الأحد، 17 أغسطس 2008

TUNISNEWS
8 ème année,N°3008 du 17.08.2008
 archives : www.tunisnews.net 


تونس نيوز: تتقدم بأحر التهاني  إلي السباح أسامة الملولي والشعب التونسي بعد إحراز بطلنا علىالميدالية الذهبية

الجزيرة.نت: التونسي الملولي يحرز الذهبية الأولى للعرب ببكين 

زهير الخويلدي: أسامة الملولي: طريق العرب إلى الذهب في أولمبياد بيكين

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:حملة  إنقاذ حياة « مساجين العشريتين  » :  ( اليوم التاسع عشر)

التومي المنصوري يستجيب للنداء ويفكّ الإضراب

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بعد الشهداء عبد المجيد بن طاهر و الهاشمي المكي و أحمد البوعزيزي عبد الكريم المطوي  في ذمة الله ..!

حركة النهضة :الشهيد الأخ عبد الكريم المطوي ضحية أخري للإهمال الصحي

الشيخ الهادي بريك : الموت حق .. ولكن فراق الأحبة هو موت الأحياء.

الأستاذ وليد البناني نائب رئيس حركة النهضة :على الجزيرة مباشر

ح ـ د ش : لجنة تنسيق من أعضاء المكتب السياسي المتخلي تقرّر اللجوء للقضاء لحسم الخلاف مع القيادة الجديدة

البديـل عاجل:على هامش مؤتمر « الحزب الحاكم »: الفصل الأخير من مهزلة بائسة

البديـل عاجل:محمود عبّاس في عون بن علي…

البديـل عاجل:أحداث وتعليقات

البديـل عاجل:الرديف: مفاهيم ورموز…

تونس تتصالح مع قطر وسويسرا

أ ف ب :مؤتمر للجغرافيين في تونس يحذر من عواقب التغيرات المناخية

الحياة : الاتحاد الدولي للجغرافيين يُنهي مؤتمراً مثيراً للجدل في تونس

الأستاذ الدكتور محمود الذوادي: في سوسيولوجيا ثقافة موارد الظل في المجتمع

د. رضوان عبيد: دفاعا عن هويتنا التونسية

معز الجماعي: تصحيح

مراد رقية: الخيّر الكبير والرائد العصامي للتربية والتعليم الحاج علي صوّة(1870-1953)مخاطبا وزير التربية والتكوين

عادل الحامدي: الخيار الديمقراطي المغربي: رهان أم بهتان!

د حسن حنفي: زمن الانتصارات

الحياة:  فرنسا تعتقل ديبلوماسياً جزائرياً للاشتباه بتورطه في اغتيال معارض


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم  وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- هشام بنور

22- منير غيث

23- بشير رمضان

24- فتحي العلج 

 

16- وحيد السرايري

17- بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- الصادق العكاري

11- كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14- محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6-منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8-عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1-الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


 

تونس نيوز تتقدم بأحر التهاني  إلي السباح أسامة الملولي

والشعب التونسي بعد إحراز بطلنا على الميدالية الذهبية

 
 
يسر أسرة تونس نيوز أن تتقدم للبطل الاولمبي أسامة الملولي وإلى أسرته والشعب التونسي وكامل الشعوب العربية بأحر التهاني بعد إحرازه علىالميدالية الذهبية في سباحة 1500 متر في أولامبياد بكين وهي الميدالية الذهبية الوحيدة التي يرفعها السباح التونسي في سماء العرب .  فشكرا لك يا ملولي على إبداعك وتوشيحك لخضرائنا بالذهب الخالص….
مع تحيات أسرة تونس نيوز


التونسي الملولي يحرز الذهبية الأولى للعرب ببكين    

منح السباح التونسي أسامة الملولي اليوم أول ميدالية ذهبية للعرب في أولمبياد بكين بعد فوزه في سباق 1500 متر حرة للرجال. وحصل الملولي (24 عاما) على الذهبية بعد أن سجل توقيتا قدره 14.40.84 دقيقة ليهدي بلاده لقبها الأولمبي الأول منذ دورة مكسيكو سيتي عام 1968. وتفوق الملولي في هذا السباق على الأسترالي غرانت هاكيت الذي كان يسعى لأن يصبح أول سباح يتوج بسباق فردي في ثلاث دورات أولمبية متتالية. وسجل هاكيت توقيتا قدره 14.41.53 دقيقة وهو ما يزيد بفارق أكثر من سبع ثوان على الرقم العالمي المسجل باسمه وثلاث ثوان تقريبا على الزمن الذي سجله في التصفيات الجمعة الماضي ليكتفي بالميدالية الفضية. ونال الكندي رايان كوتشرين الميدالية البرونزية بتوقيت قدره 14.42.69 دقيقة. وقال الملولي بعد السباق ‘كنت أنتظر هذه اللحظة منذ عامين، كنت أتمنى التتويج في سباق 400 متر لكنني لم أنجح، بيد أن فوز اليوم مفاجأة رائعة’. وأضاف ‘سأحتفل بهذا النصر، لم أذهب إلى بلادي منذ عامين، أريد رؤية والدي وأصدقائي وإخوتي وأخواتي’. وكانت حصيلة العرب في الدورة الحالية تنحصر إلى حد الآن في فضية الجزائري عمار بنيخلف وبرونزية مواطنته ثريا حداد والمصري هشام مصباح في منافسات الجودو. http://www.dailymotion.com/search/mellouli/video/x6gnd0_mellouli_sport (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 17 أوت 2008)


 أسامة الملولي: طريق العرب إلى الذهب  في أولمبياد بيكين

 

زهير الخويلدي  » انك تستطيع لأنك تريد Si tu veux, tu peux » ايمانيال كانط أدخل أسامة الملولي المولود في المرسي بتونس في 1- فيفري 1984 الفرحة إلى كل الرياضيين التونسيين والعرب والمسلمين عندما افتك ميدالية ذهبية من منافسين شرسين في مسابح بيكين في اليوم التاسع للألعاب الأولمبية الأحد 17 أوت 2008 ويكون الملولي قد وعد وأوفى بوعده وأحرز ميدالية ذهبية أولى لتونس وللعرب في سباق 1500 متر سباحة حرة في زمن 14 دقيقة و40.84ثانية رغم كل الظروف النفسية الصعبة التي مر بها في الآونة الأخيرة وابتعاده القسري عن المنافسات لمدة غير هينة ورغم موجة التشكيك في قدراته بعد تعثراته المتكررة في المسابقات الأخرى التي كان له فيها حضورا بارزا في الماضي والسيطرة الأمريكية وتحطيم المتتالي للأرقام القياسية والحصد المتواصل للميداليات من طرف السباحين الأمريكيين والاستراليين واليابانيين والصينيين وخاصة الأمريكي فيليبس. أسامة هو واحد من الشباب العربي الطموح الذي يؤمن بالعمل والمثابرة والذي تعود بالتتويج ويعشق الصعود على القمة والتغلب على الفشل ويرفض التواكل وعقلية الضياع والعجز وهو يحاول التوفيق بين دراسته في الهندسة المعلوماتية وهوايته الرياضية في السباحة وبين حبه للعلم ومتابعته للتمارين المرهقة والشاقة في الولايات المتحدة منذ عدة سنوات وقد أصبح بطلا أولمبيا سنة 2008 في اختصاص 1500متر سباحة حرة وانتخب كأحسن رياضي تونسي مرتين في 2003- 2004 . من المعلوم أن أسامة متخصص في مسافة 400متر أربع سباحات وقد تحصل السنة الفارطة على بطولة العالم في مسافة 800 متر وقد سحبت منه في الآونة الأخيرة واتهم بتناول المنشطات رغم أنه صرح لوسائل الإعلام أن ما يتناوله من عقاقير وأدوية هي لأغراض دراسية بحتة وللتغلب على حالة الإرهاق التي تنتابه بين الحين والآخر نتيجة كثرة الالتزامات وصعوبة التوفيق بين متطلبات العقل وحاجات البدن وبين مبدأ الواقع ومبدأ الواجب خاصة وأنه قد أحرز على الماجيستير في المعلوماتية. يتحلى الملولي في كل مرة بروح المسؤولية ويثبت توازن شخصيته ورجاحة عقله رغم كونه مازال شابا في بداية الطريق وهو محاط بالتشجيع من جميع الأطراف وخاصة العائلية وتلعب أمه دورا بارزا في حياته ولا تنقطع عن دفعه نحو الأمام والوقوف إلى جانبه ولذلك فهو يمتلك أخلاقا عالية ويمثل أسوة حسنة لأبناء جيله من الذين أثبتوا قدرتهم على المواءمة بين الأصالة والمعاصرة وبين التجذر إلى الوطن والانتماء إلى الأمة والتفتح على العالم والنهل من روح التمدن والاستفادة من العصرنة دون أي إفراط أو تفريط ودون الانبتات والوقوع في التقليد التام وجلد الذات بل بالاعتزاز والفخر للحضارة التي ما انفكت تنجب الأبطال والرموز في مختلف الاختصاصات وبما في ذلك الرياضة التي تحولت إلى صناعة وتجارة وإلى أحد أهم الأنماط الكبرى التي يوجد من خلالها الإنسان في العالم. تشجيعنا الكامل للملولي ونرجو أن ينسج الرياضيون العرب والمسلمون على منواله وأن يثبتوا للعالم أن رغبة الإنسان في التفوق وإيمانه بضرورة تشريف بلاده وحبه لعلم بلاده وإصراره على فرض ذاته يمكن أن تتفوق على تصنيع البشر والتحكم في بدنه والبرمجة الميكانيكية للنجاح لأن الإنسان يند عن كل ضرورة ويمكن أن يتفوق على كل جبرية لأنه بالأساس وعي وحرية وإرادة وهو ليس مادة تصنع في المخابر وتخضع لتكميم رياضي ولقياس إحصائي صارم وأن العامل النفسي يمكن أن يلعب في النجاح أكثر من المؤهلات الفيزيائية البدنية. لقد حقق الملولي انتصارا كبيرا وأثبت للجميع أنه مازال موجودا وأنه ملك السباحة العربية والمتوسطية والإفريقية وأنه سباح عالمي من الطراز الرفيع يعرف كيف يحصد الألقاب وينال التتويجات في المحافل الرياضية الكبرى ويشرف الذين يتابعون أحسن تشريف. شكرا لأسامة الملولي الذي أثبت أن الشاب العربي حينما تتوفر له الإمكانيات وتفتح أمامه الأبواب ويلقي التشجيع فانه يبدع ويعانق الامتياز ولا ينقصه شيئا بالمقارنة مع غيره وليس مصاب بالعجز والانكماش وإنما يكتنز طاقة هامة وقوة جبارة على حب الحياة وصنع غد أفضل بالمشاركة مع الآخر. لقد أحسن أسامة ترجمة ما جاء في الحديث الشريف: »لو تعلقت همة المرء بما وراء العرش لناله » وأملنا أن ينتقل من نجاح إلى آخر وأن يكون دائما هو وكل الرياضيين العرب والمسلمين السائرين على دربه في مستوى الآمال والانتظارات المعلقة عليهم. كاتب فلسفي


أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس aispptunisie@yahoo.fr e-mail: Vérité-action Case postale 1569  CH – 1701  Fribourg, Suisse    Tél: ++41 79 703 26 11   Fax: ++41 21 625 77 20   info@verite-action.org:  e-mail                                                تونس في  17 أوت 2008                                              

حملة  إنقاذ حياة « مساجين العشريتين  » :                               من أجل وضع حد لسياسة الموت البطيء..!                                                                               ( اليوم التاسع عشر)

                                                     

 يقضي سجناء سياسيون تونسيون عقوبات قاسية بالسجن منذ ما يقارب العشرين سنة على خلفية أنشطتهم السياسية و قناعاتهم الفكرية ، و قد أجمعت كل المنظمات الحقوقية الوطنية و الدولية المستقلة على أنهم لم يتمتعوا بمحاكمات عادلة و أن الملفات التي اعتمدت لإدانتهم شابها التزوير و انبنت على اعترافات منتزعة تحت وطأة التعذيب الشديد ، كما أصدرت هيئة الدفاع عنهم  تقريرا مفصلا يعدد الخروقات المرتكبة و يؤكد الطابع السياسي للأحكام و بطلان الإدعاء الرسمي لتورط بعض المتهمين في التخطيط للعنف أو التورط في ارتكابه . و قد ترسخت القناعة لدى كل من تابع المحاكمات أن القضاء ، كما الإعلام و بعض أحزاب الموالاة ، قد وظفت لإقصاء خصم سياسي من الساحة و إضفاء لباس قضائي على التصفية الأمنية ، و رغم أن أغلبية المحاكمين في بداية عشرية التسعينات السوداء قد غادروا السجون ، بعد أن قضى أكثرهم ما يجاوز العشرية في ظروف مأساوية ، فإن انحسار الأضواء عن العشرات الباقين لا يجب أن يحجب معاناتهم ، و عائلاتهم ، منذ ما يقارب العشرين سنة  حيث تعرضوا منذ إيقافهم ، فضلا عن التعذيب ، إلى سياسات تستهدف تدمير بنيتهم الجسدية و المعنوية من خلال تعريضهم لصنوف الإهانات و التجويع  و التعتيم  و التشفي ( بعقوبات العزل الإنفرادي المطول و الإبعاد عن العائلات و بالحرمان من وسائل التثقيف و العزل التام عن مستجدات الأحداث بالعالم الخارجي و الحرمان من الحق في العلاج  ) و تقطيع أواصر الروابط العائلية بالضغط على الزوجات لطلب الطلاق و حرمان الأقارب من العمل .. و هو ما درجت تسميته !بـ  » سياسة القتل البطيء  » .. لم يعد مقبولا تواصل  الصمت على معاناة متواصلة منذ بداية العشرية الأخيرة من …القرن !الماضي .. إن في وسع كل من يسلم بعدالة قضية ضحايا  » الموت البطيء  »  أن يساهم بكلمة أو رسالة أو مقال أو مكاتبة أو عريضة في  الحملة التي تطلقها ( ابتداء من اليوم و حتى إطلاق آخر سجناء  » مساجين العشريتين  » ..) الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيينAISPP  و جمعية action – Verité ( سويسرا ) و بالتزامن مع إطلاق حملة وطنية و دولية من المكاتبات و الإتصالات  و التحرك بملفات المصابين بأمراض خطيرة و ضحايا الأحكام المكررة تشرع الجمعيتان في التعريف تباعا بالمساجين السياسيين الذين قضوا زهرة أعمارهم ..من أجل أفكارهم .. و هم على التوالي : منذر البجاوي و رضا البوكادي و نور الدين العرباوي و محمد نجيب اللواتي و الصادق شورو و حسين الغضبان و عبد الكريم البعلوش و إبراهيم الدريدي و عبد النبي بن رابح و الهادي الغالي و منير الحناشي و بشير اللواتي و هشام بنور و وحيد السرايري و الشاذلي النقاش و عبد الباسط الصليعي و الصادق العكاري و منير غيث و بوراوي مخلوف و وصفي الزغلامي و إلياس بن رمضان و البشير رمضان و فتحي العلج و لطفي الداسي و كمال الغضبان . كما تناشد الجمعيتان كل المنظمات و الجمعيات و الشخصيات الوطنية و الدولية  أن تساهم في هذا الجهد بالتعريف بضحايا هذه المظلمة التي لم يعرف لها تاريخ البلاد مثيلا  ، و بتقديم  ما في وسعها من دعم مادي أو معنوي لهم و لعائلاتهم …    عن الجمعيـة الدولية                              Verité – action  لمساندة المساجين السياسيين       الرئيــــــــــــــــــس                              الرئيـــــــــس     الأستاذة سعيدةالعكرمي                           صفوة عيسى                    

18 –  الصادق العكاري

حكم بـ 36 سنة  سجنا .. قضى نصفها خلف القضبان .. ! بطاقة تعريف سجنية الاسم و اللقب :الصادق العكاري. تاريخ الولادة: 1968 ، باردو ، تونس. . المستوى التعليمي:  ثانوي . الحالة الاجتماعية :أعزب . تاريخ الدخول للسجن : أكتوبر 1991 . الحالة الصحية :روماتيزم العظام /قرح المعدة . الحكم :  36 سنة للمراسلة و المساندة : الصادق العكاري، السجن المدني برج الرومي ، بنزرت ، الجمهورية التونسية .. نداء لكل من يتعاطف مع سجين رأي يقبع خلف القضبان منذ قرابة العشريتين : بادر بكتابة كلمة .. أو مراسلة منظمة وطنية أو دولية .. أو مكاتبة الجهات الرسمية … أو مكالمة عائلته ..أو مساعدة أبنائه … حتى لا نقول أننا لم نكن نعلم ….!                          

