الأحد، 16 سبتمبر 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2672 du 16.09.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


الحزب الديمقراطي التقدمي جامـعة بنـزرت: بيــــان أساتذة التعليم الثانوي التابعين للإدارة الجهوية للتعليم بباحة :بيان الأساتذة المطرودون عمدا: رسالة مفتوحة إلى رأي العام أخبار الأساتذة المطرودين عمدا أم.بي.سي: في مباراة البنزرتي والإفريقي – حوادث شغب وجرحى في الدوري التونسي رويترز:تونس تحبط محاولتين للهجرة غير المشروعة باتجاه ايطاليا وكالة الأنباء القطرية :احباط  محاولتي هجرة سرية في شمال وشمال غربي تونس يو بي أي:السلطات التونسية تحبط محاولتين للهجرة غير الشرعية إلى اٍيطاليا د. عبد المجيد النجار: ماذا فعل منشور 108 بسمعة تونس ؟! نصر الدّين بن حديد: شحاذون لكنّ «صحفاء»!!! محمد العروسي الهاني :رسالة مفتوحة للتاريخ إلى سيادة الرئيس زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية رقم 18 عدنان المنصر: ما فقدناه بتصفية اليوسفية أبو جعفر العيوني: فلا عاش في تونس من خانها ولد الدار: النّخب التونسية… دعوة للمراجعة د. نورالدين بوفلغة:وقفة مع حديث من كتاب  « بدء الوحي » في صحيح البخاري: مناسب »لشهر نزول الوحي »!!! جريدة « الشعب »: كتابات شريدة – أول قرار رئاسي لساركوزي «غي موكي» جريدة « الشعب »: قضية البحارة – بفعل الحق والنزاهة طبلبة تهزم روما جريدة « الشعب »: عمليّة تغرير حوّلت البحّارة المنقذين إلى حرّاقين جريدة « الشعب »: هيئة المحامين تتضامن مع الاستاذ العياشي الهمامي صحيفة « الشرق الأوسط »:معرض الإسكندرية العربي الثاني للكتاب :نسخ خطية لابن خلدون وتونس ضيف الشرف موقع « أخبار ليبيا »:شبابنا قنابل موقوتة على الحدود التونسية!! أين الجهات المسؤولة في الدولة؟؟ العربية.نت: سلمان العودة: اللهم إننا نبرأ إليك مما يصنع أسامة بن لادن إسلام أون لاين: الجزائر.. ساسة مخضرمون يعلنون مبادرة لوقف العنف إسلام أون لاين: مسلمو أوروبا يدينون إهدار القاعدة دم رسام سويدي إسلام أون لاين: مباحثات سرية بين فتح وحماس بدعم عربي عبد اللطيف الفراتي: نحو انتشار الممارسة الديمقراطية في العالم العربي؟ رضوان زيادة:العدالة الانتقالية مدخل لإعادة تأسيس شرعية الدولة العربية د. أحمد الخميسي: روايات الكاتبة الروسية ناتاليا فيكو :تفاهة في مشروع قومي للترجمة

 

 


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


الحزب الديمقراطي التقدمي   جامـعة بنـــزرت
 بنزرت في 16 سبتمبر2007 بيــــــــان  
     أقدمت قوات الأمن مساء يوم السبت 15 سبتمبر 2007 على إيقاف عضو جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي السيد بشير الجميلي  ما يزيد عن نصف ساعة تمّ خلالها تعنيفه ماديا بصفعه والبصاق عليه وتوجيه إهانات للحزب وللرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وذلك داخل مركز شرطة بوقطفة أثناء وجوده مع جمع غفير من أهالي المعتقلين إثر الأحداث الدامية التي جدت بالمدينة أثناء وبعد مباراة كرة القدم بملعب 15 أكتوبر. وجامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي : – تستنكر بشدّة الاعتداء على عضو الجامعة السيد بشير الجميلي – تندد بحملة الاعتقالات العشوائية وبالعنف الممارس أثناءها ضد الموقوفين – تطالب بتتبع المسؤول الأمني الذي قام بالاعتداء بالضرب والشتم على السيد بشير الجميلي عــن الهـيئـــــة سعـــاد القوســـامي  


بيان

 
نحن أساتذة التعليم الثانوي التابعين للإدارة الجهوية للتعليم بباحة استجابة لدعوة النقابة العامة للتعليم الثانوي قصد الاحتجاج على قرار طرد زملائنا تجمعنا صبيحة يوم السبت 15/9/2007 أمام مقر الإدارة الجهوية للتعليم حيث لم يسمح لنا الدخول ومقابلة المسؤولين لتبليغ لائحة الاحتجاج الأمر الذي حول التجمع إلى مهرجان خطابي  تناول الكلمة عديد المسؤولين النقابيين منددين بقرار عزل زملائنا على اثر ذلك تدخل اعوان البوليس بالزى المدني و الرسمي بكل وحشية و انهالوا على المتدخلين بالضرب مما خلف عديد الإصابات و الرضوض للعديد من الأساتذة و خاصة الأستاذ رضا دلاعي الكاتب العام للنقابة الأساسية بنفزة مما استوجب نقله إلى المستشفى . هذا علاوة على سب الجلالة والكلام البذئ الذي يخدش الحياء، لكل ذلك:   1/ نحمل وزارة التربية و التكوين المسؤولية كاملة عما سيقرر من إضرابات في الجهة.   2/ نهيب بنقابتنا العامة مزيد التصدي للهجمة الشرسة وغير المبررة التي يتعرض لها القطاع.   3/ ندعو الوزارة التخلي عن قراراتها المرفوضة خاصة فيما يتعلق بالأساتذة المطرودين الذين سندافع عنهم كلفنا ذلك ما كلفنا من اجل عودتهم إلى مراكز عملهم الأصلية.


تونس في 17/09/2007

 

رسالة مفتوحة إلى رأي العام

يعود اليوم أكثر من 60الف أستاذ تعليم ثانوي إلى مراكز عملهم و لا يسعنا في هذا اليوم الذي يشتاقه كل مدرس يحترم نفسه إلا أن نهنئ الجميع بهذه العودة راجينا أن تكلل بالنجاح للجميع. و يهمنا نحن الأساتذة المطرودين عمدا ان نوضح بعض الأشياء بخصوص هذه العودة.

1/ لقد تزامنت العودة المدرسية مع إقصاءنا من عملنا بعد أن اقتنينا كل ما يلزم لهذه العودة فكانت عودة مدرسية بلا عودة مدرسية حيث تم إخبارنا يوم 11 سبتمبر الجاري بعدم تجديد الانتداب و إننا نعتبر ان هذه خطوة غير قانونية إضافة إلى أنها ستساهم في تعكير الأجواء بين وزارة التربية و الاتحاد العام التونسي للشغل عموما و النقابة العامة للتعليم الثانوي خصوصا.

2/ إن عملية طردنا غير المبررة و لا يمكن ان تقنع أحدا خاصة و أننا تحصلنا على أعداد جيدة بيداغوجية و مهنية تقترح تجديد الانتداب إضافة إلى النتائج الممتازة التي حققناه في امتحانات الباكالوريا حيث يمكن مراجعتها من معاهدنا الأصلية.

لكل هذا نطلب مجددا من السيد وزير التربية و التكوين مراجعة القرار الفردي الذي اتخذته المندوبيات الجهوية و إعادتنا إلى مراكز عملنا الأصلية كي نلتحق ببقية زملائنا.

و لا يسعنا في هذه الرسالة إلا أن نتوجه بالشكر الجزيل لكل من ساندنا في هذه المحنة خاصة:

– النقابة العامة للتعليم الثانوي التي تبنت موضوعنا و اعتبرته أحد الأولويات

– جريد الوسط التونسية و على رأسها الأخ مرسل الكبيسي الذي لم يدخر جهدا في نشر بياناتنا و احتجاجاتنا

– أسرة تونس نيروز التي ساهمت بقدر كبير في السنة الفارطة و هذه السنة في التعريف بمشكلنا.

 ياسين جبار الدليمى رئيس مركز العروبة للدراسات الاستراتيجية العراق المحتل لتفاعله مع قضيتنا و مناشدته وزارة التربية و التكوين رفع الضيم عنا.  

هذا ونعلم الرأي العام بالداخل و الخارج أننا أصحاب حق و لن نتنازل عنه كلفنا ذلك ما كلفنا

كما نهيب بكل الأحرار في تونس و الخارج مساندتنا و الوقوف إلى جانب الحق.

و كل من تبنى قضيتنا العادلة.

 

ملاحظة: يمكن مراجعة وثائق الطرد على الرابط http://moumni.maktoobblog.com

للمساندة و الاتصال

Mail profexclu@yahoo.fr

 


 

أخبار الأساتذة المطرودين عمدا

تونس في 16/9/2007

1/علي اثر تمادي وزارة التربية و التكوين   منع الأساتذة الذين وقع عزلهم مؤخرا قام الأستاذ ثابت عزري بتوزيع بيانات احتجاجية في شارع الحبيب برقيبة قرب المسرح البلدي حيث تم إيقافه من قبل أعوان يرتدون الزى المدني و يذكر أن الأستاذ ثابت قد انتدب للعمل منذ 3 سنوات ليقع التخلي عنه في بداية هذا العام الدراسي ، وتم اقتياده إلى مقر منطقة الأمن بباب بحر حيث اجبر تحت الضغط و التهديد على إمضاء التزام بعدم توزيع البيانات في الطريق العام. و لم يخل سبيله إلا قبيل موعد الإفطار بدقائق.

         يذكر أن السيد ثابت قد أقدم على الانتحار و هو في حالة نفسية سيئة نتيجة القرار الأخير.

2/ توجه الأساتذة المطرودون بنداء إلى  عموم الأسرة التربوية بمناسبة العودة المدرسية آملين ان تتراجع وزارة التربية و التكوين عن القرار الباطل. و يذكر أن قرار عزلهم قد يتسبب في ماسي اجتماعي خطيرة خاصة و أن عدد منهم، يعد الكافل الوحيد للأسرة وقد قضى معظمهم سنوات عديد من البطالة تجاوزت الثماني.

كما ان البعض منهم قد سبق و نجح في دورة الكاباس و يتهمون الوزارة بإسقاطهم المتعمد على خلفية نشاطهم النقابي و السياسي في الجامعة و هو ما عرف بقضية الأساتذة المسقطين عمدا التي أثارت ضجيجا كبيرا حيث اتهموا عديد الموظفين بتلقي الرشاوى و التوسط للبعض قصد الدخول لسوق العمل.

3-        يذكر ان النقابة العامة للتعليم الثانوي قد تبنت بشكل كامل قضية عزل الأساتذة و يفترض ان تكون هناك دعوة لعقد هيئة ادارية ان تعطلت المفاوضات مع وزارة التربية و التكوين و يعتقد ان يتمخض عن الهيئة الإدارية الدعوة لإضراب عن العمل.

4 – تلقى الأساتذة المطرودون عمدا مجموعة من رسائل المساندة و تستغرب جلها موقف وزارة التربية التونسية الذي لا مبرر له.


في مباراة البنزرتي والإفريقي حوادث شغب وجرحى في الدوري التونسي

 

 
الأحد 16 سبتمبر 2007م] تونس – سليم بوخذير سقط أكثر من عشرة جرحى في مواجهات بين قوات الشرطة ومشجعي النادي البنزرتي التونسي إثر هزيمة الأخير في مباراته أمام الإفريقي في الدوري يوم السبت، فيما شهدت المناطق المجاورة للملعب حوادث حرق لسيارات عديدة. وروى شهود عيان لـmbc.net أن أداء حكم المباراة رياض الحرزي في الدقائق الأخيرة من الشوط الثاني « أثار سخط مشجعي البنزرتي التونسي الأمر الذي رد عليه قوات الشرطة بالقوة، ليدخلوا في مواجهات حادة في الملعب معهم استمرت بعد ذلك بأكثر حدة خارجه ». ووصف الإعلامي الرياضي التونسي منصور الغرسلي أداء حكم المباراة بأنه « سيئ »، قائلا إن « الجمهور غضب بسببه حيث عمت الفوضى ». وقال شهود العيان إنه « لم تحدث المواجهات أساسا بين مشجعي البنزرتي والإفريقي، وإنما مع الشرطة حيث تم فور نهاية المباراة السماح بخروج مشجعي الإفريقي من طريق خاص تفاديا لاحتكاكهم بنظرائهم ». وتابعوا « لكن عناصر منهم قامت بحرق بعض السيارات في أثناء ذلك والإعتداء على مستشفى استثماري ». وفاز الإفريقي على البنزرتي بهدفين مقابل هدف عن طريق وسام يحيى في الدقيقة 54 وزهير الذوادي في الدقيقة 84، وذلك بعد تقدم البنزرتي محمد أمين بوزقرو النتيجة في الدقيقة الثالثة من المباراة التي شهدها ستاد مدينة بنزرت. وتابع مراسل mbc.net شريط فيديو يظهر فيه عدد من قوات الأمن التونسي ببنزرت ومعهم عدد من محبي الإفريقي بصدد معاينة سيارتين احترقا بالكامل. وقالت المصادر إن العشرات من مشجعي البنزرتي تم اعتقالهم بتهم الشغب والعنف، فيما تم إخلاء عديد الجرحى من مستشفى المدينة فجر الأحد بعد علاجهم. من جهته قال خالد جمعة عضو الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ببنزرت إن « ما جرى بمدينة بنزرت السبت مؤسف جدا وخطير ». وتابع « الأضرار البشرية والمادية كانت كبيرة والإصابات عديدة في صفوف المواطنين جراء مبالغة الشرطة في الضرب بالهراوات ». وسبق أن شهدت مباريات الكرة في تونس حوادث عنف في مناسبات سابقة، لكنها من المرات النادرة التي تصل فيها الحوادث إلى هذا الحد من الخطورة وتتضمن اعتداءات بالحرق على سيارات وأملاك. * المصدر : موقع شبكة قنوات أم.بي.سي الفضائيّة بتاريخ الأحد 16 سبتمبر 2007 . الرابط  : http://www.mbc.net/portal/site/mbc/


 

إيقاف 30 شخصا في بنزرت

 
قام أعوان الأمن بمدينة بنزرت بإلقاء القبض على أكثر من 30 شابا على إثر الاشتباكات والحرائق التي اندلعت بعد المقابلة التي دارت بين النادي البنزرتي والنادي الإفريقي.   هذا ما نقلته « الصباح »:   كان الأمل الذي يراود أحباء الفريقين هو قضاء أمسية رمضانية رائقة في لقاء البنزرتي وضيفه الافريقي ولكن الدقائق الأخيرة شهدت غضب الجمهور المحلي نتيجة التحكيم السيئ لرياض الحرزي حيث عمت الفوضى وكادت تحصل ما لا يحمد عقباه لولا حنكة المشرفين على النظام الذين عرفوا كيف يسيطرون على الوضع وينهي الحكم المباراة بعد توقفها حوالي 5 دقائق لتتواصل حوالي 3 دقائق ثم ينهيها حوالي الساعة السادسة إلا 20 دقيقة أي أن الشوط الثاني تطلب 60 دقيقة بين لعب ووقت إضافي وتوقف.   (المصدر: خبر نشره سامي بن غربية في منتدى تحت السور يوم 16 سبتمبر 2007 على الساعة الواحدة و4 دقائق فجرا) الرابط: http://www.nawaat.org/forums/index.php?showtopic=14889


صدر في الرائد الرسمي المؤرخ في 31 أوت 2007

 
وزارة المالية   أمر عدد 2151 لسنة 2007 مؤرخ في 29 أوت 2007 يتعلق إسناد المدرسة العالمية بقرطاج منحة الاستثمار المنصوص عليها بالفصل الثالث من مجلة تشجيع الاستثمارات.   إن رئيس الجمهورية ، باقتراح من وزير المالية ،   بعد الاطلاع على مجلة تشجيع الاستثمارات الصادرة بمقتضى القانون عدد 120 لسنة 1993 المؤرخ في 27 ديسمبر 1993 وخاصة الفصل 52 ثالثا منها، كما تم تنقيحها وإتمامها بالنصوص اللاحقة وخاصة القانون عدد 85 لسنة 2006 المؤرخ في 25 ديسمبر 2006 المتعلق بقانون المالية لسنة 2007، وعلى الأمر عدد 316 لسنة 1975 المؤرخ في 30 ماي 1975 المتعلق بضبط مشمولات وزارة المالية، وعلى الأمر عدد 2542 لسنة 1993 المؤرخ في 27 ديسمبر 1993 المتعلق بضبط تركيبة اللجنة العليا للاستثمار وتنظيمها وطرق سيرها، وعلى الأمر عدد 492 لسنة 1994 المؤرخ في 28 فيفري 1994 المتعلق بضبط قائمات الأنشطة داخل القطاعات المنصوص عليها بالفصول 1 و2 و3 و27 من مجلة تشجيع الاستثمارات، كما تم تنقيحه وإتمامه بالنصوص اللاحقة وخاصة الأمر عدد 1398 لسنة 2007 المؤرخ في 11 جوان 2007، وعلى رأي اللجنة العليا للاستثمار بتاريخ 13 جويلية 2007، وعلى رأي وزير أملاك الدولة والشؤون العقارية ، وعلى رأي وزير التربية والتكوين ، وعلى رأي وزير التنمية والتعاون الدولي، وعلى رأي المحكمة الإدارية.   يصدر الأمر الآتي نصه:   الفصل الأول – تنتفع المدرسة العالمية بقرطاج بمنحة في حدود مبلغ أقصاه 1794600 دينار يمثل 25÷ من كلفة إنجاز مشروع مدرسة عالمية كائنة بقرطاج والمقدرة . 7178400 دينار.   الفصل 2- تصرف منحة الاستثمار المنصوص عليها بالفصل الأول من هذا الأمر على قسطين متساويين على النحو التالي: . 50 ÷ .عند إنجاز 50 ÷ من كلفة المشروع، . 50 ÷ عند الإنجاز الكامل للمشروع والدخول طور النشاط الفعلي. وتحمل منحة الاستثمار المنصوص عليها أعلاه على الاعتمادات المرسمة بالعنوان الثاني بميزانية وزارة التربية والتكوين .   الفصل 3 – تتولى وزارة التربية والتكوين مراقبة ومتابعة إنجاز مشروع المدرسة العالمية بقرطاج .   الفصل 4 – تسحب منحة الاستثمار المنصوص عليها بالفصل الأول من هذا الأمر من المدرسة العالمية بقرطاج في صورة عدم إنجاز المشروع أو في صورة تحويل الوجهة الأصلية للاستثمار بصفة غير مشروعة وذلك طبقا لأحكام الفصل 65 من مجلة تشجيع الاستثمارات.   الفصل 5 – وزير المالية ووزير أملاك الدولة والشؤون العقارية ووزير التربية والتكوين ووزير التنمية والتعاون الدولي مكلفون، كل فيما يخصه، بتنفيذ هذا الأمر الذي ينشر بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية.   تونس في 29 أوت 2007.   زين العابدين بن علي

تونس تحبط محاولتين للهجرة غير المشروعة باتجاه ايطاليا

 
تونس (رويترز) – أحبطت وحدات خفر السواحل التونسية محاولتين جديدتين للتسلل إلى جزيرة لامبيدوزا الايطالية عبر المياه الاقليمية التونسية واحتجزت 25 مهاجرا.
وقالت صحيفة الصباح اليومية يوم الاحد إن مسؤولي البحرية بطبرقة احبطوا عملية ابحار واوقفوا 15 مهاجرا من بلد مغاربي لم تسمه. واضافت ان وحدات البحرية ببنزرت احبطت ايضا محاولة للابحار باتجاه جزيرة لامبيدوزا الايطالية شارك فيها عشرة شبان تونسيون وقالت انهم سيقدمون للمحاكمة.  وكثفت تونس جهودها لتقليص تدفق المهاجرين على اوروبا انطلاقا من شواطئها البالغ طولها 1300 كيلومتر.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 16 سبتمبر 2007)

احباط  محاولتي هجرة سرية في شمال وشمال غربي تونس

 
تونس في 16 سبتمبر /قنا/ تمكنت الاجهزة الامنية التونسية المعنية من احباط محاولتي هجرة غير شرعية عبر المياه الاقليمية لشمال وشمال غربي تونس شارك فيهما 25 من الشباب . فقد احبطت هذه الاجهزة وفق ما ذكرته المصادر الاعلامية هنا اليوم في سواحل مدية طبرقة في الشمال الغربي التونسي محاولة للتسلل الى الاراضي الايطالية من قبل مجموعة تضم 15 شابا كانوا قادمين من الجزائر .   واضاف المصدر نفسه ان هؤلاء الشباب المهاجرين غير الشرعيين تم ترحيلهم بعد التحقيق معهم .    وفي سواحل مدينة نزرت في شمال تونس تم احباط عملية ثانية للهجرة غير الشرعية باعتقال 10 شبان من التونسيين بينما كانوا هم ايضا في طريقم الى الاراضي الايطالية على متن زورق صغير واحاتهم على القضاء لمحاكمتهم .   (المصدر: وكالة الأنباء القطرية (قنا) بتاريخ 16 سبتمبر 2007)


السلطات التونسية تحبط محاولتين للهجرة غير الشرعية إلى اٍيطاليا

 
تونس / 16 سبتمبر-ايلول / يو بي أي: أعلن في تونس اليوم الأحد أن البحرية التونسية تمكّنت من إحباط محاولتين للهجرة السرية انطلاقا من الشواطئ التونسية باتجاه جزيرة لامبيدوزا الاٍيطالية،تمّ خلالهما اعتقال 25 شابا تونسيا وجزائريا. وذكرت صحيفة « الصباح »التونسية المستقلة أن عملية اٍحباط المحاولة الأولى تمّت في منطقة « طبرقة » من محافظة جندوبة الواقعة على بعد 154 كيلومترا شمال غربي تونس العاصمة غير بعيد عن الحدود مع الجزائر. وذكرت أن 15 شابا من دولة مغاربية مجاورة(يعتقد بأنها الجزائر)شاركوا في هذه المحاولة،حيث تمكّنت وحدة من قوات خفر السواحل التونسية من اعتراض الزورق أثناء محاولتهم التّسلل خلسة اٍلى جزيرة لامبيدوزا الاٍيطالية عبر المياه الإقليمية التونسية. وأشارت اٍلى أنه تم إعتقال من على الزورق لإستكمال التحقيق معهم قبل ترحيلهم إلى بلدهم. وأضافت الصحيفة التونسية أن المحاولة الثانية تمّت في عرض البحر غير بعيد عن سواحل مدينة بنزرت الواقعة على بعد 70 كيلومترا شمال تونس العاصمة. وشارك في هذه المحاولة 10 شبان تونسيين،اعترفوا أثناء التحقيق معهم بأنهم كانوا يعتزمون التسلل خلسة اٍلى الضفة الشمالية للمتوسط. يشار اٍلى أن محاولات الهجرة غير الشرعية باتجاه السواحل الاٍيطالية انطلاقا من الشواطئ التونسية التي يبلغ طولها 1300 كلم عادة ما تتزايد خلال الصيف على الرغم من الاٍجراءات الأمنية المشدّدة التي اتّخذتها السلطات التونسية للحد من هذه الظاهرة التي باتت تؤرق دول جنوب وشمال البحر الأبيض المتوسط.

