدستور وهذه مسألة لا يُمكن المساومة فيها أو المساس بها » وأضاف : » تونس مفتوحة لكلّ أبنائها ولا يُمكننا أبدا أن نصُدّ أحدا عن العودة إلى تراب الوطن «
، واستحضر الوزير الهالة الّتي رافقت عودة الإمام التونسي سعيد الجزيري من كندا والقول حينها بأنّ تونس لا تحترم حقوق الإنسان وأشار الوزير إلى أنّ الإمام الجزيري دخل إلى تونس وبعد التثبّت من وضعيته الجزائيّة تمّ إخلاء سبيله وهو يعيش مع أهله بكامل الحريّة. طرح الأسئلة:خالد الحداد وأضاف الوزير:
» التونسيّون الموجودون بالخارج والّذين يُعتبرون أنفسهم مُبعدين ويتحدّثون عن حق العودة ، نقول لهم تونس مفتوحة لكلّ التونسيّين دون استثناء ، ومن صدرت بحقهم أحكام فإنّهم إمّا وقد انقضت العقوبة بمرور الزمن أو أنّ عقوبتهم لم تنقض بعد وهو ما يستلزم إجراءات قضائيّة في الاعتراض ».
وحول الكيفية الّتي ستتعامل بها الحكومة التونسيّة تجاه التونسيّين الموجودين في معتقل غوانتنامو بعد قرار الإدارة الأمريكيّة بإغلاق هذا المعتقل وإعادة من به إلى بلدانهم ، أوضح السيّد البشير التكاري أنّه سبق وأن عاد إثنان من الموقوفين التونسيين بهذا المعتقل حيث تمّ قبولهما في ظروف عادية وبعد التثبّت في وضعياتهما الجزائيّة تبيّن أنّ لهما أحكاما أصدرها القضاء التونسي في حقّهما فقاما بالاعتراض ووقع تخفيض الحكمين إلى حدود دنيا بعد أن صدرت الأحكام الأولى على قياس الأقصى على اعتبارها كانت أحكاما غيابيّة. وأضاف الوزير بوجود 10 تونسيّين آخرين في معتقل غوانتنامو وهؤلاء سيعودون إلى بلادهم وليس هناك أيّة مخاوف على الإطلاق في إطار احترام الدستور وما يكفلُه من حقوق لكلّ المواطنين على حدّ السواء. وفي جانب متّصل، وردّا على سؤال ثالث لـ »السياسيّة » حول ما يُقال أنّه تطبيق قاس ومجحف لقانون مكافحة الإرهاب الّذي استهدف شبابا أكّدت الدراسات وحتّى الرسميّة منها أنّه يشكو من حالة فراغ عجزت المنظومة التربويّة والثقافيّة عن استيعابها ممّا جعله عرضة للتأثّر بتلك الممارسات العنيفة ، قال التكاري أنّ تونس ليست هي الوحيدة الّتي لها قانون لمكافحة الإرهاب الّذي يندرج في إطار دولي ساع لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة ، وقال الوزير أنّ تونس لم تشكّل محاكم خاصة ولم تسنّ إجراءات استثنائيّة بل أقرّت فقط بعض التحفظات كعدم ذكر أسماء الشهود أو تسجيل هيئة المحكمة في سجل خاص يُمكن للمحامين أو أهالي المعنيين الإطلاع عليه ، ولاحظ الوزير تهافت عديد الأخبار الّتي تقول بوجود الآلاف من الموقوفين والمحاكمين في إطار هذا القانون مؤكّدا أنّ الرقم لا يتجاوز بعض العشرات (في حدود 300) ، وقال الوزير أنّ القانون كغيره من القوانين هو محلّ متابعة وتقييم ولو كانت هناك حاجة أو ضرورة لتعديله أو تنقيحه فليس هناك أيّ مانع في ذلك. وأفاد الوزير بأنّ الملفات الّتي تمّ عرضُها ليست على نفس الدرجة من الخطورة وأنّ القضاء يتفهّم سلوكات بعض الشباب الّذي ينخرط في مثل هذه الأعمال بعامل المغامرة وقد صدرت أحكام بعدم سماع الدعوى في عدّة حالات بعد التأكّد من عدم وجود أيّة مخاطر.
(المصدر: موقع السياسية الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 21 جوان 2009)
تونس: استقالة جديدة من مكتب نقابة الصحفيين تمهيدا لعقد مؤتمر استثنائي
ارتفع عدد الاستقالات من عضوية مكتب النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، إلى أربع وهو ما يجعل التجاذبات الحاصلة داخل النقابة منذ شهرين تتجه قانونيا نحو حل المكتب الحالي وتنظيم مؤتمر استثنائي.وأكّدت الأمينة العامة للنقابة في تصريح لـ « قدس برس » نبأ استقالة الحبيب الشابي هذا اليوم. وقالت سكينة عبد الصمد إنّه حسب القانون الداخلي للنقابة، تترك للعضو المستقيل فرصة لمراجعة قراره لمدة 15 يوما من تاريخ تلقيها ويجب بعد ذلك على المكتب التنفيذي الدعوة خلال شهرين على أقصى تقدير إلى عقد مؤتمر استثنائي. وامتنع الحبيب الشابي عن تقديم أية تصريحات صحفية وأكّد في اتصال مع « قدس برس » أنّه في وضع نفسي لا يحسد عليه، حسب تعبيره. وكانت قد سجلت ثلاث استقالات من مكتب النقابة المتكون من تسعة أعضاء، إثر عرض التقرير السنوي عن الحريات الصحفية يوم 4 أيار (مايو) الماضي. وشنّ صحفيون مقرّبون من الحكومة حملة على النقيب الحالي، واتهموه بالتسييس والراديكالية، حسب تعبيرهم، كما تم جمع توقيعات من 570 صحفيا للدعوة إلى إقالة مكتب النقابة. واتهم رئيس النقابة في وقت سابق وزارة الاتصال بتدبير الإطاحة بمكتبه.
(المصدر: وكالة قدس برس للأنباء بتاريخ 21 جوان 2009)
تونس: الأحزاب تستعين لأول مرة بخبراء في الاتصال للإعداد للانتخابات المقبلة لجعل التأثير على الناخبين معتمدا على وسائل علمية
تونس: المنجي السعيداني تستعد الأحزاب السياسية في تونس للانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة، ويعمل كل طرف على استمالة الناخبين، والتعريف الجيد ببرامجه ومخططاته ومشاريعه. وإلى وقت قريب، كانت الأحزاب ـ وخاصة منها المعارضة ـ تعتمد على الخطب الرنانة، وعلى الأبعاد النضالية في مشاريعها المختلفة عادة عن الحزب الحاكم، إلا أن التغيرات الحاصلة في المجتمع، ودخول وسائل الإعلام والاتصال الحديثة على الخط، وزيارة الآلاف من الشباب للمواقع الإلكترونية، جعلت الأحزاب تغير من طرق اتصالها بالفئات الاجتماعية المستهدفة. في هذا الإطار سعى أكثر من حزب سياسي في تونس للاستعانة بخبراء في الاتصال، في محاولة لجعل التأثير على الناخبين معتمدا على وسائل علمية، بدلا من الطرق البدائية، وإلهاب حماس الجماهير بالخطب الفصيحة وحسن الخطابة فحسب. في هذا الإطار، قال مهدي الطباخ (حزب الوحدة الشعبية المعارض) إن الحزب أجرى تغييرات عديدة على الإدارة الإعلامية، وأدخل عناصر جديدة قادرة على الإضافة، وقد استعان منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بخبراء في مجال الاتصال، قادرين على تسويق صورة إيجابية عن الحزب. أما نور الدين المباركي (الاتحاد الوحدوي الديمقراطي المعارض)، فقد أكد على لجوء الحزب إلى مختص في الاتصال من معهد الصحافة وعلوم الإخبار بتونس حتى يدعم توجه الحزب بصفة علمية، بعيدا عن الطرق العشوائية التي اعتمدت لعقود متتالية. وقال المباركي «إن الخلفية السياسية لهذه الطريقة هي القيام بحملة انتخابية على أسس علمية، بدلا من الأداء العفوي المرتبط بأساليب قديمة كانت معتمدة في السابق». وحول اللجوء إلى مختصين في علوم الاتصال، قالت حميدة البور أستاذة علوم الصحافة بالجامعة التونسية «إن ذلك يعد ظاهرة صحية، فالانتخابات عملية حسابية، ولكنها كذلك عملية اتصالية في الأساس.. فالعبارات المستعملة، وطريقة الكلام، وكيفية التعامل مع الكاميرا تتطلب مختصين في عالم الاتصال، وهذا ما لا يحسنه الكثير من المرشحين، سواء للانتخابات التشريعية أو الرئاسية». ، ولاحظت، من ناحية أخرى، أن ظاهرة العزوف عن المشاركة السياسية من قبل الفئات الشابة تفترض وجود مختصين قادرين على مسايرة التطورات، ولهم الدراية الكافية في كيفية الوصول إلى الناخبين، بصرف النظر عن حجم الحزب، ودرجة إشعاعه الجماهيري من ناحية أخرى.. فالاتصال بالجماهير يتطلب تدريبات خاصة، ودراية متطورة بما يأملون فيه، وكيفية الوصول إلى إقناعهم بالانخراط في العملية السياسية برمتها. (المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 جوان 2009)
منظمة العفو الدولية:
خلف «المعجزة الاقتصادية» في تونس: انعدام المساواة وتجريم الاحتجاج
جاء التقرير السنوي 2009 لمنظمة العفو الدولية ليولي اهتماما خاصا بالحقوق الإقتصادية والإجتماعية التي ما فتئت تتدهور تحت وطأة الأزمة الإقتصادية العالمية. وفي هذا السياق أطلقت المنظمة حملة عالمية تحت شعار « فلنطالب بالكرامة »، أصدرت في إطارها يوم 17 جوان الجاري تقريرا خاصا حول الحركة الإحتجاجية بالحوض المنجمي في تونس تحت عنوان « خلف «المعجزة الاقتصادية» في تونس: انعدام المساواة وتجريم الاحتجاج » (انظر الملف المرافق). وفي ختام هذا التقرير دعت منظمة العفو الدولية الحكومة التونسية إلى: – إلغاء جميع القوانين التي تجرِّم الاحتجاج السلمي، وذلك لضمان الاحترام التام للحق في حرية التعبير والتجمع والاشتراك في الجمعيات؛ – الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع سجناء الرأي المحتجزين لا لشيء إلا بسبب ممارستهم السلمية لحقوقهم في حرية التعبير والتجمع والاشتراك في الجمعيات؛ – توفير الخدمات العامة الأساسية لجميع المناطق على قدم المساواة، بما في ذلك توفير المياه والمجاري والرعاية الصحية؛ – فتح تحقيقات مستقلة ومحايدة وكاملة في وفيات المحتجين على أيدي قوات الأمن، وإعلان نتائج التحقيقات على الملأ؛ – إصدار تعليمات لقوات الأمن التونسية بعدم جواز استخدام الأسلحة النارية أو غيرها من أشكال القوة المميتة إلا في حالات الضرورة القصوى بهدف حماية أرواح أفرادها أو أرواح الآخرين، ووفقاً لمدونة قواعد السلوك للموظفين المكلفين بتنفيذ القانون والمبادئ الأساسية للأمم المتحدة بشأن استخدام القوة والأسلحة المميتة من قبل الموظفين المكلفين بتنفيذ القانون؛ – إجراء تحقيقات شاملة ومحايدة في مزاعم التعذيب وغيره من أشكال الانتهاكات على أيدي قوات الأمن، ومساءلة المسؤولين عنها وتقديم التعويضات لضحاياها. (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 21 جوان 2009)
تنسيق تونسي رسمي مع علمانيي السعودية!!
