الأحد، 1 أبريل 2007

Home – Accueil الرئيسية

 

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2505 du 01.04.2007
 archives : www.tunisnews.net


 التكتل من اجل العمل والحريات – الحزب الديمقراطي التقدمي -حركة الديمقراطيين الاشتراكيين – حركة التجديد: بيـــــــان

عبد الله الزّواري:  حصـاد الأسبـوع بن لامين نورالدين: هل فتحت أبواب الحريّة الحمراء في تونس الزيتونة ؟؟  مواطن يتوق إلى الحرية : الخوف و الرعب يدب في التونسين حتى النخاع منصف المرزوقي – عبد الوهاب معطر: تقرير عن الانتخابات الرئاسية في موريتانيا الجريدة: معطيات جديدة عن المغازة العامة قد تربك حسابات المتراهنين الجريدة: الشروع في اقتطاع نسب إضافية من جرايات موظفي القطاع العام بعنوان التقاعد والتأمين على المرض الشعب: السياسة التعليمية الى أين.. وامتحان «الكاتريام» نموذجا الشعب: مسرحية خمسون :يوتوبيا الخوف داخل جدلية اليأس الوجودي والحلم بالبديل المفقود الجزيرة نت : القذافي يدعو لقيام الدولة الفاطمية الثانية بشمالي أفريقيا الشرق الأوسط : قناة «فرانس 24» تطلق صوتها العربي غدا عبدالحميد العدّاسي: المولد النبوي توفيق المديني : العرب والتحدي النووي الإيراني عبدالباقي خليفة : الأناشيد الوطنية : التطور و الرمزية د.حسن حنفي: مصر وتركيا وإيران… وعصر التكتلات الـحاج مـحمّد عبدالله ديرة: وربـحت العركة المرّة


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


التكتل من اجل العمل والحريات

 الحزب الديمقراطي التقدمي

حركة الديمقراطيين الاشتراكيين

 حركة التجديد

 

جندوبة في 31 مارس2007

بيـــــــان

متابعة لمعاناة مواطني عمادة بولعابـــة معتمدية بلطة بوعوان والتي سبق وان أثيرت أمام السلط المحلية والجهوية والعليا وتناولتها بعض وسائل الإعلام  والمتعلقة بقطع الماء الصالح للشرب منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات وتلوث مياه العيون والتي لم تجد أي تجاوب من طرف السلط المعنية، واثر الزيارة التي قمنا بها إلى منطقة بغورة بدعوة من بعض مواطني الجهة باعتبارها المنطقة الأكثر تضررا وللوقوف على مدى خطورة الوضع تبين لنا :

أولا: انقطاع الماء الصالح للشرب و توقف مياه الحنفيات الراجعة بالنظر للجمعية المائية غزالة بولعابة على الضخ بشكل تام .

ثانيا:تلوث مياه العيون الذي يمكن أن يشاهد بالعين المجردة(ضفادع،طحالب،اشنيات،حشرات،أوساخ…)

وفي اتصال ببعض مواطني المنطقة الذين حضر بعضهم المعاينة أفادوا بأنهم يعانون منذ ثلاث سنوات من انقطاع الماء الصالح للشرب وتلوثه خاصة في وضع تفتقر فيه العيون إلى أية حماية أو صيانة أو مراقبة صحية مستمرة الأمر الذي يمكن أن يساهم في انتشار عدة أمراض.

ثالثا: وبمزيد الاستفسار عن توقف الجمعية في إسداء خدماتها بدى أن هناك أكثر من سبب فإلى جانب مساهمة بعض العوامل الطبيعية الظرفية في انسداد قنوات الماء وتلدد الجمعية في خلاص ما تخلد بذمتها من ديون فقد أفاد مواطني بغورة أنهم بريئي الذمة من أي دين تجاه الجمعية وان ادعاء هذه الأخيرة بعدم إيفاء المواطنين بخلاص ثمن ما استهلكوه من ماء لا أساس له من الصحة وان سبب فشل الجمعية في إسداء خدمتها راجع بالأساس أن تأسيسها ونشاطها اعتمد مبدأ التعيين لا الانتخاب الحر والديمقراطي الكفيل بتحمل أي مسؤول مسؤوليته كاملة أمام القانون وأمام المنتفعين.

وعليه وباعتبار وان مطلب المواطنين هو مطلب حياتي:

أولا : نعلن مساندتنا اللامشروطة لمطالب منطقة بغورة الضرورية ونطالب السلــط المعنية بضرورة التعجيل لوضع حد لمعاناتهم ومعاناة المناطق المماثلة لها.

ثانيا:نندد بتلكـأ السلط تجاه مطالب المواطنين الحياتية والضرورية وسياسة اللامبالاة التي تنتهجها في ملفات لا  تستدعي التأجيل لاسيما إذا تعلقت بصحة وحياة المواطن.

ثالثا: نستنكر رد  مصالح ولاية جندوبـــة المغالط لمصالح الموفق الإداري والذي ادعت فيه إن العطب الحاصل

 بخزان الماء والقنوات الخاصة بالجمعية المائية كان ظرفيــا ، وان مواطني الجهة قد تلـددوا في تسديد الديون المتخلـــدة بذمة الجمعية .

رابعا : نناشد كل القوى الوطنية الفاعلة في البلاد الوقوف إلى جانب مواطني منطقة بغورة والمناطق التي يعيش مواطنوها ظروف جدا قاسية بالجهة.

 

عـــــن :

التكتل من اجل العمل والحريات                                                    الحزب الديمقراطي التقدمي  جامعة جندوبة    

  الأستاذ سعيد المشيشي                                                              محمد نعمان العشي                                                                                                                          

حركة الديمقراطيين الاشتراكيين جامعة جندوبة                                          حركة التجديد            

 رضا السمـــراني                                                           معاوي البغــوري        

 


 

تونس : عرقلة البحث العلمي وتعطيل الطاقات العلمية

مظلمة الأستاذ الجامعي رشيد الشملي .. نموذجا آخر
 
أستاذ جامعي منذ 29 عاما ,  باشر مهمة التدريس فى الجامعة التونسية منذ 1977 , صاحب مشروع نموذجي والمتمثل فى مشروع حديقة النباتات الطبية التونسية ,  وله أفكار أخرى رائدة أثرت الجامعة التونسية , يجد نفسه اليوم أمام خيار إضراب الجوع من أجل مطلب الحرية الأكادمية فى البحث العلمي الذي عطّله عميد الكلية و أوساط نافذة فى الدولة والحزب الحاكم , بسبب أن الأستاذ الشملي معارض للنظام . إن ما حصل ويحصل لهذا الكادر التونسي يمثل نموذجا آخر لهدر الطاقات العلمية الوطنية, وهو مع الأسف ليس الحالة الوحيد فما يعانيه عالم الرياضيات البروفسور المنصف بن سالم ليس منا ببعيد … حقيقة إنها ممارسات جد مخجلة فى حق طاقات علمية تونسية فذة يقترفها النظام التونسي الذي أصبحت المظالم صناعته اليومية
   
وقد تحدث الأستاذ الشملي لقناة الحوار التونسي في عددها 47 ,  عن العراقيل والصعوبات التى تعرض لها فى الجامعة التونسية 
 
قام بعملية القص والتسكين : صابر
 
ملاحظة : وقع تقسيم حديث الأستاذ الشملي إلى قسمين ليسهل وضعه على النت
1
 
2
 
صــابر : سويســرا


 
بسم الله الرحمان الرحيم  حصـاد الأسبـوع
 الإثنين 02 أفريل 2007 أعدّه/ عبد الله الزّواري
1) علمت:  زف الإمام الخطيب بقرية  » سيدي عمر بوحجلة » للمصلين بشرى اهتزت لها القلوب و خفقت لها الأفئدة،  و انتظر شباب القرية و كهولها الأيام و الأسابيع…حدثوا انفسهم بأنه آن الآوان لتدارك نقصهم الفادح في حفظ كتاب ربهم لانعدام من يقوم بمهمة تحفيظه لهم…و انتظروا الأيام و الليالي… و بدأ الإمام يتحاشى الخوض في الموضوع… ….. و تبين بعد ذلك أن  رعاة الدين و حماته أو مجففي ينابيعه ( و هما من المترادفات في القاموس السياسي التونسي في عهد التغيير) وضعوا شروطا لهذه الإملاء القرآنية جعلت الإمام الخطيب يتراجع عما بشر اولائك الظمآى…و أول الشروط أن تتم حصة الإملاء يوم السبت في منتصف النهار تحديدا و لمدة ساعة و ثلاثين دقيقة‼ و ثانيها أن يضبط المشرف على الإملاء قائمة اسمية في الحاضرين تتضمن اسماءهم و ألقابهم و أرقام بطاقات تعريفهم الوطنية يمدهم بها ( هم؟؟؟ أعرفتموهم من هم؟؟؟)‼ ثالثها أن يبلغ عن كل طفولي تسمح له نفسه حضور هذه الإملاء دون أن يكون مسجلا في القائمة الإسمية… رابعها أن يتعهد المشرف على الإملاء بتطبيق هذه الشروط ⁄  التعليمات… فهل هناك من يزال يصدق ان الديك يعطي بيضا؟؟؟
ملاحظة: ختمت هذا الجزء من حصاد الأسبوع الماضي بالتساؤل التالي: فها ترى هذا الشاب من الشهداء؟؟؟ و قيل ما دخل الشهادة هنا؟؟ و قد يكون من المفيد التذكير بأن الشهداء عشر من بينهم  » من قتل دون ماله، و من قتل دون عرضهن و من…… »
 2) تدبّرت:   » إذا كنت لا تقرأ إلا ما يعجبك فإنك إذا لن تتعلم أبدا.. »
 3) سمعت: فكاهة: كانت العجوز تعبر الطريق عندما فقدت توازنها فسقطت على الأرض. و كان نيكولا سركوزي يسير وراءها فسارع إليها ليعينها على الوقوف و يأخذ بيدها لتواصل طريقها، و لم يترك الفرصة تمر دون أن يستغلها لفائدته انتخابيا، فقدم نفسه:  » أنا نيكولا سركوزي وزير الداخلية الحالي و مرشح  الانتخابات الرئاسية القادمة إني مسرور كثيرا بمساعدتك على اجتياز الطريق، أتراك من الذين سيصوتون لصالحي في أفريل القادم؟؟؟ » مطقت العجوز شفتيها و حدجته بنظرة هازئة و قالت: » أتعرف أني لم أسقط على رأسي بل سقطت على مؤخرتي ».. و مطقت شفتيها من جديد و واصلت طريقها غير عابئة بمن قد يكون الرئيس القادم…
 4) رأيت: يردد في بلادنا أن السياحة من أبرز موارد العملة الصعبة في خزينة « الدولة »…ذكرت ذلك و أنا اقصد المسجد الجامع بمدينة جرجيس عندما وقعت عيناي على عائلة أروبية ( كهل و زوجته و 3 أطفال)…كانت العائلة جالسة على مقعد حجري أمام معتمدية المكان في ظل شجرة صفصاف…كانت الساعة ساعة صلاة الظهر… و كانت العائلة تتناول الغداء… لم يكن هناك مطعم من طراز3 شوكات او شوكتين  أو مطعم وجبات سريعة أو خفيفة…إلى غير ذلك من أصناف المطاعم المشهورة… لم يكن عندهم برتقال أو تفاح أو غير ذلك من الغلال الموجودة على بعد بضع أمتار منهم …كان أفراد العائلة تقضم خبزا و « يحتسون » الكوكا… و تساءلت كم أدخلت هذه العائلة من العملة الصعبة لخزينة البلاد…؟؟؟
 5) قرأت: المرأة في بريطانيا منذ أن نأت الكنيسة عن أي دور في الحياة اليومية، ومنذ أن خرجت المرأة في الغرب للعمل بعد الثورة الصناعية وما  وقع عليها من ظلم وتفرقة، بدأت مسعاها لتتساوى بالرجل، صحيح أنهما متساويان في أصل النشأة، متساويان في الخصائص  الإنسانية العامة، وفي التكليف والمسؤولية، وفي الجزاء والمصير.. ولكن هناك اختلاف التكوين النفسي والعاطفي والبدني  والفسيولوجي بينها وبين الرجل، ورغم ذلك فقد أصرت على أن تحقق نسبة 50%من كل شيء في المجتمع! ويقول الخبراء:  إن أمام المرأة البريطانية عقوداً من الزمان حتىتحقق المساواة(*). وتشير التقارير الخاصة بعمل المرأة في بريطانيا إلى  مجموعة حقائق(**):رغم أن 70% من النساء عاملات، إلا أن متوسط الدخل لديهن أقل من متوسط دخل الرجال. النساء اللاتي يعملن في وظيفة جزئية يكسبن ما يعادل 59% مما يكسب الرجال، أما من يعملن في وظيفة كاملة فيحصلن على ما يعادل 82% مما يحصل عليه الرجال.الخريجات يحصلن على مرتب أقل بنحو 15% من راتب الرجال في السنوات الخمس الأولى، ثم تزيد الفجوة إلى 40% حينما يبلغن 41 عاماً.30 ألفاً يتركن العمل سنوياً بعد حملهن، بسبب التفرقة ومضايقات العمل  للحوامل.. نحو 1000 منهن يتقدمن بشكوى إلى القضاء. 17% من العاملات لا يحصلن على ما يكفي لدفع التأمين القومي، بالمقارنة ب 4% من الرجال. 52% من النساء المتزوجات، تحت خط الفقر، بالمقارنة ب11% من الرجال. 64% ممن يحصل على معاش الدولة من النساء، أي ليس لهم دخل آخر. ربع النساء بعد سن المعاش يعشن في الفقر. متوسط المعاش الأسبوعي في لندن للرجل 80 جنيهاً إسترلينياً، وللمرأة 58 جنيها إسترلينياً.45% من النساء يتعرضن للعنف الأسري.. توظيف بلا مساواة مجال آخر للتفرقة وعدم المساواة بين الرجل والمرأة في بريطانيا.. حيث حصل أصحاب الوظائف التالية على وظائفهم إما بالانتخاب  أو التعيين أو المسابقة، دون مراعاة لنسبة 50% التي يصر الغرب على تطبيقها في دول العالم الإسلامي.. حيث تمثل النساء: 20%  من أعضاء البرلمان البريطاني، 26% من أعضاء الحكومة، 18%من مجلس اللوردات، 9% من قضاة المحاكم العليا، 4% من  مديري الشركات الكبرى، 25% من أعضاء المجالس البلدية،1% من القيادات العليا للجيش، 7%من قيادات الشرطة، 13% من  رؤساء المؤسسات التعليمية العليا، 3% من الطيارين المدنيين. أخيراً.. لا يفوتنا الحديث عن الموقف الحقيقي لديننا، ذلك الموقف الذي ينصف المرأة، ويقف بجانبها ويحررها من ظلم التخلف الذي  يمنعها حقوقها الشرعية، أو ظلم التحرر الذي يريد أن يخرج المرأة من فطرتها أو يسلخها من جلدها، وأن يجعل منها رجلاً أو كالرجل، وقد حفظ الله حقوق المرأة المسلمة من فوق سبع سماوات، ولكن ما حدث هو ابتعاد المسلمين عن ذلك بمساعدة الغرب  الذي يتباكي الآن كالبريء للدفاع عن المرأة المسلمة.
عن مجلة المجتمع عدد 1743 الصادر يوم 17 مارس 2007 *  Gender equality is decades away. www.bbc.co.uk. 5.1.2006 **  www.womenandequalityunit.gov.uk
6) نقلت:
دستور جمهورية بطيخستان   هذا هو نص التعديل الدستوري الجديد لجمهورية بطيخستان  ********  المادة 1 بطيخستان جمهورية استحمارية بطيخية ذات سيادة، هدفها الاساسي تحقيق الدولة البطيخية المثالية، واقامة النظام الاستحماري المادة 2 المادة 3 الحمار مصدر السلطة وشرعيتها المادة 4 الاستعباط و المهلبية و الكوسة هي مباديء دستور البلاد الرسمي
يستبدل علم الدولة بالبردعة التقليدية ويكون اللجام هو ختم الدولة الرسمي المادة 5 الهرم الاستحماري نواة استقرار ******** المادة 6 النهيق هو السلام الوطني الرسمي المادة 7 شعار الدولة الرسمي: استعبط الصغير وسيب الكبير يستعبطك المادة 8 يتكون الشعب الاستحماري من طائفتين رئيسيتين المستحمرين بالكسرة اسم فاعل وهم من يقومون بواجب سرقة و استحمار و استغلال موارد البلاد.. والمستحمرين بالفتح مفعول به وعليهم واجب تسهيل عمل الفرقة الاولى المادة 9 على كل مواطن استحماري جدير بشرف المواطنة ان يحدد لاي الطائفتين ينتمي ومن يرفض يعتبر جاسوسا للانظمة الفاشية الديمقراطيية وغير جدير بشرف المواطنة الاستحمارية العظمى.. ويتم اعدامه فورا بحقنة برسيم سامة المادة 10 تنحصر واجبات مستحمري الدولة من الفرقة الثانية في الحفاظ على التراث الاستحماري وتنفيذ القوانين والمحافظة على القيم الاستحمارية الاصيلة مثل الغباء و التبلد والكسل والاهمال في العمل.. مع تسهيل عمل مواطني الطائفة الاولى.. وفي المقابل سيتم صرف حصصهم الرسمية من البرسيم و التبن ******** المادة 11 التضامن الاجتماعي هو الاساس الاول للمجتمع. ومضمونه ان يؤدي كل مواطن واجبه كاملا تجاه المجتمع يسلطح قفاه.. وان يكفل المجتمع للمواطن كامل حقوقه وحرياته.. الحق في الامتهان , الحق في الاستغفال, الحق في الاكل والماء الملوث.. والحق في الموت فطيس المادة 12 تتولى الدولة تخطيط وتوجيه وقيادة الاقتصاد الوطني بهدف: أ – اقامة النظام الاستحماري على اسس استعباطية علمية وثورية ب – تحقيق الوحدة الاقتصادية الاستحمارية.. الكل للفرد والفرد فوق الكل ج – تطبيق النظام البيروقراطي الاستحماري الحديث المادة 13 الثروات الطبيعية ووسائل الانتاج الاساسية ملك الشعب بشرط ان تستثمرها السلطة الاستحمارية استثمارا مباشرا وفقا لمقتضيات البلاد ثم توزع المتاح المتبقي على الشعب..ان بقي شيء المادة 14 تكفل الدولة وتشجع وتدعم جميع اشكال التعاون في الانتاج والتوزيع والاستهلاك للثروات.. الرشوة, الاختلاس, تفتيح المخ , القروض المنهوبة وتكافح رموز التضليل من دعاة الاقتصاد الهادف ومدعيي المشروعات البناءة او تتأكد من سلامة نواياهم بالاطر القانونية.. ضرائب قوانين استثمار المادة 15 أ – المواطنون من الفئة الثانية سواسية امام القانون، دون تفريق بسبب الجنس او العرق او اللغة او المنشأ الاجتماعي او الدين ب – المواطنون من الفئة الاولى..بموجب مسؤلياتهم وواجباتهم ككل.. اعلى من الفئة الثانية في الحقوق وفيما بينهم مستويات بحسب مبدء الاستحوات.. الحوت الكبير يأكل الصغير وهكذا حتى قمة الهرم الاستحماري ******** المادة 16 كرامة الانسان تحت الجزمة ولا حرمة لاي شيء حق السرقة والاختلاس مقدس ويقتصر علي الحيتان ومن تعطل هذا الحق باستجوابات او تحقيقات فيعاقب بالعقوبة المناسبة. اما ما عدا ذلك من حاجات تافهة خصوصا اللي ما بيقسمش يتمسك يتسحل يتفضح ويترمي في السجن حق التحرش الجنسي مقدس وعلى الشرطة تسهيل هذا الحق و حماية المتحرشين ******** القسم الاستحماري الرسمي اقسم… ان تكون مصالح الشعب و المواطن تحت الجزمه وان أحافظ على سلامة النظام الاستحماري و ان اطبق الكوسة و المهلبية أقسم… ان ارعي الشيطان في عملي وان اقتل ضميري وان تكون ذمتي استك أقسم… ان احافظ على الهرم الاستحماري وان العب بالبيضة و الحجر.. و ان ابيع كل كل شيء واي شيء للّي يدفع أكتر أقسم… ان اطبق الاستغفال للاصغر مني وأن اخضع تماما و اسلطح قفايا للاكبر مني في الهرم الاستحماري أقسم… أن لا أحافظ على الحريات.. و املأ السجون والمعتقلات.. بالشباب و الشابات.. فوق السن و تحت السن و حتى المعاشات.. ولن يخرجوا منها ابدا ما دمت حيا أقسم… ان اساعد في تخفيف الام ومشاكل الشعب ,وتفعيل حل جذري واخير بالقضاء على الشعب نفسه في البحر بالسفن المضروبة والجو والبر.. جوه البلد وبره.. بالمبيدات المسرطنة.. والمياه الملوثة.. و انفلونزا الطيور أقسم… أن ادعم الثقافه الاستحمارية.. بقنوات الكليبات الهادفة.. وافلام العرّي و التنطيط.. والشباب الروش و ستار اكاديمي وماتشات الكورة.. ووووو ……… ,وان احميهم من الافكار الهدامة كالتدين و الديمقراطية واحافظ عليهم من الغزو الثقافي و ضلالات امثال عمرو خالد والقرضاوي وعبد الباري عطوان وابراهيم عيسي والشيطان علي ما اقول شهيد ******** من طـارق فـاروق منقول من The life rose