حملة الإفراج عن  » مساجين العشريتين « 


 

التومي المنصوري يستجيب للنداء ويفكّ الإضراب

 
بداية أستسمحكم أبناء مديني الأعزّاء في شكركم على اهتمامكم بقضيتي، ولا يمكنني إلا أن استجيب لطلبكم، واحترام نداءكم وذلك بوقف إضراب الجوع الذي بلغ يومه الخامس والثلاثين، وسوف لن أتخلى عن مواصلة طريقي في المطالبة بحقوقي في الشغل والتنقل ورفع الحصار، ومن خلالكم أحيّي كل الشرفاء في العالم، الذين وقفوا إلى جانبي وجانب عائلتي عبر المساندة المعنوية والإعلامية والحقوقية، والمكالمات الهاتفية والرسائل الالكترونية، والبيانات التحسيسية…   وتحية خاصة إلى الصحافة العربية وأخص بالذكر منهم مجلة آخر خبر – صحيفة وطن أمريكا – موقع ليبيا المستقبل – الحقائق الدولية… كما أشكر  المواقع التونسية على احتضانها لقضيتي وتغطيتها الآنية لوضعيتي منها –  تونس أونلاين – الحوارنت – السبيل اونلاين- الفجر نيوز – تونس نيوز –  والنهضة انفو، وكل المنظمات الحقوقية والإعلاميين، الذين تابعوا إضراب الجوع، فشكرا لكم جميعا أيها الشرفاء الأشاوس، وكل الذين يرفضون الظلم والجور. المهندس التومي المنصوري / الكاف / تونس / 17 / 8 / 2008


“ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 17 أوت 2008 ..

بعد الشهداء عبد المجيد بن طاهر و الهاشمي المكي و أحمد البوعزيزي ..  عبد الكريم المطوي .. في ذمة الله ..!

 

بعد معاناة طويلة مع مرض فتاك .. انتقل السجين السياسي السابق عبد الكريم المطوي إلى رحمة الله ..صابرا محتسبا .. اسم جديد يضاف إلى قائمة الشهداء ممن قضوا نحبهم بعد معاناة طويلة مع الظلم و المحاكمات الجائرة و التعذيب و الطواف على مختلف السجون التي تعج بها البلاد و التي نخرت ، و لا تزال ، أجساد خيرة أبنائها و زرع هواؤها المتعفن في دمائهم أمراضا فتاكة ظلت طيلة سنوات السجن ثم في سنوات المعاناة كالقنبلة الموقوتة تمنع دقاتها عنهم النوم و الراحة و العيش في بلادهم أمنين ..إلى أن يوافيهم المصير المحتوم مرضا خبيثا فتاكا لا يملكون جهدا لدفعه و لا تترك لهم أيدي الظلم و الطغيان مجالا لعلاج و لا لتخفيف ألم .. ! رحل الشهيد عبد الكريم المطوي و خلف ابنين أحدهما لميشفع له عمره الغض و مصيبة سجن الوالد فزج به في ذات الزنزانة التي تطبق على أبيه و كان شاهدا على ما تعرض له من سوع معاملة و من إهمال جعلاه يغادر السجن … عزيمة جبارة و إيمانا راسخا ..و حطام جسد .. ! أي سرطان أصاب بلادا تأكل خيرة أبنائها و تسلمهم واحدا بعد أخر لشتى أنواع السرطان .. هل تختصر حياة الشهيد عبد الكريم المطوي في كتاب معاناته .. : محاكمة و سجنا لقرابة العامين في  » العهد السابق  » و محاكمة و سجنا لقرابة سبع سنوات في  » العهد الجديد  » .. ثم سرطان سرى في طحاله و تمدد إلى غشاء معدته .. ثم انتظار للاسم التالي في قائمة ضحايا الإهمال من المساجين المسرحين المحرومين من كل الحقوق و المعرضين لكل المظالم ..و من المدفونين أحياء في الزنازين المتعفنة المظلمة منذ قرابة العشريتين .. ! رحم الله الشهيد و الرحمة على ضمير كل من أمسك عن قول كلمة حق .. و تابع بصمت متواطئ قافلة شهداء الظلم تتابع سيرها دون توقف إلى تتعالى الأصوات :  …كفى قتلا ..! كفى تعذيبا..!   ( هاتف العائلة :  24230250 00216 ) عن الجمعية الهيئـــــــة المديـــــــــــــرة

بسم الله الرحمن الرحيم الشهيد الأخ عبد الكريم المطوي ضحية أخري للإهمال الصحي

   

تنعى حركة النهضة بقلوب ملؤها الأسى واللوعة ، راضية بقضاء الله، أحد أبنائها البررة الأخ الشهيد  عبد الكريم المطوي الذي وافاه الأجل  يوم  الأحد 17 أوت 2008 إثر إصابته بمرض السرطان الذي أصابه في السجن جراء الإهمال الصحي من طرف السلطة . و الأخ عبد الكريم من قيادات حركة النهضة تولى مهام قيادية متعددة مركزية وجهوية ـ إن حركة النهضة تحمل السلطة من جديد المسؤولية الكاملة عن كل الذين ماتوا نتيجة سياسة التشفي والقهر الذي لحق بالمساجين داخل وخارج السجن ـ تطالب السلطة برفع كل العراقيل الإدارية والقانونية وتمكين الإخوة ضحايا الإهمال الصحي من التداولي كبقية التونسيين ـ تدعو كل الأحزاب الوطنية والمنظمات الحقوقية أن يقوموا بحملة وطنية للتعريف بمأساة المساجين السابقين المرضى وللتشهير بسياسة الإهمال الصحي المتبعة من طرف السلطة ـ تتقدم إلى عائلة الشهيد بأحر التعازي راجية من الله العلي القدير أن يلهمهم جميل الصبر والسلوان وأن يسكن الشهيد فراديس الجنان قال تعالى : « ولا تحسبّن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون » رقم للتعزية : 0021624230250 لندن في 17 أوت 2008 رئيس الحركة الشيخ راشد الغنوشي

بسم الله الرحمان الرحيم  « إنا للــه و إنا إليه راجعـــــــون »

 

« يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي و ادخلي جنتي »  انتقل إلى رحمة الله تعالى اليوم الأحد 17 أوت 2008 على الساعة الخامسة مساء السيد عبد الكريم المطوي السجين السياسي السابق بعدما وقع اكتشاف مرض السرطان في فترة جد متقدمة، و بالتدقيق يوم 4 أوت الجاري …  و السيد عبدالكريم المطوي من مواليد 22 نوفمبر 1947 بتونس و هو – كما يدل لقبه – من أصيلي قرية المطوية بالجنوب التونسي..انخرط مبكرا في صفوف الحركة الإسلامية و شغل العديد من المواقع القيادية… وقع أيقافه في حملة سنة 1987 وقضى قرابة السنة موقوفا ثم أطلق سراحه إثر الانقلاب الصحي… , أعيد إيقافه مجددا سنة 1991 و كان ذلك يوم 18 فيفري 1991 و مثل أمام المحكمة العسكرية الأولى التي قضت بسجنه 6 سنوات… قضاها مرفوع الهامة إلى أن أتم فترة سجنه… انتقل بين العديد من السجون التونسية كشأن الآلاف من مساجين النهضة                 و المتعاطفين معها…  وهو متزوج و له ابن و بنت، و هما متزوجان… أما الابن فقد عرف السجن و لم يبلغ الحلم بعد، أي لم يزل حدثا و مع ذلك فقد وقع الزج به في ظل دولة القانون و المؤسسات مع عامة المساجين أي لم يقع إيواؤه مع أترابه في المؤسسات الخاصة بهم…  و ينقل الجثمان الطاهر غدا من منزل العائلة بالجبل الأحمر نهج 61002  عدد 3 و تقع صلاة الجنازة في مسجد عمر ابن الخطاب بالعمران (الجبل الأحمر) ثم يقع التوجه إلى مقبرة سيدي يحيى بباردو..   تقبل الله الفقيد في واسع رحمته و أسكنه فراديس جناته و رزق أهله و ذويه و جميع أحبابه و إخوانه جميل الصبر       و السلوان  و من الله على حركته بمثله إخلاصا و صبرا و وفاء..  لتقديم التعازي:   علي عبدالكريم المطوي 0021624230250  جرجيس في 17 اوت 2008   عبدالله الزواري


الموت حق .. ولكن فراق الأحبة هو موت الأحياء.

 

أبلغني الأخ محسن الجندوبي منذ أسبوع واحد بأن الأخ عبد الكريم المطوي نقل إلى المستشفى حيث أفضت الفحوصات إلى أن المرض الخبيث ـ عافانا الله وإياكم جميعا ـ قد قطع أشواطا متقدمة وهو ينخر جسمه. الآن بعد رجوعي إلى بيتي وجدت نعيه في بريدي الإلكتروني ثم على صفحة الحوار.نت. حوقلت وإسترجعت وحزنت على فراق هذا المجاهد المغمور ولكن لا بد من الأوبة الجميلة في مثل هذه المواضع إلى سنة الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام وكل مصيبة جلل بعده تهون كما قالت إحدى الصحابيات الكريمات وهي تنعى في زوجها وأبنائها الأربعة دفعة واحدة .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. وإنا على فقدك يا عبد الكريم لمحزونون ورب الكعبة والله وحده يعلم لوعة المغترب .. يحزن القلب وتدمع العين ولا نقول إلا ما يرضى الرحمان سبحانه .. وسبحان الحي الذي لا يموت وسبحان من كل شيء هالك إلا وجهه وإليه ترجعون .. كان الفقيد ـ عليه رحمة الله سبحانه ـ مجاهدا مغمورا .. لم تكتب لي أقدار الرحمان سبحانه أن ألتقي رفيق الدرب الشائك الطويل عبد الكريم المطوي إلا مرات معدودات بعضها في لقاءات داخلية للحركة في محنة الثمانينيات الأولى وما بعدها عندما كان مسؤولا على تنظيم الحركة وبعضها في السجن وتحديدا في زنزانة عدد 19 في الجناح ـ أ ـ أي في السجن المضيق عام 1987 حيث كان من المقرر أن يحاكم المرحوم ضمن مجموعة أمن الدولة ثم تنازلت عنه محكمة أمن الدولة لصالح المحكمة الإبتدائية .. رب رجل تلقاه مرات قليلة يبث فيك من الأمل قناطير مقنطرة .. أجل. المرحوم عبد الكريم كان بالنسبة لي من ذلك الصنف الذي لم أختلط به كثيرا ولكن بث في منذ اللحظة الأولى التي عرفته فيها قبل عقدين ونصف قناطير مقنطرة من الأمل في الله سبحانه وفي عباده وظللت أحيا بشعاع ذلك الأمل سنوات طويلة قرير العين لا يعرف اليأس إلي سبيلا .. كان المرحوم عبد الكريم من أولئك الذين يضبطون ألسنتهم ضبطا عجيبا حتى ليخيل إليك بأنه من خير من فقه وصية الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام في حديث معاذ المعروف :    » .. كف عنك هذا .. ». كان كثيرا ما يستعيض عن كلمة اللسان بكلمة أخرى أشد وقعا وأجزل تربية وأبقى أجرا : كلمة العين رضى أو غضبا و بسمة الشفتين فتصلك رسالته حية حارة كأنما يزنها بميزان ذهب دقيق جدا لا طغيان فيها ولا إخسار ليحفظ لك خيط ود أخوي سميك لا تجور عليه شاغبات العلاقات البشرية .. بسمة تزين محياه .. لن تزال محفورة في أخدود الذكرى المرحوم عبد الكريم واحد من الذين فرضت عليهم مسؤولياتهم في الحركة الإسلامية ضربا من الغمور بسبب أنه كان مسؤولا في زمن ما على تنظيم الحركة الذي يغذي مناشطها بالحياة والتجدد .. تنظيم الحركة عندنا ـ عندما كنا خير حركة أو من خير حركة ـ عبء ثقيل تنوء بحمله الجبال الراسيات ويحتاج إلى رجل مثل هذا الرجل .. تهده المسؤولية هدا فلا تسمع منه زفرة شكوى أو أنة ضجر .. بل تظل البسمة تعلو محياه وتزين شفتاه .. ذلك هو فن القيادة الذي لا تظفر بدروس منه في أي جامعة في هذه الدنيا إلا جامعة واحدة هي جامعة الإخلاص لله وحده سبحانه والتوكل عليه وحده سبحانه وبناء جبال من الصبر لا تنفد أبدا كلما سقطت منها لبنة تجددت لبنة. أولئك هم شحارير الجنة الأول .. عندما مدح الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام أولئك الرجال  » الذين إذا حضروا لم يعرفوا وإذا غابوا لم يفتقدوا  » كان يغرس في فؤاد كل إنسان قيمة الإخلاص التي جاء الأثر فيه أنه أول ما يرفع من العلم وبرفع الإخلاص ترتفع البركة عن العمل ويحل محلها السحت والسخط ويحتاج العامل مهما كان مثابرا ومخلصا كذلك إلى جبال من العمل وعقود من الزمن لعله يظفر بعد نخل كل ذلك الكسب بمنخل الإخلاص الرباني بفتات صغير علقت حباته بأسنان ذلك المنخل فكانت سببا لنجاة إبن آدم المؤمن العامل المجاهد المخلص من نار الرياء التي تفترس العمل إفتراس الشره النهم .. كان المرحوم في حركة النهضة من ذلك الطراز الذي عمل كثيرا في سر محيط به من كل جانب إستوى في ذلك بلاؤه قبل السجن وبعد السجن .. أولئك هم شحارير الجنة الأول إن شاء الله تعالى وأولئك هم نوارس الفردس الأعلى إن شاء الله تعالى وإنما ينالون ذلك بسبب تحصن كسبهم من ذئاب الرياء المحبط .. الموت حق .. ولكن فقد الأحبة في دياجير الغربة المظلمة هو موت الأحياء. الموت حق وكل مصيبة بعد فقد محمد عليه الصلاة والسلام تهون ويجب أن تهون في مهجة كل مؤمن كائنا من كان الفقيد ولو كان أما أو أبا أو زوجا أو أخا .. تلك فضيلة الإيمان من أدرك درجتها بقلبه لا بلسانه فقد أشرف على حلاوة الإيمان ومن رعى حول حمى تلك الحلاوة أوشك أن يقع فيها .. هاهم الأحباب من إخواننا الذين فارقناهم قبل عقدين كاملين تقريبا بعد أن غيبتهم ظلمات السجون يرحلون عن دنيانا واحدا بعد الآخر ولا تكاد تمضي شهور قليلة حتى يحمل إلينا الأثير نعي هذا السجين السابق أو ذاك .. ربما كان أول من حزنت لفقده حزنا شديدا في دياجير هذه الغربة المظلمة هو الشيخ المبروك الزرن ـ ذلك الطود الشامخ ـ  الذي تعلمت منه فنون الصبر المجاهد الذي لا يعرف كللا ولا مللا بله يأس وقنوط .. لم يكن حلمي ولن يزال مما يشدني إلى أرض تونس شدا عجيبا لا تزيده الأيام ناره الملتهبة إلا أوارا فوق أوار .. سوى لقاء أولئك الأحبة ممن جمعنا درب العمل للإسلام والتآخي فيه .. كنت في الأيام الأولى بعد إختفائي أجمع في ذاكرتي الحديث الذي سأتداوله مع ألصق رفيق لدربي الأخ أحمد لعماري ـ القيادي النقابي المعروف ـ وكلما مضت الليالي لا تلوي على شيء فقدت من تلك الذكريات شيئا ثم طفقت أستعرض من حين لآخر إخواني الذين عرفتهم من قريب أو من بعيد ثم إكتشفت أني نسيت بمرور الأيام كثيرا منهم ثم نغرق في حياتنا الجديدة ومتطلباتها الجديدة ويفاجؤنا نعي هذا ثم ذاك ويظل الفؤاد يذكره بعد ذلك النعي أسبوعا تقريبا ثم ينسيناه إنهماكنا في عمل جديد في دياجير هذه الغربة المظلمة .. أحصيت ذات مرة عدد الإخوة الذين فقدتهم في هذه المدة ـ عقدين تقريبا ـ ممن أعرف عن قرب أو عن بعد فعددت عشرين أو أكثر من ذلك ثم غلبني النعاس أو إستحوذ علي هم آخر .. أحدث نفسي الآن ومنذ مدة بأن أزور قبورهم واحدا تلو الآخر بعد رجوعي إلى تونس .. ثم أقول في نفسي : ومن أدراك أنك لن تنعى أنت بنفسك إلى إخوانك هناك أو ترجع إلى هناك بعد عجزك عن الحركة .. وبذا يموت كل شيء فينا ويموت إخواننا ولكن شيئا واحدا لا يموت : ذلك الحنين إلى تلك الأرض لعلنا نلثم بأفواهنا ما بقي من أديمها شاهدا على مجاهدات أولئك الرجال .. ترى كم سنبكي من مرة عندما نعود وتعود بنا الذكريات الجميلة إلى هذا المسجد الذي كنا نعمره بالذكر والعلم .. على هذه السارية كان فلان يتكئ وفي ذلك المكان كان فلان يلقي الدرس وفي هذه الدار كنا نجتمع خلسة .. لوعات قاسية في إثر لوعات نتجرعها في دياجير هذه الغربة المظلمة. لوعات لا تزيد الحنين إلا شبوبا كأنما هو نار يغذيها بالحطب .. أي أيامك ترقب في أمل الإيمان : يوم تعود إلى هناك فتسبقك الدموع الحرى إلى ذاك الأخ الذي مازال مرابطا صامدا ثابتا لم يبدل ولم يغير فتحضنه وتكسر منه الضلوع لفرط الشوق إليه أم يوم تعود إلى هناك فتسأل عن قبور من نعوا إليك فتخونك قواك الخائرة وتحجبك عن زيارة قبره فتستكين إلى مرارة الفراق وتتبدل في وجهك الدنيا وتنكر قول هذا وعمل ذاك فلا تجد سوى إستعادة الذكريات الخالية الأولى غذاء للأيام الباقية في عمرك .. الموت حق علينا وسبحان الحي الذي لا يموت .. ولكن فراق الأحبة في دياجير هذه الغربة المظلمة هو موت الأحياء .. الهادي بريك ـ ألمانيا