عبد الباقي خليفة | 28/6/1430 زينب حفني ضيفة خاصة على التلفزيون الحكومي التونسي لمحاكمة المملكة تجري الجهات السياسية التونسية والإعلامية التابعة لها، اتصالات عالية المستوى، مع الأطراف العلمانية في منطقة الخليج، ولا سيما السعودية، التي وصفها مقدم برنامج « آخر الليل » في فضائية تونس 7، بأن « أي تغيير فيها (أي السعودية) يؤثر على بقية دول العالم الإسلامي لمكانتها الروحية والاقتصادية » وكشف المذيع على وجود تنسيق وتبادل للآراء بين النخبة المتغربة في تونس ونظائرها في السعودية، والتي وصلت إلى حد بحث موضوع النقاب والحجاب في المملكة، وطريقة إزالته من المجتمع، لاسيما وأن هناك نساء متبرجات أو شبه متبرجات في الشارع السعودي، وهناك داعيات للأخذ بالنموذج الغربي وتطبيقاته القسرية في تونس. محاكمة للمجتمع السعودي: ونقل مقدم البرنامج المذكور عن علمانيين سعوديين قولهم » قالوا لنا أن نساء الريف في السعودية لا يضعن النقاب ولا يلتزمن بالحجاب ». جاء ذلك أثناء استضافة أكثر الكاتبات السعوديات « تغرباً »، وهي زينب حفني، التي بدت في صورة طبق الأصل لما تريد السلطة في تونس فرضه على التونسيات، ونشره في بقية الدول العربية، كدرع ديمغرافي ومسخ مشوه للغزو الفكري والثقافي الغربي لبلادنا الإسلامية. وقد اعترفت حفني بأن السعوديات يجابهن دعوة التغريب بقوة وهناك اتصالات كثيرة تردها من نساء سعوديات، يحتجن على تكلمها باسمهن « يقلن لي من أعطاك الحق التكلم باسمنا، نحن سعيدات وراضيات بوضعنا » وأنهن يتهمنها بأنها تفعل ما تفعل « من أجل الشهرة » وهو ما اعترفت به في موضع آخر، كما سيأتي، لكنها زعمت أنها تتلقى دعما من أطراف أخرى، وتتلقى اتصالات تأييد. ورفضت حفني اللجوء للخارج على اعتقاد أن « أي امرأة تريد أن تناضل يجب أن تناضل من الداخل ». واشتكت الكاتبة السعودية من منع بيع كتبها في معرض الرياض الأخير « منعت كتبي بالكامل » ورد مقدم البرنامج على قولها « منعوا بيع كتبك لزيادة شهرتك ». حفني أمنت على قول المذيع بأن كتبها تطبع في بيروت وتنشر هناك، كما وافقت على أن كتبها محاكمة للمجتمع السعودي، كما ورد في سؤال المذيع، والذي يبدو أنه أجرى الحوار خصيصا في معرض الرد على فتوى سعودية تحرم ذهاب وفد نسائي تقني لتلقي دورة في تونس. وعلى المستوى الاستراتيجي رعاية السلطات التونسية لحملة التغريب التي تتعرض لها المجتمعات الإسلامية عموما والعربية خصوصا. ولذلك حرصت حفني في حوارها مع التلفزيون التونسي الرسمي (تونس 7) على ذكر أن الشباب يقتدون بها « يراسلونني ويقولون لي نريد أن نكون مثلك » وقالت » يرسلون إلي إنتاجهم الأدبي للاطلاع عليه ». وفي محاكمة للسلطات السعودية على قناة (تونس 7) وجه المذيع سؤالا مباشرا لزينب حفني طالبا منها الحديث عن المظالم والإساءات التي لحقت بها « ما هي المظالم والإساءات التي لحقت بك » وردت حفني « أول صدمة، كانت رواية، نساء على خط الاستواء » والتي أحدثت صدمة، كيف تكتب امرأة سعودية عن امرأة سعودية بهذه الكيفية « وكيف تلقت دعوة من جامعة مغربية (بني ميلال) وأن مدير الجامعة رحب بها، وأثنى على « الأسلوب المتطور » لكن الإجابة لم ترض المذيع فأعاد السؤال « المظالم والإساءات التي لحقت بك » وأجابت حفني، كما لو أنها أمام محكمة « منعت من السفر 3 سنوات، كنت أرفع سماعة الهاتف وأستمع لشتائم من سيدات » وللتخفيف من الضغط الذي تواجهه من المجتمع السعودي حاولت الظهور بمظهر الأقل سوءا « هناك شباب يكتبون بجرأة أكبر مما كتبت » وأن « جيل الروائيين الشباب يحشون الجنس في أعمالهم بصورة واضحة » وزعمت أن روايتها « سيقان ملتوية » جرعات جنسية لخدمة الرواية وليس لجذب القارئ ». على خطى غادة السمان ونوال السعداوي: لم تُخْف زينب حفني في حوارها الذي تم ترتيبه مع التلفزيون التونسي إعجابها بغادة السمان، التي جعلتها بطلة روايتها « لم أعد أبكي » وقالت أنها « مثلها الأعلى » وقالت » كنا نقرأ لها ونندهش من الجرأة التي كانت تكتب بها » أما نوال السعدواي في نظر حفني فهي » تناضل من أجل المرأة وتتلقى السهام بقلب ميت ». وعلى خطى السعدواي نطقت بعبارة مريبة خاطئة تمس قيم المجتمع المسلم حين قالت « لا يوجد تشريع يحمي المرأة.. التشريع من آلاف السنين هو من يحكم المرأة » وتعتبر حفني أن المرأة » الحجازية » تشربت الأفكار الليبرالية » وقالت أنها دعيت لإلقاء محاضرة في البحرين تحت عنوان « المرأة الحجازية بين الأمس واليوم » وصفت بعدها بأنها عنصرية على حد قولها. وقالت أن » المرأة الحجازية في منطقة مفتوحة.. تشربت الأفكار الليبرالية، وتتعامل بدون رهبة وبدون خوف من القبيلة « . هناك تدخل المذيع ليقول » الكثير من السعوديين الذين التقيناهم قالوا لنا أن المرأة البدوية سافرة ولا تضع البرقع ولا الخمار » وأمنت حفني على قوله بأن » ذلك منتشر في الجنوب « . وعادت للتخفيف من مستوى الفضائحية في كتاباتها » لو ترجمت رواياتي في الغرب لاعتبرها أكثر من عادية » وعادت لمهاجمة الشريعة الإسلامية في المملكة العربية السعودية « مشكلتنا لا يوجد تجديد وتشريع لحماية المرأة، لا يوجد قانون بل تشريع منذ آلاف السنين » كما اشتكت مما وصفته بالغلو الديني » الغلو الديني أصبح في ارتفاع » و » المرأة لا يسمح لها بالدخول للروضة الشريفة » كما هاجمت » هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر » قائلة » لا يوجد نص ديني يأمر بإغلاق الدكاكين وقت الصلاة « . وبعد أن أعرب المذيع عن إعجابه بها « تسفرين عن وجهك وتلبسين بطريقة عصرية » سألها إن كان يسمح لها في السعودية بلدها الخروج هكذا (في غمز بالسلطات السعودية وأعراف المجتمع السعودي » فقالت « العباءة مطلوبة » فرد « أها.. العباءة مطلوبة ». وعن مخالطتها للرجال ذكرت بأنها عملت لمدة 20 سنة، وكان طريقة اتصالها الوحيدة بالرجال هي الفاكس « أكثر من 20 سنة أعمل عملي عن طريق الفاكس.. ما كان هناك اتصال مباشر » ولم يكن ذلك ورعا منها، بل لأن رجال الأعمال كانوا يرفضون مقابلتها بشكل مباشر « رجال الأعمال يتحفظون على مقابلة صحافية » مرددة في ببغائية تلك المقولة « بلا شك أن الاقتراب من الثالوث المتمثل في الجنس والدين والسياسة يعتبر من المحرمات في مجتمعاتنا العربية، والاقتراب منها يعجل بولوج الكاتب إلى عالم الشهرة ». ولم تخف إعجابها بتونس ومصر والمغرب « بحكم الأخذ من الغرب تطورت، بينما المرأة في الخليج بعيدة عن ذلك »!! رغم ما تعيشه المرأة في تلك الدول من اضطهاد سياسي واقتصادي واجتماعي. وللتأكيد على وجود اضطهاد للمرأة في السعودية كرر المذيع التونسي في نهاية الحوار السؤال عما وصفها بمأساة زينب حفني « ما هي مأساتك » وختمت القول « ما زلت أعيش في غربة داخل وطني.. غربة الذات أصعب من غربة الوطن » وقالت أن الذي يحركها هو صفة التمرد. لقد كان اللقاء الذي أجراه التلفزيون الرسمي التونسي المملوك للدولة محاكمة رخيصة للمملكة العربية السعودية وللحكومة السعودية وللشريعة الإسلامية المطبقة في بلاد الحرمين، كما تعد تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية، ما كانت تونس لتسكت عنه لو أجرى التلفزيون السعودي الرسمي لقاءً مع التونسيات المضطهدات، الممنوعات من لبس الحجاب والمطاردات في الكليات والمعاهد. ومطاردة كل امرأة تونسية تحاول أن تفكر خارج الأطر التي وضعتها المافيا السياسية الحاكمة في تونس.