7) دعــــــــاء  » اللهم، يا قويّ، قوّنا فيك حتى لا نرى قويّا غيرك، و قوّنا فيك حتّى لا يقوى علينا غيرك، و قوّنا فيك حتّى نقوى على غيرك  » ثم: لا ننسى الترحّم على أخينا عبدالوهاب بوصاع في ذكرى استشهاده.   عبدالله الــــــــزواري جرجيس في 29 مارس 2007
المصدر مراسلة خاصة من موقع الحوار نت بتاريخ 1 أفريل 2007
E-Mail: info@alhiwar.net Site: www.alhiwar.net  

 

هل فتحت أبواب الحريّة الحمراء في تونس الزيتونة ؟؟

  

أجزم أنّي أكره السّباب ولا أطيق الشّتائم على صعيد الّتحليل والدراسة كما أمقت العبارات البذيئة وأحترم الرأي الآخر مهما تباعدت وجهات النّظر ، غير أنّي لمّا اطلعت على بيان هيأة 18 أكتوبر للحقوق والحريّات في تونس وما احتواه من تطاول على مقدّسات الشّريعة الإسلاميّة ، وجدت أنّ الأمر لا يختلف كثيرا عن تلك الحماقات والإعتداءات التي ترتكبها السّلطة التّونسيّة في حقّ شعائرنا ومقدّساتنا الإسلاميّة كما أنّ الأمر لا يحتمل السّّكوت
ولئن كنّا قد باركنا كغيرنا من  المتابعين لأوضاع البلاد ماجاء في البيان الأوّل لحركة 18 أكتوبر تحت عنوان :   »  نداء للرأي العام  » والذي اشتمل على ثلاثة مطالب وطنيّة ملحّة تخصّ حريّة العمل الحزبي والجمعياتي وحريّة الإعلام والصحافة وإخلاء السّجون من مساجين الرأي ، واعتبرنا يومها أنّ الإجماع الذي وحّد لأوّل مرّة أطيافا سياسيّة مختلفة من المجتمع التّونسي من قوميّين وإسلاميين وعلمانيّين حول تلك المطالب في ظلّ تدهور خطير لأوضاع الحريّات وتصاعد وتيرة اعتداءات السّلطة على منظّمات المجتمع المدني وقواه الحيّة هوّ مؤشّر إيجابي لبداية صحوة سياسيّة حقيقيّة وشرارة انطلاق لحركة احتجاجيّة  شعبيّة  عامّة قد تحقّق كثيرا من الإيجابيّات أمام ارتفاع حالة الغليان الشّعبي وتدفع السّلطة  للإستجابة لتلك المطالب ولو بصفة تدريجيّة .
لكنّ تلك التوقّعات أثبتت الأيّام اللاحقة  عدم صحّتها أمام هشاشة ذلك التّحالف الذي أدّى مع انتهاء إضراب الجوع  بانسحاب بعض الشّخصيات المهمّة من تركيبة الحركة ، ومع  ذلك بقي يراودنا الأمل و ظللنا نعتقد أنّ من تبقّى منها قادرا على إحداث حركيّة سياسيّة في السّاحة السيّاسيّة التّونسيّة  وتفعيل تلك الملفّات كمدخل لتحقيق إصلاحات سياسيّة كافية ترتقي لمستوى تطلّعات الجماهير .
لكن ّ شيء من ذلك للأسف الشّديد لم يحصل وأصبح مردود حركة 18 أكتوبر مقتصرا على إصدار بعض البيانات المحتشمة إن لم نقل اليتيمة  وإحياء بعض الأنشطة المناسبتيّة ، ليتحوّل دورها أخيرا إلى الخوض في قضايا تتعلّق بهويّة شعبنا ومعتقداته الإسلاميّة وتمرير مواقف سياسيّة معاديّة لثوابت الشّريعة الإسلاميّة عبر وثيقة اعتبرها أحد الوجوه السيّاسيّة المؤسّسة لهيئة 18 أكتوبر   
لبنة أولى في بناء قطب ديمقراطي يجتمع حوله التّونسيّون بكلّ تيّاراتهم الفكريّة وقواهم السيّاسيّة
ودون التطرّق لما جاء في الوثيقة رغم اعتراضنا لبعض ما جاء فيها فإنّنا نتسائل كغيرنا من التّونسيّين عن ما تمّ تحقيقه من مطالب كانت هيئة 18 أكتوبر قد تعهّدت أمام جماهير شعبنا منذ ما يزيد عن سنتين للنّضال من أجلها
كما يحقّ لنا أن نتسائل هل أنّ إرهاب السّلطة وتعدّياتها وملاحقتها للأحرار وضرب مؤسّسات المجتمع المدني ومصادرة الرأي المخالف وتغييب منابر الحوارالحرّ قد توقّف نهائيّا وتوفّرت الظروف الملائمة لمناقشة القضايا الخلافيّة العالقة والحسم فيها بشكل يتيح للجميع إبداء وجهات النظر في كنف الإحترام والحريّة ؟؟؟ أم أنّ لا شيء من ذلك قد حصل ؟؟
ثمّ ما الذي دعى هيئة 18 أكتوبرللحقوق والحرّيات  للتحوّل من حركة احتجاجيّة سلميّة ذات ثلاثة مطالب رئيسيّة واضحة إلى الوصاية على شعب عريق في تاريخه الإسلامي ؟؟ أم أنّ المزايدة على حقوق المرأة التي أعطاها اللّه تعالى إيّاها ورقة رابحة للتّوضيف الدّعائي  والمزايدة السيّاسيّة لبعض الأطراف العلمانيّة التي فقدت شرعيتها منذ  انحازت لسلطة القمع في تونس لمواجهة التيّار الإسلامي في مطلع التسعينيّات ؟؟
إنّ توجيه الحوار لمناقشة قضايا تهمّ مجتمعنا التّونسي بأسره  في ضرف تشهد فيه تونس انتكاسة سياسيّة خطيرة واعتداءات وحشيّة بالغة  وعمليات موت بطيء كان الشّهيد الهاشمي المكي أحد ضحاياها نتيجة الإهمال المتعمّد في السّجون التّونسيّة  مع استمرار محنة مساجين الرأي لأكثر من عقد ونصف يمثّل … وسمة عار في رصيد هيئة 18 أكتوبر والمساندين لها 
كما أنّ سكوت الإسلاميين وما يسمّى  » بالهيئة العالميّة لنصرة الإسلام في تونس  » على ما تضمنته الوثيقة من اعتداء ات صارخة على الشّريعة الإسلاميّة عبر اعتبار الحجاب حرية شخصيّة ومجلة الأحوال الشّخصيّة ثمرة لحركة إصلاح لما اشتملت عليه من فصول من ذلك منع  تعدّد الزّوجات والسماح بتزويج المرأة لنفسها دون ولاية من أحد ، يعتبر جريمة في حقّ شعبنا  وهو ما يدعونا للتّسائل عن غياب أهل العلم والإختصاص للردّ والتّوضيح . فهل سنسمع في الأيّام القليلة القادمة رغم قضاء ما يزيد عن أسبوعين عن صدور الوثيقة  موقفا واضحا وصريحا من قيادات الحركة الإسلاميّة التّونسيّة وما يسمّى بالهيئة العالميّة لنصرة الإسلام  أم أنهم  سيمارسون التقيّة في الوقت الحاضر  فيما هوّ ثابت وصريح بدليل النصّ القرآني والسنّة النبويّة الشّريفة
بن لامين نورالدين / تونس  

الخوف و الرعب يدب في التونسين حتى النخاع

المواطن البسيط يخاف من العمدة و العمدة عيونه ترصد كل شيء… العمدة يرتعش من رئيس البلدية وهذا الأخيرلا يفوته خبر… المعتمد فوق الكل فأوامره تصل إلى العمدة الذي يجب عليه الإمتثال و الطاعة و إلا فالأمر ليس بالهين…
لكن المعتمد يا ويله و يا طول ليله لو مسجد من المساجد الموجودة في معتمديته لم يغلق في الوقت المناسب و المحدد حتى و إن دعى ذلك إلى إخراج المصلين . إنه السيد الوالي وماأدراك مالوالي همه الوحيد والأوحد هو إقتلاع الأرهاب (التدين) من الجذور حتى ينال رضى السلطة و المتمثلة في هياكل وزارة الداخلية التي شردت الشباب و أبكت الولدان و الثكالى (النساء) وسخرت من الشيب.. لا إلاه إلا الله أيحدث هذا في بلد الإسلام,نعم يحدث ما دامت الفضائية التونسية تبث البطون العارية والمشاهد المغرية التي تحرض على إرتكاب الجريمة تجاه النفس والغير.
ياظالم يجيك يوم… ألا أيها الظالم المستبد حبيب الظلام عدو الحيات سخرت بأنات شعب ضعيف و كفك زخظوبة من دماه وسرت تشوه سحر الوجود و تبذر شوك الأسى في رباه رويدك لا يخدعنك الربيع وصحو الفضاء و ضوء الصباح هذه الكلمات قيلت في الماضي للمستعمر و الأن توجه و تقال لمن يبثون الرعب والهلع في شبابنا شباب تونس الحضراء البريء من كل تهم الإرهاب التي تحاك له حتى يتخلى عن أبسط مبادء دينه.
الإمضاء: مواطن يتوق إلى الحرية  (  المصدر موقع الحوار نت بتاريخ 1 أفريل 2007 )  

ليلة رقص فيها القمر

 عاشت قاعة أفراح « الجوزاء » بمدينة منّوبة مساء أمس السبت 31 مارس إحتفاء بهيجيا بخطوبة كريمة فارس الدفاع الأستاذ عبد الروؤف العيادي الآنسة شادية .
 ترك أحبّة الأستاذ عبد الرؤوف من فرسان المجتمع المدني السياسة جانبا لبعض الوقت و راحوا يشاركون أخيهم  أشرف الشرفاء بحفل خطوبة كريمته ، فحضر الأصدقاء من كلّ حدب وصوب ليقولوا ألف مبروك لمحامي الحقّ و الحرية الأستاذ عبد الرؤوف و لعائلته ، فجاءت راضية النصراوي و حضرت ذات القلم الرشيق أم زياد و جاء القلم الحرّ سليم بوخذير و هلّ هلال الإخوة عمرالمستيري و محمد النوري ورياض الشيحاوي وآخرين من شرفاء تونس .
  و لأن « الرعاية الكريمة » لبن علي لنشطاء حقوق الإنسان لا تتوقّف لا نهارا ولا مساء فقد حضرعسس بن علي من أعوان البوليس السياسي على مقربة من منزل الأستاذ عبد الرؤوف ومن القاعة ليتّخذوا « مكانا قصيّا » يسمح لهم بالمراقبة .
 و لكن حضورهم لم يمنع المحتفين من إحتفائهم ، و صفّق الجميع لفرح كريمة الأستاذ العيادي ، و رقص أيضا العديدون على أنغام ساحرة من فرقة موسيقية صفاقسية ، و منهم السادة عبد الرؤوف العيادي و سليم بوخذيرو راضية النصراوي و أم زياد مردّدين ألف مبروك للآنسة شادية .
 و عقبال أن يرقص الجميع يوم تتخلّص تونس من كربها هذا قريبا يا رب . . المصدر مراسلة خاصة بتاريخ 1 أفريل 2007
 أحرّ تهاني « تونيس نيوز » للأستاذ العيادي و لكريمته و خطيبها ، وخطوبة مباركة بإذن الله .  


 جامعة المنستير للحزب الديمقراطي التقدمي تعقد مؤتمرها الأول

عامر عياد

  تعقد جامعة المنستير للحزب الديمقراطي التقدمي مؤتمرها الأول يوم الأحد 08-04-2007 ويكتسي هذا المؤتمر أهمية خاصة بالنسبة للجهة الذي يشهد فيها الحزب تمددا وتوسعا بين الأوساط الشعبية والنخبوية وتكمن أهمية المؤتمر في التحديات المطروحة أمام الجامعة حيث من المنتظر أن تعيد هيكلتها وتؤطر برامجها لمزيد الإشعاع وتمتين علاقاتها مع المنتظم المدني بالجهة .كما سيشهد المؤتمر تدشين المقر الجديد بمدينة زرمدين بحضور الأمينة العامة مية الجريبي وثلة من أعضاء المكتب السياسي للحزب ..كما انه من المنتظر توجيه الدعوة لعدد من ممثلي الأحزاب والجمعيات والشخصيات الوطنية المناضلة و المستقلة.


اللجنة العربية لحقوق الإنسان 

International NGO in special Consultative Status with the Economic and Social Council of the United Nations

   تقرير عن الانتخابات الرئاسية في موريتانيا

مارس 2007

 

منصف المرزوقي – عبد الوهاب معطر

 

بتكليف رسمي من اللجنة العربية لحقوق الإنسان قصدنا موريتانيا في مهمة مراقبة الانتخابات الرئاسية حيث مكثنا في العاصمة نواكشوط من 6 مارس إلى 13 منه وتمكننا خلال هذه الفترة  من متابعة جزء هام من الحملة الانتخابية ومراقبة عملية الاقتراع للدورة الأولى التي تمت يوم الأحد 11 مارس 2007.

لم تسمح لنا الظروف البقاء للدورة الثانية التي جرت يوم 25 مارس. لذا اعتمدنا في تكملة المعلومات الضرورية لهذا التقرير على مصادر حقوقية موريتانية كانت قد ساعدتنا على القيام بمهمتنا طيلة اقامتنا. كذلك على المصادر الإعلاميّة والقانونيّة المتوفّرة.

 لم نخرج من دائرة نواكشوط علما أن الحكومة الموريتانية قد سهلت التنقل للبعثات الرسمية المعتمدة لديها  ووضعت تحت تصرفها وسائل نقل مكنتها من الوصول إلى الأرياف. لكن اللجنة العربية لحقوق الإنسان التي رفضت كل تمويل حكومي لم تحصل على هذه التسهيلات ولم تسعى للحصول عليها.

الإطــار العــــام

الجمهورية الإسلامية الموريتانية بلد عربي إفريقي يعاني من كل مشاكل التخلف والفقر رغم ثرواته من السمك والمعادن (وقريبا من النفط ). وهو يعرف تفاوتا طبقيا كبيرا يبدو في الفرق في نواكشوط بين الأحياء الراقية وأحياء قصديريّة يسكنها خاصة الأفارقة، ويشكل وجودها إهانة للكرامة البشرية. لفهم خلفيات الانتخابات لا بد من التذكير بالتركيبة السكانية لموريتانيا التي تنقسم إلى: أ- أقلية من الزنوج الأفارقة الذين يقطنون بالأساس ضفاف نهرالسنغال الفاصل بين موريتانيا والسنغال ويتكلمون ثلاث لغات أفريقية متباينة. ب- الحراطين وهم أفارقة لغتهم الأم العربية نتيجة اختلاطهم بالعرب منذ قرون خاصة في ظل آفة العبودية. ج- السكان المنحدرين من أصول عربية وأمازيغية ( البيضان) الذين يشكلون الأغلبية، وهم أنفسهم منقسمين إلى قبائل متفاوتة الأهمية ويلعب الانتماء إليها دورا كبيرا في تسيير شؤون السياسة.

