السبت، 5 أبريل 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2873 du 05.04.2008
 archives : www.tunisnews.net


 

حــرية و إنـصاف:قناة الحوار …و النيل سات و معركة حريات من نوع جديد حــرية و إنـصاف:اعتقال على الطريقة الأمريكية معلمو الرديف :لائــحــة تحيين العـــريـضــة الوطنية ضــد الــفــساد صحيفة « العرب » :تونس: منظمات حقوقية تنبه إلى سوء أوضاع المعتقلين السابقين من «النهضة» صحيفة « العرب » :تونس: «النهضة» تشجب التعديلات الدستورية والشابي يهدد بالمقاطعة شبكة الأخبار العربية: 103مليون يورو استثمارات ايطاليا في تونس شبكة الأخبار العربية : 300مليون دولار حجم التبادل التجاري بين تونس والمغرب وكالة تونس افريقيا للأنباء :السلع التونسية تصل المغرب في ظرف ثلاثة ايام صحيفة « العرب » :تونس تعرض فرصاً استثمارية للقطريين في «النفيضة» الصناعية جريدة « الصباح » :مؤسسات إيطالية تتهيأ لتدشين «عهد استثماري» جديد في تونس رويترز:الغلاء يعصف بالموازنات الحكومية في بلدان المغرب العربي موقع « إيلاف » :طلاب ذوو إحتياجات خاصة وأيتام في زواج جماعي موقع « إيلاف » :بعد 7 أشهر من إطلاقها:الزّيتونة…إذاعة الإسلام التّونسي المعتدل حمادي الجبالي القيادي في حركة «النهضة» بتونس لـ«العرب»: ندعم حق الترشح للجميع ونعمل على توفير شروط الانتقال الديمقراطي محمد عبّو:بين نضال إمضاء العرائض والصعود إلى الجبل عبدالله الزواري :أليس ظلمهم هو المؤذن بقريب رحيلهم؟ مراد رقية:الاعلام التونسي المركزي والجهوي شاهد زور متميز على ترديأوضاع قصرهلال*جريدة الشروق التونسية نموذجا* الصحبي صمارة: « حاسي الفريد » بين الحلفاء والمخدّرات والدولة النائمة لطفي حيدوري: درب الفساد من رأس جدير إلى زغوان أبو مهدي: التربية السليمة للأطفال: » أفضل طريقة لتحقيق أحلامنا هي أن نستيقظ من النوم  » عمر الزّعفوري:  متى سيصبح التعليم في خدمة المجتمع؟    توفيق العياشي: مشروع تمديد خطّ المترو رقم4 يتعثّر:بعض أصحاب العقارات يحتجّون على ضعف التعويضات وآخرون ينتظرون صرفها.  منتدى جريدة « الوطن » ينظم ندوة حول: المقاومة العراقية بعد خمس سنوات من الاحتلال الأمريكي محمد العروسي الهاني: لمسة وفاء في ذكرى وفاة الزعيم بورقيبة رشيد خشانة: تنامي الحركات التبشيرية في المغرب العربي يثير المخاوف والجدل صحيفة « الراية » :مجلة حقائق التونسية تعيد فتح ملف مر عليه 43 عاما وتتساءل:لماذا هاجم هيكل الرئيس التونسي الراحل بورقيبة؟! صحيفة « الخبر » :اغتيال عساكر في موريتانيا وخطف سائحين في تونس:القاعدة تستفز دول المنطقة وتوسع رقعة تواجدها القدس العربي: ملك المغرب يعفو عن سجناء سياسيين متهمين بـ المس بالمقدسات  عبد الكريم بن حميدة:  ومع ذلك.. فقد انعقدت.. وفي دمشق.. توفيق المديني:جدل فرنسي حول أفغانستان و الأطلسي د حسن حنفي:القمة العربية…مقاطعة أم حوار؟


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين لا تزال معاناتهم وماساة عائلاتهم متواصلة بدون انقطاع منذ ما يقارب العقدين. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين اعتقلوا في العامين الماضيين ف رجا قريبا عاجلا- آمين  

21- رضا عيسى

22- الصادق العكاري

23- هشام بنور

24- منير غيث

25- بشير رمضان

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5– الكريم بعلوش

 


 

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte_equite@yahoo.fr تونس في 05/04/2008

قناة الحوار …و النيل سات و معركة حريات من نوع جديد

 
قررت السلطات المصرية يوم الثلاثاء غرة أفريل 2008 وقف البث الفضائي لقناة الحوار و مقرها لندن على القمر الصناعي المصري  » النيل سات  » دون أن تقديم أي تفسير أو إشعار مسبق. و يأتي هذا المنع لإسكات القنوات الفضائية العربية الحرة و من بينها قناة الحوار العملاقة التي تعمل جاهدة لإنارة المواطن العربي و إشاعة ثقافة حقوق الإنسان و كشف و فضح انتهاك الحريات الفردية و العامة و كترجمة فعلية لأحد قرارات وزراء الإعلام العرب الذين اجتمعوا بتاريخ 12 فيفري 2008 و قرروا حظر بث مواد ينظر إليها على أنها تقوض السلام الاجتماعي أو الوحدة الوطنية أو النظام العام أو الآداب العامة أو انتقاد الأديان أو تشويه صورة زعماء سياسيين أو وطنيين أو دينيين. وقد استأنفت قناة الحوار بثها عبر قمر آخر يغطي نسبة سبعين في المائة من المنطقة التي كان يغطيها القمر الصناعي المصري النيل سات كما أكد أحد العاملين في القناة أن محامي المحطة التلفزيونية يدرسون رفع دعوى قضائية ضد شركة  » نيل سات « . و حرية و إنصاف : 1/ تعبر عن تضامنها و مساندتها المطلقة لقناة الحوار العملاقة و تشد على أيدي مسؤولي القناة و كل العاملين فيها و تؤكد لهم أن القناة أحدثت صدعا كبيرا في جدار الصمت العربي و اكتسبت انتشارا لا يدانى بفعل إعلامها النظيف و الجاد و الهادف و المدافع عن حياض الأمة. 2/ تندد بما أقدمت عليه إدارة القمر الصناعي النيل سات بإيعاز من الحكومة المصرية من إيقاف بث قناة الحوار دون تقديم أي تفسير أو إشعار مسبق و هو ما يعد مخالفة صريحة و إخلال كبير بالالتزام بالعقد المبرم بين إدارة القناة و إدارة القمر الصناعي. 3/ تعتبر أن وقف بث قناة الحوار فيه انتهاك صارخ لحرية التعبير و حرية العمل الصحفي النزيه و البناء. 4/ تطالب شركة القمر الصناعي النيل سات بإلغاء هذا القرار و الإلتزام بالعقد المبرم بينها و بين قناة الحوار.  
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte_equite@yahoo.fr تونس في 05/04/2008

اعتقال على الطريقة الأمريكية

 
قام مساء أمس الجمعة 4 أفريل 2008 مجموعة من أعوان البوليس السياسي باعتقال الشاب نزار الجميعي من أمام مسجد عين مريم بمدينة بنزرت عندما كان خارجا من صلاة المغرب على طريقة أفلام هوليوود الأمريكية الاستعراضية و المثيرة ، و قد تم الاعتداء عليه بالعنف أثناء عملية الاعتقال. علما بأن السيد نزار الجميعي كان أوقف سابقا و تم إيداعه السجن من أجل تهم لها علاقة بقانون الإرهاب غير الدستوري ثم أطلق سراحه. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري  


تحيين العـــريـضــة الوطنية ضــد الــفــساد

   

 
بالنظر لكون الشعب التونسي هو صاحب السيادة وانطلاقا من مسؤوليتنا كمواطنين ومن قيم الوطنية التي تعني فيما تعنيه التضامن بين أبناء الوطن الواحد وانطلاقا من الغيرة على مصلحة الوطن ووقاية له من الهزات التي قد تحصل جراء الاستبداد وغياب السلطة المضادة وتحصينا لشباب تونس من الوقوع في اليأس من النضال السلمي والتوجه نحو الحلول المتطرفة وبالنظر لكون الشعب هو المتضرّر من الفساد ونتائجه فإنّ الموقعين على هذه العريضة يعلنون أن الأوضاع التالية لم يعد من المقبول السكوت عليها : – استغلال بعض الأشخاص لنفوذهم المستمد من القرابة العائلية وتكديسهم للثروات على حساب الأموال العامة ومصلحة الاقتصاد الوطني ومصلحة المواطنين. – تخلّي القضاء عن القيام بواجبه في حماية حقوق المواطنين مع إقصاء ومعاقبة النزهاء من القضاة وعدم وجود سلطة تضمن احترام القوانين وتشعر المواطنين بالأمان على أنفسهم وأملاكهم. – انتشار ظاهرة الرشوة في الإدارة و في كلّ المجالات بما في ذلك في الانتدابات التي يتطلع إليها الشبان العاطلون عن العمل الذين ارتفع عددهم بشكل يدعو إلى الفزع. -غياب مبدأ المساواة وتكافئ الفرص والشفافية الذي تجلى في كثير من الصفقات العمومية وعمليات الخوصصة المشبوهة. – استعمال مختلف مؤسسات الدولة لتجويع المعارضين وغير الموالين ومحاصرتهم اقتصاديا وقطع موارد رزقهم كتوظيف إدارة الجباية أو مضايقة الموظفين منهم بتسليط النقل التعسفية عليهم وغير ذلك من الأساليب. -منح امتيازات غير قانونية لغاية استقطاب المدافعين عن النظام كتوزيع الإعلانات الرسمية على الصحف الموالية وشراء ذمم أصحاب الأقلام المأجورة والتدخل في توزيع قضايا المؤسسات العمومية والشركات التي تساهم فيها الدولة وغيرها على المحامين التابعين للنظام وهي السياسة المتبعة في جلّ القطاعات والتي جعلت الولاء يحلّ محلّ الكفاءة ونشرت الأحقاد والفوضى داخل الكثير من القطاعات والمؤسسات. ويتوجه الموقعون على هذه العريضة إلى سائر مؤسسات الدولة لمطالبتها بضمان احترام الدستور والقوانين ووضع حدّ  لهذه الممارسات والتحقيق في الموضوع وإرجاع الحقوق إلى أصحابها وتغليب مصلحة الوطن. ويعلن الموقعون على هذه العريضة إصرارهم على التصدي بكلّ الوسائل السلمية والقانونية لهذه الممارسات حتى تتوقف نهائيا وتضامنهم مع كل ضحايا هذه السياسة مع حثهم على الخروج عن الصمت للمطالبة بحقوقهم وعلى تحدي الخوف بما يكرس ثقافة التصدي السلمي للاستبداد باعتبارها الطريق نحو التغيير الديمقراطي المنشود. للإمضاء على العريضة يرجى إرسال بريد إلكتروني إلى العنوان الآتي : ccorrupt@yahoo.com     1.     أحمد العلوي، طالب 2.     أحمد الورغمي، ناشط ولاجئ سياسي، باريس 3.     أحمد بوعزّي، جامعي 4.     أحمد نجيب الشابي، مدير جريدة الموقف 5.     الأزهر السمعلي، مهندس 6.     إسماعيل الكوت، طالب 7.     ألفة حسني، طالبة 8.     أمين بوبكر، طالب 9.     أنور الذوادي 10.أنور عزالدين، وكيل تجاري 11.أنيس العوني، لاجئ سياسي، الجبهة الإسلامية التونسية 12.توفيق العياشي، صحفي 13.جابر القفصي، جامعي 14.جلال الماطري، ناشط حقوقي، سويسرا 15.جلول عزّونة، جامعي 16.جمال الجاني، جمعية حماية الأشخاص في المغرب- كندا 17.جمال الدين الفرحاوي، شاعر، ألمانيا 18.الجمعي زيدي، لجنة أصحاب الشهائد المعطلين- قفصة 19.الحبيب العماري، معارض وناشط حقوقي 20.الحبيب ستهم، محاسب بشركة 21.حمة الهمامي، الناطق باسم حزب العمال الشيوعي التونسي 22.حمزة حمزة، حقوقي 23.خالد الكريشي، محام، عضو الهيئة المديرة للمحامين الشبان 24.خالد وناس، إعلامي 25.خلدون العلوي، طالب 26.خميس الشماري، خبير مستشار 27.خميس قسيلة، الكاتب العام للرابطة التونسية لحقوق الإنسان 28.رابح الخرايفي، محام 29.راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة 30.راشد ناصري، متخرج عاطل 31.رجاء شامخ، ناشطة نسوية، باريس 32.رشاد محمدي، طالب 33.رشيدة النفزي، ألمانيا 34.زهير العرفاوي، الحزب الديمقراطي التقدمي 35.زهير لطيف، صحفي 36.زهير مخلوف، حقوقي 37.سامي بلحاج دحمان، مهندس في الإعلامية، باريس 38.سامي نصر، دكتور في علم الاجتماع 39.سامية عبّو، ناشطة حقوقية 40.سامية عماري، الحزب الديمقراطي التقدمي 41.سعاد القوساني، أستاذة تعليم ثانوي 42.سليم بقة، صحفي 43.سليم بن حميدان، دكتور في القانون، باريس 44.سهام بن سدرين، صحفية 45.سيد الفرجاني، لندن 46.السيد المبروك، الحزب الديمقراطي التقدمي، نابل 47.شاهين السّافي، طالب 48.شكري يعقوب، ناشط حقوقي، سويسرا 49.شوقي الطبيب، محام 50.الصحبي صمارة، صحفي 51.ضحى بالطيب، طالبة 52.طاهر العبيدي، صحفي، باريس 53.طه بعزاوي، كاتب صحفي، ألمانيا 54.عارف معالج، أستاذ تعليم عالي 55.عبد الباسط عثمان، أستاذ وناشط نقابي وسياسي، مدنين 56.عبد الباقي خليفة، صحفي 57.عبد الجبار المداحي، فرع بنزرت لرابطة حقوق الإنسان 58.عبد الحميد العداسي، مهجر بالدانمارك 59.عبد الرؤوف العيادي، محام 60.عبد الرزاق داعي، مهندس مساعد 61.عبد السلام العريفي، طالب 62.عبد القادر نصيري، مقاول 63.عبد الله الزواري، صحفي 64.عبد الناصر نايت ليمان جمعية ضحايا التعذيب في تونس، سويسرا 65.عبد الوهاب عمري، قابس 66.عبد الوهاب معطر، محام 67.عبير حرّاث، طالبة 68.عبير حميدة، طالبة 69.عطيّة عثموني، الحزب الديمقراطي التقدمي 70.علي بن سالم، رئيس ودادية قدماء المقاومين 71.علي طاهر التليلي، اللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان 72.علي عمار، إطار إداري 73.عماد الدايمي، مهندس، باريس 74.عماد المنصوري، محام 75.عمر الجليطي، النمسا 76.عمر المستيري، صحفي 77.العياشي الهمامي، محام 78.غزالة محمدي، متخرجة عاطلة 79.غسان بن سالم، طالب 80.غفران بن سالم، مربية، باريس 81.فاطمة بوعميد قسيلة، الكاتبة العام للجنة احترام الحريات وحقوق الإنسان 82.فتحي الجربي، جامعي 83.فريد خدّومة، شاعر وروائي 84.قادري زروقي، مؤسس موقع الحوار نت 85.كريم المسعودي، لاجئ بألمانيا 86.كمال الجندوبي، رئيس الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان 87.كمال العبيدي، صحفي 88.لسعد بوعزيزي، تاجر 89.لطفي الهمامي، صحفي 90.لطفي حجي، صحفي 91.لطفي حيدوري، صحفي 92.لطيفة بوعزيزي، طالبة 93.ليلى بن محمود، محامية 94.مالك الصغيري، طالب نقابي 95.ماهر حنين، أستاذ تعليم ثانوي 96.محسن الجندوبي، ألمانيا 97.محسن الذيبي، خبير في الإعلامية، باريس 98.محمد الحمروني، صحفي 99.محمد الزمزمي، ألمانيا 100. محمد الطاهر الشايب، جامعي 101. محمد المختار الجلالي، محام 102.محمد الهادي بن سعيد، فرع بنزرت لرابطة حقوق الإنسان 103 محمد بحر، فنان موسيقي 104 محمد براهمي، موظف 105 محمد بشير بوعلي، جامعي مغترب 106.محمد عبدلي، تقني في الإعلامية 107 محمد عبّو، محام 108.محمد معالي صحافي وكاتب ديمقراطي، تونس 109.مختار الخلادي، باحث 110 مراد رقية، أستاذ جامعي، سوسة 111 مروان العلوي، طالب 112 معز الجماعي، موظف بوزارة التربية والتكوين 113 منجي اللّوز، ناشط سياسي الحزب الديمقراطي التقدمي 114 منجي صالح، طالب 115 منصف بن سالم، أستاذ جامعي ممنوع من العمل 116.منيار حسني، أستاذة تعليم ثانوي 117 مهدي الدالي، طالب 118.مولدي الفاهم، مهندس 119 نزيهة رجيبة، كاتبة صحفية 120 نورالدين ختروشي، كاتب، باريس 121.الهادي خليفي، أستاذ تعليم ثانوي 122هيثم جماعي، مهندس وناشط سياسي 123هيكل الزياني، أستاذ جامعي، كلية العلوم بتونس 124.وائل الزريبي، طالب 125.وائل بوزياني، طالب 126وسام سعيدي، محام 127.وليد البناني، نائب رئيس حركة النهضة 128 حسان يونس، طالب 129علي بن عرفة، لندن 130 جابر المسكيني، مهندس بالخليج العربي 131 نبراس الهذيلي، طالب 132.عمر الصغير، إيطاليا 133فوزية حسن، إيطاليا 134 أسامة الصغير، إيطاليا 135.عبد الرحمن الصغير، إيطاليا 136 تسنيم الصغير، إيطاليا 137.مختار العيدودي، محام
138فيصا الجدلاوي، محامي 139 ضياء الدين مورو، محام 140.لسعد عثماني، محام 141.ليلى بن دبة، محامية  

لائــــحــــــــــــــة
 
نحن معلمو الرديف المجتمعون اليوم 03/04/2008 بدار الاتحاد المحلي للشغل تحت إشراف نقابتنا الأساسية، و بعد تدارسنا لتداعيات الوضع بمنطقة الحوض المنجمي و ما آل إليه من يوم 05/01/2008 إلى حد الآن خاصة بمدينة الرديف و الأسباب التي أدت إلى تجميد الأخ عدنان الحاجي الكاتب العام لنقابة المعلمين و عضو الاتحاد المحلي و ما شاب هذا القرار من تجاوزات فاضحة لقانون المنظمة النقابية و المبادئ التي تأسست على قاعدتها من طرف الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بقفصة الذي نصب نفسه جلادا و قاضيا ضاربا عرض الحائط بكل المواثيق و للأخلاق النقابية. نعــــلــــــن عن : 1 ) – مساندتنا لأهالي الرديف و شبابها في المطالبة بالشغل و العيش الكريم. 2 ) – تمسكنا بالأخ عدنان الحاجي كاتبا عاما لنقابتنا الأساسية و عضوا للاتحاد المحلي للشغل بالرديف مفاوضا شرعيا و قانونيا باسم المعلمين لدى جميع الجهات. و عليه فإننا مستعدون للدخول في إضراب بكامل مدارس الدائرة في صورة رفض التفاوض معه و الطعن في شرعيته. 3 ) – دخولنا كامل يوم الأربعاء 09/04/2008 في إضراب عن الطعام بدار الاتحاد المحلي للشغل بالرديف تضامنا معه. 4 ) – شروعنا في رفع دعوة لدى المحاكم لمقاضات الكاتب العام للاتحاد الجهوي عمارة العباسي بسبب تهجمه على معلمي الرديف و الطعن في اختيار ممثليهم النقابيين أثناء التجمع الذي عقده بدار الاتحاد الجهوي بقفصة يوم السبت 29/03/2008 و الذي استدعى له كل من هب و دب من غرباء عن المنظمة النقابية. 5 ) – عزمنا التحول إلى ساحة محمد علي بتونس للاعتصام و الاحتجاج. كما ندعو الأخ عدنان الحاجي و بكل إلحاح إلى مقاضاة عمارة العباسي بسبب ما تعرض له من ثلب و تجريح و تشهير يتجاوز شخصه ليمس أسرته. و أخيرا نطالب المركزية النقابية برفع التجميد الفوري عن الأخ عدنان الحاجي و إحالة عمارة العباسي على لجنة  النظام و محاسبته عن أفعاله.  
عن معلمي الرديف  الطيب بنعثمان
 
 

تونس: منظمات حقوقية تنبه إلى سوء أوضاع المعتقلين السابقين من «النهضة»

 
تونس – العرب أعلنت منظمة «حرية وإنصاف» للدفاع عن حقوق الإنسان بتونس أن «التضييفات ضد المسرحين من المساجين السياسيين تتواصل وتتصاعد. وأكدت الجمعية في بيان حصلت «العرب» على نسخة منه أن أجهزة الأمن قامت باستدعاء العجمي الوريمي السجين السياسي السابق والقيادي الطلابي في حركة النهضة «طلبا لمزيد من الإرشادات عنه» وذلك دون توجيه استدعاء رسمي وقانوني له. وذكّرت المنظمة أنه سبق لها أن تعرضت في بيانات سابقة «للتجاوزات اللامبرّرة والمنافية للقوانين ضد المسرَّحين من أبناء الحركة. وفي تصريح للعرب أكد القيادي الطلابي السابق العجمي الوريمي أنه «يتعرض منذ خروجه من السجن في شهر نوفمبر 2007 إلى المتابعة اللصيقة والمضايقة المتنوعة وبالخصوص التردد المكثف والمتواصل على بيته من طرف أعوان البوليس السياسي». وأكد الوريمي أن «والدته تعرضت أكثر من مرة للتخويف والترهيب كان آخرها منذ أسبوع حين فُجعت الأم الطاعنة في السن باقتحام منزلها من طرف أفراد بالزي المدني دون استئذان أو طرق للباب وأخضعوها للاستجواب عن مكان تواجد ابنها وعلاقاته وعن طبيعة دراسته». ونبّه إلى أن هذه الخروقات تمثل انتهاكات صارخة لحقوقه الشخصية وأن الهدف منها هو منعه من النشاط السياسي . الموت البطيء وشدد الدكتور زياد الدولاتلي القيادي بحركة «النهضة» في تصريحات «للعرب» على أن «أبناء وقيادات الحركة يتعرضون منذ ما يزيد عن 18 عاما لحملة تنكيل لم يشهد لها تاريخ البلاد مثيلا من قبل». وأكد الدولاتلي أن «عددا من خيرة أبناء الحركة مثل البروفيسور المنصف بن سالم العالم الرياضي والفيزيائي الشهير اضطروا للعمل في بيع الخضروات أو نقل البضائع بعد أن حرموا من جميع حقوقهم وعلى رأسها الحق في كسب الرزق الذي يعني الحق في الحياة». وأضاف الدولاتلي أن «أبناء الحركة يتعرضون، إضافة إلى المنع من العمل وسائر الحقوق، إلى الموت البطيء بسبب الحرمان من الحق في العلاج بعد أن أصيب عدد كبير منهم بأمراض خطيرة في السجن نتيجة الإهمال وسوء الرعاية الصحية، حتى بتنا لا يمر علينا أسبوع دون أن يقضي أحد منّا بالسرطان أو ببعض الأمراض الخطيرة الأخرى.. عافى الله الجميع». ودانت المنظمات الحقوقية ما يتعرض له أبناء «النهضة» ووصفت «حرية وإنصاف» الانتهاكات التي يتعرضون لها بالتصرفات الرعناء والاستفزازية. واعتبرت «أن هذه التصرفات من طرف البوليس السياسي في تونس أصبحت سياسة ممنهجة للتضييق والتنكيل بالمسرحين من المساجين السياسيين. ونبهت المنظمة إلى الخطورة التي يمثلها التدخل في الحياة الشخصية للمواطنين والاعتداء على حرماتهم. عقوبات جماعية وتؤكد منظمات حقوق الإنسان بما فيها الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والجمعية الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين أن السلطة تسلط على عائلات وأقارب وأبناء حركة «النهضة» عقوبة جماعية هدفها ترهيبهم وعزلهم وجعلهم عبرة للآخرين. ومن أبرز الأمثلة على هذه الممارسات ما تحدثت عنه المنظمات الحقوقية السنة الماضية عن غلق جامع البحيرة بالعاصمة لمنع حفل عقد قران ابن الشيخ عبدالفتاح مورو المؤسس الثاني لحركة «النهضة» بعد الشيخ راشد الغنوشي. وذكرت وسائل الإعلام حينها أن المشرفين على جامع البحيرة القريب من تونس العاصمة أغلقوه، ومنعوا المصلين من الدخول إليه لأداء صلاة العصر، ليحولوا دون عقد القران، رغم حصول الشيخ مسبقا على موافقة المشرفين. كما منعت السلطات التونسية إقامة حفل زفاف كريمة المهندس حمادي الجبالي الرئيس السابق للحركة، وقال الجبالي في وصفه لما جرى «أمر جمع من أعوان البوليس السياسي، على مرأى ومسمع من الحضور، صاحب قاعة الأفراح بإغلاقها أمام العروسين والمدعوين بعد فتحها، متعللا بعدم وجود ترخيص من مركز الشرطة المحلية، وهكذا تم إلغاء الحفل في جو من الحيرة والخوف والرعب، جرّاء إيقاف جميع سيارات المدعوين، ومطالبتهم بالاستظهار ببطاقات تعريفهم وتسجيل أرقام سياراتهم». وقام السجين السابق علي بن حامد، من دوز (550 كلم جنوب العاصمة) بعرض أبنائه للبيع في السوق الأسبوعية بالمدينة في حركة الهدف منها لفت الانتباه إلى المعاناة التي يعيشها بسبب الضغوط الأمنية الرهيبة المسلطة عليه. يذكر أن السلطات التونسية قامت مؤخرا ببعث جمعية تعنى بأوضاع المساجين بعد خروجهم من السجن، وتعمل هذه الجمعية بالتعاون مع وزارة العدل وتهتم حسب بيانها التأسيسي بإعانة المسرحين من المساجين على الاندماج في الحياة العملية من جديد. وإن لم تحدد الجمعية في بيانها إلى أي فئة من المسرحين من المساجين ستتوجه، غير أن المراقبين يربطون بين إنشاء هذه الجمعية والاحتجاجات المتواصلة على الأوضاع السيئة التي يعيشها المسرحون من المساجين السياسيين عامة والمسرحين من النهضة على وجه الخصوص. (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 5 أفريل 2008)

تونس: «النهضة» تشجب التعديلات الدستورية والشابي يهدد بالمقاطعة

 
تونس – العرب شجبت «حركة النهضة» الإسلامية، المحظورة في تونس بشدة ما أسمته بـ «سياسات الاحتكار والإقصاء والانتقاء التي تعتمدها السلطة». وأكدت في بيان وقعه رئيسها الشيخ راشد الغنوشي، حصلت «العرب» على نسخة منه، على أنها «تدافع بقوة عن حق كل الأحزاب والشخصيات الوطنية في المشاركة والمنافسة السياسية في كنف المساواة والعدل وتكافئ الفرص». وجددت الحركة «دعمها الكامل لحق الأستاذ أحمد نجيب الشابي في الترشح للرئاسة ومساندتها التامة لكل الجهود والنّضالات الهادفة إلى حمل السلطة على فتح الأبواب أمام المنافسة الحقيقية». كما أعادت التأكيد على «انخراطها في كل الجهود المشتركة ومواصلة التشاور مع شركائها باتجاه توحيد المواقف من محطة (انتخابات) 2009، وانفتاحها على كل الصيغ التي تدعم وحدة القوى الوطنية وتراكم ضغوطها من أجل تحول ديمقراطي حقيقي باعتباره هدفا وشرطا للتصدي الناجع لمشاكل البلاد في كل المجالات. واعتبرت الحركة أن الاستبداد والفساد هما مشكلة البلاد الأولى وأن المهمة الرئيسية لكل القوى الوطنية هي توحيد الجهود وتصعيدها بكل الوسائل السلمية من أجل فك أسر الحياة السياسية وإطلاق سراح المساجين وحرية الإعلام والتنظّم واستقلال القضاء وحيادة الإدارة والإشراف المستقل على الانتخابات، مضيفة أن «هذه الأساسيات لا تمثل أهدافا في حد ذاتها فقط، بل (وكذلك) شروطا لانتخابات حرة ونزيهة يمارس بها الشعب سيادته ويعبر بها عن إرادته». وبخصوص التعديلات القانونية المزمع إدخالها على قانون الانتخاب والمتعلقة بشروط الترشح للانتخابات القادمة قال الغنوشي: «إنه في الوقت الذي يتطلب فيه الوضع (التونسي) اتخاذ إجراءات وإصلاحات اجتماعية وسياسية حقيقية تعالج المعاناة التي يعيشها المواطنون.. جاء خطاب الرئيس ليؤكد من جديد تشبثه بحكم ظل طوال نصف قرن قائما على الفرد والحزب الواحد. تهديد بالمقاطعة من جانبه هدد أحمد نجيب الشابي الذي أعلن ترشحه لمنافسة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في الانتخابات الرئاسية القادمة.. هدد بمقاطعة الانتخابات القادمة. وقال الشابي في مؤتمر صحافي عقده بالعاصمة الفرنسية باريس إن حزبه الديمقراطي التقدمي (معارض معترف به) لن يشارك في الانتخابات ما لم تقم السلطات بإصلاح حقيقي للمجلة الانتخابية وما لم تقم بتنقية الأجواء السياسية في البلاد. وهاجم الأمين العام السابق للديمقراطي التقدمي «بشدة مقترح تعديل قانون الانتخاب الذي أعلن عنه الرئيس التونسي بمناسبة الاحتفالات بالذكرى 51 للاستقلال» وقال: «إن الهدف من التعديل منعه شخصيا من الترشح، وأن القانون الحالي لا يسمح بانتخابات تعددية». وكان مجلس الوزراء الذي انعقد يوم الأربعاء 2 أبريل الجاري بإشراف الرئيس زين العابدين بن علي، نظر في «مشروع قانون دستوري يتعلق بتخفيض سن الانتخاب إلى 18 سنة وذلك لتوسيع المشاركة السياسية في الانتخابات القادمة إلى ما يزيد عن نصف مليون شاب. كما نظر المجلس في مشروع تنقيح الفصل 40 من الدستور بالنسبة إلى الانتخابات الرئاسية لسنة 2009 والذي سيمسح بتمكين المسؤول الأول عن كل حزب سياسي سواء كان رئيسا أو أمينا عاما أو أمينا أولا لحزبه من الترشح للانتخابات الرئاسية. يذكر أن الفصل 40 من الدستور المزمع تنقيحه ينص على ضرورة حصول كل مترشح للانتخابات الرئاسية على تزكية 30 نائبا في مجلس النواب أو 30 رئيس مجلس بلدي، وهو الشرط الذي لا يتوفر في أي من زعماء أحزاب المعارضة. (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 5 أفريل 2008)


