الأحد، 15 نوفمبر 2009

Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

9 ème année, N 3463 du 15.11.2009

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو

ولضحايا قانون الإرهاب


حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس هند الهاروني و العائلة: بلاغ عاجل

فرع توزر ــ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان. خروج سيارة الأمن عن المعبد  تسبب في وفاة الشاب غسان الذويبي 22 سنة بنزيف داخلي السبيل أونلاين :اليسار الفرنسي يطالب الإتحاد الأوروبي التدخل لإطلاق سراح بن بريك مجلة « كلمة »:أخبار وكالة رويترز للأنباء:الحزن يخيم على الشارع التونسي عقب الإخفاق في التأهل كأس العالم جريدة الصباح :الحزن يخيم على الشارع التونسي عقب الإخفاق في التأهل كأس العالم موقع إسلام أون لاين :فلكيا.. الخميس 26 نوفمبر وقفة عرفة 

السبيل أونلاين :موقف إستفزازي لنواب عن حزب ساركوزي تجاه تلميذة محجبة مدونة « ميادين » التونسية:بعد اعتقال المدونة فاطمة الرياحي… أصداء مثيرة للإهتمام في عالم التدوين التونسي

  « الحياة »:تونس تشكر ليبيا لموقفها « ضد التدخل في شؤون الدول الافريقية »

وكالة تونس افريقيا للأنباء:السيدة ليلى بن علي .. وقضايا المرأة العربية في مقال بمجلة مدام فيغارو

تونس أون لاين :تونس: نشطاء يتهمون السلطة بالعجز جريدة الشروق: حقيقة ما يدور في العمادة

« الصريح »:الإينوبلي في حديث صحفي  لصحيفة « الصريح »: »الإستقواء بالأجنبي مرفوض وحزبنا متمسك بالممانعة السياسية والحضارية »

الوطن:

عائلة أحد شهداء الحركة الوطنية تثمن وتدعم مبادرة الحزب دعوة فرنسا للاعتذار للشعب التونسي عن حقبة الاستعمار جريدة الشروق:الأستاذ أحمد بن صالح وأسرار وخفايا تكشف لأول مرة

 « نواة »:رسالة إلى معارضتنا الشرعيّة

الوطن:وفاء للذاكرة الوطنية ودعوة للمستقبل

الحوار.نت:لماذا لم نكتب عن تونس.. ماذا نكتب عن تونس ؟

الحوار.نت:التجمّع حزب بن علي يسبّ نفسه ويسفّهها !

أبو خولة:الحرب ضد الأصولية… ردا على محمد الزكري

المستقبل :المستبد المتنوّر في المغرب العربي بورقيبه نموذجاً

الوطن:حديث ذو شجون مع « غورباتشيف » صانع التاريخ

جريدة الرياض:تونسية تذبح عشيقها من الوريد إلى الوريد

 « الحياة »:محمد علي كمون يعيد توزيع النشيد الوطني التونسي

« الحياة »:يوسف إسلام في جولة بعد انقطاع 33 سنة

« الحياة »:كلاوديا كاردينالي لـ «الحياة»: السينما مادة باهتة إن لم تطر بنا إلى الحلم


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


منظمة حرية و إنصاف

التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

جانفي200
فيفري2009    
أفريل 2009     
جوان2009  https://www.tunisnews.net/20juillet09a.htm      جويلية 2009  https://www.tunisnews.net/23Out09a.htm   أوت/سبتمبر2009    


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين

حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com *************************************************************************** تونس في 26 ذو القعدة 1430 الموافق ل 15 نوفمبر 2009   أخبار الحريات في تونس


1)    البوليس السياسي يحاصر منازل ناشطين حقوقيين ويعتقل السيد جلول عزونة: حاصرت قوات كبيرة من أعوان البوليس السياسي مساء اليوم الأحد 15 نوفمبر 2009 منازل العشرات من الناشطين الحقوقيين نذكر من بينهم السادة محمد النوري ومحمد عبو والعياشي الهمامي وخميس الشماري وعبد الكريم الهاروني وحمزة حمزة وحاتم الفقيه وسليم بوخذير ولطفي الحيدوري، كما اعتقل أعوان البوليس السياسي على الساعة الخامسة من مساء اليوم الكاتب جلول عزونة واقتادوه إلى مركز شرطة المنار واستجوبوه حول الاجتماع الذي انعقد بمنزله والذي شارك فيه وفد عن الشبكة الأورو- متوسطية لحقوق الإنسان وممثلون عن منظمات حقوق الإنسان بتونس، ولم يطلق سراحه إلا في الساعة الثامنة ليلا. 2)    اعتقال الشاب رمزي الجلاصي: اعتقل أعوان البوليس السياسي ليلة الأربعاء 11 نوفمبر 2009 الشاب رمزي بن محمد علي الجلاصي واقتادوه إلى جهة مجهولة، ولا تزال عائلته تجهل سبب ومكان اعتقاله. علما بأن الشاب رمزي الجلاصي (24 سنة) كان اعتقل في شهر أكتوبر 2008 وحُكم عليه بالسجن مدة 3 أشهر مع تأجيل التنفيذ من أجل  »عقد اجتماع غير مرخص فيه ». وتجدر الإشارة إلى أن الشاب الجلاصي الذي يعمل بمحل  »مرطبات » هو العائل الوحيد لعائلته المكونة من والده (70 عاما) الذي يخضع لتصفية الدم بسبب إصابته بالقصور الكلوي، ووالدته التي تعني من مرض السكري. 3)    الطالب وليد حسني مفقود حتى إشعار آخر: لا يزال الشاب وليد حسني (طالب سنة ثالثة طب، أصيل مدينة نعسان) مفقودا منذ 30 سبتمبر 2009، ورغم تقديم عائلته 3 عرائض لوكالة الجمهورية وبحثها عنه في منطقة الشرطة إلا أنه لم تظفر بجواب شاف. علما بأن أحد زملاء الشاب المفقود أكد للعائلة خبر اعتقال ابنها من قبل أعوان البوليس السياسي في التاريخ المحدد أعلاه، بما يفيد أنه معتقل منذ شهر ونصف تقريبا ولم يتم إطلاق سراحه أو تقديمه للقضاء، وبدون إعلام عائلته عن سبب ومكان اعتقاله. وحرية وإنصاف تندد بهذا الاعتقال التعسفي وتدعو إلى الإفراج الفوري عن الطالب وليد حسني ووقف كل تتبع قضائي ضده. 4)    حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


الأمان  بلاغ عاجل

هند الهاروني و العائلة


تونس في 15 نوفمبر 2009-28 ذو القعدة 1430 حوالي الساعة ال 7 من مساء هذا اليوم الأحد 15 نوفمبر 2009، عم الفزع و الخوف و الرعب في حينا حيث قامت خصومات في و مشاجرات ضرب و عنف لفظي و جسدي و سب و كفر بأنواعهما قرب بيتنا في الكرم الغربي، و قد حصل هذا كله على مرأى و مسمع سكان الحي و بالخصوص أمام رجال الأمن الذين عادوا ليرابطوا هذا اليوم أمام بيتنا و هم 3 أعوان من رجال الأمن بالزي المدني من منطقة الأمن  بقرطاج  في السيارة البيضاء« Peugeot-Partner »  رقم 339 تونس 137. و قد كان الشخص الذي قام بمثل تلك الأعمال  في حالة غليان و لاوعي و وصل به الأمر إلى ضرب المنطقة العليا من جسده العاري بشفرة حلاقة و الدم يسيل و قد شاهد هؤلاء الأعوان هذه الكارثة عن قرب منه و أمامه و لم يحركوا ساكنا و لم يتدخلوا و الأخطر من ذلك كله أنه لم يقع إرسال أية قوة أمنية على الفور في حين أن المفروض أن يكون الأمن في خدمة المواطن و حمايته و قد تواصل عدم قدوم الشرطة حتى تمادي نفس الشخص في الخصام ودائما في ظل حضور رجال الأمن الثلاث و عدد من المتساكنين . *مع العلم أننا سمعنا أيضا صوت شخص آخر ليلة البارحة في ساعة متأخرة يسب الجلالة و يتلفظ بالكلام البذيء بالقرب من منزلنا. هند الهاروني و العائلة


فرع توزر ــ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان

خروج سيارة الأمن عن المعبد  تسبب في وفاة الشاب غسان الذويبي 22 سنة بنزيف داخلي


 توزر في 15 نوفمبر 2009   أدى المناضل عدنان الحاجي مساء الإثنين 09 نوفمبر 2009 زيارة عائلية لمدينة نفطة كان له خلالها أيضا لقاء مع أعضاء فرع توزرــ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان للإعراب عن امتنانه لوقفتهم الشجاعة ومتابعتهم الميدانية لأحداث الحوض المنجمي وقد تمت متابعته من قبل أعوان الأمن بسيارتهم الإدارية خلال كامل تنقلاته مما أدّى إلى حصول حادث مرور مريع تمثل في خروج سيارة الأمن عن المعبد وارتطامها بشجرتي نخيل على حافة الطريق الأمر الذي تسبب في إصابة الشاب غسان الذويبي 22 سنة بنزيف داخلي حاد استوجب نقله في اليوم الموالي إلى مدينة صفاقس أين خطفته المنية صبيحة الخميس 12 نوفمبر 2009 وقد تمت مواراة الجثمان الثرى بمسقط رأسه في حدود الساعة الحادية العشرة ليلا بحضور مئات المواطنين المصدومين من هول الفاجعة وهيئة الفرع إذ تتقدم بأحر التعازي لعائلة الفقيد فهي تعرب عن : ــ دعوتها الملحة لوضع حد للملاحقات والمتابعات اللصيقة التي يتعرض لها ناشطوا المجتمع المدني ــ مطالبة المجلس البلدي بنفطة بتركيز علامات المرور وإعادة هيكلة المفترقات ــ إكبارها للمؤسسة العسكرية التي تابعت عن كثب فترة العلاج بصفاقس وقامت إحدى وحداتها بجلب الجثمان وتقديم التعازي للعائلة باعتبار أن المتوفي يؤدي واجبه العسكري.   عن هيئة الفرع الرئيس شكري الذويبي
 

 

برنامج »بلا تأشيرة » مع زوجة الإعلامي والحقوقي زهير مخلوف http://www.youtube.com/watch?v=KTwTRHysSl8 للإستماع للبرنامج في تسجيل صوتي – الرابط   http://www.assabilonline.net/Audio/bila-tachira-femme-zou.wma

(المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 15 نوفمبر 2009)


اليسار الفرنسي يطالب الإتحاد الأوروبي التدخل لإطلاق سراح بن بريك


السبيل أونلاين – باريس – تونس – خاص طالب النائبة البرلمانية عن حزب اليسار الفرنسي « هارليم ديزير » ، الإتحاد الأوروبي بالتدخل لدى السلطات التونسية من إجل إطلاق سراح الصحفي التونسي المعتقل منذ 29 أكتوبر الماضي توفيق بن بريك . وإعتقلت السلطات التونسية بن بريك بسبب كتاباته الصحفية التى تنتقد الرئيس التونسي بن علي ونظامه ، وقامت بتلفيق تهمة ضده وهي الإعتداء على سيدة في مأوى للسيارات . ووقعت السلطات التونسية على إتفاق شراكة مع الإتحاد الأوروبي يتضمن في بنده الثاني(2) الإلتزام بإحترام حقوق الإنسان ومباديء الديمقراطية . وقالت النائبة في بيان السبت 14 نوفمبر 2009 ، أن السلطات التونسية إنتهكت إتفاقها مع الإتحاد الأوروبي ، في أجواء التجديد الرئاسي لبن علي للمرة الخامسة على التوالي ، وأضافت:لا يمكن للمفوضية الأوروبية لحقوق الإنسان ، والمجلس ، الوقوف موقف المتفرج أمام إنتهاك الإتفاقات الموقعه . وطالب النائبة « ديزير » بالتدخل الحازم للإتحاد الأوروبي وأيضا فرنسا من أجل إحترام حقوق الإنسان والمباديء الديمقراطية التى وقعت علها سلطات تونس ، وإطلاق سراح الكاتب الصحفي التونسي توفيق بن بريك . وفي شأن متصل يستعد المحامي الفرنسي ويليام بوردون السفر الى تونس لحضور جلسة النظر في قضية منوبه بن بريك التى ستنعقد يوم الخميس 19 نوفمبر ، وذلك بناء على طلب عائلته وفق وكالة فرانس بريس . واورد بيان للمحامي الفرنسي انه »سيحاول الاجتماع بموكله وهو يذكر بان الوضع الصحي لتوفيق بن بريك يثير القلق » ، وشدد بوردون على وجوب ان يتلقى الصحافي التونسي علاجا طبيا محددا ومنتظما، مذكرا بانه يعاني من ضعف كبير في المناعة ، واضاف بأنه ابلغ السلطات الفرنسية بامر توجهه الى تونس . ويبدو أن السلطات التونسية تواجه صعوبات غير مسبوقة في علاقاتها بأوروبا الحليف الإستراتيجي لنظام بن علي . وهي تستنجد بتجمعات إقليمية ضعيفة (الإتحاد الإفريقي – اتحاد المغرب العربي) والمرتبطة أصلا بالغرب ، لما يشبه تصدير الأزمة الداخلية التى تعيشها بسبب خروقاتها الواسعة لحقوق الإنسان خلال الأسابيع الأخيرة ، على رأسها إعتقال مراسل السبيل أونلاين في تونس زهير مخلوف ، والصحفي بن بريك ، وإقتحام جامعة منوبة والإعتداء على الطلبة وإعتقال بعضهم ، وإختطاف الطالب محمد السوداني ومحاكمة مدة أربعة أشهر نافذة ، ومضايقة مراسل الجزيرة بتونس لطفي حجي وتهديده ، والإعتداء بالعنف الشديد على الصحفي المستقل سليم بوخذير ، ومضايقة المحامية راضية النصراوي وزوجها ، والناشطة الحقوقية سهام بن سدرين ، والصحفي لطفي الحيدوري ، والتضييق على منظمات المجتمع المدني  و على صحف المعارضة ، وغير ذلك من الإنتهاكات التى إتسعت خاصة بعد الإنتخابات الأخيرة التى إنعقدت في 25 أكتوبر المنصرم . وتتهم السلطات بعض المعارضين بما تصفه « الإستقواء بالأجنبي » ، وتشن حملات تشويه ضدهم في وسائل الإعلام التونسية التى تسيطر عليها بالكامل ، وكان بن علي هدد كل من يشكك في نتائج الإنتخابات والتى كانت معلومة النتائج حسب كل المراقبين . وتعلو الخطاب الرسمي في تونس هذه الفترة نبرة « الوطنية » ، فيما يبدو محاولة لجبر الأضرار التى لحقت النظام الحاكم ، بعد « الفضائح » المتلاحقة خلال وقت وجيز ، كان أبرزها صدور كتاب عن زوجة الرئيس ليلي بن على « حاكمة قرطاج » الحاكم الفعلي للبلاد ، وكذلك فشل بن علي في إقناع أقرب شركائه الخارجيين بجدوى الإنتخابات الأخيرة ، وإرتفاع معدّل القمع الشرس للمعارضة بكل أطيافها السياسية والفكرية ، وقال مصدر أن بعض أركان الحكم في تونس يعتقدون أنهم تكبدوا خسائر سياسية جسيمة قبل واثناء وبعد الإنتخابات الأخيرة . ويعتقد على نطاق واسع أن بن علي يستقوي على معارضية ، والسيطرة على البلاد منذ 22 عاما ، من خلال الدعم الإقتصادي والسياسي الخارجي المفتوح الذي يتلقاه . (المصدر : السبيل أونلاين ( محجوب في تونس) ، بتاريخ 15 نوفمبر 2009)

أخبار

مراقبة أمنية تنتهي بمقتل عسكري  
توفي يوم الخميس 12 نوفمبر الجاري الجندي الشاب غسان الزويدي عمره 21 سنة أصيل مدينة نفطة وتم دفنه في ساعة متأخرة من ليل الخميس بحضور وحدات من الجيش الوطني. وذكرت مصادر حقوقية أن الوفاة نجمت عن تعرض الزويدي لحادث مرور مساء يوم الاثنين 9 نوفمبر الجاري انتهي بنقله لمستشفى توزر ومن ثم إلى صفاقس حيث وافاه الأجل إثر نزيف داخلي. وأضافت نفس المصادر أنّ سيارة تابعة لإحدى الفرق الأمنية بالجهة صدمته عندما كان جالسا على حافة الطريق قرب إحدى المنعرجات الخطيرة. وأفادت مصادرنا نقلا عن شهود عيان أنّ السيارة التي كانت بصدد مراقبة السجين السابق النقابي عدنان الحاجي الذي كان في زيارة لبعض أقاربه بمدينة نفطة تسببت في اقتلاع شجرتي نخيل بعد أن اصطدمت بالشاب، جراء السرعة الفائقة التي كانت تسير بها.  يشار إلى أن عدنان الحاجي أصبح محل مراقبة أمنيّة منذ أن أطلق سراحه من السجن في الرابع من شهر نوفمبر الجاري في قضية ما عرف بالحوض المنجمي. منع نشاط تدريبي لجمعية النساء الديمقراطيات  قامت عناصر البوليس السياسي يوم السبت بمنع نشاط تدريبي تشرف عليه الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات في إطار الجامعة النسوية إلهام المرزوقي بمقرّها في حي البلفيدير. وقد تم تطويق المقر ومنع الشبان المسجلين بالبرنامج التكويني بالجامعة من الدخول. ورغم نقل هذا النشاط إلى مقر الجمعية إثر ذلك فقد أصرّت الجهات الأمنية على منع إقامته دون أي تبرير معتمدين على التعليمات، حسب إفاداتهم للقائمات على الجمعية. تحذيرات أمنية لخبير دولي في حقوق الإنسان من مخالفة برنامج زيارته أفاد المدير التنفيذي للشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان مارك شاد بولسان أنّه تلقى اتصالا من وزارة الداخلية التونسية يحذّره من مخالفته لغرض السياحة الذي صرح به عند دخول البلاد يوم الجمعة 13 نوفمبر.  وتم هذا التحذير بعد لقاء السيد مارك بالناطقة الرسمية للمجلس الوطني للحريات سهام بن سدرين وبخديجة الشريف الرئيسة السابقة لجمعية النساء الديمقراطيات.  وحذّرت مصادر حقوقية من نية السلطات التونسية ترحيل ممثل الشبكة على غرار الخبيرة الإيطالية في الإعلام مانويلا ملشيودي في 11 أكتوبر الماضي إثر اتصال من وكالة الاتصال الخارجي. مدرسو قرى الشريط الحدودي يتذمرون من المراقبة الأمنيّة المتكررة عبر عدد من مدرسي التعليم الابتدائي والثانوي العاملين في مدارس قرى الشريط الحدودي التونسي الجزائري بكل من معتمديات طبرقة وعين دراهم والفرنانة وغار الدماء عن امتعاضهم الشديد من المراقبة الأمنية المتكررة والتي تصل حد التفتيش أثناء تنقلاتهم لأداء واجبهم. وقال عدد من المدرسين بان الحرس الحدودي كثيرا ما يتعمد إيقاف وسائل النقل الريفي العمومي والخاصة في الطرق المؤدية لمقرات عملهم متفحصين وثائقهم ومرافقيهم، رغم أنّ الأشخاص الذين يمرّون يوميا أصبحوا معروفين.  يشار إلى أنّ أشكال المراقبة بلغت حد الاعتداءات على بعض المدرسين بمعتمدية غار الدماء خاصة في السنة الماضية. مخاوف من مبررات لإعادة تنظبم ميليشيات الحزب الحاكم  
يسود التوتر بين أهالي مدينة لالة جنوب قفصة والأحياء المجاورة لها بعد ظهور كتابات حائطية أوّل الأسبوع الجاري. وتضمّنت تلك الكتابات على جدران مكتب البريد بالمكان وسور منبت الغابات عبارات بذيئة وأخرى سياسية، بينها سؤال إن كان بمقدور رئيس الدولة تنقيح القرآن « سيّدي الرئيس، هل بإمكانك أن تنقّح القرآن »، والتي تم إزالتها فور اكتشافها.  ومن بواعث قلق الأهالي أن يكون هذا الحادث مبررا لتشديد قيود المراقبة وفحص الهويات خلال الليل أو مبررا لعودة عمل ميليشيات الحزب الحاكم المعروفة بلجان اليقظة. بطاقات مهنية لمجمعي الحليب  
علمت كلمة أن السلطات فرضت على مجمعي الحليب في كامل أنحاء البلاد التوقيع على كراس شروط جديد ينظم نشاطهم المهني وطالبت الجهات المعنيّة مجمعي الحليب بضرورة الاستظهار ببطاقة مهنية تسلم من قبل اتحاد الصناعة والتجارة. وذكر عدد من المجمعين بان شروط الحصول على البطاقة المهنية يستوجب الالتزام بمسائل سياسية لا تعنيهم خاصة وان الحزب الحاكم يسيطر سيطرة كلية على الاتحاد.  كما لم يستبعدوا أن يكون لكراس الشروط علاقة بالاعتصامات التي خاضوها السنة الماضية في عدد من جهات البلاد احتجاجا على رفض بعض المصانع قبول الكميات المجمعة وطول ساعات الانتظار وما لحق منتوجاتهم من خسائر. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 14 نوفمبر 2009)  

الحزن يخيم على الشارع التونسي عقب الإخفاق في التأهل كأس العالم


موزامبيق – (خدمة رويترز الرياضية العربية) – خيم الحزن والغضب على الشارع الرياضي في تونس بعد أن أهدر منتخب بلاده فرصة كانت على ما يبدو في متناوله للتأهل الى نهائيات كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخه. وكانت تونس بحاجة الى الفوز في الجولة الأخيرة والحاسمة من التصفيات امام موزامبيق لتضمن التأهل الى كأس العالم للمرة الرابعة على التوالي لكنها خسرت بهدف مقابل لا شيء خارج ملعبها لتفقد بطاقة الصعود الى النهائيات. ويملك المنتخب التونسي 11 نقطة وتراجع للمركز الثاني في المجموعة الثانية بالتصفيات الأفريقية وراء نيجيريا التي تغلبت 3-2 خارج ملعبها على كينيا لتنتزع الصدارة برصيد 12 نقطة وتتأهل الى نهائيات كأس العالم العام المقبل في جنوب افريقيا. وعبر خبراء الكرة في تونس عن خيبة أمله بسبب الاداء المتواضع الذي قدمه منتخب بلادهم الملقب « نسور قرطاج » واهدار فرصة التأهل الى نهائيات كأس العالم للمرة الخامسة في التاريخ. وحمل شكري الواعر حارس مرمى الترجي ومنتخب تونس السابق بشدة على مدرب الفريق البرتغالي همبرتو كويليو وقال « استغرب من اختيارات المدرب … لعب من أجل التعادل في الوقت الذي كنا نحتاج فيه للفوز لضمان التأهل. » واتهم الواعر مدرب منتخب تونس بعدم قدرته على ادارة المباريات اضافة الى اخفاقه في اختيار التشكيلة المناسبة. ومضى يقول « افتقد الفريق للتوازن المطلوب وظهر بوجه شاحب بسبب اعتماد على تشكيلة خاطئة.. ترك زهير الذوادي لاعب الافريقي والدراجي صانع لعب الترجي اللذين يمران بفترة انتعاشة على مقاعد البدلاء ودفع بلاعبين غير جاهزين. » وعبر عن خيبة أمله قائلا « نشعر بمرارة حقيقية… كان التأهل بين أيدينا لكن الحلم تلاشى. » وقال المدافع علي الكعبي الذي شارك مع منتخب تونس في نهائيات كاس العالم لأول مرة في الارجنتين عام 1978 عقب المباراة « يجب ان يعتذر اللاعبون للجمهور عن ادائهم المتواضع في المباراة واهدارهم فرصة التأهل الى أكبر تظاهرة كروية في العالم رغم انها كانت في المتناول. » من جانبه حمل طارق ثابت مدافع الترجي ومنتخب تونس السابق اللاعبين مسؤولية الاخفاق وقال لاذاعة تونس الحكومية « افتقد اللاعبون لروح الفوز ولم نشاهدهم يقاتلون من أجل تحقيق الفوز… انه أمر مؤسف ». وبدا الغضب على جبين الشاب رضا الذي يعمل في محل للحلاقة وقال بانفعال لرويترز « أين الروح القتالية التي وعدنا بها اللاعبون… اين حب الانتصار. » وتابع  » كان التأهل الى نهائيات كأس العالم قريبا منا لكنناأخفقنا لأننا لم نقاتل بشراسة للدفاع عن آمالنا عكس منتخب نيجيريا. » وكانت تونس تمني النفس بالتأهل الى نهائيات كأس العالم بجنوب افريقيا للمرة الرابعة على التوالي والخامسة في تاريخها بعد أعوام 1978 و1998 و2002 و2006.  (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 14 نوفمبر 2009)  

منتخبنا خذلنا وحوّل حلمنا إلى سراب: لن نذهب إلى جنوب إفريقيا!