 شهدت  موريتانيا ككل أقطار الوطن العربي صراعا بين مجتمع  تعددي، حي وطموح ونظام سياسي متخلف مبني كما الأنظمة العربية على الشخصانية والقمع والفساد ومصادرة إرادة الشعب عبر انتخابات مزيفة تشكل غطاء هشا من الحداثة على البيعة القديمة.

لقد عرفت موريتانيا صراعا مكلفا بين المجتمع الساعي لتحرره  والنظام الذي يكبله. من مظاهر هذا الصراع   الحوادث العرقية سنة 1989، وانتهاكات حقوق الإنسان العديدة، والاعتقالات الكثيرة التي طالت كل أصناف المعارضين، وتعدد المحاولات الانقلابية في بداية الألفية ضد نظام الدكتاتور ولد الطايع التي كان آخرها انقلاب 3 أغسطس 2005 الذي أطاح بحكمه والذي دبره أقرب رفاق الرئيس المخلوع العقيد اعلي ولد محمد فال.

المثير للانتباه في هذا الانقلاب ليس طبيعة الانقلابيين وإنما قرارهم بتسليم السلطة للشعب وعدم ترشحهم للانتخابات الرئاسية. وهذا بالطبع تحول نوعي في السيناريو الكلاسيكي الذي يعيش عليه العرب منذ نصف قرن. لا شكّ أن الأمور اعقد مما بدا على السطح (وسنعود للأمر عند التحليل)، لكن النظام الجديد بدا جادا في  تنفيذ قراره بتسليم السلطة للمدنيين وفق اقتراع حر ونزيه. ومن المحطات التي يجب ذكرها الإصلاحات الدستورية والاستفتاء حولها في يونيو 2006، وخاصة نشأة اللجنة الوطنية المستقلّة للانتخابات في 14 نوفمبر 2005.

كل هذا أعطى انطباعا بأننا أمام إرادة صادقة من قبل السلطة العسكرية الجديدة لنقل المسؤولية لأول مرة في تاريخ موريتانيا والوطن العربي للمدنيين واحترام سيادة الشعب.

الاهتمام الشديد الذي أبدته اللجنة العربية لحقوق الإنسان بالانتخابات الموريتانية يعود لكون هذه التجربة يمكن أن تشكل في حال نجاحها واحدا من الحلول السلمية للخروج بأقل التكاليف من أزمة النظام السياسي العربي، ونموذجا ممكنا اتباعه. هذه الأهميّة هي التي ركزت عليها اللجنة في تصريح لممثلها لقناة الجزيرة التي غطت الانتخابات بصفة مكثفة عاكسة بهذا اهتمام المواطن العربي بتجربة سعى البعض لتحقيرها والتنقيص من مغزاها. 

الإشكاليــــة

السؤال المركزي الذي حملناه معنا هو : هل تحترم الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها حق الشعب الموريتاني في اختيار من يحكمه طبقا للمادة 21 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان،  بما يعنيه ذلك من ممارسة حق الرأي والتنظم وتنظيم عملية انتخابية تضمن فيها سرية الاقتراع وعلنية الفرز؟ من البديهي أن هذا السؤال كان مبنيا على شك عميق في صدقية نوايا السلطة الموريتانية، لما خبرناه دوما من الحكومات العربية من هوة سحيقة بين القول والفعل وباع طويل في كل أشكال التزييف. ومن منطلق هذا الشك الدفين راقبنا كل ما يجري أمامنا دون أن نغفل – عبر اتصالاتنا المكثفة بالعديد من الأطراف –  محاولة فهم ما يجري في الكواليس. كل هذا حتى تتكون لدينا صورة أقرب ما تكون للموضوعية التي ننشدها.

منهجيــة العمـــل

سعينا لجمع المعطيات من مصادر مختلفة نذكر منها : القوانين ذات الصلة بالإنتخابات، بما في ذلك الدستور، وقانون اللجنة الوطنيّة المستقلّة للإنتخابات، والمجلّة الإنتخابيّة، وسائر النصوص المختلفة الأخرى : كمتابعة الأحداث عبر وسائل الإعلام المسموعة والمرئيّة  وعبر منشورات مختلف الجهات الرسميّة والمدنيّة الفاعلة.

 

1-السلطة والدوائر الرسمية: نذكر بأننا لم نتلق جوابا على الرسالة التي بعثت بها اللجنة العربية لحقوق الإنسان للسفارة الموريتانية في باريس قبل سفرنا كي يتم اعتمادنا بصفة رسمية. وفي نواكشوط، لم نستقبل من قبل أي مسؤول سياسي، لكننا تلقينا زيارة مستشار لدى وزارة الخارجية، السيد باباه سيدي عبد الله الذي أبلغنا بأننا نستطيع التحرك بحرية ودخول كل مكاتب الاقتراع. لقد رجانا بعبارات واضحة عدم التعرض للنظام التونسي. فذكرناه بأننا لم نأت بصفتنا الوطنية، وإنما كممثلين عرب لجمعية حقوقية عربية تنظر للموضوع من الوجهة الحقوقية لا غير.

أهم لقاء لنا على مستوى المسؤولين كان مع رئيس اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات السيد سيدي أحمد ولد بابا أمين وعضو اللجنة الدكتور محمد ولد بوعليبة. لقد رحبا بنا وأكدا أن هذه الهيئة مستقلة فعلا عن السلطة التي لها جهاز موازي رسمي (اللجنة الوزارية المشتركة لشفافية  الانتخابات)، وأنّها تقوم  بعملها بكل استقلالية سواء على الصعيد المركزي أو على صعيد ممثليها في الأقاليم.

 

2– المرشحون والمجتمع المدني : استحال لقاء كل المرشحين وعددهم 19 لأن أغلبيتهم كانت داخل البلاد في حملة انتخابية. إلا أننا تمكنا من مقابلة أربعة منهم ينتمون إلى تيارات سياسية جد متباينة هم السادة : صالح ولد حننا وهو مرشح مدعوم من التيارات القومية والإسلاميّة، ومحمد ولد مولود وهو زعيم حزب يساري، ومسعود ولد بلخير وهو رئيس حزب مشكلّ في غالبيته من الأفارقة العرب (الحراطين)، والسيد سيدي ولد الشيخ عبد الله وهو مرشّح مستقّل لا ينتمي إلى المعارضة التقليديّة ويروّج أنّه مدعوم من أوساط متنفذة في السلطة العسكريّة.

كما أمكنا لقاء ممثل التيار الإصلاحي الوسطي ( الإسلاميين ) السيد جميل ولد منصور، وممثل فرع المنظمّة العربية لحقوق الإنسان السيد محمد الأمين ولد الكتاب، والسيدة امناتو منت علي  مناضلة حقوقية، والسيدان بوبكر مسعود وممادو مختار صار عن منتدى المنظمات الإنسانية الموريتانية، والسيدان أحمد فال ولد الدين و محمد فال ولد اكاه عن المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان.

3- المواطنون : حاولنا الاتصال بأكبر عدد ممكن منهم خاصة طوال المهرجانات التي نظمها المرشحون (ضمن خيام منصوبة يتجمعون فيها بكثرة)، وأيضا طوال يوم الاقتراع الأول وبعده لمعرفة آرائهم حول جدية العملية. 

4-وسائل الاعلام: إضافة لهذه المصادر حاولنا استقاء القدر الأقصى من المعلومات عبر الصحافة اليومية وبرامج التلفزيون الموريتاني. ثم اعتمدنا لتقييم الدورة الثانية على مصادر الصحافة وعلى اتّصالاتنا مع النشطاء السياسيين والحقوقيين.

5-معاينة العملية الانتخابية : تحولنا لمكاتب الاقتراع منذ الصباح الباكر وتوزعنا لمشاهدة أكبر عدد ممكن من المكاتب. لقد تمكنا من زيارة مكاتب أحياء جد متباينة من الناحية الاجتماعية مثل مكاتب حيّ تفرغ زينة، وهو حي ميسور، وحي المنطقة الخامسة، الغارق في الفقر والذي تسكنه الأقلية الإفريقية. تابعنا في هذه المكاتب تفاصيل كل العملية: من التقدم إلى مكتب الاقتراع إلى إمضاء محاضر النتيجة في المكتب المعني بالأمر.

الملاحظـــــات

كان واضحا لدينا وجوب التفرقة والتمييز بين الجانب الإداري والفني للعملية الإنتخابيّة من جهة، وجانبها السياسي المضموني من جهة أخرى. ذلك أنّ الجانب الأوّل تتحكّم فيه السلطة القائمة أساسا، فيما تتداخل معها في الجانب الثاني عناصر أخرى. المهمة التقليديّة لمراقبي الإنتخابات تكمن أساسا في جانبها التقني والإداري، أي مراقبة كيفيّة ممارستها على الأرض وأسلوب تحققها بصفة عملية بقطع النظر عن النتائج السياسيّة المتمخّضة عنها. بما يعني أنّ المهمّة تتمثّل في التأكّد من إتاحة الفرصة الكاملة للمواطن للإدلاء بصوته، مع ضمان وصول هذا الصوت إلى مبتغاه دون حرفه عن مساره، وذلك بقطع النظر عن هويّة أو برنامج المستفيد من هذا الصوت.

التفرقة وعدم الخلط بين هذين الوجهين للعملة الواحدة هو الذي مكّننا من الناحية المنهجيّة من الوصول إلى نتيجة مفادها أنّ الانتخابات الرئاسيّة الموريتانيّة كانت على قدر كبير من النزاهة والشفافيّة من الناحية الفنيّة التقنية، إلاّ أنّها في جانبها السياسي كانت محكومة بالعناصر والمؤثّرات النافذة في المرحلة الحاليّة الانتقاليّة التي يمرّ بها المجتمع الموريتاني اليوم.

 

أوّلا : الجانب الفني والتقني : نزاهة وشفافيّة العمليّة الإنتخابيّة

 

من الناحية الفنيّة، إنّ أيّة عملية انتخابيّة تحتوي على محطّات عديدة هي بمثابة الحلقات المترابطة لسلسلة واحدة، بحيث إذا إختلّت إحدى الحلقات ستؤثّر حتما في المحصلة. وهذه المحطّات هي على التوالي : الترشح، ونظام الإقتراع، واللوائح الإنتخابيّة، وبطاقات الإنتخاب، ومكاتب الإقتراع، وكيفيّة التصويت، وفرز الأصوات، والإعلان عن النتائج.

من خلال ما عايشناه يمكن لنا التأكيد على ما اتفق عليه كافة المراقبين الدوليّين والمحليّين والأطراف المترشّحة وتنظيماتها من أن الانتخابات الرئاسيّة الموريتانيّة لمارس 2007 كانت في جانبها التقني – الإداري على درجة كبيرة من النزاهة في مراحلها المختلفة :

 

-الترشيح : خلافا لبقية الأنظمة العربية التي تجعل عملية الترشح إما مستحيلة أو من قلب النظام بأحزابه المرخص لها في افتعال المنافسة، فإن القانون الانتخابي الموريتاني ترك الباب مفتوحا على مصراعيه لحرية الترشح لكافة المواطنين، باستثناء جميع أعضاء المجلس العسكري للعدالة والديمقراطيّة وأعضاء الحكومة الإنتقاليّة. فهو لا يشترط إلا تزكية خمسين من المستشارين البلديين. الأمر الذي مكّن تسعة عشر شخصا من الترشّح سيّما أنّ الإنتخابات البلديّة والتشريعية التي سبقت الرئاسيّة كانت تعدّدية بأتمّ معنى الكلمة وسمحت لمختلف أطياف المعارضة والمجتمع المدني من الفوز بالمقاعد.

 

– نظام الإقتراع : حذا القانون الإنتخابي الموريتاني في هذا الباب حذو أنظمة الإقتراع في الأنظمة الديمقراطيّة، إذ يقع انتخاب رئيس الجمهوريّة بالأغلبيّة المطلقة من الأصوات ( أي 50% زائد واحد ). فإذا لم يحصل أحد المترشّحين على هذه الأغلبيّة في الدورة الأولى تعاد دورة ثانية يشارك فيها المرشّحان الأكثر أصواتا. وهو ما تمّ فعلا إذ أعيدت دورة ثانية بين كلّ من سيدي ولد الشيخ عبد الله  وأحمد ولد داده.

 

– اللوائح الإنتخابيّة : تمثّل القاعدة الإنتخابيّة أي مجموع الناخبين. وهي ذات اهميّة قصوى إذ كثيرا ما تعمد بعض الأنظمة الإستبداديّة للعبث بهذه اللوائح. فتقصي منها من تشاء وتحرم بذلك شرائح من المواطنين من المشاركة في الترشح وفي الانتخاب. وقد أطلعنا على القانون الموريتاني ولمسنا أنه أتاح لأوسع فئات الجماهير ممن بلغ سنهم 18 سنة وأكثر التسجيل في اللوائح الإنتخابيّة. هذه اللوائح التي تم إعدادها من طرف البلديّات تحت إشراف اللجنة الوطنيّة المستقلّة للإنتخابات وتحت مراقبة القضاء في صورة وجود إعتراضات أو طعونات.

وفعلا وقع إعداد لائحة إنتخابيّة للإستفتاء الدستوري الذي جرى في يوليو/تموز 2006 ثمّ تم تحيينها عبر الإحصاء التكميلي المجري بمناسبة الإنتخابات التشريعيّة والبلديّة لنوفمبر/تشرين الثاني 2006. وقد أدّى كلّ ذلك لعدم وجود أيّة شكاوي أو احتجاجات لدى عموم المواطنين في هذا الشأن.

 لكنّنا نلاحظ أنّ الموريتانيين الموجودين خارج التراب لم يقع تسجيلهم باللوائح الإنتخابيّة، كما أنّ بعضهم الآخر ممّن كان مسجلا  فيها لم يتمكّن من التصويت في يوم الإقتراع، نظرا لتواجده في الخارج. إذ أنّ السلطات الإداريّة لم تنظّم مشاركة الموريتانيين المقيمين في الخارج في الإنتخابات. وهي تعزو ذلك لأسباب حرصها على النزاهة والشفافيّة، في حين ربّما يكون السبب هو كثافة تواجد نخبة مثقّفة كبيرة العدد معارضة في الخارج.

 

-بطاقات الإنتخاب : بعد إعداد اللوائح الإنتخابيّة وقع إعداد بطاقة شخصية لكلّ ناخب مرسّم فيها. وهذه البطاقة هي التي يتم بها التصويت. تحتوي كلّ بطاقة على الهوية الكاملة للناخب وتحمل رقما تسلسليّا بالإضافة إلى رقم بطاقة التعريف وكذلك رقم وعنوان مكتب الإقتراع التابع له صاحب البطاقة. كما تضمّنت هذه البطاقة تنصيصا على وجوب ان تكون يوم الإقتراع مرفوقة ببطاقة التعريف. وهي كلّها تدابير غايتها منع أيّة إمكانيّة تزوير أو إستنساخ البطاقة، كالحيلولة دون أيّة إمكانيّة للتصويت أكثر من مرّة واحدة للناخب الواحد.

ممّا تجدر الإشارة إليه هو أنّ اللجنة الوطنيّة المستقلة للإنتخابات قد وضعت منذ اغسطس/آب 2006 بطاقة وحيدة وموحّدة لكلّ ناخب. وهي سهلة الإستخدام بهدف تقليص فرص التزوير تولّت البلديّات في أرجاء موريتانيا توزيعها على أصحابها مباشرة بعد دعوتهم لتسلّمها بواسطة البريد. كما انّ من لم يتمكّن من تسلّم بطاقته قبل يوم الإقتراع أتيحت له فرصة تسلّمها مباشرة في ذلك اليوم من مكتب الإقتراع التابع له، ذلك بعد إظهار الرّسالة الموجّهة إليه والتثبت من وجود إسمه في قائمة  مكتب الإقتراع المعني.

لقد تأكّد لنا من خلال المعاينة الميدانيّة أنّ بطاقات الإنتخاب قد تم توزيعها على أوسع نطاق إذ قلّ وندر أن شاهدنا مواطنا يوم الإقتراع يحصل على بطاقته من مكتب الإقتراع مباشرة. ممّا يجيز لنا القول بأنّ الحياد في هذا المجال كان هو القاعدة.

 

-مكاتب الإقتراع : توزّعت هذه المكاتب على مختلف أنحاء الجمهوريّة الإسلاميّة الموريتانية. ومن خلال القائمة التي حصلنا عليها لمكاتب الاقتراع وتوزيعها لم نلحظ شيئا مريبا مثل الكثرة المفتعلة التي تعمد لها كثير من الأنظمة الاستبدادية لجعل عملية المراقبة مستحيلة. كذلك لم نتلق شكاوى حول غيابها في بعض المناطق.

وقد احتضنت المدارس ودور التعليم والثقافة أغلبيّة مكاتب الإقتراع  في نواكشوط بحيث وجدنا العديد منها في فضاء واحد. كما أنّ هذه المكاتب كانت منظّمة في الداخل ومجهّزة بطريقة محكمة، إذ فضلا عن هيئة المكتب المكوّنة من رئيس وعضوين يوجد مراقبا ممثلا للجنة الوطنيّة المستقلّة للإنتخابات، كما يوجد مراقبين عديدين تابعين للمترشّحين وبحوزتهم قائمة الناخبين المرسّمين بالمكتب. كما ويسود جوّ من الوئام والإحترام والتعاون بينهم وبين أعضاء المكتب وكأنّهم جميعا شركاء في تأمين سلامة العمليّة الإنتخابية وليسوا متنافسين.

 

التصويت : كان رئيس المكتب يعلن عن هويّة الناخب الذي يدخل بصوت مرتفع مسموع لجميع المراقبين، فيتولّى هؤلاء التثبت من الاسم في القوائم الموجودة بحوزتهم، ثم ضعوا علامة فوق إسمه حتّى لا يمكن له التصويت أكثر من مرّة واحدة، أو الإعتراض عليه إن لم يكن إسمه موجودا بالقائمة.

لفت نظرنا الحرص المبالغ فيه أحيانا من طرف المتواجدين بمكتب الإقتراع على منع أيّ تلاعب أو تزوير. من ذلك أنّه يقع التثبّت في هويّة الناخب من خلال بطاقة الإنتخاب، ثم ّيتم اقتطاع ورقة التصويت من دفتر مرقّم تسلم للناخب ويطلب منه الإنعزال في الخلوة. بعدها يضع الناخب ورقة التصويت مطويّة في صندوق شفاف مقفل ويقوم بغمس السبّابة في حبر أسود قبل أن يتم وضع ختم في بطاقته ليسترجعها وينصرف.