أخبارالصباح
 
حركة المرور على عكس السنوات الفارطة لم تشهد العاصمة وشوارعها في اليومين الأولين من رمضان اكتظاظا واضحا وتعطيلا كبيرا في حركة المرور، حيث كانت الحركة خاصة في اليوم الأول عادية وانسيابية وكانت شوارع العاصمة والمآوي غير مكتظة. ويمكن أن يكون ذلك راجعا لخروج عدد من الموظفين في عطل خاصة أن بداية شهر رمضان لهذا العام لم تتزامن مع الدراسة.    بقايا الأشجار يشتكي سكان حي الخضراء من تراكم الأوساخ في أغلب الشوارع وخاصة بقايا الأشجار التي تم تقليمها وبقايا الأغصان الجافة. فلماذا لا يبادر من تكفل برعاية الأشجار وتقليمها بتنظيف المكان حتى لا يتحول إلى مزبلة ومجمّع للأوساخ والأغصان وأوراق الأشجار الجافة التي تسيء لنظافة المكان وجماليته؟    السرطانات النسائية في تونس يمثل السرطان ثاني سبب لوفيات الرجال والنساء على حد سواء. ويكمن المشكل الأساسي بالنسبة إلى السرطانات النسائية في اكتشافها في مراحل متقدمة، حيث أن 60% منها يتم تشخيصها بعد انتشارها جزئيا أو كليا. وتقدّر نسبة الإصابة بسرطان الثدي الذي يعتبر أول سرطان النساء في تونس من حيث عدد الاصابات بـ24 لكل 100 ألف امرأة.    أمراض القلب والشرايين في دراسات أجراها المعهد الوطني للصحة العمومية تبيّن أن أمراض القلب والشرايين وأمراض الغدد تمثل أهم أسباب وفيات النساء… في حين أن السرطانات والحوادث هي أهم أسباب الوفيات عند الرجال.    اعتذار كنا قد نشرنا أمس بنفس هذا الركن خبرا حول تعرض منازل للسرقة بأريانة وبعد التحري مع الجهات المعنية اتضح أنه لا أساس له من الصحّة ولذلك تعتذر «الصّباح» لدى قرائها ولدى كل من يهمه الأمر   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 16 سبتمبر 2007)


ماذا فعل منشور 108 بسمعة تونس ؟!

 
د. عبد المجيد النجار أستاذ جامعي مقيم بباريس   لا يمكن لمواطن وطني إلا أن يغار على سمعة بلاده حينما تنالها الألسن بالإذاية، فهو حينئذ تأخذه الحمية، ويهبّ للدفاع، فالوطن إنما هو جزء من كيان الفرد، فسمعته من سمعته، وكرامته من كرامته، وعزّته من عزّته، إلا أنّ الموقف في هذا الشأن يكون في غاية الصعوبة، وفي منتهى الإحراج حينما يكون التعريض بالوطن مبنيا على أساس من الحقيقة، ظاهرةً سلبية تفشّت في المجتمع، أو تصرّفا أرعن اقترفته فئة معيّنة منه، أو سياسة خاطئة صدرت عن أصحاب القرار القيّمين عليه، فحينئذ إن هببت للدفاع فربما وجدت نفسك مدافعا عن الباطل، وإن أمسكت عنه وجدت نفسك متخليا عن واجب النصرة لوطنك، وإن فرّقت في دفاعك بين الوطن مجرّدا وبين الفئة أو الجماعة أو السلطة التي وقع التعريض بتصرّفاتها ومواقفها وجدت دفاعك ضعيفا يكاد لا يقنع أحدا، فتكون إذن في ضيق ثلاثي الأبعاد ليس له من دون الله كاشف.   وخلال تجوالي في العالم الإسلامي بصفة خاصة، ومشاركاتي في الكثير من المنتديات والمؤتمرات العلمية تعرّضت إلى كثير من هذه المواقف المحرجة، وذلك أساسا بسبب منشور ( قانون ) 108 سيّء الذكر، ذلك الذي يمنع النساء في بلادي من ارتداء ما يُسمّى بالحجاب أو الخمار، ويُطردن بسببه من دخول المدارس والجامعات، ومن ممارسة العمل بالوظائف العمومية، ويُضايقن بسببه أحيانا كثيرة في الأعمال الخاصة، بل في الشوارع والأماكن العمومية.   وبحكم تجربتي في حضور المحافل الثقافية والمؤتمرات العلمية من ماليزيا شرقا إلى الولايات المتحدة غربا، فإن أول ما يسأل عنه السائلون حينما يعرفون أنك تونسي هو هذا المنشور السيء الذكر، فتتلاحق إذن الاستفسارات والتقريرات عما ينال المرأة المسلمة في تونس من الاضطهاد الديني، ومصادرة الحرية الشخصية، ويتطرّق الأمر إلى المقارنة بما يفعله  » الكفار  » في أوروبا بالمسلمات في هذا الشأن، ويختلط في هذه التساؤلات والتقريرات الحابل بالنابل والحقائق بالأوهام، فإذا تونس عند البعض شعبا وحكومة مضرب المثل في التفسّخ الديني، وإذا الدين فيها يكاد لا يكون له وجود، وإذا الصلاة في المساجد لا يسمح بها إلا لمن يحمل بطاقة ألكترونية وقليل ماهم، ويكون منطلق هذه القائمة غالبا هو مسألة الحجاب، وحينما تحاول أن تفرق للمتسائلين بين ما هو حق وما هو باطل في هذه القائمة من المؤاخذات فإنك لا تظفر بكبير نتيجة لشدّة ما ترسّخ منها في الأذهان. وفي كلّ الأحوال فإنك تبوء من هذا الموقف بأوجاع كثيرة سببها الأساس هذا المنشور المشؤوم.   وآخر ما اتفق لي من هذه المواقف ما حدث في مؤتمر عالمي أقيم في دولة إسلامية منذ أيام قليلة، وقد حضرته وفود من بلاد شتى، وحضره وفد تونسي بعض أفراده من ذوي الصفة شبه الرسمية وبعضهم صفاتهم علمية ولكن يبدو أنهم مندرجون ضمن سياق موحّد. ولم يكن لموضوع المؤتمر علاقة بقضية الحجاب أو ما له صلة بها، ولكن الأمر انتهى إلى هذا الموضوع، وذكرت تونس فيه، فبدأت سلسلة من الإحراجات من نوع ما ذكرت سابقا.   لقد ذكر أحد الباحثين في سياق علمي أكاديمي علمي وبصفة عارضة اسم أحد المعارضين التونسيين ضمن أسماء أخرى كثيرة في بلاد عربية وإسلامية، فكان ذلك بداية للحرج الذي تتالت فصوله، إذ انبرى أعضاء الوفد التونسي لدفاع مستميت على تونس في خطة يبدو أنها معدة مسبقا على سبيل التحوط للطوارئ، وذلك بمناسبة ذكر اسم هذا المعارض التونسي، فقال أولهم (وكان يدير الجلسة وأخذ كلمة مطولة غير مبرمجة ) ما معناه: إن تونس بلد مسلم والدين فيه قائم على أحسن الوجوه، والرئيس زين العابدين بن علي هو أول من يرعى الدين ويشجع عليه، ولا تسمعوا أيها الناس لإرجاف المرجفين، ولأقوال المتسترين بالدين لتحقيق أغراض سياسية دنيئة، واسترسل في كلام طويل من هذا القبيل.   ثم قال الثاني ما معناه: إن تونس هي بلاد جامع الزيتونة العريق، فكيف لا تكون بلادا متدينة، وكيف لا يكون النظام الحاكم فيها محافظا على الدين ومشجعا عليه، إن الدين الصحيح هو الذي ينبغي أن يؤخذ من جامع الزيتونة لا من غيره ممن يدعون التدين وهم في الحقيقة متسترون بالدين. وقد علت قاعة المؤتمر حالة من الاستغراب، إذ موضوع الندوة وموضوع الجلسة لا علاقة له بهذا الذي يُقال، وقد ذكرت أسماء كثيرة لمعارضين من بلاد أخرى فلم يعلق عليها أحد من الحاضرين، وكثرت حينئذ الوشوشات الثنائية بين الجالسين، والتقطت منها ما قاله رجل كان جالسا عن يساري لصاحبة: » هل هذا هو موضوع هذه الجلسة؟ كاد المريب أن يقول خذوني ».   ولما جاء دور الأسئلة والتعليقات على المحاضرات، قام أحد المعلقين وقال: الذين يتكلمون على تونس والتدين فيها، نحن نسمع أن الحجاب فيها ممنوع، وأن المرأة المتحجبة تطرد من المدارس والجامعات وأماكن العمل، فكيف يتوافق هذا مع ما قيل؟ وهنا انبرى الثالث من الوفد التونسي للدفاع بما هو في ظنه الرد المفحم، فقال ما معناه: إن ما قلته غير صحيح مطلقا، والرئيس زين العابدين بن علي يشجع على الحياء والحشمة ويخطب بذلك مرات ومرات، وما هو ممنوع إنما هو الزي الطائفي المستورد من الخارج، وأما إذا كان زي المرأة وطنيا فإنه ليس بممنوع، وإنما هي أكاذيب ومكائد لتشويه سمعة تونس لا غير.   وعند هذا الحد تزايدت الهمهمات والوشوشات والغمزات بين الحاضرين ( وكان عددهم بالمئات من وجوه العلماء والمثقفين )، وكأنما المدافع لاحظ ذلك واستنتج بأن كلامه لم يقنع أحدا، فاستلّ من إبطه حاسوبه النقال وفتحه قائلا: والدليل القاطع على ما قلت لكم هو هذا الخطاب للرئيس زين العابدين بن علي يدعو فيه إلى الحشمة وحسن الأخلاق، وفتح الحاسوب على خطبة مسجلة للرئيس، ولكنها لم تكن مسموعة بالقدر الكافي، فطلب اليميكروفون ليقربه حتى يكون مسموعا، فتصايح الناس في القاعة: لا … لا نريد أن نسمع، والوقت عندنا محدود. وحينئذ سمعت رجلا أمامي يهمس لصاحبه قائلا: » ما لهؤلاء يحشرون اسم رئيسهم بمناسبة وبدون مناسبة، وقد يوردون اسمه أحيانا في مورد غير لائق به، مثل هذا المورد الذي رُفض فيه سماع خطابه، ونحن طيلة ثلاثة أيام لم نسمع في هذه القاعة اسم أيّ رئيس من رؤساء العالم سوى اسم رئيس تونس الذي سمعناه اليوم مرات كثيرة؟ ».   وقد وجدت نفسي حينئذ في ذلك الضيق الثلاثي الأبعاد الذي أشرت إليه آنفا، وخاصة عندما تهافت عليّ الناس بعد هذه الكلمات يسألونني عن القصة، ويستغربون الأمر، وفكرت في المخرج فلم أجده سوى أنني وقد كانت محاضرتي بعد ذلك مباشرة أصلحت ما كان مدير الجلسة كتبه في تقديمه من أنني من فرنسا ليعلن أنني من تونس، ثم اجتهدت قدر طاقتي في أن أقدم عرضا لمحاضرتي يشرف اسم تونس الذي أنتمي إليه، وكان من حظي أن المشاركين معي في الجلسة كانت عروضهم في قمة الجودة، فنلت معهم حين أتى دور التعليقات الاستحسان والمديح لما قُدّم، وكان لتونس بصفة ضمنية من ذلك نصيب، وقلت في نفسي: » ليس من شأني إلا أن أدافع عن تونس الحبيبة وطنا لا أنظر فيه إلى حاكم أو محكوم بإتقان ما أقدم من عمل، فيقترن اسمها في الأذهان حينما أنسب إليها بما أقدم من عمل متقن يجد الاستحسان ويحظى بالقبول، ويثمر الفائدة، أما ما عدا ذلك مما كنت أسمع وأمثاله فلعله يسيء إلى بلدي أكثر مما يحسن إليه ».   إن الدول تنفق المبالغ المالية الطائلة في سبيل تجميل صورتها لدى الآخرين، وتحسين سمعتها عندهم، ولا أظنّ إلا أن تونس تفعل مثل ذلك، وما ألحقه منشور 108 من ضرر بالغ بسمعة تونس في الخارج لا أظن أنّ مالا يمحوه، أو أنّ دفاعا مثل الذي سمعته في هذا المؤتمر الأخير يزيل آثاره. ألا هل أدلكم من منطلق المواطنة المخلصة، والتجربة الثرية في العلاقة بالبلاد الإسلامية على وجه الخصوص على طريقة ناجعة في تحسين سمعة تونس في تلك البلاد لا تكلف مالا، ألا إنها إلغاء هذا المنشور الفاضح بدون رجعة، وإلغاء ما ترتب عليه من آثار سيئة، وللعاقل أن يتساءل وأن يبحث بإخلاص وجدّ عن الجواب: ماذا كسبت تونس من هذا المنشور السيء غير التوتر والاضطراب في الداخل، وسوء السمعة عند الكثير الكثير من الناس في الخارج، والحكيم الحكيم من إذا استبان له الباطل بادر إلى معالجته بالحق، ويقيني أن تونس لا تخلو من حكمة تعالج بها هذا الخلل، والله من وراء القصد.   (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 16 سبتمبر 2007)  


 

شحاذون لكنّ «صحفاء»!!!

[جعلنا جمع صحفي على هذه الحالة (على وزن نبلاء) حفاظًا على بهاء اللغة وجماليّة الاستعارة، فالصحفي المطحون على طول اليوم ومدار الساعة قادر على تحمّل هذا التعسّف اللغوي البسيط].   بقلم: نصر الدّين بن حديد   رافق كاتب هذه الأسطر زميلا صحفيّ عند خطبته لفتاة من بنات الأسرة الموسرة، ممّن يملكون منازل كمثل العمارات وسيّارات نحسبها حافلات. جاء الاستقبال رائعًا ونعمنا بما لذّ من الأطعمة وما طاب من العصائر، وكان أهل الفتاة يتباهون بصهرهم الجديد ويردّدون عند تقديمه :«صحفي»، بل يبالغون في تردادها… تلونا الفاتحة وغادرنا المكان…   بمجرّد الشروع في «مفاوضات الوضع النهائي» [أيّ كلّ ما يخصّ الأثاث وغيرها من التجهيزات المنزليّ وحفل الزفاف] تعرّض زميلنا للطرد وكاد ينال من الإهانة والضرب ما لا يسرّه، عندما عبّر لأصهاره عن مرتّبه وقد كان هؤلاء يحسبون الصحفي من أصحاب الملايين بل من النافذين ومن يستشيرهم أهل السياسة والعقد والربط في كلّ صغيرة وكبيرة…   دون الرجوع إلى سبر آراء العامّة أو الغوص في مجاهل هذا المجتمع، يمكن الجزم أنّ الغالبيّة العظمى من الناس تعتبر أنّ مهنة الصحافة تدرّ مالا وفيرًا يمكّن من حياة رغدة ويسر غير متاح أمام أعداد كبيرة من كبار الموظفين…   المتطلّع إلى الواقع الصحفي في تونس، أو بالأحرى واقع الصحفيين المادّي يجزم دون الحاجة لأيّ قسم أنّ التردّي هو سمة المشهد، وأنّ الحالة تتراجع من سنة إلى أخرى. هذا التردّي وهذا التراجع وهذا التقهقر مسّ العاملين في جميع المؤسّسات وجميع وسائل الإعلاميّة، فمن كان فوق الصفر نزل دونه، ومن كان دون الصفر غطس في غياهب الجحيم… هذا التوصيف لا يحمل مبالغة ولا يحيل على أيّ استعارة، بل هو عين الحقيقة، إن لم يكن ذاتها… المصيبة التي تتجاوز هذا الواقع في جانبه الإنساني أوّلا والقانوني ثانيًا، تكمن في رفض المؤسّسات الإعلامية في أعداد متزايدة تطبيق القوانين أو النظر إلى الصحفيين في صورة الشريك في صنع الصورة الإعلاميّة الذي يستحقّ الحصول على ما يحفظ كرامته، وتصير المصيبة جللا حين نرى ونشهد بأمّ العين ودون الحاجة إلى الغوص في حسابات هذه المؤسّسات أن أصحابها يراكمون الملايين ويتسابقون في تحصيل المليارات…   السيّد/الزميل صالح الحاجة أشبعنا عندما كان يعمل أجيرًا في دار الصباح أنّ النضال لا ينفصم عن المرتّب الجيّد واللباس اللائق وغيرها من متطلبّات الحياة الكريمة، ليصير راهنًا منظّرًا للنضال و«نبذ حبّ الذات» من أجل المهمّة الصحفيّة… السيّد صالح الحاجة تحوّل من أجير إلى صاحب مؤسّسة إعلاميّة ناجحة [تجاريّا] وعليه نسأله هل هذا «النضال» ينسحب على شخصه المحترم وعلى نجله الفاضل أمّ أنّه ناضل ما يكفي سابقًا، ليناضل أجراؤه راهنًا… على السيّد صالح الحاجة أن يطبّق القانون، الذي نعلم مدى ما يكنّ له من احترام حين يصرّ بين افتتاحيّة وأخرى على «دولة القانون والمؤسّسات » مستشهدًا عند كلّ سطر بخطابات رئيس الدولة.   على السيّدة سعيدة العامري أن تفتح أبواب الترقيات وتنظر إلى المطالب التي جاءت من خلال عريضة «التنظيم السرّي» على أنّها من أبسط الحقوق الإنسانيّة والصحفيّة، وألاّ يكون أحد العاملين في مؤسّستها العريقة مجبرًا على بيع أثاثه من أجل تأمين أبجديات الحياة الكريمة…   السيّد عبد اللطيف بن هديّة مؤسّس مجلّة «الخبير» ورئيس تحريرها، التي تحوّلت بمنّة رئاسيّة إلى يوميّة ستصدر قريبًا، ممّن لا يفوّتون صلاة ولا لقاء مهما كان في التجمّع الدستوري الديمقراطي، سواء تعلّق الأمر بالأصول أو السنن على أن يقضي النوافل في حرم البنك المركزي. هذا الرجل مصاب ـ والعياذ بالله ـ بحالة إدمان خطيرة، وربّما ـ والعهد على من قال ـ ميئوس منها… قد يتعجّب القراء من هذه التهمة لأقول وأؤكّد وأصرّ وأقسم وأغلظ في القسم أنّ الرجل أدمن استهلاك الصحفيين من أصحاب عقود CIVP، حيث يتناولهم كما يتناول الأطباق الشهيّة ليرمي بهم ويطالب الدولة ـ كمثل نار جهنّم ـ هل من مزيد، دون أن يفكّر لحظة واحدة بمعالجة نفسه من هذا الإدمان الخطير… السيّد عبد اللّطيف بن هديّة رجل «شاطر» بكلّ معنى الكلمة وقد نطالب صديقه/غريمه الأبدي السيّد الهادي المشري رئيس جمعيّة أرباب الصحف بالتنازل له عن هذا المنصب، حين سيحوّل السيّد بن هديّة الجمعيّة إلى مدرسة عالميّة تلقّن أرباب المؤسّسات الصحفيّة في العالم أبجديات انجاز مطبوعة صحفيّة «بلاش» أو يكاد، حين لم تتجاوز التكلفة التحرريّة لشهريّة «الخبير» خمس مائة دينار وألف دينار لا غير [كما يكتبون على الصكوك]… رقم قياسي عالمي يحتاج إلى جائزة جمعيّة الصحفيّة!!!!   يمكن أن نضيف حكاية الصحفي المتعاون مع مؤسّسة التلفزة غير المتمّتع بأيّ تغطية الاجتماعيّة، ممّا يدفعه إلى انتحال وثائق شقيقه عند مراجعة المستشفيات. يمكن أن نضيف زميلة لا يزيد مرتّبها [إن كان بالإمكان أن ندعوه كذلك] عن ثمانين دينار لا غير!!!   من أراد ورغب أن يتيقّن من حجم المصيبة ومدى الكارثة، عليه فقط مطالعة الصحف، ليلاحظ ارتفاع عدد مقالات الاشهار المقنّع، في تضارب كامل مع أبجديات العمل الصحفي وقواعد هذه المهنة، ولم يمسّ هذا الدّاء المبتدئين والمعوزين من الدرجة السفلى، بل «كبار الصحفيين»، ويمكن أن نسوق على سبيل المثال مقال من بضعة أسطر ساقه «رئيس تحرير» سابق ومهره بإسمه وقال من خلاله ما لم يقل مالك في الخمرة… ربّما يعدو الأمر أن يكون سوى مجرّد إعجاب، لكن الانفجار الحاصل في عدد هذه المقالات التي تباينت بين مدح الفنّانين وترويج للمشعوذين… الأمر يدعو إلى السؤال عن «المقابل»… والله أعلم والأمثلة أكثر من أن نحصيها…   عند هذا الحدّ نعلم أنّ القلوب قد أدمت والعيون قد أدمعت ونطالب القراء بالتنهّد وتناول كأس من الماء [مع مراعاة فارق التوقيت على اعتبار أننّا في شهر رمضان المعظّم] لنكتفي بهذا القدر من «الحقائق الرائعة»، ولنسأل عن الحلّ؟؟؟   لا أحد يستطيع ـ من أرباب الصحف ـ إدّعاء الفقر وقلّة اليد، بل ليس مقبول أن يهدّد الواحد منهم بين الفينة والأخرى بإغلاق المؤسسة، كأنّها تحوّلت ـ كما يحلو للسيّد محمّد المازري بن يوسف ـ إلى «تكيّة» تصرف الأجور لصحفيين عاجزين أو مصابين بحالة إعاقة دائمة. يمكن أن نطالب الدولة بتمكين من يرغب في إغلاق من ممارسة هذا الحقّ، بل عليها فقط أن تمنح ترخيصًا مقابل كلّ إغلاق، حين نعلم حجم الطلبات…   نقترح بمناسبة الاحتفال بالذكرى العشرين للتحوّل أن يجتمع أرباب الصحف جميعًا بغية التفكير في هديّة إلى سيادة رئيس الجمهوريّة تليق بشخصه وتليق بالمناسبة، وحين علّمتنا كتب الأوّلين أنّ الهديّة لا تُردّ إلاّ بأفضل منها وحين لا يجوز ـ كما جاء في كتب الأوّلين ـ من باب احترام السلطان [أي السلطة السياسيّة بالمفهوم الراهن] البحث عن هديّة أفضل من هديّة السلطان، فقد وجب أن تكون الهديّة تمثّلا كاملا وتطبيقًا حرفيّا لخطابات رئيس الجمهوريّة وتوجيهاته التي يتبارون في الإعلاء من شأنها، خصوصًا منها التي تعلّقت بمجال الإعلام، حين وجب عليهم الكفّ أوّلا عن أكل «غلّة» بل غلال الوكالة التونسيّة للاتّصال الخارجي وسبّ ملّة الصحفيين واحتقارهم. على أرباب الصحف تسوية الوضعيات، ومن يدّعي ضيق اليد وقلّة المال أو الفقر والفاقة والحاجة، نقترح أن يقوم السيّد وزير الاتّصال بتشكيل لجنة من الخبراء في مجال المحاسبة وأهل الدراية في أمور التدقيق المالي، ليعلم الخاصّ والعام أين ذهبت ملايين وكالة الاتّصال الخارجي، خاصّة وأنّ أصحاب الألسن الخبيثة يقولون ـ والله ساتر من النميمة والحسد ـ أنّها صارت إلى الشقق الفخمة والقصور العالية والنزل الراقية وغير ذلك من ضيعة أو مصنع وتبديل رخام فيلا بعد أن أعربت «العروس» عن عدم إعجابها بالرخام الأوّل… هذه اللجنة تقوم بمساعدة من يدّعون الفقر على تجاوز محنهم وتعديل حساباتهم، حين نعلم أنّ أغلب من يملكون الصحف هم من حديثي العهد بالمال والثراء، وقد يصيبهم «دوار المال»… حين يصيب من تحوّلوا فجأة من فقر وعسر إلى جاه ويسر….   على الصحفيين الاجتماع عند كلمة سواء والمطالبة بصوت واحد، بتسوية الوضعيات خارج منطق التسويف والمماطلة. وعلى الصحفيين المطالبة بحقوقهم ليس عبر الثورة أو الجهاد أو الانقلاب أو حتّى ديكتاتوريّة الصحفيين أو ما قد يفهم على أنّه سعي لمخاصمة السلطة أو ليّ ذراعها [أو أذرعها]، بل من خلال احترام الدولة ورموزها والعمل من خلال القانون وضمنه وفي تلاق مع دستور البلاد وخطاب الدولة المصرّ على حقوق الإنسان عامّة وحقوق الصحفيين خاصّة… قد يقول البعض أنّ «صندوق التآزر» جاء لتحسين أحوال الصحفيين، فالقول أنّ المصيبة تكمن في تحويل هذه الآليّة من دور الإنقاذ والاهتمام بالحالات الطارئة إلى «واجب» مساعدة «الفقراء» من الصحفيين المتزايدة أعدادهم. يمكن الجزم أنّ الفقر المتفاقم في الوسط الصحفي في تقابل مع هذا المال «الوفير» [في انتظار تحصيله] سيدفع عاجلا أو آجلا ـ سواء اليوم أو غد أو بعد سنة أو عشرات السنين ـ إلى سوء استعمال ومقايضة الموقف والموقع بالمال، وهذا التوصيف نسوقه ضمن رؤية عامة، ولا علاقة بتركيبة المكتب الحالي أو ما يحمل الفرد من رأي بخصوص أعضاء هذا المكتب.   يدعو كاتب هذه الأسطر إلى تكوين لجنة تكون مهمّتها الوحيدة القيام بعمليّة مسح للواقع الصحفي، تكون نتيجتها ترتيب الصحفيين من خلال أربع حالات: فوق المقبول، مقبول، أقلّ من المقبول، سيئ…. لنرفع الأمر إلى وزارة الاتّصال ومن فوقها مؤسّسة الرئاسة ليكون الجميع على علم بالوضع، حين لا يمكن ـ من باب الأخلاق ـ المطالبة بحقّ نعجز عن التعبير عنه…   نعود ونسأل السّادة بوبكر الصغيّر (الملاحظ)، صالح الحاجة (الصريح وأخواتها)، الطيّب الزهار (حقائق en version bi)، المنصف بن مراد (أخبار الجمهوريّة)، وغيرهم، هل أنّهم سيقدّمون هذه الهديّة إلى سيادة رئيس الجمهوريّة أم أنّ كلامهم ومديحهم كلام في كلام ومديح في مديح، وأنّ أموالهم أعزّ عليهم ـ لا قدّر الله طبعًا ـ من سيادة رئيس الجمهوريّة، حين وجب القول والتذكير أنّ هذه الأموال، هي في جانب كبير منها جاءت وقدمت، بل نزلت وتهاطلت عليهم من صناديق هذه الدولة وخزائنها…. سؤال يبحث عن حسم.   ملاحظة على غاية كبيرة من الأهميّة: نبغي من هذا التغرير، الذي نبغي أن تتبنّاه جمعيّة الصحفيين التونسيين أن يتحوّل إلى سنّة حميدة، ليكون إصداره بمناسبة السابع من نوفمبر من كلّ سنة، علّ الوسط الصحفي وأرباب هذه الصحف والمؤسّسات الإعلاميّة وخاصّة المراجع السياسيّة في البلاد تأخذ الأمور على حالها الحقيقي وتعلم ونعلم مدى التقدّم أو حجم التقهقر… لأنّنا بقدر ما قد نألم لما يرتكب بعض الصحفيين من تجاوزات من أجل لقمة الخبز، بقدر ما وجب أن نتجاوز التألمّ أو ربّما التنديد لنعمل جميعًا من أجل أن ينغمس هذا الخبز حصرًا بعرق الجبين أو بالحبر الشريف… درءا للشبهات من الأفضل استثناء أعضاء المكتب الحالي من هذه اللجنة وأيضًا من أعلنوا أو ينوون الترشّح لعضويّة المكتب القادم.