تنس – الصباح: خيبة أمل عارمة، احباط ووجوم. عبارات هي الوحيدة التي تلخص ردود فعل التونسيين لا فقط ازاء فشلنا في بلوغ نهائيات كأس العالم بل وبالخصوص امام المردود الهزيل الذي ظهر به المنتخب مساء امس في مابوتو. ذهبنا الى مابوتو لا فقط بأفضلية معنوية وفي النقاط على حساب منافسنا المباشر نيجيريا بل وتقريبا في وضعية المترشح الى نهائيات كأس العالم: كان مصيرنا بأيدينا والفوز في متناولنا والمنافس اضعف ما يمكن لمنتخب ان يتمناه. لكن ما الذي جرى.؟ غير كويلهو من اختياراته التكتيكية وملأ التشكيلة بمتوسطي الميدان الدفاعيين والنتيجة: أضعنا وسط الميدان وعزلنا الهجوم وتركنا المبادرة والسيطرة للمنافس وفي النهاية قدمنا اضعف مباراة على الاطلاق منذ عشر سنين تقريبا. حتى في أسوإ حالات المنتخب في عهد روجي لومار، خصوصا في كأسي افريقيا للأمم 2006 و2008، لم يبلغ المنتخب هذا الحد من التردي والعشوائية وعبث بنا منتخب لا ماضي له ولا نجوم ولا طموحات ولا نظن احدا من جماهير هذا المنتخب او لاعبيه او اطاره الفني كان يحلم بهزم تونس! وبعد ان حصل ما حصل، وعاد بنا عهد كويلهو سنوات الى الخلف، قد يكون وجيها التذكير بأن الترشح ضاع منا في مرة اولى لما تعادلنا مع نيجيريا في رادس بدون اهداف (في 20 جوان الماضي) يوم اعطينا المنافس اكبر من حجمه بكثير وبالغنا في الحذر والجنوح الى الدفاع ونحن على ميداننا كما اضاع علينا كويلهو فرصة الترشح المبكر لما ظهرنا بذلك الوجه الهزيل امام  كينيا في رادس (11 اكتوبر الماضي) ولم نفز الا بشق الأنفس… جاء اليوم وقت الحساب والمحاسبة ولا بد لكل الاطراف ان تقوم بتقييم حقيقي وجدي وجريء وتقطع مع المحاباة والمجاملة و… ذر الرماد على الأعين. لأنه لا يعقل في تونس اليوم ألا نترشح الى مونديال جنوب افريقيا! مراد التائب  
(المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 15 نوفمبر 2009  )

بينما يتحرى السعوديون هلال ذي الحجة مساء الثلاثاء فلكيا.. الخميس 26 نوفمبر وقفة عرفة


وكالات – إسلام أون لاين.نت  الرياض- دعت المحكمة العليا السعودية عموم المسلمين في أنحاء المملكة إلى تحري هلال شهر ذي الحجة مساء الثلاثاء 17-11-2009، بينما أعلنت الجمعية السعودية للفلك أن الخميس 26-11-2009 سيوافق 9 ذي الحجة وهو وقفة عرفة والجمعة 27-11-2009 أول أيام عيد الأضحى استنادا للحسابات الفلكية. وحث بيان صدر عن المحكمة العليا مساء السبت 14-11-2009 « كل من يراه (الهلال) بالعين المجردة أو بواسطة المناظير الحضور إلى أقرب محكمة، أو الاتصال بأقرب مركز لمساعدته في الوصول إلى أقرب محكمة لتسجيل شهادته لديها ». وأضاف البيان: « تود المحكمة ممن لديه القدرة على الترائي مساء الثلاثاء الانضمام إلى اللجان المشكلة في المناطق لهذا الغرض، والاهتمام بهذا الأمر والمشاركة فيه واحتساب الأجر في ذلك، لما فيه من التعاون على البر والتقوى ». وقفة عرفة جاء ذلك فيما أعلن المهندس عادل الغامدي، عضو الجمعية السعودية للفلك أن يوم الأربعاء 18 نوفمبر هو أول أيام شهر ذي الحجة بحسب الحسابات الفلكية، وبالتالي فإن يوم الخميس 26-11-2009، هو يوم وقفة عرفات، والجمعة أول أيام عيد الأضحى المبارك. وأشار إلى « أن الخطوات المتعاقبة لولادة الهلال لغرة شهر ذي الحجة هي أن الشمس ستشرق يوم الثلاثاء 17 نوفمبر في تمام الساعة 6:32 صباحا بتوقيت السعودية قبل شروق القمر، ثم يشرق القمر في تمام الساعة 7:32 (بعد شروق الشمس) ». وأضاف الغامدي « تغرب الشمس في تمام الساعة 5:39 مساء، قبل غروب القمر، وعند الغروب يكون القمر مرتفعا فوق الأفق بمقدار 3 درجات، بينما يكون البعد الزاوي بين الشمس والقمر (الاستطالة) بمقدار 9 درجات، ويكون البدر مضاءً بنسبة (0.7) على شكل هلال، ويغرب القمر في تمام الساعة 6:01 مساءً »، وبذلك يكون يوم الأربعاء 18 نوفمبر هو غرة شهر ذو الحجة وعليه فإن وقفة عرفة (9 ذو الحجة) ستوافق الخميس 26 نوفمبر 2009. من جهته، أوضح شرف السفياني، نائب رئيس الجمعية، أن « الجمعية بصدد إصدار بيان موحد، صادر عن 6 لجان سترصد هلال شهر ذي الحجة يوم الثلاثاء المقبل في كل من جدة والطائف وينبع والباحة وتبوك والمنطقة الشرقية ».   (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 15 نوفمبر 2009)


موقف إستفزازي لنواب عن حزب ساركوزي تجاه تلميذة محجبة


السبيل أونلاين – خاص خلّف نواب عن حزب الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي ضجّة على إثر زيارتهم الخميس الماضي معهد « فال دواز » في « قصر بوربون » ، بعد موقفهم الإستفزازي والغير مقبول من تلميذة محجبة كانت ضمن زميلاتها وزملائها في قاعة الإجتماع بنواب اليمين الحاكم في فرنسا ، الذين قالوا أنهم أصيبوا بالصدمة لوجود فتاة محجبة في الصفوف الأولى للحاضرين . وعبر زملاء التلميذة المحجبة عن إستيائهم مما حدث . وفي العادة الزائرات المحجبات مرحب بهن ولا يجدن أي مشكلة ،وهذه المرّة طلبت الآنسة المحجبة الإذن لها بالحضور وهي ترتدي حجاب أبيض طويل لا يغطي وجهها . وعلّقت إحدى الصحف الفرنسية على الحادثة بقولها « مجرد زيارة بسيطة ووجود فتاة محجبة يوجد الآن جدل في فرنسا »، بينما إستهجن نائب عن حزب اليسار الإحراج والجرح الذى سببه النواب للفتاة المحجبة . وزعم نواب الحزب الحاكم في فرنسا « التجمع من أجل الحركة الشعبية » أن حجاب التلميذة شكل لهم إستفزازا ، وقالوا بأنهم شعروا بالصدمة على حد وصفهم ، وقال النائب عن الدائرة الخامسة عشر لمدينة باريس فليب قوجون « الحجاب كان واضح جدا وهو مثير للقلق » . وقد إستغل نواب حزب ساركوزي موقف فرونسوا روشيبلون من « حزب الوسط الجديد » ، الذى صرّح بقوله : »نحن نوجد في مكان يحترم الديمقراطية ، والقوانين يجب أن تطبق مثل الحفاظ على الهدوء وكشف الرأس  » ، وطالب بتطبيق الفقرة الثامنة (8) من النظام الداخلي ، والتى تفرض كشف غطاء الرأس ، وقالوا : « يجب حظر الحجاب في القاعة » . وقال الناب عن حزب اليسار الفرنسي فررونسوا بيبوني أن إحراج الفتاة المحجبة في قاعة المعهد والتسبب لها في جرح يعد فضيحة ، وأكد أن النقاش حول الحجاب يقع في الجمعية الوطنية (البرلمان) ، وكان الناب اليساري قد إستقبل تلاميذ المعهد في دائرته الإنتخابية قبل الحادثة . وتسيطر حالة من الإستغراب على التلاميذ ، الذين إعتبروا موقف نواب « التجمع من أجل الحركة الشعبية » الذين إلتقطوا صورا للشابة المحجبة بهواتفهم النقالة ، موقفا إستفزازيا وغير مقبول . ودافع مدير المعهد دينيس كوردينيي عن موقف تلاميذه ، ووصفهم بأنهم مثال . وقالت صحيفة « لو باريزيان » الفرنسية : » يثير نواب الحزب الحاكم »التجمع من أجل الحركة الشعبية » الجدل من خلال موقفهم من التلميذة المحجبة ، في الوقت الذي تشهد فرنسا أجواء نقاش متوتر حول « النقاب » و »البرقع » ..ويتسببون في إطلاق حلقة أخرى من الجدل في فرنسا في هذه الأجواء المشحونة » . (المصدر : السبيل أونلاين ( محجوب في تونس) ، بتاريخ 15 نوفمبر 2009)  

