الأحد، 16 نوفمبر 2008

Home – Accueil

 

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3099 du 16 .11.2008

 archives : www.tunisnews.net


كلمة: بعد عام من افتتاح جلسات قضية سليمان: كلمة تكشف حقائق غيبها القضاء

حــرية و إنـصاف: حملة لنزع الحجاب بالسوق الأسبوعية ببئر بورقبة

لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس : البوليس التونسي يطارد المحجبات في الطرقات والأسواق العامة

الجمعيـة الدوليـة لمسانـدة المساجيـن السياسييـن: كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب « .. !

السبيل أونلاين: عبد اللطيف بوحجيلة يرفض إنهاء الإضراب قبل تلبية مطالبه

هيومن رايتس ووتش : يطاليا: يتوجب إيقاف عملية طرد التونسي المُعرض لخطر التعذيب

الطاهر العبيدي: إلى متى سيبقى الصحفيون التونسيون عرضة للتهم الجزافية.

حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي: بيان المجلس الوطني

الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان فرع توزر ـ نفطة: بـــــيــــــان

الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان فرع توزر ـ نفطة:بـــــيــــــان

ايلاف: خليّة خططت لاختطاف أكثـر من 10 أجانب في تونس

الحوار.نت : كـــلـــمـــة حـــرّة لنهيء الأسباب جميعا لميثاق وطني جديد في تونس

محمد شمام: أين الخلل؟ هل هو في العلم أو في الميزان أو في التواصل؟

فتحي عبد الله الناعس : ولن تتأثر « بالاستقالات » المزيفة

مراد رقية:الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل يتألق من جديد * خيانة مؤتمن و إصرار على إلحاق الضرر*

عبدالحميد العداسي: وقفة مع المثقّف الرّسالي البحري العرفاوي

صـابر التونسي: نتجاوز ولا ننسى تفاعل مع بحري العرفاوي

الصباح: محمد مزالي في منتدى الذاكرة الوطنية (1ـ 2): «مستعد للمحاكمة على أخطاء ارتكبتها بما في ذلك أحداث الخبز»

أبوذر : الشّعب الكريم و اﻷزمة

المهدي المنجرة: دور مهم للتواصل الثقافي

صالح عطية: أوباما و«العقل العربي»… و«الفريضة الغائبة»

طارق الكحلاوي  : حول احتمالات تشكل إدارة كلينتونية بقيادة أوباما


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


العنوان الوقتي لموقع مجلة ‘كلمة

http://kal.mediaturtle.com


 

بعد عام من افتتاح جلسات قضية سليمان

نشرة عبد الرؤوف العيادي، محمد عبو، عمر المستيرس في الحدث السياسي, تشرين الثاني 16, 2008 كلمة تكشف حقائق غيبها القضاء
و في ما يلي اربعة مقالات:  

1- استنطاق جلسة 8 فيفري 2008 2- حوصلة من مرافعة الأستاذ محمد عبّو أمام الدائرة الجنائية بمحكمة الإستئناف بتونس 3- مذكرة في بيان مستندات التعقيب في قضية مجموعة سليمان 4- التركة

بعد مرور سنة عن اول جلسة قضائية لما سمي بقضية « مجموعة سليمان » التي انعقدت في 15 نوفمبر 2007، ما زال الغموض يشوب اطوار هذه القضية. كلمة تنشر فيما يلي تفاصيل استنطاق المتهمين الذي تم في الطور الإستئنافي أمام الدائرة 27 برئاسة القاضي المنوبي حميدان، علما أن الاستنطاق لم يتم في الطور الإبتدائي بالنسبة للعديد من المتهمين، بعد أن وضعت المحكمة المتعهدة آنذاك نفسها في مواجهة المتهمين وتعمدت مقاطعتهم عند الحديث عن بعض التفاصيل الخاصة بظروف إيقافهم وما سلط عليهم من تعذيب وحشي هذا بالنسبة للبعض أما بالنسبة للبعض الآخر فقد أصرت على إقصائهم عن الجلسة ولم يكن الأمر مختلفا جوهريا في الطور الإستئنافي وإن تظاهرت المحكمة بشيء من الهدوء والرصانة والإستماع إلى بعض الوقائع- إذ تعمدت هي أيضا توجيه الإستنطاق في اتجاه يكرس قناعتها بالإدانة، كما تدخلت العديد من المرات لمقاطعة المتهمين عند حديثهم عما لاقوه من أعمال تعذيب فظيع بإدارة أمن الدولة، ورفضت حتى مجرد معاينة آثار التعذيب الذي وصفته بالإكراه مرة وبالعنف مرة أخرى صلب نسخة الحكم الذي أصدرته تهوينا منها وتلطيفا.  وقد حرصنا على تدوين استنطاق المتهمين من منطلق الحرص على معرفة الحقيقة، ولوضعه على ذمة المؤرخين بعد أن ثبت أن همّ القضاء، ليس كشف حقيقة ما جرى بقدر مَا انصب على المحافظة على رواية البوليس السياسي للوقائع طبقما جاءت بمحاضر البحث والتي دأب قاضي التحقيق المتعهد على تكرارها بغرض تثبيت التهمة في حق المتهمين والقائمة بالأساس على الإعتراف الذي انتزع تحت التعذيب. لذلك فإن ما سيأتي صلب الإستنطاق ينطوي على عدة قرائن براءة أحجم القضاء عن البحث فيها وتقصي الحقيقة بشأنها مثل هروب العناصر أصيلي مدينة سوسة من الإضطهاد البوليسي وتسوغهم لمنزل كائن بقرمبالية بما يكذب كل ما قيل حول التحاقهم بجبل عين طبرنق لإقامة معسكر تدريب على الأسلحة والمتفجرات، وكون البعض منهم يشكو من إعاقة عضوية وأمراض خطيرة تحول دون قدرتهم على التدريب عسكريا، هذا إضافة إلى وجود أدلة عديدة على تزوير محاضر الإحتفاظ تاريخا ومكانا إذ أن نصف المتهمين لم يتواجدوا بساحة المواجهات وتم إيقافهم داخل البلاد وبمناطق عديدة متفرقة. بقي أن نشير إلى نقطة إجرائية هامة جدّا وهي أن محضر الجلسة الذي من المفروض أن يتولى تحريره كاتب المحكمة طبقما تنص عليه أحكام الفصل 149 من مجلة الإجراءات الجزائية، يتعمد رئيس المحكمة المتعهدة إملاء مضمونه على الكاتب الذي أصبح ناسخا وليس محررا مخالفة منه لصريح أحكام الفصل المتقدم ذكره.  لذلك سوف لن يجد المطّلع على محاضر الجلسات بملف المحكمة ما صدر حقيقة وواقعا عن المتهمين خلال استنطاقهم بعد أن أباح القاضي لنفسه التصرف في تصريحات المتهمين وأخذ منها ما يراه وأملاه حسب الصيغة التي ارتآها بما لا ينال مما تضمنه الملف من عناصر إدانة. …

استنطاق جلسة 8 فيفري 2008

نشرة عبد الرؤوف العيادي في الحدث السياسي, تشرين الثاني 16, 2008   ننشر فيما يلي تفصيل استنطاق المتهمين في قضية ما سمي « بمجموعة سليمان » الذي تم في الطور الإستئنافي أمام الدائرة 27 برئاسة القاضي المنوبي حميدان، علما أن الإستنطاق لم يتم في الطور الإبتدائي بالنسبة للعديد من المتهمين، بعد أن وضعت المحكمة المتعهدة آنذاك نفسها في مواجهة المتهمين وتعمدت مقاطعتهم عند الحديث عن بعض التفاصيل الخاصة بظروف إيقافهم وما سلط عليهم من تعذيب وحشي هذا بالنسبة للبعض أما بالنسبة للبعض الآخر فقد أصرت على إقصائهم عن الجلسة ولم يكن الأمر مختلفا جوهريا في الطور الإستئنافي وإن تظاهرت المحكمة بشئ من الهدوء والرصانة والإستماع إلى بعض الوقائع- إذ تعمدت هي أيضا توجيه الإستنطاق في اتجاه يكرس قناعتها بالإدانة، كما تدخلت العديد من المرات لمقاطعة المتهمين عند حديثهم عما لا قوة من أعمال تعذيب فظيع بإدارة أمن الدولة، ورفضت حتى مجرد معاينة آثار التعذيب الذي وصفته بالإكراه مرة وبالعنف مرة أخرى صلب نسخة الحكم الذي أصدرته تهوينا منها وتلطيفا.  وقد حرصنا على تدوين استنطاق المتهمين من منطلق الحرص على معرفة الحقيقة، ولوضعه على ذمة المؤرخين بعد أن ثبت أن همّ القضاء، ليس كشف حقيقة ما جرى بقدر مَا نصب على المحافظة على روايّة البوليس السياسي للوقائع طبقما جاءت بمحاضر البحث والتي دأب قاضي التحقيق المتعهد على تكرارها بغرض تثبيت التهمة في حق المتهمين والقائمة بالأساس على الإعتراف الذي انتزع تحت التعذيب. لذلك فإن ما سيأتي صلب الإستنطاق ينطوي على عدة قرائن براءة أحجم القضاء عن البحث فيها وتقصي الحقيقة بشأنها- مثل هروب العناصر أصيلي مدينة سوسة من الإضطهاد البوليسي وتسوغهم لمنزل كائن بقرمبالية- بما يكذب كل ما قيل حول التحاقهم بجبل عين طبرنق لإقامة معسكر تدريب على الأسلحة والمتفجرات، وكون البعض منهم يشكو من إعاقة عضوية وأمراض خطيرة مثل مرض السكري (مروان خليف- عماد بن عامر) تحول دون قدرتهم على التدريب عسكريا، هذا إضافة إلى وجود أدلة عديدة عن تزويد محاضر الإحتفاظ تاريخا ومكانا- إذ أن نصف المتهمين لم يتواجدوا بساحة المواجهات وتم إيقافهم داخل البلاد وبمناطق عديدة متفرقة. بقي أن نشير إلى نقطة إجرائية هامة جدّا وهي أن محضر الجلسة الذي من المفروض أن يتولى تحريره كاتب المحكمة طبقما تنص عليه أحكام الفصل 149 من المجلة الجزائية، يتعمد رئيس المحكمة المتعهدة إملاء مضمون المحضر على الكاتب الذي أصبح ناسخا وليس محررا مخالفة منه لصريح أحكام الفصل المتقدم ذكره.  لذلك سوف لن يجد المطلع على محاضر الجلسات بملف المحكمة ما صدر حقيقة وواقعا عن المتهمين خلال استنطاقهم بعد أن أباح القاضي لنفسه التصرف في تصريحات المتهمين وأخذ منها ما يراه ويمليه حسب الصيغة التي يرتئيها بما لا ينال مما تضمنه الملف من عناصر إدانة. الطور الإستئنافي لقضية ما سمي « بمجموعة سليمان » 1- أحمد المرابط:   مولود في  16/08/1984      ساعة الإستنطاق :10:15                                                                                                                                                تقني سامي في الإعلامية. تعرف محمد الهادي بن خليفة؟( درست معاه بالتعليم الثانوي)- بلغني أنه سافر إلى دمشق (لسوريا) ثم حاول الإلتحاق بالعراق. يجبوني أمن الدولة ويحققوا معاي وين مشى؟ 02 ليلا/ قدم أعوان أمن الدولة – 5 جانفي 2007. أخذت من رأس الجبل إلى بنزرت ثم إلى إدارة أمن الدولة تونس. طلعوني فوق بوزارة الداخلية- ليلتين راقد على كرسي.  عذاب شديد مدة 5 أيّام وقت ندّوخ يسيبوني. نخلويك معلق حتى تقول لنا محمد الهادي بن خليفة وين موجود. مدّولي 10 أوراق باش نصحح.. حليت عيني مافقتش كان في (سبيطار) باش تمشي إلى عميد القضاة رحّب بي العميد. قرأ التهم- صعقت حاجة واحدة سألني عليها نعرف محمد الهادي خليفة؟ ثم قالي باش ترتاح بالسجن بعد أسبوع- لقيت محام سمير ديلو. (محمد الهادي بن خليفة)  انتقل إلى سيدي بوزيد اتصل بالشيخ(الخطيب). مشيت إلى رمزي العيفي لتهنئته بالعيد- هل عرفك بمجدي؟ لا بما أني خائف قلت له نعرفو. لم أذهب مع مجدي إلى المنزل التنظيمي بالمدينة الجديدة- وجدت صاحبك القديم بعد الباكلوريا؟ معادش قابلتو. رمزي العيفي لم أقابله منذ يومها(قلت أنه عندو أرقام مشفرة).لدى التحقيق قلت مجدي العمري هو الذي أراه أرقام مشفرة. لسعد ساسي وقتاش تقابلت معاه؟ ما شفتوش لا ما با يعتوش؟ الجهاد؟ اشكون كلفك شراء حبات الفضة؟ – لا أحد. وقتاش غيّر مقره التنظيمي من حمام الأنف إلى الزهراء؟ لا علم لي برنامج هذا التنظيم؟ اشكون تعاملت معهم بالكنى؟ أكنى منذ الصغر « عبد الرحمان ». شريت من عند مهدي بالرايس : 5 ل- ماء فرق/ غير صحيح. من شرى اسيتون؟ لا علم لي. منزل تنظيمي حمام الأنف؟ تكونت في صنع متفجرات؟ لا غير صحيح. صنعت مواد متفجرة- ماصارش،غابة الإخباط خبيت فيها متفجرات؟ لا.             