300مليون دولار حجم التبادل التجاري بين تونس والمغرب

 

الرباط: كشف تقرير اقتصادي حديث أن حجم التبادل التجاري بين تونس والمغرب قدر بنحو 300 مليون دولار العام الماضي 2007، بزيادة نسبتها 20%، لكنها تبقى ضعيفة مقارنة بالتجارة مع الاتحاد الأوروبي، التي تزيد على 60%، وبلغت نحو 55 مليار دولار. وأوضح التقرير التي نقلته صحيفة « الحياة » اللندنية أن تونس والمغرب ترتبط باتفاق إعلان أغادير الموقع عام 2004، ويضم مصر والأردن. وتسعى الدول الأربع إلى قيام اتحاد جمركي يفضي إلى منطقة تجارية حرة عام 2012، تاريخ بداية العمل بالفضاء اليورومتوسطي. وترغب الرباط في انضمام الجزائر وليبيا إلى اتفاق إعلان أغادير الذي تعتبره مصيرياً لقيام اتحاد متوسطي عربي، يشمل سوقاً استهلاكية تقدر بـ 170 مليون نسمة، أي ثلث الاتحاد الأوروبي الموسع. والجدير بالذكر، أن حجم المبادلات التجارية بين تونس وفرنسا تضاعفت ثلاث مرات منذ عام 1995 حين كانت لاتتجاوز 1.8 مليار يورو لتصل عام 2007 إلى 5.7 مليار يورو. عن شبكة الأخبار العربية 5 أفريل 2008


103مليون يورو استثمارات ايطاليا في تونس

 

تونس: كشفت إحصائيات رسمية أن ايطاليا تحتل المرتبة الثالثة في ترتيب الدول المستثمرة في تونس بعد الولايات المتحدة وبريطانيا حيث بلغت صادراتها نحو 2.1 مليار يورو خلال العام الماضي 2007. وأضافت هذه الإحصائيات أن حجم الاستثمارات الايطالية تقدر بنحو 103 مليون يورو في حين تقدر الاستثمارات الأمريكية والبريطانية بـ 128 مليون و471 مليون يورو حسب التسلسل، وهي استثمارات تشمل خاصة قطاع النفط والمحروقات، كما أوردت وكالة « آكي » الإيطالية للأنباء. وقدرت وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي أن الاستثمارات الأجنبية في تونس بلغت نحو 2070.8 مليون دينار خلال العام الماضي 2007، مشيرة إلى أن نصفها يأتي من 4 دول أوروبية. من جهة أخرى، أشارت جمعية البنوك والمؤسسات والاستثمار في تقرير ايطالي بيّن أنها ثاني شريك اقتصادي وتجاري لتونس بعد فرنسا، وأن التبادل التجاري بين البلدين سجل ارتفاعا بنحو 30% خلال عام 2007 وأن حجم الواردات التونسية من ايطاليا فاق خلال نفس الفترة 2.1مليار يورو، وبذلك تكون تونس ثاني سوق لإيطاليا في الحوض الجنوبي للمتوسط بعد تركيا (5.7 مليار يورو)، في حين احتلت ليبيا المرتبة الثالثة بصادرات ايطالية قدرها التقرير بـ 1.5 مليار يورو. عن شبكة الأخبار العربية 5 أفريل 2008
 

السلع التونسية تصل المغرب في ظرف ثلاثة ايام

 
رادس 4 افريل 2008 (وات) على متن سفينة /فاس/ المغربية انطلقت البضائع التونسية من مواد فلاحية وصناعية مختلفة في اول رحلة لها من ميناء رادس باتجاه ميناء الدار البيضاء /المغرب/ لتفتتح بذلك الخط البحرى المباشر لنقل البضائع من تونس في اتجاه المغرب بعد ان كان انطلق في الاتجاه المعاكس بداية الاسبوع الحالي. وقد تم الشروع في استغلال هذا الخط بصفة مشتركة بين ناقل بحرى خاص مغربي /الشركة الدولية للنقل البحرى/ وشركة تونسية /الشركة البحرية الافريقية/ باستعمال سفينة بحرية مغربية تبلغ حمولتها 70 حاوية و33 مجرورة ستقوم بمعدل رحلة كل 10 ايام. وسيساهم هذا الانجاز في نقل البضائع مباشرة بين البلدين في اقل من 4 ايام مقابل 15 يوما قبل فتح هذا الخط وعوضا عن المرور باحد الموانيء الاوروبية للعبور /مالطا او مرسيليا او فالنسيا/. كما تعتزم الشركتان استغلال سفينة اكبر حجما على هذا الخط مع التطور المرتقب لحركة البضائع المنقولة كما اكد ذلك المسوءولان عن الشركتين. وانتظم اليوم الجمعة موكب بميناء رادس بالضاحية الجنوبية للعاصمة موكب اشرف عليه السيدان عبد الرحيم الزوارى وزير النقل ورضا التويتي وزير التجارة والصناعات التقليدية. واكد السيد عبد الرحيم الزوارى ان فتح هذا الخط البحرى المباشر المنتظم يندرج في اطار تنفيذ التوصيات الصاردة عن اجتماع اللجنة الكبرى المشتركة التونسية المغربية التي احتضنتها تونس في فيفرى 2008 والتي تكرس حرص البلدين الشقيقين على تدعيم العلاقات الثنائية وفقا لارادة قائدى البلدين. وبين السيد رضا التويتي ان هذا الخط يعتبر تجسيما للتعاون بين القطاع الخاص في البلدين كما سيكون حافزا لتنمية الحركة التجارية خاصة وان حجم المبادلات التجارية سيشهد ارتفاعا خلال السنوات القادمة سواء على مستوى العلاقات الثنائية او في اطار منطقة التبال الحر العربية الكبرى او في اطار اتفاقية اغادير. وسيتيح هذا الخط حسب السيدة نادية العراقي مديرة البحرية التجارية المغربية النهوض بالنقل البحرى وتدعيم المبادلات التجارية على المستوى المغاربي باعتبار امكانية توسيعه ليشمل موانىء اخرى بليلبيا والجزائر وموريتانيا. (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 4 أفريل 2008)

تونس تعرض فرصاً استثمارية للقطريين في «النفيضة» الصناعية

 
الدوحة – محمد الفاتح أحمد خلال زيارة إلى الدوحة استغرقت عدة أيام، عرض إيساندرو كارتا الرئيس والمدير العام لشركة التطوير الصناعي في منطقة النفيضة مزايا الفرص الاستثمارية الجديدة التي طرحتها تونس خصيصا لجذب المستثمرين بشأن مشروع إنشاء المنطقة الصناعية في النفيضة وفرص الاستثمار الواعدة فيها. واستعرض كارتا خلال زيارته إلى دولة قطر ولقائه بالمسؤولين في غرفة تجارة وصناعة قطر ومجموعة من رجال الأعمال حزمة الفرص الاستثمارية ومجموعة من المشروعات الاستثمارية الأخرى في تونس موضحاً أبرز التسهيلات في منطقة النفيضة الصناعية الحرة. وذلك في محاولة منه لجلب المستثمرين القطرين بالمشروع. وأوضح كارتا أن مشروع النفيضة هو منطقة اقتصادية متكاملة تحتوي على كافة جوانب البيئة الاستثمارية الجاذبة والتي نادرا ما توجد في مكان واحد في العالم حيث ستوفر فرص عمل كبيرة عند إقامتها إلى جانب مساهمتها في الفعالة في الاقتصاد التونسي الذي يعتمد على قطاع الخدمات كمجال أساسي لتنميته. وقال إن المشروع يتضمن تطوير مدينة النفيضة في تونس وهي مدينة تطل على البحر الأبيض المتوسط وتمتد على مساحة 2 مليون متر مربع، وتم تطوير 500 ألف متر مربع منها، وهي عبارة عن منطقة صناعية حرة تتضمن مطارا دوليا والذي تقوم ببنائه مجموعة «تاف» التركية القابضة حيث فازت بالصفقة العام الماضي بقيمة 600 مليون دولار إلى جانب ميناء في المياه العميقة سيكون من أضخم الموانئ التجارية في حوض المتوسط علاوة على مجموعة من الخدمات التجارية واللوجستية المصاحبة. وتشارك في منطقة النفيضة الصناعية الحرة شركات خاصة من إيطاليا وفرنسا وليبيا وألمانيا إلى جانب فتح عدة بنوك لفروع لها على عين المكان، وتسعى المنطقة إلى استيعاب وجذب المستثمرين العرب والخليجيين لتطوير جوانب هامة من مشروع «مدينة النفيضة الصناعية». هذا المشروع الذي يعد من المشاريع العملاقة التي طرحتها تونس مؤخرا، والتي تتوافق مع طبيعة الاحتياجات الاستثمارية في منطقة الشرق الأوسط والذي يمنح في بداياته جملة من التسهيلات الجاذبة في منطقة ينظر إليها الغربيون على أنها ستكون البوابة التجارية الجديدة والمستحدثة لمنطقة شمال إفريقيا والمغرب العربي من خلال الاستفادة من التجربة والخبرة الايطالية في إدارة التسيير والتي تعتبر من أميز الإدارات الاستثمارية ذات المردود العالي خصوصا في المشاريع المتوسطة والصغيرة. وأشاد إيساندرو كارتا الرئيس المدير العام لشركة التطوير الصناعي في منطقة النفيضة بتونس بالطفرة التنموية الضخمة في دولة قطر والتوسع في الاستثمارات بالداخل والخارج، داعيا رجال الأعمال في قطر للاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة في النفيضة. وأشار كارتا في حديثه لـ «العرب» بأهمية الدور الكبير الذي تلعبه قطر في مجال ترقية التجارة والاستثمارات في المنطقة، مثمنا الدور البارز الذي انتهجته قطر حتى تبوأت صدارة دول العالم في مجال إنتاج الغاز الطبيعي والبتروكيماويات والصناعات الأخرى. وأكد أن وجود الاستثمار القطري في منطقة النفيضة يعد عاملاً إضافيا لتفعيل المنطقة وإثراء التجارب العربية والغربية لتعزيز أواصر التجارة والاستثمار. وأوضح إيساندرو كارتا أهمية مناخ الاستثمار الذي يجمع الدول العربية بشكل عام وجمهورية تونس بصورة خاصة لدول الاتحاد الأوروبي والتطور المتسارع الذي تشهده الروابط التجارية بين الجوانب المختلفة في هذا المنحى. وكشف كارتا بأن ميزات وطبيعة البنية التحتية في منطقة النفيضة ومرافق الخدمات الأساسية وخطوط النقل ووسائل الاتصالات والشحن في المنطقة مع إمكانية ربطها بكافة مصادر الطاقة والمواد الأولية والأسواق التصديرية إلى جانب الخدمات السياحية والفندقية والرعاية الصحية والأنشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية التي يفضلها رجال الأعمال. وأشار كارتا إلى أن تونس أصبحت منطقة استثمار واعدة بفضل عدد من الإصلاحات التي اتخذت في الآونة الأخيرة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية بهدف جعل تونس مركزا تجاريا عالميا، منوها بمناخ ومزايا الاستثمار إلى جانب الاستقرار والأمن وموقعها الجغرافي الذي يربط منطقة شمال إفريقيا ومنطقة التجارة الحرة الأوروبية علاوة على موقع المشروع الاستراتيجي الذي يقع بين أجمل مدينتين في حوض المتوسط وهما سوسة والحمامات. وقال كارتا إن تونس تمنح عددا من الحوافز للمستثمرين الأجانب حيث وصلت نسبة الاستثمارات إلى %10 بخلاف الاستثمار في البورصات العالمية. علما أن حجم الاستثمارات الخارجية المباشرة في تونس قد بلغ خلال عام 2007 أكثر من 20 مليار دولار إذا تم احتساب مشروع مدينة القرن الذي تنجزه دبي القابضة والذي تبلغ قيمته نحو 16 مليار دولار. ومن أهم المزايا التي تتميز بها منطقة النفيضة الصناعية هي الإعفاء الضريبي والحوافز والتشجيعات الاستثمارية منها على سبيل المثال إعفاء كامل طوال السنوات العشر الأولى حيث تصل القيمة العادية إلى %35 وكذلك إعفاء %50 من بداية السنة الحادية عشرة، على قيمة %35 إذا لم يقع أي توسيع. كما تمتاز المنطقة الصناعية في النفيضة بإعفاء من الأداء على القيمة المضافة بالنسبة للمعدات المستوردة وبالنسبة للمعدات المنتجة محليا، فضلا عن إمكانية امتصاص تراجعي بالنسبة للمعدات التي تتجاوز مدة استعمالها 7 سنوات. كما يمكن للشركات الأجنبية الاحتفاظ بذات نظام المساهمة الاجتماعية المعمول به على المستوى الوطني. وتمتاز تونس عن غيرها في المنطقة باليد العاملة مدربة ورخيصة وحرية تحويل رؤوس الأموال والأرباح، كما أنها تعد منطقة استراتيجية للدخول إلى أسواق المغرب العربي وشمال إفريقيا بصفة عامة. هذا وتعد أسعار الطاقة وخصوصا الكهرباء والغاز الطبيعي بأسعار مشجعة ومناسبة وهي موزعة على كامل البلاد عبر شبكات متطورة قادرة على تلبية طلبات الاستهلاك الصناعي. (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 3 أفريل 2008)

مستفيدة من تقاليد علاقاتها الوثيقة بتونس:

مؤسسات إيطالية تتهيأ لتدشين «عهد استثماري» جديد في تونس

** مشروعات سياحية ضخمة في الأفق واتفاقات مصرفية لتسهيل انتصاب المؤسسات الإيطالية في تونس

 
تونس ـ الصباح: أعلن المجمع العقاري السياحي الايطالي المعروف باسم « برياتوني »، عن عزمه استثمار ما قيمته 22 مليار دولار (نحو 18 مليار دينار تونسي) لإحداث مشروع سياحي بمنطقة الشمال الغربي التونسي، وبالتحديد في منطقتي طبرقة وعين دراهم.. ويتوقع أن يضم هذا المشروع الذي سيكون الأرقى بين المشروعات السياحية الإيطالية بتونس، عددا من الوحدات الفندقية والفضاءات الترفيهية، إلى جانب موانئ ترفيهية بحرية، على شاكلة مارينا الحمامات.. ولا يستبعد أن يستغرق إنجاز المشروع حوالي إثني عشر عاما، لكن المجمع الإيطالي قرر في المقابل، الشروع في عملية الإنجاز مع نهاية السنة الجارية (2008).. الجدير بالذكر، أن المجمع العقاري السياحي الايطالي « برياتوني »، يعدّ من أنشط المجمعات الإيطالية في الخارج، إذ يمتلك سلسلة راقية من الوحدات الفندقية بميلانو تعرف باسم « دومينو »، يتجاوز عددها الأربعين فندقا، وهي موزعة على أكثر من 15 بلدا في العالم، منافسة بذلك أكبر المجمعات السياحية المعروفة… ويبدو أن إيطاليا، تريد استثمار موقعها المتقدم بين المشاريع السياحية الموجودة بالبلاد، سيما وهي تحتل المرتبة الثالثة في السوق السياحية التونسية، بمداخيل تجاوزت المائتي ملايين دينار… مشروعات في الأفق.. وكان السيد برونو إيرمولي، رئيس مؤسسة « بروموس » الايطالية الشهيرة، كشف في ندوة صحفية في الآونة الأخيرة، عمـــا أسمــاه بـ « برامج التعاون » بين تونس إيطاليا، من المنتظر أن تشمل قطاعات عديدة، بينها الصناعات الميكانيكية والالكترونية، والغاز والنسيج، بالإضافة إلى نقل التكنولوجيات الحديثة، فضلا عن مشروعات هامة في مجال البنية التحتية والبناء، وذلك على خلفية محادثات تونسية إيطالية مكثفة تم خلالها تشخيص مجالات عديدة للتعاون الثنائي خلال المرحلة المقبلة.. بالتوازي مع ذلك، وقّع بنك الأمان بتونس في غضون الأيام القليلة الماضية، اتفاق تعاون مع البنك الايطالي (بانكا اغريليزينغ)، نصّ على وضع شبكة متابعة واستشارة بين المؤسستين، من شأنها مساعدة المؤسسات الإيطالية الراغبة في التموقع بتونس، عبر جملة من الخدمات الأساسية لتسهيل انتصابها بالسوق التونسية.. وأوضح السيد أحمد كرم نائب رئيس المدير العام لبنك الأمان بتونس، على هامش توقيع اتفاقية التعاون تلك، أن من بين  الخدمات التي تم الاتفاق على تقديمها لهذه المؤسسات، ما يتعلق بتمويل الحاجيات المالية للمؤسسات الإيطالية، وفقا لما تنص عليه القوانين التونسية في مجال التصرف المالي والتجارة الخارجية.. كما تنص الاتفاقية على توفير المناخات المشجعة لتعبئة ادخار المقيمين التونسيين في إيطاليا، حيث تعدّ الجالية التونسية هناك من أكثر الجاليات التونسية عددا بعد فرنسا..  وكان « بنك الأمان » أفرد هؤلاء العمال والمهاجرين، ببرنامج ادخاري سكني، أطلق عليه « وطني »، يتضمن عدة امتيازات، بينها إعفاء كلي من الرسوم البنكية، مع توفيره إمكانية تحويل الأموال بالعملة الصعبة عند الضرورة.. موقع متقدم في السوق التونسية.. وتأتي هذه التطورات في العلاقات الاقتصادية والتجارية والمالية بين تونس وإيطاليا، لتعزز الأطر الموجودة منذ عقود بين الجانبين، وهي الأطر التي بوأت إيطاليا الموقع الثاني بين البلدان الأكثر استثمارا في تونس، حيث تصل استثمارات روما حجما لافتا للنظر، يناهز المليار ألف دينار تونسي، دون احتساب ما بين البلدين من مشروعات واستثمارات في قطاع الطاقة.. وحسب بعض المعطيات الإحصائية، فإن المؤسسات الإيطالية الناشطة بتونس، يربو عددها عن الستمائة مؤسسة في اختصاصات مختلفة.. الجدير بالذكر، أن المبادلات التجارية بين تونس وإيطاليا، ما انفكت تتطور من عام إلى آخر، إذ بلغت في نهاية العام 2006، ما يزيد عن 6800 مليون دينار تونسي.. ويرى مراقبون لنسق العلاقات بين البلدين، أن المستثمرين الإيطاليين، باتوا يرغبون في الاستفادة من الطفرة الاستثمارية التي تمر بها تونس، خصوصا بعد الاستثمارات الإماراتية الضخمة التي تمركزت في البلاد خلال الفترة القليلة الماضية.. صالح عطية (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 5 أفريل 2008)

الغلاء يعصف بالموازنات الحكومية في بلدان المغرب العربي

 
الرباط – رويترز – تشكّل الأسعار العالمية المتزايدة للطاقة والأغذية اختباراً لأنظمة الدعم الحكومي التي مضى عليها عقود في بلدان المغرب العربي والتي تساعد في إطعام الفقراء وضمان الاستقرار الاجتماعي في المنطقة. فنسبة كبيرة من موازنات الدولة في المغرب والجزائر وتونس تذهب إلى الدعم الحكومي لتغطية الفرق بين كلفة الوقود والسكر والطحين (الدقيق) وغيره من السلع الأساسية في الأسواق العالمية وما يستطيع السكّان في هذه الدولة دفعه فعلاً. ومع ارتفاع أسعار تلك السلع إلى مستويات شبه قياسية فإنّ كلفة دعمها تستنزف عائدات يمكن استخدامها في تحسين خدمات التعليم والصحة وجعل الشركات المحلية أقدر على المنافسة مع سقوط حواجز التجارة العالمية. وقد خصصت الحكومة المغربية 15 مليار درهم (2.05 مليار دولار) في موازنتها لعام 2008 من أجل إعادة ملء خزانة صندوقها للتعويضات (الدعم) وهو ما يزيد كثيراً عن مستويات الأعوام السابقة. ويستند رقم المخصصات إلى افتراض أنّ سعر النفط 75 دولاراً للبرميل. وقد وصل سعر العقود الآجلة للنفط الخام مستوى قياسيا 111.80 دولار في 17 من مارس آذار. وقال خوسيه لوبيز كاليكس كبير خبراء البنك الدولي للمغرب والجزائر «ستنفد هذه الأموال في يونيو/حزيران أو يوليو/تموز ولذا بدأ الناس يعتقدون أنّ الكلفة النهائية قد تصل إلى 30 مليار درهم أو حتى إلى 35 مليارا». وقال لوبيز كاليكس إنّ المغرب ينفق الآنَ على الدعم الحكومي للسلع أكثر مما ينفق على الاستثمار في الصحة أو الطرق وسوف يكافح لإبقاء الدعم الحالي من دون السماح لعجز الموازنة أنْ يتجاوز الحد المستهدف 3.5 في المئة. ويقول خبراء اقتصاديون إنّ الدعم الحكومي لم يعد يحقق أهدافه المعلنة فأكبر المستفيدين منه في المغرب وتونس هم الآنَ الطبقة المتوسطة لا الفقراء الذين يفترض أنه يهدف إلى مساعدتهم. غير أنّ معدل التضخم السنوي لأسعار الأغذية في هاتين الدولتين بلغ 4.8 في المئة و8.6 في المئة على التوالي في فبراير شباط ويقول محللون إن إصلاح أنظمة الدعم ينطوي على مخاطر سياسية كبيرة بالنظر إلى أن مجموعات كاملة من السكّان تستفيد منه. ويعيش ما يصل إلى 40 في المئة من المغاربة حياة فقيرة أو هامشية ويبلغ الحد الأدنى الشهري للأجور لحوالي ثلاثة أرباع الموظفين 1900 درهم شهريا وهو رقم هبط في قيمته الحقيقية منذ تم تحديده في عام 2004 . وبعد عقود من ضعف الأداء الاقتصادي أصبح نصيب الفرد من الدخل القومي في المغرب وتونس 1750 دولارا و2880 دولارا على الترتيب في عام 2005 بالمقارنة مع 8 2702 دولارا في اسبانيا أقرب جيران المغرب وذلك حسبما تظهره إحصاءات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والبنك الدولي. وتوجد في تونس أكبر طبقة متوسطة في إفريقيا لكن بعد سنوات من التحسن المطرد لمستويات المعيشة فإنّ المستهلكين بدأوا يشعرون بوطأة الغلاء. وقالت عايدة بن ساسي -وهي متسوّقة في العاصمة تونس: إنها تحاول رد قرض مستحق عليها- «إني أنفق أكثر مما أكسب لكني لا أشتري إلاّ ما هو ضروري لإطعام أطفالي والعيش». وقال قاسم البالغ من العمر 40 عاما ولديه طفلة إنه اضطر للاستدانة؛ لان دخله راكد والغلاء شديد. وقال قاسم «أموالي تتلاشى. إذا كان لديك 20 ديناراً في جيبك في الصباح فلتتأكد أنها ستنفد في المساء ولن تعرف كيف حدث ذلك». وقال أستاذ الاقتصاد في جامعة تونس عزام محجوب «وضع الطبقة المتوسطة أصابه الركود. والحكومة تحاول معالجة التضخم بزيادة الدعم وفي الوقت نفسه محاولة الالتزام بالحد المستهدف لعجز الموازنة ثلاثة في المئة كما يشترط البنك الدولي وصندوق النقد الدولي». أما الجزائر التي لديها عائدات وفيرة من صادراتها النفطية فإنها تواجه مشكلات أقل إلحاحاً من جارتيها لكن قضية إصلاح الدعم قد تثور في المباحثات بشأن عضويتها في منظمة التجارة العالمية. وتغطي مشكلة ارتفاع الأسعار على المباحثات في المغرب بين الحكومة وأرباب ا لأعمال ونقابات العمّال لتحديد الحد الأدنى للأجور ويقول محللون إن الحكومة سوف تتفادى معالجة قضية حساسة مثل إصلاح الدعم لبعض الوقت. ومازال الدعم الحكومي أداة مفيدة للسيطرة على التضخم. والسماح للوقود والأغذية بانْ تقتفي اثر الأسعار العالمية بدرجة أكبر قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الفائدة وينذر بإفساد ازدهار ائتماني ساعد في تحفيز استثمارات القطاع الخاص بالمغرب. ويقول بعض الاقتصاديين إن مؤسسات الإقراض الدولية بالغت في تصوير قضية أنظمة الدعم في بلاد المغرب العربي وإنّ الحكومات يمكنها تعزيز مواردها المالية دون الإضرار بالفقراء إذا أزالت أولا طائفة من الثغرات الضريبية للميسورين. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 4 أفريل 2008)

طلاب ذوو إحتياجات خاصة وأيتام في زواج جماعي

 
أمال الهلالي من تونس: لم يصدق أحمد 27 سنة ووفاء 24 سنة  أنهما أخيرا دخلا القفص الذهبي  بعد قصة حب جميلة تواصلت لسنوات و حالت أمام زواجهم  قلة المال لكن » رحمة الله واسعة » كما جاء على لسان العروسين وهاهما يجدان نفسيهما في « الكوشة » برفقة أربعة عشرة زوجا من الشباب ليحتفلوا جماعيا بفرحة ليلة العمر في بادرة إنسانية عميقة الدلالات أمنتها الجمعية التونسية للإدماج العائلي والاجتماعي وهي جمعية  ذات صبغة خيرية ترأسها سيدة فاضلة تدعى لطيفة دبيش . ثلاثون شابا وشابة من مختلف محافظات الجمهورية التونسية وضعيتهم الاجتماعية تقريبا دون المتوسط: طلاب ذوو آحتياجات خاصة وأيتام ختموا قصص حبهم الرومانسية بالزواج في ليلة لن تمحى من ذاكرتهم. ليلة تواصلت حتى الساعات الأولى من الصباح رقص فيها العرسان وغنوا رفقة أسرهم على إيقاع الموسيقى والزفة التقليدية التونسية. مراسم الإعداد لهذا الزواج الجماعي استعدت له الجمعية منذ شهور وتمت التحضيرات من تأمين جهاز الفتيات و الكوافير و القيافة و الفرقة الموسيقية و حتى شهر العسل  على أكمل وجه كما خضع الأزواج لحلقات تكوينية و توعوية  ودروس في التربية الجنسية بهدف تحضيريهم نفسانيا و اجتماعيا لدخول معترك الحياة الزوجية و تكوين أسرة و إنجاب أبناء أمنتها لهم السيدة » دبيش » التي شكرت من خلال إيلاف كل من ساهم في إنجاح هذا الزواج الجماعي من أهل البر و الإحسان مضيفة: » هؤلاء الشباب اختاروا طريق الحلال و دخلوا البيوت من أبوابها فلماذا لا نشجعهم و نمد لهم يد العون حتى لا يسقطوا في الرذيلة و الزنا و ما تنجر عنها من مآسي لا تحصى و لا تعد » (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 5 أفريل 2008) الرابط: http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphGuys/2008/4/318743.htm