بعد اعتقال المدونة فاطمة الرياحي… أصداء مثيرة للإهتمام في عالم التدوين التونسي


يوم 11 نوفمبر 2009 كتب طارق الكحلاوي في مدونته « خواطر ليلية » البلوغوسفير التونسي: نفس جديد؟ مانيش بش نكتب برشة… نحبها تكون كلمات خفيفة و صريحة خاصة في علاقة بالتداعيات متاع ما تعرضتلو ارابيكا -البلوغسوفير التونسي تراجع في برشة مستويات توة حوالي العام… التكرار و السطحية كثرو و الصراع المشخصن أيضا… كيفما قلت قبل هذا ناتج على برشة أسباب.. منها إلي خارجة على نطاقنا كمدونين كيف مثلا القلق و منافسة الجديد (بالتحديد الفايسبوك إلي يتوفر على باب للتدوين و التفاعل أكثر حيوية أحيانا من التدوين الكلاسيكي) لكن فمة أشياء أخرى متعلقة باختياراتنا.. و في اعتقادي صار انزلاق للاهتمام نحو السبان و الشتيمة تحت عنوان « نقد العقائد » و دخلنا في مجال متاع فوبيا إلي خلى (اولا) برشة ناس ترد الفعل بشكل حدي و هذا متوقع، و (ثانيا) أنو الطرف المسؤول بشكل رئيسي أي وضعية في بلادنا يحاول يوجه البلوغسوفير نحو الصراع هذاكة… في نهاية الأمر السلطة الحقيقية و الواقعية هي إلي في يدو السلطة الواقعية.. و الطرف هذا اختار أنو يتوجه نحو بعض المدونين على أساس أنهم أفراد ضعيفي الحيلة و معزولين كيما ممكن كان يتصور.. يتوجهلهم بالتحديد مش على خاطر أي أفكار يحملوها لكن بالأساس للنقد إلي توجهو بيه ليه أي النقد ذي الطابع السياسي النابع من احساسهم الطبيعي بمواطنتهم و الحقوق المترتبة عليها… الخلاصة: في وضع كيفما وضعنا أي استرخاء عن المسألة الرئيسية و هي بالتحديد المسألة السياسة و بالتحديد مسألة علاقة المجتمع بالسلطة السياسية يأدي لضعف كيان البلوغسوفير أو استضعافو بما يشجع على استهدافو -هذية ماهياش دعوة إلي البلوغسوفير يلزمو يكون كيان منسجم… لأنو حتى ما ينجم يحط أجندة للبلوغسوفير.. لكن هذا الواقع: البلوغسفير إطار من أطر التفنس الافتراضي في واقع مغلق بشكل كبير.. و بالتالي أصبح كيان لا يمكن تجاهل ضرورة الدفاع عليه ككيان يسمح بذلك التنفس… و أي تراخي في الموضوع السياسي في الظروف التاريخية الراهنة إلي نعيشوها كتوانسة يأدي بينا إلى مزيد التراجع من حيث أننا مواطنين و بالتالي تراجع قدرتنا أصلا على نقاش أي مسائل أخرى (حتى تلك المتعلقة بالعقائد).. لأنو هذا في النهاية صراع من إجل تثبيت و ترسيخ مواطنتنا.. صحيح من خلال شكل و أداة الكترونية.. لكن المواطنة الالكترونية في العصر إلي نعيشو فيه خطوة أساسية نحو المواطنة في بقية ابعادها… و خلي نقول ربما ما أعتقد أنه الاستناج الرئيسي من حالة التحفز و التضامن إلي شهدها المجال الالكتروني في الايام الفارطة… و إلي هو أننا دخلنا مرحلة جديدة.. و هي قدرة التونسي العادي للتصرف في المجال الالكتروني كمواطن كامل الصفات بما في ذلك صفة الاحتجاج… و هذا اختراق ماهوش هين -من المثير للانتباه أن بعض الاصوات (و نأكد على « بعض » لأنو بالتأكيد لا يمكن التعميم) إلي كانت حاضرة بشكل متواصل في موضوع « نقد العقائد » (حتى أنه كان هاجسها الرئيسي) هي الأقل حضورا و بروزا وقتلي جا التحدي الحقيقي إلي يتجاوز نقد السلطة الافتراضية أو المعنوية الى نقد السلطة الواقعية… هذية مسألة مهمة ياسر في رأيي و ما يلزمش تمر دون ملاحظتها و التأكيد عليها… و هي تأكد النقطة الأساسية المذكورة أعلاه أن التحدي الحقيقي و إلي يحتاج موقف و إلي يربط الكيان المدوناتي بالواقع هو التحدي إلي متعلق بالسلطة الواقعية مش الوهمية -من حسن الحظ أن ردة الفعل كانت سريعة (رغم تأخرها في الحقيقة عن التطور الحقيقي لوضعية أرابيكا لأسباب خارجة على نطاقنا كمدونين).. لكنها كانت مثيرة للامال.. فاجئت حتى الناس إلي بادرت بيها… هذا يعني أن ما حدث هو خمول ضامر في جسد البلوغسوفير و ليس موتا سريريا ربما كيفما كان يعتقد البعض… و الأهم هو تفرع شبكة البلوغسوفير إلى اتجاهات عدة… الكترونية (فايسبوك و تويتر و منابر صديقة مثل « أصوات عالمية ») و أيضا إعلامية تقليدية (صحف أو حتى تلفزة) يخليه في وضع قادر على الضغط و الدفاع عن نفسو… -لأجل كل ذلك أعتقد أن الدرس الخاطئ إلي ينجمو يستخلصوه بعض المدونين هو الانسحاب من التدوين أو الهروب من التدوين كيفما سمعت و لاحظت بالنسبة لبعض الحالات… ما فمة حتى شك أن أقوى سلاح لصاحب قول السلطة هو التحذير من مخاطر القول… و التخويف بأشكال مباشرة أو غير مباشرة.. لكن ما فمة شي،، حتى شي يقدر على إنهاء سلطة القول.. ما فمة حتى شك أن البولوغسفير منبر من منابر القول في بلادنا.. ماعادش ممكن التهوين من فاعليتو و تأثيرو حتى على المنابر التقليدية.. هذا بالرغم أنو مازال في خطواتو الأولى… التدوين بش يستمر لأنو هناك حاجة للقول بالتحديد القول السياسي… و خاصة في مرحلة التحرر الافتراضي من السلطة الواقعية إلي نعيشو فيها توة… لكن كأي طفل يتعلم المشي فمة بالتأكيد الكثير من الدروس… بما فيها كيفية القدرة على القول و النقد ضمن مسافات معينة لا تمنح مبررات سهلة لصاحب السلطة حتى يستسهل ملاحقة أي كان تحت العناوين العامة و المطاطية متاع « ثلب » و « ترويج أخبار زائفة »… يعني هو صحيح إلي إذا كان فمة قرار ملاحقة فستكون هناك ملاحقة.. إلا أنو أصبح من الضروري التيقظ لأنو أقوى القضايا هي تلك التي يفقد فيها خصمك أي حجج ممكنة تحياتي العميقة للجميع بدون استثناء… و تمنياتي أن يمر البلوغسوفير بنفس جديد… لكن في كل الاحوال تمنياتي أن يمر العالم الافتراضي التونسي (إلي البلوغوسفير التونسي ماهو إلا جزء منو) بمزيد من القدرة على التنفس العميق و الثقة في نفسو Posted by Tarek طارق at 23:05 ثم جاءت تعاليق المتصفحين (وعددها 9) عمشة في بلاد العميان كحلة لنظار يقول… قريت البوست هاذا ثلاثة مرّات و حبّيت نعطي رايى في الموضوع لأنّى فمّ نقاط ما نوافقكش فيها، علاش تعتبر المدون مواطن بالدرجة الأولى، و علاش تعتبر إلّى نقد السلطة الواقعية هو التحدي الحقيقي، و علاش الانسحاب خطوة غالطة  1ـ حسب رايى المتواضع: المدون قبل ما يكون مواطن هو إنسان، من حقو يختار إنّو يكون مواطن و إلّا لا، يعني كلمة مواطن كيما ما تستعملها إنت تحب تقول حقوق و واجبات، أنا يظهرلي إلّى أهم حاجة في البلغسفار كمجتمع هو إنو المدون اختار ينتميلو، الواحد فينا ما يختارش المجتمع متاعو و إنّما يتأقلم معاه، فين تولدنا وقتاش تولدنا و الجنسية إلّى نحملوها موش اختيار، حاجة مفروضة علينا و نعملو مجهودنا بش نقبلوها و نعيشو بيها و إذا كان ما نجموش نولّيو نعيشو حالات نفسية و مرضية خطيرة برشة، انتمائنا للبلوغسفار هو اختيار منّا، إذا كان بش يولّى يقيدنا و يفرض علينا منهج معين ما نحبوهش ولّا ما يعجبناش يفقد كل شي باهي، يعنى أقل حاجة إنّو الواحد يختار إنّو يكون مواطن و إلّا فرد في البلوغسفار  2ـ ما نراش إلّى فم تحديات حقيقية في البلوغسفار و أخرى موش حقيقية، هذاي زادة تابع الحرية الفردية، البلوغسفار موش حزب سياسي وإلّا جمعية لدّفاع على أي حاجة، أحلى حاجة في البلوغسفار إلى كل واحد يحكي على إلى يحب عليه و يتواصل مع لعباد إلّى تهتم بموضوعو، المواضيع برشة و الإهتمامات برشة و ذا كان نطالبو بالحرية ما لازمناش نقيدو حرية الآخرين 3ـ علاش نحكمو علّى يقرر بش ينسحب ولّا بش يكن راسو، هذاي زادة تابع الحرية الفردية، لعباد الكل موش كيف كيف، فم إلّى قلبو ضعيف، فم إلى ظروفو ما تسمحش، كل واحد و مشاكلو فى الدنيا هاذي، ورا كل مدون فم إنسان بشر، يتعب، يبكي، يتعذب،يخاف، يترعب، علاش نطلبو منو بش ما ينسحبش إذا كان الحاجة هاذي ترتحو  وقتلّى حلّيت لبلوغ متاعي الهدف متاعى كان نتواصل مع عباد تنجم تفهمنى، عندها أفكار تشبه أفكاري، تتواصل معاي و تغنيني بأفكار جديدة، ما كنتش نتصوّر إلى لبلغسفار هي إلّى بش تولّى عندها حق عندي، لبلغسفار عندي أنا و عند برشة عباد أخرين يظهرلي هواية موش نضال، إذا كان الهواية بش تمنعنى بش نواصل حياتي بطريقة عادية و في عوض ما ترفه علي بش تولّى تغملى على قلبي شنية منفعتو  إذا كان البلوغسفار هو المتنفس الوحيد كيما قلت إنت، أنا نطالب بحقي في التنفس، القيود برشة في مجتمعنا إذا كان بش يزيد علينا لبلغسفار يمكن نولّى نفضل ننسحب  مع تحياتي ليك وللمدونين الكل على المجهودات لكبيرة إلّى بذلوها الأيامات هاذي  و تضامني الكلي مع فاطمة  12 نوفمبر, 2009 03:45 ص ferrrrr يقول…     أهلا طارق، بش نعمل تعقيب على الفقرة الاولى متاعك، وانقول الي ثمة مدوننين ما عندهم ما يضيفو للتدوين غير السبان والممارسات البوليسية، الي تستعمل فيها كل سلطة بوليسية، و اتنجم ترجع للارشيفات ويستحيل تلقى كلمة وحدة، كلمة وحدة من مدونتي فيها شتم لشحص مهما كان، واتنجم ساهل برشة بش تلقى عشرات المرات الي وقع شتم شخصي و المؤسف انو الشتم هذا لا سبقو و لا تلاه نقاش متاع تدوينة انا نشرتها. انا عمري ما نشرت قائمات مدونين و تكهنات بالتصويت متاعهم المحتمل و تنجم تلقى في الارشيفات قائمات تهبط تتكهن بالتصويت القادم بالظبط ممارسات مخاباراتية انا متأكد انك تتذكرها، الى آخره من الممارسات الي انتي ما زلت في عز الشباب و ذاكرتك ما زالت ما تاثرتشي بفعل الكبر، لذلك هات انحطو الامور في اطارها. صحيح ثم تهجم على المعتقدات، ولكن في المقابل جا تهجم على الاشخاص في شكل مخاباراتي، ما تنساش الي وقع نشر اسماء حقيقية للاشخاص من طرف مدونات دافعت على الدين الحنيف (تنجم ترجع للأرشيف)… كان ممكن يكون الرد بتهجم على المعتقدات او القناعات المضادة، ولكن كل حلاب يما فيه الخ… في ما تبقى انوافقك، وباهي ياسر الي التضامن كان في الموعد 12 نوفمبر, 2009 04:07 ص Borborygmes يقول…     Je suis d’accord avec Amacha sur le fait qu’il n’y a pas de vrais ou de faux défits, sur le fait que cet espace ne fonctionne pas comme un parti ou une association que chacun est libre de ce qu’il écrit,, et qu’on n’est pas là pour critiquer le pouvoir politique et surtout qu’il ne faut pas politiser cet espace, mais il ne faut pas oublier qu’on vit sous un régime paranoïaque qui lui politise tout, même une simple pétition pour sauver un arbre ou une salle de cinéma.     Toutefois Tarek a raison de considérer cet espace comme un espace alternatif pour l’expression d’une citoyenneté souvent confisquée. Et ici j »emploie le terme citoyenneté en dehors de ces connotations morales et partisanes, et si j’ai bien compris c’est dans ce sens que l’utilise Tarek. . Le vrai défi c’est tout simplement de sauvgarder la liberté de cet espace, et son eccléctisme loin de fichage et du flicage, loin des propagandes et du politiquement correcte.     En revanche je m’interroge sur ce souci excessif du respect manifesté par les uns et les autres. Miselech, ija netsebou, nitkatlou et après nitkablou. Tarek a utilisé la métaphore de l’enfant qui marche.et bien un enfant dans la cour de l’école quand il veut entrer en communication avec un autre qui le snobe commence par l’agresser. Ne peut-on pas voir dans ces agressions une demande de communication, de rencontre avec l’autre? en tout cas c’est comme cela que je l’interprète moi.     Et puis franchement je préfère quelqu’un qui m’insulte, mes dis les choses en face, (c’est le signe que j’existe pour cette personne), que quelqu’un que j’indiffère ou qui me respect en apparence mais jamais en son fort intérieur.     Pour finir, je dirais juste qu’on doit arrêter d’évaluer le « niveau », la valeur, des notions très subjectives qui n’amènent à rien. Parfois on a besoin d’articles « plats » sans profondeur, on a besoin de tout dans une vie: chaque post est un « regard » posé sur un détail, et heureusement qu’on ne regarde pas les mêmes choses de la même manière. 12 نوفمبر, 2009 07:25 ص ferrrrr يقول…     « je préfère quelqu’un qui m’insulte, mes dis les choses en face, (c’est le signe que j’existe pour cette personne), que quelqu’un que j’indiffère ou qui me respect en apparence mais jamais en son fort intérieur. »     @Borborygmes     perso je ne suis ici ni en quête de respect, ni pour « exister » pour qui que ce soit, encore moins pour échanger des insultes de derrière l’écran (justement, et c’est ça le malheur, ce n’est pas en face qu’on t’insulte, je ne suis pas contre des insultes et même plus mais dans la vie, justement en face), s’il y a discussion oui, sinon tout cet espace est sans valeur, et puis parler d' »enfant qui apprend à marcher », oui, bon, mais y a des personnes qui on le tort d’avoir dépassé ce stade     par contre je te rejoins dans le fait que les posts qui paraissent pour qq uns superficiels moi je les préfère aux posts du genre « tel ou tel est la solution et point final », abstraction faite de la nature du « tel », voilà, à suivre     12 نوفمبر, 2009 08:52 ص Borborygmes يقول…     Je me suis peut être mal exprimée,. Ici on est tous des idées, des pseudos, (sauf pour certains, comme pour tarek par exemple qui ne se cache pas). Et je dois avouer qu’on a une drole de conception du respect et des « insultes »car j’ai l’impression qu »on est trop sur la défensive à propos de certains thèmes, on se sent très vite agressé alors parfois c’est pas dirigé contre la presonne elle même.     Et puis franchement, pourquoi on est très à cheval sur internet sur le respect alors que dans notre quotidien on se laisse insulter par un supérieur, par un régime qui nous prend pour des moutons, par des médiats, dans la rue,dans le stade et parfois même dans le lit conjugal quand l’autre nous ignorec’est aussi une forme d’insulte.. ‘     C’est peut être cynique mais je ne fais qu’un constat je ne légitimise rien. .     12 نوفمبر, 2009 09:16 ص ابوناظم المرزوقي يقول… خليني نكون صريح معاك طارق …انت في بدايتك كنت صديق الجميع وقدرت تكسب صداقات الجميع …لدرجة اننا اقتنعنا في تجربة رديون انك المتحدث الرسمي -بورت بارول – باسم المدونين التوانسة من دون ما نتفقوا على هذا ولكن هذا الواقع …لكن من بعد في بعض الصدامات الفكرية التي انتجتها حالة الفراغ التدويني اللي عشناها اواسط 2007 و 2008 وما وقع فيها من احداث خاصة ظهور جماعة 15 جوان اللي من بعد سموا رواحهم ضد الطابور الخامس والهجومات اللي عملوها على موقف فكري معين للاسف انت انتصرلتو من باب شخصي يمكن بعد الخلاف اللي وقع بينك وبين سي علي سعيدان -ازواو -والمشاكل اللي افتعلتوها في الرد على اصحاب هذا الموقف – ماهيفا -عماد حبيب -عاشور الناجي – ماني الافريقي —–وغيرهم اللي خلقتولهم فزاعة الفوبيا …..من الاسلام وغيرها ..هي اللي خلات برشة ناس تهرب من البلوغسفار وتحس اللي التدوين بدا حلبة لصراعات فكرية وسياسية محسوبة …وناس عندها ربما حسابات …شفنا غيابها بوضوح اليوم في احداث كبيرة متاع تضامن حقيقي …من نوع فيضانات الرديف واحداثها من قبل وما لحق ذلك من حجب لواقع ومدونات وخاصة ما وقع ل ارابيكا ….والناس الكل تسال وينهم جماعة الطابور الخامس …وينو عاشور ..وينو عمروش …؟؟؟ ومع ذلك …  سجل البلوغسفار.. انسحابي من التدوين.. وانسحاب ادم ومصعب وايمن ووليد عمران وازواو وماني وماهيفا وشهاب وهناني وسنية …ورغم الحضور القوي لبنت عائلة وولادة واستمرار ارابيكا بلون اخر …وبقيت انت من الجيل القديم و برباش الذي اقتصر حضوره على الامور التقنية وبعض الخصوصيات التي ينجح في اخراجها روائيا كعادته ..فان التدوين اصبح قفرا …ارضا بوارا…اللهم الا من بعض نبات الصبار … وهاهي ارابيكا تعيد بوصلتنا الى الوجهة الصحيحة … فقد يكون علينا ان نشكرها..وان نقف وقفة تامل وجلد للذات … ها انت فتحت الجرح …وهيا نتعاتب… انا لا اكره طارق …بل كنت لا يحلو لي نوم الا بقراءة جديده …لماذا اليوم لم اعد احتمل كتاباته او على الاقل لا اصوت لها؟او لااحفل بها ؟ اريد مشاركة الجميع في الحوار بكل ود ودون تشنج …     12 نوفمبر, 2009 03:34 م Tarek طارق يقول… سأعلق الآن بشكل مقتضب لضيق الوقت.. و سأرجع للتعليق على كل المعلقين أعلاه بالتفصيل مع شكري لهم أولا « عمشة في بلاد العميان كحلة الانظار »… فقط حبيت نأكد على نقطة أنا قلتها الفوق و معروف أنها موقف سابق لي فصل فيه كيف تحدثت مرة على مقترح « جمعية المدونين ».. أنا ضد تنميط البولوغسفير.. هذا موقف سابق لي و نعاود نأكدو.. و بالعكس الفوق فمة تأكيد واضح على أنو مش ممكن فرض أجندة على البلوغسفير.. لكن في المقابل فمة واقع يلزم الاعتراف يه.. هو مصلحة جميع المدونين مبدئيا في الدفاع عن هذا المنبر خاصة كمنبر رأي.. و هذا نحبو و إلا نكرهو بالنسبة للناس المتسيسين أو لا هو شرط رئيسي حتى يمكن الكيان هذا أن يتواصل.. و هذا نحبو و الا نكرهو عندو علاقة بالسياسة أبو ناظم… تعليق واحد فقط نراه ضروري قبل الرجوع لبقية الافكار… أرجو أنك تقولي كيفاش أنا « انتصرت » لفريق معين على أساس شخصي… يعني أنو السبب مش قناعاتي الفكرية و السياسية؟ يعني هذية كلمة تستحق منك على الاقل شوية تدليل.. هذا بمعزل ما فيها من انطباعية على شخصي ينجم حد آخر في بلاصتي يعتبرها سبة.. لكن مش بش نعتبرها هكاكة لأني خبرتك و نعرفك ما تقصدش سوء على الاقل في الجملة هذيكة… هذا في سياق أنو نكونو صرحاء و نزهاء في تعليقاتنا 12 نوفمبر, 2009 04:25 م Tarek طارق يقول… نقطة أخرى يجب أن أقولها للأمانة حتى أعود مرة أخرى للتعليق… عمروش كان معنا و بشكل دائم و بالممارسة في الحملة كما يعرف الاصدقاء الذين شاركوا فيها.. هو فقط تخلى عن الكتابة في مدونته لأسباب تخصه.. 13 نوفمبر, 2009 02:35 ص @saieddardour يقول… Tarek, Administrateur du site taht-essour.com, j’ai remarqué une baisse (vertigineuse) du nombre de commentaires postés sur les blogs suivis par le portail. Le nombre de votes sur tn-blogs.com a subit une (forte) chute, lui aussi. Facebook et Twitter semblent avoir changé les habitudes des tunisiennes et des tunisiens. Ils ont été nombreux à se désintéresser des blogs, des forums de discussion, à venir s’exprimer sur de nouvelles plateformes, en temps réel et en moins de 140 caractères… Le succès de tnlabs.org, du groupe de soutien à Fatma Arabicca, du hashtag #tnelection sur Twitter… confirment la nouvelle tendance. Tu as reçu plus de commentaires à cet article sur Facebook que sur ton blog, non :))) Le nouveau soufle existe. Il faut juste le voir, ce qui n’est pas évident. L’aggrégateur de « status » tunisiens (Facebook et Twitter) n’existe pas encore. A ma connaissance. 13 نوفمبر, 2009 10:28 ص (المصدر: مدونة طارق الكحلاوي بتاريخ 11 نوفمبر 2009) الرابط: http://tareknightlife.blogspot.com/2009/11/blog-post_11.html   اربيكا … دروس بقلم: براستوس كنت نتمنّى يكون تفاعلي مع ما تعرّضتلو ارابيكا اكثر من مجرّد تعليق لوقو ، و الا بثّ المعلومه لبعض الاصدقاء المدونين من دول » شقيقة » كمحاولة بسيطة لكن موش يائسة لكسب تضامنهم و توسيع دايرة الاحتجاج و هاذا هام ، لكن ظروف النّات عندي ما سمحتش بأكثر من هكاكه الازعاج الكبير اللي تعرّضتلو ارابيكا ، يسمح باستخلاص برشه دروس فيها البديهي العام اللي لاضرر من اعادة التذكير بيه ، و فيها اللي فرضاتو خصوصية البلوغسفير في الفترة الاخيرة من اهم الدروس اللي لا ضرر من التذكير بيها ـ كلنا مستهدفون .. و جميعنا ليس في مأمن مما تعرضت له ارابيكا ـ اللي تعرّضتلو ارابيكا يزيد يوضّح الطريق قدّامنا ، و قدّام ايّ واحد يحبّ يتكلّم و يتنفّس في هالمجتمع الافتراضي الصغير .. لكن اللي قاعد يكبر.. بمعنى انّو وقت اللي الواحد يعاين شنوّة اللي يستنّى فيه ، يا يبطّل يا يزيد يقوى ـ الانتهاك اللي يتعرّضلو النشاط التدويني (حجب .. صنصرة .. و توّه اعتقال و تحقيق … ) يلزمو يدفعنا للتفكير بجدّية في تأطير قانوني للتدوين ـ مراجهة الذّات و نقدها (و لا استثني احدا) في كل ما من شأنو انّو يبتذل التدوين (الاسفاف في المضامين ، وصاية بعضنا على افكار البعض تحت يافطة » نقد المعتقد » .. صحيح .. لكن زاده .. و في الكثير من الحالات تحت يافطة « الدفاع على المعتقد »، الانغلاق و فقدان رحابة الصدر لتقبّل الراي المخالف ، عدم القدرة على الالتفاف (ولو ظرفيا) حول محاور يمكن ان تجمع الجميع ( و نعطي كنموذج : فشل التجربة هاذي )ـ * ـ بعض المدونين اللي « استقالو »:) من مدّة .. ريناهم كانوا حاضرين بشدّة في حركة التضامن مع ارابيكا .. اكبر دليل على انّو التدوين عندنا ، تحت خمولو ، موجودة العديد من الشرارات و القبسات اللي يمكن انسحبت تحت تأثير السلبيات اللي ذكرتهم في النقطة السابقة هاذي بعجالة بعض النقاط اللي ينجّمو يكونو منطلق للحديث و للتفكير وللحديث بقية (المصدر: مدونة « ميادين » التونسية بتاريخ 11 نوفمبر 2009) الرابط: http://kahaw.blogspot.com/2009/11/blog-post_12.html

تونس تشكر ليبيا لموقفها « ضد التدخل في شؤون الدول الافريقية »


تونس، باريس – أ ف ب – شكر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الجمعة للزعيم الليبي معمر القذافي الموقف الذي اتخذه ضد «كل أشكال التدخل في شؤون الدول الافريقية». وفي رسالة أوردتها وكالة الأنباء التونسية الرسمية، أعرب بن علي للقذافي عن «عظيم شكره وامتنانه للموقف المبدئي والنبيل الصادر عن رئاسة الاتحاد الافريقي واتحاد المغرب العربي وتجمع دول الساحل والصحراء والذي يؤكد عدم قبول هذه التجمعات لكل أشكال التدخل من الدول والتجمعات الأجنبية في شؤون الدول الافريقية ذات السيادة». وتترأس ليبيا هذه التكتلات الإقليمية الثلاثة. وكان بن علي أعلن الخميس أن بلاده أحالت «التدخل في شؤونها» و «المساس بسيادتها» على رئاستي الاتحادين المغاربي والافريقي، وذلك إثر انتقادات باريس في شأن وضع حقوق الإنسان في تونس. وأكَّد الرئيس التونسي في رسالته «العزم الراسخ على مواصلة العمل من أجل صون سيادة دولنا واستقلالية قرارها وخياراتها والدفاع عن كرامة شعوبها ورفضها المطلق تلقي الدروس من أي جهة كانت». ويأتي الموقف التونسي وسط ما يشبه حرب بيانات بين تونس وباريس في شأن احترام حقوق الانسان خصوصاً إثر توقيف الكاتب توفيق بن بريك في 29 تشرين الأول (اكتوبر) على إثر «اعتداء على امراة». وسيمثل في 19 تشرين الثاني (نوفمبر) أمام المحكمة بتهمة «إحداث عنف والاعتداء على الاخلاق الحميدة والإضرار بأملاك الغير». وفي باريس، أعلن المحامي الفرنسي ويليام بوردون أنه سيتوجه إلى تونس ليحضر الخميس محاكمة موكله توفيق بن بريك بناء على طلب عائلة الأخير. وأورد بيان أصدره مكتب المحامي أن بوردون «سيحاول الاجتماع بموكله وهو يذكّر بأن الوضع الصحي لتوفيق بن بريك يثير القلق». (المصدر: « الحياة » (يومية – لندن) بتاريخ 15 نوفمبر 2009)

السيدة ليلى بن علي .. وقضايا المرأة العربية في مقال بمجلة مدام فيغارو


تونس 14 تونس 2009 (وات) – نشرت مجلة مدام فيغارو الباريسية مقالا بعنوان السيدة ليلى بن علي .. وقضايا المراة العربية أبرزت فيه الإرادة القوية التى تحدو حرم رئيس الجمهورية رئيسة منظمة المراة العربية لتعزيز مكانة المراة صلب الاسرة وفى سائر مجالات النشاط الاقتصادى. وتضمن العدد الصادر يوم السبت 14 نوفمبر 2009 حوارا مع السيدة ليلى بن على عنوانه المراة شريك كامل الحقوق للرجل استهلته سيدة تونس الاولى بالقول انا مواطنة تونسية كالاخريات واستعرضت فيه مختلف اوجه نشاطها فى تونس وعلى الصعيد العربي. واجابة على سؤال بشان رأيها في التونسيات اليوم اكدت حرم سيادة الرئيس ان التونسيات تتحلين بالارادة الثابتة والمواضبة فى النشاط وهن متشبثات بحقوقهن واصبحن اليوم شركاء كاملى الحقوق للرجل. وتبقى الجهود قائمة لتطوير العقليات والسلوكيات لا سيما وان الارادة السياسية متوفرة وانه لا مجال للعودة الى الوراء. وبخصوص دور السيدة الاولى فى تونس بينت حرم رئيس الجمهورية انها ترأس عددا من الجمعيات الخيرية من بينها جمعية بسمة التي تعنى بادماج المعوقين مضيفة انها تسخر جهودها ايضا لاحداث مراكز للعلاج التلطيفي غير المتوفرة بعد فى تونس لتخفيف معاناة المصابين بالسرطان فى الاطوار الاخيرة للمرض. وفى بيانها لاهداف منظمة المراة العربية التي تراسها لمدة عامين افادت السيدة ليلى بن على ان المنظمة تجمع خمس عشرة من السيدات الاول باشراف من جامعة الدول العربية. وان العمل يتركز حاليا على التحضير للمؤتمر الثالث للمنظمة المقرر عقده في اكتوبر 2010 بتونس حول المراة العربية شريك اساسي في مسار التنمية المستدامة . وذكرت بمبادرتها بالدعوة الى احداث مرصد للتشريعات الاجتماعية والسياسية الخاصة باوضاع المراة ووضع اتفاقية للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد النساء بالتعاون مع الجامعة العربية ومنظمة الامم المتحدة. Imageوفى رد على سؤال يتعلق بالاسلوب الذى تتوخاه السيدة ليلى بن على فى تربية ابنها قالت سيدة تونس الاولى /احرص على تربيته كما ربيت ابنتاى وكما نشات انا بذاتي على احترام القيم الاصيلة في تونس وهى القيم المبنية على معاني البذل والانفتاح على الاخر وبساطة العيش. فانا انحدر من وسط متواضع ونشات فى عائلة وافرة العدد/. وقدمت مدام فيغارو لهذا الحوار بمقال تحليلى حول وضع المراة التونسية الذى اعتبرته المجلة نموذجا فريدا فى البلاد العربية والاسلامي. ولاحظت ان الفكر الاصلاحي التحريرى لفائدة المراة يعود الى عشرينات القرن الماضى وان المراة فى تونس اليوم تتقلد اعلى المسؤوليات فى البنوك وهى صاحبة المؤسسة والطبيبة المتخصصة والمحامية والقاضية وهو امر لم يعد مثار استغراب. وذكرت كاتبة المقال بان اصدار مجلة الاحوال الشخصية التى مثلت ولاتزال اصلاحا ثوريا جعلت من التونسيات مواطنات مكتملات الحقوق وشريكات للرجال لا سيما من خلال منع تعدد الزوجات واخضاع الطلاق الى القضاء والغاء الولاية على النساء وهى اصلاحات اعطت دفعا قويا لتحديث المجتمع التونسي. وابرزت المجلة ان الرئيس زين العابدين بن على عزز هذه المكاسب بتشريعات جديدة لفائدة المراة على غرار المساواة فى الاجر وتكريس الشراكة صلب الاسرة واقرار النظام الاختيارى للاشتراك فى الملكية وانشاء صندوق النفقة واعتماد مبدأ التمييز الايجابي ضمن الهيئات المنتخبة. ولاحظت المجلة ان هذه الاصلاحات تعد جزءا من مكاسب عديدة وهامة غنمتها المراة التونسية وكرست موقع تونس الريادى كمنبع للفكر المستنير من اجل تطوير حقوق المراة فى البلاد العربية والاسلامية. وارفقت المجلة المقال والحوار بصورتين لسيدة تونس الاولى تبرزان ما تجسمه ادوارها من قدرة على التوفيق بين الحداثة والاصالة. (المصدر:وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 14 نوفمبر 2009) الرابط: http://www.tap.info.tn/ar/index.php?option=com_content&task=view&id=8984&Itemid=83  

تونس: نشطاء يتهمون السلطة بالعجز

 


