الأحد، 11 يناير 2009

 

 

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3155 du 11 .01.2009

 archives : www.tunisnews.net


المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية:لا لتجميد النقابيين

السبيل أونلاين : مسيرة حاشدة بفريانة تستنكر العدوان على غزة وتساند القطاع

السبيل أونلاين:  مشاهد من ندوة منظمة العفو الدولية بتونس حول غزة

مواطنون:أخبار مواطنون 87

مواطنون:المسيرة الرسميّة المساندة لغزّة محاصرة أمنيّة خانقة واحتواء إعلامي ينسف « الاتّفاق »

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي: إعـــــــــــــــــــــــــلام

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع قليبية/ قربة: ضد الإجرام الصهيوني في غزة

مـركـز الميـزان لحقـوق الإنسـان: بيان صحافي

الحزب الديمقراطي التقدمي- شؤون عربية : سلسلة من المنتديات اليومية

الشباب الديمقراطي التقدمي – إقليم الساحل: بلاغ إعلامي هند الهاروني:اهداء بشير الحامدي:التسويق للتخاذل والتذيل للبيروقراطية

خالد الحروب : حرب غزة: صعود الشرعيات وأفولها

طارق الكحلاوي : نعم «غزة يناير 2009» ليست «لبنان يوليو 2006».. لكنهما ينتميان إلى نفس النوع

توفيق المديني : لماذا يلوذ أوباما بالصمت إزاء الحرب على غزة؟

الشروق: خالد السفياني لـ «الشروق»: غاز العرب يمرّ إلى تل أبيب… والخبز العربي ممنوع عن غزّة !

مصطفى عبد المنعم : ردًا على تصريحات مبارك: خبراء يؤكدون بطلان اتفاقية المعابر وأن مصر ليست طرفًا فيها

القدس العربي: حول آلية تنفيذ قرار مجلس الأمن لوقف النار في غزة « مفاوضات غير مباشرة » بين حماس وإسرائيل بالقاهرة

‘القدس العربي’:المحافظون الجدد: القضاء على حماس سينهي حلم الاسلام السياسي وتمدد النفوذ الايراني

الزميل سفيان بن فرحات: بروباقندا في المعسكرات الصحفية الفرنساوية

أحمد موفق زيدان :  أخشى عليك يا أردوغان !!!!! ـ أحمد موفق زيدان

العرب اونلاين : خطة تونسية لدعم اقتصادها في مواجهة الأزمة العالمي

واس : وزير المالية التونسي : 350 مليون دينار لدفع مختلف القطاعات الاقتصادية

محيط:  تونس: تخصيص 400 مليون دولار لدعم المؤسسات الاقتصادية

إ ف ب:شيّعه مثقفون من مختلف الاتجاهات بينهم المرشد العام للإخوان مصر..رحيل قطب اليسار المفكر محمود أمين العالم عن 87 عاما


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 
 


المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@ gmail.com : تونس في 11 / 01 / 2009 لا لتجميد النقابيين

 

أصدر المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية نداءا بتاريخ 28 / 12 / 2008 من اجل إيقاف حملة تجريد النقابيين من مهامهم النقابية بعد إيقاف النقابي توفيق التواتي الكاتب العام  للاتحاد الجهوي للشغل بتونس عن النشاط النقابي , ورغم هذا النداء تواصلت الحملة حيث وقعت إحالة نقابيين آخرين على لجنة النظام الوطنية هم روضة الحمروني ولطفي اللطيفي وراضي بن حسين وهم أعضاء المكتب التنفيذي الجهوي للشغل بتونس إضافة إلى النقابي صالح جلال عضو الجامعة العامة للفلاحة . إن المرصد يدين هذه الحملة ويعتبرها خطرا على مستقبل العمل النقابي في تونس وانحرافا خطيرا في مسار النضالات  النقابية  وانتهاك لحرية الرأي والتعبير داخل صفوف النقابيين ومن هذا المنطلق يكرر المرصد نداءه إلى كل الفعاليات النقابية الجهوية والوطنية المناضلة للوقوف بحزم في وجه هذه الحملة ومساندة النقابيين المحالين على لجنة النظام والتضامن العملي معهم . جميعا من اجل فرض الحقوق والحريات النقابية جميعا من اجل التصدي للانتهاكات ضد العمال والنقابيين المرصد فضاء نقابي مستقل ديمقراطي وهو مفتوح لجميع النقابيين بدون استثناء ويمكن التواصل مع المرصد على العناوين الالكترونية التالية  :     http://nakabi.maktooblog.com                           http://nakabi.blogspot.com                  عن المرصد المنسق محمد العيادي

مسيرة حاشدة بفريانة تستنكر العدوان على غزة وتساند القطاع

 

 
 
السبيل أونلاين – خاص – من زهير مخلوف – تونس نظّم اليوم الأحد 11 – 01 – 2009 ، على الساعة الحادية عشر صباحا، مجموعة من النقابيين والحقوقيين والسياسيين ، بمدينة فريانة من ولاية القصرين ، مسيرة حاشدة مساندة لغزة التى تتعرض لعدوان همجي ، وانطلقت من أمام مقر الإتحاد المحلي للشغل بالجهة ، وقد صادف أن كان اليوم الأحد يوم السوق الأسبوعية حيث هب كل الحاضرين ليلتحقوا بالمسيرة التى بلغ عدد المشاركين فيها أكثر من 4000 متظاهر ، وقد رُفعت شعارات من مثل : – الموت لإسرائيل . – بالروح بالدم نفديك يا غزة . – غزة غزة رمز العزّة . وقد حمل الأطفال الصغار دمية ملطخة بالدم في إشارة إلى المذبحة التى يتعرض لها الأطفال بقطاع غزة كما شارك العنصر النسائي بكثافة . وقد سارت المسيرة بشكل سلمي وطافت كل الأنهج الرئيسية بالمدينة لتصل في محطة أخيرة بساحة الشهداء أمام مبنى المعتمدية ، وقد إنتهت المسيرة عند الساعة الواحدة والنصف ظهرا بعد أن ختمت بقراءة الفاتحة على أرواح شهداء غزة .   (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 11 جانفي 2009)  

مشاهد من ندوة منظمة العفو الدولية بتونس حول غزة

 

السبيل أونلاين – خاص – من زهير مخلوف – تونس   لمشاهدة جانب من ندوة منظمة العفو الدولية فرع تونس انقرهنا – الرابط على اليوتوب : http://fr.youtube.com/watch?v=9-SJ8xeGSuw وقعت يوم أمس السبت 10 – 01 – 2009 ، بفرع منظمة العفو الدولية بتونس ندوتين بإشراف مجموعة للأطباء وأخرى للمحامين ، من أجل توضيح حيثيات الموقف الذى أصدرته الأمانة العامة لمنظمة العفو الدولية تجاه العدوان على غزة ، وسبل رفع قضايا في المحاكم الدولية ضد مقترفي جرائم بحق الإنسانية ، وقد تمحورت تدخل المحاضر حول فكرة أساسية مفادها أن القوانين الدولية وإتفاقية جينيف الأولى والثانية والثالثة تبيح للمقاومين حق الدفاع الشرعي وتتيح حق تقريرالمصير للشعوب ، وقد أكد أحد المحامين أن مجلس الأمن لا يمكن أن ينصفنا بإعتبار الفيتو الأمريكية ولذلك لا مجال للتعويل عليه ليخلص أن « أمامنا أربعة حلول ، الأول رفع قضية لدى دولة اليمن بإعتبار الإختصاص الأممي للمحاكم اليمنية ، والثاني المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية ، والثالث رفع قضية لدى دولة سويسرا ، والرابع لدى دولة هولندا . وأضافت إحدى المحاميات  » أن العرب والمسلمين يتحملون كل المسؤولية في ما يقع اليوم من مجازر في غزة بسبب أنها بقيت محاصرة لوقت طويل تموت موتا بطيئا ولم نحرّك نحن ساكنا بتعلة أن « حركة حماس » حركة أصولية ولم نعتبر بالحكمة التى تقول « أكلت يوم أكل الثور الأبيض » .   وفي تدخل آخر أكدت إحدى المحاميات أن المجتمع المدني الغربي قد ناصر قضية غزة ودللت على ذلك بقولها « أن أول من رفع قضية لدى محكمة العدل الدولية لمقاضاة المجرمين الصهاينة هم ثلاثة محامين بريطانيين » . وقد أبدى جلّ أعضاء العفو الدولية فرع تونس إستنكارهم لموقف الأمانة العامة للمنظمة تجاه العدوان الغاشم على غزة ، أما الأطباء فقد عرضوا للأسلحة المحرمة التى تستخدمها قوات الإحتلال والأضرار الصحية الناجمة عنها ، وإنتهى اللقاء على الساعة السادسة والنصف مساء .   ( المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 11 جانفي 2009)

 

 

أخبار مواطنون   87

 

 

** المحامون التونسيون يتضامنون مع غزّة ويسعون لمقاضاة مجرمي الحرب الصهاينة دوليا

حاول  ما بين 700 و 1000 محام  يوم 30 ديسمبر تنظيم  مسيرة تضامنية مع أهل غزة واستطاعوا أن يتجاوزوا الحصار الذي ضربته قوات الشرطة حولهم و يخرجون باندفاع من باحة قصر العدالة و يقتحمون الأبواب الحديدية للخروج على شارع باب بنات كما تجمهر المحامون يوم 31 ديسمبر أمام   دار المحامي الكائنة في الجهة المقابلة لقصر العدالة للنظر في وسائل دعم الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة جماعية وأضربوا عن العمل لمدة ساعة

**  اجتماع عام ببطحاء محمد علي: تجمع يوم الأربعاء 31/12/2008 مرة أخرى ببطحاء محمد علي بتونس العاصمة ما يزيد عن 500 نقابي و مناضل سياسي تضامنا مع شعبنا الفلسطيني في غزة و تنديدا بالعدوان الهمجي الصهيوني، و قد ألقى أحد أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد كلمة في المشاركين قبل أن ترفع عديد الشعارات و يتم حرق العلم الأمريكي.   **  مسيرة سلمية في مدينة الشابة: التأمت يوم الأربعاء 31/12/2008 مسيرة سلمية لمساندة الشعب الفلسطيني الصامد في غزة و الاحتجاج على الإبادة الجماعية التي ينتهجها الاحتلال الصهيوني ضد سكان غزة و قد خرجت المسيرة على إثر اجتماع عام انعقد بمقر الاتحاد المحلي للشغل بمدينة الشابة من ولاية المهدية شارك فيه النقابيون و المناضلون السياسيون و الطلبة ، و قد تصدت قوات الشرطة بأعداد غفيرة للمناضلين محاولين منعهم من تنظيم المسيرة إلا أن المواطنين استطاعوا فك الحصار و الوصول إلى الشارع الرئيسي و الشوارع القريبة منه و عندئذ استعملت الشرطة الهراوات لتفريق المتظاهرين . ** قفصة : تعنيف الشباب المساند للمقاومة الفلسطينية نظم الإتحاد الجهوي للشغل بقفصة صباح الأربعاء 31 /12 /2008 تظاهرة مساندة للمقاومة الفلسطينية حضرها عدد كبير من الشباب  الذين  اعترض طريقهم عدد من أعوان الأمن بالزى المدني عند مغادرتهم مكان الاجتماع  و مباشرة قاموا بالاعتداء عليهم بالعنف الشديد و تحذيرهم من العودة إلى مقر الإتحاد ، كما قاموا باعتقال التلميذ « زيد الزواري » و لم يفرج عنه إلا بعد تدخل أعضاء المكتب التنفيذي الجهوي لإتحاد الشغل . و نتج عن هذه الاعتداءات  إصابات بليغة في صفوف هؤلاء الشبان

** بيان مشترك بين أحزاب معارضة بجهة قفصة

أصدرت فروع كل من التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات وحركة التجديد والحزب الديمقراطي التقدمي وحزب العمال الشيوعي التونسي والاتحاد الديمقراطي الوحدوي بقفصة بيانا مشتركا إثر الوقفة التضامنية التي دعا لها الاتحاد الجهوي للشغل عبرت فيها وقفها مع أهل غزة  وإدانتها للتواطؤ العربي الرسمي كما استنكرت » التعاطي البوليسي الوحشي تجاه النقابيين والنشطاء المعتصمين بدار الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة

** صفاقس: 30000مشارك في مسيرة جماهيرية: نظم الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس يوم الجمعة 02/01/2009 مسيرة جماهيرية شارك فيها زهاء 30000 مواطن و شاركت فيها جميع النقابات بالجهة ( قطاع النسيج و قطاع السكة الحديدية و قطاع الصحة…)، خرج العمال من مقرات عملهم بداية من  الساعة التاسعة صباحا بعدما أعلنوا الإضراب العام للتعبير عن غضبهم و تنديدهم بالجرائم البشعة التي اقترفها و ما زال يقترفها الكيان الصهيوني في حق شعبنا الفلسطيني في غزة و لإعلان مطلق مساندتهم لإخوانهم الفلسطينيين و انطلق المشاركون بتجمع عام  أمام مقر الاتحاد الجهوي ثم خرجوا في مسيرة اعتبرت هي الأكبر من حيث العدد و جابوا شوارع مدينة صفاقس رافعين علم فلسطين و مرددين لعديد الشعارات المعبرة عن التنديد بالأعداء و الخونة.

** قمع مسيرة سلمية في قابس : تم يوم 02/01/ 2009 عقد تجمع عام بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بقابس و انطلق المشاركون في مسيرة مرخص لها من طرف السلطة إلا أن قوات الشرطة اعترضت سبيلها بعد فشل محاولة عناصر التجمع في قيادة المسيرة لكن المتظاهرين تمكنوا من مجاوزة حواجز الشرطة ، و عند مفترق الطرق حاولت الشرطة تحويل وجهة المسيرة للمرور أمام مقر لجنة التنسيق « للتجمع » و أمام رفض  المتظاهرين تدخلت قائد الشرطة معلنا عبر مكبر الصوت عن نهاية المسيرة رغم أنها لم تقطع بعد نصف الطريق المخصص لها، ثم تدخلت الشرطة لتفريق المتظاهرين بالقوة و إفتكاك اللافتات و اعتدوا على المتظاهرين بالهراوات متسببين في أضرار بدنية للعديد منهم و اعتقال الطالب فداء العلوي الذي أطلق سراحه فيما بعد.

**سوسة :مسيرة ضخمة

شارك ما يزيد عن 5000 مواطن بدعوة من الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة في المسيرة التي انطلقت يوم السبت 03/01/2009 على الساعة الواحدة بعد الظهر من أمام مقر الاتحاد و جابت أهم شوارع مدينة سوسة خاصة باب بحر أين توقفت لمدة ساعة تقريبا رافعة أعلام تونس و فلسطين و هاتفة بشعارات التضامن و المساندة معبرة عن غضبة الشعب التونسي الأبي ضد العدوان الصهيوني الهمجي على شعبنا في غزة. و قد شاركت في هذه المسيرة جميع مكونات المجتمع المدني بالجهة من نقابيين و مناضلين سياسيين و ناشطين حقوقيين و من التف حولهم من المواطنين، ثم عاد المشاركون أمام مقر الاتحاد تمام الساعة الرابعة بعد الظهر.  القيروان:مسيرة تضامنية مع غزة:

بدعوة من الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان خرج على الساعة الحادية عشر من صباح يوم السبت 03/01/2009 أكثر   من 2000 مواطن في مسيرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للمجزرة في ظل تخاذل عربي و تواطىء دولي، و قد انطلقت المسيرة من أمام مقر اتحاد الشغل قرب السوق بقلب مدينة القيروان ثم جاب المشاركون أهم شوارع المدينة رافعين شعارات التأييد و التضامن و المساندة للشعب الفلسطيني و منددين بالعدوان الهمجي على غزة و بالعجز العربي المخزي ليعودوا في الأخير أمام مقر الاتحاد الجهوي للشغل تحت حصار أمني كبير.

ولاية بنزرت:مسيرة حاشدة وسط حضور أمني كبير: نظم الاتحاد الجهوي للشغل بمدينة بنزرت بالتعاون مع بقية مكونات المجتمع المدني على الساعة العاشرة من صباح هذا يوم السبت 03/01/2009 مسيرة جماهيرية شارك فيها أكثر من جابت عديد شوارع المدينة و التحق بها المواطنون ليصل عدد المشاركين إلى ما يقارب 5000 مشارك و شاركت في هذه المسيرة جميع مكونات المجتمع المدني

** منع زوجة النقابي السجين عدنان الحاجي  من زيارته

وقع يوم الجمعة 02 جانفي 2009 منع السيدة جمعة حاجي زوجة النقابي السجين عدنان الحاجي من زيارته بسجن القصرين ، ويعتقد أنه يخضع لعقوبة السجن الإنفرادي المضيّق

**  علي الشرطاني يتعرض لاعتداءعلى يد عناصر أمنية

ابلغ السيد علي الشرطاني السجين السياسي السابق إحدى المنظمات الحقوقية  بما يلي » قبل صلاة العشاء من ليلة 31/12/2008  و في طريقي إلى العودة من الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة حيث تدور فعاليات إعداد الخروج للتظاهر لمساندة إخواننا في غزة و في مكان مهجور حيث انهالوا علي ضربا و لكما و ركلا و سبا و شتما مما ترتب عليه كدمات في الرأس و كسرفي رجلي اليمنى و كسر نظارتي الطبية و ذلك بسبب ترددي على مقر الاتحاد الجهوي بقفصة  و إني عازم على تقديم قضية تظلم في كل من رئيس منطقة الشرطة بقفصة و كذلك في كل من رئيس الفرقة المختصة و رئيس فرقة الإرشاد التابعين لنفس المنطقة.  ** ممثلو أحزاب معارضة في جهة جندوبة  يتضامنون مع مواطن

أصدر ممثلو ثلاثة أحزاب معارضة هي التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحرياتوالحزب الديمقراطي التقدمي وحركة التجديد في جهة جندوبة يوم 26/12/2008  بيانا مشتركا   عبروا فيه عن « انشغال كبيرتجاه وضعية المواطن عماد بن الحمادي النهـــدي ( 45 سنة ) متزوج وأب لثلاثة أطفال  الذي  استهدف إلى إجراءات تعسفية وغير إنسانية ومن قبل السلط الإدارية والأمنية والقضائية بجهة جندوبـــة وقد بلغت قسوة الإجراءات حد إيقافه منذ  يوم الاثنين الموافـق لـ22 ديسمبر والزج بـــه في السجن بموجب حكم صدر عن محكمة ناحية بوسالــم تحت عدد 23907 بتاريخ 25/12/2008 يقضي بسجنه شهر نافذ بعد. » وذلك على خلفية مطالبته بتحسين وضعه الاجتماعي  واعتبرت هذه الأحزاب أنه  » اتضح أن المواطن عماد يستحق مسكنا وان عملية إسناد المساكن في نطاق برنامج الإنقاذ من الفيضانات حصل في شانها تلاعبا وتمت بدون شفافية ودون التزام بالمقاييس المضبوطة سلفا. بما الحق ضررا بالغا بالمستفيدين من البرنامج . »كما عبرت عن تضامنها مع هذا المواطن    (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 87بتاريخ  جانفي 2009)  


المسيرة الرسميّة المساندة لغزّة

 

محاصرة أمنيّة خانقة واحتواء إعلامي ينسف « الاتّفاق »

 
بعد اخذ وردّ خيّرت بعض الأحزاب السياسيّة ومنظّمات المجتمع المدني المشاركة في المسيرة المساندة للشعب الفلسطيني اثر العدوان الصهيوني الأخير على غزّة والتي اختارت لها السلطة صباح 1 جانفي 2009. وقد سبق المسيرة اجتماع في مقرّ ولاية تونس جمع ممثّلين عن الأحزاب والمنظّمات بحضور مسؤولين عن الأجهزة الأمنيّة تحت إشراف والي تونس، حيث وقع الاتّفاق على تعهّد جميع الأطراف بضوابط المشاركة وتجنّب التوظيف السياسي والاحتواء الحزبي والإعلامي للحدث، مع التشديد على ضرورة انتظام المسيرة تحت يافطة مختلف أطياف المجتمع المدني، الأمر الذي أدى بعديد الأطراف إلى العدول عن قرار مقاطعة المسيرة مع تمسّك هياكل الاتّحاد العام التونسي للشغل باختيار نقطة انطلاق موكبه، بعد تفرّد السلطة بتحديد مكان وزمان انطلاق المسيرة وضبط المسار الذي سوف تسلكه. -1- حالة طوارئ أمنيّة واعتداءات على بعض وفود الأحزاب صبيحة اليوم المحدد للمسيرة شهدت شوارع العاصمة حالة استنفار امني قصوى، حيث انتشرت الأجهزة الأمنيّة بمختلف تشكيلاتها في جميع الأنهج والشوارع المؤدية إلى مسرح المسيرة، كما ضرب طوق أمنيّ خانق على مقرّات بعض الأحزاب والجمعيّات حاولت خلاله بعض عناصر الشرطة عرقلة خروج وفود الأحزاب من مقرّاتها وفرض المسالك التي سوف تتبعها للالتحاق بالمسيرة. ممّا أدّى إلى وقوع مناوشات بين عناصر الشرطة وممثّلي كلّ من حزب التكتّل الديمقراطي وحركة هذا وانتشرت الحواجز الأمنيّة على امتداد الشوارع المؤديّة إلى ساحة 7 نوفمبر مكان انطلاق المسيرة ووقع منع العديد من المواطنين من الالتحاق بالتجمهر الاحتجاجي، بعد أن علقوا خلف الحواجز الأمنيّة الموصدة، كما وقع إغلاق أغلب المقاهي المنتصبة على رصيف شارع الحبيب بورقيبة أمام المواطنين. وقد عمدت مجموعات كبيرة من عناصر الشرطة بالزيّ المدني والرسمي، المرابطة بأعداد كثيفة في شارع محمّد الخامس إلى تفريق بعض المشاركين في المسيرة باستعمال العنف المادي واللفظي، كما قامت وحدات التدخّل بإطلاق سيّاراتها لمداهمة المتجمهرين من أجل تفريقهم، ممّا خلّف إصابات لدى بعض المشاركين في المسيرة. -2- كوكبة قياديّة رسميّة واستقلاليّة مواكب الوفود المشاركة انقسمت الجموع المشاركة في مسيرة يوم 1 جانفي إلى عدّة وفود مثّلت عددا من الأحزاب والجمعيّات وانفردت شخصيّات الحزب الحاكم بالصّف الأمامي للمسيرة بمشاركة بعض الأمناء العامين لأحزاب « الموالاة » وبعض المنظّمات الوطنيّة والشخصيّات العربية، وقد انفرد كلّ من حزب التكتل الديمقراطي والمبادرة الديمقراطيّة والنقابة الوطنيّة للصّحفيين التونسيين واتّحاد الكتّاب التونسيين بوفود خاصة بها حافظت على استقلاليّة شعاراتها، في حين خيّر موكب الاتّحاد العام التونسي للشغل التفرّد بموكبه الذي احتلّ مؤخّرة المسيرة بعد انطلاقه من بورصة الشغل في اتّجاه شارع محمّد الخامس بقيادة نائب الأمين العام السيّد على رمضان وبعض أعضاء المكتب التنفيذي للاتّحاد. -3- التوظيف السياسي والاحتواء الإعلامي كما كان متوقّعا كانت التغطية الإعلامية التي بثّها التلفزيون الرسمي انتقائيّة ومنحازة حيث وقع التركيز على الموكب الرسمي للحزب الحاكم وشعاراته، ووقع تغييب بقيّة الوفود المشاركة في المسيرة كما نقلت القناة الرسميّة بعض شعارات الحزب الحاكم. في حين اقتصرت الاستجوابات على الممثّلين عن الأحزاب والجمعيّات المقرّبة من السلطة وعلى السيد على رمضان الأمين العام المساعد لاتّحاد الشغل. ولم يقتصر التوظيف السياسي للمسيرة عن الحزب الحاكم فقط فقد عمدت بعض الأطراف السياسيّة إلى رفع بعض الصّور والشعارات التي تعبّر عن التشيّع للانتماء السياسي الضيّق ممّا أدى احيانا إلى تهميش الهدف الأساسي للمسيرة وهو المساندة للشعب الفلسطيني اثر العدوان الصهيوني الغاشم على غزّة.   **هوامش**   – شارك الأمين العام للاتّحاد العام التونسي للشغل عبد السلام جراد في الكوكبة الأماميّة للمسيرة إلى جانب الأمين العام للحزب الحاكم وبعض قيادات أحزاب الموالاة، فيما خيّر بقيّة أعضاء المكتب التنفيذي قيادة وفد الاتّحاد في مؤخّرة المسيرة – انتشرت خلال المسيرة آلات التصوير الخّاصة بالأجهزة الأمنيّة التي التقطت صور ومشاهد لأغلب الوفود المشاركة في المسيرة. – عمد الحزب الحاكم إلى تقسيم عناصره إلى مواكب صغيرة اندسّت بين الوفود المشاركة في محاولة فاضحة لاحتواء الحدث. – قام عدد من المشرفين على تنظيم موكب اتّحاد الشّغل بالاعتداء على الصّحفيّة سميرة الخياري كشو بعد أن منعوا وفد النقابة الوطنيّة للصّحفيين التونسيين من الالتحام بموكب الاتّحاد وقد وجّه أحد المشرفين على التنظيم ألفاظ نابية للصّحفيّة المذكورة خلّفت موجة من الاحتجاجات في صفوف زملائها. أبو خولة  (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 87بتاريخ  جانفي 2009)
 