بعد 7 أشهر من إطلاقها

الزّيتونة…إذاعة الإسلام التّونسي المعتدل

 
إسماعيل دبارة من تونس: توشك إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم التي أطلقت في تونس في 13 من سبتمبر  2007 على إتمام شهرها السابع كمولود إعلامي ديني جديد و لأول مرّة ملكا للقطاع الخاص. فانطلاقة إذاعة الزيتونة المتخصّصة في  تجويد القرآن الكريم والبرامج الدينية والتي أذن الرئيس التونسي بن علي  في غرة رمضان الماضي بإحداثها موكلا المهمة الى صهره الشاب ورجل الأعمال المعروف  » محمد صخر الماطري  » حملت عددا من المصطلحات الجديدة والسجالات العميقة بخصوص التوقيت والمرمى من إنشائها ومدى تقبلها في صفوف العامة والخاصة. وتزامن إطلاق بث أولى الإذاعات الدينية في تونس مع جدل واسع بين النخب حول قرب الإعلان عن حزب ديني ارتأى البعض تسميته وقتئذ  بـ » حزب الزيتونة « ، الذي سيسحب البساط من تحت حركة النهضة الإسلامية المحظورة التي لطالما طالبت بتأشيرة قانونية تجيز لها العمل في العلن. والإذاعة الوليدة ووفق الجهات الرسمية حملت أجندة واضحة وصريحة لما أُطلقت قبل قرابة السبعة أشهر وهي  » نشر القيم السمحة والتحابب بين البشر بالإضافة إلى العناية المتواصلة بالدين الإسلامي الحنيف وإحياء شعائره والتشجيع على إشاعة الفكر النير والمستنير ونشر قيم الإسلام الصحيحة وفي مقدمتها التسامح والتكافل والاعتدال. وهي القيم التي يراد لها أن تجابه قيم التطرف والإرهاب والتعصب التي بدأت في الوفود إلى الشباب التونسي –الذي لطالما عرف باعتداله وتسامحه-عبر سيل جارف من القنوات الدينية ومواقع الانترنت الأصولية. الإسلاميون رحبوا والعلمانيون تضايقوا حركة النهضة الإسلامية لم تفوت الفرصة وقتها، وأرسلت برقية تهنئة للرئيس بن علي وصهره الشاب بمناسبة انطلاق بث الإذاعة الدينية في خطوة اعتبرها البعض مغازلة من الحركة للنظام الحاكم في تونس ومحاولة لكسر حاجز الجليد الذي يفصل بين الطرفين- العدوّين منذ تسعينات القرن الماضي . أما النخب العلمانية فقد استقبلت خبر إذاعة دينية في تونس اللائكية بتضايق كبير ترجمه البعض بالقول إن « تونس ليست في حاجة البتة الى إذاعة متخصصة في ترتيل القران وتبيان أحكام تجويده بل هي في حاجة الى تحرير المشهد السمعي والسمعي- البصري عبر الترخيص للإذاعات والقنوات التي تنتظر التراخيص القانونية. ويبدو أن الجدل الذي أثير في الأشهر الثلاثة الأولى لانطلاق الإذاعة قد بدأ في الخفوت اليوم خصوصا و أن آخر الإحصائيات تشير الى انخفاض لعدد مستمعي الإذاعة التي تقتصر في برمجتها اليومية على تلاوة القرآن الكريم بنسبة 80 بالمئة بأصوات تونسية شابة بالإضافة إلى بعض القصص الدينية و برامج الوعظ . وكان معهد « سيغما » للإحصاء قد ذكر في تقرير سابق له أن نسبة الاستماع تصل في محافظات « تونس الكبرى » أي كل من تونس وأريانة وبن عروس ومنوبة إلى 13 %. أما في محافظة صفاقس الجنوبية فنسبة المستمعين تصل الى أكثر من 19 % وهي نسب مرتفعة على اعتبار أن الزيتونة هي إذاعة متخصّصة . الباحث في علم الاجتماع السيد محسن المزليني يقول لإيلاف إن جدّة الفكرة وطرافتها (إذاعة دينية في تونس العلمانية ) دفعت بالكثيرين من مختلف الشرائح العمرية في المجتمع إلى اكتشاف هذه المحطة الوليدة. ويضيف:في الدكاكين الشعبية و بعض وسائل النقل الخاصة كالتاكسي واللواج والبيوت تهافت المواطنون لمتابعة إذاعة الزيتونة ، وهو أمر طبيعي كون الإذاعة تضرب على وتر الهوية / الدين الذي لا يمكن للمجتمعات أن تنسلخ عنه مهما حاولت الحكومات ادعاء العكس . نموذج « إسلام تونسي » « نشر الفكر المعتدل والحث على التسامح ومقاومة التطرف وقطع الطريق أمام الفكر الأصولي الذي بدأ في التسرب الى الشباب التونسي  » ذلك بعض مما كتبته الصحافة التونسية حول الإذاعة و أهدافها بعيدة المدى، ما جعل من مصطلح « الإسلام التونسي  » متداولا بشدة في عدد من الأدبيات ، ويفسر الباحث في علم الاجتماع السيد « المزليني » هذا المصطلح بالقول:الإذاعة طرحت منذ انطلاقها عددا من الإشكالات بخصوص مضمونها الذي يتحدد بما اصطلح على تسميته هنا بالإسلام التونسي القائم على الاعتدال والتسامح والفكر النير والمستنير الذي يرفض التطرف والتعصب عكس الخطاب الديني السائد في عدد من الدول العربية وبالتحديد في الخليج العربي ، ومن ناحية أخرى ما يعطي للإذاعة صبغة تونسية هو اللهجة « الدارجة  » أو العامية التونسية التي يستعملها الأئمة المتحدثون في برامجها المختلفة، و يمكن القول هنا إن استعمال العامية في البرامج الدينية شكل أولى الضربات التي وُجهت الى الإذاعة الجديدة كون ذهنية العربي تربط دوما بين الفصحى والديني. من جهته يرفض الأخصائي في حقل الإعلام التونسي السيد خميس الخياطي مقولة « الإسلام التونسي » أو » تونسة » الدين الإسلامي بهدف إعطاء الأولوية لتحكيم العقل . واعتبر الخياطي في حديثه لإيلاف أن « ربط الدين بالعقلانية هو من قبيل الوهم لأن الدين مناف تماما للعقل ومن يرغب في مكافحة التطرف والإرهاب فعليه ألا يواجه تطرفا بآخر، وهو ما يحيل على سياسة إعلامية ضبابية وغير واضحة المعالم تنتهجها الحكومة التونسية منذ مدة . » و يعتبر الخياطي أن محاولة إطلاق هذه الإذاعة كان قرارا خاطئا « لأن تونس فتحت على نفسها –عبر هذا الإجراء- أبوابا يصعب إغلاقها بما أن الدولة التونسية هي الراعية للعقيدة « .ويتساءل :هل ستقبل الحكومة يا ترى بالترخيص لإذاعة دينية أخرى غير إسلامية أو إسلامية شيعية ؟ التعدي على الدين وقع هذه المرة من قبل الدولة في حد ذاتها لان إذاعة الزيتونة موجهة بالأساس الى المؤمن وليس الى المواطن وفي الأمر إساءة كبيرة  واضحة لمفهوم المواطنة. » بيد الخواص …لا الدولة ويثير موضوع إشراف الخواص على أول إذاعة دينية في تونس تساؤلات عدة ، فقد جرت العادة على أن إنشاء الإذاعات يكون ضمن منظومة تابعة  للقطاع العام  (مثل ماهو الحال بالنسبة الى الإذاعات الجهوية/الدولية/الشباب/ الثقافية/ الوطنية).أما أن يُعهد للقطاع الخاص – مهما كانت قرابته في مركز الدولة – بالسهر على إذاعة « الدين الرسمي « فيبدو  أمرا غريبا لا يستساغ فهمه. ويحاول السيد محسن المزليني تفسير هذا التناقض الحاصل بالقول إن « السلطة اعتمدت على استراتيجية أخذ المغنم وعدم تحمل المغرم ،وأن تكون إذاعة الزيتونة ملكا للخواص فذلك يعني أن الدولة ستحافظ على ما تزهو به دوما من حكم علماني و هو ما لا يجعل المواجهة أمرا مباشرا مع العلمانيين أو مع من يحاول فرض الديمقراطية والعلمانية من الخارج ، أما السماح بإنشائها فتلك رسالة واضحة لمن يزايد على الحكم في الشأن الديني ويتهمه بالانسلاخ عن ثوابت الهوية والدين. أما خميس الخياطي مؤلف كتاب « تسريب الرمل: الخطاب السلفي في الفضائيات العربية » فيعتبر أن الشخصية المالكة للمحطة  شخصية  معروفة و تمثل بنظره  تيار « الإسلام الرسمي في تونس » وبالتالي علاقته بالمرجعية السياسية علاقة عضوية، والمحطة هي تجسيد لهذه العضوية وكل ذلك يصب في وادي استعمال الإسلام لأغراض غير إيمانية من قبل الدولة مما يخلّف مزجا بين الدين والسياسة. و يضيف: »كان من المفروض أن تتحرك النخب العلمانية للتصدي لمثل هكذا توظيف إلا أنها تبدو مكبلة ومقصيّة بشكل مطلق من الشأن العام وإلا ما الذي يعنيه رفض الترخيص لجمعية ثقافية تدافع عن اللائكية في تونس مقابل الترخيص لإذاعة الزيتونة التي لم تضف شيئا إلى المشهدين الثقافي والإعلامي في تونس . (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 5 أفريل 2008) الرابط: http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/2008/4/318667.htm
 

حمادي الجبالي القيادي في حركة «النهضة» بتونس لـ«العرب»: ندعم حق الترشح للجميع ونعمل على توفير شروط الانتقال الديمقراطي

 
تونس – محمد الحمروني  أكّد حمّادي الجبالي القيادي بحركة «النهضة» الإسلامية المحظورة في تونس أن الوضع السياسي في البلاد يتميز بـ «المحاصرة والانغلاق والإقصاء»، الأمر الذي يجعل الأولوية اليوم في تونس هي النضال من أجل الانتقال الديمقراطي بما يعنيه ذلك من إطلاق سراح المساجين السياسيين وإعلان العفو التشريعي.. وشدّد الجبالي في حوار خص به جريدة «العرب» على أن الإجراءات التي أعلن عنها الرئيس التونسي مؤخرا والمتعلقة بشروط الترشح للرئاسة القادمة «تصادر حق الأحزاب في اختيار مرشحيها» وطالب بتنقيح الفصول الدستورية التي وصفها بالتعجيزية. وبيّن أنه وبقية أبناء الحركة محرومون من الأمان حتى في بيوتهم ومحيطهم العائلي، وقال إن هذا «مسلسل إعدام (اجتماعي) بطيء ومتواصل». وهذا نص الحوار:  لنبدأ بموضوع الانتخابات الرئاسية والتشريعية لسنة 2009، فقد أعلن الأستاذ الشابي ترشحه للرئاسة فيما لم تعلن بقية الأطراف مواقفها بعد.. فما موقفكم؟ – يقوم موقفنا من الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة على قراءة للوضع السياسي بالبلاد الذي يتّسم بالمحاصرة والانغلاق والإقصاء الأمر الذي تنعدم معه الشروط الدنيا لإجراء انتخابات حرة ونزيهة تعكس إرادة الشعب وهذا ما يجعل الأولوية اليوم في تونس هي النضال من أجل الانتقال الديمقراطي بما يعنيه ذلك من إطلاق سراح المساجين السياسيين وإعلان العفو التشريعي العام وفتح المجال أمام حرية الإعلام واستقلال القضاء وحياد الإدارة وهو ما من شأنه أن يوفر الحد الأدنى من شروط انتخابات ذات معنى. من ناحية أخرى فإننا ومن منطلق مبدئي ندعم حق الأستاذ الشابي وحق كل شخصية وطنية ذات كفاءة في الترشح لهذا المنصب، ونحن نعمل على تطوير النّضال المشترك مع بقية مكونات الساحة السياسية في بلادنا بما يحقق الأهداف التحررية، ونواصل في الوقت ذاته التشاور والنقاش مع المعارضة الجادة خاصة باتجاه توحيد التمشّي وموقفنا مفتوح على أكثر من صيغة في إطار الأهداف التي ذكرتها سابقا.  وماذا عن التنقيحات التي أعلن عنها الرئيس بن علي في خطابه الأخير بمناسبة عيدي الاستقلال والشباب؟ – الشروط التي وقع الإعلان عنها من قبل السلطة مؤخرا تسمح للبعض وتمنع آخرين من الترشح للانتخابات الرئاسية بدون مقاييس موضوعية ومن بين هؤلاء الأستاذ الشابي الذي كان قد أعلن ترشحه والدكتور مصطفى بن جعفر وكل المستقلين. من ناحية أخرى فهذه الإجراءات تصادر حق الأحزاب في اختيار مرشحيها. وكما ترى فبدلا من تنقيح الفصول الدستورية التعجيزية التي تؤبّد حصر الترشح في الحزب الحاكم منذ نصف قرن، يتم اللجوء في كل مرة إلى وسائل استثنائية قوامها الإقصاء والانتقاء.  أنتم خرجتم من السجن سنة 2006.. كيف تصفون وضعكم منذ خروجكم إلى الآن؟ – منذ إطلاق سراحي وأنا أتعرض للمضايقة والمراقبة في بيتي وفي تنقلاتي واتصالاتي، ولا أستطيع مغادرة مدينة سوسة أو استقبال أصدقائي وإخوتي وأهلي بحرية، فكل زواري يخضعون للمراقبة وبيتي مراقب بشكل دائم حتى وصل الأمر إلى تسخير الأبنية العالية المجاورة لمنزلي لمراقبة ما يجري داخله بكل ما في هذه العملية من استفزاز وتعدّ على حرمة البيوت. لقد أمضيت 16 عاما في السجن الانفرادي وتم نقلي إلى غالبية سجون البلاد في عملية كان هدفها الانفراد بقيادات الحركة على جميع المستويات النفسية والصحية والعقلية، لم تنته المضايقات والملاحقات التي نتعرض لها جميعا منذ بداية التسعينيات في إطار الحملة التي كان هدفها استئصال الحركة وتطورت إلى محاولة استئصال مظاهر التدين في تونس ضمن ما سُمي بخطة تجفيف المنابع وفي إطارها يندرج قرار فتح المساجد مدة ربع ساعة في كل صلاة ثم غلقها ومنع الخمار –الحجاب- على النساء، وعدد ضحاياه في المعاهد والجامعات والإدارات لا يُحصى، ومنع الدروس الوعظية وتغيير برامج التربية الإسلامية. وبعد الإفراج عني وجدت نفسي أنا وأسرتي وبقية إخواني في سجن أكبر محرومين من أبسط الحقوق: حق العمل والاتصال ببعضنا البعض والتنقل في البلاد ومحرومون من جوازات السفر وغيرها، ومن الأمان حتى في بيوتنا ومحيطنا العائلي، وهو مسلسل إعدام «اجتماعي» بطيء ومتواصل.  أنتم تنتمون إلى حركة سياسية أثارت -وما زالت تثير- الكثير من الجدل حولها فكيف تقدمون هذه الحركة.. ولماذا نجدها باستمرار عرضة للحملات الأمنية؟ – حركة «النهضة» بتونس -وكانت تسمى «حركة الاتجاه الإسلامي»- حركة سياسية مدنية ذات مرجعية إسلامية تعتمد الفكر الإسلامي الوسطي والمنهج السلمي في الإصلاح وتسعى للمساهمة في إحداث نهضة شاملة للمجتمع والأمة. وعملت الحركة منذ تأسيسها سنة 1981 على الانتظام في حزب سياسي قانوني يعمل على إثراء الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية ببرامجه ويدعو للرجوع إلى الشعب عبر صناديق الاقتراع لتحديد الاختيارات الكبرى وانتخاب ممثليه وحكامه.. لكن المشكلة كانت تكمن منذ عهد بورقيبة في خوف السلطة الكبير من حجم الحركة الإسلامية ومصداقيتها وانتشارها في المجتمع بكل فئاته. من ناحية أخرى فإن أقطاب الحكم منذ الاستقلال غلب عليهم التوجه العلماني المتطرف أحيانا، ولم يعيروا أهمية تذكر لإرادة الشعب وإنما أمعنوا في فرض توجهاتهم ودعم احتكارهم للسلطة بكل وسائل السيطرة.. هذه العوامل هي التي تفسر سعي السلطة الدائم لإخراج الحركة من الساحة السياسية والاجتماعية والثقافية باعتماد الحلول الأمنية والمحاكمات السياسية الجائرة وبذلك كانت الحركة منذ تأسيسها سنة 1981 لا تخرج من حملة أمنية ضدها إلا لتجد نفسها ضحية لحملة أخرى. وقد انطلقت الحملة الكبرى الأولى سنة 1981 مباشرة بعد الإعلان عن تأسيس الحركة والثانية سنة 1986 والثالثة سنة 1990 وما زالت آثارها باقية إلى اليوم حيث توجد دفعة من أبناء الحركة وقياداتها خلف القضبان منذ ما يزيد عن 17 سنة ويحرم الآلاف ممن أفرج عنهم من كل حقوق المواطنة فيما يعيش آلاف آخرون في المهاجر فرارا من الأحكام الجائرة الصادرة ضدهم. أنتم بهذا تحملون السلطة وحدها المسؤولية عما جرى في بداية التسعينيات؟ الجبالي: السلطة تتحمل المسؤولية الكبرى عن الحملة التي انطلقت ضدنا في بداية التسعينيات لأنها رفضت السماح للحركة بالعمل ورفضت التباحث معها لإيجاد صيغة تمكننا من التواجد القانوني واختارت العنف كمنهج بكل كوارثه، لكن الحركة أخطأت بالخصوص في الانجرار إلى خطة السلطة، كما ساهم اصطفاف بعض الأطراف وراء السلطة ومعها في تأجيج الأزمة قبل أن تدور عليهم الدائرة أو ينتبهوا إلى هول الكارثة التي حلّت بالبلاد ككل وبهم أيضا. وما زالت السلطة ترفض كل المقترحات التي تقدمت بها الحركة وغيرها من الأطراف الوطنية لطي صفحة الماضي والخروج من الأزمة وأغلقت الباب أمام تطلعات الشعب التونسي ونخبه وتياراته في حياة حرة كريمة ديمقراطية. شهدت تونس منذ مدة لجوء بعض الشباب وخاصة المنتمي إلى التيارات السلفية إلى حمل السلاح ضد الحكم نهاية 2006 فيما بات يعرف بأحداث «سليمان» ومنذ شهر ونصف الشهر تقريبا تم اختطاف سائحين نمساويين في تونس فما تعليقكم؟ لابد من النظر إلى هذه المسألة (بروز التيار السلفي والتوجه إلى العنف) من كل الزوايا، والمعالجة لابد أن تكون شاملة بالتعاطي مع الأسباب قبل النتائج. وقد نبهنا منذ البداية إلى مخاطر سياسة الانغلاق والقمع والتضييق وتجريم العمل السياسي وتغليب الحلول الأمنية وإقرار ترسانة من التشريعات اللادستورية وغيرها من السياسات اللاشعبية.. هذه العوامل هي التي تدفع ببعض الشباب إلى الحلول القصوى والعنيفة. ومع هذا وانطلاقا من مبادئنا الإسلامية فنحن لا يمكن أن نقر أو نبرر –لا شرعيا ولا أخلاقيا ولا سياسيا- تحميل الأبرياء من أبناء شعبنا أو من السياح الأجانب وزر سياسات الأنظمة الجائرة والمستبدة. (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 5 أفريل 2008)
 


 

بين نضال إمضاء العرائض والصعود إلى الجبل

       

محمد عبّو
 
بمناسبة عيد الإستقلال نُشِرت على شبكة الأنترنيت عريضة وطنية ضد الفساد تضمنت رفض موقعيها لجملة من مظاهر الفساد المالي والإداري والسياسي في تونس وتوجههم لسائر مؤسسات الدولة لمطالبتها باحترام الدستور والقوانين والتحقيق في الموضوع وإرجاع الحقوق لأصحابها كما تضمّنت إصرارا على النضال السلمي ضدّ مظاهر الفساد المذكورة حتى تتوقف نهائيّا وبلغ عدد الموقّعين إلى حدّ كتابة هذه الأسطر141 تونسيّا وهو مما لاشكّ فيه عدد ضعيف جدّا لا يعكس بحال حالة الرفض العامّة للفساد التي تتمظهر بالنسبة لعموم الشعب الكريم في التذمّر في الأماكن المغلقة. هذا التذمّر الذي يصحبه غالبا تذمّر آخر من اتساع أذان الحيطان ورهافة حسّها والخوف من القمع وقطع الأرزاق. وهذا الهاجس يفترض أنّ المعارضين الجدّيين قد تغلبوا عليه فهزموا غريزة الخوف أو هذّبوها حتّى عرّضوا أنفسهم وأهليهم ومصالحهم للخطر من أجل تونس والتونسيين. إلاّ أنّه يبدو أن جزء من المعارضين لم يمض العريضة، لأنه لم يطلع عليها بعد كما أنّ هناك من اطلع عليها ورفض الإمضاء. وهو أمر عاديّ فنصها كأيّ نص آخر لا يمكن أن يحضى بالإجماع فهناك من يرفض من حيث المبدأ بعض الأفكار فيها.  فمنهم مثلا من يتحفظ على نقطة التوجه لمؤسسات الدولة لكون لا وجود لدولة ولا لمؤسسات طبقا لتوجّه سياسي وفكري معيّن. وهناك ربما أسباب أخرى لعدم التوقيع قد تعود لخطأ الذين بادروا بتحرير نص العريضة كعدم استشارة كلّ الأطراف وإعلامهم بالمشروع في الآجال أو ربّما لإفراطهم في استعمال النقطة بدل الفاصل أو ربما استعمالهم لكلمات دخيلة على اللغة العربية. وهناك من رفض الإمضاء لكونه لا يعرف من يقف وراء العريضة ولا دواعي المبادرة. وهذا الحذر مفهوم فالإحتياط واجب والإتعاظ من التجارب المقارنة ضروري ففي بلاد « كـَمْبستَان » الصديقة قضت الحكومة المستبدة على المعارضة نهائيّا ودمّرتها تدميرا لإمضائها على عريضة ملغومة. وهم لا يريدون لمعارضة قويّة كالمعارضة التونسية أن تتعرض بسبب الإمضاء على عريضة إلى إبادة جماعية خاصّة أنّه يمكن جمعها في حافلتين وإلقاءها من جبل قربص فلا يبقى من المعارضين إلا من يزكي ويدعم المسار. وعلى ذكر الجبال وقد كثر الحديث عنها والتلميح لها فإنّي أقول للذين ينكرون وجود دولة ويعولّون على شعب نائم ليهبّ سنة 2008 أن الصعود إلى الجبل مصيرهم الحتمي لكنّي أشفق عليهم من قساوة الجبال ومن كلاب الجبال حتى وإن كانت « كلاب عربي » وأذكّرهم بأنّ كثيرا ممّن كان يتشدّد في مواقفه تبيّن أنهم لا يقوون على صعود الجبال وأنهم مع الصفعة الأولى من النظام يتشبثون بقيّة الدهر بالحفر. كما أنّ الإصرار على الخطاب المتعالي على الواقع حتّى بالنسبة لمن أثبتوا طيلة حياتهم إقداما وشجاعة وتمسّكا بالمبادئ، لن يساهم إطلاقا في تغيير الواقع وأن خطابهم كثيرا ما يكون دافعا لإقصائهم. فالمرحلة الرّاهنة ليست مرحلة عنتريات هي مرحلة تجميع لقوى التغيير وإنجاح التحالفات ومرحلة الإعداد لمؤتمر وطني ديمقراطي وجبهة سياسية حقيقيّة تطرح نفسها كبديل حقيقي وذا مصداقية وجب لإنجاجها التحلّي بكثير من المرونة والإحترام للرأي المخالف مع مراعاة واقع الشعب دون التخلي عن الطموح الذي لن يتحقق إلا بالتوحّد. وأفترض أنّ ما سيتفق عليه الأغلبية لن يكون فيه أي خضوع للإستبداد ولا أي مواقف انفعالية متعالية على الواقع. إنّ إمضاء العرائض على بساطته كأسلوب نضالي يراد منه جمع الناس حول جملة من المبادئ أو المواقف ويراد منه الضغط على السلطة لإجراء إصلاحات وفي صورة تقاعسها أو تعاملها بالقمع مع المحتجّين تقام ضدّها الحجة في إطار مشروع يعتمد نسق احتجاج تصاعدي يعوّل على المراكمة والتضحية وتحمّل القمع والتشهير به كوسيلة لبلوغ هدف التغيير الديمقراطي الحقيقي بكل ثقة في النفس، ثقة مستمدة من عدالة القضية ومشروعية الوسيلة. كما أنّه يكسب المعارضة مصداقية لدى الشعب الذي يصفه بعضنا طبقا لنسبة الأدرينالين في دمه بالبطل أحيانا و بالمغلوب على أمره أحيانا والذي هو في الحقيقة شعب ككلّ شعوب العالم يردّ الفعل حسب جملة من المثيرات وفي تاريخه كتاريخ كلّ شعوب العالم فترات رضوخ وفترات رفض. نعم إنّ النظام القائم قد أهان الجميع وأفرط في القمع ومارس جملة من الأساليب الخسيسة ضد نخب البلاد ولكنّ ذلك ليس بمبرّر لها لممارسة خطاب لا يراعي الواقع وغير قابل للتطبيق ولا يساهم إلاّ في مزيد تفريق المعارضة وعزلها عن واقع شعبنا. الشعب التونسي لن يثور لأنّ بلادنا لا تعرف مجاعة وموظفو الدولة يقبضون مرتباتهم بانتظام خلافا لما كان عليه الأمر في جورجيا شيفرنادزا والقمع على شدّته لم يجعل لنا قتيلا أو سجينا في كلّ بيت فلننزّل خطابنا للواقع سنجمع الناس ونقاوم الإستبداد السياسي ونقاوم معه التطرّف الفكري الذين يبحث كلاهما عن مبرّر وجوده في وجود الآخر. أمّا أصحاب الشق الآخر أي الذين لا يريدون إغضاب السلطة و ينادون بالإعتدال والدعوى للحوار والجلوس في جوّ ودّي يملؤه الحب بين الذئب والخرفان أو لجلوس الخرفان للتحاور تحت إشراف الذئب فإنّي مع احترامي لهم ومنهم أصدقاء لنا نعرف حسن نواياهم أقول لهم أنّ باستثناء قلّة من التونسيين فإنّ البقية بطبعها تميل للإعتدال وأنهم لم يأتوا بجديد إلاّ أنّ إلقاء الورود للنّظام والسعي لمجاملته على حساب الحقيقة لن يجعله يقوم بإصلاحات فمن ينكر وجود تجاوزات لا يقوم بإصلاحات ومن ينفي وجود غيره لن يجلس لمحاورتهم فلنحافظ على الأقل على الصراحة والمصداقية. التغيير آت لا محالة يوم توفر شروطه فلنوفرها. وللحديث بقية.   Gmail.com@abboumohamed  


 
بسم الله الرحمان الرحيم

أليس ظلمهم هو المؤذن بقريب رحيلهم؟

 

عبدالله الزواري
 
عرف عن الملك الراحل الحسن الثاني أنه استبعد في وقت ما الزج بمعارضيه – وخصوصا من الطلبة- في السجون ،       و استبدلها بإرسالهم في بعثات دراسية إلى الجامعات الغربية و تيسير هذا التوجه لمن يرغب منهم في ذلك، معتبرا ذلك كفيلا بثنيهم عن النضال السياسي و معارضة نظام حكمه.. هذا ما ذكره على الأقل السيد محمد الميلي في كتابه عن المغرب العربي… هذا ما ذهب إليه الملك.. لكن الحكمة قد يؤتاها أحد و يحرم منها آخرون,.. و قد يفكر أحدهم في مصلحة تخصه..لكنه يحصرها في زمن محدد بينما يحصرها آخر في زمن أطول… و التفكير في النأي بالمعارضين  عن الشأن العام متواصل، و إن كان قدماء الروم قالوا قديما مفتخرين بعاصمتهم التي تشد الرحال من مختلف أصقاع امبرطوريتهم فبقي مثلا يضرب…  » كل الطرق تؤدي إلى رومة » فإن لسان حال البعض من بني جلدتنا اليوم يقول « كل الوسائل الممكن أن تؤدي إلى إعراض  المناضل عن الشأن العام فمباح بل يجب اتخاذه و استعماله ».. و تففنوا في ذلك و لا يزالون يبتكرون من الطرق و الحبائل ما يعجز عن حبكه أبو المعقوس و إخوانه… يتجلى يوما بعد يوم حرصهم على ألا يستأنف قدماء المساجين السياسيين حياتهم الطبيعية فينخرطون فيما يشهد المجتمع من حراك سياسي و اجتماعي و ثقافي  بالحيلولة دونهم و تلك الأنشطة التي تقام هما أوهناك رغم محدوديتها و قلتها… و تسخر من أجل ذلك من الطاقات البشرية و المادية ما لو سخرت في مصلحة عامة لرأينا سكة حديدية تربط بين مختلف مدن الجمهورية تبنى بسواعد سخرت لغير ما خلقت له من عمل صالح… السيد حمادي الجبالي السجين السياسي السابق و القيادي في حركة النهضة و جه آخر من الوجوه التي يجب التضييق عليها و صرفها عن الشأن العام بأي وسيلة كانت، و إن كانت الساعة غير مناسبة لمحاكمات سياسية أخرى ليس لها من سند قانوني أو واقعي ما يبررها فإن في غيرها من القضايا ما يغنيهم عنها و لو إلى حين.. و السيد حمادي الجبالي وضع في بؤرة الاهتمام –أي التضييق- من يوم تجرئه على زيارة الدكتور منصف المرزوقي في بيته أثناء إقامته القصيرة في تونس، و لعل القارئ لم ينس بعد ما استعمل مع الدكتور المرزوقي لصرفه عن الاهتمام بالشأن العام و دفعه دفعا للهجرة من جديد في حين يمنح آخرون جوازات سفر للعودة للحظيرة,,… للسيد حمادي بيت يبعد عن الطريق العام ما يناهز الأربعين مترا أو يزيد في طريق لا منفذ له.. و يحيط ببيته منازل جملة من أقاربه إذا استثنيا الجهة الشرقية التي يقيم بها عون أمن متقاعد… عون الأمن هذا سبق له أن سخر بيته لأعوان الأمن ليتخذوه مقرا ثابتا لهم سنة 1987 لمراقبة مرتادي البيت من أقارب جاره السيد حمادي او أصدقائه… و تمر عشرون عاما ليواصل عون الأمن المتقاعد عمله إذ أنه لا يزال يفخر بكونه لا يزال مكلفا بمراقبة جاره و هذا ما صرح به السيد حمادي لنا نقلا عمن سمع هذا الكلام من عون الأمن… كما اتخذ أعوان الأمن عمارة في طور البناء كنقطة استراتيجية يستطيعون عبرها مراقبة ما يدور ليس في فناء بيت السيد حمادي فحسب بل ما يدور كذلك في غرف المنزل، و هو ما سبب حرجا واضحا لأفراد العائلة الذين استبيحت حرمة بيتهم.. قرر السيد حمادي إدخال بعض التحسينات على البيت عساه يوفر لأفراد العائلة ما فقدوه من أريحية         و تلقائية في قضاء شؤونهم نتيجة الأعين التي تتابع حركاتهم و سكناتهم داخل بيتهم.. و من جملة التحسينات زيادة ارتفاع الحائط الفاصل بين منزل السيد حمادي و السيد عون الأمن المتقاعد.. و آن الأوان وقتها لتدخل جهة أخرى في اللعبة..هي بلدية سوسة ممثلة في مصلحة التراتيب بها أولا.. إذ رأت فيما قام به عملا مزعجا لجيرانه و بالتالي يجب عليه هدم ما بنى… و اتصل السيد حمادي بجيرانه واحدا واحدا للبحث عمن أزعجه… رغم أنه لم يكن في حاجة لسؤال أقاربه.. و توجه إلى جاره عون الأمن المتقاعد فأنكر جملة و تفصيلا أن قد حصل له أي إزعاج بسبب الجدار.. عندها طلب السيد حمادي منه أن يمضي له على إقرار بما صرح به من عدم انزعاجه من  » التحسينات التي أدخلها السيد حمادي على بيته، فأجاب بالموافقة و وعد بالإمضاء عليه.. , احضر السيد حمادي الٌإقرار في اليوم الذي اتفق عليه مع جاره.. لكن هذا الأخير اعتذر بزكام شديد أصابه…و بعد اتصالات عديدة يتهرب منها الجار بأعذار واهية من إتمام ما وعد به… لم يبق مجال للشك في أن الجار يمتنع عن الإمضاء بطرق ملتوية..   و بسرعة البرق يجتمع المجلس البلدي برئاسة السيد الهادي عياش – وهو وال سابق) ليتخذ قرارا فوريا بهدم التحسينات المحدثة في بيت السيد حمادي الجبالي و تسخير القوة العامة لفعل ذلك إن امتنع صاحب البيت على هدمها بنفسه على أن يتحمل مصاريف الهدم بعد ذلك… و يلاحظ السيد حمادي الجبالي أن المسألة تتعلق بنشاطه السياسي و قناعاته الفكرية و السياسية               و معارضته للنظام الحاكم الذي يريد الانفراد بالسلطة و لم يتعود على معارضة جادة… و نفى أن يكون الحرص على التهيئة العمرانية هو سبب ما يتعرض له من شكل من أشكال الاضطهاد..و أضاف السيد الجبالي  أنه في الوقت الذي تنص أمثلة التهيئة العمرانية على أن « المنطقة التي يسكنها لا يسمح فيه بالبناء أكثر من مستويين إضافة إلى المستوى الأرضي فإن عمارة ذات 6 طوابق ترتفع وسط الحي و قرب منزله دون أن يحرك السيد رئيس البلدية أو معاونوه ساكنا؟؟ لماذا ياترى؟؟ مقابل أي شيء  يغض المسؤولون البلدييون الطرف على انتهاك الأمثلة التي أعدوها  رغم الأضرار البيئية و الجمالية و الصحية التي تلحقها هذه العمارة ببقية المتساكنين و بالحي عموما؟؟ لماذا يسكتون؟؟ مقابل ماذا؟؟؟ , أضاف السيد الجبالي أن شاحنة من نوع « ايسيزو » تابعة لمصلحة « التراتيب البلدية » ترابط أمام منزله باستمرار منذ بوم الأربعاء الماضي مصحوبة بأعوان من القوة العامة بقصد تنفيذ فوري لقرار بلدي بالهدم.. في الوقت الذي  تعذر ت هذه المصلحة بالذات بعدم وجود سيارة لديهم ليذهبوا مع مواطن جاءهم متشكيا من الإزعاج الذي ألحقه به جاره، و طلبوا منه توفير سيارة ليذهبوا معه، و فعلا استجاب المواطن الغلبان  لشرط  » العزري » و عند بلوغهم منزل المواطن المشتكى به اكتفوا بطرق الباب و عندما لم يفتح  قالوا له: ليس بإمكاننا البقاء هنا في انتظار صاحب البيت… ».. السيد حمادي الجبالي يرفض الانصياع لقرارهم الجائر مفضلا أن يهدموا البيت على رأسه من أن يبارك ظلمهم و لو بالصمت… هذا بعض ما يتعرض له سجين من سجناء الرأي، بل هذا وجه من أوجه المعاناة التي تلاحق الذين يعتزون بانتمائهم          و رفضهم التنكر لتاريخهم النضالي و رفض الركوع و الخنوع لسلطة القوة       و رفض الانخراط في « رعية المواطنين الصالحين » الذين يتمتعون بجوازات سفر و أشياء أخرى لا يمكن للمرء أن يختارها على إنسانيته أي على كرامته و حقوقه و من أول حقوقه أن يقول :لا بملء فيه لكل بني آدم  دون خشية أن يلحقه أي أذى… جرجيس في 04  أفريل  2008  
 