ممّا لاحظناه أنّ نسبة الإقبال كانت هامّة، بدليل وجود الطوابير الطويلة أمام مكاتب الإقتراع، بل وحدوث بعض الخلافات بين الواقفين في الطابور بخصوص أولويّة الدخول إلى المكاتب.

 

– فرز الأصوات : ما لمسناه من خلال مكاتب الإقتراع يوم الإنتخاب يجيز لنا الإشادة بطريقة العمل الشفافة والنزيهة التي توخّتها. وما يؤكّد ذلك أنّ فرز الأصوات من طرف المكتب كما عايشناها كانت علنيّة وفي غاية النزاهة. لقد شارك فيها جميع المتواجدين إذ وقع أوّلا إفراغ الصندوق وإحصاء عدد الأوراق الإنتخابيّة الموجودة به. ثمّ جرت مراقبة هذا العدد مع عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم والمعلّم عليهم بالقائمة الإنتخابيّة للمكتب. بعدها قرأ رئيس المكتب بصوت عال إسم المترشّح ثمّ عرض الورقة على الجميع حيث تولّى كلّ مراقب تسجيلها لديه. قد يحدث أن تكون ورقة ما غير واضحة كأن يضع الناخب الختم أو حرف ب في غير المكان المخصّص لهما، عندئذ يقع عرضها على الحاضرين للإتّفاق جماعيّا حول مآلها.

بعد إنتهاء الفرز يتم تحرير محضر أصلي يمضي عليه أعضاء المكتب وممثلّي المترشّحين وممثّل اللجنة المستقلّة للإنتخابات، ثمّ يسلم كلّ واحد منهم نسخة موقّعة من رئيس المكتب. يوجّه بعدها المحضر الأصلي مع صندوق الإقتراع إلى الولاية ومنها إلى وزارة الداخليّة لفرز الأصوات على المستوى الوطني.

واجب التجرّد والموضوعيّة يمليان علينا الجزم بأنّ أعمال مكاتب الإقتراع كانت على درجة كبيرة من الحياد المطلق ومن النزاهة القصوى المشفوعة بالتعاون الواضح بين جميع الأطراف القائمة عليه.

والخلاصة أنّه بناءا على ما عايناه ميدانيّا وما لمسناه فعليّا، يمكن القول أن الإنتخابات الرئاسيّة الموريتانيّة كانت في مراحلها الفنية والإداريّة والتنظيميّة انتخابات سليمة، ممّا يفسّر عدم وجود أيّ إعتراض أو طعن فيها، كما أعلن عن ذلك المجلس الدستوري الموريتاني  يوم 29 مارس 2007.

هذه النتيجة ما كان بالإمكان التوصّل إليها لولا التدابير المتّخذة من طرف السلطة القائمة لضمان شفافيّة وحياد العمليّة الإنتخابيّة. فقد تم في 14 نوفمبر 2005 إنشاء لجنة وطنيّة مستقلّة للإنتخابات، وهي مطلب قديم لأحزاب المعارضة. وقد أنشئت بمقتضى الأمر القانوني رقم 12/2005، وهي سلطة إداريّة مستقلّة تتمتّع بالشخصيّة القانونيّة وبالإستقلاليّة الماليّة وتسهر على إحترام القانون الإنتخابي وتضمن للناخبين والمترشّحين حريّة ممارسة حقوقهم وتؤمّن الإعلام والتهذيب المدني للمواطنين. بالتشاور مع الإدارة تتأكّد اللجنة الوطنيّة المستقلّة للإنتخابات من صحّة وشفافيّة ونزاهة العمليّات الإنتخابيّة بدءا من التسجيل في اللوائح وصولا إلى فرز الأصوات والإعلان عن النتائج.

تتمتّع اللجنة الوطنيّة المستقلّة للإنتخابات بسلطة تعليق كلّ الإجراءات التي من شأنها المساس بنزاهة وانتظام الإنتخابات. إنها لجنة جماعيّة تتكوّن من 15 عضو على المستوى الوطني ويتوفّر لها على المستوى الجهوي والمحلّي 97 لجنة (13 لجنة انتخابيّة جهويّة و 53 لجنة انتخابيّة مقاطعيّة و31 لجنة انتخابيّة بالمراكز الإدارية ). تمتلك اللجنة وسائل بشرية وماديّة وضعتها الدولة تحت تصرّفها، وتستفيد فضلا عن ذلك من الدعم المالي المقدّم من الشركاء في التنمية. كلّ هذه الموارد تخضع للتدقيق والمحاسبة.

يؤدّي أعضاء اللجنة الوطنيّة المستقلّة للإنتخابات يمينا للعمل على إنجاز الأهداف الأساسيّة للتنافس الإنتخابي بكلّ حياديّة وتجرّد، كما أنّ طاقمها اللاّمركزي يقع تعيينه من قبلها حسب معايير النزاهة والتجرّد والحياد.

لاحظنا حضورا واضحا لممثّلي اللجنة في مكاتب الإقتراع حيث كانوا مكلّفين بمراقبة الإقتراع فيها، كما بفرز الأصوات وإعداد تقرير خاص للجنة الوطنيّة. وقد حرصت وزارة الداخليّة الموريتانيّة من جهتها على ضمان الحياد، حيث وضعت على ذمّة أعضاء مكاتب الإقتراع دليلا يتضمّن بصفة تفصيليّة جميع الجزئيّات الخاصّة بعملهم، كما مكّنت جميع المراقبين والملاحظين من الوقوف على الشفافية الكبيرة لعمل المكاتب.

  

ثانيا : الجانب السياسي

 ضمور الخطاب السياسي في الحملة

 وحضور العصبية والمال في الإقتراع

لا شكّ أنّ العمليّة الإنتخابيّة لئن كانت في حد ذاتها ذات طابع تقني فإنّها في مضمونها وجوهرها ذات مدلول سياسي مكثف. خاصّة في بلد يخطو أوّل خطواته في التداول السلمي على السلطة وقد خرج لتوّه من نظام دكتاتوي عسكري جثم على صدره منذ حقبة طويلة.

هذه الوضعية الإنتقاليّة للشعب الموريتاني لا شكّ أنّها ستلقي بظلالها وستتحكّم إلى حدّ كبير في المحتوى السياسي للعمليّة الإنتخابيّة الأخيرة التي كانت مثالية في جانبها المؤسساتي الإداري كما أسلفنا. وفعلا عندما نحوّل إهتمامنا للمحتوى السياسي للعمليّة الإنتخابيّة ليس بوسعنا الاّ تسجيل ضمور هذا المحتوى ومحدوديّته على أكثر من صعيد ليس أقلّها الحملة الإنتخابيّة. كما أنّ اتّجاهات التصويت كانت محكومة أكثر بتأثير العصبيّة والمال.

 

         الحملة الإنتخابيّة :

لقد عايشنا هذه الحملة طيلة أسبوع كامل ولاحظنا نسبة الحرية التي يتمتّع بها الموريتانيون في التعبير عن آرائهم، سواء تعلق الأمر بالملصقات أو بتنظيم الإجتماعات والمهرجانات. نذكّر أن التلفزيون الموريتاني أفسح المجال للمرشحين لعرض وجهات نظرهم ولم نسمع بأي شكوى بخصوص توزيع الحصص. كما لمسنا الجوّ المسالم الذي كان سائدا، حيث لم نشاهد أو نسمع عن أيّة عمليّة تبادل عنف جسدي أو لفظي بين أنصار المرشحين. العكس هو الذي كان واضحا. الأمر الذي أدهشنا كثيرا حيث بدا الجو أقرب منه إلى جوّ أعراس متجاورة منه إلى حملة إنتخابيّة ستقرر مصير البلاد. وطوال الأسبوع، خاصة عند زيارتنا مختلف الخيام، استمعنا إلى النقاشات التي كانت تدور بين الموريتانيين والتي كانت خالية من كلّ تشنج، (بل وأحيانا تميل للمزاح والهزل وكأنّ المواطنين لا يحملون على محمل الجدّ حتى تجندهم لهذا المرشّح أو ذاك). وكأن مجرد التقدم للاقتراع والترشح خلق أجواءا احتفالية لم يعتد عليها الموريتانيون.

مما يسترعي الإنتباه أيضا المكانة المتميّزة للمرأة، وإن كان من المؤسف عدم وجود ولو مرشحة واحدة بين التسعة عشر مرشّحا. حضورها كان كبيرا في الحملة وليس فقط للأداء الغنائي داخل الخيام.

لكن بالمقابل، اعتمدت الحملة الانتخابية كثيرا على الإشهار لشخص المترشّح وليس لبرنامجه السياسي. وكأنّ الموضوع ليس اختيار الرجل الأنسب لقيادة البلاد وإنما الأكثر أبهة وثراء وكرما وقدرة للوصول بأساطيل السيارات إلى المناطق النائية. فقد تنافس المرشحون في تقديم الخدمات الترفيهية أكثر مما تنافسوا في الدفاع عن برامجهم.

لا يتوفر لدينا معطيات حول تكلفة الحملة بالنسبة للمرشحين التسعة عشر، لكن من البديهي أن بعض المترشّحين كانوا أكثر تواجدا من غيرهم وبالتالي أكثر حظا. ويشار هنا لدور رجال الأعمال الذين كونوا ثروات طائلة تحت حكم ولد الطايع ولعبوا حسب مخاطبينا من الموريتانيين دورا هاما في تمويل بعض المرشحين دون غيرهم.

لا شكّ أنّ مسألة تمويل الحملة الإنتخابيّة هي قضيّة في غاية الأهميّة خاصّة في موريتانيا حيث كان المال هو عصب الإنتخابات السابقة. وحضور المال كان واضحا في الحملة الحاليّة. ذلك أنّ القانون الإنتخابي الموريتاني لم يتولّ تحديد سقف مالي لكلّ مترشّح، ولا يطالبه بالتصريح بأملاكه وبثروته. كما أنّ أي من المترشّحين لم يقدّم مشروع ميزانيّة لحملته ولم يقع الكشف عن مصادر تمويله.

هذه المسألة نقيصة أساسيّة يتعيّن الإشارة إليها بشدة لما لها من تأثير في نتائج الإنتخابات. لقد إعتبر المترشّح ولد مولود، رئيس حزب اتّحاد قوى التقدّم، أنّ  » أموالا طائلة استثمرت في شراء الولاءات والذمم كانت وراء ما حصل من صعود صاروخي لبعض المرشّحين « . الاّ أنّنا في ذات الوقت لا يمكننا الاّ تسجيل اجماع مختلف الفرقاء السياسيين عن أنّ الأموال المبذولة في الحملة هي أموال خاصّة وليست أموال عموميّة.

هذه العوامل أدّت إلى  ضعف الجدل السياسي وحصر الخطاب الإنتخابي في الصبغة الإشهارية  فكأنناّ بنواكشوط وبقية المدن والبوادي قد جدت في الحملة فرصة لقطع رتابة الحياة والتمتع بشيء من الترفيه. هكذا أصبحت المطربات الشهيرات جزءا من  » القوة الضاربة  »  لدى المرشحين القادرين على التعويل على خدماتهن. كذلك يخيل لمن تابع العملية أنّ المطلوب هو ترويج بضاعة بكل وسائل الإشهار الحديثة، وهذه البضاعة ليست أفكارا وبرامج وإنما صورة وخصال شخص.

يضاف لهذا أن الوقت لم يكن كافيا لعموم المواطنين للتعرف على كافة المترشحين نظرا لعددهم. وهو ما يفسر أن الكثير منهم  بقوا مترددين حتى آخر لحظة بخصوص الذي سيصوّتون له.

إنّ غياب المضامين السياسيّة كان عموما السمة الأبرز للحملة الإنتخابيّة، على الأقل في دورتها الأولى. فالمترشّحون أنفسهم لم يكن هاجسهم الأساسي التعريف ببرامجهم وأوجه إختلافها مع برامج منافسيهم. ناهيك عن أنّ أغلبهم قد استغلّ الحصّة التلفزيونيّة المخصّصة له في نقل صور عن تنقّلاته داخل البلاد والخيام التي نصبها والمطربات اللاتي قمن بتنشيط السهرات فيها. مؤشّرات تدلّ كلّها على ضمور العامل السياسي البرامجي للحملة الإنتخابيّة. وكأن القوم يعرفون مسبّقا أنّ التصويت لن يكون حسمه على ضوء خصوصيّة البرنامج السياسي لهذا المترشّح أو ذاك بل أنّه سيتحدّد بعوامل أخرى.

هناك أمور أفرزتها الحملة الإنتخابيّة تستحقّ  الوقوف عندها ولا يمكننا إلاّ ان نسجّلها، وهي بعض المسلكيات التي كانت حاضرة بقوّة خلال الحملة الإنتخابيّة. من مثل إطلاق الشائعات قبل وأثناء وبعد عمليّة الإقتراع، والتي كانت تقف وراءها جهات تتّهم بأنّها تحاول القفز على معطيات قد تسفر عنها نتائج صناديق الإقتراع. وعلى الرغم من ذلك، ظلّت الصبغة السلميّة للإنتخابات واقعا ملموسا. ويظهر أنّ اللجنة الوطنيّة المستقلّة قد ساهمت بشكل كبير في إيجاده عبر  » مدوّنة حسن السلوك  » التي إقترحتها ووقعت عليها يوم 07 سبتمبر 2006 كافة الأحزاب السياسيّة. تضمّنت هذه المدوّنة مجموعة من المبادىء والقيم التي تنظّم مسلكيّات ومواقف وخطابات الفاعلين السياسيين، مثل خوضهم حملة إنتخابية هادئة وتأطير أنصارهم وقبول حكم صناديق الإقتراع مهما كان.

 

– اتّجاهات الإقتراع :

يمكن القول بأنّ الإنتخابات الموريتانية، ورغم ما حظيت به من إشادة من كلّ الأطراف السياسية والمراقبين، كانت انتخابات عرقيّة وجهويّة بل وقبلية أيضا. وهو ما يفسّره البعض بالنتائج الباهرة التي حقّقها المرشّحون في مناطق ينتمون إليها قبليّا وأخرى متدنّية في مناطق تصنّف هي الأخرى ضمن طابور هذا المرشّح أو ذاك. ففي مكتب المنطقة الخامسة بنواكشوط مثلا – وهي منطقة بالغة الفقر يسكنها من يسمون الزنوج الأفارقة – اكتشفنا عند الفرز أن الأغلبية الساحقة للأصوات ذهبت للسيد مختار ابراهيما صار، وهو من المنتمين لهذه الأقلية العرقية. في حين أن هذا المرشح لم يحصل إلا على المرتبة الخامسة على الصعيد الوطني.

هذه الظاهرة أكدها لنا كل من تحدثنا إليهم. فالعوامل الأساسية التي تحكمت في الخيار كانت القبلية والعرقية والمال وصورة الشخص التي وقع تسويقها كما رأينا حسب تقنيات الإعلان التجاري. مما أكد هذه الظاهرة النتائج الهزيلة التي حصل عليها السيد ولد حنانة (,6 7%) والسيد ولد مولود ( 4%)، وكلاهما ترشح على أسس سياسية: الأول كممثل للتيار القومي والإسلامي، والثاني كممثل للتيار اليساري.  

 بالإضافة لذلك لا بدّ أن نشير إلى ما ذكره لنا العديد من النشطاء من أنّ المفارقة في التجربة الموريتانية تتمثّل في جدية اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات وحياد الإدارة من جهة، ومن جهة أخرى التدخل السياسي المتواصل للسلطة للتأثير على مجرى الانتخابات. وكأن هناك سياستان ورأسان مدبران وراء العملية.

هذه العناصر تجعلنا في تفاعلها نقرّ بأنّ حصيلة الإنتخابات الموريتانية في مضمونها السياسي كانت بمثابة الترجمة الأمينة لتواصل حجم المال السياسي والتوظيف القبلي والدعاية الجهويّة. يضاف لها توجيه السلطة القائمة للفاعلين السياسيين قبيل الإستحقاقات خصوصا.

الإستنتاجــــات

مهما كان الأمر، من الصعب جدّا إصدار حكم نهائي على ظاهرة لم نعايش منها الاّ بعض ملامحها ولم نر منها الاّ واجهتها. لذلك حاولنا عبر ساعات طويلة من النقاش مع أصدقائنا الموريتانيين النفاذ إلى ما وراء الستار. وفي حدود ما أمكننا معاينته في الدورة الأولى، وفي حدود ما استطعنا فهمه من ساعات طويلة من التحاور مع جلّ الاطراف التي قابلناها، وإستنادا إلى قناعة شخصيّة هي نتيجة تجربتنا السياسية والحقوقية، يمكن التأكيد بأننا أمام تجربة وليدة. باعتبار أنّ تنظيم انتخابات نزيهة من الناحية التقنية ليس بالأمر السهل. كما أن نجاح الموريتانيين في هذا المضمار دليل على نضج كبير لدى كل الأطراف. ولا ننسى أن النواقص التي تعرضنا  لها، مثل قضية التمويل، وحتى التدخل الخفي للاعبين من وراء الستار، موجودة في كثير من البلدان العريقة في التجربة الديمقراطية. لذا فاحترامنا الكبير لأشقائنا الموريتانيين من جهة، واحترامنا الأكبر للحقيقة، هو الذي جعلنا نسجل النواقص السياسيّة المذكورة على أمل أن تقع معالجتها وتجاوزها في التجارب المقبلة.

خاتمة مؤقتة

يبقى أن نردّ على السؤال الذي كان منطلق مهمتنا، أي مدى  جدية العملية كلها، خاصة بعد فوز السيد سيدي ولد عبد الله، المحسوب على طرف قوي داخل المؤسسة العسكرية. حيث أن المأمول من الانتخابات الديمقراطية هو التغيير الحقيقي لتجاوز مخلفات آفة الاستبداد، أي تغيير نظام الحكم السابق وليس تجديده باستبدال شخص بآخر. فالسؤال الكبير الذي تطرحه الانتخابات الموريتانية هو إن كان بمقدور النظام الاستبدادي حماية مصالح المنتفعين من العهد السابق والمواصلة في ثوب جديد، عبر الاستعمال الذكي لآليات الديمقراطية نفسها ؟

فإن كان الجواب بالايجاب، يمكن القول بإنّ التجربة الموريتانية هذه لن تكون تلك التي علق عليها الديمقراطيون العرب بعض الأمل لتصفية الاستبداد بوسائل سلمية. وإنما ستكون نموذجا قد تجد فيه الأنظمة الاستبدادية حلا لأزمتها. ما يمكن أن يقوله النموذج الموريتاني لها هو أن هناك بديل للنموذج القديم ( الانتخابات التاسعة والتسعينية وتزييفها الساذج ) التي تقاتل أنظمة متخلفة للحفاظ عليه إلى نموذج أرقى يتمثل في التعويل على الأمية السياسية الواسعة الانتشار داخل الشعب والتي نماها وسهر عليها الاستبداد. كذلك الاستثمار في جوادين أو أكثر بالمال والنفوذ الخفي  وخلق أكبر عدد ممكن من الترشحات الرامية لتوزيع أصوات المعارضة. كل هذا في ظل دستور يضمن صلاحيات واسعة للقادم الجديد تمكنه من المحافظة على هيكل النظام وتوابعه، أي على مصالح ونفوذ الأجهزة الأمنية والمافيات الاقتصادية.

