السبت، 29 يوليو 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2259 du 29.07.2006

 archives : www.tunisnews.net


الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة بنزرت : بيــــــان

القدس العربي : شخصيات حزبية وحقوقية تونسية تطالب بتمكين سجين معارض من العلاج

القدس العربي : تونسي مهدد بالترحيل يضرب عن الطعام والشراب في فرنسا

الأنوار: الحريري قابل الرئيس بن علي في تونس: طلبت استعمال كل علاقاته لوقف الهجوم الاسرائيلي الصباح: بين تونس وإيطاليا:تواصل عمليات البحث عن 17 مفقودا في البحر الصباح: غول «الحرقان» يستقطب مئات الشباب ويقضي على ألفي شخص منذ سنة 1990 إلى غاية سنة 2005 الصباح: تصرّفات مجانية… ألفاظ هجينة ولباس غير محتشم لدى البعض وراء إحجام الأسرة التونسيـة عن الفضاءات العموميـة الشروق: على الشواطئ وبدور الشباب:5 آلاف شاب تحت مجهر الثقافة الجنسية

الشروق: تفاصيل الزيادات في الاجر الادنى وجرايات التقاعد

الشروق : إحاطة ورقابة مشدّدة لضمان سلامة الأجهزة والبرامج المعلوماتية

أخبار تونس: نجاح جماهيرى وفني لحفلي الفنانة العالمية ماريا كارى بتونس

محمد العروسي الهاني: تعقيبا على افتتاحية بعنوان جمهوريون إلى النخاع بمناسبة عيد الجمهورية 25 جويلية 1957

الشروق: محمد بوشيحة يردّ على اتهامات التصرف المالي والعائلة والتسلط داخل الحزب:حزبنا بعيد عن الأزمات والانتخاب هو الأساس…

 

الوحدة: حقوق المرأة بين الكونية والخصوصية
Le Tunisien: شـهـادة للـتـاريــخ قـبـل أن يُــحــرف
مرسل الكسيبي: موضوعيون ومنحازون الى القضايا العادلة رشيد خشانة: تباين الأجندات بين الرأي العام والحكومات المغاربية
هادي يحمد: « الفجر » الـسّـنـيـة تقاتل بالجنوب وترفُـض فتاوى الفرقة

محمد جمال عرفة: شرق أوسط منزوع الديمقراطية ومجرد من المقاومة!

د. محيي الدين عميمور: الإسلام الصهيوني بعد الإسلام الفرنسي


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين »  

حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:

 


 
الحزب الديمقراطي التقدمي  
جامعة بنزرت 
 بنزرت في 26-07-2006  بيــــــان
بدعم إمبريالي أمريكي و بتواطؤ الأنظمة العربية و ارتهانها، تدك الآلة العسكرية الصهيونية أرض لبنان الشقيق من جديد مرتكبة المجازر و الجرائم الشنيعة في حق المدنيين الأبرياء أطفالا و نساءا و رجالا، ضاربة عرض الحائط كل المواثيق الدولية، قصد تركيع المقاومة و محاصرتها.
إن التصدي للعدوان و مقاومة الاحتلال حق كفلته كل الشرائع الدولية و السكوت على جرائم الصهيونية ضلوع في المؤامرة على الوطن و مقدراته. لقد تحدت المقاومة الباسلة في لبنان و فلسطين     و العراق غطرسة الاحتلال فدمرت أسطورة الجيوش التي لا تقهر و كشفت تواطؤ منظمة الأمم المتحدة  و أسقطت مصداقيتها.
إن شعارات حقوق الإنسان و ترسيخ قيم الديمقراطية التي يرفعها الغرب انكشف زيفها، كما أنّ الحل التفاوضي المعزول عن المقاومة مصيره الموت، و الواقع اليوم على الأرض ملائم لإحباط المخطط الأمريكي الصهيوني الذي يرمي إلى زعزعة استقرار المنطقة في إطار ما يسمى بنظرية الفوضى الخلاقة من أجل تطبيق خطة الشرق الأوسط الجديد لضمان المصالح الاستعمارية الغربية و أمن الكيان الصهيوني.
لقد أوفت المقاومة بالتزاماتها لكن تخاذل النظام الرسمي العربي أدي إلى ضياع الحقوق العربية نتيجة لسياسة تأرجحت بين التطبيع و التضييق.
إن جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي تطالب بإطلاق حرية التعبير و حق التظاهر السلمي حتى تتمكن الجماهير من التعبير عن رفضها للعدوان و دعمها للمقاومة و تدعو الجامعة الجماهير إلى الانخراط في حملات الدعم المالي و العيني إلى الشعب اللبناني الشقيق.                              لا للتواطؤ …. لا للمساومة …. نعم للمقاومة …                                 المجد و الخلود لأبطال المقاومة و شهدائها. عن الهيئة الكاتب العام: مراد حجي