إنا لله وإنا إليه راجعون

<<  يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي >> صدق الله العظيم  

في فجر يوم السبت الخامس من شعبان الموافق ل 16 أوت إنتقل إلى جوار ربه الفقيد عثمان بنسعيد والد اللاجئ السياسي بسويسرا الاخ صولة عثمان سعيدي وبهذه المناسبة الاليمة نتقدم لأخينا صولة وجميع أفراد عائلته باحر التعزاى وعبارات المواسات لرحيل الفقيد  العزيز عليهم وعلينا راجين من الله العلي القدير أن يتقبله بواسع رحمته وأن يتجاوز عن سيئاته ويبارك في حسناته وأن يسكنه فراديس جنانه وأن يرزق أهله جميل الصبر والسلوان وإنا لله وأنا إليه راجعون. للتعزية 0041789224678


 

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
 
الأستاذ وليد البناني نائب رئيس حركة النهضة :على الجزيرة مباشر  
الإخوة الكرام تستضيف قناة الجزيرة مباشر في برنامجها اليومي  » مباشر مع: » الأستاذ وليد البناني نائب رئيس حركة النهضة وذلك يوم الإثنين 18 أوت على الساعة الثامنة مساء بتوقيت تونس وأروبا السادسة مساء بتوقيت قرنيتش ويعاد بث البرنامج الثلاثاء 19 أوت على الساعة التاسعة صباحا بتوقيت تونس وأروبا السابعة صباحا بتوقسث قرينتش. أخوكم وليد البناني


في سياق ردود الفعل على نتائج المؤتمر الثامن لحركة ح ـ د ش اعتبرت نتائج المؤتمر غير شرعية

لجنة تنسيق من أعضاء المكتب السياسي المتخلي تقرّر اللجوء للقضاء لحسم الخلاف مع القيادة الجديدة

   

تونس – الصباح: علمت « الصباح » من مصادر مختلفة صلب حركة الديمقراطيين الاشتراكيين، أن عددا لا يستهان به من أعضاء المكتب السياسي السابق للحركة ونفر من المؤتمرين، قرروا تشكيل « لجنة تنسيق » عهد إليها بالتحرك من أجل رفض مقررات المؤتمر الثامن لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين الذي كان أنهى أشغاله أمس الأول بالعاصمة.. وحسب المعلومات المتوفرة لـ « الصباح »، فإن اللجنة اعتبرت جميع القرارات الصادرة عن المؤتمر « غير قانونية »، وأن المؤتمر الثامن « ما يزال مفتوحا، ولم ينه أشغاله »، وبالتالي فهو قابلا لأي تعديل أو تطور في مستوى النتائج الصادرة عنه.. ومن غير المستبعد، أن تلجأ اللجنة إلى القضاء لحسم خلافها مع القيادة الجديدة للحركة.. ويجري حاليا توسيع دائرة هذه اللجنة لكي تشمل جميع « الغاضبين »، وذلك باتجاه إعداد خطة تحرك سياسي وقانوني للتعبير عن الرفض القاطع لنتائج المؤتمر.. ومن المنتظر أن تصدر لجنة التنسيق هذه، بيانا خلال اليومين القادمين لتوضيح موقفها وأفق تحركها.. وكان المؤتمر الثامن لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين، قد أفرز مكتبا سياسيا أثار انتقادات أكثر من طرف صلب الحزب، بسبب عدم عرضه على صندوق الاقتراع، واللجوء إلى ما وصف بـ « الوفاق المفروض » من القيادة على المجلس الوطني والمؤتمرين، وأدت جزءا من ردود الفعل هذه، إلى ممارسات عنف تخللت الاجتماع الأخير للمجلس الوطني الذي تبادل أعضاؤه اللكمات والعبارات النابية احتجاجا على عدم عرض قائمة المكتب السياسي على التصويت.. ومن المتوقع أن تكون لمثل هذه التطورات تداعيات صلب الحركة في غضون الأيام القليلة المقبلة..   صالح عطية   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 17 أوت 2008)


على هامش مؤتمر « الحزب الحاكم »: الفصل الأخير من مهزلة بائسة

انتهى مؤتمر « الحزب الحاكم » (التجمّع الدستوري الديمقراطي) في نهاية الأسبوع المنقضي. وقد افتتحه بن علي « رئيس الحزب » و »رئيس الدولة » بخطاب لم يجد ما يعلن فيه لأتباعه وللشعب التونسي سوى أنـّه سيترشـّح للرئاسة للمرّة الخامسة على التوالي، زاعما أنه يفعل ذلك « استجابة للنداء » الذي توجهت به إليه « كافة فئات الشعب » كي يواصل « مسيرة البناء والتشييد » الذي ابتدأها منذ وصوله إلى الحكم ذات فجر يوم من أيام نوفمبر 1987. وفي الحقيقة فإنّ بن علي بإعلانه هذا ينهي الفصل الأخير من مهزلة بائسة يعرف القاصي والداني مسبقا كامل فصولها. لقد بدأت المحبوكة في قصر قرطاج « برعاية » بن علي نفسه بتحريك عدد من الدمى مدفوعة الأجر كي تناشد « البطل » بالبقاء في الحكم بدعوى أنّ « البلاد والعباد في حاجة ماسّة إليه » بل بدعوى أنّ « السفينة ستكون عرضة للغرق إذا لم يكن هو في قيادتها ». وقد تواصلت حملة « المناشدات لمدّة تزيد على العام مع إعطاء انطباع كاذب بأنـّها « تتوسّع » وذلك بالإيعاز لكافة « التابعين والتوابع والتبّاع » بتحرير البيانات وإرسال البرقيات التي يُفرض على وسائل الإعلام المرهون بقاؤها بما تمنّ به عليها « وكالة الاتصال الخارجي » من « إعلانات إشهاريّة » نشرها. وقد لازم « البطل » – أي بطل المهزلة البائسة- الصمت طوال هذه المدّة حتى يظهر كأنّه ليس المدبّر لهذه الحملة وكأنّه « يفكـّر » في الأمر ويتعاطى معه « بجدّية »، بل حتى يظهر كأنـّه « متردّد » أو »غير راغب » في البقاء بعد كلّ السنوات التي قضاها في الحكم والتي ستصل إلى 22 سنة عام 2009. ولكنـّه في النهاية صعد إلى الركح، وكان هذه المرّة ركح « حزبه »، ليعلن وهو يتصنـّع التشويق (مردّدا ثلاث مرات عبارة « أقول لكم… ») أنـّه « يقبل » بـ »بالغ التأثـّر » للاستجابة لـ »نداء الشعب ليواصل المسيرة معه » شاكرا إياه على « العرفان بالجميل »!!! وقد قام الجالسون بالقاعة ليصفقوا ويهلـّلوا. وفي خارج القاعة انطلقت في « العديد » من المدن « مسيرات عفويّة » كان مُعَدّا لها منذ شهور إن لم نقل كانت مبرمجة منذ سنوات، للتعبير عن الفرحة بـ »استجابة القائد » لـ »مواصلة المسيرة مع شعبه ». كما سارعت بعض الجهات بإصدار بيانات « الاستبشار » و »الارتياح » و »الابتهاج » وكانت أوّلها جمعيّة « بسمة » « الخيريّة » التي ترأسها ليلى بن علي أي زوجة الرئيس/المترشـّح، وكان من بينها المجلس الإسلامي الأعلى الذي لم يتخلـّف هذه المرّة عن التعبير عن بهجته. إنّ قمّة النفاق و »الترهدين » (بالعاميّة التونسيّة) تتمثل في تظاهر كلّ هؤلاء بأنهم كانوا يخشون أن « يرفض » « القائد » الاستجابة لـ »نداء الشعب » و »يخيّب الآمال »، وفي تظاهرهم أيضا بالشعور بـ »الراحة والاطمئنان » بعد أن « قبل » الترشح مرّة خامسة. فيا له من إخراج بائس لمهزلة غاية في الرّكاكة والابتذال!!! فمن في تونس، حتى البلهاء، لم يكن يدرك مسبّقا أنّ بن علي سيعلن « في آخر حلقة » عن « قبوله » الترشـّح؟! ومن في تونس لا يعرف أنّ بن علي هو كاتب « المسلسل » المملّ ومخرجه وبطله من بدايته إلى نهايته؟! لقد كان بورقيبة، وهو الدكتاتور الذي حكم تونس أكثر من ثلاثين سنة، أكثر وضوحا وصراحة على الأقلّ عندما قرّر سنة 1974 البقاء في الرئاسة مدى الحياة، قالها دون تردّد: « لماذا يبقى فرانكو (دكتاتور إسبانيا – من عندنا) وتيتو (دكتاتور يوغسلافيا) وغيرهما في الحكم مدى الحياة ولا أنا الذي حرّرتكم من الاستعمار وجعلت منكم أمّة؟! »، أمّا بن علي فقد اختار أسلوب الاحتيال: الرّئاسة مدى الحياة « دورة، دورة » بعد أن غيّر الدستور عام 2002 وألغى منه الفصل الذي يحدّد عدد الولايات رغم أنه هو الذي قال بلسانه عام 1987 أن « لا رئاسة مدى الحياة بعد اليوم » ورغم أنه هو الذي حوّر الدستور حينها كي لا يتجاوز ولايات الرئيس الثلاث (أي 15 سنة). يا لتونس المسكينة!!! يهزأ بن علي وطغمته من ذكاء شعبها ويمعنان في الاستبداد به وباسمه وبدعوى خدمة مصالحه! والحال أنّ الذي له مصلحة في بقاء بن علي في الحكم وبالتالي في الرئاسة مدى الحياة ليس هذا الشعب الذي يكتوي بناته وأبناؤه يوميّا بنار البطالة والتهميش وغلاء الأسعار وبسوط المرض وعصى القمع الذي يصعب أن توجد عائلة لم يطلها خلال العشرين سنة ونيّف من حكم بن علي، وإنّما هو حفنة العائلات من أقارب بن علي وأصهاره وأصدقائه الذين استولوا على خيرات البلاد وثرواتها وعرق شعبها والذين تمثل الديمقراطيّة تمثـّل الديمقراطيّة عدوّهم اللـّدود لما فيها من خطر على مصالحهم الأنانيّة. إنّ الاستبداد، وهذا ما ينبغي أن يفهمه الجميع، ليس نظاما سياسيا معزولا عن الواقع الاقتصادي والاجتماعي أي عن الطبقات الاجتماعيّة والصراع بينها، بل هو الأداة السياسيّة أو النظام السياسي الذي تحقق به تلك الفئة من مصاصي الدماء نهب البلاد واستغلال الشعب وتفقيره وتدمير مقدراته بالتعاون مع الشركات والدول الامبرياليّة الأجنبيّة. إنّ ما عاشه أهالي الحوض المنجمي خلال الأشهر الأخيرة يمثل خير شاهد على طبيعة الاستبداد وحقيقته، فرغم ما يوفـّره الفسفاط من أرباح خياليّة للدولة، دولة الكمبرادور واللصوص، فإنّ أهالي المنطقة لم يجنوا سوى مزيد البطالة والفقر والتهميش وتفاقم الأمراض الخطيرة الناجمة عن التلوّث الذي أصاب الهواء والتربة والماء. ولمّا خرجوا إلى الشارع للاحتجاج على وضعهم المتدهور باستمرار وللمطالبة بأدنى مقوّمات العيش الكريم بطريقة سلميّة، بعث إليهم بن علي بالآلاف من أعوان بوليسه لينكـّلوا بهم ويطلقوا عليهم الرصاص ويعتقلوا أبناءهم ويعذبوهم ويلقوا بهم في غياهب السجون وينهبوا، كجيش « الانكشاريّة »، ممتلكاتهم الخاصّة. وهكذا ظهر للأهالي مدى الارتباط بين الاستبداد والاستغلال، كما ظهر لهم أنّ الدولة ليست دولتهم بل دولة حفنة العائلات والشركات الأجنبيّة التي تنهب تونس. وبطبيعة الحال، لا يمكن لأيّ عاقل أن يتصوّر أنّ أهالي الحوض المنجمي من مصلحتهم بقاء بن علي في الحكم أو من مصلحتهم الحكم الفردي المطلق، بل لا يمكن لأيّ عاقل أن يتصوّر أن من مصلحة الشعب التونسي قاطبة أن يستمرّ بن علي في الرئاسة مدى الحياة، لأنّ ذلك يعني استمرار القمع السياسي والنهب والاستغلال والتبعيّة. واليوم، وبعد أن أعلن بن علي « قبول الترشح لولاية خامسة » وبعد أن مرّر يوم 24 جويلية الماضي القانون الدستوري الخاص بانتخابات 2009 الرئاسيّة والذي حدّد فيه مسبقا من سينافسه أي في الواقع من سيقوم بدور « التيّاس » لإضفاء شرعيّة زائفة على بقائه في الحكم، ماذا بقى على المعارضة الجادّة أن تفعله سوى أن توحّد صفوفها على أرضيّة دنيا وتتحمّل مسؤوليّتها من أجل إخراج تونس وشعبها من النفق المظلم. لقد سارت قوى المعارضة إلى حدّ الآن في مسارات مختلفة أدّت إلى شيء من التوتـّر داخل صفوفها. ولكن، ودون إلقاء المسؤوليّة على هذا الطرف أو ذاك، فإنّ الأمر اليوم أصبح واضحا. فنظام الحكم ممعن في نهجه الاستبدادي بل كلّ المؤشرات تدلّ على أنـّه متجه نحو تصعيده وليس في نيته تقديم أيّ تنازل لمعارضة مشتـّتة الصفوف. لذلك فإنّ من أوكد الواجبات تجميع الصفوف حول حدّ أدنى لا يختلف حوله الجميع وهو تعبئة الناس حول شروط الانتخابات الحرّة، حتـّى يدركوا حقوقهم ومدى دوس نظام الحكم لها ولمبدأ السيادة الشعبيّة. وعلى كلّ طرف أن يقرّر في نهاية المطاف ما إذا كان يريد المشاركة أو المقاطعة، ولكن المهمّ اليوم أن لا توفـّر المعارضة فرصة أخرى لنظام الحكم كي ينظـّم مهزلة جديدة دون أن يجد في وجهه معارضة قويّة. تونس في 5 أوت 2008 (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 16 أوت 2008)  


محمود عبّاس في عون بن علي…

 

كان من بين ضيوف مؤتمر الحزب « الحاكم » رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عبّاس (أبو مازن). وبالطبع فإنّ من حقـّه أن يحضر أيّ مؤتمر يريد، فهو حرّ في اختيار أصدقائه. و لكن ما ليس له فيه حقّ هو أن يصرّح أمام العموم أنّ الشعب الفلسطيني مع بن علي في ترشحه لولاية خامسة وكأنّ الشعب الفلسطيني نوّب محمود عبّاس ليقول أنه مع الاستبداد، مع الرئاسة مدى الحياة، مع القمع المسلـّط على الشعب التونسي. لا أحد بالطبع يمكنه أن يصدّق أنّ محمود عباس يتكلـّم باسم الشعب الفلسطيني بل هو يتكلـّم باسم مجموعة صغيرة من البيروقراطيّين الذين عجزوا عن توحيد شعبهم في مواجهة الاحتلال الصهيوني وغرقوا في الفساد وسهّلوا الطريق لبروز حركة « حماس » واستيلائها بدورها على قطاع غزة والاستبداد بسكانها وتعميق الفرقة في الصف الفلسطيني. لقد كان من الأولى بمحمود عباس أن يهتمّ بقضيّة شعبه وأن يبتعد عن التزلـّف الرخيص للطغاة العرب الذين لا مصلحة لهم في أن يروا الثورة الفلسطينيّة تتقدّم نحو الانتصار بل إنهم يتآمرون عليها ويتمنون وأدها لما تمثله من إلهام للشعوب العربيّة واسترضاءً لأسيادهم الامبرياليّين لكي يبقوهم في عروشهم الهشة. والقذافي أيضا… وبدوره، قدم القذافي إلى تونس بعيد مؤتمر الحزب الحاكم وعبّر عن « مساندة الشعب الليبي » لبن علي، والشيء من مأتاه لا يستغرب، فالعقيد يحكم ليبيا حسب أهوائه المتقلبة منذ سنة 1969 ودون أن تكون له أيّ وظيفة « رسميّة » في الدولة سوى كونه « قائد ثورة الفاتح »! ولا يبدو أنه ينوي التخلـّي عن الحكم، و بالتالي فمن مصلحته أن يحاط بحكام لا يتزحزحون عن كراسيهم. ولكن « العقيد » اعتاد أن يكون أكثر « ذكاءً »، فهو يصرّح دائما أنـّه « ليس حاكما » أو « رئيسا » لأنّ الشعب في ليبيا « يحكم نفسه بنفسه » و بالتالي لا حاجة له بانتخابات، فكيف يناقض نفسه ويصبح في تونس مع « الحاكم » و »الرئيس » ويساند « ترشح » بن علي للانتخابات؟! (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 16 أوت 2008)  