 


اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي 11 جانفي 2009 إعـــــــــــــــــــــــــلام
 
الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة: » ما يقع بغزة لن ينسينا قضية الحوض ألمنجمي » نظم الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة يوما تضامنيا مع مساجين الحوض ألمنجمي وذلك بالتنسيق مع اللجنة النقابية الجهوية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي . وقد حضر هذا الاجتماع السيدان حسين العباسي والمولدي الجندوبي، عضوي المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل والأستاذان عبد الستار بن موسى وشكري  بلعيد ،عضوي لجنة الدفاع عن المتهمين. كما حضره جمهور كبير من نقابيي الجهة. النقاش تركز على سلمية التحركات، حيث ما انفكت منذ انطلاقها تطالب بالحوار مع السلطة، ومشروعيتها ، نظرا لما تعانيه جهة الحوض ألمنجمي من بطالة وفقر وغياب لأسس التنمية. إلى ذلك أكد الحاضرون على الدور الخطير الذي يلعبه القضاء في مثل هذه القضايا العادلة ، فاجمعوا على ضرورة استقلاليته حتى ينصف من يحاكموا ،  وحيوا الدور الكبير الذي لعبه المحامون بحضورهم المكثف -رغم بعد المسافة- ودفاعهم عن الموقوفين وإظهار الاخلالات  القانونية العديدة التي صاحبت الإيقافات والأحكام. الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة الذي واكب دائما هذه القضية  الاجتماعية كان قد اصدر بيانا عند بداية العدوان الغاشم  الأخير على الأراضي الفلسطينية عنونه : »أحداث غزة لن تلهينا عن قضية الحوض ألمنجمي » ربط فيه بين شرعية مقاومة الاستعمار وبين شرعية المطالبة بحياة أفضل ، بعيدا عن الاستغلال والبطالة والتهميش.   منع تظاهرة لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي ومحاصرة كل النشطاء في تنقلاتهم: دعت فروع الرابطة المنستير والقيروان وسوسة والمهدية للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان لاجتماع تضامني مع مساجين  ومحكومي الحوض ألمنجمي اليوم بمقر حركة التجديد بقصيبة المديوني . وقد كانت الغاية من الاجتماع التحسيسي الذي يأتي قبل يومين من  انطلاق جلسة الاستئناف  بقفصة التطرق للوضع الصعب للمساجين و قسوة الأحكام الابتدائية التي صدرت في حقهم وضرورة المطالبة بإطلاق سراحهم . إلا أن أعضاء الفروع الأربعة والنشطاء الحقوقيين والسياسيين  فوجئوا بوجود سيارات الأمن  قرب منازلهم منذ الصباح  تصاحبهم في تنقلاتهم وتمنعهم من مغادرة مدنهم. اللجنة الوطنية التي تدين هذا الحصار و هذا التعدي على حرية التنقل دون موجب قانوني ، تؤكد  أن ما يقع في الحوض ألمنجمي شأنا وطنيا يهم كل الأطراف الحقوقية والسياسية ولا يمكن معالجته امنيا وقضائيا .  
عن اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي مسعود الرمضاني وعبد الرحمان الهذيلي  


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع قليبية/ قربة
 قليبية في 10/01/2009

ضد الإجرام الصهيوني في غزة

  

لم يعد الإجرام الصهيوني البشع في حاجة إلى إقامة أدلة أخرى عليه، ورفضه واستنكاره، خاصة بعدما خرجت الجماهيرمن جميع أصقاع العالم( بمختلف أجناسها وأديانها ومذاهبها السياسية والفكرية)،في مسيرات حاشدة تندد بهذا الإجرام ، وما تعرض إليه الشعب الفلسطيني الأعزل من تجويع وتشريد وتقتيل، بمباركة ومساندة فعّالة  من كل القوى الإستعمارية في العالم . إن الحرب في غزة، اليوم، هي حرب إبادة يقوم بها الجيش الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، ومن حق جميع الشعوب المحبة للسلام والعدل والحرية أن يُدينوها ويستنكروها، ولا يمكن النظر إليها من زوايا ضيقة( قومية، أو دينية) ولا حصرها في تسميات عنصرية مُضلّلة( مثل الصراع العربي الإسرائيلي، أو الصراع بين المسلمين واليهود، أو بين حماس وإسرائيل) لأنها أعمق من ذلك وأشمل، بكثير، مما جعل اليهودي التقدمي يناصر نضالات المقاومة الفلسطينية ويدعمها بمسيراته، مثلما جعل آخرين من « عرب » و » مُصْرِمين » يسكتون عنها وربما يستنكرونها( باعتبارها عندهم مغامرة) وربما يقومون بإلجام شعوبهم وقمعها وصدها عن التعبير عن موقف المساندة لتلك المقاومة، التي تشرّعها جميع الأعراف والشرائع والقوانين الدولية.. ومن هنا نحن نستغرب من التناقض بين الموقف الرسمي التونسي المساند لنضالات الشعب الفلسطيني، وبين ما نراه من سلوك الشرطة ضد من يتظاهر للتعبير عن استنكاره لِلجرائم الصهيونية. وهذا السلوك البوليسي مخالف للدستور التونسي الذي يضمن حق التعبير، بما فيه من تظاهر سلمي. والأغرب من كل هذا تعاون بعض رؤساء المعاهد الثانوية مع البوليس في هذا الأمر وبطريقة غير تربوية،بل وتتنافى مع واجباتهم المهنية. وقد أعرب لنا العديد من الأولياء بأن أبناءهم يتعرضون إلى التهديد، بتحميلهم مسؤولية التحرك التلمذي السلمي. بينما كان على هؤلاء المديرين أن يؤطروا التلاميذ في اتجاه السلوك الحضاري، تنظيم حرية الرأي والتعبير والتظاهر السلمي، لكنهم لم يفعلوا ذلك و اتبعوا التربية على الإرهاب بقمع تحركاتهم ومحاصرتهم، وإجبارهم على قبول المظالم وانتهاكات حقوق الإنسان، فماذا يبقى لهؤلاء التلاميذ من عناوين الدروس حول الديمقرطية وحقوق الإنسان، ورفض الظلم و الإستعمار؟ أليست دروس الواقع أعمق تعبيرا من مقولات في الكتب والخُطَب؟ – إننا مع الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع لتحقيق ما يصبو إليه من الحق والحريات، ونعتبر أن ما يجري في عزة هو جريمة حرب وإبادة جماعية، لا يمكن السكوت عنها بأي حال من الأحوال، وأن كل قمع للتظاهر السلمي مرفوض – كما نتوجه إلى تلاميذنا ونطلب منهم بأن لا يجعلوا من التظاهر غاية، وأن لا يكون عندهم مظهرا من مظاهر الهروب من الدراسة. لأن التظاهر هو أسلوب من أساليب التعبير، يجب ممارسته بطريقة حضارية بعيدة عن العنف والتدمير. ونتوجه إلى المسؤولين الأمنيين ونطلب عدم التخوف، المبالغ فيه من التظاهر السلمي وندعوهم إلى ضرورة الإحاطة الحضارية بالمسيرات( مثلما نرى في البلدان المتحضرة) وليس قمعها وتخويف القائمين بها وتهديدهم في دراستهم ومستقبلهم وحياتهم، كما نطالب مديري المدارس والمعاهد الثانوية بالإهتمام بدورهم التربوي، والإبتعادعن الدور البوليسي، الذي له أهله وأصحابه، إلاّ إذا اختار هؤلاء المديرون أن يكونوا مخبرين، لا مربين، وعاش مَن عرف قدره. وأخيرا نقول:- السكوت عن الجريمة، جريمة أكبر. والتنديد بالمظالم والقهر والقمع واجب إنساني،تُشرّعه الدساتير والأديان والمذاهب. وإذا كان الأمريكي والفنزويلي والتركي والإفريقي والآسيوي، والأوروبي، والأسترالي واليهودي والمسلم واللائكي، والوثني، قد عبّروا عن رفضهم للجرائم الصهيونية، فبأي منطق وأي قانون يتمّ منع العربي في بعض البلدان العربية من التعبير عن رأيه، بتعلة المحافظة على حسن العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية؟ فهل نكون أمريكيين أكثر من الأمريكيين أنفسهم؟.إن مناصرة المظلومين في كل مكان من العالم، هو عمل إنساني، يندرج ضمن حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، واهتماماته المختلفة. – ليس العربي « الطيب » هو الميت، كما يذهب إليه المنطق الصهيوني، بل العربي الطيب هو الرافض للإحتلال والظلم والخنوع، فلنرفع أصواتنا عالية لندّد بكل المظالم والجرائم، مهما كان فاعلها ومهما كان وأينما كان، والموت للجبناء والمتخاذلين والمتعاونين مع قوى الظلم والجبروت والعدوان. عاشت فلسطين حرة ،مستقلة، ديمقراطية. عبد القادر الدردوري.  

 
 


مـركـز الميـزان لحقـوق الإنسـان
المرجع: 11/2009 التاريخ: 10/01/2009 الساعة: 14:30 ظهراً بتوقيت غزة   بيان صحافي قوات الاحتلال تواصل استهداف هدم المنازل فوق رؤوس ساكنيها وعدد الشهداء يرتفع إلى (820) شهيداً من بينهم (194) طفلاً و(58) سيدة
 