الاعلام التونسي المركزي والجهوي شاهد زور متميز على تردي أوضاع قصرهلال

*جريدة الشروق التونسية نموذجا*  

مراد رقية
 
لقد كان لرفض جريدة الشروق التونسية اليومية التي تدعي لنفسها بأنها الجريدة الأوسع انتشارا في تونس اصدار رسالة أو « عريضة »صادرة عن بعض رموز أو منتسبي المجتمع المدني بقصرهلال الوقع السيء في نفوس عديد أهالي قصرهلال،وأحمد الله شخصيا بأنني لا أشتري هذه الجريدة وبأنني لست من متابعيها حتى لا أزيدها انتشارا على انتشارها،ولاعتقادي الجازم بأن الاعلام التونسي المركزي وكذلك الجهوي في وضعه الحالي شاهد زور متميز على نكبة قصرهلال وتردي أوضاعها على أكثر من صعيد؟؟؟ وبرغم أن جل الصحف التونسية،الأكثر والأقل انتشارا على السواء لها مراسلون قارّون أو عرضيون في جل مدن الساحل التونسي فان هؤلاء المراسلين كرّسوا أنفسهم بالأساس لاعتبارات مرتبطة بسياسات تحرير تلك الصحف ،ولاعتبارات شخصية مصلحية بالأساس لتغطية الأنشطة الرياضية دون غيرها،كما لو كانت الرياضة هي المطمح الوحيد للتونسيين عموما ومنهم أهالي قصرهلال،أو لتغطية أنشطة ذات أهمية جزئية لا تغيّر من واقع الحال شيئا سوى تقوية ودعم علاقاتهم مع بعض مراكز القرار؟؟؟ وبقدر استبشارنا بتكوين نقابة وطنية جديدة للصحفيين التونسيين والتي أعلن مكتبها المنتخب اعتزامها ادراج  الرسالة الاعلامية في مسارها الصحيح والطبيعي،نتساءل هل الأمر ممكن حقا طالما أن الصحف والمجلات التونسية الكثيرة العدد ،القليلة الفائدة،التي لا تساوي في عديد الأحيان سوى قيمة الورق والحبر،اعتادت الصمت عن الحق بامتياز وتميز،والصمت عن الحق شيطان أخرس؟؟؟ وبرغم عدم تولي هذه الصحف المختلفة الأوسع والأقل انتشارا مهامها الحقيقية في رصد طموحات وتطلعات المواطنين في داخل البلاد التونسية طالما أن الخطاب الرسمي المعلن عنه على الأقل يتيح لها ممارسة عملها وفق ما يصطلح على تسميته ب »ميثاق الشرف الصحفي »،فلماذا اذا تمارس التعتيم الآلي،وتمتنع ولصالح من في تغطية شجون المواطن التونسي ومنه الهلالي.وحتى اذا ما أرسلت لها بعض الرسائل أو العرائض أو الالتماسات فانها تعرض عنها مدعية بأنها  شديدة اللهجة،وهي ذات العريضة الحاملة شعار »دفاعا عن المجتمع المدني »التي صدرت بثلاث مدونات على محرّك مكتوب،وتجدونها على الصفحة الالكترونية الخاصة بمدينة قصرهلال؟؟؟ فمتى يضطلع الاعلام التونسي الذي يدعمه المواطن من مصروف جيبه،وعلى حساب قوته اليومي بمهمته الأساسية حتى يكون الناطق ولو جزئيا باسم المواطن،يعبّر عن شجونه وآلامه واحباطاته وطموحاته توازيا مع الحوار المعلن عن انطلاقه مع الشباب.فاذا كان للاعلام الرسمي « المستقل »بما في ذلك جريدة الشروق سيضطلع بقسطه في تأطير وتفعيل هذا الحوار الرافع لشعار’الشباب هو الحل وليس المشكل »،فلماذا تلتزم هذه الصحف الأوسع والأقل انتشارا بقطع حبل الحوار مع المواطن الذي يجب أن يعاملها بقدر احترامها لطموحاته وانتظاراته فيتعود على مقاطعتها لعدم تضامنها معه في محنته ومعاناته،ذلك أن عديد المواطنين يقاطعون شراء الصحف اليومية التي تدعي نفسها »مستقلة » في غياب استقلاليتها،وبرغم ذلك فأنهم لا يشعرون بأي نقص أو خلل في مجرى حياتهم اليومي الذي يراد لجريدة الشروق ولمثيلاتها الأوسع انتشارا أن تكون سندا وحافزا ورمزا لها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ 5 مارس 2008  

درب الفساد من رأس جدير إلى زغوان

 
لطفي حيدوري رغم ما يحيط بموضوع الرشوة من حرج قانوني وأخلاقي فإنّ واقع هذا الفساد لم يعد يخفى على أحد طالما أصبح أمرا متداولا ومقبولا لا يتوانى متعاطوه عن الحديث عن المصالح المتحققة به كسرعة الإجراءات وتحقيق الأماني وتخفيف الأداءات والإفلات القانوني… شيئا فشيئا يتحول الفساد إلى مؤسسة موازية اقتصادية أو إدارية وربّما قانونية، بما جعل الأمر يجري في منتهى « الشفافية » ويا للمفارقة. من يبادر بالرشوة ؟ بحث لا طائل منه كسؤال البيضة والدجاجة، وفي الحالتين سيدعي الطرفان أنّهما ضحية. لم نجد صعوبة كبيرة في الحصول على شهادات من دافعي الرشوة وهم يحفظون الأسماء جيدا والمواقع، ومع الأسف يدافع ضحايا الرشوة عن ممارستها ويسعون لحمايتها والتستر على المسؤولين وقلة هم الذين أبلغوا عن وقائع من هذا النوع. بضاعة تحتسب بثمن الرشوة يقول العارفون بالسوق الليبية إنّ البضاعة المجلوبة من هناك يحتسب ثمنها كالآتي: الثمن الأصلي زائد ما دفع على بوابة”رأس جدير” زائد ما يدفع على نقاط دوريات التفتيش داخل البلاد. فالمعادلة بحسب أحد التجار المتعودين على السوق الليبية أنّ البضاعة تشترى ثلاث مرات قبل بيعها في تونس وهذا ما يؤخذ بعين الاعتبار قبل التوجه إلى ليبيا. وسنرصد في هذا السياق قصّة أحد التجار التقينا به وقدم لنا رواية عجيبة انطلقت أحداثها على مشارف بوابة راس جديرا إيابا من ليبيا برفقة سائق « عارف بأسرار الطريق ». المرور بالديوانة الليبية لا يشكل صعوبة تذكر فالدولة الليبية مستفيدة في جميع الحالات باعتبار هؤلاء التجار والمتسوقين قد أنعشوا السوق الليبية، إذ يتم عادة تسهيل المرور دون الخضوع لتفتيش كامل وعادة ما تكون الإجراءات سهلة. ولكن هذا لا يمنع من إمكانية تباطؤ الإجراءات أو طلب فحص كامل محتوى الحمولة، وفي هذه الحالة ينزل السائق ويتبادل الحديث مع الموظف ثم يتظاهر بتقديم جواز سفره ويدس ورقة نقدية من العملة التونسية بين الصفحات أو مرفقة بالجواز أو يضعها مباشرة في جيب الموظف. ولا يتجاوز المقدار عادة خمسة دنانير بالعملة التونسية. أمّا على البوابة التونسية فالأمر مختلف فالجميع مطالب بتسجيل كل أمتعته على ورقة ويتم النظر في مطابقة ذلك للواقع وفرز ما هو مسموح به من الممنوع وممّا يتطلب معاليم ديوانية. والبضائع القادمة من ليبيا أصناف : المسموح بها من ملابس وأغطية ومفروشات وأدوات منزلية الممنوعة من مواد تجميل وأدوية وقطع غيار وتبغ وذهب… وقد يصبح المسموح به ممنوعا إذا كان بكميات كبيرة معدة للتجارة دون وجود فواتير. وفي العادة لا يرغب المسافرون أن يتم فحصهم فهم يغالطون في ما دوّنوه من قائمات الأمتعة ومستعجلون للمغادرة بعد مشقة سفر ويخشون مصادرة بعض الممنوعات المدسوسة بين الطيات. وهذا في صورة ما إذا كانت البضائع بحجم معقول غير لافت يمكن ادّعاء كونها للاستعمال الخاص أو تهيّؤا لحفل زفاف. وفي هذا الحالة دأب العابرون على تعريفة مرور تدفع للموظف الديواني تقدر بعشرين دينارا فلا يقرب الحمولة ولكنّه ينبّهك إلى أنّه تغاضى عن مغالطاتك في القائمة التي دونتها وأنّك تتحمل مسؤوليتك عند الدوريات الأخرى على الطريق داخل البلاد من حرس ديواني وأمن مرور. ويشير محدثي إلى أنّ هذا لا يحدث دائما ففي حالة وجود ما يسمى بالدوريات المشتركة أو دورية التفقد فأولى الصعوبات هي طابور الانتظار الطويل ورتابة الفحص. ولكن هناك فئة تخضع في جميع الحالات للتفتيش وذلك بدرجة أولى عندما تكون أكوام السلع المشدودة فوق وسائل النقل عالية ضخمة. وقد يقاد إلى التفتيش سائق غير مألوف لدى البوابة أو مسافر لم يحسن التصرف مع الموظفين. ويتم التفتيش داخل مرآب كبير تساق إليه وسائل النقل، وترتبط عملية التفتيش بطبيعة علاقة المفتش بالسائق أو منظم الرحلة الذي عادة ما يكون امرأة أو تاجر معروف. ومن المفروض أنّ كل سيارة يتم إنزال جميع محتوياتها ولكن السائق والمسافر يتلكؤون في إنزال البضائع… إمّا في انتظار قدوم الموظف الديواني المتعودين على المعاملة معه أو بصدد مناقشة تسوية شخصية مرضية. فإذا تم ذلك لا يجري فحص دقيق لمحتوى الحمولة إنّما تقييم عام لتنطلق المفاوضات على السعر. ويبادر الموظف بطلب مبلغ ويدور النقاش حتى التوصل إلى حل وسط بالتراضي. وبعد الاتفاق يتم ختم الجذاذات « الوهمية » والإذن بالمغادرة. ويختلف المعلوم فكل وسيلة نقل ولها مقابل تدفعه (حافلة أو سيارة أجرة تونسية أو ليبية أو سيارة خاصة) وقد يصل المبلغ أحيانا إلى 500 دينار. أمّا إذا لم يتم الاتفاق يرفض الموظف التفتيش ويتركهم في الانتظار لفترة قد تدوم ساعات إلى أن يلينوا. وفي هذا السياق يلعب العامل الجهوي دوره فعادة ما يسأل المواطنون عن فلان وأوقات عمله ويتحدثون عن القرابة به أو الزمالة في الدراسة. وإذا كان أحد الموظفين من نفس الولاية يتم السؤال عن المعتمدية والقبيلة والعائلة… وهكذا إلى أن « تنحلّ العقد ». ما بعد البوابة أقساط جديدة بعد الخروج من مرآب التفتيش وعلى بعد 200 متر من البوابة توجد نقطة شرطة للتثبت من الجواز. يبادر الأعوان بالتعليق ساخرين « مبروك البضاعة… تجارة أم زواج… دفعتم أم لا » والقصد من السؤال عن الدفع واضح وتستوقفهم الدورية لفترة من الوقت تنتهي بورقة نقدية. وبعد أقل من 2 كلم توجد دورية الحرس الديواني في منطقة « الكتف » يدّعي الأعوان أنّهم يراقبون عمل الديوانة في البوابة ثم يتم الاتفاق على 20 أو 30 دينار. وما يدفع المواطنين إلى التعجيل بالدفع هو خشيتهم من إنزال البضاعة من جديد وإعادة ترصيفها. كان صاحبي عائدا إلى مدينة « أريانة » وخلال المسافة الطويلة التي تفصل العاصمة عن الحدود الليبية تتكثف الاتصالات الهاتفية استكشافا للطريق رصدا لمواقع تواجد الحرس الديواني ولاختيار طريق آخر أو التوقف إلى حين موعد تغيير المناوبة وخلوّ نقطة التفتيش فيتحينون الفرصة لمواصلة الطريق. ويصف التجار بعض دوريات الحرس الديواني « بالمتشددة »، والتشدد يعني عدم قبول الرشوة، ولذلك يخشاها التجار. كدورية منطقة « النفاتية » في الجنوب التي عرف فيها موظف لا يقبل الرشوة ولا تمارس أثناء تواجده بالعمل. وكذلك في « كوتين » بولاية مدنين لا تقبل الدورية الرشوة. أمّا دورية « زغوان » فيخشاها الجميع لأنّه عادة ما تعمل بها دوريات مشتركة من إدارات سوسة والقيروان وزغوان. فيضطر السائقون إلى البحث عن مداخل أخرى للعاصمة تونس وضواحيها. وقد يضطر السواق إلى دخول المدن والمرور بأزقتها وأسواقها نظرا لتواجد دوريات أمن المرور أو الحرس الديواني على الطرق المحاذية لها. أمّا على طريق « الفحص » فتقلّ دوريات الحرس الديواني وتتواجد دوريات الحرس الوطني المعروفة بكونها تأمر بإنزال البضائع وهو ما يضطر السواق إلى تسهيل المرور بالدفع نقدا. بوصول محدثنا إلى أريانة يكون قد اشترى البضاعة ثلاثة مرات. من هم الحرّاقة هم أشخاص غالبا ما يكونون شبانا أصيلي المنطقة الحدودية يفدون على السيارات المتوقفة بانتظار دورها على بوابة « رأس جدير » ويطرقون نوافذ السيارات ويعرضون خدماتهم بنقل البضاعة مترجلين مقابل 10 أو 20 دينارا بحسب الكمية لتجنب خضوعها لمراقبة الديوانة، فهم يمرّون أمام الديوانة دون أن تقع مساءلتهم. ويفسر البعض عدم التعرض لهم بكون الدولة تغض الطرف عنهم لانعدام موارد الرزق لأولئك الشبان في المناطق الحدودية إلاّ من بعض أنشطة التهريب أو النقل، شأنهم في ذلك شأن تجار البنزين والبترول المهرب الذين كافحتهم شرطة الحدود طويلا ثم أصبحت تتغاضى عنهم، ففي كثير من المدن أصبح البنزين والبترول يباع في محلات خاصة به علنيا بأثمان منخفضة. الرشوة حين تصبح مؤسسة إدارية ولغوية كتب الصحفي عادل بوهلال منذ أسابيع أنّ أحد أعوان حرس المرور على الطريق السريعة بنزرت تونس خاطبه بالقول بعد الاطلاع على هويته « هل نبقى دون إفطار إلى حد الآن ؟ » وعندما لم يتجاوب معه حرر ضده خطيّة بعشرين دينارا لأنّه لم يكن مستعملا لحزام الأمان. ولا نعرف منذ شهرين عن الحادثة إن كان لبلاغه صدى، على الأقل لم ينشر شيء عن الحادثة وتطوراتها بعد ذلك، وهو ما يعزز المقولة السلبية لدى الرأي العام « صيحة في واد ». ولغة دعوة الارتشاء مجازية في الغالب مثل « أعطيني قهوتي » و « هات المبروك » و « تحبش نعاونوك »… مثلما أصبحت مؤسسة الرشوة قائمة يتوجه إلى المواطنون وبتبرير معروف غاية في الذرائعية « أنا سأدفع في جميع الحالات للدولة أم للموظف، وللموظف أفضل وبأقل ثمن وأسرع وقت ». وخلاصة ذلك ما يصطلح عليه « ثقافة تدبير الراس لدى التونسيين ». لا نعرف إلى أي حد تحارب الدولة الرشوة في تونس خاصة لدى موظفيها في غياب أية أرقام عن ذلك أو متابعات علنية خاصة لموظفي الأمن مما يضفي شعورا باطمئنان الراشي والمرتشي وتصبح الرشوة من باب الادعاء والجدارة في إطار كامل… من الشفافية ! (المصدر: مجلة « كلمة » (شهرية – اليكترونية)، العدد 62 لشهر أفريل 2008)

 


« حاسي الفريد » بين الحلفاء والمخدّرات والدولة النائمة
الصحبي صمارة  

انتهى منذ أسابيع موسم قلع الحلفاء بجهة القصرين وعاد الحراك الاقتصادي بهذه الجهة إلى الموات في انتظار الموسم القادم وتوقّفت مداخيل أغلب أهالي هذه الجهة في انتظار عودة نموّ الحلفاء من جديد في شهر سبتمبر المقبل. « كلمة » رصدت وضع أهالي معتمدية « حاسي الفريد » من ولاية القصرين بعد توقّفهم عن نشاطهم الموسمي المتمثّل في قلع الحلفاء والذي يمثّل مصدر قوت أكثر من 60 بالمائة من سكّان هذه الجهة. بين قسوة المناخ وغياب الدولة تعتبر منطقة حاسي الفريد جزءا من السباسب العليا وتختصّ بنفس التضاريس التي تجمع منطقة الوسط الغربي الحدودية مع التراب الجزائري. فهي منطقة جبلية وأغلب ما فيها من أراض فلاحية تمثّل منحدرات تنتشر بها الحجارة. وتعتمد حاسي الفريد في نشاطها الفلاحي على غراسة أشجار الزيتون بنسبة ضعيفة وعلى القليل من أشجار اللوز والمشمش فيما تعدّ تربية الماشية خاصّية من خاصيات الجهة لكنها تقتصر على تربية الأغنام والماعز لوعورة المناخ وصعوبة تربية الأبقار فيه. والجدير بالذكر أنّه لا توجد بلدية في حاسي الفريد حيث يتمّ التعويل في النشاط البلدي أو ما تعلّق بمصالح البلدية على فريانة التي تبعد مسافة 25 كلم. في منطقة المعتمدية فقط توجد شبكة المياه الصالح للشراب أمّا في العمادات فبعد قرابة كلّ 2 كلم تجد حنفية عمومية للماء الصالح للشراب ولا ترخص الدولة لحفر الآبار هذا مع العلم أنّ كلّ حنفيّة هي تحت حراسة شخص تكلّفه عمادة المنطقة ببيع الماء ويضبط سعر الخزّان الذي يسع 500 لتر بـ 600 ملّيم. وقد توجّه أهالي العمادات التابعة لحاسي الفريد إلى السلطات المحلية والجهوية لتساعدهم على القيام بحفر آبار فلاحية تساعدهم على استصلاح أراضيهم لكنّهم قوبلوا بالرفض بل بالتنبيه عليهم بتجنّب حفر الآبار رغم أنّ المنطقة معروفة بثروة المياه الباطنية التي تحيط بالمنطقة الجبلية هناك. ولا يوجد تنوير عمومي لأنّه لا توجد طرقات عمومية بالأساس فالمعتمدية فقط يوجد بها طريق معبّد ضيّق ورديء يربطها بالقصرين. هذا وتمثّل قرية بوجمعة السائح آخر نقطة على حدود ولاية القصرين إذ تتماس جنوبا مع معتمدية سيدي عيش التابعة لولاية قفصه. ويعتمد أهالي هذه القرية على التزوّد من معتمدية سيدي عيش قاطعين مسافة 12 كلم مشيا على الأقدام أو الأحمرة ولا يوجد طريق معبّد بين قرية بوجمعة السايح وسيدي عيش إنمّا مسلك ترابي يحيط بجبل سيدي عيش الفاصل بين القرية والمعتمدية ثمّ يبدأ الطريق المعبّد مباشرة بعد بحيرة سيدي عيش التي تبتعد 3 كلم عن المعتمدية. وفي قرية بوجمعة السايح شرع في بناء مركز للبريد منذ سنة 2004 حيث قامت شركة المقاولات بتركيز الأعمدة الإسمنتية واستمرّت الأشغال لأسبوعين ثمّ توقفت عملية البناء إلى اليوم. بين البطالة والتهريب أكثر من 60 بالمائة من أهالي حاسي الفريد بعماداتها الثلاث يعيشون على قلع الحلفاء التي تعدّ عملا موسميّا ولا يوجد بالمنطقة أي مصنع أو أية مؤسسة للعمل بل إنّ مركز المعتمدية نفسه خال من محطّة لبيع وقود السيارات وهو ما دفع بعض الأهالي إلى المتاجرة في النفط المهرّب من الجزائر. ويعيش شباب الجهة حالة عطالة تامّة فأغلبهم حاصلون على مستويات تعليم متواضعة فيما لا يزال عدد خرّيجي الجامعة في الجهة ضعيفا. وتدفع حالة البطالة وانعدام مواطن الشغل، لضعف النشاط الفلاحي وعدم وجود أي نشاط صناعي أو تجاري يذكر، شباب الجهة إلى المتاجرة في المخدّرات المهرّبة من الجزائر. أمّا طرق التهريب فتتمّ عبر منطقة  » الصخيرات » وهي آخر نقطة تابعة لمعتمدية فريانة على الحدود مع الجزائر وتحديدا ولاية « تبسّة » ثمّ يتمّ الانتقال بالبضاعة المهرّبة إلى « تلابت » وهي عمادة تابعة لمعتمدية فريانة ثمّ إلى حاسي الفريد. ويتمّ تهريب المخدّرات بطرق شتّى عبر السيارات الناقلة للبضائع بين المنطقتين الحدوديتين وحتّى الدراجات النارية والطريقة المألوفة تتمّ كالآتي: تغادر السيارات التراب الجزائري مفلتة من المراقبة الحدودية وتدخل إلى الصخيرات وأحيانا يقوم بعملية نقل البضاعة جزائريون من جهة تبسّة يعرفون جيّدا المسالك الحدودية المؤدّية إلى الصخيرات ثمّ يتمّ توزيع البضاعة بالبيع على المزوّدين في الجهات التابعة لولاية القصرين وتحديدا في عمادة تلابت وفي أغلب الأحيان يستعمل هؤلاء المزوّدون المحلّيون الدرّاجات النارية للتنقّل بالبضاعة بين تلابت وحاسي الفريد التي لا تفصل بينهما سوى مسافة 18 كلم. ولا تقتصر عمليات التهريب على مخدّرات الزطلة بل تشمل أيضا اللواقط الرّقمية والأدباش من ملابس وهواتف جوّالة ومنتجات الزينة من فضّة وذهب للاستفادة من الفارق في الأسعار بين البلدين. كما توجد ثكنة حدودية تابعة للتراب التونسي في منطقة « أم علي » على الحدود بالإضافة إلى مركز للحرس الحدودي تابع للصخيرات وعمليّة الدخول والخروج من التراب الجزائري تتطلّب فقط الإفلات من مراقبة المركز والثكنة وهو ما سمح لعدد كبير من تجّار الأغنام في السنوات القليلة الماضية بالاعتماد على هذه الطريقة لتهريب الأغنام من الجزائر فيما تراجعت هذه الظاهرة في السنوات الأخيرة نظرا لارتفاع سعر الماشية في الجزائر. وتكثّفت في الآونة الأخيرة عمليّات تهريب العجلات المطّاطية من الجزائر والقهوة والحليب والملابس الجاهزة. كما تجدر الإشارة إلى أنّ هناك نزلا بمنطقة تلابت يكثر فيه النشاط خلال أشهر الصيف والربيع وتقام فيه سهرات ليلية. وقد أكّد لنا العديد من أبناء الجهة أنّ هذا النزل يعتمد عليه كثيرا في عقد صفقات التهريب وشراء الزطلة ويستقبل هذا النزل القليل من أبناء الجهة فيما يمثّل الجزائريون أكثر الحرفاء بالنسبة له حتّى أنّهم يطلقون عليه اسم « نزل الجزائريين » كما أنّ المصالح الأمنية لا تقترب من هذا النزل فمنطقة تلابت لا يوجد بها مركز للأمن لأنّها حسب تفسير أبناء الجهة تبتعد عن معتمدية فريانة 5 كلم فقط بما يجعل السلطات تعوّل على أمن فريانة للقيام بدور المراقبة التي قد لا تتمّ. بين الاستضعاف والنهب وتنتشر معاملات الرشوة واستضعاف الأهالي فقد أخبرنا أحدهم أنّ الأوضاع سائبة إلى درجة أنّه قال ساخرا: » إنّ استخراج مضمون ولادة يتطلب دفع رشوة ». ويشمل نشاط الحزب الحاكم في مقرّ المعتمدية التكفّل باستقبال المعونات من الولاية أو من وزارة الشؤون الاجتماعية ليقتسمها العمد الثلاث مع أعيان السلطة المحلّية ولا يلتزمون بتوزيع المعونات إلاّ أثناء شهر رمضان « لأنّهم يخافون الله في هذا الشهر فقط » على حدّ تعبير أحد النساء في الجهة. في مركز معتمدية حاسي الفريد لا يوجد أي أثر لحياة ثقافية فلا وجود لدار شباب أمّا دار الثقافة فمغلقة طيلة أيّام الأسبوع ولا تستعمل إلاّ كمقرّ لإجراء الانتخابات مرّة كلّ خمس سنوات والمكتبة العمومية تكاد تكون خالية من الكتب ولا تفتح أبوابها إلاّ لنصف ساعة في اليوم لتسجيل الحضور فحسب حيث لا رقيب على سير المؤسسات العمومية ولا رقيب على المال العام الذي يخصّص لهذه المناطق التي تعدّ ذات أولويّة. أمّا برامج محو الأمية التي تجري في مدارس الأرياف والعمادات لا تجد من يقبل عليها فالنساء الكبار والرّجال يفضّلون المكوث في منازلهم أو قلع الحلفاء على التعلّم الذي يرون أنّه لا يطعم الخبز. هذا وقد حدّد مصنع الحلفاء بجهة القصرين ثمن 100 كغ من الحلفاء بـ 10 دنانير إلاّ أنّ العاملين لا يحصلون إلاّ على 8 دنانير فيما يقتطع نصيب الخمس وسطاء العمدة الذين يحضرون كلّما جاءت شاحنات المصنع لحمل البضاعة التي يكدّسها الأهالي فيدفعون ثمنها بعد وزنها. الإدمان هو الظاهرة الأكثر انتشارا بين شباب الجهة حيث ينزع شباب الجهة على كلمة  » سيقارو » صفة السيادة ليسمّوه  » قارو » إذا كان خاليا من الزّطلة أمّا إذا كان محشوّا بها فيعود له حرف السين المكسورة علامة على الاحترام والتبجيل. وثمن  » السيّد قارو » محدّد في عرف المدمنين بدينارين ونصف وتوجد مجموعات شبابية معروفة بـ  » الحشّاشة » هي التي تعرف كيف تتمّ بالتفصيل عملية التزويد والتزوّد. وهي مجموعات أصبح من العادي واليومي بالنسبة إليها استهلاك مخدّر الزطلة. بل إنّ العديد من تلاميذ الجهة الناجحين في البكالوريا والذين ينتقلون إلى الدراسة في الجامعة يعودون في العطل والأعياد والمناسبات إلى جهاتهم ويتزوّدون بما يكفيهم من الزطلة عندما يستأنفون الدراسة بما أدّى في عديد الحالات إلى انتشار هذه الآفة بين طلاّب الجامعات وخصوصا متساكني المبيتات الجامعية. وتدّعي السلطات التونسية أنّها تقف وقفة حازمة في التصدّي لمظاهر الإدمان والتسيّب وأنّها تقوم بمجهودات جبّارة فيما يعرف بالتنمية الشاملة كما تتحدّث في كلّ المناسبات عن أرقام خيالية لمواطن شغل قامت بتوفيرها فيما يثبت واقع هذه الجهات أنّ الدولة تغطّ في النوم ولا تصحو إلاّ لتعاقب من أزعجها وذكّرها بواجباتها. (المصدر: مجلة « كلمة » (أليكترونية – شهرية)، العدد 62 لشهر أفريل 2008) الرابط : http://www.kalimatunisie.com/article.php?id=702  