فلا عاش في تونس من خانها

 
بقلم: أبو جعفر العيوني   فلاعاش في تونس من خانها ,   ولا عاش من ليس من جندها,   نعيش ونحيا على عهدها,   حياة الكرام وموت العظام,   هذا النّشيد الوطني الذي نردّده منذ نصف قرن,ونحن قوم لانريد أن نكون في من قال فيهم الله عزّ وجلّ,لما تقولون ما لا تفعلون ,كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون,صدق الله العظيم.   أسجل شكري واكباري وخالص تحيّاتي لمنتدى الحوار خاصة,وتونس نيوز التي لم أوفّق في الإتصال بها كتابيّا,هذين المنبرين النّيرين اللذيْن لايزالان المنبر الحرّ حقّا وليس دعاية,وقد وفّرا مجالا لكلّ الآراء والأطياف والمشارب,الفكريّة والسّياسية والمذهبية وغيرها,فأكرّر شكري وخالص امتناني للمسؤولين والمشرفين,وأقول للدكتور محمد الهاشمي الحامدي الذي لام سابقا قلّة الكتابة,وليس تقاعسا ولكن افتقاد المجالات والمساحات الإعلامية الموصدة ,أمّا وقد فتحت هاته الأبواب ,ولا تزال المستقلة (؟) فلا بدّ من الرّدّ على كلّ من تسوّل له نفسه المسّ من دعائم وركائز هذا الدّين الحنيف بدون تكفير ولا غلوّ ,ولا تغوّل وأشدّ على أيدي الأخوة الأفاضل الدكتور عبد الحميد والأخوان ولد الدّار وصابر وغيرهم كثير ممّن استعملوا نفس السّلاح,الذي هو في متناول أيديهم,بنزاهة وواقعية وبراهين ,وهم يحبّون تونس حقّا ويذبّون عن حرمتها ومكانتها في العالم العربي والإسلامي ,وستبقى شامخة أبدا رغم تكاثر السكاكين والمهرّجين الذين ظنّوا أنّ تونس العبادلة وحسّان وعقبة وابن نصير, والقائمة طويلة جدّا لايسعها المجال ,ظنّوا أنّها دون حمى ولا حامية فصالوا وجالوا ,أمّا اليوم فهي حقّا في حاجة لأبنائها لمواجهة الترهيب والإقصاء, والتغريب والتهويد والتنصير والتّبصير(المستبصرون ,الأعاشي التكفيريّون)هذا الطّابور الذي لا ندري كيف نسمّيه ,يسبّون الصّحابة جهارا نهارا,وهم من أعضاء السنفونية الحزينة ,والأثافي الثلاث,علمانية , صهيونية,مستبصرون(روافض)   لا أيّها السّادة لستم تكفيرييّن ,ولكنّ غيركم يكفّرون أنفسهم بكتاباتهم المشبوهة, والتي تصبّ كلّها في واد واحد ,و خانة واحدة ,التّهجّم على الإسلام والإسلامييّن ,وعلى الصحابة والرّسول والقرآن, وكلّ ما يمتّ للإسلام والأسلاميين,فلا تهنوا ولا ترهبوا والله ناصركم,وهاته السياسات الإرهابيّة صارت مفضوحة,رمتني بدائها وانسلّت,وقرأت مقالة الدكتور الهاشمي الدّاعية لعدم التعرّض لمن جنّدت نفسها للنّيل من مقدّساتنا رسالة كلّها ذعر وهلع ,وكذلك مناشدة المزمار الآخر سميّها ,وكأنّ الهارب من الهجير يستنجد بالنّار,كلاّ لاوزر ,الى الحقّ وربّ الكعبة المفرّ.   وأختم بفقرة لمقال أخي ولد الدّار, وهي أحسن ما يعبّر عن كلّ تونسيّ شريف وهي توجد شرذمة ولا أقول نخبة طفيلية تعيش على الإنتهازية جمعت بين اللؤم والخداع والجبن تطعن في قيم الامـّة وتلغ في ثوابتها بسادية مجنونة قوامها الحقد والغل والدسائس .حتى اذا لُوّح لها بأخطائها هرعت الى بعبع التكفير تحتمي به يدفعها جبنها وقلة مرؤءتها. وإستنسخت من كل المذاهب شرّها واعتنقته تعيش وتموت في مستنقع الترصّد والغدر والتردد.. يخنق الجبن قناعاتها فتضمرها للمناورات والدسائس.لا يصدحون بافكارهم الا في غرف مظلمة وفيما بينهم وإذا خرجوا الى الناس تلوّنوا وزايدوا على النمرود وسجاح…(ومسيلمة والأسود العنسي ,هذه اضافة منّي وأعتذر سلفا لإبن الدّار وفّقه الله), حتى أذا رُوجعوا علا عويلهم واستصرخوا الداخل والخارج وارتموا مغميا عليهم كما يغمى على الذئب حين يقارب القطيع..   نسأل الله البرّ والتّقوى ومن العمل ما يرضى. ربّنا آتنا في الدّنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النّار   (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 16 سبتمبر 2007)

 

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين

تونس في 2007/09/15

الرسالة رقم 295 على موقع تونس نيوز

 

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا

 

رسالة مفتوحة للتاريخ إلى سيادة الرئيس زين العابدين بن علي

رئيس الجمهورية التونسية رقم 18

 

يسعدني كمناضل دستوري ووطني غيور ومؤمن بالله وكتابه ورسوله ودين الحق الدين الإسلامي الحنيف أن أرفع إلى سيادة رئيس الجمهورية بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم لسنة 2007 أسمى اَيات التهاني وأصدق التمنيات والتباريك وأعمق معاني الإكبار والإحترام واخلص الأماني القلبية بمناسبة حلول شهر الصيام والقيام وتلاوة القراَن وبهذه المناسبة السيعدية أشكركم من الأعماق على قراركم الحكيم الرائد والتاريخي بإحداث وبعث إذاعة الزيتونة للقراَن الكريم وتزامن قراركم بمناسبة حلول شهر القراَن ووقع تنفيذه في الحين وهذا العمل الجليل يكتب لكم في ميزان الحسنات عند ربّ العالمين يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم » صدق الله العظيم.

 

سيادة الرئيس،

اسمحوا لي بهذه المناسبة أن أذكر سيادتكم ومقامكم السامي بأني وجهت إلى سامي مقامكم منذ يوم 2005/12/26 إلى اليوم 2007/09/15   18 رسالة مفتوحة للتاريخ مشروعة ومقترحات عملية جريئة وتصورات هادفة وأفكار مدعومة بالحجة والدليل وخلجات صادرة من الأعماق تعبّر عن خلجات شعبنا وهموم شبابنا وتطلعات مناضلينا وأمنيات أبنائينا وحيرة أبائنا وكبار الحومة من الأوفياء النزهاء وجّهت لكم يا سيادة الرئيس هذا الكم الهائل من الرسائل الشجاعة الجريئة التي لا يكتبها ولا يحررها ولا يوجهها إلا مناضلا صامدا ووطني غيور و مؤمن بالله متمسكا بكتابه العزيز ومحبا لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وصاحب عزة وأنفة لا يعطي لمظاهر الحياة الزائلة أي معنى لأنها لا تسوى عند الله جناح بعوضة.

 

سيادة الرئيس،

إن ما جاء في الرسائل المشار إليها في ظرف سنين لو تحقق 50% منها أقسم بالله العلي العظيم تكتب في ميزاتكم ويذكرها التاريخ بأحرف ذهبية لأنا لا يقدر أحد من أصحاب المادة والطموح الزائل لتغطية أساليب الإنتهازية والتجاوزات الواضحة في النهار لا يقدر أحد من هؤلاء أن يكتب لسيادتكم بالشجاعة المطلوبة والأسلوب الصادق النظيف وبالجرأة المعهودة إلا الرجل المؤمن بالله بمفهوم عمق الإيمان والعقيدة الطاهرة والوطنية الخالصة المتأججة في القلوب والعقول والوفاء الدائم والتأثر بسيرة العملاقة في التاريخ والزاهدين في الدنيا والمصلحين الذين خلّد التاريخ ذكراهم. هو الوحيد الذي يقول لكم الحقيقة كما هي.

 

سيادة الرئيس،

يسعدني أن أذكركم باَخر رسالة وجهتها لسيادتكم يوم 2007/08/20 والتي تعبّر عن مشاغل وهموم الشعب وعن مطلب شرعي للمصالحة الوطنية والتسامح والصفح وطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة بيضاء . وأشرت في هذه الرسالة بأن أكبر هاجس عند السواد الأعظم من الشعب التونسي هو هاجس الجدية والواقعية والحقيقة والصدق والنزاهة ومن أهم هذه العناوين الصدق في إبلاغ الرسائل المفتوحة إلى سيادتكم لأن الهاجس السائد الاَن أن رسائلنا أصبحت محجوزة ولم ترى النور إطلاقا وقد يقول قائلا لماذا هذا التجني لعل الرسائل وصلت إلى سيادتكم جوابي قطعا لا وألف لا وألف كلا لأننا جربناكم يا سيادة الرئيس منذ عام 1992  إلى سنة 2000 وقد وجدنا ولمسنا صدى وتناغم واهتمام برسائلنا لماذا اليوم تغيرت الأحوال…وقد حرصت في كل الرسائل ذكر هذا الهاجس المخيف لأن اخفاء الرسائل موضوع خطير وله أبعاد وانعكاسات وعندما شعرت بخطورة الامر بادرت بإرسال كل الرسائل في شكل كتاب يتضمن كل المقالات والخواطر والرسائل المشار إليها وقلت عسى أن تظفرو بالإطلاع على الكتاب النسخة الاولى والنسخة الثانية التي وجهتها عن طريق البريد مضمون الوصول ولنا الثقة في بريدنا الوطني..وفي هذا المجال اطلعت على فحوى رسالة بعثها مناضل وطني من حمام الأنف الأخ أحمد بوسلامة يذكر فيها لصحيفة يومية بأن الشعارات التي تكتب مبالغ فيها وأنه بعث لكم كمّ من الرسائل لم يقع الإجابة عنها أو على الأقل واحدة منها ولا أريد ذكر رقم الرسائل الذي ذكرها صاحب الرسالة والذي جلب اهتمامي جملة قالها الأخ المذكور لصاحب الجريدة إذا كان كلامي غير صحيح أنشره في الصحيفة وإذا كانت الكلمة الحرة مصانة ومحترمة انشر رسالتي هذه حقا جملة بليغة تعبّر عن واقع مرّ معاش أغلبية الناس يقولون الردود عن رسائلنا أصبح مفقود وغير وارد وهو أمر محيّر وبوسلامة عل حق.

 

سيادة الرئيس،

إن المواطنين لو شعروا وأحسوا بعناية واهتمام  برسائلهم ومحاولتهم واتصالاتهم وانتظارهم الطويل للرد عن رسائلهم أو الإصغاء إليهم بصفة مباشرة من طرف المسؤولين على مختلف الأصعدة ما حصل الكمّ الهائل من الرسائل الواردة على رئاسة الجمهورية لأن الناس ملّوا الإنتظار والوعود والسراب وقد قلت في أكثر من رسالة أن سيادتكم ليس شمن تظيء على المشرق والمغرب كما يقولون وقلت من المفروض هناك عدد من المسؤولين حولكم وفي كل مكان ولكن ناديته حيا ولكن لا حياة لمن تنادي وهذا هو هاجس الخوف.

 

يا سيادة الرئيس،

إني أعي ما أقول وأتحمل المسؤولية وأشعر بالحيرة والإحباط لماذا هذا الصمت الرهيب وعدم الردّ على الرسائل المفتوحة وأحيانا رسائل هامة ومفيدة وتحتوي على عدّة مواضيع هامة تستحق العناية والرعاية ولا تعبّر على مشاغل خاصة ومطالب شخصية و من حق المناضل الوطني إعلام رئيس الدولة و من واجب المواطن مراسلة سياداكم وقد لمسنا عناية رئاسية في الأعوام السابقة وحسب تجربتي التي ذكرتها في الرسائل المشار إليها خاصة رسالة ماي 2007.

 

سيادة الرئيس،

اليوم عدة رسائل في مجال الشغل والحقوق التي ضمنها دستور البلاد توجّه إلى المسؤولين والسادة الوزراء ولم يقع الرد عنها والاهتمام بها خاصة في وزارة التربية والتكوين ووزارة التشغيل لا عناية ولا ردّ ولا إجابة وفي عدة وزارات أخرى لا ردّ ولا عناية على مشاغل المواطنين أما الصحف فحدّث ولا حرج أي موضوع صريح يعبّر عن مشاغل الحقيقة والمعانات لا ينشر مهما كانت عبقرية صاحب المقال وتاريخه ومواقفه ولا إجابة ولا عناية من طرف وسائل الإعلام وقد وجدنا في اخونا الدكتور محمد الهاشمي الحامدي مدير قناة المستقلة ابن تونس الوطني الغيور ووجدنا في شخصه الكريم عناية كريمة ولفتة إعلامية ممتازة فهو الوحيد الذي اطلع على مقالات تونسية بأقلام وطنية تونسية تنشر على موقع تونس نيوز فأخذ الدكتور محمد الهاشمي الحامدي بعض من هذه الرسائل وخصص لها حصة في قناة  المستقلة وقرأها بصوته وحللها : منها الرسالة التي أشرت إليها رقم 17 المؤرخة يوم 20 أوت 2007 والتي ذكرت مقتطفات منها والهدف السامي للدكتور الحامدي هو إشعار سيادتكم بأهمية بعض الرسائل وأعتقد أنها خدمة لبلادنا ونظمنا ووطننا لمن يحب تونس ويحب العيش فيها ويريد لها الإشعاع هذا هو قصد الدكتور محمد الهاشمي الحامدي من قراءة بعض الرسائل مشكورا على هذا المجهود وأني على يقين من أن كل مناضل وطني غيور له الحق في مراسلة سيادتكم وإعلامكم بما يخالج الشعب وان موضوع التشغيل هاجس وطني لا بد من العناية به ومتابعة كل كبيرة وصغيرة وشاردة وواردة فيه وختاما نتمنى مزيد المصداقية والنزاهة لأن هناك وعود لم تتحقق وهذا امر يحبط العزائم ولا يتماشي مع روح المسؤولية وقد أشرت في رسالة يوم 2007/09/12 بعنوان الكرامة لهذا الموضوع والرسالة منشورة على موقع الانترنات تونس نيوز يوم 2007/09/12 رقم 294 والرجوع إليها مفيد.

 

مسك الختام أتمنى لسيادتكم موفور الصحة والعافية لمزيد متابعة هموم الناس وطموحات الشباب في الحصول على الشغل وتحسين مرافق العيش ودور الإعلام المطلوب والله ولي التوفيق.

قال الله تعالى : » ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولائك هم المفلحون » صدق الله العظيم

 

محمد العروسي الهاني


النّخب التونسية… دعوة للمراجعة

 
كتبه ولد الدار   في خضم التجاذب الحاصل هذه الايام وتطوره إلى لوائح مساندة ، وهيمنة مصطلحات التّكفير والتّرهيب والتّخوين خلال هذا الحراك الذي عكـّرته الحساسيات المفرطة…حيث أفرطت في توجيه ثم توظيف كتابات الآخر وبالتالي الزّج بها في خانة الإحتمالات السّيئة بل الأسوء …كان يجب التنبيه لإستنتاجات خاطئة يغمرها الضباب ، ويكتنفها البرود ، واهية لا سند لها.   وقبل هذا وذاك لابد من مقدمة صغيرة تتمثل في الاتي:   * ليس لفرد أو جماعة أن تحاكم احدا أنطلاقا من معتقداته وإن حدث هذا في بعض الاقطار فتونس في « منأى » عنه… * يتمتع الغير مسلم في تونس أو « المتخلـّي » بكامل الحرية وهو محمي بالقانون الغير معلن.. وقد وصل الكثير منهم الى مناصب عليا في الدولة مثل الوزارات والوظائف السامية. * تفتح لهاؤلاء المنابر الإعلامية الرسمية على مصراعيها وتقفل في وجه غيرهم ممن يحتمل أن تحمل كتاباتهم أوإسهاماتهم ذرات من النفس الإسلامي وإن كانت هواجس ليس لليقين اليها من سبيل…   بناء على هذا واذا تبنينا التفسير الإيجابي لما يصدر عن الأخر واذا اتخذنا حسن النية مذهبنا ولابد لنا من ذلك نقول بأن التبرّم والتـّشكي من التكفير بصفة عامة وضمن مناخ الثقة هي ظاهرة صحية خاصة إذا اسقطناها على اللوائح الاخيرة المنددة بالتكفير »المزعوم » والمتضامنة مع المُكفـَّر  » المزعوم » والتي أصدرها من تونس بعض الحاملين للنوايا الطيبة التي غلب عليها التوجس الغير مبررإلاّ من جهل بطبيعة السجالات الفكرية تشفع لهم حداثتهم في هذا الميدان.   ودائما ضمن إطار النية الطيبة فالإخوة الذين وقّعوا على هذه اللوائح يتوسّم فيهم الخير… لأنه لا ينزعج الإنسان العاقل من شئ الا إذا كرهه واستنكف أن يوصف به وهاله ذالك.ولمّا حصل هذا فاليقين الثابت أن هؤلاء الإخوة الافاضل لما استيقنوا أن الشرف كل الشرف في اللإنتماء الى هذا الدين الخالد هالهم ان يشكك أحد في الإنتماء اليه وربما من فرط حبهم لهذا الدين مع احتكامهم على خلفية فقهية لينة أخطؤوا في تشخيص بعض الكتابات التي تنافح عن الصحابة الكرام مثل خالد ابن الوليد وعمر الفاروق ورد الشبهات عن هذا الدين… وأخرجوها بنوايا طيبة من السجال الفكري وألبسوها لبس التكفير وهي لا تمت له بصلة لا من قريب ولا من بعيد .!!   والاكيد أيضا أن هذا الفهم المبتور والمحكوم بالهواجس جاء نتيجة الحضر المضروب عن الفكر الإسلامي حيث تعدّ السلطات التونسية الخوض فيه من باب المحرّمات التي تنجرّ عنها تبعات قانونية تمرّ بصاحبها عبر حاكم التحقيق لتنتهي به الى سراديب السجون السيئة الذكر.   والان وقد كسّرت المنابر الاعلامية الحرّة عبر الفضائيات والنت هذا الحَجر الطويل الذي حجرت بموجبه السلطات في تونس على الفكر الحرّ النـّزيه والجاد ّ، لابدّ أن تحدث هنا وهناك هزّات حتى تستقيم قاطرة الحوار المنطلقة لتوّها من حجز طويل ومذلّ .   وحتى نطيـّب الخواطر ونقرّب الاراء نقول لإخواننا الذين إستُهدِفوا في هذه الحملة ومن ضمنهم الدكتور محمد الهاشمي الحامدي والاستاذ عبد الحميد العداسي والسيد صابر التونسي …عليكم بالصبر على إخوانكم وإذا ما تذكرتم بداياتكم في حقل الدعوة والفكر ستقفون على أنكم كنتم مندفعين،و يتسم طلبكم بالحرارة المفرطة أحيانا… عندها ستلتمسون أعذارا لإخوانكم اذا اساؤوا فهم كتاباتكم إنطلاقا من رغبتهم في التمسك بهذا الدين والعض عليه بالنواجذ…!!!   والحوار ضمن مناخ الثقة وحده الكفيل باذابة الجليد وردم الهوه وتقريب وجهات النظر وهو الذي يخلص بنا الى التنوع المحمود وعدم الإقصاء وإحترام الثوابت والتمرس على ادب التفاعل البيني . إذ أن جل النخب في تونس تستطيع التفاعل في ما بينها وتدخل سجالات قوية وتخرج منها سالمة… وأقول جلـّها لا كلـّها .لأنه كما توجد في الساحة نخب بقواعد شجاعة تعبر عن قناعاتها بكل ووضوح وكل شفافية ولا تستنكف أن تـُبرز بعدها الاسلامي ودفعت في طريق الدعوة والإصلاح الكثير وهي مستعدة ان تدفع أكثر. يوجد أيضا نخب عبّرت بكل شجاعة عن قناعاتها وأعطت رأيها في هذا الدين بدون تقية ولا إزدواجية وتحملت في ذلك مسؤلياتها كاملة… وعبـّر عن ذلك اليسار خاصة في الجامعات التونسية منذ ستينات القرن الماضي والذي تبنى أغلبه مقولة الدين أفيون الشعوب ولم يحاسبهم احد على معتقداتهم ودينهم إنما حوكموا وسجنوا على مواقفهم السياسية …   الى جانب هذا وذاك توجد شرذمة ولا أقول نخبة طفيلية تعيش على الإنتهازية جمعت بين اللؤم والخداع والجبن تطعن في قيم الامـّة وتلغ في ثوابتها بسادية مجنونة قوامها الحقد والغل والدسائس .حتى اذا لُوّح لها بأخطائها هرعت الى بعبع التكفير تحتمي به يدفعها جبنها وقلة مرؤءتها.وإستنسخت من كل المذاهب شرّها واعتنقته تعيش وتموت في مستنقع الترصّد والغدر والتردد.. يخنق الجبن قناعاتها فتضمرها للمناورات والدسائس.لا يصدحون بافكارهم الا في غرف مظلمة وفيما بينهم وإذا خرجوا الى الناس تلوّنوا وزايدوا على النمرود …وسجاح…حتى أذا رُوجعوا علا عويلهم واستصرخوا الداخل والخارج وارتموا مغميا عليهم كما يغمى على الذئب حين يقارب القطيع..   ليواصل الأخوة حوارهم بعيدا عن هذه الفئة الممجوجة المكبلة بالهوس.. بعيداعن النوايا السيئة..بعيدا عن التحامل..بعيدا عن الاحكام المسبقة ..والمهم والأهم بعيدا عن الإنتهازية.. وحتى نتجنب الشبهات بعيد أيضا عن منهج كليلة ودمنة.   ولتكن أفكارا واضحة مباشرة خالية من التلاعب رصيدها الوضوح ومنهجها الإتزان وتاجها الشجاعة التي من شأنها أن تزود صاحبها بجرعة هائلة من القوة تسمح له بالتفريق بين رياض الفكر ومنادب العويل والصراخ.   ولتكن الأيادي كلها فوق الطاولة مكانها الطبيعي بين الورقة والحبر والقلم فالكتابة تحت الطاولة عادة ما تخرج مشوهة… تــُقرأ بشكل عكسي وليتحمل كلّ مسؤولية كتاباته ولا يكون عالة يكتب ويتمترس خلف الحروف والكلمات، والذي لا يريد أن يتحمل مسؤولية أفكاره وكلماته ويناضل من أجلها عليه أن يتنحى هناك! مع المشاهدين فرب مشاهد خير من ألف شاهد زور وبهتان …   (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 16 سبتمبر 2007)