واصلت قوات الاحتلال استهداف المدنيين ومنازلهم السكنية، حيث واصلت إبادة عائلات بكاملها تحت أنقاض منازلها المستهدفة، حيث قتلت ستة من عائلة صالحة فجر أمس الجمعة من بينهم أربعة أطفال فيما قتلت صباح اليوم سبعة من عائلة عبد ربه من بينهم طفلين وإصابة شخص ثامن من العائلة نفسها. كما واصلت استهداف الصحفيين فبعد مقتل ثلاثة من العاملين في حقل الصحافة والإعلام قصفت سطح برج الجوهرة وكان يعتليه نحو (15) صحفياً ما تسبب في إصابة منتج الأخبار في قناة الإخبارية السعودية منار شلولة. وواصلت استهداف مقرات الدفاع المدني حيث قصفت فجر اليوم مقراً فرعياً لمديرية الدفاع المدني جنوب غرب مدينة غزة. هذا وواصل عدد الشهداء ارتفاعة بسبب تصعيد قوات الاحتلال لجرائم الحرب التي ترتكيها بحق السكان وممتلكاتهم في قطاع غزة، ليصل عدده إلى (820) من بينهم (194) طفلاً و(58) سيدة. وتسلسلت الأحداث التي انطوت على جرائم حرب، حسب المحافظة على النحو الآتي:   شمال غزة: سجل باحث المركز في المنطقة الشمالية تواصل إطلاق النار والقذائف المدفعية في المناطق الشرقية من محافظة الشمال في الأوقات التي أعلنت قوات الاحتلال أنها ستوقف فيها إطلاق النار للسماح للسكان بالتزود بالمواد الغذائية، حيث فتحت قوات الاحتلال نيران رشاشاتها بكثافة تجاه المنازل السكنية في منطقة البورة شمال بيت حانون حوالي الساعة 14:35 من مساء يوم الخميس 8/1/2009، ما تسبب في قتل جمال أحمد حسين نشوان، (43 عاماً) داخل منزله. كما فتحت قوات الاحتلال المتوغلة في عزبة عبد ربه النار تجاه قافلة تضم سيارتي جيب تتبعان لوكالة الغوث وسيارة إسعاف تابعة لوزارة الصحة الفلسطينية وذلك حوالي الساعة 13:40 من يوم الخميس 8/1/2009، أثناء دخولهما عزبة عبد ربه بهدف انتشال جثمان المواطن سمير رشيد محمد الموظف في قسم الصيانة في الأونروا من داخل منزله حيث كان قد استشهد منذ عدة أيام ولم تستطع القافلة من إكمال طريقها وعادت أدراجها بسبب إطلاق النار عليها من قبل جنود الاحتلال.   وفي إطار ما ذهب إليه مركز الميزان من تقديرات مستندة إلى الوقائع الميدانية حول احتمالات ارتفاع أعداد الشهداء بسبب وجدود عدد كبير من الجثث تحت أنقاض المنازل السكنية التي استهدفها القصف عثرت الطواقم الطبية عند حوالي الساعة 15:40 من يوم الخميس 8/1/2009 على جثث أربعة شهداء في منطقة العطاطرة قرب مدرسة معاوية بن أبي سفيان كانوا قد قتلوا بسبب القصف الإسرائيلي قبل أيام حيث كانت جثثهم متحللة، وتم التعرف على ثلاثة منهم بينما بقيت الجثة الرابعة مجهولة، وهم الأطفال: محمد حكمت أبو حليمة (17عاماً)، مطر سعد الله أبو حليمة (17عاماً)، شهد سعد الله أبو حليمة (عام ونصف) حيث وجدت جثتها متفحمة.   كما قصفت قوات الاحتلال المتوغلة شرق جباليا حوالي 15:45 من يوم الخميس 8/1/2009 بقذيفة مدفعية منازل السكنية دون وقوع إصابات رغم التهدئة المعلنة. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 17:15 من يوم الخميس 8/1/2009، منزل المواطن أحمد يوسف القرا، المكون من طابق أرضي والكائن في عزبة عبد ربه ما أسفر عن تدميره بالكامل دون وقوع إصابات. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 21:05 من يوم الخميس 8/1/2009، منزل المواطن مسلم أبو سلعة المسقوف بالإسبستوس والكائن في شارع العجارمة في مخيم جباليا، وتسبب القصف في تدميره بشكل كامل وتدمر ثلاث منازل مجاورة. هذا وتواصل القصف المدفعي الإسرائيلي تجاه منازل المواطنين شرق مخيم جباليا عند حوالي الساعة 21:30 من يوم الخميس 8/1/2009. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 21:40 من يوم الخميس 8/1/2009، منزل المواطن أحمد البطش الكائن قرب مقبرة جباليا البلد المكون من (3) طبقات وتسبب القصف في وقوع إصابتين وتدمير المنزل بالكامل وتضرر (3) منازل مجاورة. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 22:10 من يوم الخميس 8/1/2009، منزل المواطن زياد حمدي المصري المكون من طابقين غرب مقبرة بيت لاهيا، وكان قد سبق تدمير المنزل قصف تحذيري من طائرة استطلاع. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 22:30 من يوم الخميس 8/1/2009، منزل المواطن صالح البطش المكون من طابقين والكائن قرب نادي نماء الرياضي، وسط جباليا البلد، وقد تدمر المنزل بشكل كلي وتضرر 3 منازل مجاورة بالإضافة لوقوع إصابتين. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 23:00 من يوم الخميس 8/1/2009، منزل المواطن عبد الرحمن عبد الرحيم ذيب أحمد، المكون من أربعة طوابق والكائن قرب مركز شرطة بيت لاهيا ما أسفر عن تدميره بشكل كلي وتضرر منزلين مجاورين. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند في حوالي الساعة 18:20 من يوم الخميس 8/1/2009، منزل المواطن أحمد أبو حسين الكائن في بلوك (2) من مخيم جباليا المكتظ بالسكان، مما تسبب في تدميره بالكامل واشتعال النيران فيه، والجدير ذكره أن هذه هي المرة الثانية التي يتعرض فيها هذا المنزل للقصف. قصفت قوات الاحتلال بقذائف المدفعية وبشكل عشوائي منازل المواطنين في تل الزعتر في حوالي الساعة 18:40 من يوم الخميس 8/1/2009، سقطت إحدى القذائف على منزل الدكتور أحمد مطلق عوض الحواجري، وتسبب القصف في وقوع أضرار في المنزل. كما تقدمت الآليات العسكرية المتمركزة شمال شرق بيت حانون باتجاه بيارة الباشا الواقعة بين حي الأمل وشارع المصريين في حوالي الساعة 18:45 من يوم الخميس 8/1/2009، وترافق التقدم مع إطلاقها لنيران كثيفة من المدافع الرشاشة والمدفعية الثقيلة تجاه منازل السكان. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 00:10 من يوم الجمعة 9/1/2009، منزل المواطن غازي عليان الكائن غرب مقبرة بيت لاهيا المكون من طبقتين ما أسفر عن تدميره بشكل كلي وتضرر ثلاثة منازل مجاورة. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 00:17 من فجر الجمعة 9/1/2009، أرض سليم جوار مسجد القعقاع شمال غرب بيت لاهيا، وتسبب القصف في أضرار جزئية في المسجد. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 3:30 من فجر يوم الجمعة 9/1/2009، منزل المواطن فايز نوّر صالحة، المكون من طابقين أسفر عن استشهاد ستة من قاطنيه، وهم: رندة فايز محمد صالحة (33 عاماً) ربة المنزل، شقيقتها فاطمة فايز محمد (الحو) صالحة (22 عاماً) حيث كانت قد لجأت إلى منزل شقيقتها ظناً منها أنه أكثر أماناً من منزلها، والأطفال: ضياء الدين فايز نوّر صالحة (14 عاماً) وأشقاؤه رنا، (12 عاماً)، وبهاء الدين، (4 سنوات)، ورولا، (عام واحد)، كما تم تدمير المنزل بالكامل وتضرر أربع منازل مجاورة. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 8:30 من يوم الجمعة 9/1/2009، في أرض خالية جوار منازل المواطنين شرق مقبرة الفالوجة أسفر عن استشهاد السيدتين فاطمة سعيد سعد (لم يتمكن المركز من معرفة عمرها) وسمية سعد (25 عاماً) وإصابة طفلة داخل المنزل. كما واصلت قوات الاحتلال القصف بقذائف المدفعية التي تطلق دخاناً كثيفاً تجاه تل الزعتر، حوالي الساعة 9:00 من صباح يوم الجمعة 9/1/2009، وحسب باحث المركز فإن القذائف كانت تنفجر في السماء ويخرج منها دخان غطى المنطقة بأسرها، وأصيب عدد من المواطنين بضيق التنفس. فتحت الدبابات الإسرائيلية المتمركزة في محيط مدرسة الزراعة شمال بيت حانون نيران أسلحتها تجاه منازل المواطنين عند حوالي الساعة 9:10 من صباح الجمعة 9/1/2009، ما أسفر عن إصابة سيدة. قصفت قوات الاحتلال بقذائف المدفعية وبشكل عشوائي منازل المواطنين في حي النور في شارع غزة القديم في بلدة جباليا عند حوالي الساعة 9:50 من صباح الجمعة 9/1/2009، وتسبب القصف في قتل الطفلة آلاء أحمد فتحي جابر، (12 عاماً)، وإصابة 8 مواطنين من بينهم (3) أطفال وسيدة. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 10:00 من صباح الجمعة 9/1/2009، منزل الأخوين عز الدين وناهض أبو الحسنه المتجاورين والكائنين في شارع غزة القديم في بلدة جباليا ، ما تسبب في قتل الطفل محمد عاطف أبو الحسنه، (15عاماً)، وتدمير المنزلين بشكل كلي وتضرر عدة منازل مجاورة. قصفت قوات الاحتلال بقذائف المدفعية وبشكل عشوائي منازل المواطنين في شارع غزة القديم حوالي الساعة 11:00 من صباح الجمعة 9/1/2009، أسفر عن استشهاد هشام محمود منصور داخل منزله. قصفت قوات الاحتلال بقذائف المدفعية وبشكل عشوائي (6) قذائف تجاه أحواض الصرف الصحي، وسقطت تحديداً في الحوض العشوائي الكبير، حيث ضربت اثنتان منها الساتر الترابي، الأمر الذي يهدد بانهيار الحوض، وهو ما ستكون له آثار كارثية لأنه سيغرق أرجاء واسعة من بلدة بيت لاهيا بمياه الصرف الصحي. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 12:00 من بعد ظهر يوم الجمعة 9/1/2009 صاروخاً تجاه منزل المواطن موسى رضا حمد المكون من ثلاث طبقات، والكائن بالقرب من مسجد العجمي في بيت حانون، ما أسفر عن تدميره بشكل كلي وتضرر ثلاثة منازل مجاورة. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 12:20 من بعد ظهر الجمعة 9/1/2009 منزل المواطن عمار الزعانين، المكون من طبقتين والكائن في شارع غزة القديم في بلدة بيت حانون، ما أسفر عن تدميره بشكل كلي وتضرر منزلين مجاورين. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 12:30 منزل المواطن حسين الزعانين (الشاويش) المكون من طبقة واحدة على الشارع العام وسط بلدة بيت حانون، ما اسفر عن تدميره بشكل كلي وتضرر أربعة منازل مجاورة. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 12:45 من ظهر يوم الجمعة 9/1/2009، منطقة تل التعليم شرق بيت لاهيا بالقرب من منازل المواطنين مما تسبب في قتل المواطن محمد مبارك صالح (60 عاماً) وإصابة زوجته حليمة صالح (59 عاماً). قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 13:40 من بعد ظهر الجمعة 9/1/2009، تلة الحاووز قرب أبراج الندى مما تسبب في قتل الطفل أحمد إبراهيم أبو قليق، (17عاماً) قرب منزله في عزبة بيت حانون. كما وصل إلى مستشفى الشهيد كمال عدوان جثمان الشهيد إبراهيم ريحان متأثر بجراحه محولاً من مستشفى الشفاء. قصفت قوات الاحتلال المتوغلة غرب عزبة عبد ربه بقذائف المدفعية منازل السكان وذلك حوالي 13:09 من بعد ظهر الجمعة 9/1/2009، وذلك خلال فترة وقف إطلاق النار التي تدعيها قوات الاحتلال. قصفت قوات الاحتلال بقذائف المدفعية وبشكل عشوائي مناطق شرق تل الزعتر وشرق مدينة الشيخ زايد وذلك حوالي الساعة 15:30 من مساء يوم الجمعة 9/1/2009. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 16:45 من مساء الجمعة 9/1/2009، شمال بيت لاهيا والقرية البدوية بحوالي عشرة صواريخ في أراضي مفتوحة، ولم يسجل وقوع إصابات. ألقت الطائرات الإسرائيلية قنابل دخانية بكثافة في منطقة السلاطين عند حوالي الساعة 17:10 من مساء الجمعة 9/1/2009، حيث غطى الدخان سماء مناطق واسعة من غرب شمال غزة وغرب مدينة غزة. قصفت قوات الاحتلال بقذائف المدفعية عند حوالي الساعة 17:20 من مساء الجمعة 9/1/2009، على مناطق شرق جباليا والسلاطين والتوام مما تسبب في اشتعال حرائق في منازل المواطنين. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 17:45 من مساء الجمعة 9/1/2009 منزل المواطن جمعة النجار الكائن قرب مسجد قباء في شارع غزة القديم في بلدة جباليا والمكون من طابقين ما أدى إلى تدميره بالكامل وتضرر منازل مجاورة. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 18:57 من مساء الجمعة 9/1/2009، منزل المواطن محمد ريان، الكائن في تل الزعتر والمكون من طابقين، وأسفر القصف عن تدمير المنزل بالكامل وتضرر (3) منازل مجاورة. قصفت قوات الاحتلال بقذائف المدفعية منطقة شارع المحكمة، شرق جباليا، أدى إلى احتراق (4) منازل وإصابة (10) أشخاص من سكانها، معظمهم من الأطفال والنساء، وعندما توجهت طواقم الدفاع المدني والإسعاف إلى مكان الحريق أطلقت قوات الاحتلال المتوغلة في منطقة عزبة عبد ربه عليها النار، فعادت إدراجها ولم تتمكن من تأدية وجبها. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 23:05 من مساء الجمعة 9/1/2009، منزل المواطن عبد الكريم أبو مطر الكائن غرب صيدلية الخلفاء الراشدين وسط مخيم جباليا، ما أسفر عن وقوع أضرار مادية في المنزل. أعلنت المصادر الطبية حوالي الساعة 17:00 من مساء الجمعة 9/1/2009، عن استشهاد المواطن أحمد حامد أبو عيطة، (25 عاماً) متأثراً بجراحه التي أصيب بها خلال قصف الاحتلال لمسجد المقادمة في مشروع بيت لاهيا. قصفت قوات الاحتلال بقذائف المدفعية منطقة السلاطين حوالي الساعة 23:30 من مساء الجمعة 9/1/2009، مما تسبب في قتل أسامة محمد أحمد جمعة، (30 عاماً). أعلنت المصادر الطبية حوالي الساعة 23:30 من مساء الجمعة 9/1/2009، عن استشهاد الطفلة براءة إياد شلحة، (6أعوام) والمواطن أسامة العبد بدر (20عام)، متأثرين بجراحهم التي أصيبوا بها جراء قصف الاحتلال لمجموعة من المواطنين مقابل منزل أبو الجديان قرب مستشفى كمال عدوان. تقدمت الآليات العسكرية الإسرائيلية المتوغلة شمال غرب بيت لاهيا حوالي الساعة 00:30 من فجر يوم السبت 10/1/2009، إلى المنطقة الواقعة غرب منطقة الإسراء وسط إطلاق كثيف للنيران والقذائف المدفعية. قصفت قوات الاحتلال بقذائف المدفعية عند حوالي الساعة 2:10 من فجر يوم السبت 10/1/2009، منزل قيد الإنشاء جوار مسجد أبو الخير قرب مفترق الجرن في جباليا البلد، ما أسفر عن تضرر المسجد جزئياً. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 2:10 من فجر السبت 10/1/2009، منزل المواطن حسن الكردي المكون من طابق واحد والكائن في بلوك 2 في مخيم جباليا ما أسفر عن تدميره بالكامل وتضرر منازل مجاورة. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 2:22 من فجر السبت 10/1/2009، منزل المواطن زهدي خميس أبو عمشة، الكائن في شارع غزة في مدينة بيت حانون والمكون من 3 طوابق، ما أدى إلى تدميره بالكامل وتضرر منازل مجاورة. قصفت قوات الاحتلال بقذائف المدفعية مناطق شمال وشرق بيت لاهيا بشكل عشوائي وذلك حوالي الساعة 2:40 من فجر السبت 10/1/2009، ولم يسجل وقوع إصابات. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 3:30 من صباح السبت 10/1/2009، سوق مشروع بيت لاهيا، وتسبب القصف في تضرر حوالي 30 محل تجاري بشكل بالغ وأحدث حفرة عميقة وسط السوق. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 7:35 من صباح السبت 10/1/2009،  منزل أبناء المرحوم خالد محمد عبد الحليم حماد المكون من خمسة طوابق قرب مركز شرطة بيت لاهيا في مشروع بيت لاهيا، ما أدى إلى تدميره بالكامل وتضرر منازل مجاورة. انهارت الأجزاء المتبقية من منزل المواطن زهدي خميس أبو عمشة، عند حوالي الساعة 8:00 من صباح السبت 10/9/2009، الذي كان قد تعرض لقصف قبل ساعات من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية، ما أسفر عن إصابة 18 مواطناً تواجدوا في المكان بإصابات متنوعة. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 7:40 من صباح السبت 10/1/2009، منزل المواطن إبراهيم محمد حميدان، الكائن في شارع السكة في تل الزعتر والمكون من طابقين، ما تسببفي قتل: داوود غانم فرج عسلية، (37 عاماً)، إبراهيم غانم فرج عسلية، (40 عاماً)، إبراهيم محمد أبو حميدان، (60 عاماً). قصفت قوات الاحتلال بقذائف المدفعية عند حوالي الساعة 7:40 من صباح السبت 10/1/2009، مناطق السلاطين والعامودي وحي الإسراء، ما أدى إلى اشتعال حرائق في بعض المنازل ووقوع عدة إصابات. كما قصفت محيط الإدارة المدنية شرق مخيم جباليا حوالي الساعة 7:45 من صباح السبت 10/1/2009. عثرت طواقم الدفاع المدني على جثة الطفل محمد جابر محمد عليان (16 عاماً)، عند حوالي الساعة 9:00 من صباح السبت 10/1/2009، تحت أنقاض منزله الذي كان قد قصفته طائرات الاحتلال في يوم الجمعة 9/1/2009. قصفت قوات الاحتلال بقذائف المدفعية منازل المواطنين في شارع عبد ربه شرق جباليا، حوالي الساعة 11:45 من صباح السبت 10/1/2009، وقد أصاب القصف منزل المواطن جودة عبد ربه، ما أسفر عن قتل (7) أفراد من عائلة واحدة وإصابة مواطن بجراح خطيرة، الشهداء هم: حامد محفوظ عبد ربه (17 عاماً)، يسري محمود عبد ربه (16 عاماً)، رامز جمال عبد ربه (38 عاماً)، (محمد مصطفى) ربحي حسين (عيد)، (18 عاماً)، سامي محمد صالح عبد ربه (25 عاماً)، سفيان عبد الحي عبد ربه (47 عاماً)، رندا جمال عبد ربه (45 عاماً). كما أعلنت المصادر الطبية حوالي الساعة 12:00 من ظهر يوم السبت 10/1/2009، عن استشهاد غنيمة سلطان حلاوة، (11 عاماً) التي كانت ترقد في قسم العناية المركزة في مستشفى الشفاء، متأثرة بجراحها التي أصيبت بها في قصف الاحتلال لمنطقة سكناها في شارع غزة القديمة في بلدة جباليا. قصفت قوات الاحتلال بقذائف المدفعية عند حوالي الساعة 12:10 من ظهر السبت 10/1/2009، منازل المواطنين في المنطقة الشرقية في بيت لاهيا، حيث سقطت إحدى القذائف على منزل المواطن محمد يحيى بابا، الكائن قرب مسجد سعد الأنصاري، ما تسبب في قتل السيدة أنعام عبد بابا، (30 عاماً) وإصابة 3 من سكان المنزل بجراح. قصفت قوات الاحتلال بقذائف المدفعية منطقة التوام شمال غزة بستة قذائف حوالي الساعة 13:20 من بعد ظهر يوم السبت 10/1/2009، ولم يبلغ عن وقوع إصابات. كما قتلت قوات الاحتلال الطفل وسام إبراهيم نبهان، (15 عاماً) بعد أن فتح  قناصوها نيران أسلحتهم تجاه الطفل عند حوالي الساعة 14:00 من مساء اليوم السبت في منطقة الإسراء غربي بلدة بيت لاهيا. كما واصلت تلك القوات فتح نيران رشاشاتها تجاه السكان والمنازل السكنية في منطقة العطاطرة غربي بلدة بيت لاهيا.   غزة: قصفت الطائرة الإسرائيلية عند حوالي الساعة 16:00 من مساء الخمس 8/1/2009  بصاروخ واحد منزل المواطن ماجد عدنان دادر، (35 عاماً) من سكان حي الزيتون بالقرب من مسجد أبو بكر الصديق، ما أسفر عن تدمير المنزل، وإصابة (6) مواطنين جميعهم من النساء والأطفال.   قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 18:00 من مساء يوم الخميس 8/1/2009 شقة السفير الفلسطيني السابق لدى دولة السنغال جبر أبو النجا، (55 عاماً)، الكائن في الطبقة السابعة من برج الأطباء رقم(2) في حي تل الهوا غرب غزة، وتسبب القصف في قتل المصور الصحفي لتلفزيون فلسطين: ايهاب جمال الوحيدي (34) وهو زوج ابنة السفير، وزوجة السفير رقية ابو النجا (54 عاماً)، كما أصيب ثلاثة مواطنين في الحادث منهم زوجة المصور الصحفي بجراح بالغة. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 00:15 من فجر اليوم الجمعة 9/1/2009 بصاروخ واحد منزل نائب مدير عام الشرطة جمال إسماعيل عبد الله (الجراح)، (45 عاماً) والمكون من ست طبقات، والكائن في حي الشيخ رضوان بالقرب من شارع العيون، ما تسبب في تدمير المنزل بشكل كامل، كما عادت الطائرات لتقصف المنزل مرة أخرى عند حوالي الساعة  00:45 من فجر اليوم نفسه. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 16:30 من مساء يوم الجمعة 9/1/2009 منزل محمد يوسف يعقوب دبابش (80 عاماً)، الكائن بالقرب من مفترق أبو الأمين في حي الشيخ رضون شمال مدينة غزة. ويتكون المنزل من أربع طبقات ويقطنه (30) فرداً. وتسبب القصف في تدمير المنزل بالكامل. وعادت الطائرات لتقصف مقر شرطة الجوازات عند حوالي الساعة 17:00 من مساء يوم الجمعة 9/1/2009 وتسبب القصف في قتل شعبان محمد مشتهى (22 عاماً). قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 19:00 من مساء يوم الجمعة 9/1/2009 منزل لعائلة نصار بالقرب من مسجد عباد الرحمن في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة وتسبب القصف في تدمير المنزل المكون من طبقتين بالكامل. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 19:00 من مساء يوم الجمعة 9/1/2009 سطح برج الجوهرة الواقع عند تقاطع شارعي الجلاء والوحدة وكان يعتليه نحو (15) صحفياً يتبعون لشركة ميديا قروب  الإعلامية، وكانوا يقومون بعمليات بث حي ومباشر للفضائيات، ما تسبب في إصابة منتج الأخبار في قناة الإخبارية السعودية منار شليل شلولة، (26 عاماً) بشظايا في الرأس. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 20:30 من مساء يوم الجمعة 9/1/2009 شقة سكنية تقع في الطابق الحادي عشر من برج السوسي المقابل لمقر وكالة الغوث الدولية الرئيس في مدينة غزة، وتعود الشقة للمواطن محمد أبو السعود، (30 عاماً)، وقد تسبب القصف في إلحاق أضرار جسيمة في الشقة وإصابة أبو السعود بجراح وصفتها المصادر الطبية بالطفيفة. قصفت قوات الاحتلال بقذائف المدفعية عند حوالي الساعة 20:30 من مساء يوم الجمعة 9/1/2009 منزل الصحفي علاء حماد مرتجى(26 عاماً)، ما تسبب في قتله وإصابة زوجته بجراح خطيرة، ويقع المنزل في حي الزيتون شرقي مدينة غزة. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 1:00 من فجر اليوم السبت الموافق 10/1/2009، بصاروخ واحد مستودع لتخزين مواد البناء في شارع العيون في حي النصر بمدينة غزة، وقد أدى القصف إلى تدمير المستودع بشكل كامل، ويعود المستودع للمواطن عبد الباسط عبد الفتاح عبد العال (40 عاماً). قصفت قوات الاحتلال بقذائف المدفعية عند حوالي الساعة 6:00 من صباح اليوم السبت الموافق 10/1/2009،  منزل الصحفي سمير سعد خليفة (39 عاماً)، الكائن في حي الزيتون شرق مدينة غزة، وقد أدى القصف إلى إلحاق أضرار جزئية في الطبقة الرابعة من المنزل. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 7:00 من صباح اليوم السبت الموافق 10/1/2009، بصاروخ واحد منزل سعيد محمد أبو مطر (50 عاماً)، الكائن في حي الشيخ رضوان بالقرب من ميدان الشهداء، وقد أدى القصف إلى قتل مطر وإصابة اثنين من أبنائه بجراح مختلفة، توفي أحدهما في وقت لاحق من صباح اليوم نفسه وهو ما زن سعيد أبو مطر، (26 عاماً). كما تواصل وصول الشهداء إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة، حيث وصلت جثث جواد محمد الهسي، (35 عاماً)، من مخيم الشاطئ، عمار سليم محمد الكيال، (35 عاماً)، من منطقة الشعف، شمس عمر عمر، (21  عاماً) من مخيم الشاطئ، رشيد محمد ضهير،(22  عاماً)من حي الشجاعية، رامز محمود كامل أبو الخير   (29   عاماً) من منطقة المنطار في حي الشجاعية، سعيد سليمان سعيد الرويض، (53 عاماً) من سكان حي  الزيتون بالقرب من مسجد الرباط. كما أعلنت المصادر الطبية عن استشهاد إسماعيل أيمن جميل ياسين، (18 عاماً)   متأثر بجراحه التي أصيب بها بتاريخ 8/1/2009 في حي الزيتون.   الوسطى: قصفت الزوارق الحربية عند فجر يوم الجمعة الموافق 9/1/2009، بعدد من القذائف الصاروخية منطقة القرعان غرب الزوايدة المحايدة للطريق الساحلي، مما تسبب في قتل (7) وجرح (23) من بينهم (4) أطفال و(5) نساء، والشهداء هم: محمد إبراهيم القرعان (60 عاماً)، داوود محمد القرعان، (25 عاماً)، رياض محمد القرعان، (26 عاماً)، حسام إبراهيم القرعان، (21 عاماً)، محمد حسين القرعان، (23 عاماً)، إياد صابر نصار، (27 عاماً)، وباسل إبراهيم نصار، (22 عاماً). قصفت الطائرة الإسرائيلية عند حوالي الساعة 7:00 من صباح اليوم الجمعة الموافق 9/1/2009، ثلاثة صواريخ سقطت في محيط منازل لعائلة أبو قويدر، مما  تسبب في قتل إبراهيم رشيد أبو قويدر، (23 عاماً)، وإصابة (6) أشخاص من بينهم طفلين وامرأة. قصفت الطائرة الإسرائيلية عند حوالي الساعة 18:00 من مساء يوم الخميس الموافق 8/1/2009، مجموعة من الشباب في محيط الجزء الجديد من مخيم النصيرات مما تسبب في قتل عمر محمد نصار، (20 عاما)ً وإصابة (4) آخرين بجراح وصفت جراح أحدهم بالخطيرة. كما وصلت إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح عند حوالي الساعة 14:30 من مساء يوم الخميس الموافق 8/1/ 2009، جثة الطفل عامر بعلوشة، (10 سنوات) من مدينة الزهراء وهو مصاب بعيار ناري في الرأس.  وفي وقت متأخر من ليل الخميس الموافق 8/1/ 2009 استشهد الطفل عارف بركة، (8 سنوات)، متأثراً بجراحه التي أصيب بها بتاريخ 4/1/2009. كما أعلن عن استشهاد فوزي أبو العراج، (22 عاماً)، من قرية وادي السلقا، صياح يوم الجمعة الموافق 9/1/2009. وتوغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح الجمعة الموافق 9/1/2009 في قرية وادي السلقا وتسبب إطلاقها المكثف للقذائف المفعية في قتل، عمر علي حماد أبو مغاصيب، (20 عاماً). قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 18:30 من مساء يوم الجمعة الموافق 09/01/2009 منزل رمضان سلامة البلبيسي، المكون من أربع طيقات، في مخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى ما تسبب في تدميره بالكامل وفي إصابة (23) شخصاً من بينهم طفلين من المارة وسكان المنازل المجاورة. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 20:30 من ليل يوم الجمعة الموافق 09/01/2009 مجموعة من الشبان تواجدوا بالقرب من مركز العلم والثقافة في مخيم النصيرات ما تسبب في قتل إبراهيم محمود وشاح، (32 عاماً). قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 23:40 من ليل يوم الجمعة الموافق 09/01/2009 صاروخاً استهدف مسجد الفرقان في مدينة دير البلح، وتسبب القصف في إلحاق أضرار جسيمة في مبنى المسجد. هذا وواصل الطيران الإسرائيلي غاراته على المنطقة الغربية من مخيم النصيرات وبلدة الزايدة في المحافظة الوسطى حيث شنت (4) غارات منذ الساعة 23:30 من ليل أمس وحتى الساعة 2:00 من فجر اليوم السبت الموافق 10/01/2009 على مناطق فضاء لم تسفر عن سقوط ضحايا.   خانيونس: قصفت دبابات الاحتلال المتمركزة داخل الشريط الحدودي شرق خان يونس، عند حوالي الساعة 14:30 مساء يوم الخميس 8/1/2009، بقذائفها المدفعية المنازل والأراضي الزراعية في عبسان الكبيرة، تزامن ذلك مع قصف نفذته طائرات استطلاع إسرائيلية أيضاً. أسفر ذلك عن استشهاد طفلين هما محمد اكرم وابو دقة  14 عاماً، وشقيقه وإبراهيم، 12 عاماً، وذلك عندما كان يتواجدان في أرضهم الزراعية بالقرب من نادي الكرامة الرياضي في منطقة الفراحين بعبسان الكبيرة، وأصيب معهما المواطن إبراهيم محمد أبو طير، 50 عاماً بجروح خطيرة، حيث أعلن عن وفاته عند الساعة 22:00 من مساء اليوم نفسه متأثراً بإصابته. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 16:40 مساء يوم الخميس 8/1/2009، منطقة مفتوحة شرق عبسان الكبيرة، ولم يبلغ عن وقوع إصابات. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 16:50 مساء يوم الخميس 8/1/2009، منزل المواطن نور بركة المكون من طبقتين في بني سهيلا شرقي خان يونس، مما تسبب في تدمير المنزل بشكل كامل وإصابة (54) شخصاً من المواطنين وسكان المنازل المجاورة. كما قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 19:14  مساء يوم الخميس 8/1/2009، منطقة مفتوحة شرق عبسان الكبيرة، ولم يبلغ عن وقوع إصابات. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 19:45 مساء يوم الخميس 8/1/2009، مبنى لعائلة الأسطل إلى الشمال من مجمع الأجهزة الأمنية بخان يونس ما أدى إلى تدميره، ويدور الحديث عن مقتل مواطنين تحت الأنقاض. هذا وتمكنت طواقم الدفاع المدني والطواقم الطبية من انتشال جثتي شهيدين صباح اليوم السبت الموافق 10/01/2009 من تحت الأنقاض وهما: أحمد محمد الأسطل، (27 عاماً) وسلمان فهمي الأسطل، (28 عاماً). قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 20:35 مساء يوم الخميس 8/1/2009، منزل المواطن عرفات ماضي، وهو قيادي في كتائب القسام ومكون من طابقين في مخيم خان يونس ما أدى إلى تدميره وإلحاق دمار كبير بعدد من المنازل المجاورة. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 21:00 مساء يوم الخميس 8/1/2009، منزل المواطن زكي الدرديسي، وهو ناشط في كتائب القسام في منطقة ارميضة بين بني سهيلا ومنطقة معن شرق خان يونس، ما تسبب قي تدميره بالكامل. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 21:15 مساء يوم الخميس 8/1/2009، منزل المواطن إسماعيل الأسطل، المكون من طابقين ويقع في منطقة دوار بني سهيلا مقابل مدرسة خالد الحسن الثانوية بخان يونس، ما أدى إلى تدميره وإلحاق دمار بمنازل مجاورة. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي  الساعة 2:00 فجر يوم الجمعة 9/1/2009، مكتباً لحركة الجهاد الإسلامي، في منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس ما ادى إلى تدميره وإلحاف دمار بمنازل مجاورة. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 8:00 صباح يوم الجمعة الموافق 9/1/2009، حقل زراعي في منطقة أبو ريدة شرق خزاعة، ما أدى إلى وقوع أضرار بالغة في العديد من المنازل. قصفت الطائرات الإسرائيلية ند حوالي الساعة 8:30 من صباح اليوم السبت الموافق 10/1/2009 السور الشمالي الغربي لمستشفى غزة الأوروبي الكائن إلى الشرق من مدينة خانيونس، وتسبب القصف في هدم حوالي (20) متراً طولياً من السور وتدمير خط المياه الرئيس الذي يغذي المستشفى، كما ألحق أضراراً طفيفة في زجاج النوافذ، وأحدث حالة من الهلع والرعب في قلوب المرضى والجرحى الذين يعج بهم المستشفى. كما وصلت إلى مستشفى ناصر في خانيونس جثة الشهيد جمال حسين السميري (22 عاماً)، الذي قتل في قصف للطائرات في منطقة القرارة في ساعات فجر اليوم السبت.   رفح: واصلت قوات الاحتلال استهداف طواقم الدفاع المدني والطواقم الطبية وتصاعد الأمر لتستهدف طواقم الصيانة التي تعمل على محاولة تأمين إمدادات المياه وفي هذا السياق استهدفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 15:00 من مساء يوم الخميس الموافق 08/01/2009 أربعة من موظفي قسم المياه والصيانة في بلدية النصر بينما كانوا يحاولون فتح وإصلاح خطوط المياه ما تسبب في إصابة أربعة منهم بجروح، فيما أصيب شرطي كان على مقربة منهم بجروح وصفتها المصادر الطبية في مستشفى غزة الأوروبي بالخطيرة. كما تواصلت الغارات الجوية الإسرائيلية على الشريط الحدودي والجهة الغربية من منطقة الشابورة من مخيم رفح منذ الساعة 17:00 وحتى الساعة 22:20. وقصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 21:05 من ليل الخميس الموافق 08/01/2009  منزل المواطن زياد الكدش الواقع في شارع القدس بحي تل السلطان غربي مدينة رفح، ما تسبب في تدمير المنزل وإلحاق أضرار جزئية في عدد من المنازل المجاورة. قصفت الطائرات الإسرائيلية صاروخاً عند حوالي الساعة 00:53 من فجر يوم الجمعة الموافق 9/1/2009، سقط على منطقة إلى الشرق من معبر رفح البري ولم يتمكن المركز من معرفة المكان المستهدف. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 1:48 من فجر يوم الجمعة الموافق 9/1/2009، مقر الأمن والحماية التابع للشرطة، والكائن بالقرب من مقر مكتبة بلدية رفح وسط المدينة، وتسبب القصف في تدمير المبنى ودون أن يسفر عن وقوع إصابات. وعاودت الطائرات قصف الناحية الغربية من منطقة الشابورة في مخيم رفح بثلاث غارات استهدفت أماكن مفتوحة، كما قصفت عند حوالي الساعة 19:55 من ليل الجمعة الموافق 9/1/2009 شارع المضخة المتفرع من شارع صدام في حي الجنينة في رفح. وقصفت عند حوالي الساعة 1:20 من فجر اليوم السبت الموافق 10/01/2009 صاروخاً سقط على منطقة إلى الغرب من معر رفح البري ولم يتمكن المركز من التعرف علىة هدف القصف. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 16:45 من مساء يوم الجمعة 9/1/2009 بناية مكونة من خمس طبقات تعود ملكيتها لسعيد الشاعر وهي عبارة عن شقق سكنية للإيجار تسكنها خمس عائلات، وتسبب القصف في تدمير البناية بالكامل ولم يسفر عن إصابات. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 00:12 من فجر اليوم السبت الموافق 10/1/2009 منزل سعيد أبو جليدان القريب من الشريط الحدزدي الفاصل بين مصر والأراضي الفلسطينية المحتلة في حي السلام في مدينة رفح. قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 8:20 من صباح اليوم السبت الموافق 10/1/2009 منزل عبد الرحيم فروانة الكائن في حي السلام مقابل مسجد ابن تيمية على حدود حي البرازيل، وتسبب القصف في تدمير المنزل بالكامل. مركز الميزان لحقوق الإنسان يؤكد على أن ممارسات قوات الاحتلال تتجاوز كونها جرائم حرب إلى جرائم إبادة جماعية، حيث ظهر بوضوح تعمدها قتل المدنيين ومحاصرة بعضهم دون أن تسمح بوصول إمدادات الغذاء والماء وغيرها من الإمدادات التي لا غنى عنها لحياة السكان، وربما الحدث الذي أوجزه البيان نقلاً عن بيان صادر عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر يعزز هذه الحقيقة. والمركز يجدد استنكاره الشديد لاستمرار العدوان وازدياد شراسته ويعبر عن غضبه الشديد لإطلاق يد قوات الاحتلال في إكمال المجزرة التي شرعت في تنفيذها منذ السابع والعشرين من كانون أول (ديسمبر) المنصرم، عبر الاستمرار في نقاش مبادرات وأن أقصى ما صدر عن مجلس الأمن هو بيان غير ملزم ويساوي بين المجرم والضحية، فيما المطلوب هو تحرك عاجل لوقف العدوان وإقامة جسور إمدادات لمنع وفاة مئات الأطفال بسبب نقص الغذاء والدواء، والعمل بسرعة وفاعلية لضمان إلزام قوات الاحتلال باحترام قواعد القانون الدولي الإنساني وتوفير الحماية الدولية للسكان المدنيين، فوراًُ تمهيداً لإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية من قبل قوات الاحتلال. كما يدعو المركز الأمين العام للأمم المتحدة إلى تبني خطاب ينتصر لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان ويدافع عن منشآت وموظفي الأمم المتحدة العاملين في الأراضي الفلسطينية المحتلة والذين لم تستثنهم الهجمات الإسرائيلية. كما يشدد المركز على ضرورة أن تسارع الأطراف السامية الموقعة على اتفاقية جنيف بضرورة التحرك العاجل لضمان إلزام دولة الاحتلال بنصوص اتفاقية جنيف الرابعة المخصصة لحماية المدنيين في وقت الحرب. ويجدد دعوته مؤسسات المجتمع المدني في أنحاء العالم كافة أن تواصل نشاطات الضغط والتأثير على حكوماتها للتحرك العاجل لضمان احترام معايير حقوق الإنسان ومبادئ القانون الدولي الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة. والمركز يجدد تذكير المجتمع الدولي من أنه يتحمل مسئولية تشجيع مجرمي الحرب من الإسرائيليين على مواصلة جرائمهم.   انتهى