قضايا تربوية

التربية السليمة للأطفال: » أفضل طريقة لتحقيق أحلامنا هي أن نستيقظ من النوم « 

 
غالبا ما يقال بأنّ الطفل هو الصغير من أفراد العائلة، أي هو بين اليوم الأوّل والسنة الثالثة من العمر. وفي المعاجم العربية، الطفل هو الصغير في كلّ شيء. في حين ان الطفل وفي المعاجم الأجنبية هو الذّكر أو الأنثى دون الثالثة عشر أو الرّابعة عشرة من العمر. أمّا في مراجع علم نفس الطفل، فالتعريف أكثر تحليلا وتفصيلا وتشعّبا إذ انّه يضعنا أمام الكثير من الأسرار والحقائق ذات الصلة بالعمر وعلاقته بالإحساس والإدراك والاكتساب والتعاطف والانجذاب والتقليد والتنفيذ… إلاّ أن ما نوّد التطرق إليه في هذه المقالة، يتعلق أساسا بأساليب وطرق التعامل مع الأطفال، باعتبار  أنّ ذلك يؤسس لأنماط شخصياتهم وسلوكياتهم في المستقبل. كذلك، سوف نتولى استعراض الجوانب السلبية في التعامل ومن المظاهر التي تشكل خطرا على الأطفال، اعتماد الصرامة والقسوة من طرف الأولياء والمربين وجيل الكهول. وفي هذا الصدد يركز علماء التربية والأخصائيون النفسانيون أن الحزم مطلوب في بعض المواقف، ومع ذلك فإذا العنف والصّرامة يزيدان في تعقيد المشكلة وتفاقمهما واستفحالها. فالوليّ أو المربي، عندما ينفعل يفقد صوابه وسعة صدره، ثمّ ينهال على الطفل بالشتائم وأقسى العبارات وأحيانا يصل به الأمر إلى الضرب والتعنيف. هذا النّوع من العقاب الإنفعالي، يساهم بقسط وافر في فقدان الطفل للشعور بالأمان والثقة والنفس. بل إنّ هذه القسوة تجعل الطفل نخاف ويحترم أباه أو أمه أو معلّمه لحظة حدوث المشكلة فقط، دون أن يمنعه ذلك من تكرار مثل ذلك السلوك في المستقبل. والأخطر من ذلك كلّه أن تلك القسوة قد تنجرّ عنها ردود أفعال عكسية بحيث قد يصاب الطفل بما يسمى  » الفوبيا المدرسية  » ( الخوف من المدرسة ) أو يمتنع عن تحمل المسؤوليات ويختزن قسوة الكبار ممّا قد يتسبب له في صراعات انفعالية لاحقة.كذلك، قد تؤدي تلك القسوة إلى الكبت والعدوانية إزاء الآخرين أو انفجارات الغضب الجادة لأسباب تافهة. وإلى جانب القسوة والتسلط، هنالك مسألة أخرى قد تساهم في تعقيد طرق تربية الطفل، ألا وهي التسامح والتدليل المبالغ فيه. ذلك، أن المغالاة في الرعاية والدّلال تجعل الطفل غير قادر على تكوين علاقات اجتماعية ناجعة مع الآخرين وتحمّل المسؤولية بسبب انعدام التجارب الكافية. هذا وأنّ تعامل الأولياء مع الطفل بدلال مبالغ فيه وتساهلهما معه، قد يجعله يعتقد بأن كل شيء مسموح به وأنّه لا وجود لضوابط وممنوعات إلاّ أنّه عندما يندمج في الحياة الاجتماعية، يصطدم بالقوانين والأنظمة التي تقنن وتحجر إتيان بعض السلوكات والتصرفات، وقد يصل به الأمر أحيانا إلى التمرد عليها ومخالفتها دون مبالاة. كذلك تطرح العديد من الدراسات والبحوث مسألة عدم الثبات في المعاملة الأطفال. ذلك أنّ الأولياء والمربين مدعوين إلى عدم التساهل تارة في تطبيق قانون ما. ثمّ العودة للتأكيد على ضرورة تطبيقه تارة أخرى، لأن ذلك يربك الطفل ويجعله غير قادر على تحديد ما هو مقبول منه وما هو مرفوض كما أن نلاحظ في بعض العائلات نوعا من التذبذب والاختلاف بين الأبوين في تربية الأطفال، ممّا يولّد ضغوطات نفسية للطفل قد تؤدي به إلى ارتكاب الأخطاء. ومن المسائل الأخرى التي تفوق التربية السليمة للأطفال، عدم العدل بين الأخوة. ففي بعض الأحيان يتعامل الآباء بشكل غير عادل مع أبنائهم. فيفضّلون طفلا على طفل لذكائه أو جماله أو حسن خلقه الفطري أو لأنّه ذكر. ومثل هذه التصرفات توّلد الغيرة التي غالبا ما تؤدي السلوك الخاطئ والعدوانية. وفضلا عن ذلك، فغن عدم العدل بين الأبناء، يخلق نوعا من الغرور لدى الطفل المدّلل ويثير حفيظة وغيرة البعض الآخر. وفي بعض الأحيان، نجد بعض الآباء يتعمدون منح امتيازات مبالغ فيها للطفل عندما يكون مريضا أو معاقا ممّا يثير الغيرة لدى الأخ الصحيح ويجعله يتمنى المرض أحيانا ويكره الطفل المريض. ومن الأعراض الأخرى التي قد تتولد عن مشاعر الغيرة ظهور حالة التبوّل اللاّإرادي لدى الطفل، بحيث أن هذا الأخير يبدو وكأنّه يتمنى العودة إلى المرحلة العمرية السابقة حتى يعتني به آباؤه أكثر فأكثر. ومثل هذا السلوك ليس إلاّ واحدا من سلوكيات لفت الانتباه التي يلتجأ إليها الطفل لمطالبة والديه بحقّه المفقود. وفي هذا المجال ينصح الأخصائيون بأنّ الآباء مطالبين بمراعاة الفروق الفرديّة الدّائمة بين الأخوة وعدم استثاره المقارنات المؤدية إلى الغيرة. إلا أنّ هذا لا يمنع من إظهار الجوانب وتنميتها واستثمارها في توليد المنافسة السويّة شريطة ألاّ يصل ذلك إلى درجة الصراع. وما دمنا قد ركزّنا على المظاهر السلبية لتربية الأطفال، فإن العديد من البحوث والدّراسات رصدت جملة من  » الأخطاء  » التي يجب على الآباء بصفة خاصة تلاقيها. ومن بين هذه الأخطاء نذكر ما يلي: *  » أنت غبيّ جدّا  » هذه العبارة يقولها الآباء في حالات الغضب والانفعال. لكن إذا ما تكرّرت في مرات عديدة، فإن الطفل قد ينتابه الشكّ وقد يصل به الأمر إلى تصديقها بسبب اهتزاز شخصيته وزعزعة ثقته بنفسه. وربّما يكون من الأفضل استبدال تلك العبارة بـ:  » إن ما فعلته كان شيئا سخيفا…أليس كذلك  » *  » لقد أفنيت حياتي من أجلك «  وكأنّما الأب أو الأم عندما تصدر عنهما هذه العبارة، يوحيان للطفل بأنّه لو لم يولد، لكانت حياتهما أفضل وأقلّ صعوبات وتضحيات … لكن الأطفال لم يطلبوا أن يولدوا، والآباء مطالبين بالتضحية بالنفيس والغالي من أجل اسعادهم وتلبية حاجياتهم. وبالتالي فإن مثل تلك العبارات تحمل في طياتها نوعا من الإذلال والتحريم. *  » أنت كذّاب وسارق  » من الطبيعي أن بعض الأطفال يستولون على أشياء ليست ملكا لهم، وحين تتمّ مطالبتهم بها ينكرون ذلك بصفة فورية ومطلقة. وبالتالي، فإن إتهامهم بالكذب والسرقة قد يساعد على التمادي في هذه السلوكات. وفي مجال حديثنا عن الكذب لدى الأطفال، يصنّف العلماء هذه الظاهرة إلى عدّة أصناف لها دوافعها وطرق علاجها: فهناك الكذب الخيالي والكذب من أجل الدّفاع عن النفس والكذب الاجتماعي ( مثل كتمان الهروب من المدرسة ) وكذب المبالغة والكذب المرضي والكذب الانتقامي… وبطبيعة الحال، يجب أن يكون الآباء خير مثل وقدوة يحتذى به الطفل، فيكونون صادقين في أقوالهم وأفعالهم. *  » سئمت العيش، وسوف أتركك وأرحل  » هذه العبارة تساهم بقسط كبير في تعزيز الخزف الأساسي الشائع لدى الأطفال والمتمثل في أنّ احد الوالدين قد يختفي ولا يعود إطلاقا للبيت . *  » يجب أن تطيع دائما الكبار «  الأكيد أن تعليم الطفل احترام من هم أكبر منه سنّا أمر إيجابي. لكنّ، هنالك أوقات تحتمّ الاحتياط والتأنّي حتى لا يكون ذلك على حساب نموّ وصقل شخصية الأطفال. *  » عندما يعود والدك، سوف يعاقبك «  هذه العبارة تستخدمها بعض الأمهات، وهي في الحقيقة تؤدي إلى فقدانهنّ للفاعلية واعتمادهن على الاتكالية. كذلك هذه العبارة توحي بضعف الأمّ وبأنّ والده مخيف ومرعب. *  » الرجال لا يبكون «  والحقيقة أنّ البكاء جائز في مناسبات ومواقف معينّة. ومثل هذه العبارة توحي للطفل بأنّ مازال صغيرا ولم يبلغ بعد مرحلة الرجولة، ممّا قد يؤدي به إلى الميل إلى أعمال المرحلة السابقة مثل التبوّل اللّلي… *  » يجب أن تكون الأوّل دائما «  هذه العبارة قد تؤدي أحيانا إلى إحباط الطفل وتحميله مسؤوليات تتجاوز طاقته ومستواه. وهي تحمل في طيّاتها بذور المنافسة الشرسة في المدرسة ثمّ المجتمع في مرحلة لاحقة. *  » أنت بنت وهو صبيّ «  هذه العبارة مخالفة لأبسط الحقوق الإنسانية ولا تجوز إطلاقا. فهي تتنافى مع مبادئ العدل والمساواة وعدم التمييز. وفي بعض الأحيان تدفع بالوالد إلى تقليد البنات أو العكس. *  » لم أعد أتحكم في إبني  » هذه العبارة تقال على مسمع ومرأى من الأطفال، فيدركون بذلك نقاط الضعف لدى الأب أو الأم ويتعمدون تجاهلها. *  » إجلس وأسكت «  مثل هذه العبارة تعوّد الطفل منذ الصّغر على عدم إبداء رأيه. وبالتالي يكون فريسة للتواكل والخجل والإحباط. أبو مهدي-   (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 55 بتاريخ 26 مارس 2008 )

متى سيصبح التعليم في خدمة المجتمع؟

    

 
في أحد نصوصه المتميّزة وتحديدا في معرض حديثه عن كيفيّة حصول المعرفة العلميّة من خلال علاقة الشكّ باليقين ذكر الجاحظ ما يلي: »إذا أردت أن تبلغ مقدار الرّجل العالم من العلم فكن عالما في صورة متعلّم  و اسأله سؤال من يريد بلوغ حاجته منه… ». هذا الخطاب لا يصدر إلاّ عن عالم يدرك أهمّية المنهج في الوصول إلى المعرفة العلميّة و لا يرى غير السّؤال المنهجي سبيلا إلى اليقين العلميّ. لنا في هذا الإطار أن نتساءل عن مكانة المنهج في تعليمنا و عن قدرة تلاميذنا و طلاّبنا على طرح السّؤال الموصل إلى الغاية المعرفيّة. أنطلق من تجربتي الشخصيّة كمدرّس في التعليم الثانوي إلى أواخر التسعينات و كأستاذ جامعي منذ بداية الألفيّة الثالثة لأشير إلى أنّني أعيش أثناء حصّة الدّرس موقفا جنائزيّا:أستاذ يلقي خطبة و مجموعة سياسيّة من البشر تسمع و لا أقول تستمع و تحرّم على نفسها الكلام اللّهم كان ذلك خارج إطار الدّرس.تساءلت عن أسباب ذلك فوجدت الجواب في أحد الملتقيات حول التعليم كانت نظّمته الإدارة الجهويّة للتعليم بسيدي بوزيد منذ ما يزيد عن الثّلاث سنوات تحدّث فيه المتدخّلون عن كلّ شيء إلاّ عن المناهج التعليميّة. خطابات مدحيّة يقيس أصحابها نجاح التعليم بارتفاع نسب النّجاح في السنوات النّهائيّة و بانتشار المدارس في الأرياف و المعاهد و الجامعات في المدن لينتهوا إلى أنّ ذلك ليس إلاّ مؤشرا على نجاح السياسة التعليميّة  و سلامة الاختيارات في بلادنا.تصوّروا فداحة أخطاء الرسم و اللّغة التي يرتكبها طلاّب في سنة التخرّج و عقم التفكير الذي تتّصف به نسبة كبيرة منهم لتدركوا أنّ الخور لا يكمن في شخص الطّالب أو التلميذ في حد ذاته و إنّما يتجاوزه إلى طبيعة التكوين الذي تلقّاه.ماذا ينتظر من شخص تمرّ عليه سنوات دون أن يفتح كتابا أن يقدّ لم؟ هل نعلّمه منهجيّة التفكير في مستودعات يحشر فيها عدد كبير لتحشى أذهانهم بمعلومات لا رغبة لهم في تقبّلها إلاّ لأنّها تمكّنهم من تجاوز الامتحان النّهائي و الحصول على شهادة.بات التلميذ أو ربّما الطّالب أيضا، الذي لا يقبل بمبدأ » السّاعات الزّائدة » يخشى من غضب الأستاذ عليه و من تدنّي أعداده دون أن تكون له القدرة على حماية نفسه. إنّ المعلّم أو الأستاذ-ولا أقصد كلّ المعلّمين أو الأساتذة- الذي ينزّل نفسه هذه المنزلة قد تدحرج إلى مرتبة العوام ليشاركهم خطابا استهلاكيّا حول التعليم فلا يرى العلاقة بينه و بين المتعلّم إلاّ قائمة على حشو الأذهان و التلقين.ففرص النجاح-حسبه- لا تتوفّر للتّلميذ أو الطّالب إلا بقدر ما يكثّف من السّعات الزّائدة و هو نفس التصوّر الذي يحمله الولي.فما طبيعة الخطاب اليوم حول المسألة التعليميّة في بلادنا؟ و هل يمكن القول أنّ هذا التعليم في خدمة المجتمع؟ لعلّنا لا نكون مبالغين إذا قلنا أنّ أكثر الناس حديثا و تدخّلا في الشّأن التعليمي هم أكثرهم بعدا عن قطاع التعليم. فتقييم المدرّس اليوم أخلاقيّا و بيداغوجيّا يتمّ في المقاهي و الأماكن العموميّة، و هو عبارة عن جملة من الأحكام القيميّة يصدرها أولياء التلاميذ  على إثر خيبة أبنائهم في الامتحانات و عدم حصولهم على المعدّلات التي تسمح لهم بالارتقاء من مستوى تعليمي إلى آخر.الخوض في مسائل التعليم يمليه إذن هاجس البحث عن الشّهادة و الشّغل فلا يكون معنيّا بتلك المسائل إلاّ من له أبناء  تخرّجوا و هم الآن بصدد البحث عن شغل، أمّا البقيّة  فلا رأي  لها في الموضوع و لا ترى نفسها ملزمة بالحديث فيه أصلا. أمّا عن خطاب المربّي فهو خطاب أبعد ما يكون عن الخطاب النقدي الذي ينصبّ على التقييم الموضوعي لمناهج التعليم المتّبعة و البرامج التي تقدّم إلى التّلاميذ و الطّلاّب.هو عبارة عن ردّ فعل إزاء الأحكام المسلّطة عليه لأنّه لا يتصوّر نفسه إلاّ مجرّد موظّف يكافح في سبيل الحفاظ على « خبزه اليومي ». يتحاشى النّقد و التقييم خوفا من المحاسبة السياسية و من أن ينظر إليه على أنّه حجر عثرة أمام مسيرة هي موضوع إجماع من قبل الجميع.بعض مدراء المؤسسات التربويّة بدورهم غارقون في حلم الترقّي السياسي لأنّ نجاحهم يقيسونه بمدى قدرتهم على »السيطرة »على مؤسساتهم و ذلك بمنع المشاكل الإداريّة و البيداغوجيّة من الظّهور على السّطح  حتّى أنّ المدير في الكثير من المؤسسات أسقط من حسابه دوره التربوي  والبيداغوجي ليتحوّل إلى حارس و رقيب على آراء النّاس و ميولاتهم السياسيّة. تضيع في خضم هذه الفوضى العارمة و هذا التسطيح مسائل جوهريّة فننسى أنّنا مسؤولون على مستقبل أجيال و أنّ الذين هم بين أيدينا اليوم ليسوا إلاّ رجال و نساء الغد الذين سيحكمون البلاد بعد عقود قليلة.يغيب عن أذهاننا أنّ رجال الفكر و القلم هم الذين أنجزوا الثورات التاريخيّة و صنعوا نهضة المجتمعات و أنّ الشّعوب التي تسود العالم اليوم هي تلك الشعوب التي  تملك ناصية العلم و المعرفة. نحن في هذا المقال لا نبحث عن كبش فداء نحمّله مسؤوليّة تدهور هذا القطاع و لا نروم الإساءة إلى هذا الطّرف أو ذاك و إنّما تشير فقط  إلى أنّ المسؤوليّة جماعيّة وإلى أنّ المدرسة أمانة في يد الجميع سوسيولوجيّا ، نريد الإشارة إلى غياب قوّة مجتمعيّة تؤمن بأنّ مستقبلها مرتبط بمستقبل التعليم فتجعل منه مشروعها الخاصّ و مشروع المجتمع برمّته.مجتمعاتنا في حاجة إلى حركات مجتمعيّة تأخذ على عاتقها مهمّة قيادة المجتمع فتصنع تاريخه عبر صنع تاريخها لأنّ التعليم ليس شأن الدّولة وحدها أو شأن الذين يشتغلون فيه كقطاع. فرفقا بنا و بأبنائنا و بهذه البلاد حتى لا تتحوّل مدارسنا،كما قال الدّكتور سعد الدّين إبراهيم، إلى مؤسّسات تخرّج  اللّصوص وقطّاع الطّرق.   عمر الزّعفوري أستاذ باحث في علم الاجتماع                 (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 55 بتاريخ 26 مارس 2008 )

مشروع تمديد خطّ المترو رقم4 يتعثّر:

بعض أصحاب العقارات يحتجّون على ضعف التعويضات وآخرون ينتظرون صرفها.

 
لا زالت بعض العقبات تعرقل سير مشروع تمديد خط المترو الخفيف من منطقة الدندان إلى المركب الجامعي بمنوبة،  رغم تواصل أشغال الحفر ومد قنوات الماء والكهرباء والهاتف، فقد تعثّرت خطوات التنفيذ، بعد أن اصطدمت برفض بعض أصحاب ومتسوّغي المباني، التي سوف يشملها الهدم، قيمة التعويضات المقترحة من طرف شركة المترو الخفيف.  فرغم تعيين لجنة الاستقصاء والمصالحة التي تظم ممثلين عن 4 وزارات إلى جانب ممثل عن الشركة وممثل عن القضاء والتي أوكلت لخبرائها تحديد قيمة العقارات والأراضي التي سيقع استغلالها في المشروع، إلا أن شركة المترو الخفيف لم تتقيد بما حدّده الخبراء من مبالغ تعويضية في تقاريرهم. كما رفض بعض أصحاب العقارات والأراضي المبالغ المقترحة، الأمر الذي أدّى إلى ظهور تقطّعات في الأشغال بالمسلك الذي سيمدّ فوقه خط المترو، وبالإضافة إلى ذلك لا يزال البعض من أصحاب المباني ينتظرون صرف الدفعة الأولى للتعويضات المرصودة لصالحهم. هذه العوائق قد تنتهي بالتجاء شركة المترو الخفيف للقضاء قصد حمل الرافضين للتعويضات على إخلاء عقاراتهم بموجب قوانين الانتزاع للمصلحة العمومية، وهو ما قد يؤدي إلى تمديد جديد في تاريخ انتهاء الأشغال المحدد لشهر اكتوبر2008. لاستجلاء الأمر والوقوف على مطالب أصحاب العقارات والأراضي توجهت « مواطنون » إلى الشريط الحضري والفلاحي الذي يمتد على جانبي خط المترو الذي سيقع تمديده من منطقة الدندان إلى ولاية منوبة، ورغم ملاحظة استمرار أشغال الهدم والحفر التي ينفذها المتدخلون العموميون لتهيئة مسلك المترو إلا أنه يجدر بالملاحظة انقطاع الأشغال في بعض نقاط المسلك التي لم تشملها بعد أشغال التهيئة الأولية من هدم وحفر بسبب تشبّث أصحاب المباني والأراضي في تلك النقاط برفض للتعويضات المقترحة، والتي قررت إدارة المشروع تعليق الأشغال فيها إلى حين التوصل إلى اتفاق مع أصحابها.   1-تعويض أصحاب الأراضي الفلاحية  السيد فتحي.م يمتلك قطعة أرض قبالة المركب الجامعي بمنوبة شيّد على أحد أطرافها منزله، سوف يضطر إلى التفريط في جزء كبير من شريطها الحدودي لحساب خط المترو الذي  سيمر على مقربة ثلاثة أمتار من جدار منزله وقد اقترحت الشركة على السيد فتحي تعويض يقدر بـ 50دينار عن المتر المربع من الأرض، إلا انه رفض المقترح وقرر إيقاف الأشغال فوق أرضه، وقد برر السيد فتحي قراره بالقول » هذه الأرض التي قضيت أكثر من نصف عمري في خدمتها وتهيئتها ينتج الكلمتر المربع منها سنويا ما قيمته 40دينار، فكيف يريدون مني التنازل عليها لقاء 50دينار للمتر المربع الواحد منتوجا وأرضا؟ »، وحول شروط التعويض التي يتشبث بها قال السيد فتحي  » لن أتنازل عن  متر واحد من الأرض بأقل من 250دينار، كما أطالب بالتعويض عن الضرر المعنوي إذ أن الطريق الذي يتوسطه خط المترو سوف يمر على مقربة من منزلي وسوف يتسبب لي ولأفراد عائلة في إزعاج متواصل وأخطار محدقة.. » وقد لوح صاحب الأرض بتوجيه رسالة مفتوحة إلى رئيس الدولة للتظلم إليه قصد التدخل لتسوية وضعيته. وبجانب أرض السيد فتحي توجد قطعتا أرض استغلت شركة المترو الخفيف أجزاء منهما لتنفيذ مشروعها وقد أكّد أحد أصحاب الأرض قبول تعويضات الشركة بعد أن تمسك بالترفيع في قيمتها وتوسط معتمد المنطقة ووالي منوبة في ذلك وسوف يتم صرف التعويضات قبل موفى شهر افريل، حسب تعهدات الشركة. 2-تأخّر في صرف التعويضات غير بعيد عن الأراضي الفلاحية المتاخمة لمشروع مسلك المترو المزمع تهيئته، وقبالة مقبرة منطقة سيدي عمر تنتظر عائلة يحيي صرف الدفعة الأولى من التعويضات التي تعهدت الشركة بتقديمها لهم بعد أن اضطروا لإخلاء منزلين والجزء الأمامي من الحديقة التي يحتضنهما سوف يقع هدمهما لإقامة خط المترو، وقد تحدث السيد منذر يحيي عن التعويضات قائلا  » لقد قبلنا بالتعويضات التي حددها خبير المحكمة بعد وساطة من السيد والى منوبة ووعدتنا لجنة الاستقصاء والمصالحة بصرف الدفعة الأولى من ثمن المنزل قبل موفى شهر مارس، إلا أن الانتظار قد طال ولم نحصل عل شيء إلى حد الآن » . وتدخلت زوجة السيد منذر معقّبة: » لقد تعهدنا بتسليم المنزل قبل انتهاء شهر مارس وأوفينا بتعهدنا قبل ذلك التاريخ، وننتظر أن يوفي الطرف المقابل بالتزاماته   » وأضافت متسائلة:  » السؤال الذي يجب طرحه هو هل يكفي التعويض المادي لهدم منزلنا؟ ولماذا يقع تجاهل التعويض المعنوي رغم إنه الأشدّ وقعا؟. لقد قضينا سنوات طويلة ونحن نشيّد المنزل ونؤثثه وكأننا سنقيم فيه إلى الأبد..وفجأة وجدنا أنفسنا نخليه استعدادا لهدمه،(وتضيف بتأثر شديد) لقد اضطررنا إلى تكديس أثاثنا وأدباشنا في غرفة ضيقة بمنزل حماتي، وأدخلت عملية إخلاء المنزل بلبلة على أبنائنا في فترة اجتيازهم للاختبارات، ورغم ذلك لم نحصل على مجرد منحة لتسوّغ محلّ آخر قبل إتمام بناء المنزل الجديد. شقيق السيد منذر الذي أضطر بدوره لإخلاء منزله لفائدة المشروع تدخل متسائلا: » لماذا لم يقع استغلال جزء من المقبرة التي تواجه منازلنا على الجانب الآخر من الطريق؟ أما كان الأحرى بأصحاب المشروع تجنّب البنايات المأهولة  على اعتبار أن عملية نقل قبور الموتى سوف تكون أيسر بكثير من إجلاء الأحياء من منازلهم »؟.   3- تعويضات « زهيدة » قد تعرقل سير المشروع  أما في منطقة الدندان فباستثناء المساحة الأولى والتي تمتد على طول حوالي 500متر من نقطة انتهاء خط المترو، فان الأشغال في باقي المسلك تشهد تعثرا واضحا في بعض مفاصلها، حيث بقيت بعض البنايات الضخمة منيعة عن الهدم والجرف بعد رفض أصحابها ومتسوّغيها للتعويضات المقترحة من شركة المترو الخفيف والتي لا ترتقي إلى ما اقترحه خبراء المحكمة في تقاريرهم . فالسيد العربي بن على العيّاشي صاحب اكبر بناية على ناصية الطريق الذي يقع تهيئته لمرور خط المترو، يمتلك عقار يضم بالإضافة إلى محل سكناه ثلاث محلات يؤجرها للاستغلال التجاري، السيد العربي تحدث عن « غربته الطويلة التي  كابد خلالها معاناة كبيرة من أجل تحصيل ثمن بنايته، وعن تقرير الخبير الذي قدر بنايته بـ 350الف دينار، حيث قال السيد العربي: »شركة المترو الخفيف عرضت عليّ مبلغا يقل بكثير عن المبلغ الذي قدره الخبير، وتريد أن تستغل جزء من بنايتي مقابل 250الف دينار وتترك إلى الجزء الباقي خرابة ، فما الذي سأفعله بمساحة صغيرة لا تتسع لبناء منزل ضيق  » ويضيف السيد العربي: »لقد خالفت الشركة بهذا الإجراء قانون الانتزاع للمصلحة العمومية الذي يقول فصله الثالث: « البناءات التي انتزع جزء منها للمصلحة العمومية يقع شراؤها بأكملها إذا قدّم المالكون في ذلك مطلبا إلى المنتزع بمكتوب مضمون الوصول مع الإعلام بالبلوغ وذلك في أجل ثلاثين يوما من تاريخ تسليمهم الوثائق المنصوص عليها بالفصل 13 من هذا القانون ».        وتشبث السيد العربي بن على بتمكينه من تعويض لا يقل عن700الف دينار مقابل استعداده للتخلّى عن كامل المبني، وتوجه في ختام كلامه بمناشدة لرئيس الدولة للتدخل قصد تحقيق العدل وإنصافه. « أنا لست ضدّ المصلحة العامة، فلو انتزع محلّى لفائدة وزارة الصحة بغرض بناء مستشفى أو لمصلحة وزارة التربية قصد بناء مدرسة، يمكن استساغة ذلك ولو كانت التعويضات زهيدة، لكن شركة المترو الخفيف هي مؤسسة تجارية وتحقق أرباحا طائلة فلماذا لا تقدم تعويضات عادلة؟ »  لهذه الأسباب تشبث حسني بن مبروك الهاشمي متسوّغ لمحل بيع الفواكه والخضار بعدم قبوله للتعويض الذي قدمته شركة المترو الخفيف على محله، حيث يتسوغ حسني ذلك المحل منذ سنة1991،في منطقة « استراتيجية » تشهد حيوية تجارية كبرى بمنطقة الدندان. وقد قدر خبير لجنة الاستقصاء والمصالحة قيمة المتر المربع الواحد من هذا المحل ب1078748 ملّيم لتبلغ قيمة22متر مربع(المساحة الجملية للمحل قرابة 24 ألف دينار، إلا أن شركة المترو الخفيف قد اقترحت تعويضا عن المحل بقيمة 5 آلاف دينار. ويقول حسني معلقا على هذا الاقتراح: « أقل ما يقال في تعويض الشركة انه غير عادل وأنا أرفض حتى التعويض الذي اقترحه الخبير فهذا المحلّ هو باب رزق تقتات منه عائلتان وهو يدرّ عليا ربحا سنويا صافيا بقيمة1500 دينار، فكيف أتخلّى عليه مقابل هذه التعويضات الزهيدة ». ويضيف حسني « لقد تدخل السيد والى منوبة بالتوسط لترفيع قيمة التعويض إلا أن ما اقترحه لا يحقق ما اعتبره إنصافا في حقي ». وقد يحول تشبث أصحاب العقارات التي تعترض سبيل خط المترو بآرائهم إلى تعثر سير المشروع، فلم يعد أمام شركة المترو الخفيف إلا اللجوء إلى المحكمة التي سوف يكون لها قرار الحسم، كما أن تأخر صرف التعويضات لأصحاب المباني والأراضي التي تم إخلائها قد يزيد في حجم الضغوط المسلطة على الشركة.     توفيق العياشي   (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 55 بتاريخ 26 مارس 2008 )