تونس – محمد الحمروني   منعت قوات الأمن التونسية يوم الجمعة الماضي عقد اجتماع كان يفترض أن يتناول ما وصفته المعارضة بـ «الهجمة» التي تشنها السلطة في الآونة الأخيرة على عدد من صحف أحزاب المعارضة والصحافيين المستقلين، وعلى رأسهم الصحافي زهير مخلوف مراسل موقع السبيل أون لاين. نت المسجون على خلفية إعداده شريطا مصورا عن التلوث بالمنطقة الصناعية بنابل (60 كلم شرق العاصمة تونس، وتوفيق بن بريك المسجون بتهمة التهجم على امرأة في الطريق العام. وفرضت مجموعات كبيرة من الأمن بالزي المدني حصارا مطبقا على وسط العاصمة، حيث يقع مقر الحزب الديمقراطي التقدمي (معارض معترف به)، وحيث كان يفترض أن ينعقد الاجتماع، وسدت المنافذ والطرق المؤدية إليه ومنعت بذلك عددا كبيرا من المحامين والصحافيين والنشطاء السياسيين والحقوقيين من الوصول إلى مقر الاجتماع. وتحولت الشوارع المحيطة بمقر الحزب التقدمي إلى ساحات للجدل و «المناوشات» بين أعوان الأمن السياسي وبعض المحامين حول قانونية وشرعية إجراءات المنع من «التنقل بحرية في بلادهم» مبرزين في ذات الوقت التناقض الصارخ بين هكذا إجراءات وبين الخطاب الذي لا تنفك أجهزة السلطة ومسؤوليها يرددونه ويتباهون به، وبما وصلت إليه أوضاع حقوق الإنسان والحريات العامة ودولة القانون والمؤسسات في تونس من «تطور». ورغم الحصار نجح عدد من المحامين في الوصول إلى مقر الاجتماع الذي انعقد وسط حالة من الغضب العارم تجاه الإجراءات التعسفية التي تتفاقم يوما بعد يوم. وشدد أغلب المتدخلين في كلماتهم على ضراوة الهجمة التي يتعرض لها الإعلاميون مؤخرا في تونس، معتبرين أن السلطة أرادت من خلال سجن زهير مخلوف وتوفيق بن بريك، ومن خلال تعنيف الصحافي سليم بوخذير وترهيب عدد آخر من الصحافيين بمن فيهم النقيب الحالي ناجي البغوري والنقيب السابق لنقابة الصحافيين التونسيين الزميل لطفي الحجي أرادت الانتقام من الجسم الصحافي المستقل للدور الذي لعبه خلال الانتخابات الأخيرة، والذي ساهم بقسط وافر في كشف عدم شفافية هذه الانتخابات وافتقادها لأدنى درجات النزاهة والمصداقية. وكان السؤال «إلى أين تأخذون البلاد» أكثر ما تكرر خلال تدخلات الحاضرين الذين أبدوا خشية كبيرة على مستقبل البلاد من المنعرج الخطير الذي انجرفت إليه السلطة بعد الانتخابات مدفوعة بإحساس كبير بالفشل في إضفاء صبغة الشرعية والتعددية الحقيقية على الانتخابات الأخيرة. الأستاذة ميّة الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي اعتبرت في كلمتها أن السلطة فتحت مباشرة بعد الانتخابات الباب أمام هجمة طالت مختلف مكونات المجتمع المدني، من توفيق بن بريك إلى زهير مخلوف مرورا بالشباب المتدين الذين لا تكاد تفرغ منهم السجون حتى تمتلئ من جديد. كما طالت الهجمة، وفق الجريبي، الطلبة وتم الزج بالبعض منهم في السجون بتهم ملفقة. ولم تسلم من هذه الهجمة صحف المعارضة الثلاث وهي «الموقف» و «مواطنون» و «الطريق الجديد: .. فهذه الصحف وعلاوة على الظروف الصعبة التي تعمل فيها أصبحت ممنوعة من التوزيع ومن الوصول إلى القراء إلى درجة دفعت القائمين عليها إلى الاحتجاب طيلة هذا الأسبوع. وقالت الأمينة العامة للتقدمي «إن ما جرى يوم الجمعة الماضي سيزيد في شحذ هممنا وعزمنا جميعا على البحث عن أنجع السبل لمواجهة هذه الهجمة.. ونحن نتشاور حول هذه التطورات مع بقية الشركاء السياسيين والفاعلين الجمعويين في البلاد». من جانبه قدم أحمد نجيب الشابي المحامي ومرشح الديمقراطي التقدمي للانتخابات الرئاسية الأخيرة بسطة عن أوضاع الصحافيين المسجونين الذين تمكن من زيارتهم مؤخرا في السجن. وأوضح إنهما في حالة معنوية «رائعة» وهما هادئا البال ومطمئنان لعدالة القضية التي من أجلها أوقفا. وشدد على أنه في مقابل الحالة المعنوية المترفعة فإنهما يعانيان من أوضاع صحية تستلزم متابعة يومية ودقيقة، فبن بريك يعاني من اضطراب في الغدد الأمر الذي يتطلب علاجا يوميا لا يتحمل أي خلل أو اضطراب في العلاج، وأما زهير فيعاني من مرض السكري المزمن الذي يتطلب عناية طبية مستمرة. وأوضح الشابي أن «التوتر الذي تبديه الحكومة دليل على شعور بالعجز داخليا وخارجيا»..    
(المصدر: موقع تونس أون لاين بتاريخ 15 نوفمبر 2009)

حقيقة ما يدور في العمادة


بقلم: الأستاذة سعيدة العكرمي أمينة مال عمادة المحامين طالعت باهتمام بالغ ما نقل عن الزميل المحترم الأستاذ جمال مارس في معرض تعليقه على ما تعيشه المحاماة هذه الأيام (الشروق الخميس 12ـ11ـ2009 الصفحة 17) من أن «ما حدث يوم 6ـ11 الحالي لا يمكن اعتباره منعزلا بل هو مؤامرة مدبرة اتضحت ملامحها منذ بيان أمينة المال في نوفمبر 2008 والذي وجهت فيه اتهامات متعلقة بالفساد المالي في حق شخص العميد…». وعملا بحق الرد بصفتي أمينة المال للهيئة الوطنية للمحامين يشرفني وبعد تذكير الزميل المحترم الأستاذ جمال مارس بأن الواجب المحمول على المحامي في الاستقامة والاعتدال ومراعاة واجبات الزمالة يشمل الجميع أفرادا ومؤسسات وطنية وجهوية بدون استثناء (الفصل 62 من قانون المحاماة) وأن اتهامي وبقية أعضاء مجلس الهيئة المنتخب «بالانقلاب على مؤسسة العمادة وعلى شخص العميد وعلى الشرعية بالدرجة الأولى» على صفحات الجرائد يقتضي توضيح النقاط التالية: 1) أن الدعوة للالتفاف حول «مؤسسة العمادة» متى كانت من باب الغيرة على المحاماة وعلى وحدتها واستقلاليتها لا تبيح التعدي على مجلس الهيئة الوطنية للمحامين ومجالس الفروع وأعضائها المنتخبين واتهامهم بتهم خطيرة تمس من مصداقيتهم وسمعتهم وتشكك في تمثيليتهم وشرعيتهم بما يسيء لمكانة الهياكل المنتخبة داخل المحامين وخارجها. 2) أذكر الزميل المحترم بأن القانون المنظم لمهنة المحاماة خص في الفقرة العاشرة من الفصل 62 مجلس الهيئة الوطنية للمحامين بإدارة مكاسب الهيئة.. «وأوضح صلاحيات مجالس الفروع ورؤسائها ومهام السيد العميد الذي هو عضو من أعضاء المجلس طبق صريح أحكام الفصل 48 من القانون المذكور الذي نص «على أنه يتركب مجلس الهيئة من العميد ورؤساء الفروع الجهوية وكتابها العامين وسبعة أعضاء يقع انتخابهم من طرف الجلسة العامة «كما أذكر الزميل المحترم أن السيارة التي تمتلكها الهيئة والتي يستعملها السيد العميد جزء من المكاسب المذكورة ولمجلس الهيئة وحده حق إدارتها بما يتماشى ومصلحة المحامين. 3) إن الدعوة إلى الوقوف إلى جانب الشرعية لا ينسجم مع اعتبار ممارسة مجلس الهيئة المنتخب لصلاحياته «انقلابا على مؤسسة العمادة.. ومؤامرة مدبرة» اللهم أن يكون الزميل المحترم مقتنعا أن السيد العميد وحده يمثل الشرعية وأن مجلس الهيئة المنتخب بصفة ديمقراطية هيكلا منصبا فاقدا للشرعية مع كل ما يعنيه ذلك من فتح الباب على مصراعيه أمام تدخل أطراف خارجية للحلول محله والوصاية على تسيير المحاماة وإدارة مكاسب المحامين. 4) إن في الادعاء بأنني وجهت كأمينة مال في بيان أصدرته في 06ـ11ـ2008 اتهامات متعلقة بالفساد المالي في حق شخص العميد مجافاة للحقيقة لاعتبارين: ـ أولهما أنني لم أصدر في نوفمبر 2008 بيانا بل وجهت رسالة إلى السيد العميد وأعضاء مجلس إدارة الصندوق ضمنتها بعض ما عاينته من نقائص وأخطاء وتجاوزات في الإدارة والتسيير والتصرف وقدمت مقترحات لعلاجها وتفادي ما يمكن أن ينجر عنها من سلبيات ومشاكل ونص رسالتي تلك شاهد على أنني لم أتردد في القيام بواجبي كأمينة مال وعضو مجلس إدارة وهو أدنى ما يجب على كل عضو منتخب القيام به دفاعا عن مصالح المحامين ويكفي للتأكد من ذلك بعيدا عن كل المزايدات مراجعة الرسالة المذكورة. 5) إنّ القول بأن مجلس الهيئة الوطنية انقلب على السيد العميد بما اتخذه من قرارات في جلسة 06ـ11ـ2009 قول لا سند له في الواقع ناهيك وأن مجلس الهيئة (وبأغلبية عشرة أعضاء من 12 حضروا الجلسة التي أدارها السيد الكاتب العام بتفويض من العميد الذي شارك في البعض من قراراتها) اتخذ قرارات تتعلق بسيارة الهيئة ومصاريف الهاتف الجوال الخاص بالسيد العميد ومسألة سحب السيد العميد للمال نقدا من خزينة الهيئة دون علم المجلس وأمينة المال ومراجعة بعض القرارات التي اتخذها السيد العميد بصفة منفردة على خلاف أحكام القانون وإرجاع الأمور إلى نصابها في ما يتعلق بالبريد الوارد على الهيئة ودفاترها والذي انفرد بمسكها السيد العميد داخل مقرات الهيئة وخارجها وحجبها عن أعضاء المجلس وترسيم بعض الزملاء الجدد وإحالة البعض الآخر على التقاعد وتقدير بعض الجرايات وهي قرارات من صميم اختصاص المجلس طبق أحكام الفصل 62 من قانون المحاماة وليس فيها أي مساس بصلاحيات السيد العميد ولا بمهامه المحددة طبق القانون المذكور. 6) إن المحاماة حاضنة للتعدد ومدرسة للديمقراطية التي تقتضي احترام الرأي المخالف والبتّ في ما يطرح من قضايا وملفات بالوفاق وإذاتعذر ذلك فبأغلبية أصوات الحاضرين وليس من الديمقراطية رفض فرد الخضوع لقرارات الأغلبية كما أنه ليس لأي عضو في مجلس يدير قطاعا بمكانة قطاعنا مهما علا شأنه فرض رأيه على غيره باستعمال وسائل غيرمشروعة أحيانا كما أنه ليس من الديمقراطية تعطيل قرارات الأغلبية ورفض تنفيذها بافتعال المشاكل والأزمات تحت تعلات واهية ومنع المجلس من مباشرة مهامه وشله رغم ما في ذلك من تعطيل لمرفق عام وإضرار بمصالح المحامين وتهديد لوحدة الهياكل المنتخبة ولوحدة القطاع وتقسيم المحامين على أساس الولاءات الشخصية والمنفعية في محاولة مرفوضة للتغطية على التجاوزات وتبرير الانفراد بالرأي والظهور بمظهر الضحية وفرض إدارة مكاسب المحامين وتسييرها من طرف مجلس هيئة مواز لا علاقة لبعض المشاركين فيه بالمحامين كل ذلك خدمة لمصالح شخصية ضيقة وحماية لامتيازات غير مشروعة وعرقلة لكل محاولات إصلاح أوضاع المحاماة وتطويرها. (المصدر: النشرة الإلكترونية لجريدة الشروق التونسية الصادرة يوم 15 نوفمبر 2009)

الإينوبلي في حديث صحفي  لصحيفة « الصريح »:

« الإستقواء بالأجنبي مرفوض وحزبنا متمسك بالممانعة السياسية والحضارية »


تونس/الصريح – أكد السيد احمد الاينوبلي أمين العام الاتحاد الديمقراطي الوحدوي أن مشاركة هذا الحزب في الانتخابات الرئاسية والتشريعية موقعته في الساحة الوطنية باعتباره حزبا حاملا لمشروع يرتكز على السيادة الوطنية والتمسك بخط الممانعة السياسية ، مبرزا أن برنامجه الانتخابي تضمن المبادرة بمطالبة فرنسا بالتعويض المادي والمعنوي عما ألحقه من أضرار بالوطن، ومذكرا أن هذه المبادرة تعتبر الاستقواء بالأجنبي مسألة مرفوضة كما أنها « كشفت البعض وأخرجتهم من مخابئهم » وذلك في اجابة عن أسئلة طرحناها عنه  بالأمس كما يلي: أجرى الحوار : لطفي بن صالح بادئ ذي بدء كيف تقيمون مشاركتكم في الانتخابات الأخيرة سواء الرئاسية والتشريعية؟ وهل تعتبرونها ذات انعكاسات ايجابية على تموقع حزبكم؟ إن مشاركة الاتحاد الديمقراطي الوحدوي في الاستحقاق الرئاسي والتشريع قد خضعت لتقييم المكتب السياسي للحزب واعتبرها مشاركة جد ايجابية ارتباطا بالرهانات المعلنة من الحزب وهي رهانات سياسية وحضارية بالدرجة الأولى وقد تمكن الحزب من طرح برامجه موضحا منطلقاته وأهدافه وابرز خلال الحملة الانتخابية خطه السياسي وهو ما وقع الحزب في الساحة الوطنية على انه حزب وطني له طروحاته التي تناولت كل القضايا الوطنية والعربية والدولية وأكد مرة أخرى انه يحمل مشروعا مجتمعيا مرتكزه الأساسي السيادة الوطنية واستقلال القرار الوطني والتمسك بخط الممانعة السياسية والحضارية في مواجهة الاملاءات ومحاولات الإلحاق والانبتات كما انه حزب مناصر معلن للمقاومة العربية في مواجهة الاستيطان الصهيوني والاستعمار والهيمنة كل هذه المضامين صارت معروفة لدى شعبنا وهي عنوان حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي فضلا عن خياراته الاقتصادية والاجتماعية الداعية إلى التكافؤ بين الجهات والتضامن بين الفئات ودعوته إلى مراكمة البناء الوطني مراكمة فاعلة ومسؤولة لا مجال فيها للتوقف أو الاستكانة ولا مجال فيها للقفز على الواقع نحو المجهول غير محسوب النتائج. وعليه فإنني استطيع القول بان انعكاسات الانتخابات على تموقع الحزب كانت جد ايجابية سياسيا. استاثرت مطالبتكم لفرنسا الاعتذار والتعويض للشعب التونسي باهتمامات، فيما تتمثل تفاصيل هذه المطالبة؟ إن مبادرة حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي التي أطلقها بمناسبة الحملة الانتخابية والتي تضمّنها برنامجه الانتخابي وأعلن عنها في افتتاح الحملة الانتخابية يوم 14 أكتوبر 2009 هي مبادرة نابعة من عمق خياراتنا الوطنية ومبادئ الحزب الذي اختار لنفسه نهج الممانعة. وهي تتأصل أيضا في كون الاستعمار الحق أضرارا فادحة في النسيج الوطني ثقافيا وماديا ومعنويا، فـ75 سنة من الاحتلال عطلت مسيرة التقدم والبناء لتونس سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وحضاريا لذلك نحن دعونا فرنسا إلى الاعتذار لشعبنا وتعويضه عن سنوات البطش والنهب الممنهج تحت قوة السلاح – ونعتقد أن الاعتذار الرسمي سيعيد لشعبنا اعتباره المعنوي وتوازن ذاكرته كما أن التعويض قد يساهم في تجاوز سنوات التعطيل التي عرفها المجتمع وكبلته عن بناء مؤسسات الدولة وبنيتها التحتية اقتصاديا واجتماعيا لمدة 75 سنة خاصة والجميع يعلم أن تونس عرفت قبل بداية الاحتلال بقليل موجة إصلاح دشنته بعد الأمان ودستور 1861، فماذا يمكن أن يكون موقع الدولة التونسية السياسي والمؤسساتي والتنموي والاجتماعي لولا ذلك الاحتلال البغيض. لماذا جاءت في هذا الوقت أو الظرف بالذات؟ لم تأت هذه المبادرة اليوم بل تمّ الإعلان عنها في افتتاح الحملة الانتخابية للحزب يوم 14 أكتوبر 2009 واخترنا ذلك الوقت حتى يكون لها صدى أوسع وتجد ظروفا ملائمة لانتشارها عبر وصولها إلى أكثر ما يمكن من أبناء شعبنا والقوى السياسية ووسائل الإعلام ولأنه في ظروف الانتخابات يهتم المواطن ببرامج الأحزاب أكثر من أي وقت آخر. ما هي أوجه العلاقة بين مطالبتكم فرنسا بالاعتذار والتعويض وبين من تتهمونهم بالتعامل مع الخارج والاستقواء بالأجنبي الفرنسي خاصة؟ لا اعتقد أن هناك علاقة تذكر بين مطالبتنا لفرنسا بالاعتذار والتعويض وبين من اختاروا لأنفسهم موقع المولاة لفرنسا أو التعامل مع الأجنبي ،بل إن مبادرتنا كشفت البعض منهم وأخرجتهم من مخابئهم لشن هجومهم على شخصي وعلى المبادرة دفاعا عن فرنسا وهناك منهم من اعتبر أن مطالبة فرنسا بالاعتذار والتعويض يعد « وقاحة » – واعتقد أن مسألة الاستقواء بالأجنبي لغاية النهوض بالداخل هي مرفوضة مطلقا من طرف حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي كنا قد نبهنا إلى ذلك حين دعونا إلى حوار وطني يرتكز على رفض الاستقواء بالأجنبي وينطلق من الحفاظ على الاستقلال الوطني ومكتسباته. مطالبتكم هذه هل هي لمجرد المطالبة ذات الصبغة الرمزية أم أنها اعتراف منكم بان كان هناك احتلال فرنسي لتونس وبالتالي كيف ترون تفعيلها مجريات تنفيذها خاصة في ظل حكومة فرنسية يمينية يرأسها ساركوزي؟ إن مطالبتنا فرنسا بالاعتذار والتعويض يأخذ منحى رمزي وحضاري وثقافي ونفسي ومنحى سياسي واقتصادي إذ أن الاستعمار عطل مسيرة تونس كما ذكرت على درب التقدم والبناء أمام النهب الممنهج لخيراتها خلال حقبة الاستعمار أما مسالة تفعيلها فإننا كحزب طرح المبادرة على الشعب وقواه السياسية والمدنية وستأخذ مجراها باتجاه بلورتها أما تنفيذها فهو مرتبط بمدى تفهم الدولة الفرنسية لمشروعية الحق في المطالبة بالاعتذار وهو حق لا يسقطك بالتقادم وسيظل مطروحا إلى أن يأتي اليوم الذي تستجيب فيه فرنسا للاعتذار عن حقبة الاستعمار ولا يعنينا من يحكم فرنسا اليمين أو اليسار بل أن ما يعنينا هو شرعية الطلب. في ظل صمت مكونات المجتمع السياسي والمدني تجاه مطالبتكم هذه؟ أية تفاعلات أو آفاق تحملونا لمستقبل هذا المسعى؟ مبادرتنا وجدت تجاوبا من عديد النخب السياسية والثقافية أما مكونات المجتمع السياسي والمدني فإننا ننتظر موقفها واعتقد أن ذلك سيأخذ وقت لدراسة المبادرة والوقوف عند أبعادها وتداعياتها ولكن ما أقوله لكل مكونات المنتظم السياسي والمدني إن هذه المبادرة ليست دعوة منّا لقطع العلاقات مع الدولة الفرنسية وشعب فرنسا ولا البحث عن خصومة سياسية مع الدولة الفرنسية بل هي دعوة للحق ومطالبة مشروعة به انتصارا لحق الوطن والشعب في الحصول على اعتذار وتعويض عادل عن سنوات الاحتلال دفعت خلالها أجيال من الآباء والأجداد الأرواح والكرامة ودفع الوطن بمختلف أجياله ضريبة تعطل مسيرته لمدة 75 سنة وأقول إن تضحيات الشهداء والمناضلين الشرفاء تستحق من الجميع لفتة تعيد لهم وللوطن الاعتبار الذي انتهك خلال سنوات الجمر الاستعماري وان المطالبة بهذا الحق المشروع ليست تهمة أو تجنيا بل يدخل في مجال الاعتراف بتضحيات الأجيال السابقة وإكبارها والتمسك بمرجعيتها النضالية كما أنها تمثل بالنسبة للدولة الفرنسية فرصة لتبرهن على أنها دولة الحقوق والحريات من خلال الاعتذار لشعبنا وليست دعوة لأي شيء آخر لأننا لسنا دعاة هدم بل نحن دعاة بناء وطني له مرجعيته نستمده من تضحيات الأجداد ونضالات الأجيال التي قارعت الاستعمار. (المصدر: « الصريح » (يومية – تونس) بتاريخ 15 نوفمبر 2009)

في رسالة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي عائلة أحد شهداء الحركة الوطنية تثمن وتدعم مبادرة الحزب دعوة فرنسا للاعتذار للشعب التونسي عن حقبة الاستعمار