                                                                                          2- علي العرفاوي:  مولود في 10/08/1965            ساعة الإستنطاق 11:00 الحمد لله- عملت في سبيل الله- منسوب لي عدة تهم. حاسس بالظلم- حكم عليّ بالمؤبد دون استنطاق- الخوف من الله. القاضي : خوذ راحتك- أنتم أولادنا- التهم تعرضها عليّ وحده وحده- وقتاش نتكلموا عن التآمر  ما عندناش طموح للحصول على الحكم- بيناتنا لا يوجد من له مؤهلات. 2 رشاشات- مجدي/ زهير هل يعقل أننا نستهدف الدولة؟ حمام الأنف الشعبية وجدت فيها:- لسعد- زهير- شكري- مجدي العمري جابني للدار. نفس الأشخاص نقلت معاهم إلى الدار الثانية والثالثة بالزهراء ثم بدار حمام الشط كنت باش نتصرف- لسعد. أنت معانا/ جيت ضيف.                ما نعرفش وائل. مشكل الجبل ما فيباليش بها. كانوا رجال حق- أقنعوني بالبقاء وقفوا معاي إخوتي في الله أعتز بهم.  إنما المؤمنون إخوة- لسعد رحمه الله قالي عندي أموري أنظّمها بعد انصرف على روحك. إخوة في الله- مجدي العمري رحمه الله. = حاكم التحقيق ما قالكش عندك حق في محام؟لا قالي: اللي قلتوا في الداخلية واللي ما قلتوش. انسلخ عن التنظيم- جند وليس تنظيما. مجدي و الصحبي ايجيو؟- لا أتعرف على المترددين على المنزل. شكري وسمير و زهير قالوا باش نقلوا إلى حمام الشط. زهير قالي زيد أقعد معنا شوية. هل تعرف ربيع؟ في التحقيق عرفت اسمه نبيل. علمني حاجات نظرية acétone معلومة- فكرة أولية زهير رحمه الله (مراد). ما نعرفهمش نعرف آش كون يجيب فيهم. لسعد- زهير – محمد الهادي-  شكري سمير نعرفو كان في الجزائر- وقبل سمير كان  في (البوسنة). أتمسك بعقيدتي- آمن بالجهاد.      حرب صليبية تعيشها الأمة- (قالها بوش) حرب على المسلمين- أمريكا استعمرت أخوتنا تقتل وتغتصب (روى استغاثة المرأة « وامعتصماه ») الذي كتب إلى « كلب الروم ».. عالم يغتصب. الهدف اللي نسعى ليه: منع الصليبيّة من تقتيل أمتنا هذا الهدف لا قلب دولة ولا قلب نظام.                 لسعد لم يكن يطلب الحكم أو دولة: 6 رشاشات. يمكن بها قلب النظام؟ -حرب: ضد صليبين- لا معلومات. سيارة؟ لا أعرف سيارة من.          2 رشاشات بدار حمام الشط- ربيع خرج آخر واحد. مضايقات: أهلي دخلوا عليها (حرمة) تعدي على حرمته. من قتل من أجل عرضه فهو  – شهيد. هذه محكمة صغرى- محكمة الله عليا. تعرضت للتعذيب نسبت لي تهم- مسلم يعذب مسلم. هربت من الشرطة – التقيت مجدي بالمرسى- قالي نشاور ثم نرجعلك. سكنت معهم بالشعبية (حمام الأنف)- اختلفت معاه- لم أنظم إلى التنظيم. تقبلهم ربي من الشهداء. غدران متع دم (بعد المواجهة)- اعتز بأخوتهم- ربّ العزة يأخذ لهم حقهم. قتلوا  زهير ومجدي- أغمي عليّ-استعملوا الغاز والقنابل الضوئية، جميع الأسلحة.  خرجت نلقى محمد أمين مضروب- مجدي من جهة زهير من جهة أخرى في غدير من الدم. التعذيب- واكلها واكلها الطريحة- نلقى روحي في المؤبّد. لحيتي: ما عنديش حق نربيها ما نيش حرّ- هذه حرب على الإسلام- ليس على الأشخاص. و لا تحسبنّ الله بغافل عما يفعل الظالمون- حسبي الله ونعم الوكيل. حسبنا الله ونعم الوكيل الله سينصر هذا الدين.   3- علي ساسي: مولود في 30/12/1985        ساعة الإستنطاق 12: 10 الظلم/ البوليس يجي نصف الليل، الساعة 2 صباحا للدار سؤال : مشيت للشيشان؟ أنا مضروب بالكرطوش. أنا في المستشفى ونبحث حاكم التحقيق جاني للمستشفى- (بحث أمن الدولة) قالي: صحح! صحح!- عندي سقوط 50%- محامي جاني مرة واحدة. ضغوطات خلاتني هربت من سوسة على جال عامل لحية قريب نوصل الكياس تضربت- منعرفش اللي ثم تنظيم. كرينا دار بقرمبالية صارت مشكلة مع أولاد الحومة. خرجت من سوسة- لا باس الدّبش اللي عليّ فقط- صابر/ مروان/ مخلص/ عماد لا في بالنا لا جبل و لاتنظيم- ولد المنطقة : مكرم جريد توسط لينا في مخبأ نقعدو في الجبل- ما نعرفش الجماعة كيفاش جاوْا. طلعنا للجبل- أو ل من دخلوا (مكرم)- جاو معاه جماعة ما نعرفهمش  محمد الهادي- وسمير جابوا معهم سيكان متع دبش شفت كلاشينكوف- عند سمير- عند سامي- جيت نهرب- منعنا- ما نعرفوش تنظيم أقل من أسبوع قدم لسعد- هزينا معنا بعض الأكل الخفيف- ماريتش برامل عند المجموعة الثانية إحنا 3 قاعدين ما عملنا شئ- هو جاى متخبي ما يعملش حس أصبت أربع طلقات 20 يوما بالمصحة- لا تدريبات لا متفجرات. حسنين نعرفو من الجامعة. ليس هناك خلية ولا بيعة لقاءات بالمسجد فقط فهمني الإحتطاب؟ قعدت 20 يوما بالمصحة، ما حكاليش ما عملتش بسيدي عبد الحميد سوسة لم أقم بسطو ضد سائح. جماعة الجزائر ما علباليش بهم- لسعد ما حكاليش على برنامجه. متخبيين تحت الصخرة- 4 واجهوا- ما قلتش لأعوان أمن الدولة اللي عماد فجّر عبوة ناسفة. في نفس الليلة هبطنا- هو مشا في ثنية- واحنا في ثنية- projecteur ضو وأنا تحت طابية وهم يضربوا فيّ بالكرطوش. جاني للمستشفى شخص منعرفوش قالوا قاض تحقيق.   4- مروان خليف:  مولود في  14/07/1977            ساعة الإستنطاق  12: 45 حسنين نعرفو بكلية الآداب سوسة زملاء دراسة- أستاذ تاريخ- لم يعين مشرفا « القعقاع » في الداخلية- ضربني ضابط مشرف على العملية جنرال قال كسّر له ضلوعه الأولاد باش يشدوهم               دار بحي التعمير؟- لا وجود لها- سطو؟ أنا تعرضت لـ3 براكاجات. إطار- أهداف التنظيم حسنين وضحها؟ لا قابلته مرتين. اشكون عرفكم بجماعة الجزائر؟ علمت بعد سمير قالي تطلع شفت سلاح 1 عند سمير- وقت المواجهة 4 عندهم كلاشينكوف – آش كون كان يطبخ قبل المواجهة بنهارين؟ ما نعرفش بالسّيف علينا بقينا. وائل؟ ما نعرفوش- ريتو في الحبس- 2 يجيبوا ماء- 2 يجيبوا الحطب. حتى حد ما بايعوا أمير- سفح : جبل- ما ثماش رياضة. عند المحاصرة-لسعد- سامي- شكري- نبيل قالوا ذخيرة شوية قالوا: احنا ما نسلموش رواحنا. لبتاتي (براميل) تم تفجيرها من طرف (نبيل). أشكون عندو قنابل؟ ما نعرفش. سلمت روحي في بوعرقوب – سلمت روحي للجيش يوم28 ديسمبر السابعة صباحا- علاش أنا مسلم روحي والجيش يضربني؟   5- مخلص عمار:  مولود في 06/12/1981    ساعة الإستنطاق 13:00 تشرف على خلية جهادية في سوسة؟ لا حسنين نعرفو من الجامعة. لست مبايعا له أميرا. لم تحجز عنّي متفجرات- مضايقات أمنية بسوسة. كي نصلي عيب؟ استدعاء للشرطة طلبني صابر (الأعوان جاو للخدمة) هربت كراء دار قرمبالية أولاد الحومة الكل جاوا بالسيوف- الأولاد ضربو سكران رد فعل أولاد الحومة للإنتقام طلعنا للجبل – جاء سمير بعد. لم أقل الجهاد في تونس لا يكون كان في العراق ما تدربتش؟- شكون يتدرب- حتى حد- سمير قال لي نحمي فيكم لا علم لي بقضية الإحتطاب- ما حدثني حد على لسعد- سيارات وتفجير عن بعد؟ لا علم لي- لست أمين مال لتنظيم أسد بن الفرات- خبيت في دارك قذيفة يدوية؟لا- ما ثماش اجتماعات. ما تعرفش آش يكون- يجيب فيهم للجبل ؟ لا. عنفوني بالشرطة عنف شديد.   6- خليفة القراوي:  مولود في 1981  – مهنته الحدادة- ساعة الإستنطاق   16:00 أسامة العبادي تعرفت عليه في المسجد- آش كون عرّ فك بالجزيري والعمامي؟ معرفة سطحية- معرفة بالمسجد- اشكون خلاك تنتمي للسلفية الجهادية- لا أنتمي للسلفية- لم أتعلم صنع المتفجرات- كان ذلك بحي الورد بسيدي بوزيد؟ لا أعرف هذا الحي- تصوير تجارب المتفجرات؟ حي الأساتذة- اشكون إلي كان يمشي لهذه الديار؟ ما نعرفش- وقتاش سمعت بالمعسكرات- بسجن المرناقية سمعت بذلك- حملة على اللحي- تمسكت ببن قردان- جبل الكبار- أين يقع؟ سمعت اشكون يتفقد هذه الأماكن- ليست لي إجابة. 4 أشهر بقيت خايف من بعد بقاء أيام على الكرسي- مكره- قلت لكن موش صحيح- حاولت الهروب إلى ليبيا مع أسامة العبادي 24 ديسمبر2006 قبل ما تتوقف مجموعة عين طبرنق.   7- محمد خليل الزنداح: مولود في  1989 – سنة ثانية طب: ساهمت في تمويل التنظيم؟ لا- لم أنقل متفجرات.   8- النفطي البناني:  مولود في 30/03/1976  – أستاذ تقني ساعة الإستنطاق   16:20 عندي علاقة بالمهدي الحاج علي- نقرّي بالمدرسة2006 قلق متع الخدمة (Stress)- حبيت نعمل نهارات في سوسة- نحضر في أوراق العمرة-بوه عطار-عملت عمرة ورجعت- بعد مدة طلبني بالبورطابل(الجريصة) إجاني لتالة- حاجتي بيك نستن فيك بمحطة اللواجات-عندي مشاكل مع الدار هزيتوا للجريصة- صادف عيد- قتلو روح على روحك- قالي نحب نقعدك- نسيت بورطابلي الساعة 8 جاو الشرطة للدار هزوني بالمونوت- المركز هذا الرقم متعك ما نعرفش كيفاش تكلمت به أمس؟- عندك علاقة بجماعة روشرشي (مبحوث عنهم)- هزوني للداخلية تعذيب. اللي عرفك بالمهدي أسامة؟  أسامة ولد بلادي نصلو مع بعضنا في جامع واحد موش هو اللي عرفك بالمهدي- أسامة هزيتلو الحاسوب باش يبيعو لأسباب مادية. عيناي بها مرض- مشيت لقاضي التحقيق في حالة- خفت ليرجعوني للداخلية. قاضي التحقيق: مذبيك ما تغيرش الكلام متاعك- ما هو مكتوب عندو بحث الداخلية- حاجات بدلها؟ أي احتطاب ضربوني في الداخلية- خايف لم اعترف بالتبرع بالمال- السفر إلى السعودية لم يكن بغرض الدخول إلى العراق.   9- محمد البختي:    مولود في 14/11/1985             طالب سنة أولى تاريخ                                ساعة الإستنطاق 16:45 إيقافه 27 ديمسبر2006 في داره بجهة سليمان- انتماءك للتنظيم؟- كنية « سفيان »؟ أنكرها نحضر الإمتحانات- هزوني لقرمبالية ثم للداخلية سألوني على كمال الضو العصي على رأسي- ربيع زميل دراسة- معندوش كرهبة قرا معاي في الأولى ثانوي- مشيت معاه لزغوان لا عداد معسكر؟ لا سؤالهم: ربيع وينو؟ نحاولي حوايجي ضربوني- جبل المريسة لم أذهب إليه- أنا أصيل زغوان- المواد المتفجرة لا علم لي بها. خبيتها في جبل مريسة2 أكياس متع أمونيتر؟ عندي إعاقة بصرية- ما علمني حدّ صنع المتفجرات- هزوني للداخلية- وين ربيع؟حطوني « جيول » بعد هزوني إلى حاكم التحقيق- لاقالي أنه حاكم تحقيق ولا شئ.   10- جمال الدين الملاخ:  مولود في 01/08/1983                       ساعة الإستنطاق 16:45     طالب في الطب البيطري مولود بفرنسا. كلفت محام؟عند التحقيق قفص فيstafette  في بالي هزوني للسجن حطولي cagoule. دخلوني لــgeôle – بيرو حاكم التحقيق – الطريق توحي بأنها أمن الدولة نهار 25 طالبتو محام احنا مع بعضنا- مدلي دوسيات صحابي أصررت على طلب محام تغشش قال توه نتصلو بيه المحامي ويجيك للسجن وقت وصلت لسجن هبطوني ونحاولي الصباط حافي القدمين نجري والضرب على كل جسمي عدة أعوان cagoule مغطى رأسي يجروا بي. ذهبت إلى سوريا للسياحة- نويت الدراسة في العلوم الشرعية. أحمد المرابط؟ علاقة مصاهرة- الأقراص التي تتفرج فيها؟ الدار بحمام الأنف الشعبيّة؟ ما نعرفهاش هزّك ليها أحمد المرابط؟ لا. شكري الموريطاني عرفتو في البحث. كنية « المهدي » ليس له كنية محمد الهادي بن خليفة نعرفو لاعب كرة قدم. البحث كلو مغلوط وضعو تاريخ 23/01/2007 ــــ بينما أوقفت يوم 05/01/2007. تعليق تعذيب- دار الزهراء ما مشيتلهاش. علاش شريت البتاتي (البرامل)- غابة الأخباط؟قلتلهم وين البصمات؟ 14 عبوات ناسفة- فجرتو03 عبوة؟ قلتو تحت التعذيب. حجزو بالة- ساطور- محراث- المساحي هزوها. حجزوا عليّ 600 د.   11- الصحبي النصري: مولودفي 22/12/1981       ساعة الإستنطاق  17:05 تأثرت بالسلفية منذ 2003 حاولت تمشي للعراق؟ توفيق الحويميدي- مجدي لطرش ولاد حومة- حاولت تمشي إلى الشيشان؟ لا السلطات التركية رجعتني سنة 2004، نشطت في خلية إرهابية؟ قضيت 6 أشهر في السجن سنة 2005. احتطاب؟ ما حدثنيش عليهم حسنين؟ مخلص؟ اشكون عرفك على لسعد- هرسلة أمنية سوسة- جات كرهبة هزتكم  تدربتم على الأسلحة؟-لا- جند أسد بن الفرات؟ لا علم لي كنية « حسان »؟ لا ماعنديش كنية- لسعد ما خلنيش نهبط عند المحاصرة : سامي/ نبيل / لسعد- اشكون استعمل المتفجرات؟ اشكون يجيب الأسلحة؟ ماريتش- لا وجود لتقسيم هبطنا رافعين يدينا- العبوة المتفجرة- حجزوها عليك؟ لا.   12- استنطاق بدر الدين القصوري   مولود في 20/05/1982   ساعة الإستنطاق  17:15 لا سوابق- أسامة استقطبك؟ لا – آش عرفك بالنفطي؟ أسامة وفيصل ذهبت إلى سوسة عملت بمعمل الآجر- تعرفت على الكامل. أيمن؟ لا أعرفه أسامة طلب منك تشري مسدسا؟ لا، أيمن كان سيتوسط مع ليبي لشراء مسدس؟ لا أعرفه. عمليات السطو لتمويل التنظيم؟ أنا مشيت لسوسة نخدم. الإحتطاب؟ لا أفهم آش يعني. الكامل خبيتو بتالة: وقعت حملة أمنية بسوسة جاء بقى عندي مدة. كلنا محل متابعة أمنية- عندي لحية- مشيت لمنزل في عين طبرنق بل قرمبالية- وقت وصلنا قالوا هناك مشكلة مع الملاك تخرجوا من الدار ذهبنا إلى الجبل مع مكرم والكامل- آشكون استقبلكم؟ شفت سلاح 2 كلاشينكوف- ما نجمش نهبط- مهدد بالسلاح كنية حاتم؟ ما عطانيش حد كنية. خضعت للتدريب؟ ليس هناك تدريب. ضربوني بالداخلية 19 يوما- عملت؟ عملت! اشكون تصدى في الجبل : سامي- سمير شكري. رفعت المواد المتفجرة إلى أعلى الجبل ـــــــــ قلت- هددوني إذا غيرت أقوالي يرجعوني. لم أتدرب أصلا. الكامل كلفك بمعاينة بعض الأماكن المستهدفة؟ ما كلفنيش. مواد غذائية وصلها مكرم جريد لم أشتريها. بايعت لسعد؟ لا- ساهمت في التصدي للأمن؟ لا.  4 كلاشينكوف : – سمير.                    – سامي.                    – نبيل.                    – شكري. سلمت 200 د لأسامة والهاتف الجوال؟ ما عطاني حدّ 40 د عندي فلوسي.     13- مجدي لطرش: مولود في 20/06/1983  ساعة الإستنطاق   17:30 خرجت من سوسة- توقفت في قضية إرهابية حوكمت عام سجن مستقبلي ضاع- خرجت نخدم على روحي- الأعوان متع أمن الدولة ما خلاونيش رايض طلبوا مني أخبار على السلفية (تتعاون معانا) يحبو يرجعوني مخبر. ضغط تحت الخوف- نستني النهار اللي نخرج فيه من تونس عايش تحت ضغط. جاني أسامة قالي عندي صحبي ينجم يخبيكم- هزتنا لكرهبة منطقة جبلية عمل تليفون. وصلت الجبل ريت سلاح- شفت أشخاص ما نعرفهمش- قتلو نحب نهبط- هددني بالسلاح- مخلص شافو- ما دام أنا هنا تبقى لهنا كيف نغادر تمشي على روحك- تشديت آخر واحد- سلمت روحي- أعطاني سمير قنبلة- قلتلهم وين هي- أرشدهم إليها وذهبوا حملوها. لم أبايع سميرا. السطو على السياح؟ غير صحيح! الأهداف هل وضحها لسعد لا؟ 5 أيّام  قضيتها حدّ ما يتكلم. كنت نخدم في عطرية معزول. نعيش حالة نفسية محطمة- خوانجي/ متكلموش.   14- زياد الصيد : مولود في 16/04/1984  ساعة الإستنطاق   17:45 ما استقطبني حد روحت من مارث إلى سوسة لقيت حملة على الأولاد خايفين برشة- علاقتي بالصالحي- مخلص عرفتو في الجبل صابر ما قالش باش تتكون جماعة مقاتلة؟ لا. مشيت للجبل مكرم ورانا البلاصة- السيارة التي استعملناها كراء- شفت بالجبل2 كلاشينكوف- قرابة 23 فردا. نهار المواجهة 4- شكري- سمير- نبيل- سامي. ما قسمناش مجموعات: قمتم بتدريبات؟ لا. الجبل خايفين نتخبوا- شافك بدر الدين وأنت بيدك عبوة ناسفة؟ لا غير صحيح. قاضي التحقيق لم يعرض علي محام.   بقية الإستنطاق وقد تمت يوم 12/02/2008   15- زهير جريد: مولود في 13/07/1980 – لا سوابق عدلية  ساعة الإستنطاق   10:00 أنا فلاح- ماعنديش فكرة هزوني من مركز قرمبالية.عوض مكرم يحطوا شخص آخررهينة المنطقة لكلها رموا عليها الكركارة- يهزوا فيها على بعضها- عندي سعي وأرض نخدم فيها نروح المساء. الجماعة وقتاش شفتهم؟ يضربوا فيّ- مكرم قلي خليهم- بحذاك( يقصد مروان) رجله توجع فيه- بقي أسبوعين. نهز سعيي نسرح بيه نروح بيه في الليل. مكرم كان يهز في البغل- نجي ما نلقاش- جاني واحد هددني لابس كبوط هازز مقرونة. ماقلتس لدى التحقيق أني على علم بمعسكر. نسرح قريب السدرة- موش في الجبل. أمضيت محضر التحقيق؟ أمضيت = ما نيش عارف آش قلت. ما نعرفش روحي تكلمت وإلا متكلمتش. جاني للسانية. عذبوني- لمدوني مع الجماعة- تضربت في المرسى، في الداخلية. ما قلتش الي عملتوا بالحشمة من خوي.   16- حاتم الريابي: مولود في  26/03/1979 بتونس- متزوج له 2 أبناء                             ساعة الإستنطاق 10:20 عملت بمقهى- أصيل جندوبة- عندي سوابق ما نحبش نقول- تنظيم ما عندي به أي علاقة- مشكلتي هو خوي- متستر على خوي- أي إنسان ما ينجمش يبلغ على خوه. 25/12/2006 إيقاف بكفيتيرا- عصابة دخلوا عليّ بالسلاح – « بيستولاي » على رأسي- « كاقول » أكحل- مونوت باش – تقص لي يديّ وجدت نفسي بالداخلية عندها عرفت اللي هومه أمن عديت الليلة على كرسي- الأخلاق خلاتهم يخرجوني عريان « قلم »- طلعوني تعذيب- شعار: نضربو نوجعو التصريحات ماقلتهاش- كتبوها وصححت- قالو خويا من تنظيم القاعدة- دخل تونس معاه شكري الموريطاني- البوليس قالي خوك زياد بالجزائر2002- قالي مات- تدريب في أفغانستان معسكر- قالي عندنا مهمة أ ن ما عنديش كنية في الحومة يعطيولي « ولد حورية » قمت برصد مركز الأمن في جهة من الجهات؟ ما ثماش زهير ما طلب مني حتى شي وما مشيت لحتى دار- ما عنديش معرفة بربيع باشا – ما كنتش نصليّ. الديار آش كون كراها؟ المعسكر؟ ما عنديش علم- لسعد ما نعرفوش زهير والموريطاني جاوني للدار زهير قالي كان ثمة حاجة تو نكلمك بالتليفون. قيس ما نعرفوش- ما مشيتش لحمام الشط- أجهزة الإتصال جابها ما وصلتهاش إلى حمام الشط؟ بورطابل300D مساهمة؟ لا غير صحيح. جابوني للداخلية (بلانكو- بقعة للحفر). –         حاكم التحقيق جابلي قهوة وسيقارو. –         21h ليلا أمام التحقيق. مع التعذيب والتهديد اللي تلقيتو من الداخلية- قلت لحاكم التحقيق: خاطيني الكلام في الداخلية ما ثماش منو. قالي: هات الدخان والقهوة ودبوسة الماء اللي جابهم (ضحك). رأسي في بتيّة رأسي يبق يبق في الداخلية- أنكرت. قالي صحّح- قلتلو نقرأ قلتلو ما نصححش. قالي بعد في الحبس يجيك محامي. جاني محام للحبس بعد3 أشهر- عمل مطلب إفراج- قالي لماذا لم تطلب إعادة استنطاق.   17- رمزي العيفي: ساعة الإستنطاق   10:30            مولود في 1982                               منشط سياحي سابقا   محمد الهادي؟ صهري نعرف صوتو فقط.أنا خذيت أخته- تعرفت عليها عن طريق الشيخ الخطيب- حبيت نزورو زيارة الصالحين. سمعت من عند والده أنه يعمل في سوريا- عندما رجع؟ لم أتعرف عليه. وائل؟ نعرفو يجيب دبش وينصب في الأسواق- سيدي بوزيد صغيرة- قدمتو لنسيبك؟ ما نعرفوش نسيبي. تتسوغ سيارته؟ أتسوغ سيارات. ربيع يقرأ في سيدي بوزيد الفلاحة- علاقتك به؟ نصلي مع بعضنا. منازل تنظيمية؟ لا أعرفها- لا في بالي تنظيم. أنا نصلي- نعمل لحية وقميص- سنة  الرسول (ص) البوليس يقطّع القميص يحجملي اللحية- نشري كتب يحجزوها- يجبونا حتى في الليل. بعد الإهانات- برّ على روحك تجدي  فرصة أو ل واحد نجيبوك يوم 02 جانفي2008 عندي 13 شاهد خروجي من الدار يدّزو – هزوا الفلوس البورطابلات منع خوى- هزوني في « باقة ». تعذيب هو تعذيب! الرئيس: الماديات آش فيها صحيح؟ الحقيقة- ما ننسى الأصل ونتمسك بالفرع أن أقول لا إله وأعمل بها (هذا الحقيقة). الرئيس: قول هذه محكمة للناس الكل (تهديد). هزوني إلى المركز (عقاب أعظم من الحكم التي صدر ضدي في هذه جريمة). الرئيس: هذا موش موضوعنا! باش نطرشق وين نحكي؟ قدام شكون؟. حرقوني بالدخان – حرقو دبشي- ضربو خوي- دم يسيل من يدي. 21 يوما نطلّع في الروح في أمن الدولة تورنفيس دخلوه في دبري- ما نجمش نرقد- الكف والبونية- وكلوني الصابون الأخضر ضربوني بالكابل- ما عدش نجمّ نتكلم- صارتلي حاجات غير عادية. قاضي التحقيق خدعني: طلبت محام مرتين قالي بعدين- قالي ما هوش استنطاق- صححت- وقت جاني المحامي فاجأني هذه حقيقة- هذا واقع.أنا برئ.     18- وائل العمامي مولود في 17/09/1985       ساعة الإستنطاق 10:45 وقفوني حوالي الساعة 17:00 بعد الظهر- قرب مستشفى سيدي بوزيد- 4 سيارات حاصروا سيارتي- هبطوني مالكرهبة- هبط واحد بلباس أكحل جبد عصا ضربني. واحد صاح: اقتلوه يحبو يفجروكم- كتفوني كالعلوش. الداخلية: طلعوني الفوق: السؤال علاقتك برمزي؟ أجبت عادية. نقبولي وذني عروني- هذه آثار حرقان مونوت حرقان- صححت على المحضر قالولي نقتلوك- معلق في « بلانكو » عاري تماما والضرب من كل جهة. خرجت من الداخلية : 17 جانفي ـــــ geôle ـ حوالي الساعة السابعة صباحا  قابلت السيد حاكم التحقيق حوالي الساعة 17 بعد الظهر! معادش تستحضر- جابلي كأس ماء شربت قالي صحح على الأوراق هذه -صححت- علمت أنا من جماعة سليمان. لسعد ومحمد الهادي ما نعرفهمش – طلب منك رمزي باش تخبي لسعد ومحمد الهادي؟ ما نعرفهمش- كنية منير؟ لا ما عنديش مشيت لسبيطلة؟ لا. خلية سيدي بوزيد؟ ما نعرفهاش. وقع تعيينك ( من طرف لسعد) أميرا على خلية سيدي بوزيد؟ لا ساهمتش ماليا في التنظيم؟ لا أعرف التنظيم حتى أساهم. آش كون كراء الدار في حي الأساتذة؟ ما نعرفش. لا أعرف التنظيم : ما نعرفش هذا التنظيم حتى أكون عنصر اتصال. آشكون كلفك باش تجلب عناصر؟ لا علم لي- منزل الإبراهيمية : لا أعرفه ـــــ أطلب الحكم بعدم سماع الدعوى. 19- فتحي الصالحي: مولود في 28/09/1983     ساعة الإستنطاق 11:10 حسنين عرفته في عين طبرنق- نعرف اسمه « جمال »- عرفت اسمه في الداخلية-لواش مشيت إلى الجبل؟ كنت ماشي إلى صلاة الصبح جاني استدعاء من المكتب 105 بمنطقة سوسة سألوني تصلي بالرفع والقبض؟ تصوم الإثنين والخميس؟ صدرت في  برقية تفتيش. مشيت باش « نتدرق » « نتخبي » أكرو سيارة ( مهدي الماجري+ إبراهيم) باش نمشوا لدار حتى تهدأ الحملة ضد الملتحين بقينا ليلة كاملة واحنا نمشيوا في الجبل قعدت فيه أيام جاء بعدها « سمير »(لسعد)عند 2 سلاحات حبيت نغادر قلّي ما تهبطش!فهمت اللي هو تهديد. قال لي نضمن على روحي بعد نسيبك. وقعت المواجهة بالكرطوش بعد 5 أيّام- كنت تحت شجرة كبيرة لم أتدرب لم أر من تدرب-2+2 سلاحات مواد متفجرة؟ لا- كنت متخبي بين الحجر- « سمير »-وقنابل- لم أشاهد. هربت أنا وزياد الصيد وصلنا للطريق شافونا الأعوان قربوا منا « تخفينا » من الغد سلمنا رواحنا- قالولنا اقعدوا على ركايبكم ضربونا بالكروس متع البندقية   جرحنا. تهددت باغتصاب أمي- علقوني المرأة التي عاملة محرمة قالوا هذا أمك- اسألوا زياد الصيد- الأوراق إلي عندكم بالسجن المدني طبيب أعصاب يعالج فيّ= مرضت من شدة التعذيب. تسمحلي نفصلها جزئيا. الآم  المهولة التي حسيت بها- المحكمة تعذرني. عارضه القاضي ما هوش مجال باش ناقفو على روايات. رأسه يرتعش. كنت نقرأ- في المركز الثاني موجود في أفريقيا- اضطريت نهز صاكي ونهرب؟ عذرا لأبي كنت أشرب وقت اللي رسمت على سنة الرسول- بدت المحنة – الآن مانسيتش. مكتب 154 بمنطقة الأمن بسوسة : نهار كامل موقوف. حاكم التحقيق في حالة أكثر من هذه – حاكم التحقيق قالي راه رحمة- موش نقمة- برش حوايج ما قلتهاش- قالي هذا إجراء شكل ي- روحت إلى السجن- غاية التحقيق؟ ما نعرفش- مرضت بالفدة- عام كامل في العزلة علاش- على خاطر هربت- حبيت نهرب- سيف مشهور وقبر محفور.   20- توفيق الحويمدي : ساعة الإستنطاق 11:25         مولود في 08/04/1978 سوابق: تسترعلى مجموعة إرهابية- تعاطي البغاء السرّي غير صحيح –عندما علمت بذلك بالسجن مرضت نفسانيا- متزوج- وقتاش انخرطت؟ نعرف أولاد الحومة: نعرف مجدي لطرش، مخلص، صابر، عماد، الصحبي النصري. مشيت إلى سوريا وحدي- أنا وحمدي منصورهو الذي: موّل السفرة- لا وجود لمحمول ما اتصلتش- بعلي العيادي ولد حومتي- نزار حسني (وليد). لسعد؟ ما نعرفوش- قلقتني الشرطة متع سوسة ديما تمشي علي وتجي هربت للدار بئر الشباك نهارين هبطت للبلاد نجمع الزيتون، هربت طالع ناوي لدار في بالي مشيت لدار- دار أسامة + الصحبي مجدي + في الجبل لقيت : o       مخلص. o       صابر. o       علي. o       فتحي. o        الكامل. مخلص ولد حومة، نتقابلو في الجامع- ما شفتش سلاح- جمال قالي راهو  عندهم سلاح مخبي في الصاك- حبيت نهبط لسعد منعني قالي « حتى نحضر روحي ». ما عنديش كنية عبد الباري- محاصرة الجبل؟ سمعت الكرتوش- ما شفتش- احنا كنّا تحت الحجر- ما شفتش أسلحة، متفجرات؟ لا ما هي التدريب- غير قادر- لم أترأس مجموعة (أنا معاق كنت اعمل عساس). شئ يأسف سلوك: حاكم التحقيق- شجر برشة- هربنا من سوسة- محناش من الأوائل 5 أيام فقط بالجبل. توقفت يوم 23/12/2006 6h30 صباحا- سلمت نفسي للشرطة ضربوني- حطولي التل في يديّ من تالي ضربوني- سلب (احتطاب)؟ معاذ الله كيفاش أنا مسلم نعمل هذا!. تهم؟ تحريض: من حرضتوه- تمويل آش كون موّلت؟ من أين لي(380د نوزعهم بين كراء ماء وضو + 2 صغار). سلاح؟ قلت لمحاكم التحقيق وريني المحجوز رفض طلبت مكافحات رفض 5 تهم باطلة.   21- جوهر القصار:  مولود في 29/07/1977   ساعة الإستنطاق 11:40                        موظف بوزارة الصناعة. جوهر سلامة عرفني بربيع- قابلتهما بسوسة عام 2006. ربيع طلب مساعدته للعمل بوزارة الصناعة. قابلته بجهة البلماريوم حكيت معاه شوية- طلب سلفة أعطيته 400 د مساعدة للزواج. مشيت إلى دار جدة جوهر بالشابة- التقينا في رمضان- ما دخلتش الدار ما صنعتش مواد متفجرة وما خبيتش مواد متفجرة- مشيت إلى الدار التنظيمية؟ ربيع حكالي على الجهاد (العراق- الشيشان أفغانستان) قالي حتى في تونس نجموا- نجاهدوا حب يقنعني إلا أنني لم أقتنع- جاني للخدمة س  أأأشىتنثقهخرع 13490ئءئ\ئ\ئءءأؤ ئءؤ آـآأأأأأأة    ةو   وز أأأ  ²²²األني في الموضوع الجهاد لم أقتنع- اقترح علي الذهاب إلى منزل بحمام  الأنف هناك من يستطع إقناعك- مشيت لبسوني « كاقول ». قعدنا مع 2 أشخاص (زهير+ لسعد) دوب ما دخلت ثم كي المنشر- استنيت شويه مع ربيع. خرجلنا « سمير » أنا مفجوع- حكينا- على الجهاد- أنظمة فاسدة يلزم نضغطوا على الغرب- ما اقتنعتش بكلامه- خرج معاي ربيع ظاهر الأمر مريب- اقترح علي سمير تحبش تعاونا في الجهاد- قلت له ما نعاونش ما شفتش سلاح  هذيك آخر مرة. ماحدثنيش على الجبل- ما عنديش كنية- لم أعاين أهداف رفضت معاينتها- بيانات حول مقر أحد الأحزاب؟ لا لم أساهم ماليا في التنظيم. تعذيب شديد- تهديد بالإغتصاب- يضربك حتى تقول إيه- حاكم التحقيق قالي كان تنكر ترجع- باحث أمن الدولة كان في « الجيول » خفت من الرجوع إلى أمن الدولة. هو يسألني إيه وإلا لا.   22- عماد بن عامر: مولود في 1973 – نجار حرفة ساعة     الإستنطاق 11:45 مخلص عمار ولد حومتي هو إلي استقطبك في جند أسد بن الفرات؟ هذا الإسم لا أعرفه مخلص طلب منك سلفة؟ لا أعطيتو ولا سلفتو- لقاءات عناصر خلية سوسة؟ نعرف مخلص- صابر الراقوبي- نقعدو في قهوة. الإحتطاب؟ أنا مريض بالسكر- معرس جديد.                نأخذ الأنسولين (صباح وعشية). تقلقات (هرسلة) من أمن الدولة.  أنت هربت بالسلاح إلا وبلاش؟ (ضحك) من أين آتي بالسلاح في الجبل: سمير/ نبيل/ سامي/ شكري عندهم سلاح 4 كلاشينكوف. أنا مريض بالسكر مش قادر على التدرب لو أذهب إلى آخر القاعة نطيح – نزرّق صباح وعشية- لم أبايع- مشيت مسكت أنا صابر وعلي ومخلص- مطاردين- كرينا دار مكرم دفع الكراء 30 أو 40 د- صارلتنا مشكلة- كنا باش نبقوا 8 أيّام هذا ما تفاهم مع مُولى الدار- ما حاجتناش بيها- مؤقتا طلعنا إلى الجبل – ديركت (direct) نقعدو حتى نوجدو دار- بقعة فيها صخر وشجر مشينا من الأول- مجموعة- كل خلية- تمشي في شكل خلية نبيل استعمل مواد متفجرة يحكي هو وسمير سمعت كلام- ما نعرفش آش فجّر ماريتهاش سمعت حوار- متخبي لوطة- بعد كيف جينا منسحبين هبطنا متسللين وتفرقنا مجموعات لا- عرضتنا دورية هربنا. لسعد عطاك قنبلة؟ أنا سلمت نفسي كيفاش عندي قنبلة- سبب هروبي : كنت في سوسة تعرضت لعدة ضغوطات. من طرف أمن الدولة بعد صلاة العشاء- تجي لمكتب 152. أول حاجة بالضرب حرقولي لحيتي بـــ briquet- وليت نصلي في الدار يدّي آك تشوف وجهي حلوهولي يعملي سيجارة في جنبي- رأسي- ساقيّ الزوز مدمرة تحب تشوف ونريك جمعة كاملة قاعد على تابوري(ما نرقدش) يعريني على الجليز عريان يضحكو عليه- وراوني بــPortable بالسيف أفلام إباحية. ماذا بي نرتاح شوي ما نقدرش.   23- جوهر سلامة: مولود في  16/07/1978  بالشابة-         تقني سامي                             ساعة الإستنطاق 12:07 عرفت ربيع؟ ولد حومتي. آش كون تعرف من إعضاء التنظيم؟ « يوسف »؟ ما عنديش هذه الكنية- كريت مرةastra Opel – طلب مني ربيع باش نوصلو لجهة سليمان هو ما يسوقش- ياسين التركي- سنين عندو سيارة.قالي باش نصيبك البنزين 50 د أعطاني نعرف صالح الشلبي مشينا لسبيطلة- منطقة بعد سبيطلة فيها استراحة قبل سبيطلة جاه تليفون بعد ساعة ساعة ورجع قالي تنجم تروح، روحت وحدي- ما ما تقابلتوش مع سيارة R5 ما قلتش اللي ثم أسلحة باش يجلبوهم- جبت سلاح من القصرين؟لا. اشكون كلفك باستقطاب العناصر؟ جوهر القصار ما استقطبتوش؟ وقتاش بدأت التدريب على الأسلحة والمواد المتفجرة؟ لم أتدرب . حاتم الريابي وذياب؟لم أشاهدهم فيما سبق. وقتاش طلب لسعد باش تقع معسكرات؟ وقتاش عرفت محمد الهادي خليفة؟ وائل عرفته في الداخلية- قدام الدار متع حمام الشط أوالشعبية؟ ما مشيتش- هناك جزئية صغيرة صائفة 2006 نخدم بشركة توزع مواد فلاحية- دخلت مسؤول عن stock مواد الأمونيتر كانت عشرات الأطنان من الأمونيتر إذا وقع استقطابي كنت نجم نوفر كميات كبيرة منها بسهولة- حتى في  بحثي قلت الدار في الشابة المحجوز6 براميل متفجرة شريت هذه من الشابة وأنا لا أستحق باش نشري من الشابة. بالنسبة لقاضي التحقيق. علاش رفضت محامي؟ ما عرضش عليّ. من الساعة 7:00 صباحا وأن بالجيول إلى 18:00 مساء استنطقت ربع الساعة. ما انظميتش ما ثماش علاش نندم.   24- محمد أمين الجزيري مولود في 25/06/1979   ساعة الإستنطاق 12:25 تعرف وائل العمامي؟ ولاية صغيرة نعرفه- حافظ؟(يصلي معنا).  حسنين؟ ما نعرفوش- المجموعة التي دخلت من الجزائر؟ حسنين ما نعرفوش- السيارة الوالد- استعملتها؟ عملت عليها في النقل الخاص- ما ستعملتهاش للتنظيم- لسعد ما نعرفوش نقلتش إلى وادي مالوسي، وقتاش شفت أسلحة-2 مسدسات 120د الواحد غسان السلياني طلبت واحد جاب 2 جرب منهم واحد- مخلص ما نعرفوش- سكنش بحي الإبراهيمية؟ قابلتش فيها حدّ؟ أسامة العبادي- علمكش صنع المتفجرات؟ لا علاش انتقلتو إلى حي الأساتذة؟ دار بابا هناك- خليفة القراوي؟ ما نعرفوش- رمزي العيفي تعرفو هو القائد؟ لا ما ثماش مجموعة مع نجم الدين البرقوقي نمشي نصلي مع بعضنا. أسامة العبادي ما أعطاكش 8 آلاف دينار ما هزيتش فلوس؟ لا. محمد علي الخرشاني : ما تعرفوش- مشيت بالكرهبة متعاك إلى جهة الجبال، لا، إلى ضيعة فلاحية- ضيعات داخل البلاد- ما شتفتش متفجرات. آش حجزوا عندك؟ قنابل؟  لا. تمشي إلى صفاقس لجلب مواد متفجرة؟ لا. هذه تصريحات تحت تعذيب الداخلية- أكثر ما مسني أصوات صياح – قيل لي أنها صياح زوجتي قالولي باش تمشي إلى وكيل الجمهورية، ما تغيرش أقوالك الساعة15:00 ! السيد العميد تفضل قالي ارتاح جريمة انتماء عندكم حتى سؤال ما سألني لــَهُ علاقة بالقضية شافني مضروب في وجهي قالي باش ترتاح في الحبس- هذا بحث أوّلي وتوّ نسمعك ما في بالي بشئ تشديت يوم26/12/2007 هذا اللي صار لي.   25- صابر الراقوبي:  مولود في 02/06/1983  ساعة الإستنطاق 12;35 الحمد لله رب العالمين والصلاة على رسول الله- أنا جاهز قبل الإستنطاق. تمكني أن أذكر الأسباب- حاضر باش نجوابك على جميع الأسئلة. حكم لا يخصني- هذا الحكم وأشهد أني برئ مما نسب إليّ- هداني الله- لا أخاف إلا من الله- ما يهمنيش الحكم- ظلم اللي تعدى عليّ. الأسباب كنت نخدم بنزل سياحي- نخدم مع سياح من جميع الدول سمعت فتوى وجدي أمين قناة « الناس » لا يجوز العمل بالنزل- عملت مع لزهر- أنا لي صنعة حلاق- طبخ- عاونته- قالي باش نخدم في ليبيا. خوه في الله خدمت في الحانوت جمعة- نشوف كميون البلدية و Sonede (شركة توزيع المياه) دخلو وينو لزهر- جاوبت  أنا صانع- بطاقة التعريف؟ أمن الدولة؟ ما يثبت؟ بيرو152 مقره بمنطقة الأمن بسوسة وين لزهر بدو يضربو فيّ عشرة أياّم في أمن الدولة وين لزهر؟ حطوني في بيت صابون عريان يكورّو بيّّ ويستهزؤوا بيّ وفي الآخر عطوني بطاقة التعريف يدخل العون: انتي الي صارهنا! قعدت- نمشي ونجي يحرقوا لحيتيي بالبريكية. سلمت الحانوت مروحين من صلاة العشاء تكرّرت العملية خلوني 4 أيّام- ونبهنا عليك- يصدو عليّ ديني طلبوني من نصبح صبّاب قالو توه تتشد بعضمتك- عملت محضر وصححت على أوراق- خسرت خدمتي. خدمت مع عماد بن عامر تركيب الأثاث- بحذا مخلص دورية أمن الدولة كلّمتو- مخلص قالي باش نهرب- مشيت لعماد قلتلو الخبر نهربو وقلت هو  « غول الدولة » –موش أمن الدولة- مروان/ ساسي / مخلص/ بن عامر/ شهريتي380 د مشينا ركبنا في محطة الترام بقرمبالية- كروا دار مؤثثة في سوسة البوليس يلمّو الشباب- لقينا الدار على 8 أيّام رأس الشهر يكريها لغيرنا. ولد حومة شاكسونا- خرجنا الصباح- قلنا ما نلقاوش دار مع 04 صباحا- طلعنا إلى الجبل مكرم- قللنا نقعدو حتى- نلوجو دار أخرى – جبال صخور، مكرم جابلنا مفروش- مكرم يلوج في الدار- بشوية جاو والأولاد فتحي وزياد- الصحبي- المهدي – الشباب الكل يتعرض للتعذيب = جاء سمير- شكري ما نعرفش منين جاوا- شفتهم  بلاش سلاح بعد اليومين الأخيرتين- شفت كلاشينكوف- جاء الصحبي المسروقي- « أبو دجانة » كنية صحابي أنا عندي كنية « شبروش » ما يساعدهمش في القضية هذه. ساهمتش بالمال؟ – الأولى أن أعول والدي- حسنين تعرفت عليه أسامة وبدر الدين وفيصل(في بئر الشباك) ما عندي حتى خلية موضوع العراق فلسطين تتجند كالعامة- ما خممتش باش نخرج كان تسمح لي الدولة نمشي ننصر أخوتي في العراق. حسنين: تحدث على نظرية لمّ الشتات. أنكرت كل ما نسب لي لدى التحقيق- تعلقت في وضع الدجاجة المصلية ينتف الشعر من الدبر والقبل- هددوني إيقاف- بوك وأخوتك- أنكرت لدى التحقيق- تنكر وإلا ما تنكرش بعد شهر واحد جاوني أمن الدولة السجن وقالوا تو تشوف قاضي التحقيق يعتبر واحد من أمن الدولة. ما ثماش تنظيم- الطاقة التي تعطيني باش؟ أنا راني وصلت كليت الحشيش- الكامل أم هاني عرفتو في الجبل. حاسوب: نتفرجو في أفلام- احتطاب؟ =تهمة كيدية هذه الإساءة إلى الإسلام والمسلمين- الشريعة الإسلامية : تقطع يده السارق لم أفعل – يجعلني  نلوج باش نأكل. سمير تعرفت عليه في الجبل / جات قوة أمنية- ما ثماش تنظيم ميثاق تنظيم- سمير- ليس هناك تقسيم. السلاح في يد4 ما عنديش قنبلة عندما هبطوا- حجزولي  380 د جلسة 21 ديسمبر و 22 أمن دولة جلبوني من السجن إلى الداخلية قالولي تعترف وتعترف على أخوانك- يوم 28 عادوا جلبوني وضربوني. ضربوني بالسجن- أسناني اسقطت و3 أضراس تشكيل أسناني بالحديد- عايش على الحليب في الحبس.     26- محمد بن لطيفة: مولود في 1983  ساعة الإستنطاق 15:30 أنا خايف- المهدي نحبه- متكلتمش معاه في أي موضوع ديني هو اللي يعرفك بحسنين؟ تعرفت على الإسم بالداخلية- نعرف صالح لم أذهب إلى أي منزل تنظيمي مشيت لجبل بعين طبرنق كنت موجود بالجبل- ما كنتش نعرف اللي أنا طالع للجبل مشيت لدار أنا وشكري المفتاحي- قلتلو اللي الأمن يلوج علينا قالي شكري عندي دار نتخبوا فيها- هزنا للجبل  من سوسةـــ في سيارة نقل ريفي- ما خذيتش ترام- كنا ثلاثة شكري مفتاحي وأنا وحسنين. لم أكن أعلم أنه جبل- قالولي دار فيها مشكل طلعوني للجبل- قلت باش نحب نروح : سمير كان موجود قلت لشكري هو اللي يعرفو- الصباح جاني « سمير » ما تجمّش نهبط- هناك الحلوف- 4 أيام هبطو فيها المطر ما عنديش باش أتدفأ السخانة شدتني- كيف ريت سلاح قلت له برجولية نحب نهبط- هارب من الكفوف متع البوليس لقيت سلاح! ما حبيتش نمشي للعراق- نحب الحياة- أنا إنسان جبان- كلمتو على أمي سمير بكى فيهم الطيبة- طلب مهلة- وسيطلق سراحه ما ريتش منهم- حاجة مشومة أنا إنسان جبان- لم أتدرب- شاهدين بطالة. القنابل شفتهم؟  شفتهم عند التحقيق. العذاب بالداخلية خايف باش نقولو- قالولي رئيس المخابرات(حاكم التحقيق- الإبتسامة ما غادرتش شفتاه). أشهد الله أني برئ. مدلي ورقة واحدة-قالي  نبعثوك للحبس ترتاح. في الحبس دايخ في بيت- مترو على مترو مرتين قولولي هيا محكوم بالإعدام إلى حبل المشنقة. لبست (دنقري) ما فيهاش قفل- بعد الضرب- صححت على بقية الأوراق- ورّاني سكين طلبت كشف البصمات. تهمتي الوحيدة – أني تونسي- هل اللحية حرام؟ هل هي باش تغير الدولة؟ أنا إنسان تحطم أمّي تجيني من سوسة بابا عمره 73 سنة يرعش- أمي تتسلف باش تجيني هذا الكلو على خاطر اللحية- قنبلة من غير بريكية؟ كيفاش تعدات على أمن الدولة؟   27- أسامة العبادي : ساعة الإستنطاق  16:00 –  مولود في 1982 –  مهنته التجارة علاقتك بوائل العمامي متى بدأت؟ نعرفوا معرفة سطحية. نشوفوفي الأسواق- عرضش عليك التحول إلى العراق؟ لا. طلبش منك مساهمات مالية؟ لا مشيت معاه إلى حمام الأنف الشعبية؟لا مشيت وحدك؟ لا- لسعد ساسي تعرفو؟ لا. كنية « أيمن »اختاروها « الداخلية » من سوء حظهم نساو واحد آخر اسمه « أيمن » كذلك- أصلا ما ثماش تنظيم- علاقتك بخليّة سيدي بوزيد؟ نسافر إلى الجنوب نشري السلعة. دار حي النور؟ لا أعرفها لم أتلق دروسا في المتفجرات- ما ثماش منها- صورت مشاهد صنع المتفجرات بالكاميرا؟ سمعت بها في التحقيق مسدسات محمد أمين الجزيري؟ لم أسمع  بذلك- ما استقبلتش عناصر من الخلية سيدي بوزيد؟ لا علم لي بوجود خلية بسيدي بوزيد- أمين الجزيري يشري بضائع من بنقردان- القدري تعرفه؟ لا. المختار العكوري: له عقارات ورثة- فلوس هذه للتنظيم؟ لا وجود لتنظيم- معتمدية بن قردان ألقي عليّالقبض الساعة 02 صباحا- يوم 23/12/2006 ذهبت اشتريت بضاعة من بن قردان- ما لقيتش- الكرهبة اللي نتعاقد عادة معها – خليفة قراوي قالي نشوفلك- حدثني على إيقافات – دورلي علي كرهبة – إلى  بن قردان- توجهت إلى الشخص الذي نقضي منه عادة لم أجده عديت 3 أيام  نهار الثالث عندي11 ألف دينار في حكة عسل- دخلنا البيت اقتحموه سألو آش كون خليفة- هزونا إلى ثكنة الحرس- شافو الإعلامية كما يلقاو شئ- علقوني وعذبوني- جردوني من أدباشي وحلوا الشبابك – منين هذا المبلغ؟ قلتلهم- الأربعة صباحا وجاء وكيل الجمهورية أعطيونا آش عندك جاني كذلك والي مدنين: قالي لاش تعمل هذه المشكلة هزونا من مدنين – إلى تونس – جابولي album  متع تصاور – بوزارة الداخلية – شئ اللي شفتو ما نقدرش نوصفو. نتعرض للتعذيب- نصحح- 28 يوما في الداخلية عند عميد قضاة  التحقيق فرح بيّ : قالي نعرف في الداخلية ثم تعذيب- نحبك تحكي مرتاح- مانيش مصدقو. أمن الدولة ما يجيش : مطلوب كان نصحح؟ باش نحكيو في الحوار الديني قلت له هذه المسألة ما تهمنيش- نحب نتعرف على فكرك- عندكشي أفكار الجهادية- حوار خارج عن البحث ماشي للسجن ترتاح هذه أمور شكلية تويجيوك داركم يعملولك محام- حسبي الله ونعم الوكيل عندي آثار تعذيب نحب تعرضوني على الفحص الطبي، أسبوع قاعد  على كرسي.   28- الكامل أم هاني: مولود في 24/07/1983 ساعة الإستنطاق 16:30 قيس حكا معاي على العراق- مقاومة الإحتلال- ما عادش نخالطو- بعد تعرفت على حسنين العيفة حكا معاي في الجهاد جهاد الأمريكان باش يدخل الجنّة- عملت عمرة علماء الدين بالسعودية- حسنين قالي يحبّ يتخبأ- دليتو على قيس دالي حبيت زادة نسمع البوليس فكلي الباسبور في سوسة طلبوني 9 صباحا جيت 10 ضربوني- حسنين قالي احنا في قرمبالية عندنا دار كريناها. مشينا إلى قرمبالية معاه مكرم- قالي تمشوا للجبل تبقاو المدة الي يجمع فيها بوه الزيتون- كنا في كهف كيف جاء سمير قعدنا تحت الشجر حولنا الدبش- صار الي صار- سمير يدور معاه « كلاش »(شكري، سامي، ربيع، يطلعو المؤن). حسنين فتح حانوت يبيع ألبان- ما علميش بخلية- مخلص عمار؟ لا أعرفه علي؟ الصحبي؟ لا أعرفهما مروان- فتحي الصالحي عرفته بالجبل ما عنديش  تنظيم- ربيع (كلاش) وقت المواجهة ماريت شئ وفات المواجهة شفت السلاح عند الأربعة- لم أر أي عبوة لم أشاهد أي أحد يضع مواد تفجير- حاكم التحقيق قالي موش لازم تعمل محامي أنا محاميك. قتلو بعد في المكافحة آش خلاك تعديها عليّ. قال ليّ: اكتب في السجن- المحامي قالي عداها عليك- في الداخل يكركرو فيّ والضرب « بالبردكان » يلزم تقول « حاضر سيدي تاج رأسي نحييك » تاقف (عندما يفتح الشباك الصغير اللي بالباب) وتحيي وتقول « سارق دجاجة شدوني علقوني » (السيلون معبي بالماء) رأسك لوطة وقت يجي الصليب الأحمر- ما تحكيش على الداخلية- بعد المحاكمة ما يفيدوكش جماعة حقوق الإنسان.                                                                 29- مهدي الحاج علي : مولود في 28/02/1980   ساعة الإستنطاق  17:50 آش كون تعرف من المجموعة؟ حسنين تعرفوشي؟ لا لم يحدثك على الجهاد في العراق؟ حدّ آخر؟ حتى حدّ- متهم بالفكر السلفي لمّا كنت بسوسة- ديمة يهزوني نبحث. مخلص عمار؟ ما نعرفوش- مكرم؟ وزهير؟ مشيت باش نتخبى- ذقت الأمريّن من طرف السلط الأمنية- ممنوع من السفر- مشيت لتالة- طلبت من النفطي هزني إلى (لجريصة) روّح لدارهم وخلا portable فاقوا بالرقم- هزوني للداخلية. الكلام قلتو تحت التعذيب- 3 أشهر مسجون- يعاودو عذبوه- كافحوني بيه!أموال؟ كتائب عقبة بن نافع تجبرت نختلقها جابوه الشخص طلعت كذبت عليه- عملولي أشياء لا أخلاقية أثناء تعذيب.   30- محمد أمين ذياب : مولود في 30/09/1978   لا يقدر على الجواب مصاب باضطراب نفسي.