 

الحزب الديمقراطي التقدمي- شؤون عربية

 
دعما للمقاومة الصامدة في غزة وتضامنا مع أخوتنا الفلسطينيين: ينظم مكتب شؤون عربية للحزب الديمقراطي سلسلة من المنتديات اليومية لمناقشة الموقف السياسي والميداني في غزة والتداعيات المباشرة لهذه الحرب  في فلسطين وفي الوطن العربي . برنامج يوم الإثنين 12 جانفي 2009 18.00 – 19.30 : تداعيات حرب غزة على المنطقة العربية – عصام الشابي بالمقر المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي  


 

الشباب الديمقراطي التقدمي – إقليم الساحل: بلاغ إعلامي

 
قامت شرطة مدينة الساحلين (ولاية المنستير)  يوم 8 جاني 2009 باعتقال عضو الحزب الديمقراطي التقدمي سليم الحداد بشكل تعسفي و غير قانوني  لما كان بصدد معاينة حالات الإيقاف التي تمت بمركز الشرطة ضد بعض التلاميذ القصر بسبب تعاطفهم مع القضية الفلسطينية. و قام محافظ شرطة – من صنف من يتوهم انه فوق القانون و لا وجود لأحزاب معارضة –  موجود على عين المكان (13.00) باتهامه مباشرة بالتحريض عوض التعاطي مع صفته السياسية كمسئول عن مكتب الشباب الديمقراطي التقدمي بالمنستير وقام بإيقافه و الاعتداء عليه بالعنف المادي و اللفظي بشتى النعوت  ومن ثم اختطافه و اقتياده في سيارة شرطة في اتجاه منطقة الأمن بالمنستير و تم لاحقا إطلاق سراحه و إعادته إلى مركز الأمن بالساحلين أين تمسك بإطلاق سراح التلاميذ     و هو ما تم فعلا و تتبع محافظ الشرطة قانونيا . إن الشباب الديمقراطي التقدمي إقليم الساحل  يعبر بشدة عن استنكاره لمثل هده الممارسات التي يقترن فيها الجهل بالقمع. و يطالب إدارة امن إقليم المنستير بفتح تحقيق في هده التجاوزات وتأهيل منتسبيها على الالتزام  بالقانون والاستقامة و عدم تجاوز السلطة. عن الشباب الديمقراطي التقدمي –  إقليم الساحل                 
 حسان يونس      سوسة 10 جانفي 2009  

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء و المرسلين

هند الهاروني –تونس

إهداء تونس في 11 جانفي 2009-الموافق ل  14 محرم 1430 أهدي إلى إخوتنا المجاهدين و الصامدين في غزة و إلى شعب فلسطين عموما هذه الأغنية الفلسطينية الرائعة : و إن الله معكم و سينصركم حتما في غزة المقاومة و في فلسطين كافة  إذا وقفتم الوقفة المشرفة مع شعب غزة و عدتم شعبا واحدا كالجسد الواحد لدحر العدو المدمر لفلسطين.
رابط الإهداء

http://www.youtube.com/watch?v=yywz4ePDTfQ&feature=related


11  ديسمبر 2009 التسويق للتخاذل والتذيل للبيروقراطية

 
بشير الحامدي يتأكد من يوم إلى آخر الهوة التي أصبحت تفصل مواقف مكتبي نقابتي التعليم الابتدائي والتعليم الثانوي عن مواقف قواعد القطاعين ومستوى تردي الممارسة النقابية لهذين الهيكلين. لقد أشرنا في محطات سابقة كثيرة إلى تحول هذين الهيكلين إلى هيكلين مصطفين علنا وراء بيروقراطي الجهاز التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل يأتمران بأوامره ويمرران سياساته ومناوراته. لن نذكر بالاتفاقيات التي أمضاها هذا الهيكلان مع وزارة الإشراف في السنتين الأخيرتين هذه الاتفاقات التي بموجبهما وقع شل وإفشال نضالات رجال التعليم  وهو وضع أدى بالقطاعين إلى السقوط في حالة من الفراغ النقابي خططت له سلطة الإشراف واستفادت منه أيما استفادة وفسح المجال واسعا أمام البيروقراطية النقابية لتتصرف في الشأن النقابي كما يحلو لها. لن نذكر بأداء نقابة التعليم الثانوي في ما يخص الأساتذة الثلاثة الذين وقع طردهم تعسفا لمشاركتهم في إضراب قطاعهم ولاعن موقفها من إضراب الجوع الذي خاضوه وناورت وفرضت حله بالقوة دون تحقيق أي مكسب. ولا بالموقف المخزي والجبان الذي وقفته النقابة العامة للتعليم الابتدائي بمواجهة حملة تجريد مناضلي القطاع السنة الفارطة دون سبب ولا كذلك بموقف النقابتين من المنشور 83 سيئ الذكر ولا من انتفاضة الحوض المنجمي وسكوتهما عن الموقف الخياني الذي اتخذه الجهاز التنفيذي للبيروقراطية النقابية الذي أصطف وراء السلطة وشرع بذلك كل ما أتته من تجاوزات وقمع ومحاكمات جائرة وترهيبية. لن نذكر كذلك بما أتاه هذان الهيكلان بعد محاكمات قيادات انتفاضة الحوض المنجمي وكيف انبريا يلمعان صورة الجهاز التنفيذي للبيروقراطية النقابية ويوهمان المنخرطين بأن موقف هذا الجهاز قد تغير من انتفاضة الحوض المنجمي  في محاولة مفضوحة للتغطية على خيانته السابقة وإظهاره بمظهر المدافع عن الحريات وحقوق الإنسان. إن ما دعانا إلى العودة إلى مثل هذه الأمور وفي مثل هذا الوقت بالذات هو الموقف و الطريقة التي تعاطي بها هذان الهيكلان مع يجري في غزة والتي لا تعكس غير تشبث هذين الهيكلين بمواصلة نفس السياسة سياسة ذر الرماد على العيون وبيع الأوهام  ورفض كل تعبئة وتسويق كل ذلك على أنه نضال نقابي انسجاما مع سياسة جهاز البيروقراطية. في الوقت الذي اهتزت فيه الدنيا بالمظاهرات في كل بلدان العالم تنديدا بالحرب الإجرامية التي تنفذها الدولة الصهيونية على الشعب الفلسطيني في غزة اكتفت نقابتا التعليم الابتدائي والثانوي بإصدار ورقة إعلامية تطلب فيها من منخر طي القطاعين [بتخصيص 15 دقيقة وقت الراحة من الساعة العاشرة صباحا إلى الساعة العشرة والربع يومي الثلاثاء 6 جانفي 2009 والأربعاء 7 جانفي 2009 بقاعة الأساتذة والمعلمين لمناقشة الوضع في غزة وتوزيع البيانات الصادرة عن هياكل الإتحاد والنقابتين العامتين ولتنظيم جمع الأدوية…]  يا له من أداء نقابي ! هاهما نقابتينا تنظمان المساندة وها هما تطالباننا بأن نناقش الوضع في غزة. هذا هو النضال الذي تدعونا النقابتان لممارسته. نقابتا التعليم تعرفان أن ما تدعوان له  هو من تحصيل الحاصل ولا يستدعي ورقة إعلامية للتذكير به وأن طموحات ومطالب القاعدة أكبر من ذلك بكثير. كميات الأدوية أكثر من 40 طنا دليل وشاهد على أن القطاعين قادران على مساندة فاعلة وتعبوية يعبر فيها رجال التعليم في تونس  عن مساندتهم للشعب الفلسطيني في غزة وعن تنديدهم بكل ما تأتيه آلة الحرب الصهيونية وداعميها من جبهة الحرب بمن فيهم الدكتاتوريات العربية . لماذا لم تقرر النقابتان إضرابا عاما في القطاعين ولماذا لم تدع إلى تنظيم المسيرات و الإعتصامات  للمساندة ومن أجل فرض حق التعبير والرأي والتظاهر لفضح العدوان وكل السياسات المتواطئة مع العدوان.  موقف وأداء نقابتي التعليم برهن عليه المتحدثان  باسم النقابتين في الكلمتين اللتين ألقياها في تجمع يوم 10 جانفي وخصوصا ممثل التعليم الثانوي والذي كان أكثر وضوحا  على إثر عودة منخر طي القطاعين إلى ساحة محمد علي بعد أن منعهم البوليس من مواصلة مسيرتهم بالضرب والتعنيف و بالهراوات حيث لم يجرؤ حتي على التنديد بهذه الممارسات ومرّ عليها مرورا لا بل أعلن عن رفع التجمع لما طالبه الحضور بالنزول إلى الساحة والكف عن التسويق للتخاذل والتذيل للبيروقراطية. في الأخير نقول إن نقد وتجاوز الأداء النقابي لنقابتي التعليم الثانوي والتعليم الابتدائي  مهمّة نقابية قائمة الذات ومطروحة على كل منخرطي هذين القطاعين ولابد من القيام بها في مواجهة هؤلاء الذين اصطفوا وراء الجهاز البيروقراطي و قطعوا كل صلة لهم بالعمل النقابي المناضل. بشير الحامدي

 

حرب غزة: صعود الشرعيات وأفولها

 
 
خالد الحروب  –   الحياة     – الحرب كائن خرافي إن تحرك لا تُعرف وجهته، ويصعب إن استمر توقع على أي وضع تؤول نهايته. وهي وحش تصعب السيطرة عليه حتى من قبل من يقوم على تخليقه بدقة وتخطيط وحذر، راسماً له المسار المحدد والأهداف الواضحة. حروب كثيرة ارتدّت وبالاً على من أطلقها، وحروب أكثر خلقت دولاً وشرعيات أرادت أصلاً أن تدمرها. الحروب، وعلى مدار التاريخ الإنساني (المحير والبائس معاً)، هي الآلية البشعة والواقعية التي صنّعت شكل المجتمعات وحدودها وشرعيات الدول والقوى التي تتحكم فيها. عالم اليوم هو نتاج سلسلة لا تنتهي من الحروب. الشرق الأوسط كما نعرفه اليوم، ودوله، ومساره، وحدود دوله، وطبيعة أنظمته، ولأي أن يضيف ما يشاء، هو جماع ما تمخضت عنه حروب طاحنة على مدار أكثر من قرن. حرب غزة تندرج في هذا السياق الكلاسيكي لآلية اشتغال الحرب، وهي بهذا المعنى مفصلية وتاريخية. يتنوع ميزان الربح والخسارة للأطراف المختلفة المنخرطة فيها مباشرة، أو المتأثرة بها بشكل أو بآخر. فلسطينياً: ستكرس هذه الحرب قوة ووجود حركة «حماس» في الساحة الفلسطينية وتمنحها شرعية إضافية. «حماس» مرت بمراحل متعددة منذ تاريخ نشوئها في أواخر 1987. كل مرحلة نقلتها إلى ما يليها في منحنى صاعد: المرحلة الانتفاضية الأولى (1987-1993)، مرحلة المعارضة السياسية لاتفاقيات أوسلو والسلطة الفلسطينية (1994-2000)، المرحلة الانتفاضية والعسكرية الثانية (2000-2005)، ثم مرحلة الانتخابات والسلطة (2006-2008)، والآن مرحلة ما بعد حرب غزة (2009). في كل مرحلة من تلك المراحل، وعلى خلفية استمرار الاحتلال الإسرائيلي وتكرسه وفشل الحلول السلمية، كانت «حماس» تكرس وجودها وشرعيتها (بالانتفاضة، بالمعارضة، بالمقاومة، بالانتخابات، والآن بالحرب). حرب غزة هي النقلة الكبيرة الأهم بعد مرحلة الانتخابات الفلسطينية في تكريس شرعية «حماس». إلى ما قبل الحرب بقليل كانت الشرعية الفلسطينية الوطنية متشرذمة بين شرعية منظمة التحرير الفلسطينية والرئاسة الفلسطينية في رام الله، وشرعية «حماس» المنتخبة في قطاع غزة ورام الله، لكنها المتجسدة فقط في القطاع. شرعية رام الله تقوم على ركنين: شرعية الرئيس الفلسطيني محمود عباس كرئيس منتخب، وشرعية الاعتراف الدولي المرتبطة بالاتفاقات مع إسرائيل. شرعية «حماس» تقوم على ركن أساسي وهو فوزها في انتخابات ديموقراطية حرة ونزيهة. مع انتهاء الولاية الدستورية للرئيس الفلسطيني، وبعيداً عن التبريرات الضعيفة قانونيا لتمديد تلك الولاية لمدة سنة إضافية، ينخفض منسوب شرعية السلطة الفلسطينية في رام الله ليتوقف عند شرعية الاعتراف الدولي والعلاقات مع العالم الخارجي: أي أنها شرعية مصدرها خارجي. ومع حرب غزة تضيف «حماس» إلى شرعية الفوز بالانتخابات شرعية كونها الطرف الرئيسي الذي خاض الحرب ضد إسرائيل. حرب غزة بالنسبة الى «حماس» هي ما كانته حرب الكرامة لحركة «فتح» ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1968: الرافعة الشعبية والسياسية والعسكرية لتكريس الشرعية. طالما تواجد الاحتلال الإسرائيلي وزاد وحشية وتكرساً فوق الأرض الفلسطينية سوف تظل مقاومة هذا الاحتلال جوهر الشرعية الفلسطينية. إذا انتهى هذا الاحتلال تصبح الانتخابات ونتائجها هي المحدد الأساسي والوحيد لمصدر الشرعية والسلطة. خسارة «فتح» ومنظمة التحرير والرئاسة في رام الله من جراء حرب إسرائيل ضد غزة و «حماس» باهظة على كل المستويات. لقد قوضت إسرائيل ما تبقى من شرعية للرئيس الفلسطيني حين أظهرته عاجزاً والسلطة في رام الله عن عمل أي شيء فيما مليون ونصف مليون فلسطيني من شعبه تحت نيران الحريق الإسرائيلي اليومي. لم يستطع الرئيس الفلسطيني أن يعلن إيقاف المفاوضات المتوقفة أصلاً، ولو حتى كموقف ديبلوماسي موقت يحاول ترميم الصورة المتردية. البطش الإسرائيلي الأعمى أغلق الملف باكراً على كل حديث عن تبادل اللوم وتحميل «حماس» المسؤولية لهذا السبب أو ذاك. في أي حرب مع إسرائيل لا يقبل الوجدان الفلسطيني العام موقفاً فلسطينياً محايداً أو وسطاً. إسرائيل هي العدو المحتل وعندما تخوض حرباً من حروبها الدموية ضد الشعب الفلسطيني هناك موقف واحد يتوقعه جميع الفلسطينيين من جميع الفلسطينيين، ناهيك عن قيادتهم. عربياً: خسرت دول «محور الاعتدال» جولة أخرى، بعد خسارتها حرب صيف 2006. الولايات المتحدة والغرب واصلا خذلانهما للدول العربية المعتدلة عن طريق الدعم المتواصل والأعمى لسياسات إسرائيل وحروبها. سياسة الإهمال واللامبالاة تجاه ما يحدث من انزياحات سياسية واسعة من جراء حروب الولايات المتحدة مُضافة إليها حروب إسرائيل أدت إلى إضعاف منطق الدول العربية المعتدلة أمام شعوبها وأمام الأطراف الإقليمية والدولية أيضاً. واشنطن وبروكسل وتل أبيب لم تلق بالاً لأهم وأكبر تنازل عربي جماعي نحو السلام مع إسرائيل ممثلاً في المبادرة العربية التي أعلنتها قمة بيروت عام 2002. برفض تلك المبادرة وعدم الاهتمام بها أسقط في يد الدول العربية الكبرى، ووضعت في مأزق كبير. منذ ذلك العام وحتى الآن تضاعف جبروت إسرائيل وبطشها واحتلالها، الذي لا تستطيع الدول العربية إيقافه أو التقليل منه. أدى هذا المأزق الاستراتيجي الكبير، تزايد وحشية إسرائيل وغطرسة حروب أميركا، مقابل عجز العرب، إلى اتساع حيز الفراغ السياسي في المنطقة الخالي من رد الفعل. وكان هذا الفراغ هو المحفز والمغري لدول مثل إيران، وحالياً تركيا، لأن تقفز لتملأه. ووجود هذا الفراغ هو الذي يدفع مقاومات مختلفة كـ «حزب الله» و «حماس» الى البروز والاستقواء. عندما تغيب الدول عن رد الفعل الذي يتناسب مع الحدث تتراجع شرعية سيطرتها على الحيز السياسي، فيتولد الفراغ الذي تحتله المقاومات. في ظل ظرف وجود دولة احتلالية وتوسعية شمالاً وجنوباً وتملك جيشاً باطشا لا تتوانى عن استخدامه لطحن المدنيين، لا بد من وجود قوى رادعة، ليس شرطاً بالحرب والقوة العسكرية، فهذا نعلم جميعاً أنه ليس في وارد الدول العربية، لكن بالسياسة الحازمة والاستراتيجيا المانعة. كل ذلك لم يتوفر في الحرب الأخيرة، وعدم توفره أضعف شرعيات الدول العربية ونفوذها وصورتها أمام شعوبها والرأي العام في بلدانها. شرعيات الدول والحكومات تتأتى هي الأخرى من التشكيل التاريخي الأولي، بالحرب أو غيرها، ثم تتواصل إما عبر الانتخابات، او التعبير العام والإجمالي عن مصالح وتطلعات ورغبات شعوبها. عندما لا يتوفر أي من ذلك تضعف شرعيات الدول، وتصبح حكوماتها هشة، ويتزايد اتساع الشقوق في بنيتها الداخلية. ومرة أخرى لا يُطالب أحد بإطلاق حروب أو القيام بما لا طاقة للدول العربية به. لكن الانخفاض الكبير عن سقف الحد الأدنى من الرد والموقف المتوقع يخلف دماراً في الشرعية لا يني يتراكم. غربياً وأوروبياً: خسر الغرب وخسرت أوروبا مرة أخرى معركة القيم، وازداد انكشاف مستوى النفاق والتردي السياسي الغربي عندما يتعلق الأمر بفلسطين. لو قتل الفلسطينيون أو العرب ثمانين إسرائيلياً كل يوم على مدار أسبوعين لقام العالم ولم يقعد. قام العالم ولم يقعد بعد في آذار (مارس) 1996 عندما هرع أكثر من ثلاثين رئيس دولة يتقدمهم بيل كلنتون لعقد قمة «ضد الإرهاب» في شرم الشيخ بعد سلسلة من العمليات الانتحارية في إسرائيل التي سقط من جرائها بضعة عشرات من الإسرائيليين على مدار أسابيع. قبل اندلاع حرب غزة كانت صواريخ «حماس» وكل الفصائل الفلسطينية قتلت خلال ثماني سنين اربعة إسرائيليين. جيش إسرائيل قتل في قطاع غزة وحده اكثر من ألفين وتسعمئة فلسطيني في نفس الفترة، بحسب إحصاءات منظمة «بتسيلم» الإسرائيلية لحقوق الإنسان. السياسة الغربية ترى أفراد القتلى الإسرائيليين، ولا ترى آلاف القتلى الفلسطينين. هذا ليس نفاقاً فحسب. إنه سياسة تغذي التطرف في قلب الجاليات المسلمة في أوروبا. ما يحدث في الشرق الأوسط وضد الفلسطينيين هو العتاد الأهم لخطاب ابن لادن وتنظيم «القاعدة». أو بالأحرى، مع وجود مشاهد الدم المستباح في غزة هذه الأيام، لم تعد هناك حاجة لخطابات ابن لادن أو الظواهري كي تستثير غضب الشبان المسلمين في طول العالم وعرضه، وفي أوروبا والولايات المتحدة على وجه التخصيص. فضلا عن ذلك فإن اعتماد مقياس منحاز تُقاس به قيمة حياة البشر هو ممارسة عنصرية. فبحسب هذا المقياس تتبدى قيمة حياة الإسرائيلي أكثر قيمة ووزناً من قيمة حياة الفلسطيني أو العربي بألف مرة. هذا يُسمى بحسب القيم الأوروبية عنصرية بحتة، وتصبح هذه القيم فاقدة لأي شرعية حداثية أو إنسانية. * اكاديمي وباحث اردني – فلسطيني – جامعة كامبردج  (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم   11 جانفي  2009)  


نعم «غزة يناير 2009» ليست «لبنان يوليو 2006».. لكنهما ينتميان إلى نفس النوع

 