من الثابت أن النظام السياسي الموريتاني هو الآن في مفترق طرق، ولا يمكن التنبؤ بالمسار الذي سيأخذه. فإما أن يتواصل نفوذ الأجهزة والمافيات في ظل حكم مدني صوري عاجز عن حل المشاكل الاقتصادية الضخمة، وسرعة العودة للتضييق على الحريات، وآنذاك سنكون قد شاهدنا فعلا النجاح الأول للنموذح المتطور في تواصل الدكتاتورية… وإما ستغتنم المعارضة مساحة الحريات التي حصلت عليها قبل وإبان العملية الانتخابية لجعل التراجع عنها مستحيلا. بالتأكيد يفهم الرئيس المنتخب حجم الآمال المعلقة عليه، بحيث يمكننا من القول أن آخر حيل النظام الاستبدادي للتواصل عبر استعمال بالغ الدهاء لآليات الديمقراطية قد فشلت وأن السحر انقلب على الساحر.

 

تهنئة وشكر

في نهاية المطاف، تتوجه اللجنة العربية لحقوق الإنسان بالتهنئة للشعب الموريتاني على نجاحه في تنظيم انتخابات ديمقراطية وشفافة، وعلى المناخ السلمي الذي انطلقت منه وانتهت اليه. كما تهنئ الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني على هذه التجربة الرائدة ، آملة أن يتواصل نموها وتجذرها ونجاحها في ضمان المزيد من الحقوق والحريات للشعب الموريتاني، بما يؤدي بداية لزوال جيوب الفقر المذل في نواكشوط وخاصة أحياء المنطقة الخامسة أو « كبّة » وغيرها. كما تأمل تطوير الأخوة العربية الأفريقية كي تكون موريتانيا الديمقراطية همزة الوصل الناجحة بين الوطن العربي وشعوب أفريقيا جنوب الصحراء.

كذلك تهنئ كل المرشحين على جهودهم والروح الرياضية التي أبدوها إبان الحملة وعند نهايتها، بمن فيهم الرئيس المنتخب سيدي ولد الشيخ عبد الله الذي تنتظره مهمات صعبة وحساسة. فموريتانيا اليوم أمام منعطف مصيري، من احتمالاته التي يتأملها المجتمع، نهاية عهد الفساد وحكم الأجهزة وإفراغ  السجون من كل الرهائن السياسيين. الأمر الذي لا يحول دون وجود خوف من عودة آفة وعاهة الاستبداد التي كلفت الشعب والأمة غاليا.

وتعرب البعثة عن بالغ شكرها للسادة صالح ولد حنن ومحمد ولد مولود ومسعود ولد بلخير وسيدي ولد الشيخ عبد الله، المرشحين الذين استقبلوا ممثليها وأفادوهما بكثير من المعلومات الهامة. كما تعبر عن خالص امتنانها للسيد أحمد ولد بابا أمين والدكتور محمد ولد بوعليبة، وعن عميق شكرها لأعضاء المجتمع المدني لعونهم الكبير وعلى وجه الخصوص السيدة امناتو منت علي والسادة محمد محمود ولد معلوم وبدّي ولد ابنو وأحمد فال ولد الدين ومحمد فال ولد اكاه ومحمد الأمين ولد الكتّاب وبوبكر مسعود وممادو مختار صار.

                                        ***  


 

اللجنة الوطنية لمساندة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان تكثف جهودها

اجتمعت الهيئة التأسيسية للجنة الوطنية لمساندة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان يوم الجمعة 16 مارس 2007 بمقر الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات. واثر تبادل الإعلام حول الاتصالات التي قامت بها لجنة المتابعة في الآونة الأخيرة تم الاتفاق علي تكثيف الجهود خاصة مع الهيئة المديرة للرابطة وللمؤسسات الرسمية بغية الاسهام في تجاوز الوضع الحالي وذلك برفع التضييقات التي تعرقل النشاط العادي للرابطة حتى يتسنى إنجاز مؤتمرها السادس خدمة لمصلحتها واستقلاليتها كمكسب وطني يعتز به كل التونسيين.
عن لجنة المتابعة  هالة عبد الجواد (المصدر: صحيفة « الشعب » الصادرة يوم 30 مارس 2007) http://www.echaab.info.tn/rubrique.asp?Rub_ID=396&Date=20070324  

بداية من شهر جويلية :

الشروع في اقتطاع نسب إضافية من جرايات موظفي القطاع العام بعنوان التقاعد والتأمين على المرض

بقلم رفيق بن عبد الله العاملون في القطاع الخاص معنيون فقط باقتطاع نسب إضافية بعنوان التأمين على المرض على خلاف موظفي القطاع الخاص، سيتم اقتطاع نسب إضافية لموظفي القطاع العام بعنوان التقاعد من جهة وبعنوان التأمين على المرض من جهة أخرى. إذ سيتم بداية من شهر جويلية المقبل الترفيع في نسبة الاشتراكات بعنوان التقاعد بالنسبة لموظفي القطاع العام بـ3% على امتداد 3 سنوات بواقع 1,8% على كاهل المؤجر ابتداء من أول جانفي 2007 و1,2% على كاهل العون ابتداء من غرة جويلية القادم. موظفو القطاع العام سيكونون كذلك مع العاملين بالقطاع الخاص معنيون بنسب الاقتطاع الإضافية بعنوان التأمين على المرض  التي سيشرع فيها أيضا في نفس الشهر تزامنا مع بداية تطبيق النظام الجديد للتأمين على المرض والتي تم تحديدها بواقع 1,75% بالنسبة للأجير و2.75% على كاهل المؤجر يتم تطبيقها تدريجيا على ثلاث سنوات. وهكذا فإن نسبة الاقتطاع الإضافية الجملية بالنسبة لموظفي القطاع العام ستصل بداية من جويلية القادم إلى 1% (قسط أول بـ0,4% متوقعة بعنوان التقاعد، زائد 0,6% قسط أول بعنوان التأمين على المرض) ومن المقرر أن تصل نسبة الاقتطاع الجملية الإضافية قرابة 3 بالمائة للعون العامل بالقطاع العمومي قبل نهاية 2009 موزعة بين اشتراكات التقاعد والمساهمات العائدة إلى صندوق التأمين على المرض. موارد إضافية لصندوق التقاعد ومن المقرر أن تتم المصادقة قريبا على زيادة نسب الاشتراكات بعنوان التقاعد بالنسبة لموظفي القطاع العام والتي تضمنها مشروع قانون متعلق بتنقيح وإتمام القوانين المنظمة للجرايات المسندة بعنوان أنظمة التقاعد والعجز والباقين على قيد الحياة في القطاعين العمومي والخاص والأنظمة الخصوصية الذي كان محل نظر مجلس الوزراء أوائل الشهر الجاري والذي سيشمل بالأساس المنضوين تحت لواء صندوق التقاعد والحيطة الاجتماعية إضافة إلى المعنيين بالأنظمة الخصوصية للتقاعد من أعضاء الحكومة وأعضاء مجلسي النواب والمستشارين والولاة. وتأتي التعديلات المرتقبة على نسب المساهمات في التقاعد بهدف توفير موارد إضافية للصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية تمكنه من الإيفاء بالتزاماته تجاه منظوريه سيما وأن العجز بلغ حدودا تنذر بالخطر. وكذلك في إطار الحفاظ على ديمومة الصناديق الاجتماعية وتوازناتها المالية. وقد أثر ارتفاع مؤمل الحياة عند الولادة في تونس من 67,4 سنة 1984 إلى 74 سنة في العام 2005 مع الارتفاع المتواصل في نسبة المسنين التي بلغت سنة 2005 ما معدله 9,5% من مجموع السكان مقابل 6,7% سنة 1984، على المؤشر الديموغرافي أي تقلص عدد الناشطين مقارنة بكل منتفع بجراية وهو ما أدى إلى ظهور ضغوطات مالية على أنظمة التقاعد حيث ارتفعت النفقات المتعلقة بجرايات المتقاعدين بشكل أسرع من الارتفاع الحاصل في المداخيل مما استوجب اتخاذ إجراءات عاجلة في انتظار ما ستسفر عنه الدراسة حول آفاق أنظمة التقاعد إلى حدود سنة 2030 من معطيات. نسب إضافية بعنوان التأمين على المرض ومعلوم أن النسبة الجملية لنسبة الاشتراكات للمضمونين الاجتماعيين بعنوان النظام القاعدي ستصل إلى 6,75% من الدخل موزعة بين 4% على كاهل المؤجر و2,75% على كاهل الأجير علما وأن المضمون الاجتماعي العامل لحسابه الخاص يتحمل كامل نسبة الاشتراكات بواقع 4%. يذكر أنه من المقرر أن يتم ابتداء من السنة الأولى لتطبيق نظام التأمين الجديد اقتطاع نسبة 0,6% إضافية عن مساهمة الأجراء، أما بداية من السنة الثانية من تطبيق نظام التأمين أي في جويلية من سنة 2008 فسيتم اقتطاع نسبة 0,6% إضافية وفي السنة الثالثة أي في جويلية 2009 يتم اقتطاع نسبة إضافية بـ0,55% لتصل بذلك مساهمة الأجراء في صندوق التأمين على المرض إلى 1,75% يضاف إليها النسبة الحالية المقتطعة سواء لفائدة صندوق الضمان الاجتماعي أو لفائدة صندوق التقاعد والحيطة الاجتماعية والـتي تبلـغ 1% حاليـا لتصبـح 2,75%. حول مساهمة الأعراف أما في ما يتعلق بمساهمة الأعراف أو المؤجرين فمن المقرر أن يتم اقتطاع نسبة و2,75% إضافية عن المساهمة الحالية التي تبلغ 1,75% موزعة على ثلاث سنوات بواقع 0,9% بداية من جـويليـة المقبـل و0,9% فـي جويليـة 2008 و0,95% في جويلية 2009 ليصل بذلك مجموع المساهمات الإضافية ببن الأجير والمؤجر بعد ثلاث سنوات من تطبيق نظام التأمين الجديد 4,5% يضاف إليها 2,25% المعمول بها حاليا ليكون المجموع 6,75%.. وقد تم اختيار نظام التدرج في تركيز نظام التأمين واقتطاع المساهمات حتى يتم تأمين الموارد المالية الضرورية الكافية لانطلاق الصندوق وضمان توازناته المالية.  وكانت مصادر من الصندوق أكدت لـ »الصباح » أن هذه النسب تتناسب مع قدرة كل مواطن للتمويل في حين أن خدمات الصندوق واحدة للجميع مع احترام الحقوق المكتسبة لكل فئة. كما أن للفئات التي تتمتع بتغطية عن طريق التعاونيات أو التأمينات الجماعية فستحتفظ بحقوقها، مما سينتج عنه إما تحسنا في هذه التغطية أو التقليص من المساهمة… 
 
(المصدر: صحيفة الجريدة »  إلكترونية العدد 68 الصادرة يوم 30 مارس 2007)    http://www.gplcom.com/journal/arabe/article.php?article=1666&gpl=68  

معطيات جديدة عن المغازة العامة قد تربك حسابات المتراهنين

بقلم محمد عمار وأخيرا أسدل الستار على مسلسل إضراب عملة المغازة العامة وقد تواصلت جلسات الحوار الاجتماعي بخصوص شركتي المغازة العامة وMAGRO إلى الساعة الثالثة صباحا من يوم الثلاثاء 26 مارس 2007، والتي دارت بين الوفد النقابي الذي ترأسه السيد مولدي الجندوبي الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل المكلف بالمؤسسات العمومية والدواوين والطرف الإداري الممثل لمجمع المغازة العامة (ممثلي وزارة التجارة والصناعات التقليدية والسيد صالح بتبوت ر-م-ع الشركة)، والتي أفضت إلى جملة من القرارات التي سنتناولها تباعا حيث بلغ عددها 17 قرار ولعل أهمها :
– ترسيم كافة الأعوان المتعاقدين بمقتضى عقود عمل محدودة المدة وعددهم بالنسبة للشركتين 540 عونا وذلك حسب الرزنامة الزمنية التالية : ·   ترسيم الأعوان المتعاقدين لمدة تعادل أو تفوق 3 سنوات في غرة أفريل 2007 والبالغ عددهم 101 بشركة المغازة العامة و11 بشركة ماقرو. ·        ترسيم الأعوان المتعاقدين لمدة تتراوح بين سنتين وثلاث سنوات ابتداء من غرة جوان 2007. ·        ترسيم بقية الأعوان المتعاقدين بتاريخ 31 مارس 2007 في غرة جانفي 2008.
ومما يذكر أنه وقع تضمين هذا الإجراء ضمن كراسي الشروط ومحضر الإحالة عند التفويت في المؤسسة حتى يتم العمل به تجسيما للفصل 15 من مجلة الشغل. –   استخلاص الراحة السنوية المتخلدة بذمة المؤسسة والتي قام العملة بإضراب خلال الأسابيع الفارطة حول منحة الشهر الثالث عشر وأيام الراحة التي اشتغلوا خلالها وتمخضت المفاوضات عن استخلاص الأيام المستحقة في شكل منحة جزافية وتصرف هذه المنح في أجل أقصاه 31 ماي 2007. –   تحديد مقاييس منحة التكاليف الخاصة : PSS ومنحة المسؤولية لكواهي ورؤساء الأجنحة ومنحة الخطر للحراس والمراقبين ومنحة النقل وتمكين العملة من ملابس الشغل وذلك بنسب متفاوتة حسب الأصناف. هذا إلى جانب من جملة من المسائل الأخرى التي تم الحسم فيها مثل الترقيات حيث تم تمتيع الأعوان الذين بلغوا 15 سنة أقدمية خلال سنة 2006 في نفس الصنف من ترقية وبلغ عددهم نحو 284 عونا حيث ارتفع أجرهم بما لا يقل عن 20 دينارا وتم إدراجها بالأجر الأساسي. وللتذكير فإن الشركة التي تضم 45 نقطة بيع و4 مغازات ماقرو تشل نحو 2248 عاملا سيتم خوصصتها بداية من النصف الثاني من السنة الجارية بعد أن تم غلق باب الترشحات والاقتصاد على عشرة مستثمرين فقط ويشير مصدرنا (عضو مجلس النواب) أن ناجي المهيري المستثمر الأبرز في قطاع السياحة والأثاث يبدو الأقرب للفوز بهذه الصفقة اعتبارا أن من سيقوم باقتناء صفقة المغازة العامة سيقوم أيضا بالدخول في رأس مال المركب التجاري الضخم Leclerc الذي سيتم إنجازه بمدينة سوسة. وستتكفل الأيام القادمة بكشف الفائز بهذه الصفقة. هذه المعطيات الجديدة قد تربك حسابات بعض المستثمرين إن لم يأخذوها بعين الاعتبار.
(المصدر: صحيفة الجريدة »  إلكترونية العدد 68 الصادرة يوم 30 مارس 2007)  http://www.gplcom.com/journal/arabe/article.php?article=1671

مسرحية خمسون :