المصدر: موقع « المسلم » (تحت إشراف د. ناصر بن سليمان العمير – السعودية) بتاريخ 21 جوان 2009) الرابط: http://www.almoslim.net/node/113911
(7 شارع الحبيب بورقيبة).. فيلم تونسي في قاعات السينما بالكويت
تونس – 19 – 6 (كونا) — حصل الفيلم التونسي (7 شارع الحبيب بورقيبة) او (سينيشيتا) للمخرج ابراهيم اللطيف على الموافقات اللازمة للمشاركة في أربع مسابقات رسمية الى جانب الموافقة على عرضه في كل من فرنسا والكويت. ومن المقرر وفق ما ذكرته وكالة تونس افريقيات للانباء عرض هذا الفيلم في الكويت ليسجل بذلك حضور السينما التونسية في القاعات الكويتية كثاني سينما عربية تعرض على الجمهور الكويتي بعد مصر. كما سيشارك الفيلم خلال الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر في مسابقة (مهرجان الفيلم العربي بفاميك فرنسا) في دورته ال 20 وقد تم الاتفاق مع الجهات المختصة في فرنسا على عرض هذا الفيلم في القاعات. ويعد (سينيشيتا) الفيلم العربي الوحيد اخراجا وانتاجا المشارك الى جانب 11 فيلما أجنبيا ضمن مسابقة مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف الذي بلغ هذا العام دورته ال 15 والذي يقام تحت شعار (القدس) بوصفها عاصمة للثقافة العربية لعام 2009. وفي شهر يوليو سيعرض (سينيشيتا) ضمن مسابقة مهرجان وهران السينمائي الدولي بالجزائر كما رشح ليكون ضمن افلام مسابقة مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي من 4 الى 10 اغسطس. يذكر ان فيلم (سينيشيتا) الذي يقوم بدور البطولة فيه عدد من الممثلين الشباب من بينهم محمد علي بن جمعة ودرة زروق ومحمد علي النهدي وعبد المنعم شويات هو من النوع الكوميدي الساخر. ويتناول قصة ثلاثة اصدقاء يحلمون بانجاز شريط سينمائي ولكنهم يفشلون في الحصول على دعم مادي له ما دفعهم الى سرقة بنك ظنا منهم أن الغاية تبرر الوسيلة.(النهاية) ج خ / خ د كونا191811 جمت يون 09 (المصدر: موقع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) بتاريخ 21 جوان 2009)
بسم الله الرحمان الرحيم
رسالة إلى سيادة الرئيس
سيدي الرئيس إن بقاءكم كرئيس.. رغم أنف الحاقدين أصبح اغتصاب لجيل بأكمله.. لماذا تعلقون لجيلنا المشانق؟ لماذا دائما تنعتوننا بأننا جيل متسرع.. جيل منحرف.. جيل أحمق..جيل يريد قلب نظام الحكم.. جيل لاهدف له سوى زعزعة البلاد.. جيل ساخط متمرد؟؟ سيدي الرئيس نحن نتاج هذه الأمة.. حين تختل سلوكيات فرد من مجتمعكم لابد أن تسألوا أنفسكم من السبب،وما الذي دفع به إلىذلك السلوك؟؟ألم تسألوا أنفسكم عنا.. نحن جيل تربىفي عهد سماسرة الإنسان.. سماسرة الحروب.. سماسرةالسياسة وبيع الأوطان، والضمائر والمصائر، وسماسرة الأرض والوطن، يبيعون الحاضروالماضي والمستقبل.. وتدعون أنكم تبنون لنا ذلك المستقبل. أي مستقبل..؟؟ لا أعرف جيلا تربى في عهد العري وعهرالفضائيات أفلح.. نحن جيلاغتصب حقه في كل شيء.. حتى الأحلام بعْتوها لنا.. نحن جيلنعانى فراغا في كل شيء.. فراغا سياسيا ودينياواقتصاديا.. جيل لايعرف معنى للحلم، لا في تكوين بيت ولا في إيجاد عمل ولا في النظر إلى المستقبل.. بأقلامكم المأجورة خدعتمونا، وأوهمتمونا أنكم الأحسن والأقدر.. وأنكمخارج المنافسة، وماذا كانت النتيجة؟؟؟ صفر..!! ماذا يعنى الصفر سيدي الرئيس؟؟ نرى رموزنا الدينية تحلل ما حرم الله لتخلع المرأةالمسلمة حجابها وسترها.. وقد وليتم علينا أشباه رجال.. يتشدقون بالدينللدولة فقط.. نحن جيل يرى المرأة المسلمة تغتصب ولا نجد أئمة الإسلامتجتمع لتتخذ قرارا. سيدي الرئيس كلما تمسكنا برمز، أسقطته بطانتكم الفاسدة.. وصار من يتمسك بالدين إرهابيا والمحجبة زيا طائفيا.. أوهمتمونا أن حروب التحرير جاءتلإرجاع الحقوق لأهلها، وإسقاط الإغتصاب والعبودية.. فأي حرية؟؟ وأنا أرى أعماركم في الحكمأكبر من أعمارنا.. كل الدول العربية أصبحت مستعمرة مرة أخرى توارثهاالأبناء.. لماذا تواجهون انحرافاتنا بالعنف؟ والعنف لايولد إلا العنف.. أين رموزناالسياسية؟؟ لقد وليناكم علينا وزراء وأعضاء مجالس وبلديات، وكلما فتحناالجريدة، نجدكم على صفحات الحوادث، تجار مخدرات، وسماسرة، ومهربين، وصفقات مشبوهة.. هلناقشتم يوما فكرنا؟؟ هل سألتم يوما عن مشاكلنا؟؟ لقد ادعيتم البطولة بعد تصفيتنا سياسيا، لماذا حولتم خلافات فكرية بيننا وبينكم إلىتصفية حسابات شخصية وصراع بقاء؟.. وأصبحت قضية تمس بأمن الدولة.. ثم طردتمونا من أوطاننا.. ألسنا أبناءكم؟ كيف يطرد الأب إبنه؟ كلما مددنا حبال التواصل إلا وقام غراب القوم ينعق ليقطعها.. جمعتم حولكم أقنعه من النفاق والزيف، والصراع الخفي من أجل التكالب على المال والمنصب والسلطة.. أليس من حقنا أن نكون شريكا في الفكر والممارسة والقرار.. لكن كيفوأنتم محتلين السلطة لا تخرجون منها إلا بنهاية أعماركم؟؟ اغتصبتمأخلاقنا باغتصابكم الإعلام.. والإعلام هو الذييشعل العقول والبشر ويوجه فكرهم وأذواقهم وأخلاقهم ورؤيتهم.. ماذا قدم لنا إعلامكم اليوم؟ غير وجبات ساخنة من التفسخ، والعري والأفلام، والأقلام المأجورة لإسقاط كل رمز شريف.. بالأمس عاد شوقي يحمل شعر المسرح الغنائي، وعاد محمد حسين هيكلبالرواية..أنتم بماذا أتيتم لنا من الغرب غير أفلام القتل والتفكك الأخلاقي والإجتماعي؟؟ لقد اغتصبتم حقنافي أن نتخذالقرار.. اغتصبتمحقنا في حياة كريمة في بلدنا فأرغمتمونا على الهجرة ليموت نصفنا غرقا في البحر.. والنصف الآخر كمدا على حاله.. اغتصبتم أموالناوهربتموها إلى الخارج.. اغتصبتم حقنا في تعليم كريم واضح.. أودعتمونا السجون والمعتقلات لأننا لم نصفق للظالم يوما.. لماذاصمتم أمام القرارات الخاطئة، وصافحتم اليد النجاسة والعقول الهدامة؟ لماذا اعتبرتم تربية الأولاد مسألة عائلية، بينما هي تربية جيلووطن؟؟ سيدي الرئيس هل أصبحت تربينا على أن الحق والصدح به عملة نادرة؟؟ لماذا لم تربونا على أن نكون أصحاب قضية ومبدأ ولو كلفنا ماكلفنا؟ لماذا لم تربونا علىمعرفة أن عذاب الحق أجمل كثيرا من كل متاع الضلال؟.. وأن ننطق بالحق ولو صارت الحياة كهوفا للخرس.. وأن انتظار الصبح لا يقلجمالا على رؤيته.. وأن القبح سيظل قبحا ولو زين بالمساحيق.. سيدي الرئيس لماذاتحاسبوننا؟.. أليس أحرى بأن نحاسبكم نحن ونعيد تربيتكملتعيدوا تربيتنا أيها الآباء؟.. ادعيتم النبوة، وأنكم أنتم الشرفاء ودعاة الفضيلة.. ونحن نقول أنكم أنتم المأجورون والقتلة والسماسرة.. أنتم أفسدتمجيلا وأضعتم وطنا.. وأصبح من يتمسك بالدين والمبدأ والفضيلة كضوء شمعةتطاردها الرياح.. فتحي العابد
عمرة وانفلوونزا ومؤتمر
قرأت للتوّ هذا الخبر: « قرّرت السلطات التونسية تعليق رحلات العمرة، مبررة الخطوة بأنها وقائية تلافيًا لاحتمالات الإصابة بوباء انفلونزا الخنازير. »، فطار بي قلبي إلى قاعة انعقاد مؤتمر تأصيل وترسيخ حقّ العودة الكريمة لدى المغتربين (المنفيين) التونسيين، مشفقا على إخوة وأخوات نزلوا ضيوفا علينا (نحن المنفيين) في جونيف المضيفة… فلعلّ تونس منعتهم – عقب هذا المؤتمر – من الدخول إلى تونس أو على الأقلّ عسّرت دخولهم إليها خدمة لتونس وحماية لأهلها الودعاء فأخضعتهم إلى تفتيش دقيق بل إلى عملية تطهير كاملة من انفلونزا قد يكونون حملوا فيروساتها من خلال مباشرتهم لأناس يعيشون بين أقوام يتعاملون برفق حتّى مع الخنازير… الملفت أنّ الخبر يؤكّد على أنّ الرحلات بين تونس والسعودية متواصلة، كما يمكنني القول بأنّها متواصلة أيضا بين تونس ومختلف بقاع العالم، وأوروبا – حيث يقام المؤتمر – من هذه البقاع… غير أنّ المنع جاء على العمرة دون غيرها من الرحلات لما للمعتمرين من اختلاط مع مجموعات إسلامية قادمة من أندونيسيا وماليزيا – حسب ما جاء في الخبر – يدعو بالضرورة إلى أخذ الحيطة والحذر لحماية التونسي من آثار العمرة… وهو ذات السبب الذي قد يُخضع ضيوف المؤتمر– لا قدّر الله – لمصاعب الدخول إلى بلدهم الحبيب، فقد اختلطوا هم أيضا بغيرهم اختلاطا « فجّا »!… خوف داهمني قد يكون له مبرّراته، وقد يترتّب عليه بعض التوصيات، منها على وجه الخصوص: أن يتجمّل ضيوفنا الكرام بالصبر الجميل وأن يتجاوزوا النظرة « الضيّقة »، فإنّ هذا المنع المرتقب أو هذا التعسير عليهم في الدخول إنّما يدخل في إطار المحافظة على « نقاوة وطهورية » البلاد اتّباعا لتعليمات مقاوم الفيروسات الأوّل وتطبيقا لسياساته الرّشيدة القائلة بمبدإ الوقاية خير من العلاج… فوطنيّتكم – أحبابنا – تحرّضكم على الإقرار بإمكانية أن تكونوا حاملي فيروسات تضرّ بأمن البلاد وعليه فإنّ « تطهيركم وتنقيتكم » من تمام وكمال التفاني في خدمة المصلحة العامّة ومن أوكد علامات وطنيتكم…. وفّقكم الله وبارك أعمالكم، وأسأل الله ألاّ يحقّق شيئا ممّا أنطقني به الخوف عليكم نتيجة حبّي لكم!… عبدالحميد العدّاسي
أخذت مكاني على كرسيّ خشبيّ أنتظر ساعة انطلاق الحافلة إلى مكان عملي ورحت أسبح بخيالي بعيدا علّني أجد إجابات شافيّة لعدد من الأسئلة التي كانت تلاحقني ، غير أنّه لفت نظري على الجانب الآخر من الطريق مرور صديق عزيز عليّ وقد بدى حزين الفؤاد ، متثاقل الخطى ، وكأنّ سنوات الغربة قد ضاعفت من عمره . رفع يده اليمنى ليحييني غير أنّ المرض الذي أحلّ به فجأة حال دون ذلك ، فاكتفى بابتسامة حزينة صامتة قد تكون خلاصات سنوات الغربة ومصاعب حياة الوحدة أو ربّما لأنّ الزمن في هذا البلد لم يعد أصلا يضحك . سألته عن أحواله وأحوال العائلة ، علما وأني لم أره منذ ما يقارب ستّة أشهر ومقرّ سكناه لا يبعد عنّي سوى بضعة أمتار . ردّ عليّ بسرعة فائقة وكأنّه على عجل من أمره » الحمد للّه كلّنا بخير » ومضى في طريقه وهو يودعني بابتسامته الحزينة . حدّقت النظر إليه فلمحت فى عينيه ما يشبه الإشفاق و التعاطف وبدى لي على ملامح وجهه سواد قاتم ، وعلى فروة رأسه وكثافة لحيته شعر أبيض ممّا يوحي بواقع يسوده التذمر واليأس ، كما أنّ ملابسه لم تكن بأحسن حال من تقلبات الطقس عندنا هذه الأيّام . غاب عنّي صديقي كلمح البصر تاركا لي وجعا في قلبي وتحوّلت الأفكار التي كانت تخامرني إلى كابوس مخيف . نظرت إلى نفسي فلم أكن بأحسن حال منه ، فملابسي هيّ الأخرى جدّ متواضعة وعمري قد أفنته متاعب الحياة وهمومها ، وشعر رأسي بدى يتساقط كأوراق الخريف معلنا نهاية الجولة والإعتراف بالهزيمة . سألت نفسي في لحظة ضعف : هل مازال الجرح يؤذينا ؟ هل تمزقت أمانينا ولم يبقى لنا سوى الصمت يواسينا ؟ التفت جانبا أتأمل في واقعي فتذكرت مقولة أستاذ الفلسفة إبان درسي الأول في السنة السابعة حيث يقول : » إن الإنسان العاقل هو من يتوفر على ذرة العقل والأحمق هو من يتوفر على ذرة الحمق ، لكن الإنسان يتوفر على ذرة العقل وذرة الحمق معا ، لذا تعذر لمدة من الزمن التمييز الدقيق بين العاقل والأحمق، وأحيانا اعتبر العاقل أحمقا والأحمق عاقلا. » لم أكن أعتقد في ذلك الوقت أنّ أستاذي على حقّ ، لكن تبيّن لي لاحقا أنّه عين الصواب فأكثر من عقد ونصف يمر من حياتي ، ينقضي بتكرار نفس الحركات ونفس التصرفات إلى حد الملل وقد أتعبني الإنتظار وأنهكني مجهول ما ينتظر ، حتّى أنّي أحسست بنفسي غريبا وسط هذا العالم إلى درجة الإختناق . رحت أبحث في خبايا الذاكرة علني أجد ما يعيد لي شيء من النخوة والعزة ، فاسترجعت لحظات مضت منذ زمان بدقائقها وأجوائها ، أياّم الجامعة وحلقات النقاش التي كانت تأخذ من وقتي الكثير حتّى أنّها شغلتني عن الدراسة وحطمت حلمي الذي كان يراودني منذ الصغر، في أن أصبح طبيبا أداوي أوجاع شعبي . كما تذكرت أيّام الطفولة ودفاتري المكدسة فوق طاولتي الصغيرة ، و مكتبتي التي عزّ عليّ فراقها يوم اقتحمت جحافل التتار منزلنا وصادرت أجمل ما فيها من مراجع ونشريات ، ثم رحت أبحث هنا وهناك أستحضر ذكريات لحظات راهنة من حياتي مضت ولم تندثر في غياهب النسيان ، لتشكل مجموع ذكرياتي ورصيد تجاربي وتاريخي الذي يظل يتعبني في كل لحظة وحين. خيّم عليّ صمت رهيب غنيّ بالمعاني والأحداث ، وأنا أحاول أن أعي حياتي و أعيد تشكيلها داخل شبكة زمانية نسيجها الماضي والحاضر والمستقبل ، غير أنّ صوتا ملائكيّا تغلغل في جسدي واستحوذ على قلبي بدى يناديني ويقول لي انتبه من غفلتك . نظرت في السّاعة فإذا بموعد العمل قد انقضى منه أكثر من ساعة وأنّ الحافلة التي أرغب ركوبها قد مرّت من أمامي أكثر من مرّة . أخرجت هاتفي المحمول الذي كان يرافقني في كلّ مرّة وهتفت لصاحب العمل أعتذر له عن التأخير ، ثم رفعت عيناي إلى السماء وأنا ألعن وحشية المشاهد التي مازالت عالقة بذهني أيام الإعتقال والتعذيب . يتبع نورالدين الخميري 21 .06 . 2009
سواك حار (128)
صابر التونسي
في ظل غلاء أسعار الخمور اتجه البعض من الشباب نحو مادة اللاقمي المسكر والتيفضلا عن انخفاض ثمنها مقارنة بعلب الجعة وقوارير الخمر، فهي تمنح لمحتسيها ودون أنتعبق من فمه رائحة الخمر المثيرة للريبة والشبهات حالة من الانتشاء القصوى لا توفرها له حتى المشروبات الروحية بمختلف أنواعها الفاخرة.. (جريدة الإعلان 13-06-2009)
يبدو أن محرر « الإعلان » قد احتسى كمية كبيرة من اللاقمي الملوث « بعصير » جيف الكلاب! … المعبر عنه « بالصاروخ »! … وأنه بسبب النشوة التي يشعر بها أراد أن يمررها إلى الشباب « المساكين » الذين لا يجدون إلى الخمور المعتادة سبيلا بسبب غلاء أسعارها!