تونس/الوطن – وصلتنا رسالة من عائلة الشهيد عبد السلام تريمش (المنستير) تثمن و تدعّم المبادرة التي أطلقها حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي المتمثلة في دعوة الدولة الفرنسية للاعتذار للشعب التونسي  عن حقبة الاستعمار. وفيما يلي نص الرسالة: « إن عائلة الشهيد عبد السلام تريمش يساندونكم في دعوتكم الدولة الفرنسية الاعتذار ماديا ومعنويا للشعب التونسي عامّة ولعائلات الشهداء والمناضلين خاصّة.. ونعلمكم أنّ والدنا عبد السلام تريمش قارع الاستعمار وكافح من أجل تحرير تونس من سنة 1933 إلى سنة 1953 وخلال هذه الفترة سجن عدّة مرّات ونفي في معتقلي زعرور وتبرسق ويوم 30 أوت ليلا من سنة 1953 تمّ اغتياله بيد الجنود الفرنسيين بعد تعذيبه والتنكيل به – رميا بالرّصاص ودون محاكمة تاركا وراءه ثلاث بنات أكبرهن عمرها 16 سنة وأربعة أولاد أصغرهم لم يتجاوز الأربعين يوما.. كما ترك مع هؤلاء زوجة ضعيفة لا خبرة لها في الحياة  ولا حول ولا قوة ولا مورد رزق لها تعتمد عليه في تربيتنا ووقايتنا من غوائل الدهر المادية والمعنوية. إن الكتاب* المصاحب لهذه الرسالة هو تسجيل لمسيرة أبينا النضالية وهو أيضا وصف دقيق لما عانته أمّنا من آلام ومرارة وأحزان وحرمان ومشقة من أجل تربيتنا وتوفير لقمة العيش النظيفة لنا وهو أيضا وصف دقيق لما تعرّضت له هذه الأمّ الحنون من فواجع أثناء هجومات الجنود المتعدّدة على عقر دارها بحثا عن زوجها وعن المناشير والأوراق وعن كلّ ما يدينه. لقد فكّرنا منذ سنوات في مراسلة الحكومة الفرنسية علّها تعوّضنا بعض ما حرمتنا منه باغتيال أبينا مع العلم أنّه مهما كان التعويض عاليا فإنه لا يعوّضنا عطف وحنان وعناية والدنا غير أننا لم نعرف إلى أيّة جهة نلجأ. وفي الختام تقبلوا سيدي فائق احتراماتي وتقديري. ولكم جزيل الشكر (*) ملاحظة: الكتاب يحمل عنوان « عبد السلام تريمش ..حياته ونضاله » من تأليف منيرة تريمش، سنتعرض إليه في الأعداد اللاحقة. (المصدر: « الوطن »، لسان حال الإتحاد الديمقراطي الوحدوي (أسبوعية – تونس)، العدد 111 بتاريخ 13 نوفمبر 2009)

مذكــــــــــرات سيــــــــاســــــــــــي في «الشــــــروق»:

الأستاذ أحمد بن صالح وأسرار وخفايا تكشف لأول مرة : طلبت من بورقيبة استقبال زهير السافي ولو لخمس دقائق


حوار وإعداد فاطمـة بن عبد اللّه الكـــــــرّاي يواصل «سي أحمد» حديثه عن الطبيب التونسي الذي كان مختصا في جراحة الأعصاب، وقد جاء مع رئيسه في المهنة الفرنسي د. «هودار» D.Houdar بالقول: «همّ الطبيب التونسي بالرجوع الى فرنسا بعد انتهاء المهمة الطبية، فقلت له كيف ترجع الى فرنسا، ونحن في تونس، نحتاج الى اختصاصك، بل ونفتقده».. فقال لي: يا «سي أحمد» ماذا سأفعل اذن فالمسألة كبيرة.. ومتشعّبة.. فقلت له: اقترح انت ماذا نوفّر لك كوزارة، وهذه لجنة فيها كل الاختصاصات بما فيها المصمم architecte، ولك ان تضع الآليات اللازمة، وأنت الذي سيشرف على هذه اللجنة..سهّلت له المهمة، وفتحت له الأبواب، وفعلا فقد تم التصميم تحت أنظاره، وشيّدت البناية، وأخذ معه ممرضين الى مستشفيات باريس للتدرب، ومنذ جاء هذا الطبيب التونسي، وباشر عمله، بدأ في ظروف طيّبة.. أعدت السؤال عن د. زهير السافي وكيف تم شأن القسمين اللذين كانا قسما واحدا تحت إشراف «دي ميرلو» وهل تمّت المسألة بيسر: قال «سي أحمد»: «عندما قررت قسمة القسم بين السافي و«دي ميرلو»، هناك فريق من الأطباء التونسيين، ربما لم يكونوا على علم، بأنني أول ما بدأت، تحدثت مع «دي ميرلو» نفسه، اذن لم يستسيغوا هؤلاء الأطباء هذه العملية او هذا الاجراء، فكوّنوا وفدا من بينهم وذهبوا الى بورقيبة (الرئيس) فما كان من بورقيبة الا ان خاطبني عبر الهاتف ليسألني: ما الذي يحصل… فقلت لبورقيبة: من فضلك حاول ان تستقبل زهير السافي ولو لخمس دقائق، وأما قضية القسم الذي تحوّل من 360 سريرا الى 180 سريرا لكل قسم، فإنني قد تناقشت معه وهو موافق على الإجراء… وكان للسافي ما طلبته من بورقيبة.. وعندما قابله بورقيبة بالقصر، هاتفني الرئيس، وكان السافي لايزال الى جانبه وقال لي وهو في حالة فرح: يا سي أحمد… أين وجدته؟ (ويقصد زهير السافي) ومن ثم أصبح د. السافي مشرفا على قسم الجراحة في شارل نيكول.. قلت لصاحب المذكرات: د.زهير السافي طبيب ثائر .. فقاطعني «سي أحمد» ليواصل: كان له ميل للثورية والأمور الاجتماعية». فقلت له سائلة: هل كان شيوعيا؟ فقال: «لا ليس شيوعيا… ففي بعض المواضيع او القضايا، يذهب زهير السافي أكثر من الشيوعية وخلافا لجماعته فقد كان irréprochable (ويقصد ليس عليه لوم).. أهم شيء أفتخر به أنني ولما قررت ما قررت من قسمة القسم ان السافي مكسب للطب والجراحة في تونس». في العدد القادم إن شاء الله: علاقة بن صالح ببورقيبة من خلال وزارة الصحة؟ (المصدر: النشرة الإلكترونية لجريدة الشروق التونسية الصادرة يوم 15 نوفمبر 2009)  

رسالة إلى معارضتنا الشرعيّة

بقلم: « المعز لوطنه » إليك أنت يا فــــــــــاطمة التي علّمتنا وجوب تغيير طريقة التعامل مع هؤلاء.. لست صحافيا أو كاتبا أو ذا مرجعية أدبية يلمّ بأصول المنهجيّة الادبية لكني لم استطع أن اكبح جماح حقّ من حقوقي كانسان ألا وهو حقّ التعبير. ذهب معظم المحللين السياسيين إلى إلقاء اللوم على النظام التونسي فيما يخصّ الديمقراطية وحقوق الإنسان في تونس. لا أنكر أن هذا النظام هو أكثر مما يمكن تخيله من التنكيل والتعذيب العبث بكرامة الإنسان التونسي. لا أنكر أن تونس أصبحت ضيعة لآل الطرابلسي وآل الماطري وأذنابهم من أناس لا يمكن وصفهم بهذا المعنى لأنهم لا يمتلكون من الكرامة ولا من عزّة النفس شيئا. لا أنكر أيضا أن التونسيون من عامة الشعب أصيبوا بحالة لامبالاة لا مثيل لها في التاريخ، ذلك التاريخ الذي يذكر بن غذاهم والدغباجي وفرحات حشاد وغيرهم من أفذاذ تونس الذين ماتوا دفاعا عن بلدهم. حاضرنا أيضا يا شعبنا فيه من ضحّى بالغالي والنفيس من اجل تونس لحبهم لهذا البلد لحبهم لكل حبّة رمل وحبة تمر وحبّة قمح وحبّة زيتون وحبّة قارص. هناك من عانى الأمريّن من تعاملات السلطة القمعية وعانى معهم أهله وإخوانه وأخواته وحتى جيرانه واستطاع أن يقطن بفرنسا معززا مكرّما… لكن حبّه لبلده حال دون استقراره بذلك البلد واستقرّ به الرأي للعودة للبلد الذي نشأ و ترعرع فيه وذاق الويل من اجله رغم علمه الوثيق من انه لن يهنأ فيه كما قال الشاعر : بلادي وان جارت عليّ، فكيف يقال بربكم أنّه يستقوي بالأجنبي على وطنه ؟؟؟ هذا نظام مستبد ؟ نعم ذاك هو حاله. نظام دكتاتوري ؟ بلى… وهذه معارضة وضعت للديكور ؟ نعم ذاك حال المعارضة المرخص لها في تونس مع قليل من الشواذ. هذا الكلام سمعناه ونسمعه ونقوله ونهمس به لكن أين البديل ؟ اسمع بعض التدخلات في تونس تقول انه ليس هناك بديل لهذا الدكتاتور، صحيح ليس هناك بديل ولكن لماذا هل لان التونسيون لم يصلوا إلى درجة من الوعي التي تخوّل لهم إدارة دولة ؟ هل كما قال راشد الغنوشي النساء التونسيات لم يستطعن ولادة شخص واحد قادر على إدارة الدولة ؟ بلى هناك من هو قادر على أكثر من ذلك. تونس يا سادتي دولة مرتكزة على شخص، والأشخاص في تونس هم من يصنعوا الدولة وليس العكس. في البلدان الأخرى، الدولة هي من تصنع الأشخاص و بذلك يمكن لنا إيجاد بديل. الطريقة التي يتعامل بها النظام في تونس أنّه هناك آلهة يجب تمجيدها، وهناك كهنة يجب إتباع ما يقولون، نرى الآلهة كلّ يوم تسدي النصائح وتعطي الأوامر والكهنة يقولون صدقت آلهتنا والويل والثبور لمن يعصى أوامر آلهتنا، كيف تعصى وهي معصومة من الخطأ وولدنا وكبرنا وأصبحنا شيوخا نسمع ونرى كلّ يوم وليلة نفس اللحن ونفس الترنيمات فمن المجاهد الأكبر إلى صانع التغيير رسخت في عقولنا وقلوبنا فكرة لو غابت هذه الآلهة سنموت حتما ويذهب كل شيء هباء منثورا. تكلّم بعضهم وقال أفق يا شعبي من سباتك إن الأرض بيعت والثمر بيع ولم يعد هناك شيء بهذا الوطن فلا وطن بدون ارض، والشعب نائم. تحرّك يا شعبي فإن الحرية لا تعطى بل تغتصب، والشعب في سباته لا يبدي حركة. طوبى لك أيها المنادي لأنك لم تيأس ولم تفقد صوتك. شعب ألْهته الحياة وقسوتها، شعب ألهته الدنيا وزينتها، شعب ألهته الآلهة بنار ضنّها نورا فطأطأ الرأس وعاد للعمل والكد ولسان حاله يقول فليدم هذا النور ما لم يكن هناك غيره. أقول للمنادي الذي بحّ صوته إنْ لم يسمعوك طوال هذا الوقت يعني انه يجب إعادة النظر في طريقة صياحك. لبّ القضية هو أننا لم نستطع تغيير طريقة تعامل النظام ولم نستطع أيضا تغيير طريقة تعامل هذا الشعب فالأرجح بنا أن نغير من طريقة تعامل المعارضة الشرعية. يا سادتي، نكنّ لكم كل المحبة والتقدير، كلكم لكم هيبة في كل إنحاء العالم، هيبتكم لم تحصلوا عليها لأنكم كنتم رؤساء أو وزراء، بل لأنكم كنتم ولازلتم رجالا تطالبون بحقوق لكم ولشعب معظم أفراده في سبات يعمهون، فالدكتور المنصف المرزوقى من اكبر دعاة حقوق الإنسان، أما شيخنا الفاضل راشد الغنوشي فهو يلقّب بالعالم الإسلامي أما في تونس فهم إما أناس باعوا وطنهم أو إرهابيين… فيا للعجب. يا سادتي علّمونا نحن الصغار لنأخذ عنكم الشعلة المتوهجة بحب الوطن والإيمان به وبشعبه. ضعونا معكم جنبا إلى جنب واسمعوا ما نقول وثقوا بنا وأورثونا قضيتكم كي لا تكونوا انتم أيضا كالآلهة ونكون نحن خير خلف لخير سلف… إن حق الاختلاف لا يفسد للود قضية، جربتم التعامل من هذا النظام طوال عقدين ولم تصلوا معه إلى أي تقدم فتعالوا نغيّر الخطّة. خطأ أن نتعامل مع هذا النظام على انه نظام تونسي قمعي، فهذه الطريقة لم تؤت أكلها. الأمثل هو أن نتعامل معه على أساس انه نظام استعماري وبالتالي تكونون انتم حركة تحرّر فوطننا يا سادتي في أيادي غير تونسية فليس هناك تونسي غيور يفعل بشعبه أو يترك قبيلته تفعل بشعبه كما هو الحال الآن. تعلمون يا سادتي أن حركات التحرر تجتمع كلها تحت راية واحدة بغض النظر على انتماءاتها السياسية والإيديولوجية. أمنيتنا الأولى هي أن نراكم سادتي تحت سقف واحد وبكلمة واحدة تحت عنوان واحد وهدف واحد أي جمعية واحدة تحت مسمى حركة التحرير التونسية كمثال. هناك تضبط الأهداف وطريقة التعامل والعلاقات والإستراتيجية التي سيتم إتباعها. إن غابت عليكم الحلول سادتي فأسهل حل وأخطره هو إتباع ما يفعله المحتل والطريقة هاهي أمامكم لا لبس فيها. لنبدأ من الحل الأول وهو الإعلام، المحتل وضع الإعلام في أول أولوياته أفما حال الوقت لاستعمال هذا السلاح ؟ أمنيتي إن أرى قناة تونسية تبث من فرنسا أو أي بلد آخر لا تكون مملّة تتكلّم كل يوم في السياسة، نريدها قناة لشبابنا، لرجالنا ونساءنا متنوعة تعطي المعلومة بطريقة حضارية لتطفئ نار الآلهة وتروّح في نفس الوقت على شبابنا وأطفالنا. يسأل بعضكم على تمويل هذه القناة، لا يمكننا الذهاب بعيدا للإجابة عن هذا، تعلمون مدى تحضر الجيل الثاني والثالث الذي عاش وترعرع في كنف الديمقراطية وحرية الرأي فظني انه لن يخذلكم ولن يخذل شعبة إن الصعوبة هنا هو الوصول إليه، لكن أتعلمون سادتي أن معظم الهبات النقدية التي تقدم إلى جمعية الإغاثة الإسلامية في أوربا هي من عند الأوروبيين من أصول عربية وإسلامية هذا باب وجب علينا طرقه. لا يفوتكم أيها الكرام أن هناك الكثير من الملوك والأمراء وخاصة الأميرات منزعجون مما تقوم به هاته القبيلة المحتلّة فلعلني بهم ينتظرونكم ويعوّلون على كتمكم لسرّ إعانتكم. أما الجمعيات الغير حكومية والحقوقيّة في كل العالم لن تدّخر جهدا اذا أحسّت مدى تصميمكم ولامست عن كثب رؤيتكم المستقبلية وإستراتجيتكم. طريقة أخرى يتعامل بها ذلك النظام ألا وهي قاعدة بيانات تشمل كل من في المعارضة وحتى من تكلّم يوما من الأيام في شيء لا يعجب الآلهة. إذا فلنتّبع نفس الطريقة ونطلب من كل شخص واجه التعذيب في تونس أن يدلي بأسماء جلاديه وما فعلوا به ولتكن هذه القاعدة أولا للتاريخ أو ليوم يمكن لنا محاسبة هذا المحتل ومن تعاونوا معه، أما الاتصال فليكن على رقم هاتف في أي بلد أوروبي ولا ننسى استعمال الانترنت فهي المنفذ الوحيد لشعبنا في تونس رغم التضييق ورغم “عمّار 404″. والشيء المهم هنا أن يكون البريد الالكتروني معروف عند القاصي والداني وبهاته الطريقة يمكن لنا أيضا أن نكون على علم عندما يغادر جلاد ارض الوطن وتطأ قدماه أرضا يكون فيها العدل أساس العمران فيتحرك الحقوقيون لأخذ الإجراءات اللازمة. فلنقل لكلّ تونسي متعامل مع أو موظفا عند هذه القبيلة اخدم بلدك، أرسل لنا ما استطعت من معلومات وملفّات عن طريق البريد الالكتروني الذي يضمن سرّية المعاملات وسنضمن لهم سرّية مراسلاتهم. سوف لن يهنأ بال هؤلاء المستعمرون الجدد وسيخافون من كل خطوة يقومون بها. هذا المحتل يا سادتي يستعمل كلابه لنتهش رجالنا الأفذاذ وانتم كنتم ولازلتم تطالبون بالإفراج عن معتقلينا ولم تركزوا ما فيه الكفاية بأصل الداء. منبت الداء سادتي هو القضاء… التركيز كل التركيز يجب أن يكون على استقلاله فلا معنى لجمهورية يكون فيها رئيس السلطة التنفيذية هو نفسه رئيس المجلس الأعلى للقضاء… اكرّر عندما يستقل القضاء التونسي ويجد القاضي نفسه محرّرا من كل الضغوط فهو من دون شكّ سيقاضي الشرطي الذي تعدّى على المواطن وسيخلي سبيل كلّ من أخذت منه اعترافاته عنوة و من يقبع في السجون بدون سبب أو لسبب ملفق كسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو. وستكون لنا أيضا محكمة دستورية عليا تراقب القوانين وتلغي أكثرها إن لم نقل كلها. أخيرا أتطرق للكلمة المضحكة المبكية ألا وهي “الإستقواء بالأجنبي” سمعتها كثيرا، أضحكتني في بادئ الأمر لعلمي بعدم صحّة مضمونها ثم أبكتني لان معارضتنا لم تأخذ هذا السلاح وتستعمله بالكفاية اللازمة. كلّنا نعلم مدى استقواء هذه القبيلة المستعمرة بالحكومات الأجنبية التي ترى فيهم مصلحتها في بقائهم على سدّه الحكم لذا وجب علينا بيان وتبيين هذا بالتقارير والأرقام والمستندات في كلّ مرّة سانحة يمكن لنا فيها التحدّث لشعبنا. سادتي هذه أفكار تحتمل كلّ الانتقادات والمراجعات والتصحيحات والمهمّ هو ان نخرج في آخر الأمر باستراتجيه واحدة وطريقة تعامل مغايرة لعدم جدوى الطرق المتّبعة سابقا. تونس تعجّ بالأشخاص الذين لهم أفكار وتوجهات أخرى لكن الغاية واحدة لذا وجب الاستماع لكل هذا مع الحفاظ على سرّية هوية هؤلاء. تحية خاصة إليكما يا توفيق ويا زهير اثبتا فلابدّ لليل أن ينجلي ولابدّ للقيد أن ينكسر. (المصدر: « نواة » (محجوب في تونس) بتاريخ 14 نوفمبر 2009) الرابط: http://www.nawaat.org

وفاء للذاكرة الوطنية ودعوة للمستقبل

بقلم: عبد السلام بوعائشة   يوم 14 أكتوبر في افتتاح الحملة الانتخابية للحزب أطلق الأخ الأمين العام مبادرة الدعوة لمطالبة دولة فرنسا بالاعتذار للشعب التونسي عن مرحلة حكمها الاستعماري للبلاد والتعويض عن الخراب المادي والمعنوي الذي ألحقته بها .هذه الدعوة التي تستند إلى جوهر الحق الوطني و طبيعة الخيارات التحررية والوحدوية للاتحاد الديمقراطي الوحدوي  سبقتها دعوات صادرة عن الأشقاء في الجماهيرية والجزائر وبعض الأحزاب المغربية إلا أنها تلتقي جميعا  لتعبر عن وعي مغاربي تحرري يرفض سياسات الهيمنة ويختزن كل الوفاء لذكرى شهداء النضال وضحايا القمع الاستعماري وطموحات قادة وزعماء رسموا خطوط التباين بين مشاريع الأمة في النهوض والتحرر ومشاريع المستعمرين وأتباعهم في الهيمنة والإلحاق.   بعض الذين أعيتهم بصيرتهم عن تبين الجوهر الوطني لمطلبنا عملوا على وأد المبادرة واستكثروا عليها الإطلال على شعبنا عبر إعلامه الوطني وخانتهم الذاكرة والوعي للوقوف على حقيقة أن حقبة الاستعمار الفرنسي لبلادنا على امتداد 75 سنة جاءت لتعيق نهجا إصلاحيا وطنيا أصيلا كان يمكن له لو استمر أن ينهض بالبلاد على قاعدة حداثية أصيلة جذورها في قيروان العروبة والإسلام وفروعها تعانق ثورة الصناعة والعلم . لقد  عمل الاستعمار الفرنسي على واد التجربة الإصلاحية وسعى لربط البلاد بمصالح الشعب الفرنسي ومستقبل أجياله واقتيد أبناء شعبنا للقتال دفاعا عن فرنسا ومشاريع توسعها في العالم واستبدلت لغة البلاد بلغة المستعمرين وانتزعت الأراضي من أبنائها لينعم بها « المعمرون  » وصودرت أحلام الشعب وطموحاته وأهدافه ودمائه لتحقيق أحلام فرنسا وطموحاتها وأهدافها ولتجري دماء الحياة في شرايين الأمة الفرنسية. لا نريد بهذا أن نستعرض  ما وثقه التاريخ ولكن نريد تذكير من خانتهم الذاكرة بأن فرنسا التي انسحبت مكرهة من تونس سنة 1956  لم تعتذر أبدا عما ألحقته بالبلاد كما أنها لم تسع لتعويض الشعب عن حجم الخراب الاقتصادي والثقافي والتعليمي والحضاري الذي ما زالت تعاني تداعياته الأجيال الحاضرة بل على عكس ما هو مطلوب عملت فرنسا على إعادة ربط تونس بمصالحها ومصادرة مستقبل شعبها والتدخل في سياسة مصيرها الوطني وتعزيز نفوذها عبر استثمار رصيدها الاستعماري المتحقق سياسيا وثقافيا واقتصاديا وتوفير الدعم لنخب الفرنكوفونية التي فقدت ذاكرة الوطن وقطعت مع تيار الهوية والتميز الحضاري لتونس وشعبها. إننا في الاتحاد الديمقراطي الوحدوي لا نسعى لافتعال الصراع مع أي طرف خارجي أو داخلي لكننا ننطلق دائما من خياراتنا الوطنية لتحديد المسافة بيننا وبين جميع المتعاملين معنا فنصادق من يصادقنا ونعادي من يعادينا ليس من منطلق المزايدة أو الافتعال بل من منطلق المبادئ و الفعل. إن مبادرتنا تستند إلى حقائق تاريخية وحق وطني لا يسقط بالتقادم وإذا كانت بعض الدول تستقوي على الحقائق بقوة النفوذ فإن ذلك لا يغير شيئا من جوهر تلك الحقائق ومصداقية المطالبة بإحقاقها بل يزيد القوى الوطنية تمسكا بالثوابت ودفاعا عن الحقيقة ، وإذا كانت بعض الأطراف في الحكم أو في  بالمعارضة ممن خانتهم الذاكرة أو استهوتهم المصالح أو تاهت بهم سبل النضال وجدت في مبادرتنا افتعالا للمعارك أو مزايدة سياسية فإن ذلك خيارهم الخاص نفهمه و لكن لا نقبله كما لا نقبل من أحد أن يسقط حقوق الشعب في استرداد معاني السيادة والكرامة لأن مطالبة المستعمرين بالاعتذار والتعويض ليس مجرد مطلب سياسي يرفعه حزب من الأحزاب وإنما هو أولا و قبل كل شيء إعلان وطني يثبت هوية وسيادة الشعب التونسي الذي يسعى منذ عقود للتوافق الأمثل مع تاريخه الوطني وحضارته العربية الإسلامية ويطمح للعبور من فوق عقود الهيمنة الاستعمارية إلى فضاء المبادرة والبناء الحضاري في عالم لا مكان فيه للضعفاء .  إن الأحزاب و القوى التي  تتنكر لإرادة الشعب  و لتاريخه الوطني المجيد  و تعمل على هدم  هذا التاريخ واستبدال ذاكرته بذاكرة المستعمرين وعقائدهم وتختزل قضايا الوطن في قضاياها الخاصة و تستورد أطروحاتها في الحرية و الديمقراطية وحقوق الإنسان و التداول على السلطة كما تستورد مستحدثات الصناعات الغربية إنما هي مشاريع فاقدة لجوهر الانتماء وتبقى-بعد يتمها الايديولوجي والسياسي- عناصر تشويه وتشويش تحول بين الشعب وبين المشاركة الفعالة في سياسة مصيره ومستقبله ولذلك لا نستغرب أن تمثل بعض هذه القوى  جسر عبور ونفاذ لعديد المصالح والأهداف الاستعمارية المعادية . (المصدر: « الوطن »، لسان حال الإتحاد الديمقراطي الوحدوي (أسبوعية – تونس)، العدد 111 بتاريخ 13 نوفمبر 2009)  