 
طارق الكحلاوي   ليس هناك الكثير من الكلام الذي يمكن قوله في ظل الصراع العسكري القائم والذي ستفرض تطوراته الميدانية حقائقه الخاصة على أي تحليلات ممكنة. لكن بعض الكلام الممكن يتعلق بمؤشرات تؤكد حقائق استراتيجية مفروضة على تطورات الصراع العسكري ذاته. وهنا لنذهب إلى الإشكالية الرئيسة التي يتعين تفحصها من زاوية قراءة تاريخ الصراع العسكري العربي الإسرائيلي. هل نحن بصدد تفوق عسكري إسرائيلي مماثل لما تم في حروب 48 و67 وجزئيا (من زاوية النتائج) 73 و82، أم نحن بصدد عجز عسكري إسرائيلي مماثل لما تم بحلول العام 2000 خاصة يوليو 2006، إذ كان بعض الجدال الذي تركز حول مدى حكمة «حماس» في الدخول في صراع عسكري كان جدالا حول العلاقة بين الصراع الراهن وحرب يوليو 2006، كما أن جزءا هاما من الجدال الإسرائيلي حول الحرب الراهنة كان وسيبقى نقاشا حول مدى تكرار تجربة يوليو 2006. أولا، لنحصر جانبا الفوارق البدهية بين الوضعين. ليس هناك نفس الطوبوغرافيا. ليس هناك ميدان للحركة في ظهر العمل العسكري مثلما هي البقاع وحتى الأراضي السورية. ليس هناك موقف رسمي يمثل دولة قائمة الذات يدعم وقف إطلاق نار فوري بدون شروط رغم خلفية الصراعات السياسية الداخلية. ليس هناك تجربة بطول ونضج تجربة المقاومة اللبنانية. ثانيا، خلافا للمعطيات أعلاه تنتمي الحرب الإسرائيلية على غزة إلى نفس نوع حرب يوليو 2006، أي حرب شعبية بين فصائل تقاتل بين عائلاتها ومساكنها وبين جيش نظامي يمارس الاحتلال. لنضع هنا الأمور في إطارها بعجالة ظالمة للواقع المعقد. ينقسم تاريخ المقاومة الفلسطينية إلى قسمين: مرحلة أولى انتهت مع حلول الانتفاضة الفلسطينية الأولى كانت خلالها المقاومة الفلسطينية تعتمد أسلوب حرب العصابات غير أنها لا «تسبح في مائها» أخذا بمقولة الاستراتيجي الأكبر في حرب العصابات الزعيم الصيني الراحل ماو تسي تونغ. كانت فصائل المقاومة الفلسطينية محاصرة في مخيمات لاجئين ضمن دوائر أخرى (أردنية ثم لبنانية) العدو فيها أحيانا أكثر من الصديق. كانت مقاومة مرتحلة «بدوية» بظهر مكشوف معرض للترحيل أو الإبادة متى بدت أنها تتجاوز خط وجود «الدولة-الأمة» القطرية. حدث الانتفاضة الفلسطينية الأولى هو بالأهمية غير المسبوقة لأنه أرجع مركز المقاومة الفلسطينية إلى حيث توجد عائلاتها ومجالها الحيوي، أي حيث لا يمكن ترحيلها إلا بالقتل (غزة المحاصرة تحديدا لا يمكن مغادرتها البتة). تاريخ المقاومة الفلسطينية منذ العام 1987 حتى الآن هو تاريخ تسليحها في الداخل الفلسطيني. من الحجارة إلى الكلاشينكوف في الانتفاضة الثانية، إلى الأنفاق والأسلحة الخارقة لدروع الدبابات والصواريخ قصيرة المدى الآن ليس بمستوى تسليح المقاومة اللبنانية، لكن يخطئ من يعتقد أن الفارق سيؤثر نوعيا في المعركة الحالية. هنا يجب التوقف عند معلومات مؤكدة نشرتها مصادر لبنانية هذا الأسبوع تقول إن القائد العسكري الراحل لحزب الله عماد مغنية قد تعاون مع كوادر المقاومة الفلسطينية في غزة على بناء نموذج للمقاومة شبيه بالنموذج الذي قاتل في يوليو 2006. قوام هذا النموذج يتلخص في نقطة أساسية وهي الاكتفاء الذاتي في نظام الاتصالات والمؤن والتسليح للصمود تحت الأرض، من خلال أنفاق فعلية، أي خلق طوبوغرافيا تسمح بالتواري ضد جيش نظامي يحاول تقسيم ميدان المعركة. القدرة على خلق وحدات مستقلة التسليح والاتصال في مجال صديق (أي أحياء وبيوت المقاتلين ذاتها) كانت الوصفة التي يبدو أن اللبنانيين عملوا على نقلها إلى الفلسطينيين. ثالثا، مع حلول الأسبوع الثالث من الحرب يبدو أن الإسرائيليين بصدد اكتشاف النموذج اللبناني المصدر إلى غزة. هناك مؤشرات متنوعة على ذلك. أولها ما هو مصرح به. مثلا، تم تناقل تقارير في اليومين الأخيرين عن «استغراب» الجنرال جلعاد عند زيارته القاهرة من قدرة حماس على مواصلة العمل العسكري بما في ذلك إطلاق الصواريخ رغم الضربة الجوية القاسية. في مقال للمعلق الإسرائيلي عمير ميزروخ في الجيروزاليم بوست (8 يناير) يطرح التساؤلات التالية: «قيل لنا إن الجناح العسكري لحماس أضعف بقوة.. لماذا إذن لا تزال كتائب القسام رافضة لوقف إطلاق النار؟ قيل لنا إن الجيش تقدم داخل قطاع غزة في الموعد.. قيل لنا إن مقاومة حماس كانت ضعيفة. يبدو أنها سمحت بكل وضوح للجيش للتقدم من دون مقاومة. من الواضح أن حماس موجودة في المناطق كثيفة السكان وتحاول جذب الجيش للتقدم. وحريصة ألا تضيع قواها في قتال سابق لذلك مثلما اعتقد الجيش». مستنتجا أن «المرحلة الثانية» من عملية «الرصاص المسكوب» يجب أن تنتهي ويبقى إما الانسحاب فورا أو تنفيذ «المرحلة الثالثة» فورا أي اقتحام المناطق السكنية الكثيفة وإلا بقي جيش الاحتلال في موقعه معرضا لنيران القناصة. إلى جانب الوعي الإسرائيلي بالوضع العسكري القائم هناك معطيات ميدانية لا تستحق التصريح، بما في ذلك ما أشار إليه ميزروخ أي عدم قدرة القيادة الإسرائيلية على البدء الفعلي بالعملية البرية من خلال إطلاق «المرحلة الثالثة» بسبب عدم استجابة المقاومة الفلسطينية لتوقعات جيش الاحتلال. في هذا الإطار هناك قصص تناقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية عن قدرة المقاومة الفلسطينية على التواري تحت الأرض ومحاولتها استدراج جنود الاحتلال لأنفاقها. يضاف إلى ذلك استمرار إطلاق نسبة منتظمة من الصواريخ (بمعدل يزيد عن 30 صاروخا في اليوم) بأنواعها المختلفة (اليدوية والمصنعة من صنف «غراد») رغم الحصار المزدوج للقطاع في شماله ووسطه. ويضاف إلى ذلك أيضا القدرة على توصيل المعلومة في تنسيق إطلاق الصواريخ وهو ما بدا واضحا عند تنفيذ هدنة الثلاث ساعات اليومية منذ اليوم الأول. أي أن ما أدت إليه «المرحلة الثانية» من تقسيم لميدان المعركة لم يؤد إلى عزل جبهات المقاومة عن مصادر تأمينها. أي، في نهاية الأمر، هناك ملامح وجود فعلي للنموذج اللبناني: وحدات قتال مستقلة بذاتها متوارية تحت الأرض وقادرة في ذات الوقت على تأمين شبكة اتصال فيما بينها. رابعا، نأتي الآن للخطة السياسية للعملية العسكرية أي ما أصبح بمثابة الأحجية المسماة بـ «مسألة الأهداف» لأنها المحدد الرئيس لـ «النجاح» و «الفشل». ففي حرب لبنان 2006 كانت الأهداف معلنة وواضحة ولهذا كان الفشل واضحا. في الحرب الحالية بدا أن الدرس الذي تم تعلمه هو الدرس الخاطئ حيث يبدو أن هناك اعتقادا إسرائيليا أن النجاة من «فينوغراد» ثانية هو عدم إعلان الأهداف أو إعلان أهداف متعددة. في الأيام الأولى للحرب كان يمكن سماع أكثر من هدف واحد في اليوم الواحد. كان علينا انتظار مرحلة الارتباك الراهنة وبالتالي المؤشرات الأولى لبدء إلقاء المسؤولية بين القيادات الإسرائيلية للحكومة المصغرة حتى نعرف قائمة الأهداف هذه. أخيرا سربت قيادة الأركان الإسرائيلية من خلال الجنرال أشكينازي أهداف الخطة مثلما تم إعدادها منذ مارس 2007 خلال هذا الأسبوع (نقلتها صحيفة «هآرتس، 8 يناير) وهي كالتالي: «تخفيض كبير في نيران الصواريخ، تدمير بنية الإرهاب، إضعاف موقع وتنظيم حماس وكذلك إبعادها من موقع السلطة، خلق «توازن للردع»، تخفيض الدعم الشعبي لحركة حماس، كما أن إسرائيل لا يجب أن تظهر في موقع المسؤول عن وضع الفلسطينيين في غزة، فهذا دور قيادة مركزية فلسطينية يتم خلقها في غزة يقودها رسميون معتدلون وبراغماتيون». هنا تنتهي أهداف عملية «الرصاص المسكوب». يبدو أن قيادة الأركان الإسرائيلية سربت الخطة للدفاع على موقف الاستمرار في الحرب خاصة المرور لـ «المرحلة الثالثة»، إذ إن تقرير هآرتس أعلاه ينقل على لسان العسكريين أنه حتى نهاية هذا الأسبوع «لم يتم تحقيق الأهداف العليا للعملية». تبقى هنا نقطة أخيرة: الأهداف الإسرائيلية لا يمكن تحقيقها إلا بمسح المناطق السكنية الكثيفة في غزة على رؤوس سكانها. أي أننا بصدد فشل جديد. خامسا، طبعا كل العمليات التفاوضية هي انعكاس لوضع الميدان وليس العكس. القرار الأممي 1860 لوقف إطلاق النار يعكس قناعة من الحلفاء الغربيين لإسرائيل بعدم إمكانية تحقيق أهداف عملية «الرصاص المسكوب» وعدم قدرتها تحمل آثارها السياسية في إطار الأمم المتحدة (خاصة في ظل جرائم حرب موصوفة يتم التحضير للتحقيق فيها دوليا). في المقابل القيادة السياسية الإسرائيلية ترغب في التفاوض وعدم التقدم إلى «المرحلة الثالثة» (حتى كتابة هذه الأسطر) وهي بالتالي تركز جهدها على المبادرة المصرية إلى جانب القصف من بعيد. المقاومة الفلسطينية ليست مستعجلة على وقف إطلاق النار ولهذا لا يبدو أنها مستعدة لقبول أي مبادرة بدون شروط. المبادرة المصرية بحكم الموقع الجيوسياسي المصري من الصراع وليس من موقع الخيار الاستراتيجي المصري هي المبادرة الوحيدة الممكنة. ولكنها ممكنة فقط بضمانات سورية وتركية، إذ هي المعادل الاستراتيجي في توازن الإرادات بعد تزعزع الثقة البالغ بين حماس والقيادة المصرية. سقف الأهداف الإسرائيلية بدأ ينخفض على ضوء تركيز الجنرال جلعاد على موضوع التهريب. إذ إن ملامح التقييم الإسرائيلي المبدئي لفشل العملية هو في الجانب الاستخباري وتحديدا التناقض بين تقديراتها عن مواقع ونوع وعدد الصواريخ التي في حوزة المقاومة الفلسطينية والواقع الذي تواجهه الآن. وسيتم على هذا الأساس تحميل القيادة المصرية بشكل تدريجي علنا وسرا مسؤولية تهريب صواريخ غير محسوبة للمقاومة الفلسطينية. وربما حتى الضغط في اتجاه فرض مراقبين دوليين على الجانب المصري من رفح وليس الفلسطيني فحسب. العمليات العسكرية ما زالت متواصلة. نتائجها ستكون مختلفة في التفاصيل عن نتائج حرب يوليو 2006، لكنها ستكون متشابهة في النوع. أستاذ «تاريخ الشرق الأوسط» في جامعة روتغرز (المصدر: جريدة « العرب »، الدوحة-قطر، 11 جانفي) http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=68866&issueNo=384&secId=15  

 لماذا يلوذ أوباما بالصمت إزاء الحرب على غزة؟



توفيق المديني على الرغم من استمرار الحرب الصهيونية على غزة، حيث كشفت صحيفة «الغارديان»(6/1/2009) أن المسؤولين العسكريين والأمنيين الإسرائيليين يضغطون على نحو متزايد من أجل استمرار الحملة العسكرية على غزة إلى أن تضمن السقوط المنتظر لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأن القيادة الإسرائيلية ترغب في تغيير قواعد اللعبة على الأرض قبل تسلم الرئيس الأميركي المنتخب مهمات السلطة في واشنطن، فإن الرئيس المنتخب باراك أوباما الذي سيتولى مقاليد السلطة رسميا في البيت البيض يوم 20 يناير الحالي، يرفض الخروج عن صمته، متمسكا بأن للولايات المتحدة الأميركية رئيساً واحدا، ويصر مستشاروه على أن الرئيس جورج بوش هو وحده الذي يحق له التحدث باسم اميركا حتى ذلك الحين. ويريد باراك أوباما تجنب أخطاء سلفه، في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، والانتظار كما فعل بيل كلينتون حتى آخر فترة في ولايته الثانية، لكي يحاول لعب ورقة البوكر الأخيرة، أو البقاء على الهامش كما فعل جورج بوش. خلال حملته الانتخابية المظفرة، كان المرشح الديمقراطي آنذاك باراك أوباما على موعد مع الشرق الأوسط وقائمة أولوياته التي لا تتضمن بالضرورة الملف الفلسطيني. وفي الواقع، تفضل مشاريعه في المدى المتوسط انسحابا نظاميا من العراق، ومحاولة الانفتاح على إيران بهدف التفاوض معها، منعاً لامتلاكها القنبلة النووية. ولم يكن باراك أوباما يفكر كليا أنه من واجبه الانكباب بسرعة على الحرب الصهيونية على غزة، وتداعياتها الإقليمية والدولية. في المرحلة الانتخابية، قال أوباما إنه يريد أن يجعل من الشرق الأوسط واحدة من أولوياته، بوصفه تمرينا إجباريا. وعلى نقيض الرئيس بوش، لم يكن اوباما ينفي «مركزية» الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. ومع ذلك، كان يريد معالجته في إطار استراتيجية تشمل كل ملفات الشرق الأوسط. قلبت الحرب الصهيونية على غزة مخططات الرئيس المنتخب أوباما، وأجبرته على التدخل بصورة أكثر مباشرة وسريعة أكثر مما كان يتوقع من هذه المواجهة العسكرية. ومع ذلك، ومن خلال قراءة فكر الرئيس المنتخب، أو عبر تصريحات المستشارين المقربين منه، فإن فكرته تكمن في إطلاق «ديناميكية جديدة»، تتضمن بعدين.. فمن جهة، هناك إرادة التركيز على الحل الدبلوماسي فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني أولا، لا على استخدام القوة. ومن جهة أخرى، هناك الاعتقاد بأن أي تقدم في أحد الملفات الشرق أوسطية ( العراق، إيران ،المفاوضات السورية- الإسرائيلية، فلسطين) يمكن أن يكون له تأثير قوي على الملفات الأخرى. فالتركيز على الحل الدبلوماسي، لا يعني تغييب الخيار العسكري، بل يجب أن يكون حاضرا، ولاسيما بالنزاع النووي مع إيران. وتفاديا لانتقادات الخصوم السياسيين، كرر الرئيس المنتخب أوباما بأنه مستعد لإطلاق مفاوضات من دون شروط مع إيران، من دون أن تكون لديه أوهام حول طبيعة النظام في طهران ،ومن دون تخفيف العقوبات المفروضة عليها، بل على العكس من ذلك. إن إطلاق ديناميكية جديدة تعني كسر الحلقة المفرغة التي يتسم بها الوضع في الشرق الأوسط: «عندما نكون أقوياء فلسنا بحاجة إلى عقد تسوية. وعندما نكون ضعفاء، فإننا لا نسمح لأنفسنا بعقدها». فمن خلال بلورة مقاربة شاملة، ستبحث الإدارة الأميركية الجديدة في إقناع محاوريها بأن المشهد السياسي الشرق أوسطي لا يقدم لعبة حصيلتها صفر، بل على النقيض من ذلك، فإن الكل بإمكانه أن يربح. و سيشكل الانسحاب من العراق الإشارة الأولية من هذه الإرادة السياسية، لأنها تعتقد أن على جيران العراق جميعهم، وفي مقدمتهم الإيرانيون أن يعترفوا أن مصلحتهم المشتركة تكمن في تحقيق المحافظة على سلامة واستقرار هذا البلد، بعد انسحاب القوات الأميركية منه. للتخلص من هذه الثنائية: لا إيران نووية، ولا إيران خاضعة للقصف بالقنابل، يعتقد المستشارون المقربون من الرئيس المنتخب أوباما أن البحث سيتطلب منه وضع المسألة النووية الإيرانية في إطار إعادة تقسيم للمنطقة، تنخرط فيها، ليس دول المنطقة فحسب، ولكن دول كبرى كروسيا والصين. وبكلمة واحدة يجب تحديد سياسة خارجية جديدة. وفيما كانت السياسة الداخلية والدبلوماسية الدولية عاملين دفعا أوباما إلى التزام الصمت، فإن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس تصدرت الأحداث، إذ حملت حماس«المسؤولية» فيما جرى في غزة. وكانت رايس قالت من قبل إن «الولايات المتحدة الأميركية تحمّل حماس مسؤولية إنهاء الالتزام بوقف النار والعودة إلى العنف في غزة» . يمكن النظر إلى موقف أوباما على أنه انتهازي متعمد. ويمكن رؤيته ايضا بمنزلة الرفض لاتخاذ موقف – على نقيض رايس – من مسألة مسؤولية الطرفين المتحاربين إسرائيل وحماس، في الحرب المجنونة المفتوحة. وقال المحلل في معهد الشرق الأوسط ادوارد ووكرجي الذي عمل سفيرا لأميركا في إسرائيل في الفترة بين 1977 و1999: «لوكنت مكان أوباما لما رغبت في الحديث عن الأمر أيضا. بصراحة، إن ترك هذا الأمر للرئيس أمر يدعو إلى قدر أكبر من الارتياح… لا أعتقد أنه يريد في هذه المرحلة أن يوصف بأنه يؤيد أو يدين رد الفعل الإسرائيلي، لأن مصالحنا ممزقة نوعاً ما في هذا المجال». وفي حال الإدلاء بتصريحات مؤيدة لإسرائيل، يخاطر أوباما بإثارة استياء العالم العربي حتى قبل تولي منصبه. بيد أنه خلال فترة قصيرة، سيجد أوباما الملف عن الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني في وضع «مختلف جدا» عما هو قائم عليه اليوم، حسب تحليل روبرت مالي، المستشار الخاص للرئيس السابق بيل كلينتون. وحسب روبرت مالي هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة يمكن قراءتها حتى ذلك الوقت. السيناريو الأول، ويتمثل في حصول وقف للنار تحت إشراف وساطة ما. والسيناريو الثاني هو الاستمرار في القصف الإسرائيلي وإطلاق المقاومة الفلسطينية الصواريخ على المستوطنات والمدن الإسرائيلية. والسيناريو الثالث، هو الهجوم البري للجيش الإسرائيلي بهدف القضاء على حركة حماس. والحال هذه، فإن موقف فريق أوباما من الحركة الإسلامية الفلسطينية، لا يبدو أنه محدد. إذ يؤكد حسب وجهة نظره على الشروط الثلاثة للجنة الرباعية(الولايات المتحدة الأميركية، والاتحاد الأوروبي، وروسيا، والأمم المتحدة) من أجل إدماجها في أية مفاوضات: الاعتراف بإسرائيل، والتخلي عن العنف، والقبول بالاتفاقيات الموقعة سابقا، أي اتفاقيات أوسلو. ومع ذلك، فإن النقاش لم يحسم، لجهة فتح مفاوضات معها(حيث تجري في الوقت الحاضر عن طريق الوسيط المصري)، ولا على أي مستوى آخر. وكانت مجموعة من الباحثين والديبلوماسيين السابقين دعت الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما الى اعتماد استراتيجية ديبلوماسية شاملة لمنطقة الشرق الاوسط تعيد تحديد الأولويات الاميركية التي كانت تتمحور على الحرب في العراق في السنوات الست الأخيرة. وجاءت هذه التوصيات في كتاب عنوانه «استعادة التوازن: استراتيجية شرق أوسطية للرئيس المقبل»، هو حصيلة تعاون استمر 18 شهرا بين مؤسستين معروفتين للأبحاث والدراسات السياسية هما «مجلس العلاقات الخارجية» ومركزه الرئيس في نيويورك (تصدر عنه دورية «فورين افيرز») ومركز صبان لسياسة الشرق الأوسط التابع «لمؤسسة بروكينغز للأبحاث»، ومركزها واشنطن. ويمكن عد التقرير – الكتاب بمنزلة تفنيد شامل لسياسات إدارة الرئيس جورج بوش ومسلماتها وللاعتبارات الايديولوجية لتيار «المحافظين الجدد»، بما في ذلك السياسة الأحادية الجانب، وتلك التي تركز على الخيارات العسكرية الاستباقية والدفع بقوة الى دمقرطة المنطقة قبل أن تنضج الظروف الملائمة لها، وتفادي السعي الجدي الى حل النزاع العربي – الاسرائيلي (حتى السنة الاخيرة من ولاية بوش). وابرز الفصل الأول المتعلق بالصورة الاستراتيجية للمنطقة، والذي كتبه هاس وانديك، ضرورة السعي الى حل النزاع بين الفلسطينيين واسرائيل، ولاسيما أن الأمل في أوساط الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة قابلة للحياة يتبخر. لكن الخلافات والانقسامات بين الفلسطينيين ومعارضة المستوطنين الإسرائيليين للحل وغيرها من التحديات، تجعل التوصل الى حل وتطبيقه، أمرا صعبا في المستقبل المنظور (المصدر : النور الصادرة عن الملف برس – الكاتب: النور شؤون سياسية – 05/12/2008). إلى حد هذا اليوم، لم يعين الرئيس المنتخب أوباما مسؤوله عن ملف الشرق الأوسط، وإن كان الاسم الذي يتم تداوله هو السيد دنيس روس، الذي احتل هذا المنصب في عهد إدارة الرئيس بوش الأب، ثم في عهد بيل كلينتون. كاتب من تونس (المصدر: صحيفة أوان (يومية – كويتية) بتاريخ 11 جانفي  2009)


 خالد السفياني لـ «الشروق»: غاز العرب يمرّ إلى تل أبيب… والخبز العربي ممنوع عن غزّة !

 

   