ما فقدناه بتصفية اليوسفية

عدنان المنصر أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة سوسة  تقديم كتاب:  « اليوسفيون وتحرر المغرب العربي »، تأليف عميرة علية الصغير، المغاربية للطباعة والإشهار، تونس 2007، 300 صفحة.
 
مقال صادر بصحيفة الموقف بتاريخ 15 سبتمبر 2007، العدد 418.    صدر للباحث عميرة علية الصغير كتاب جديد خصصه لتتبع تاريخ الحركة اليوسفية بتونس ومساهماتها في مسيرة تحرر المغرب العربي. ولمن لا يعرف الكاتب فهو مؤرخ جامعي وأستاذ محاضر بالمعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنية بتونس وقد صدرت له دراسات عديدة حول مسائل متعددة من التاريخ المعاصر لتونس وبصفة خاصة حول موضوع المقاومة المسلحة والحركة اليوسفية. بعض فصول هذا الكتاب منشورة كما أشار إلى ذلك المؤلف في مجلات تاريخية وندوات علمية نظمت خارج تونس، ولعل نشرها اليوم يتيح لجمهور أوسع من المتتبعين مطالعة أبحاث شديدة الالتصاق بإشكالات تهمنا كتونسيين بشكل مباشر. خصص المؤلف الفصل الأول من كتابه لدراسة الظاهرة اليوسفية، وهو فصل لم ينشر سابقا. وقد جعل المؤرخ من هذا الفصل الذي استحوذ على ثلث الكتاب تقريبا، مدخلا لبقية فصول الكتاب التي جاءت متراوحة بين دراسة بعض المسارات الفردية لمناضلين في التيار اليوسفي وبين دراسات أخرى يمكن القول أن الرابط بينها هو الرغبة في دراسة ما أسماه عميرة علية الصغير بالتواصل النضالي بين شعوب المغرب العربي. في الفصل الأول، يبدو لنا حرص المؤرخ على إتباع منهجية صارمة مكنته في نظرنا من تقديم دراسة هي من أفضل فصول الكتاب. لم يسقط المؤرخ في التعاطف مع اليوسفية بل تناول هذه المسألة بحرفية عالية. فالقارئ وإن لاحظ أحيانا « تقريعا » للشق البورقيبي فإن ذلك لم ينتقل إلى تبرئة للجانب اليوسفي في الصراع الذي قسم البلاد نصفين وألقى بخيرة أبنائها في أتون الحرب الأهلية. يبدو المؤرخ مهتما بمسألة أخرى مختلفة تماما، حيث نراه يحاول إثبات أن اليوسفية كانت حركة معارضة وطنية، وأن عوامل عديدة دفعت الأمور في الاتجاه الدموي المعروف الذي أخذته بعد ذلك. هل حقق بورقيبة استفادة ما من هذه المعارضة في مفاوضاته مع الفرنسيين؟ لا يشك المؤلف في ذلك بتاتا بل يرى أن كثيرا من الفضل في حصول البلاد على استقلالها التام في ظرف وجيز كان بفضل التهديد الذي شكلته اليوسفية على المسار السابق حيث بدا بورقيبة في حاجة شديدة لمكاسب سياسية ملموسة تنقذ شعبيته في نظر مواطنيه، وهو ما اضطرت فرنسا إلى القبول به في نهاية الأمر. ماقيمة التأكيد على أن اليوسفية كانت حركة معارضة وطنية؟ الأمر في منتهى الأهمية من زاوية نظر تاريخية لأن ذلك يعني القطع مع ما حاولت الإيديولوجيا الرسمية باستمرار أن تنشره عن اليوسفية بوصفها « فتنة »، و »عصابات مجرمين »…إلخ. كما أن الأمر هام أيضا من منطلق وطني جامع يرى أن ما تحقق من مكاسب في نهاية العهد الاستعماري كان إنجازا مشتركا بين جميع أبناء الوطن، لا أحد يملك حق الاستئثار به لنفسه وإقصاء الآخرين منه. ماذا فقدت المسيرة الوطنية وتجربة الدولة من القمع الذي طال هذا الفصيل الوطني حتى قضى عليه؟ الكثير. فقد قضي بذلك على أكبر فصيل معارض للحكومة وللخيارات البورقيبية و لم يبق على الساحة أية زعامات أو أحزاب يمكن أن تفرض صيغة ديمقراطية ما قائمة على وجود حزبين كبيرين يتنافسان على الحكم. ولكن هل يجوز لنا أن نتساءل عن الإمكانية الحقيقية لنشأة حياة ديمقراطية بوجود زعامتين كبورقيبة وبن يوسف؟ هل كان بن يوسف أكثر ديمقراطية من بورقية؟ هل كان يقدم ضمانات أفضل من تلك التي قدمها بورقيبة للتونسيين من أجل بناء الدولة العادلة والديمقراطية المنشودة؟ لا أحد بإمكانه الجزم بهذا الخصوص ولكن هناك شيئا أكيدا: لقد فقد التونسيون القدرة على الاختيار منذ ذلك الوقت وأصبحوا تحت التصرف المطلق لطريقة واحدة في الحكم تصورها وصاغها ونفذها بورقيبة، في تجاهل كامل للمؤسسات ودون أي اعتبار لما يسمى بالإرادة الشعبية.   أما الإشكالية الثانية الأساسية في الكتاب فتتناول مسألة الكفاح المغاربي من أجل التحرر ودور اليوسفيين فيه. لا أحد يمكن أن ينكر أن اليوسفيين كانوا أكثر إيمانا والتزاما برؤية تجعل من كفاح التونسيين من أجل التحرر جزءا من كفاح أكبر في إطار المغرب العربي، وأن وحدة ذلك الكفاح إحدى ضمانات نجاحه الأكيدة. قدم اليوسفيون شهداء كثيرين على هذا الدرب، وامتزجت دماء الكثيرين منهم بدماء إخوانهم الجزائريين، في إطار هياكل مستحدثة كجيش تحرير المغرب العربي الذي أنشئ في القاهرة بحرص مباشر من جمال عد الناصر وأوكل أمر الإشراف عليه إلى القائد الميداني الشهير الطاهر لسود. والمؤلف لا يقف عند هذا الحد في استقرائه لطبيعة العمل المغاربي المشترك من أجل التحرر، بل يعود إلى دراسة الذهنية التونسية على سبيل المثال من خلال بحثين حول تفاعل التونسيين مع أحداث المغرب الأقصى وبحث آخر حول جيش التحرير الوطني الجزائري بتونس، ليخلص إلى تأكيد فكرة بدت له شديدة الوضوح، وهي أن الحس المغاربي حس أصيل لدى أجيال الوطنيين التونسيين وأنه بالرغم من ذهاب البعض أحيانا إلى اتهام اليوسفية بأنها استوردت الهم المغاربي من مصر الناصرية، فإن اليوسفيين لم يستحدثوا هذا الحس وإنما تفاعلوا معه باعتباره نتاجا طبيعيا لمسيرة تاريخية طويلة. لم يغبط المؤرخ البورقيبية حقها بهذا الخصوص عندما أكد على ما قامت به مؤسسات الدولة الوليدة من مساندة حثيثة للمقاومين الجزائريين المستقرين بتونس، (وإن كان ذلك من باب مكره أخاك لا بطل)، غير أنه أكد على طبيعة الظرف وخصوصية الحسابات التي حتمت على حكومة الاستقلال القيام بذلك. هل أدت هزيمة اليوسفيين إلى نهاية التيار المؤمن بالوحدة المغاربية في تونس؟ قد يكون ذلك أول ما يتبادر إلى الذهن غير أن ما يمكن التأكد منه أكثر هو أن البلاد فقدت إمكانية أخرى للتعامل مع هذه المسألة غير تلك التي أرسى أسسها الزعيم بورقية وطبقها بعد أن استحوذ على سلطة القرار السياسي بالبلاد. من هنا فإن انتصار بورقيبة في خاتمة الصراع كان فاتحة لتنفيذ سياسة قطرية بحتة جعلت من البناء المغاربي أمرا ثانويا وإن لم تخل الأدبيات الرسمية من تأكيد العكس. انتصرت القطرية إذا على الاتجاه الوحدوي الذي عبر عنه التيار اليوسفي، وقد لقي بورقيبة مساندة متحمسة من الفرنسيين من أجل إلحاق الهزيمة بخصمه، وهو ما تم في النهاية. من هنا نشأت فكرة أخرى كان وراءها اليوسفيون، وهي أن بورقيبة كان « عميلا للإمبريالية المتضايقة من المد القومي ». يمكن تفهم ذلك في الإطار المخصوص للصراع، ولكن أن يتواصل الإيمان بذلك في بعض الأوساط إلى حد اليوم، فأمر يدعو للرثاء حقا. قد يرد آخرون: ولكن قطرية بورقيبة حمت البلاد من الوقوع فريسة الفشل المدوي لذلك المد القومي، وسمحت بالشروع في بناء دولة حديثة على أسس أكثر عقلانية مما وقع في بلدان أخرى « أقل تبعية للإمبريالية »، وأسست لنظام سياسي مستقر إلى حد ما.   تلك بعض من الأفكار التي توحي بها مطالعة كتاب الأستاذ عميرة علية الصغير حول اليوسفيين وتحرر المغرب العربي، الذي جاء تتويجا لجهد توثيقي كبير ومحاولة لتقديم قراءة لظاهرة سياسية لا تزال تحتفظ إلى اليوم بكثير من الإثارة. لم يسقط المؤلف في هذه الإثارة بالتأكيد بل حاول القيام بعمل المؤرخ القائم على احترام المسافة بينه وبين الموضوع، ونحسب أن نجح إلى حد كبير في تقديم مرجع أساسي لمن رام دراسة هذه الظاهرة.

وقفة مع حديث من كتاب  « بدء الوحي » في صحيح البخاري

 مناسب »لشهر نزول الوحي »!!!

 
روى البخاري[1] أن عبد الله ابن مسعود أخبر ان أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل اليه[2] في ركب من قريش, وكانوا تجارا بالشام في المدة[3] التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ماد فيها أبا سفيان وكفار قريش, فأتوه وهم بايلياء, فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم, ثم دعاهم ودعا بترجمانه فقال: أيكم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم انه نبي؟ فقال أبو سفيان: فقلت أنا أقربهم نسبا.[4] فقال: أدنوه مني, وقربوا أصحابه فأجعلوهم عند ظهره[5]. ثم قال لترجمانه: قل لهم اني سائل هذا الرجل, فان كذبني(مخففة)[6] فكذبوه (مضعفة). فوالله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذبا لكذبت عنه.[7] ثم كان اول ما سألني عنه أن قال: كيف نسبه فيكم؟ قلت هو فينا ذو نسب. قال فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟ قلت لا. قال فهل كان من آبائه من ملك[8]؟قلت لا. قال: فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ فقت : بل ضعفاؤهم. قال : أيزيدون ام ينقصون؟ قلت بل يزيدون. قال فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قلت: لا. قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا . قال: فهل يغدر؟ قلت: لا, ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها.قال: ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه الكلمة.[9] قال: فهل قاتلتموه؟ قلت: نعم. قال: فكيف كان قتالكم اياه؟ قلت: الحرب سجال, ينال منا وننال منه.قال: ماذا يأمركم؟ قلت يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا, واتركوا ما يقول آباؤكم. ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة.      فقال للترجمان: قل له سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب, فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها. وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول؟ فذكرت أن لا, فقلت لو كان أحد قال ها القول قبله لقلت رجل يأتسي بقول قيل قبله.وسألتك هل كان من آبائه من ملك؟ فذكرت أن لا, قلت فلو كان من آبائه من ملك قلت رجل يطلب ملك أبيه. وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟فذكرت ان لا, فقد أعرف أنه لم يكن ليذرالكذب على الناس ويكذب على الله[10].وسألتك أشراف الناس اتبعوه ام ضعفاؤهم؟ فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه, وهم أتباع الرسل. وسألتك أيزيدون ام ينقصون؟ فذكرت أنهم يزيدون, وكذلك الايمان حين يخالط بشاشة القلوب. وسألتك هل يغدر؟ فذكرت أن لا, وكذلك الرسل لا تغدر. وسألتك بما يأمركم؟ فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وينهاكم عن عبادة الأوثان ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف, فان كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين. وقد كنت أعلم أنه خارج, لم أكن أظن أنه منكم, فلو أني أعلم أني أخلص اليه لتجمت لقاءه, ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه.[11] ثم دعا بكتاب رسول الله الذي بدعث به دحية الى عظيم بصرى, فدفعه الى هرقل فقرأه…) في رواية ابن السكن: فقالوا (الركب) هذا اقربنا به نسبا, هو ابن عمه أخي أبيه, وانما كان ,أبو سفيان أقرب لأنه من بني عبد مناف. (تعليق وتهميش على حديث البخاري, مع نقل بتصرف عن صاحب فتح الباري.) د. نورالدين بوفلغة  صحيح البخاري الحديث 6.[1] ( هرقل أرسل الى ابي سفيان وهو في السوق مع زمرة من التجار ليسأله عن النبي محمد, قبل أن يقرأ الرسالة التي بعثها اليه الرسول صلى الله عليه وسلم)[2]  ( يعني صلح الحديبية الذي عقده الرسول مع كفار قريش, وابو سفيان حينها من أعيان قريش ومفاوضيها قبل أن يسلم بكثير)[3]  قال أبو سفيان ولم يكن في الركب من بني عبد مناف غيري, وعبد مناف الاب الرابع للنبي صلى الله عليه وسلم وكذا لابي سفيان. وهو منها بمنزلة الجد فعبد المطلب بن هشام بن عبد مناف ابن عم أمية بن عبد شمس بن عبد مناف.[4]  هذا كان احطياطا من هرقل ان يكذب عليه أبو سفيان, لعلمه أن محمدا خصمه, لذا يجوز ان يكذب عليه, او لجهله أن العرب كانت لا تعرف الكذب.[5]  كل ما تجده  بين قوسين, هو زيادة مني للتوضيح.[6]  اشارة واضحة انه من شهامة العرب انهم كانوا لا يكذبون والكلام هنا لابي سفيان.[7]  بفتح اوله وكسر الوسط وفتح الآخر.[8]  هذه الحادثة رواها أبو سفيان بعد اسلامه وهو بموضوعيته الشفافة يقول: أنه ما قدر ان يخفي أمانته في النقل عن محمد ولم يمكنه الا هذا السؤال ان يدس بعض الوهم أن محمدا قد يغدر بهم خلال او بعد هذا الصلح الذي بينهم.[9]  دقة متناهية في طرح هرقل للأسئلة ثم أسلوب اللف والنشر, فبعد ان سمع اجابات ابي سفيان واستوعبها وأشهد عليه الحاضرين من أعيانه ومستشاريه أدلى بدلوه. تعليقا على كل سؤال كان سأله لابي سفيان, واجاباته. ثمة لفتة خفية فيما كان من أبي سفيان حين حاول ان يدس شيئا في مقالته حيث قال:ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها- عندما سمعها هرقل لم يعلق عليه لا في المرة الاولى عند اجابة ابي سفيان على سؤاله ولا في المرة الثانية حين علق هو على كلام ابي سفيان مجملا ومفصلا…وهذه من فطنة هرقل, كون الغريم دائم التربص بغريمه. ورأى هرقل أنه مجرد كلام من ابي سفيان لا فعل او قول صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم.[10]  في مرسل ابن اسحاق عن بعض أهل العلم أن هرقل قال: ويحك, والله اني لأعلم أنه نبي مرسل ولكني أخاف الروم على نفسي , ولولا ذلك لاتبعته.[11]

 

بعد حريق مكتبه : هيئة المحامين تتضامن مع الاستاذ العياشي الهمامي اتصلنا من الهيئة الوطنية للمحامين بالبيان التالي:

 

 
بتاريخ صباح 31 أوت 2007 علم عميد المحامين بنشوب حريق بمكتب الزميل الأستاذ العياشي الهمامي الكائن بنهج المختار عطية عدد 23 بتونس فتوجه حينا صحبة كل من السادة الأساتذة الهادي التريكي كاتب عام الهيئة الوطنية للمحامين وسعيدة العكرمي، أمينة المال ومحمد هادي عضو الهيئة مكلف بالشؤون الاجتماعية وعامر المحرزي عضو الهيئة وكاتب عام فرع تونس وبوبكر بالثابت عضو الفرع اين قاموا بمعاينة ما يلي:   منذ دخول الباب الخارجي وجدنا آثار مياه كثيرة بلون أسود تبين تدخل الحماية المدنية كما وجدنا بالمكتب الاستاذ العياشي الهمامي وبعض الزملاء من المحامين والاصدقاء وبعض أعوان السلطة الأمنية والقضائية بصدد اجراء المعاينات والابحاث وبنهاية الممر من الباب الخارجي للمكتب وقبالته توجد غرفة تحوي المكتب الشخصي للزميل حيث وجدنا طاولة المكتب وعليها حاسوب مفكك وبجانبه طاولة صغيرة تحوي آلة طابعة وآلة فاكس بجانبها وكرسي رئاسي وبالطاولة آثار أوراق وجميعها محترقة الى درجة ذوبان الأجزاء البلاستيكية وبجميع جدران الغرفة سواد نتيجة الحريق كما يعم أرجائها رائحة خانقة على بعد مترين من طاولة المكتب خزانة حائطية مفتوحة وقد أخرجت منها الملفات والوثائق على الأرض وقبالتها مكتبة من الخشب ذات أبواب بلورية تحوي كتبا وأبوابها مفتوحة وبجانب الغرفة المذكورة الى يسار الداخل غرفة ثانية بها طاولة وضع عليها حاسوب ثم نزع غطاء وحدته المركزية وآلة طابعة ويتوسطها مجموعة أوراق وجرائد تم حرق بعضها ولم تنتشر فيه النار بحيث بقيت الغرفة وجميع مكوناتها سليمة وبالدخول لبقية المكتب وهي غرفة ثالثة ودورة صحية تبين أنه لم يشملها الحريق.   وبالحديث مع الزميل الأستاذ العياشي الهمامي أفاد أنه دخل مكتبه حوالي الساعة الثامنة صباحا فوجد غرفة مكتبه الشخصي مغلقة على غير ما تركها وأحس بحرارة كبيرة بالممر وبفتحه للباب فوجئ بالنار تشتعل وتلتهم ما فيه. وبناء عليه، فان مجلس الهيئة الوطنية للمحامين بتونس،   1 ـ يعبر عن تضامنه مع الزميل ويندد بهذه الجريمة النكراء 2 ـ يطالب السلط المختصة بالقيام بإجراء الأبحاث والتتبعات اللازمة بحزم لكشف الجناة نظرا لأن لسان الدفاع يقوم بمهمة تساهم في اقامة العدل من جهة ومن جهة ثانية فالمحامي مؤتمن على مصالح المتقاضين ومكتبه يتطلب حماية خاصة لما يشتمل عليه من ملفات ووثائق وأسرار الحرفاء.   (المصدر: جريدة « الشعب » (أسبوعية نقابية – تونس) الصادرة يوم 15 سبتمبر 2007)    

جمعية جديدة في الهجرة

 