لماذا لم نكتب عن تونس.. ماذا نكتب عن تونس ؟

عبد الباقي خليفة (*)     لماذا لم ( نكتب ) عن تونس طوال هذه الفترة ، أو بالأحرى ماذا علينا أن نكتب عن تونس ؟ ما الجديد الذي حدث في تونس غير التكرار الذي يكرر نفسه ، حتى أصبح باليا كالحبل على الجرار من كثرة التكرار . نكتب عن الانتخابات التي كانت مهزلة ومسرحية مكشوفة . أم نكتب عن ذكرى 7 نوفمبر البائسة والتعيسة ، والتي ستسجل في التاريخ كأسوأ حقبة مرت بها بلادنا في عمرها المديد . نكتب عن المؤسسات التي كانت فاعلة نسبيا في العهد البورقيبي ، فأضحت شعبا دستورية في عهد ( التغيير ) والذي كان للأسوأ وعلى كل المستويات . عهد اتسم بالكذب كما لو أنه تجسد في شخوص لا تتوانى في تدنيس كل شئ ، الدين ، والديمقراطية ، وحقوق الانسان ، وحرية الصحافة ، والحريات العامة ، وكل ما هو مقدس بأبعاده الروحية والبشرية . عن ماذا نكتب ؟ عن الصحافيين الذين يتعرضون للابادة المهنية وتدنيس آدميتهم مثل الزواري ، بوخذير ، وبريك ، ومخلوف ، وغيرهم . عن الاعتداء الذي تعرض له سليم بوخذير ، ونكرر ما قيل عن اختطافه وتعرضه للضرب أكثر من مرة من قبل مافيا العصابة الحاكمة أو بالتعبير المصري  » صبيان بن علي  » أو بالتعبير التونسي  » أوباندية بن علي  » ، وفي نفس الوقت يدنس نظام 7 نوفمبر القيم بالكذب ، وبالزعم بأنه يراعيها ، ويحميها ، ويدافع عنها ، ويتبناها ، ويطبقها . وفي نفس الاطار يؤجر « الصبيان  » إمرأة لتتهم توفيق بن بريك، بالاعتداء عليها ، لتلفيق تهمة جنائية للناشط السياسي ، تبعد شبهة الاضطهاد السياسي الذي يتعرض له الناشطون في تونس ، وذلك كرد فعل على المقالات التي كتبها . هذه الأساليب البالية التي عرفتها جمهوريات شيوعية في أوربا الشرقية سابقا ، لا تزال تطبق في تونس اليوم . ومن ذلك ما تعرض له رئيس منظمة حرية وانصاف المحامي محمد النوري ، من اعتداء لفظي عن طريق الهاتف . وهو من الشخصيات التي سيكتب التاريخ حروف أسمائها بمداد من ذهب ، للدور النضالي الكبير الذي يقوم به مع زملائه . وفي الوقت الذي يتحدث فيه النظام عن برلمان للشباب تكتظ السجون بالشباب ، ويقدم العشرات منهم للمحاكم في ظروف تفتقد فيها المحاكمات للشفافية والمهنية والاستقلال ، مثل قضية الشبان معز بوسنينة ، وصابر الرحيلي ، وصابر المستوري وغيرهم . ويتعرض التلميذ أمين البرويل للتعذيب وتستمر مضايقة السجين السياسي السابق حسين الجلاصي ،ويتواصل اعتقال فتحي شنغل وأحمد الشايب . وتعتقل المدونة فاطمة الرياحي ، ويعاني مساجين الرأي داخل الزنازين والسجون بدون أدوية ، وبدون رعاية صحية ، وفي ظروف قاسية للغاية ، بدون إنارة ، وبدون تهوية مع كثرة المدخنين . ويستمر التعذيب خلف الدعايات ، وتمنع ندوة بمقر الحزب الديمقراطي التقدمي للتضامن مع زهير مخلوف ، الذي لا يزال منزله محاصرا ، رغم اضراب زوجته عن الطعام . ولم يقتصر عدوان  » الصبيان  » أو  » أوباندية نظام 7 نوفمبر  » أو  » ارهابيي النظام  » على الناشطين بل شمل ذويهم والمقربين منهم ، كما هو الحال مع شقيق الناشط السياسي رمزي بن سعيد . وهناك مساجين رأي سابقين مختفين عن الانظار أو خطفوا مثل رمزي القاسمي . وفي ظل نظام يزعم أنه يشجع التعليم ، يمنع العشرات من التعليم مثل السجين جمال الملاخ . وتستمر الاعتقالات قبل الانتخابات وأثناءها وبعدها . ومن لم يعتقل أو يتعرض للاعتداء من قبل  » أوباندية نظام 7 نوفمبر أو صبيانه  » يتعرض للمضايقة والاضطهاد المعنوي كما حصل مع راضية النصراوي . وليس بعيدا عنا ما تعرض له الصحفي لطفي حجي ، من مضايقات وتهديد واضطهاد حتى وهو في المطار ، عندما قدم من الدوحة ، وعندما كان يهم بالسفر إلى لبنان . وكل ذلك ( هين ) إلى جانب المكائد التي تؤدي إلى ما وصلت إليه قضية الاستاذ عبدالوهاب معطر حيث قامت إدارة الجباية بالشروع في إجراءات بيع محل سكناه بصورة غير قانونية ، بل هي عقوبات سياسية في شكل قضايا عدلية . وهي أساليب عودنا عليها نظام دنس السياسة ، والقضاء ، والديمقراطية ، والحرية ، وكل القيم الثقافية والحقوقية المتعارف عليها . ما الجديد الذي سنقوله ، وصرخات التوانسة تسمع في كل مكان . عن ماذا نكتب ؟ عن حصار منزل المهندس عبدالكريم الهاروني ، ومراقبة الناشطين البارزين مثل محمد النوري ، عشية مسرحية الانتخابات ؟ ** لم ( نكتب ) طوال الفترة السابقة ، لأن هناك من طلب منا السكوت لمدة عامين ، وسيغير بن علي موقفه منا . صدقنا على طريقة أشعب ، والغريق يتعلق بقشة . قلنا لعل فلتة زمانه لديه خبر يقين . وعندما تشرفت بلقاء ،الشيخ راشد ، قال ضاحكا كعادته  » ولماذا سنتين  » ؟!!! كانت نبوءة كاذبة .. و » إذا كان الغراب دليل قوم يمر بهم على جيف الكلاب  » . وبعد مرور عامين ، يردد البعض ( انجازات ) بن علي .. الحفر تملأ الشوارع .. وضحايا الطرقات يملأون المستشفيات والمقابر .. والكثير من الادوية مفقودة .. ونسب البطالة تزداد يوما بعد يوم .. وتكتظ وسائل النقل بشكل بربري .. وتزداد الجريمة في ظل حكم بن علي .. ويفر الشباب إلى الشمال موتا عبر البحر .. بل يتوجهون للدول المجاورة هربا من الجوع كما حدث مع الجزائر .. ومع ليبيا حدث ولا حرج .. لذلك نقولها بملئ الفم   » ياما جاب الغراب لامه  » . ( نجح ) بن علي في انتخابات حدد ساحتها ، وموعدها ، وقسم الكراسي بالكوتة ، وأبعد من الانتخابات من أراد إبعاده من الاسلاميين ، واليسار ( حمة الهمامي ) و » الديمقراطيين  » ( نجيب الشابي ) واكتفى  » بالمقوذة والمتردية ، والنطيحة وما أكل السبع  » وهو  » سبع نوفمبر  » . وكان له نحو 90 في المائة (89،62 في المائة ) من الأصوات ، مما يعني أن شعبيته نقصت قليلا ، رغم كل ( الانجازات ) ، ولذلك لا نستطيع قول  » تهانينا « !!! ومما يعني أيضا أن الفرز تم ب  » المليمتر  » فليس هناك أرقام عشرية .. قمة في الاحتراف . وأثناء إلقاء بن علي لخطاب تجديد اغتصاب السلطة أمام ، زريبة الخنازير، المسماة زورا ( برلمان ) كان الجميع يصفق تجمعيين و( معارضة ) ! في تلك اللحظة استحضرت موقفا ديمقراطيا في برلمان ديمقراطي هو برلمان ألمانيا فعندما كانت أنجيلا ميركل ، تلقي خطاب القسم بعد تجديد انتخابها بشكل ديمقراطي وبمشاركة الجميع ، ودون اقصاء ، أووصاية على الدولة والمجتمع ، ودون كوتة للمعارضة أو النساء ، كان زعيم المعارضة الاشتراكية يتململ في مكانه ، ولم تصفق المعارضة ، بل طلب زعيم المعارضة الكلمة وتوجه لميركل بأقسى العبارات قائلا لها إنها  » تجهل الحل الذي تحتاجه ألمانيا  » . لم يكن هناك  » صبيان  » أو  » أوبانديا  » وتسييس للقضاء ، والشرطة ، والاستخبارات ، والجيش ، كما هو حاصل عندنا .. لم يكن في خطاب بن علي أي جديد سوى وعوده ( للمعارضة ) المدجنة بزيادة  » القهوة  » وهي تعبير تونسي عن  » الفساد  » أي رشوة وقهوة السكوت والبصم . وزيادة نسبة النساء في ( مجلس التصفيق ) !!! المشكلة أن تصفيق النساء سيكون أضعف قوة ، ولذلك نقترح تدريب أكف النساء على التصفيق ، واجراء التمرينات اللازمة لذلك . ونقول لهن  » اخشوشن فإن مجلس التصفيق يحتاج لأكف غليظة ، وضمائر غليظة ، وذمم للبيع ، كما هو الحال في تلك الزريبة . وكانت خاتمة المسرحية ، تجميع رعاع خارج مجلس التصفيق ، ليتواصل التصفيق ،وليعبروا عن شعبية مفقودة ، وعن شرعية مفقودة ، ولتعويض أوجه الدعم الخارجي المهزوزة . سواء كانت فرنسا قد تعبت من بن علي كما يبدو، أو أنها تمارس تقية سياسية معروفة ، وهو كذلك احتمال ممكن. ما جرى ويجري في تونس يؤكد بأنه لا انفراج سياسي في الأفق ، ولا إطلاق لسراح الدكتور الصادق شورو ولا تعويض لضحايا سياسة القمع ، ولا عودة للمحرومين من وظائفهم كالدكتور المنصف بن سالم ، وإخوانه ، ولا عودة للحياة السياسية الطبيعية ، ولا حرية صحافة ، ولا حرية تعبير حقيقية ، ولا عفو تشريعي عام ، ولا امكانية لمنح المواطنين التونسيين بالخارج الحق في جواز السفر . فخلال العشريتين الماضيتين عزز بن علي نفوذه الاقتصادي عبر صهره وأسرته ، ونفوذه السياسي بالتخلص ممن شاركوه الانقلاب ، وتقريب القطط الجائعة التي أصبحت اليوم سمينة . وايصال أهل الثقة إلى قيادات الشرطة والجيش والاستخبارات . وهو مطمئن للبقاء في السلطة من خلال تنويع ولاءاته للخارج ، وليس هناك حل لمعضلات تونس وسط هذا الظلام . رغم كل التسامح ، وكل النوايا الحسنة التي أبدتها المعارضة ، ولا سيما الحركة الاسلامية ، حتى أن قادتها وكتابها ، وصحافتها الالكترونية توقفت عن الكتابة ضد بن علي ونظامه القمعي ، وقال بعضهم عنه قبيل الانتخابات ما لم يقله عمار بن ياسر في أصنام قريش ، ولكنه فهم الرسالة خطأ ، وهي أن  » الجماعة تعبوا أو فقدوا الأمل أو انتهوا  » أو بتعبير بعضهم اختلفوا !!! وربما هناك في تونس وخارجها من يفكر الآن فيما قاله طارق بن زياد لجيشه « البحر من ورائكم والعدو أمامكم …وقول علي عزت لشعبه  » ليس لك سوى سيفك وحصانك  » . الآن … أتدرون لماذا لم ( نكتب ) ؟! دائرة مفرغة : بن علي يكرر نفسه ، ونحن نكرر نقدنا لتكراره نفسه.. لا بد من شئ يكسر الروتين الحاصل …ويجب أن لا ينتظر أحد أن يقوم بذلك غيره .. والتوقف عن ترديد تلك الأغنية البائسة …  » من يجيبلي حبيبي  » والتي ألف فيها باحث أميركي كتابا ، وصف فيها مجتمع المنشأ بالتواكل  ؟ (*) كاتب وصحافي تونسي (المصدر: « الحوار.نت » (محجوب في تونس) بتاريخ 13 نوفمبر 2009)

التجمّع حزب بن علي يسبّ نفسه ويسفّهها !

العمري التونسي المصدر الذي اعتمدت عليه لكتابة هذا المقال هو كتاب بعنوان بن علي لرفع التحديات موجود على الموقع  الألكتروني لجريدة الحرية لسان حال الحزب الحاكم التجمّع الدستوري الديمقراطي. وقد قدم الموقع الكتاب بأنه يروي قصة نجاح شعب هو الشعب التونسي كما يروي قصة نجاح رئيس هو زين  العابدين بن علي !! الكتاب ؟؟ مليء بالترهات والخرافات ولكن لنتأمّل ونتمعّن جيدا في هذه الكلمات ؟ ص 25 ( منذ الأشهر الأولى للتغيير صار حق الفرد في أن يكون له رأي مخالف وفي التعبير عن هذا الرأي )  بكلمة أخرى الفرد  قبل التغيير لم يكن له رأي مخالف  والفرد وردت هنا معرفة أي أنها تستغرق جميع أفرادها  فلم يكن لأي فرد من أفراد الشعب التونسي رأي يخالف رأي السلطة قبل 7 نوفمبر 1987 ؟؟ ونحن لا ندري من كان يحكم قبل 7 / 11 هل هو حزب آخر أم ماذا ؟؟ ألم يكن حزب التجمع هو الحزب الحاكم ورئيسه مؤسسه بورقيبة ؟ فمن ألغى الرأي المخالف إذن ؟؟ ثم ثانيا يقول النص ( وفي التعبير عن هذا الرأي ) أي أن السياسة كانت تقتضي كبت وقمع الرأي المخالف  إذن التجمع الذي حكم من الإستقلال المزعوم سنة 1956 إلى سنة 1987 كان يرفض الرأي المخالف ويكبته؟؟ وهو الآن يسفّه نفسه ويسبّها ليمجّد قائده الجديد بن علي ؟؟ ففعل من يا ترى هذا ؟؟ ص 28 ( … نجح إلى حدّ كبير في هذا , قطع مع مشهد سياسي سابق كان سائدا في تونس وفي كل دول  المنطقة إنه صراع سياسي دون برامج خلفيات هذا الصراع كانت خطيرة ونتائجه غير مجدية  لا تقرّب  وإنما تفرّق لا تؤسّس لوفاقات وأغلبيّات  وإنما تعمّق الشروخ فلا الأغلبية يعترف بها كأغلبية ولا المعارضة تتصرف كمعارضة ) التجمع الدستوري الديمقراطي يعترف أنه حكم طيلة 31 سنة بلا برنامج ؟؟  وصراعه مع المعارضة لم يكن مؤسسا على البرامج  ؟؟ خلفيات هذا الصراع خطيرة ؟ فما هي ؟؟  ص 29 ( أسّس الرئيس زين العابدين بن علي لديمقراطية جديدة لم تكن معروفة تقوم على البرامج لا على  المعتقدات . عاش شعبنا قرونا من التسلّط  عمر الجمهورية خمسون سنة والديمقراطية عشرون فقط  ترسبت لدى الناس بحكم تسلّط الحكام ثم هيمنة المستعمر عقلية الخوف من السلطة ومعاداة الحكام ) هذه الفقرة تقرّ بما يلي : الديمقراطية التي أسسها بن علي لم تكن معروفة من قبل ؟؟؟ ( اضرب و صيح ) الديمقراطية في تونس عمرها عشرون سنة فقط ؟؟ قبلها لم تكن هناك ديمقراطية بل تسلّط  وقد نطق النّصّ  بذلك ؟؟ ومن ألغى هذه الديمقراطية في الفترة الماضية ؟؟ 31 سنة قبل حكم بن علي لم تعرف تونس الديمقراطية ؟؟ والفضل يرجع لمن ؟؟ والتسلّط لمن ؟؟ عقلية الخوف ترسبت لدى الناس بسبب تسلط الحكام أوّلا ( من كان يحكم حينها ؟؟) وهيمنة المستعمر ثانيا  ثم من زرع هذه العقلية لدى الناس حينها ؟؟ أليست قوة البوليس ؟؟ وماذا كان يفعل بن علي حينها ؟؟  هذه فقط مقتطفات من هذا الكتاب الذي يمجّد فيه التجمع بن علي ويسفّه فيه نفسه وضربت صفحا عن الباقي  خوفا من الإطالة  أسباب تسفيه حزب التجمع لنفسه وسبها وتبرئه من نفسه كثيرة ولكن أهمّها النفاق والمصلحة ( الدنيا مع  الواقف ) ولا داعي للإطالة وأظنّ القارئ فهم المقصد من المقال ؟؟ فكيف يمكن بعد هذا أن يترك هذا الحزب يحكم ؟؟ أويرجى منه الخير ؟؟ ومثل هذا الحزب ورئيسه كمثل ما حصل مع أحد حكام الفاطميين بمصر بعد أن ابتليت بزلزال فقد تحدّث  الناس فيما بينهم سرا أن السبب هو ظلم الحاكم فاستدعى الخليفة الفاطمي العلماء والشعراء وحدّثهم بذلك وطلب منهم الجواب فتقدّم أحد الشعراء وقال : ما اهتزّت مصر لجور ألمّ بها **** ولكن اهتزّت مصر لعدلكم طربا (المصدر: « الحوار.نت » (محجوب في تونس) بتاريخ 13 نوفمبر 2009)