* الرباط ـ تونس (الشروق): حوار: فاطمة بن عبد الله الكرّاي
بين المسيرة والمسيرة يشارك في مسيرة… وبين تحرّك شعبي هنا وآخر هناك، تجده يقسّم وقته، حتى يكون حاضرا في كل التظاهرات والمظاهرات، التي تتخذ من الشارع والساحة  الشعبية مكانا للتعبير والتنديد… معروف بحسّه القومي وبتوجّهه القومي… كان أحد كبار مناضلي حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وهو الآن، أمين عام المؤتمر الشعبي القومي العربي… أحداث غزّة الدامية، زادت من مسؤولياته… فبين البحث القانوني الذي يعمل على أساسه الاستاذ المحامي خالد السفياني من أجل تثبيت الجريمة وأركانها، تلك التي يقترفها الكيان الصهيوني في حق أبناء شعبنا في غزّة… وبين التنظيم والمشاركة في المظاهرات المندّدة بالعدوان والمنتقدة للصمت العربي، وبين حفز الهمم من أجل إغاثة ومساعدة غزّة التي تحترق تحت أقدام الغزاة… بين كل هذه المسؤوليات وغيرها، بدا الأستاذ خالد السفياني، ناشطا ومتحرّكا من أجل فلسطين القضية، ومن أجل نصرة الأمة ومقاومتها في كل النقاط الجغرافية المتقدمة والمتحاكّة مع العدو… يوم الأحد الفارط، ولما خرج المغاربة في مسيرة  مليونية بالرباط (العاصمة) مندّدين بالعدوان ومطالبين بتحرّك عربي وبيقظة دولية توقف الموت عن أبناء غزّة، كان أ. خالد السفياني أحد قادتها… رفع الشعارات التي تخلّلت  المسيرة، وكان قد شارك في صياغتها والتنسيق لإنجاح مسيرة حاشدة… يوم أمس تنقّل الأمين العام للمؤتمر القومي العربي الى احدى مدن الشمال المغربي، لتأمين مسيرة شعبية والمشاركة فيها، وهي كذلك من أجل غزّة… وما بين هذين التاريخين، شارك في مسيرة المحامين، وتجالس مع هيئة المحامين  وخبراء القانون من أجل تحرير دعوى قضائية ضد الكيان الصهيوني وقادته المجرمين… في حق غزّة اليوم… الأستاذ خالد السفياني، لا تعوزه الكلمة ولا يخذله التعليق… مواكب لكل مستجدات الوضع في غزّة… ومنشغل بل هو غاضب من  ردّ الفعل الرسمي العربي الذي حضر ـ بخصوص انعقاد قمة عربية على الأقل ـ حضر بالغياب… فيما بدا في هذا اللقاء جدّيا  وصارما في تحميل جهات أممية وأخرى  دولية وكذلك عربية، لمسؤولياتهم التاريخية أمام محرقة غزّة… الأستاذ خالد السفياني هو أحد الشخصيات العربية، التي لا تتوانى في قول الحق… ولا تخشى لومة لائم عندما يعرّي الحقائق ويكشف الواقع… متابع لكل التطورات السياسية ولكل مكوّنات العلاقة بين الولايات المتحدة واسرائيل. ينزل اليوم ضيفا على ركن «حديث الأحد» لينزّل قضية الصراع العربي ـ الصهيوني منزلتها الحقيقية. فـ «نحن اليوم نواجه كعرب، حرب وجود مع الكيان الصهيوني»… منطلق الأسئلة كان الحدث برمته، وبكل تفاصيله وتداعياته. * إجرام وقتل ودماء في غزة… الضحية معروفة والجلاد معروف، ورغم ذلك، نشهد القتل الجماعي بل والإبادة الجماعية، على المباشر… عبر شاشات التلفزيون… ما الذي يحدث… ما هذه الكارثة وما هذا الاجرام وما هذه الاستباحة… أيعقل أن يتم كل هذا القتل، ولا من رادع لهذا الكيان الشرّير المجرم؟ ـ هذا شيء طبيعي… ما نراه اليوم، ومن منظار نظام إرهابي وقمعي ودكتاتوري، ممثلا في إدارة المحافظين الجدد في أمريكا، يعدّ أمرا عاديا… هذا النظام المجرم والارهابي، هو الذي يتحكّم في هذا المسار ويشجع الكيان الصهيوني على ارتكاب جرائم ضد الانسانية، أمام مرأى ومسمع كل العالم… وهو يضمن له الدعم…  الاشكال والمشكلة، ليست في الكيان الصهيوني، فهذا عدو بيّن وواضح، ومعركتنا معه معركة وجود وحياة… وبالتالي هو يقوم بما يراه من عدوان وتقتيل وجرائم للحفاظ على وجوده ولو بأبشع الجرائم، الاشكال في الانظمة العربية…  فالنظام الرسمي العربي الذي بين أيديه أوراق  متعددة لكي يوقف الارهاب الصهيوني، نجده إما عن خوف أو عن مشاركة أو بتواطؤ لا يفعل ذلك. هذا هو الجرح الحقيقي في غزّة… لكن يجب أن ننتبه الى شيء أساسي، هنا، هو أن المعركة على الأرض، نتائجها محل تكتّم شديد من الكيان الصهيوني… هو يتكتّم على خسائره الحقيقية. * كيــف؟ ـ كل القرائن تدل على أن الاتجاه على الارض، فيه انتصار للمقاومة. آخر هذه القرائن أو الدلائل، هذا الجسر الجوي الأمريكي، الذي دفعت به واشنطن نحو الكيان الصهيوني… فلو لم تكن وضعية المعتدي المحتل (اسم فاعل) وضعية صعبة ومزرية على الأرض ما كانت الادارة الامريكية لتزيد من كراهية أحرار العالم لها بأن زوّدت وتزوّد المجرمين بالسلاح. كذلك الشأن في ما يخصّ قرار مجلس الأمن 1860، فقد امتنعت أمريكا عن التصويت عليه، وهي التي حرّرته وأفرزته و»فرضته»… فهو قرارها. كما أن البحث (الاسرائيلي غير المعلن) عن الحلول السياسية، هو مؤشر على ما ذكرته آنفا… الوضع على الميدان إذن، هو لصالح المقاومة رغم الكلفة العالية التي تمثلت في تقتيل الكيان الصهيوني وآلته الحربية، للمدنيين الفلسطينيين وضرب مقرات الأمم المتحدة واستهداف المستشفيات وسيارات الاسعاف والصحفيين. هذا كلّه يدل على أن هناك هستيريا صهيونية وعلى أن وضع الاحتلال سيئ على الأرض. وهنا لا بدّ أن نستعرض شريط 2006 خلال الحرب على لبنان، وقتها لم نكن نفهم معنى استهداف المدنيين بكل تلك الشراسة والقوة الاجرامية واللاإنسانية، التي كان يفرغها العساكر الصهاينة على رؤوس المدنيين في لبنان. كل تلك الهمجية في تدمير مقرات المجلس التشريعي وضرب المدنيين في غزة، كانت أكثر من لبنان.. هذا ما يؤكد أن الكيان الصهيوني يمرّ بأزمة حقيقية على الأرض حتى لا نسقط في ضرب معنوياتنا. يجب أن تكون معنوياتنا مرتفعة إنطلاقا من واقع ملموس لا من خيال.. الشعب الفلسطيني صامد، وهو يكبد الكيان الصهيوني خسائر كبيرة.. وهذا ما يجعل الولايات المتحدة تتصرف بمثل ما ذكرت آنفا.. * هناك خطاب يروّجه الكيان الصهيوني، وألزم به الصحافة العالمية المؤثرة، وهو أن الهجوم على غزة سببه فصيل «حماس» وصواريخه، ألا تعتقد أن الحقيقة من الهجمة، هي كسر شوكة المقاومة لدى الفلسطينيين، وكسر نفسية المقاومة لدى المواطن العربي عامة؟ ـ طبعا هذا صحيح.. إن الغاية الأساسية من كل هذه الجريمة الصهيونية، هي كسر المقاومة وإخضاع الشعب الفلسطيني، ولكن رغم أن السلاح الفلسطيني المقاوم لا يصل إلى مستوى وشراسة وكمية السلاح الصهيوني ورغم الجسر الجوي الأمريكي نحو هذا الكيان، فإن الجيش الإسرائيلي يعاني من مشاكل.. * ما يقع في غزّة الآن، وطوال 15 يوما يعدّ مجال بحث قانونيا من قبل الخبراء في المجال. أوَ لم يجد القانون الدولي والمجتمع الدولي، طريقة، لمطابقة ما يفعله الصهاينة، بنصوص القانون؟ هل هي محرقة أم حرب إبادة أم جريمة حرب، أم ماذا؟ ـ صدّقيني، كلّ الجرائم المنصوص عليها في القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والبروتوكولات ذات الصلة، يرتكبها الآن هؤلاء القادة المجرمون الصهاينة.. ففي غزّة جريمة الحرب والعدوان والحصار والإبادة الجماعية وقتل الأسرى والتطهير العرقي.. كلّها جرائم مارسها ويمارسها الكيان الصهيوني. وهي بالمناسبة جرائم يعاقب عليها القانون، فمثلا تعاقب اتفاقيات جنيف قتل الأسرى وكلّ أنواع الجرائم، حيث نصّت القوانين على المادة العقابية. كلّها (الجرائم) تتوفر أركانها في ما يأتيه الصهاينة في فلسطين. * هناك من يسأل الآن، وفي خضم هذه الفظاعات التي يتعرض لها الفلسطينيون على أيدي الاحتلال عن السيد «أوكامبو» المدّعي العام لمحكمة الجنايات الدولية؟ ـ طوال هذين الأسبوعين، فقد السيد «أوكامبو» نظاراته.. وبالتالي أضحى ضعيف النظر.. لا يرى جيدا.. ولا يستطيع أن يميز، ونظاراته مفقودة، الحقيقة التي تقدمها التلفزة عارية من كلّ «رتوش».. ربما بدت له تلك الأوصال المقطعة لأجساد الأطفال الفلسطينيين والرجال والنساء، ربما بدت له أشباحا، أو ربما عوض أن يقرأ على الشاشة: هذا يحدث في غزّة، رآها هو، أنها تل أبيب.. الذي ينقص في هذا الوضع، وهذه الجريمة، هو العدل، العدالة مفقودة، والضمير الإنساني مفقود لدى القائمين على العدالة في العالم ولدى النظام الرسمي العربي. الجرائم موجودة.. ونحن من جهتنا كمحامين عرب ومؤتمر قومي شعبي، بصدد تقديم دعاوى لمحكمة الجنايات وللمحاكم الدولية والمحاكم الداخلية، بواسطة محامين من العالم. قبل العدوان، ولما كان الحصار، حصار غزّة يقتل الناس فيها، بدأنا بإجراءات لمقاضاة الصهاينة على جريمة الحصار.. بدأناها مع «أوكامبو» في ذلك الوقت بعثنا برسالة إلى «أبو مازن» حتى يُكاتب «أوكامبو» المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، مع الأسف لم يقم بواجبه، رغم أننا سمعنا مؤخرا، وبعد الفظاعات العسكرية التي أتاها الجيش الصهيوني في غزّة، أنه كلّف وزيرة للعدل برفع دعوى حول جرائم القتل في غزة. لقد بدأنا بالتحرك على مستوى محاكم أخرى، مثل إسبانيا.. لقد تحرّك من تحرّك في إسبانيا من أجل قضايا أخرى في السابق، ونحن لا نرى لماذا لا يمكن إعادة نفس الشيء ونفس الموقف تجاه محرقة غزة. * هل أتاكم ردّ أو ردّ فعل من «أوكامبو»؟ ـ السيد أوكامبو مازال يمسح نظاراته أو هو لم يستيقظ بعد من نومه.. منذ 15 يوما.. فلو كان مستيقظا، لبكى وانتفض ولهزّ جدران المحكمة الجنائية الدولية، التي نُصبت لاستخدامها ضدّ الشعوب المستضعفة. ما يجب أن يقع في غزّة، هو محاسبة من أمر بالجريمة ومن ارتكبها ومن ساعد على ارتكابها.. ملف غزّة يجب أن يفتح كاملا. * إذا عندكم رسالة، سواء كمحامين أو كمناضلين عرب، إلى بان كي مون فماذا تقولون له اليوم؟ ـ ان واقع مجلس «القمع» (الأمن) الدولي، لا يسمح بالاعتقاد أن السيد بان كي مون يمكن أن يصل إلى استصدار قرار لمتابعة قادة الكيان الصهيوني قضائيا، لذلك، يقع الالتجاء إلى جهات قضائية.. وهي لا تنتظر، استصدار أمر من مجلس الأمن، وبالتالي لا تعمل بتعليمات من يشدّ قبضته على مجلس الأمن. * أنا قصدت بالرسالة، ماذا تطلبون منه بصفة عامة.. أي موقف؟ ـ واقع مجلس الأمن الآن لا يدعنا نعتقد البتة، في إمكانية كهذه أيضا. * إذن، هل نقول «رحم اللّه زمانا» كان فيه لداغ هامر شولد موقف في قضية فلسطين وكذلك من بعده بزمن، كورت فالديهايم (أمينان عامان أسبقان للمنتظم الأممي)؟ ـ نعم، فواقع مجلس الأمن الدولي مخالف تماما لما كان عليه في السابق.. الآن ليس هناك توازن ما بين القوى الدولية، في مجلس «القمع» (الأمن) الدولي، هذا إضافة إلى أن المحاكمات التي حدثت في الماضي، لم تكن أبدا لقادة في الكيان الصهيوني، رغم ثبوت جرائمهم في فلسطين طوال ستين عاما وأكثر.. بالإمكان محاكمة مسؤولين عن جرائم رواندا أو صربيا.. ولكن ليس بالإمكان محاكمة مجرم صهيوني واحد. * عاش العالم فترة عشرين عاما تقريبا، ضمن دائرة فوضى انعدام التوازن.. بل إن هذه الحروب والعدوان على الشعوب والبلدان، أفرز خندقين: واحد للأقوياء الأغنياء الاستعماريين والامبرياليين، وواحد للفقراء والمقاومين لجبروت ساكني الوادي الأول، فهل نحن في عصر ثنائية قطبية جديدة، فيها الفعل الاستعماري مقابل صدّ هذا الاستعمار؟ ـ طبعا.. أحسن ما يمكن أن يكون، هو العودة الى التوازن.. توازن الرّعب. إن التخلّص من نظام الارهاب الدولي والدكتاتورية الذي حاولت الادارة الأمريكية الحالية أن تتربّع عليه متحكّمة في الشعوب ومقدّراتهم، يمرّ عبر انهيار الولايات المتحدة الأمريكية كنظام وكقوة كاسحة. قلت هذا سابقا، على صفحات «الشروق» بأن الادارة الأمريكية الحالية (بوش) تأخذ الولايات المتحدة الأمريكية نحو الانهيار.. فانهيار الامبراطورية ملامحه واضحة وأسبابه العدوان على الشعوب وإهدار أموال الشعب الأمريكي في حروب بأفغانستان والعراق وفلسطين (عبر مساعدة الكيان الصهيوني لوجستيا وماديا).. نحن ليس لنا مشكل مع الشعب الأمريكي.. الولايات المتحدة الأمريكية وإذا ما بدأت بالانهيار اقتصاديا فسوف تنهار سياسيا كقوة. والنظام العالمي لا يمكن إلا أن يكون وفق الاطار الذي تفضّلت به، هناك جهات معتدية طاغية وأخرى تدافع عن ثرواتها وعن كرامتها.. لذا ما تفضّلت به صحيح جدا.. * لو نعود الى النظام الرسمي العربي، ألا تعتقد أنه سرّع في هذه المحطة، بالكشف عن إفلاسه.. أي لم يحالفه الوقت، بأن يموّه ولو قليلا..؟ ـ (يضحك ويسأل): ألم يكن مفلسا في السابق؟ الحقيقة أن هذه المحطات المعيّنة (من نكبة فلسطين الى حرب بيروت وصولا الى غزّة وقبلها جنين والأقصى) تكشف المستور، فمحطّة لبنان كشفت أشياء، عندما حاول من حاول التبرير للعدوان.. وجدنا تورّطا لبعض الأنظمة في ما حصل، الآن الأمر بدا أكثر انكشافا.. الآن، كان بالامكان إيقاف العدوان الاسرائىلي، لكنهم فضّلوا الالتجاء الى مجلس الأمن عبر خطاب مفاده: «حماس هذه.. اللّه يهديها هي التي ألغت الهدنة». هذا كلام سمعناه في أول أيام الهجوم على غزّة.. لكن الآن بدأت هذه الألسن تخرس.. لماذا؟ لأن ما وُعدوا به لم يقع.. وما وقع في لبنان كان نتيجة صمود، وما سيحدث في  غزّة سيكون كذلك. بدأوا يخرسون (بعض العرب الرّسميين) وكما يقول المثل الفرنسي: الضّرر حصل «Le mal est faitس.. فعندما تقفل معبر رفح.. فهذا حرام ومرفوض وفق كل المعايير.. حرام، إقفاله حتى لو همّ الأمر مليونا وخمسمائة ألف يهودي وليس عربيا مسلما فقط.. حرام حتى لو عنَى الأمر بوذيين أو مسيحيين.. بكل المعايير حرام، الواجب الانساني يحتّم فتح معبر رفح.. عدم تقديم مساعدة لمليون ونصف مليون بشر في خطر، هذه جريمة. المفروض طرد سفراء دولة الارهاب، والتراجع عن الاتفاقيات المخجلة ويستمرّ (العرب) في تزويد الكيان الصهيوني بالغاز والنفط (قطر ومصر) وغيرهما، في حين نمنع وصول الخبز عن أهلنا في غزّة ونمنع وصول «الأسبرين» وهو مهدّئ للأوجاع وليس معالجا نحن نرى أطفالا يستشهدون أمام الكاميراوات.. ونحن نشاهدهم، لأنهم جرحوا من الآلة الصهيونية الارهابية ولكن لم يجدوا دواء يمكن أن ينقذهم عندما نرى أشياء من هذا القبيل ونرى أن الأنظمة العربية.. لم تجتمع.. حتى لمجرّد التأوّه.. لم تجتمع ولا نقول لاتخاذ قرارات.. فهي غير قادرة.. عندها نتيقّن بالحجّة أن النظام الرسمي العربي عرّته هذه المواقف.. وبتفاوت طبعا.. ولكن في نفس الوقت، نجد أنه خلال هذه المعركة والفصل الجديد من الصراع، كبرت الانتفاضة.. بدت انتفاضة كبرى.. أمام هذه الانتفاضة، أدعو الأنظمة العربية الى التأمّل فيها جيدا.. الاشكال أصبح إشكال أنظمة.. اليوم ينتفض الشعب العربي تجاه فلسطين، وغدا ينتفض بأكثر حدّىة نتيجة التفريط في فلسطين، تجاه الوضع الداخلي، نحن نريد استقرارا لبلداننا، لكن بعض الحكام العرب وكأنهم، هم من يسعى الى ضرب كل استقرار في بلدانهم، وخلق شروط اللاّ استقرار.. عليهم أن ينتبهوا الى هذه الجزئية.. عليهم أن ينحازوا الى جانب الحق.. والحق هو فلسطين والحق مع فلسطين.. الحق في فلسطين ومع المقاومة الفلسطينية. * هناك خطاب ما فتئ يتبلور عن باطل، وهو أن العدوان تسبّبت فيه «حماس»، هنا، أسأل فيك المناضل القومي، عن صحة هذا الأمر، خاصة أن أصواتا عربية من المجتمع المدني تلقفته بسرعة غريبة؟ ـ منذ البداية قلت ان هناك من حاول تبرير العدوان على غزّة، وطبعا هناك من ابتدع قصصا.. كأن يقال ان «حماس» هي السبب وليس تصفية القضية الفلسطينية.. الوليد الذي لم يبلغ السّنة والرضيعة التي لم تتجاوز  خمسة أشهر، هل هما من «حماس»، حتى يُقتلا بتلك الشناعة.. العدوان الصهيوني الغاشم، هو على الشعب الفلسطيني.. القتل الهمجي هو لضرب المقاومة وكسرها. هذه مقاومة فيها كل الفصائل الفلسطينية، ماعدا جزءا من «فتح» السلطة.. و»شهداء الأقصى» خير دليل، هناك محاولات للتبرير، لكنها محاولات كشفت الستار عن العمالة والشراكة في الجريمة وعن التواطؤ مع العدوان.. وهذا برأيي لا يستحق أن يناقش.. نظرا الى أن الواقع نراه بأمّ العين.. فالمقاومة نراها بأمّ العين.. والعدوان كذلك.. هناك إجماع فلسطيني على رفض الاستسلام.. لا يمكن أن يستشهد كل هذا العدد من الفلسطينيين، ثم يطلب من الشعب الفلسطيني رفع الراية البيضاء خاصة وأن المقاومة صامدة. * ألم يئن الأوان، لبلورة استراتيجيا مقاطعة شعبية عربية للبضائع الداعمة مؤسساتها لإسرائيل أي المقاومة بالمقاطعة؟ ـ نعم، يجب أن نعرف عدونا جيدا.. مقاطعة البضائع الأمريكية مثلا، تعدّ خطوة متأكدة الآن.. كما أنه علينا أن نقاوم أي مظهر من مظاهر امكانيات التطبيع.
 
(المصدر: جريدة الشروق ( يومية – تونس ) بتاريخ 11 جانفي 2009 )


 ردًا على تصريحات مبارك: خبراء يؤكدون
بطلان اتفاقية المعابر وأن مصر ليست طرفًا فيها
 
كتب مصطفى عبد المنعم (المصريون):
 أثارت تصريحات الرئيس حسني مبارك حول اتفاقية تنظيم المرور في معبر رفح ومراقبته إلكترونيا من خلال كاميرات ومراقبين دوليين، جدلا واسعا بين الخبراء ورجال السياسة، الذين أكدوا أن مصر ليست ملزمة باتفاقية إدارة المعابر الموقعة عام 2005. وقال السفير الدكتور عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية السابق وأستاذ القانون الدولي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن تلك الاتفاقية بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي ليست ملزمة لمصر وإن مصر ليست طرفا فيها، وإن هذه الاتفاقية أصبحت ملغاة بعد الحسم العسكري لغزة داخل القطاع. كما اعتبر أن تلك الاتفاقية منتهية لعدم تجديدها، إذ أنها كانت لمدة عام واحد ونبه، إلا أن المسئولين المصريين تغافلوا عن هذه الحقيقة، تنافيا مع حقوق الإنسان والمواثيق الدولية الإنسانية. ووافقه الرأي الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ورئيس منتدى الفكر العربي، وأكد أن هذه الاتفاقية باطلة وغير ملزمة لمصر. وكانت السلطة الفلسطينية وإسرائيل وقعتا اتفاقا في 15 نوفمبر 2005 عرف باسم اتفاق المعابر تم من خلاله وشع الشروط والضوابط والمعايير التي تنظم حركة المرور من وإلى الأراضي الفلسطينية المحتلة من خلال هذه المعابر. وأوضح نافعة أن مصر لديها ترسانة قوانين ومؤسسة أمنية قوية من شأنها تمكينها من السيطرة على معبر رفح، بما يبطل الذرائع التي يتذرع بها المسئولون المصريون بأن من شان فتح المعبر توجيه الاتهامات لمصر بأنه قد يتم تهريب السلاح إلي غزة وتساءل: هل يمكن تهريب أي شيء مخالف في وجود التفتيش الدقيق للداخلين والخارجين من المعبر الذي يصل إلي حد التفتيش الذاتي للعابرين؟، وهل يتصور عاقل أن المعبر يمكن إلا يكون خاضعا للتفتيش أسوة بالنقاط الحدودية بين مصر والدول المجاورة لها مثل السودان وليبيا؟. (المصدر: جريدة المصريون ( يومية – مصرية ) بتاريخ 10 جانفي 2009 )


حول آلية تنفيذ قرار مجلس الأمن لوقف النار في غزة « مفاوضات غير مباشرة » بين حماس وإسرائيل بالقاهرة
أحمد التلاوي   القوات الإسرائيلية تطلب ضمانات أمنية على الحدود بين سيناء وغزة للانسحاب القاهرة – تشهد العاصمة المصرية القاهرة ما وصفته مصادر سياسية مصرية مطلعة بـ »المفاوضات غير المباشرة » بين حماس وإسرائيل بشأن الآلية الخاصة بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم (1860) الخاص بوقف إطلاق النار في قطاع غزة؛ حيث يجري مسئولو المخابرات المصرية اليوم وغدا الإثنين محادثات جديدة منفصلة مع ممثلين لكل من إسرائيل وحركة حماس، بمشاركة مسئولين أتراك. وأكد دبلوماسي مصري في نيويورك أن حركة حماس ستكون طرفا مشاركا في ترتيبات تنفيذ قرار مجلس الأمن‏ الخاص بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، في وقت عدلت فيه إسرائيل مطالبها السابقة بضرورة تمركز قوات دولية على الجانب المصري من الحدود مع غزة، وقال مسئول أمني إسرائيلي: إن قوات مصرية « ستكون خيارا أفضل ». وقال السفير ماجد عبد الفتاح،‏ مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في تصريحات لجريدة « الأهرام » القاهرية،‏ نشرتها اليوم الأحد: إن قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في غزة « يلبي كل المطالب التي أصر عليها الجانب العربي خلال مفاوضاته المكوكية التي سبقت صدور القرار »‏. وأوضح أن المجتمع الدولي يتطلع الآن إلى دور مصر المحوري لتحريك التسوية بين الفلسطينيين وإسرائيل،‏ وأشار إلى أن حماس ستكون « طرفا مشاركا » في ترتيبات تنفيذ قرار مجلس الأمن‏.‏ وكانت الحركة قد أعلنت في وقت تال لصدور القرار أنها « غير معنية به »؛ لأنها « لم تتم استشارتها فيه »، بحسب المتحدث باسمها سامي أبو زهري. إلا أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قال في مؤتمر صحفي في القاهرة أمس السبت: إن حركة حماس « جزء من السلطة الفلسطينية »، ومعنية بالأساس بالمفاوضات الجارية حاليا. تطور إسرائيلي وفي تطور واضح للموقف الإسرائيلي من ترتيبات الأمن المطلوبة على الحدود بين مصر وقطاع غزة، قالت إسرائيل اليوم الأحد إن مهمة منع تهريب السلاح من مصر إلى قطاع غزة يجب أن تقوم بها القوات المصرية، متراجعا عن فكرة نشر قوة دولية على الجانب المصري من الحدود. وكان دبلوماسيون أوروبيون وإسرائيليون قد قالوا إن نشر قوة دولية على خط الحدود بين سيناء وغزة، والبالغ طوله 14.5 كيلومترا، يجيء ضمن مجموعة مقترحات يحاول الوسطاء الأوروبيون والدوليون دفعها لإمكان تطبيق قرار مجلس الأمن، والمبادرة المصرية التي اعتبرها القرار الآلية الرئيسية لتطبيقه. وتنص المقترحات التي طرحها الرئيس المصري حسني مبارك الثلاثاء الماضي من شرم الشيخ، على إنهاء العمليات العسكرية في القطاع بشكل فوري، ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة، وفتح المعابر مع القطاع، في مقابل ضمانات أمنية لإسرائيل. وقال عاموس جلعاد رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية لراديو إسرائيل: « ما من شك في أن مصر لديها جيش متميز وقوات أمن يمكنها التعامل مع كل الظواهر غير المرغوب فيها من خلال وقفة أمنية، لا أحد يختلف في هذا ». وأضاف جلعاد، الذي يرأس وفد بلاده في المحادثات الأمنية مع مصر أنه على النقيض من ذلك « فإن أي قوة دولية ستفتقر للمعلومات الاستخباراتية، والقدرة على اختراق صفوف هؤلاء الذين ينفذون كل هذا الكم من التهريب، وستفتقر للقدرة المتصلة بالعمليات ». وأضاف: « هناك قوة دولية في جنوب لبنان، ونحن نعرف تماما ماذا يجري هناك »، في إشارة إلى قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل)، والتي تتهمها إسرائيل بعدم بذل ما يكفي لوقف أنشطة حزب الله العسكرية في الجنوب اللبناني. وذكر راديو إسرائيل أن جلعاد سيسافر إلى مصر غدا الإثنين؛ لبحث مقترحات الهدنة. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسئول دبلوماسي إسرائيلي كبير، قوله إن هناك جهودا تقوم بها إسرائيل في الوقت الراهن مع الولايات المتحدة للحصول على ضمانات أمريكية فيما يخص ترتيبات الأمن على الحدود بين غزة وشبه جزيرة سيناء. وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه: « إن الجهود الدبلوماسية تتركز على التوصل إلى ترتيبات قابلة للتطبيق من شأنها أن تحول دون وصول أسلحة إلى غزة من سيناء »، في إشارة إلى المحادثات الجارية في القاهرة حاليا بين أطراف من حماس وإسرائيل. إلا أنه أضاف أن إسرائيل تسعى الآن للحصول على ضمانة من الولايات المتحدة لدعم أي اتفاق يتم التوصل إليه بعد هذه المحادثات، وأضاف: « نحن نعمل عن كثب مع الولايات المتحدة من أجل الحصول منهم على ضمانات إزائنا لوقف تهريب الأسلحة ». ومنذ العام 2008، والولايات المتحدة لها بعثات من المهندسين العسكريين تزور الحدود بين مصر وغزة، لمساعدة السلطات المصرية لرصد وتدمير الأنفاق، إلا أن هؤلاء الخبراء انسحبوا بعد بدء الهجوم الإسرائيلي الحالي على غزة. كما وعدت واشنطن بمنح واشنطن 33 مليون دولار لشراء معدات تكنولوجية جديدة للكشف عن الأنفاق، لتضاف إلى مبلغ 23 مليون دولار أخرى أنفقتها مصر في مطلع العام 2008 لشراء معدات مثيلة. الموقف المصري وجددت مصر على لسان وزير خارجيتها أحمد أبو الغيط، رفضها نشر مثل هذه القوة على جانبها من الحدود مع قطاع غزة، وأعادت التأكيد على مركزية المبادرة المصرية في تنفيذ قرار مجلس الأمن. وقال أبو الغيط في مؤتمر صحفي عقده السبت مع نظيره الألماني فالتر شتاينماير في العاصمة المصرية القاهرة: « لا وجود لقوات دولية في سيناء »، وأضاف: « فيما يتعلق بتهريب السلاح فإن ذلك غير صحيح؛ حيث نرى أن الكثير من السلاح يصل إلى القطاع من البحر، وأكد أنه ناقش مع نظيره الألماني الآلية، « التي نأمل في تنفيذها من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار تنفيذا لقرار مجلس الأمن ». وأضاف أن اتصالات مصر مع الإسرائيليين تقوم على أن الآلية المصرية المطروحة « هي الوسيلة لتحقيق هذا الهدف »، مشيرا إلى أن الجانب الإسرائيلي ما زال ينظر في الأمر، « وأعتقد أنه سيكون لنا لقاءات معهم بالقاهرة في القريب العاجل ». وحول خطة العمل التي تحدث عنها وزير الخارجية الألماني لتنفيذ القرار، قال أبو الغيط: إن الأوروبيين يتحدثون عن « كيفية مساعدة مصر على تجاوز الاتهامات التي يرددونها في إسرائيل خطأ بأن هناك تهريبا على الأرض المصرية ». وقال: « ونحن نرد عليهم (الإسرائيليين) قائلين: إذا كان هناك تهريب فهو تهريب خاص بالمواد الغذائية والأدوية للشعب الفلسطيني، وأراها أمرا منطقيا للغاية، ولا أصدق أن شعبا تحت هذا القدر من الحصار ولا يحاول أن يحصل على قوته والقمح والألبان والغاز، وإذا ما تم فتح المعابر بالشكل الذي يحقق للشعب الفلسطيني احتياجاته، فإن من يفتح النفق سيكون كمن يرمي بنقوده على الأرض ». وتطرح مصر رسميا بدائل لفكرة نشر قوات دولية في الجانب المصري من الحدود مع غزة؛ حيث تقول بزيادة عدد القوات المصرية على الحدود، وتوسيع نطاق عمل المراقبين الأوروبيين بموجب اتفاق المعابر الموقع في العام 2005 بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، قبيل خروج إسرائيل من غزة من سبتمبر من ذلك العام، مع عودة القوات التابعة للسلطة إلى غزة، وخصوصا على محور صلاح الدين (فيلادلفيا). الموقف الفلسطيني وبينما تؤكد حركة حماس أنها لن تقبل بوجود قوات أجنبية في غزة، دعا رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته محمود عباس إلى قوات دولية « تحمي الفلسطينيين »، وقال من القاهرة السبت إنه يؤيد فكرة نشر قوات دولية في قطاع غزة، تشمل الضفة الغربية « إذا ما تطلب الأمر ذلك ». ويبحث وفد من حماس حاليا في القاهرة مع مدير المخابرات العامة المصرية الوزير عمر سليمان تفاصيل المبادرة المصرية، بمشاركة مستشار رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لشئون الشرق الأوسط إرشاد هرمزلو، والمتوقع وصوله اليوم إلى العاصمة المصرية، للمشاركة في المحادثات بين مسئولي المخابرات المصرية، ووفد الحركة. ولم تستبعد مصادر سياسية مصرية مطلعة أن تتحول هذه المحادثات إلى نوع من المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل، مع تزامن زيارات وفد حماس الذي يترأسه عضو مكتبها السياسي عماد العلمي، مع زيارات الوفد الإسرائيلي برئاسة عاموس جلعاد. واعتبرت المصادر نفسها، أن هذه المفاوضات سوف تكون « شاقة وصعبة جدا »، مع سعي كل طرف من أطرافها لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب، وتحويل ما يصفه مسئولي الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بـ »مكاسبهم العسكرية على الأرض » إلى نتائج سياسية. وشهدت العاصمة المصرية في الأيام الأخيرة جولات متزامنة لوفود فلسطينية وإسرائيلية؛ حيث قام وفد حماس بزيارة لمصر الخميس، لبحث المبادرة المصرية، تلتها يوم الجمعة الفائت زيارة للوفد الأمني الإسرائيلي برئاسة جلعاد. بينما شهدت القاهرة أمس وصول كل من محمود عباس، ووفد حماس مجددا، لبحث آلية تنفيذ المبادرة المصرية، بينما يعود الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة غدا، بعد اجتماع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغر اليوم الأحد، والذي سوف تعرض فيه تقييمات الأجهزة الأمنية وقيادة الأركان الإسرائيلية في شأن الوضع القائم حاليا في غزة، والموقف من المبادرة المصرية.  
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 11 جانفي 2009)