تأسست مؤخرا في العاصمة الفرنسية باريس جمعية للمهاجرين سمّت نفسها «الشبكة الاورو مغاربية ـ ثقافة ومواطنة» تركب مكتبها من الاخوة نورالدين السنوسي رئيسا ونبيه الورداني نائبا له وسارة الفراتي، أمينة مال وانيس بن منصور امين مال مساعد ومحي الدين العباسي كاتبا عاما.    ومن اهداف الجمعية نشر ثقافة التسامح واحترام القانون وحقوق الانسان وكل القيم التي تؤسس  لمواطنة حقيقية. كما ستناضل الجمعية صلب السكان الفرنسيين ذوي الاصول المغاربية من أجل مقاومة كل اشكال التمييز العنصري واللامساواة والتهميش والتطرف ، ستنشئ  من أجل ذلك هياكل استقبال وتكوين وتعليم وصحة وتوجيه تضعها على ذمة المحتاجين وخاصة الشباب العاطل والمنقطع عن التعليم  والنساء وذلك بهدف إدماجهم في المجتمع المضيف. وستعمل الجمعية على المطالبة بحرية التنقل والاقامة داخل حدود الاتحاد الاوروبي  وتنبيه  المعنيين الى أهمية الانتخابات كأساس للنظام الديمقراطي. وتعريفهم بحقوقهم وإقامة علاقات مع نظيرتها من الجمعيات.   (المصدر: جريدة « الشعب » (أسبوعية نقابية – تونس) الصادرة يوم 15 سبتمبر 2007)  

الشعب ترصد أبعاد قضيتهم و تكشف حقائق جديدة: عمليّة تغرير حوّلت البحّارة المنقذين إلى حرّاقين وفد تونسي يزورهم في السجن ويلتقي والي سيسيليا

 

أكثر من (103) برلماني أوروبي و عشرات المنظمات الحقوقية و الهيئات الإنسانية والتيارات الاجتماعية و قوى المجتمع المدني الأوروبية و الإيطالية و التونسية عبرت عن تعاطفها الإنساني و تضامنها القانوني و الإنساني مع قضية البحارة التونسيين السبعة المحتجزين في السجون الإيطالية على خلفية إنقاذهم (44) حارقا إفريقيا كانوا وشك بلوغ المياه الاقليمية الايطالية و بالأحرى كانوا على شفا الهلاك غرقا و جوعا ونسيانا في مرحلة الموت في موسم الهجرة الى شمال يقطر حريات و يبرق حقوقا و يلمح احلاما… فكان مصير الجميع- البحارة المنقذين و الحارقين الافارقة – غياهب السجون الايطالية و اشياء اخرى .   منذ 8 أوت 2007 ، تاريخ الحادثة ، ما انفك الرأي العام التونسي و الدولي ايضا يتفاعل مع  قضية جلبت تعاطف الناس في الداخل و الخارج  و أثارت المشاعر الانسانية خاصة وان الدوائر الرسمية الايطالية تعاملت مع البحارة التونسيين على نحو يُشْتَم منه التغرير و الرغبة في التوريط و من ثم الادانة بتهمة كيدية لا صلة لها بالواقع و لا بحقيقة الاشياء و مجريات الاحداث ولا  في سياقات ردود الافعال رفضا و تنديدا و شجبا و ادانة و استنكار و احتجاجا …  جبهة التضامن و التعاطف قادتها حساسيات جماهرية و فعاليات  شعبية اكدت أهمية الحراك الاجتماعي لقوى المجتمع المدني في عصر العولمة.    قضية البحارة التونسيين  و الحراك الاجتماعي:   على الرغم من التحركات الرسمية و التي تسلك في العادة  مسالك القنوات الديبلوماسية و الحوار بين البلدان و الاتفاقات البينية و المعاهدات الدولية و القوانين الحقوقية و المواثيق الانسانيّة ، جاءت مبادرات تنظيمات المجتمع المدني التونسي مستقلة عن السياسات الرسمية في مبادرات تلقائية  و جدت  صداها لدى التنظيمات و القوى و الحساسيات المستقلة في ايطاليا  بل وفي أوروبا و في العالم أيضا و لتتعاقب الاحداث و من ثم ردود الافعال  لتمارس ضغوطات مختلفة على الدولة و القضاء الايطالي و على عموم قطاعات الرأي العام في هذا البلد العضو التأسيسي في الاتحاد الاوروبي و الذي  يرتبط مع بلادنا باتفاقيات  شراكة متعددة الاوجه و المجالات الاقتصادية و العلمية و الثقافية و الاجتماعية و الانسانية ايضا، اتفاقية تشهد في هذه المرحلة تطبيق آخر فصول بنودها بحلول العام2008 ، اتفاقية مازال المواطن العادي في تونس متشوقا لمراعاة ابعادها الانسانية المساوية بين انساننا و انسانهم حقوقا و حريات و كرامة ماديا و معنويا ، اتفاقية قد تهتزّ بسببها ثقة ذلك المواطن في صدقيتها و مصداقيتها في ظل تفاعلات قضية الحال بما لفها من غموض و ما أعقبها من تبعات كانت بمثابة الرِّدَّة عن كل الحقوق و الحريات الانسانية الملزمة للافراد و الدول بمقتضى الاعلانات الدولية و المواثيق الاممية  و في مقدمتها الاعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1945 و العهدين الدوليين للحقوق المدنية و السياسية و الحقوق الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية لعام 1966.    جوهر القضية و جزاء السنمار  …   باختصارو كما تداولته  مختلف الصحف الوطنية و حتى الدولية والمواقع الالكترونية ان جوهر القضية يعودإلى   يوم 8 أوت 2007 حين اكتشفت احدى وحدات الصيد بالأضواء (اللامبارة) التونسية قاربا مطاطيا تائها تتخاطفه الأمواج وعلى متنه شحنة زائدة من الأشخاص الأفارقة في حالة من الأعياء و الإنهاك و هم يطلبون العون و الاستغاثة حيث بدا و ان» الزودياك» المضغوط هوائيا  قد تعرض الى ثقب وهو يهدد بغرق ركابه الاربعة و الاربعين  ان لم يهلكوا قبل ذلك جوعا و معاناة خاصّة  و ان بين الركاب نساء منهن  وامرأتان حبليان و كذلك أطفال … إزاء هذا الوضع الانساني الملح و حالة التهديد الخطير تحركت العواطف الانسانية لدى البحارة التونسيين بتلقائيتهم المعهودة  فوجهوا نداء استغاثة الى البحرية التونسية و هو ما لم يتسنّ تقنيا بفعل البعد عن المياه التونسية و في ظل سوء الاحوال الجوية و الظروف الطبيعية و هو ما اضطر الطاقم الى توجيه نداء آخر الى البحرية الايطالية و التي طلبت من البحارة التونسيين انقاذ الحارقين الافارقة في انتظار التحاق وحدات خفر السواحل الايطالية الى الموقع، و هو ما تمّ فعلا . غيران عملية نقل المواطنين الافارقة من القوارب التونسية الى متن الزوارق العسكرية  الايطالية لم تكن ممكنة بفعل التفاوت في الارتفاع،  وفي ظل ظروف الطقس السيّء  مما جعل الايطاليين يطلبون  من البحارة التونسيين مرافقتهم مع الاربعة و الأربعين ناجيا افريقيا الى داخل المياه الاقليمية الايطالية بل و الى التراب الايطالي على امل افراغ تلك الشحنة البشرية  و من ثمّ العودة الى البلاد التونسية. و هكذا تلقت  الوحدة الرئيسية للصيد بالأضواء التعليمات للعودة الى التراب التونسي على أمل ان تلتحق بها فيما بعد الوحدتان الفرعيتان للاستكشاف بالاضواء و اللتين قامتا بعمليات الانقاذ و نقل الحارقين الى التراب الايطالي. و لكن لم يكن في حسبان البحارة التونسيين انه فور وصولهم الى مرفئ بجزيرة لامبيدوزا الايطالي ان يجازوا على انسانيتهم  باقتيادهم الى مركز حجز أمني من اجل محاكمتهم باحدى مدن جنوب جزيرة سيسيليا ، فيما تمّ ضمّ الحارقين الى مركز ايواء للنظر في امرهم  و مصيرهم  و لتتتالى الوقائع و تبعات الحادثة في سياق ردود الفعل المتضامنة مع هؤلاء الصيادين …    المجتمع المدني في واجهة الأحداث :   بالتوازي مع تحركات الدوائر الرسمية خاضت بعض قوى المجتمع المدني التونسي مبادرات جدية بالتنسيق مع بعض التنظيمات الإيطالية و الحساسيات الأوروبية و الدولية للقناعة بعدالة قضية الصيادين التونسيين، و جاءت هذه المبادرات في سياق ممارسة اقصى الضغوط على دوائر القرار الايطالي للتراجع عن تلفيق التهم الجزافية في  ملاحقة التونسيين بعد توريطهم  في انقاذ الحارقين  و من ثم استدراجهم الى المواني الايطالية و بعد  مقاضاتهم من أجل تهمة «المساعدة على تهريب مهاجرين سريين». حملة التضامن الوطنية  و الدولية مع البحارة السبعة التونسيين خاضتها منظمات تونسية و ايطالية و أوروبية اختارت مختلف هذه التنظيمات ممارسات  اشكال احتجاجية مختلفة بدء من يوم الخميس الفارط حيث انتظم اجتماع بالبرلمان الايطالي بروما دعت اليه كتل و احزاب يسارية و شيوعية و حزب الخضر الايطالي بمشاركة اكثر من 20 نائبا ايطاليا بعضهم  اعضاء بالبرلمان  الاوروبي  رغم ان البرلمان الايطالي دخل في عطلة برلمانية تستمر الى غاية 20 سبتمبر . و ساعدت في تفعيل هذا التحرك منظمة (ARCI) الجماهيرية المشتغلة في مجال الحقوق و الهجرة. و قد اعقب هذا الاجتماع البرلماني الذي تناول بالحوار قضية البحارة التوانسة انتظام  ندوة صحفية في بهو البرلمان الايطالي حضرها  ممثلو عديد وسائل الاعلام الايطالية و مراسلوها في  جزيرة سيسيليا و قد شارك في هذا اللقاء الصحفي السيد ناجي مرزوق ممثلا عن الرابطة التونسية لحقوق الانسان بصفته مسؤولا عن العلاقات العربية  و الهجرة و السيد أُمَيَّة صديق و السيد طارق باللهيبة ممثلين عن منظمة الفدرالية  الدولية لمواطني الضفتين.أما السيد عبد الجليل البدوي الخبير النقابي الناشط في الإتحاد العام الت،نسي للشغل،و أصيل مدينة طبلبة فقدم نفسه ممثلا عن المنتدى الاجتماعي و المجلس الاعلى للحريات .  دوليا حضر  الندوة الفرنسية «مارغريت تهول» ممثلة عن الرابطة الفرنسية لحقوق الانسان و عن الشبكة الاورومتوسطية لحقوق الانسان .و قد سلطت الندوة الصحفية الاضواء على عدالة قضية البحارة التوانسة في اطار من التركيز على المجال الحقوقي  الانساني و المواطني و ان الواجب الانساني هو الذي  حتم على هؤلاء الملاحة التدخل لانقاذ الحارقين الأفارقة، هذا من الجهة الانسانية الصرف ، اما من جهة القانون الدولي البحري فإنّه في فصله (12)  يلزم كل المراكب البحرية بواجب ايواء أي مستغيث من تهديد الغرق او الموت و الى ايوائه الى اقرب ميناء او مرفئ بعد واجب الاعلام للسلطات المعنية.  الجلسة  البرلمانية و الندوة  الصحفية اثمرتا التزام الكتل البرلمانية و القوى السياسية و الاجتماعية المشاركة بهدفين  اساسين: اولا توجيه لائحة استجواب الى الحكومة الايطالية حول قضية البحارة  التونسيين و ثانيا طلب لقاء مع وزير الداخلية لتحديد موقف الوزارة ازاء مختلف  وقائع القضية و ملابساتها. و كشف الندوة الصحفية النقاب عن توجيه نداء  الى السلطات الايطالية لاطلاق سراح البحارة  التونسيين ممضاة  من قبل 103 برلماني اوروبي في خطوة اولى بحكم العطلة السياسية والبرلمانية  ، وهي خطوة تعكس اهتمام الراي العام الايطالي و الاوروبي بهذه القضية و ما لفّها من غموض في لائحة التهم فضلا عن التعاطف و التضامن الانساني الذي ما انفكت تغنمه قضية البحارة السبعة.    في مكتب الوالي :   في الساعة الحادية عشرة من صبيحة يوم الجمعة 7 سبتمبر 2007 ، انتظم تجمع احتجاجي امام مقر ولاية ( أرجنتو Argento ) و المدينة الواقعة جنوب  غرب جزيرة سيسيليا و هي المدينة التي أُعتُقل فيها البحارة السبعة باعتبار قربها من جزيرة لامبيدوزا التي اودع فيها اللاجئون الافارقة. و قد شاركت في هذه التظاهرة الاحتجاجية بالاضافة الى المواطنين التونسيين المقيمين بالجزيرة ممثلو جموع من التجمعات التونسية  في ايطاليا و الاطارات الديبلوماسية بالقنصلية التونسية ببلارمو عاصمة سيسيليا، و قد لقيت هذه المبادرة الاحتجاجية معاضدة و مساندة من لدن القوى الانسانية والحساسيات السياسية اليسارية والتيارات الاجتماعية المناهضة للعولمة حيث رفعت شعارات و لافتات تنادي بالحرية للبحارة التوانسة والتصدي للظلم المسلط عليهم  وعدالة قضيتهم وانسانيتها. وعلى اثر تلك الوقفة الاحتجاجية تشكل وفد لمقابلة والي أرجنتو لتسليمه لائحة  احتجاجية و قد تشكل الوفد من 3 برلمانيين ايطاليـين و رئيسة الجمعية الاوروبية (Migreurop) الفرنسية كلير روديي و محاميين إيطاليين و ممثلة الشبكة المتوسطية لحقوق الانسان السيدة مارغريت تهول  و نائبة رئيس الاحزاب الاشتراكية الايطالية باسكلينا نابوليتانو و هي المرأة العجوز التي اقسمت انها لن تتخلّى  عن هذه القضية العادلة الا بعد نهايتها الطبيعية و المنطقية و هي تحرير الملاحة التونسيين السبعة و لترافقهم الى  عائلاتهم في تونس و لتتذوق ثمار صيدهم على موائدهم. و من الجانب التونسي  حضر الموفدون  التونسيون السادة عبد الجليل البدوي و ناجي مرزوق   و أُمَيَّة صديق و كذلك ممثل قنصلية تونس ببلارمو السيد سامي بن عبد اللالي ليتبادل الطرفان مختلف المسائل الناجمة عن قضية اعتقال البحارة و حجز مركبيهم  و الاشكالات القانونية و الحقوقية ليطلب الوفد تبعا  لذلك  و مبدئيا بتمكين المعتقلين من خط هاتفي يصلهم بأهاليهم في تونس مع النظر في امكانية الافراج عن المعتقلين  في حال صراح مؤقت بضمان السفارة ما دام الامر قد صار بين يدي القضاء الايطالي على امل الحكم بالبراءة في جلسة 20 سبتمبر . من جهته ابدى والي اغريجنتو تفهمه للقلق الذي ينتاب الوفد  التونسي في ظل الملابسات و الغموض الذي يكتنف عملية الاعتقال والمقاضاة و قد عبر عن الامل في أن لا تهدد هذه القضية واقع العلاقات الودية العريقة بين ايطاليا وتونس والقائمة على  حسن الجوار و التعاون و الشراكة و الاحترام المتبادل واعدا بالنظر في تحقيق اهم تلك المطالب.  مفاجأة الجلسة تمثلت قطعا في التحاق وفد من مالكي السفن بمد ينة مادزارا دالفالو الذين ناشدوا الوالي التدخل بكل ما يتيحه له القانون لايجاد حل في قضية الملاحين التونسيين مشيدين بالبحارة التوانسة و الذين تربط معظمهم بالمدن الساحلية الايطالية علاقات احترام و تعاون مع نظرائهم الايطاليين، اذ يعدون من أهم القوى العاملة في مجال الصيد البحري و لا سيما في مدينة  Mezzara Delvallo   التي يقيم بها تجمع هام من البحارة اصيلي مدينة الشابة التونسية  ممن عرفوا بتفانيهم و جديتهم.    في السجن :   في اعقاب اللقاء الذي جمع الوفد الحقوقي التونسي الايطالي و الدولي بوالي ولاية اغريجنتو  تحول التجمع الاحتجاجي الى واجهة سجن المدينة مصحوبا بلافتات احتجاجية و اعلام وطنية تونسية و مضخمات صوت … حيث امتنعت سلطات السجن عن قبول ممثلي الوفد التونسي،  و بعد اكثر من ساعة من الاحتجاجات و في ظل  رفض الوفد الايطالي الاوروبي زيارة المحتجزين السبعة دون الوفد التونسي ، تدخل الوالي من جديد ليمنح تصريحا خاصا للوفد التونسي  حتّى يتمكن من  زيارة البحارة و  يطمئن على احوالهم و ظروف اعتقالهم و ليصغي الى تفاصيل احتجازهم و توريطهم في قضية الجميع مقتنع  ببراءتهم من تهمها  عدا ما اقتضته انسانيتهم  و ضرورات المساعدة و التضامن و التعاون بين بني البشر و ما يمليه العقل و الضمير  و هو امر يؤكده نقاء سجلات سوابقهم ازاء النظام القضائي التونسي. فلماذا يجدون انفسهم مدانين ازاء القضاء الايطالي بتهم  وهمية او كيدية او باطلة… ؟ و لذلك تشبَّث البحارة بعدالة قضيتهم  شاكرين كل من تعاطف معهم و خاصة الوفد الحقوقي  على ما بذله من جهد لانارة الرأي العام التونسي والايطالي و العالمي مطمئنين ذويهم الى نهاية سعيدة مرتقبة لهذه الازمة. الزيارة التي استمرت اكثر من ساعتين ركز  خلالها الوفد على محاولة الرفع من معنويات البحارة و التأكيد على البعد التضامني الوطني و الدولي مع عدالة قضيتهم، و من جهة اخرى شدد الوفد على ضرورة استجواب الحارقين الاربعة و الاربعين الافارقة فهم الذين بوسعهم تأكيد حقيقة ما جرى وفق رواية الصيادين المنقذين لهم و الذين جادوا بما عندهم من عدة طعامهم و ما جزاء الاحسان  الا الاحسان لا جزاء السنمار .    لا ضاع حق  وراءه طالب …   البحارة السبعة ، 5 منهم اصيلي مدينة طبلبة الساحلية وواحد من رجيش و السابع من ضواحي مدينة السواسي، كلهم  كانوا في اعقاب رحلة صيد بحرية  باستخدام الاضواء الكاشفة و هي تقنية معتمدة في صيد الاسماك الزرقاء و هم من هذه الناحية مضطرون للعمل عبر زوارق صغيرة   تقوم بجرّ اسراب الاسماك الزرقاء عبر الاضواء الكاشفة الى الشباك التي تنصبها السفينة الكبرى التي تكون بانتظار ذلك الصيد، و حسب القانون التونسي فانه يمنع على  هذه الزوارق الصغيرة  ان تصطحب معها أي نوع من انواع الشباك  او معدات الصيد البحري الاخرى باستثناء الاضواء الكاشفة . و لعل خلو الزورقين التونسيين اللذين انقذا الحارقين الافارقة من أي نوع من الشباك مثلت بالنسبة للقضاء الايطالي سندا و حجة لتوجيه الاتهام للبحارة السبعة من اجل المساعدة على الهجرة السرية! و هو ما جعل القضية في ظل ملابساتها يُشْتَم منها رائحة العنصرية و المعاداة للعرب و المهاجرين ، فلماذا يعرض هؤلاء البحارة  على انظار القضاء الايطالي دون استكمال الابحاث حيث خلت لوائح الاتهام من أية استجوابات للحارقين الذين كان من المفيد تضمين تصريحاتهم في اتجاه الادانة او الابراء… وبعيدا عن الوجهة القانونية للأزمة، فان البعد الانساني للحادثة تؤكده أطوار القضية و تفاصلها، فأحد البحارة طالبُ علم جامعي دفعته الضرورة المادية الملحة  الى معاضدة والده المحتجز هو الاخر قصد تأمين الضرورات المعيشية و مستلزمات العودة المدرسية  لمجابهة مصاريف شهر رمضان المعظم و العيد و هي مناسبات متزامنة هذه السنة. البحارة المورطون في قضية لا صلة لهم بها سوى  القدر و الحظ السيّ من جهة ثمّ إنسانيتهم و تلقائيتهم و الروح التضامنية التي تمتّعوا بها من جهة أخرى ، إضافة الى سوء نية من استدرجهم للدخول بالأفارقة الحارقين الناجين إلى داخل المياه و التراب الايطالي و تلفيق التهمة على النحو الذي ذكرنا.  مداخلة السيد عبد الجليل البدوي خلال الندوة الصحفية أكدت ان الصيادين في اغلبهم و مراكبهم ترجع إلى مدينة طبلبة الساحلية  وهي منطقة بها أكثر المواني البحرية حركية في تونس بعد ميناء الصيد البحري بصفاقس و ان ملاّحي مدينة طبلبة عرفوا بتفانيهم في النشاط البحري و لم يعرف عنهم ان تواطئوا او تورطوا في قضايا عبور الحدود خلسة أو الحرقان «أو تحريق أشخاص» وهو ما يلقي بالكرة في الجهة الايطالية للعمل الجاد على الكشف عن الأخطاء التي أدت إلى توريط هؤلاء الصيادين في قضية لا صلة لهم بها أو مصلح ولا بنتائجها الدرامية.   متابعة صابر فريحة   (المصدر: جريدة « الشعب » (أسبوعية نقابية – تونس) الصادرة يوم 15 سبتمبر 2007)  