بمركز التكوين المهني ببن عروس : حالة تسمّم لـ 45 تلميذ والشكوك تحوم حول «الكفتةوالجلبانة»(جريدة الإعلان 30 -04ـ 2009)
استضعفوا « الكفتة والجلبانة » فاتهموها؟! … هلا وجهوا أصابعهم للمتّهم الحقيقي؟ لعله من المتاجرين بـ « الصاروخ » أو الباحثين عن خلطة جديدة توفر النشوة للشباب المحروم!!
*تعدد الترشحات للانتخابات الرئاسية في الظروف الراهنة لا يــؤدي الــرسـالــة الـحـقـيـقـيـة للـحـركة الديمقراطية.(منذر ثابت الأمين العام للحزب الاجتماعي التحرري لـ«الإعلان »)
بلغني أن صديقنا (نور الدين) قد قرأ هذا الكلام على خالته (منانة)، فقالت « الله ايْكُبْ سعد ها الظروف إلّي يكذبوا علينا بيها ويعلقوا عليها في نفاقهم »!
*ونحن بالفعل نعتبر أن الرئيس بن علي في هذا الظرف الدقيق وطنيا ودوليا هو الأقدرعلى تأمين مسيرة الإصلاح وضمان استقرار النظام السياسي.. وهذا الموقف عبرنا عنه من خلال مفهوم الدولة «البونابرتي» للرئيس زين العابدين بن علي. (منذر ثابت الأمين العام للحزب الاجتماعي التحرري لـ«الإعلان)
كن صادقا فيما تقول، واحفر لك قبرا جنب قبره ـ بعد عمر … ـ فلا حياة لك من دونه ولا بقاء لك بعده! … ولكنك ستكون قادرا على « قلب الفيستة » لتقول هذا الكلام في الذي يخلفه!
مرة أخرى يقدم برنامج عندي ما نقلك مثالا لا يمكن الاحتذاء به لأنه يخالف العادات والتقاليد الاجتماعية فما بالكم بتمريره لعامة الناس عبر قناة تونس 7 فمن غير المعقول أن يتم الاحتفاء بعلاقة زوجية غير شرعية أسفرت عن إنجاب وتقديم الزوج والزوجة كبطلين ناضلا ضد الظروف المادية وتحديا العراقيل العائلية.. ومما زاد الطين بلّة هو حالة الانبهار التي ظهرت على المنشط تجاه قضاء الشؤون الزوجية في « الحلاقم » ليساهم في مباركة الانقلاب العائلي بتعلة الحب المتبادل!!! (الملاحظ)
لا أدري ما وجه استغراب الكاتب من مباركة « جرذ » لحب « الجرذان »! … دورة جديدة من حياة مجتمعنا الذي يراد له أن يعيش تحت الأرض، في « الحلاقم » والأنفاق! … الطبعة التكميلية لـ » تجفيف منابع التدين »!
لقد تطورنا من الحديث عن مستوى العيش إلى الحديث عن « جودة الحياة » (وزير الداخلية: رفيق بالحاج قاسم)
نِعْمَ « الجودة » في « الحلاقم »! … إن كانت العجوز التي يجرفها الواد صادقة حين قالت « العام صابة »! … ولكن السيد الوزير يرى الريح تلفح الأخضر واليابس أمام عينيه وهو يقول « العام صابة »!
وسواء شارك هذا الطرف أو ذاك أو قاطع فالجميع سيواصل بعد الانتخابات نفس المعركة من أجل الحريّة والديمقراطية. ويبقى شعارنا واضحا لا لبس فيه « حريات حريات لا رئاسة مدى الحياة « (العياشي الهمامي: السبيل أون لاين)
إن غدا لناظره قريب! … عندما توزع « المنح » البرلمانية وتقسم « الكعكة » الرئاسية! … يختنق كثير من المعارضين ويعسر عليهم قول : « حريات حريات لا رئاسة مدى الحياة « !
(المصدر: موقع « الحوار.نت » (ألمانيا) بتاريخ 17 جوان 2009)
الاحتجاج الديمقراطي: مصاعب الانتقال (1/2)
العجمي الوريمي منذ 20 عاما كتب المفكر الأميركي من أصل ياباني فرنسيس فوكوياما مقالته الشهيرة «نهاية التاريخ» التي تحولت فيما بعد إلى كتاب تُرجم إلى عديد اللغات ومنها العربية، لكنّ الكتاب المذكور مهما كانت التحفظات حول قيمته الفلسفية لم يحظَ بما يكفي من النقاش بل رُفض جملة وتفصيلا باعتباره خطابا أيديولوجيا يروّج لشكل معين من الحُكم ويخفي مصالح ونزعات الهيمنة لدولة مُعينة وحضارة ما. وفي الحقيقة ليست هذه زبدة الكتاب ولا كل ما في الكتاب، فالكاتب ينشر التفاؤل بإمكان التغيير ويقدم انطلاقا من تجارب تاريخية عدَّة تصورا للانتقال من التوتاليتارية إلى الليبرالية مستندا إلى فلسفة هيغل في التاريخ كما درّسها وأوّلها الفيلسوف الفرنسي ألكسندر كوجاف. وليس من اليسير موافقة فوكوياما على أن الشمولية قدر وأن الليبرالية مآل حتمي فإن نُشدان الاعتراف في جدلية العبد والسيد يمكن أن يساعدنا في فهم الحراك السياسي والاجتماعي الذي تعرفه بعض المجتمعات كحلقات من كفاح الأفراد والفئات والطبقات والطوائف والملل والجماعات من أجل الإنصاف والحرية والمساواة. الأحداث السّياسية والاجتماعية التي عرفتها في الأيام والأسابيع الأخيرة عديد البلدان العربية والإسلامية على غاية من الأهمّية ورغم عدم وجود علاقة سببية بينها فإنها تؤشّر على الأعراض نفسها وتؤكّد صعوبة طريق النّهوض. فمن نواكشوط إلى عدن ومن الخرطوم إلى طهران تواجه الجماهير العربية الإسلامية عوائق التّحول الديمقراطي وتُبدي الكثير من التصميم والإصرار على أخذ زمام المبادرة وتحدّي العراقيل والمحظورات علّها تهتدي إلى فتح آفاق جديدة لأجيال خابت انتظاراتها من نُخبها وحاكميها وهي لا تُفوّت فرصة لإظهار الاحتجاج وإبداء عدم الرّضا وأحيانا النقمة العارمة على ما آلت إليه الأوضاع، فالفقراء والشباب والنساء ضحايا الاستبداد والفساد والخداع والتزييف غير مستعدّين لأن يدفعوا وحدهم ضريبة خيارات لم يشاركوا في صياغتها ولم تُراعِ مطامحهم وحاجاتهم وشواغلهم، إنهم غير مستعدين لأن يسيروا معصوبي الأعين. إنّ نتائج الانتخابات التشريعية في الكويت ولبنان، والبلدية في المغرب، والرئاسية في إيران وما شابها وحفّ بها، وبقطع النظر عن الفائزين والمنهزمين، تُؤكد مرة أخرى أن الحرية لا تتجزأ ولا تُؤجّل وأنها تُستعاد على مهل وتُفتكّ بالطرق السلمية وأنها صناعة وطنية وثقافة خصوصيّة وفنّ محليّ مهما كانت رهانات الأوصياء الذين يدخلون على خطّ التحولات تارة لإسناد المستبدّين وطورا لتزكية المحتجين. لا أحد يعرف أين ومتى وُضعت بذرة الحرّية إلا واضعها ولا كيف اعتملت خميرتها في واقع الناس وحياتهم لكنّ المتعطشين لها يعيشون أشواقها في أفئدتهم وحينما تُزهر وتنضج ثمارها لا تخفى عن الأعين وتمتلئ الأجواء بأريجها. ما كان للشباب الإيراني الدّاعم لحسين موسوي مُرشّح الإصلاحيين في الانتخابات الرئاسية الإيرانية أن ينزلوا إلى الشوارع احتجاجا على نتائجها رغم يقينهم بفوز أحمدي نجاد لولا مساحات الحرية الفردية التي سمح بها بحذر النظام الإيراني استجابة لانتظارات مشروعة ومتابعة لتدعيم دور سياسي وأمني وحضاري في المنطقة وفي العالم. يقول الدكتور سعيد بن سعيد العلوي: إنّ عظمة الغرب في عين المفكر المسلم في القرن الـ19 «ترجع أساسا إلى أشكال الحكم عنده وإلى الأنظمة السياسية أكثر ممّا هي راجعة إلى مُنجزاته التقنية واكتشافاته العلمية». ولا يزال الغرب بديمقراطيته وحرياته يمارس جاذبية لدى النّخب ولدى الجماهير المتطلعة إلى الحرية والتغيير. ويرى الكاتب نفسه أنّ المفكر المسلم في القرن الـ19 يتحول بصفة تلقائية إلى مُعارضة الأوضاع القائمة باعتماد الفكر السياسي الغربي والتجربة السياسية الغربية في الحكم ويعود السبب في تحوله إلى مُعارض إلى أشكال الحكم الموروثة، المسؤولة عن واقع الانحطاط، إلى ما نشأ عليه المفكر المسلم من تقليد إسلاميّ لا يفصل بين الدين والسياسة بمعنى أنه يجد في النُّظم السياسية الغربية الحديثة وقاعدتها الفلسفية، على عكس ما نظنّ مُخطئين، اتّفاقا مع مبادئ دينه وعقيدته والمنظومة السياسية التي تنبثق عنها أكثر ممّا يجد من صلة اعتباطيّة بين الإسلام والأنظمة الاستبدادية الموروثة مهما نسبت نفسها إلى العدل ورغم ما ادّعته من تكليف إلهي واستخلاف وما بذلته من جهود يائسة من أجل تأسيس شرعيّتها على الدّين؛ إذ إنّ السياسة الشرعية كما فهمها فُقهاء الإسلام وكما مارسها الخلفاء الرّاشدون لا تُقرّ عبادة الحاكم ولا عصمته ولا تعُدّ شرعيّاً ما يمكن أن يعمد إليه من القهر والجور والتّوريث والاستعلاء على الناس. يقول المفكر الإسلامي حسن بن حسن: «فهذه الأمّة في التصوّر العقدي المُنشئ لها هي الأمّة التي أُخرجت للناس وهي خير أمّة وهي أمّة الوسط وأمّة الشهادة لله والقوام بالقسط.. وأمّة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. إنّها أمّة الشهادة والإمامة والخيرية». فلكأنّ الإسلام المعياري يتقاطع مع التجربة التاريخية الإسلامية ويتناسب في أبعادها الإنسانية مع الصّيغة النهائية للتجربة التاريخية الغربية وهذا من المُفارقات التي سجلها الإمام محمد عبده عندما زار باريس أواخر القرن الـ19. ويمكن أن نستنتج من ذلك أنّ أشكال الحكم المطلق والفردي اللاشوري والقهري الاستبدادي وحتى الأنظمة التي قامت محلّها، بعد رحيل المستعمر تاركا إيّاها تُصفّي حسابا مع الأنظمة الملكية بعد أن مهّد لها السبيل أو سلّم لها زمام الأمور، قد انفصلت عن الإسلام ليس فقط باعتبار توجّهها الدّنيوي والعلماني وتبنّيها فكرة فصل الدّين عن الدولة بل باعتبار مخالفتها أصول الإسلام بما كرّسته من استبداد وبغي وقهر واستبعاد للأمّة. إنّ العلمانية المُبغضة للدّين أو المبعدة له والتي جُعلت دساتير لهذه الدول ومضامين لمؤسساتها الهجينة ليست إلا «التّأسيس» الأيديولوجي المُتأخّر والصّيغة القانونية المُستحدثة لفصام بدأ منذ زمن بعيد بين الإسلام وأصول الحكم ليترسّخ مع الدولة الجديدة (لا الحديثة) كتطليق قسري بين الدين والحياة أي بين المجال