الحرب ضد الأصولية… ردا على محمد الزكري

أبو خولة Abuk1010@hotmail.com نشرت إيلاف مؤخرا مقالا بعنوان « يكفينا حروباً مع الأصوليّة الدينية » للدكتور محمد الزكري مدير مركز التنوع الثقافي للاستشارات الثقافية بالبحرين. و بما أن الرأي المنشور يمثل بطريقة أو بأخرى رأي مركز الأبحاث الذي يديره د. الزكري، و هو رأي اختلف معه جملة و تفصيلا، رأيت انه من المهم عرض أهم ملاحظاتي عن المقال بحيث يكون القارئ هو الحكم. يبدأ د. الزكري مقاله بالاقتباس من المفكر البريطاني « بيتر هريوت » الذي يرى أن « دوافع العنف الأصولي تعود إلى إهمال مجتمعات المدن الراهنة التاركة للأصولية أن تستنتج بمفردها بأن دينها وقيمها مستهدفان من قبل العلمانيين. فعنف الأصولية عند السيد هريوت نابع من كونه ليس « فعل » بل « ردّة فعل » على ما يتعرض له الأصوليون من هجمات علمانيّة في فضاء المدن الحديثة. » ثم يواصل الدكتور تفسيره للظاهرة الإرهابية بالقول: « في البحث عن الأسباب الدافعة للعنف، توجهت أفكار القلة إلى التأكيد على وجود حالة قلق وتذمر سائدة بين معتنقي منهج الأصولية الدينية منبعه تفشي نمط حياة المدنيـّة المتساهل بالمعتقدات والممارسات الدينية. » و سؤالنا للدكتور إذا كان الأمر كذلك فلماذا لا نرى العنف الديني المسلح في دول نامية أخرى نمت فيه المدن بنفس الطريقة التي نمت بها المدن في الدول العربية و الإسلامية. مدن المكسيك و تايلاند و كوريا الجنوبية، على سبيل المثال،  نمت هي الأخرى بصفة كبيرة خلال العقود الخمسة الأخيرة، فلماذا لم نشهد رد فعل ديني إرهابي مسلح في مكسيكو و بانكوك و سيول؟ كما أن نمو المدن حصل بصفة مشابهة في منطقة بعينها مثل شمال إفريقيا، فلماذا أدى « الإهمال » المزعوم لردة فعل إرهابية أغرقت الجزائر في حمام دم استمر أكثر من عقد و نصف العقد من الزمن، بينما لم نلاحظ نفس الشيء في الجارتين تونس و المغرب؟ و حتى إذا أخذنا دولة بعينها مثل مصر نجد أن تطور المدن بدا عقود طويلة، فلماذا لم تبدأ ردة الفعل الإرهابية إلا مع الجهاز السري للإخوان المسلمين منذ ستة عقود فقط؟ ثم إن نمو المدن الباكستانية منذ الاستقلال شبيه إلى حد كبير بنمو المدن الهندية، فلماذا اقتصرت « ردة الفعل » الإرهابية على باكستان في الوقت الذي طورت فيه الهند الهندوسية اكبر ديمقراطية على وجه الأرض؟  و في عملية غير مبررة لجلد الذات يقرر د. الزكري بان : « أدبيات « الحرب على الإرهاب » تفرض على أذهاننا التوظيف السياسي للظاهرة الأصوليّة الدينية. مثل هذا التوجه يحجب عن أعيننا إدراك ظاهرة الأصوليّة الدينية من البعد الأنثروبولوجي الاجتماعي ويعيق عقولنا وتفكيرنا عن فهم مبررات السلوك الفردي لأتباعها. » ثم يقدم للبديل الذي يقترحه للتعامل مع إرهاب الحركات الأصولية بالدعوة إلى أهمية تفهم الظاهرة بقوله: « .فمعاني الانتماء إلى جماعة أصوليّة تتكشف من خلال دراسة العقلية المُصَنـِّفةَِ للبشر في إطار ثنائية « جماعتنا » مقابل « جماعتهم… ورويدا رويدا يعيد الفرد إنتاج فـَرْدِيـّـتِه بحيث تتماثل مع أفراد الجماعة… حيث يتعلم المرءُ تخيل الانتماء إلى « جماعتنا » ما يساعده على تأكيد علاقاته مع الآخر البيني\الداخلي، الرفيق\الصاحب الأخ\الصديق والمكوِّن في أخوّته عالمه الأصولي ». و بالرغم من أهمية تشخيص الظاهرة للتعامل معها إلا إنني أرى أن الأولوية يجب أن تعطي لأهم عوامل تطور هذا البعبع الإجرامي باعتماد منهجية « قبل و بعد » أي تحليل أهم العوامل التي كانت غائبة في الحقبة ما قبل الإرهاب الأصولي بتطورها في فترة انفجار الظاهرة الإرهابية (مصر ما قبل الخمسينات من القرن الماضي مقارنة بمصر ما بعد السبعينات من نفس القرن، مثالا) أو منهجية البحث المقارن، أي أهم عوامل الاختلاف بين دولة عصف بها الإرهاب الأصولي بدولة أخرى مشابهة لكنها لم تتعرض لنفس الظاهرة و بنفس الدرجة، مثل المقارنة بين الجزائر و تونس أو بين اندونيسيا و ماليزيا أو بين باكستان و تركيا… أما بخصوص الإستراتيجية التي يتوجب إتباعها لمواجهة الإرهاب الأصولي فان د. الزكري يكتفي بالزعم انه علينا نقل الأصوليّة: « إلى خانة طرف من أطراف نزاع يجب التوصل إلى حل معه، ومع هذا النقل تتغير أشياء كثيرة في فكر التعامل مع الأصولي من الحرب ولغة الجيوش و من سياسة تفترض وجود غالب وآخر مغلوب…! » و ردنا على الكاتب هنا إن هذا الكلام الإنشائي لم يفد كثيرا الدول التي تعرضت لإرهاب الأصولية. الم يقدم الرئيس بوتفليقة خطة للمصالحة الوطنية في الجزائر منذ سنوات طويلة؟ ألا يحق تصنيف هذه الخطة ضمن وضع القوى الإرهابية في « خانة طرف من أطراف النزاع يجب التوصل إلى حل معه؟ »  فكيف يفسر د. الزكري مواصلة الإرهاب في هذا البلد؟ الم يعتبر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عصابات حماس التي نفذت انقلابا دمويا على سلطته الشرعية « إخوة » و مد يده للصلح معهم أكثر من مرة، فهل تقدمت المصالحة الفلسطينية قيد أنملة نتيجة ذلك؟ الم يقم الوسيط المصري ممثلا في الجنرال عمر سليمان و كذلك السعوديون في اتفاق مكة بكل ما هو ممكن للتقريب بين الفرقاء؟ فعلى أي أساس يمكن الزعم إذا بأنه مع وجود « وسطاء يمتلكون القدرة على تقريب الفرقاء… لابد من طرح حلول وتنازلات متبادلة، وشرح، وتبين وتقريب وجهات النظر. » فلماذا لم نشهد تنازلات من حماس لقبول الورقة المصرية الأخيرة بعد قبولها من طرف السلطة الفلسطينية، مع العلم بان الوسيط المصري قد حمل حماس أكثر من مرة مسؤولية عدم القبول بالمقترحات المصرية الساعية لإصلاح ذات البين بين طرفي الاقتتال الفلسطيني. لعل اخطر ما في مقال د. الزكري انه يسوق لوهم كبير مفاده إن التفهم و المفاوضة هي السبيل للتعامل مع ظاهرة الإرهاب الأصولي، بينما تجفيف المنابع المتمثلة في ثالوث التعليم و الإعلام و المؤسسات الدينية تمثل الطريقة الناجعة الوحيدة بدليل نجاح الدول الإسلامية التي قطعت أشواطا اكبر في هذا المجال مثل تونس و تركيا و ماليزيا. كما بإمكان السلطات السياسية حشد الدعم الجماهيري الواسع ضد الإرهاب الأصولي بسحب البساط من تحت إقدام هذه الحركات، و هو ما تحقق في اندونيسيا في السنوات الأخيرة في ظل زعامة قوية، منتخبة ديمقراطيا و ملتزمة بقضايا الحداثة و التقدم. (*) كاتب تونسي  

المستبد المتنوّر في المغرب العربي بورقيبه نموذجاً

مسعود ضاهر لكل دولة عربية رائدها في الحداثة وباعث نهضتها في تاريخها المعاصر. أما سجله الشخصي فمثقل بعدد لا يحصى من الوعود بالحرية والديموقراطية، وبمشاريع الإصلاح السياسي، والتنمية البشرية والاقتصادية المستدامة، ونشر العلوم والتربوية العصرية والتكنولوجيا المتطورة للحاق بركب الحداثة والمعاصرة..لكن المؤلم أن بطل الريادة هو نفسه الباعث على الجمود. هكذا انتهت غالباً إلى الحداثة العربية المشوهة أي إلى بعث تيارات السلف غير الصالح. وتراجعت النهضة بشكل مريع في مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية والثقافية والتربوية والفنية. استمد رائد « الوطنية والحرية والإصلاح والتغيير ودولة القانون والمؤسسات العصرية » شرعيته السياسية من نضالاته الوطنية ضد الاستعمار الخارجي. واستمد خلفاؤه من بعده شرعيتهم من وراثة السلطة عبر رابطة الدم أو رابطة الحكم العسكري، أو رابطة الفساد والإفساد التي تشكل العروة الوثقى بين أفراد الطبقة السياسية المسيطرة.  ومع أن رواد النهضة في الدول المغربية الحديثة دخلوا التاريخ من باب النضال في سبيل الاستقلال، والسيادة الوطنية، والتحرر الاجتماعي، إلا أن وثائق الأرشيف الدالة عليهم غالبا ما وضعت تحت رقابة صارمة من أجهزة الدولة التي بنوها. فتعليمات الوريث الشرعي أن يبقى الزعيم المؤسس أسير الرواية، والانطباعات الشخصية. فكثر المديح، والنقد، والنقد المضاد، لتبقى صورة الزعيم المؤسس رمادية، لا بل قاتمة في معظم الأحيان. ولم توضع الوثائق الرسمية في ميزان النقد العلمي البناء من أجل إبراز دور الزعيم في تاريخ بلده وفق توصيات الباحث الروسي بليخانوف في كتابه المعروف: « دور الفرد في التاريخ ».  لكن المؤرخ التونسي المتميز، الدكتور عبد الجليل التميمي، أخذ على عاتقه إنصاف الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة وباقي رواد الحداثة والنهضة في دول المغرب العربي. فسارع إلى تنظيم سلسلة من المؤتمرات الثقافية المتلاحقة التي تناولت جوانب كثيرة من سيرهم الذاتية، وأعمالهم العمرانية. وقد ساهم في إحياء تلك المؤتمرات خلال السنوات القليلة الماضية أكثر من مائتين وخمس عشرة شخصية سياسية وأكاديمية ونقابية تونسية مرموقة.وكان آخرها المؤتمر السابع الذي عقد بمدينة تونس في الفترة ما بين 29 ـ31 آذار 2006، ونشرت أعماله الكاملة في مطلع العام 2009 تحت عنوان: « دولة القانون واتخاذ القرار في تونس البورقيبية وفي المغرب العربي 1955 ـ 2005 ». تضمن هذا الكتاب المهم جميع الأبحاث العلمية التي قدمت إلى المؤتمر، بالإضافة إلى النقاشات المعمقة التي دارت في جلساته. وابرز عناوين الأبحاث: المجتمع المدني كآلية لتفعيل وتجسيد الديموقراطية في المغرب العربي، ومؤسسات النظام السياسي العربي: التحديات الجديدة والمشاهد المستقبلية، ودولة القانون في الجزائر بين النص والممارسة، ودور الرئيس هواري بومدين في بناء الدولة الجزائرية الحديثة، والملك الحسن الثاني وإدارة ملف العلاقات المغربية الإسرائيلية، والديموقراطية مفهوما وممارسة عند الحبيب بورقيبة، والفكر الاقتصادي البورقيبي، والبرلمان في النظام السياسي المغربي، وحرب التحرير وتكون الدولة الجزائرية، ونقابة الأعراف في تونس وآليات المشاركة الاجتماعي والسياسية، وإشكاليات المسألة الديموقراطية في المغرب العربي، وبورقيبة وبناء الدولة الوطنية، وبورقيبة: فكر شبه سياسي ولا اقتصادي، وآليات اتخاذ القرار في سوريا، وغيرها.  وكان أفراد النخب المغاربية الحاكمة في عهد بورقيبة وباقي زعماء المغرب العربي، قد درسوا في أعرق الجامعات الأوروبية. واستمدوا فلسفتهم في الحكم من عصر الأنوار الأوروبي. وتشبعوا بمبادىء الحرية والعدالة والإخاء والمواطنة. ووعدوا الجماهير الشعبية في المغرب العربي بإقامة دولة القانون والمؤسسات الفاعلة فور نيل الاستقلال السياسي. لكن ممارساتهم التسلطية أفضت إلى استمرار أساليب القمع والقهر والاستبداد القديمة. فانتهت عهودهم بانتعاش الثقافة التقليدية الموروثة، وتشجيع السلوكيات الأنانية والاستغلالية والانتهازية والزبائنية البائسة. وذلك يطرح تساؤلات منهجية كثيرة حول الأسباب العميقة التي أدت إلى المسار المأزوم الذي تعيشه الأنظمة السياسية في المغرب العربي منذ بداية الاستقلال السياسي حتى الآن. تمحور النظام السياسي في كل من ليبيا، وتونس، والجزائر، والمغرب حول شخصية الرئيس القائد. فعمل جاهدا على بناء وحدة داخلية تمحضه الثقة الكاملة بنسبة تقارب المئة في المئة من دون الإفساح في المجال لأي شكل من أشكال المعارضة لسلطته المطلقة. وتم تسخير أجهزة الدولة ومؤسساتها في خدمته الشخصية لدرجة يمكن معها القول على طريقة لويس الرابع عشر: « أنا الدولة ». ومنهم من اتخذ الرئيس جمال عبد الناصر نموذجاً يحتذى في ممارسة الحكم الفردي التسلطي من دون أن تكون له مواصفات الزعيم المصري وإنجازاته الوطنية والقومية، والاحترام الذي ناله في المحافل الدولية.  لقد عممت القيادات المغاربية الحكم التسلطي المقرون بالديموقراطية الشكلية. فولدت تلك الديموقراطية مأزومة منذ بداية عهد الاستقلال السياسي ثم إزدادت تأزماً بعد أن تراجعت الإنجازات الوطنية وعم الفساد والإفساد في ظل الدولة التسلطية والزعيم الأوحد الذي أدركه الهرم وفقدان الذاكرة وهو متشبث بكرسي الحكم. ولم تتشوه صورة النظام البورقيبي فحسب بسبب ممارساته القمعية بل تشوهت أيضا صورة الزعيم الذي كان يعتبر بطل الاستقلال ورائد التحرير. مرد ذلك إلى أن الزعيم المغاربي بدأ حياته السياسية بشن الحرب على المحتل الأجنبي، والنضال في سبيل التحرير والاستقلال السياسي، وإطلاق الوعود بفك الارتباط التبعي بالخارج على جميع المستويات التربوية والاقتصادية والثقافية. لكن عهده انتهى بقمع الجماهير الشعبية المطالبة بالحرية، والعدالة الاجتماعية، والديموقراطية، وحقوق الإنسان، والحق في العيش الكريم. وشاركت النخب المغاربية بفاعلية كبيرة في الدفاع عن قضية فلسطين والمشاركة العملية، عسكرياً وسياسياً ومالياً، في مساندة الشعب الفلسطيني في نضاله لاسترجاع حقوقه المغتصبة، وترؤس اللجنة الدولية لمناصرة القدس. إلا أن الحماس الكبير بدأ يتراجع ليسفر عن التطبيع الرسمي، المعلن أو المضمر، بين بعض الأنظمة المغاربية وإسرائيل. وسرعان ما بدأ الاصطفاف العربي، في المشرق والمغرب، وراء الخط الذي رسمه الرئيس السادات والذي أفضى إلى التطبيع المنظم، والاعتراف بأن أوراق الحل جميعها هي في أيدي الولايات المتحدة الأميركية وليس في أيدي الشعب الفلسطيني ولا الشعوب المدافعة عن القضايا القومية العادلة.  نتيجة لذلك، تحول الزعيم الأوحد في كل دولة مغاربية إلى دكتاتور فعلي بعد سنوات قليلة على تسلمه دفة الحكم. وقد مهد لديكتاتوريته بقمع قوى المعارضة، وساندته في توجهاته نخب سياسية وثقافية ومالية كثيرة إلى أن بات الخضوع للدولة التسلطية وزعيمها الأوحد تراثا شعبيا يستند إلى أسوأ أشكال القدرية، والاستكانة، والاعتراف بالعجز، وتقبيل يد السلطة مع الدعاء لها بالكسر، وتبني مقولة العين التي لا تستطيع مقاومة المخرز. وتحولت الجماهير الشعبية في الدول التسلطية العربية إلى كم كبير من القوى الاجتماعية المهمشة والتي تلهث وراء لقمة العيش بعد أن حرمت من جميع الحقوق المواطنة التي نصت عليها شرعة حقوق الإنسان ومبادئ الأمم المتحدة.  وما كان للزعيم العربي أن يتحول إلى ديكتاتور حقيقي لمدى الحياة إلا بعد نجاحه الباهر في أن يدخل الإحباط واليأس إلى أذهان الجماهير الشعبية التي باتت على قناعة تامة بعجزها التام عن التغيير. فعرفت المجتمعات العربية نماذج مقاربة في مجال تحول القائد الوطني إلى ديكتاتور، ودولة الاستقلال إلى دولة تسلطية تابعة، والنخب المتنورة إلى نخب سلطوية تنشر ثقافة التبرير وتحارب ثقافة التغيير. وتحول المجتمع المنتفض ضد الاستعمار الغربي إلى مجتمع خانع يعيد إنتاج وترسيخ الديكتاتورية التي حاربت مبادئ الديموقراطية وأبقت فقط على شكلها دون المضمون.  مع ذلك، ركزت النخب الثقافية المغربية المتنورة على دور المجتمع المدني للخروج من هذا المأزق .فهو الحل الوحيد الذي يفتح كوة في هذا الجدار التسلطي المظلم للأنظمة العربية التي تحولت بالكامل إلى أنظمة ديكتاتورية أو شبه ديكتاتورية. إلا أن نخب المجتمع المدني التي تملكت ثقافة الحداثة من خلال اتصالها المباشر بالمقولات العقلانية الأوروبية بدت عاجزة عن مواجهة الموروث الهائل للاستبداد الشرقي. وقد توهم بعض مثقفيها أن المجتمعات العربية، في المغرب والمشرق، بحاجة إلى مستبد عادل » وفق السمات التي كتبت عنه في التراث العربي والإسلامي. إلا أن الممارسة العملية كشفت زيف هذه المقولة، وان المستبد لا يمكن أن يكون عادلا.  بقي أن نشير إلى أن الدول التسلطية في المغرب العربي نجحت في بناء مؤسسات حديثة مقتبسة عن المؤسسات الغربية، وبشكل خاص البرلمان، وقانون الانتخاب، وأجهزة الرقابة، وأنظمة الإدارات المركزية وغيرها.وفي حين قامت المؤسسات الحديثة في الغرب على تغليب إرادة المواطنين الأحرار على كل الإرادات الفردية والتسلطية، فإن مثيلاتها في الدول العربية قامة على أساس تغليب الإرادة الفردية الديكتاتورية لتتحول إلى إرادة  » وطنية جامعة » من خلال صناديق الاقتراع. وشوهت ثمرات الحداثة الغربية المستندة إلى العقلانية وحقوق الإنسان إلى حداثة شكلية في الدول العربية بعد أن حولت موروث الاستبداد الشرقي إلى نظام حكم ظاهره ديموقراطية ومضمونه ديكتاتوري. وتحول خطاب الزعيم الأوحد في الدول المغاربية إلى كلام منمق عن الديموقراطية المفرغة من مضامينها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. فهو لا يؤمن أصلا بالديموقراطية، ولا يرى أن الشعب الليبي أو التونسي أو الجزائري أو المغربي مستعد لها لأنه لم يصل بعد إلى مرحلة النضج السياسي.وانه غير مؤهل لممارسة الحرية والديموقراطية وفق تجلياتها الغربية.وكان الزعيم المغاربي على قناعة تامة بعدم جدوى الديموقراطية في بلاده لأنها تقود إلى التفرقة والنزاعات القبلية والمناطقية، وتعيد البلاد إلى دائرة النفوذ الأجنبي. لذلك « لم يكن بورقيبة في واقع الأمر ديموقراطياً، لا في سلوكه، ولا في تفكيره في أي مرحلة من مراحل حياته السياسية. وهو الذي يتحمل المسؤولية التاريخية في عملية تعطيل وعرقلة إرساء النظام الديموقراطي في البلاد التونسية ». ولم يكن سائر زعماء المغرب العربي أكثر ديموقراطية من بورقيبة، لا من حيث السلوك، ولا من حيث الممارسة. وهي تتحمل المسؤولية التاريخية في منع بناء الديموقراطية السليمة وتطويرها وفق حاجات المجتمعات المغربية.  ختاماً، بات حلم بناء الدولة الحديثة في المغرب العربي صعب المنال رغم الزمن الطويل الذي بقي فيه زعماء المغرب على سدة الحكم. فغابت قيم الديموقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية والشفافية والمشاركة الشعبية في الحكم.و ضاعت الفرصة طوال أكثر من نصف قرن على ولادة الدول المستقلة في المغرب العربي. وتبدو مؤسساتها اليوم ديموقراطية في الشكل لكنها ذات مضمون تسلطي يجعلها عاجزة عن حماية الاستقلال والسيادة والحريات العامة والخاصة على المستوى الداخلي، وعن مواجهة التحديات الكبيرة الناجمة عن التبدلات الدولية المتسارعة في عصر العولمة.     [ عبد الجليل التميمي( مشرف): [« دولة القانون واتخاذ القرار في تونس البورقيبية وفي المغرب العربي 1955 ـ2005 ». [ أعمال المؤتمر العالمي السابع للدراسات البورقيبية.  [منشورات مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات بالاشتراك مع مؤسسة كونراد أديناور. تونس 2009 (المستقبل – الاحد 15 تشرين الثاني 2009 – العدد 3484 – نوافذ – صفحة 14 )