قضية البحارة: بفعل الحق والنزاهة طبلبة تهزم روما

 
حمدي الزبادي ـ تصوير عبد اللطيف العكرمي رغم اسدال الستار على الفصل قبل الأخير من معضلة الباخرة والبحارة السّبعة الذين احتجزتهم السلطات الإيطالية بتهمة إسداء خدمة انسانية لذوي الحاجة الملحّة إليها.. فإنّ قضية «تيتانيك» 2007 مازالت تتفاعل وتتكشف أوراقها من يوم لآخر ومن ساعة لأخرى.    لحظات الحظّ: هي فعلا كذلك.. حيث بمجرّد وصولنا الى مدينة طبلبة وأثناء مصافحتنا لشقيق أحد المحتجزين وهو السيد المنجي خليفة رنّ هاتفه ليكون على الطرف الثاني للخطّ أحد أعضاء الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان مبشرا بصدور حكم البراءة في شأن المجموعة بعد أكثر من شهر من المعاناة والصبر والدموع والخوف هنا وهناك حيث لم يكن حال الأهالي بأفضل من حالات الموقوفين. عندها وفي تلك اللحظة بالذات انفرجت أساريرمحدثنا وانقلبت المعطيات الى 180 درجة وهو ما لم يمنعنا من المسك بتلابيب الرجل الذي لم نتركه إلاّ في السّاعة الواحدة من فجر الثلاثاء الماضي ليبقى في الخلاء بعد تعطب سيّارته!! الذي نقلنا على متنها… السيد المنجي رجع بنا ـ لمزيد افادة القرّاء ـ الى القضية من حيث الأصل والمتمثلة في احتجاز شقيقه وستة آخرين وجميعهم عمّال على مركب على ملكية عائلة نويرة.. هؤلاء أي العمّال هبوا لنجدة زورق مطاطي حمولته 44 حارقا تسرّب إليه الماء وذلك على متن مركبين صغيرين تابعين للسفينة المعروفة لدى الصيادين «بالبلانصي».. كلّ ذلك بعد الإتصال بالسلط البحرية التونسية والإيطالية وطلب السماح بإنقاذ المنكوبين.. وفعلا قام المركبان بعملية الإنقاذ في ظروف قاسية كادت تؤدي إلى هلاك أحد الحارقين وهو طفل في سنته الثامنة.. بعدها وبتوجيه من البحرية الايطالية توجّه الجميع الى ميناء لمبدوزا… وهو توجيه تبيّن فيما بعد أنّه استدراج بل فخ وكمين وقع فيه الجميع المنقذون والمنكوبون…    قســوة «منطقيــة»! رغم أنّ حكاية الاستدراج تصبّ في خانة الاضمار من طرف حرس السواحل الايطالي فإنّ الاجراء الموالي الذي اتخذته السلطات الايطالية يُعدّ منطقيا حيث أنّ البحارة كانوا شأنهم شأن الحارقين خاليين الوفاض من الوثائق التي تثبت هويتهم حيث أنّه بحكم الأعراف والقوانين البحرية يتعيّن أن تكون الوثائق من هوية وغيرها بحوزة القبطان صاحب العمل أي (الرايس) وهو الأمر الذي جعل الصواب الى جانب الطليان!! إلاّ أن الخرق حدث عند اتصال الرايس بقبطان البحرية الايطالية للمطالبة بمركبيه الصغيرين اللذين استعملا للإنقاذ وبعماله جوبه بالرّفض وبقسوة وأكثر من ذلك طُولب بالتراجع تحت فُوهات النار… وتفاديا للتصعيد اتصل القبطان التونسي بمصالحنا القنصلية التي طالبته بالإمتثال تجنّبا لسياسة لي الذراع وردات الفعل الخطيرة.    نهايـة كــابوس: بعد هذا التذكير بحيثيات المسألة رافقنا السيد المنجي خليفة الى بيت شقيقه كمال المحتجز هناك استقبلتنا عائلته بأسارير منفرجة بل عجلوا بالشراب والفاكهة… مرحبين بالوجه المبروك عليهم… وأكدت لنا السيدة نزيهة بوسمة زوجة كمال بأنّ فرحتها بعودة زوجها لا تضاهيها فرحة الاّ الفرحة بتضامن الصحافيين والسلطات المحلية وكذلك القنصل التونسي بباليرمو بعدها تحولنا الى منزل المحتجز الآخر حمزة ابراهم لتستقبلنا زوجته الحامل وأمّه الباكية التي لم تصدق خبر الإفراج مادامت لم تسمع صوت ولدها وقد تكون ضربة حظ أخرى عندما هاتفها القنصل شخصيا بحضورنا مطمئنا إيّاها بأنّ ابنها سيكون ضيفه في تلك الليلة ـ وبعد تشويق جميل مرّر لها ابنها.. وعندها ـ وفي موقف جدّ مؤثر ـ توقفت بل عجزت عن الكلام بفعل الغصّة والعبرات.. لتترك لشقيقته منيرة وزوجته خديجة المجال للتأكد من سلامة البطل حمزة… السيدة منجية وبعد أن استعادت صوابها غمرتنا  بفيض من الدعاء شاكرة الصحافة التي أفرجت عن ولدها (حسب رأيها) والقنصل الذي دفع من ماله الكثير من أجل الاتصال يوميا بها وبكل الأمهات والزوجات لطمأنتهم وجبر خاطرهم…    في المطار: ورد ودموع على هذه الانطباعات غادرنا طبلبة في الواحدة والنصف صباحا لنتحوّل بعد ساعات الى مطار تونس قرطاج (محطة الحجيج) لنجد جموعا غفيرة من المواطنين والصحفيين وممثلي المنظمات الى جانب عائلات العائدين الذين كادوا أن لا يتعرّفوا عليهم بحكم أناقتهم حيث مكّنتهم المصالح القنصلية من بدلات أنيقة راقية حتى أنّه من باب النكتة تمنّى أحد الزملاء أن يكون قد سجن معهم… اقتنصنا تصريحات فورية أجمع خلالها العائدون على حجم المعاناة التي عاشوها وأيضا على نجاعة التدخل التونسي السياسي والمنظماتي.. ومن ثمّ تنقلنا معهم على متن الحافلة التي خصصتها لهم الولاية إلى وسط العاصمة فكانت فرصة أخرى للحديث معهم وقد كان معبرا جدّا موقف السيد كمال خليفة الذي أشاد بالحملة الصحفية التونسية وبمستوى التدخل السياسي والديبلوماسي التونسي شأنه في ذلك شأن السيد الأسعد غراد أصيل رجيش وحمزة ابراهم الذي احتضن والدته وزوجته في موقف مؤثر للغاية. المحتجزون أكدوا لنا حرصهم على تتبع الجهات التي تورطت في معضلتهم مناشدين السلط التونسية مواصلة مساندتها الخيرة لضمان حقوقهم…    الفاتحون في طبلبة: استقبلت بلدة طبلبة الحافلة المقلة للمجموعة استقبال الفاتحين حيث سجلت عودتهم كحدث أبرز في السنوات الأخيرة في طبلبة.. وهي فرحة نغصها أحد المسؤولين بإقصاء النقابيين من هذا العرس حيث عمد هذا المسؤول الصغير الى رفض مشاركة الاتحاد في الفرحة ولم يسمح للأخ الهادي بنور الكاتب العام للإتحاد المحلي بطبلبة بمرافقة الوفد.. رغم الجهد الذي بذله في الاحاطة بهذه المسألة الى جانب السيد معتمد المنطقة الذي آزر الناس بشدّة في محنتهم ـ سلوك هذا الرجل استهجن من طرف الكل باعتبار أنّ الأخ الهادي بنور هو أخ الجميع وصديق الجميع ولم يلوح أبدا بانتماء ضيق أو تعصب جاهلي…    إجلال لجلال وحب للحبيب: حتى نعطي لقيصر ما لقيصر لابد من الإشادة بأعلى الصوت بسعادة سفيرنا في روما الحبيب منصور وسعادة قنصلنا في بالارمو جلال الطرابلسي. هذا الثنائي ومنظوريه كانوا على كل لسان وفعائلهم كانت شمائل بكى لفرطها المحتجزون. فعلى مسؤوليتنا نقولها لهما كل الإجلال والحبّ سيد جلال وسيد حبيب.   (المصدر: جريدة « الشعب » (أسبوعية نقابية – تونس) الصادرة يوم 15 سبتمبر 2007)    

كتابات شريدة: أول قرار رئاسي لساركوزي «غي موكي»

بقلم: عبد الكريم قابوس   أول قرار اتخذه «نيكولا ساركوزي» كرئيس دولة يوم 16 ماي 2007 هو ان تقرأ بصوت عال رسالة وداع كتبها شاب فرنسي مقاوم قبيل اعدامه رميا بالرصاص يوم 22 اكتوبر 1941، الشاب اسمه غي موكي «Guy Môquet». من هو هذا الشاب، ما هو فحوى هذه الرسالة وما هي حكاية سجن هذا الشاب واعدامه؟ لأنه ابن نقابي، لابد ان تفتح جريدة الشعب هذه الرسالة وتهديها لأبناء النقابيين في افتتاح هذه السنة الدراسية للاعلام.   نص الرسالة:   أمي «الصغرونة» الحبيبة أخي الصغير ـ صغيري العزيز أبي «الصغرون» المحبوب، سأموت! كل ما اطلبه منكم، وخاصة، أنت، أمي الصغيرة بالخصوص، هو ان تتحليْ بالشجاعة. انا أتحلى بتلك الشجاعة وأحب ان أكون شجاعا كالذين ذهبوا الى عمود الاعدام قبلي. أكيد! كنت أود ان اعيش لكن كل ما أود من كل قلبي هو ان يصلح اعدامي لشيء ما. لم يسمح لي الوقت لأقبّل «جان» قبلت  أخويّ روجي ورينو (1) لكن لم أقدر على تقبيل أخي الحقيقي وللأسف! آمل ان تصلك أمتعتي، ربما تصلح لأخي، سارج الذي، وهذا ما اعتقده، انه سيكون فخورا عندما يرتدي ثيابي. ولك أنت أبي الصغير، اذا كنت قد تسببت لكما أنت وأمي الصغيرة، في الآلم، أحييك مرة أخيرة اعلم أنني نمت بقدر ما استطعت حتى أواصل على الطريق التي رسمتها لي. وداعا أخيرا لكل اصدقائي، لأخي الذي أحبه كثيرا، وليدرس باجتهاد حتى يصبح فعلا من بعد رجلا. 17 سنة ونصف، كانت سنوات حياتي القصيرة، ولا اشعر بالندم، الا الندم على فراقكم. سأموت مع تاناتان، ميشال. أمي، كل ما اطلب منك ان تعديني به، هو ان تتحلّي بالشجاعة والصبر وتتخلّي عن الحسرة والألم. لا أستطيع الكتابة اكثر، أغادركم كلكم، كلكن، انت أمي، وسارج، وبابا، وأقبلكم من كل قلبي. تحلّوا بالشجاعة! كونوا شجعانا! ابنكم غي الذي يحبكم. من هو «غي موكي» «Guy Môquet»؟ غي موكي هو الابن البكر للنقابي الكبير «بروسبير موكي «Prosper Môquet»، والنائب في البرلمان عن الدائرة السابعة عشرة المعروفة بنضالها وعضو الحزب الشيوعي الفرنسي، كان أبوه أمينا في نقابة سكك الحديد. ولما حلّ الحزب الشيوعي على أيادي ادوارد دالديي «Edouard Daladier» في سبتمبر 1939، أوقف بروسبيرموكي يوم 10 اكتوبر 1939، ورفعت عنه الحصانة في فيفري 1940 ثم رحل الى معتقل المناضلين في الجزائر وكان «هنري» أخو بروسبير ناظر عمارة الحزب الشيوعي، وفي اخر 1940، دخل الى التنظيم السري الذي أسسه الحزب الشيوعي. وأما ابنه «غي موكي» فقد كان وقتئذ، في معهد كارنو، ومناضل ضمن «الشباب الشيوعي»  وكان جميل الطلعة، أنيقا يكتب الشعر ورياضيا ومحطم قلوب الفتيات، هذا ما قال عنه أستاذه بيار لويس باس ولما ألقي القبض على أبيه شحذت عزيمته فلجأ الى شمال فرنسا مع أمه ثم رجع الى باريس داخل العمل السري مع الشباب الشيوعي، وكتب رسالة لرئيس البرلمان ادوارد هاريو طلبا لاطلاق سراح أبيه ولما احتل الالمان مدينة باريس نشط «غي موكي» نشاطا حثيثا فكان يعلق المناشير على الجدران ويوزعها في الشوارع. والقي عليه القبض يوم 13 اكتوبر 1940 وعمره 16 سنة وذلك بمحطة المترو «محطة الشرق» وعذّب كثيرا لكي يفصح عن اسماء رفاق أبيه وسجن بسجن «فراسن» ثم في «كليرو» ونقل بعدها لمعتقل «شاتوبريان» حيث حشد المناضلون النقابيون وكان معتقلا في نفس الغرفة 10 مع «روجي سيمات» (ربما لا يعرف اعضاء جمعية التونسيف في فرنسا من هو الذي يحمل اسم الشارع الذي يوجد فيه مقرهم). ولما قتل المناضلون، كارل هوتز يوم 20 اكتوبر 1941 وقد كان قائد وحدة العساكر التي تحتل منطقة «اللوار اتلنتيك»، وذلك بمدينة «نانت» «Nante» على يد ثلاثة من الشباب الشيوعي قرر، المحموم بيار بليشو وزير داخلية «بيتان» ان يختار عددا من الشيوعيين لأعدامهم حتى يعطي المثل فاختار 18 سجينا في مدينة «نانت» و 27 في محتشد «شاتو بريان» اين كان «غي موكي» من بينهم. وقد أعدت 9 أعمدة في احد المحاجر خارج المدينة وتقرر اعدام 27 على نسق 9 بعد 9 وقد رفضوا إغماض أعينهم واعدموا وهم يصيحون «لتحيا فرنسا» وكان «غي موكي» اصغرهم سنا وأعدم في الساعة الرابعة ظهرا وأغمي عليه لكنه أعدم على تلك الحالة. قبلها بيوم كتب رسالة الى أسرته اصبحت رسالة «غي موكي المعروفة» وتحمل العديد من الشوارع والمعاهد اسمه كما تحمل احدى محطات المترو في باريس اسم محطة «غي موكي». ــــــــــــــــــــــ (1) روجي وريتو، أخواه في النضال. (2) تانتان هو المناضل جان بيار تنبو وميشال هوشار ميشال اللذان أعدما معه.   (المصدر: جريدة « الشعب » (أسبوعية نقابية – تونس) الصادرة يوم 15 سبتمبر 2007)


 

شبابنا قنابل موقوتة على الحدود التونسية!! أين الجهات المسؤولة في الدولة؟؟

هل أصبحت بلادنا مفتوحة على مصرعيها ؟؟ وهل يجد الإرهابيون ومهربي المخدرات في بلادنا ملاذا آمناً!!

 
موقع « القذافي اليوم » – يتدفق العديد من الشباب الليبي على الحدود الليبية التونسية من اجل بيع البنزين والسلع التموينية ، هذا ولوحظ العديد من سيارات المر سيدس المتوجه من ليبيا صوب مدينة بن قردان التونسية واغلب سائقي هذه السيارات هم من الشاب الليبي ، وعند الاستفسار عن سبب غزو المرسيدس للحدود التونسية أفاد بعض الشباب بأن المرسيدس تستطيع أن تصنع لها خزان وقود إضافي وبذلك يمكنك بيع اكبر عدد من ليترات البنزين في تونس ، بعض الشباب الذين استطلعت آرائهم صحيفتنا يقولون بأنهم توجهوا لبيع البنزين نتيجة للبطالة الغارقين فيها ، وأنهم أصبحوا عالة على أسرهم ، ومن بين المشاهد المؤسفة التي صادفتنا هو اندلاع حريق في إحدى السيارات المحملة بحمولة إضافية من البنزين بمدينة زوارة وراح ضحية هذا الحادث ثلاثة شباب في عمر الزهور .   وعند سؤلنا لبعض الشباب المحمل بالبنزين عن كيفية دخولهم إلى تونس والسماح لهم بتهريب الوقود : أجابوا بأن الرشوى تأخد مفعولها مع رجال الجمارك، حيث انك وبمبلغ 25 دينار فقط تستطيع تهريب ما بحوزتك !! والكلمة المتداولة هناك  » الفياج  » بــ 25 دينار، والمقصود الدخول بــ 25 للمرة الواحدة ، أي بإمكانك أن تبيع البنزين وترجع إلى مدينة زلطن وتتم التعبئة من جديد ومن ثم الدخول إلى تونس مرة ثانية وهكذا ، واغلب الشباب يقولون أنهم يدخلون أكثر من 3 مرات يوميا .   وعند إطلاعنا على جوازات سفر بعض الشباب وجدناها ممتلئة جدا بختم الدخول والخروج .   اغلب الخبراء يقولون أن البنزين قابل للانفجار في أي وقت ، وبخاصة أن السيارات ممتلئة بحمولة إضافية وكبيرة جدا من البنزين وان الشباب معرضين للخطر في أي وقت .. فإلى متى تستمر هذه المهزلة !! وأين رجال الجمارك ؟؟ وما سبب استمرارهم في اخذ الرشاوي !!   هل أصبحت بلادنا مفتوحة على مصراعيها ؟؟ وهل يجد الإرهابيون ومهربي المخدرات في بلادنا ملاذا آمنا طالما حدودنا مفتوحة نتيجة للرشاوى والتهريب الذي تتفنن به العيون الساهرة هناك ؟؟؟   أين الجهات المسؤولة في الدولة ؟؟ ولماذا لم تتحقق مشاريع تنموية تستقطب الشباب وتساهم في وضع حلول لهم وبخاصة في توفير فرص عمل لهم !! بل أين تذهب الميزانية المخصصة للشباب ومعالجة مشاكلهم ؟؟؟   إلى متى يستمر قهر الشاب الليبي ؟؟؟ والى متى يتم تشويه سمعة بلادنا وشبابنا بين الأشقاء ؟؟   (المصدر: موقع « أخبار ليبيا » بتاريخ 16 سبتمبر 2007 نقلا عن موقع « القذافي اليوم ») الرابط: http://www.akhbar-libya.com/index.php?option=com_content&task=view&id=10896&Itemid=1


معرض الإسكندرية العربي الثاني للكتاب

نسخ خطية لابن خلدون وتونس ضيف الشرف.. والجناح السعودي هو الأكبر

 
الإسكندرية – داليا عاصم   بعد 10 أيام من الأنشطة المتنوعة اختتم معرض الإسكندرية العربي الثاني للكتاب فعالياته يوم الثلاثاء الماضي بمشاركة 16 دولة عربية مثلها 108 ناشرين بزيادة 28 ناشرا عن العام الماضي.   شهدت هذه الدورة إقبالا جماهيريا موسعا، خاصة أن المعرض أقيم في أوج الموسم الصيفي للمدينة، واحتضنته قلعة قايتباي الأثرية التي تعتبر من أهم المزارات السياحية بالإسكندرية وتتميز بموقعها الفريد على المتوسط. كما راعى المسؤولون أن تكون أنشطته خليطا متنوعا ما بين الندوات الفكرية والأمسيات الشعرية، والعروض الفنية والموسيقية والسينمائية التي قدمتها دار الأوبرا المصرية، وفرق الفنون الشعبية إضافة إلى محور خاص عن نجيب محفوظ بمناسبة الذكرى الأولى لرحيله، شمل ندوات عن الإسكندرية في روايات وسينما محفوظ، والمقاهي التي كان يرتادها ولقاءاته بها. وتخللت المحور عروض للأفلام التي كانت الإسكندرية مسرحا لها مثل « ميرامار » و »السمان والخريف » وغيرهما. وقد شكلت كل هذه العناصر عوامل جذب للجمهور.   حلت تونس ضيف شرف المعرض لهذا العام، وضم جناحها كماً من الكتب التونسية غطت معظم مجالات المعرفة في الفلسفة والأدب والتاريخ والعلوم والفن، كما ضم جناحا خاصا بالعلامة ابن خلدون.   يقول أوس العلويني مدير النشر بدار سحنون للنشر والتوزيع والمسؤول عن الجناح التونسي بالمعرض « إن جناح ابن خلدون المقام بالتعاون مع دار الكتب الوطنية بتونس، أتاح للجمهور فرصة للاطلاع على كتب العلامة ابن خلدون، وضم أهم الدراسات التي صدرت عنه ومجموعة من الكتب التي تتناول مقدمته الشهيرة، كما احتوى على أقدم الأعمال المطبوعة والمخطوطة، منها نسخ خطية لتاريخ ابن خلدون بقسميه، المقدمة وباقي كتابه المسمى « العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والبربر والعجم ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر « ومنها الكامل والمجزوء أو المبتور، وتتميز هذه المخطوطات بحداثتها مقارنة بعصر ابن خلدون وبأن أغلب نساخها المذكورين هم من التونسيين وهم: الصغير بن يوسف، الآجري، الورتتاني، و الحناشي، الرواتبي، مشيرا إلى أنه تواكب مع جناح ابن خلدون قسم آخر عرض حوالي 400 عنوان من مختلف الاختصاصات التي تقدمها وزارة الثقافة والمحافظة عن التراث التونسي، فضلا عن قسم للبيع شارك به 25 ناشرا تونسيا وقدم 300 عنوان من أحدث الإصدارات التونسية.   ومن أهم الاصدارات الأخرى المعروضة موسوعة الإمام الشيخ طاهر بن عاشور، التي تصل الى 6 عناوين، وكتب بيت الحكمة التي تتضمن المحاضرات الاكاديمية حول التراث واللغة والنقد الأدبي والعلوم، كما تقدم عبر الصور الفوتوغرافية أهم المحطات التراثية التونسية من مساجد ومعالم أثرية والمدن القديمة مثل سوسة والحمامات والقيروان.   وقد ناقشت الندوات المقامة على هامش المعرض عددا من القضايا الثقافية المهمة منها: « المد الإصلاحي بين مصر وتونس في العصر الحديث: أوجه التقارب والخصوصيات »، وشارك فيها الباحثان كمال عمران وجمال الدين دراويل من تونس، ومن مصر أشرف منصور ومحمد رفيق خليل، وأدار الندوة الدكتور محمد علي الكردي. وركزت على قضية الاصالة والمعاصرة ومفهوم التنوير والمشاريع التنويرية التي ترتبط بالسياسة الثقافية. وقدم كمال عمران قراءة نقدية للأوضاع في مصر وتونس من خلال مسيرة محمد علي باشا في مصر، وأحمد باشا باي في تونس، كرمزين للإصلاح، وتطرق للاختلاف الجوهري بين الحضارة الأوروبية والشريعة الإسلامية، بينما تحدث دراويل عن الإصلاح في الفكر التربوي في مصر وتونس، مقدما لمحات عن التواصل الثقافي بين مصر وتونس والذي بدأ منذ أوائل القرن الماضي وبلغ أشده في الخمسينات منه. وتحدث أشرف منصور أستاذ الفلسفة بجامعة الإسكندرية عن أعلام التنوير في مصر مثل: أحمد أمين وطه حسين والعقاد.   وضمت الفعاليات أيضا ندوة لمناقشة التحديات الثقافية في العالم العربي، أدارها سعيد المطيري مدير معرض الكويت للكتاب، وشارك فيها رفعت لقوشة وماهر عبد القادر ومحمد حافظ دياب ومحمود حمدي عبد الغني. وحول الشعر الشعبي في مصر وتونس أقيمت أمسية تحدث فيها كل من توفيق الصغير والجليدي العويني من تونس، وصبري أبو علم ومهدي بندق من مصر .   أيضا ركز المعرض على إسهامات أدباء الإسكندرية في الحياة الثقافية المصرية، والمسرح السكندري وتاريخه، وشارك عدد من الشعراء السكندريين في أمسيتين شعريتين، كما قدم عدد من الأدباء تذكارات ومدونات في القصة القصيرة السكندرية.   وكان لافتا في المعرض أيضا مشاركة المملكة العربية السعودية للمرة الثانية على التوالي بجناح هو الأكبر مساحة بين الدول المشاركة، وتضمن عروضا لإصدارات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وترجمه معانيه إلى أكثر من أربعين لغة عالمية حية ومعرضا للكتاب الأكاديمي، وقسما لكتب التراث العربي وأمهات الكتب في كل جوانب الفكر الإسلامي.   وشمل الجناح أيضا معرضا للصور الفوتوغرافية يبرز معالم الثقافة والنهضة العمرانية التي تشهدها المملكة، ومعرضا للفن التشكيلي لأعمال عدد من الطلبة السعوديين، وقسما للأدوات التراثية التي تجسد الموروث الشعبي السعودي والأزياء الشعبية فضلاً عن عروض تسجيلية بالصوت والصورة لمراحل اكبر توسعة تاريخية للحرمين الشريفين وتطوير الخدمات بهما. وشارك أيضا المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت بجناح ضم العديد من الكتب الصادرة عن المجلس ومجموعة من أحدث الكتب لأهم المؤلفين الكويتيين.   (المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 سبتمبر 2007)
 


 

رسالته تعتبر « سابقة » في مواقفه تجاه زعيم القاعدة سلمان العودة: اللهم إننا نبرأ إليك مما يصنع أسامة بن لادن