حوصلة لمرافعة الأستاذ محمد عبّو أمام الدائرة الجنائية

نشرة محمد عبَو في الحدث السياسي, تشرين الثاني 16, 2008  سيدي الرئيس حضرات القضاة الأفاضل، إن اختيار الترافع في هذه القضية ليس بالأمر الهيّن على المحامي. اختيار الترافع عن المتهمين جعلنا في حيرة لا تقلّ عن حيرة شيخ المعرّة لمّا قال: »في اللاذقية فتنة ما بين أحمد والمسيح…هذا بناقوس يدق وذلك بمئذنة يصيح ليت شعري مالصحيح « . سيدي الرئيس، في وقائع هاته القضية حادثة مؤسفة ومحيّرة حصلت بين ضابط عسكري وخارج عن القانون.. الضابط تلقى أوامر بالتوجه مع جنوده لجبل عين طبرنق لمحاربة المتمرّدين.. أخذ سلاحه وانطلق للقيام بواجبه وللدفاع عن سلطة الدولة والقانون وعن شرفه العسكري.. إلتقى الضابط في الجبل بالخارج عن القانون.  وجّه سلاحه نحوه ثم تراجع عن إطلاق النار عليه لمّا بدى له أنّه أعزل وحاول إلقاء القبض عليه حيّا.. لم يشأ أن يسيل دما.. لم يشأ أن يقتل ابن وطنه. الخارج عن القانون، كان فارّا من القمع صعد للجبل اعتقادا منه أنّه يدافع عن نفسه… عن كرامته…عمّا يؤمن به. فهم أنّ الضابط سيحمله حتما لأعوان إدارة أمن الدولة أين سيكون مصيره التعذيب الوحشي الذي لا يطيقه إنسان… ففجّر قنبلة تناثرت على إثرها أشلاؤه وأشلاء ابن وطنه. كيف لا نحتار في قضية كهذه؟ أيّ معركة هذه التي تقع بين شابين كهذين؟ من مثل النقيب فوزي الزياتي يعرّض حياته للخطر وابنته لليتم حتى لا يقتل ابن وطنه في حين أنّ غيره في هذه الظروف قد أطلق النار من بعيد حتى لا يعرّض نفسه لإحتمال القتل والجرح وربما من باب التنكيل؟ ومن مثل حسنين العيفة يدافع عن كرامته وما يؤمن به بالسلاح ويفضّل الموت على الإهانة؟ هاته المعركة وجب أن تكون الأخيرة في تونس. وأقول منذ البداية أنّ حكم محكمتكم الفاضلة يمكنه أن يساهم في ذلك.. أن يساهم في وضع حدّ لهذا الحقد.. حقد التونسي على أخيه التونسي. سيدي الرئيس، أتمسّك بمطالب ومرافعات زملائي في خصوص العرض على الفحص الطبّي للتثبت من حصول التعذيب وأضيف المطلب الشكلي الآتي: منذ مدّة في فرنسا صرّح نائب مدير الأمن الخارجي لصحيفة أنّه قد سمع بعض المعتقلين في غوانتنامو عند تنقله للمعتقل المذكور وبفتح تحقيق ضدّ المعنيّين في فرنسا تقدّم محاموهم بمطلب تحرير على المسؤول الأمني المذكور ومطالبته بنتيجة الأبحاث التي قام بها واستجابت المحكمة للطلب خلافا لما صرّحت به محكمة الجناب من عدم جدية اعتماد ما يذكر في الصحف.  السيد وزير الدّاخلية صرّح في دار التجمّع أن مصالح وزارته كانت على علم بدخول المجموعة المسلّحة من الجزائر وأنها كانت تراقبها لمعرفة شركائها. هذا الأمر لم يرد في ملف القضية المعروض على جنابكم. وهو أمر خطير، إن كان حقيقيّا. معرفته تساعد المحكمة على إقامة العدل وعلى حسن الفصل في القضية فالمسألة خطرة وغريبة إلى حدّ ما. كيف تترك مجموعة مسلّحة دون إلقاء القبض عليها حينا.. دخلوا من الحدود ووصل بهم الأمر إلى الإجتماع في عين طبرنق..  كان يمكن أن يقوموا بتفجير أو اعتداء ما يذهب بالأرواح قبل إلقاء القبض عليهم. إنّ في الأمر سرّا لا يمكن الحكم في هذه القضية دون كشفه لذا فالرجاء من المحكمة استدعاء السيّد وزير الدّاخلية لسماعه في الموضوع من طرف قاض مقرّر. في الأصل: أتمسّك بمرافعات زملائي طالبا الحكم بعدم سماع الدعوى واحتياطيا ألاحظ أمرا في خصوص جريمة الإعتداء: خلافا لما ورد في حكم البداية من كون المنوبين قد ارتكبا جريمة حمل السّكان على مهاجمة بعضهم بعضا طبقا للفصل72 من المجلة الجزائية فإنّ الفصل المذكور لم يجرّم هاته الفعلة وإنّما جرّم بصريح العبارة الإعتداء المقصود به تبديل هيئة الدولة أو حمل السّكان على مهاجمة بعضهم بعضا بالسّلاح أو إثارة الهرج والقتل والسلب بالتّراب التونسي. فحمل السكان على مهاجمة بعضهم بعضا ليس سوى ركنا قصديا خاصا لجريمة الإعتداء. وعبارة الإعتداء، هي الترجمة لعبارة « Attentat » الواردة بالفصل86 من مجلة الجزائية الفرنسية القديمة الذي اقتبس منه الفصل 72 من المجلة التونسية والتي قصد بها المشرع القيام بعمل جماعي عنيف. وليدخل هذا الإعتداء تحت طائلة الفصل72 لا بدّ أن يكون القصد منه تبديل هيئة الدولة أو حمل السكان على مهاجمة بعضهم بعضا بالسلاح أو إثارة الهرج والقتل والسلب.   سيدي الرئيس، المنوّب وائل عمامي لم يتواجد إطلاقا في عين طبرنق فهو كما ورد بالملف القي القبض عليه قبل انطلاق أعمال العنف أمّا المنوّب عماد بن عامر فإنّه على افتراض مساهمته الواعية في أعمال العنف في الجبل فإن من الثابت أن ما حصل-وبقطع النظر عن غايات التجمّع في الجبل- ما كان ليحصل لولا تفطن السلطات ولقيامها بمهاجمة المجموعة. قد تكون الجماعة خططت للقيام باعتداء إثر التوافق والتدرّب في الجبل ولكنّ العنف الذي مارسه بعض أفرادها ضدّ أعوان الأمن والجيش كان ردّ فعل حيني غير مخطط له مسبقا وبالتالي فإنّه لم يشكل سوى جرائم العصيان والقتل ومحاولة القتل بالنسبة لمن ساهم في ذلك لا الاعتداء على معنى الفصل 72 من المجلة الجزائية لذلك نرجو من المحكمة نقض الحكم الابتدائي والقضاء مجددا بعدم سماع الدعوى في هذه الجريمة.   سيدي الرئيس حضرات القضاة الأفاضل، بصفة احتياطية جدّا وعلى فرض اقتناع المحكمة بثبوت إدانة المنوبين نلاحظ للجناب أن عقوبة الإعدام المحكوم بها ابتدائيا ضدّ المنوّب عماد بن عامر هي عقوبة قاسية ولا إنسانية تعبّر عن مرحلة تاريخية تجاوزها العقل البشري وتخلّت عنها معظم الأمم المتحضّرة. كما ألاحظ أنّ هذه العقوبة وإن بقيت في تشريعنا فإنّها لم تعد تنفّذ في تونس منذ سنوات والسيد رئيس الدولة الذي له صلاحية العفو أو رفضه والإذن بالتنفيذ أو العفو صرّح بأنه لن يوقع على حكم إعدام فاسمحوا لي بأن ألفت انتباه المحكمة إلى أن النطق بهذه العقوبة دون تنفيذها يجعل المحكوم عليه يتمنّى الموت يوميّا فالمحكومون بالإعدام في بلادنا ولمبرّر غير مقنع وغير قانوني يحرمون من زيارة ومراسلة ذويهم ومن تلقّي القفة. وبالنسبة لمن كان مثل منوّبي فإنّه لا محالة سيعزل عن بقيّة المساجين وهي وضعية أكثر لا إنسانية من تنفيذ حكم الإعدام لذلك فإني أناشدكم تخفيف العقزبة في حقّه.   سيدي الرئيس حضرات القضاة الأفاضل، طبقا للقانون يحضر أحد قضاة المحكمة تنفيذ عملية الإعدام. وأؤكد لكم أنّ منوبي عماد بن عامر إذا ما وضع على منصة الإعدام -لا قدّر الله- قد يضحك مستهزئا بالعقوبة ولن يوليها اهتماما وقد يتراءى له ساعتها أنّه على حقّ في ممارسة العنف. بالأمس زوجة محاميه – في إطار نشاط حقوقي- توجهت لعائلته لتستفسرها عما  تتعرّض له من مضايقات فاقتحم البوليس المنزل وأخرجها بالقوة وأهانها. محاميه كان ينتظر زوجته في العاصمة تعرّض بدوره لاعتداء وراسل أعلى سلطة في الدولة واشتكى لوكيل الجمهورية. ولو سألنا كلّ المحامين هنا هل أنّ زميلهم محامي عماد يمكنه أن يحصل على حقه في اقتصاص الدولة له ممن أخطأ في حقّه، سيجمعون على قول لا. إذن هذا المتهم الواقف أمامكم متيقن من أن محاميه ورجال القانون في بلاده لا يمكنهم أن يأخذوا حقهم بالقانون فلماذا يعدم إذا ما خرج بدوره عن القانون ولجأ للعنف لأخذ حقه. عقوبة الإعدام يجب استبعادها وخاصة في مثل هذه القضية.   سيدي الرئيس، على فرض أنّ المنوّب قد سمح لنفسه بالقيام بأعمال عنف ضدّّ الدولة  فإنّه لا بدّ من فهم الظروف التي دفعته لإرتكاب الجريمة وهذا في حدود الفصل 53 من المجلة الجزائية المتعلق بظروف التخفيف.  المنوّب كان ينتمي لجماعة التبليغ والدعوة وهي جماعة لا تولى أي اهتمام للسياسة ومن باب أولى وأحرى للعنف السياسي وهو قد ذكر لكم ما تعرّض له من إهانة من طرف أعوان الأمن الذين عمد بعضهم لضربه ونتف لحيته وإشعالها بولاعة كما أن أحد المتهمين في هذه القضية قال لمّا سألته المحكمة عن سبب احتفاظه بمسدّس أن أعوان الأمن قد هدّدوه باغتصاب زوجته ونزع خمارها وأنّ له أن يستعمل سلاحه ضدّ كلّ من يعتدي على زوجته.وهذا في الحقيقة كلام يليق بغابة لا بمجتمع منظم بقوانين وفيه دولة.  كان عليه من حيث المبدأ أن يشتكي للسلط المعنية لحمايته ولكنه لم يفعل واقتنى مسدّسا. لكن السؤال الذي يطرح هنا هو ماذا كان سيحصل لو التجأ لمؤسسات الدّولة؟  أؤكّد لكم أنّه لو التجأ لوكيل الجمهورية لما حرّك الدعوى ضدّ من أهانه واعتدى عليه.. لو اشتكى للشرطة لكان مصيره الضرب والإهانة لو اشتكى للحرس الوطني لحصل له نفس الشئ. هاته المسألة شديدة الخطورة ولا بّد من التفكير فيها عند تقدير العقوبة. (المحكمة مقاطعة: « المحامي رجل قانون لا يمكن أن يبرّر العنف ».)   يا جناب الرئيس، أنا أرافع في ظروف التخفيف ولا أبرّر العنف وأرجو أن يقع حلّ هذه المعضلة في المستقبل حتّى لا يصل رجال القانون يوما لتبرير العنف. فمن المفروض أن لا يتمنى أحد حصول ضرر لأيّ تونسي جرّاء أعمال عنف بما في ذلك لأعوان الأمن الذين نتمنّى لهم ولكلّ التونسيين خيرا والذين يستحقون الاحترام منّا عند قيامهم بواجبهم. فهؤلاء أبطال يقدّمون تضحيات ويعملون في ظروف شاقة لحماية أمن المواطنين ويتعرضون لمخاطر، إلاّ أنّ جزءا منهم يتحوّل لسوء الحظ من حين لآخر لعصابات خارجة عن القانون لاعتبارات سياسية معلومة.  أمّا في خصوص تبرير العنف من حيث المبدأ فإنّي أقرأ عليكم ما كتب أحد أبرز رجال القانون الفرنسيين الفقيه أميل جرسون « إذا خرقت الدولة الدستور بشكل فاضح فإنّ مقاومتها بالعنف تصبح مبرّرة « .. أرجو أن لا يضطرّ تونسي واحد لإيجاد تبرير للعنف في المستقبل وذلك رهين إرادة سياسية لتطبيق القانون على الجميع وحماية حرمة المواطنين وأملاكهم وأعراضهم وهو أمر يتجاوز دور هذه المحكمة إلاّ أنّنا ننتظر من جنابكم حكما يساهم في بناء مستقبل أفضل بتلطيف حالة الحقد التي بدأت تسود في وطننا.. حكم محكمتكم الفاضلة، نرجو أن يكون متوازنا ومراعيا للظروف الإستثنائية للواقعة وأنقل لكم واقعة حصلت لي مع منوبي عماد لمّا زرته في سجنه. أعطيته قانون دعم المجهود الدولي لمقاومة الإرهاب وأريت له فصلا ينص على أنّه إذا ثبت أن من ارتكب جرائم إرهابية قد جرّ لإرتكاب هذه الجرائم فإنّه يعاقب بأخفّ عقوبة ممكنة قانونا. قرأ هذا الفصل وشرحته له وقلت له أنّه يجب أنّ يفكر الليلة فيما سيقوله للمحكمة حول سبب وجوده في الجبل وفوضت له اختيار دفاعه في هاته المسألة. وعندما سألته المحكمة في الغد  إن كان المتوفّى لسعد ساسي قد أرغمه… على البقاء في الجبل أجاب بكّل تلقائية أنّه سأل المذكور إن كان يمكنه مغادرة الجبل فأجابه أن يستحسن أن ينتظر ولم يقل في حق شخص ميّت أنّه قد أرغمة لم يكذب رغم أنّه في طريق المشنقة. انظروا ماذا فعلنا بأحد أبنائنا ممّن هم على خلق عظيم دفعناه للعنف دفعا والآن نعامله كأقبح المجرمين ونحكم عليه بالإعدام أناشدكم يا جناب الرئيس مجدّدا أن لا تعدموا منوّبي وأن يكون حكمكم رسالة سلام وأمل لكلّ من امتلأت قلوبهم حقدا أيّا كان موقعهم. مذكرة في بيان مستندات التعقيب في قضية مجموعة سليمان نشرة عبد الرؤوف العيادي في الحدث السياسي, تشرين الثاني 16, 2008   بصدور الحكم الاستئنافي في قضية ما عرف بمجموعة سليمان يوم 19 فيفري 2008 تطوى صفحة جديدة من تاريخ القضايا السياسية بتونس، إذ أنّه لا أحد من فريق الدفاع يداخله وهم في أن تعيد محكمة التعقيب حيث يوجد الملف حاليا الأمور إلى نصابها وأن تعيد للقانون اعتباره. هذه القضيّة ستأخذ مكانها بالسجل الأسود للقضاء التونسي الذي تخلى عن دوره وتجاهل وظيفته بعد أن رفض موقع الحياد الذي من المفترض أن يكون فيه، وتعامل مع المتهمين ولسان الدفاع على حد السواء باعتبارهم خصوما بل أعداء وسلك سبيل الاستغفال مع المتهمين وحرمانهم من الاستعانة بمحام لدى التحقيق بينما حرم المحامون النائبون من الاطلاع على الملف في نسخته الأصلية بعد أن تخيّر منه ما استنسخه من أوراق جعلها في الملف في متناولهم لاغير، وهو ما يعدّ انتهاكا خطيرا لحقوق الدفاع. ثم إنّه لم يمكّن المحامين من تلك الأوراق دفعة واحدة وإنّما على دفعات بما عكس رغبة في حجب المعلومة، وهو السلوك الذي اعتمدته الجهة السياسية التي كانت وراء تركيب هذا الملف، وتلفيق مظروفاته سعيا لبلوغ « الحقيقة » المرسومة من طرفها وليست الحقيقة الموضوعية. ولم يقف الأمر عند هذا الحد من خطورة الانتهاك لحقوق الدفاع فقد جرى ضرب المتهمين بالجلسة من طرف فرق التدخل الخاصة وبتعليمات رئيس المحكمة وحرم الدفاع من إعداد دفاعه في ظروف عادية مما حدا به إلى الانسحاب في الطور الابتدائي. وإذا كانت ظروف المحاكمة أفضل نسبيا في الطور الاستئنافي فلم يكن ذلك إلاّ في الظاهر إذ كشفت المحكمة المتعهدة بالقضية عن انحياز ضد المتهمين. ورفضت النظر في المطالب الأوّلية التي تقدم بها لسان الدفاع والتي كانت مؤيدة بشهادات وبرقيات حاملة لتاريخ ثابت طعنا في صحة تواريخ الاحتفاظ، كما رفضت عرض المنوبين على الفحص الطبّي للكشف عن آثار التعذيب الفظيع الذي طالهم جميعا دون استثناء. وضمن المذكّرة الآتية وما تضمنته من دفوع قانونية وواقعية يتعرى سلوك القضاء التونسي في رفضه النظر في كل ما يتصل بالإجراءات وما شابها من خلل وبطلان تنصّلا من المسؤولية وحتى لا ينال ممّا لفقه البوليس السياسي ومن ورائه الإدارة، والحال أنّ النظر في تلك المسائل واجب على القاضي حتى يباعد بين بطش الدولة وضميرها حسب تعبير شراح القانون. ولم يكن ذلك إلاّ من باب مجاراة الإدارة والإبقاء على ما دوّن بأساليب التعذيب على المتهمين من « وقائع » إلاّ أنّ ذلك لم يحل دون وقوع المحكمة في تحريف الوقائع ذاتها، وخيبتها في تقديم رواية متماسكة لها كما سنبيّنه صلب المذكرة. وأخيرا وليس آخرا فلابدّ من الإشارة إلى نصيب فريق المحامين في الخروقات والتعدي الحاصل على القانون، إذ جعلوا من القيام بالحق الشخصي الذي لم يحترموا شروطه القانونية ذريعة لإسماع صوت الجهة السياسية التي ينتمون إليها والسماح لأنفسهم بالتهجم على المتهمين، بل كان حديث البعض منهم باسم « الهيئة الاجتماعية » مزاحمين في ذلك صلاحيات النيابة العامة. 2-1- في خرق أحكام الفصل 8 و39 م.إ.ج: حيث قضت محكمة الحكم المنتقد بتقرير الحكم الإبتدائي في خصوص الفرع المتعلق بالدعوى المدنية. وحيث جاء قولها بهذا الصدد بالصفحة 140 من لائحة الحكم: « وحيث أن حكم البداية قد ناقش الجانب المدني من الدعوى وتضمنت حيثياته أسانيد قانونية سليمة بما ترى هذه المحكمة تأييده فيما قضى به من قبول تلك الدعوى شكلا وفيما قضى به أصلا استجابة لطلب حفظ الحق وتبني حيثياته في خصوص ذلك واعتبارها صادرة عنها ». وحيث لم نقرأ أسانيد علّلت بواسطتها محكمة البداية قبول دعوى القائمين بالحق الشخصي خلافا لما جاء بالحكم الإستئنافي، خاصّة وأنه لم تعرض تلك « الأسانيد السليمة » وهو قول أريد به تحاشي الخوض في شروط قبول الدعوى المدنية طبق مقتضيات الفصل 8 من م.إ.ج التي نصت على ما يلي : « تسقط الدعوى المدنية بنفس الشروط والآجال المقررة للدعوى العمومية الناتجة عن الجريمة التي تولد عنها الضرر وتخضع الدعوى المدنية فيما عدا ذلك لقواعد القانون المدني ». وحيث اقتضت أحكام الفصل 39 من ذات المجلة ما يلي:       « يقع القيام بالحق الشخصي بمقتضى مطلب كتابي ممضى من الشاكي أو من نائبه ويقدم بحسب الأحوال إلى وكيل الجمهورية أو حاكم التحقيق أو المحكمة المتعهدة بالقضية ». وحيث خلافا لتلك المقتضيات فقد اكتفى جمع من المحامين نيابة من صرحوا بأنهم ورثة فوزي الزياتي والعربي بكور هكذا دون إضافة حجج الوفاة أو تحرير طلبات بصورة كتابية مثلما أوجبته أحكام الفصلين المتقدمين من مجلة الإجراءات الجزائية. وحيث أن من الحق المتهمين ونائبيهم الإطلاع على من حفظ لهم الحق في القيام بالدعوى المدنية والتأكد من صفتهم بالتثبت من الوثائق المثبتة لصفتهم ضرورة أن الإجراءات في المادة المدنية تقوم على مبدأ المواجهة بين الخصوم وعلى تحرير الطلبات وإلاّ فإنها تصبح مرفوضة شكلا. وحيث أن سكوت المحكمة عن هذا الخلل الإجرائي الأساسي والذي يهم النظام العام يجعل قضاءها خارقا للقانون، ويشكل خروجا منها عن الحياد والنزاهة اللذان يعتبران من أهم شروط المحاكمة العادلة طبقما جاءت به أحكام الفقرة 2 من الفصل 12 من دستور الجمهورية التونسية. وحيث أن هذا الخروج عن الحياد أدى بالمحكمة إلى قبول مطلب القيام بالحق الشخصي على وجه المحاباة وهو ما يتجلى من خلال أمرين اثنين :   2-1-1- دعوى مدنية لا تهدف إلى التعويض: حيث جاء بمرافعة نائب القائمين بالحق الشخصي الأستاذ ضو الشامخ (الصفحة 50 من لائحة الحكم) « بأن خسارة منوبيه لمن فقد لا يمكن أن يعوضه مبلغ مالي مهما كبر ومهما علا.. » وهو الموقف الذي تكرر على لسان عدة نائبين لم تتول المحكمة نقله بلائحة الحكم والذي كان يؤكد بصورة صريحة أنّ الطلبات في التعويض المادي بما يخالف التعريف الإصطلاحي للدعوى المدنية والتي تعرف على أنها طلب في التعويض عن المضرة اللاحقة مباشرة بسبب جريمة وهو ما حوّل الدعوى المدنية إلى دعوى سياسية.   2-1-2- دعوى مدنية أم دعوى سياسية؟ لم يكن الغرض من القيام بالدعوى المدنية في نظر المحامين النائبين طلب التعويض الذي هو قاصر عن جبر المضرة حسبما كرّروه بمرافعاتهم، وإنما قصد منه تحويل قضاء المحكمة إلى منبر سياسي ألقيت فيها الخطب التحريضية والتي أتت على مفاهيم الوطنية والشهادة في سبيل الوطن ثم على التاريخ والإقتصاد والجغرافيا باستثناء تحرير الطلبات المدنية، بل جعلها البعض منهم فرصة للتعبير عن فضل النظام في عدم لجوئه إلى تصفية المتهمين مثلما يقع بالبلدان المجاورة (أ. الفضيلي) في حين جعل منها البعض لآخر مجالا للتهجّم على المتهمين واستفزازاهم بالقول « أنهم يرفضون لباس الحزام من الجلد ويفضلون عليه.. التكّة »(أ. الباطيني) مما أثار رد فعل المتهم علي العرفاوي الذي رفع صوته بالإحتجاج عليه فبادرت المحكمة بإقصائه عن الجلسة. فكيف بعدئذ يخول القول بأن الأمر يتعلق بدعوى مدنية؟ وحيث أنّ الدعوى المدنية باتت مختلة شكلا وجاءت مخالفة للقانون مثلما تقدم بيانه بل إن بعض مرافعات نائبي القائمين بالحق الشخصي لم تتضمن طلب حفظ الحق إذ جاء بالصفحة 48 من لائحة الحكم طلب الأستاذ الذوادي « حفظ الطــلــبات المدنية » دون تحريرها أما مــرافـــعـــة أ. الباطيني فلم تختم بطلب يتعلق بالدعوى المدنية(الصفحة50).   2-2-1- في خرق أحكام الفصول 143، 154 و13 مكرر من م.ج و12 من دستور الجمهورية التونسية: حيث وبجلسة 15 جانفي قدم لسان الدفاع في حق كل من المنوبين محمد أمين الجزيري وأسامة العبادي ووائل العمامي ومهدي الحاج علي وتوفيق الحويمدي وبدر الدين القصوري وجمال الدين الملاخ ورمزي العيفي تقريرا ضمنه وقائع تتعلق بالطعن في صحة محاضر الإحتفاظ المحررة بواسطة إدارة أمن الدولة وأخرى تتعلق بتعرضهم للتعذيب الوحشي من قبل أعوان تلك الفرقة وكانت مؤيدة بشهادات بلغ عددها ثلاثة عشرة صادرة عن أجوار المنوب رمزي العيفي، وكذلك برقية موجهة قبل تاريخ الإحتفاظ الذي وضعته تزويرا إدارة أمن الدولة- إلى وكيل الجمهورية لدى محكمة تونس الإبتدائية تتضمن إعلامه بإيقاف المنوب وتستفسره عن مصيره، إضافة إلى شهادة في تكليف الأستاذ ديلو من طرف عائلة الموقوف جمال الدين الملاخ في تاريخ سابق لذلك المضمن بمحضر الإحتفاظ به، وختم التقرير بتقديم طلبات في استجلاب دفاتر الإحتفاظ وكذلك بعرض المنوبين عن الفحصي الطبيّ. وحيث لم تقع الإشارة إلى هذا التقرير ولا إلى المؤيدات المصاحبة له، كما أن المحكمة رفضت النظر فيه قبل المرافعة بما يعد تجاوزا لأحكام الفقرة الأخيرة من الفصل143 من م.إ.ج الذي نصه: « وللمحكمة أن تكلف أحد أعضائها بإجراء بحث تكميلي وفي هذه الصورة تؤخر بقية المرافعة إلى أجل مسمى ».   وحيث أن الطعن في محاضر الإحتفاظ مخول طبق أحكام الفصل 154 والتي نصت على أن « إثبات ما يخالف تلك المحاضر أو التقارير يكون بالكتابة أو بشهادة الشهود »، وهو ما سعى المنوبون إلى إثباته عبر الكتابة (برقية، مكتوب تكليف معرف بالإمضاء عليه) وكذلك بشهادة الأجوار غير أن المحكمة رفضت طلب لسان الدفاع في جلب دفاتر الإحتفاظ قولا بأن أحكام الفصل 13 مكرر من م.إ.ج خصت « سلطة الإشراف على الضابطة العدلية ممثلة في وكيل الجمهورية وحدها عهدة مراقبة تلك الدفاتر ومضمونها… » وهو ما لا نجد له أثرا في الفصل المذكور، إذ لا وجود في تلكم الأحكام ما يفرد وكيل الجمهورية بمراقبة دفاتر الإحتفاظ، بل عكس ما ذهبت إليه المحكمة فإن أحكام الدستور جاءت ناصّة بالفصل12 على ما يلي : »يخضع الاحتفاظ للرقابة القضائية ». وهذه قاعدة إجرائية سامية لكونها مستمدة من الدستور تجعل الإحتفاظ تحت الرقابة القضائية بصيغة العموم إذ لا تخصيص بها لسلطة قضائية دون أخرى.   2-2-2- في مخالفة أحكام الإتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب وضروب المعاملة القاسية والمهينة: حيث رفضت المحكمة طلب لسان الدفاع في عرض منوبيهم على الفحص الطبّي لتبيّن آثار التعذيب وعمرها التقريبي وأسبابها- إلا أن المحكمة أبدت استهزاءا وحتى استخفافا بطلب لسان الدفاع، إذ رفضت معاينة آثار الجراح العديدة التي كان يحملها المنوبون فقد جاء بالصفحة 42 من لائحة الحكم : » وأحيلت الكلمة للأستاذ العياشي الهمامي عن أسامة العبادي ذاكر أن منوبه ذكر عند الإستنطاق أن ببدنه آثار تعنيف فاستجابت المحكمة وطلبت من المتهم إطلاع محاميه أن رغب في ذلك ». وذات الموقف اعتمدته عندما طلب الأستاذ المختار الجلالي من منوبه محمد أمين الجزيري الكشف عن أثار القيد (ص46) فماذا يعني أن تطلب المحكمة كشف آثار التعذيب للمحامي الذي سبق أن عاينها خلال زيارة منوبه، والحال أن الطلب موجه إليها لمعاينة تلك الآثار، غير الإستهانة والسخرية من المتهم ونائبه؟ فالواضح أن المحكمة لم تكن ترغب في معاينة آثار التعذيب الذي وصفته على خلاف الوصف المكرس قانونًا تخفيفا وتهوينا مثل استعمالها لعبارة « العنف والإكراه »(ص37) وتحت العنف(ص41) وآثار تعنيف(ص42) والإكراه (ص26) والإكراه المادي (ص31) تحت الإكراه (ص33) وجميعها عبارات أريد منها الخلط بين المصطلحات المدنية والجزائية والغريب أنّ المحكمة  تبرر موقفها قولا بالصفحة 134: « وحيث تندرج في نفس المنهج طلبات المتهمين ودفاعهم في خصوص العرض على الفحص الطبي وهي الطلبات التي سبق لمحكمة البداية الجواب عنها والتي لا ترى فيها هذه المحكمة من جديد طالما لم تعاين ما يبررها في الطور ». وكان من الأصوب أن توضح المحكمة سبب رفضها طلب المحامين في معاينة آثار التعذيب.   2-2-3- « المفعول التطهيري »ومخالفة أحكام الفصل 133 و199 م.إ.ج: في محاولة لإيجاد مسوّغ موقفها الرافض حتى مجرد معاينة آثار التعذيب جاء قول محكمة الإستئناف ما يلي: « فضلا عمّا لقرار دائرة الإتهام المعقب من المتهمين من أثر تطهيري في الموضوع »(ص134). وهو تسويغ قُصد منه أن الإجراءات باتت سليمة لا يمكن الطعن فيها طالما أن دائرة الإتهام التي جرى تعقيب قراراها قد استوفت النظر فيها بما يطهرها من أي بطلان قد يشوبها، بل يمكن القول وفق هذا الطرح الغريب أن الإجراء الباطل يضحى صحيحا بعد أن تكون دائرة الإتهام قد نظرت فيه! وحيث أن هذه الموقف لا سند قانوني لــَهُ، بل أن أحكام الفصل133 من م.إ.ج تناقض القول به إذ جاءت ناصة على ما يلي : « أحكام هذا الباب مشتركة بين سائر المحاكم ». وقد وردت أحكام الفصل199 بالقسم العاشر من الباب الثاني والتي عنوانها المبطلات- والتي نصها : »تبطل كل الأعمال والأحكام المنافية للنصوص المتعلقة بالنظام العام أو للقواعد الإجرائية الأساسية أو لمصلحة المتهم الشرعية ». ويدحض هذا النص الذي ورد بالباب الثاني من مجلة الإجراءات الجزائية والذي عنوانه أحكام مشتركة كل زعم عن المفعول التطهيري لدائرة الإتهام، إذ يبقى للقضاء المتعهد الإختصاص الكامل للنظر في جميع الأعمال والأحكام التي سبقت إحالة الملف عليه ولوْ قلنا بخلاف ذلك لأصبح لدينا قضاة ينظرون في الشكل (الإجراءات) وقضاة ينظرون في الأصل أن يكون حصل بَعْد « تطهير » الأولى من المبطلات!   2-2-4- في التسويغ السياسي ومخالفة أحكام الفصل 168 م.إ.ج: مَا يثير الإستغراب في تعليل محكمة الإستئناف هو التماس مسوغ غير قانوني سعت بواسطته تدعيم موقفها الوهن في رفض النظر في طعون المتهمين في صحة إجراءات الإحتفاظ والبحث لدى إدارة أمن الدولة وكذلك لدى التحقيق إذ جاء قولها بالصفحة 133 و134 ما يلي : »وأن هذه المحكمة قد لاحظت توجها متعمّدا من المتهمين ودفاعهم(!) نحو التشكيك في كل الإجراءات، ولا تلك المتعلقة بإجراءات الإحتفاظ فقط وأن سعي المتهمين مقصود منه تعطيل إجراءات التقاضي التقاضي والتقليل من مصداقية جميع الأطوار دون استثناء في إطار نفس المنهج التكفيري الرافض للمؤسسات الدستورية ولقوانين البلاد ». فها هي المحكمة تؤاخذ المتهمين وكذلك دفاعهم(أي نائبيهم من المحامين) على ما تصورته تشكيكا في كل الإجراءات، وهي وإن لــَمْ تقدم سببا مقنعا »لتعمد » المحامين تخير وسائل دفاعهم يتركّز على هذا الجانب من الملف، فإنها رأت في المنهج التكفيري الذي تنسبه للمتهمين سبب إصرارهم على توجيه طعونهم وجهة تطال جميع الإجراءات وبذلك نقلت الجدل من المجال القانوني إلى المجال السياسي والعقائدي، وهو ما يكشف مرة أخرى عن خروج عن الحياد وانخراط في الجدل السياسي والعقائدي الذي لا يحق لها كسلطة قضائية الخوض فيه. ويأتي هذا التسويغ غير القانوني في تناقض واضح مع مقتضيات الفصل168 من م.إ.ج التي أوجبت على القضاء أن يعتبر في تعليل أحكامه « المستندات الواقعية والقانونية » لا غير طبقما جاء بالفقرة 4 من الفصل المذكور.   4- عدم جواب المحكمة عن الطعون المأخوذة من بطلان إجراءات البحث والإستنطاق: كان على المحكمة  النظر في الدفوعات المقدمة في حق المتهمين وتقدير مدى وجاهتها انطلاقا من أوراق الملف وبالرجوع إلى بيانات المحاضر المرميّة بالبطلان إلاّ أن المحكمة في صورة الحال، بحثت في بعض الوقائع التي سردها بعض المتهمين ما ترد به على خلل مادّي، وكأنها تجيب عن مسألة ضمنية وهي عدم حياد قاضي التحقيق.   4-1- في مخالفة أحكام الفصلين 69 و72 م.إ.ج: حيث أثار لسان دفاع الخرق المستمد من عدم التنبيه بأن للمتهم الحق في عدم الإجابة إلا بحضور محام يختاره وكذلك عدم التنصيص إن كان المتهم طلب تعيين محام له وفق أحكام الفقرة 3 من الفصل المتقدم ذكره إذ اكتفى عميد قضاة التحقيق المتعهد بالقضيّة وبالنسبة لعدد26 من المتهمين (الأغلبية الساحقة) وضع عبارة فضفاضة على رأس كل استنطاق بالقول: « وبدعوته للجواب صرّح أنه يروم ذلك بنفسه ودون التوقف على حضور محام محققا… ». وهي عبارة لا تتضمن تنبيها لا بالصيغة المقررة صلب الفقرة 1 ولا تلك المكرسة صلب الفقرة3 من الفصل69 م.إ.ج. كما انطوت جميع المحاضر المنجزة من طرف عميد قضاة التحقيق خرقا واضحا لأحكام الفصل72 من م.إ.ج إذ جاءت أجوبة المستنطقين دون تضمين للأسئلة، بما يفتح المجال للإيحاء والتوجيه وبالتالي حرمانه من ضمانة وفرها المشرع دعما لحيادية الإستنطاق. وحيث اكتفت محكمة الإستئناف في جوابها على تلك الدفوعات بالقول: « وحيث تقف هذه المحكمة على ما صرح به عديد المستنطقين من بين المتهمين أن لم نقل جميعهم مما لقيه من حسن تطبيق للإجراءات لدى الطور التحقيقي بل ومن معاملة إجرائية متميزة لبعض المتهمين من قاض الإستقراء الأول الذي لم يتحرج في توفير ما لم توجبه الإجراءات وحتمته الأخلاقيات لبعض المتهمين بتمكينهم حتى من تدخين يمتنع هو والدفاع عنه أثناء الإستنطاقات »(ص132). وحيث أن هذا القول لا علاقة لا يجيب مباشرة عن الدفوعات القانونية المثارة كذلك ومن ناحية أخرى فإن عدد المستنطقين الذين حرصت المحكمة على تدوين ما لاقوه من حسن معاملة لدى التحقيق لا يتعدى الثلاثة وهم محمد أمين الجزيري نقل عنه أنه « عومل معاملة حسنة » من قبل حاكم التحقيق(ص39) وأسامة العبادي « أين استقبل استقبالا حسنا »(ص41) والكامل أم هاني الذي « استقبل من قبل السيد قاضي التحقيق استقبالا حسنا »(ص41) في حين لم تشر المحكمة إلى ما ذكره المتهم رمزي العيفي الذي صرح أنه « تعرض للخداع لدى حكام التحقيق لدى حاكم التحقيق »(ص36) ولا ما ذكره حاتم الريابي من »استنطاقه على الساعة التاسعة ليلا » أي خارج أو قات العمل الإداري وفي ظرف يتعذر فيه إحضار محام للنضال عنه.   4-1-2- في خرق أحكام الفصلين 10 و13 م.إ.ج : دفع لسان الدفاع بعدم اختصاص إدارة أمن الدولة في إجراء الأبحاث وذلك استنادا إلى ما جاء بأحكام الفصل10 المذكور أعلاه من تعداد على سبيل الحصر لمأموري الضابطة العدلية التي تمارس صلاحياتها في حدود اختصاصها الترابي. كما لاحظ أنّ هذه الإدارة بعثت زمن عمل محكمة أمن الدولة التي تم إلغاؤها سنة 1988 هو ما يترتب عليه فقدانها لأي صفة كضابطة عدلية عملا بالمبدأ القائل بأن ما أجازه القانون لسبب بطل بزواله. وحيث لم تجب المحكمة على هذا الدفع بالرغم من تأثيره على صحة الإجراءات. 5-1- في ضعف التعليل: 5-1-1- في تحريف الوقائع وتضاربها: جاء بالصفحة 58 من لائحة الحكم تحت عنوان « المستندات الواقعية »: »حيث تبين من أوراق القضية أن السلطات الأمنية ألقت القبض على جملة المتهمين المذكورين أعلاه بعد أن تبين أن بعضهم قد تسلل من الجزائر إلى تونس محملين بالأسلحة والقنابل وربطوا الصلة ببعض نظرائهم الموجودين بتونس العاصمة وسوسة وسيدي بوزيد واتفقوا على جمع الأسلحة وصنع القنابل والعبوات الناسفة التقليدية وبجميع العناصر السلفية المتطرفة للإنخراط في برنامج تخريبي ». والملاحظ أن هذه المقدمة للوقائع وردت حرفيا بقرار ختم البحث عدد7717/1 وكذلك بقرار دائرة الإتهام عـدد10/75910. وما يستدعي التساؤل في شأنه كيف اعتبرت المحكمة أن من تسلل من الجزائر وهم لسعد ساسي وزهير الريابي ومحمد الهادي بن خليفة وشكري الموريطاني الذين قضوا جميعهم في المواجهات- أنهم ضمن المتهمين، فهل يقاضي الأموات؟ أم أن الأحياء يقاضون في حق الأموات ونيابة عنهم؟ فما تقدم من رواية تنطوي على تحريف للوقائع المستمدة من أوراق الملف فهل يوجد بعد هذا دليل أبلغ عن عدم الدقة وانتهاج نهج التلفيق في أعمال التحقيق والإتهام ثم لدى محكمة المحكمة المتعهدة؟ وحيال هذا العرض المحرف للوقائع لم تتصدّ المحكمة بما هو مطلوب من عناية للتصحيح وإرجاع الأمور إلى نصابها، بل جنحت إلى تلفيق رواية ثانية (يراجع ما جاء بالصفحتين 108 و109 من لائحة الحكم) مفادها أن خلية تضم عدد من السلفيين « القتاليين »( وهو مصطلح جديد وضعته المحكمة) بجهة سوسة ويشرف عليها مخلص عمار شرعت في تنفيذ مخطط يهدف إلى قلب النظام وإبداله بدولة إسلامية عبر توفير المال بالمساهمين وعمليات السطو(الإحتطاب) اتصل بها خلال شهر أوت 2006 وائل العمامي الذي ينتمي إلى خلية ثانية بمدينة بسيدي بوزيد وأعلمها بوجود عناصر قدمت من الجزائر ومتحوز بالأسلحة وعرض عليها تكوين « مجموعة جهادية موحدة ومهيكلة » والتي أطلقت على نفسها اسم « جند أسد بن الفرات » وأحدثت معسكرا بجبل عين طبرنق وتم ذلك بالتنسيق مع خلية سيدي بوزيد إلا أن السلطات الأمنية تفطنت لهم وحصلت المواجهة بين المجموعة وقوات  الأمن بعد « أن عمد » بعضهم إلى إلقاء متفجرات أمام أعوان الأمن…إلخ.. وحيث أن هذه الرواية لا تخلو من تناقضات مع ما جاء من وقائع بمحاضر البحث التي أصرت المحكمة على اعتمادها بالرغم من طعون المنوبين في شأنها- ما يصيرها متهافتة وفاقدة للتماسك- إذ الحقيقة التي لا مراء فيها أنه لا وجود لتنظيم  يجمع المتهمين وإنما تم حشرهم في تنظيم لم يكن في أقصى الحالات سوى فكرة صدرت عن لسعد ساسي، إضافة إلى عدم ثبوت استعمال المتهمين للسلاح أو العبوات مثلما ورد بالمحاضر التي حررتها إدارة أمن الدولة أو محاضر الإستنطاق لدى التحقيق وهو ما يتأكد ما يلي من الوقائع التالية:   * إذا كانت خلية سيدي بوزيد وهي التي تضم كل من : على العمري- خليفة  قراوي، محمد أمين الجزيري، سامي القدري، رمزي العيفي، عبد الجليل العلياوي (حسبما جاء بمحضر سماع المتهم أسامة العبادي لدى إدارة أمن الدولة بتاريخ 22/01/2007) يضاف إليها محمد علي الحرشاني ونجم الدين البرقوقي، مختار القمودي (حسبما جاء بمحضر سماع محمد أمين الجزيري لدى إدارة أمن الدولة بذات التاريخ) يضاف إلى الخلية المذكورة حافظ الصمودي (الذي ورد ذكر بمحضر سماع وائل العمامي يوم 17/01/2007 لدى إدارة أمن الدولة). إذا كانت تلك الخلية تضم ذلك العدد فلماذا وهم ينتمون جميعا إلى تنظيم « أسد بن الفرات »  حسب قول المحكمة لا يحال منهم سوى أسامة العبادي ووائل العمامي ورمزي البرني في حين أحيل البقية في القضية عدد1/14985 التي ستنظر فيها يوم 24/03/2008 والتي لا علاقة لها بوقائع قضية الحال. ·   أما قول محكمة الإستئناف أن بعضهم عمد إلى إلقاء متفجرات أمام أعوان الأمن-فهو من قبيل مجاراة باحث البداية فيما عمد إليه من تلفيق للوقائع، إذ لا بد من التساؤل لماذا لم تنفجر أية عبوة منها والحال أن الاختبارات المجراة في القضية أكدت أنها قابلة للانفجار علما أن هذه العبوات المزعومة لم يقع جلبها إلى قاعة المحكمة للتأكد من وجودها كما أنها لم تعرض على  المتهمين وإنما مجرد صور عنها! ·   ثم ما قصّة التجاء أفراد خلية سيدي بوزيد إلى جبل الكبار للإختفاء بعد التسلح ببندقية عيار 12 مم إذ جاء حرفيا بمحضر سماع رمزي العيفي المحرر في 19/01/2007 من طرف إدارة أمن الدولة: « ومنها عدنا إلى الجبل أين ربطنا الصلة بباقي نظرائنا ومكثنا هناك لفترة غير أن مصالح الأمن تفطنت إلينا وتولت إيقافنا ». والحال أن هذه الواقعة ثبت تلفيقها بعد أن قدم عدد 13 من أجواره شهادة تثبت إيقافه بمنزل والده عندما كان بصدد تناول وجبة العشاء يوم 2 جانفي 2007- أما رمزي العيفي وخليفة القروي فقد تم إيقافهما ببن قردان. الحقيقة التي لم تفلح المحكمة في إخفاء معالمها هي أن المجموعة التي أحيلت على القضاء لا علاقة لها لا بالمواجهات المسلحة ولا بتنظيم أسد بن الفرات لذلك لجأ باحث البداية إلى افتعال رواية باستعمال أساليب التعذيب الفظيعة لتقديم صورة عمن نجوا من المواجهات التي حصلت بجبل عين طبرنق ولجأوا للجبل متخفين من ملاحقة الأمن وعناصر أخرى حشرت من داخل البلاد (سيدي بوزيد، الجريصة، رأس الجبل) وذلك لمحاكمتهم نيابة عمن قضوا في المواجهات والذين قتلوا عن آخرهم- لذلك كانت من الضروري أن تفتعل وقائع تحيي مشاهد رمي العبوات واللجوء إلى الجبال إلخ.. وحيث أن تعليق المحكمة بما جاء بمحاضر البحث والتحقيق قولا: « أن هذه المحكمة إذ تؤسس قضاءها على راحة بال وضمير وأجوبة المتهمين لدى السيد عميد قضاة التحقيق لثقتها المطلقة في مجلة الإجراءات…(ص131) » إنما هو من باب الإفراط في الثقة المفضي للانحياز وفقدان الحياد والذي جعلها تؤسس حكمها على الشئ ونقيضه وتحاول أن تلفق رواية للوقائع هي متاهفتة وفاقدة للتماسك مثلما أسلفنا بيانه.