يوتوبيا الخوف داخل جدلية اليأس الوجودي والحلم بالبديل المفقود

أخيرا وبعد طول انتظار ارتقى المخرج المسرحي الفاضل الجعايبي الى مرتبة القوّة السياسية المعنية بالصراع اليومي من أجل حق المواطنة المتجلية في أبسط معانيها وهي حرية الرأي والتعبير في ظل ضعف فعل سياسي مؤسساتي يتحول فيه مبدع ما الى رمز شمولي تلتقي في جوهر «معركته» وأحلامه اغلب الشرائح والقوى المؤمنة بقيم الحرية وحق المواطنة، ففاضل الجعايبي ومن معه قد استماتوا في معركة شكلها ليس بجديد اذا اعتمدنا بيبلوغرافيا القمع والاسكات لكن الجديد فيها هو طول النفس والايمان اللاّنهائي بالحق في الابداع والتعبير وخصوصا في قطاع المسرح الذي يعاني من جبروت جهاز رقابي يدعى لجنة التوجيه المسرحي الذي بعث في عهد نظام الرئيس الراحل وتمت المحافظة عليه حتى الان.
النّص بين تفعيل الرمز والاسقاط الرّمزي التوضيفي
تروي احداث المسرحية واقعة تفجير انتحاري تجسّده استاذة شابة متحجّبة داخل باحة المعهد الذي تدرّس فيه ويبدأ تحقيق البوليس السياسي ليشمل بطبيعة الحال اقاربها وكل المقيمين داخل منزلها وفي خضم تسلسل الاحداث تبرز شخصية «أمل» الطالبة العائدة من باريس صحبة والديها «اليساريين» والتي انتقلت من فكر والديها اللاّئكي الى الفكر السلفي الجهادي ومن هنا تتمحور رمزية النص حول أمل.. والإسم بطبيعة الحال ليس عفويا بل وظيفي.. فالامل الذي ولد تقدميا منفتحا عن الانسانية في بيئة برجوازية صغيرة ثورية وتقدمية يرتدّ «بنويّا» داخل خانة فكر دغمائي «ميتافيزيقي» مختلف شموليا مع قانون إنتاجه «وهو البيئة الثورية» دون ان يخوض النص في أسباب ومسببّات هذا الفرز اللاعلمي والمشوّه مما حوّل شخصية «أمل» من رمز الى حالةترميز «توظيفي» شكّل نوعا من النّشاز الاسقاطي وحوّل الرمز الفاعل الى مفعول به والسيدة جليلة بكّار لها كل الحق والحرية في أن تصيغ شخصياتها بعيدا عن العاطفة الفكرية والاديولوجية وبعيدا عن كل ترميزات الواقعية بشتّى اشكالها لكنها تتجنّى عن أبسط حدود المنطق الواقعي حين تتشبّث بيسارية عائلة أمل فهذا الترميز يجعلني اتحدث عن (الإسقاطية السيكولوجية) التي تذكّرنا بسفسطائية عديد الاعمال الضعيفة والتي قيل بانها تنتمي لمدرسة الواقعية الاشتراكية. فلماذا اختارت جليلة بكّار هذا الترميز ألانها تعتبر نفسها جزءا من هذا اليسار الذي تحمّله قسطا جوهريا وخطيرا في هذه التراجيديا وتعتمد اسلوب الصدمة الموجعة وبالتالي نحت حالة التقوقع بين مطرقة المازوشية ودسنديات السادية وذلك بافرازه الذاتي لعوامل ازمته وازمة المجتمع عموما واعني به الفكر الاسلاموي المتزمّت والظلامي. فلماذا اصرّت المؤلفة على يسارية الوالدين في حين كان يمكن ان يكونا ايّ شيء آخر لان الازمة ليست أزمة طبقة سياسية بل هي ازمة مجتمعات وبالتحديد ازمة الطبقة الوسطى عموما فيها تلك الطبقة التي حكمت منذ الاستقلال سياسيا وثقافيا وحملت مشروع التحديث والديمقراطية «كحكم» ومشروع الثورة الاجتماعية والثقافية «كانتنجلسيا ثورية» فإذا بها تتحول الى خزّان انتاج للنخب الطليعية للتيارات السلفية الجهادية المتزمّتة وان كان هذا الطرح هو أساس وجوهر الازمة التي يتبناها النص فانّ تثبيت الصفة الاديولوجية لا الطبقية للوالدين لا مبرّر لها بل أراه ـ وهذا حقّي ـ حالة إمّا جلد للذّات لتجربة ذاتية أو تصفية حساب «سيكولوجي» مع موروث فكري واديولوجي يعوّض به المرء حالة حيرة ناتجة عن العجز في اعادة البناء أو ايجاد البديل وهذا لا يعني بانني غير معجب بتقنية النّص الذي تميّز بخاصية التركيب اللفظي والايحائي للمصطلحات ذات الدلالات الموضوعية الهامّة دون السقوط في التقريرية التي تتسم بها اغلب النصوص السياسية والفكرية المعدة للمسرح كما تميّزت المؤلفة في نحت ايحائية الخطاب حتى لا تختزل المفردات سيرورة تسلسل المعنى والترميز وذلك بتأسيس ازدواجية خطاب (بين المهادن والتصعيدي) من أجل اخضاع الفعل الدرامي الشامل الى قانون التجادل في ذاته ليفرز حالة ايحاء ورمزية لا تخضع «للتحنيط والجمود»مما يسقطها في حالة (الطوباوية الحاملة في ذاتها لروح التواكل على رمزيتها المحنطة والفاقدة لروح البحث والتجديد والتجدّد) كما نجحت المؤلفة في نحت و اختزال رمزية معنى «خمسون» نعم يا سيدتي انها خمسون سنة من احادية الصراع وثنائيته في نفس الوقت.. (احادية الشكل) بين تيارين (اليسار في السبعينات في شكله الراديكالي ونظام قمعي والتيار السلفي منذ الثمانينات الى يومنا هذا (وها قد برز اخيرا مسلحا) ونظاما حافظ على طبيعته كعادته وهو شكل ثبّت ثنائية متصارعين لايقبل احدهما بالآخر في حين كان لزاما ان تخضع عملية الصراع الى قانون التوازن ببروز قطب ثالث يقطع مع ثقافة التزمت والغاء الاخر ويؤسس لحياة سياسية تقدمية وانسانية متفتحة.
المعالجة الركحية عبر رؤية اخراجية تفجيرية
انّ الهنات التي ذكرت جانبا منها في النص قد تجاوزتها النظرة الاخراجية للفاضل الجعايبي هذا «البريشتي المتجدد» الذي اخضع الفضاء الدرامي الى مرادف «جدلي» لايحائيات النص مما خلق ثنائية تعبيرية تثري البعدين اللفظي الوضعي فبين المنطوق «والكوريغرافي الجسدي» يكمن المعني الموضوعي المتنوّع ايحائيا ورمزيا ـ فالمسكوت عنه منطوقا جسديا مع استغلال اكثر للفضاء الدرامي لانّ الجسد ليس نطقا يكتفي بضيق المساحة وهذا يهمّنا نحن»كطليعة المجتمعات المكبوتة» كما ان السينغرافيا نجحت عبر توظيف الاضواء والموسيقى في ان تتحول بدورها الى منطوق نصي مرجعي يؤسس ليوتوبيا الخوف وهلاميته مما يجعلني مؤمنا بان الفاضل الجعايبي كان قادرا على ايصال النص عبر عمل «كوريغرافي صامت» يتلوّن عبره المنطوق داخل ايحائيات الجسد لحامل لثنائية المعاناة والحلم لأنّه يعي جيّدا مسؤوليته كسلطة ابداعية مرجعها الخيال الذي لا سلطة عليه حين ينتج المبدع ابداعا لانه «فيزيائيا» لا يتقولب داخل مرجعيات ثابتة لا تخضع لقانون الحركية والتحول وبالتالي فالخيال سيرورة بعث وتفاعل وتجادل وهذا ما جعل شخصيات العمل متخلصة من معاناة التقوقع داخل ايحائية الرّمز وثوابته (العاطفية الجامدة) التي تكبّل الممثل «بسيكودراميا» وتحوّله الى أداة لنحت الصورة الخاضع لها «نفسانيا» لا المعنى الذي لا يخضع الاّ لقانون الحركة والبحث والتجدّد ليبقى ويدوم ومن هذا المنطلق احتلّ الممثلون قمّة التألق ركحيا وأداء «تنويعيّا» وخصوصا الوجوه الشابّة  وهو عكس ما رأيناه من خلال ادائها في مسرحية «عشاق المقهى المهجور» منذ سنوات قليلة عبر وجوه شابة اخرى.
سليم ساسي
(المصدر: صحيفة « الشعب » الصادرة يوم 30 مارس 2007) http://www.echaab.info.tn/rubrique.asp?Rub_ID=392&Date=20070324


 

السياسة التعليمية الى أين.. وامتحان «الكاتريام» نموذجا

مازال الحبر لم يجف بعد من إعادة إصلاح الإصلاح للسياسة التعليمية في بلادنا وها هي الحكومة تدعو مرة أخرى الى تطبيق تجربة جديدة في التعليم الأساسي حيث دعت وزارة التربية في منشور رسمي الى إجراء امتحان وطني لتلامذة السنة الرابعة أساسي يومي 8 و9 جوان 2007 في المواد الرئيسية الثلاث وهي اللغة العربية (ويشمل التقييم مدى قدرة التلميذ على استيعاب النص وفهمه ثم مدى تمكنه من الانتاج الكتابي) وكذلك نفس الشيء في اللغة الفرنسية ومادة الإيقاظ العلمي وأيضا مادة الرياضيات على ان تجرى الامتحانات كالتالي :
في اليوم الأول يمتحن التلميذ في مادتي اللغة العربية والايقاظ وفي اليوم الموالي في مادتي اللغة الفرنسية والرياضيات. واني بصفتي نقابيا أولا ووليا ثانيا ومربيا ثالثا أريد أن أدلي برأيي في الموضوع .
أولا نزل الأمر بشكل مسقط كالعادة ودون أي استشارة بحيث  لما دعينا كأولياء للاجتماع في المدارس الاساسية فوجئنا بان هذا الإجراء هو فقط للإعلام وسيبدأ تطبيقه ابتداء من جوان 2007 ولا يحتسب في هذا التقييم أي  من المعدلات الثلاثية الثلاثة فحتى السيد المعلم الذي كان بصدد قراءة هذه الأوامر على مسامعنا لم يتصل بها إلا قبل سويعات قليلة من مجيئنا للاجتماع الذي كان مقررا في الساعة السادسة والنصف مساءا. ثانيا ألا توجد لدينا نقابات التربية والتعليم التي لديها من الكفاءات ما يؤهلهامن إجراء دراسة شافية ومعمقة وكافية لتطلعنا على أسباب فشل السياسة التعليمية الحالية . وليعلم الجميع أن هذه النقابات لطالما نادت بتشريكها في السياسة التعليمية والتربوية وفي البرامج،  إلا أنها لا تجد آذانا صاغية وذلك منذ بداية  التسعينات حتى لا أقول من العهد السابق.
ثالثا التناقض الذي وضعت الوزارة فيه نفسها من حيث التمشي في  إدراك المعارف والمهارات للتلاميذ بنسب عالية جدا في الكتيب الصادر بعنوان الخطة التنفيذية لمدرسة الغد.
فهل ان اجراء امتحان وطني لتلميذ لا يزال يتعلم بدايات اللغة والعلوم في ظل بيداغوجيا النجاح التي دأبت عليها اختيارات السلطة هو في حد ذاته إجراء بيداغوجي وتربوي ؟ ألا يساعد على خلق جوّ من الرعب لدى أجيالنا الصاعدة فيبدو لها الامتحان على هذا النحو وكأنه قضاء على مصيرهم في التعلم والنهل من المعرفة بصفة عادية ؟ ولعلم بعض السادة المسؤولين،  فان بعض الأؤلياء بدؤوا يعيشون حالة الضغط النفسي على مصير أطفالهم . فهل يعقل أن نكون سباقين الى تجربة لم يأت بها احد من العالمين قط؟ فلماذا نتسرع والحال أن هذه التجربة كمثيلاتها من التجارب هي تطبق علي جيل بأكمله سيحمل في يوم ما مشعل البلاد ومستقبلها ؟ فإذا كان لا بدّ من تقييم للسياسة التعليمية وهذا شأن كل مجتمع يريد إن يتطوّر ويتفاعل مع المتغيّرات العلمية والمعرفية التي تجد في العالم فلا يكون ذلك على حساب أطفالنا الأبرياء الذين سيدخلون مبكرا الى حقل التجارب . فالمطلوب هو التروي والحكمة تقتضي أن تكلف لجنة من ذوي الاختصاصات والكفاءات العالية التي لا نشكّ  أن بلادنا تزخر بها وبتشريك الطرف الاساسي في البلاد وهو الاتحاد العام التونسي للشغل وكذلك الاحزاب فتبدأ بدراسة علمية تكشف فيها عن سبب الفشل المدرسي وخاصة في مجال اكتساب مهارات الكتابة والتعبير باللغتين والقدرات والمؤهلات الدينا في العلوم. وبعد ذلك تعقد الاستشارات الوطنية الحقيقية وليست الشكلية  بإشراف الاتحاد العام التونسي للشغل عبر هياكله ووزارة التربية عبر لجنة من المختصين تكلفها بالغرض على أن تكون  لجنة عمل ودراسة فنية لا لجنة بيروقراطية تولد ميتة. هذا رأي متواضع ندلي به في موضوع خطير يمس أبناءنا وأجيالنا الصاعدة.
فهل من معين ؟
النفطي حولة

(المصدر: صحيفة « الشعب » الصادرة يوم 30 مارس 2007) http://www.echaab.info.tn/rubrique.asp?Rub_ID=396&Date=20070324

 

القذافي يدعو لقيام الدولة الفاطمية الثانية بشمالي أفريقيا

دعا الزعيم الليبي معمر القذافي إلى إقامة ماسماها الدولة الفاطمية الثانية في شمالي أفريقيا للقضاء على الجدل الدائر بين الشيعة والسنة. وقال القذافي -في خطاب أمام عدد من زعماء قبائل الصحراء الكبرى في مدينة أغاديس شمال النيجر- إن هذه الدولة ستكون دولة عصرية جديدة تقضي على الجدل الدائر الآن بين الشيعة والسنة واستغلال العدو للفرقة بينهما « التي يطبل لها الحكام العرب ». وأضاف أن « ما يجري من تقسيم الدين الإسلامي بين شيعة وسنة يصب في مصلحة الاستعمار » مضيفا « إنهم أعداء الإسلام والعرب، ها هو الرئيس الأميركي (جورج بوش) يتحدث عن الشيعة والسنة وهو لا يجيد حتى نطقها ولا يدري عمقها التاريخي ». وقال إن « الحكام العرب يطبلون لهذا الأمر ضد إيران لصالح الاستعمار » مشددا على أن الاستعمار هو « عدو الإسلام والعرب والفرس ». ووجه في هذا الإطار الشكر للفرس الذين وصفهم بـ »الأخوة » لأنهم تشيعوا لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ولـ(الإمام) علي (كرم الله وجهه). صهر الإشكاليات وأشار القذافي إلى أن هذه الدولة ستكون الدولة الشيعية الثانية في التاريخ، مؤكدا أن هويتها قادرة على جمع كل القوميات والقبليات والعصبيات والمذهبيات في بوتقة واحدة، وأنه ستنصهر فيها كل الإشكاليات الموجودة في شمالي أفريقيا. وتوقع القذافي أن يؤيد كل الناس هذه الدولة، التي قال إنها « ستنهي كل الصراعات والجدل وتقطع الطريق على العدو وتسحب البساط من تحت أقدام كل المزايدين على هذه الأمة والمتاجرين في قضاياها ». وقال القذافي أيضا « إن بقاء عدة أديان بعد دين محمد (صلى الله عليه وسلم) هي أخطاء تاريخية خطيرة لأن الدين عند الله هو الإسلام والله قد أرسل محمدا للناس جميعا ». وقد قرر شيوخ وسلاطين الطوارق خلال هذا اللقاء إعلان القذافي قائدا لهم. وكان الزعيم الليبي قد أم الجمعة في أغاديس المصلين في صلاتي المغرب والعشاء ومن بينهم زعماء عرب وأفارقة، واحتفل مع المواطنين هناك بذكرى المولد النبوي الشريف. وحضر الاحتفالات أيضا الرئيس السوداني عمر حسن البشير ورئيس المجلس العسكري الموريتاني إعلي ولد محمد فال ورئيس نيجيريا أولوسيغون أوباسانغو ورئيس النيجر تانغا مامادو ورئيس مالي أمادو توماني توري ورئيس سيراليون أحمد تيجان. (  المصدر موقع الجزيرة نت بتاريخ 1 أفريل 2007 )  

قناة «فرانس 24» تطلق صوتها العربي غدا

العمل جار على زيادة ساعات البث من أربع إلى 12 ساعة

باريس: ميشال أبو نجم
تنطلق غدا القناة العربية التابعة للشبكة الإخبارية الدولية الفرنسية «فرانس 24»، وذلك بعد 4 أشهر على إطلاق قناتيها الفرنسية والإنجليزية في 6 ديسمير (كانون الأول)الماضي. وستبدأ عملية البث باللغة العربية في الساعة الرابعة من بعد ظهر غد الاثنين (بتوقيت فرنسا)، ويرافق ذلك احتفال دعت اليه الشبكة في معهد العالم العربي في باريس. من جهته يقول ألان دو بوزياك، رئيس الشبكة لـ«الشرق الأوسط» إن «فرانس 24» بإطلاقها القناة العربية وإن بمعدل أربع ساعات في اليوم في البداية إنما تكون قد سبقت منافستها التي تعتزم تخصيص قنوات بالعربية الى منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، نافيا ان يكون «التعجيل» في اطلاق القناة العربية متعلقا بالاستحقاقات الانتخابية الفرنسية الرئاسية في أبريل (نيسان) الحالي ومايو (أيار) المقبل والتشريعية في شهر يونيو (حزيران) المقبل. وفي هذا السياق يذكر ان ما كان مقررا اساسا هو ان تنطلق القناة العربية في سبتمبر (أيلول) المقبل، ومن »سُبق» ذلك الى شهر يوليو (تموز) قبل ان يرسى على اطلاقها في الثاني من أبريل الحالي. ويضيف دو بوزياك إن المادة الإعلامية التي ستبث على القناة العربية ستكون نفسها الموجودة على القناتين الفرنسية والإنجليزية بنسبة 80%، بينما النسبة المتبقية ستخصص للبرامج الخاصة التي تتناول مواضيع وتحظى باهتمام المشاهد العربي. وترفض الشبكة الإخبارية الفرنسية أن تعتبر نفسها قناة رسمية تنطق باسم الدولة الفرنسية. لكنها بالمقابل، تركز على كونها تقدم للمشاهد، باللغات الثلاث، «وجهة نظر» فرنسية أي تعكس «الفهم» الفرنسي لأحداث العالم، ويرى دو بوزياك أن «صناع الرأي» في العالم «بحاجة» الى «وجهات نظر» تختلف عما تقدمه القنوات الإخبارية الأميركية والبريطانية المهيمنة. ويرى رئيس الشبكة أن إطلاق القناة العربية «يعكس اهتمام وقرب فرنسا من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» ورغبتها بالإهتمام بالمشاهد الذي لا يجيد الإنجليزية أو الفرنسية. وتعتمد القناة العربية التي تديرها الصحافية أنياس لوفالوا، على 22 صحافيا يتقنون لغتين على الأقل ومن 8 جنسيات. وتخطط القناة الإخبارية العربية لزيادة ساعات بثها تدريجيا بحيث تصل الى 12 ساعة بعد عام ونصف العام. ولا تنوي القناة إيجاد مكاتب إعلامية إقليمية في العالم العربي إنما تفضل الاعتماد على مراسليها المنتشرين في العواصم العربية. وتطمح الشبكة الى توفير 300 مراسل عبر العالم كلهم يستطيعون العمل بلغتين على الأقل ما من شأنه توفير حركية بين قنوات الشبكة باللغات الثلاث. (  المصدر صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 1 أفريل 2007 )

المولد النبوي

 

 

توافق ذكرى مولد محمد بن عبدالله بن عبدالمطّلب بن هاشم بن عبد مناف صلّى الله عليه وسلّم هذه السنة، السبت 12 ربيع الأوّل 1428 الموافق لـ 31 آذار (مارس) 2007، وقد وُلد صلّى الله عليه وسلّم عام الفيل، وهو يوافق سنة 570 م أو 571 م، وكان مولده بجوف مكّة. ومولده ومبعثه صلّى الله عليه وسلّم هو استجابة لدعاء إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلام والسلام: (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهِم يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمْ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إنَّكَ أنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ). ولئن كثر الحديث حول مشروعية الاحتفال بمولده صلّى الله عليه وسلّم وحول ما إذا كان ذلك سنّة متّبعة لا بدّ من إحيائها أو بدعة مفتَرية لا بدّ من إماتتِها، فقد اتّفق أكثرُ من نأخذ عنهم العلم باطمئنان، على حسن وإيجابيّة الاحتفال بمولده صلّى الله عليه وسلّم، سيّما في زمن صار فيه التوقّف عند بابه لا يتمّ إلاّ في مثل هذه الماسبات. وبقي أن يتّفق المسلمون حول كيفيّة هذا الاحتفال، أعني الوقوف عند الطريقة التي بها نحتفل والمضمون الذي نجعله للاحتفال. بعبارة أخرى: بقي علينا وضع السؤال المُوجِّه، وهو لماذا نحتفل بمولده صلّى الله عليه وسلّم؟!…