الديني والمجال العمومي اللذين شكّلا مع مجيء الإسلام مجالا واحدا وضفيرة واحدة. وقد استوجب هذا الوضع البدعيّ المستجد في جلّ أشكاله المُتوارث في بعض مضامينه ردّة فعل فكرية حازمة واجتهادات جديدة بدأت جزئية ومتعثرة؛ إذ طغى على الفكر الإسلامي منزع تأكيد فكرة شمولية الإسلام والتنفير ممّا سواه من المنجز الحضاري الإنساني، فقد فهم روّاد الفكر الإحيائي أنّه بمنهج التبشير والتنفير يتحقق واجب إعادة الثّقة في الفكرة الإسلامية المستهدفة في وجودها الحضاري وفاعليتها الاجتماعية والسياسية، وقد تواصلت عملية الاجتهاد واثقة موسومة بأكثر واقعية بعد أن أخفقت التجارب المزاحمة وانهارت المنظومة القائمة على الأيديولوجيا المناقضة بعد أن عجزت عن تجديد نفسها أو حمايتها من التحريف. لقد أوحى انهيار المنظومة الاشتراكية لفرنسيس فوكوياما بفكرة نهاية التاريخ وإمكان تعميم الليبرالية، لكنه أقر ّبأنّ الإسلام خارج تلك النهاية.. ورغم تشكيكه في جاذبيّته المطلقة خارج عقر داره فإنّه يعترف بأنه سيبقى التّحدّي الأكبر لليبرالية. يقول فوكوياما: «صحيح أنّ الإسلام يشكل نظاما أيديولوجيا آخر متماسكا شأن الليبرالية والشيوعية وله نظامه الأخلاقي الخاص وعقيدته الخاصة في العدالة السياسية والاجتماعية.. والإسلام في الواقع هزم الديمقراطية الليبرالية في أجزاء متعددة من العالم الإسلامي»، ما يقتضي ألا يُقدم مفكرو الإسلام المعاصرون دينهم نصّا وتاريخا وحضارة على أنّه عقبة في طريق تعميم النموذج الديمقراطي الليبرالي، بل قُدرة على التّجدّد والاستمرار. ولعل الجدل الدائر الآن في إيران على خلفية نتائج الانتخابات الرئاسية يُؤشّر على المصاعب والوعود على هذا الصّعيد. (يُتبع) (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 21 جوان 2009)
طارق الكحلاوي أهم أسئلة الواقع السياسي المتأزم في إيران هو سؤال توازنات السلطة فيها، وبشكل خاص إلى أي مدى يملك «المرشد» علي خامنئي أوراق اللعبة السياسية ومن ورائه طبقة رجال الدين، إذ هناك توجه شائع يضعهم جميعا في سلة واحدة. لكن الوضع، كما هو دائما ولكن خاصة لأن الأمر يتعلق بوضع مثل الوضع الإيراني، أكثر تعقيدا من بعض التحليلات الشائعة. تم تفصيل النظام الإيراني بإشراف مباشر من الإمام الخميني تحديدا لكي تتدخل النخبة الدينية خاصة في حالة وقوع أزمات مفصلية مثلما يمكن أن يحدث في سياق الوضع الراهن. لكن بالقدر الذي يعتمد هذا البناء على إيمان ضمني بتجانس رؤى هذه النخبة فإن الواقع لا يعكس بالضرورة ذلك. لا يمكن هنا أن نتوقف عند العموميات إذ الشبكة المؤسساتية التي يمارس عبرها رجال الدين الإيرانيون سلطتهم معقدة وليست بالتبسيط الذي يمكن أن يحيل على تجانسها وتشابهها في المطلق. بدءاً هناك نوعان من المؤسسات التي تقف في مفاصل رئيسية في السلطة والتي تم تشكيلها لتكون بدرجة أولى موقع ثقل حاسما للنخبة الدينية الإيرانية. هناك أولا المؤسسات غير المنتخبة من الشعب الإيراني بطريقة الاقتراع المباشر وهي ثلاث مؤسسات: أولا، مؤسسة «المرشد الأعلى» أو «الولي الفقيه» وهو المنصب الذي شغله آية الله الخميني ويشغله منذ وفاته سنة 1989 آية الله علي خامنئي. ثانيا «مجلس صيانة الدستور» برئاسة آية الله أحمد جنتي. وثالثا، مؤسسة «مجلس تشخيص مصلحة النظام» يرأسها هاشمي رفسنجاني والذي رغم أنه لا يتميز بموقع ديني متقدم فإنه تاريخيا وسياسيا محسوب على النخبة الدينية التي قادت الثورة. هذه المؤسسات غير المنتخبة متشابكة من حيث تركيبتها في حين يمكن لها أن تساهم بشكل حاسم في أي صراع على السلطة. فموقع «المرشد» تحتوي صلاحياته الإشراف على هيئات مالية وميزانيات حكومية خاصة بمؤسسات أمنية وعزل وتعيين أكبر المسؤولين في الدولة مثل قيادة القوات المسلحة والحرس الثوري ورئيس الإذاعة والتلفزيون ورئيس السلطة القضائية وأئمة المساجد، وحتى عزل هيئات منتخبة مثل رئيس الجمهورية ذاته. الهيئة التي تعين «المرشد» هي المؤسسة الاستشارية «مجلس تشخيص مصلحة النظام» والتي يعين معظم أعضائها «المرشد» ذاته. وهو الذي يعين معظم أعضاء «مجلس صيانة الدستور» وهو الهيئة التشريعية الأعلى في البلاد بما أن له حق الفيتو على مشاريع القوانين التي يصدرها البرلمان المنتخب (سبق له رفض حوالي نصف القوانين الصادرة عن البرلمان في العهدة الرئاسية الأولى لخاتمي). أي أنه مبدئياً هناك ثلاث مؤسسات يهيمن عليها رجال الدين تستمد شرعيتها بشكل متبادل وتمسك بالصلاحيات الأعلى للسلطة السياسية في البلاد وبالتالي قادرة دستوريا ونظريا حسم معظم الصراعات المؤسساتية في البلاد. لكن من جهة أخرى هناك مؤسسة وحيدة رئيسية في السلطة خاصة برجال الدين تتشكل عبر الاقتراع المباشر وهي «مجلس خبراء القيادة» أو «مجلس الخبراء» وهي الهيئة الوحيدة التي يمكن أن يقرر فيها الشعب الإيراني شخوص رجال الدين الذين يمثلونه فيه (نظام انتخابي نسبي حسب عدد سكان كل محافظة). هذه مؤسسة حاسمة في صراعات السلطة بما أنها الوحيدة التي لديها صلاحية عزل «المرشد» ذاته. وبمعنى آخر فإن «مجلس الخبراء» هو الذي يمنح له الدستور الإيراني الصلاحية الأعلى في النظام السياسي. وبشكل عام فإن الصراع الذي يشق الساحة السياسية الإيرانية بين «محافظين» و «إصلاحيين» بمعزل عن دقة هذا التقسيم يشق أيضا الهيئات الأربع أعلاه. ورغم هيمنة المقربين من «المرشد» على «مجلس صيانة الدستور» و «مجلس تشخيص مصلحة النظام» إلا أن هناك رموزاً رئيسية في الصراع القائم الآن توجد في كليهما بما في ذلك -خاصة- هاشمي رفسنجاني الذي يساند بشكل علني ونشيط مير حسين موسوي. هذا إضافة إلى وجود عدد لا بأس به من المحسوبين على «الإصلاحيين» في «مجلس الخبراء» بما في ذلك رفسنجاني نفسه الذي يشغل خطة الرئيس في هذه المؤسسة. وهذا في ذاته يحيلنا على خاصية رئيسية للأزمة الراهنة وهي أنها ليست أزمة صراع بين النظام وهامشه بل هي أزمة صراع النظام مع ذاته والنخبة الدينية مع نفسها. ومن ثمة فإن تدخل رجال الدين لـ «حل الأزمة» هو من طبيعة وروح الدستور الإيراني غير أن ذلك لا يعني أنها ستتدخل بشكل منسجم. ولهذا بالتحديد فإن التدخل من أي طرف سيكون محسوبا في اتجاه عدم تعميق الأزمة وعدم تهديد وجود النظام ذاته خاصة أن الاحتجاجات الراهنة لا تستهدف حسب شعاراتها وشخوص قياداتها تقويض أسس «الجمهورية الإسلامية» بل تغيير بعض قواعد اللعبة ضمن أطرها التقليدية. لكن النبرة التحليلية للتقارير التي سادت وسائل إعلام غربية في الأيام الأخيرة ليست مصيبة عندما تعبر عن تفاجُئِها بنسبة التصويت الكبيرة لأحمدي نجاد. وبدون الدخول في تفاصيل موضوع سيبقى معقدا مثل موضوع تزوير الانتخابات الإيرانية فإلى حد الآن لم يشر «الإصلاحيون» إلى اختلالات في سير الانتخابات يمكن أن تؤثر بشكل حاسم على النتيجة النهائية، وهو ما ينطبق على اختلالات مثل نقص أوراق التصويت أو عدم تمديد توقيت التصويت بعد التمديد الذي حصل أصلا وهو في حدود الثلاث ساعات. كما أن واحدا من الاستطلاعات غير المسيّسة النادرة والتي قام بها مركز استطلاعات أميركي (Terror Free Tomorrow) أشار قبل فترة قليلة من موعد الانتخاب إلى تفوق كبير لنجاد يصل حتى العشرين نقطة («الواشنطن بوست» 15 يونيو). هذا قبل المناظرات التلفزيونية والتي أشار الملاحظون إلى خروج نجاد منها بشكل أفضل من منافسيه خاصة بعد تركيزه على اتهامات «الفساد» لعرّاب التيار «الإصلاحي» الحالي أي رفسنجاني. ومثلما أشار بشكل صحيح فلينت ليفريت (Flynt Leverett)، الباحث في «مؤسسة أميركا الجديدة» (New America Foundation) المعروفة بتوجهها «الواقعي» والمقربة من الإدارة الحالية، فإن الحجج العامة التي تشير إلى «استحالة» خسارة موسوي ذي الأصل الأذري في محافظات أذرية تتجاهل الشعبية النسبية لنجاد في هذه المحافظات عندما كان يساهم في تسييرها كما أنها تتجاهل أن الداعم الرئيسي لنجاد أي «المرشد» هو أيضا من أصل أذري («بوليتيكو» 15 يونيو). ليفريت ذهب إلى حد التساؤل إذا كان «القائم بانقلاب» الآن هم الرافضون لنتائج الانتخابات وليس فريق «المحافظين». وهذه الخلفية «الواقعية» تحديداً وليس تقارير الشبكات الإخبارية الأميركية التي تمثل مصدر إلهام الإدارة الأميركية الراهنة والتي هي حذرة بشكل كبير حتى لا تصطف، بشكل علني على الأقل، إلى جانب «الإصلاحيين». ويبدو التقرير الذي أصدره ليفريت سنة 2006 عندما كان يعمل محللا في «الاستخبارات المركزية» والذي بقي في أرشيف «مجلس الأمن القومي» حول آفاق التفاوض مع إيران النص المثالي للإدارة الحالية وهو ما سنعود إليه في وقت لاحق. لكن كل ذلك لا ينفي صدقية الاحتقان في بعض أوساط الشارع الإيراني وهي الأوساط التي خرجت في طهران والتي ليس من الصحيح بالمناسبة أنها تنتمي رئيسيا «لأوساط ثرية» كما يشير بعض المحللين المتعاطفين مع نجاد. إذ لا يمكن أن يوجد كل ذلك العدد من المئات المؤلفة من الإيرانيين في طهران من الأثرياء. وعموما من الصعب بالنسبة لأوساط «المحافظين» التأقلم مع هذا الضغط من أجل تغيير قواعد اللعبة السياسية من دون أن يذوبوا في نهاية الأمر الخصائص التي تشكل هويتهم. خاصة أن الوضع الاقتصادي الذي يشير إلى «بعض التحسن» (حسب التقديرات المستقبلية لـ «صندوق النقد الدولي» مثلاً) لا يشير في نهاية الأمر إلى نمو اقتصادي قياسي مثلما هو وضع «النموذج الصيني» الذي يرغب «المحافظون» في الاقتداء به. ومن الواضح أن التناقضات عميقة ولا يمكن أن تجاوزها عبر حلول توفيقية دائما. بدت صورة الحضور في خطبة الجمعة الأخيرة خاصة غياب الرموز «الإصلاحية» عنها التعبير المركز على واقع قديم يتعلق بحدود سلطة «المرشد» ومن ورائه التيار «المحافظ» وتحوله إلى جزء من أطراف الصراع وليس موقع «الحكم» الذي افترضه الدستور. وذلك يعني أن قواعد اللعبة السياسية تغيرت أصلا والصراع الآن هو حول تقنين مستجداتها. أستاذ «تاريخ الشرق الأوسط» بجامعة روتغرز المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 21 جوان 2009)