منتدى جريدة « الوطن » ينظم ندوة حول:  المقاومة العراقية بعد خمس سنوات من الاحتلال الأمريكي

 
 
تغطية: عبد الكريم بن حميدة لعلّ المقاومة العراقية حالة فريدة في التاريخ، فهي وإن كانت تتقاطع مع مقاومات أخرى في صمودها وعنفوانها فإنها تختلف عنها في أمرين أساسيين: الأول أنها تشهد حصارا سياسيا وإعلاميا وعسكريا لم تعرفه أية مقاومة أخرى، والثاني أنها تواجه منفردة القوة العسكرية والاقتصادية الأعتى عبر التاريخ البشري في عالم أحادي القطبية. ورغم كل العقبات والمؤامرات التي تدبَّّر للإجهاز عليها، فإن هذه المقاومة ما انفكت تمشي على جرحها.. ثم تمشي… وتقاوم. ولأننا في تونس نعتبر أنفسنا جزءا من قوى الممانعة في التصدي للمشروع الأمريكي في وطننا العربي، فقد وضعنا المقاومة العراقية في أهدابنا منذ شرارتها الأولى. وكنا ومازلنا على وعي متأصل بأنها مقاومة وطنية شريفة رغم كل محاولات التضليل والتشويه التي طالتها. وفي هذا الإطار نظم منتدى جريدة الوطن ندوة بعنوان « المقاومة العراقية بعد خمس سنوات من الاحتلال الأمريكي » استضاف فيها الأخ ضياء السعدي نقيب المحاميين الشرعي والأخ ثامر العبادي الأمين العام لحزب الإصلاح العربي الديمقراطي في العراق، وحضرها الأخ أحمد الاينوبلي الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الوحدوي وجمع من المناضلين ومن المثقفين والأكاديميين، واحتضنها المقر المركزي للاتحاد بتونس العاصمة وذلك يوم الثلاثاء 25 مارس 2008. وقد تمحور النقاش حول نقطتين أساسيتين: واقع المقاومة العراقية بعد خمس سنوات من الاحتلال، وخلق الظروف الموضوعية لتوحيد قوى المقاومة العربية في مواجهة مشاريع الهيمنة والاستعمار والنهب، وتطرق الحديث إلى قضايا كثيرة تتعلق في أغلبها بهموم عربية آنية ومستقبلية. ضياء السعدي(نقيب المحاميين العراقيين): إن نقابة المحامين العراقيين قد وقفت ضد الاحتلال الأمريكي بوصفه عدوانا وغزوا لدولة العراق أدى إلى فقدانه السيادة والاستقلال، وقد اعتبر مجلس الأمن الحرب على العراق احتلالا قامت به الولايات المتحدة وبريطانيا اللتان تعتبران دولتي احتلال. وهذا الوصف يرتب آثارا قانونية دولية من أبرزها حق شعب العراق في المقاومة السياسية والعسكرية من أجل إنهاء التواجد العسكري الأمريكي والمتعدد الجنسيات على أرض العراق، حيث لا يمكن تصور امتلاك الإرادة والقرار الوطني مع استمرار وجود الاحتلال. إن المقاومة تستهدف الوجود العسكري الأمريكي الذي تطور نوعيا وكميا وحاول وما يزال تشويه المقاومة عبر اتهامها بالإرهاب. ونحن ندرك أن الاحتلال يسعى إلى تدمير الهوية العربية للعراق والسيطرة على الثروة النفطية العراقية وتمكين الصهاينة من الاستفراد بالمنطقة. وهذه الأسباب مجتمعة هي التي تفسر قرارات بريمر التي حلت كل الأجهزة والمنضمات والجمعيات، بل حتى شرطة المرور وقع حلها، وكل هذا أدى إلى إنهاء مقومات الدولة، فلا وجود اليوم لدولة في العراق المفهوم المألوف للمصطلح، وإنما كل شيء يتم وفق أساس طائفي، حيث الميليشيات الطائفية والمجموعات المسلحة تقوم حتى بدور القضاء خارج القانون، كما أن المحامي يجد صعوبات جمة في ممارسة مهامه. في العراق اليوم الجميع معرض للموت، والجثث ملقاة في الشوارع، والخدمات الأساسية منعدمة، والسنوات الدراسية لا تكتمل، والتعذيب يمارس على نطاق واسع دون رادع، ولذلك فنحن نقول إن العملية السياسية فشلت في كل جوانبها، كما أن الاحتلال لم يلتزم باتفاقيات جنيف مما خلق حالة من الفوضى الشاملة، ومن هنا فإن المقاومة العراقية التي هي حق مشروع تعد حركة وطنية سياسية ومسلحة، وهي تتشكل من عدة فئات إسلامية وقومية وغيرها، وهي حالة شاملة لا تقتصر على السنة وحدهم فهذه كذبة أمريكية غرضها إظهار أن جزءا من الشعب العراقي مع الاحتلال وجزءا ضده. إن المقاومة العراقية حقيقة ثابتة تمارس على امتداد أرض العراق، ومؤخرا شهدت تطورا نوعيا في استهداف الوجود العسكري الأجنبي والمتعاونين معه. وإذا كان بعضهم ينفي وجود مقاومة فإننا نسأله: من الذي قتل أربعة آلاف جندي أمريكي؟ إن من ينفي وجود مقاومة فاقد للبصر والبصيرة معا. أما الإرهاب فهو يمارس من الأجهزة الحكومية ومن الموساد والعصابات المسلحة والجريمة المنظمة والشركات الأمنية. ثامر العبادي (الأمين العام لحزب الإصلاح العربي الديمقراطي): يضم حزبنا الذي تأسس بعد الاحتلال شخصيات وطنية وقومية، وهو ذو مرجعية قومية، ولقد شخّصنا مبكرا مواضع الداء وأهداف الاحتلال، وقلنا إنه يهدف إلى أمن « إسرائيل » والاستحواذ على نفط العراق لأن النفط اليوم لم يعد مجرد سلعة سياسية أو اقتصادية بل عسكرية أيضا. ولأنه مادة ناضبة فقد أصبح أحد مراكز الهيمنة الاستعمارية، وهذا هو سر اهتمام أمريكا بهذه الطاقة. ونحن في حزب الإصلاح أيّدنا ومازلنا نؤيد المقاومة العراقية، ومواقفنا معلنة على صفحات جريدتنا (الوحدة العراقية)، ونحن نعتقد أن المقاومة العراقية عبارة عن تجمع وطني كبير بشقيه السياسي والعسكري، فبالإضافة إلى الفصائل المقاتلة هناك شخصيات وأحزاب وطنية ورجال فكر ودين وشيوخ عشائر، وهؤلاء جميعا يمثلون الحاضنة الحقيقية للمقاومة. وحزبنا عضو في المؤتمر التأسيسي العراقي الوطني الذي يضم عددا من الشخصيات الوطنية والأحزاب السياسية والتجمعات العشائرية، ويضم كذلك هيئة علماء المسلمين التي وقفت مواقف وطنية معادية للاحتلال منذ اللحظات الأولى ودعمت المقاومة. إننا نرفض الإرهاب وندينه ونعتبره من فكر المحتل الذي يسعى به إلى تشويه المقاومة الوطنية، كما أننا نرفض الطائفية والتقسيم ونتمسك بوحدة العراق، وفي الوقت نفسه نأمل من إيران المستهدفة كالعراق أن تقدم المساعدة للشعب العراقي في كفاحه العادل من أجل طرد المحتل. أحمد الاينوبلي (الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الوحدوي): أعتقد أن المقاومة العراقية حالة فريدة في التاريخ المعاصر، وهي قد أظهرت صلابتها وتماسكها في كل المراحل التي مرت بها، ونحن إذ نقف إلى جانب هذه المقاومة الباسلة وقوفا غير مشروط، فلأننا نعتبر ذلك واجبا قوميا نابعا من مرجعيتنا العروبية ومن إيماننا المطلق بأن الحاضنة الحقيقية للمقاومة يجب أن تكون على امتداد خارطة الوطن العربي الكبير، كما أننا نقف بكل ما أوتينا من قوة ومن إمكانات ضد المحاولات الرامية إلى تفكيك العراق وتشويه نسيجه الاجتماعي بسموم الطائفية. ولقد كنا على يقين منذ بداية الغزو أن الأهداف المعلنة للإدارة الأمريكية غير الأهداف الحقيقية ممثلة في السيطرة على النفط وإخراج العراق من معادلة الصراع العربي الصهيوني، وكنا ومازلنا على ثقة بأن المقاومة هي الطريق الأوحد لطرد الغزاة. ونحن نقول بإيمان راسخ: نعم للمقاومة في كل مكان من الأرض العربية، لكن بعقل عربي ولغايات عربية. ونحن نعتقد أن إيران تمارس دورا سلبيا جدا فوق أرض العراق، وهي تلتقي مع المشروع الأمريكي وتهدف إلى إضعاف العراق والهيمنة عليه من خلال الأحزاب العميلة لها والميليشيات التي استهدفت الطيارين العراقيين والوطنيين الغيورين والأكاديميين المرموقين وكل الشخصيات التي تناهض الوجود الإيراني في العراق. عبد الكريم عمر (رئيس تحرير جريدة « الوطن ») بإيجاز أقول إننا في الاتحاد الديمقراطي الوحدوي على يقين أن المقاومة في العراق حقيقة لا يرقى إليها الشك رغم كل محاولات التضليل التي تمارسها أجهزة المحتل وعملائه بغرض تشويه صورة المقاومة، وإظهار محدودية انتشارها وعزلها، وإظهار رضا العراقيين بالاحتلال. إن كل هذه الأساليب لا تنطلي، ونحن منتصرون للمقاومة بلا تحفظ ومنتصرون للقيادة الشرعية في العراق، ونعتبر أن الحكومات المتعاقبة منذ الاحتلال عميلة. وحتى نُجْهز على الاحتلال وأعوانه في كل مكان فإننا ندعو إلى وحدة الفعل المقاوم لأن الطوفان فاض على كل الخنادق، وغبيّ من يبقى متخندقا وهو يواجه كل هذه التحديات. عبد الله الجابري: لقد سقطت مفاهيم كثيرة منذ الغزو الأمريكي للعراق، لم تعد فلسطين وحدها هي القضية المركزية، اليوم في كل قطر عربي قضية مركزية. وباختزال فإن القضية المركزية هي الوجود القومي العربي، وصراعنا اليوم لم يعد مع الصهاينة وحدهم وإنما هو أشمل. إنني مع المقاومة في كل أرض عربية، ولكنني أسأل، على أي طرف تراهن المقاومة في العراق؟ منير السعيداني (كاتب وباحث) نوجه تحية شكر إلى الاتحاد الديمقراطي الوحدوي الذي ما فتئ يوفر لنا فرصة لمقاومة التطبيع وإسناد العراق ولبنان وفلسطين وكل حركة مقاومة على الأرض العربية، وندعو إلى أن يعمل الجميع على ألا يكون العراق وحده ساحة مقاومة بل أن يتحول الجميع إلى صدى لهذه المقاومة حتى تقودنا في اتجاه النصر. وعلى القيادات أن تقتنع أن اشتراطات الواقع هي التي تفرض الوحدة، وأننا اليوم أمام فرز جديد يضم معسكرين فقط، وهذا الأمر من شأنه أن يجعل الهدف أوضح والخطوات أثبت والأعداء في حالة تقهقر. وعلينا اليوم العمل بكل إصرار على وحدة فصائل المقاومة لتأمين شروط التحرير، وعلينا دفع الارتباط بين العروبة والإسلام كتصورات سياسية لا إيديولوجية والارتقاء عبر كل ذلك إلى حالة وعي تاريخي شاملة وفاعلة. أحمد الكحلاوي: كنا ومازلنا دائما على العهد في دعمنا للمقاومة ولوحدة العراق، بل إننا نعتبر أنفسنا جزءا من المقاومة التي تدافع عن شرف الأمة وكبريائها، ونحن نأمل في وحدة قوى الممانعة عبر إنجاز مؤتمر لاختيار قيادة موحدة للمقاومة شعارها « الجهاد والتحرير ». ضياء السعدي: المقاومة في العراق تراهن على شعب العراق لأن أغلب الأنظمة العربية عاجزة عن التمرد على السياسات الأمريكية. صحيح أن المقاومة العراقية محاصرة وهي في حاجة إلى أفق سياسي وجغرافي داعم، ولا بد من عقد مؤتمرات لمساعدتها. وقد طالبنا من اتحاد المحامين العرب البحث في سبل دعم المقاومة والنظر في عدم مشروعية الاحتلال قانونيا، ونحن نرى أن المقاومة في تصاعد رغم كل ما تسمعونه، ولكننا نتساءل من سيملأ الفراغ في حالة الانسحاب؟ يجب البحث في هذه المسائل من قبل القوى الرافضة للاحتلال. إن قانون اجتثاث البعث الذي استصدره بريمر بإيعاز من الصهيونية العالمية كان يستهدف اجتثاث الفكر القومي، كما أن مشروع الشرق الأوسط الكبير يستهدف الجميع فلماذا لا نخلق ردا تاريخيا وحدويا؟ لماذا لا نعمل من أجل توحيد القوى العربية المناهضة لأمريكا والصهيونية؟ ومن أجل كل هذا علينا العمل على تطوير أساليبنا في مواجهة أعدائنا. ثامر العبادي: المقاومة العراقية لا حاضن لها، وبمواقفكم وإيمانكم وصدقكم فإنكم تحتضنونها، ونرجو أن تُشيعوا أخبارها وتدعموها. أحمد الاينوبلي: بعد احتلال العراق من الضروري مراجعة المفاهيم ورسم الخط بوضوح وإزالة كل الخلافات، ونحن نرى أن حديث الضيفين العراقيين يلتقي مع مبادرة الحوار القومي التي أطلقناها في الاتحاد الديمقراطي الوحدوي، إذ تهدف إلى إزالة المتاريس من قبيل البعثية والناصرية وغيرهما، وأن يكون الفعل حاضنا لكل حركة ممانعة لا سيما أمام تزايد التحديات والمخاطر. ولدينا ما يكفي في الفكر القومي من غزارة لإنضاج رؤية واحدة على أساس قواسم مشتركة دون الدخول في خلافات إيديولوجية. إننا ندعو إلى توحيد الجهود لخلق أداة عربية واحدة والنهوض برؤية مجددة لتكوين جبهة مقاومة موحدة قادرة على مواجهة أعداء الأمة في الداخل والخارج.   –          نعم للمقاومة في كل مكان من الأرض العربية… لكن بعقل عربي ولغاية عربية. –          ندعو إلى وحدة الفعل المقاوم لأن الطوفان فاض على كل الخنادق. –          علينا دفع الارتباط بين العروبة والإسلام والارتقاء إلى حالة وعي تاريخي بخطورة التحديات. –          المقاومة العراقية في تصاعد… وهي في حاجة إلى أفق سياسي وجغرافي داعم. –         المقاومة العراقية حقيقة ثابتة تمارس على امتداد أرض العراق… ويشارك فيها كل أبناء العراق.
 الوطن(لسان حال الإتحاد الديمقراطي الوحدوي) العدد 29 الصادر في 4 أفريل 2008 

بسم الله الرحمان الرحيم 
 تونس في 2008/04/05   والصلاة والسلام على أفضل المرسلين 
 بقلم محمد العروسي الهاني
 مناضل كاتب في الشأن التونسي و العربي والإسلامي الرسالة رقم 430 على موقع الحرية

لمسة وفاء في ذكرى وفاة الزعيم بورقيبة كيف رفض العرب مبادرة بورقيبة وفوتوا فرصة السلام ثم ندموا عنها ؟

 

في مثل هذا اليوم 6 أفريل 2000 منذ ثمانية أعوام رحل الزعيم الخالد الحبيب بورقيبة رحمه الله عن دار الدنيا وانتقل إلى جوار ربه وترك ارثا عظيما ورصيدا هاما وبصمات لا تمحى وانجازات كبيرة ومواقف خالدة… فقد ضحى الزعيم الراحل بشباب وصحته وراحته وحياته وافنى عمره من أجل قضية وطنه الكبرى، قضية السيادة والحرية والاستقلال وتركيز الدولة العصرية وعاش السجون والمنافي والأبعاد والغربة والجوع والعطش والحرمان بدلا من الراحة واللذة والمال والشهوات وبهرجة الحياة ومتعة الدنيا بما وفره له علمه وشهائده العليا في وقت تندر فيه شهادة الحقوق التي احرز عليها التي خولت ممارسة مهنة المحاماة منذ سنة 1927… وعوض ان ينتهج هذا السبيل مثل غيره من المثقفين اختار طريقا آخر طريق النضال والصبر والتضحية والتفاني والكفاح من اجل استعادة حقوق شعبه المسلوبة…من اجل السيادة والحرية والاستقلال وإعادة الكرامة البشرية لشعبه… وقد انخرط الزعيم الراحل صحبة عدد من الشبان المثقفين في حزب التحرير 1933 ثم تدرّج في العمل السياسي الطويل واكتشف في لقاء شعبي باحرار قصر هلال في 3 جانفي 1934 في دار بن عياد انه خطيب ومؤثر وموهوب من الله في الخطابة… وسار على هذا الدرب الطويل بعد مؤتمر 2 مارس 34 بقصر هلال وواصل النضال الشاق وتحمل السجون والمنافي في الجنوب الشاق وتحمل السجون والمنافي في الجنوب والصحاري من يوم 3 سبتمبر 34إلى آخر اعتقال 18 جانفي 1952… المحنة الثالثة الذي سماها الربع الساعة الأخير…  وبفضل هذه الروح النضالية العالية والصمود القوي والاعتقاد العميق بشرعية القضية الوطنية بفضل عمق الوعي والنضج الوطني الذي أصبح عليه الشعب التونسي فهم المستعمر الفرنسي قوة هذا الحزب والتفاف الشعب حوله فحاول عديد المرات ضرب الحزب وأبعاد قادته وإخماد نشاط وصوت الحزب ولكن وعي المناضلين والمناضلات وشعور الشعب التونسي بالكرامة والاستقلال حال دون جبروت المستعمر وهذا في حدّ ذاته نصر مبين على الخصم آنذاك… وتحقق النصر المبين وجاء الاستقلال الداخلي كمرحلة أولى في غرة جوان 1955 بعد اعتراف منداس فرانس رئيس حكومة فرنسا يوم 1954-07-31 ثم تلاه الاستقلال التام بعد 9 أشهر فقط في 20 مارس 1956 بعبقرية الزعيم بورقيبة قائد سابق لعصره وفي محطات تاريخية هامة وروزنامة محددة وخطة مدروسة واضحة ثم في خلال 9 أشهر من 20 مارس 1956 إلى ديسمبر 1956 ثم تشكيل اول حكومة في عهد الاستقلال برئاسة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة بعد يومين تمت تونسة إدارة الأمن الوطني في 18 أفريل 1956 فالإدارة الجهوية 24 جوان 1956 الولاد والمعتمدين… ثم إحداث سلك الحرس الوطني 6 سبتمبر وقبلها  الإقدام على أكبر مشروع تشريعي هام يتعلق بإصدار مجلة الأحوال الشخصية وتحرير المرأة في 13 أوت 1956 … وهو أعظم عمل في العالم العربي انجز لفائدة المرأة… وهو انجاز متقدم على العصر بشجاعة ونظرة عميقة لفمهوم حرية المرأة في نظرة القيادة وهو الرهان الاول في حياة حكومة الاستقلال بالمنهجية الصحيحة لمفهوم الحرية الايجابية الفاعلة والجريئة والتي أبهرت  العالم و تلتها احداث نواة الجيش الوطني في 24 اكتوبر 1956 وبعدها جاءت تونسة الديوانة… حقا كانت ثورة شاملة وكاملة في ظرف وجيز للغاية وفي فترة عصيبة لم تخل من الخلافات والهزات والأزمات من جهة والصعوبات المادية والبشرية التي تركها الاستعمار من جهة اخرى. وبعد تركيز أسس الدولة العصرية إعلان الجمهورية يوم 25 جويلية 1957 وإلغاء نظام البايات وانتخب المجلس التأسيسي بالإجماع الرئيس الزعيم الحبيب بورقيبة رئيسا للجمهورية التونسية ولأول مرة في التاريخ تصبح تونس جمهورية ويصدر دستورها في غرة جوان 1959 وهو من أبرز وأرقى الدساتير العربية … وواصلت حكومة الاستقلال دعم اركان الدولة وبناء المؤسسات الدستورية وعملت على انجاز العهد لتصفية البلاد وتخليصها من بقية الرواسب الاستعمارية المتمثلة في الجلاء العسكري…وفعلا تم الجلاء لآخر جندي فرنسي يوم 15 اكتوبر 1963 عن قاعدة بنزرت والجلاء الزراعي يوم 12 ماي 1964 وهو تاريخ احتلال تونس من طرف الاستعمار الفرنسي وتم البناء الشامخ السياسي والحمد لله بكفاح مرير دام حوالي 30 سنة (34 إلى 64) …30 عاما لبناء تونس سياسيا…اما المحطات التاريخية والرهانات البارزة التي حققتها حكومة الاستقلال بقيادة الزعيم الراحل فيمكن إبرازها في محاور هامة وبارزة : المحور الاول أو الرهان الاول التعليم ونشره في المدن والقرى والأريضاف وإجباريته وتعميمه والمساواة بين الذكور والإناث وهو اكبر ثروة تجني ثمارها تونس من التعليم والتونسي غزى العالم بالعلم و شرف الوطن بالعلم. الرهان الثاني التنظيم العائلي بنظرة متقدمة لكسب رهان المعركة الاقتصادية والتوازن الأسري وانعكاساته ظهرت وبرزت اليوم ايجابيا على بلادنا ولولا هذا الوعي البورقيبي لأصبحت تونس اليوم 20 مليون نسمة أو أكثر……؟ الرهان الثالث الوحدة الفومية الصماء والقضاء على العروشية والعنصرية والجهوية ولم شمل الشعب في وحدة وطنية صماء تشعر شعورا واحدا في السراء والضراء وعند الشدائد والهزات والأزمات والانتصارات والمسرات من بنقردان إلى طبرقة. الرهان الرابع رعاية صحة الانسان وشمولية المعالجة التي كانت في البداية مجانية وشاملة وكان التلقيح شاملا ومجانيا ودوريا في المدينة والريف ورهان الصحة هو اكبر رهانات بورقيبة. و الشعب إلى اليوم يتحدث على هذا الرهان. الرهان الخامس ثوابت الديبلوماسية التونسية واشعاعها في المحافل الدولية وعدم تدخلها في الشؤون الداخلية للدولة وعدم تدخلها في الشؤون الداخلية للدولة ومصداقيتها في معالجة القضايا بعيدا عن المجاملات والعاطفة ومواقفها الثابتة جلبت لها الاحترام من ذلك الموقف الخالد من قضية الاعتراف بموريتانيا الشقيقة رغم احراج المغرب آنذاك لولا ذكاء الزعيم. الرهان السادس نحت مجتمع متوسط مسالم يسعى إلى النهوض والتقدم والازدهار والرقي ويعمل بكدّ يمينه وبسواعده وبفكره وبذلك استطاع فرض وجوده وتألقه واشعاعه بالمادة الشخماء والعلم الرهان العظيم الذي حظي برعاية الزعيم … الرهان السابع تطوير العقلية السياسية والقطع مع كل اشكال الوراثة في دفّة الحكم بتطوير الدستور الذي جعل الخلافة بعيدة عن الإرث السياسي وهذه حسنة بارزة لم نعطيها حقها طيلة حياة الزعيم الراحل الذي كان دوما حريصا على إرساء الديمقراطية داخل الحزب الحاكم ولم يفكر في توريث ابنه الحبيب بورقيبة الابن لأنه رجل قانون….؟ الرهان الثامن إصدار مجلة الأحوال الشخصية يوم 13 أوت 1956 وغامر الزعيم بهذا القرار الرائد بعد الحصول على الاستقلال بخمسة أشهر وقرار الزعيم أعطى مكاسب وحقوق نصف المجتمع المراة التونسية وكان الرئيس بورقيبة هو أول رئيس دولة عربية واسلامية يبادر برعاية نصف المجتمع في التعليم والشغل والوظائف والمسؤوليات وبدون منازع هو محرر المراة. الرهان التاسع عناية الزعيم بكرامة الإنسان ودعم التشغيل وفتح أبواب العمل أمام أفواج كبيرة وهائلة من المواطنين والشبان وقد كان هاجس التشغيل من اولاويات بورقيبة والمؤسسة التي طاقتها 8آلاف موطن شعل يأمر بإضافة 3 آلاف مثل الشركة الوطنية للسكك الحديدية والمهم عند الزعيم تحقيق فرصة للحياة لأبنائه وبناته في العيش بكد اليمين… الرهان العاشر كرامة الإنسان التونسي في السكن وقد أذن منذ السنوات الاولى من الاستقلال ببناء آلاف المساكن الشعبية والضحاوية والتعمير وكل أنواع المساكن التي شيّدت وزعها على المواطنين بأثمان ضئيلة ورمزية حتى بلغت في صنف شعبي 500 دينار المسكن ودفع 7 دنانير في الشهر وقبل عام 1983 فكر في القضاء على الأكزاخ والمساكن البدائية وأقر مشروعا هاما لإزالة الأكواخ وكانت هذه الأمنية الغالية للزعيم هذا هو رهان صاحب الكرامة… الرهان الحادي عشر حرص على حفظ صيانة تونس ومناعتها وحسن الجوار مع الدول المجاورة وعدم التسلح ولم يعطي قيمة للستلح حتى آخر حياته… وفضل بناء المدارس والمعاهد على ميزانية الدفاع الوطني حتى إن أحدهم عاتبه و القذافي لامه… الفرصة التاريخية للسلام : وخير ما أختم به هذه الشهادة التاريخية والتنويه الخالص لزعيم فذّ رحل علينا وبقيت بصماته وذكراه وانجازته تشهد عليه في المشرق والمغرب وعند الأجانب…قلت خير ما اختتم به الحديث عن بورقيبة وعن مبادراته التاريخية هي الفرصة النادرة والمبادرة الضائعة والفرصة التاريخية التي فرّط فيها العرب جميعا يوم 3 مارس 1965 في اريحا بلفسطين …فرصة الخيال السلمي العظيم المرحلي بشرعية دولية قوية وموقف عربي قوي لحفظ ماء الوجه وتلك من أبرز حكمه وبعد النظر لقائد عربي لم يفهمه الأشقاء آنذاك …رحمه الله الفقيد والزعيم الخالد الذي قال عنه سيادة الرئيس زين العابدين بن علي يوم التأبين والوداع الأخير يوم 8 أفريل 2000 بروضة المنستير أن الزعيم الراحل أثر في حياتنا اليومية وفقدنا فيه رجل الدولة المسؤول والزعيم الاول والخالد إلى جنة الخلد إن شاء الله وأثابكم الله على ما قدمتموه لشعبكم الوفي والله أكبر « وانا لله وإنا إليه راجعون » قال الله تعالى : »إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون » صدق الله العظيم قال الله تعالى : » هل جزاء الإحسان إلا الإحسان » محمد العروسي الهاني  


تنامي الحركات التبشيرية في المغرب العربي يثير المخاوف والجدل

تونس – رشيد خشانة
 

لئن شكل تنامي حركات التنصير في الفترة الأخيرة قاسما مشتركا بين بلدان المشرق والمغرب العربيين، فإن الظاهرة ارتدت طابعا أكثر دراماتيكية في المغرب العربي بالنظر للتجانس الدّيني والمذهبي السائد في أربعة من بلدانه الرئيسية على الأقل.

 

ففي المغرب والجزائر، كما في تونس وليبيا، لا وجود لأقليات مسيحية منذ غادر المستوطنون الأوروبيون المنطقة في أعقاب نيل بلدانها الاستقلال بين 1952 و1962. ويسود المذهب السُـني المالكي بشكل مطلق في المغرب العربي منذ الفتح الإسلامي، وخاصة منذ أن عمّـمه الإمام سحنون بن سعيد، المدفون في مدينة القيروان.

 

من هذه الزاوية، أحدث اكتشاف شبكات تبشيرية في المنطقة « خضّـة » في عقول كثير من الناس العاديين، لأنه أحالهم على سجل التحدّيات الدّينية، التي فُرضت على الأجيال السابقة خلال الفترة الاستعمارية، وكانت « الهجمة الصليبية »، التي تزامنت مع احتفال رجال الدّين الفرنسيين بذكرى مرور قرن على احتلال الجزائر في سنة 1930 ومرور نصف قرن على احتلال تونس في السنة الموالية، ألهبت مشاعر المسلمين وأعطت دفعة قوية للحركة الوطنية في البلدين.

 

 وتعتقد شخصيات إسلامية تونسية، أن التحدي الذي تُجابهه الهوية الدّينية للمغاربيين بشكل خاص، لا تقل عن تحدّيات الثلث الأول من القرن الماضي، بسبب الدور الذي تلعبه العولمة في تفكيك العلاقات الروحية وهزّ مناعة المجتمع و »خاصة في ظل سَـطوة الفضائيات وما تحمله من قِـيم وافدة، سرعان ما تستهوي الشباب ».

 

واستدل عُـضو في « المجلس الإسلامي الأعلى » (هيئة رسمة أنشأت عام 1988)، فضل عدم الإفصاح عن هويته، بالكشف أخيرا عن جماعة « عبدة الشيطان »، الذين ضبطتهم أجهزة الأمن التونسية في يونيو الماضي في أحياء مختلفة من العاصمة تونس، بينما كانوا يمارسون طقوسهم في سرية تامّـة على أنغام موسيقى « الهارد روك » الصاخبة، واعتبر تلك الحادثة، رغم أنها الأولى من نوعها، « تهديدا لوحدة البلاد الروحية وتقويضا لأحد أركان هويتها »، وذهب إلى حد القول أن ظهور مذاهب ونحل متناحرة، هو الخطوة الأولى التي تسبق دقّ إسفين في جدار الانسجام الدّيني والمذهبي، الذي ميّـز المنطقة المغاربية عن المشرق وجعلها الأكثر استقرارا منذ زوال الدولة الفاطمية (شيعية) من المهدية (200 كيلومتر جنوب العاصمة تونس) سنة 945 للميلاد.