 
(المصدر: موقع كلمة الوقتي ( الموقع الرسمي مضروب – تونس ) بتاريخ 16 نوفمبر2008)

 


أنقذوا حياة عبد اللطيف بوحجيلة أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 18 ذو القعدة 1429 الموافق ل 16 نوفمبر 2008

حملة لنزع الحجاب بالسوق الأسبوعية ببئر بورقبة

 

قام المدعو رياض رئيس مركز شرطة بير بورقبة اليوم الأحد 16/11/2008 صحبة عوني شرطة بحملة على المحجبات بالسوق الأسبوعي بالمدينة و اقتاد ثمانية منهن المركز المذكور و أجبرهن على إمضاء التزام يقضي بعدم ارتدائهن لهذا اللباس في المستقبل. و للتذكير فقد دأب عديد المسؤولين الأمنيين في عديد الجهات على القيام بهذه الحملات التي تستهدف المحجبات بدعوى محاربة اللباس الطائفي و هو ما يدل على أن الاعتداء على حرية اللباس يعتبر سياسة ممنهجة تطبق كتعليمات تكتسي صبغة القانون في حين أنها مخالفة للقانون. و حرية و إنصاف  تندد بهذه الحملة الشرسة و المنظمة التي تستهدف المحجبات و التي تمثل اعتداء على حرية اللباس و ترهيبا للمواطنات و إكراها لهن على الالتزام بما لا يلزمهن به القانون و الدستور و المواثيق الدولية التي تجمع كلها على احترام الحرية الشخصية و تدعو إلى وقف هذه المضايقات فورا.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


بسم الله الرحمان الرحيم لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس تونس في16.11.2008 

البوليس التونسي يطارد المحجبات في الطرقات والأسواق العامة

 
يقوم البوليس في منطقة بير بورقبة (شمال البلاد التونسية) ، بحملة على المحجبات لترهيبهن وإستفزازهن ، وإجبارهن على التوقيع على إلتزامات خطية بالتخلي عن إرتداء الحجاب ، ويقود الحملة رئيس مركز الشرطة المدعو رياض رفقة بعض أعوانه ، وقد شنوا اليوم الأحد 16 نوفمبر 2008 ، حملة في السوق الأسبوعي للمدينة الذى ينتصب أيام الآحاد ، وفي الطرقات العامة ، لمطاردة المحجبات ، وقد أوقفوا إلى حدّ كتابة البيان ثمانية محجبات إقتادوهم إلى مركز الشرطة ، وما تزال الحملة مستمرة . ولجنة الدفاع عن المحجبات بتونس تعرب عن بالغ إنشغالها لإشتداد الحملات على المحجبات في تونس ، وتحمّل السلطات التونسية إلى أعلى هرم قيادتها مسؤولية هذه الحرب المفتوحة التى تستعر على الحجاب والمحجبات ، كما تحمّلها مسؤولية هذه السياسات الطائشة التى تنتهك حرمات الناس وأعراضهم وكل ما ينجر عن ذلك . تطالب الداخلية التونسية بلجم أعوانها وضبط سلوكهم المتهور ، وتحمّلها خلق أجواء من التوتر والغضب تجاه صلف البوليس الذى لم يراعي أعراض المواطنين وحرمة العائلات التونسية ، وتمادى في هضم جانب المرأة المحجبة دون رادع من ضمير ولاقانون ولا دين ولا أعراف البلاد ، وتحمّّلها كل النتائج المترتبة عن إنتهاك حقوق المحجبات التى يكفلها الدستور . تطالب الهيئات والشخصيات الحقوقية داخل تونس وخارجها ، بمكاتبة السلطات التونسية بشأن خروقاتها السافرة بحق المرأة التونسية المحجبة ، وتطالب العلماء والدعاة والإعلاميين في العالم الإسلامي بالتصدي للحرب المفتوحة التى تشنها السلطات على الحجاب والمحجبات وتدعوهم إلى إتخاذ خطوات عملية لنصرتهن والعمل لصالح قضيتهن.  
عن لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس البريد : protecthijeb@yahoo.fr  


« الحرية لكل المساجين السياسيين » الجمعيـة الدوليـة لمسانـدة المساجيـن السياسييـن 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr                                                                                                                            تونس في 16 نوفمبر 2008 

كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب « .. !

 

 
* مثل يوم أمس السبت 15 نوفمبر 2008 أمام الدائرة الجنائية 13  بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي  الطاهر اليفرني  في  القضية عدد 12073 التي يحال فيها مجموعة من الشبان ، و هم  كل من : بدر الدين بن علي بن محمد بزواش ) مولود في 29/04/1978 (   و أحمد بشكوال  ) مولود في 01/09/1986 (  و المحالين من أجل الانضمام  إلى تنظيم و وفاق له علاقة بالجرائم الارهابية و الانضمام داخل تراب الجمهورية الى تنظيم اتخذ من الارهاب وسيلة لتحقيق أغراضه  و توفير تجهيزات لفائدة تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية     . و بعد النداء على القضية قامت المحكمة باستنطاق المتهمين الذين تمسكوا بانكار التهم الموجهة اليهم ثم أحيلت الكلمة الى هيئة الدفاع المتكونة من الأساتذة محمد بوثلجة و سمير بن عمر و النوري الكوكي ، و قد طالب الدفاع بنقض الحكم الابتدائي و التصريح ببطلان الاجراءات و بصورة احتياطية الحكم بعدم سماع الدعوى لتجرد التهم ، بعد ذلك حجزت القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم اثر الجلسة . و تجدر الإشارة  إلى أن المتهمين المحالين في هذه القضية تنسب لهما الأبحاث أنهما كانا على علاقة بأحد أعضاء مجموعة سليمان و هو المدعو ربيع باشا )  أصيل منطقة سليمان  ( و قد أحيلا رفقة كل من ملاك صفا القروي ، خطيبة ربيع باشا ،  و سندس الرياحي ، و قد قضى الحكم الابتدائي بادانة المتهمين رفقة سندس الرياحي و سجنهما  مدة أربعة أعوام فيما أفردت ملاك صفا القروي بالتتبع أمام قاضي الأطفال   . *  أحيل يوم أمس  السبت 15 نوفمبر 2008 أمام الدائرة الجنائية 13  بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي  الطاهر اليفرني  في  القضية عدد 12072 كل من  : فاضل بن علي بن محمد الغديري      ( مولود في 18 جانفي 1986 ) و الأمين بن الطاهر بن محمد التريكي ( مولود في 12 أفريل 1983 ) و حلمي بن أحمد بن محمد الصغير الرطيبي ( مولود في 25 فيفري 1985 ) و سعيد بن ضو بن علي كليلة ( مولود في 24 جويلية 1983 ) و معز بن سالم بن مبارك بورارة ( مولود في 03 جانفي 1986 ) و نور الدين بن صالح بن بن ناجي لبان ( مولود في 27 أكتوبر 1985 ) و الفتحي بن محمد بن عبد الملك يعقوبي ( مولود في 12 أكتوبر 1984 ) و الناجح بن أحمد بن ضو العطوي ( مولود في 26 سبتمبر 1974 ، و المحالين من أجل الانضمام  إلى تنظيم إرهابي   و استعمال تراب الجمهورية لانتداب أشخاص بقصد ارتكاب جرائم إرهابية داخل تراب الجمهورية و جمع التبرعات مع العلم بأن الغرض منها تمويل أشخاص و تنظيمات و أنشطة لها علاقة بالجرائم الإرهابية و التبرع مع العلم بأن الغرض منها تمويل أشخاص و تنظيمات و أنشطة لها علاقة بالجرائم الإرهابية  و إعداد محل لاجتماع أعضاء تنظيم لهم علاقة بالجرائم الإرهابية  و الامتناع عن إشعار السلط بما بلغهم من معلومات و إرشادات حول ارتكاب إحدى الجرائم الإرهابية . و بعد النداء على القضية قامت المحكمة باستنطاق المتهمين الذين تمسكوا بانكار التهم الموجهة اليهم ثم أحيلت الكلمة الى هيئة الدفاع المتكونة من الأساتذة عبد الفتاح مورو و أنور أولاد علي و سمير بن عمر و شكري بلعيد ، و قد طالب الدفاع بنقض الحكم الابتدائي و التصريح ببطلان الاجراءات و بصورة احتياطية الحكم بعدم سماع الدعوى لتجرد التهم ، و بعد ختم المرافعات حجزت القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم اثر الجلسة . * مثل يوم أمس السبت 15 نوفمبر 2008 أمام الدائرة الجنائية 13  بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي  الطاهر اليفرني  في  القضية عدد 12134 التي يحال فيها مجموعة من الشبان أصيلو منطقة بنقردان بأقصى الجنوب التونسي ، و هم  كل من : رمزي الرمضاني ) مولود في 18/04/1977 (  نصر الجريء ) مولود في 25/02/1988 ( رؤوف السالمي ) مولود في 23/05/1987 ( و زهير الماقوري ) مولود في 01/04/1983( و محمد كردي ) مولود في 15/05/1979 ( و رضا القوي ) مولود في 27/07/1985 ( و سامي الجريء ) مولود في 12/01/1984 (  و مفتاح مانيطة ) مولود في 01/02/1977 ( و حمزة الجريء ) مولود في 02/05/1987 ( و عبد الوهاب زقروبة ) مولود في 04/03/1986 ( و عمر الكرشاوي ) مولود في 17/04/1981 ( و محمد ضيف الله  ) مولود في 11/10/1986 ( و أنيس الهذيلي ) مولود في 08/08/1986 (  و المحالين من أجل الانضمام  إلى تنظيم اتخذ من الارهاب وسيلة لتحقيق أغراضه    والدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية داخل و خارج تراب الجمهورية و استعمال تراب الجمهورية لانتداب و تدريب أشخاص بقصد ارتكاب جرائم إرهابية داخل تراب الجمهورية و استعمال اسم و رمز للتعريف بتنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية وبنشاطه و إعداد محل لاجتماع أعضاء تنظيم لهم علاقة بالجرائم الإرهابية  و محاولة توفير أسلحة و متفجرات و غيرها من المواد المماثلة لفائدة تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية و التبرع وجمع أموال مع العلم بأن الغرض منها تمويل أشخاص و تنظيمات و أنشطة لها علاقة بالجرائم الإرهابية و ارشاد و  تدبير وتسهيل ومساعدة وتنظيم مغادرة أشخاص للتراب التونسي خلسة، و المساعدة على ايواء أعضاء تنظيم ارهابي و العمل على ضمان فرارهم     .    و قررت المحكمة تأجيل النظر في القضية لجلسة يوم 19 نوفمبر 2008 استجابة لطلب هيئة الدفاع المتكونة من الأساتذة  البشير الصيد و عبد الفتاح مورو و جمال مارس و سمير بن عمر و شكري بلعيد. و تجدر الإشارة  إلى أن الحكم الابتدائي قضى بادانة المتهمين و سجنهم  مدة تتراوح  بين عامين و ثمانية أعوام   ، و ذلك في غياب هيئة الدفاع التي قررت الانسحاب لغياب شروط المحاكمة العادلة بعد أن أصرت المحكمة على محاكمة المتهمين الذين كانوا مضربين عن الطعام و لا يقدرون حتى على المشي ، و في سابقة قضائية غير مشهودة صدر الحكم دون تلاوة قرار دائرة الاتهام و استنطاق المتهمين … !!!! *  مثل يوم أمس السبت 15 نوفمبر 2008 أمام الدائرة الجنائية 13  بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي  الطاهر اليفرني  في  القضية عدد 12135 السيد رمزي بن الجيلاني بن السيد الرمضاني المحال من أجل ثلب هيئة المحكمة  .   و قررت المحكمة تأجيل النظر في القضية لجلسة يوم 19 نوفمبر 2008 استجابة لطلب محاميه الاستاذ سمير بن عمر. و تجدر الإشارة  إلى أن  وقائع هذه القضية جدت بمناسبة نظر الدائرة الجنائية الثانية بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي عبد الرزاق بن منا   في القضية عدد 16174 و التي يحال فيها رمزي الرمضاني و بقية رفاقه المحالين بجلسة اليوم في القضية عدد 12134 ، اذ و بعد أن رفضت المحكمة طلب هيئة الدفاع بتأجيل النظر في القضية و اصرارها على محاكمة متهمين في وضع صحي و نفسي لا يسمح بمحاكمتهم و دون حتى احترام شكليات و اجراءات المحاكمة من تلاوة لقرار دائرة الاتهام و استنطاق للمتهمين ثم اعذارهم طبقا لما تنص عليه مجلة الاجراءات الجزائية ، شرع المتهمون في التكبير كما قام المتهم رمزي الرمضاني بالتنديد بهذه المهزلة القضائية ، فوقع اخراج جميع المتهمين من قاعة الجلسة بالقوة  ثم التئمت جلسة حينية  أصدرت اثرها المحكمة حكما بسجن رمزي الرمضاني مدة عامين من أجل ثلب هيئة المحكمة و ذلك دون تمكينه من حقه في الدفاع و تكليف محام     . *  مثل يوم أمس السبت 15 نوفمبر 2008 أمام الدائرة الجنائية 13  بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي  الطاهر اليفرني  في  القضية عدد 12139 التي يحال فيها كل من : عبد الرزاق بن مصباح بن الحاج ابراهيم الشيحاوي ) مولود في 15/05/1979 ( – و هو بحالة فرار – و الامجد بن مصباح بن الحاج ابراهيم الشيحاوي ) مولود في 30/05/1983 (  و عصام بن محمد نجيب بن محمد الساحلي ) مولود في 29/06/1983 ( ابراهيم بن حسنين بن محمد خليل ) مولود في 06/09/1980 ( و سامي بن الحبيب بن محمد الفزعي ) مولود في 12/11/1981 ( و  المحالين من أجل الانضمام  إلى تنظيم اتخذ من الارهاب وسيلة لتحقيق أغراضه والدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية داخل و خارج تراب الجمهورية و استعمال تراب الجمهورية لانتداب أشخاص بقصد ارتكاب جرائم إرهابية داخل تراب الجمهورية و إعداد محل لاجتماع أعضاء تنظيم لهم علاقة بالجرائم الإرهابية  و التبرع مع العلم بأن الغرض منها تمويل أشخاص لهم علاقة بالجرائم الإرهابية ) بالنسبة للأول (  و عدم اشعار السلط بما بلغهم من معلومات حول جرائم ارهابية ) بالنسبة لبقية المتهمين (،      و قررت المحكمة تأجيل النظر في القضية لجلسة يوم 22 نوفمبر 2008 استجابة لطلب هيئة الدفاع المتكونة  من الأساتذة يوسف الرزقي و علجية الكحلاوي العبسي و محرز الزيدي . و تجدر الإشارة  إلى أن أغلب المتهمين في هذه القضية ينتمون الى سلك المهندسين و تنسب لهم الأبحاث أنهم سعوا الى  التحول للعراق للانضمام للمقاومة العراقية .   و قد قضى الحكم الابتدائي  بسجن        عبد الرزاق الشيحاوي مدة 8 أعوام كسجن باقي المتهمين مدة عامين اثنين . *  نظرت  الدائرة الجنائية 13  بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي  الطاهر اليفرني  يوم أمس السبت 15 نوفمبر 2008 في  القضية عدد 11940 التي يحال فيها كل من : أحمد الدقاشي  ( من مواليد 17/10/1987 ) و فيصل فرح ( من مواليد 23/05/1972 ) و رفيق الشنيتي ( من مواليد 09/12/1975 ) و شوقي رحومة ( من مواليد 18/02/1976 ) و علي بوعلي ( من مواليد 03/04/1968 ) و عبد الدائم الوحيشي  ( من مواليد 13/01/1986 ) و نصر فرح ( من مواليد 10/04/1976 ) ، و المحالين من أجل تهم الانضمام إلى تنظيم اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و التبرع بأموال لفائدة تنظيم إرهابي و الدعوة الى ارتكاب جرائم ارهابية  . و بعد النداء على القضية قامت المحكمة باستنطاق المتهمين الذين تمسكوا بانكار التهم الموجهة اليهم ثم أحيلت الكلمة الى هيئة الدفاع المتكونة من الأساتذة وداد البدوي و بوبكر بن علي و عزيز بن عزيزة و شكري بلعيد  ، و قد طالب الدفاع بنقض الحكم الابتدائي و التصريح ببطلان الاجراءات و بصورة احتياطية الحكم بعدم سماع الدعوى لتجرد التهم ، بعد ذلك حجزت القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم اثر الجلسة . *  مثل يوم أمس السبت 15 نوفمبر 2008 أمام الدائرة الجنائية 4  بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي  محرز الهمامي  في  القضية عدد 16494  كل من : محمد بن بلقاسم بن ساسي الجريء    ) بحالة فرار (  و ربيع بن مسعود بن الجليدي مراد و خليل بن عمار بن مصباح الشافعي و بدر الدين بن الهادي بن بلقاسم الاشيهب و المحالين من أجل الانضمام  إلى تنظيم اتخذ من الارهاب وسيلة لتحقيق أغراضه  والدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية و تلقي تدريبات عسكرية خارج تراب الجمهورية بقصد ارتكاب جرائم إرهابية داخل تراب الجمهورية و خارجه ) بالنسبة للأول (   و الامتناع عن اشعار السلط بما بلغهم من معلومات حول جرائم ارهابية ) بالنسبة لبقية المتهمين ( .   و بعد النداء على القضية قامت المحكمة باستنطاق المتهمين الذين تمسكوا بانكار التهم الموجهة اليهم ثم أحيلت الكلمة الى الأستاذ سمير بن عمر محامي المتهمين الذي طالب بالحكم بعدم سماع الدعوى لتجرد التهمة ، بعد ذلك حجزت القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم اثر الجلسة . *  مثل يوم أمس السبت 15 نوفمبر 2008 أمام الدائرة الجنائية 4  بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي  محرز الهمامي  في  القضية عدد 16489  كل من : حمدي بن عامر بن عمار زروق       ) مولود في 09/01/1979 ( و لطفي بن ساسي بن عبد الرحمان القنوني ) مولود في 05/09/1978 ( و محمد علي بن جمعة بن معمر عبد اللاوي ) مولود في 31/01/1982 (              و وليد بن محمد بن حسين كحلاوي ) مولود في 25/11/1975 ( و سمير بن مقطوف بن علي بكار ) مولود في 17/11/1975 (  و مكرم بن مختار بن صالح بن علي ) مولود في 18/11/1974 (  و محمد بن رشاد بن محمد يونس ) مولود في 16/01/1983 ( و فتحي بن محمد بن محمد علاوي ) مولود في 01/01/1987 ( و علي بن أحمد بن ساسي بوبكر ) مولود في 01/04/1982 (                        و المحالين من أجل الانضمام داخل تراب الجمهورية  إلى تنظيم اتخذ من الارهاب وسيلة لتحقيق أغراضه    والدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية و استعمال تراب الجمهورية لانتداب أشخاص بقصد ارتكاب جرائم إرهابية داخل تراب الجمهورية و إعداد محل لاجتماع أعضاء تنظيم لهم علاقة بالجرائم الإرهابية  و توفير معلومات لفائدة تنظيم بقصد المساعدة على ارتكاب جرائم إرهابية وجمع أموال الغرض منها تمويل أنشطة لها علاقة بالجرائم الإرهابية . *  أصدرت  الدائرة الجنائية 27  بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي  المنوبي بن حميدان  أول أمس الجمعة 14 نوفمبر 2008  حكمها في  القضية عدد 15127 المحال فيها مجموعة من الشبان أصيلو منطقة سيدي بوزيد المتهمون بتكوين خلية تابعة لمجموعة سليمان ، و قد قضت المحكمة  بتخفيض مدة العقاب بالسجن الصادر في حق كل من محمد الصغير عمري و سامي ربعاوي الى ثلاث سنةات و باقرار الحكم الابتدائي فيما زاد على ذلك . عن الجمعية  لجنة متابعة المحاكمات السياسية