أحداث وتعليقات  
إعتصام من أجل إطلاق سراح معتقلي الحوض المنجمي دخل اليوم 50 نقابي ومناضل من المجتمع المدني في اعتصام بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة من أجل المطالبة بإطلاق سراح معتقلي الحوض المنجمي. توسّع الاعتقالات في الحوض المنجمي بعد الاستفراد البوليسي بالرديف وأم العرايس واعتقال العشرات من الشبان وإحالتهم على المحاكم، بدأت منذ أيام حملة مداهمات واعتقالات في صفوف أهالي المتلوي في أجواء ترهيبيّة وتنكيليّة، وقد أكدت بعض المصادر أن عدد الموقوفين تجاوز المائة ومن المنتظر أن يحال عدد هام منهم في قضايا تحقيقيّة، مع العلم أن المحالين لحدّ الآن على حاكم التحقيق بالمحكمة الابتدائيّة بقفصة من شبان المتلوي وأم العرايس تعلقت بهم اتهامات ترجع إلى بداية التحركات (وضع أشياء بالسكك الحديدية، تعطيل حرية المرور بالسبل العموميّة) التي وصفتها مصادر قريبة من السلطة حينذاك بالمدنيّة والسلميّة، وإذا بها تتحوّل إلى « إجراميّة » و »جنائيّة » بمجرّد تغيّر طريقة السلطة في التعامل مع احتجاجات الحوض المنجمي، بما يحيلنا ضمنا إلى الطابع الكيدي والتلفيقي للقضايا المرفوعة وإلى الطابع الانتقامي والتصفوي لسلوك السلطة تجاه أهالي الحوض المنجمي، فهل سيتغيّر تكتيك السلطة مرّة أخرى تجاه المنجميّين وتعلن معتمدياتهم « مدنا عدوّة » ويُستنجد بالطائرات والمدافع لدكها وسحقها خاصة بعد أن استنفذت كلّ الطرق الأخرى: قتل، حصار عسكري وبوليسي، مداهمات، اختطافات، تنكيل محاكمات، تعذيب… أم مازال في جراب نظام بن علي أساليب أخرى قبل الوصول إلى ذلك؟ لا تتعجلوا فكلّ شيء متاح في « بازار » 7 نوفمبر!! سرقات رغم أنف الجميع افتقدت عائلة المسؤول النقابي الطيب بن عثمان ليلة اعتقاله مبلغا ماليّا قدره 780 دينارا لتصل خسائر هذه العائلة منذ الغزو الأمني والعسكري للرديّف إلى حوالي 20 ألف دينار، الجزء الأكبر منها ثمن آلات لصنع الحلويات اتهمت القوات الأمنيّة بسرقتها في إطار حملات خلع المحلات التجاريّة ونهبها والتي تضرّر منها بالخصوص باعة السجائر الذين فاقت خسائرهم عشرات الملايين من المليمات والتي أصبحت بموجبها مئات العائلات على حافة الجوع والبؤس. وعوض أن تفتح السلطة تحقيقا في الأمر وتعوّض للضحايا نراها تتـّهم الحقوقيّين بتزييف الحقائق وتشويه صورة السلط الأمنيّة في تحدّ وقح للصور التي تناقلتها وسائل الإعلام والتي تجسّد عمليات خلع البوليس للمتاجر وسرقتها والتي أثارت تنديدا وشجبا واسعين. فهل أن قوانين البلاد قد نقحت سرّا، ووضعت عمليات النهب والسرقة تحت بند المسموح به الأمني لحماية « مصلحة الوطن العليا » في ظلّ أوضاع « التمرّد والعصيان »؟ اسألوا ما تبقى من دستور لعلّ أشلاءه تجيبكم!! الرديّف تؤجّل أفراحها الصيفيّة كان من المبرمج أن يحتفل عادل جيّار أحد قادة الحركة الاحتجاجيّة بالحوض المنجمي بحفل زفافه أيّام 5 و6 و7 و8 أوت الجاري، كما كان المهاجر الصغير بلخيري وأحد أشقاءه ينويان إحياء حفل زواجهما بضعة أيام بعد عودته إلى أرض الوطن. لكنّ مشيئة السلطة التي زجّت بعادل جيار والصغير بلخيري في السجن بتهم جنائيّة أبت إلاّ أن لتحجب الفرحة عنهما وعن عائلتيهما وأصدقائهما. وعموما تأجلت كلّ الاحتفالات المبرمجة هذا الصيف بالرديّف فحتى الناجحون في امتحانات الباكالوريا لم يسعدوا بارتقائهم. أوّل صيف منذ عقود لم تـُوَزّع مشروبات ومرطبات، ولم تلعلع زغاريد ولم تعل أغان ولم يرقص شباب، وفـُرض صمت طويل وحزن عميق، كيف لا وكلّ الأهالي مسّهم ولا يزال نوع من الانتهاكات والمدينة ما تزال تزح تحت حصار أمني مطبق ويمنع فيها التجمّع والالتقاء. لا تستغرب الأمر فتونس بلد الفرح الدائم!! مهاجرون من نوع خاص عرفت مدينة الرديّف كغيرها من مدن الحوض المنجمي بكبر جاليتها في الدول الأوروبيّة، وعندما يعودون إليها في عطلة الصيف يتبدّل وجه المدينة تماما ويضيفون إليها رونقا خاصا وأجواء احتفاليّة لم يعهدها أهاليها في سائر أيام السنة. لكن صيف 2008 كان مختلفا تماما إذ تحاشى العديد منهم العودة خاصة بعدما بلغهم خبر إقحام عدد منهم في قضايا شباب الحوض المنجمي وقادة الحركة الاحتجاجيّة بتهم تقديم المساعدة الماديّة والتضامن المعنوي خاصة وأن المئات منهم وبالخصوص في مدينة نانت الفرنسيّة قد نظموا مسيرات وتجمعات وإضرابات جوع دوريّة تضامنا مع أهاليهم وتنديدا بانتهاكات السلطة في حقهم، وهكذا تحرم المئات من العائلات المهاجرة من العودة إلى بلدانها بشكل طبيعي لمجرّد تنديدها بممارسات السلطة القمعيّة. يحدث هذا في الوقت الذي يطبّل فيه نظام الحكم في « الندوة السنويّة للتونسيّين بالخارج » لصواب سياساته تجاه المهاجرين ويعدّد شتى « التشجيعات » التي يغدقها عليهم: لعلـّه يقصد أولئك الذين يقبلون رشاويه ويتجسّسون على معارضيه ويصفقون لـ »نجاحاته » الانتخابيّة، أمّا غيرهم فغير مهاجرين، وغير تونسيّين… تحشيد قضائي في قفصة أكدت بعض المصادر أن جميع القضاة العاملين بجهة قفصة قد تمّ استدعاؤهم في الأيام الماضية إلى الاجتماع ليلا، وقد يأتي ذلك في إطار استنفار جهودهم استثنائيا للنظر في ملفات عشرات الموقوفين والمحالين قبل بداية الموسم الدراسي، وهكذا تريد السلطة أن تحسم ملف أبناء الحوض المنجمي أمنيّا وقضائيّا قبل أن ينقضي الصيف ولو كان ذلك على حساب عطل وراحة واستقلاليّة القضاة الذين يقع تحشيدهم مثلما هو حال أعوان البوليس في استهجان لهذا القطاع وتبخيس له. وتجد السلطة تواطؤا من عدد هامّ من هؤلاء القضاة الذين لا يأذنون بالفحص الطبي لضحايا التعذيب ولا يفتحون تحقيقا في اتهامات بتدليس محاضر بحث ويهرسلون المحامين أثناء مرافعاتهم ويبالغون في تضخيم الأحكام في علاقة باحتجاجات اجتماعية. لكن والسلطة تتعجل الحسم الأمني والقضائي قبل منتصف سبتمبر تنسى أن لأهالي المعتقلين ولحركة التضامن الوطنيّة والدوليّة وزن قد يقلب موازينها وحساباتها، واللي يحسب وحدو…!! من يتحدّى من؟ انعقد من 30 جويلية إلى 2 أوت 2008 المؤتمر الخامس للحزب الحاكم الدستوري الديمقراطي، وقد سمّي بمؤتمر « التحدّي ». ويرى فيه أصحاب الدار وخدمهم من مرتزقة أحزاب الديكور عنوان المرحلة القادمة بما تعنيه بالخصوص من مصاعب اقتصاديّة واجتماعيّة في حين قد ترى فيه المعرضة الديمقراطية مضاعفة لاحتكار القرار السياسي ومزيد تعميق الفوارق الاجتماعية والاستغلال الاقتصادي وتفعيل اتخاذ « التجمّع » كواجهة لسيطرة البوليس السياسي على جميع أوجه الحياة ببلادنا، في حين قد لا يرى فيه أهالي الحوض المنجمي سوى مزيد تحدّي فقرهم وبطالتهم ومزيد التشفي في معتقليهم ومحاكميهم… ولكن ماذا بعد التحدّي؟ هل هو السقوط المدوّي؟!! تحرّك بالمظيلـّة على إثر رواج خبر أنّ شركة الفسفاط بالمظيلة تنوي انتداب 24 سائقا، تجمع أمام مقرّ الشركة يوم الاثنين 11 أوت العشرات من المعطلين عن العمل. وبمرور الوقت ازداد عددهم، فما كان من البوليس إلا أن تدخل بوحشيّته المعتادة (ضرب، قنابل مسيلة للدموع…) واعتقل حوالي 30 مواطنا… تعميق الجهويّات والضغائن لاحظ أهالي الحوض المنجمي خلال الحملة القمعيّة التي يتعرّضون لها منذ شهر جوان الماضي بالخصوص أنّ معظم أعوان الأمن الذين استخدمهم نظام بن علي في هذه الحملة ينتمون إلى الجهات الشماليّة من البلاد (خصوصا الشمال الغربي والوسط الغربي) حتى لا يشعروا بأيّ حرج في قمع الناس، بل إنّ العديد منهم لمّا عاد إلى مركز عمله كان يقدّم الفظاعات التي ارتكبها على أنها « بطولات ». وما من شك في أنّ هذا الأسلوب من شأنه أن يغذي الكراهية ويعمق الضغائن بين الجهات. (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 16 أوت 2008)  


الرديف: مفاهيم ورموز…

 

ساهمت الحركة الاحتجاجية التي خاضها أهالي مدينة الرديف من أجل الحق في الشغل وفي نصيبهم من الثروة الوطنية، عفوا الهوية (الفسفاط)، في تطوير الوعي السياسي والإجتماعي. مما انعكس في حياتهم اليومية خاصة عبر استنباط قاموس لغوي ومفاهيم لها دلالات متماهية مع المرحلة. 1. « الحِلبة » هي حبوب صغيرة الحجم تنتمي لعائلة البقول، يقال أن لها منافع صحية خاصة لمعالجة إرتفاع درجة حرارة الجسم وتصفية الكلى. لكن هذا لا يخفي تسببها في إفرازات (العرق) ذات روائح كريهة. لكن « الحِلبة » في الرديف هي « كلمة السر » لتمييز الوافدين الجدد عن البوليس ذوي الروائح « النتنة »!! 2. « بَراد »، « مرَش »، « بوقراج » جميعها أدوات منزلية لسكب السوائل كالماء والشاي والقهوة وغيرها. ويقال سَكب الشيء بالمعنى المستعمل « صَب الشيء » ومنها  » صَبّ الصَبة » أي « وشى » بمعنى الوشاية. والإختلاف بين هذه المفاهيم يكمن في مدى خطورة الواشي ودرجة ارتباطه بالجهاز البوليسي. 3. « حب الملوك » يتحدث الجميع عن تلك العجوز التي لم يخنها كرم أبناء الجنوب لتقدم الشاي لمجموعة من البوليسية. لكن في مساء نفس اليوم نقل أغلبهم على جناح السرعة للمستشفى بسبب حالة من « جريان الجوف »، فتنبه المسعف إلى أن مرضاه قد تناولوا « حب الملوك » المسبب للإسهال!! 4. « الشماتــه » لازال إنتشار البوليس كثيفا في مدخل ووسط المدينة، إلاّ أنه لم يمنع الأهالي من إقامة أفراحهم التي شهدت تضامنا كبيرا من أبناء المهجر القادمين بكثافة غير مسبوقة وخاصة بسياراتهم الفخمة أثناء جولة العروسين في « الكورتاج »، شعارهم « إرفع رأسك إنها الرديف ». 5. « samedi soir » نظرا لإفتقار المدينة لأماكن ووسائل الترفيه، فإن الشباب يقضي ليلة السبت في الخمارة ويتممها بإشتباكات مع البوليس الذي لازال يحاصر مدينتهم، مما دفع المعتمد لتغيير موعد تسليم الجراية لعمال الحظائر والمنولات من السبت إلى الجمعة. وربّي يهدي !!! صامد (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 16 أوت 2008)


تونس تتصالح مع قطر وسويسرا

 

تونس – الحياة طوت تونس في خطوتين متزامنتين خلافاتها مع كل من قطر وسويسرا، بعدما سمى الرئيس زين العابدين بن علي سفيرين إلى كل من الدوحة وبيرن، في أعقاب قطيعة ديبلوماسية استمرت نحو ثلاث سنوات. وكانت تونس دعت سفيرها السابق لدى سويسرا عفيف هنداوي للتشاور، إثر خلاف حاد مع سويسرا بعدما ألقى رئيسها السابق خطاباً افتتاحياً في القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي استضافت تونس مرحلتها الثانية في تشرين الأول (أكتوبر) 2005، اعتُبر «انتقاداً لمناخ الحريات في البلد»، ما حمل التلفزيون التونسي على قطع بثه المباشر، لكنه حظي بصدى واسع في وسائل الإعلام السويسرية. ولم تُعين تونس سفيرا جديدا لدى بيرن بعد تسمية هنداوي مديرا للمدرسة الوطنية للإدارة، إلى أن سلم الرئيس بن علي أول من أمس السفيرة الجديدة رفيعة الباوندي أوراق اعتمادها في منصبها الجديد. وفي موازاة ذلك، سلم بن علي النائب محمود القروي أوراق اعتماده سفيراً لدى قطر بعدما كانت تونس أقفلت سفارتها في الدوحة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2006 واستدعت السفير محمد سعد، بسبب ما اعتبرته السلطات التونسية إساءة من قناة «الجزيرة» إلى رموز الدولة، على خلفية استضافة القناة معارضين بارزين يقيمون في الخارج. ولوحظ أن قطر وسويسرا حافظتا على مستوى تمثيلهما الديبلوماسي مع تونس على رغم الخلافات، كما لم ينقطع تبادل الرسائل الخطية، خصوصاً مع الدوحة، إذ أوفد بن علي رسُلاً عدة إلى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أفيد أنها تتصل بتكثيف التعاون الثنائي. لكن يُعتقد أن قلة خبرة السفير القروي بشؤون الإعلام، وهو الذي لم يشغل مناصب ديبلوماسية قبل منصبه الحالي، قد تعطل مهمته مع بلد يطغى ملف الإعلام على علاقاته مع تونس. (المصدر: صحيفة ‘الحياة’ (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 أوت 2008)  


مؤتمر للجغرافيين في تونس يحذر من عواقب التغيرات المناخية

   