علي الخبتي وزير الداخلية الإيطالي متهم الآن بالتطرف الديني، ولكنه ليس تطرفا مسيحيا كاثوليكيا حسب الديانة التي يدين بها، وإنما تطرف ديني إسلامي، وأصل الحكاية أن الوزير « جوليانو أماتو » أعلن أنه لا يمكنه معارضة ارتداء المرأة المسلمة في بلاده للحجاب، وذلك لسبب واضح وبسيط وهو أن السيدة مريم العذراء كانت تضع الحجاب على رأسها أيضا، وهي أقدس امرأة عرفها التاريخ، كما أنها واحدة من أربع نساء هن الأكمل في بني الإنسان حسب التصور الإسلامي وكما ورد في الحديث النبوي، ومعها السيدة خديجة والسيدة فاطمة الزهراء والسيدة آسية امرأة فرعون. وزير الداخلية الإيطالي كان يواجه النزعات العلمانية المتطرفة التي تنادي بالتصدي لظاهرة الحجاب التي انتشرت بين النساء المسلمات في إيطاليا حتى النساء الإيطاليات اللاتي أسلمن، واعتبروا ذلك اختراقا خطيرا للثقافة المسيحية، « جوليانو أماتو » قال لهم: إذا كانت العذراء محجبة، فكيف تطلبون مني رفض أي امرأة تتحجب، أو حسب نصه الحرفي (إن المرأة التي حظيت بأكبر نصيب من المحبة على مر التاريخ وهي السيدة العذراء تصور دائما وهي محجبة)، وزير الداخلية الإيطالي كشف عن كارثة أخرى لدى المتطرفين العلمانيين، وهو ظهور تيار ثقافي جديد بينهم يطالب « بتعديل » اللوحات التي تظهر السيدة مريم العذراء وهي تضع الحجاب على رأسها، ويطالبون بإلغاء هذا المشهد ونشر لوحات لها وهي سافرة بدون الحجاب!، المعركة الإيطالية ليست نكتة، ولكنها الحقيقة التي نقلتها وسائل الإعلام الإيطالية والعالمية، وتجاهلتها الصحف القومية المصرية باستثناء الجمهورية التي أشارت إليها في أسطر قليلة. وحكاية الدعوة لتغيير صورة السيدة مريم ليست بدعا في السلوك الغربي، الذي يفصل الدين على المقاس الثقافي أو حتى العرقي، بل إن لها سوابق شهيرة، وكنت أثناء تجوالي في الولايات المتحدة قبل عدة سنوات أتأمل بعض الكنائس الضخمة وقد وضع على أعلاها تمثال مزعوم للمسيح عليه السلام وهو أسود تماما وعلى هيئة الزنوج، وقد شرح لي بعض الأصدقاء هناك أن بعض الكنائس الزنجية تؤكد ـ حسب رؤيتها الثقافية والعرقية ـ أن المسيح كان زنجيا أسود البشرة، وأن صوره أو لوحاته أو تماثيله المنتشرة في جسد أبيض والشعر الأشقر والعينين الزرقاوين هي تزوير أوروبي من الجنس الأبيض. وقد سمعت هناك أيضا، ولكني لم أشاهد ذلك بعيني، أن بعض ذوي الأصول المكسيكية في الولايات المتحدة قد وضعوا تماثيل للسيد المسيح على كنائسهم في ملامح شخص مكسيكي، والآن استدار « الطلاينة » على السيدة مريم لكي ينزعوا الحجاب عن رأسها ويقدموها في صورة « مونيكا » الأمريكية عظيمة الذكر أو بريجيت باردو، حتى لا تكون صورها حجة للمسلمين في ارتداء الحجاب على رؤوس نسائهم وبناتهم، طبعا وزير الداخلية الإيطالي اعتبر هذا المطلب غير لائق وتطرفاً ثقافياً حسب قوله، وإنه شخصيا لا يستطيع الاستجابة له، وبالتالي فهو لا يملك أي منطق أو حجة دينية أو ثقافية لمنع الحجاب في بلاده، هذا وزير الداخلية الإيطالي في قلعة الكاثوليكية. أتمنى أن يكون وزير الداخلية التونسي في بلاد الزيتونة قلعة العلم في الإسلام قد استمع إلى كلامه، وأن يكون قد استمع معه كثير من المتطرفين العلمانيين، وإذا عز عليهم أن يهتدوا بشريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فعلى الأقل يهتدون بشريعة « جوليانوا أماتو ». (المصدر: صحيفة « الوطن » (يومية – السعودية) الصادرة يوم 21 جوان 2009)
قاعدة بلاد المغرب تتبنى هجوما بالجزائر
تبنى ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الهجوم المسلح الذي أودى بحياة 18 دركيا ومدنيا واحدا في كمين وقع الأربعاء الماضي بولاية برج بوعريريج شرقي الجزائر. وأطلق التنظيم على الهجوم اسم « غزوة المنصورة » نسبة إلى المنطقة التي وقع فيها الهجوم. وقال في بيان نشر اليوم الأحد في صحيفة الخبر الجزائرية إن الهدف منها هو ضرب رجال الدرك لتأمينهم تنقل الأجانب الصينيين في المنطقة. وادعى التنظيم في بيانه أن الهجوم خلف أكثر من 24 قتيلا من الدرك، نافيا استهدافه للمدنيين خلال العملية نفسها التي راح ضحيتها أيضا مدني واحد وأصيب اثنان آخران. ولدى وقوع الهجوم الأربعاء الماضي، قالت المصادر إن المهاجمين استهدفوا القافلة في البداية بقنبلتين تقليديتين ثم فتحوا النار عليها، واستولوا على الأسلحة والعتاد وست سيارات شرطة. من ناحية أخرى ذكرت صحيفة الخبر اليوم أن قوات الجيش قتلت أحد منفذي العملية وبحوزته درعا سلبه من الضحايا، ونقلت عن مصدر أمني قوله إنه تمّ تحديد الجهة التي فر نحوها المنفذون. وانخفض عدد الهجمات في البلاد عموما، لكن الأسابيع القليلة الأخيرة شهدت ارتفاعا في معدل العنف، وقتل مسلحون خمسة من عناصر الدرك أواخر مايو/أيار الماضي وبعدها بأسبوع قتلوا تسعة جنود. وفي بداية هذا الشهر قتل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب البريطاني أدوين داير الذي كانت الجماعة تحتفظ به رهينة في مالي المجاورة، وسبق للتنظيم تبني عدد من الهجمات بالجزائر خلال الأعوام الأخيرة. (المصدر: موقع « الجزيرة.نت » بتاريخ 21 جوان 2009)
قراءة في ندوة: توحيد التقويم الهجري أو هل يوحّد العلم ما فرّقته السياسة… ؟
الهادي غيلوفي نظمت وزارة الشؤون الدينية بالتعاون مع منظمة المؤتمر الإسلامي ومجمع الفقه الإسلامي بجدّة ندوة علمية بعنوان « توحيد التقويم الهجري » وذلك يوم الخميس 11 جوان 2009 شارك فيها مجموعة من الباحثين والعلماء المختصين في علمي الشرع والفلك. وقد افتتحت الندوة بمداخلة لوزير الشؤون الدينية الأستاذ بوبكر الأخزوري رحّب فيها بالمشاركين ومشددا على « أن المسلمين اليوم هم في أمسّ الحاجة إلى ما يوحّدهم وذلك بنبذ الخلافات التي هي منافية لروح وتعليمات الدين الإسلامي الذي يدعو للوحدة عملا بالآية الكريمة « إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدوني » فالاختلاف في تحديد التقويم الهجري وهلال العيد يعتبر في العصر الحديث وفي ظل تطوّر وسائل العلم والتكنولوجيا من المسائل المعيبة في حقنا فهذا الاختلاف يحمل في طيّاته أبعادا أعمق حيث أنه ينمّ عن حالة الفرقة وعدم الانتماء إلى أمّة واحدة مع أن الإسلام يوحّد ولا يفرق ولذلك نحن نعقد هذه الندوة للتباحث والتدارس حول إمكانية توحيد التقويم الهجري ». كما قدم الأستاذ أكمل الدين إحسان أوغلي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي مداخلة أكد فيها على أن الأعياد والمناسبات الدينية هي فرصة للتذكير بوحدة الأمة لكن الواقع الإسلامي ينم على عكس ذلك ولعل ما أصبح يقدمه العلم من إمكانيات متطورة يمكنه أن يساعدنا على توحيد مناسباتنا وخاصة أن ديننا الحنيف وقرآننا الكريم يحضّان على سبل الأخذ بأسباب العلم. فالمشكلة إذا ليست ناجمة عن التناقض بين العلم والدين لأنهما يكملان بعضهما البعض، فالمشكلة سياسية بامتياز لان منظمة المؤتمر الإسلامي أقرت بضرورة توحيد التقويم الهجري منذ مؤتمرها الذي عقد باسطنبول سنة 1978 والذي شاركت فيه 20 دولة ومع اتساع الدول التي التحقت بالمنظمة تم إعادة التأكيد على ذلك في القمم المتتالية خاصة بعد اتساع خارطة العالم الإسلامي الذي توسع ليشمل جميع الدول بعد تطور وسائل النقل وتنامي ظاهرة الهجرة فلم تبقى دولة في العالم غير معنية بهذه القضية نظرا لتواجد المسلمين بمختلف القارات من الولايات المتحدة غربا والتي تضم 7 ملايين مسلم إلى الاتحاد الروسي شرقا الذي يضم 20 مليون ناهيك عن الصين وأستراليا، وهذا الانتشار يجعل مسالة توحيد التقويم الهجري تبحث بأكثر جدية لحالة الحيرة التي يعيشها المسلمون في مختلف القارات . كما قدم الأستاذ عبد السلام أمين عام مجمع الفقه الإسلامي مداخلة أكد فيها بأن القرآن الكريم يدعونا للتوحد ولذلك فنحن مطالبين بالتوحد في حدّه الأدنى من خلال توحيد الرؤية ولذلك تم إحداث مجمع الفقه الإسلامي الذي تبنى منذ تأسيسه سنة 1986 قرار منظمة المؤتمر الإسلامي القاضي بتوحيد التقويم الهجري وقد أصدر المجمع قرار شرعيا يقول « بان الرؤية يجب أن تكون موحدة وإذا ما ثبتت الرؤية في أي بلد إسلامي فإن