بسم الله الرحمان الرحيم عبد اللطيف بوحجيلة يرفض إنهاء الإضراب قبل تلبية مطالبه

 

السبيل أونلاين – خاص – تونس يرفض السجين السياسي السابق عبد اللطيف بوحجيلة تعليق إضرابه عن الطعام الذى بلغ ثلاث وأربعون يوما ، قبل تلبية مطالبه المتمثلة في التكفل بعلاجه وتمكينه من جواز سفر ، وتقديم السلطات التونسية ضمانات حقيقية في التكفل بعلاجه وإتمامه دون انقطاع ، وكان بوحجيلة دخل في اضراب شامل بإقلاعه عن شرب الماء والسكر والدواء في اليوم التاسع والثلاثون الموافق ليوم الإثنين 10 نوفمبر 2008 .   وبعد الزيارة التى أداها له وفد من وزارة الصحة يوم 12 نوفمبر 2008 ، قرر بوحجيلة التراجع عن الإضراب الشامل في انتظار تنفيذ وزارة الصحة لوعودها بالنظر في قضيته بشكل جاد وتلبية مطالبه . ولدى زيارة السبيل أونلاين عبد اللطيف بوحجيلة في بيته ، عشية السبت 15 نوفمبر 2008 ، أكّد لنا أنه يطالب السلطة بنقله من بيته مباشرة إلى المستشفى ،كما أكد أن الزيارة التى أداها وفد وزارة الصحة ، لم تتوج بأي خطوة عملية ، رغم الوعود التى أطلقتها رئيسة الوفد ، بعد إطلاعها على حالته الصحية المتدهورة ، وقد وجدنا عبد اللطيف بوحجيلة في حالة صحية متدهورة ، اضطرته أكثر من مرة إلى قطع الحديث معنا ، لتعاطي الدواء والإغفاء بعض الوقت قبل مواصلة الحديث . وقد طالبته جل أطراف المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية بتعليق الإضراب ، والتكفل بمتابعة وعود السلطة ومدى إلتزامها بتعهداتها والنضال من أجل تحقيق مطالبه ، وقد وعد السجين السياسي السابق عبد اللطيف بوحجيلة بإنهاء الإضراب شرط ان تقوم السلطة بحركة عملية تثبت صدق نيتها في مباشرة علاجه .  

هوية عبد اللطيف بن عبد المجيد بوحجيلة

* سجين سياسي سابق * من مواليد 11-05-1969 أصيل مدينة مقرين ضواحي العاصمة التونسية . * دخل السجن سنة 1997 وأطلق سراحه في نوفمبر 2007 . * أصيب بمرض القلب وهو بالسجن وتعرّض إلى جلطتين . *أصيب بمرض السرطان سنة 2004 وأجريت عليه عملية جراحية لاستئصال الورم . * أصيب بشلل نصفي من جرّاء الجلطة الثانية . * خاض 26 إضرابا عن الطعام موزعة على 10 سنوات فاقت أيّامها 900 يوما ، وهو بهذا الرقم * يمكن أن يدخل موسوعة -غينيس – للأرقام القياسية . * يخوض إضرابه السابع والعشرون، في يومه الثالث والأربعون. * مهدّد بالموت في كلّ لحظة باعتبار الأمراض العديدة التي يعاني منها . * وقع حرمانه من ملفّه الصحي( الذي ُأعدّ بالسجن ) وهو يرغب في الحصول عليه ليتمّم المعالجة. * وحُرم من تمكينه من جواز سفره للمعالجة بالخارج.وكانت منظّمات تعنى بالجانب الصحّي أبدت استعدادا لاحتضانه ومعالجته . * وحُرم من تسهيل معالجاته بالمستشفيات التونسية . في زيارتنا له هذا اليوم 15-11-2008 أكّد مجددا أنّه مستعدّ للموت إذا لم تمكّنه السلطات من أبسط حقوقه التي يطالب بها والتي لا تتعدّى حقوقا اجتماعية ومباشرة علاجه .    من زهير مخلوف – تونس   (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 16 نوفمبر 2008 ) الرابط : http://www.assabilonline.net/index.php?option=com_content&task=view&id=2105&Itemid=1


يطاليا: يتوجب إيقاف عملية طرد التونسي المُعرض لخطر التعذيب

 

 
يجب احترام حُكم المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان يظهر من محاولة إيطاليا طرد بن خميس، مع العلم بأنه مُعرَّض لخطر التعذيب في تونس، يمثل ازدراءً من إيطاليا لـ بن خميس وللقانون. جوديث ساندرلاند، باحثة بقسم أوروبا في هيومن رايتس ووتش – قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن على إيطاليا أن توقف فوراً كل المساعي الخاصة بطرد السيد سامي بن خميس إلى تونس، لما هي معروفة به من تاريخ في التعذيب. ولدى كتابة هذه السطور في 3 يونيو/حزيران كان بن خميس، المواطن التونسي، يواجه اتهامات بالإرهاب في إيطاليا، ومحتجز في مطار فيوميتشينو القريب من روما ويمكن وضعه على متن أية طائرة متجهة إلى تونس في أي وقت. وقد أمر وزير الداخلية روبرتو ماروني بطرد بن خميس في 31 مايو/أيار على الرغم من طلب المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في 2007 بتجميد قرار الطرد إلى حين فحصها لدعوى بن خميس بأنه يواجه خطر التعذيب أو المعاملة السيئة المحظورة، لدى عودته إلى تونس. والإجراءات المؤقتة التي تتخذها المحكمة الأوروبية في هذا الصدد – مثل طلب تجميد الطرد – مُلزمة تمام الإلزام لإيطاليا، وعدم مراعاة إيطاليا لمثل هذه الإجراءات المؤقتة يمثل انتهاكاً للاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان. وقد أرسلت المحكمة الأوروبية رسالة إلى الحكومة الإيطالية في 2 يونيو/حزيران تذكرها في الرسالة بالتزاماتها. وقالت هيومن رايتس ووتش إن التعذيب مشكلة مزمنة في تونس، وإن الأشخاص المحتجزين لاتهامات على صلة بالإرهاب يتعرضون على الأخص لخطر التعذيب. وقالت جوديث ساندرلاند، باحثة بقسم أوروبا في هيومن رايتس ووتش: « يظهر من محاولة إيطاليا طرد بن خميس، مع العلم بأنه مُعرَّض لخطر التعذيب في تونس، يمثل ازدراءً من إيطاليا لـ بن خميس وللقانون ». وأضافت: « وخرق قرار أعلى محكمة حقوق إنسان أوروبية لن يزيد من أمان إيطاليا ». ويأتي تحرك إيطاليا لطرد بن خميس بعد شهور قليلة من تأكيد الدائرة الأساسية بالمحكمة الأوروبية على الحظر المطلق على التعذيب أو إرسال الأشخاص إلى بلدان يواجهون فيها خطر التعذيب أو المعاملة السيئة، وهذا في قضية تضمنت مساعٍ إيطالية لطرد تونسي آخر إلى بلده الأصلي. وكان من المقرر أن يمثل بن خميس أمام المحكمة الجنائية في 3 يونيو/حزيران في جلسة تمهيدية لمناقشة الاتهامات المنسوبة إليه بمزاولة أنشطة إرهابية، وكان من المرجح أن يُطلق سراحه لأنه سبق بالفعل أن تم احتجازه لأطول فترة مسموح بها قبل العرض على المحكمة، حسب القانون الإيطالي. لكن محاموه قالوا لـ هيومن رايتس ووتش إنه بدلاً من إحالة بن خميس إلى المحكمة، قام المسؤولون الإيطاليون بنقله إلى مطار فيوميتشينو. وتمت إدانة بن خميس في فبراير/شباط 2002 بالانتماء إلى منظمة إرهابية وأودع السجن لمدة ستة أعوام ونصف العام. وبناء على اتهامات جديدة بالإرهاب في عام 2005 تم تحويله إلى الاحتجاز على ذمة المحاكمة في يونيو/حزيران 2007 عشية اليوم المقرر لإخلاء سبيله، وبعد أن أمضى مدة العقوبة. ونتيجة لغياب المدعى عليه القسري، أجّل القاضي جلسة 3 يونيو/حزيران إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2008. والظاهر أن بن خميس قد أدين في تونس عدة مرات غيابياً بناء على اتهامات بالإرهاب وسوف ينفذ بحقه السجن لعشرة أعوام على الأقل إذا تأكدت الأحكام بالإدانة. ويتزايد اعتماد الحكومات الأوروبية على إجراء الطرد لأسباب أمن قومي كأداة لمكافحة الإرهاب. والطرد الإداري يوفر عادة ضمانات أقل من التي يوفرها الطرد القضائي. وفي عام 2005، تبنت إيطاليا إجراءً عاجلاً جديداً للطرد لأسباب أمنية، ويستبعد صراحةً الحق في البقاء في إيطاليا إلى أن يتم النظر في الطعن في أمر الطرد، حتى في حالة زعم الشخص بوجود خطر للتعذيب والمعاملة السيئة إذا هو تم طرده. ومنذ عام 2006 منعت المحكمة الأوروبية جهود إيطالية لطرد عدد من التونسيين، بخلاف بن خميس، بموجب هذا الإجراء العاجل. ويحظر القانون الدولي – وضمنه الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان – إرسال أي شخص إلى بلد يواجه فيه خطر التعذيب أو التعرض للمعاملة السيئة. ومبدأ عدم الإعادة هذا هو مبدأ مطلق وينطبق على الجميع على حد سواء، بغض النظر عن الجرائم المزعوم ارتكابها. وقالت جوديث ساندرلاند: « من حق إيطاليا أن تطرد من يفرضون خطراً فعلياً على أمنها الوطني ». وأضافت: « لكن لا يمكنها ببساطة تسليم المشتبهين إلى بلدان تقوم بالتعذيب، إذ أن لدى إيطاليا خيارات أخرى، إما مقاضاة الشخص جراء ما اقترف من جرائم، أو إخلاء سبيله ومراقبته، أو البحث عن دولة ثالثة تقبله لديها ». وفي 28 فبراير/شباط، أعادت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بالإجماع تأكيدها على الحظر المطلق على ترحيل الأشخاص إلى بلدان يواجهون فيها خطر التعذيب أو المعاملة السيئة. وقضت الدائرة الأساسية بالمحكمة بأن جهود إيطاليا لترحيل نسيم سعدي، المواطن التونسي المقيم بصفة قانونية في إيطاليا، من شأنها مخالفة المادة 3 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان. وتحظر المادة 3 التعذيب والمعاملة السيئة، ومن المفهوم أنها تشمل الحظر المطلق على الإعادة القسرية للأشخاص. وبعد صدور حُكم سعدي، أخطرت المحكمة الأوروبية الحكومة الإيطالية بأن المحكمة رأيها في عدة قضايا مماثلة، ومنها قضية بن خميس، يتفق مع حُكمها في قضية سعدي، وأوصت إيطاليا بأن تسعى للتسوية الودية في هذه القضايا. وقالت هيومن رايتس ووتش – على حد علمها – بأن المساعي القائمة لطرد سامي بن خميس تُمثل رد إيطاليا الوحيد حتى الآن على التوصيات المصدر: موقع (هيومن رايتس ووتش )بتاريخ 16 نوفمبر 2008


إلى متى سيبقى الصحفيون التونسيون عرضة للتهم الجزافية. باريس / 16 – 11 – 2008

    www.jafee.org  

 
اعتداء على الصحفيين – محمد الحمروني – سمير ساسي- حجز العدد الأخير من جريدة مواطنون واستدعاء مديرها مصطفى بن جعفر للمسائلة – رفع دعوى قضائية ضد نزيهة رجيبة على إثر نشر مقال – التضييق على جريدة الموقف وتتالي المحاكمات في حقها – تخريب موقع كلمة – ضرب نشرية تونس نيوز تقنيا – قرصنة موقع الحزب الديمقراطي التقدمي ومحاصرة مراسلها معز الجماعي –  ترصيف قائمة من التهم الجنائية في حق الفاهم بوكدّوس، مراسل قناة الحوار التونسي على إثر تغطيته لأحداث الحوض المنجمي، وهو حاليا بحالة اختفاء… تلك هي بإيجاز حصيلة « الغارة الأمنية  » على الصحفيين التونسيين في مناخ إعلامي، بات فيه الصحفيون التونسيون عرضة للمسائلة والمراقبة، ومدانون حتى قبل أن يكتبوا، والتهم جاهزة ومتوفرة. والجمعية الدولية للصحفيين الأفارقة بالمنفى، من خلال متابعتها واهتمامها بأوضاع الزملاء الصحفيين في العالم، – تعبر عن دعمها المعنوي والأخلاقي للزملاء الإعلاميين التونسيين في محنتهم، وتكبر تضحياتهم من أجل كلمة حرّة وقلم مستنير، وتحيّي جهودهم في المساهمة في بناء صحافة تحترم الرأي والتعبير، بعيدا عن إعلام الشعوذة، وصحافة العرّافين. – تنادي كل الشرفاء الواقفين دون انحناء، للوقوف حصنا ضد كل ما يتعرض الصحفيون التونسيون من محاصرة وتضييق واختناق. – نطالب الدوائر المسئولة بالتخلي عن أساليب التعامل الأمني مع الصحفيين الأحرار، الذين اختاروا الكتابة على إيقاع نبض القلم ونبض الضمير. – سوف تظل الجمعية الدولية للصحفيين الأفارقة بالمنفى، وفيّة لمبدأ مشاركة كل الصحفيين في العالم همومهم ومشاغلهم، ولا تتأخر في الوقوف إلى جانبهم وتبني قضاياهم، ومساندتهم إعلاميا، حتى ترفع عنهم المظالم. الطاهر العبيدي / الكاتب العام للجمعية الدولية للصحفيين الأفارقة بالمنفى www.jafe.org


حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي

بيان المجلس الوطني

                                                                                                                                                           الحمامات في: 16/11/2008    

انعقد المجلس الوطني للاتحاد الديمقراطي الوحدوي في دورته العادية (دورة المناضل الفقيد محمد لعراض) وتزامنا مع الذكرى العشرين لتأسيس الحزب وذلك بحضور العديد من الضيوف في مقدمتهم وفد الحزب الشيوعي الكوبي الصديق. وبعد كلمة الافتتاح والترحم على روح الفقيد الكبير محمد لعراض وكلمة الأخ الأمين العام وكلمة رئيس الوفد الكوبي.   نظر المجلس الوطني في النقاط الواردة في جدول أعماله وأقر ما يلي:   1 – مشاركة الحزب في الانتخابات الرئاسية لسنة 2009 من خلال ترشح الأخ الأمين العام والاستعداد لإنجاح هذه المحطة السياسية الهامة بما يضمن مزيد إشعاع الحزب ودعم حضوره الميداني وترسيخ خياراته. 2 – تماشيا مع قراره بالمشاركة في الانتخابات التشريعية في كل الدوائر أوصى المجلس الوطني الهياكل الجهوية بالاستعداد الجدّي ومن الآن لإنجاح هذه المحطة وذلك من خلال إعداد البيانات الانتخابية وضبط ملامح القائمات والحرص على التسجيل في القوائم الانتخابية. إن خيار المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية هو خيار سياسي يضمن انتشار الحزب والمساهمة في تطوير المشهد السياسي والديمقراطي ويتيح الفرصة لطرح بدائل سياسية مغايرة للسائد ومنسجمة مع خيارات الاتحاد الديمقراطي الوحدوي. 3 – أوصى المجلس الوطني بضرورة إتمام هيكلة الجامعات وعقد مؤتمراتها طبقا للآجال المضبوطة بالقانون الداخلي حتى تتمكن من التفرغ لإنجاز متطلبات المرحلة. إن التفاف المناضلين حول الهياكل الجهوية والمركزية ومساهمتهم الجادة في الاستعداد للمحطات القادمة وحدة كفيل بتطوير خطاب الحزب وفعله في الساحة وانتشاره الجماهيري. 4 – تناول المجلس الوطني بالدرس الوضع العام بالبلاد وإذ يؤكد مرة أخرى أن الانخراط في منظومة العولمة والخيار الليبرالي واقتصاد السوق لا تضمن تنمية مستقلة ودائمة فإنه يحذر من خطورة انعكاس هذا التمشي على الشرائح الضعيفة والمتوسطة لأبناء شعبنا، كما يدعو مجددا لاستمرار دور الدولة الراعية من خلال قطاع عام قاطرة للتنمية وضامنا للعدالة الاجتماعية ورائدا في معالجة قضايا البطالة والتشغيل. أما على المستوى السياسي فإن المجلس الوطني يعتبر أن شرط نجاح المحطات الانتخابية مرتبط بحياد الإدارة وإرساء إعلام حرّ وملائمة كل القوانين الناظمة للحياة السياسية مع مستلزمات المرحلة بما في ذلك المجلة الانتخابية. كما أنه يعتبر أنّ تنقية المناخ السياسي من خلال حزمة من الإجراءات السياسة في مقدمتها الإفراج عن كل الموقوفين على خلفية أحداث الحوض المنجمي الأخيرة ومطالبهم المشروعة، يعدّ بادرة ايجابية تصبّ باتجاه إنجاح المحطات القادمة. 5 – كما تناول المجلس الوضع العربي وإذ يقف إجلالا للمقاومة في العراق وفلسطين والصومال تصديا للمشاريع العدوانية، فإنه يعلن التزامه بالعمل على نصرة هذا الخيار وكسر قيود الحصار من حوله والتصدي لمؤامرات الغزاة في مشرق الوطن ومغربه. ويؤكد وقوفه مع الشعب العربي في سورية ولبنان ضد الاعتداء الاستعماري . كما يدعو فصائل المقاومة في فلسطين إلى ضرورة الوحدة على قاعدة التزام نهج المقاومة لمواجهة الغزاة وحلفائهم. 6 – يعتبر المجلس الوطني أن مواجهة مشاريع الهيمنة تفرض ضرورة تفعيل تحالف دولي متضامن لذلك قرر العمل على توسيع علاقات الحزب مع كل المناضلين ضد قوى الاستعمار والعولمة وفي مقدمتهم حركات التحرر في أمريكا اللاتينية. وانطلاقا من قناعاته الراسخة بأن التحرير والحرية هي فعل إرادي للحركات المناضلة فإنه لا ينتظر من نتائج الانتخابات الأمريكية تغييرا جوهريا في سياسات الولايات المتحدة تجاه قضايانا العربية وقضايا التحرر في العالم. كما يدعو إلى تطوير علاقات التعاون العربي الإفريقي تعزيزا للجهد المشترك في مواجهة سياسات العولمة وتداعياتها. -عاشت نضالات شعبنا العربي ضدّ الاستعمار وحلفائه في سبيل التحرر والاشتراكية والوحدة. -عاش تحالف قوى التحرر الوطني في العالم ضدّ قوى الهيمنة والعولمة والاستبداد. -عاش الاتحاد الديمقراطي الوحدوي فصيلا وحدويا مناضلا.  عن المجلس الوطني الأمين العام أحمد الاينوبلي

الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان فرع توزر ـ نفطة نفطة في : 16 نوفمبر 2008  بـــــيــــــان  
لأول مرة منذ 11 سبتمبر 2006 تمكنت اليوم الأحد 16 نوفمبر 2008 هيئة فرع توزر ـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بأغلبية أعضائها من الاجتماع داخل مقرها الكائن بنفطة دون مضايقات تذكر ـ مع العلم أن حشودا أمنية قد وصلت بعد نهاية الاجتماع ـ وبعد تدارسها الوضع الحقوقي جهويا ووطنيا وأزمة الحوض المنجمي وما يعانيه قطاع السياحة بالجهة من مشاكل وأخرها أزمة نزل نفطة بلاص ( الوردة سابقا ) وعماله المعتصمين منذ 12 نوفمبر 2008 فإن هيئة الفرع 1.     تعبر عن ارتياحها لتمكنها من عقد اجتماعها داخل مقرها وتدعو كافة فروع الرابطة للعودة إلى النشاط داخل مقراتها وعدم التسليم بالأمر المقضي الذي لا يخدم الوضع الرابطي . 2.     تؤكد تمسكها بحق الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في عقد مؤتمرها السادس بكل استقلالية وفي أقرب الآجال. عن فرع توزرـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الرئيس شكري الذويبي  


الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان فرع توزر ـ نفطة نفطة في : 16 نوفمبر 2008 بـــــيــــــان  
إن فرع توزر ـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بعد زيارته لعمال نزل نفطة بلاص (الوردة سابقا) المعتصمين منذ 12 نوفمبر 2008 دفاعا عن كرامتهم وحقهم المقدس في الشغل القار واطلاعه على الظروف المهنية التي كانوا يشتغلون فيها وعلى ما آلت إليه وضعيتهم الشغلية من طرد وتعسف واضح من قبل صاحب النزل ونظرا لتأزم أوضاع هؤلاء العملة حيث وقع إعلام جلهم بالطرد استنادا إلى محضر معاينة من طرف عدل منفذ  » لرفض العمال الالتحاق بالعمل  » وقع الطعن في مصداقيته لدى جناب وكيل الجمهورية الذي أذن بفتح تحقيق في الغرض ولجوء صاحب النزل رغم وضعية مؤسسته ـ الذي ينتظر إقرار تحولها من صنف ثلاثة نجوم إلى صنف أربعة نجوم ـ إلى إلغاء الحجوزات وقطع الماء والكهرباء بدون مبرر فإن هيئة الفرع 1.     تنكر على صاحب النزل خرقه لقوانين الشغل واعتدائه المتواصل على حقوق العمال 2.    تطالب السلط المعنية محليا وجهويا ووطنيا بالتدخل الفوري لغاية إنهاء هذه الأزمة الشغلية المفتعلة وإبطال قرار الطرد الاعتباطي واللاقانوني المسلط على جل العمال بهذه الوحدة السياحية على خلفية انخراطهم بالإتحاد العام التونسي للشغل وممارستهم لحقهم النقابي المكفول قانونا وتمكينهم من جميع حقوقهم وأولها استعادة عملهم في ظروف لائقة تقطع نهائيا مع ما عانوه من إهانات واعتداءات طيلة السنين الفارطة (والتي اطلعت هيئة الفرع على عينات منها موثقة بالإتحاد المحلي للشغل بنفطة) عن فرع توزرـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الرئيس  شكري الذويبي


خليّة خططت لاختطاف أكثـر من 10 أجانب في تونس

 

 
 إسماعيل دبارة إسماعيل دبارة من تونس: قالت صحيفة الخبر الجزائرية اليوم إنّ الخلية الإرهابية المتورطة في اختطاف السائحين النمساويين في تونس كانت تخطط لخطف أكثـر من 10 أجانب. و ذكرت الصحيفة إنّ مصالح الأمن استجوبت في الأسابيع القليلة الماضية بعض المشتبه فيهم ممن لهم صلة بتعاون جماعة عبد الحميد أبو زيد بمهربي الوقود في أقصى الجنوب.  وتوصل المحققون في قضية خطف الرهينتين النمساويين فولغانغ إيبنر، 51 عاما، وأندريا كلويبر، 44 عاما، اللذين أفرج عنهما مؤخرا، إلى أن عملية الخطف التي تمت في بداية عام 2008 اشترك فيها ما يفوق 30 إرهابيا من ليبيا وآخرون من مالي ومن موريتانيا، فضلا على إرهابيين جزائريين، ويواجه جميع هؤلاء المتابعة أمام القضاء النمساوي عند انتهاء التحقيق. و تقول مصادر الصحيفة إنّ عملية الخطف تمت بنجاح نتيجة تعاون وتسريب أمني حصل عليه الإرهابيون من داخل تونس، حول تواجد عدد من السياح الأجانب من جنسيات مختلفة في موقع صحراوي. كما أنّ العملية في البداية استهدفت خطف عدد يفوق الـ10 سياح، لكن الجماعة الإرهابية عادت برهينتين فقط. وقد اشترك في نقل الرهائن عبر الصحراء الليبية ثم الجزائرية إرهابيون من ليبيا، مالي وموريتانيا. وتشير أغلب الأدلة التي حصل عليها المحققون إلى أن المدبر الرئيسي لعملية الخطف ، هو عبد الحميد أبو زيد وبالتعاون مع خلية من منطقة وادي سوف، تكفلت بإسنادها أثناء تسللها إلى داخل الأراضي التونسية. السلطات النمساوية من جهتها  طالبت بالإطلاع على نتائج التحقيق الجزائري في القضية، حتى يتسنى لها إعداد ملف اتهام ضد مسؤولي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب. وضمت قائمة المتهمين أمير المنطقة الصحراوية بتنظيم القاعدة، يحيى أبو عمار، ومعه أمير كتيبة طارق بن زياد رفقة ستة آخرين من جنسية موريتانية واثنين آخرين من جنسية ليبية وأربعة من مالي. و بحسب « الخبر » ، ترى مصادر مطلعة على ملف التهريب في الصحراء، أنه يصعب على الجماعة الإرهابية التحرك على مسافة 2400 كلم، وهي المسافة الفاصلة بين جبال شمال مالي والحدود الجزائرية التونسية دون الحصول على الوقود والتموّن في الطريق. وكان كلّ من  فولفغانغ ابنر (51 عاما) ورفيقته اندريا كلويبر (44 عاما) من منطقة سالزبورغ (شمال النمسا) واللذين قاما سابقا بعدة رحلات سفاري في الصحراء قد خطفا في 22 شباط/فبراير عندما كانا يتجولان في جنوب تونس في سيارتهما ، قبل أن يطلق سراحهما  في 31 أكتوبر/ تشرين الأولّ الماضي. (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 16 نوفمبر 2008)


 

كـــلـــمـــة حـــرّة لنهيء الأسباب جميعا لميثاق وطني جديد في تونس 

    

1 ــ :  » نعتبر أن سجننا يمثل فترة مظلمة في تاريخ تونس نسأل الله أن يقينا شر أمثالها. كانت فترة السجن صعبة جدا حيث إستهدفنا في ديننا وأنفسنا ومالنا وأهالينا وحيث تمنع الصلاة وأداء الفرائض وقراءة القرآن « . الدكتور الصادق شورو الرئيس الأسبق لحركة النهضة التونسية في حوار لإسلام أون لاين.نت الأسبوع المنصرم. 2 ــ :  » إطلاق سراحنا مبادرة محمودة من قبل النظام الحاكم نتمنى أن تتبعها خطوات أخرى في طريق فك الحصار الأمني المضروب على الحركة « . المصدر ذاته. 3 ــ :  » اللجوء إلى الحل الأمني طيلة هذه السنوات فشل في القضاء على الحركة أو إقتلاعها من جذورها وإن كان قد نجح في إضعافها وتشريدها … وهذا يعني أن حل قضية الحركة لا يمكن إلا أن يكون سياسيا بالأساس « . المصدر ذاته.

كلمتان قبل البداية :

1 ــ الكلمة الأولى : تجديد التهنئة إلى المسرحين وعائلاتهم ثم إلى حركة النهضة بكل ما فيها ومن فيها غابرا وحاضرا بمناسبة خروجها من أعتى محنة إستئصالية غير مسبوقة في الوطن الإسلامي الكبير ـ بل أوسع من ذلك ـ .. موحدة على ثوابتها ( الوسطية الإسلامية في التفكير والمنهج السلمي في التغيير والصفة السياسية ). ذاك مكسب للبلاد كلها ولمستقبلها. 2 ــ الكلمة الثانية : ماهي دلالة الحدث الذي عده أكثر المراقبين أبرز حدث تونسي؟ لا حرج عليك لو قلت بأن رئيس الدولة فاجأ الجميع لما أطلق سراح الدفعة الأخيرة كلها بمن فيها الرئيس الأسبق للحركة الد. شورو وكان توقيت ذلك عاما كاملا قبل موعد الإنتخابات المقبلة. هي مفاجأة تكتنز عمق اليأس من مؤسسة الحكم في التعامل مع الإسلاميين خاصة والحريات عامة وهو يأس راكمته تجارب عقدين كاملين. ومع تأبي الحالة التونسية في أكثر الأحيان عن الخضوع للتحليل المنطقي كما هو معروف عند كثير من المراقبين فإنه يمكن جمع أطراف التفسير للحدث : … رسالة رئيس الحركة الحالي ( الشيخ الغنوشي ) التي أوردها الجورشي في تحليله موجهة إلى رئيس الدولة ضمن سياق محاولات كثيرة وقديمة. … ثبات الحركة على منهجها السلمي بصبر وحكمة. … بلوغ الحالة الحقوقية درجات عالية من المأساوية  خاصة في ظل أثير إلكتروني وفضائي يحسن صنع الفضيحة بسرعة قياسية. … تهيئة الأسباب لإنتخابات 09 وولاية خامسة تشتد حولها المعارضة. … إلتقاط رئيس الدولة لكل ذلك.   وقبل ذلك وفي أثنائه وبعده : لكل أجل كتاب. آن أوان إستجماع شروط  التوافق الوطني . آن أوان التعاون من الجميع ( دولة ومجتمعا ) على إستجماع شروط الإستعصاء عن الوقوع فيما عبر عنه الرئيس الأسبق للحركة الد. شورو :  » مثل سجننا فترة مظلمة في تاريخ تونس « .