المحافظون الجدد: القضاء على حماس سينهي

حلم الاسلام السياسي وتمدد النفوذ الايراني

 

لندن ـ ‘القدس العربي’: منذ بداية الحرب على غزة تشابكت التعليقات والتحليلات الدولية حولها وحول طبيعتها حيث يرى المعلقون الاسرائيليون وعدد من الامريكيين ان العملية في غزة لم تعد متركزة على انشاء دولة فلسطينية بل على ما يرونه ‘ منع الاسلام الراديكالي من السيطرة على المنطقة’. ونفس السياق ورد في مقال لويليام كريستول احد المحافظين الجدد الذي كتب في ‘نيويورك تايمز’ ان نجاح اسرائيل في غزة سيكون انتصارا في الحرب على الارهاب بالمعنى الواسع للصراع على تحديد مستقبل الشرق الاوسط. وحذر كريستول قائلا انه في حالة انسحاب اسرائيل تحت الضغط وبدون ان تحقق اهدافها فسيكون هذا انتصارا لايران. وبنفس السياق فسر المعلقون الايرانيون الحرب على غزة بكونها جزءا من الحرب المتواصلة من الغرب على المسلمين، فقد جاء في صحيفة ‘كيهان’ ان مليونا ونصف مليونا من العزل قتلوا في غزة لانهم امنوا بالديمقراطية نيابة عن مليار ونصف مليار مسلم. وتساءل الكاتب عما اذا سمع القارئ بمعسكرات الاعتقال وغرف الغاز فان هذه المعسكرات اعيدت على قاعدة اوسع في غزة. وكلا الطرفين، اسرائيل وحلفاؤها الامريكيين يرغبون بتشكيل المنطقة بناء على رؤيتهم وتحويلها الى سوق حرة ونشر الديمقراطية فيما يرغب حراس الثورة الايرانية بتوسيع النموذج الايراني. وفي تحليل لصحيفة ‘الغارديان’ فالحرب على غزة نافعة لكل الاطراف سياسيا، لقادة الحرب ‘الترويكا’ تسيبي ليفني وايهود باراك وايهود اولمرت وهي نافعة لاحمدي نجاد الرئيس الايراني الذي يواجه مشاكل داخلية ويحضر مثل القادة الاسرائيليين لانتخابات. ويرى معلقون انه كلما طال امد الحرب كلما ارتفعت اسهم وطموحات كل طرف، ففي حالة نجاح اسرائيل بتدمير حماس فانها قد تحرف انتباهها نحو حزب الله وتنتقم منه على هزيمة عام 2006. مما يعني ان ايران قد تعيد فتح الجبهة اللبنانية من جديد. في الجانب الاخر لو صمدت حماس واعلنت الانتصار فسيكون هذا تعزيزا لموقف ايران في المنطقة وعلى اكثر من ملف، الملف النووي والعراقي ومصالحها في افغانستان. اقطعوا رأس الهيدرا (حماس) امير طاهري، الصحافي والكاتب كتب في ‘التايمز’ على خلاف الرؤى السابقة قائلا ان لا خطوة للامام طالما بقي ثعبان الهيدرا الذي هو حماس على قيد الحياة. وكتب طاهري قائلا ان العملية في غزة جاءت بعد ان اصبح الوضع القائم في غزة لم يعد محتملا وان بقاء الوضع على ما هو يعني استمرار الصواريخ وافشال التفاوض من اجل تحقيق حل الدولتين. والاكثر من هذا والمهم هو التحالف الذي عقدته حماس مع ايران ورئيسها الداعي لمحو اسرائيل عن الخارطة. ويرى ان اهداف اسرائيل باتت واضحة وهي: وقف الصواريخ وفتح غزة لكل الجماعات الفلسطينية ومحو التأثير الايراني. ويزعم الكاتب ان من قال ان سبب عملية غزة هو الاحتلال ليس صحيحا لانها اي غزة وحتى ايام كانت في الجزء العربي الخالي من الجنود والمستوطنين، ومع ذلك فكل مشاكل اسرائيل من الصواريخ والانتحاريين جاءت من غزة مقارنة مع الجولان المحتلة منذ عام 1967 ولكنها هادئة مثل باحة كنيسة على الرغم من وجود مستوطنات فيها. وكل هذا لان حماس هي جزء من حركة عالمية تهدف لانشاء دولة اسلامية في غزة وقطاع غزة، وهي جزء من حركة الاخوان المسلمين التي تهدف لتسيد رؤيتها للعالم بدلا من دولة مصغرة على مساحة 5000 كيلو متر مربع. ولم يفت الكاتب الزعم ان الحركة وان انشئت عام 1987 الا انها تعود الى الثلاثينات من القرن الماضي ولها علاقة بالحاج امين الحسيني الذي يزعم انه تحالف مع هتلر وكان يحلم باحياء الخلافة (لا علاقة بين الحسيني ونشوء الاخوان في فلسطين). واشتط الكاتب في الزعم ان حماس لا تهتم كثيرا بفلسطين وانها ترى في الوطنية التي يدعو اليها ابو مازن خيانة للاسلام. واشار الى ايمان حماس بان ارض فلسطين اسلامية غير قابلة للتفاوض. وذهب ابعد بالزعم ان الفلسطينيين دفعوا ثمنا ولعقود بسبب زعمائهم بدءا من الحاج امين وانتهاء بياسر عرفات ولكنه لم يقل لنا من هم الزعماء الذين جاءوا بينهم. ويعتقد الكاتب ان تقليم اظافر حماس لن يكون جيدا فقط لاسرائيل ولكن لكل الفلسطينيين، خاصة اهل غزة الذين اصبحوا اسرى لدولة الحزب الواحد العاجزة والفاسدة. ولكن المهمة ليست سهلة كما يبدو على حد تعبير الكاتب لان حماس لها رؤوس كثيرة منها التعليم والعمل الخيري، ثم هناك حماس السياسية التي حصلت على غالبية في الانتخابات عام 2006 وهناك حماس المصالح والاعمال والتي سيطرت على اقتصاد غزة بكافة الوسائل واخيرا الة الارهاب الحمساوية التي تقود 20 الفا من المسلحين وهذا هو الرأس الذي تحاول ايران شراءه من خلال رموز كخالد مشعل في دمشق. اسرائيل خسرت التعاطف العالمي الكاتب اليميني كون كوغلين تحدث عن الكيفية التي خسرت فيها اسرائيل اللعبة الاعلامية من خلال الخطأ في تصويب صاروخ ادى الى مجزرة الاونروا ‘الفاخورة’ في جباليا. وكتب المحلل في ‘ديلي تلغراف’ عن عدة امثلة حاول مقاتلو حماس خداع الجنود وايقاعهم في الشرك منها ان جنديا كان يظن انه يطلق الصاروخ على مقاتل من حماس بالكوفية الفلسطينية. ولكن الكاتب يقول ان المشكلة ان الرجل بالكوفية لم يكن الا دمية وهي شرك نصبه لهم مقاتلو حماس. وتحدث عن مثال اخر قام به مقاتلو حماس بارسال انتحاري في زي امرأة نحو جندي حراسة وكان الانتحاري يجري تجاه الجندي ويصرخ كأنه يستغيث وارتمى في حضن الجندي مفجرا نفسه معه. وضرب الكاتب هذين المثالين لاظهار المصاعب التي تواجه اسرائيل في التفريق بين المقاتلين والمدنيين وكأنه يبرر لمجزرة الفاخورة. ويتهم الكاتب مقاتلي حماس بأنهم يختبئون بين المدنيين لمعرفتهم ان اي خطأ يؤدي لقتل المدنيين فستلام عليه اسرائيل وليس هم. وقارن مشكلة الاسرائيليين مع المصاعب البريطانية في افغانستان حيث تقوم طالبان بالاختباء وراء المدنيين. واتهم الكاتب حماس ومقاتليها بانهم اختاروا موقعا قريبا من المدنيين لضرب الجنود واستفزازهم وبهذا نجحوا. وقال ان التعاطف العالمي مع اسرائيل تبخر بعد الصاروخ الذي قتل اكثر من 40 مدنيا مع ان العالم وحتى بعض العرب كانوا مع ضرب حماس ووقف صواريخها لحماية الاسرائيليين منها ومن شرها. كلنا حماس في تقرير لصحيفة ‘الاندبندنت’ جاء فيه ان انصار فتح وحدوا صفوفهم في الضفة ووقفوا مع حماس ضد الهجمة عليها ‘الان كلنا حماس: انصار فتح يتوحدون ضد العدو’ هذا هو عنوان التقرير وجاء فيه انه حتى لو انتصرت اسرائيل عسكريا او دبلوماسيا في غزة فهي تدفع الان ثمنا وهو الحقد والكراهية لها في قلوب سكان الضفة الغربية. واشار التقرير الى ان الحملة زادت من الشكوك حول محمود عباس وخياره التفاوضي مع اسرائيل. وقالت ان الدبلوماسية التي طرقها عباس ولسنوات لم تؤد لتغيير في حياة السكان ولم تخفف عنهم معاناة الاحتلال والمصاعب اليومية ولم توقف بناء المستوطنات. وقالت ان الاحباط الموجود والذي يفسر فوز حماس عام 2006 تزاوج الان مع المذابح والدمار في غزة والذي ادى الى زيادة الغضب. وعلى الرغم من التشديد الذي تمارسه السلطة على المظاهرات ومحاولتها منع المواجهات مع القوات الاسرائيلية الا ان الغضب العارم ومظاهره واضحة في كل مكان. وقالت الصحيفة ان قادة فتح موزعون بين رغبتهم في انهاء حكم حماس في غزة وبين الغضب الشعبي على مقتل اخوانهم هناك. ونقلت عن باحثين قولهم انه في حال انتصار حماس ورفع اسرائيل الراية البيضاء فعندها ستكون مشكلة هنا في الضفة الغربية بل ومشاكل للانظمة العربية. ولكن قادة في فتح وان دعوا الى الوحدة الوطنية فإنهم يحملون قادة حماس مسؤولية الكارثة والدمار الذي جلبوه على انفسهم وعلى شعبهم. لكن عامة الشعب والموظفين لديهم رأي اخر فهم يقولون ان ما يحدث في غزة فوق طاقة الاحتمال فهم غاضبون على اليهود وكارهون لهم وغاضبون على السلطة والانظمة العربية. نهاية حماس قريبة في مقال للمعلق في ‘واشنطن بوست’ تشارلس غروثامر ‘اشار فيه الى نهاية اللعبة في غزة وان انهاء حماس بات في مرمى العين. وقال ان قادة اسرائيل مارسوا لعبة خداع حول اهدافهم من العملية في غزة لكن ما يتوقع ان تنجلي عنه المعركة هما احتمالان، الاول وقف للعمليات العدوانية بمراقبة دولية وانهيار حكم حماس في غزة. واعتبر الكاتب ان مواقف حكومة ايهود اولمرت التي تتعرض لضغوط دولية من المبادرة المصرية ـ الفرنسية وقبولها بها سيكون خطأ كبيرا، لان هذا يعني نهاية كما في مثال لبنان قوة دولية وقيام الطرف الاخر بتسليح نفسه واعادة تنظيم صفوفه. واشار الى ان قرار الامم المتحدة بشأن نزع سلاح حزب الله مهزله كبرى لان قوات الامم المتحدة لم تكن قادرة على منع الحزب من تسليح نفسه بل ووقفت حاجزا امام اسرائيل لاتخاذ اجراءات وقائية. وقال ان المجتمع الدولي يقوم بالضغط لتكرار نفس المهزلة. مما يعني ان الانفاق ستحفر، هذه المرة ستكون اعمق. وستستخدم المساجد والمستشفيات والمدارس كمخازن للسلاح، هذا كلام الكاتب. وتساءل هل تعتقد ان قوات حفظ السلام الفرنسية ستقوم بمداهمتها؟ وقال ان الاتفاق سيعطي اسرائيل عدة سنوات قبل ان تبدأ الجولة الثانية حيث سيصل مدى صواريخ حماس هذه المرة لتل ابيب بشكل يهدد مطار بن غوريون ومفاعل ديمونا. ولهذا السبب فان نهاية اللعبة لهذه العملية هي الاحتمال الثاني وهو الاحسن لاسرائيل والعالم المتحضر اي انهيار حماس. وقال ان هذا لا يعني قتل كل حمساوي ولكن نزعهم من امكانية القدرة على الحكم، متهما قادة حماس بالجبن والاختباء تاركين غيرهم للموت، وانهم في حالة من الاهانة والعار والشنار، واصبحوا غير قادرين على حماية شعبهم وحتى انفسهم وأنهم يستجدون الدعم من الخارج ولا يتلقون سوى الكلام من العرب وايران. وقال ان نهاية حكم حماس اصبح في اليد ولكن هذا يعتمد على عدم استماع اسرائيل للدعوات الضاغطة عليها. وقال ان الاطاحة بحماس لا تقتضي احتلالا لغزة من اسرائيل بل يمكن احضار قوة دولية لتحضير الجو لنقل السلطة للسلطة الوطنية. وقال ان انهيار حكم حماس سيكون ضربة لجبهة الرفض الفلسطينية وللصدريين في العراق ولايران وانتصارا للدول العربية المعتدلة التي ستتشجع كي تواصل تحالفها مع امريكا. وقال ان اولمرت كانت لديه فرصة في لبنان ولكنه ضيعها وهاهو امام فرصة ثانية. حل سياسي واقناع الفلسطينيين اختيار تيار معتدل لكن جاكسون ديل في نفس الصحيفة يناقش ان الحملة في غزة تفشل لان الحرب على حماس تثبت ان القضاء على التطرف في الشرق الاوسط ليس سبيله القوة. وقال انه في حالة استيعاب ادارة اوباما القادمة الدرس فسيكون لديها فرصة لتحييد كل من حماس وايران ورعاية تسوية سلمية. ويرى ان نجاة حماس واستراتيجيتها في الدفاع تجعلها غير مستعدة لقبول املاءات اسرائيلية جديدة بدون منافع كبيرة. مما يعني ان اسرائيل امام خيارات كلها مكلفة: ضرب حماس والاطاحة بها او تقديم تنازلات لحماس او الانسحاب بدون تحقيق انجاز. ويرى ان اولمرت قد يحصل على قوة دولية تضمن الوضع في غزة لكنها لن تمنع حماس من اعادة تسليح نفسها. وقال ان الشرك الذي اوقع الثلاثي الاسرائيلي نفسه به هو ان حماس قد تقتل وتخنق عبر الحصار الاقتصادي. ومن هنا فان حماس ليست حركة ارهابية كما تفهم اسرائيل بل هي حركة سياسية ذات جذور شعبية واجتماعية وعليه فالطريق نحو هزيمتها ليس بالقوة ولكن من خلال السياسة واقناع الفلسطينيين المعروفين بالاعتدال واختيار تيار معتدل وعدم تكرار تجربة عام 2006 التي اوصلت حماس للسلطة. ويعتقد الكاتب ان الاستطلاعات اثناء التهدئة اظهرت تراجع شعبية حماس. ولكن اسرائيل التي وقعت في الشرك الايراني الان واختارت الحرب ستكون مسؤولة عن عودة شعبية حماس.
 
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 11 جانفي  2009)
 
 

الزميل سفيان بن فرحات: بروباقندا في المعسكرات الصحفية الفرنساوية

 