بقية البلدان ملزمة للأخذ بهذه الرؤية » موضحا شروط الرؤية التي يجب أن تكون محددة بضوابط أهمها عدم التناقض بين رؤية الهلال وعدم إمكانية تولده فلكيا وهو يتطلب التثبت من الشاهد أولا والاستعانة بعلم الفلك ثانيا وهذا ما يؤكد على أن الدين الإسلامي يحضّ على استخدام العلم والعقل في آن واحد . وقد قدمت عدة ورقات علمية قدّمها ثلّة من الأساتذة في علم الفلك وقدمت شرحا مستفيضا حول إمكانية تحديد رؤية الهلال بالاستعانة بالتكنولوجيات الحديثة وأهمها الأقمار الصناعية وهذه المحاضرات توالى على تقديمها كل من الأستاذ عبد القادر الوسلاتي مدير البحوث العلمية بمدينة العلوم بتونس والأستاذ سمير بن عبد الله من معهد الرصد الجوي. واختتمت المداخلات العلمية بمحاضرة عالم الفلك التونسي محمد الأوسط العياري الذي قدم عرضا مستفيضا عن منظومة الشاهد لتوثيق رؤية الهلال والتي تأسست في نوفمبر 2008 بمدينة العلوم بتونس على هامش الندوة المتوسطية الأولي حول علم الفضاء. فهذه المنظومة حسب المحاضر تهدف إلى دعم الجهود الرامية إلى تبادل التجارب والخبرات في المجالات العلمية والتكنولوجية ، وخاصة في علوم الفلك وعلوم الفضاء بين الهيئات والمؤسسات في مختلف القارّات والمساهمة في توطيد العلاقات الإنسانية باستعمال تكنولوجيا الاتصال الحديثة ، ونشر الثقافة العلمية – فهي إذا منظومة متكاملة تستعمل تكنولوجيا متطورة ووسائل اتصال حديثة تمكّن أي شخص في أي مكان من العالم من توثيق رؤيته للهلال عند مولده ويتم بذلك التثبت والتحقق منه من قبل جهات مؤهلة ومسؤولة. فالمنظومة حسب المحاضر تعمل ضمن آلية متسلسلة من مركز للتحكم ومراصد موزعة : فمركز التحكم يشرف عليه ويديره مختصون وخبراء وفنيون في الرؤية ورصد الهلال وعلماء شرع مؤهلون. أما المراصد فهي عبارة عن محطات مجهزة بما يسمح ويساعد على الرؤية بالعين المجردة للهلال عند ولادته وهذه المراصد تستعين بأجهزة متطورة ذات قدرات مدمجة منها نظام التموضع العالمي gps لتحديد موقع الرصد وزمانه حسب التوقيت العالمي ونظام تبادل المعلومات عريض النطاقBGAN لطلب الإذن بتوثيق الرؤية والحصول عليها من مراكز التحكم في شكل طابع رقمي مشفر وتحتاج هذه المنظومة كذلك إلى رادار لضبط الأحوال المناخية وحركة السّحب وإمكانية ترجمتها إلى خرائط لفائدة مختلف مراصد « الشاهد ». وأكّد المحاضر على أن منظومة « الشاهد » قد جاءت نتيجة عمل جاد ومثابرة لمدة تزيد عن 36 شهرا وتجارب مخبريه وميدانية شارك فيها عديد العلماء من أنحاء مختلفة من العالم وهي تمثل فرصة حقيقية تهدف إلى توحيد الرؤية في إطار موثوق مع قابلية للتحقق والتثبت. فما طرح في هذه الندوة جدير بالاهتمام ويعتبر خطوة متقدمة للمساهمة في فك رموز إشكالية تؤرق بال العامة والخاصة من المسلمين كل سنة والجديد فيها هو ما قدمه العالم التونسي محمد الأوسط العياري يعدّ سبقا علميا تونسيا وعربيا وإسلاميا يمكنه أن يعيد العرب والمسلمين إلى خارطة العالم العلمية بعد غياب طويل ظل فيه العرب والمسلمين مجرد مستهلك سلبي لإنتاج العلم والتكنولوجيا. (المصدر:صحيفة « الوطن » العدد 90 الصادر في 19 جوان 2009 )
مرّة أخرى : لا خلاص للشعوب إلاّ بنضال مثقفيها الحقيقيين لا الانتهازيين !!
كمال الساكري وافانا الأستاذ ضو بالسعود في العدد 89 من جريدة الوطن بتاريخ 12 جوان 2009 بمقال يختلف فيه معي حول ثنائي على المثقفين العرب ويتّهمهم بالخذلان وخدمة ركاب السلطان واضعا المثقف الحقيقي والمثقف المزيف في نفس السلّة وحمل على المثقفين المعاصرين لنا كما لم يحمل عليهم أحد من ذي قبل عندما قال: »لو كان المثقفين العرب كما ذكر يقصد مقالتي حول المثقفين رسل نور وحرية..) فهل تصل الأمة إلى ما وصلت إليه اليوم من انحطاط وتخلّف حتى أصبحت مضرب الأمثال بكل رذيلة سياسية وثقافية وحضارية يتطاول عليها الشرق والغرب ولا تواجه إلا بالدعاء في المساجد والشتائم على أعمدة الصحف والمجلات في انتظار رحمته بوش ورايس و باراك وكلينتن وناتنياهو …الوطن عدد 89 ص 9″. ونحن نوافقه الرأي إذا ما تذكرنا خيانة المثقفين الانتهازيين والوصوليين لكننا لا ننسى المثقفين المناضلين الصادقين وبالتالي فإن المثقف مثقفان ولا يجدر أن نخلط بين الطائفتين ولذلك كان الموقف منه موقفين » إنّ الموقف من المثقفين والنخب ظلّ عموما منقسما بين تبجيل المثقف والعرفان له بتضحياته وجهاده المادي والمعنوي في سبيل خدمة شعبه وبين تحقير المثقف وإنكار دوره البناء في المجتمع فتكال له أشنع التهم وأقذعها فنجد في الحصيلة موقفين أحدهما تقديسي للمثقف ينزّله منزلة الأنبياء والرسل وثانيهما تدنيسي للمثقف ينزل به إلى درك الشياطين والأبالسة..الوطن 22 ماي 2009 منارات ص 9 « وإن الموقف المنصف للمثقف العربي هو الذي لا يضع المناضل والانتهازي في نفس السلّة ! إنّ تحميل المثقف العربي وحده جريره ما آلت إليه الأمة تعميم مخل بشروط النقد الموضوعي لأنه ليس بالإمكان أن ننسى أو نتناسى ما قدمه المثقفون العرب من جليل التضحيات من النضال بالكلمة الشريفة والصادقة إلى الاستشهاد. وإذا توقفنا فقط عند دور المثقفين العرب في عصرنا فإنّ تضحيات مثقفينا الحقيقيين والصادقين لم تتوقف يوما. وإذا ما انطلقنا من الثمانينات فقط علينا أن نتذكّر هبّة مثقفي مصر العروبة ضد كامب ديفيد 1979 وما نالوه من سجن وقطع أرزاق وتهميش حتى أن كافة مثقفي مصر من قوميين ويسار وإسلاميين وضعوا في السجون المصرية الكثيرة مما اضطر السادات إلى العفو العام أمام خلو البلاد من المثقفين المناضلين الرافضين لأسطبل داوود وحكامها. ولقد عرفت سجون تونس عهد بورقيبة نفس المصير أمام تفرّده بالحكم واستبداده ورفضه للتعددية والديمقراطية إضافة إلى تدهور الوضع الاجتماعي في كثير من المرات مما ولّد انتفاضة 26 جانفي 1978 وتمرد قفصة جانفي 1980 وانتفاضة جانفي 1984 وسقوط الشهداء من المثقفين والطلبة والتلامذة والأساتذة وغيرهم دفاعا عن كرامة الوطن وعروبة تونس. ولقد غصّت سجون المغرب ومنافيها عهد الملك حسن الثاني بالمناضلين عامة والمثقفين خاصة ولم يستسلموا للاستبداد والطغيان. ولا إخال أن قطرا عربيا واحدا خلت سجونه من المناضلين المثقفين هدفهم تحقيق كرامة المواطن واستقلالية الوطن وانتصار الأمة العربية أمّا في فلسطين والعراق ولبنان فالواقع الحيّ المليء بالشواهد غني عن التفصيل ويكفي ما تقدّمه المقاومة في هذه الأقطار من تضحيات لم تقدمها الأجيال السابقة بكل احترامنا لها وكفاك بملحمتي لبنان 2006 وغزة 2009 برهانا على نضال المثقف العربي واستعداده للتضحية من أجل عزة الوطن وكرامة الأمة. أما أن نطالب هؤلاء المثقفين المناضلين والمعذّبين والمقتّلين والمشرّدين ولكنهم غير مستسلمين بأن يغيروا وضع الشعب والأمة في لحظة وبعصا سحرية فهذا أمر مستحيل بمقاييس البشر فالتغيرات الكبرى لا تحدث إلاّ نتيجة التراكم التاريخي للنضالات وما تنتجه من تحولات تاريخية حاسمة تبدو لنا بطيئة ولكنها عادية في عرف الشعوب والتاريخ والحضارات. وعلى المثقف الحقيقي لا المزيف ألا يعي مثل هذه الحقيقة فحسب وإنما عليه أن يعمل على ضوئها ويحارب الإحباط والتشكيك في دور المثقف أما إذا تجاهلنا هذه الحقائق فإننا سنتّهم المثقف وسنحمّله الأوزار كلها ونتّخذ ترّدي أوضاع الأمة حجة على فشل دور المثقف. لذلك أقولها مرة أخرى وأكررها لا خلاص للشعوب والأمم والإنسانية إلا بفضل نضال مثقفيها الحقيقيين لا المزيفين لأنهم عندي رسل نور وحرية لا أرهاط وصولية وانتهازية. (المصدر:صحيفة « الوطن » العدد 90 الصادر في 19 جوان 2009 )
ليس دفاعا عن عبد الناصر ولكنه دفاع عن الأمة
بقلم محمد مسيليني الرئيس عبد الناصر غادر هذه الدنيا إلى جوار ربه منذ قرابة 40 سنه حيث توفي منذ يوم 28 سبتمبر 1970 وقد كانت وفاته ومراسم دفنه غير عادية على الإطلاق ولم يشهد لها العالم مثيلا إلى اليوم كما شهدت فترة حكمه أحداثا غير عادية عظيمة في انجازاتها وجسيمه في آثارها. ماديا استمر الرجل على الساحة السياسية العربية والإقليمية والعالمية لمدة 18 سنة من 1952 إلى 1970 وترك تاريخا يشهد له ويشهد عليه ولم نعرف في تاريخ الإنسانية منذ ما قبل التاريخ زعيما أو حاكما أو قائدا ترك الخير كله أو الشر كله ولا نتحدث هنا عن الأنبياء والرسل لأنهم ليسوا حكاما أو زعماء ولا قادة بالمفهوم السياسي والوضعي. انظروا حولكم وتبينوا التاريخ جيدا فستجدون أن الفرق بين هذا الرجل وذلك بمقياس شعبه وأمته ما فعله وما تركه من خير ومن شر. عبد الناصر واحد من هؤلاء له ما له وعليه ما عليه ولسنا بصدد التثبت لان الموضوع كان محل درس وتدقيق من العديد من المفكرين والساسة والكتاب الذين هم اقدر منا على الخوض في تفاصيله وكشف أغواره. لقد اختلف الناس حول سيرة عبد الناصر وأثره وهذا أمر طبيعي ولكن الغريب انه الوحيد على الأقل في العصر الذي لا يزال يعيش معنا وفي وجداننا أحببنا ذلك أم كرهنا. مازالت صور وشعارات عبد الناصر ترفع في المؤتمرات والمسيرات في كل المدن العربية من اليمن إلى المغرب ومازالت المحطات التلفزية العامة والخاصة تتناول فترة حكمه بالسلب والإيجاب في كل مناسبة. رغم كل حملات التشويه ورغم ما قام به التحالف المعادي لعبد الناصر من أجل قتل الرجل كما همس بنفسه للراحل هواري بومدين ورغم هذا التلاقي الغريب بين الاستعمار والصهيونية والإقليمية العربية وجماعات الإسلام السياسي وغالبية الماركسيين العرب لا يزال جمال عبد الناصر يعيش مع أمته وشعبه إرادة قوية وعزيمة صلبة وروحا خالدة. 