آن أوان ذلك بسبب أمور هي :

1 ــ بلغت الحركة من النضج والرشد مراقي اللاعودة عن ثوابتها التي حفظتها وحفظت البلاد من فتن تورطت فيها الجزائر ومصر والسعودية وبلدان أخرى كثيرة. 2 ــ بلغت السلطة من اليأس من التعويل على السلاح الأمني لإجتثاث الظواهر الإجتماعية والأفكار والإرادات من الصدور .. حدا معتبرا كذلك بعد تجربة مرة وهو مكسب مهم جدا حتى لو واصلت في التعويل على السلاح الأمني لفرض التراجع هنا وتقليم الأظافر هناك. عولت السلطة على سلاحين كذبهما الواقع : سلاح تجفيف المنابع التي سفهتها صحوة تدين غير مسبوقة في البلاد وكفى الله بها حركة النهضة تقديم ملف الهوية على غيره من الملفات بسبب أن الهوية العربية الإسلامية للبلاد ـ خاصة بعد ميلاد الصحوة الجديدة ـ أضحت غير قابلة لأي مراجعة ـ سلاح الإستئصال الذي سفهته الحركة بثباتها وخاصة فيما تعلق بالمساجين. 3 ــ بروز مظاهر إيجابية كبيرة وكثيرة في قطاع المعارضة والنخبة المستقلة وبعض مؤسسات المجتمع المدني حقوقيا وعماليا وهي مظاهر لئن نخرتها الخلافات الداخلية وفرضت عليها التراجع حالة من التشتت حتى بين مكونات المنظومة الفكرية نفسها ( تشتت عالماني عالماني ) فإنها مرشحة للتنامي ولتشكيل جبهة ضغط مهمة يطير الأثير بأخبارها ولها في الشاهد الدولي آذان صاغية. بكلمة : مثلت حقبة العشريتين المنصرمتين خسارة فادحة للدولة وللمجتمع ولما بينهما و كلنا اليوم أمل وثقة في عهد جديد نتعاون فيه على إستجماع شروط الإستعصاء عن ولوج منطقة الخسارة مرة أخرى يشترك في ذلك الحزب الحاكم مع حركة النهضة والإسلاميون مع العالمانييين إذ بينت رحلة السفينة بعد عشرين عاما أن خسارة المجتمع هي خسارة الدولة والعكس صحيح. نحو ميثاق وطني جديد : هذه شروطه.

1 ــ من جانب الدولة :

أ ــ تسريح الحريات الشخصية وتحقيق مصالحة حقيقية مع مظاهر التدين الفردي كلما كانت المصالحة مع الهوية العربية الإسلامية للبلاد في الوقت الحاضر ـ ربما بسبب غلبة الجناح الإستئصالي على بعض دواليب الدولة ـ غير مهيأة أسبابها. يجب أن تدرك السلطة أن حربها ضد مظاهر التدين الفردي لا تجلب لها سوى السخط والنقمة في كل مكان حتى لو كان ذلك المكان لا علاقة له بالدين كما هو الحال في بعض مواطن أوروبا والغرب عامة. ب ــ إخلاء السجون من المساجين السياسيين والنقابيين أي : تسريح المعتقلين على خلفية قانون الإرهاب سيء الذكر في أقرب وقت ودون قيد ولا شرط بحسبانهم مساجين سياسيين أو بحسبانهم شبابا ليس لهم من جريرة سوى جريرة التدين في بلد يجرم تدين الشباب ولا علاقة لهم البتة بأحداث سليمان قبل عامين ـ وتسريح المساجين المعتقلين على هامش أحداث الرديف الأخيرة بحسبانهم نقابيين أو طلاب عدل إجتماعي بعدما عضهم الجوع بنابه الثخين ومظاهر الترف الفاجر تضيق عليهم الخناق وفي ذلك قال الفاروق عليه الرضوان :  » عجبت لمن يبيت طاويا ـ أي جائعا ـ كيف لا يشهر سيفه على الحاكم في الصباح « . ج ــ إعادة الإعتبار لحد أدنى من قيمة المواطنة كما حددها دستور البلاد على الأقل وضمان حق التنقل وحق الشغل وحق طلب العلم وحق الإنتخاب والترشح وكافة الحقوق المدنية المعروفة في الدنيا وكف أيدي البوليس والمتنفذين في أجهزة الدولة والحزب الحاكم وغيرهما عن أموال الناس وأعراضهم وفتح سوق الشغل بالتساوي بين العمال والموظفين والنساء والرجال والموالين والمعارضين والفقراء والأغنياء. د ــ تهيئة الأسباب لقيام حياة ديمقراطية قوامها التعددية الفكرية والسياسية تبدأ من نبذ حالة الطوارئ المضروبة ضد النشطاء والسياسيين والنقابيين والمغضوب عليهم من لدن الدولة بصفة عامة من إسلاميين وغير إسلاميين وتمر بعدم التضييق على المؤسسات المدنية والإعلامية من مثل إتحاد الشغل ورابطة حقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية الأخرى والثقافية والفنية إلخ .. وتنتهي تلك الأسباب بتفكيك خطة الإستئصال والإعتراف بالأحزاب السياسية إلخ .. بكلمة : الدولة بحاجة ماسة إلى مناخ جديد من الثقة مع المجتمع ومكوناته وهو مناخ لا تبنيه القوانين والمراسيم وحدها ولكن لا بد من عقد أخلاقي جديد لئلا يكون القانون في واد والممارسة في واد آخر مخالف في الإتجاه بالكلية.

2 ــ من جانب حركة النهضة :

أ ــ قبول التدرج في حل المشكلات العالقة والرضى في البداية بحالة من غض الطرف والإعتراف النسبي ( تيار النهضة بتعبير علي لعريض ) والمفهوم غير المنطوق. ب ــ ملازمة سلوك قولي وعملي يعكس عمق فهم لتركيبة مؤسسات الحكم والنفوذ ولتركيبة الشراكة السياسية في البلاد وإستحقاقاتها المنخرمة وطبيعة التحول الديمقراطي في الوطن العربي والإسلامي وعوائقه الذاتية ( فضلا عن الموضوعية ). ج ــ ملازمة صف المعارضة بكل تواضع ولا حتى إمامة لها مهما كانت المعارضة ضعيفة ومشتتة ومنقسمة ومهما كانت عالمانية وحسن قيادة هذه المعادلة : الحركة مع المعارضة الأدنى إليها ثقافيا على قدم المساواة مع كونها في المعارضة الأدنى إليها سياسيا. تلك هي طبيعة الإسلام المزدوجة جمعا بين الدين والسياسة وتلك هي حكمة المعارضة الإسلامية السياسية جمعا بين حسنة الثقافة وحسنة السياسة.    د ــ نبذ أسباب الإستقطاب الثنائي وملازمة إستحقاقات ذلك أي : إدارة معركة العدالة الإجتماعية من داخل المجتمع ومؤسساته وأولوية الأولويات في ذلك : المساهمة في تحرير إتحاد الشغل حتى يستعيد منزلتة مثابة أمن غذائي للكادحين. وإدارة معركة الحريات والحقوق من داخل المجتمع كذلك ومؤسساته. وإدارة المعركة الداخلية من داخل الجراحات النفسية والمادية العميقة التي خلفتها محنة أربعة عقود كاملة ( عقدين باردين نسبيا وعقدين ساخنين جدا ). بكلمة : الحركة مسؤولة مباشرة بتجاوز الماضي بقطع النظر عن توزيع مقادير المسؤوليات هنا في صناعة ذلك الماضي ويكون ذلك التجاوز ببث مناخ جديد داخلها ومناخ جديد مع محيطها بكل مكوناته : السلطة والحزب الحاكم والمعارضة والنخبة والصحوة والمجتمع ومؤسساته فضلا عن الفضاءات خارج البلاد.

الإطار العام لتحصيل شروط ميثاق وطني جديد :

توسيع دائرة الحريات الفردية والعامة بالتدريج هو إطار تهيئة شروط ميثاق وطني جديد وهو توسيع تشترك فيه الحركة مع المعارضة والنخبة والمؤسسات المعروفة بالضرورة ويكون المجتمع بكل فئاته طرفا فيه والسلطة والحزب الحاكم من جانب آخر بغرض إستجماع شروط الإستعصاء عن ولوج منطقة الإضطراب الإجتماعي مرة أخرى وليس بغرض تبديل الدولة أو مؤسساتها أو نظامها. وأخيـــــــــــــــــــــــــــــرا … 1 ــ فإن الحركة ـ حركة النهضة ـ التي تأبت عن التنكر لثوابتها القائمة على الإعتدال تفكيرا وتغييرا برغم أن الذي تعرضت له على إمتداد عقدين كاملين يهد الجبال الراسيات الشامخات هدا ويدكها دكا .. إن تلك الحركة بثباتها على إعتدالها لمكسب من أكبر مكاسب البلاد. كانت الضحية المذبوحة على أنغام حفل راقص آثم فصبرت حتى ظن الذباحون والمهزومون أنها ماتت بضربة الخنجر القاضية ولكن الله سلم سبحانه. 2 ــ ولئن خرجت الحركة من أعتى محنة وأقساها برأسمال لم تتأثر أرصدته حبة خردل ولكن بخسائر في الأرباح كثيرة وثقيلة لا تحصى .. فإنها إنما خرجت لتواجه تحديات جديدة : تحدي التجديد بعد ربح معركة الوجود. التجديد في العلاقة مع السلطة والتجديد في العلاقة مع المعارضة والتجديد في العلاقة مع الصحوة ( هذا تحد غير مسبوق في تونس ) والتجديد في العلاقة مع النخبة ومؤسسات المجتمع والتجديد في العلاقة مع المحيط العربي والدولي والتجديد في العلاقة مع الأبنية الثقافية والفكرية التي أنتجتها وإلتزمتها وتبنتها قبل أربعة عقود والتجديد في العلاقة مع ذاتها .. كلنا أمل وثقة في الله سبحانه أن ييسر أسباب ميثاق وطني تونسي جديد يشيع مناخات الإيجابية والثقة بين الدولة والمجتمع والعبرة دوما سيما في موازين منخرمة هي : ليست من يحكمنا ولكن بم يحكمنا. كما أن العبرة دوما هي : لم يكن الخلاف أبدا مصيبة ولا مشكلة ولكن المصيبة في سوء إدارة الخلاف نبذا لعرى الوحدة والإجتماع. الحوارنت  (المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 16 نوفمبر 2008) www.alhiwar.net info@alhiwar.net


أين الخلل؟ هل هو في العلم أو في الميزان أو في التواصل؟

 

بسم الله الرحمان الرحيم السبيل أونلاين – آراء وتحليلات

دعوة إلى السمو في قضايا العودة والسياسة – الحلقة الثالثة

أين الخلل؟ هل هو في العلم أو في الميزان أو في التواصل؟

لقد رأينا في الحلقة الأولى محمد شمام عبدا فقيرا إلى ربه منيبا إليه ، معلنا بوضوح عن اعتصامه بعاصمة الإسلام (القرآن)، العاصمة الطبيعية لأهل الإسلام في كل أمرهم وشأنهم، داعيا إليها كل التونسيين، وعازما أن يقدّم قضايا العودة والسياسة من موقع ذلك الاعتصام وتلك العاصمة.

بعد أن رأينا ذلك ، قرأتُ عَرَضا في موقع الحوار نت ، تعليقات تخصّني ، طاعنة طعنا واضحا في مرتكزات هذا العمل ، فلم يعد مناسبا المرور للأمام قبل الوقوف عليها (التعليقات)، مجتهدا أن يكون بما يدعمه (العمل) إن شاء الله ، ومجتهدا أن أعطي المثال من نفسي في كيفية التعامل مع المخالفين .

ويبدو أنه لم يكن كافيا تخصيص الحلقة الثانية من هذه السلسلة الجديدة لهذا الوقوف، ولهذا سنواصل معه في أكثر من حلقة ، بدءا من هذه ، وهي الثالثة من هذه السلسلة وسنتناولها في الفقرات التالية:

1.استقبالي للتعاليق 2.ما خلاصة التعليق؟ 3.كيف استقبل أحد الأحباب التعاليق؟ 4.أين المشكل وأين الخلل؟ 5.المحاور الأربعة للسلسلة

أولا : استقبالي للتعاليق

لا أخفيكم أنه قد فاجأتني في البداية التعليقات الواردة في موقع الحوار نت على الحلقة الثانية المعنونة بـ(محمد شمام يعطي المثال من نفسه في كيفية التعامل مع المخالفين)، وذلك قبل أن يدلي الأخ العزيز العداسي بدلوه ، جازاه الله خيرا على حسن ظنه بي ، فلم يكن مني إلا :

1.اللجوء إلى الله والاعتصام به وبحوله وقوته. 2.رفض السقوط في ردة الفعل دفاعا عن النفس ، لأنه يمثل انزلاقا في النية والمقصد يغدو به العمل ليس في سبيل الله ولكن في سبيل النفس. 3.تجديد النية على الثبات على بيان الحق ، فإن حصل منه موضوعيا فوائد أخرى فذلك خير وفضل.

ولم ألبث إلا قليلا حتى أحسست بالطمأنينة والسكينة تغمرني ، عازما على إعداد هذه الحلقة.

ثانيا : ما خلاصة التعليق؟

لن أعود إلى ما تقدم في الحلقة السابقة، ولن يستوعب حديثي كل التعليقات، ولكن سأواصل خاصة مع أخينا (tunisien) الذي عاود التعليق هذه المرة أيضا . وخلاصة ما يقوله بلغتي هو ما يلي :

(إنك يا محمد شمام قد لبثت دهرا ثم خرجت فنطقت كفرا. وهل هناك أكثر من اتهام الحركة وإخوانك الذين عانوا ما عانوا، ولازالوا من أجل الإسلام فيحضون منك في الأخير بهذا الوصف ، ومن محمد شمام بالذات، في مفارقة واضحة مع ما كان رمزا عليه في الماضي.

هذا أمر عجيب ليس له تفسير إلا ما يلي:

أخونا محمد شمام مريض نفسيا بالنظر للتجربة الصعبة التي مر بها. وإخوانه مقدرون له هذا ومقدرون سابقته، ولذلك لم يردوا عليه. ولكن لا بد لأخينا أن يسمع الحقيقة وهذا ما فعلته وبعض الإخوة. ومما زاد في تعقيد وضعية أخينا محمد أنه لم يعد في موقع المسؤولية والقرار (السلطة!!!) الذي تعوّد عليه، فأصبح يعيش التهميش والفراغ، وولّد عنده ردة فعل نفسية – بنفسيته المريضة (شفاه الله) – غاضبة تجاه إخوانه، بالمضمون الذي خرج به علينا .

والعلاج:

عليه بالطبيب النفسي لعلاج النقطة الأولى. وعليه بالإحتساب لله وشغل نفسه في أبواب الخير الفسيحة في الواقع، ومنها عائلته وتطوير مداركه لعلاج النقطة الثانية.)

هذا خلاصة ما يقوله أخونا . ولا ينبغي أن نهمل هنا أن خطابه – بين تعليقه الأول وتعليقه الثاني – قد تطور إلى الهدوء والوضوح والدقة. وبهذا نكون قد خطونا خطوة إلى الأمام ، فالهدوء يفسح المجال لاشتغال العقل وحضور القلب ، ومع الاجتهاد والنية نأمل في هداية ربنا وتوفيقه. وأنا أطمح وآمل في الله سبحانه أن يثبتنا في هذا الاتجاه حتى يزول هذا الاختلاف، ويفضي إلى الانتفاع بكل ما هو صواب وخير فينا جميعا ، ويقينا من كل شر فينا .

ثالثا : كيف استقبل أحد الأحباب التعاليق؟

تفاجأ أحد إخواني بما كنتُ بصدد كتابته من مادة هذه الحلقة ، وفهم أن أقوالا قيلت فيّ، وأن الحلقة تتعلق ببعض ذلك؛ فأخذ يستقصي، ثم أخذ يجادلني بشدة معارضا ، خشية أن ينحرف – ما أقوم به – عن موضوعه وهدفه إلى جدال عن شخصي . فقلت له: لا تخف ، وغاية ما هنالك أن بعض إخواني قالوا كلاما له علاقة بأصل هذا العمل، فإذا وفقني الله في حسن تناوله فسيكون مفيدا له بإذن الله . ومن تلك الفوائد، الثلاث التالية:

التوقف عند تعليقات إخواننا، للاستفادة منها وترشيد تصرفي، وتسديد كلامي وأفكاري ومقصدي . حاجة الساحة التونسية إلى نماذج عملية في حسن التعامل والحوار عند الاختلاف ، فلعلي أساهم في ذلك . اجتهاد إخواني المعلقين في تقديم هدايا لي (عيوبي)، فاللائق بي أن يروا تقديري واهتمامي بها .

إلا أن صاحبي بقي مصرا على رأيه ، باديا عليه القلق، وقال : سيدفع هذا إلى مزيد من الكلام والأقوال ، فقلت له: ”لم يعد هناك ما يمكن أن يضاف ». ثم قال: دُلني عليها (التعليقات)، فقلت له دعك منها ، وأنا أقصد صرفه عما يمكن أن يزيده قلقا ، وضنا بجهده واهتمامه الذي تحتاجه أعماله الكثيرة. فقال إن لم تدلني عليها فسوف أجدها بنفسي، فلم أجد بُدّا إلا أن أضعها أمامه.

ولم يلبث كثيرا حتى عاد للحديث وهو بادي الابتسام والارتياح وقال: الآن ارتحت، ولا يحتاج هذا الكلام إلى أي اهتمام . وأخذ يتكلم عنه بغضب وتتفيه.. فلما تكرر منه ذلك، قلت له: إني أرى أصحابه صادقين ، ولا أحب أن يقال فيهم مثل هذا الكلام ….

وأصبح صاحبي أكثر إصرار واقتناعا بأن أعرض عن مثل هذه التعاليق والمضي في قضايا السلسلة دون الالتفات إليها.

ومع اقتناعي بعدم السقوط والانزلاق في مسائل تهمش أصل هذا العمل – وهو مقصد صاحبي الأساسي – ، فأنا مقتنع أيضا بعدم التفريط في النواحي الثلاث التي تقدم ذكرها، والاجتهاد في تحقيقها والنجاح فيها.

رابعا : أين المشكل وأين الخلل؟

لقد أردت وتصورت أن الحلقة السابقة من هذه السلسلة تزيل الكثير من الالتباس الذي عبرت عليه التعليقات الأولى ، فإذا بي أفاجؤ وكأنها فعلت العكس ، فأين المشكل وأين الخلل؟

إن الخلل على ما يبدو هو في واحد أو أكثر من مكونات الخطاب الثلاثة: في العلم أو في الميزان أو في التواصل (إرسالا أو استقبالا). وما حدث ما هو إلا عينة دالة على ما في واقعنا والواقع التونسي من خلل متفشي يستحيل فيه الحوار، ويستدعي الأساليب الأخرى التي يعج بها الواقع التونسي، والواقع العربي والإسلامي عامة.

إن الأمر خطير كما ترون لا ينبغي أن نمر عليه مرور العابرين، مواصلين في الكلام، مصرين على نفس الكلام، وصامدين بنفس الكلام، ومناضلين بنفس الكلام، ولا أحد يسمع الآخر ولا يفهمه ولا يتفهمه… الجميع يتكلم ولا أحد يدري على الآخر بما يتكلم.

لا ينبغي أن نقبل مثل هذا المرور ، ولكن لا نقبل أيضا موقف اليأس، ونفض اليد من بعضنا البعض. ومهما قيل فينا، ومهما قلناه في أنفسنا، ومهما قلته أنا في نفسي وفي حركتي (النهضة)، وأنا أول المقصودين في هذا كله، ومن نفسي قبل قصد إخواني … أقول رغم كل هذا فنحن لسنا خارجين عن خيرية هذه الأمة بإذن الله تعالى ، الدائمة فيها إلى قيام الساعة، إلا أن المطروح علينا الآن هو تجديد في هذه الخيرية بما يُنقّيها من شوائبها، ويرقى بها إلى مستوى آخر من الخيرية تتأهل به الحركة الإسلامية في تونس إلى دورها المطلوب منها في هذه المرحلة.

ونعود إلى موضوعنا لأقول: إن موقف المرور مرفوض، وموقف اليأس ونفض اليد مرفوض أيضا. ونحن في الحقيقة في حاجة أكيدة إلى وقفات عند المكونات الثلاث للخطاب: العلم والميزان والتواصل. إن هذا الأمر ضروري ولكنه هو أمر كبير يحتاج جهدا واهتماما ووقتا كثيرا، ظروفنا الصعبة والضاغطة وما تقتضيه من متطلبات يصعب معه أن تترك فسحة له، إلا أن النظر البعيد يفرض علينا رغم كل شيء الاهتمام به.

وإذا كان إخواني قد شغلهم وانشغلوا بالأمر الأول (الظروف الصعبة والضاغطة)، فلماذا لا أشغُل نفسي بالأمر الثاني. وإذا كان إخواني لهم ما يعتذرون به ، فبماذا أعتذر أنا ، وحسب ظن أحد المعلقين « بطّال لا شغل لي »؟

مثل هذا قد كان شغلي وهمي في السجون ، وفي الكهوف – حسب تعبير أحد إخواننا المعلقين – ، وهو شغلي الآن . وقد نأيت بنفسي وعن قصد عن العمل الإسلامي في أوروبا المفتوح على العالمية حتى لا يشغلني شيء عنه. وما كنت أرغب في شيء في مستوى حركة النهضة ، إلا شيئا يخدم هذا الغرض. وما عرفت يوما بطالة لا في السجون، ولا في الكهوف، ولا الآن – كما يتصور الكثير من الناس – بل لو وجدت وقتا للشراء لاشتريته، ومن سُجن معي يعرف هذه الحقيقة .

أقول هذا حتى أعين إخواني والناس أن لا تذهب بهم الظنون مذاهب أخرى، وحتى يعلموا أن ما نشرته ما هو إلا البداية. وسيكون كلام كثير في المستقبل إن شاء الله. وكله يتعلق بثلاثيّ مكونات الخطاب : العلم والميزان والتواصل.

خامسا: المحاور الأربعة للسلسلة الجديدة

التوقف عند مكونات الخطاب الثلاثة هي المقصود الأساسي من النظر في قضايا العودة والسياسة في هذه السلسلة. وما سيسمو بنا في تعاملنا مع هذه القضايا ، إلى قيم الإسلام ومفاهيمه ومعانيه وأعماقه وروحه ومقاصده ، هو سلامة هذه المكونات، أي سلامة العلم وسلامة الميزان وسلامة التوصيل والتواصل.

ونحن في الحلقة الأولى قد ذكرنا أن الأصل في هذه السلسلة – من الناحية المنهجية – أن أذكر في هذا التقديم – على الأقل – موضوعات حلقاتها، إلا أنني آثرت أن لا أضيّق على نفسي بشيء من ذلك في واقع متحرك بطبيعته. وما تم إلى حد الآن – ومن خلال التفاعل مع التعليقات – هو أننا تقدمنا في تحديد مواضيع هذه السلسلة، وهي محاور ثلاثة محور يتعلق بالعلم، ومحور يتعلق بالميزان ، ومحور يتعلق بالتوصيل والتواصل، إضافة إلى محور « الموضوعات وقضايا العودة والسياسة » في ذاتها. هذه إذن المحاور الأربعة لهذه السلسلة، إلا أننا لا نرغب في تحديد موضوعات هذه المحاور من ناحية، ولا نرغب في تحديد ترتيب الموضوعات ولا المحاور من ناحية ثانية، حيث يمكن أن نقدم أي موضوع في أي محور لنغادره إلى موضوع آخر في محور آخر، ويمكن أن نرجع إلى السابق في أي وقت، وذلك حسبما يقتضيه الواقع وتفاعلاته، وحسب الاستطاعة.

مع العلم أن بعض هذه المواضيع مشترك بين ملفين أو أكثر، ولذلك ستكون تلك المواضيع فائدتها من أكثر من وجه وزاوية.

ومع العلم أيضا أن مواضيع ملف العودة والسياسة هي مقصودة لذاتها ولكنها بالأساس أردتها أن تكون نماذج نرى من خلالها زوايا العلم والميزان والتوصيل الذي أقصده.

والله أعلم بالصواب ، وإلى الحلقة القادمة إن شاء الله

كتبه : محمد شمام


 

الأحد, 16. نوفمبر 2008 

ولن تتأثر « بالاستقالات » المزيفة

 

 
فتحي عبد الله الناعس  
 » يا سيادة القاضي إذا كنتم بعملكم هذا تريدون اجتثاث حركة النهضة من مجتمعها ومن التربة التي أنبتتها فهي شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء » بهذه الكلمات الموجزات والمعبرات استجمع الشيخ الفاضل الصادق شورو قواه المنهكة نتيجة التعذيب الوحشي الذي تعرض له، في زنزانات الداخلية والبيوت السرية في ضواحي العاصمة، ليقولها مدوية أمام محكمة انتصبت لتعلن انتهاء هذه الحركة المباركة. لقد صدقت وأنت الصادق لقد صدقت مع الله وصبرت على البلاء فصدق الله مقولتك وأبطل غيرها لقد دخلت يا شيخ وأنت متوكل على الله تعالى فكيف لا يصدقك الله وهو القائل سبحانه  » ومن يتوكل على الله فهو حسبه » صدق الله العظيم. لقد دخل الشيخ الصادق شورو وإخوانه في « رهان » دام 18 سنة داخل زنزانات الموت بينهم وبين جلاديهم فقد راهنوا وهم متوكلون على الله تعالى أنه ما أصابهم وما سيصيبهم من جلاديهم لن يأتي على هذه الحركة، هذه الشجرة المباركة وإن أصابها شيء من تهشيم لبعض أغصانها وبعض من أوراقها الوارفة ولكنها لابد أن تظل شامخة فظلت كذلك بفضل الله تعالى ثم بشموخ هاماتهم وثباتهم وصبرهم طيلة هذه السنوات الشداد. بينما راهن جلادوهم على النيل من معنوياتهم بعد ما نالوا من أجسامهم وجعلهم يعلنون نهاية هذه الحركة بأنفسهم من خلال المراودات والعروض المذلة وبذلك يثبتوا مقولاتهم من مثل » أنا لا أحي الموتى » ومن مثل  » لن نترككم حتى يأكل زوجاتكم ببيع أعراضهن ».   لقد كان صراعا بين إرادتين، إرادة الثبات على الحق وعدم التزحزح عليه والصبر الجميل على ما أصاب الأبدان وهنا لابد أن نفتح قوسا حتى ننصف هؤلاء الرجال وعلى رأسهم رئيس الحركة الشيخ الصادق شورو حفظه الله، فنقول و باختصار إذا سئلت في إحدى المسابقات الثقافية في إحدى عواصم « الثقافة  » العربية عن اسم السجين الذي قضى أطول فترة في سجن انفرادي في القرن الواحد والعشرين وفي أي بلد فالجواب هو الصادق شورو رئيس حركة النهضة التونسية لمدة 13 سنة والبلد هي تونس وفي أي عهد ؟ عهد سمي  لا ظلم بعد اليوم!! .  هذه الأسئلة وهذه الأجوبة حسب رأيي تلخص فظاعة ما أصاب هؤلاء الرجال الأبطال. إنها إرادة تتقاطر شرا وحقدا وبغضا وانتقاما وتشفيا حينا ومراوغة وخداعا أحيانا أخرى لتمتحن أسلحتها الشريرة ماذا أنتجت في الإرادات؟ من خلال ما أثرت في الأبدان والأجسام، ولكن سرعان ما تكتشف أنها تدق جبالا رواس وحجر صوان لا يفل فيه الحديد. فعوض أن تكف وتعف تزداد عنادا وتضاعف التنكيل والتشفي والانتقام، سنة فسنة فخمس سنوات فعشر، فخمسة عشر، ف18 سنة. ولكن التمسك بحبل الله المتين حفظ هذا الرجل الجبل وإخوانه حتى فرج الله عنهم. لقد أردت من خلال هذه المقدمة المطولة نوعا ما أن أتطرق إلى ما نراه ونقرأه هذه الأيام على صفحات الانترنت من  » استقالات » من حركة النهضة في سطرين، مملات على أصحابها من قبل الملحق الأمني للسفارة التونسية بباريس للتأكد من أنهم لم يعودوا على علاقة بحركة النهضة ليتم تسليمهم جوازات سفر ليعودوا بها إلى بلادهم تونس. في البداية أقول لهؤلاء الإخوة إن مثلكم كمن تولى يوم النصر وليس يوم الزحف فالشيخ الصادق شورو وإخوانه قد انتصروا على إرادة الانتقام والتشفي و هذه الحركة وبخروج رئيسها السابق هي إن شاء الله في صعود وليست في نزول وعليه فإن استقالاتكم هذه ليس لها أي أثر سلبي على معنوياتنا وإصرارنا وثباتنا على مشروعنا والمواصلة فيه. ولكن أقول لكم وبالرغم من أنكم قد استقلتم من هذه الحركة منذ زمن بعيد كما عبرتم عن هذا فيما أملاه عليكم الملحق الأمني فإنه ليس من الرجولة ولا من الشهامة أن تقدموا التحية لهذه الجبال الصامدة التي خرجت من توها من زنزانات الموت بإعلان استقالاتكم من هذه الحركة. فوالله الذي لا إله إلا هو لو أني اقتنعت تمام الاقتناع بعدم جدوى بقائي في هذه الحركة ونفضت يديى من مشروعها وما بقي لي إلا أن أعلن استقالتي منها لما أعلنتها في هذه الأيام التي يخرج فيها هذا الرجل الصادق وإخوانه احتراما وتقديرا (ورجولية) لهاماتهم العالية وتضحياتهم المشرفة. في الأخير سنعود لهؤلاء الإخوة ولكن أقول لهم إن استقالاتكم مزيفة ولا طعم لها ولا رائحة ولن تفل من عزائم تلاميذ هذا الرجل الصادق فما بالك بأمثاله وإخوانه وعليه أقولها لكم بالمثل العامي » بلوها واشربوا ماءها » ولا تنسوا أن تسقوا الملحق الأمني بالسفارة التونسية بباريس شيئا منها لعله يصحو ويفيق ويعلم بأنه يلعب في الوقت الضائع!!! وأدعو الحركة وبكل جدية فكما أعطت لهؤلاء الإخوة ومن هو مقتنع بمسارهم، شهائد ليحصلوا على اللجوء السياسي، أن تسلمهم شهائد تثبت أنهم لم يعودوا على صلة بها منذ سنوات حتى يقتنع الملحق الأمني أنه فعلا يلعب في الوقت الضائع و في ساحة من الأفراد قد غادروا النهضة منذ زمان حتى لا يوهم « عرفه » بأنه قد نجح في بث البلبلة في صفوف هذه الحركة!!! كما أقول للملحق الأمني بباريس ومن ورائه أجهزة الأمن التونسية التي خاضت أشرس معركة يخوضها جهاز أمن عربي ضد حركة إسلامية وهي حركة النهضة وعلى امتداد عقدين من الزمن دون هوادة، أنكم بهذا الصنيع السخيف تثبتون بغبائكم أن معركتكم الشرسة ضد هذه الحركة المباركة لم تفضي في الأخير إلى النتيجة التي طال ما تبجحتم بها وصدعتم بها آذان المشرق والمغرب بأنكم قد أنهيتم شيئا كان في يوم من الأيام يسمى بحركة النهضة وأنكم بهذا قد اكتشفتم « الحل » السحري والوصفة التي عجز عن اكتشافها الآخرون والمتمثلة في القضاء على « الأصولية ». إنكم بطلبكم من هؤلاء الإخوة الإعلان عن « استقالاتهم » من الحركة تثبتون أن المقولة التي أطلقها الشيخ الصادق حفظه الله يوم المحاكمة الظالمة قد أثبتت والحمد لله صحتها وأن إرادة الصبر الجميل على البلاء وعدم الانجرار إلى ردة الفعل العنيف الذي كنتم تبحثون عنه من خلال شراسة حملتكم وتوسع دائرتها لتشمل الأهل وكل الأقربين لتثبتوا بها مقولاتكم ضد هذه الحركة. هل كنتم تجرؤون على طلب مثل هذا طيلة عشرية التسعينات والحال أن رئيسكم ورئيس الدولة عندما طلب منه بأن يكف قليلا على هذه الحركة وأتباعها ويبحث عن إمكانية بدأ صفحة جديدة معها قال بأنه لا يحيي الموتى. فالميت لا يطلب من الناس أن تتبرأ منه أليس كذلك؟ فهو قد أخلد إلى ربه ولا داعي إلى طلب التبرؤ منه. إن مساومتكم لعدد من الإخوة للاستقالة من هذه الحركة وهم قد استقالوا منها فعليا منذ سنوات طويلة ليؤكد بأنكم تريدون أن تثبتوا فشلكم مع هذا الخصم العنيد الذي وبعد عشرين سنة من العمل والخطط والتنكيل والتعذيب للقضاء عليه تجدون أنفسكم تتبعون نفس الأسلوب الذي اتبعتموه معه قبل بداية المحنة وهي سلسلة من طلبات الاستقالة تصدر من هنا وهناك من بعض من الإخوة. فإذا كانت بعض من الاستقالات التي أعلنت قبل إعلان الحرب الشاملة فيها من الاستقالات ما يمكن أن نعتبرها كذلك، أما  » استقالات اليوم » فهي أقل ما يقال فيها أنها مزيفة ولا معنى لها لأنه وببساطة أصحابها قد غادروا الحركة منذ سنوات طويلة. لقد انتبهتم في الوقت بدل الضائع وإن حماقتكم وغروركم هو الذي أعمى أبصاركم وجعلكم تزهدون في مثل هذه الوسائل القذرة في التعامل مع التنظيمات بحجة أنكم قد أثخنتم خصمكم وأنهيتموه فلا داعي للظفر ببعض من أبنائه حتى وإن أعلنوا الاستقالة منه ولكن نحن نقول أن حفظ الله ورعايته لهذه الحركة ومشروعها المبارك هو الذي جعلكم توغلون و تتطرفون في تقييمكم لنتائج المعركة الشرسة التي خضتموها ضدنا، والحمد لله على ذلك من قبل ومن بعد. ولنا عودة معكم لنثبت لكم وبالدليل فشل سياستكم « الحرب الأمنية الشاملة » مع الإخوة الأبطال في الداخل وكذلك مع من تسلموا المشعل في المهجر على امتداد هذين العقدين ليس من أجل أن نزيد غيض قلوبكم ضدنا فنحسب أن قلوبكم لم تعد تتسع لذرة واحدة من الحقد والبغض ضدنا ولكن من أجل أن تتواضعوا و تراجعوا هذه السياسات الفاشلة فإنه والله لعار على جهاز أمن يقضي عشرين سنة من أجل القضاء على خصم سياسي أثبت القاصي والداني والعدو والصديق والتاريخ والجغرافيا أنه لا تفوقه الحركات الإسلامية التي تشارك في السلطة وفي البرلمانات العربية والإسلامية اعتدالا بل وبكل تواضع نقولها كل ما تملك هذه الحركات والأحزاب من هذا الاعتدال أو أغلبه يعترف أكثرها بأن شيخنا راشد الغنوشي هو المنظر الأول لفكر الاعتدال والوسطية والفكر الديمقراطي الإسلامي  الذي أوصلها وبوأها هذه المواقع.
 