تونس (ا ف ب) – ركز المشاركون في مؤتمر الاتحاد الجغرافي الدولي في ختام اعماله السبت في تونس بحضور خبراء اسرائيليين على دور الجغرافيا كاداة لتقريب الشعوب وحذروا من عواقب التغيرات المناخية على الحياة البشرية.   وافتتح المؤتمر الحادي والثلاثين للاتحاد الجغرافي الدولي الثلاثاء في قصر المعارض بالكرم في الضاحية الشمالية للعاصمة تحت شعار « لنبني معا مجالاتنا الترابية » بمشاركة نحو الف جغرافي من بينهم اسرائيليون وانهى اعماله السبت.   ودق المشاركون في اعقاب المؤتمر « ناقوس الخطر فيما يتعلق بالاخطار المحدقة بالبيئة » وشددوا على ان « الاضواء الحمراء قد اشتعلت بالتاثيرات السلبية للتغيرات المناخية ولم يعد هنالك مجال للانتظار ».   ودعوا الى « ضرورة تضافر الجهود على مستوى المنظمات والدول للحد من الانحباس الحراري ومقاومة الظواهر السلبية في العالم لا سيما الانجراف والتصحر والتلوث البيئي ».   وقال فاندارباخ جاف خبير الجيومورفولوجيا في جامعة امستردام « ان الانسان بدأ يدفع ثمن عدم محافظته عى كوكبه واصبح المحيط الطبيعي يؤثر في الانسان ويتحكم في طريقة ونسق عيشه بعدما كان العكس هو السائد ».   ولخص الخبير السويسري وولتر لايمكريبار الحلول الممكنة لتفادي انعكاسات التغيرات المناخية على الكرة الارضية « في ضرورة تغيير العقليات والتصرفات في مجال البيئة » ودعا الى « ضرورة اقامة حزام اخضر على الكرة الارضية ».   واجمع المشاركون في اختتام المؤتمر « على اهمية دور الجغرافيا كعلم في المساهمة في حوار الحضارات وفي ارساء السلام في انحاء المعمورة ».   وشددوا على ان الجغرافيا « التي شكلت في الماضي ولا تزال وسيلة للحروب يمكن ان تصبح وسيلة سلم وتضامن تسهل وتشجع التواصل مع الاخر والتعرف على مجاله وبالتالي ارساء منظومة تضامنية معه ».   ودعا المشاركون في اعقاب اربعة ايام من الاجتماعات في تونس الى « ضرورة تفعيل دور الجغرافيا في اخذ القرار في التنمية الاقتصادية وفي التهيئة والتخطيط المجالي » وشددوا على « اهمية التفتح الجغرافي على العلوم المجاورة لا سيما علم الاجتماع ».   واكدوا على « ضرورة تكثيف استعمال التقنيات الحديثة في الجغرافيا على غرار نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد ورسم الخرائط ونظام التموقع الشامل ».   وشارك في المؤتمر خبراء من 70 بلدا عربيا واجنبيا والدول العربية المشاركية هي سوريا ولبنان والمغرب والجزائر وليبيا ومصر والامارات العربية والمتحدة والسعودية والكويت والاردن وعمان واليمن.   وشمل البرنامج ندوات حول « مفهوم المجال الترابي » و »المقاربات المعتمدة في مجالي التطبيق والتهيئة » و »المقاربات التشاركية » و »الثقافات والحضارات من اجل التنمية الانسانية » و »نهضة المتوسط » و »التغيرات المناخية في افريقيا ».   كما ناقش المشاركون « توحيد الاسماء الجغرافية في افريقيا » و »السنة الدولية للامم المتحدة: كوكب الارض » و « تطور المفهوم الجغرافي ».   وتم في ختام المؤتمر انتخاب الاميركي رون ابلار رئيسا جديدا للاتحاد خلفا للايطالي ايدلبارتو فاليغا.   وهي المرة الثانية التي يعقد فيها مؤتمر الاتحاد الجغرافي الدولي في بلد عربي وافريقي منذ تأسيسه في 1922.   ومن المقرر أن تعقد الدورة الثانية والثلاثين لمؤتمر الاتحاد الجغرافي الدولي في المانيا عام 2012.   (المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية ( أ ف ب ) بتاريخ 17 أوت 2008 )

الاتحاد الدولي للجغرافيين يُنهي مؤتمراً مثيراً للجدل في تونس

 

  أنهى «الاتحاد الجغرافي الدولي» أعمال مؤتمره الحادي والثلاثين في الضاحية الشمالية للعاصمة تونس أمس وسط جدل وانقسامات بين علماء الجغرافيا العرب في شأن مشاركة وفد إسرائيلي في فعاليات المؤتمر.   وهذا ثاني مؤتمر يعقده الاتحاد في بلد عربي بمشاركة إسرائيليين بعد مؤتمر استضافته مصر. وحضر المؤتمر نحو ألف جغرافي من سبعين بلداً، بينهم الوفد الإسرائيلي المؤلف من 12 باحثاً. لكن الجمعية الجغرافية الفلسطينية التي دعت إلى مقاطعة المؤتمر أكدت أنهم من ضباط الاحتياط أو المتقاعدين من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.   وأفيد أن الوفد الإسرائيلي أقام جناحاً على هامش المؤتمر باسم «اللجنة الوطنية الجغرافية الإسرائيلية». ولوحظ أن قصر المعارض في ضاحية الكرم الذي استضاف أعمال المؤتمر أحيط بإجراءات أمنية مشددة.   وفي حين ركزت وسائل الإعلام الرسمية التونسية على «نجاح» المؤتمر الذي افتتح أعماله وزير التعليم العالي الأزهر بوعوني، انتقدت جمعيات أهلية وأكاديميون مشاركة الوفد الإسرائيلي، وربطوها بمشاركة وفد إسرائيلي بقيادة وزير الخارجية السابق سلفان شالوم في القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي استضافت تونس مرحلتها الثانية في تشرين الأول (أكتوبر) 2005.   وربطت تونس علاقات ديبلوماسية مع الدولة العبرية في أعقاب اتفاق وقعه وزير خارجيتها الأسبق الحبيب بن يحيى ونظيره الإسرائيلي إيهود باراك في برشلونة في العام 1995، إلا أنها أعلنت تجميد عمل مكتبها في تل أبيب في العام 2000 في أعقاب اندلاع الانتفاضة الثانية.    (المصدر: صحيفة ‘الحياة’ (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 أوت 2008)

الأستاذ الدكتور محمود الذوادي: في سوسيولوجيا ثقافة موارد الظل في المجتمع

   

بقلم: الأستاذ الدكتور محمود الذوادي / عالم الاجتماع   الموارد الطبيعية للتبريد والتسخين يقترب فصل الصيف من نهايته ولا نكاد نتحدث فيه على المستويين الشعبي والرسمي على ما أود تسميته هنا الموارد الظلية. وسعيا مني كالعادة لتقريب رؤية علم الإجتماع من المواطن العادي رأيت من الممكن طرح ظاهرة الظل بمنظورسوسيولوجي لبيان مثلا كيف يستعملها أولايستعملها ويستغلها أولايستغلها أفراد المجتمع التونسي ونظراؤهم في المجتمعات الأخرى . ولربما يكتشف القارئ لأول مرة العديد من المعالم والسلوكات المرتبطة بالظل التي لايكاد يتفطن لها كما تهتدي إليها وترصدها عيون الباحث الإجتماعي. مما لاشك فيه أن الشمس تعتبر المصدرالرئيسي لبث الدفء والحرارة في عالم الأرض. وتختلف درجة الدفء والحرارة الشمسيين من قارة إلى أخرى، من ناحية، ومن فصل إلى آخر، من ناحية ثانية. وفي زمن عولمة الإستهلاك المتزايد للطاقة والخوف من نفاد مصادر الطاقة التقليدية كالبترول، فإ ن تشجيع اللجوء إلى استعمال الطاقة الشمسية يلقى الكثيرمن الإهتمام عالميا. وفي المقابل، فإن حضورالشمس القوي في فصل الصيف الحار يقترن بالبحث عن الظل كمورد طبيعي لتبريد حال الكائنات الحية والعناصرالجامدة على وجه الأرض على حد سواء. ومن ثم، فهناك مشروعية كبيرة لتحليل الموارد الظلية في مجا بهة شهور الصيف الحارة في العديد من البلدان وفي أكثرمن قارة (ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولوشاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا: الفرقان 18).   ثقافة الظل بالمجتمع التونسي نظرا لأن فصل الصيف يتصف بالحرارة نتيجة للموقع الجغرافي للبلاد التونسية على الكرة الأرضية، فإ ن سكانها يجدون أنفسهم مضطرين للتأ قلم مع مناخها الحارفي فصل الصيف.ومن ثم يحتاجون إلى إنشاء ثقافة الظل في هذا الفصل.أي تبني نمط حياة يستغل موارد الظل لتحاشي أو لتخفيف شدة حرارة الشمس ومضارها في النهار. لكن ثقافة الظل بالمجتمع التونسي تشكومن قصوركبيركما سوف تتجلى معا لمه في بقية سطور هذا المقال.     ولتحليل موضوع المقال يمكن القول بأن استغلال الموارد الظلية من طرف التونسيين والتونسييات يختلف عندهم بين حالة السكون وحالة الحركة. وعلى سبيل المثال، فالوقوف والجلوس من طرف الناس في مكان ما يمثلان حالة السكون، من جهة، والمشي والركض يمثلان أنشطة تتصف بالحركة والتنقل. ففي حالة السكون يجد الناس أنفسهم مضطرين للبحث عن الظلال للجلوس أوالوقوف في رحابها.فجلوس الرجال أثناء النهار في المقاهي أو أمام أوخلف منازلهم ودكاكينهم الوافرة الظلال والإحتماء بالمظلات الشمسية على الشواطئ هي أمثلة حية على أن الحرارة الشديدة والشمس الساطعة تجبران الجمهور على استغلال الموارد الظلية للتخفيف من حرارة الشمس ومساوئها. وبعبارة أخرى، فالرغبة في الجلوس قي الصيف في مكان ظليل تمليها شد ة الحرارة الصادرة عن أشعة الشمس الساخنة في فصل الصيف. إن موارد الظل موجود ة بكمية كبيرة وطويلة المدى قبل منتصف النهار وبعد الظهر في الشوارع والأنهج وأمام وخلف المنازل والعمارات والدكاكين… والأشجار والنباتات وغيرها. إنها موارد متجددة كل يوم لاتعرف النضوب مادامت الشمس محافظة على شروقها وغروبها صباحا ومساء. ومن ثم نرى أن الإستعمال الصالح لموارد الظلال ينبغي أن يصبح في المجتمع جزء من منظومة أخلاقيات المحافظة على البيئة والتوعية با ستثمار مواردها بما فيها الظلال للصالح العام. ويتحقق ذلك بالنسبة لموارد الظل عند ما تصبح هذه الأخيرة في حالتي السكون والحركة خير رفيق للأنام/ للناس في حلهم وترحالهم في أشهرالصيف الحارة.   قصور ثقافة الموارد الظلية بالمجتمع التونسي      إن تحليل تعامل التونسيين مع موارد الظل الضخمة في المدن الكبيرة والمتوسطة وفي القرى وفي الأرياف التونسية يشيرإلى المعالم التالية: 1- لايغطي أغلبية التونسيين والتونسيات رؤوسهم أثناء شهورفصل الصيف من أجل تحاشي أشعة الشمس. 2- تغطي أقلية متزايدة من الكهول والشباب التونسيين رؤوسها بقبعا ت غربية وليس بالمظلات التونسية الأصيلة.3- تغطي أقلية أصغرمن السابقة من الكهول والشباب التونسيين رؤوسها بالمظلات التونسية التقليدية. إنها عموما أقلية متقد مة في السن وريفية الإقامة أو الأصول. تؤكد هذه المؤشرات الإحصائية الثلاثة إلى أن الأغلبية الساحقة من التونسيين والتونسيات لاتغطي رؤوسها بأي شيء في النهار كا مل فصل الصيف الطويل الذي تكون فيه أشعة الشمس حارقة وهم بذلك يحرمون أنفسهم من حما ية الظلا ل منها. يرى عالم الإجتماع دلالات نفسية واجتماعية في تلك السلوكات الجما عية الثلاثة.ينظرمعظم التونسيين والتونسيات إلى عدم تغطية الرأس على أنه سلوك حضاري يجعل من صاحبه إنسا نا عصريا يتصف بالحداثة. وهذا ما اقترن به في القرن الماضي التخلي الجماعي للتونسيين والتونسيات عن تغطية الرأس بالشا شية ولباس السفساري. فالحد اثة تعني هنا تبني النمط الفرنسي/الغربي المتمثل في عد م تغطية الرأس وارتداء اللباس الغربي من طرف النساء والرجال على حد سواء. وبعبارة أخرى، فا لحد اثة = التغريب. لكن عند فحص ظاهرة تغطية الرأس أو عد مها نجد أن لاعلاقة لهما بالحد اثة الحقيقية. بل هي نتيجة منطقية وعملية للظروف المناخية.فالمناطق المشمسة والحارة تتطلب من الناس تغطية رؤوسهم للحماية من أشعة الشمس الحارقة. ألا يساعد ذلك مثلا على فهم وتفسير أسباب ظاهرة تغطية الرؤوس الجماعية في بلدان الخليج العربي لدى الرجا ل والنساء على حد سواء؟ وفي المقابل ألا يفسرذلك أيضا انعدام سلوك تغطية الرؤوس جماعيا في الصيف لدى سكان القارة هم لدى سكان القارة الأوروبية بسب فقدان أ شعة الشمس الحارقة وبالتالي حرارتها في الصيف هناك؟ ومن ثم، يتضح اختلاط الأمرعند نا: تعتقد الأغلبية التونسية أن تعرية الرأس هي مؤشرعلى الحداثة والتقدم بينما الأمر في الواقع ليس كذلك. وهي ظاهرة تشبه كثيرا الإعتقاد الباطل عند التونسيا ت والتونسيين بأ ن استعمال اللغة الفرنسية بدل العربية في الكتابة والحديث يجعلهم تلقائيا من أهل الحد اثة .وهذا الإعتقاد السخيف لم تتبناه بالطبع اليا با ن وكوريا الجنوبية في كسب رهان التحديث بتفوق وتميز. إذ لايا تي التحديث من مجرد استعمال لغة الآخر.بل أثبت نجاح مسيرة تجربة التحد يث في مجتمعات مختلفة ضعف العلاقة أو غيابها التام بين استعمال اللغات الغربية وإنجاز مشروع الحداثة. تساعد هذه القراءة السوسيولجية لتغيير السلوك اللباسي في المجتمع التونسي على فهم وتفسيرالدلالات النفسية والإجتماعية لما ورد في الملاحظات الميدانية الثلاثة أعلا ه.فإ لغاء تغطية الرؤوس تماما ووضع قبعات غربية عليها كما هو الأمرفي 1و2 تمثلان حداثة في المظهروليس في المضمون الحقيقي للحداثة.ومن هنا تأ تي، من جهة، سهولة تقليد الغرب/ الغا لب في المعالم الشكلية لمنظومة حداثته وصعوبة كسب رهان صلب الحداثة الغربية الحقة من طرف التونسيين والتونسيات، من جهة أخرى. وليس من الصعب في هذ ا المضمارأن تحافظ الشعوب على أصالتها في اللباس وأن تكون ناجحة في مسيرة التحديث أكثر ممن يقلد الآخر /الغرب في المظهرالخارجي/الشكلي فقط.   يوم المظلة التونسية ومن ثم، يمكن للمرء أن يحاجج لصا لح تغطية رؤوس التونسيين والتونسيات في الصيف بالمظلا ت التونسية التقليدية الأصيلة لأنها أفضل بكثيرمن القبعا ت الغربية بالنسبة لحماية الرؤوس من أشعة الشمس الأمرالذي يتطلب حملات وطنية لصالح المظلة التونسية ولما لا الإحتفال بيوم المظلة التونسية كجزء من الإحتفال الوطني السنوي بتراث اللباس التونسي الأصيل.ومما لاشك فيه أن الرفع من قيمة المظلة التونسية في كا مل جها ت الوطن سوف يكون له مردود إيجابي على مستويين: أ- اقتصادي في قطاع صناعة المظلة التونسية و ب- حضاري/ حداثي يتمثل في تغييرتغطية الرأس بالمظلة من تراث تقليدي قديم بال إ لى سلوك اجتماعي واسع يؤصل عملية الحد اثة با عتبا رأ ن تغطية الرأس بالمظلة التونسية هي استجابة طبيعية لظروف بلادنا المناخية وهي أنفع لصحة المواطن وللاقتصاد الوطني. أليست تلك هي الحد اثة الحقيقية في المضمون والتطبيق؟ ومما يزيد الطين بلة في قصورالتونسيين والتونسيات في استثمار الموارد الظلية بسبب ما جاء في الملاحظا ت الثلاثة السالفة الذكر، فإن المرء يلاحظ أن الكثيرمنهم يمشون مثلا في الأماكن المشمسة من الشوارع والأنهج رغم توفرالموارد الظلية فيها قبل منتصف النهاروبعده(أنظرمثلا أفواج التونسيين والتونسيات الذين يمشون على الأقدام يوميا في الشمس في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة بينما توجد الظلال قريبة منهم في نفس الشارع : في وسطه وفي الجانب الآخرمنه). يشيرهذا السلوك إلى ضعف انتشار ثقافة استغلا ل الموارد الظلية بوعي وحزم كاملين. ويمكن تفسيرمثل ذلك السلوك إلى ضعف الوعي الصحي بمنافع الموارد الظلية (خيررفيق) وبمضارتعرض الرؤوس والأجسام لأشعة الشمس الحارة. كما يعود ذلك السلوك إلى ضعف عقلية التنظيم وكثرة الميل إلى الإهمال في التصرفات اليومية للتونسيين والتونسيات. يتجلى من المعطيات السابقة أن هناك حا جة ماسة لشن حملات وطنية في فصل الصيف تنشرالوعي بين المواطنين بالمنافع الكثيرة التي يجنيها التونسيون والتونسيات من الإستغلال الكامل والمتواصل لموارد الظل أثناء شهورالصيف الحارة. مما لا شك فيه أن الحملات الوطنية الجدية عبروسائل إعلام وتوعية متعددة سوف تساعد على بث فكرة ثقافة الموارد الظلية كأ فضل رفيق عزيز يحتاج إليه سكان القطر التونسي في الحل والترحال في فصل الصيف، نظرا لوفرة الموارد الظلية فيه، من ناحية، وحضوراشعة الشمس الحارقة كا مل فصل الصيف، من نا حية أخرى.فبتبني فكرة الموارد الظلية كخيررفيق كقيمة ثقا فية اجتما عية جديدة للمجتمع التونسي الحديث تقل الحاجة الضرورية لاستعمال المكيفات المستهلكة للطاقة والمضرة بصحة المواطنين. فالاحتماء بالظلال الوارفة أثناء النهارفي الحل والترحال والتمتع بالنسيم البحري العليل بعد الظهروفي المساء يمثلان أضخم وأنبل وأعزمكيف عملاق تهبه طبيعة جغرافية القطرالتونسي لسكانه في حوض البحر الأبيض المتوسط.   www.romuz.com m.thawad@yahoo.ca   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 17 أوت 2008)