دبي- العربية.نت أثارت الرسالة التي انتقد فيها الداعية السعودي المعروف سلمان العودة مواقف وتصرفات القاعدة بزعامة أسامة بن لادن ردود فعل متفاوتة بين مؤيد ومعارض لها في أوساط إسلامية عديدة؛ حيث رأت بعض المواقع الأصولية المتعاطفة أو المؤيدة لابن لادن في رسالة العودة خروجا عن « حيادتيه » التي اتخذها سابقا، باعتباره غير محسوب على « المؤسسة الدينية الرسمية » في السعودية، بينما رأت مواقع أخرى توصف بالمعتدلة أن العودة تأخر في اتخاذ موقفه الذي بات يحسب له في معارضته لـ »الإرهاب » و »الإساءة إلى صورة الإسلام والمسلمين ». وكان د. سلمان العودة هاجم في برنامج « حجر الزواية »؛ الذي يبث على قناة mbc يوميا في شهر رمضان أسامة بن لادن سائلا إياه: « ماذا جنينا من تدمير شعب بأكمله كما جري في العراق وأفغانستان؟ بل وجرّت هذه الحروب إلى حروب أهلية أخرى تنذر بالشؤم والهلاك على هذه الدول وما جاورها، من المستفيد من محاولة تحويل المغرب والجزائر والسعودية وغيرها إلى بلاد خائفة لا يأمن فيها المرء على نفسه »؟. وأكد العودة لابن لادن أن أصوات « العلماء والدعاة والمخلصين المشفقين » تعلن « اللهم إننا نبرأ إليك مما يصنع أسامة ». وقال العودة في رسالته التي تزامنت مع مرور 6 سنوات على أحداث 11 سبتمبر « أخي أسامه، إن ما جرى في 11 أيلول كانت نتيجته قتل بضعة آلاف من البشر، بينما تجد دعاة مغمورين قد لا يعرفهم كثير من الناس هدى الله على أيديهم عشرات بل مئات الآلاف الذين اهتدوا إلى الإسلام واستناروا بنوره ». وتساءل العودة في رسالته التي تعتبر الأولى من نوعها لابن لادن « هل هناك تصميم على الوصول إلى الحكم ولو على جثث الآلاف المؤلفة من المسلمين؟ من المسؤول عن تنشيط أفكار التكفير والقتل حتى تفشت بين الأسرة الواحدة وأدت إلى القطيعة والعقوق والتفكك؟ من المسؤول عن شباب ذهبوا للقتال وتركوا خلفهم أمهات مكلومات و زوجات حزينات، وأطفالا يتامى ينتظرون بذهول عودة أبيهم؟ من المسؤول عن ملاحقة العمل الخيري والشك في كل مشروع إسلامي، ومطاردة الدعاة في كل مكان بتهمة العنف والإرهاب؟ ومن المسؤول عن اكتظاظ السجون بالشباب، حتى أصبحت هذه السجون مفرخة لموجة جديدة من التكفير والغلو والعنف والتطرف؟ ». وأبدى العودة أسفه لصورة المسلمين السيئة في أعين الآخرين بسبب تلك الأحداث، قائلا « إن صورة الإسلام اليوم ليست في أفضل حالاتها، لقد تحدّث الناس في العالم أن المسلمين يقتلون من لا يدين بدينهم، وتحدثوا أن السلفية تقتل من لا يدينون بها من المسلمين. أخي أسامة لقد ترك النبي عليه الصلاة السلام قتل المنافقين الذين نزل خبرهم في القرآن، خشية أن يقول الناس: إن محمدا يقتل أصحابه ». وختم العودة حديثه متسائلا أيضا « ألا يسعك ما وسع محمدًا صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين، أين الرحمة في قاموس الحرب والتفجير والقتل والتدمير واستهداف الأبرياء من عوام المسلمين؟ هل اختصرنا الإسلام في رصاصة أو بندقية؟ وهل صارت الوسيلة هي الغاية؟ ». (المصدر: موقع العربية.نت (دبي) بتاريخ 16 سبتمبر 2007) الرابط: http://www.alarabiya.net/articles/2007/09/16/39155.html  

مباحثات سرية بين فتح وحماس بدعم عربي

محمد الصواف   غزة – كشف مصدر سياسي فلسطيني رفيع المستوى لـ »إسلام أون لاين.نت » أن مباحثات سرية بين حركتي « فتح » و »حماس » انطلقت مؤخرا في إحدى الدول العربية بهدف محاولة إيجاد أرضية مشتركة بين الجانبين ومحاولة حل الخلافات العالقة بينهما.   وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس « حرص على أن تكون تلك المباحثات سرية، لإصرار إسرائيل والولايات المتحدة على ربط مفاوضات السلام المرتقبة في إطار المؤتمر الدولي المقرر نهاية العام، بعدم إجراء أي حوار مع حماس ».   وأوضح أن « الرئيس عباس أرسل مبعوثًا كبيرًا للتواصل مع حماس لاستكشاف إمكانية إيجاد أرضية مشتركة للحل يتم من خلالها الاتفاق بين الحركتين على إعادة الالتحام بين الضفة والقطاع وعلى تسوية كل الخلافات العالقة ».   ولفت إلى أن المباحثات تتم بشكل مباشر بين مبعوث الرئيس عباس ووفد حماس بدون تدخل عربي، « ليتم الوصول إلى اتفاق عن قناعة من الجانبين يضع نهاية حقيقية للأزمة المستحكمة بينهما وليس بضغوط عربية ».   وعلى الصعيد ذاته لفت المصدر المطلع على المباحثات إلى أنها تختلف عما تحدثت عنه بعض وسائل الإعلام من لقاءات تجري بالضفة بين نواب برلمانيين عن حماس وقادة بحركة فتح أو لقاءات أخرى تجرى بين عناصر الحركتين لضمان الهدوء في الضفة وغزة.   وأضاف أن « هذه المباحثات التي تشارك فيها شخصيات رفيعة من حماس في الخارج تحيطها السرية الشديدة بناء على طلب الرئيس عباس ».   وتطالب قيادات فتح من حركة حماس إنهاء كافة أشكال سيطرتها على قطاع غزة منذ منتصف يونيو الماضي وأن تعيد تسليم مقرات الأمن الوقائي وحرس رئاسة السلطة إلى حركة فتح. ولا تعارض من حيث المبدأ حركة حماس ذلك، غير أنها تطالب في المقابل بإعادة هيكلة وإصلاح كافة الأجهزة الأمنية على أسس مهنية وليست فصائلية بما يضمن عدم عودة سيطرة حركة فتح عليها، لا سيما أن اتفاق مكة المبرم بين الحركتين في فبراير الماضي نص على ذلك.   مؤتمر بوش   ورأى المصدر أن الرئيس عباس يرفض الكشف عن مثل هذه الاتصالات قبل مؤتمر السلام الدولي الذي دعا له الرئيس الأمريكي جورج بوش في الخريف المقبل.   غير أنه أضاف أن عباس سيبني على تلك الاتصالات في حالة فشل المؤتمر، خاصة مع وصوله لقناعة بأن المؤتمر لن يقدم شيئا للفلسطينيين بسبب عدم الإعداد الجيد له.   كما وصل الرئيس عباس أيضا، بحسب المصدر، إلى « قناعة بفشل مباحثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بعد سلسلة طويلة من اللقاءات التي جرت عقب سيطرة حماس على القطاع في منتصف يونيو الماضي، ورفض خلالها أولمرت وضع جداول زمنية للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي ».   ويفضل الرئيس عباس دائما المباحثات السرية البعيدة عن الإعلام ويرى فيها الوسيلة الناجحة في التوصل إلى اتفاقيات وحلول، بحسب المصدر الذي لم يكن لديه تفاصيل عن مسار المباحثات السرية حتى هذه اللحظة وعما إذا كانت أخذت منحى إيجابيا.   دور سعودي   وفيما يتعلق بالجهود العربية الرامية لإجراء حوار بين الحركتين، شدد المصدر على أن المملكة العربية السعودية لها دور كبير في دفع الرئيس عباس لإجراء مباحثات مع حماس.   وأشار إلى سلسلة لقاءات علنية وغير علنية عقدها السعوديون مؤخرا مع الرئيس عباس وعدد من قادة حماس، بينهم رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، كان آخرها الاتصال الهاتفي الذي أجراه هنية مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، وأكد خلاله التزامه وحكومته باتفاق مكة المكرمة الموقع بين فتح وحماس في فبراير الماضي برعاية سعودية.   وذكر المصدر الفلسطيني أن زيارة عباس للمملكة الأسبوع الماضي جاءت بناء على طلب سعودي، وتركزت حول سبل عودة الحوار.   وبحسب المصدر، فإن « السعودية حاولت إقناع الرئيس عباس بالحوار الرسمي مع حماس لافتقار مؤتمر الخريف لأي مقومات للنجاح، وحذرت من التعويل عليه ».   وقال: « إن عباس وأمام الضغوط السعودية أصر على إبقاء المباحثات مع حماس في إطار السرية حتى نهاية العام ».   وتطلع بشكل دوري عدة دول عربية على المباحثات بين مبعوثي الرئيس عباس وحماس وتشجعها، ومن بينها مصر والسودان واليمن، وفق المصدر نفسه.   على صعيد متصل، كشفت مصادر مقربة من حركة حماس لـ »إسلام أون لاين.نت » أن ممثلين عن حكومة النرويج عقدوا في الأيام القليلة الماضية مباحثات مع قيادة حركة حماس في قطاع غزة ودمشق وكذلك مع قادة من حركة فتح وعرضوا رعاية حوار بينهما على أراضيها واستضافة قادة الحركتين. ولم يعط المصدر نفسه مزيدا من التفاصيل.   (المصدر: موقع إسلام أون لاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 16 سبتمبر 2007)  

مسلمو أوروبا يدينون إهدار القاعدة دم رسام سويدي

هادي يحمد     أجمعت قيادات فكرية ودينية مسلمة بأوروبا على إدانة الدعوة التي صدرت عن أحد فروع تنظيم القاعدة بشأن إهدار دم رسام سويدي أساء للرسول. وحذرت تلك القيادات من أن هذا الأمر « يصب في خط التصادم والتناحر بين المسلمين والغرب ويضر بصورة الإسلام والمسلمين خاصة في أوروبا ».   وجاء في بيان لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا حصلت « إسلام أون لاين.نت » على نسخة منه : « نستنكر تصريحات أبو عمر البغدادي؛ أمير القاعدة بالعراق، التي أعلن فيها عن مكافأة مالية قدرها 100 ألف دولار لمن يقتل رسام سويدي أساء للرسول في كاريكاتير، و50 ألف أخرى لمن يقتل رئيس تحرير المجلة التي نشرت الرسوم ».   وأضاف البيان أن مثل هذه التصريحات « تتنافى مع شرائع الدين ومنطق العقل ، كما تسهم في تقويض الصورة الطيبة التي سعى المسلمون لرسمها في مجتمعاتهم الأوروبية خلال عقود من الزمن، وتمهد الطريق أمام بعض المحاولات الماكرة للتضييق على المسلمين عبر تعميم هذه التصريحات وغيرها ».   كما شدد اتحاد المنظمات الإسلامية في بيانه على أن هذه التصريحات تنافي تعاليم الإسلام الحنيف « الذي أمرنا باحترام العهود والمواثيق، وعظم من حرمة الدماء والأعراض، وأمرنا بحسن التقاضي، وتغليب الصالح العام ».   باطلة شرعا   من جانبه اعتبر الشيخ أحمد جاب الله عميد المعهد الأوربي للعلوم الإنسانية وعضو المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء دعوة القاعدة بأنها « باطلة شرعا وقانونا ومصلحة ».   وقال في تصريحات لإسلام اون لاين: « ندعو تنظيم القاعدة وأمثاله للكف عن تأجيج الصراع بين الغرب والإسلام »، مضيفا أن « مثل هذه الدعوة ليست سليمة وفيها ضرر كبير لمسلمي أوروبا وتعطي الحجة لليمين المتطرف وغيره بأن المسلمين غير قادرين على التحاور وأن أسلوبهم هو القتل والذبح والتفجير ».   ومتفقا معه ، وصف الدكتور علي أبو شيمة مدير المركز الإسلامي والثقافي بمدينة ميلانو الايطالية هذه الدعوة بأنها « غير مسئولة وتنم عن قصر نظر صاحبها ».   وأوضح قائلا أن « الرد على سفاهة من هذا النوع لا يجب أن يكون بأسلوب القتل والذبح وهو الأمر الذي يكرس الصورة الأوربية للمسلمين بأنهم عطشى لرؤية الدم وسفاحين ».   وأشار أبو شيمة إلى إن مثل هذه الدعوات « تحطم كل الجهود التي قام بها مسلمو أوروبا في إيجاد مكانة لهم وسط المجتمع الأوروبي وتعيدنا إلى نقطة الصفر في وسط أجواء هي في الأصل معادية لنا ».   سبيل إنهاء الرسوم المسيئة   أما كمال الهلباوي أحد أبرز قيادات العمل الإسلامي بأوروبا والمقيم بلندن فأكد أن إنفاق الأموال التي رصدت لقتل الرسام السويدي ورئيس تحرير المجلة التي نشرت الرسم المسئ للرسول، في دعم الدعوة الإسلامية والتعريف به « أكثر جدوى ونفعاً، وهو السبيل من أجل إنهاء ظهور مثل تلك الرسوم ».   وتساءل الهلباوي عن الفائدة المرجوة من قتل الرسام أو رئيس التحرير قائلاً: « هل سيكون هذا الرسام أخر شخص يسب أو يسئ للرسول ؟؟ ». وتابع يقول: « فلينفقوا تلك الأموال إذا كانت بحوزتهم في مشروعات التنمية في أفريقيا أو أسيا كما يفعل أهل التبشير المسيحي ».   وحذر الهلباوي من عواقب مثل هذه التهديدات على الأقليات المسلمة في أوروبا خاصة في حال قتل الرسام قائلاً: » عندما يقتل هذا الرجل – في حال الوصول إليه- سيكون له تأثير سلبي للغاية على الأقليات ».   كما ألمح إلى أن عرض مثل تلك المكافآت لا يفيد سوى الشخصيات المهددة ضارباً المثل بفتاوى إمام الثورة الإيرانية الخميني في إيران الذي أوصى بهدر دم سلمان رشدي بعد إصداره رواية (آيات شيطانية) عام 1988 ، ورصدت إيران حينها جائزة قدرها مليون دولار لمن يقتله.   وأوضح أن مثل هذا الإعلان منح مزيداً من الأهمية لرشدي حتى منحته ملكة بريطانيا لقب « فارس » في شهر يونيو الماضي.   دعوة سياسية   الدكتور عزام التميمي مدير معهد الفكر الإسلامي بلندن رأي هو الأخر أن هذه الدعوة هي « دعوة سياسية وليس لها مستند ديني وأصحابها لا يعون حقا تبعاتها لأنها ستزيد من تعميق الهوة بين الإسلام والغرب وتعطي الحجة للمتشددين من المعسكرين ».   كما اعتبر أن أصحاب الرسوم المسيئة للرسول « يفتحون الأبواب للقاعدة ويعطونها الشرعية لأن ما رسم أمر مهين للمسلمين ممثلة في رمزهم وأعز الناس إليهم وهو الرسول الكريم ».   وكان المجلس الإسلامي السويدي، وهو أحد أكبر المنظمات الإسلامية في السويد، قد أدان تهديدات البغدادي عقب نشرها.   وكانت صحيفة نيريكس الهاندا التي تصدر في مقاطعة اوربيرو (غرب العاصمة ستوكهولم) قد نشرت في 18 أغسطس رسما كاريكاتوريا يمثل النبي محمد صلى الله عليه وسلم في جسد كلب مما أثار سخط الأقلية المسلمة في السويد حينها التي حاولت حل المشكلة مع السلطات المحلية وعدم تصديرها للخارج على غرار أزمة الرسوم الدانماركية.   وكانت صحيفة يولاندس بوستن الدانماركية قد نشرت في سبتمبر 2005 صور كاريكاتورية مسيئة للرسول أشعلت موجة عارمة من الغضب في العالم الإسلامي وأجبرت الحكومة الدنماركية على تقديم اعتذارات للمسلمين في أنحاء العالم.   (المصدر: موقع إسلام أون لاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 16 سبتمبر 2007)  

الجزائر.. ساسة مخضرمون يعلنون مبادرة لوقف العنف

أميمة أحمد   الجزائر – طرحت شخصيات سياسية جزائرية مخضرمة مبادرة تستهدف إنهاء أعمال العنف التي تصاعدت وتيرتها مؤخرا في الجزائر، وتدعو بشكل خاص السلطات للتوقف عن سياسة « الإقصاء » تجاه بعض القوى السياسية.   وجاءت المبادرة في أعقاب إعلان حسان حطاب الزعيم السابق لما يسمى حاليا بـ »تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي » عودته للعمل المسلح بعدما « خاب » أمله في جدوى مسار سياسة الوئام والمصالحة الرسمية، بحسب تقديره.   إعلان حطاب بالعودة للسلاح قبل يومين، أعقبه هو الآخر انفجار قنبلة أمس الجمعة قرب مخفر للشرطة بمدينة زموري شرق الجزائر العاصمة؛ وهو ما أثار مخاوف الجزائريين من تزايد العنف خلال شهر رمضان.   وفي محاولة لإنهاء موجة العنف الجديدة، وقّع أمس الجمعة كل من حسين آيت أحمد زعيم جبهة القوى الاشتراكية، وعبد الحميد مهري الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الحاكم، ومولود حمروش رئيس الحكومة السابق، على بيان يشمل الخطوط العريضة لمبادرة سياسية ترمي إلى إنهاء تلك الموجة بالجزائر.   وأبدت الشخصيات الثلاثة استعداها للمساهمة في إيجاد هذا الحل بقولهم: « إننا نبقى منشغلين بتطور وضعية البلاد، ومستعدين للإسهام والمشاركة في إيجاد حل لإخراج البلاد من الأزمة المتعددة الجوانب »، بحسب البيان.   « الإقصاء ليس الحل »   ووجّه البيان نداء إلى المسئولين بالسلطة قائلاً: « ننادي ونقول بأن إنكار السياسة وممارسة العنف والإقصاء ليست حلولا للمشاكل والصعوبات وحالة الانسداد التي يعيشها النظام »، في إشارة إلى رفض تأسيس أحزاب جديدة لتيارات إسلامية وغلق المجال الإعلامي أمام المعارضة غير الموالية للسلطة.   كما أكدوا أن « المخرج الوحيد لأمن البلاد واستقرارها وتحقيق الأمل هو وضع مسار لدمقرطة السلطة وممارستها ورقابتها »، معربين عن إيمانهم بأن « كل شرائح المجتمع ستلتزم وتساهم في تجسيد هذا المسار ».   كما أدان البيان عمليات العنف الأخيرة ووصفوها « بالهمجية والعنيفة ». وأكدوا أن « اللجوء إلى العنف والترهيب ليس الطريق المؤدي إلى تحقيق الآمال ».   وفي محاولة لمعرفة مزيد من التفاصيل عن المبادرة اتصلت شبكة « إسلام أون لاين.نت » مع أحد مطلقيها، عبد الحميد مهري، إلا أنه رفض تقديم أي تفاصيل، قائلاً: « ننتظر ردود الفعل » (يقصد رد فعل السلطة رسميا).   وكان مهري قد قال في كلمة ألقاها في المؤتمر الرابع لجبهة القوى الاشتراكية الذي عقد الأسبوع الماضي وحضره حسين آيت أحمد: « إن وثيقة روما لا تزال المخرج للأزمة الجزائرية، بالحوار بين القوى الحية في المجتمع ».   ووقّع مهري مبادرة « ميثاق روما » عام 1995 مع جبهة الإنقاذ المحظورة لإخراج البلاد من دوامة العنف التي شهدتها عقب إلغاء نتائج الانتخابات التشريعية لعام 1992، إلا أن السلطة آنذاك لم تلق بالا لتلك المبادرة.   إلا أن ما يثير الاهتمام هذه المرة أن الإذاعة الجزائرية الرسمية استهلت نشرة الأخبار بالإعلان عن المبادرة؛ وهو ما يعكس مبدئيا وجود قبول رسمي لمثل تلك المبادرة، على حد قول مراقبين.   ويدعم هذه التوقعات أن المبادرة تأتي في ظرف حرج تعيشه السلطة بعد عودة أعمال العنف.   وفي هذا السياق توقع محلل سياسي رفض الكشف عن اسمه لـ »إسلام أون لاين.نت » أن تتعامل السلطة « بمرونة مع مبادرة المعارضة، خاصة أن حزب العمال اليساري أيضا دعا إلى حوار وطني لا يقصي أحدًا »، في إشارة إلى قادة الإنقاذ، بهدف « إيجاد حل ينهي العنف ويحقق الاستقرار والتنمية للبلاد ».   وجاءت دعوة حزب العمال اليساري بعد مبادرة أرسلها الشيخ علي بلحاج الرجل الثاني في جبهة الإنقاذ مؤخرًا ووصفها « بالمبادرة الشاملة » شريطة ألا تقصي أحدا.   انفجار و3 ضحايا   وتزامنت مبادرة الشخصيات السياسية مع انفجار قنبلة مساء أمس قرب مخفر للشرطة بمدينة زموري الواقعة على بعد 50 كيلومترًا شرق الجزائر العاصمة.   وخلف الانفجار الذي وقع بثاني أيام شهر رمضان ثلاثة قتلى وما لا يقل عن ستة جرحى. ولم تعلن أية جهة مسئوليتها عن الانفجار.   وتعليقا على هذا الانفجار يقول المحلل السياسي عبد العالي رزاقي في تصريحات لـ »إسلام أون لاين.نت »: إن الانفجار « رسالة أخرى للجهات المعنية بالأمر بأن الجماعات المسلحة تقوم بعملياتها ضد مصالح الأمن وليس ضد المواطنين في أماكن معينة ».   وهدد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قبل ثلاثة أسابيع بشن عمليات عنف جديدة، ورد حينها وزير الداخلية الجزائري نور الدين يزيد زرهوني قائلاً بأن الدولة لديها الإمكانيات اللازمة « لمواجهة أي عمل إرهابي مهما بلغت درجته ».   وفي أعقاب ذلك تبنى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عمليتين انتحاريتين الأولى في ولاية باتنة شرق الجزائر، استهدفت مواطنين كانوا يتأهبون لاستقبال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، والثانية ضربت ثكنة لخفر السواحل بمرفأ دلس شرق العاصمة، ليصل ضحايا العمليتين لأكثر من 50 ضحية.   وأثارت تلك الحوادث مخاوف الجزائريين من تصعيد أعمال العنف خلال شهر رمضان الذي تعتبره الجماعات المسلحة شهرًا للجهاد، غير أن الحكومة طمأنت المواطنين بأنها اتخذت إجراءات أمنية لضمان أمن الشهر الكريم.   حطاب يعود للسلاح   انفجار زموري جاء بعد نحو يومين من إعلان حطاب الزعيم السابق للجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي حاليا عن عودته للعمل المسلح، بعدما خاب أمله في مسار السلم والمصالحة الوطنية، على حد قوله.   وقال في رسالة مفتوحة وجهها الأربعاء 12-9-2007 إلى السلطات العمومية في الجزائر أن « الإرهاب أحسن من اتباع سياسة الخذلان »، ومتهما أطرافا في السلطة دون أن يسميها في عرقلة مسار السلم.   وترك حطاب العمل المسلح قبل ثلاث سنوات على أمل استفادته من قانون الوئام المدني الصادر عام 1999، وما تلاه من تدابير قانون ميثاق السلم عام 2005.   (المصدر: موقع إسلام أون لاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 15 سبتمبر 2007)  