حديث ذو شجون مع « غورباتشيف » صانع التاريخ

د.أحمد القديدي (*) هل يعقل أن تحتفل الدنيا قاطبة بالذكرى العشرين لدك جدار برلين و لا يسمع الناس كلاما من فم الرجل الذي كان المبادر الأول لدك جدار العار و المؤذن الأول بزوال الإتحاد السوفييتي و إنهيار المعسكر الشرقي و إنتهاء الحرب الباردة و دخول العالم مرحلة تاريخية جديدة من حضارته ؟ لا يمكن أن يفوت القراء العرب لصحيفتنا أن يسمعوا « ميخائيل غورباتشيف » يتحدث و يتذكر و يحلل وهو أحد صناع التاريخ الحديث بكل المقاييس. فلو لا « غورباتشيف » الذي أعلن سياسات الشفافية و الإصلاح(غلاسنوست و بيرسترويكا باللغة الروسية) و فتح نوافذ أمبراطورية الجليد و القمع و الصمت لما أتخذ تاريخ العالم هذا المجرى. و عندما وقف في وجه نظرائه الشيوعيين السوفييت لما تحطمت قلعة الستالينية. بعد عشرين عاما كان رئيس روسيا ( الإتحاد السوفييتي سابقا) « ميخائيل غورباتشيف » حاضرا في برلين ليلة التاسع من نوفمبر و واقفا على أطلال جدار العار، مع الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب الذي حصد ما بذره الغرب من قبله للإنتصار على المعسكر الشيوعي و مع مستشار ألمانيا الذي أدار دفة هذا الإنقلاب العظيم: هلموت كول. يقول « غورباتشيف » على صفحات اليومية الباريسية لوموند: كان سقوط جدار برلين تتويجا لمسيرة الديمقراطية و الحريات التي بدأت تخطوها الأمة الروسية منذ إنتخاب برلمان حر و إسناد القيادة لي و كنت متفقا مع المستشار الألماني الغربي هلموت كول على أن الجدار يشكل عقبة على طريق السلام و الأمن في أوروبا في حين كان الرئيس الفرنسي ميتران من أنصار تمش متئن و طويل على هذه الطريق. ثم جاءت ليلة التاسع من نوفمبر 1989 لتوقظ بركانا كان هامدا و تطلق الشعب الألماني بصورة عفوية لإزالة هذا الجدار الذي يقسم المانيا و بدأت مسيرة التاريخ الحديث تتغير بعمق. و هذا التغيير تم في غفلة من أغلب قادة دول أوروبا الشرقية مثل « هنريش هونيكير » رئيس ألمانيا الشرقية الذي نصحني في أكتوبر 1989 أثناء الإحتفال بالذكرى الأربعين لتأسيس الدولة الألمانية الشرقية بالتريث و عدم الزج بدولته و الدول الشيوعية الأوروبية الشرقية في أتون « البريسترويكا ». و بالطبع ( يقول غورباتشيف) توحدت ألمانيا و تغير مسار التاريخ و لاحظت أنا كما سجل العالم تلك الموجة العارمة من الحماس لبناء عالم جديد مختلف عن مناخ الحرب الباردة والصراعات الأيديولوجية، و شجعني هذا التحول على عقد إجتماع قادة الحزب الشيوعي السوفييتي يوم 26 جانفي 1990 و استخلاص العبر من الأحداث الجسيمة و الإعتراف بألمانيا الموحدة ثم و الأهم تغيير أسس الإتحاد السوفييتي تدريجيا. و الغريب غير المتوقع هو أن « فرنسوا ميتران » الرئيس الفرنسي و كذلك « مارغريت تاتشر » رئيسة الحكومة البريطانية كانا متخوفين من وحدة ألمانيا لأنها فاجأتهما و لم يحسبا لهذا المد التاريخي العظيم أي حساب! و عن سؤال يتعلق بمدى إيفاء القوى الغربية بوعودها في تلك المرحلة العصيبة من التحولات يجيب « غورباتشيف » بأنه في أغلب القرارات الأوروبية التي أعقبت إنهيار الجدار لاحظ تحلي الحكومات بالحكمة و عدم التهور و خاصة فيما يتعلق بإلتزام ألمانيا عدم دخول النادي النووي بعد وحدتها، لكن هناك إستثناء شديد الأهمية ناقض هذا السلوك الحكيم وهو هرولة دول الغرب إلى توسيع حلف شمال الأطلسي حينما قررنا نحن الإستغناء عن حلف « وارسو ». كنا نعتقد بأن تخلينا عن حلفنا العسكري الشرقي سوف يجعل دول الغرب تفكر في عدم جدوى حلف « الناتو » أصلا ! لكن الذي حدث هو العكس. و تم هذا التوسيع في عهد كلنتن و يلتسين. و قد حذرت الرئيس « بوش » الأب قبل ذلك من مغبة هذا الخيار فرد علي قائلا : لماذا تخافون من ألمانيا؟ و أجبته : لسنا نحن الذين نخاف ألمانيا بل أنتم الأمريكان تخافونها، أليست عقيدة « الناتو » السرية لديكم هي: وضع أمريكا على قمة القوة و إخراج الروس من مواقع القوة و ترك ألمانيا تحت. و قال « غورباتشيف » عن الدروس الإيجابية و السلبية المستخلصة من سقوط الجدار: نعم الأهم هو إستعادة الديمقراطية و الإنتخابات الحرة لدى الأمة الروسية و قد قلنا أنا و بوش الأب في مالطا في ديسمبر 1989 بأن الحرب الباردة ذهبت إلى غير رجعة، لكن السلبيات جاءت فيما بعد و تعددت مواقع الأزمات الإقليمية لأسباب يطول شرحها. هذه شذرات من حديث رجل غيّر مجرى النهر، نهر التاريخ. و لخّص هذه الأحداث الكبرى بقوله: أهم أمر هو أن التاريخ البشري خرج من القمقم عام 1989. (*) رئيس الأكاديمية الأوروبية للعلاقات الدولية بباريس (المصدر: « الوطن »، لسان حال الإتحاد الديمقراطي الوحدوي (أسبوعية – تونس)، العدد 111 بتاريخ 13 نوفمبر 2009)

تونسية تذبح عشيقها من الوريد إلى الوريد

عمدت سيدة تونسية متزوجة إلى طعن عشيقها ب16 طعنة سكين، ثم أجهزت عليه بذبحه من الوريد إلى الوريد، وحاولت التنصل من جريمتها بإلصاقها لعشيق آخر لها.  وذكرت صحيفة « الصريح » التونسية اليوم الأحد، أن هذه « الجريمة البشعة وقعت جنوب تونس العاصمة،حيث عثرت السلطات الأمنية على جثة عارية لرجل في مقتبل العمر، ملقاة داخل مجمع ترفيهي، وهي تحمل عدة طعنات بآلة حادة ».  وكشف التحقيق أن امرأة متزوجة تربطها علاقة مع القتيل هي التي نفذت هذه الجريمة، وأنها قتلته داخل المجمع الترفيهي بسبب خلافات معه، وذلك بعد أن التقت به في احد الغرف المنعزلة في المجمع ومن ثم أنهلت عليه الطعنات ، ثم ذبحته من الوريد إلى الوريد، وغادرت المكان. ولكن المتهمة تراجعت عن اعترافها أمام قاضي المحكمة الجنائية بتونس العاصمة، وحاولت إلصاق الجريمة بعشيق ثان لها، غير أن ذلك لم يكن مقنعا للمحكمة التي قضت بسجنها لمدة 30 عاما. (المصدر: جريدة الرياض (يومية – السعودية) بتاريخ 15 نوفمبر 2009)

 

كتاب جديد: « الحركة الإسلامية في تونس.. من الثعالبي إلى الغنوشي » بقلم: يحي ابو زكريا، كاتب وصحافي جزائري مقيم في أوروبا


1- مدخل . 2- تونس : نبذة تاريخيّة . 3- الحركة الوطنيّة التونسية في عهد الإستعمار . 4- التطورات السياسية في تونس 5- الصراع بين الاصالة والتغريب في تونس 6- الحركة الحزبية والسياسية في تونس 7- عهد الجنرال زين العابدين بن علي 8- الحركة الاسلامية في تونس ( البدايات ) 9- الجماعة الاسلامية التونسية بين عام1971 و عام 1981 10- حركة الاتجاه الاسلامي التونسية من عام 1981 الى عام 1989 11- حركة النهضة والحركات الاسلامية الاخرى 12- مستقبل الحركات الاسلامية في المغرب العربي الرابط: http://www.arabtimes.com/algeria%20book/doc1.html  

محمد علي كمون يعيد توزيع النشيد الوطني التونسي

تونس – صالح سويسي اختار الباحث والموسيقي التونسي الشاب محمد علي كمّون، الجاز ليكون بوابته الى العالم، وأدخل عليه موسيقات أخرى ومؤثرات متنوعة سعياً منه لتقديم لون عصري يجمع بين الهوية الموسيقية التونسية ومثيلاتها في الشرق والغرب. أصدر العام الماضي أوّل ألبوماته بعنوان «Blues the World»، وسيناقش الاثنين المقبل رسالة الدكتوراه في جامعة السوربون حول «الاتجاهات الموسيقية المعاصرة في تونس تحت تأثير العولمة». بدايات كمون كانت في صفاقس عاصمة الجنوب التونسي حيث غنّى مع المنتخب الموسيقي الجهوي وشارك في مهرجان المدينة وعمره 13 سنة عازفاً على آلة العود، ثمّ توجه إلى الموسيقى الغربية بالتوازي مع تكوينه الكلاسيكي حيث تأثر بالمحيط الذي كان يعيش فيه من أصدقاء وجيران… ودرس البيانو كلاسيك على أيدي أساتذة مخضرمين في المعهد العالي للموسيقى في تونس. واستغلّ كمّون وجوده في باريس للدراسة في مدارس أخرى، بالتوازي مع اختصاصه الذي سافر من أجله، حيث درس في المركز العالمي للموسيقى وهو أكبر مدرسة للجاز في العالم، كما درس البيانو الحديث في مدرسة «Bill evans»، ويدرّس اليوم في المعهد ذاته. يؤكد كمون أن حبّه للموسيقى ورغبته في البحث عن موقع الموسيقى التونسية في خضم العولمة من خلال طرح السؤال التالي: «أين هويتنا الموسيقية في هذا الخضم»؟ ومن خلال هذا السؤال تحديداً عمل كمّون على طريقين متوازيين الأول بحث تاريخي ونظري حيث درس تاريخ الموسيقى التونسية منذ خمسينيات القرن العشرين حتى اليوم باحثاً عن أوجه التأثر بالموسيقات الأخرى والتأثير فيها أيضاً». ويقول إنّ أكثر ما جذبه، مدى قابلية التونسي للآخر ومدى تفاعله معه في الفترة التي اختارها لبحثه، فترة تفتّح تونس في شكل كبير على الآخر خصوصاً الغرب، مبيّناً أن بلده كانت دائماً مشرعة حضنها لكل الحضارات التي مرت بها. وفي بحثه تبين له أن التأثر هو ظاهريّ في الموسيقى الغربية، لكنه في الواقع غير ذلك بل له وجهة أخرى وهي التأثر بالشرق. أمّا المرحلة الثانية فكانت من خلال تطبيقات موسيقية على أغانٍ تونسية تراثية مثل أغاني السطمبالي (شكل موسيقي تراثي من أصل أفريقي) أو أغاني «زعمة النار» أو حتّى أغانٍ شرقية مثل «امتى حتعرف» لأسمهان. إضافة الى ذلك عمل كمون على مدى تأثير الموسيقى الشرقية والغربية، في الهوية الموسيقية التونسية من خلال نافذتين، الأولى من خلال سؤال حول التأثر اللاواعي واللامباشر من خلال دراسة شملت عدداً من الطلاب في تونس العاصمة وصفاقس. أمّا النافذة الثانية فهي نافذة التجريب بالتركيز على تمازج الأنماط أو الأجناس الثقافية. وحول إصراره على مسألة «لهجة موسيقية تونسية» يقول العازف التونسي: «ببساطة لأنه من دون تمكّن من لغتنا أو لهجتنا التي تمثّل هويتنا لا يمكن أن ننهض بها ونطوّرها، ثمّ يأتي في مرحلة أخرى التمكن من لغة الآخر أو لهجاته… وهذا طبعاً في سياق الحفاظ على أصولنا وهويتنا». ويضيف: «حتى في عروضي وأعمالي أسعى لأكون هجيناً أو منوّعاً آخذاً من هذه الموسيقى وتلك حتى أقدم عملاً يحافظ على هويتنا وأيضاً لا يسيء إلى تلك التي أتحاور معها، لذلك أرى أنه لا بد من تفكيك اللهجة الموسيقية الخاصة بنا وتبسيطها كي تصل الى الآخر حتى يتقبّلها ويتفاعل معها…». ويوضح: «أسعى لادخال الآخر إلى عالمي الخاص من خلال موسيقى الجاز التي تجمعنا، عازفون من تونس وآخرون من فرنسا، إلى جانب توظيف آلة القانون في عروضي…». ومن أطرف ما قدم محمد علي كمّون أنه أعاد توزيع النشيد الوطني التونسي. ويقول: «كنت كلّما استمعت إلى النشيد الوطني أحسست أنني أريد أن أقدم توزيعاً جديداً له خاصة أن لحنه وتوزيعه يعود للقرن الثامن عشر أو التاسع عشر، ورأيت أنه يمكنني أن أقدمه في شكل معاصر وبتوزيع ربما يكون شبابيّاً أكثر، حافظت على الجملة الموسيقية مع إضافة روح عصرية جديدة فيها أكثر هرمنة روحية». (المصدر: « الحياة » (يومية – لندن) بتاريخ 15 نوفمبر 2009)

يوسف إسلام في جولة بعد انقطاع 33 سنة

لندن – رويترز – يصعد مغني البوب البريطاني يوسف إسلام الى المسرح غداً في أول جولة كاملة له منذ عام 1976، عندما كان يعرف باسم كات ستيفنز ويشتهر في كل أنحاء العالم بألبومات مثل «عالم متوحش» و «أشرق الصباح». وإسلام البالغ من العمر 61 عاماً قرر العودة التدريجية الى عالم موسيقى البوب بعد اختفائه من الساحة عقب اعتناقه الاسلام في 1977. وظهر على المسرح في شكل متقطع في السنوات الاخيرة وقدم ألبومه الشعبي الجديد «كأس أخرى» في 2006 وأتبعه بألبوم «مغني الطريق». وقال المغني إن تسجيلاته الاخيرة شجعته على استهلال اولى جولاته منذ 33 سنة. وأضاف في استوديو ايلستري في لندن حيث كان يتدرب على جولته التي تتضمن اربع حفلات: «33 سنة فترة طويلة وأظن انني لم أكن اتصور انني سأعود الى الجولات مرة أخرى، لكن الامور تتغير، وعندما بدأت عزف الموسيقى مرة أخرى، عاد الحنين الى العمل في شكل حقيقي، وحين تعيش (العمل) تكون اكثر حساسية وأكثر قرباً الى الجمهور، ولا يمكنك صد الموسيقى». وأثار اسلام يوسف جدلاً كبيراً خلال العقد الماضي خصوصاً عندما أُبعد من الولايات المتحدة في 2004 بعدما ظهر اسمه في قائمة مراقبة «حظر السفر» التي تهدف الى إبعاد الاشخاص الذين يشتبه في أنهم ارهابيون. وانتقد السلطات التي زعمت انه ساند المنظمات الخيرية التي تحول في النهاية أموالاً الى الجماعات الارهابية، لكن المغني نفى هذه المزاعم وشجب مراراً الإرهاب في شكل علني. (المصدر: « الحياة » (يومية – لندن) بتاريخ 15 نوفمبر 2009)  

كلاوديا كاردينالي لـ «الحياة»: السينما مادة باهتة إن لم تطر بنا إلى الحلم

تونس – سميرة الصدفي لم تنسَ الممثلة الإيطالية الشهيرة كلاوديا كاردينالي (70 سنة) البيئة التي نشأت فيها في الضواحي الشمالية لمدينة تونس. اختطفتها السينما وهي في سن العشرين من المجتمع الذي ترعرعت فيه، بعدما نسجت علاقات خصبة مع الفئات والثقافات التي كانت تعج بها مدينة حلق الوادي الجميلة على الساحل المتوسطي. غادرت مسقط رأسها وانطلقت في تجربة سينمائية استمرت نصف قرن أدت خلالها أدواراً كبيرة في 140 فيلماً صنعها أشهر المخرجين الإيطاليين والفرنسيين. وها هي اليوم تعود من وقت إلى آخر إلى ملاعب الطفولة تسير على ساحل البحر متذكرة سنوات الخمسينات العذبة وماسكة بيدها باقة الياسمين التي تعشق أريجها العابق في كل مساء. «الحياة» التقتها وهي في جولة الذكريات ترقب البحر الساكن فكانت هذه الجولة الأخرى للإبحار في أوراق ذاكرتها: > كيف كانت بداياتك؟ وكيف أتيت إلى السينما؟ – والدتي كانت تقول لي دائماً إنني محروسة بحسن الطالع وأنا فعلاً أؤمن بالحظ، فـ «المكتوب على الجبين لازم تشوفو العين» مثلما يُقال. لكني كنت في البدء أتهرب من قبول أدوار في السينما لفترة طويلة، وكلما تمنعت زاد الإلحاح والركض ورائي. وهذا وضع يُشبه حال الفتاة التي تتعرض للإغواء فإذا انساقت فوراً تخلى عنها المُغازل أما إذا تمنعت زاد تعلقاً وهياماً بها. > هل يعني هذا أنه لم يكن حلمك وأنت صغيرة أن تُصبحي ممثلة؟ – كلا إطلاقاً. كان حلمي أن أستكشف العالم وكنت أتأهب مع زملائي في الفصل للإنطلاق في رحلة لعبور القارة الأفريقية من الشمال إلى الجنوب، ورتبنا كل شيء للسفر، لكن ما أن انطلقتُ إلى العمل في السينما حتى سقط المشروع فغضبت زميلاتي غضباً شديداً لأن كل واحدة منهن كانت قد اختارت لنفسها دوراً مُحدداً في الرحلة. > وما هو تأثير السينما على مجرى حياتك؟ – ساعدتني السينما كثيراً لأني كنت مثل حيوان بري، لا أتكلم. ولهذا السبب ما زلت أتحدث بصوت خفيض لأني لا أستخدم كل حبالي الصوتية. كنت أيضاً أتصرف مثل الأولاد وأتشاجر معهم كثيراً، لأني وددت أن أثبت أن الصبايا أقوى من الصبيان. فوارق > وما هي في رأيك الفوارق بين سينما زمان وسينما اليوم؟ – عندما انطلقتُ في مسيرتي كانت السينما في عصرها الذهبي وبرز أكبر المخرجين العالميين في تلك الفترة، لكن مع ظهور التلفزيون تراجعت مكانة السينما نسبياً. وأنا أعشق شخصياً السينما التي تدفع إلى الحلم والتي تطير بك إلى أبعاد أخرى. لا أحب السينما المبتذلة أو الواقعية الزائدة عن اللزوم. لا تهمني لأني أحب أن أحلم في السينما. > عندما يُوجهك المخرج هل تُعطين رأيك وهل تُغيرين بعض الأشياء، أم تنضبطين لتوجيهاته؟ – بلى، أنا أفهم كثيراً في السينما وعندما يتم تثبيت الكاميرا في مكان ما أعرف إذا ما كان هذا المكان مناسباً أم لا؟ وكذلك الأضواء، وهذا ما أدى أحياناً إلى شل عمل كثير من المخرجين. لكن الأهم عندما ألتقي المخرج هو العلاقة التي تنشأ بيننا فأنا أعتبره الملك على مربع التصوير، وهذا يعني أنني إذا ما آمنت بقدراته فإني أطبق حرفياً ما يطلبه مني وأنفذ ما يود أن أفعل. > وُلدت في تونس ونشأت بين أحضانها، وأصدرت أخيراً كتاباً أنيقاً عنها بلغات عدة، هل تفكرين اليوم في العودة للعيش فيها؟ – أتمنى لو كان لديّ بيت صغير هنا لأعود إليه بين وقت وآخر، وكنت دائماً أعبر عن هذه الأمنية. لو كان لدي مثل ذلك البيت لآويت إليه كلما شعرت بالحاجة لذلك، فصديقي الذي هو من نابولي يعشق تونس أيضاً، وكذلك ابني وابنتي، أما إخوتي فحدثي ولا حرج عن حبهم لتونس. الموضوع مرهون بوجود بيت يجمعنا هنا في تونس. > ما سر حضورك الدائم لدورات المهرجان السنوي للفيلم في تونس؟ – هذا صحيح، فأنا حضرت هذا المهرجان منذ الدورة الأولى وسأحضر الدورات المقبلة. بكل بساطة دعاني مؤسس المهرجان نيكولا بروشات وألح علي أن أحضر فعاليات الدورة الأولى فتجاوبت وأصبحت مُدمنة على المشاركة في هذه الدورات لأني أسعد بلقاء الأصدقاء القدامى. بالأمس جُلت في ضاحية سيدي بوسعيد الساحرة وزرت الأسواق في مدينة تونس القديمة فوجدت كل الناس ينادونني باسمي. هم يعرفونني حتى لو وضعت نظارات سميكة وداكنة… (تبتسم) > هل من فيلم جديد في الطريق؟ – لدي مشاريع مسرحية عدة في فرنسا وإيطاليا، ولدي أيضاً مشروع فيلم في تركيا مع مخرج تركي شاب سأقوم فيه بدور السيدة أيريكا وعنوان الفيلم طويل «كيف يمكنك أن تُصبحين إيطالية مع السيدة أيريكا؟». إنها قصة شاب تركي يصل إلى مدينة ريميني الإيطالية لكنه لا يُجيد الإيطالية، ومن ثم تنشأ علاقة جميلة بينه وبين تلك السيدة التي تكبره سناً. وهذه القصة اقتبسها مخرج الفيلم من السينمائي الإيطالي العملاق فديريكو فلليني. رهبة واهتزاز > أيهما أحب إليك المسرح أم السينما؟ – مثلت في أكثر من 140 فيلماً، لكن كلما أقبلت على فيلم جديد أشعر بالرهبة والإهتزاز، أما عندما أصعد على خشبة المسرح فالأمر أشد عنتاً وعسراً. أشعر بالخوف الحقيقي ولذلك أحرص دوماً على الوصول إلى المسرح قبل ساعتين من العرض لكي أتهيأ للمسرحية. > هل لديك طقوس محددة أو حركات تقومين بها لطرد «الشياطين» قبل الإنطلاق إلى التمثيل؟ – لا، ليس من عادتي التطير فأنا متفائلة بطبعي ولا أؤمن بالنذور والتمائم التي يُقال إنها تجلب الحظ … > كيف كانت علاقاتك مع الرجال في السينما؟ – الغريب في السينما أن الممثلين يُصبحون مثل أفراد الأسرة الواحدة عندما يُمضون شهرين مع بعضهم البعض، لكن بعد نهاية الفيلم ينصرف كل واحد إلى مشاغله أو إلى عمل آخر فلا يرون بعضهم البعض بعد ذلك إلى الأبد أحياناً. مع ذلك أنا ألتقي ألان ديلون مثلاً لأنه يعيش في باريس، لكن عموماً تتقطع بنا السبل فلا نجتمع ثانية. > وكيف كانت علاقاتك مع النساء؟ – لدي علاقات ممتازة مع بريجيت باردو مثلاً، واللافت أننا عندما مثلنا معاً في فيلم فوجئنا بالمصورين (البابارازي) يُلاحقوننا لكي يصوروا ب ب ضد ك ك مثلما قالوا، أي بريجيت ضد كلاوديا. كانوا يتوقعون أن نتخاصم لكن أسقط في أيديهم. بريجيت شكلت في نظري مثال الجمال، وعندما حصلتُ على وسام جوقة الشرف أرسلت لي رسالة رقيقة معجونة بخفة الدم. > هل ستحضرين الدورة المقبلة لمهرجان الفيلم في تونس كالعادة؟ – لا أعرف فبرنامجي مزدحم، ويمكن للمرء أن يتصور كم من الدعوات يمكن أن تصل إلى ممثلة أمضت 51 سنة في ميدان التمثيل. > لديك نشاطات خيرية، هل يمكن أن نتعرف اليها؟ – أنا سفيرة اليونيسكو ومجال اهتمامي هو المرأة، وأنا أيضاً راعية منظمات عدة مثل «جمعية أبناء كمبوديا»، كما أرعى جمعية للأطفال المصابين بالسيدا في مدينة أفينيون الفرنسية ودعوت فنانين وموسيقيين لإحياء حفلة مجاناً يُجمع ريعها لمصلحة الأطفال الذين يُعالجون في المستشفيات. (المصدر: « الحياة » (يومية – لندن) بتاريخ 13 نوفمبر 2009)

 

Home – Accueil الرئيسية

 

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.