دفاعا عن هويتنا التونسية
بقلم: د. رضوان عبيد   بِداية، أريد أن أعبّر عن إعجابي بجريدة الصباح التي تُعتبر منبرا ممتازا لطرح القضايا الفكرية الراهنة والتي تُوَفر فُرصة المشاركة وإبداء الرّأي بكل حرّية و ديمقراطية لكل من يستأنس في نفسه القدرة على الكتابة. وفي هذا السياق اخترت أربعة مقالات نُشِرت على أعمدة هذه الجريدة بُغية التّعليق عليها إثراء للحوار. وتتناول هذه المقالات مسألتيْ الهُوية التُّونِسية واللُّغة العربية. أمّا عناوينها فهي كالتّالي: 1- التعليم الفرنسي والنخبة في تونس 1881-1987 تحديث أم تعقيد؟(1)  2- المناداة بهوية تونس القرطاجنّية الفينيقية في الميزان (2) 3- حوار: عالم الاجتماع التونسي الدكتور محمود الذوادي حول مفهوم  «التخلّف الآخر«(7) 4- دور الأمير والمثقف في استمرار الاستعمار اللغوي والثقـافي. (8) المقال الأول هو للأستاذ عميرة علية الصغيّر وبقيّة المقالات هي للأستاذ محمود الذّوادي وكلاهما مختصّ في علم الإجتماع. وقد لخّصتُ مُلاحظاتي في خمس نقاط:   1 – التشكيك في مدى عُمق تاريخ بلادنا: إبرازا للجانب العربي من هويتنا يعمدُ د.الصغيّر إلى إستنكار الحديث عن أية حقبة أخرى من تاريخنا فيقول متحدّثا عن النّخبة التونسية العصرية: « وطفق مثقفو النّظام يبحثون عن هويّة جديدة للبلاد يُحاولون وجودها في آثار كركوان وقرطاج وفي البحر الأبيض المتوسّط ويصنعون « أمّة تونسيّة » حسب الطلب».(1) ويذهب د.ذوادي في نفس الإتّجاه حيث يُلقي باللائمة على: «بعض النُّخب الفكرية التونسية التي تدعو إلى مشروعية العمل على إبراز الجوانب الفينيقية والقرطاجنية في الانتماء الهوياتي للشعب التونسي»(2). في الحقيقة إنّ تاريخ تونس لا يقتصر على الفترة العربية الإسلامية بل تمتدُّ جذورُه إلى أكثر من ثلاثين قرنا من الزمان تعاقبت خلالهاعدّةُ حضارات وآثارها لا زالت بارزة للعيان على طول البلاد وعرضها وليست في حاجة « لِمحاولة » التنقيب عنها أو إستنباطها. وعلى مرّ القُرون إستطاع سُكّان البلاد هضم ثقافة الغُزاة وجعلها جزءا من بِنائهم الحضاري. وأعتقد أنّنا نظلم أنفسنا ونظلم أجيالنا القادمة عندما نُحاول تناسي فترات من تاريخنا وتغييبها وإبراز فترات أخرى وجعلِها تطغى على مُجمل هذا التّاريخ. نعلم جيّدا أنّ الحضورَ العربي في بلادنا لم يبدأ إلاّ في القرن السّابع للميلاد وأنّ العرب دخلوا إفريقية على مراحل عبر غزوات إمتدّت من سنة 642م إلى سنة 705م تمّت خلالها أسلمة جزء كبير من سكان البلاد ولكن التّعريب التّام والنّهائي لم يتمّ إلاّ على أيدي قبائل بني هلال وبني سليم في القرن الحادي عشر أي منذ أقلّ من ألف عام. وقد دفع سكان البلاد ثمن هذا التعريب غاليا إذ يُحدّثنا حسن حُسني عبد الوهاب عن هذا الزّحف قائلا: «…فانتشروا إلى برقة كالجراد جُندا همجيا لا يخافُ الخالقَ ولا يحترم المخلوق. ولمّا إنتهت جُموعهم إلى إفريقية سنة 1048م تحَقّق المُعزّ الخطر..» ثمّ يُضيف: «إنطلقتْ أيْدي الهلاليين ومن إنضمّ إليهم من بِِطانة السوء في أرجاء إفريقية فعاثوا فيها فسادا وتخريبا ونهبا واستباحوا القيروان حتّى أصبحت أثرا بعد عين».(3) (وكان ذلك في شهر رمضان 499هـ نوفمبر1057م) وقد ساوى هشام جعيط هذا الزحف بالهجمة المغولية على بغداد في العصر الوسيط إذ أنّه أدّى إلى «إنفصام التّوازن الإقتصادي الإجتماعي في تونس فعمّت الحياة البدوية كامل البلاد. وباستثناء بعض المواقع فإنّ دنيا الرّيف ستعيش حتّى فترة الإستعمار(أي لمدّة ثمانية قرون) تفوّقا ملحوظا لعنصر البداوة ولنمط الحياة البدوية»(4). وككلّ مرّة يندمج الأجنبي ويَتَتَوْنَسُ وتهدأ همجيّته بعد إقامته على هذه الأرض ذات المناخ المعتدل ويُصبح مع مرّ القرون تونسيا خالصا مُنصهرا ومُتصاهرا مع السكان الأصليين. أعتقد أنّ كلّ حقبة من تاريخنا العريق مهما كانت قساوتها ومهما كانت ضاربة في القِدَم لابدّ وأنّها تركت بصماتِها وساهمت في بناء هُويتنا وخُصوصيتنا التونسية. فهُويتنا هي حصيلة ترسّبات وتراكمات مُتتالية عبر القرون والأحقاب والأجيال. وهي أيضا هوية مُنفتحة على الغرب وعلى البحر الأبيض المتوسّط وعلى الإنسانية جمعاء. وهذا التّنصيص على عُمق تاريخنا وعلى الإنفتاح على الغرب وعلى الإنسانية لا يعني مُطلقا أيّ استنقاص من أهمّية انتساب هذه الأمّة التونسية إلى الأمّة العربية الإسلامية.   2-باسم الهوية يُشكّك بعضُهم في النهج الحداثي الذي اختارته تونس: كتب د. صغيّر مُقيّما حصيلة التّحديث في تونس أثناء الفترة البورقيبية: «نرى خطورة الإنبتات عن الجذور والمسلك الذي وُضعت فيه هوية البلاد في تلك الفترة»(1). أمّا د.ذوادي فكان أكثر وُضوحا في تشكيكه في الإختيارات الكبرى لبلادنا، إذ كتب تحت عنوان: كيف استهدف العهد البورقيبي الهوية الاسلامية في تونس؟- مُشكّكا في شرعية مجلّة الأحوال الشخصية-: «…إن تقييما اكثر موضوعية لهذا القانون يحتاج إلي معرفة ما ترمز اليه القيادة السياسية من القيام بذلك. فالتشريع الجديد يُشير بالبنان إلى انجذاب القيادة البورقيبية إلى روح القوانين الغربية من ناحية وعدم مُصالحتها على الاقل مع روح الفقه الإسلامي التقليدي غير الاجتهادي، من ناحية أخرى» ثمّ يُضيف في نفس المقال مُعلّقا على قانون تعدّد الزّوجات: «ومن ثم فاصدار قانون منع تعدد الزوجات لا ينبغي ان يُفهم على ان تحرير المرأة التونسية هو الهدف الاول والاخير منه. بل يجوز الافتراض بان القصد الرمزي لهذا التشريع يتجاوز ذلك فيُمكن النظر إلي هذا التشريع على انه يُمثل مُحاولة تقريب تشريعات المجتمع التونسي من تشريعات المجتمعات الغربية من جهة وإبعادها قدر المستطاع عبر الرموز التشريعية عن الانتماء الإسلامي من جهة ثانية»(5). إنّ هذا النوع من الخطاب يُحاول -باسم الهوية العربية الإسلامية- أن يختبئ وراء نقد سياسة دولة الإستقلال ليُشكك في الخطوات التي حققتها تونس على درب الحداثة. إنّ مجلّة الأحوال الشّخصية تُمثل عنصرا من عناصر هويتنا ولا يُمكن التشكيك فيها مهما كانت الذرائع.   3 – الرموز الثقافية محددة للهوية: يُحاول د.ذوادي أن يُفهمنا أنّ رموزنا الثقافية هي عربية صرفة وأنّ كل ما عداها قد إمّحى من شخصيتنا الأساسية منذ قرون إذ يقول: « يتجلى من التحليل الموضوعي لمسألة الهوية أن ما نُسميه الرّموز الثقافية مثل اللغة والدين والفكر والأساطير..هي الأكثر حسما في تحديد هويات الأفراد والجماعات والشعوب…وقد اندثرت منظومة الرموز الثقافية القرطاجنية والفينيقية وعوّضتها بطريقة شبه كاملة منظومة الرموز الثقافية العربية الإسلامية منذ قرون عديدة بحيث أصبحت الشخصية القاعدية التونسية مُنصهرة تماما في بوتقة الرموز الثقافية العربية الإسلامية».(2)إنّ هذا الكلام غير دقيق وخال من أيّ منهجية علمية. فإذ ينفي الكاتبُ دور الفينيقيين والقرطاجنيين في المشاركة في رموزنا الثقافية فإنّه ينسى أويتناسى دور الأمازيغ السكان الأصليين للبلاد ودورالرومان و الأتراك والأسبان والفرنسيين ليصل إلى خلاصة غير علمية تقضي بالإنصهار التام في بوتقة الرموز الثقافية العربية الإسلامية. أوّل هذه الرّموز هي اللغة وسأفرد لها فقرة خاصّة. أمّا في ما يخصّ الدين الإسلامي فإنّه تأثّر لا محالة بالسكان الأصليين وبكلّ الحقبات التي تلت قدومه إلى تونس. فقد تَتَوْنَس الإسلام في بلادنا واصطبغ بمناخنا المعتدل وببيئتنا. فالإسلام التونسي إسلام متسامح ومعتدل ولا يُمكن أن نُقارنه بالإسلام الآسيوي مثلا كالباكستاني أو السّعودي أو الإيراني. وأورد هنا خبرا بالغ الدلالة قَرأتُه منذ أسابيع ومُفاده أنّ زُهاء 300 شخص أجنبي أعلنوا إسلامهم سنة 2007 بيْن يَديْ مُفتي الجمهورية التونسية، لقد إختار هؤلاء الأجانب تونس ولم يختاروا أيّ بلد إسلامي آخر، وذلك لبداهة قيم التسامح والإعتدال والإنفتاح في إسلامنا فصار يستهوي الأجانب وقابلا « للتصدير ».   4 – اللغة والهوية: في الحقيقة، إنّ اللّهجة التّونسيّة-لُغتنا المحكية-هي الّتي تُمثل العنصر الأساسي لهويّتنا وهي الّتي-كما قال هشام جعيط- «تلعبُ دورا رئيسا في شعُورنا بالإنتماء لمجموعة وكيان وشعب وأمّة هي الأمّة التونسية. يتّصل التونسي داخل قطره مباشرة وفي أدنى الفروق بمواطنيه، وفي الخارج وسط نشاز العامّيات العربية الأخرى يتعرّف على أبناء وطنه عبر نبرة أصواتهم وطريقة لفظهم وتنغيمهم، وفي التّلونات الطفيفة الطارئة على عباراتهم الجاهزة ونُكهة عُدّتهم من الأمثال».(6) وإذا ماعرضنا هذه اللهجة على غربال الألسُنية وجدنا أنّها من أصول مختلفة فنجد إلى الجانب العربي الأكبر منها، كلمات من أصل أمازيغي أو تُركي أو أسباني أو فرنسي أو من بلدان أخرى من حوض البحر الأبيض المتوسّط أوحتّى أبعد من ذلك. فلغتنا المحكية هي المرآة الحقيقية لتاريخنا وبالتّالي لهويتنا. ومنذ الإحتلال الفرنسي غزت لهجتنا عديدُ الكلمات الفرنسية وهناك من التونسيين من يتعمّد المبالغة في إستعمال الفرنسية ليبدوَ من الطبقة « المثقّفة ». ونُلاحظ اليوم أكثر من أي وقت مضى الهوّة الفاصلة بين اللّسان المكتوب واللغة المحكيّة. وفي هذا الصّدد يعبّر د. عميرة عن إستيائه من هذا الوضع أي إستعمال التونسيين « للغة هجينة هي خليط من الفرنسية والعامّية التونسية ومستهجنات « الكليبات »التلفزية حتّى أنّ هناك من يتنبّأ لو إستمرّ الأمرُ على حاله لأصبح التّونسيّون يتكلّمون بعد جيليْن قادميْن لغة شبيهة بلغة مالطا»(1). وهو مُحق نسبيا في ذلك ويجب علينا أن نُحافظ على لغتنا العامية « المزيانة » رمز هويتنا ولغة أجدادنا. كما يُنبّه د.ذوادي من  «من سلبيات الازدواجية اللغوية التي تطغى فيها اللغة الاجنبية على اللغة الوطنية هي انها تخلق ارتباكا في الانتماء الهوياتي للأفراد والشعوب»(7) ويُنادي بالتّعريب النفسي للتونسيين مؤكّدا أنّ «علم الإجتماع اللغوي ينظر إلى غياب هذا التّعريب على أنّه حالة مرَضيّة وفي أحسن الأحوال سلوك لُغوي مُنحرف من طرف جُلّ الفئات والطبقات الإجتماعية التونسية»(8). أعتقد أنّ هذا التعريب النّفسي صعب التّحقيق في بلادنا لأنّه -ببساطة- يُناقض إتّجاه التّاريخ. فعلينا على العكس من ذلك أن نتحدّث عن العولمة النّفسية وهذا هو الحاصل حاليا لما عُرف به التونسيون من إنفتاح وإشعاع على العالم. أمّا أن نتعرّب نفسانيا فهذا يدخل في باب التّقوقع والتّعصّب والإنكماش. ويقول المفكر المغربي عبد الله العروي وكأنّي به يردّ على نظرية د.ذوادي:  «لا يعني الكثيرون بالتّعريب سوى تعميم ذلك اللّسان والمنطق المتضمّن فيه. إنّي أعتقد الآن إعتقادا راسخا أنّ هذا الإتّجاه خاطئ منهجيا وخطير على المجتمع، إذ محكوم عليه أن يُحارب كلّ تجديد ثقافي. إنّه مبنيّ على واقع، فيظهر أوّل وهلة وجيها، إلاّ أنّه يُخطئ فهم وتقويم ذلك الواقع»(9)                  وتتأتّى هذه الهوّة أو هذه الإزدواجية من أنّ اللّهجة في تطور دائم عبر الإحتكاك بلغات أُخرى أمّا اللغة المكتوبة فبقيت جامدة لا تتأقلم مع ما يطرأ من جديد. ويكمن الحلّ حسب عبد الله العروي «في الخيار التّالي: إمّا أن نعتبر اللّسان الحالي الضّامن الوحيد لخصوصية العرب فيجب أن نُحافظ عليه مهما كان الثمن، والثمن هو الإزدواجية-وهذه الإزدواجية نراها اليوم على درجتين: تساكن اللّسان المعرّب واللهجات اليومية ومُزاحمة لسان أجنبي للّسان المعرّب- وأمّا أن نُدرك أنّ خصوصية العرب تكمُن في نوعية تحرّكهم في العالم المعاصر وأنّ اللّسان المكتوب في صورته الحالية لا يُمثّلُ سوى مرحلة من مراحل مسيرة لُغوية لا نهاية لها، فيجوز أن نُدخل عليها إصلاحات في الحرف والصرف والنّحو والمعجم وقد يتحوّل إلى لسان يختلف عن اللّسان الحالي اختلاف هذا الأخير عن لغة الشعر الجاهلي«(9). فعِوض أن يُنادي د.ذوادي بتعريبنا نفسانيا أي أن نتأقلم في حياتنا اليومية مع لغة مضى عليها قُرون دون إصلاح أو تجديد، كان عليه -حسب رأيي- أن يقترح إصلاحا جذريا للغة المكتوبة حتّى تقترب هي من لُغتنا المحكية فيسهل ويعمّ إنتشارها.   5 – غياب المنهجية في كتابة التاريخ: من المعروف أنّ التاريخ هو مبنى الهوية. وكلّ قراءة متعسفة تسعى إلى طمس حقبات وترفيع حقبات أخرى هي قراءة مغلوطة ولا تساعد على بناء هوية سوية. ومن المؤسف أنّ غياب المنهجية يطول أيضا كتابة التاريخ العربي الإسلامي ذاته. فكلمة « فتوحات » الواردة في إحدى مقالات د.ذوادي والشائعة الإستعمال، ممزوجة بالعاطفة الدينية، ومن البديهي أنّ العاطفة والمنهجية لا تلتقيان، فعندما نقرأ ما كُتب عن الفتح العربي الإسلامي نشعر أنّ الكاتب منحاز تمام الإنحياز إلى جانب الفاتحين حتّى أنّنا نكاد نتحسّس بهجته من بين السطور حين يروي لنا إنتصار العرب على السكان الأصليين.وعند ذكره لهؤلاء السكان يصفهم على أنّهم روم أو بربر وكأن ليس له أي علاقة وجدانية أو وطنية تربطه بهم، وهم الذين سبقونا إلى هذه الأرض ومن الممكن أن يكونوا من أجداده الأولين. ويذهب البعض من المؤرّخين إلى وصف زعيم المقاومة كسيلة البربري بالطاغية. وإذا أردنا تمثل هذا الأمر نستطيع تخيّل مؤرخ معاصر يصف نلسن مانديلا أو ياسر عرفات بالطاغية. وللتّأكيد على أهمّية الكتابة المنهجية للتّاريخ يقول عبد الله العروي: «.. إنّنا نلاحظ في كل المجتمعات المعاصرة تلازم إنتشار المنهج التّاريخي وحداثة الفكر العام…كلّما تعمّقت عمليّة التّحديث في مجتمع مّا، قوبل المنهج التّاريخي في صفائه وخصوصيته وكلّما إنتشرت الدّراسات التّاريخية حسب منهجها الخاص، إزدادت سِمات التّحديث في أذهان الجمهور»(10).   خـاتمة: مُجمل القول أنّ هويّتنا التونسية هي خُلاصة وعُصارة ثلاثين قرنا من التاريخ ورموزنا الثقافية مُصطبغة لا محالة بجميع الحقبات التي تُكون هذا التاريخ.   E mail: radhouane61@voila.fr   الهوامش:   1- د.عميرة علية الصغيّر : »التعليم الفرنسي والنخبة في تونس 1881-1987 تحديث أم تعقيد؟ » جريدة الصباح ليوم الجمعة 11 جويلية 2008 2- د. محمود الذوادي : »المناداة بهوية تونس القرطاجنّية الفينيقية في الميزان. » جريدة الصباح ليوم الأحد 30 مارس2008 3-حسن حسني عبد الوهاب: خلاصة تاريخ تونس ص 81و82 دار الجنوب للنشر 2004 4-د.هشام جعيط: الشخصية العربية الإسلامية والمصير العربي-ص157و193 دار الطليعة بيروت 1990 5-د.محمود الذوادي: كيف استهدف العهد البورقيبي الهوية الاسلامية في تونس؟ مقال موجود في الموقع الشخصي للكاتب على الشبكة العنكبوتيةromuz.com  مكتوب بتاريخ 18/01/2002 6-د.هشام جعيط: الشخصية العربية الإسلامية والمصير العربي ص 36 – دار الطليعة بيروت 1990 ص221و226 7- حوار:عالم الاجتماع التونسي الدكتور محمود الذوادي حول مفهوم  «التخلّف الآخر» الصّباح ليوم الثلاثاء 11 سبتمبر 2007 8-د. محمود الذوادي: دورالأمير والمثقف في استمرار الاستعمار اللغوي والثقافي. جريدة الصباح ليوم الأحد 15جوان2008 9-عبد الله العروي : ثقافتنا في ضوء التاريخ ص52 المركز الثقافي العربي الطبعة السادسة الدار البيضاء المغرب 10-عبد الله العروي نفس المصدر السابق ص221 و226   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 17 أوت 2008)  