40 سنة منذ وفاته جرت فيها في النهر مياه كثيرة وحصلت تغيرات عميقة في المنطقة وفي العالم وانقلبت فيها معادلات وحصلت أحداث كان من الصعب مجرد التفكير فيها ومع ذلك يكاد يكون الثابت الوحيد في الوطن العربي وفي وجدان المواطنين من المحيط إلى الخليج متجسدا في المقولة العربية الشهيرة « في الليلة الظلماء يفتقد البدر » وفي كاريكاتير المرحوم ناجي العلي « موتوا بغيظكم يحيا جمال عبد الناصر » لست بصدد الدفاع عن عبد الناصر لأنني أتصور أن تاريخ الرجل أقدر على الدفاع عنه من أي طرف كان والمكتبة العربية وغير العربية فيها ما يكفي من الكتب والدراسات والمقالات الصحفية والندوات التي تؤرخ للرجل وانجازاته وهنّاته أيضا. إن ما دفعني إلى كتابة هذا المقال هو ما جاء في عمود السيد برهان بسيّس في جريد « الصباح » أخيرا والذي تساءل فيه عن سرّ استمرار صورة عبد الناصر في مخيلة الجماهير، وكيف يمكن للشعب أن يحتفظ بصورة الرجل عوض عن محاسبته عن هزيمة 67 المدوّية ودوره فيها ! ؟. السيد برهان بسيّس رجل خبر السياسة من خلال مروره على أكثر من موقع إلى حد علمنا باستثناء الموقع القومي أو الناصري ولا أحد يطالبه بذلك وهو على كل يمتلك كامل الحرية في أفكاره ومعتقداته وتنقلاته السياسية والتنظيمية وقد أصبح الرجل وجها إعلاميا معروفا في كثير من المحطات التلفزية يدافع عن الحكومة ضد الجميع ظالمة ومظلومة. ولأن لكل جواد كبوة كما يقال فقد سقط السيد بسيّس في المحظور عندما جهل أو تجاهل وهو يطرح سؤاله أن الأزمة والمشكلة ليست في خيال الناس والجماهير وقوى الشعب العامل والتوّاقين للتحرّر من الاستعمار والأنظمة الإقليمية المستبدة ولكنها في خيال بعض المثقفين ومحترفي السياسة في الوطن العربي من أمثاله الذين لم يستطيعوا فهم الشعب العربي لأنهم ينظرون إليه ويحللون مواقفه وعواطفه بأساليب وآليات خاطئة ومضمنة في كتب ونظريات أعدّت لشعوب أخرى. هذه هي مشكلة بعض المثقفين الذين يريدون فرض خيارات وتصوّرات ليست على المقاس بإسم التطوير والتحديث والدمقرطة ونشر الوعي فإذا بهم ينعزلون عن المجتمع ويفقدون أيّة صلة به أو يحاولون فرض الوصاية عليه فيتحولون تحت شعار تخلّفه وجهله. السيد برهان في الواقع لا يستهدف عبد الناصر لأنه يدرك أن عموده الصغير في جريدة تونسية تنشر داخل تونس لا يغيّر من علاقة عبد الناصر بالجماهير شيئا كما يدرك وهو مسيّس ومطّلع أن حجم ما قيل في الرجل بغير حق كبير جدا فلا يمكن أن يزيد ما كتبه بسيّس في أمره شيئا ولكنه يقصد إلى حد علمنا أمرين هامّين – الأول: استمرار الحملة ضدّ عبد الناصر فلا يعقل أن تخفت أو تتراجع وبقدر انتشارها وتواصلها بقدر إمكانية فعلها في الواقع. – الثاني : المستهدف في الحقيقة هو الأمة العربية وخاصة في ظل ما تشهده من فشل على جميع المستويات بفعل فشل الأنظمة الإقليمية القائمة رغم رحيل عبد الناصر منذ 40 سنة اذا سلمنا انه « سبب المصيبة » لماذا، إذا كان ذلك كذلك، تستطيع اسبانيا أن تتجاوز عهد « فرنكو » وروسيا عهد « ستالين » ودول المعسكر الاشتراكي في عهد الشيوعية بشكل سريع وتبني وضعا مختلفا في حين لا تستطيع البلاد العربية حتى التي كانت معادية لعبد الناصر أن تتقدم خطوة على طريق الديمقراطية والتنمية بشكل مغاير لخيارات عبد الناصر. السيد برهان، إذا كان إرث الرجل في كل البلاد العربية مكبّلا للحركة إلى هذا الحد فلا بد أنه يستحق أن نقف له إجلالا أو نحنطه. المشكلة يا سيد برهان أنك تستهدف شعارات عبد الناصر في الحرّية والاشتراكية والوحدة والتي هي في الواقع خيارات الأمة التي اثبت الواقع المعيش أن لا بديل عنها خاصة في ظل الأزمات والنكسات المتتالية لذلك نجد أنفسنا في موقع الدفاع عن الأمة وليس عن عبد الناصر ولسنا من الذين يبحثون عن الاستنساخ ولا عن التحنيط وإيماننا عميق أن لكل مرحلة رجالها ولكننا نتشبث بثوابت الأمة وحقها في الحياة فوق الأرض وتحت الشمس وحقّ أجيالها في الحرّية والديمقراطية والوحدة والعدالة. لم نتعوّد على اتهام الناس ولا على قراءة النوايا والحكم عليها لكن ما كتبه السيد برهان في هذا الوقت بالذات يترك العديد من نقاط الاستفهام لعل أقلها لمصلحة من يكتب هذا؟ ومن المستهدف منه؟ وما هي الدوافع من وراءه؟ (المصدر:صحيفة « الوطن » العدد 90 الصادر في 19 جوان 2009 )
أشرعة الذاكرة
نتنياهو لم يترك لعرب الاعتدال ما به يستترون
عبد الكريم بن حميدة لست أدري لماذا تسمّر كثير من العرب أمام شاشات التلفزة في انتظار خطاب بنيامين نتنياهو.. هل كانوا ينتظرون جديدا؟ أم أنّ هذا الرجل نزل عليهم فجأة من كوكب آخر؟ أم كانوا يتوقعون أن تهبّ على أفكاره رياح « التغيير » القادمة من واشنطن فتحوّله إلى حَمَل وديع يستجدي السلام ويتوسّل إلى الفلسطينيين أن يقبلوا بدولة فلسطينيّة عاصمتها القدس الشرقيّة؟ كانت للعرب معرفة سابقة بنتنياهو، فقد سبق له أن ترأس الحكومة الصهيونيّة. وأفكارُه وتصوّراته ورؤاه معروفة لدى الجميع.. وإذا كان بعض العرب قد فقدَ ذاكرته فليس له إلا أن يعود إلى خطاب نتنياهو أمام الكنيست قبل التصويت على وزارته.. لم تمرّ سوى أسابيع معدودات على هذا الخطاب، فما الذي يُتوقّع حدوثه؟ ولماذا تُعقد الآمال على خطاب لم يكن أيّ من العقلاء ينتظر منه شيئا؟ أم أنّ الذين تسمّروا أمام الشاشات كانوا ينتظرون فُتاتا يرمي به نتنياهو.. فيتولـّوْن تسويقه أمام شعوبهم باعتباره تنازلا مؤلما حصلوا عليه بصبرهم وحكمتهم وبُعد نظرهم؟ في خطابيه أعاد نتنياهو على مسامع الجميع رؤيته لحلّ الدولتين، وطريقة تعامله مع الفلسطينيّين.. كان في كل ذلك واضحا.. دقيقا.. وقاطعا.. لا دولة فلسطينيّة مكتملة السيادة.. لا عودة للاجئين الفلسطينيّين.. لا تقسيم للقدس.. وإنما هي عاصمة موحّدة لـ »إسرائيل ».. هذه لاءات نتنياهو الثلاثة.. لاءات لم تكن في حاجة إلى أيّ تأويل أو مراوغة.. كما أنها لم تُسعف أيّا من زعماء الاعتدال العرب حتّى يستغفلونا ويستبلهونا مجدّدا.. فلاذ بعضهم بالصمت، في حين ادّعى بعضهم الآخر أن نتنياهو وضع عقبات جديدة أمام مسيرة السلام.. الواقع أن عرب الاعتدال ما كانوا في حاجة إلى وضوح أكثر من هذا.. وما كانوا في حاجة بين الفينة والأخرى إلى صفعة يوجّهها لهم رئيس حكومة أو أو زعيم حزب في الكيان الصهيونيّ.. إنما هم في حاجة إلى قراءة سليمة وواعية للصهيونيّة فكرا وممارسة.. ماضيا وحاضرا.. وهم في حاجة إلى اعتراف شجاع مفاده أن الاعتدال العربيّ لم يكن يعني غير التفريط في الحقوق العربيّة.. وأنّ الرهان على السلام رهان خاسر بكلّ المقاييس.. فإذا انتهوا إلى هذه القناعة وعملوا بمقتضاها، كان لزاما عليهم أن يسارعوا لاتخاذ قرارات لا بدّ منها لأنها تمثّل الحدّ الأدنى الذي ينتظره المواطن العربيّ منذ زمن بعيد.. وعليهم أن يكفّوا عن الادّعاء بوجود معسكر للسلام في الطرف الآخر.. وأنّ علينا العمل على تقويته ودعمه بالمبادرات السياسيّة والتنازلات المؤلمة.. وبالأموال -إذا دعت الضرورة- في كلّ المحطّات الانتخابيّة القادمة.. إنّ نتنياهو ليس استثناء في الطبقة السياسيّة الصهيونيّة، ولا هو حالة طارئة داخل النسيج الاجتماعيّ والسياسيّ « الإسرائيليّ ».. إنّه التعبير الأصدق والأوضح عن طبيعة الفكر السياسيّ الصهيونيّ ورؤيته لطبيعة الصراع وسبل حلـّه. وإذا كان لنتنياهو فضل ما، فهو أنه لم يترك لعرب الاعتدال ما به يستترون.. وما به يناورون.. لقد عوّدنا المعتدلون دائما على تقسيم الصهاينة إلى حمائم وصقور.. ولكنهم لم يكلّفوا أنفسهم مرّة واحدة عناء أن يقولوا لنا ماذا كسبنا تحت قيادة أولئك.. وماذا خسرنا تحت حكم هؤلاء.. كما أنهم لم يمتلكوا الجرأة ليصارحوا شعوبهم بأن الذين يريدون منّا أن نفاوضهم يرون أن الربّ خاصّ بشعبهم فقط دون سائر الأمم.. إنه ربّهم وحدهم، أمّا باقي شعوب الأرض بلا استثناء فهم مجرد « أغيار » لم يخلقوا إلا ليكونوا خدماً وعبيداً لشعب الله المختار!! إنّ خطاب نتنياهو يمثّل فرصة جديدة للمعتدلين حتّى يتّخذوا قرارات جريئة، وأوّلها سحب المبادرة العربيّة للسلام التي قدّمت العرب على مدى السنوات الماضية في هيئة شحّاذين يتسوّلون السلام.. ويلهثون خلفه، ويُبدون استعدادهم لدفع أيّ ثمن مقابل الحصول عليه.. وكأنهم ينسوْن أنّ مفاتيح السلام لا يملكها إلا الأقوياء وذوو الإرادات الصادقة المؤمنة.. بعضهم قد يعاتب نتنياهو لسبب آخر: إنه ردّ على كرم ضيافة شرم الشيخ وحفاوة الاستقبال وحرارة المودّة بكثير من الوقاحة التي تُحرجهم أمام شعوبهم.. وتعرّيهم. ولكنهم كرماء.. وسيمنحونه أكثر من فرصة .. (المصدر:صحيفة « الوطن » العدد 90 الصادر في 19 جوان 2009 )