(المصدر:موقع النهضة انفو بتاريخ 16 نوفمبر 2008 )

 


 

المنستير في 15 نوفمبر 2008  مراد رقيةالأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل يتألق من جديد

* خيانة مؤتمن و إصرار على إلحاق الضرر*

   

مراد رقية   لقد اطلعت بانزعاج كبير ممزوج بشعور لعله يكون شعور مشترك مع مئات الآلاف من الشغالين التونسيين المتخلى عنهم في أوج محنتهم ونكبتهم عندما اطلعت عبر موقع » المرصد التونسي للحقوق و الحريات والنقابية » المتميز على مقال الأستاذ نور الدين الورتتاني القيادي النقابي والمناضل المعتدى عليه من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا يتناول المحطة الخيانية الجديدة ل  » كرزاي التونسي » وطاقمه  » المكتب التصفوي » أو التنفيذي صاحب المنشور83 المغتال للنقابيين الأفذاذ غير المتواطئيين، هذه المحطة المرتبطة بخيانة المؤتمن والتي تحتاج من الشغالين التونسيين رفع أمر أمينهم العام إلى المكتب الدولي للشغل وعديد الهيئات النقابية الدولية لثبوت ارتكاب عديد الجرائم من قبله مثل الخيانة والتقصير وتعمد إلحاق الضرر  بأملاك ومصالح الغير؟؟؟ وبرغم أن الجريمة جريمة كاملة وشاملة مرتكبة مع سابق الإصرار والترصد فهي متعددة الفصول والأركان، وطالما أن الأستاذ نور الدين الورتتاني كاتب عام النقابة الأساسية للمدرسين والباحثين الجامعيين بنابل فان من حقه وواجبه في آن اعتبار، وهو المتعرض لتلك المظلمة غير المبررة، الاتفاقية المفروضة وليس المقترحة على قطاع التعليم العالي والبحث العلمي » طعنة مضاعفة « ، طعنة للنضالات النقابية ولعل آخرها نضالات النقابيين المعتدى عليهم من محاكم تفتيش وزارة التعليم العالي، وطعنة ثانية بحق الانتظارات المشروعة لدى قطاع حيوي واستراتيجي مثل قطاع التعليم العالي الذي راكم  النضالات والتضحيات  » فصام وفطر على بصلة  » ؟؟؟ وقد اعتبر المناضل والقيادي المعتدى عليه وعلى زملاؤه الأستاذ نور الدين الورتتاني هذه  » الاتفاقية – اللغم « ، أو  » الاتفاقية – الفضيحة « هدية مسمومة الهدف منها انجاز تصدع تدميري في صلب الجامعة العامة للتعليم العالي المعتمدة للنسق السلحفاتي أصلا، وتسديد الضربة القاضية للعمل النقابي في القطاع وهو ما سعت إليه بامتياز محطة شائنة وماسخة سابقة هي مجالس التنكيل وليس التأديب، محاكم تفتيش وزارة التعليم العالي صاحبة الامتياز الأولى في معاناة مدرسي التعليم العالي في تونس وهم يحتفلون هذه الأيام  بخمسينية الجامعة التونسية وهم في وضع المنتهكة حقوقهم وصولا إلى إثبات شعار » معرفة متأصلة وطموح متجدد  » ؟؟؟ وقد ذكر الأستاذ الورتتاني في مقاله المتميز بأن قيمة  » الاتفاقية – الفضيحة  » المصاحبة للاحتفال بخمسينية الجامعة المكرسة لنكبة الجامعيين وهدر حقوقهم قطاعيا ووطنيا ونقابيا تقدّر ب 9.5  مليون دينار خاضعة للضريبة موزعة على ثلاث سنوات ( للاستفادة من التضخم ومن انهيار العملة التونسية المتهالكة ؟؟؟ ) وهي تتوزع كالآتي : – منحة ب  122 دينار للأساتذة. – منحة ب 100 دينار للأساتذة المحاضرين. – منحة ب 70 دينار للأساتذة المساعدين. – منحة ب 30 دينار للمساعدين. وهي كلها بطبيعة الحال خاضعة للأداء وموزعة على ثلاث سنوات. وقد طالب القطاع ومنذ عشر سنوات تقريبا بمنحة قدرها 350 دينار صافية بهدف السيطرة ولو جزئيا على تدهور الطاقة الشرائية دون ربط ذلك بأي زيادة في حجم الساعات المنجزة. و قد فرضت سلطة الإشراف أو الإحباط برغم ذلك ومع تطبيق إصلاحات  » نظام إمد  »  على القطاع التدريسي الجامعي التونسي بتحمل ترفيع في الساعات يتراوح بين مرتين وثلاث مرات دون ربط ذلك بأي مقابل. ويعتبر القبول بمثل هذه  » الاتفاقية – اللغم « ، أو » الاتفاقية –الفضيحة  » تراجعا خطيرا بعد الانقلاب الحاصل على » مكتب التواتي » الذي قبل آنذاك ربط زيادة سابقة مع زيادة الساعات والتي استطاعت في حينها ولو بصفة جزئية التغلب على تقهقر الطاقة الشرائية للمدرس الجامعي التونسي ؟؟؟ فكيف نقبل اليوم مضاعفة الساعات مرتين أو ثلاث مرات طبقا لنظام  » إمد  » مقابل  » فتات مخجل »، ومن الأكيد أن التوقيع على هذه  » الاتفاقية – الفضيحة  » ستحرم القطاع الجامعي وبامتياز من أي زيادة خصوصية لمدة تصل إلى عشر أو خمسة عشر سنة. وتبعا كذلك لضعف نسبة الأساتذة من  » صنف أ  » أي الأساتذة والمحاضرين فان خصّهم وحدهم بالزيادة الأهم مع تحملهم العبء الأضعف من الحجم التدريسي سيؤدي حتما إلى حدوث تصدع أكيد في صلب الجامعة العامة للتعليم العالي، وسيبقى  » الصنف ب  » المكون من الأساتذة المساعدين والمساعدين برغم تحملهم العبء الأكبر تدريسا ونضالا وحجزا من المرتب بعد كل تحرك أو إضراب إداري الذي لا يشمل إلا جزئيا  » الصنف أ  » المختص بالمرحلة الثالثة أساسا وبالمهام الاستشارية والأمنية الأكاديمية عبر اللجان المختلفة المكرسة لسطوة وزارة التعليم العالي ؟؟؟ وقد أقدمت قيادة الاتحاد وعلى رأسها  » كرزاي التونسي  » برغم تراجع نفوذ وصورة  » كرزاي الأفغانيب  » على التضحية بمصالح قطاعات إستراتيجية مثل التعليم العالي والأطباء الجامعيين وأطباء وصيادلة الصحة العمومية و الإطارات الصحية عموما برغم تحملها أعباء نضالية أصيلة متلاحقة متراكمة من خلال إقحام خمس أو ست قطاعات أخرى ضمن القطاعات المختصة بالزيادات الخصوصية مما يؤدي إلى توزع القيمة الجملية لهذه النوعية من الزيادات على عدد أكبر من القطاعات فيمتص ذلك المفعول الحقيقي لها، و لا يزال السبب وراء ذلك مجهولا ولعله يدخل في إطار الصراعات داخل المركزية النقابية والرغبة في تحقيق توازنات جديدة ؟؟؟ وتكشف هذه القرارات الشائنة الماسخة، وهذه الصفقات المشبوهة وجود تنسيق خفي بين سلطة الإحباط الإداري والمالي و » كرزاي التونسي  » بهدف التنكر لتضحيات قطاع التعليم العالي في عيد الخمسينية، و لعل التضحية بملفات الأساتذة النقابيين الموقوفين عن العمل ، أو المنكل بهم تنقلا وسياحة اضطرارية خير دليل على ذلك. وتتصاعد هذه الأيام إشاعات عن رغبة  » كرزاي التونسي » في تنقيح القانون الأساسي للاتحاد بهدف الحصول على « ولاية خيانية ثالثة  » فهل أن القبول بهذه النتيجة الهزيلة للمفاوضات الاجتماعية الماراطونية والقبول باستثناء قطاعات مثل الجيش والقضاء والداخلية والمالية والديوانية برغم تمتعها بزيادات  غير معلنة وامتيازات غير محدودة ومبررة يدخل في أطار التجديد ل « كرزاي التونسي » ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟                           مراد رقية


وقفة مع المثقّف الرّسالي البحري العرفاوي

   

 
عبدالحميد العداسي
لمّا قرأت مقال « الفاهمون » و »الواهمون » للأستاذ البحري العرفاوي رأيت فيه قيمة فكرية وبلاغية راقية حتّى أسميته « المعلّقة »، وذلك رغم خشيتي (أستغفر الله) من أن يكون قد سبّبه أو ساهم في إيجاد السبب له نصّ آخر كتبه مبدع آخر في تاريخ غير بعيد، تناول فيه بالنقد – ربّما – مقالا سابقا لهذا الفذّ العرفاوي… وقد علّقت في هامش التعليقات بموقع الحوار.نت ثمّ رأيت – زيادة للإطّلاع – أن أظهر هذا التعليق وأسمّيه « وقفة مع المثقّف الرّسالي البحري العرفاوي »، فقلت:   الله أكبر !… أخي، هذا نصّ « معلّقة » ينافس ما قاله فطاحلة الشعر والأدب…. والحقيقة  أنّي لم أستطع – بالرّجوع إلى النصّ – تصنيف نفسي: أمن « الفاهمون » أنا أم من « الواهمون »، غير أنّي دعوت الله ألاّ أكتب إلاّ كلمة مسؤولة تنوّر حقّا وتقاوم فاسدا أو مفسدا… على أنّ للعمر محطّات كما أشرتَ، فلعلّ أوّله شجّع على الثورة ورفع الشعارات بقوّته ولعلّ أوسطه أكبّ على الأوضاع يحلّلها بحكمته ولعلّ آخره مال إلى المسالمة بضعفه… فالمرء هكذا: رافض بالكليّة، ربّما…، مراقب محاور جسور « عنيد » آخذ مقاوم مهادن، ربّما…، مستمع منصت متفهّم معط مراع دائما، ربّما… ولأنّ الكلمة أمانة – كما قلت أستاذي الكريم – فيجب ألاّ تشهدَ زورا، كي لا تكبّ صاحبها على مناخره في النّار أوّلا، ثمّ كي لا تدفع المرء – وهو في بعض مراحل حياته المستعرضَة أعلاه – إلى أن يأتي ما قد يعتبره البعض تحريضا على فوضى أو شحنا للصّدور…، كما يجب على الكلمة أن تنبّه صاحبها إلى عدم التعوّد على دفء « أحضان الخصم »، إذا ما هو اضطرّ إلى « الارتماء بينها »، فإنّ من الدفء ما أصاب بالأمراض الصدريّة القلبية المزمنة!…   


نتجاوز ولا ننسى تفاعل مع بحري العرفاوي

   

يشدني نثر الصديق العزيز الأستاذ بحري العرفاوي ويهزني شعره وأجد فيه كثيرا مما يختلج في نفسي … يضع « ريشته » على معاناتنا ويحسن التعبير عن آلام الوطن. « جُرْجِرَ في الدخان سنين ولم يعد ليسمعه أحد سواه فأضاع ـ لحين من الدهر ـ من وجس خطاه » … ثم  عاد يبشر بالأمل ويعلن أن سحب الدخان التي كانت تخنقه وتحجب عنه الرؤيا قد بدأت تنقشع وأن الهواء النقي  وجد منفذا إليه والشمس قد أضاءت له « درب الدخان »!   « آماله » لم تنتحر وكتب الله لها أن تعيش رغم القهر والتنكيل … ورغم أن السماء حُوصرت بالدخان!  استعاد نفسه وعاد بشعره أصلب مما كان يلعن شمّ النعال وتقبيل الأرجل، ويرسل في نثره برقيات خاطفة … يريد الإصلاح ما استطاع … يخاطب فئة تفهمه ولا تملك أن تستجيب لأنها غير « ذات قرار » ويعني أخرى لا تفهم لغة الأدب وإن فهمت تَمنّعت وأعرضت وأبت أن تستجيب رغم أنها « ذات القرار »!!   تَحَاوَرْنَا كثيرا ـ عبر الهاتف ـ كثيرا ما نتفق … ولا يضيق صدره إن خالفته أوشاكسته في « حسن ظنه بنية ذي القرار » … ذلك أنه لايمكن إشهاد الوطن على حسن النوايا وإنما نشهده على ما وقر في القلب من تلك النوايا وصدقه العمل! … ليست كل نارٍ نارُ ضيافة ولا كل من ركب جوادًا فارسًا! … نَقل ما دار بيني وبينه من حوار في « الطرق على باب الوطن » وهو عنوان مقاله … وعدته بالتفاعل معه بنص ولكن حساسية الموضوع وبضاعتي المزجاة منعاني من مجاراة عذبه الفرات فتريثت واكتفيت بتعليق غير مكتوب على ما ورد في نصه من أن « الضرع اشتاق إلى حليبه » بقولي تصويرك جميل ولكن لا يعود الحليب إلى الضرع إن خرج منه فرد مبتسما يعود معلبا إذا! (في تابوت) … قلت وإن عُلب لن يعود!!   سكن « بحري » جمهورية شعره وجعل عليها حرسا من نثره! … اعتز بانتمائه إلى عالم الثقافة والمثقين وظن أنه يستطيع أن ينآى بنفسه عن « ساس ويسوس » ولكن عبثا يحاول فلا هذه الضفة تتركه من تهديدها وترغيبها ولا الضفة الأخرى تريحه من قرع أذنه بآلامها وصراخها! استأذن بلطف أن يخوض مع الخائضين وأن يكون له كلمة في كلام المتكلمين وصنعة الصانعين!   أتت كلمته جميلة لطيفة مُتحرّقة على ما آل إليه الوطن … دعا إلى تجاوز آثار الخصام دون أن يحدد المتغالبون مقدار مسؤولياتهم في سنوات الجمر والمحرقة التي لم تنقض! وقال بأن  « أصوات من الضفتين تدعو إلى مغالبة « الأهواء » من أجل الوطن وتحث على تنقية الصدور من آثار سنوات الدخان… قراءات في حسن النوايا ودعوات لنسيان الجراح ولكسر « الجدار » وأقول يا صاحبي إننا لم نسمع من الضفة الأخرى من قال بما نقلت  … لم نسمع إلا اقتلوهم أو حرقوهم! … وانصروا « آلهتكم » … لم نسمع إلا ذروني أدمّرهم  وأقهر أطفالهم وأذلّ نسائهم … إني أخاف أن يبدلوا « دينكم » أو يظهروا في أرضنا الفساد!! لم نسمع غير الإعراض وإذكاء نار « الفتنة » وجعل « ماء الوطن وحليبه » حطبا لها!  ولم نر إلا المكاء والتصدية والتسبيح بحمد البطش والطغيان! … فأين عقلاء الضفة الأخرى؟! … بالقطع لست منهم ولو أردت ذلك ما أرادوا!   إن الذي سبق إلى مقبض العصا هو الذي أدمن على الضرب بها كما أدمن أخ له من قبل*! … كيف تقول بأننا  » لا ندري فعلا إلى من نشير بأصابعنا لنقول : أنت البادئ بالصلح تقدم… ولكننا نقول إن الأرحب صدرا والأكثر حرصا على أولادنا وبناتنا القادمين والقادمات هو من يبادر فيحلف على حليب الوطن »؟ … الأصل أن يطلب من صاحب السلطة والصولجان أن يعفّ ـ وإنْ ظُلِمَ ـ فكيف به وهو ظالم أو مبالغ في ردة فعله؟ فكيف به وهو مصرّ  على نقل المأساة لأجيال لم تشهد المعركة ولا تعلم لها سببا؟ … ليس الإنتقام من شيم الأبطال … أما انتصار الجبان فبه تعم الأحزان!! وهو ما حصل … رُسمتْ في تاريخ تونس صفحات سود لا تنسى! الجرح غائر والتنكيل خسيس! تطالب بطي الصفحة و النسيان والمأساة ماثلة!؟ …  النسيان مستحيل! …  لن تَنْسَى الجرجرة في الدخان ولن نَنْسَى ألوان العذاب … التجاوز ممكن وهوالذي يُعقل أن يُطلب ولكن حين تُوضع العصا ويعودُ « الفرسان » للثكنات! وعندما نرى بصيصا من الضوء في آخر النفق!   كلامك عمن يبادر جميل وإليك جوابه مما خط الأستاذ الجورشي »  في هذا السياق، تتنزل الرسالة التي وجّـهها مؤخرا رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي إلى الرئيس بن علي،(…). وبالرغم من أن الغنوشي يوصف لدى الكثيرين بأنه « متشدد »، إلا أنها ليست المرة الأولى التي يقبل فيها أن يطرق أبواب رئاسة الجمهورية، إذ سبق – وفق وساطة وتنسيق مُـسبق – أن رفَـع سمّـاعة الهاتف وطلب الإذن بمخاطبة الرئيس بن علي شخصيا، لكن أمرا ما قد حال دون إتمام الاتِّـصال » وقد حصل طرق  كثير  من الداخل والخارج وممن حاول أن يتخذ لنفسه موقعا محايدا. يقول الجورشي أن  » ما يشدك في العديد من المساجين السابقين لحركة النهضة، تأكيدهم في تصريحات علنية على أن أيديهم ممدودة للنظام، لا ليستعطفوه، ولكن للحوار، بل وأيضا للتصالح معه، واضعين بذلك التجربة القاسية التي عاشوها وراء ظهورهم. قد يرى البعض في ذلك عدم نضج، أو حالة ضعف أو نوعا من الوهم، لكنه في الأصل مؤشر على وجود رغبة لدى العديد من قادة الحركة في تجنب تكرار المواجهة مع السلطة. هم يقولون إن ما حدث في الماضي لم يكن في صالحهم، ولا في صالح البلاد. لكن مشكلة هؤلاء أنهم لم يجدوا في داخل السلطة من يصدقهم ويأخذ بجدية رغبتهم في المصالحة »   المصالحة مفاعلة والتصالح تفاعل  ولا تكون إلا بإرادة من طرفين لهما العزم والصدق والحرص على المصلحة العامة وما ينفع الناس.   كثيرة في تاريخ أمتنا الجماعات التي كانت مغلوبة ثم قُدّر لها أن تصبح غالبة ولكن قليل منها من غلب ولم ينتقم!!   لأننا معنيون بما كان، مستعدون لتجاوزه لا لنسيانه! … على أمل اللقاء بك في وطن لكل أبنائه، وأفضلهم أنفعهم أستودعك الله!  ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ في النص تعابير مستعارة من شعر بحري ونثره * مراد بوبالة   صـابر التونسي  
(المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 14 نوفمبر 2008)

محمد مزالي في منتدى الذاكرة الوطنية (1ـ 2): «مستعد للمحاكمة على أخطاء ارتكبتها بما في ذلك أحداث الخبز» «لم أكن أملك شجاعة أحمد المستيري لكي أستقيل» الوزير الأول السابق يتحدث عن مآثر المناضل الطيب المهيري

   

تونس الصباح: نظمت مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات صباح أمس منتدى الذاكرة الوطنية في حلقته الثانية المخصصة للحديث عن المناضل الطيب المهيري..  وبالمناسبة استمع الحاضرون إلى شهادات السادة محمد مزالي الوزير الأول السابق ومحمد غراب رئيس ديوان الطيب المهيري ونجيب البوزيري (سفير في ألمانيا في أوائل الستينات) وعمر الشاذلي (وزير سابق في عهد بورقيبة) والسيدة عائشة المهيري (ابنة الطيب المهيري).. وكانت الحلقة الأولى التي نقلت « الصباح » تفاصيلها قد انتظمت يوم 4 أكتوبر الماضي. ونظرا لأهمية هذا المنتدى الذي واكبه عدد من المؤرخين والجامعيين والمناضلين تتولى « الصباح » موافاتكم بملخص لما ورد فيه من شهادات تطالعون جزأه الأول المخصص لنقل شهادة مزالي في هذا العدد.. وتقرؤون بقية التفاصيل في عدد لاحق.   ولدى تقديمه للمناضل الطيب المهيري يقول الدكتور عبد الجليل التميمي إن الزعيم الحبيب بورقيبة عمل على تعيين الطيب المهيري وزيرا للداخلية منذ يوم 16 أفريل 1956 وبقي المناضل في هذا المنصب السيادي إلى غاية يوم وفاته 29 جوان 1965 وقد أبّنه بورقيبة نفسه وألقى خطابا تاريخيا بالمناسبة.. وكان الطيب المهيري على حد قول المؤرخ: « بحكم ولائه المطلق لبورقيبة, أحد أعمدة الحكم, فقد أدار شؤون البلاد بحزم وصرامة نادرين, وقام بإعادة تنظيم السلطات الجهوية والمحلية في شكل ولايات ومعتمديات ومنح للأمن والحرس، الوسائل الكفيلة لمجابهة أية معارضة محتلمة داخلية أو خارجية، بل أن التاريخ يشهد له أنه عارض بورقيبة بشدة في كثير من القضايا المصيرية كما يشهد التاريخ بأن المهيري تبنى استراتيجية بورقيبة في تحجيم وتصفية المعارضين اليوسفيين ». ويقول المؤرخ « إن شخصية الطيب المهيري، تعد شخصية استثنائية، لم تحظ بعد بدراسات تاريخية موثقة ومعمقة لتترجم عن مختلف الإنجازات التي حققها هذا الوزير الذي توفي وهو في مقتبل العمر والعطاء وكان صديقا حميما لأحمد التليلي.. فقد تعاونا معا في عديد الملفات الجغراسياسية وعلى الأخص منها ملف مساندة الشعب الجزائري في نضاله ».   ذكريات جمعت مزالي بالمهيري   في شهادته التاريخية، بين السيد محمد مزالي أنه عرف المناضل الطيب المهيري لما كان تلميذا في الصادقية لكن المهيري كان يكبره سنا وكان مهتما بالرياضة كما كان متواضعا وكانت تحيط به نخبة من الشباب.. وبعد ذلك عرفه عن كثب في باريس في جمعية طلبة شمال افريقيا وقد كان الطلبة الدستوريون في فرنسا يجتمعون في عديد المناسبات.   وقال إن الديوان السياسي حينما قرر تنحية المناضل سليمان بن سليمان احتج عدد من الطلبة الدارسين بفرنسا هناك على هذا القرار وأرادوا التصعيد لكن هناك من قال إن البت في المسألة يجب أن يتم في المؤتمر وكان مزالي ومثله المهيري من بين أنصار هذا الرأي.   وبعد العودة إلى تونس كان مزالي يقابل المهيري باستمرار وقد جمع المهيري نخبة من المناضلين وكلفهم بتقديم محاضرات لتحضير تونس للاستقلال وقد قدم مزالي وقتها محاضرة حول حقوق المواطن وواجباته وانتهت تلك المحاضرات قبيل رجوع الزعيم بورقيبة عام 1955..   وقال مزالي متحدثا عن يوم وفاة الطيب المهيري (وكان مزالي وقتها مديرا للاذاعة) أذكر أنه على الساعة الخامسة صباحا رن جرس الهاتف وأعلمه بورقيبة أن الطيب المهيري توفي وقال له  » راو المهيري البقاء لله ».. ودعاه إلى أن يحرر النعي ويمليه على وكالة الأنباء وعلى الإذاعة ». فحرر مزالي النعي وبث على الساعة السادسة صباحا.   وبين أن الطيب المهيري رغم انتسابه للعاصمة لم تكن له ميولات جهوية كبعض المسؤولين فقد كان يعتبر جميع المناضلين سواسية.   وقال إنه يذكر وقفة المهيري معه بخصوص مبادرته بإنشاء المركب الرياضي بالمنزه بمبلغ 3 ملايين دينار ونصف.. وهو قرار أثار احتجاج الطلبة بالخارج على «تبذير الاموال» لذلك تم تنظيم اجتماع في قرطاج يرأسه بورقيبة وقد عارض الأغلبية خلاله هذا المشروع بدعوى أنه ليست فيه فائدة لتونس لكن بعد تدارس الأمر وافق بورقيبة وبعث المشروع..   وقال: « كان الطيب المهيري وطنيا ودستوريا ويتميز بأخلاق عالية وقد عاش فقيرا ومات فقيرا وكانت بيننا علاقة وطيدة ».   وعن مسألة «الفتنة اليوسفية» قال « لا ننسى أن تونس انقسمت في فترة من الفترات إلى شقين بين بورقييبين ويوسفيين.. وأذكر أن علاقة الطيب المهيري مع بن يوسف كانت طيبة ولكن لما حصلت الأزمة هناك من سار على درب بورقيبة وهناك من سار على درب بن يوسف وكان المهيري من مساندي بورقيبة »..   وأضاف: « لإنقاذ البلاد من الفوضى والتسيب كان لا بد من الحزم والعزيمة وقوة الشكيمة وكان ذلك في صالح الدولة التونسية الناشئة وبهدف الحد من التسيب.. فالفلاقة كانوا يقومون بمظاهرات ضد مدير الحزب ولكن بفضل المهيري وبتوجيه من بورقيبة تم إنقاذ البلاد من الفوضى والتسيب ومن زوال الدولة ».   انشغال بالعمل.. والعمل فقط   وبين مزالي أنه لم يكن لديه حب الإطلاع.. فلم يكن يحبذ زيارة بيوت المسؤولين لا هو ولا زوجته.. حتى أن بورقيبة قال للسيدة فتحية مزالي مرة « انت متعالية على قعدات النساء »..   فقد كانا الزوجان مزالي منهمكين في عملهما وقال الوزير الأول السابق « والله لم أسمع بصباط الظلام إلا منذ سنوات قليلة لأنني كنت أكرس كل وقتي للعمل كما أنني انهمكت في ترجمة الكتب وقد أمضيت سنوات عديدة في ترجمة عدد من الآثار إضافة إلى انشغالي بمجلة الفكر.. ولعل ما شجعني على ذلك ثقة الرئيس في.. لقد كنت مولعا بالمعرفة »..   وبعد إقالته من الوزارة بين مزالي أنه لم يستأ كثيرا للخبر واعتبر أن الأمر عادي للغاية لأنه كان يرى أنه بإمكانه العيش بمرتبه.. كما أنه سيجد وقتا أكبر لممارسة هوايته..   وعن النزاهة التي كان يتمتع بها لما كان وزيرا قال:  » لما كنت وزيرا للتربية القومية أذكر أن ابنتي هدى لم تنجح في امتحان البكالوريا.. وقد استغرب زملاؤها كيف لا أطلع ابنتي على الامتحان لكنني لست أنا من يفعل ذلك ».   وقال متذكرا حادثة أخرى جمعته بالمهيري: » لقد انتظم مجلس ملي في بورصة الشغل عام 1962 وهاجمني فيه البعض بسبب مشروع المركب الرياضي بالمنزه وبناء دار الشباب في رادس ومن بينهما عبد المجيد عمر وراضية الحداد لكن الطيب المهيري أخذ الكلمة ودافع عن المشروع ».   وتعقيبا على كلمته قال المؤرخ عبد اللطيف الحناشي إنه يستغرب كيف يقول مسؤول بالدولة إنه لم يعلم بـ »صباط الظلام ». وقال الجامعي إن مزالي كتب عن الديمقراطية منذ الخمسينات وبين أن النخبة التونسية تعد خريجة المدارس الفرنسية المتشبعة بثقافة التنوير.. ولكن هذه النخبة ولما بلغت السلطة لم تمارس الديمقراطية بل أنها في كل مرة تبرر أخطاءها.. وقال المؤرخ: « على كل إنسان أن يتحمل مسؤوليته لأن التاريخ لا يرحم أحدا ».   فأجابه محمد مزالي: « نعم أريد تحمل المسؤولية.. ولو تتم محاكمتي الآن في تونس محاكمة حق عام فأنا على استعداد لذلك. لأنني أتحمل مسؤوليتي فأنا أتحمل مسؤوليتي في قضية أحداث الخبز وفي عديد المسائل الأخرى وفي الأخطاء التي ارتكبتها »..   وبين مزالي متحدثا عن دوره في إرساء التعددية أنه لما دخل الحكومة كان هناك حزب واحد ولكنه لما خرج منها ترك 4 أحزاب وذكر أنه حرص على سن أمر بعفو تشريعي خاص تم العفو بموجبه على 1200 شخص..   وقال متوجها بالكلام للمؤرخ » إذن فحاكمني كمؤرخ على التعددية والديمقراطية.. انظر إلى الصحف في الثمانينات.. انظر إلى محتوى صحف المعارضة وانظر إلى الانتقادات التي كانت توجه ضدي ».   وقال محمد مزالي: « أعتقد أنه كان علي في فترة من الفترات أن أستقيل من بعض المناصب.. وقد أخطت لأنني لم أستقل.. فلم تكن لدي الشجاعة الكافية لذلك فالمستيري مثلا استقال وكانت له الشجاعة ليفعل لكنني لم أكن أملك مثل هذه الشجاعة. وأقول فقط إنّي كنت اعتز بالمجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة كثيرا واعتبره زعيما كما كنت أعتبر قرارات الديوان السياسي أمرا مقدسا ويجب تطبيقها لأنني تربيت على ذلك.. ولم أكن لأنتقد تلك القرارات أو أخالفها.. وهو خطأ ارتكبته »..   (يتبع)   سعيدة بوهلال   (المصدر: جريدة الصباح  ( يومية _ تونس ) بتاريخ 16 نوفمبر 2008 )