 

 كاثوليك وبروتستانت

 

ومثلما كان الشبان السبعون، الذين اعتُقلوا في الربيع الماضي في تونس للإشتباه في انتمائهم لجماعة « عبدة الشيطان »، من طلاب الجامعات والمعاهد الثانوية، لُـوحظ أن أعمال التبشير التي تزايدت في الفترة الأخيرة، استهدفت الشريحة الاجتماعية نفسها.

 

غير أن مصادر مطّـلعة على شؤون الدِّيانة المسيحية أكدت لسويس أنفو وجود فوارق جوهرية بين تعاطي الكاثوليك والبروتستانت مع هذه المسألة الدقيقة والملتهبة.

 

فإذا كان الكاثوليك ينفُـون بشدة إقدامهم على تنصير شبان تونسيين، لأن الكنيسة الكاثوليكية لا تُـبدي حماسة لانضمام الآتين من دِيانات أخرى إليها وتضعهم في الاختبار طيلة سنتين، « أملا بتبريد حماستهم »، على ما قالت تلك المصادر، فإن الأوساط البروتستانتية تقوم بحملات مكثفة لحمل الشبان المغاربيين على اعتناق المسيحية، مستخدمة كل الأسلحة المُـمكنة من حِـصص التلقين والتبشير، إلى الكُـتب والمطبوعات باللغة العربية، التي تُسلم باليد أو تُرسل بالبريد، إلى فتح الكنائس في وجوههم أيام الآحاد، وصولا إلى تسهيل مسار التعميد الذي قد لا يستغرق أكثر من أربع وعشرين ساعة.

 

وشكا هنري تيسيي (فرنسي)، كبير الأساقفة الكاثوليك في الجزائر من دور البروتستانت مُحملا إياهم المسؤولية عن تدهوُر العلاقات بين الكنيسة والسلطات الجزائرية من دون أن يُسميهم، وقال تيسيي في تصريحات أدلى بها في وقت سابق من الشهر الجاري، إن زيادة نشاط المسيحيين التبشيريين في الجزائر، ذات الغالبية المسلمة، أدّت إلى « مصاعب خطرة »، تحدث بصورة دورية للكاثوليك، « على الرغم من أن الكنيسة شرحت بوضوح أنها غير ضالعة في ذلك »، وعزا بوضوح تشنّـج العلاقات إلى « الحرب ضد التبشير الذي تمارسُـه جماعات تبشيرية »، حسب تعبيره، ومضى قائلا « إن المبشّـرين وصلوا للجزائر، وأول من عانى نتيجة لأفعالهم هم الكاثوليك ».

 

شرارة الخلاف

 

وكانت الشّـرارة التي أشعلت نار الخلاف الأخير بين السلطات الجزائرية والكنيسة، إقدام الراهب الفرنسي بيير واليز على إقامة مراسيم الصلاة بمسيحيين في مدينة مُغنية، غرب الجزائر القريبة من الحدود مع المغرب، وهي منطقة لا يُسمح فيها بممارسة الشعائر الدّينية غير الإسلامية، والمسيحيون الذين صلّـى بهم هم كاميرونيون مهاجرون بصورة غير شرعية كانوا يقيمون في أخدود، على الحدود مع المغرب، وهم جزء من تجمع من الغانيين والنيجيريين زارهم رهبان كاثوليك في المنطقة على مدى سنوات.

 

وأدانت محكمة جزائرية واليز وقضت بسجنه سنة واحدة مع وقف التنفيذ، وهو الحُـكم الذي استأنفته الكنيسة. واستند قرار المحكمة على قانون صدر قبل عامين، وحدّد مكان إقامة العبادات غير الإسلامية في مبان محددة توافق عليها الدولة. وكانت السلطات الجزائرية طلبت خلال شهر نوفمبر من العام الماضي من رهبان برازيليين من طائفة « سلام »، مغادرة البلاد في غضون أسبوعين، بعدما اتّـهمتهم بتجاوز القوانين، ثم عدلت عن الإجراء استجابة للمساعي التي قام بها السفير البرازيلي لديها.

 

ويمكن القول أن القانون الذي سنّـته الجزائر في 26 فبراير 2006، جاء ردّا على تنامي الحركات التبشيرية، وبخاصة في منطقة القبائل، التي اعتنق بعض سكّـانها المسيحية، ما تسبّـب في احتكاكات بين أبناء القرية الواحدة. وبموجب القانون الجديد، يُعاقَـب كل من يُغري المسلم لتبديل دِيانته أو يُشجعه على ذلك، بالسجن من سنتين إلى خمس سنوات وبغرامة تراوح بين خمسة آلاف وعشرة آلاف يورو، كذلك حظَـر القانون إقامة الشعائر غير الإسلامية خارج الأماكن المُخصصة لذلك.

 

وحذرت الصحافة الجزائرية، وبخاصة الناطقة بالعربية في مناسبات عديدة، من اتِّـساع ظاهرة التبشير، لكن رجال الدّين المسيحيين قلّـلوا من شأنها، وقال مصطفى كريم، رئيس الكنيسة البروتستانتية الجزائرية في تصريح لصحيفة « الوطن » (الناطقة بالفرنسية) عن « عجبه من انزعاج 32 ألف مسجد من 32 طائفة مسيحية صغيرة في الجزائر »، على حدّ قوله، مؤكِّـدا أن « من يقوم بالتبشير، هي الجماعات الإسلامية »، لكن صحيفة « لوموند » الفرنسية اعترفت في تقرير لموفدها إلى الجزائر نشرته يوم 28 فبراير الماضي، أن نشاط الإنجيليين حقيقي في البلد، وأنه يثير قلق الأهالي الذين يصدمهم ارتداد بعض معارفهم عن الإسلام في قُـرى صغيرة، حيث يعرف الناس بعضهم البعض ».

 

وعلّـق المراسل، الذي حجبت الصحيفة اسمه قائلا، إن الجزائريين « يشعرون أن الحاجز الذي يمثله الإسلام، يتعرض للهجوم »، ولعل ما يدل على تنامي عدد مُعتنقي المسيحية في البلد، أن إحصاءات رسمية حديثة أظهرت أن هناك حوالي عشرة آلاف مسيحي في الجزائر ومنهم (بعضهم يعيش خارج البلاد)، عِـلما أن تِـعداد السكان الإجمالي يصل إلى 33 مليونا.

 

وعزا بوعبدالله غلام الله، وزير الشؤون الدّينية الجزائري تزايد البروتستانت إلى « مؤامرة من الأوساط المسيحية المُتصهيِـنة في الولايات المتحدة الأمريكية تستهدف الجزائر »، مؤكِّـدا أن رجال الدّين البروتستانت يعِـدون من يُقنِـع جزائريا بالتخلي عن الإسلام واعتناق المسيحية، بمكافأة مقدارها 5000 يورو، وعبّـرت جمعية العلماء الجزائريين عن موقف مماثل، فيما اتّـهم غلام الله الإنجيليين بالعمل على تكوين أقلية دينية، لكي تكون ذريعة لاستدعاء الحماية من الخارج.

 

وفي هذا السياق، بادرت بعض الفعاليات المدنية والسياسية، إلى وضع ملف كامل على مكتب الرئيس بوتفليقة، بُـغية إقناعه بالتدخل لتحصين البلاد من تلك الحملات المنظمة. وحذّرت الفعاليات من استثمار بعض الجهات للظروف الاقتصادية والاجتماعية العسيرة، التي تمرّ بها بعض المناطق في الجزائر، وأتت تلك المبادرة في أعقاب إقدام السلطات الجزائرية على ترحيل القس هيوغ جونسون، على خلفية إدارية، مما دفع نشطين مسيحيين إلى الترويج لما أسموه بالتضييق الذي تتعرّض له الحريات الدينية.

 

وكان هذا الملف مَـحل تشاوُر بين السلطات الجزائرية ونظيرتها الأمريكية، بمناسبة زيارة ديفيد وولش، مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى الجزائر في وقت سابق من العام الجاري، وهو ما دفع وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله إلى التأكيد أن نشاط التبشير الجاري في الجزائر حاليا، لا علاقة له بقرار طرد رئيس الكنيسة البروتستانتية السابق القس هيوغ جونسون، الذي طلبت منه وزارة الداخلية الرحيل بعد انتهاء مدة إقامته في الجزائر.

 

 عشرة مسيحيين في اليوم؟

 

وأفادت جريدة « الرياض » السعودية في معرض حديثها عن التنصير في الجزائر، أن الأرقام تتحدّث عن عشرة جزائريين يتنصّـرون يومياً، وأكدت أن هذا المدّ الإنجيلي لا يحدث من فراغ، بل « يقع بتوجيه مباشر من قِـبل لجان مختصّـة عالمية، أبرزها لجنة في الكونغرس الأمريكي أقامها المحافظون الجدد »، غير أن مونسنيور تيسيي أكد خلال تحقيق أجرته الإذاعة الجزائرية العمومية حول « ظاهرة التنصير »، أن الجزائر ليست البلد الوحيد المعني بالحركة الإنجيلية، مشيرا إلى أن « أتباع الكنيسة الكاثوليكية فى الجزائر كانوا أكثر المستهدفين » من قبل الإنجيليين.

 

وكشفت الصحفية الجزائرية فضيلة مختاري بعضا من الأساليب المعتمدة في نشر المسيحية في بلدها، مثل تقديم النصرانية على أنها دين سلام، والإسلام دين إرهاب، وأن المسلمين هم من أدخلوا الجزائر في عشرية الدّم، في إشارة إلى الحرب الأهلية التي مزّقت الجزائر في العقد الماضي.

 

وأماطت مختاري اللثام في تحقيق نشرته في صحيفة « الشروق » الجزائرية في 30 مارس الماضي، عن مواقع نشاط المبشرين التي تتركّـز في منطقة القبائل، وقالت « إن بعض الأماكن تتحوّل يوم الجمعة إلى كنائس، إذ ينتهز روّادها تفرغ المسلمين للعبادة ليقوموا بأداء طقوسهم ».

 

وأحصت الصحيفة أكثر من 250 شخصا انتقلوا إلى النصرانية في الفترة الأخيرة، من ضمنهم عائلة بأكملها في منطقة البويرة مكوّنة من الأب والأم والأبناء، وصولا إلى الجدة والجد.

 

 وكشفت الصحيفة أيضا أن كل من يذهب إلى الكنيسة في ولاية بجاية (القبائل)، يحصل على مبلغ مالي قدره 1000 دينار جزائري، مقابل أدائه الصلاة يوم الجمعة لعدّة أسباب، منها ضمان توافد المتنصّـرين الجُـدد في مثل هذا اليوم بالذات، كدلالة على تركهم الإسلام.

 

وفي المغرب أيضا، كشفت صحيفة « التجديد » مؤخرا عن حملة تنصير واسعة في منطقة شتوكة، ذات الأكثرية الأمازيغية، وأفادت أن عائلة مسلمة مؤلفة من 17 فردا انتقلت جماعيا إلى المسيحية بتأثير من ابنها المهاجر العائد من الخارج، وقالت الصحيفة إن المهاجر طلب إجراء مناظرة مع إمام القرية وتمّـت فعلا أمام الأهالي، لكنها تحوّلت إلى سبٍّ للرسول وتهجّـم بذيء على الإسلام.

 

كذلك امتدت الحملات إلى منطقة الطوارق على الحدود الجزائرية مع مالي والنيجر، وتحدث تقرير جزائري عن عدّة جهات غربية لم تُسمّـها، تعمل تحت يافطة المنظمات الخيرية والجمعيات غير الحكومية التطوعية.

 

وقال التقرير، إن تلك المنظمات « تعمل من أجل استمالة الشباب والفئات الاجتماعية المُعوزة لاعتناق المسيحية »، وبعدما كانت الحملات تتم ببطء وبعيدا عن الأضواء، باتت اليوم بفضل تطور التكنولوجيا وتقدّم العولمة، تستخدم أحدث الوسائل، مثل شبكة الإنترنت والهواتف النقالة والقنوات الفضائية.

 

معاودة فتح الكنائس

 

أما في تونس، فزاد عدد المسيحيين في أعقاب نقل مكاتب « البنك الإفريقي للتنمية » إليها مؤقتا من أبيدجان في مطلع العقد الحالي، وشكل مجيء أعداد كبيرة من الأفارقة المعتنقين للدّين المسيحي مناسبة لمعاودة تنشيط الكنائس، التي كانت مقفلة في العاصمة التونسية.

 

وقال تونسي يعمل في كنيسة تقع في شارع شارل ديغول، إنه لم يشهد من قبل هذا العدد من التونسيين يُقبلون على قدّاس الأحد في الكنيسة الواقعة في وسط العاصمة، ما حملهم على نقل الصلاة إلى أحد الفنادق في الضاحية الشمالية للعاصمة، لكنه رفض الإدلاء باسم الفندق.

 

وحاول مندوب سويس إنفو التقاء شاب يُدعى « عماد »، والذي تردّد أنه « دينامو » عمليات التنصير في الكنيسة، إلا أن القائمين عليها أكّـدوا أنه يعمل أيام الآحاد في الفندق، غير أن أسقف تونس الأب مارون لحام نفى أن يكون للكنيسة، أي ضلع في أعمال التبشير. واستغرب في تصريحات أدلى بها لصحيفة تونسية الانتقادات التي وجّـهت للكنيسة في الفترة الأخيرة، وإن ميّـز بين الصحافة الجزائرية ونظيرتها التونسية، التي قال إنها تعاطت بالإيجاب إجمالا مع الموضوع، لكن انتشار المسيحية لم يقتصر على العاصمة تونس، وإنما وصل حتى إلى جزيرة جربة السياحية في أقصى الجنوب، والتي تستقبل مليون سائح سنويا.

فعلى إثر اتفاق بين الحكومة التونسية وحكومة الفاتيكان، تم افتتاح كنيسة القدّيس يوسف في جربة بعد ثلاثين سنة من إقفالها، ونفى لحام أن يكون الاتفاق مرتبطا بأي صفقة لتنشيط الإقبال السياحي على الجزيرة من خلال الشركات التي يساهم الفاتيكان في رأس مالها.

 

وأكّـد أن عدد التونسيين المُعتنقين المسيحية، لا يزيد عن أصابع اليد الواحدة، مُشدّدا على أن الكنيسة الكاثوليكية ليست مسؤولة عمّـن يقوم بالتنصير، لكنه واثق من كونها لا تبشِّـر ولا تُغري أحدا لكي يعتنق المسيحية.

 

وأيا كان حجم المسيحيين في المغرب العربي، فالواضح أن هناك جدلا قائما حول ظاهرة توسع الحركات التبشيرية وعلاقتها ببعض الدوائر الغربية، التي تسعى لإدخال المنطقة في أتُـون صراعات طائفية.

 

(المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 5 أفريل 2008)


مجلة حقائق التونسية تعيد فتح ملف مر عليه 43 عاما وتتساءل:

لماذا هاجم هيكل الرئيس التونسي الراحل بورقيبة؟!

 
تونس-الراية -إشراف بن مراد.. تناولت مجلة « حقائق التونسية » في عددها الأخير(59) ذكري خطاب أريحا متسائلة عن سبب هجوم الكاتب المصري الكبير محمد حسنين هيكل علي رئيس تونس السابق الحبيب بورقيبة.وافتتحت المجلة قولها: »اقترن شهر مارس من كل سنة بمناسبات عدّة تزداد ربما كل عام وتدفعنا للتوقف حولها والتأمل فيها فيما يدفعنا إلي فسحة من الأمل سرعان ما تضيق علي وقع جولات الخيبة واليأس. وإذا كانت تونس تحتفل بذكري استقلالها في شهر مارس من كل سنة كما المغرب الأقصي وإذا كان العرب يتذكرون يوم 22 مارس من كل سنة أيضا عندما أعلن عن تأسيس جامعة الدول العربية رسميا في مصر سنة 1945وكم كانت الآمال إذاك كبيرة تجاه هذا « الصرح » إلي درجة تحمل الزعيم الحبيب بورقيبة أخطار الطريق ومشاقه من تونس إلي مصر مرورا بليبيا أربعة أيام بعد تكوّنها؟اعتقادا منه أن طريق خلاص تونس من الاستعمار بات قريبا بفضل « إخواننا العرب » لكن كما كانت خيبته كبيرة كما انتابه شعور اليم بمرارة تعاظمت لديه مع تعاظم خيبات العرب وهزائمهم التي تواصلت إلي حدّ الآن وربما إلي الأبد… » ذكري خطاب أريحا وتواصل المجلة استعراض مختلف الأحداث التاريخية التي تزامنت مع فقدان فلسطين لتتناول ذكري خطاب بورقيبة في أريحا يوم 7 مارس1965 وقبله بيوم خطابه في القدس والذي دعا فيه إلي الاعتراف بإسرائيل علي قاعدة القرار الأممي رقم 181 لسنة 1947 القاضي بتقسيم فلسطين إلي دولتين والقرار الاممي رقم 149 الداعي إلي عودة اللاجئين إلي ديارهم.وفي هذا الصدد تقول المجلة: »وعندما استحضر دلالات هذا الخطاب الحقيقية وفق التوجه البورقيبي في قضية فلسطين والذي بقي من خلاله وفيا لمنهجه الذي اعتمده في مقاومة الوجود الفرنسي بتونس،أجد نفسي مضطرا إلي القول إن العرب باتوا متميزين في هدر الفرص،وذلك إذا تمعنا في واقعهم الحالي فبعد أن كانوا يرفضون مجرد الحديث عن التفاوض مع إسرائيل والاعتراف بها مقابل تخليها عن الأرض وفق شعار الأرض مقابل السلام،لا بل ويشنّون حربا كلامية شعواء تمسّ من كرامة هذا الرئيس أو ذاك،ويتطاول علي مقامه وتصبح اللغة العربية مطية لاستنباط كل الكلمات الثورية والثبورية والوعيدية وحتي الخرقاء والتي تمس بالعرض والشرف للكيل لهذا الزعيم أو ذاك كما حدث،ويا للأسف، للحبيب بورقيبة وطال هذا الحماس الثوري الهادر والزحف الجماهيري الغاضب بعض سفارات تونس وقنصلياتها في بعض بلدان المشرق العربي والتهمت النيران بعضها من فرط حرارة المدّ الثوري الجماهيري الذي لو وجّه آنذاك وبتلك الحرارة التي انتابته إلي فلسطين لحررّها. » وتسلط المجلة مختلف النعوت التي وصف بها بورقيبة من بينها الصهيونية وما انجّر عنها من خلال خطاب أريحا الذي لم يرق انذاك للجماهير العربية فغضّوا الطرف عما فيه من حنكة وسياسة ودهاء لعل حاضرنا خير دليل عليها. بورقيبة وهيكل تقول المجلة »…علي كل لم يسلم الزعيم الحبيب بورقيبة من قلم محمد حسنين هيكل الذي كان منخرطا إذاك في « جوقة » الداعين بالويل والثبور علي من خان القضية،قضية فلسطين في وقت كانت فيه مصر جمال عبد الناصر مستعدة،والقول هنا لهيكل نقلا عن عبد الناصر،للتخلي عن حضور القمم العربية،وأن تقوم في المقابل لوحدها بواجبها القومي إزاء الأمة العربية من الخطر الصهيوني المحدق بها. ».. وتناولت المجلة كذلك بالشرح المقال الذي كتبه حسنين هيكل والمنشور بتاريخ17 سبتمبر1965 في جريدة الأهرام الذي « تهجم فيه علي الحبيب بورقيبة وتهكم عليه عادا أن العزلة التي حيفت بوفد تونس(لدي اجتماع وزراء الخارجية العرب) ليست موجهة ضدّ تونس بل ضدّ بورقيبة باعتبار أن بورقيبة ليس تونس وتونس ليست بورقيبة. كما برز الحبيب بورقيبة في هذا المقال »قاصرا » عن التفكير ما دامت هذه المذكرة من وحي تأليف مستشاره الذي لم يسمه هيكل وهو اللبناني سيسيل حوراني،لكن طبعه بطابع عميل المخابرات البريطانية .. » وسلطت المجلة كذلك الضوء علي موقف هيكل من المذكرة التونسية التي قدمت في المؤتمر الثالث للاقطاب العربية في الدار البيضاء.واستعرضت في هذا الإطار الموقف الهيكلي مستشهدة بما قاله هيكل »ثم جاء دور تجارة المناقصة وفي الحقيقة فانّ الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة لم يترك للجمهورية العربية المتحدة أية فرصة لتكشف دوره وموقفه .تكفل بنفسه بكل شيئ.جاء بأستاذ عربي سابق في اكسفورد-أو لعله مازال فيها لست متأكدا-لا تخفي صلته بالمخابرات البريطانية عن أي مشتغل بالسياسة في العالم العربي ثم جعله يكتب له مذكرة ضافية باتهام الجمهورية العربية المتحدة والهجوم علي سياستها وكيف أنها تسعي للسيطرة علي العالم العربي كله ولا يعنيها غير أن تنهبه وكيف إن دعوة الوحدة العربية ليست إلا قناعا للاستعمار المصري الجديد لا أكثر ولا اقل. وتواصل المجلة استعراض ما كتبه هيكل »ومن حسن الحظ أن الحبيب بورقيبة أضاف بنفسه إلي المذكرة بعض أفكاره فكانت القشة التي قصمت ظهر البعير طبقا للتشبيه العربي الشائع.أضاف بورقيبة من عنده نقطتين علي المذكرة التي كتبها له الأستاذ سيسيل حوراني:النقطة الأولي:انه لا يستطيع أن يطمئن إلي الجمهورية العربية المتحدة إلا إذا غيّرت اسمها واكتفت باسمها القديم مصر وعادت إليه والتزمت به. لماذا-لان اسم الجمهورية العربية المتحدة-علي حدّ ما قالت مذكرة الرئيس التونسي توحي برغبة القاهرة في ابتلاع بقية الدول العربية داخل إطار هذا الاسم وفي غياهبه.والنقطة الثانية:أنه لا يستطيع أن يطمئن إلي الجمهورية العربية المتحدة إلا إذا غيرت علمها بألوانه الثلاثة والنجمتين الخضراوين في وسطه والهلال والنجوم الثلاثة » وعادت إليه والتزمت به. لماذا؟لان علم الجمهورية العربية المتحدة علي حدّ ما قالت مذكرة الرئيس التونسي يوحي برغبة القاهرة في تقليد الولايات المتحدة الأمريكية وذلك بتحويل الدول العربية كلها إلي ولايات في اتحاد واحد لا يبقي منها في النهاية إلا نجوم بعددها في العلم ترمز إلي وجودها الذي كان…ثم لم يكن. »ويواصل هيكل قوله « إنّ هذه الكراهية-إلي درجة البلاهة- أعفت الجمهورية العربية المتحدة حتي من مجرد توضيح موقفها إزاء بورقيبة.. » وتستنتج المجلة أنّ مقال هيكل ينقل إلينا ما اتسمت به الساحة السياسية والإعلامية في ذلك الوقت من تشنج قائلة »والمشكلة هنا أنّ واقع تلك الفترة لم يتغير كثيرا عن واقعنا الحالي حتي لا نقول ربما كان أفضل.. » (المصدر: صحيفة « الراية » (يومية – قطر) الصادرة يوم 5 أفريل 2008)

 

اغتيال عساكر في موريتانيا وخطف سائحين في تونس القاعدة تستفز دول المنطقة وتوسع رقعة تواجدها

 
الجزائر – حميد يس تكشف عملية اختطاف السائحين النمساويين في الأراضي التونسية، وقبلها تنفيذ عمليات مسلحة في موريتانيا، عزم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي على نقل نشاطه خارج معاقله التقليدية حتى يترك الانطباع أنه واسع الانتشار وقادر على تهديد أي بلد يدعي بأنه في مأمن من سطوة السلفيين الجهاديين. بالتوازي مع اعتماد العمل الانتحاري أسلوبا لزعزعة الاستقرار في الداخل وتكذيب الخطاب الرسمي القائل بأن الارهاب في تراجع، تميز نشاط القاعدة منذ حوالي عام ونصف بنقل عملياتها إلى مناطق خارج معاقلها التقليدية كانت حتى وقت قريب مستقرة وهادئة. فقد نفّذ التنظيم الإرهابي عمليتين لافتتين في الصحراء، كانتا مؤشرا على أن شيئا جديدا يجري التحضير له في الجنوب وعلى تخوم الحدود الجنوبية الشرقية. أولاهما كانت الاعتداء على مطار جانت في نوفمبر الماضي. والثانية، وهي الأخطر اغتيال 8 دركيين بالوادي في كمين في فيفري الماضي. وجاءت العمليتان المفاجئتان، متزامنتان مع سلسلة من الأعمال الارهابية تمت خارج الحدود الجزائرية، أبرزها اغتيال ثلاثة جنود موريتانيين بمنطقة الغلاوية شمالي موريتانيين، وبعدها تفجير ملهى بالقرب من سفارة إسرائيل بموريتانيا الذي خلّف جرح موظفين فرنسيين بالسفارة. وقد كانت أحداثا لافتة في نظر مصادر تتابع التطورات، أكدت ما يشبه نشوة يشعر بها عناصر القاعدة بعد فترة من  »الركود » في الصحراء سببها توقف مختار بلمختار عن النشاط إثر ظهور مؤشرات عن رغبته في تطليق الإرهاب. غير أن أكثر ما سجلت القاعدة بها حضورها خارج حدود الجزائر، هي دفع فرنسا إلى الضغط على منظمي سباق رالي داكار لإلغائه العام الماضي، حيث نجحت في تحقيق صدا إعلاميا غطى على خسائرها طول عام 2007، ضمن ما يعرف بـ »خطة ضرب الرؤوس » التي أفقدتها قيادات مؤثرة في التنظيم، أهمهم زهير حارك وعبد الحميد سعداوي. ويذكر متتبعون للوضع الأمني خارج معاقل القاعدة في الشمال، أن هذا الانتعاش يعكسه تعيين قائد جديد بالمنطقة التاسعة يدعى يحي جوادي، كان منذ سنوات طويلة رئيس اللجنة العسكرية في الجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا، حيث أعلن التنظيم المسلح مسؤوليته عن كل الأعمال الإرهابية التي وقعت حديثا في الصحراء أو في موريتانيا. وقد قرر مجلس أعيان القاعدة قبل عام ونصف، إيفاد جوادي إلى الصحراء الكبرى لبعث النشاط المسلح بها. وتم تكليفه بثلاث مهام أساسية، أولها استعادة المنطقة التاسعة نشاطها في البحث عن السلاح والمواد المتفجرة من دول الساحل الافريقي ونقلها إلى معاقل الشمال، واستهداف دوريات الجيوش الأجنبية القريبة من الحدود الجزائرية، لترك الانطباع بأن القاعدة قادرة على تصدير عملياتها خارج البلاد. وثالثا التكثيف من ضرب قوات الأمن بمختلف فصائلها. وفي الوقت الذي كانت الأجهزة الأمنية تعتقد أن الضعف أصاب أتباع عبد الرزاق  »البارا » بعد وقوعه في الأسر بالتشاد عام 2004، جاءت حادثة اختطاف رعيتين نمساويين في تونس لتعيدهم إلى الواجهة وتضع حدا لأنباء تناولت صراعا على قيادة المنطقة الصحراوية، بين بلمختار وعبد الحميد أبو زيد الذي يوصف بأنه الأكثر وفاء لخط  »البارا ». وذكرت القاعدة مسؤولية أبو زيد عن الاختطاف وقالت إنه ينشط تحت تصرف جوادي الشهير بـ »أبي عمار »، معلنة بذلك عن حلف جديد وضع نفسه في مواجهة مفتوحة مع كامل دول المنطقة.  (المصدر: صحيفة « الخبر » (يومية – الجزائر) الصادرة يوم 5 أفريل 2008)


ملك المغرب يعفو عن سجناء سياسيين متهمين بـ المس بالمقدسات

 
الرباط ـ القدس العربي : اعلن في الرباط عن قرار الملك محمد السادس بالعفو عن معتقلين سياسيين ادينوا بتهمة المس بالمقدسات اثناء مسيرات عمالية في مدينتي القصر الكبير وبني ملال بمناسبة عيد العمال العالمي سنة 2007. وقال مصدر رسمي مغربي ان الملك محمد السادس اصدر عفوه علي 17 شخصا توبعوا في إطار تظاهرات فاتح ايار/مايو، ثمانية منهم رهن الاعتقال، منهم محمد بوكرين (73 عاما) الذي اطلق عليه لقب معتقل الملوك الثلاثة نظرا لاعتقاله في عهد الملوك الثلاثة الذي حكموا المغرب بعد الاستقلال، فيما توبع التسعة الآخرون في حالة سراح مؤقت. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 5 أفريل 2008)


 

جدل فرنسي حول أفغانستان و الأطلسي

 