 

نحو انتشار الممارسة الديمقراطية في العالم العربي؟

 
عبد اللطيف الفراتي (*)          جاء سير الانتخابات التشريعية في المغرب الأقصى، وجاءت نتائجه مثلجة للصدر، ومبرزة أن هناك على الأقل 5 أو 6 دول عربية، دخل فيها المسار الديمقراطي، منعرجه الحاسم، نحو إقرار مقوماته الأساسية، المتمثلة في حرية التعبير أم الحريات، وانطلاق الصحافة من عقالها، واحترام حقوق الإنسان، الفردية والجماعية، وقيام منظومة أحزاب سياسية فعلية فاعلة ومستقلة في قرارها، ومقومات مجتمع مدني جمعياتي قوية، وانتخابات تتميز بالوضوح والشفافية والنزاهة، وتنتهي بنتائج غير معلومة مسبقا تتنزل فيها المنافسة الفعلية موقع الركيزة الأساسية.   ولذلك فإنه ما أعلن عن النتائج حتى جاءت تحية حارة لها من المراقبين الدوليين المستقلين الذين استدعتهم السلطة المغربية، والمشهود لهم، ومن قبل الأمم المتحدة نفسها بالمهنية والنزاهة، باعتبارهم يتقيدون فقط ولا غير بالمعايير التي حددتها نصوص الأمم المتحدة.   غير أن الانتخابات المغربية وبشهادة أولئك المراقبين، لم تكتف بالنصاعة الكاملة في حد ذاتها بل قامت في إطار من المناخ السليم على شاكلة ما هو موجود في البلدان العريقة في الممارسة الديمقراطية. وخلال أشهر قليلة توالت على المنطقة المغاربية عمليتا انتخاب شفافتان ونزيهتان في كل من المغرب وموريتانيا.   وإذ لم تخل تلك الانتخابات المغربية من هنات قليلة وبعض التجاوزات، فإنه وبشهادة من لا اختلاف حول قيمة شهاداتهم، لا يمكن أن تؤثر تلك العناصر لا على سير الانتخابات ولا على نتائجها، وبالتالي فإن الاستنتاج الطبيعي والموضوعي وبعيدا عن أي أغراض دعائية هو أن تلك الانتخابات قد جرت وسارت وفق المقاييس والمعايير المعتمدة دوليا.   غير أن انتخابات طبيعية في بلد عربي، وهو ما يمثل استثناء آخذا بالانتشار، بعد أن ساد تباعا في عدد من البلدان العربية لا يتعدى عددها 5 أو 6 من بين 23 دولة عربية، لا ينبغي أن يلهي عن قراءة نتائج تلك الانتخابات، فهي قد جرت، لا للبرهنة على صحتها وسلامتها، ونزاهتها وشفافيتها، بل للتمكن من معرفة من هو الأجدر، بالإمساك بمقاليد السلطة، وقيادة السفينة، كما هو الشأن في البلدان العريقة في الممارسة الديمقراطية، وبالتالي لمن يؤول الحكم.   ولعل نقطة الضعف الرئيسية في انتخابات 7 سبتمبر، هي المتمثلة في ضعف نسبة المشاركة في التصويت، فقد توجه لصناديق الاقتراع 37 في المائة من جسم الناخبين، أي الثلث فقط من عدد المرسمين على قائمة المصوتين المفترضين، وإذ لا يقلل ذلك من تمثيلية الشعب المغربي، فإنه يصيب الأجهزة المنبثقة عن هذه الانتخابات بالهشاشة، دون أن يقلل من شرعيتها.   وإذ تعتمد الانتخابات التشريعية المغربية على طريقة التصويت بالنسبية المطلقة مع اعتماد أعلى البواقي، (جمع باقي) فإنها تعتبر بذلك أعقد طرق الانتخاب وأقلها قدرة على إبراز أغلبية واضحة في البرلمان، بصورة تمكن حزبا بمفرده من الحكم وحده.   ومما يزيد الأمر تعقيدا فإن الحزب المشارك الذي لا يجمع 6 في المائة من أصوات الناخبين في دائرة ما لا يحق له الدخول في سباق الحصول على مقاعد في تلك الدائرة.   وانتهت انتخابات سبتمبر الحالي في المغرب إلى انقلاب في ترتيب الأحزاب من حيث عدد ممثليها في البرلمان قياسا بانتخابات سنة 2002، وبعد أن كان حزب اتحاد القوى الشعبية يحتل المرتبة الأولى بـ 50 مقعدا من 325 جاء في المرتبة الخامسة، وفاجأ الاستقلال وهو أعرق الأحزاب المغربية وأبو الكفاح الوطني من أجل الاستقلال والذي يحسب في صف المحافظين على المرتبة الأولى بـ 16 في المائة من الأصوات و52 مقعدا في البرلمان الجديد، أما حزب العدالة والتنمية والمحسوب على الإسلاميين المعتدلين فإنه وبعكس ما كان يتوقع المراقبون لم يحرز سوى المرتبة الثانية، وبعيدا عما كان ينتظر من الحصول على 72 مقعدا مكتفيا بـ 48 مقعدا فقط في البرلمان الجديد.   وأمام هذا الوضع المتمثل في أن أيا من الأحزاب لا يستطيع أن يجمع أغلبية بسيطة في البرلمان الجديد (168 نائبا) كما في السابق، فإنه ينبغي أن تجتمع على الأقل 4 أحزب أو5 لتشكيل الحكومة، هل يكون من بينها حزب العدالة والتنمية الإسلامي النزعة؟ والأقرب إلى الحزب الحاكم في تركيا، في طرق تعامله ومناهجه وبرامجه وما يعلنه .   على أن للمرء أن يستنتج أيضا أن المغرب يسير منذ وصول الملك محمد السادس إلى سدة الملك قبل 8 أو 9 سنوات، بقدم ثابتة نحو ترسيخ نظام ملكي دستوري، يلعب فيه الملك دورا مركزيا ويجمع بين يديه سلطات كبيرة، ولكن تبقى فيه للشعب كلمة مسموعة جدا، عن طريق برلمان منتخب بصورة نزيهة وشفافة، وصحافة حرة ومنطلقة يقال إنها تتجاوز في كثير من الأحيان الحدود والخطوط الحمراء، وممارسة ديمقراطية مشهود بأنها تقتبس الكثير من الدول الأكثر ديمقراطية في العالم.   وخلال فترة التسعينيات وكنت شخصيا كثير التردد على المغرب، في فترة حكم الملك الراحل الحسن الثاني، أذكر أن ديبلوماسيا عربيا مرموقا في العاصمة المغربية الرباط، وكان مقربا جدا من ولي العهد آنذاك الأمير محمد، الذي سيصبح ملكا على المغرب لاحقا، قد ردد لي عديد المرات، أن الأمير محمد يطمح عند وصوله للملك، واستلام العرش، أن يجعل من المغرب، ملكية دستورية على شاكلة ما حصل في إسبانيا على يدي خوان كارلوس، وأن الملك الإسباني يبقى بالنسبة له المثل الأعلى للملك، المنصت لشعبه، ويبدو أن كل ذلك هو بصدد التحقق والإنجاز، فقد تم تحرير الصحافة، وأنجزت مصالحة وطنية لم يحصل مثيل لها في أي دولة عربية، ونظمت انتخابات حرة شفافة ونزيهة أكثر من مرة، دعيت بعدها حكومات تداول وتناوب كما هو شأن الديمقراطيات الحقيقية. والسؤال المطروح بعد ذلك هو هل إن المنطقة العربية بصدد السير نحو الممارسة الديمقراطية في أجزاء أكثر فأكثر من أقاليمها، على الأقل هذا هو المؤمل؟   (*) كاتب من تونس   (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 16 سبتمبر 2007)


العدالة الانتقالية مدخل لإعادة تأسيس شرعية الدولة العربية

 
رضوان زيادة (*)، معتز الفجيري (**)      تشير العدالة الانتقالية إلى حقلٍ من النشاط أو التحقيق يركز على المجتمعات التي تمتلك إرثاً كبيراً من انتهاكات حقوق الإنسان والإبادة الجماعية، أو أشكال أخرى من الانتهاكات تشمل الجرائم ضد الإنسانية، أو الحرب الأهلية، وذلك من أجل بناء مجتمع أكثر ديموقراطية لمستقبل آمن.   يمكن إدراك هذا المفهوم من خلال عدد من المصطلحات التي تدخل ضمنه مثل إعادة البناء الاجتماعي، المصالحة الوطنية، تأسيس لجان الحقيقة، تعويض الضحايا، وإصلاح مؤسسات الدولة العامة، مثل الشرطة وقوى الأمن والجيش، التي غالباً ما ترتبط بها الشبهات أثناء النزاعات الأهلية الداخلية المسلحة.   يربط مفهوم العدالة الانتقالية بين مفهومين هما العدالة والانتقال، ولكن المعنى الذي يدل بشكل ادق عن هذا المفهوم يعني: تحقيق العدالة أثناء المرحلة الانتقالية التي تمر بها دولة من الدول، كما حصل في تشيلي (1990 ) وغواتيمالا (1994 ) وجنوب أفريقيا ( 1994 ) وبولندا (1997 ) وسيراليون ( 1999) وتيمور الشرقية   (2001 ) والمغرب (2004 ). فمع حدوث التحول السياسي بعد فترة من العنف أو القمع في مجتمع من المجتمعات يجد المجتمع نفسه في كثيرٍ من الأحيان أمام تركة صعبة من انتهاكات حقوق الإنسان، ولذلك تسعى الدولة إلى التعامل مع جرائم الماضي رغبةً منها في تعزيز العدالة والسلام والمصالحة، ويفكر المسؤولون الحكوميون ونشطاء المنظمات غير الحكومية في انتهاج مختلف السبل القضائية وغير القضائية للتصدي لجرائم حقوق الإنسان، وتستخدم في ذلك مناهج عدة من أجل تحقيق إحساس بالعدالة أكثر شمولاً وأبعد أثراً، مثل إقامة الدعاوى القضائية على مرتكبي الانتهاكات من الأفراد، كما حدث في كوسوفو، أو إرساء مبادرات لتقصي الحقائق لمعالجة انتهاكات الماضي، كما حصل في سيراليون، أو تقديم التعويضات لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، كما حدث في الولايات المتحدة، أو التمهيد لعمليات المصالحة في المجتمعات المنقسمة على نفسها، كما حدث في تيمور الشرقية.   يبدو العالم العربي اليوم في حاجة إلى الدخول في مرحلةٍ جديدة من «العدالة الانتقالية»، وخاصة تلك الدول التي شهدت انتهاكات كبيرة على مستوى حقوق الإنسان في الماضي. فالعدالة الانتقالية وحدها تؤسس للمصالحة الوطنية، كما أن إرث «المصالحة» يعود بجذوره بعيداً إلى التاريخ العربي – الإسلامي، ولذلك تبدو المجتمعات العربية بحاجةٍ إلى استعادة هذا التراث ممزوجاً بالخبرات المتراكمة للمجتمعات، خصوصاً تلك التي مرت بفتراتٍ من النزاع الأهلي أو انتهاكاتٍ جسيمة لحقوق الإنسان أخلّت بثقة المواطن بالنظام السياسي والقضائي لبلده إخلالاً كاملاً، وبات المواطن أكثر شعوراً أن الدولة ذاتها متورطةٌ في ما يعيش فيه.   إن تعبير «المصالحة الوطنية» يعود إلى الزعيم الفرنسي التاريخي شارل ديغول، وقد استخدمه في ما بعد على التوالي كل من الرئيسين جورج بومبيدو وفرنسوا ميتران، وذلك عندما رسخ عندهما الاعتقاد بضرورة تحمل مسؤولية محو ديون وجرائم الماضي التي وقعت تحت الاحتلال أو إبّان حرب الجزائر.   فديغول عندما عاد للمرة الأولى إلى فيشي وألقى فيها كلمة شهيرة حول وحدة وفرادة فرنسا، شكّل مفهوم المصالحة الوطنية لحمة الخطاب الديغولي، وهو الأمر ذاته الذي فعله بومبيدو الذي تحدث في ندوةٍ شهيرة له عن المصالحة الوطنية وعن الانقسام الذي تم التغلب عليه، جراء عفوه عن توفيي Touvier. وكان هذا المفهوم ذاته موضوع خطاب ميتران لما أعلن عن تأكيده في مناسبات عدة أنه ضامن الوحدة الوطنية، ورفض إعلان أن فرنسا مسؤولة عن الجرائم المقترفة تحت حكم فيشي الذي وصفه بالسلطة اللاشرعية أو غير التمثيلية التي استولت عليها أقلية من المتطرفين.   ثم استخدم مانديلا هذا المفهوم في جنوب أفريقيا عندما كان ما يزال قابعاً في السجن، إذ رأى أن من واجبه أن يضطلع بنفسه بقرار التفاوض حول مبدأ إجراء العفو العام، الذي سيتبع أولاً عودة منفيي المؤتمر الوطني الإفريقي ويطمح إلى مصالحة وطنية، من دونها سيكون البلد عرضةً لمزيد من الاحتراق وإراقة الدماء التي سيقف وراءها الانتقام بكل تأكيد. إن المصالحة هي شكل من أشكال العدالة الانتقالية التي تكون ضرورية لإعادة تأسيس الأمة على أسس شرعية قانونية وتعددية وديموقراطية في الوقت ذاته .   إن أزمة العدالة والمحاسبة في العالم العربي تعود بالدرجة الأولى إلى ضعف استقلال القضاء، وتبعية أجهزة النيابة العامة للسلطات التنفيذية، وتآكل الثقة بالقضاء الوطني بفعل الانقسامات الداخلية الحادة كما في لبنان والسودان والعراق وفلسطين، وغياب إرادة تسوية ملفات الماضي، وكشف الحقيقة، حيث أن معظم الدول العربية شهدت انتهاكات منهجية لحقوق الإنسان على مدار عقود ما بعد الاستقلال، وفي إطار سعيها الى التستر على ارتكابات الماضي، ومنح القائمين بها الحصانة القضائية، تتبنى بعض الحكومات ما يعرف بقوانين العفو، وتفرض تدابير صارمة ضد من يسعى الى انتقاد مثل هذه القوانين، والأغرب أنها تُسوق هذه القوانين إعلامياً باعتبارها مصالحة وطنية!   لذلك لا يبدو غريبا أن تتزايد تطلعات ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان في المنطقة العربية إلى جهات دولية لانصافهم، كبديل عن عجز وعدم رغبة القضاء الوطني في محاسبة منتهكي حقوق الإنسان، وإقرار العدالة وحكم القانون. فقد شهدت المنطقة مؤخراً أهم سابقتين في هذا الإطار: الأولى هي تحويل ملف جرائم دارفور إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بناء على قرار من مجلس الأمن، والسابقة الثانية هي تشكيل محكمة ذات طابع دولي لمحاكمة المتورطين في اغتيال رفيق الحريري، والتي تشكلت في سياق سياسي متأزم في لبنان، وفي أعقاب سلسلة من الاغتيالات التي طالت رموز السياسة والصحافة المنحازين إلى الاستقلال الوطني.   لقد فشل القضاء الوطني في كلا النموذجين في الخوض في المحاسبة، لعدم استقلاليته من ناحية، وعدم قدرته في بيئة منقسمة اثنيا وعرقيا وسياسيا على فتح ملفات من هذا القبيل، وأصبح تحدي العدالة في كلا البلدين جزءاً لا ينفصل عن النضال الديموقراطي في مواجهة أنظمة شمولية، وحلقة من إحقاق السلام الداخلي الذي يتطلب العدل، وإنهاء ثقافة الإفلات من العقاب.   وسائل العدالة الدولية هي تطور بشري وانتاج حضاري مشترك، وليست انتاجا غربيا، ولا بد من تعزيزها بدلا من تقويضها، لكنها لا يمكن أن تكون بديلة عن الآليات الوطنية للعدالة، والتي تعد العدالة الانتقالية احدى تجلياتها. وتبدو تجربة المغرب مغرية في هذا الاطار على رغم بعض التحفظات على مسارها لوجود ملفات وجرائم لم يكشف عنهما النقاب بعد، وتباطؤ تنفيذ توصيات هيئة الانصاف والمصالحة، واستمرار انتهاج السلطات لممارسات ضد حقوق الإنسان، وخاصة على خلفية الحرب على الإرهاب. لكن بشكل عام تعتبر التجربة المغربية خطوة للأمام وغير مسبوقة في هذه المنطقة من العالم. وفي العراق اكثر من غيره، تبدو الحاجة ماسة لهذه العدالة الانتقالية، كما لا مخرج لسورية من استحكام أزماتها الداخلية إلا بقرار تاريخي من نمط «المصالحة الوطنية «. وإرث الماضي في لبنان لن يتم تجاوزه من دون الدخول في سياسة الصفح والمصالحة التي هي وحدها الكفيلة بالخروج من أسر الماضي الثقيل الوطأة إلى رحاب المستقبل.   (*) كاتب سوري   (**) مدير البرامج في مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان   (المصدر: ملحق « تيارات » بصحيفة « الحياة » الصادرة يوم 16 سبتمبر 2007)


روايات الكاتبة الروسية ناتاليا فيكو تفاهة في مشروع قومي للترجمة

 
د. أحمد الخميسي هناك مسائل كيفما نظرت إليها وجدتها تتجاوز كل حدود الاستهانة بالعقل والثقافة. ولنبدأ منذ اللحظة التي شاهدت فيها كتابين لروائية روسية جديدة تدعى ناتاليا فيكو ضمن الأعمال المترجمة التي يقدمها المشروع القومي للترجمة ، ومن الفرحة التي استولت علي وأنا أقول لنفسي : ها نحن سنقرأ أعمالا لأدباء جدد يواصلون معنا رحلة الأدب الروسي المجيدة . وما أن انتهيت – بصعوبة بالغة – من قراءة روايات السيدة ناتاليا فيكو حتى شعرت باستياء عميق من عملية أقرب ما تكون إلي الاحتيال على المبادئ الأولى للثقافة والترجمة. وأول كل ترجمة هو اختيار النص، على حين أن ما يسمى روايات  » ناتاليا فيكو  » لا تزيد شيئا عن قيمة المسلسلات الإذاعية الهابطة التي كانت تقدم في الخمسينات بأسماء مثل  » من القاتل ؟ « ، و  » الخزانة الحديدية  » إلي آخره ، ولهذا لا يمكن أن تصبح موضع نقاش أصلا . هذا عن العمل الأدبي ، أما عن المترجم فتفضل ما يلي : هو – حسب تعريف الكتاب به – على فهمي عبد السلام حاصل على دكتوراه في السباكة ! وهو بقدرة قادر وفق تقديم نهاد إبراهيم :  » يتقن الروسية بمستوى ينافس به الروس أنفسهم  » ! علما بأن نهاد إبراهيم التي تشهد للمترجم بذلك لا علاقة لها باللغة الروسية لا من قريب ولا من بعيد ! فهي مذيعة حاصلة على ليسانس في اللغة الألمانية والإيطالية ! وبالرغم من ذلك فهي التي تولت – لا تدري على أي أساس ؟ – عملية  » صياغة ومراجعة الترجمة  » (!) بل وبلغت بها الجرأة والكرم حد كتابة دراسة تحليلية في موضوع الأدب الروسي الذي لا تعرف شيئا عنه ولا حتى المعلومات العامة التي يلم بها أي مثقف!  وفي الكتاب الأول  » عناكب في المصيدة  » ويضم ثلاث روايات تكتب نهاد إبراهيم إن :  » ناتاليا فيكو تحمل السبق في تأسيس تيار أدبي مستقل مقترن باسمها في الأدب الروسي  » أي تيار أدبي مستقل هذا ؟ لا تقول نهاد إبراهيم شيئا ، سوى أنه تيار والسلام . تغدق نهاد إبراهيم الأوصاف الكريمة على المؤلفة كما فعلت من قبل مع المترجم فتقول إن ناتاليا فيكو هي :  » واحدة من أهم الأديبات المعاصرات في روسيا  » . وهذه الأحكام السخية تصدرها نهاد إبراهيم التي لا تعرف حرفا من الأدب واللغة الروسيين إلي درجة أنها في الكتاب الثاني الذي قدمته لنفس المؤلفة تكتب ( 23) أن أنطون تشيخوف كان يقطن في برلين ! وأنه – أي تشيخوف – فر بجلده إلي الغرب أثناء حكم ستالين ! . وما لا تعرفه الأخت نهاد إبراهيم أن تشيخوف توفي عام 1904 قبل الثورة الاشتراكية بزمن طويل! وأنه لم يفر بجلده إلي الغرب ، ولم يكن مهاجرا إلي ألمانيا ! وهذه معلومات عامة جدا يعرفها أي قارئ ، أو متصفح للأدب الروسي ، خاصة حين يتعلق الأمر بكاتب عظيم هو أنطون تشيخوف نشرت عنه مئات الآلاف من الكتب والمقالات ! ولا يتعلق هذا الجهل والتضليل فقط بالأدب الروسي ، بل يمتد إلي غيره ، فقد قررت الست نهاد أن تضع بعض الهوامش هنا وهناك لتعطي منظرا علميا للمقدمات ، وهكذا حين جاء ذكر الفيلسوف فرانسيس بيكون ، تكرمت علينا بهامش ( ص 159 ) جاء فيه إن بيكون هو :  » فيلسوف انجليزي أسس مذهب المادية  » ولكي تضفي على معلوماتها طابعا علميا فإنها تكتب لنا كلمة المادية بالإنجليزية ! ولا تجد الست نهاد فرقا بين المادية – التيار الذي ظهر مبكرا في الفلسفة اليونانية – والمادية الجديدة التي أسسها بيكون ، لأن كله عند العرب مادية ! وإذا تركنا المقدمات والدراسات التحليلية لروايات ناتاليا فيكو وما اشتملت عليه من جهل وأخطاء فاضحة، سنجد أن  » المراجعة والتحرير والصياغة  » التي قامت بها نهاد إبراهيم لنص لا تعرف لغته ، لا تقل سوءا . ففي رواية  » عناكب في المصيدة  » (حتى العنوان غير صحيح ) نجد عبارات كالتالي :  » مضغوط من مسئولياته  » ، وعبارات مثل :  » تلعثمت الكلمات  » مع أن اللعثمة لمن يتكلم وليست للكلمات ، وهلم جرا . المؤسف أن السيدة نهاد أعلنت مع صدور الكتابين أنها ماضية في مشروع عظيم لترجمة كل روايات الست ناتاليا فيكو ، وأن هذين الكتابين هما قطرة من بحر ! لقد التقى شخص لا علاقة له بالأدب الروسي هو على فهمي عبد السلام ، بشخص آخر لا علاقة له بالثقافة هو نهاد إبراهيم ، وقررا ترجمة أعمال شخص ثالث لا علاقة له بالكتابة أو الأدب ! . الشيء الذي يدعو للأسف أن يقبل عصفور والمشروع القومي نشر ذلك وكانت أية قراءة سريعة للترجمة قبل نشرها كفيلة بوقف تلك التفاهة التي أساءت للمشروع وللأدب الروسي والقارئ معا . أحمد الخميسي . كاتب مصري Ahmad_alkhamisi@yahoo.com

 


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

10 mars 2004

Accueil TUNISNEWS   4 ème année, N° 1390 du 10.03.2004  archives : www.tunisnews.net اللجنة العربية لحقوق الإنسان: اليوم العالمي للتضامن مع

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.