 

 تصحيح  
ورد في نشرة تونس نيوز بناريخ 16-8-2008 مقال تحت عنوان « حجب مدونة من أجل شعب تونسي حر » .و هذا المقال هو ليس لمعز الجماعي و قد ورد ذلك عن خطأ حين إرساله و الصحيح هو أن المقال للمدون « هيثم الجماعي » أراد من خلاله إيقاف الرأى العام على ممارسات السلطة و محاولتها لإخماد الأصوات الحرة. معز الجماعي


الخيّر الكبير والرائد العصامي للتربية والتعليم الحاج علي صوّة(1870-1953)مخاطبا وزير التربية والتكوين لماذا تقاطعون مدينتي قصرهلال تجهيزا وانجازا وتعهدا؟؟؟

 

مراد رقية
ان لمن المميزات المحيّرة لأداء وزير التربية والتكوين التونسي الحالي أصيل منطقة الساحل والذي من الأكيد أنه يعرف جيّدا مآثر وأفضال الرائد العصامي للتربية والتكوين بعموم القطر التونسي الحاج علي صوة(1870-1953)هذا الوزير الذي يرفع في كل خطبه شعار »الاستثمار في الذكاء »،عدم معاملة المناطق والوحدات التونسية الداعمة للخزينة على قدم المساواة بناء وتجهيزا تربويين؟؟؟ وبرغم عدم معايشة الوزير الحالي  للعملاق وللرائد العصامي الحاج علي صوّة فانني تخيّلت هذا الحوار بيتهما حول تردي أوضاع المنظومة التربوية داخل مدينة 2 مارس1934 في أثناء توليه لمهامه على رأس الوزارة مقاطعة للمدينة وحرمانا لها من أي اضافات وانجازات وحتى من تعهد المؤسسات المتهرمة المتحولة الى أكواخ تربوية مزودة بالكهرباء ظرفيا وبالماء الصالح للشراب وعلى رأسها معهد 2 مارس 1934 الذي تراجعت أسهمه بتراجع أسهم الذكرى المجيدة المصادفة الاحتفال بعيد الجدّة أو الأجداد؟؟؟ -الحاج علي صوّة، لماذا تقاطعون مدينتي وتحرمونها من الانجازات التربوية صغيرها وكبيرها التي تمنون بها وبسخاء منقطع النظير على وحدات أخرى داخل ولاية المنستير مثل عاصمة الولاية أو مدينة خنيس-التحدي؟؟؟ -الوزير، الفارق بين عهدكم والعهد الحالي شاسع،في عهدكم كان الوازع الديني والوطني وحب الأهل والوطن،أما الآن فان الوازع هو رضى المسؤولين عنا لضمان البقاء في الخطة عبر أكثر من تشكيلة وزارية واحدة؟؟؟ -الحاج علي صوّة لقد أنفقت بسخاء من مالي الخاص بناء وتجهيزا تربية وتعليما وصحة وتوعية دينية داخل قصرهلال وخارجها فخلدت تلك الأعمال نثرا وشعرا ،فهل لازلتم تذكرون ذلك؟؟؟ -الوزير ان مدينة قصرهلال الآن في وضعية خاصة ذلك أنها مدينة محاصرة،  متنكر لها،مضحى بها لذلك أجد نفسي ملزما باحترام هذا الحصار أو الحظر الصحي والسياسي قياسا على سائر زملائي من الوزراء والمسؤولين الوطنيين والجهويين؟؟؟ -الحاج علي صوّة نرفعون شعار »الاستثمار في الذكاء » فلماذا يقتصر تكريس هذا الاستثمار خارج مدينة قصرهلال عبر المعهد الدولي بقرطاج وعبر حظائر المدرسة الاعدادية النموذجية والمعهد النموذجي بالمنستير وعبر بناء المدرسة الاعدادية »التحدّي »بخنيس في المجال العمومي البحري؟؟؟ -الوزير لقد تراجعت مكانة قصرهلال حاليا في بورصة القيم المنقولة السياسية وبرغم لومكم على المسؤول الأول على قطاع التربية والتكوين لماذا لا تلومون مسؤولي المدينة فلديكم نائب في مجلس النواب،وعضو في اللجنة المركزية،وكذلك السلط المحلية معتمدية وبلدية وجامعة تجمعية؟؟؟ -الحاج علي صوّة يبدو والعلم لله بأن طينة رجال هذا الزمن هي غير طينة رجال الأمس،رجال اليوم يستقبلون المطربة لطيفة يوم21 جويلية2008 ويكرمونها غاية الاكرام ويسلمونها مفتاح المدينة،ويتجاهلون حاجة المدينة من المرافق والامكانيات والسبب أنهم غير منتخبين ولاتقع محاسبتهم من متساكني المدينة،فيا لبئس المصير؟؟؟ -الوزير الأيام دول،لقد كان لقصرهلال ممولة الحركة الوطنية موقعها وكلمتها ورجالاتها ومرجعياتها ،أما الآن فلم يعد للمدينة أي وزن وأصبح الجميع يقاطعها ويستخف بها؟؟؟ -الحاج علي صوّة طالما أنكم أطلقتم تسمية »التحدي » على المدرسة الاعدادية بخنيس فهل تقبلون برفع التحدي وبقبول الرهان باعادة الاعتبار الى المؤسسات التربوية بقصرهلال طالما أن المصدر الأساسي للانفاق استثمارا للذكاء هي خزينة الدولة،فلو أننا قدّرنا مثلا ولو بصفة تقريبية مداخيل الدولة المباشرة وغير المباشرة من مدينة قصرهلال ضرائب ومداخيل مختلفة،فأي نسبة ياترى تحصل عليها قصرهلال من هذه المداخيل وأين المنظومة التربوية من كل ذلك؟؟؟ -الوزير انني الآن منشغل بمستقبلي السياسي ذلك أنني لم أدرج برغم كل الخدمات المقدمة ضمن قائمة أعضاء اللجنة المركزية وأخشى أن لا يجدد لي في التشكيلة الحكومية المرتقبة بعد انعقاد مؤتمر التحدي،وأعدك بابا الحاج بأنني سوف أسعى ان بقيت في خطتي الى تصويب الأخطاء وتلافي النقائص،وبأن أعيد الاعتبار الى مدينة قصرهلال مسقط رأسكم التي تدين لها البلاد ككل وخاصة منطقة الساحل التونسي بالفضل  لقاء ما أنجزتموه في زمن الحماية خاصة عبر المدرسة القرآنية أو »مدرسة الهلال » تلك المنارة التي خلّدت ذكرها القصائد والمقالات الصحفية التي نعتكم بعضها ب »نوبل تونس »؟؟؟؟؟؟

 الخيار الديمقراطي المغربي: رهان أم بهتان!

 

عادل الحامدي ‘إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه’، فليس من تقاليد ساستنا العرب المحدثين تحمل المشاق النفسية وتخطي كبر الصدور إلى درجة التخاطب الودي مع إسلامي معارض ليس على التراب التركي وإنما على التربة المغربية، والصورة لا تخلو من إشراقة وإن تك خافتة: ما أوجب الترحيب والتثمين، خصوصا عندما ينجح الجوال أو المقيم في الربط بين العاهل المغربي ومواطنه السيد بنكيران الأمين العام الجديد للاتجاه الإسلامي المغربي المعارض إثر فوزه على رئيسه في انتخابات داخلية خاضها الحزب مؤخرا فكان للمناسبة طعم متميز ورائحة تناوبية شذية تؤشر إلى منهج حافل بالدلالات يدفع المواطن العربي إلى مزيد التشبث بالأمل في الله ثم فيما يسمى بالمجتمع السياسي كي لا تكون الحركة المغربية التي قام بها حزب العدالة الإسلامي صدفة ولا نسقا قوالبيا أملته الضرورات ليتحول التبادل الانتخابي على رؤوس الأحزاب سلوكا حضاريا مقيما أصيلا وهو الشرط اليتيم والضامن للاستقرار وتقاسم الخبز والماء والكهرباء والمدرسة والمستشفى بأكبر أقدار العدل والإحسان في زمن يعز على الله فيه وعلى الأحرار من الناس تأبيد الليل العربي القروسطي الطويل. فالخبر الطيب قد سمعه الله قبل انتهائه إلى أسماعنا، ولم يبق إلا تحقيق العمل الصالح في سياسة البلاد لعل الله يرفع مغربنا إلى مصاف الديمقراطيات المعاصرة المؤمنة بعلوية الإنسان والصائنة وليس المنتهكة لحرياته وتطلعاته إلى مستقبل أفضل. انجاز حزبي لا أغالي فيما لو ثمنت الانجاز الحزبي الذي تم بموجبه تغيير أمينه العام وغدا للعــــبة الديمقراطية بالمعيار الحصيف، وأصيح للعدالة جديد منتخب ليـــــس عبر التوسلات والولائم ولكن وفقا لمنطوق الصناديق التي لا تظلم الرؤساء شيئا، دون استثارة لجان التحري والتحقيق في صدقية عملية الانتخاب، في وقت عجزت فيه أحزاب مغربية عريقة وراسخة أقدامها في البرلمان منذ التداولية الأولى التي أقدم عليها الحسن الثاني رحمه الله يوم سلم اليوسفي أمانة قيادة البلاد معلنا بذلك تدشين مرحلة جديدة من الحياة السياسية المغربية السابقة. وهذه إضافة نوعية للمشهد السياسي المغربي وقف معها حزب العدالة على أعتاب اختبار جديد، فالأحزاب المغربية بصفة عامة تواجه مجموعة من التحديات الكبرى منها ما هو داخلي يتعلق بخوض غمار سياسة اجتماعية تحد من ظاهرة الفقر الذي تعاني منه كثير من الطبقات الشعبية المغربية، وتوسعة الحريات السياسية في العهد الملكي الجديد وانفتاح القصر على كل الفعاليات السياسية والأحزاب والمنظمات بدون استثناء، وهو ما يعني تحميل المسؤولية لهذه الأطراف ومحاسبتها جميعا، على ما آلت إليه أوضاع الشعب المغربي وخصوصا فيما يتعلق بالنمو الاقتصادي المطلوب وانجاح التجربة الديمقراطية التي يحرص القصر على توسعتها لتشمل مكونات المجتمع السياسي المغربي. لا شك أن المهمة شاقة، وأعني بالمهمة القيام بالإصلاحات الاقتصادية بعد الإصلاحات السياسية رغم أن التجربة كشفت عن تلازم الحرية والازدهار، علما بأن قيام ازدهار مادي ونمو الثروة في المغرب وفي غيره عملية مستحيلة في غياب الديمقراطية الحرفية والنظام السياسي الذي يتمتع بالثقة في النفس من أجل إرساء سفينة الحريات بدون ولكن. ولست أعني بقولي إطلاق الحريات السياسية للأحزاب والتنظيمات التي يمكن التحكم فيها ولكن أعني أيضا تحرير المبادرة الفردية للمواطن المغربي، بل وتعويده على الابداع خصوصا في المجال الاقتصادي ما يوجب على الادارة ايجاد مراكز للتشغيل تنمو كالفطر حتى ولو أدى ذلك إلى إغلاق كثير من مراكز الشرطة في إطار دخول المغرب في مرحلة جديدة من حيث فلسفة السياسة وتطبيقها على أرض الواقع، ولم لا تتحول وزارة الداخلية والتنمية كما فعلت كثير من الدول، فالمغاربة يحتاجون من يرشدهم إلى كيفية بعث مشروع اقتصادي عائلي صغير أكثر من حاجتهم إلى شرطي يشاكسه البطالون واليائسون. وبمثل هذه الرؤى يتم قطع الطريق ليس على الفشل الحزبي وحسب، بل وعلى الفشل الإداري الحكومي في إدارة العملية السياسية الجديدة التي لا بد أن تسير رقبة رقبة مع التطور الاقتصادي المنفلت من حجرية قوالب الدولة القومية التي تملك العصى السحرية التي انتهى عهدها وتملك الجرأة لدفع المواطن دفعا إلى مغادرة هيئة الانتظار التي أصابت المواطن بحكم ما عودته عليه الادارة التي أوهمته بأن الشغل مستحيل خارج أطرها، فإذا لم يدرك قادة الأحزاب أن نموذج دولة الستينات التي تملك تقديم الحلول للجميع قد انتهى عهدها، وأن المرحلة الآنية تقتضي بأن يتحرك الجميع نحو مستقبل يتحمل فيه الفرد والدولة مسؤولية التشغيل والتشغيل الذاتي، مرحلة ضمان الخبز لمن لا يستطيع وإجبار من يملك القدرة على تحصيله على الخروج لطلب الرزق ولو في الصحارى والآجام.  استقال عبد الاله بنكيران من جماعة التوحيد والإصلاح الدعوية، وتفرغ للأمانة العامة لحزب أثبتت التجربة أنه ليس مسكونا بهواجس السلطة ولا هو مغرم بالجلوس على الوثير من كراسيها، وقد أبدى الرئيس المنتخب قدرته على البقاء في المعارضة أربعين عاما إن اقتضت مصلحة المغرب، ما يوحي بأن العدالة والتنمية يمتلك رؤية سياسية واضحة زعم بنكيران أنها ستمكنه من طي صفحة الحكومات المغربية المتعاقبة بما فيها من نجاح وفشل، وهو إن يفعل ذلك لا يعدو أن يقول ما هو صواب مما يتعلق بمرحلة مستقبلية قد تكون مختلفة حقا عن الماضي إذا ما تمكن هذا الحزب من إحداث التغيير المطلوب الذي يشعر المواطن بأن الديمقراطية المغربية بثوبها الجديد قد أحدثت فعلا قطيعة مع الماضي ويسر في الحياة اليومية لهذا المواطن. ديمقراطية اسلامية غير منفّرة وإذا كان حزب العدالة والتنمية قد بلور رؤيته المستقبلية على المستوى النظري بانسلاخ أمينه العام عن جماعة التوحيد والاصلاح والتعاطي مع السياسة بشكل مباشر ودون أن ينفي عن نفسه التوجه الإسلامي على شاكلة حزب العدالة والتنمية التركي، فإن هذا يؤشر إلى أن إطارات هذا الحزب قد تفاعلت مع محيطها الدولي وآلت على نفسها خوض غمار ديمقراطية عربية بخلفية إسلامية غير منفرة ولا مذعرة، فلم يبق لنا إلا أن نتفاءل خيرا بأن الإصلاح سيبدأ من الخزينة المغربية وسينعكس هذا السلوك على باقي أجهزة الدولة، فيكفي بنكيران المغاربة شر الفساد الإداري والتبذير الحكومي وهي أول خطوة إصلاحية لا يمكن إلا أن تسعد كل مغربي، وإن كانت الشكوك المرضية تساور مثلي في امكانية نجاح بني يعرب في مثل هذه المساعي. إن طبائع العمران الخلدوني تعني أن صراع الأضداد من سنن الحياة ومستلزماتها، فالحراك الاجتماعي السياسي وحتى الأيديولوجي دليل على القوة والتفاعل، وبقدر ما توفر الدولة الحديثة من قنوات التصريف الصحي الملائم بقدر ما ترتقي الأحزاب المتنافسة إلى انتاج الأفكار والأطر والكفاءات المتمتعة بأعلى درجات المسؤولية والنزاهة من أجل التغيير نحو الأفضل والأعدل والأنجع من البرامج العملية لمكافحة الجوع واليأس والتسيب الإداري والجمعياتي الحزبي والسعي لتوظيف البطالين وجلب الاستثمار من الجار والحليف في مرحلة من الزمن كثرت فيه الأفواه الجائعة والأعين التي تلاحقها أشباح الكوارث الاجتماعية والمجاعات والاخلالات البيئية والتباعد بين فئة قليلة من الأثرياء وجحافل من الذرات البشرية تعيش على ما دون الكفاف، وهذا هو التحدي السافر والمطروح ليس على حزب بنكيران بل على جميع الأحزاب المغربية التي لم يعد ينفعها غير الصدق والمصارحة بحقائق الأوضاع الاقتصادية المغربية حتى يكون المواطن على بينة من أمره فيقنع بنصيبه المشروع من الخبز والعلاج ولا يغضب إلا من الفساد والتبذير واختلال التوزيع في الثروة المغربية المتواضعة. لا تساورني الشكوك عند تأمل الماضي البعيد في نبالة مقصد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأول خليفة للمسلمين يوم إن قال: ‘والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى عليه وسلم لحاربتهم عليه’.. قلت لا يراودني أدنى ريب في أن ذهنية الصديق كانت يومئذ خالية من الأبعاد المالية والمآرب الاقتصادية التي تحتاجها دول اليوم وأن الباعث على هذه الحرفية الجازمة كان مقصدا دينيا بحتا أملته المخاوف على مصير العقيدة نفسها. إلا أن ما ينبغي على المغرب الشقيق وعلى الدول العربية الراغبة في البقاء على قيد الحياة أن تدرك حاجتها إلى مواقف ثورية تثأر من الذات بسلوكيات جديدة تشعر المواطن بأن الدولة خادم أمين وحصيف شفوق ليس على مستوى الخطاب السياسي المكرور ولكن على مستوى الممارسة فلا يكون أحرص الناس على دفع الضرائب المعلم والشرطي والعامل الذي يملك القطاع العام والخاص امكانية خصم الضريبة منه بصفة آلية، في حين تتفلت فئات عريضة ذات علاقات مشبوهة ببعض الأوساط الادارية من دفع ما أوجب الله دفعه إلى فقراء الأجراء والملايين من الأسر المحتاجة بينما يسعد غيرهم من المتنفذين بخيانة الأمانة وتخريب الاقتصاد الوطني كما والاستهانة بإسلام المغرب الشقيق ذلك الدين الذي يستفظع جريمة الزنا التي ينفر من ارتكابها الكثير من الارهابيين الماليين بينما لا يترددون في تجويع مواطنيهم متناسين سحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بطاقة الإسلام من صاحبها الذي يبيت شبعان وجاره جائع. وهذا ما يكشف عن اختلال خطير فيما آلت إليه الثقافة العربية الإسلامية في غياب مقصود لوسائل الإعلام العربية التي تحولت إلى ‘خدام حزام’ بلا حلم ولا مشروع واستهانت بحقوق الدين والوطن وهو موقف مقابري يتنافى والفهم الصحيح لمقاصد الشريعة ويعرض مستقبل الأجيال العربية للمهانة والذل العالمي في مرحلة من الزمن لا يحتاج فيها الناس إلى المزيد من الخبز والماء والكهرباء بل يحتاجون أكثر إلى قيم أخلاقية وروح عالمية جديدة لا يملك تقديمها لنا غير الوحي الذي حولناه إلى قراطيس لا نكاد نبدي منها أكثر مما يفي بغرض النكاح والطلاق كما لو أن كتاب الناس كافة ليس فيه إلا ما ينظم تعاطي الجنس ووضع خرقة الرأس أو منح حزب تأشيرة الدخول إلى حكومة. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كاتب وإعلامي تونسي مقيم في بريطانيا  
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 اوت 2008)