يقول صاحب (زاد المعاد في هدي خير العباد) رحمه الله: « … فإنّه لا سبيل إلى السعادة والفلاح في الدّنيا، ولا في اللآخرة إلاّ على أيدي الرّسل، ولا سبيل إلى معرفة الطيّب والخبيث على التفصيل إلاّ من جهتهم، ولا يُنال رضى الله البتّة إلاّ على أيديهم، فالطيّب من الأعمال والأقوال والأخلاق، ليس إلاّ هديهم وما جاؤوا به، فهم الميزانُ الرّاجحُ الذي على أقوالهم وأعمالهم وأخلاقهم توزنُ الأقوالُ والأعمالُ، وبمتابعتهم يتميّز أهل الهدى من أهل الضلال، فالضرورة إليهم أعظم من ضرورة البدن إلى روحه، والعين إلى نورها، والروح إلى حياتها… ». فهل يكون احتفالنا إذن بمولده صلّى الله عليه وسلّم من أجل معرفته ومعرفة الطيّب من أعماله وأقواله وأخلاقه كي نوزن على ذلك أقوالنا وأعمالنا وأخلاقنا وكي نتّبعه، فنكون من أهل الهدى المتميّزين عن أهل الضلال؟!…

إن كان هذا هو الذي نقيم من أجله الاحتفال بالمولد، فلتكن أيّامُنا كلّها أعيادَ مولده صلّى الله عليه وسلّم. وإن كان من أجل أمور أخرى – لا يعلمها إلاّ المطّلع على الخفايا – ممّا يلبّس على النّاس دينهم ويخلط لهم الحقّ بالباطل (خاصّة عند الأمّيين منهم) ويمزجه، فلنقلع عن الاحتفال بالمولد، لأنّ الاحتفال به على هذه الطريقة لا يزيد فاعلَه إلاّ مقتا وغضبا وبعدا من الله…

جاء في المغني: « … ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على سعد بن عبادة وهو في غاشيته، فبكى وبكى أصحابه وقال: ألا تسمعون! إنّ الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا – وأشار إلى لسانه – أو يرحم. وعنه عليه الصلاة والسلام أنّه دخل على ابنه إبراهيم وهو يجود بنفسه فجعلت عَيْنَا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله! فقال: يا ابن عوف إنّها رحمة، ثم أتبعها بأخرى فقال: إنّ العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلاّ ما يُرضي ربّنا (أو قال: ولا نقول ما يسخط الله) وإنّا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون « . فمجرّد البكاء والدمع بالعين ليس بحرام ولا مكروه بل هو رحمة وفضيلة (كما قال علماؤنا) وإنما المحرّم النوح والندب والبكاء المقرون بهما أو بأحدهما. وأرى من خلال فهمي لما سبق – والله أعلم – أنْ يفرح القلبُ ويبتسم الثغرُ وتُلقَى الخطبُ والأشعارُ ولا نقول إلاّ ما يُرضي ربّنا… فالجامع بين الفرحة بالمولود والحزن على المفقود هو قولُ ما يُرضي الله سبحانه وتعالى وعدم التسخّط عليه أو الاعتداء على حدوده. فإن التزمنا بذلك كانت الدمعة رحمة كما وصفها صلّى الله عليه وسلّم، وكان للفرحة آثارُ جمّة لعلّ منها طرد الوسواس وقطع تأثيره على المؤمن، فإنّ أكثرَ ما يسوء الشيطان سرورُ المؤمن، كما بيّن ذلك أبو سليمان الداراني…

على كلّ ما تقدّم أرى أنّنا مطالبون أوّلا بمعرفة رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم أوّلا، ثمّ معرفة ما تيسّر من سنّته القولية والفعلية كي نهذّّب احتفالاتنا بمولده ليكون      في موازين حسناتنا بدل أن يُكثِر – لا قدّر الله – من ذنوبنا وانصراف بعضنا عن الحقّ… وسوف نعود – إن كان في العمر بقيّة – إلى الحديث عن المولد الشريف،  ميمّمين هذه الأهداف النبيلة القيّمة بإذن الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكلّ عام وجميع المسلمين بخير…

 

عبدالحميد العدّاسي. 

 

 

العرب والتحدي النووي الإيراني

توفيق المديني
من وجهة نظر الغرب ، يعكس القرار 1747 الذي اتخذه مجلس الأمن بالإجماع ، القلق العميق للمجتمع الدولي  في شأن البرنامج النووي الإيراني،  حيث لا يزال المسؤولون الإيرانيون يؤكدون على مواقفهم الثابتة حيال هذا الموضوع ، ألاوهي أن نشاطات إيران النووية مشروعة بصوره تامة وتجري وفقاً لمعاهده حظر الانتشار النووي، وأن قرارات مجلس الأمن غير شرعية. ويبدو أن قطب النظام الدولي، واشنطن، حسمت خيارها الاستراتيجي حيال إيران: إما الاعتراف لها بدور إقليمي كبير أو مواجهة طموحاتها الإقليمية بكل الوسائل ، بما فيها الخيار العسكري. وفضلا عن ذلك،فإن المواجهة الإيرانية – الأميركية الراهنة لن تخرج إلا بإحدى نتيجتين: إما محاصصة بين الطرفين لن تكون إلا على حساب الدول العربية ومصالحها، أو مواجهة مدمرة بينهما تدفع خلالها الساحات العربية وفي مقدمها لبنان والعراق أغلى أثمانها. و إذا كانت الدول العربية ، و لا سيماالخليجية منها، مارست سياسة الصمت لمدة طويلة إزاء البرنامج النووي الإيراني ،فإن تخوفها الآن نابع من أن برامج إيران باتت تشكل مشكلة كبرى  لنظام منع الانتشار النووي، وللأمن الدولي ، و لأمن الخليج على وجه الخصوص،في ظل تظافر الدلائل على أن إيران  أنجزت مشروعا سريا لتخصيب اليورانيوم، وتسير بخطى ثابتة و قوية على طريق امتلاك السلاح النووي، الأمر الذي ينصبها على رأس المعسكر الراديكالي المتشدد في الشرق الأوسط العربي والإسلامي. ومن المرجح أن تحمل إيران إذ ذاك الدول الإسلامية و العربية على التزام سياستها الراديكالية ، وعلى قطع علاقتها مع الكيان الصهيوني.
بيد أن العوامل التي جعلت هذه الاستكانة العربية لا يمكن احتمالها على  أكثر من صعيد، ورجحت كفة القلق، وتصدرت دواعي التساهل ،هي   الصعود القوي لإيران في العراق بعد الاحتلال الأميركي له في العام 2003، والذي استثمرته إيران لمصلحتها الوطنية، و التوتر الإقليمي  على أرضية الصراع المذهبي ، و السلوك الإيراني كقوة طليعية للتيار الراديكالي بزعامة الرئيس أحمدي نجاد، فضلا عن احتمال ظهور جار نووي قريب من الخليج .
على نحو غير مألوف، أظهرت الحرب العدوانية التي خاضها الكيان الصهيوني ضد حزب الله في صيف 2007، في نظر القادة العرب عمق وقوة التأثير و الاندفاع الإقليمي الإيراني في المنطقة ،لا سيما  في لبنان .فهذه الحرب، لا الوضع السائد في العراق، هي التي أسهمت في خلق تعبئة سياسية لا مثيل لها، بعد أن أثبتت الحرب أن إيران أصبحت اللاعب الأول على الساحة اللبنانية، وأن قدراتها العسكرية المتطورة، التي أظهر « حزب الله » جزءاً صغيراً منها، هي إحدى أهم أوراقها الردعية. و هناك « البراعة » الإيرانية في نسج التحالفات سواء مع أحزاب تنطوي تحت مظلة « الشيطان الأكبر » في العراق؛ أو مع أخرى تناصب واشنطن العداء العقائدي في لبنان، جعلت جمعها للتناقضات الأيديولوجية في سياسة إقليمية تخدم مصالحها الوطنية مثالاً يومياً على براغماتية سياسية قلَّ نظيرها .و منذحينئذ توالت المبادرات الدبلوماسية و الدفاعية، بعضها حصلت بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية، و بعضها الآخر على غرار المبادرة السعودية برعاية الملك عبدالله المتعلقة بـ « حماس » و »فتح » التي عصمت دماء الفلسطينيين ووحدت الجبهة الفلسطينية.
و كانت الدبلوماسية الأميركية بقيادة وزيرةالخارجية الأميركية كونداليزا رايس قد خصصت الجزء الأساسي من جولتها للدفاع عن استراتيجية إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الجديدة في العراق ، وزيادة المساعدة لإعادة الإعمار ،ونشر صواريخ مضادة للصواريخ من نوع باتريوت في المنطقة لحماية حلفاء الولايات المتحدة العرب المعتدلين،و تعزيز توافق الدول التي لديها مخاوف مما تفعله إيران في المنطقة،محذرة من أن الولايات المتحدة لن تبقى « مكتوفة الأيدي » في وجه التصرفات الإيرانية في العراق و الخليج. ضمن هذا السياق جاء اجتماع  وزراء الخارجية في دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن (مجلس التعاون +2) في يناير الماضي ، إذ تنوي واشنطن الاعتماد عليه لوقف تزايد نفوذ إيران في المنطقة. فمن وجهة نظر أميركية تهدف هذه المبادرة إلى تحسين التعاون في مجال الدفاع بين دول الخليج والمصريين والأردنيين و الولايات المتحدة الأميركية.
و إذا كانت إيران و لا تزال ترى أن جوهرالمشكل في الخليج العربي هو الحضور الأميركي في المنطقة، وجود حاملة الطائرات الأمريكية « ستينيس » التي وصلت إلى المنطقة في أواخر فبراير/ شباط وعلى متنها 6500 بحار لتنضم الى حاملة الطائرات الأمريكية  » ايزنهاور » ومجموعة سفنها القتالية، حيث يقول الأميركيون أن  مهمة مجموعة الحاملة « ستينيس » تهدف إلى « دعم عملياتها الجارية في أفغانستان والعراق وتطمين شركائنا الإقليميين الى التزامنا في المنطقة »،فإن الدول العربية من جهتها، لا تنظر إلى هذا المشكل بنفس المنظار الإيراني، بل إنها تعتبر الولايات المتحدة الأميركية، و على الرغم من إخفاقها في العراق، الضمانه الوحيدة لأمنها ضد أي تهديد خارجي، بدءا من إيران.
وفضلا عن ذلك فإن  القضايا الكبرى التي تواجهها المنطقة، بدءاً من الصراع العربي – الصهيوني ، ومروراً بالأزمتين العراقية واللبنانية، وانتهاء بشبح امتلاك ايران لسلاح نووي وطموحات فرض هيمنتها على المنطقة، تؤكد ليس فقط الارتباط الاقليمي البنيوي المستجد الذي أصبح يربط بين هذه القضايا، ولكن ايضاً امتداداتها السلبية سواء بشكل مباشر، أم عبر تفرعاتها وتجلياتها، وخصوصاً السياسية والايديولوجية والطائفية، إلى داخل المجتمعات العربية نفسها. ويلاحظ المراقبون الغربيون أن هناك تطورا حصل لدى الزعماء العرب. في البدء، كانوا يعارضون أية مغامرة عسكرية أميركية ضد إيران ، لما يمكن أن تلحقه من أضرارتشمل  المنطقة كلها .غير أن آفاق أن تصبح إيران قوة إقليمية مهيمنة، ومزودة بالسلاح النووي، ويقودها زعيم راديكالي مثل الرئيس أحمدي نجاد، دفع بعض الدول العربية إلى ضرورة  دخول سباق التنافس الإقليمي لامتلاك التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية .  

(المصدر: صحيفة الخليج رأي ودراسات  الصادرة يوم 1 أفريل 2007 )

 