الشّعب الكريم و اﻷزمة

   

الشّعب الكريم له الحق أن يفهم و يجب أن يفهم ما يحدث و خاصّة ما يمكن أن يحدث في المستقبل من تطوّرات للأزمة الماليّة/الإقتصاديّة الحاليّة. و أقصد بالشّعب الكريم هنا كلّ من ابتعدت اهتماماته عن الشّأن الإقتصادي، فكلّ النّاس أو حتّى جلّهم ليسوا بالظّرورة من المطّلعين على الكثير أو القليل من تعقيدات هذا الحقل. هذا اﻷمر طبيعي باعتبار أنّه من غير المعقول و لا المطلوب أن يكون كلّ النّاس أو جلّهم من الإقتصاديّين. لكن اﻷمر الغير طبيعي أنّ باقي النّاس، أي غير الإقتصاديّين، لا يمتلكون الحد اﻷدنى من « الثّقافة » الإقتصاديّة التي تمكّنهم امتلاك الحس النّقدي (بمعنى فهم العيوب و الإيجابيّات و ليس بمعنى النّقود) في مسائل تمسّ حياتهم اليوميّة. ملحوظتي هذه تخصّ المجتمعات الغربيّة و لا تخصّ تونس ﻷنّه،في تقديري، في الحالة التّونسيّة هذه المشكلة تمتدّ حدّ القصور عن تركيب الجمل الصّحيحة و الحسابات البسيطة نسبيّا في ثقافة العموم بما فيهم الكثير ممّا يسمّى بحاملي « الشّهادات العليا » و لكن هذا شأن خطير آخر.   الإقتصاد بالذّات يجب أن يشكّل جزءا أساسيّا من ثقافة النّاس ﻷنّ كلّ النّاس يقومون في حياتهم اليوميّة بممارسة الإقتصاد. فالفرد العادي في المجتمع يذهب يوميّا إلى العمل و يتقاضى أسبوعيّا أو شهريّا أجرة في شكل مبلغ من المال و يذهب بشكل منتظم للمتاجر لإقتناء حاجياته من أكل و لباس و مواد تنظيف .. هذا النّشاط الإقتصادي اليومي يتكوّن أساسا من صنفين من العمليّات : البيع و الشّراء. هذا الشّخص يقوم ببيع مجهوده البدني أو الفكري لمشغّله مقابل مبلغ من المال و يشتري حاجياته مقابل مبالغ مختلفة من نفس المال. و نلاحظ هنا ظهور طرف ثالث في كلّ مرّة تحصل فيها عمليّة الشّراء/البيع و هو المال أو النّقد. في ظاهر اﻷمر لا يقوم النّقد هنا إلاّ بدور الوسيط الذي يسهّل عمليّات التّبادل أي الشّراء/البيع. ولكن دوره في الحقيقة أهم من ذلك بكثير فهو يحظى بثقة مطلقة من طرف أطراف المعادلة الإقتصاديّة فالشّخص مستعد أن يعمل فقط مقابل مبلغ من المال ﻷنّه يعلم أنّ أي متجر مستعد أن يعطيه سلعة مقابل كمّيّة من ذاك المال. من جهة أخرى فهو المرجع أو المحدّد لقيمة اﻷشياء، فكما أنّ الطّول يقدّر باﻷمتار فإنّ القيمة، لنقل الإقتصاديّة، ﻷيّ شئ تحدّد بكميّة من المال.   مسألة الثّقة هذه فرضت في البداية أن يكون النّقد مكوّن من قطع من معدن نفيس، أساسا الذّهب والفضّة و هذا الإعتماد للمعادن النّفيسة تواصل إلى حدّ التّاريخ الحديث و بالتّحديد إلى حد سنة ألف و تسعمائة و واحدوسبعون. اعتماد هذه المعادن طرح أيضا مسألة تخزينها و نقلها في حالة المبالغ الكبيرة فبرزت البنوك في البداية كاستجابة لهذه الحاجة أي التخزين و توفير الحماية للنّقد المعدني بمقابل. هذا اﻷمر استحدث عن قصد أو عن غير قصد ممارسة جديدة إذ أنّ مودعي اﻷموال لدى البنوك و الذّين كانو يتسلّمون وصولات تثبت ملكيّتهم للأموال المودعة أصبحوا يتعاملون فيما بينهم و حتّى مع الآخرين بتلك الوصولات لأسباب عمليّة بديهيّة. فإذا كان أحدهم يريد شراء دار للسّكنى مثلا، فعوض أن يذهب للبنك بوصولاته لسحب نقده المعدني و دفع اﻷموال للبائع الذّي كان في أغلب اﻷحوال سيودعها من جديد في البنك، كان يسلّم الوصولات للبائع و تتمّ الصّفقة دون اللّجوء للمعدن: إنّه ظهور النّقد الورقي.   هذا اﻷمر أعطى البنوك، التي كانت مجرّد مؤسّسات إيداع للنّقد، سلطة ذات قيمة كبيرة. فالوصولات الورقيّة التي كانت تصدرها أصبحت ذات مصداقيّة لدى العموم تضاهي مصداقيّة النّقد نفسه. و لم تتوانى هذه المؤسّسات لتستغلّ هذا النّفوذ، فقد أخذت في إصدار وصولات تسلّمها لمن يحتاج أموالا مقابل تعهّده بإرجاع تلك الوصولات زائد مقدار من المال يتمّ الإتّفاق عليه مسبّقا معتبرة ذلك الفائض مقابل تحمّلها مخاطر إمكانيّة عدم السّداد للأموال في الموعد المحدّد. هذا المفهوم للفائض على أنّه مقابل تحمّل البنك للمخاطر في عمليّة الإقراض أمر مركزي في الإقتصاد الحديث و ذلك لجهتين. الجهة اﻷولى هي أنّه حقيقة تحمّل لمخاطر جدّ كبيرة فالبنك بإصداره و صولات بقيمة أكبر من قيمة النّقد المودعة لديه يكون عرضة لعدم إمكانيّة سداد مبالغ كلّ تلك الوصولات مجتمعة لو أنّ حامليها جميعا طلبوا استرجاع أموالهم دفعة واحدة. طبعا إمكانيّة أن يحصل هذا اﻷمر ضعيفة و لكنّه حصل فعلا عديد المرّات خلال اﻷزمات الماليّة. أمّا الجهة الثّانية فهي أنّ مقدار الفائض الذّي يقدّر عمليّا بنسبة ماءويّة من أصل القرض (أي المبلغ الذّي تمّ اقتراضه) يزداد و ينقص حسب مقدار مخاطر عدم السّداد التي يقدّرها البنك. فمثلا بالنّسبة لشخص له عمل قار في مؤسّسة حكوميّة يكون مقدار الفائض أقل بكثير من لو كان المقترض يشغل وضيفة مؤقّتة. و اﻷمر اﻷهم أنّه منطقيّا يستوجب على البنك أن لا يقرض شخصا عاطلا عن العمل مثلا ﻷنّه، في النّهاية، تلك الوصولات/اﻷموال التي سيقرضها تستند لنقد حقيقي ليس ملك للبنك بل للمودعين. فبهذا يكون من لا يملك أعطى لمن لا يستحق كحالة بن علي و بلحسن الطرابلسي مثلا.   للأسف ليس بن علي وحده من قام بهذا الفعل. بنوك الغرب برمّته قامت خلال فترة أو أخرى بهذا اﻷمر و خلال اﻷزمة الحاليّة حصلت مثل هذه العمليّات بشكل مكثّف و في كلّ الدّول الغنيّة تقريبا. ولسائل أن يسأل لماذا تقوم البنوك بهذه العمليّات الخطرة ؟ الجواب البديهي أنّ هذه بنوك تجاريّة هدفها الرّبح فمن مصلحتها إقراض أكثر ما يمكن من اﻷموال فهي تسعى دائما لخلق مناخ يمكّنها من هذا اﻷمر. منذ سنة ألفين وواحد أخذت هذه البنوك في تشجيع حرفائها على التّداين لشراء العقّارات حتّى أولاءك الذّين يشكّلون نسبة مخاطر عالية فازداد آليّا الطّلب على العقّارات فازدادت اﻷسعار. بزيادة اﻷسعار كانت مخاطر القروض تنقص ﻷنّ من يملك عقّارا سعره في تزايد يمكن في حال عجزه عن السّداد في الآجال بيع العقّار و استرجاع أصل الدّين مع الفائض. ثمّ إنّها مرّت إلى مرتبة أعلى فكانت تشجّع النّاس على المضاربة بسوق العقّارات فأخذ النّاس بما فيهم البسطاء منهم يشترون العقّار عبر التّداين طبعا لغرض بيعه بعد سنة أو أكثر أو أقل عندما يرتفع سعره فيجنو أرباحا. ثمّ مرّوا إلى مرتبة أعلى بأن يعرضو على حرفاءهم أن يقترضوا بضمان ارتفاع سعر العقّار مستقبلا و ذلك ما إن تمر سنة واحدة بعد شرائهم له و حتّى قبل أن يشرعوا في تسديد الدّين اﻷصلي و ذلك لشراء سيّارة أو بناء مسبح أو أيّ شئ آخر.   و تداين القوم حتّى التّخمة و توقّف كلّ شئ في منتصف سنة ألفين و سبعة بعد أن وصلت أسعار العقّارات إلى حدّ لا يطاق و عندما يتوقّف مسار كهذا فإنّ اﻷسعار لا تملك إلاّ أن تنهار و يصبح سداد أغلب الدّيون مستحيلا. و إذا علمنا أنّ المبالغ التي استعملت في هذه العمليّات تقدّر بآلاف المليارات من الدّولارات فإنّ اﻷمر لا يمكن أن يفضي إلاّ إلى كارثة. كارثة ماليّة أوّلا ﻷنّ كثيرا من البنوك ستنهار. و كارثة اقتصاديّة ثانيا ﻷنّ شعوبا غارقة في الدّيون لم يعد بإمكانها أن تقتني أيّ شئ، الإستهلاك انهار و بيوعات المؤسّسات من السّلع و الخدمات تبعه في نفس الهوّة. الآن انتقلت العدوى إلى المؤسّسات الصّناعيّة (صناعة السّيّارات مرشّحة أن تكون اﻷولى على القائمة) و الخدماتيّة و الفلاحيّة. البطالة بدأت ترتفع بشكل كبير و اﻷسعار كلّ اﻷسعار آخذة في الإنخفاض. إنّه الكساد العظيم ولكن بشكل أكثر رعبا.   لكن ما دخل الشّعب التّونسي الكريم في بنوك أمريكا ؟ الجواب أنّ اقتصادنا تابع بالكامل للإقتصادات الغربيّة عبر أوروبّا فالذّي يشتري زيتنا و تمرناوبرتقالنا و يأتي للإستجمام في شواطئنا هو نفسه ذلك الذي أصبح غارقا في الدّيون و سيزداد غرقا فيها. ثمّ هناك ما هو أخطر، فكثير من المؤسّسات التي ركّزت فروعا ببلادنا (صانعي قطع السّيّارات مثلا) تتعرّض لصعوبات ضخمة قد تضطرّها لغلق تلك الفروع. هذا في الحد اﻷدنى و نسأل اللّه حسن العاقبة فهؤلاء أهلنا قبل و بعد كلّ شئ.   أبوذر ، السّادس عشر تشرين الثّابي   

دور مهم للتواصل الثقافي

 

 
 
 
المهدي المنجرة تحسين التواصل الثقافي مع انفتاح كبير على قيم الغير سبيل لا غنى عنه للتعددية، والتسامح المتبادل لا يمكن أن يأتي بعفوية، بل يستلزم بيداغوجيا جديدة لمعرفة الآخر واحترام قيمه، وهو ما نحن بعيدون عن إدراكه. غير أن ترسيخ وإنعاش مفهوم التعددية الثقافية غير مُتاح في النظام الدولي الحالي الذي أصبحت فيه الأمم المتحدة أداة بين أيدي بعض أعضاء مجلس الأمن، رغم أنها في الأصل آلية للعدل والإنصاف، وهذه الوضعية هي إحدى نتائج ما أسميه الميغاإمبريالية. وقد كتبت خلال المائدة المستديرة الأولى شمال- جنوب التي نظمها المجتمع الدولي من أجل التنمية في العاصمة الإيطالية روما سنة 1978: ‘بذل الشمال، إلى اليوم، مجهودا قليلا لفهم لغة الجنوب وأقل من ذلك للتحدث بها. يجب أن تعطى الأولوية لأنساق المعرفة حتى يصير بالإمكان استيعاب كون الأزمة الحالية بين الشمال والجنوب أزمة الأنساق بأسرها’. التعددية الثقافية وبناء السلام قبل انهيار جدار برلين بكثير ونهاية الحرب الباردة وكذلك تعدد الأقطاب في العلاقات الدولية، كنت دائما أولي، من جانبي، أهمية قصوى للدور الأساسي الذي تضطلع به القيم السوسيوثقافية في بناء السلام. قبل جرد مختلف المسارات الممكنة لمستقبل التحركات الهادفة إلى نشر وترسيخ التعددية الثقافية، يجب أن نشير إلى أن مسلسل تصفية الاستعمار لم ينته بعد لأن تصفية الاستعمار الثقافي لم تكتمل بعد في الغالبية العظمى من الدول النامية. وهذا الهدف شرط أساسي من أجل فعالية ونشر تعددية ثقافية حقيقية مكوننة. الفقر يساهم في التواصل الثقافي السيئ بين الشمال والجنوب، وليس فقط مع الدول الإسلامية. ولن يقضى على الفقر طالما يتمادى الشمال في الدفاع عن نمط عيشه وقيم الاستهلاك والتبذير المرافقة له، مما يشكل عائقا أمام التعددية الثقافية لأسباب أخلاقية. كل القوى عاجزة عن فرض هيمنتها، خاصة في الجانب الثقافي، لأن الله، بالنسبة إلى المؤمنين، هو الذي خلق التعددية، ويقول في القرآن الكريم: ‘ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم. إن في ذلك لآيات لقوم يعلمون’. مسلسل تصفية الاستعمار أكثر تعقيدا من مجرد تحرير سياسي أو حتى اقتصادي وهي هدف لا يتأتى إلا على المديين المتوسط والبعيد، فتصفية الاستعمار على الصعيد الجيوسياسي لم تضع حدا للمؤثرات السلبية في الروابط الثقافية بين المعمرين والمستعمرين. هواجس الغرب أكدت حلقة من برنامج يبث على القناة الفرنسية الأولى (‘القرن المقبل’ ملفات الشاشة)، خصصت للاستشراف، أن الغرب، من وجهة نظري، يعاني من ثلاثة هواجس: الديمغرافيا، الإسلام واليابان. واليوم، انضافت الصين إلى اليابان كمصدر للخوف. بينما اتخذ الخوف من الإسلام شكل الإسلاموفوبيا وأصبح الدين الإسلامي يقرن بالإرهاب، في حين تركت الديمغرافيا مكانها للبيئة. ننسى أن كلمة السلام تتكرر في العالم الإسلامي مرات عديدة في اليوم خلال صلوات 00 1.6 مليون مسلم وفي تحياتهم أيضا. إن الجهل هو السبب الرئيسي الثاوي وراء هذه المشاكل التي تكشف عن الدور الحيوي للتربية والتواصل الثقافي في محاربة الحصرية وتشجيع الاحترام المتبادل بين مختلف أنساق القيم. كيف يمكن أن نتحدث عن المستقبل والثقافة والتعددية، حينما نعلم بأن قرابة 1.500 مليون شخص يعيشون في مستوى غير مقبول من الفقر، وبأن نسبة 20 في المائة من إجمالي سكان العالم وحدها يزيد دخلها بأكثر 150 مرة عن 20 في المائة الأكثر فقرا؟ وحوالي00 1.1 مليون شخص لا يتجاوز دخلهم اليومي دولارا واحدا. كما أن 20 في المائة الأكثر غنى تستحوذ على 80 في المائة من الدخل العالمي، وأن نسبة 5 في المائة فقط من الأمريكيين تحكم في ثلث الدخل العالمي. التعددية الثقافية أداة للاستمرارية بالمعنى السوسيو اقتصادي والثقافي. إنها كذلك مفتاح التواصل الثقافي الذي يعتبر، من وجهة نظري، المشكل الأعوص في عالمنا. وقد تعبت شعوب الجنوب من جراء المجهودات الكبيرة التي بذلتها من أجل التعلم والتأقلم حتى تكون في مستوى مناقشة الشمال بلغته الخاصة، مغفلة أخذ قيمها الذاتية بعين الاعتبار. كاتب مغربي
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 نوفمبر 2008)

بكل صراحة صالح عطية: أوباما و«العقل العربي»… و«الفريضة الغائبة»

   

 
بقلم: صالح عطية   كشفت نتائج الانتخابات الأمريكية الأخيرة التي جاءت بأوباما رئيسا جديدا للولايات المتحدة، وجود خلل ما في ميكانيزمات «العقل العربي».. فبمجرد الاعلان عن هذه النتائج طفق «المحللون» وقسم كبير من النخب والسياسيين ورموز الأحزاب وزعماء المنظمات والجمعيات الأهلية، يهللون لهذا الرجل الجديد، مستبشرين بسياساته وأفكاره وبرامجه، زادهم في ذلك ومستندهم، أنه من أصول افريقية (كينيا)  وأنه الفقير الذي سيحس بفقراء العالم العربي ومساكينه ومشرديه، لا بل انه الرجل «العادل» الذي سيعيد ملف الشرق الأوسط الى سكته الأصلية بعد أن خرج عنها خلال ولايتي الرئيس جورج دبليو بوش..   وهكذا زرع هؤلاء وأولئك الكثير من الوهم (في صيغة أمل) لملايين العرب والمسلمين، ممن يئسوا من حقبة بوش الابن وسياساته الحمقاء، وراهنوا على التغيير الذي افتقدوه في بلدانهم فبحثوا عنه هناك في قارة بعيدة عنهم جغرافيا، لكنها شديدة القرب منهم سياسيا وثقافيا وإعلاميا..   لقد تحول أوباما ـ بشكل أقرب الى السريالية منه الى التحليل السياسي العميق ـ الى شخصية تملك مفاتيح سحرية عجيبة لقضايا مستعصية، بعضها ذو صبغة عربية اقليمية والبعض الآخر يتخذ منحى دوليا أشمل..   ومن هذه الزاوية حرصت بعض «المقاربات» على أن تُلبس (بضم التاء وكسر الباء) هذا «الفتى الأسمر» رداء ليبراليا على خلفية الأزمة المالية الدولية الراهنة، وما كشفته من وجود رأسمالية «متوحشة»، باتت محل نقد عميق من المتخصصين والمنظرين داخل البلدان الرأسمالية ذاتها، وفي مقدمتها بعض النخب الامريكية والفرنسية تحديدا..   نعم ـ بقدرة قادر ـ أضحى أوباما «المهدي الليبرالي» المنتظر، الذي سينهي هذا التغوّل الامريكي، وسيبدله بعدالة امريكية، ترى المصالح والقضايا العربية بعيون مختلفة عن سلفه..   بالتوازي مع ذلك عمل هذا «العقل العربي» على تبشيرنا بأن «عهدا جديدا» بألوان أمريكية، سيهيمن على العالم، تعاد من خلاله مراجعة الملف الفلسطيني عبر بوابة المبادرة العربية للسلام التي اقترحتها السعودية وتبنتها القمة العربية في بيروت، وتُفتح في هذا العهد قناة حوار مع ايران، ويتم تجسير الهوة التي تفصل الولايات المتحدة عن سوريا، فيما توقعت بعض التنظيرات أن يجد أوباما «صيغة توافقية» مع أوروبا في قضايا دولية عديدة، سياسية وعسكرية واقتصادية، وهي القضايا التي لم يفلح سلفه بوش في ايجاد توافق حولها مع الاتحاد الأوروبي.   غير أن هذه الصورة الوردية لرئيس لم يحكم ولو يوما واحدا في البيت الأبيض بعد، اصطدمت لاحقا بمؤشر مهم، وهو الشخصيات التي اختارها الرئيس الجديد لكي تقود السياسة الامريكية خلال المرحلة المقبلة، ونعني هنا «أصولها» اليهودية، لا بل الصهيونية اللافتة، بدءا برئيس فريق البيت البيضاوي ومرورا بوزير الخزانة ووصولا عند أسماء أخرى أعطت الانطباع بأن الفتى «الديمقراطي» قد يكون أكثر استعصاء على القضايا العربية والدولية من «الجمهوري» الذي يقود الولايات المتحدة منذ نحو 8 سنوات كاملة..   إنه العقل العربي الذي لا بوصلة له يستمد من خلالها وجهة رؤيته للشأن الدولي، اذا استثنينا بعض الكتابات، وهي قليلة ومعدودة..   وربما نسي البعض أو تناسوا أمورا أساسية تتحكم في العقل السياسي الامريكي، سواء كان حامله «جمهوريا» أو «ديمقراطيا»، ومن بينها:   * أن ثمة مؤسسات تصنع القرار السياسي والعسكري والأمني والاقتصادي، والرئيس الأمريكي ـ في الغالب الأعم ـ ليس سوى ترجمانا لقراراتها واستنتاجاتها، مع اختلاف في الصيغة والأسلوب والاطار، من رئيس الى آخر..   * أن الولايات المتحدة تتحكم فيها لوبيات تتنازعها مصالح سياسية واقتصادية وثقافية، وهي تمتلك المنابر والمؤسسات الاعلامية والسياسية ومراكز القرار ودوائر البحث، بما يجعلها متحكمة في الرأي العام بالشكل الذي يصب في خانة مصالحها واستراتيجياتها..   * أن السياسات في الولايات المتحدة توضع على امتداد عشرية أو أكثر على الأقل، وبالتالي فإن الرئيس الامريكي الجديد سيكون بمثابة سائق القطار المطالب باتباع سكة السير والتحكم في سرعته حسب الظرف والمناخ والوضع العام، أما تغيير وجهة القطار بشكل فردي، فسيعرضه لمخاطر غير محسوبة..   قد يجد المرء عذرا لبعض «العقول» العربية هذه، ربما لأنها تفكر من داخل العالم العربي، حيث لا يكاد المرء يميز بين انظمة الحكم، طالما أن المؤسسات هي «الفريضة الغائبة» في المجتمعات العربية..   إنه العقل العربي الذي تعوّد على القرار الفردي والحكم الفردي منذ طفولته، فشب وشاخ على هذا النمط من التفكير، مما جعله غير قادر على رؤية الأمور في عوالم أخرى، إلا من هذه الزاوية العربية العرجاء..   ( المصدر: جريدة الصباح  ( يومية _ تونس ) بتاريخ 16 نوفمبر 2008)  


حول احتمالات تشكل إدارة كلينتونية بقيادة أوباما

     

طارق الكحلاوي    رغم الحرص على الحفاظ على سرية كبيرة في تحركات الإدارة الانتقالية للرئيس المنتخب باراك أوباما، مثلما كان واضحا مع فسخ ملفات «الأجندة» على الموقع الإلكتروني الرسمي للرئيس المنتخب خلال هذا الأسبوع، فإن هناك ما يكفي من المؤشرات الآن على الملامح العامة لهذه الإدارة ومن ثم على آفاق سياساتها الاستراتيجية والمرحلية. مع نهاية هذا الأسبوع اجتاحت المشهد الإعلامي أخبار عن لقاء سري بين الرئيس المنتخب والسيناتورة هيلاري كلينتون في شيكاغو. كان ذلك متزامنا مع أخبار عن «توسع قائمة المرشحين» لمنصب وزارة الخارجية إلى أسماء جديدة خاصة منها اسم سيناتورة ولاية نيويورك. بدت هذه الأخبار متباينة مع تقارير ظهرت إثر أيام من الانتخابات تشير إلى استياء الفريق المحيط بالسيناتورة هيلاري كلينتون من تجاهل فريق الرئيس المنتخب لها باستثناء مكالمة من ميشال أوباما تسأل نصيحة هيلاري في خصوص «حماية الحياة الخصوصية» لأبناء العائلة الرئاسية. إذ كان من المفترض، حسب المقربين من كلينتون، أن يبادر الرئيس المنتخب بالعمل على مساعدتها على تفادي الخسائر المالية الكبيرة التي تكبدتها خلال حملتها الانتخابية، خاصة أنها «عملت كل ما تستطيع» لدعمه في حملته الانتخابية ضد ماكين. يجب هنا أن نتذكر أن أوباما قاوم ضغوطا كبيرة قبل مؤتمر الحزب الديمقراطي الصيف الماضي والتي حاولت الدفع به لاختيار منافسته السابقة في موقع نائب الرئيس من أجل «توحيد صفوف الحزب». وحسب بعض المصادر آنذاك لم يرغب أوباما في تقاسم البيت الأبيض مع عائلة رئاسية أخرى مما يمكن أن يوحي بمحدودية سلطاته المعنوية. العلاقة بين آل كلينتون وأوباما كانت دائما معقدة إذ إن الرئيس كلينتون والسيناتورة حاولا منذ صعود نجم أوباما محاصرة طموحاته من خلال محاولة لعب دور «الرعاية» الأبوية على السيناتور الشاب (في اللقاء الأول الذي جمع أوباما بهيلاري في مكتبها في الكونغرس قالت له الأخيرة «حافظ على ظهور خافت»، وهي النصيحة التي نعرف جميعا الآن أن أوباما لم يأخذ بها). الحملة الانتخابية الشرسة بينهما جعلت البعض يشكك في إمكانية رأب الصدع بين الطرفين. لكن بمعزل عن مدى صحة ترشيح هيلاري كلينتون على رأس وزارة الخارجية (والتي أصبحت التكهنات حولها أصعب من الرهان على سباقات الخيل ولكن سنعرف على كل حال قريبا اسم وزير الخارجية الجديد) فقد أتت هذه الأخبار في سياق سلسلة من المعطيات التي رشحت على مدى الأسبوعين الأخيرين والتي تشير إلى النسبة الكبيرة في فريق الإدارة الانتقالية من بين عناصر سابقة في إدارة الرئيس كلينتون مما يوحي بأننا بصدد إدارة كلينتونية جديدة بقيادة أوباما. من دون شك أن المقربين من أوباما القادمين من شيكاغو، مثل فاليري جاريت وديفيد أكسلرود، والذين يقودون إدارته الانتقالية التي بدأت العمل في واشنطن من بين العناصر التي برزت في ظل العمل مع أوباما ومن ثم لا تدين بالولاء لغيره. غير أن أسماء المستشارين المتقاطرين على الفريق الانتقالي تشير إلى هيمنة واضحة لعناصر انتمت في السابق لإدارة الرئيس كلينتون. بداية يتقاسم جاريت وأكسلرود إدارة الفريق الانتقالي مع جون بوديستا الذي كان مدير مكتب الرئيس كلينتون. طبعا رام إيمانويل نفسه كان من فريق مكتب الرئيس كلينتون في البيت الأبيض في التسعينيات. حسب تقارير مختلفة هذا الأسبوع (مثلا نيويورك تايمز، 12 نوفمبر)، من بين عناصر الإدارة الانتقالية العاملة الآن في واشنطن وعلى رأس الفريق المكلف بمراجعة وضع وزارة الخزانة نجد كلا من جوشوا غوتباوم الذي عمل مساعدا لوزير الخزانة في إدارة كلينتون، ومايكل وارن الذي كان المدير التنفيذي لـ «المجلس الاقتصادي القومي» التابع لإدارة الرئيس كلينتون. كذلك على رأس الفريق الانتقالي المكلف بمراجعة وضع وزارة الخارجية نجد توماس دنيلون الذي كان مساعد وزير خارجية للشؤون العامة في إدارة الرئيس كلينتون، وويندي شيرمان التي كانت مستشارة خاصة في وزارة الخارجية مكلفة من الرئيس كلينتون بملف كوريا الشمالية. أيضا على رأس الفريق الانتقالي المكلف بمراجعة وضع وزارة الدفاع نجد جون وايت الذي شغل منصب نائب وزير الدفاع في إدارة الرئيس كلينتون، وميشال فلورني نائبة مساعد وزير الدفاع للاستراتيجية وتقليص التهديدات خلال نفس الفترة. يجب أن نضيف إلى أسماء عناصر الفريق الانتقالي العامل في واشنطن أسماء الكثير من المرشحين الأساسيين في مواقع مختلفة من وزارة الخزانة (سامرز) إلى الدفاع (دانزيغ) ممن شغلوا سابقا مواقع متقدمة في إدارة الرئيس كلينتون. كما أنه تم اختيار رون كلاين ليشغل منصب مدير مكتب نائب الرئيس جو بايدن، وهو الذي كان سابقا مدير مكتب نائب الرئيس آل غور. هناك من يقول إنه من المتوقع أن تعتمد إدارة جديدة على عناصر إدارة سابقة خاصة عندما تخلف سجلا ناجحا. الكثير مثلا من عناصر إدارة الرئيس جورج والكر بوش (الابن) كانت تعمل في إدارة الرئيس ريغان أو إدارة أبيه. في المقابل لم يعتمد كلينتون على عناصر إدارة كارتر بسبب سجلها الاقتصادي «السلبي». وهكذا فالسجل الاقتصادي «الإيجابي» لإدارة الرئيس كلينتون خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة يبدو مبررا كافيا للاعتماد على عناصر خبيرة تستطيع ضمان الانتقال الناجح لإدارة أوباما. لكن هناك مخاطر حقيقية في توجه مماثل. إذ إن جزءا من الأزمة الاقتصادية الراهنة يرجع إلى عملية تقليص المراقبة التي تمت جزئيا في سياق إدارة الرئيس كلينتون خاصة بإشراف بعض الذين يقع تداول أسمائهم الآن لشغل منصب وزير الخزانة. ذلك يعني أيضا أن السياسة الخارجية يمكن أن تميل بشكل حاسم لمصلحة الواقعيين التقليديين مما يعني تكرار نفس التوجه المتردد الذي ميز إدارة الرئيس كلينتون والذي كان يتخوف من الحسم في أي ملف وفي نهاية الأمر عجز عن تحقيق أي نتائج وبالتالي جعله فريسة سهلة للمحافظين الجدد. ورغم أن ميكانيزمات العلاقة بين عهد كلينتون السابق وعهد أوباما القادم تعود بالأساس لظروف بنوية فإن العلاقة بين الشخصين لن تكون هامشية. إذ بعد أشهر من الصراع الانتخابي الشرس في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بدا كأن الصراع بين أوباما وهيلاري هو في النهاية صراع «ذكوري» الطابع بين رئيس سابق «جرح» عندما تم تجاهل ترشح زوجته في موقع الرئاسة ورئيس جديد يرفض السلوك الأبوي للرئيس السابق ويرغب في إثبات ذاته الرئاسية. لكن كل هذه المشاعر المتنافرة يبدو أنها تبخرت قبل أشهر قليلة. إذ يقال إن أطرافا توسطت بين الرجلين (ربما رام إيمانويل) ليجتمعا على عشاء عمل في حي هارلم في نيويورك أواخر الصيف. الأخبار التي راجت آنذاك أشارت إلى سعادة كلينتون بالاجتماع والتي عبر عنها بعبارات الثناء التي كالها لأوباما. غير أن الذين نقلوا هذه المعطيات أشاروا أيضا إلى أن الرئيس السابق يكيل الثناء خاصة إلى الذين يستمعون إليه بشكل جيد. من غير المستبعد أن كلينتون أصبح منذ تلك اللحظة أحد أهم مستشاري أوباما والآن الرئيس المنتخب. وربما في السنوات القادمة سيصبح ظل الرئيس و «راعيه» بعد كل شيء: فهل سيستطيع أوباما تحمل ظل رئيس سابق على كاهله؟   أستاذ «تاريخ الشرق الأوسط» في جامعة روتغرز   (المصدر: جريدة العرب  ( يومية _ قطر ) بتاريخ 16 نوفمبر 2008)

 

\Home – Accueil الرئيسي

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.