توفيق المديني منذ مدة يعمل الرئيس الفرنسي نيكولا  ساركوزي و مستشاروه المقربون على بلورة سياسة جديدة لفرنسا في أفغانستان ،ومراجعة مجمل السياسات العسكرية والأمنية الفرنسية في الخارج. و المسألة تتعلق بإرسال قوات فرنسية جديدة للقتال في المناطق الشرقية المحاذية للحدود الباكستانية، أين تتمركز القوة الدولية للمساعدة في إحلال الأمن (ايساف) التي يقودها حلف شمال الأطلسي، و التي تقاتل الجهاديين السلفيين من تنظيم القاعدة وقوات حركة طالبان. وخلال زيارة الرئيس ساركوزي لبريطانيا الأسبوع الماضي، طرح في الخطاب الذي ألقاه أمام البرلمان البريطاني زيادة عدد القوات الفرنسية العاملة في أفغانستان بمعدل يقارب 1000 عسكري، ليرتفع عديد القوات الفرنسية إلى أكثر من ،2500 ينتشرون في مسرح العمليات في افغانستان وفي قاعدة دوشنبي في طاجيكستان، وقوات الإنزال على ظهور حاملات الطائرات في اطار التفاهمات السابقة .ومع ذلك تبقى فرنسا في مرتبة بعيدة وراء غالبية الدول الأوروبية الكبرى. وكان ساركوزي برر قراره هذا بضرورة مساعدة السلطات الأفغانية على مواجهة الإرهاب والحؤول دون سقوط البلاد مجدداً في قبضة « طالبان ». وحسب تصريحات صدرت عن جان كلود ماليه رئيس الفريق المكلف بهذه المهمة، فإن طموح الرئيس ليس أقل من « وضع عقيدة جديدة » للأمن والدفاع، وفي هذا السياق جاء إعلانه من لندن خلال زيارته الرسمية لبريطانيا، عن اتجاه فرنسا للعودة إلى الهيئات العسكرية المندمجة للحلف الأطلسي التي انسحبت منها  سنة ،1966 وزيادة مساهمتها العسكرية في أفغانستان . قرار الرئيس ساركوزي هذا في لندن، جعل أفغانستان تظهر مجددا على المشهد السياسي الفرنسي ، و لا سيما داخل أروقة البرلمان الفرنسي حيث نددت  المعارضة  الفرنسيةالمتكونة من الاشتراكيين والشيوعيين والخضر،بقرارساركوزي هذا، إذ قال السيد فرنسوا هولاند السكرتير الأول للحزب الاشتراكي  حول تعزيز التواجد العسكري الفرنسي  في أفغانستان بأنه »خطا ما دمنا لا نعرف ماهي أهداف هذا الحضور، ومادامت لا توجد رزنامة ، ومهمة، وتيرة »، مضيفا: »نحن الآن تحولنا إلى جيش احتلال ». فقد استعجلت المعارضة طرح القضية للمناقشة والتصويت عليها  في البرلمان، قبل إقرارها في قمة الأطلسي في بوخارست التي انعقدت أيام2و4  نيسان /أبريل الجاري ، رغم صعوبة ذلك من الناحية العملية، نظرا لسيطرة أكثرية اليمين التقليدي على البرلمان.و كان الرئيس ساركوزي شعوراً منه بالاستياء العام من سياسته هذه وافق على تنظيم جلسة في البرلمان حول موضوع إرسال قوات فرنسية إضافية لأفغانستان ، وفقاً للتقليد المتبع في فرنسا، الذي يقضي بأن يناقش النواب أي قرار بإرسال قوات إلى الخارج. ويعتبر الخبراء الغربيون أن قرار ساركوزيربإرسال قوات إضافية لأفغانستان  يعني أن فرنسا لم تعد تقف على مسافة من الوضع في افغانستان من خلال الاحتفاظ بطياريها بعيدا عن الميدان، بل أصبحت الآن في خضم العملية، كما تشكل الخطوة أيضا إجابة فرنسية على الطلب الأميركي بحث الحلفاء الأوروبيين على الانخراط أكثر في المسرح الأفغاني. والمغزى واضح من وراء ذلك، فالإدارة الأميركية التي منيت بهزيمة ماحقة في العراق، تبحث عن انتصار يحفظ لها بعض ماء الوجه في أفغانستان، قبل الانتخابات الرئاسية في خريف السنة المقبلة. و ينبع رفض المعارضة ، و لاسيما الاشتراكية منها من الأمور التالية: أولا:إن الاشتراكيين يرفضون نشر قوات إضافية في أفغانستان، لأنهم لا يريدون لفرنسا أن تتورط أكثر في « المستنقع الأفغاني »، نظراً للإخفاق الكبير الذي منيت به العملية السياسية والعسكرية، والثمن الباهظ في الأرواح والماديات، وسيطرة حركة طالبان على قرابة 70 في المائة من التراب الأفغاني. ومهما كانت مبررات ودوافع ساركوزي، فإن الأمر يشكل نقطة تحول في سياسات فرنسا. وليست المعارضة الاشتراكية فقط هي التي  ترفض نشر قوات فرنسية في أفغانستان ، بل إن قيادة الأركان الفرنسية تعتبر أنه لا مصلحة لفرنسا بالتورط أكثر على جبهة خاسرة. ثانيا : في محاولة لاستيعاب رفض المعارضة السياسية للانخراط الفرنسي مع الولايات المتحدة في المستنقع الأفغاني ، رد الرئيس ساركوزي  بأن نشر القوات الفرنسية سيتم في الغرب ، لأن الجنود سوف يكونون هناك أقل تعرضاً للنيران. وهناك جملة من الأسباب دفعت فرنسا لاختيار الغرب، وأهمها هو أن عمليات القوات الدولية محدودة، وهناك سبب إضافي هو أن الفرنسيين يعرفون هذه المنطقة وينتشرون فيها منذ سنة ،2003 .وأوضحت قيادة الأركان الفرنسية أنها تفضل منطقة الغرب لأسباب تتعلق بالترابط المنطقي والفعالية، إذ سيكون من السهل تموين  الآلاف من الجنود من كابول، حيث تتولى فرنسا قيادة منطقة الوسط بالتناوب مع ايطاليا وتركيا، وعلى المستوى السياسي يعتبر الغرب نقطة تقارب أميركية فرنسية. لكن القضية بالنسبة للمعارضة تتجاوز ذلك إلى توجهات ساركوزي المؤيدة للسياسة الأميركية، وغياب أفق واضح لهذه الخطوة على حد تعبير رئيس الوزراء السابق دومينيك دوفيلبان.وبات واضحاً للجميع أن مسرح العمليات العسكرية الأكثر عنفا وشراسة هو الجنوب أين تقع ولايتي هلمند وقندهار، حيث دارت هناك المعارك الأكثر شراسة مع طالبان، الأمر الذي يجعل من الإسناد هنا أكثر الحاحا، ونظراً لصعوبة الموقف هناك، فقد مارس الكنديون الذين يتولون أمن قندهار في الأسابيع الأخيرة ضغوطا كبيرة على الفرنسيين، وهددوا بسحب قواتهم  من أفغانستان السنة المقبلة، إذا لم يتلقوا تعزيزات عاجلة في حدود ألف جندي، ولاسيما أنهم أصيبوا بخسائر كبيرة في الأشهر الماضية، رغم أنهم يتلقون  إسناداً من 2200 من عناصر المارينز الأميركيين الذين سيبقون منتشرين في الجنوب حتى أكتوبر المقبل. ثالثا:ترفض المعارضة السياسية الفرنسية عودة فرنسا مجددأً إلى  الهيئات العسكرية  المندمجة للحلف الأطلسي ، التي خرجت منها عام 1966، في عهد الجنرال ديغول إثر خلافه مع  الرئيس الأمريكي آنذاك جونسون، حيث اعتبر ديجول يومها أن الولايات المتحدة تستخدم الحلف أداة عسكرية لتحقيق أهدافها في العالم.ومن المتوقع ان تشهد قمة  بوخاريست الحالية إعلان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عودة فرنسا إلى الهيئات العسكرية المندمجة للحلف الأطلسي، وذلك بعد 42 عاماً على انسحاب باريس منها . وعلى العموم لقد تعزز قرار ساركوزي بالعودة إلى الهيئات العسكرية المندمجة ، بوجود تيار في الأوساط العسكرية الفرنسية يضغط في اتجاه أن تحتل فرنسا موقعا  داخل الأطلسي يناسب  مكانتها،وحجة هؤلاء تنطلق من مبررات منطقية، ترى أنه ليست هنالك أسباب تحول دون تولي المسؤولية في هرم القيادة العسكرية. ثم إن عودة فرنسا إلى الهيئات العسكرية في الاطلسي ليس جديدا، بل هو مطروح منذ عدة سنوات، ومن المعروف أن فرنسا تساهم مساهمة تامة في حياة الأطلسي ولكنها، منذ قرار الانسحاب من الحلف ، لم تعد ممثلة في هيئتين أساسيتين:لجنة الخطط الدفاعية، ومجموعة الخطط النووية. وقد تم النظر إلى هذا الغياب من طرف غالبية الأوساط الدبلوماسية والعسكرية الفرنسية على أنه أمر عبثي، مادامت فرنسا حاضرة بقوة داخل الحلف، على صعيد الإسهام في العمليات العسكرية واللوجستية والتمويل. وترى أوساط مطلعة في باريس انه في حال قرر ساركوزي تعزيز العلاقات اكثر فأكثر مع الولايات المتحدة، فإن الاطلسي يشكل ممرا أساسيا، إلا انهم يعتقدون بأن التوافق لن يكون مجانيا، وهناك من يخمن بأن الثمن ربما كان لعب دور أساسي، مثل تولي مسؤولية قيادة المنطقة الجنوبية في الحلف، ولكن باريس على الارجح سوف تترك أمر التفاوض بصدد هذه القضية مع الإدارة الأميريكية القادمة.
 
صحيفة المستقبل البيروتية ،السبت5 أبريل 2008 ، رأي ، ص19

أشرعة الذاكرة  ومع ذلك.. فقد انعقدت.. وفي دمشق..  
 
عبد الكريم بن حميدة akarimbenhmida@yahoo.com كان أول نجاح فجّرته القمة العربية الأخيرة هو انعقادها في المكان والزمان المحددين. ذلك أن رهان الأمريكيين كان إرباك القمة وإفشالها أو على الأقل تأجيلها. ولهذه الغاية القذرة كان سعيهم محموما عبر الإغراءات والضغوطات لمنع انعقاد قمة دمشق إمعانا في محاصرة سوريا وإيذائها وعزلها، حتى أن معلومات تسرّبت عن « مذكرات وزعتها وزارة الخارجية الأميركية على عدد كبير من الدول العربية ترجو منها اتخاذ موقف من قمة دمشق »، وتمّ تكليف سفراء واشنطن لدى تلك الدول بمتابعة تنفيذ مضمونها.. بل ذهبت بعض المصادر في أحد وفود المغرب العربي إلى القول « إن السفارات الأميركية تولت تسليم  الرسائل إلى معظم دول هذه المنطقة، وإن أحد السفراء الأميركيين المعتمدين لدى إحدى تلك الدول سلم رئيسها الرسالة يرافقه قائد الأسطول السادس الأميركي ». كان ضغطا إذن.. ضغطا يرقى إلى درجة الإرهاب لتخريب القمة.. ومع ذلك.. فقد انعقدت القمة العربية في دمشق.. وفيما تكفل الأمريكيون بإغراء بعض الدول وإرهابها تكفلت بعض الدول العربية بابتزاز سوريا قبل فترة من القمة عبر التلويح بعدم الحضور تارة و فرض اشتراطات تارة أخرى وتسريب إشاعات عن نقل مكان القمة طورا ثالثا.. لقد كان الأمر شبيها بابتزاز رخيص.. ومع ذلك فإن القمة انعقدت في المكان والزمان المحددين.. لم ينجح الإرهاب.. ولا الإغراء.. ولا الابتزاز.. لهذا يستحقّ الزعماء الذين حضروا تحية.. ويستحق الرئيس بن علي كل التقدير لأنه لم يساوم في موقف لم يكن يتطلب سوى الصدق والجرأة.. والحسم…   صحيح ..غاب الملوك.. كل الملوك.. واعتذر بعض الرؤساء. ولكن جميع الأقطار كانت ممثَّلة بوفودها.. وحده مقعد لبنان ظل شاغرا لأن حكومة فؤاد السنيورة آثرت مقاطعة القمة، واتهمت سوريا بلعب دور رئيسي في احتدام الأزمة السياسية في لبنان ومَنْعِ وُصول المرشَّح التوافُقي إلى الرئاسة وعرقلة المبادرة العربية.. لقد كانت قمة دمشق اختبارا لاستقلالية القرار.. واختبارا لصدق الإرادة.. واختبارا للقدرة على مواجهة الصلف الأمريكي.. كما أن انعقاد هذه القمة تحت شعار « العمل العربي المشترك » جاء ليعمّق الشعور بضرورة الانحياز إلى قضايا الأمة ويدعم المعسكر الذي ينتصر للتضامن العربي ويتجاوز الخلافات العابرة ويسعى لبناء مستقبل أقل قتامة في ظل التراجعات الحاصلة في أكثر من مستوى. ومع أن البيان الختامي للقمة كان دون تطلعات الشعوب العربية، فإن أحدا لم يكن ينتظر نتائج لا يسندها واقع العلاقات العربية الذي شرّحه بكل جرأة الزعيم الليبي معمّر القذافي. إن القمة العربية التي اعترفت صراحة بتفاقم الخلافات العربية دعت إلى تجاوزها من خلال الحوار الجادّ والمعمّق وتغليب المصالح العليا على أي خلافات تنشأ بين أي من الدول، وأشارت إلى مواصلة الدعم السياسي والمادي والمعنوي للمقاومة الفلسطينية، وعبرت عن دعمها للمبادرة اليمنية للمصالحة بين الفلسطينيين وتأييدها للمبادرة العربية لإنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان. كما أن بعض الزعماء وكذلك الأمين العام لجامعة الدول العربية تحدثوا للمرة الأولى عن ضرورة البحث عن بدائل أخرى للمبادرة العربية طالما أن الصهاينة مستمرّون في تعنتهم ورفضهم.. وهذا في حد ذاته شيء إيجابي يقال للمرة الأولى منذ أن اعتمد العرب السلام خيارا استراتيجيا. في عتمة العرب وميض.. فلنعمل جميعا من أجل ألا ينطفئ…
 الوطن(لسان حال الإتحاد الديمقراطي الوحدوي) العدد 29 الصادر في 4 أفريل 2008 
 

معركة البصرة: مقتدى الصدر يدفع ثمن رهاناته الخاطئة

 

 
أبو شوقي   معركة « صولة الفرسان » في البصرة التي قيل إن نوري المالكي يقودها شخصياً (ولكن من داخل القاعدة البريطانية في مطار البصرة)، تأتي في سياق حملة التأديب التي باشرها رئيس الوزراء العراقي ضد كل معارضيه حتى وإن كانوا من داخل الائتلاف الموحّد الذين قادوه إلى رئاسة الوزراء وساعدوه على إقصاء منافسه إبراهيم الجعفري. ومع أن كثيرا من الالتباس حام حول أسباب هذه المعركة وملابساتها، فإن دعوة مقتدى الصدر أتباعه إلى إنهاء كافة المظاهر المسلحة قد أزال كثيرا من سوء الفهم الذي رافق بداية العمليات. من المفيد التذكير بأن هذه الجولة ليست الأولى في الصراع الطويل الذي تخوضه الأطراف المتقاتلة، والذي يبدو أن أحد أهم أسبابه يعود إلى الرغبة في السيطرة على الموارد المالية والنفطية والاستئثار بالسلطة والنفوذ.   ومع أن معركة البصرة قد بدأت مباشرة بعد مغادرة نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني لبغداد، وهو ما يطرح أكثر من سؤال، فإن علامات كثيرة كانت تنبئ بمواجهة جديدة بين الصدريين وحكومة المالكي. ذلك أن عمليات الاختطاف والاعتقال والاغتيال لم تهدأ بين الجانبين حتى أثناء الفترة التي أعلن فيها زعيم التيار الصدري تجميد أنشطة جيش المهدي العسكرية. ولقد بدا واضحا أن الصراع الأكبر كان يدور بين الصدريين والبدريين على وجه التحديد. ولم يعد خافيا على أحد مشاركة قوات « بدر » الذراع العسكرية للمجلس الإسلامي الأعلى في العراق بزعامة عبد العزيز الحكيم في هذه المواجهات إلى جانب « الجيش العراقي »، أو لحسابها الخاص بهدف شطب التيار الصدري من المعادلة السياسية أو إضعاف دوره وإجباره على القبول بالفتات، خاصة إذا وضعنا في الاعتبار أن التيار الصدري هو المنافس الحقيقي للمجلس الأعلى ولشخص رئيسه عبد العزيز الحكيم على الزعامة والمكانة داخل الطائفة الشيعية، وهو صراع معروف ومكشوف تاريخيا واتخذ منحى آخر بعد احتلال العراق. وبالنسبة إلى نوري المالكي، فإن الحرب الجديدة -التي تذكر الأنباء أنه باشرها بنفسه- تهدف إلى التخلص من تيار انسحب من الائتلاف العراقي الموحّد وجمّد مشاركته في الحكومة منذ فترة طويلة، وأعلن في أكثر من مناسبة رفضه لسياساته أو مشاريعه، ولعل آخر مظاهر هذا الرفض انسحابه من مؤتمر المصالحة مباشرة بعد كلمة المالكي في الجلسة الافتتاحية. ولهذا فإن التخلص من هذا التيار أصبح أمرا لا غنى عنه، لا سيما أن نوري المالكي أقنع نفسه، بأنه نجح في حربه على أحياء بغداد، وخصوصاً الأحياء السنيّة منها وإقامة الجدران العازلة حولها في إطار الحملة التي قادها الجنرال بترايوس والمسماة حملة فرض القانون والنظام. المشكلة الآن أن معركة البصرة وباقي المدن التي يوجد فيها للتيار الصدري حضور قوي تنبئ بتحول المواجهة من بعدها الطائفي إلى صراع بين أبناء الطائفة الواحدة. ويبدو أن المحتل الذي فشل في إثارة فتنة طائفية بين السّنّة والشيعة يعمد الآن إلى محاولة تفكيك أبناء الطائفة عبر إثارة نزاع مسلح بينهم لا يخلف سوى الدماء والأحقاد والثارات. ذلك أن  الصراع الدائر الآن في البصرة ومدينة الثورة (مدينة الصدر) صراع ثلاثي بامتياز إذ لا تشارك فيه أية تشكيلات طائفية أو حزبية أو عسكرية باستثناء حزب الدعوة (نوري المالكي) والمجلس الإسلامي الأعلى (عبد العزيز الحكيم) والتيار الصدري(مقتدى الصدر)، ولهذا فإن المراقبين يخشون أن تأخذ هذه المعركة طابع حرب أهلية شيعية يصعب التكهن بأن أحداً سيخرج منها منتصرا. الملاحظ أن المعركة التي خلفت لحد الآن أكثر من 300 قتيل و 600 جريح واتسعت رقعتها لتشمل البصرة وبغداد وكربلاء والكوت والصويرة والحلة والديوانية والناصرية وغيرها من المدن قد استغلها التيار الصدري كعادته ليؤكد أنه يدفع ثمن وقوفه في وجه الاحتلال وتصدّيه لمشاريعه ومخططاته في تقسيم العراق ووضع يده على ثرواته النفطية. وقد تزامن ذلك مع الإعلان عن مشاركة قوات الاحتلال الأمريكي والبريطاني في إسناد « القوات الحكومية » بالطيران ومدّها بالمعلومات الاستخبارية، في نفس الوقت الذي ظهر فيه مقتدى الصدر على شاشة الجزيرة ليؤكد أن الأولوية هي في طرد الاحتلال ووأد الطائفية. ودعا في مسعى مكشوف لاستمالة المقاومة الشريفة « جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة إلى الاعتراف بشرعية المقاومة، والوقوف وراءها « ، وشدّد في نفس الوقت على أنه لن يكون امتدادا عسكريا أو سياسيا لإيران في العراق.  من الواضح أن الصدر يعمل على استمالة العدد الأكبر من العراقيين لأنه يعرف أن الغالبية العظمى منهم يرفضون كل أشكال الاحتلال، ولذلك فإنه يبحث عن شرعية وطنية تتجاوز حدود الطائفة، ولكنه في مسعاه يصطدم بفطنة العراقي ويقظته، فالصدر لم يقاطع العملية السياسية أبدا، ولم يصوّب بندقيته نحو الاحتلال وأعوانه إلا عندما طلبت منه إيران القيام بهذا الدور لإحراج إدارة بوش أو السعي لعقد صفقة معها على حساب دماء العراقيين. كما أن ذاكرة العراقيين والعرب ليست على درجة من الضعف بحيث تنسى أن ما حصل بعد معركة النجف بين جيش المهدي وبين المجلس الأعلى هو أن مقتدى وضع يده من جديد وبقوة في يد من يسميهم بالعملاء، بل وظّف السيف الشيعي زورا ليمارس أبشع الفظائع بحق العراقيين بدعوى حماية الشيعة من إرهاب القاعدة حتى صار جيش المهدي يثير الرعب في نفوس أهل السّنّة. إن أكبر أخطاء مقتدى الصدر أنه راهن على الاحتلال وعلى المقاومة في وقت واحد، فوضع إحدى رجليْه في ركاب المحتل وادعى في الوقت نفسه أنه نصير المقاومة الشريفة. وهاهو يدفع ثمن قصر نظره السياسي وقراءته الخاطئة للمشهد العراقي، وسيكون الخاسر الأكبر مهما كانت نتائج معركة البصرة إلا إذا استدار بصدق وشرف ليصبح جزءا من المقاومة العراقية.. وإن كان ذلك يبدو أمرا متعذّرا.
 الوطن(لسان حال الإتحاد الديمقراطي الوحدوي) العدد 29 الصادر في 4 أفريل 2008 

 

القمة العربية…مقاطعة أم حوار؟

 

 د حسن حنفي  

 عن الاتحاد الإماراتية    حبس كل العرب أنفاسهم الأسبوع الماضي ووضعوا أيديهم على قلوبهم هل سيُعقد مؤتمر القمة العربي في دمشق أم لا؟ وإذا عقد فعلى أي مستوى من التمثيل؟ الرؤساء أم من ينوب عنهم. وإذا حضر من ينوب عنهم، فأيهم؟ نوابهم أو رؤساء الوزراء أو وزراء الخارجية أم وزراء الدولة بلا حقيبة أم ممثلو الدول لدى الجامعة العربية؟ وإذا انعقد بمن حضر، فأي قرارات جديدة ستتخذ لا تكرر القرارات المكررة والمعادة عاماً وراء عام، أم من المتوقع صدور قرارات جديدة تخص الوضع العربي- العربي أو فلسطين أو العراق أو السودان؟ وهل سيُنفذ منها شيء أم ستضاف إلى مجموع القرارات السابقة، ككلام مجاني ليس له ثمن؟ وهل سيكون مؤتمر حوار وتفاهم مشترك ومصالحة، أم مؤتمر قطيعة وشد وجذب وغضب وترك للقاعة إلى المطار ومغادرة دمشق بعد حضورها؟    الانعقاد في ذاته مكسب كبير، وتفويت الفرصة على الضغوط لمنع انعقاده لعزل سوريا التي مازالت تقاوم عن طريق الرفض لكل محاولات الاعتراف والصلح مع الكيان الصهيوني دون الالتزام مسبقاً بالانسحاب من الجولان المحتل، حتى لا تتكرر مأساة فلسطين عندما تحولت المفاوضات إلى غاية في ذاتها وليست وسيلة تؤدي إلى الانسحاب من الأراضي المحتلة إلى حدود 4 يونيو (حزيران) 1967، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين، وحق الفلسطينيين في المياه وثرواتهم الطبيعية.  بقيت قضية التمثيل المنخفض وهي من حق كل دولة وسيادتها. ومع ذلك فالنظم العربية بلا استثناء نظم رئاسية. الرئيس في كل دولة يقرر كل شيء على رغم وجود مجالس الوزراء والنواب والشورى والأمة والشعب. وتفاهم الرؤساء فيما بينهم بداية بالقبلات المتبادلة يحل نصف الخلافات العربية- العربية. فالضيافة العربية لها الأولوية على الخصام، الكرم العربي يسبق الخلاف، والشهامة والأريحية والنبل والشيم العربية كفيلة بحل المشاكل المستعصية.    وما المانع أن يتحاور تياران كلاهما له شرعيته، ووجهة نظره، وحججه وبراهينه، وربما ذرائعه واحتجاجاته؟ تيار تمثله دمشق والمقاومة أو « المعارضة » اللبنانية، تسانده إيران وهي لاعب رئيسي في المنطقة ومن دول الجوار. لها مصالحها عندنا ولنا مصالحنا عندها. وللعراق معها حدود مشتركة. والإيرانيون والعرب يعيشون معاً على ضفتي خليج واحد. يتداخلون في الدين والثقافة والجيرة والمصالح المشتركة والأعداء المشتركين. وتيار آخر يسمى تيار المعتدلين أو « الموالاة » أو الذين جعلوا السلام خياراً استراتيجياً، وعقدوا معاهدات صلح واتفاقيات سلام مع إسرائيل.    ثم يتم الحوار بين هذين التيارين بل والتعاون بينهما من أجل تحقيق الأهداف العربية. ويكون كلاهما ورقتي ضغط على المحتل، يد تفاوض ويد تحمل السلاح، يد تسالم ويد تحارب كما حدث في فيتنام. المقاومة على الأرض لم تتوقف والمفاوضات في باريس مستمرة على مدى خمس سنوات. فالمقاومة والمفاوضة ليستا على التبادل بل على التكامل. وكلتاهما جانبان شرعيان في السلطة الوطنية الفلسطينية.  ويرى البعض حجج المقاطعة مجرد ذرائع تخفي الضغوط. منها عدم مساعدة سوريا لانتخاب رئيس جمهورية لبنان، وحل الخلاف بين « المعارضة » و »الموالاة ». وقد استمعت سوريا من قبل لنصائح مصر والسعودية بسحب جيشها من لبنان تنفيذاً لقرار مجلس الأمن، ولم تحل المشكلة اللبنانية. ليست القضية شكلية، انتخاب رئيس أو تعيين حكومة أو إقامة انتخابات برلمانية مبكرة، بل هي قضية المقاومة في لبنان ونزع سلاحها. وليست القضية فقط عقد المحكمة الدولية في جريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق وما تبعها من جرائم اغتيال الصحفيين والنواب، بل هي قضية حماية لبنان من تدخل بعض القوى الأجنبية التي لا تخدم إلا مصالحها، والمعيار المزدوج إذ لم يصدر مجلس الأمن قراراً للتحقيق في اغتيال « أبو عمار » بالسم أو قادة فصائل المقاومة في غزة والضفة، أو جرائم اغتيال الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ في العراق وأفغانستان والشيشان. أما حجة التدخل في شؤون لبنان، فأمن لبنان يؤثر على أمن سوريا القومي مثل سوريا والسودان بالنسبة لمصر. والمصلحة العربية المشتركة تفرض الأمن العربي المشترك والتشاور العربي المشترك. وإذا كانت بعض الدول المعتدلة تتحاور مع العدو الصهيوني وتتبادل الرأي، فلماذا لا تتحاور سوريا مع لبنان؟ والحوار العربي- العربي له الأولوية على الحوار العربي- الإسرائيلي.  أما حجة تدعيم سوريا للمقاومة الوطنية في العراق من خلال حدودها فهو -لو ثبت- واجب قومي، يقول البعض. فالمقاومة حق شرعي وعقلي وقانوني. تعترف بها كل الشرائع السماوية والقوانين المحلية والدولية. بل ليت كل العرب، شعوباً وحكومات تقوم بتدعيم المقاومة الوطنية في لبنان والعراق وفلسطين. وهل مساندة دول الجوار للقضايا العربية العادلة جريمة؟ كان عبد الناصر يؤيد الخميني، ويسلح « مجاهدي خلق » ضد الشاه. ومثلث العرب والإيرانيين والأتراك يمكن أن يكون قلب الوطن العربي والعالم الإسلامي، وحولهم أفريقيا وآسيا يكوّن قطباً ثانياً في مواجهة القطب الأوحد، الولايات المتحدة الأميركية.    وإذا كانت مصر هي الشقيقة الكبرى أو الأخ الأكبر أو كبير العائلة أو « الريس الكبير » فإنها تتعالى على خصوماتها وخلافتها مع الأشقاء في نفس العائلة لتعطي نموذجاً للتصالح (وَالصُّلْحُ خَيْرٌ) وإن تقاتل فريقان فمهمة الأخ الأكبر حقن الدماء، (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا) هو صاحب البيت الكبير القادر على لمِّ الشمل تحت خيمة العرب. الجامعة العربية، بيت العرب دون أن تأخذ صف طرف ضد الطرف الآخر. والأخطر أن يكوّن محوراً للدول « المعتدلة » ضد محور الدول « المتطرفة ». فتقسم الأمة إلى قسمين بدلاً من أن تحقق وحدتها.    وتستطيع السعودية نفس الشيء إن كانت مصر مقيدة بالمعونة الأميركية أو بمعاهدة الصلح واتفاقية السلام بينها وبين إسرائيل عام 1979. تستطيع السعودية بما لها من نفوذ ديني، وثقل نفطي ومالي وحضور في قلوب المسلمين وعلاقاتها الأميركية أن تقوم بنفس الدور. بل تستطيع الأردن بما لديها من علاقات قديمة مع أميركا، وبما عقدت من معاهدات سلام مع إسرائيل مثل اتفاقية « وادي عربة » وبما لدى النظام الملكي من حضور في الدوائر السياسية في الغرب، ومن وجود بين الفلسطينيين تاريخياً وسكانياً، أن تقوم أيضاً بهذا الدور.  كان يمكن للشقيقة الكبرى أن تدخل بكل ثقلها في مؤتمر القمة ومن أوسع الأبواب لإنهاء الانشقاق في السلطة الوطنية الفلسطينية بين « فتح » و »حماس » والعودة إلى الشرعية الدستورية في الضفة والقطاع، ويمكنها بثقلها أن تحل الخلاف بين « المعارضة » و »الموالاة » في لبنان أكثر من الجامعة العربية. مصر في القلب، والجامعة العربية في العقل. ويمكنها إنهاء الخلاف بين « فتح » و »حماس » أمام كل العرب في دمشق وليس فقط في القاهرة أو العريش أو الرياض أو صنعاء. ويمكنها توحيد القوى لتقوية المفاوض الفلسطيني باسم مبادرة السلام العربية. ويمكنها لمُّ الشمل وتقوية جبهة التضامن العربي للوقوف أمام المشروعات الأميركية في المنطقة وشق الصف العربي بين دول معتدلة ودول متطرفة. ويمكنها أن تخرج للعرب بعد مؤتمر دمشق بما يرفع معنوياتهم ويمدهم بطوق النجاة، بعد أن كاد المركب يغرق، وبعد طول انتظار نهاية النفق. يمكنها أن تعيد الثقة للعرب في مؤتمرات القمة القادمة وتعطيهم أملاً في المستقبل بإمكانية النهوض من جديد والتحالف مع الشعوب في الداخل بدلاً من التحالف مع القوى الكبرى في الخارج. فالعمل الجماعي العربي مازال ممكناً. والخلافات يمكن حلها بالحوار وليس تفجيرها بالصراع. فيتعلم العرب أدبيات الخلاف وهو جزء من التراث العربي الإسلامي القديم. ولا يكون ذلك بالمقاطعة بل بالحوار. فحق الاختلاف شرعي ولكن الخلاف مذموم، تفريق للدين والأمة شيعاً وأحزاباً (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ).  عن الاتحاد الإماراتية

 

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.