الأناشيد الوطنية : التطور و الرمزية

سراييفو : عبدالباقي خليفة
أثار مشروع القانون المطروح في البرلمان الايطالي ، و الهادف إلى جعل نشيد  » الاخوة الايطاليون  » و الذي كتبه الشاعر الايطالي جوفيردوا ماميلي قبل أكثر من 60 عاما ، نشيدا رسميا للبلاد ، تساؤل الكثيرين عن تاريخ الاناشيد الوطنية و كيفية تطورها ، و رمزيتها و الاحداث التي أفرزتها ، و جادت بها قرائح الشعراء العظام من كل الامم . و كان النشيد قد تمت الموافقة عليه في اجتماع الحكومة الايطالية في 12 تشرين الاول أكتوبر 1946 ، بعد أن حل النظام الجمهوري مكان النظام الفاشي في أعقاب الحرب العالمية الثانية ( 1939 / 1945 ) . إلا أن القرار كما ذكرت وسائل الاعلام مؤخرا ظل  » مؤقتا  » و لم يتم المصادقة عليه رسميا منذ ذلك الحين ، مما انعكس على طريقة عزفه بين مختلف الفرق الموسيقية و المناطق الايطالية ، و قال النائب في البرلمان الايطالي لوشيانو فلاسير إن  » مشروع القرار سيشمل أيضا التوزيع الأصلي للنشيد مما سيؤدي إلى توحيد عزفه بين الفرق الموسيقية داخل ايطاليا و خارجها  » و يعود الفضل في توحيد ايطاليا و بعث المشاعر الوطنية إلى المناضل الكبير غاريبالدي الذي لم يكن يعد أتباعه من المقاتلين بالسمن و العسل و إنما ب  » الجوع و الدموع و الموت في سبيل المبادئ  » .
و قد تطورت الأناشيد الوطنية ، وفق مقتضيات الاجتماع السياسي ، و هي نسخة معدلة عن الاناشيد و الأشعار التي كانت تلقى في حضرة السلطان و أمير الجيش و القبيلة منذ القدم ، و لا تزال سائدة حتى اليوم بأشكال متشابهة أحيانا و متطابقة أحيانا أخرى . و كانت الاناشيد و لا تزال أحد منابع الحماس و الحمية بأشكالها الدينية و العسكرية السياسية و الاجتماعية و القومية ، و في حالات الغزو و الدفاع على السواء . و كان من عادات الاغريق و الفرس و الرومان في السابق ، ترديد أناشيد بعينها في المراسيم الاحتفالية و المناسبات ، كما كان للقبائل على امتداد التاريخ البشري ، و لا سيما بعد مرحلة الصيد و الرعي و بداية عصر الزراعة أهازيج و أشعار يرددونها في المناسبات المختلفة ، ثم تطورت إلى التباهي و التفاخر بالنسب القبلي و العرقي ، مما زاد من وتيرة الحروب بين القبائل و الشعوب ، و استمر ذلك إلى القرن الماضي القريب . وإن كانت الحرب العالمية الثانية في مجملها ليست حربا عرقية صرفة ، إلا أن البعد القومي كان أحد عناصر وقودها ، على اختلاف المقادير التي أعطاها له المحللون . و الناظر في النشيد الألماني قبل الحرب العالمية الثانية يدرك مقدار التعالي الذي تنطوي عليه كلمات النشيد في عهد النازية .
و المطلع على الاناشيد الوطنية في مختلف دول العالم المعاصر ، يجدها تتمركز حول الملاحم التاريخية و الامجاد و التضحيات و الآلام و الآمال ، والاحلام الشعبية و الاممية ، فمنها ما تحقق كليا ، و منها ما تحقق جزئيا ، كالحرية و الانعتاق من ربقة الاحتلال . و تلعب شخصية القائد في النظام الملكي ، دورا محوريا في شخصية الأمة ، إلى درجة مؤثرة جدا و ملفتة للنظر في النشيد الوطني الياباني على سبيل المثال .  » ندعو لمجدك .. أن يدوم ألفا .. أن يدوم ألف جيل .. حتى الحصى يصير صخرا .. مغطى بالنجيل  » . و كان النشيد الياباني قد حذفت منه مقاطع ، مثله مثل النشيد الالماني بعد الحرب العالمية الثانية . و النشيد الالماني كما كان قبل ترويضه يحمل بعض معاني التعالي  » ألمانيا فوق كل شئ .. فوق كل شئ في العالم .. عندما نصمد كإخوة سويا .. للدفاع و الحماية .. من ماس إلى ميمل .. من اتش إلى بيلت .. ألمانيا فوق كل شئ .. فوق كل شئ في العالم .. الاتحاد و العدالة و الحرية لبلاد الالمان .. هذا يجعنا نفديها بأنفسنا .. إلخ . ورغم أن دولا كثيرة غيرت أناشيدها الوطنية كما سنضرب على ذلك عدة أمثلة ، إلا أن دولا أخرى لا تزال تحتفظ بنشيدها الوطني منذ سنوات طويلة ، و منها الولايات المتحدة الاميركية . و يحمل النشيد الاميركي عنوان العلم ذي النجوم المتلألئة (The Star Spangled Banner) و الذي كتبه الوكيل فرانسيس سكوت كي عام 1814 عن حرب التحرير سنة 1812 بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ، وأصبح النشيد الوطني للولايات المتحدة رسميا في 31 مارس 1931 ، و هو كما هو إلى الآن لم يتغير ، رغم تغير الظروف و تطور الاحداث . و يتحدث النشيد الوطني الأميركي عن لمعان الصواريخ ، و تفجر القنابل في السماء ، و أن كل ذلك  » بين أن علمنا لا يزال هناك  » . بينما شهدت دولا أخرى تغييرات في أناشيدها الوطنية مثل فرنسا و ألمانيا و استراليا على سبيل المثال . و النشيد الوطني الاسترالي الحالي تم اعتماده في 9 نيسان أبريل 1984 و من كلماته  » فلنبتهج جميعا كاستراليين .. لأننا فتيان و أحرار .. لدينا تربة ذهبية و ثروة نكد من أجلها .. و لأن بيتنا محاط بالبحر .. و أرضنا تزخر بخيرات الطبيعة .. الغنية بجمالها و ندرتها .. تقدمي يا استراليا الجميلة في صفحة التاريخ .. و دعونا ننشد في مرح .. تقدمي يا استراليا الجميلة .. تحت نجوم الصليب الجنوبي المتألقة .. سنكد بقلوبنا و سواعدنا .. لنجعل من هذا الكمنولث .. أكثر البلدان شهرة .. و لنتقاسم عبر من جاؤوا عبر البحار .. هذه السهول الشاسعة .. و لنتكاتف بكل شجاعة .. تقدمي يا استراليا الجميلة  » .
و كثيرا ما تحمل الاناشيد الوطنية معاني تتناقض مع الواقع الموضوعي المعاش ، فالتغني بالحرية لا يعكس حياة الناس ، و أناشيد و أشعار البروباغندا تذكرنا بأبيات المتنبي  » الخيل و الليل و البيداء تعرفني .. و السيف و القرطاس و القلم  » و لكن نهايته كانت شيئا آخر . و في البلاد العربية ، حملت الأناشيد الوطنية الكثير من آلام الماضي الاستعماري ، و الذي لا يزال يلقي بأثقاله بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على الحاضر بأحلامه و انتكاساته و اخفاقاته ، و من ذلك النشيد الوطني التونسي الذي سطره الشاعر الأصيل أبو القاسم الشابي في ثلاثينات القرن الماضي ، عندما كانت تونس ترزح تحت كلاكل الاستعمار المباشر  » حماة الحمى يا حماة الحمى .. هلموا هلموا لمجد الزمن .. لقد صرخت في عروقنا الدماء .. نموت نموت و يحيا الوطن .. إذا الشعب يوما أراد الحياة .. فلا بد أن يستجيب القدر .. و لا بد لليل أن ينجلي .. و لا بد للقيد أن ينكسر  » . و من البلدان العربية التي شهدت تغييرات في أناشيدها الوطنية ، ليبيا بعد ثورة العقيد القذافي ، و مصر بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد ، و العراق الذي أسست فيه الملكية سنة 1921 في عهد الملك فيصل ، و كان مطلع النشيد الوطني العراقي في ذلك الحين  » دم يا كريم النسب .. يا شريف الحسب .. فيصل ، فيصل  » و ظل النشيد الوطني على حاله حتى انقلاب سنة 1958 فتم تغيير النشيد ، و كذلك فعل الانقلابيون الجدد سنة 1963 . ثم جرى تغيير النشيد سنة 1981 و مطلعه  » وطن مد على الافق جناحه .. و ارتدى مجد الحضارات وشاحا .. بوركت وطن الفراتين وكن .. عبقري المجد عزما و سماحا  » . و بعد احتلال العراق سنة 2003 طالب البعض بالعودة للنشيد الوطني الذي كان معمولا به من الثلاثينات حتى الخمسينات ، و لم يتم حتى الآن الاتفاق على نشيد وطني عراقي مجمع عليه . و يجمع النشيد الوطني السعودي بين دقة التعبير و سلاسة العبارات و الاعتزاز بالانتماء و الولاء في حدوده الموضوعية  » سارعي للمجد والعلياء .. مجدي خالق السماء .. وارفعي الخفاق اخضر .. يحمل النور المسطر.. رددي الله اكبر .. يا موطني .. موطني قد عشت فخر المسلمين .. عاش المليك للعلم والوطن  » . أما النشيد الوطني الفلسطيني فهو من تاليف الشاعر ابراهيم طوقان سنة 1936 بعنوان موطني و يقول فيه  » موطني موطني .. الجلال و الجمال .. السناء و البهاء .. في رباك في رباك .. و الحياء و النجاة .. و الهناء و الرجاء .. في هواك في هواك .. هل أراك هل أراك .. سالما منعما .. غانما مكرما .. هل أراك في علاك .. تبلغ السماك تبلغ السماك .. موطني موطني .. السباب لن يكل .. همه أن تستقل .. إلخ . و هناك نشيد فلسطيني آخر تم اعتماده سنة 1972 من قبل حركة فتح ، تحت عنوان  » فدائي  » و هو  » بلادي بلادي .. بلادي يا أرض الجدود .. فدائي فدائي يا شعبي يا شعب الخلود .. بعزمي و ناري و بركان ثاري و أشواق دمي لارضي و داري .. صعدت الجبال و خضت النضال قهرت المحال عبر الحدود .. بعصف الرياح و نار السلاح و إصرار شعبي بأرض الكفاح .. فلسطين داري فلسطين ناري فلسطين ثاري و أرض الصمود .. بحق القسم تحت ظل العلم بأرض و شعبي و نار الالم .. سأحيا فدائي و أمضي فدائي و أقضي فدائي إلى أن أعود  » كما هنالك أناشيد أخرى لفصائل فلسطينية ثانية و لا سيما حماس و الجهاد الاسلامي ، و رغم أن منظمة التحرير الفلسطينية لم تعد تعتمد هذا النشيد إلا أن الكثير من الفصائل و أبناء الشعب الفلسطيني و غيرهم من العرب و المسلمين لا يزالون يرددونه .
و لا تعد الاناشيد الوطنية حكرا على السلطات الحاكمة ، بل نجد أناشيد وطنية موازية و ربما أكثر شعبية . و كثيرا ما تهجر الاناشيد الرسمية ، و تستبدل بأناشيد أخرى بديلة ، رغم أن كلماتها لا غبار عليها ، و يمكن أن تمثل إجماعا وطنيا ، و لكن اعتمادها من قبل نظام لا يمثل إجماعا وطنيا ، تجعل من تلك الاناشيد مدعاة للتندر و السخرية . و أحيانا لتغيير كلماتها التي يعتقد أنه تم ابتذالها من قبل من اعتمدها و لم يقدرها قدرها . و مجرد ترديد الاناشيد الوطنية ، كما يقول البعض ، في المدارس و الثكنات و المناسبات ، بما فيها الالعاب الرياضية ، دون شعور بها و ملامسة لآثارها في السلوك و التفكير ، تزيد الاجيال بعدا عن تلك المعاني السامية ، و تؤدي إلى نتائج عكسية ، حتى أن البعض من المثقفين لا يستطيع الصبر على سماعها ، و أقر بذلك . ووصف آخرون الاناشيد الوطنية بأنها  » موسيقى قبل النوم  » أو  » مزهريات  » و يحن من يحن للاناشيد السابقة ، أو يبحث عن أناشيد بديلة ، مرتبطة بالملاحم التاريخية و الامجاد و التضحيات و الآلام و الآمال ، بعيدا عن المتطفلين الذين يعتدون على عذرية القضايا الوطنية المقدسة و يدنسونها بركوب موجاتها . بينما لسان حالهم يردد مع الشاعر قوله :
أوقفوا كل الاناشيد التي ينشدها الاطفال في حب الوطن فأنا صرت الوطن أيها الناس لقد أصبحت سلطانا عليكم فأكسروا أصنامكم بعد ضلال و اعبدوني منذ جئت إلى السلطة طفلا لم يقل لي مستشار القصر كلا لم يقل لي وزرائي كلا لم يقل لي سفرائي كلا إنهم علموني أن أرى نفسي إلها وأرى الشعب رملا أنا لم أقتل لوجه القتل يوما إنما أقتلكم كي أتسلى (  المصدر موقع الحوار نت بتاريخ 1 أفريل 2007 )


 

مصر وتركيا وإيران… وعصر التكتلات

د.حسن حنفي
في عصر التكتلات السياسية والاقتصادية الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي ومجموعة الثماني، يقف الوطن العربي وحيداً مجزأً إلى أقطار ومهدداً بالتقسيم إلى دويلات طائفية، شيعية وسُنية، وإسلامية وقبطية، أو عرقية، عربية، كردية، بربرية، زنجية، ثم إشعال الحروب بينها حتى تتحول إلى فتات تابع للتكتلات الكبرى. وحاولت دول أخرى إقامة تكتلات مماثلة في أميركا اللاتينية، « النافتا »، وفي أفريقيا، « الاتحاد الإفريقي »، وفي الوطن العربي، الجامعة العربية، وفي العالم الإسلامي، منظمة المؤتمر الإسلامي، وفي عالم النفط، منظمة « أوبك »، وفي جنوب شرق آسيا، « الآسيان »، وأخيراً مجموعة الدول الأفريقية الآسيوية الأربع والعشرين ومركزها إندونيسيا، وماليزيا، وإيران، وتركيا، ومصر، ونيجيريا لتنشيط دول مؤتمر باندونج وتحويله من مستوى الوجدان إلى مستوى الفعل بعد ما يزيد على نصف قرن. ومع ذلك ظلت ضعيفة صورية خطابية. لا تستطيع الصمود أمام التكتلات الكبرى. وليس لها ثقل سياسي لأنها خالية من الثقل الاقتصادي الذي تستطيع به منافسة التكتلات الكبرى في السوق طبقاً لحرية المنافسة وفي عصر العولمة.
فهل تستطيع مصر والوطن العربي مع دول الجوار، كتركيا وإيران، تكوين تكتل سياسي اقتصادي يحميها من التجزئة والتفتت والتقسيم ويجعلها قادرة على الصمود أمام التكتلات الكبرى، وربما تكوين بؤرة لبداية قطب ثانٍ في أفريقيا وآسيا قادر على أن يواجه القطب الأول في عالم متعدد الأقطاب؟ إن التاريخ المشترك بين مصر وتركيا ظل أكثر من خمسة قرون منذ فتح سليم الأول مصر عام 1517. وظلت درة الخلافة العثمانية كما كانت الهند في عصر الاستعمار درة التاج البريطاني. وبسبب نظام السخرة ونظام الالتزام والتسلُّط التركي ومركزية الباب العالي، والنظام الملّي وقهر شعوب البلقان بدأ ضعف الخلافة العثمانية. ومع ذلك حاول محمد علي إحياءها من مصر بتأسيس دولة قوية جديدة أكثر استنارة من دولة الخلافة. وظلت العلاقة بين مصر وتركيا حتى القرن العشرين إبان حركة التحرر الوطني ضد الاستعمار البريطاني في الحكم والمصاهرة.
وظلت نفس العلاقة المتينة بين مصر وإيران، أقوى دولتين في العالمين السُّني والشيعي. بينهما صلات رحم بين الأسرتين الحاكمتين، الشاه ومحمد علي، وأواصر صداقة بين الشعبين. جمعهما التراث الإسلامي خاصة الشعر والتصوف، الفردوسي والرومي، والخيام وإقبال. واستلهمت تأميم القناة في 1956 من تأميم مصدق النفط في 1954، وهروب الشاه بعد مغادرة ملك مصر والسودان البلاد. ثم بدأت القطيعة بين البلدين بعد انقلاب الثورة المصرية على نفسها وتحولها إلى ثورة مضادة. بل لقد تحالفت الثورة المضادة مع الولايات المتحدة في سياساتها الأمنية في الوطن العربي، وعقدها معاهدة صلح مع إسرائيل، وهي مازالت تحتل أراضي ثلاث دول عربية. إن القومية العربية ليست أيديولوجية سياسية مُغلقة بل مفتوحة على دائرة أوسع هي العالم الإسلامي. والعروبة ليست بأبٍ أو أم أي مفهوماً عرقياً. إنما العروبة هي اللسان. فكل من تكلم العربية فهو عربي. وقديماً تمت التفرقة بين العرب العاربة والعرب المستعربة. وربما كل العرب خارج شبه الجزيرة العربية وصحراء الشام الامتداد الطبيعي لها، عرب مستعربة. فإعادة صياغة حدود القومية العربية بحيث تشمل دول الجوار غير العربية التي أخذت الإسلام دون اللسان تفترضه طبيعة التكتلات الكبرى الحالية، وتتجاوز بعض أوجه النقص في ممارسات النظم السياسية التي حكمت باسم القومية العربية في مصر وسوريا والعراق. إن تكتلاً سياسياً اقتصادياً جديداً بين مصر وتركيا وإيران يضم أكثر من مائتي مليون نسمة في نفس حجم سكان أوروبا، وأميركا، واليابان. وتستطيع مصر أن تستدعي الوطن العربي معها، فهي بؤرته. والعالم الأفريقي معها فهي جزء منه. وتستطيع تركيا وإيران أن تجلبا معهما أواسط آسيا بما في ذلك باكستان وأفغانستان، وجنوب شرق آسيا، إندونيسيا وماليزيا. فيعاد إحياء حركة تضامن شعوب آسيا وأفريقيا من جديد، قلب باندونج بعد نصف قرن. الإمكانيات السكانية والصناعية بلا حدود. تعتمد على النفط والصناعات المدنية والعسكرية، والمنطقة الإستراتيجية والعمالة، السواعد والعقول، والأسواق، والاتصال البحري والبري، والإرث التاريخي المشترك، والثقافة الإسلامية الجامعة بين الشعوب. ومياه النيل ودجلة والفرات قادرة على جعل الزراعة مكتفية بذاتها بدلاً من الصراع حولها بين سوريا والعراق من ناحية وإيران من ناحية أخرى، وحول مياه النيل بين الدول المطلة على حوضه.
يستطيع هذا التكتل الجديد أن يحافظ على عروبة فلسطين، واستقلال دولة فلسطين، واسترداد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. كما يستطيع تقديم كل وسائل العون والحماية لدول المنطقة، وتقليل التجاذب بين العرب وإيران، ومد الجسر الثقافي بين السُّنة والشيعة. وبالتالي ينتهي التناقض بين السُّنة والشيعة، بين العرب وإيران. كما تبتعد تركيا عن إسرائيل. وقد بدأ. وتستقل عن الولايات المتحدة الأميركية. وتبدع نموذجاً جديداً للتطور والتنمية بعد النموذج الغربي الذي اختارته الثورة الكمالية في ظروفها التاريخية الأولى أثناء ضعف الخلافة ونهايتها. كما تجد مصر عوناً جديداً لها بدلاً من الاعتماد الكلي على الغرب والولايات المتحدة في تنميتها وقضاياها الوطنية. كما يساعد التكتل الجديد على تحرير العراق واسترداد استقلاله ووحدة شعبه وأرضه، وعلى الدفاع عن سوريا ضد مخاطر التهديد الإسرائيلي الأميركي. بل يساعد على انصهار فرقاء النضال والخصوم السياسيين في إطار وطني واحد، في لبنان والمغرب العربي والسودان والصومال، ونزع فتيل التوتر وحماية الأمن القومي العربي من الإحساس بالخطر الإيراني النووي والمذهبي.
وليس فقط التاريخ المشترك على مدى آلاف السنين منذ ظهور الإسلام هو ما يجب أن يتأسس عليه هذا الالتقاء بل أيضاً الثقافة المشتركة التي توحِّد بين الشعوب. وكلاهما يوفران الحد الأدنى من التضامن بينها. لقد منعت تركيا مرور القوات الأميركية فوق أراضيها لغزو العراق من الشمال، واستعمال القاعدة الأميركية في أنجرليك لضرب العراق. والآن تبتعد تدريجياً عن إسرائيل، وعن التعاون معها في الصناعات العسكرية، وتأييد سياساتها الاستيطانية التوسعية. فقد وجدت تركيا في العرب البديل عن الغرب، وفي مصر البديل عن إسرائيل.
يستطيع هذا الثلاثي الجديد أن يحل باقي المشاكل العالقة بين تركيا والعرب مثل لواء الإسكندرونة على الحدود السورية- التركية، وقضية الأكراد على الحدود العراقية- التركية- الإيرانية، وقضية التقسيم العادل لمياه دجلة والفرات بين العراق وسوريا وتركيا في عصر تشتد فيه أزمة المياه، ويزداد فيه احتمال أن تكون الحرب القادمة في المنطقة ربما حرب مياه. كما يستطيع هذا التجمع الضغط على إيران لحل مشكلة الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة، وإعادتها إلى الإمارات، بما يحقق حسن الجوار على ضفتي الخليج ويصفِّي النزاعات وبؤر التوتر التي تركها الاستعمار من أجل بث الفرقة بين الدول العربية والإسلامية. وفي هذه الحالة لا تخاف المجتمعات من المد الإسلامي المعتدل إذ يصبح الإسلام أحد عناصر التعاون والترابط والحياة المشتركة. وينتهي الخوف من الخلاف السُّني- الشيعي أو المناطق الحدودية مثل عربستان، وحول تسمية الخليج « العربي » أو « الفارسي ». فالإسلام تجمع حضاري وليس جغرافياً. كما يحل النزاع بين سوريا وتركيا حول « حزب العمال الكردستاني »، وبين مصر وإيران حول التوجهات السياسية من أجل عودة العلاقات بين البلدين بعد انقطاعها على مدى أكثر من ربع قرن وهو ما لا يحدث في العلاقات الدولية. كما ينتهي خوف إيران من ضربها من الولايات المتحدة الأميركية. وخوف الخليج من الخطر النووي والمذهبي الإيراني. إن تحقيق إطار للتعاون بين مصر وتركيا وإيران يعيد التوازن إلى المنطقة. وهو الذي يحمي المنطقة من الصراع المذهبي والعرقي وإقامة تجمع سُني في آسيا وأفريقيا لمحاصرة المد الشيعي في العراق. وهو الذي يعيد المعركة إلى جبهتها الأصلية في فلسطين وحماية الأمة من الهيمنة الغربية الأميركية بدلاً من تغييب المعركة والانحراف بها إلى الداخل بين المذاهب والطوائف والأعراق. وكما أن العصر هو عصر التكتلات الكبيرة فإنه أيضاً عصر الاستراتيجيات الكبرى التي يضعها الخيال السياسي ومسار الأمم في التاريخ. (المصدر: موقع موقع  التجديد العربي  بتاريخ 31 مارس 2007)


وربـحت العركة المرّة

الـحاج مـحمّد عبدالله ديرة مزدة – ليبيا الله ينصرك يا حسن يا نصرالله ارفعت علم لبنان لفوق تـعلّى وربي يـحفظك يا حزب الله هزّيت رأس العرب الكلاّ وشقيّت براري وبـحور وربـحت العركة المرّة وبوش طفى نـجمو ولّى وما عاد قادر يعيد الكرّة والنصر على الطغيان رفرف عالي والرحمن انصرنا على العدّية وانكشفت عن شعبنا الغمّة والله ربي هو العالي هو صاحب التدبيـر والعزّة   حامينا وحامي هالأمة  

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

29 juin 2004

Accueil   TUNISNEWS   5 ème année, N° 1501 du 29.06.2004  archives : www.tunisnews.net « رَادْ أتَاكْ تونس » : المـؤتمر الثـاني –

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.