نص المحاضرة التي قدمها الزميل سفيان بن فرحات في اشغال الندوة حول العدوان على غزة بين القانون الدولي والإعلام التي نظمتها النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بتونس يوم الجمعة 9 جانفي 2009 سيداتي، سادتي، أريد، قبل الخوض في أهم أعراض التغطية الإعلامية الفرنساوية للحرب الإسرائيلية الدامية في قطاع غزة، الوقوف على معطيين هامين : أولهما أن عبدكم الفقير ليس له موقف سلبي من الفرانكفونية، إذ أن أكثر من 90 في المائة من مقالاتي ومن الكتب التي ألّفتُها هي باللغة الفرنساوية ؛ وإذ اعتبر اللغة الفرنساوية إلى حدّ ما غنيمة حرب يُستحسن استعمالها والاستئناس بها خدمة لقضايانا ولثقافتنا الوطنية ولمقومات هُويّتنا الأساسية، فإنني أمقت ما يمكن تسميته بالفرانكوفيلية والفرانكومانية لحدّ الهوس لدى بعضهم هنا وهناك. ويجدر التنبيه أن الفرنكوفيلية والفرنكومانية هما من باب السطو على الأفئدة والعقول، وأول من تفطن لذلك كان شيخ الأزهر حسن العطار المتوفى سنة 1834 والذي كتب في مقامته الشهيرة « مقامة الأديب الرئيس الشيخ حسن العطار في الفرنسيس » عندما التقى بضباط نابليون في حملتهم على مصر مُعجبا بأحدهم : تجانس الحسن في مرآه حين غدا بين الكلام وبين الثغر تجنيس وصاد عقلي بلفتات فواعجبا حتى على العقل قد تسطو الفرنسيس وثانيهما أنني لست من مريدي حركة حماس الفلسطينية، رغم انحيازي قلبا وقالبا، فكرا وساعدا، عقيدة وممارسة، ومنذ نعومة أظافري للقضية الفلسطينية التي أعتبر انتهاكها أم المظالم بل ومظلمة المظالم عبر العصور. سيداتي الفضليات، سادتي الأفاضل، إذا أقرّ الجنرال الألماني كلاوزفيتز المعاصر لنابليون بونابرت أن الحرب هي مواصلة للسياسة بطرق أخرى، تؤكد تغطية الصحافة الفرنساوية والفرانكفونية للحرب الإسرائيلية المدمرة في غزة بأن الإعلام هو مواصلة للحرب بطرق أخرى. لقد أصبحت الغالبية الكاسحة لوسائل الإعلام الغربية والفرنساوية تباعا شريكا فاعلا في هذه الحرب التي تدّعي تغطيتها الموضوعية والمتجرّدة والمحايدة وهلم جرا من الشعارات المُتداولة زمن السلم والمُدرّسة في الكليات والأكاديميات الإعلامية. إن اللافت للانتباه هو الانحياز الغير مخفيّ لوكالة الأنباء الفرنساوية وللجرائد والمجلات والإذاعات والقنوات المتلفزة الفرنساوية للجيش الإسرائيلي في حملته الدامية على غزة وأهاليها المدنيين الأبرياء، هذا زيادة عن تضامنهم مع جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد حركة حماس ومقاوميها وغيرها من الفصائل الفلسطينية المقاتلة. تستعمل الغالبية الكبرى من وسائل الإعلام الفرنساوية كلمات وألفاظا منحازة ومظللة. فعلى سبيل الذكر لا الحصر تورد هذه الوسائل الإعلامية اللفظ العبري تساهال للدلالة على الجيش الإسرائيلي (وهو ما مفاده ترجمة جيش الدفاع الإسرائيلي)، في حين من الأجدر القول الجيش الإسرائيلي أو جيش الاحتلال الإسرائيلي حين تواجده على أراض فلسطينية أو عربية محتلّة. بل ويستعمل الصحفيون الفرنساويون لفظ تساهال هذا بروح حميمة وكأنه طفلهم المدلل وخلّهم المُبجّل كما نقول في ربوعنا سيدي علي وسيدأحمد وتونس الخضراء. في المقابل يستعملون كلمة حماس مرفقة دائما وأبدا بعبارات كالحركة الإسلامية والإرهابية والمتشددة والأصولية والجهادية والمتطرفة وحليفة حزب الله وسوريا وإيران. ويصفون منخرطي حماس والمتعاطفين معها وفدائييها بألفاظ نابية كالإرهابيين والقتلة. ويمتدّ هذا التوصيف العنصري لأهالي غزة، وهم في غالبيتهم من اللاجئين الفلسطينيين، تم تهجيرهم هناك منذ نكبة 1948 ونكسة 1967 ومصادرة أراضيهم ومحو مدنهم وقراهم داخل فلسطين 1948 (الخط الأخضر) في سياق عملية التطهير العرقي لفلسطين التي خصص لها المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابي Ilan Pappe كتابا مدوّيا وممتازا. وتجدر الإشارة في هذا الشأن إلى أن الطائرات المقاتلة الإسرائيلية بادرت في منتصف يوم السبت 27 ديسمبر 2008 بقصف وحشيّ لمدرسة خرّيجي الشرطة بمدينة غزة أوقع ما لا يقل عن المائة وخمسين شهيدا من بين الطلبة. وللعلم فقد تمّ تأسيس هذه المدرسة منذ سنوات عديدة بمقتضى تمويل من الاتحاد الأوروبي. تجاهل الإعلاميون الفرنساويون ذلك وتحدثت وكالة الأنباء والجرائد والقنوات التلفزية الفرنساوية عن سقوط أعضاء من « قوى أمن الحركة الأصولية المتطرفة حماس » على حدّ ادعائهم ومزاعمهم. يتجاوز هذا الموقف التضليل ليصبح عن قصد تبييضا بأتم معنى الكلمة لجريمة حرب نكراء يكيّفها القانون الدولي الإنساني بصفتها من باب الجرائم ضد الإنسانية. ومنذ بداية هذه الحرب الضارية دأبت وسائل الإعلام الفرنساوية بوصفها ب »ردّة فعل » و »دفاع شرعي » مزعومين للجيش الإسرائيلي ضد ما أسمته خرق حماس للهدنة وإعادة إطلاقها للصواريخ تجاه إسرائيل. (représailles et légitime défense) وفي سياق التضليل اللفظي يتحاشى الإعلام الفرنساوي التحدث عن الاجتياح العسكري الإسرائيلي لقطاع غزة واحتلاله مفضلا عبارة « العملية البرية  » وكأن طوابير الدبابات والمجنزرات والمدرعات وفرق المشاة الإسرائيلية المحصّنة بالطائرات والهلكوبترات والمدفعية الثقيلة في مجرد جولة استطلاعية. هذا ما يتضح جليا في جرائد كبرى كلوموند وليباراسيون ولوفيغارو (ما عدا لومانيتي) وقنوات ك تف1 وفرانس2 وآم6 وآرتاي وغيرها. لا أحد تحدّث عن حصار غزة الذي دام 18 شهرا وعن غلق المعابر وإيقاف الإمداد بالكهرباء والغاز والمياه، ومصادرة مخصصات الموظفين، والعائدات الجبائية، وإحلال كوارث إنسانية مفجعة بقطاع غزة منذ أشهر عديدة. ويعلم الجميع أن إسرائيل هي التي بادرت بخرق التهدئة المبرمة مع حماس في 19 جوان 2008. وطبقا لأرقام نشرتها وزارة الخارجية الإسرائيلية ذاتها وموجودة على شبكة الأنترنات، فقد هاجمت القوات الإسرائيلية غزة 87 مرة خلال شهر جوان 2008، ومرة واحدة في شهر جويلية، وثمان مرات في أوت، ومرة في سبتمبر، ومرتين في أكتوبر 2008. كما اعتمدت إسرائيل غلق كل المعابر وتجويع الغزاويين. ويوم 5 نوفمبر 2008، هاجم الجيش الإسرائيلي نشطين من حماس بغزة، وقتل أربعة منهم، فما كان من حماس إلا إمطار إسرائيل ب126 صاروخا بمثابة رد الفعل. وتذرعت إسرائيل بذلك لشن حربها الدموية ضد غزة. وفي الحقيقة كانت العملية العدوانية الإسرائيلية ضد نشطي حماس يوم 5 نوفمبر 2008 استفزازا مدبّرا. فمنذ ستة اشهر طلب وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك من الاستخبارات مده بقائمة مفصلة للتجهيزات الأمنية والمدنية بقطاع غزة شارعا شارعا وزقاقا زقاقا بالتفصيل الممل. تحصل على مبتغاه وأقفل على المعلومات بمكان خفيّ في انتظار قرب مدة انتهاء التهدئة مع حماس وموعد الانتخابات التشريعية المرتقبة بإسرائيل. تم التعتيم على ذلك، وعلى الأبعاد الانتخابية الإسرائيلية الداخلية للعدوان على غزة. وادعى الإعلام الفرنساوي بان أهداف القصف الإسرائيلي هي البنى التحتية لحماس، رغم إقرار جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه ينوي تقويض حركة حماس بأكملها. في المقابل وقع التركيز على علاقات حماس بحزب الله وسوريا وإيران، أي « محور الشرّ » طبقا لتوصيفات الأدبيات السياسية الدعائية الأمريكية. أما صور الضحايا المدنيين من بين الأهالي الفلسطينيين فقد تم ويتم إلى حدّ الساعة تسويقها على أساس أنها مجرد « أخطاء هامشية » وضحايا ثانوية. Bavures et victimes collatérales وغالبا ما اعتبرت وسائل الإعلام الفرنساوية، من وكالة أنباء وجرائد ودوريات وإذاعات وقنوات تلفزية، مئات الأطنان من القنابل المدمرة التي أطلقتها الطائرات المقاتلة الإسرائيلية على أهالي غزة من قبيل « الاستعمال المفرط للقوة ». Usage disproportionné de la force في المقابل ورد في افتتاحية جريدة لوموند الغراء بتاريخ 30 ديسمبر 2008 أن الصواريخ التي تطلقها حماس والفصائل الفلسطينية هي من باب « جرائم الحرب ». علما وأن هذه الصواريخ لم تقتل سوى ثمانية إسرائيليين على امتداد الثماني سنوات المنقضية. وكتب لورون جوفران في ليبيراسيون بتاريخ 29 ديسمبر 2008 مقالا عبّر فيه عن خشيته من أن تفقد إسرائيل تفوقها الأخلاقي على حدّ قوله. وبلغ الاستهتار والخفة المنافين لأبسط قواعد المهنة الصحفية وأخلاقياتها لدى قناة فرانس2 ذروتهما لما أقدمت ظهر الاثنين 5 جانفي 2009 على بث صور للقصف على غزة تم تصويرها سنة 2005 بمخيم جباليا إثر حادث، وتظاهرت القناة الموقرة بالاعتذار عن ذلك في الغد. ولما بلغ السيل الزُبى وتقشّعت جليا للعيان قاصيا ودانيا صورة إسرائيل الوحشية ومجازرها المروّعة كمجزرة مدرسة وكالة غوث اللاجئين الأونروا بمخيم جباليا التي ذهب ضحيتها ما لا يقل عن 43 مدنيا قُتلوا ومائة جريح، ورغم إقرار أمين عان الأمم المتحدة بان كي مون مساء 6 جانفي 2009 بمجلس الأمن بأن عدد الضحايا المدنيين قارب السبعمائة، واصلت وسائل الإعلام الفرنساوية التضليل، مدّعية أن عدد القتلى المدنيين يقارب المائة، موحية بأن الستمائة الباقون هم من مقاتلي حماس، في حين أكدت المصادر العسكرية الإسرائيلية ذاتها بأن عدد القتلى في صفوف حماس يعدّ ببعض العشرات. قلت في بداية هذه المداخلة سأورد أمثلة على سبيل الذكر لا الحصر. القائمة تطول وتستأهل عرضا مستفيضا ودراسة دلالية معمقة ليس في وسعي تناولها الآن وهنا. أكتفي ببعض الملحوظات الختامية. – إن مقاربات تعاطي الإعلام الفرنساوي مع الحرب على غزة لا تنبع من تحاليل بقدر ما هي نتاج حملة دعائية منظمة بكل ما لكلمة بروباقندا من دلالات سيئة الصيت. إنه تمترس دعائي وفكري وإيديولوجي. – إن ما تم ملاحظته من مواقف ثابتة يؤكد أنها ليست عفوية ومن باب ردود الفعل الفجائية بقدر ما هي نتاج مسار عميق مرتكز على تراكمات وتموقعات قصديّة تؤسس وترسّخ لمتن حكائي إعلامي أحادي وكلياني، ومنحى سردي اتصالي تلقيني، ملفّقا ومغشوشا، يردّده للأسف الشديد زملاء صحفيين كالببغاءات. – تعتمد وسائل الإعلام الفرنساوية، وبخاصة منها التلفزية، في نهجها هذا على خبرات مفبركة، بعضهم مشبوهين إلى حدّ بعيد لارتباطهم بدوائر استخباراتية فرنساوية وإسرائيلية وجمعيات ومراكز قوى صهيونية، على غرار الكساندر دال فاللي، وأنطوان بسبوس، وأنطوان صفير، وبرنارد هنري ليفي، وألكسندر أدلر، وأندري قلوكسمان، وألان فينكلكروت…كما غالبا ما يلجأ الصحفيون الفرنسيس إلى كبار الضباط في جيش الاحتياط الإسرائيلي على أساس أنهم مؤرخين على غرار إيلي بارنافي الذي شغل خطة سفير إسرائيل بفرنسا لسنوات عديدة. هؤلاء كلهم يهرعون للمحطات التلفزية وهيئات التحرير الفرنساوية لغاية في نفس يعقوب بمناسبة أزمات الشرق الأوسط وقلّما تُعتمد خبرات مشهود لها كباسكال بونيفاس وطارق رمضان وغيرهم. – يتجاوز هذا التمترس الدعائي والفكري والإيديولوجي للإعلام الفرنساوي التتاخم التقليدي والكلاسيكي بين اليمين واليسار الذي يطبع الساحة الفرنساوية منذ قرون. فجماعة برنارد هنري ليفي، وأندري قلوكسمان، وألان فينكلكروت ظهروا في البداية تحت يافطة الفلاسفة الجدد ثم تحول بعضهم إلى عائلة اليمين الجديد بينما بقي بعضهم في خانة اليسار. يتصارعون عدائيا أحيانا فيما بينهم فيما يتصل بالشأن الداخلي الفرنساوي، ولكن كلهم سواء، يد واحدة، تجاه معاداة القضية الفلسطينية ونصرة إسرائيل اللامشروطة، رغم أن اليمين الفرنساوي تميز سابقا بأقل عداوة للعرب من اليسار، هذا طبعا قبل ريادة ساركوزي المؤسسة لنهج حميمي يميني فرنساوي متقد حبا ونصرة لإسرائيل. – إن الشيطنة تجاه العرب والفلسطينيين وحركة حماس ومن حذا حذوهم وما حاذاهم موجودة بالأساس في الجرائد والدوريات والإذاعات والقنوات التلفزية الفرنساوية وهي أقل وطأة في شبكة الأنترنات واليوتوب والفايس بوك وغيرها. وتبقى القنوات التلفزية الفرنساوية أهم معاقل هؤلاء المتمترسين ضد القضايا العادلة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وقد سبق للجنرال شارل دي غول أن قال لما كان رئيسا للجمهورية الفرنساوية « إن كانت الصحافة المكتوبة ضدي، فالتلفزة لي ». – التعتيم والتغييب لصالح إسرائيل مقابل الشيطنة تجاه العرب وخاصة منهم المقاومين والرافضين للاستسلام والاستلاب والرضوخ تلك هي السمات البارزة للخطاب الإعلامي الفرنساوي بمناسبة الحرب على غزة. لقد أصبح الإعلام الفرنساوي ماهرا في صناعة القبول بالإيجاب والرضوخ السلبي والتواطؤ باللامبالاة لدرجة أن هيئات التحرير الفرنساوية أصبحت بمناسبة حرب غزة كالمعسكرات الصحفية تسودها البروبقندا. والسلام سفيان بن فرحات حمام الشط في 8 جانفي 2009 http://soufiane-ben-farhat.space-blogs.com/ http://fr.wikipedia.org/wiki/Soufiane_Ben_Farhat (المصدر: موقع زياد الهاني الإلكتروني بتاريخ 11 جانفي 2009)


أخشى عليك يا أردوغان !!!!!

 

أحمد موفق زيدان   الشعب الفلسطيني ليس هنوداً حمراً يمكن القضاء عليه بسهولة ، وعلى الرغم من الفارق الكبير بين أعداد الهنود الحمر والشعب الفلسطيني حين تمكن الأميركيون من شطبهم من الجغرافيا والتاريخ ، إلا أن الشعب الفلسطيني شعب حافظ على هويته بالبعد الأممي الإسلامي الذي يرفده ويدعمه من غانا إلى فرغانة ، تجلى ذلك بوضوح في الوقفة و الهبّة الشعبية الجماهيرية الإسلامية تأييداً للمقاومة في مقارعة العدو الصهيوني في غزة هاشم .. الشعب الفلسطيني الذي يسعى الكيان الصهيوني بدعم أميركي وأوربي منقطع النظير إلى شطبه بطريقة أخرى ، ربما تختلف عن طريقة شطب الهنود الحمر ، شعب مثقف ومتحضر ومتمدن ، وشعب له حضوره ووجوده في العالم كله ، وربما هجرته وشتاته هذه وفّرت له فرصة من نوع آخر للمحافظة على هويته من خلال تعريف العالم والشعوب الأخرى التي اختلط بها بعدالة قضيته ، تجلى ذلك بوضوح في قدرته على تنظيم المظاهرات والمسيرات في الأماكن التي انتشر فيها …. إن هذه المظاهرات والمسيرات المليونية التي خرجت وعلى مدى أسبوعين تقريباً ، ما كان لها أن تتم لولا الحاضنة الإسلامية والإنسانية القوية التي يعيش وسطها الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ، مظاهرات عبّرت عن سخطها وكفرها بالأنظمة العربية والإسلامية أكثر ممّا عبرت عن تأييدها للقضية الفلسطينية ولأهل غزة ، فالمتظاهرون صبّوا جام غضبهم على أنظمة عربية وإسلامية تتفاخر بلعب دور الوسيط بين الفلسطينيين والصهاينة ، والوساطة تقتضي النزاهة والوقوف على مسافة واحدة ، بمعنى أن مصر تريد أن تقف محايدة وعلى مسافة واحدة بين القاتل والقتيل ، بين الجلاد والضحية ، بين المعتدي و المعتدى عليه ، هذه الأنظمة التي توصم بالاعتدال والتشدد ماذا قدمت لأهل فلسطين ؟!! فإن كانت غير معنية بفلسطين وقضيتها بعد أن أعلنها مدوية ، وتكلم بعقله الباطن الحقيقي نائب الرئيس السوري فاروق الشرع بأنه على كل جهة أن تقلع شوكها بأيديها ، إن كانت هذه الأنظمة غير معنية بفلسطين وأهلها فلتتنبه لما ينتظرها من غضبة الجماهير الجارفة بحقها ، حيث غدا الطلب هو اقتلاعها من جذورها ، ولتذهب إلى الجحيم غير مأسوف عليها ، لخصت ذلك السيدة السودانية الرائعة في إحدى المظاهرات مخاطبة الرؤساء العرب : ها نحن نعطيكم خمارنا وأعطونا سلاحكم لندافع بها عن الأمة … أن يتراجع دور الحكومات والأنظمة العربية المتشدقة بالعروبة و القومية والتي اقتاتت على فلسطين وقضيتها لعقود ليتقدم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ، فهذا شيء يخجل فقط أصحاب الشعارات القومية ، ويؤكد على ضرورة الخطاب الإسلامي ونجاعة المشروع والحل الإسلامي الذي طالما استبعده واستهزأ به أولئك القوميون  » الأشاوس  » ، لقد قالها أردوغان مدوية على الجزيرة ؛ فكانت صفعة مخجلة للأنظمة العربية حين قال : « إسرائيل هي المسئولة عن وصول الوضع إلى ما هو عليه الآن ، لأنها الطرف الذي لم يلتزم بالتهدئة ، لم تفك الحصار عن شعب أعزل ، ورفضت عرضاً تركياً للوساطة مع حماس في الأيام الأخيرة قبل المجزرة التي ترتكبها حالياً في غزة » . وأضاف أردوغان فى هجومه : « إسرائيل لم تحترم كلمتها معنا » .. ثم وجه حديثه للحكام العرب :« أرفض الاتهامات الرسمية العربية التي تحمّل حركة المقاومة الإسلامية حماس مسؤولية التصعيد الراهن بقطاع غزة .. فاتهام حماس غير مقبول ولا يجوز .. لأن حماس التزمت بالتهدئة من أجل رفع الحصار ووقف الاعتداءات ، ولكن إسرائيل استمرت في فرض الحصار .. فكيف نطالب حماس بالصمت تجاه هذا الحصار » ؟!! والآن أقول لك يا سيد أردوغان إنني أخشى عليك ، فهل يتكرر درس السلطان عبد الحميد الثاني الذي فقد عرشه بسبب فلسطين ؟!! أرجو ألا يتكرر وتسجل تصريحات أردوغان سابقة باستعادة فلسطين كما حرر محمد الفاتح اسطنبول …
(المصدر: جريدة المصريون ( يومية – مصرية ) بتاريخ 10 جانفي 2009 )

 


.

خطة تونسية لدعم اقتصادها في مواجهة الأزمة العالمي

 

تونس ـ العرب اونلاين ـ وكالات: وضعت الحكومة التونسية خطة لدعم المؤسسات الاقتصادية التي تشهد تقلصا في نشاطها بسبب تداعيات الازمة الاقتصادية العالمية. واوضح السيد محمد رشيد كشيش وزير المالية التونسي في تصريحات صحفية ان هذه الخطة ستكلف موازنة الدولة نحو « 150 مليون دينارتونسي » تعادل نحو « 105 مليون دولار امريكي » فضلا عن تخصيص اعتمادات تقدر بـ « 350 مليون دينار » لدفع مختلف القطاعات الاقتصادية وذلك من خلال تحسين محيط الاعمال والرفع من القدرة التنافسية للمؤسسة التونسية. واشار الى ان مختلف هذه الاجراءات تهدف الى الحفاظ على نسق الاستثمار باعتباره احد اهم مكونات الطلب الداخلي التي تعتمد عليها تونس لدفع النمو وتحقيق الاهداف المرسومة في هذا المجال والمتمثلة في تحقيق نسبة نمو تقدر بـ5 بالمائة. واضاف ان الرفع من الطلب الداخلي يتطلب كذلك دفع الاستهلاك الاسري وذلك من خلال الزيادة في الاجور خلال عام 2009 والتي ستصل الى حدود4.7 بالمائة في الوظيفة العامة وهو ما من شانه ان يرفع في القدرة الشرائية للمواطن خاصة مع استهداف نسبة تضخم في حدود 3.5 بالمائة خلال العام القادم.  
(المصدر: موقع صحيفة « العرب » (يومية – لندن) بتاريخ 11 جانفي 2009)  

وزير المالية التونسي : 350 مليون دينار لدفع مختلف القطاعات الاقتصادية

 
 
تونس 14 محرم 1430هـ الموافق 11 يناير 2009م واس افاد وزير المالية التونسي محمد رشيد كشيش ان بلاده ستخصص حوالي 350 مليون دينار تونسي // حوالي270 مليون دولار// لدفع مختلف القطاعات الاقتصادية المحلية وتحسين الاعمال الورفع من القدرة التنافسية للمؤسسة التونسية في إطار خطة أعتمدها مجلس وزاري مؤخرا لدعم المؤسسات الاقتصادية التي تشكو من تقلص نشاطها بسبب تداعيات الازمة الاقتصادية العالمية .. مشيرا الى ان إجراءات تنفيذ الخطة دخلت حيز التنفيذ منذ بداية السنة الحالية حيث تم إتخاذ التدابير اللازمة لتجسيدها . وأبلغ لقاءا صحفيا بالعاصمة التونسية بانه تم إتخاذ تدابير مماثلة للنهوض بالسوق المالية مشيرا الى إدراج عدد من المؤسسات العامة في بورصة تونس بينها الشركة التونسية لتوزيع البترول وشركة للاسمنت. وأكد ان حكومته ستحافط على مستوى أسعار المحروقات المعمول به في السوق التونسية في ظل عدم وضوح الرؤية بشان تطور الاسعار في السوق العالمية والتداعيات الاقتصادية للازمة العالمية على الاقتصاد المحلي .  
 
(المصدر: وكالة الأنباء السعودية ( واس ) بتاريخ 11 جانفي 2009 )  


  تونس: تخصيص 400 مليون دولار لدعم المؤسسات الاقتصادية

 

تونس – محيط: أعلنت الحكومة التونسية عن توفير اعتمادات مالية في موازنتها العامة تصل الى نحو 400 مليون دولار لتعزيز برامج الدعم. وقال وزير المالية التونسي محمد رشيد كشيش في مؤتمر صحفي أن خطة دعم المؤسسات الاقتصادية ستكلف الموازنة العامة اعتمادات قد تصل إلى نحو 110 ملايين دولار. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية قول أن برنامج دعم القطاعات الاقتصادية سيخصص له اعتمادات تقدر بـ290 مليون دولار وذلك من خلال تحسين محيط الأعمال والرفع من القدرة التنافسية للمؤسسات. وكانت الحكومة التونسية قررت أواخر الشهر الماضي خطة تهدف إلى مساندة المؤسسات الاقتصادية التي تشهد تقلصا في نشاطها بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية. وأكد وزير المالية التونسي أن هذه الإجراءات تهدف إلى المحافظة على نسق الاستثمار كونه احد مكونات دفع النمو الذي تأمل بلاده تحقيق نسبة فيه تصل إلى 5 %. واستعرض كشيش أهم مؤشرات موزانة 2009 مبرزا تطور الموارد الذاتية وتقلص نسبة الدين العام والتحكم في العجز
 
(المصدر:شبكة الإعلام العربية (ميط ) بتاريخ 11 جانفي 2009)

شيّعه مثقفون من مختلف الاتجاهات بينهم المرشد العام للإخوان مصر.. رحيل قطب اليسار المفكر محمود أمين العالم عن 87 عاما

 

القاهرة – إ ف ب شيع مثقفون من مختلف الاتجاهات إلى جانب أقطاب من حركة اليسار المصري ظهر السبت 10-1-2009 المفكر والناقد اليساري المصري محمود أمين العالم، الذي فارق الحياة إثر أزمة قلبية داهمته فجرا عن عمر ناهز الـ 87 عاما. ومحمود أمين العالم المفكر اليساري من مواليد العاصمة المصرية عام 1922، ودرس الفلسفة في جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة اليوم)، وعمل في مجالات شتى من بينها أمينا لمكتبة إحدى الكليات في الجامعة، وبعد حصوله على الماجستير والدكتوراه أصبح من طاقم التدريس في الجامعة. كان خلال هذه الفترة من قيادات الحركة الشيوعية والطلابية في مصر، التي كانت تعيش في هذه الفترة مرحلة ازدهار وصراع مع الواقع القائم، وبين فصائل الحركة الشيوعية نفسها. وخلال عمله مدرسا في جامعة القاهرة ألغيت الملكية وأعلنت الجمهورية مع تولي الضباط الأحرار السلطة في مصر (1952)، وقد قامت السلطات الجديدة بفصله من عمله في عام 1954، إلى جانب عدد كبير من الأساتذة اليساريين، بينهم صديق عمره ورحلته عبد العظيم أنيس. وفي نفس العام خاض هو وعبد العظيم أنيس -عندما أصدرا كتاب « في الثقافة المصرية »- معركة فكرية ونقدية مع عميد الأدب العربي طه حسين حول النقد الأدبي، وكان نتيجتها ترسيخ مفاهيم جديدة في النقد أتاحت للواقعية الاشتراكية مكانا في الحركة الثقافية والنقدية العربية. واعتقل محمود أمين العالم في عهدي الرئيسين المصريين الراحلين جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات أكثر من مرة؛ كانت أطولها فترة اعتقال امتدت من عام 1959 إلى عام 1964 انتقل فيها بين عدة معتقلات، حيث انتهت إقامته في معتقل الواحات مع عدد كبير من قيادات اليسار في تلك الفترة. وبعد الإفراج عنه تولى عدة مناصب بينها الإدارة العامة للمسرح، حيث شهدت فترة توليه هذا المنصب تقدما كبيرا في الحركة المسرحية، ثم تولى مجلس إدراة مؤسسة « الأخبار » الصحافية، والتي كانت تعتبر الصحيفة الناطقة باسم الدولة حينها. وفي الستينيات رفض حل الحزب الشيوعي قبل أن يوافق على حله، والدخول ضمن إطار « الاتحاد الاشتراكي » الذي أسسه الضباط الأحرار، بعد الدعم الذي حصل عليه النظام من الاتحاد السوفيتي، وبعد البدء ببناء السد العالي. وبعد اعتقاله في فترة الرئيس السادات رحل إلى بريطانيا، وانتقل بعدها إلى باريس، حيث عمل مدرسا للفكر العربي المعاصر في جامعة باريس 8، وبقي هناك لمدة عشرة سنوات ساهم خلالها بإطلاق مجلة « اليسار العربي » من هناك، وبعد عودته إلى مصر (في الثمانينيات) أصدر مجلة « قضايا معاصرة » المستمرة الصدور حتى الآن. وشارك العالم في لجنة الفلسفة في المجلس الأعلى للثقافة، إلى جانب عضويته الفاعلة في عدد من الجمعيات؛ من بينها الجمعية الفلسفية، والجمعية التاريخية، وغيرها. وقد تأثرت الحركة اليسارية المصرية والعربية بالعالم من خلال نشاطاته وكتاباته الفكرية والنقدية، التي من أهما « الإنسان موقف »، و »معارك فكرية »، و »هربرت ماكوزي وفلسفة الطريق المسدود »، و »الوعي والوعي الزائف في الفكر العربي »، و »تأملات في عالم نجيب محفوظ »، و »الوجه والقناع في المسرح العربي المعاصر »، و »الإبداع والدلالة »، و »ثلاثية الرفض والهزيمة دارسة في أدب صنع الله إبراهيم ». وكان بين المشاركين في جنازة الراحل, رئيس المركز القومي للترجمة الناقد جابر عصفور، والكاتب سيد عشماوي، وقيادات حزب التجمع اليساري المصري؛ بينهم فريدة النقاش، ورفعت السعيد، وعماد أبو غازي، والمرشد العام للإخوان المسلمين مهدي عاكف وغيرهم. (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) بتاريخ11 جانفي 2009)  

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.