 زمن الانتصارات  

د حسن حنفي عاش لبنان عامة، وبيروت خاصة الشهر الماضي أفراحاً عارمة بمناسبة عودة الأسرى واسترداد جثامين مائتي شهيد. استشهدوا في فلسطين ووارت فلسطين أجسادهم لمدة عامين وكانوا يرجون العودة أحياء إلى فلسطين بعد التحرير، ولكنهم أحياء عند ربهم يرزقون استعداداً لجيل آخر لاستكمال المهمة وتحقيق الرسالة. وكانت للحدث آثار بالغة على الكيان الصهيوني وعلى لبنان وعلى فلسطين وعلى العرب وعلى العالم بأكمله. فبالنسبة للكيان الصهيوني تم تبادل الأسرى والشهداء في الاحتفال بالعيد الثاني لانتصار يوليو 2006. فأصبح العيد عيدين. وتعلمت إسرائيل أن الحرب سجال، يومٌ لك ويوم عليك، وأن العبرة ليست بالكم كما هو الحال في السابق، دول عربية سبع، في مواجهة دولة صغيرة ناشئة، دولة إسرائيل المزعومة التي لم يُعلن حتى عن ميلادها بعد، ولكن بالكيف أصغر دولة عربية، لبنان، في مواجهة أعتى دولة وجيشها كما تدعي من أقوى جيوش العالم. شعب في مواجهة دولة، ومقاومة في مواجهة جيش، وفرد في مواجهة دبابة، ونفق تحت الأرض في مواجهة فضاء تمرح فيه مصفحات العدو وعرباته وتبحث عن عدو فلا تجده. ثم تظهر كمائنه فجأة فتحاصره وتقضي على بعضه ويفر البعض الآخر عائداً إلى الأرض المحتلة. ثم يثبت قوته في السماء بطيرانه لضرب المدنيين في المدن في الشمال والجنوب، ودك الضاحية في جنوب بيروت. وقد أديرت مفاوضات تبادل الأسرى دون الحسم في الأسيرين الإسرائيليين، حيين أو ميتين. وتلقفها الكيان الصهيوني جثتين في نعشين. وبقدر ما كانت أفراح في لبنان كانت أحزان في الجانب الآخر. وبقدر ما ظل الإعلام اللبناني وقنواته الفضائية مملوءة بالأفراح على مدار الساعة كانت الأخبار عن تبادل الأسرى على الجانب الآخر هامشية. ومازال الشك يتزايد حول إمكانية استمرار وجود إسرائيل في الستين عاماً القادمة كما وجدت في الستين عاماً الماضية. وقد بدأت الهجرات المضادة في الازدياد، من « العاليا » إلى « الدياسبورا » كما بدأت الهجرات منذ قرن من الزمان من « الدياسبورا » إلى « العاليا ». وفي لبنان توحدت « الموالاة » و »المعارضة » بعد خصام دام حوالي سنتين مما ذكَّر بالحرب الأهلية اللبنانية التي دامت خمسة عشر عاماً وتحقيق المصالحة الوطنية بين الإخوة الأعداء بعد النزاع حول توزيع السلطات السياسية والمناصب والمقاعد والوزارات. كما توحدت الدولة والمقاومة، التي كانت تسمى الشرعية واللا شرعية، وأصبح رئيس الدولة ممثلاً للدولة والمقاومة، ومطالِباً بانسحاب العدو الإسرائيلي من باقي المناطق المحتلة بالجنوب، مزارع شبعا وكفر شوبا وغيرها. وعاد الزعماء الوطنيون التقليديون الذين فرقتهم السياسة إلى الحوار الوطني. وذابت الطائفية والمذهبية لصالح المقاومة الوطنية. وتعددت الأطر النظرية للمقاومة، مسيحية أو إسلامية، سُنية أو شيعية، دينية أو علمانية، لصالح المقاومة الوطنية على الأرض. فما فرقته دعوات السماء وحدته دماء الشهداء على الأرض. والخطورة العودة إلى الانقسام السياسي من جديد، والتسابق على السلطة، ونسيان وحدة المقاومة الوطنية والائتلاف الوطني والحوار الوطني وهو أهم ما يميز لبنان. فمازال المشروع الأميركي- الصهيوني قائماً بالمرصاد لابتلاع لبنان وضياع انتصار يوليو. والخطورة الآن هي ضياع هذا النصر المبين بالعودة إلى الاقتتال في طرابلس بين الخصوم السياسيين والمبالغة في الأسرى إلى ظاهرة إعلامية، ورفع الأعلام الحزبية والطائفية بجوار العلم الوطني اللبناني بعد أن وحَّد الوطن الجميع. وفي فلسطين، زادت ثقة المقاومة بنفسها، وتمسكت فصائلها من « حماس » وفتح و »الجهاد » والجبهتان « الشعبية » و »الديمقراطية ». وتمسكت أكثر بمبادئها، ورفض التنازلات عن الحق الفلسطيني في استرداد الأرض المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية وعودة اللاجئين والحدود الآمنة المعترف بها، والسيادة على مصادر المياه، وحق المقاومة المشروعة لاسترداد الحقوق. أصبحت المقاومة اللبنانية نموذجاً للمقاومة الفلسطينية خاصة أن عين المقاومة اللبنانية على فلسطين وعاصمتها القدس. لم تأخذ السلطة الوطنية الفلسطينية شيئاً حتى الآن. مفاوضات لا تنتهي، كلام وخطط ووعود وضياع للوقت. والمستوطنات تزداد على رغم عشرات القرارات بأن المستوطنات غير شرعية، وعدم جواز الاستيطان في الأراضي المحتلة. ويزداد الاعتراف ﺒ »حماس » كطرف مفاوض من أميركا وإسرائيل والاتحاد الأوروبي بل ومن مصر والعرب. والخطورة استمرار الانشقاق في الصف الوطني الفلسطيني بين « حماس » و »فتح »، وازدواجية السلطة بين غزة والضفة الغربية كما كان الحال بين « المعارضة » و »الموالاة » قبل انتصار المقاومة اللبنانية. بل إن الاقتتال في غزة بين « فتح » و »حماس » مثل الاقتتال في طرابلس بين السُّنة والعلويين. وقد أثرت المقاومة الوطنية اللبنانية على الصعيد العربي. فلأول مرة يُعرف أن الجثامين العائدة هي من لبنان وفلسطين والأردن وسوريا ومصر والمغرب واليمن والعراق، وأن المتطوعين من الوطن العربي جزء لا يتجزأ من المقاومة اللبنانية. فالوطن العربي مازال بخير على رغم ما يبدو على بعض الأنظمة السياسية من ترهُّل وسعي وهرولة نحو مشاريع التسوية باسم السلام العادل ومشاريع السلام العربية أو الأميركية. وأن العرب قد رضوا بأن تكون حرب أكتوبر 1973 آخر الحروب، وبأن السلام خيار استراتيجي، وتنازلوا عن مقولات مثل « ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ». فقد ولّى زمن الهزائم وهلَّ زمن الانتصارات. وعرف العرب الطريق، ليس جيشاً في مواجهة جيش، أو دولة في مواجهة دولة، بل شعب في مواجهة جيش، ومقاومة في مواجهة احتلال. لقد ذاق العرب مرارة الهزيمة ولكنهم ذاقوا أيضاً طعم النصر. وتحول العرب من التشاؤم إلى التفاؤل، ومن رصد وعيهم التاريخي المهزوم 1948 إلى 1967 إلى وعيهم التاريخي المنصور منذ ثورة عز الدين القسام 1936 إلى تأميم القناة في 1956 إلى حرب الاستنزاف 1968- 1969 إلى حرب أكتوبر 1973 إلى مقاومة بيروت 1982 إلى انتفاضة الحجارة 1987 إلى انتفاضة الأقصى إلى تحرير الجنوب 2000 إلى انتفاضة الأقصى 2002 إلى المقاومة العراقية 2003 إلى انتصار يوليو 2006 إلى عودة الأسرى يوليو 2008. وانتهت أساطير العدو الذي لا يقهر بمعارك بنت جبيل وعيثا الشعب في الجنوب، وذراع إسرائيل الطويلة وصواريخ المقاومة إلى قلب إسرائيل، شمالاً وجنوباً وغرباً وشرقاً. ووضع أنصار التسوية السلمية في مأزق، أنصار كامب ديفيد. وعلى الصعيد الدولي، ارتفعت هامة العرب كما حدث بعد حرب أكتوبر 1973. وشعر العالم بكرامة العرب وبقدرتهم على النصر، وبأن العروبة رجولة ووعود ووفاء بالعهود. وهم طرف متكافئ في أي حوار أو تسوية سلمية تقوم على العدل. كما اقتنع العالم بأن هناك حدوداً للعدوان، ومناصرة الظلم. كما أن هناك حدوداً للقوة العسكرية. وكما قلبت حرب السويس في 1956 موازين القوى الدولية فإن حرب يوليو في 2006 وتبادل الأسرى الشهر الماضي قادرة على تغيير موازين القوى من جديد لصالح العرب وتعديل مسارهم في التاريخ. عن التجديد العربي

  

فرنسا تعتقل ديبلوماسياً جزائرياً للاشتباه بتورطه في اغتيال معارض

 

الجزائر – محمد مقدم     أكدت مصادر مطلعة لـ «الحياة» أن أجهزة الأمن الفرنسية اعتقلت مديراً في وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية في مطار مرسيليا خلال زيارة خاصة، للاشتباه بتورطه في جريمة اغتيال معارض جزائري في باريس تعود إلى نهاية الثمانينات من القرن الماضي. وقالت إنه «تعرض لمعاملة مهينة، على رغم أنه كان يحمل جواز سفر ديبلوماسياً يوفر له الحصانة خلال تنقلاته في الخارج». وأشارت المصادر إلى أن أجهزة الأمن الفرنسية اقتادت المدير الذي يحمل جواز سفر ديبلوماسياً إلى المقر المركزي للأمن حيث خضع لتحقيقات معمقة تتعلق بمزاعم تورطه في قضية اغتيال المحامي علي مسيلي القريب من حزب «جبهة القوى الاشتراكية» في نيسان (أبريل) 1987 في بهو العمارة التي كان يقيم فيها في العاصمة الفرنسية. وأضافت أن التوقيف جاء في إطار التحقيق الذي باشرته مصالح الأمن الفرنسية بعد نشر الضابط الفار محمد سمراوي، وهو مسؤول سابق في جهاز أمن الدولة خلال فترة حكم الرئيس السابق الشاذلي بن جديد، مقالاً جديداً في صحيفة «لوموند» الفرنسية قبل نحو شهر، ذكر فيه أسماء رجح تورطها في عملية الاغتيال، أحدها يشبه اسم الديبلوماسي المحتجز. غير أن المصادر شددت على أن «التحريات الأولية أكدت أن المسؤول الجزائري لا علاقة له من قريب أو من بعيد بالشخص المطلوب، بعدما ثبت عدم تطابق في الأسماء وتاريخ الميلاد ومكانه». لكنها قالت إن الأمن الفرنسي أحاله صباح أمس على قاضي التحقيق في باريس، حيث «خضع لتحقيق معمق من طرف قاضي مكافحة الإرهاب، وعومل معاملة كبار المجرمين، على رغم ما أفادت به التحريات». ولفتت إلى أن الخارجية الجزائرية شكلت خلية أزمة يرأسها الأمين العام للوزارة عبدالمجيد بوقرة، لمساعدة المدير الموقوف في الدفاع عن نفسه، وتأكيد أن ما قامت به السلطات الفرنسية «أمر غير منطقي ومناف للأعراف الديبلوماسية ولتقاليد حسن المعاملة التي ظلت الجزائر تعامل بها الديبلوماسيين الفرنسيين». واعتبرت المصادر أن «الديبلوماسية الجزائرية تشهد حالاً من الغضب والاستياء بعد تعرض مسؤول على هذا المستوى للاهانة من مسؤولين في دولة ما زالت أواصر الصداقة معها في بدايتها، خصوصاً أنه اقتيد بطريقة مشينة، على رغم حيازته جواز سفر ديبلوماسياً يؤكد عمله في وزارة الخارجية». وتعيد هذه الواقعة إلى الأذهان ما تعرض له اللواء المتقاعد خالد نزار الذي اضطر إلى مغادرة باريس ليلاً على متن طائرة خاصة، عقب محاولة السلطات الفرنسية توقيفه قبل نحو خمس سنوات، لاتهامه في قضية تعذيب أثارتها شكوى قضائية تقدمت بها عائلة جزائرية مقيمة في فرنسا فقدت أحد أفرادها. (المصدر: صحيفة ‘الحياة’ (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 أوت 2008)

Home – Accueil الرئيسي

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.