شخصيات حزبية وحقوقية تونسية تطالب بتمكين سجين معارض من العلاج

تونس ـ يو بي آي: طالبت مجموعة من الشخصيات الحزبية والحقوقية والاعلامية السلطات التونسية بتمكين المعارض عبد الرحمن التليلي الذي يقبع حاليا في السجن من العلاج في مستشفي مدني. وأوضحت هذه المجموعة التونسية في بيان وزعته الجمعة أن المعلومات التي تلقتها من عائلة عبد الرحمن التليلي تفيد بأن صحة الأخير تدهورت بصفة تبعث علي الانشغال اثر تطور مرض السكري الذي يعاني منه ونقص العناية الطبية . وأضاف البيان الذي حمل تواقيع 19 شخصا منهم أحمد نجيب الشابي الأمين العام للحزب الديمقراطي التقدمي (حزب معارض معترف به) ومصطفي بن جعفر الأمين العام لحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات (حزب معارض معترف به)، أن عبد الرحمان التليلي اضطر للدخول في اضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا علي عدم نقله للمستشفي للتدواي. وكان مصطفي التليلي شقيق عبد الرحمن التليلي قد أعلن في وقت سابق أن شقيقه بدأ منذ السادس من الشهر الحالي اضرابا عن الطعام بعد أن رفض مسؤولو السجن المدني بتونس العاصمة السماح بعلاجه في مستشفي مدني. وتنفي السلطات التونسية هذه الادعاءات ، وتؤكد أن عبد الرحمن التليلي (64 عاما) الأمين العام السابق لحزب الاتحاد الوحدوي الديمقراطي المعارض، محل متابعة طبية مستمرة وعادية وأن وضعه الصحي عادي، كما أنه يتمتع بكافة الحقوق التي يضمنها القانون لنزلاء السجون. يشار الي أن عبد الرحمن التليلي الذي سبق له أن ترشح عام 1999 للانتخابات الرئاسية التي فاز بها الرئيس زين العابدين بن علي بأغلبية ساحقة، يقضي حاليا عقوبة بالسجن لمدة تسع سنوات منذ أيلول/سبتمبر 2003 بتهمة استغلال صفته وهدر الأموال العامة عندما كان مديرا عاما لديوان الطيران المدني والمطارات التونسي (مؤسسة حكومية). (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 29 جويلية 2006)  


تونسي مهدد بالترحيل يضرب عن الطعام والشراب في فرنسا

باريس ـ اف ب: بدا التونسي عادل طبرسقي (42 سنة) المهدد بالترحيل من فرنسا بعد قضاء ست سنوات في السجن لمساعدته قتلة القائد الافغاني احمد شاه مسعود، الجمعة اضرابا عن الطعام والشراب علي ما افاد محاميه واحدي الجمعيات. وبدا طبرسقي اضرابه اثر اقتياده صباحا الي القنصيلة التونسية للتحقق من جنسيته في اطار عملية ترحيله. واعلن محاميه فرانك بوزك ان القنصلية لم تسلم حتي عصر الجمعة الوثائق الضرورية لترحيل موكله. وقال محاميه وجمعية عمل المسيحيين لالغاء التعذيب انه خلال هذا الاستجواب في القنصلية تبين لطبرسقي ان لدي السلطات التونسية قرارا برفض طلبه للجوء الصادر عن الوكالة الفرنسية لحماية اللاجئين وهو امر غير قانوني . وقال بوزك ان محكمة باريس الادارية ستنظر السبت في الساعة العاشرة والنصف (الثامنة والنصف تغ) في طلب طارئ رفعه الجمعة ضد ترحيل موكله بالطعن هذه المرة في خيار تونس البلد الذي قد يتعرض فيه موكله الي التعذيب. من جهة اخري طلبت لجنة الامم المتحدة ضد التعذيب من فرنسا العدول عن ترحيل عادل طبرسقي علي ما افادت جمعيتا عمل المسيحيين لالغاء التعذيب و سيماد (الخدمة المسيحية للمساعدة). وادين طبرسقي في ايار/مايو 2005 بعد اربع سنوات من الحبس الاحترازي وحكم عليه بست سنوات سجن لمساعدة قتلة الزعيم الافغاني احمد شاه مسعود عام 2001 علي تنفيذ عملية الاغتيال. وكان طبرسقي يحمل الجنسيتين الفرنسية والتونسية لكن اسقطت عنه الفرنسية في يوم خروجه من السجن في 21 تموز/يوليو وتسلم في اليوم التالي قرار ترحيله الي تونس بشكل طارئ. ومن حينها وهو في الحبس الاداري في منطقة باريس. ورفض قاضي الشكاوي الطارئة في محكمة باريس الادارية الاربعاء الطعن في الطابع الطارئ. (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 29 جويلية 2006)  

الحريري قابل الرئيس بن علي في تونس: طلبت استعمال كل علاقاته لوقف الهجوم الاسرائيلي

قام رئيس كتلة (المستقبل) النيابية النائب سعد الحريري بزيارة خاطفة الى تونس امس، قابل خلالها الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في قصر (قرطاج)، وعرض معه الوضع السائد في لبنان من جراء استمرار العدوان الاسرائيلي عليه وضرورة بذل الجهود اللازمة لوقف اطلاق النار بأقصى سرعة ممكنة وتوفير الممر الانساني الآمن والتوصل الى حلّ شامل للأزمة القائمة لعدم تكرار حصولها في المستقبل.
اثر اللقاء أدلى النائب الحريري بتصريح قال فيه: (طلبت من سيادة الرئيس زين العابدين المساعدة على وقف اطلاق النار والهجوم الوحشي الاسرائيلي على لبنان. هذا الهجوم الذي يدمّر يوميا الشعب اللبناني، ويدمّر البنية التحتية للحطّ من عزيمة اللبنانيين، ولكن عزيمة اللبنانيين قوية رغم محاولة اسرائيل زرع الفتنة بينهم. فالوحدة اللبنانية بالنسبة الينا هي مسألة مقدسة ولا أحد يمكنه ان يشقّ صفوف اللبنانيين.
أضاف: (لقد شكرت الرئيس زين العابدين بن علي على مواقفه المؤيدة للبنان وعلى دعوته الى بسط السيادة اللبنانية على كامل الأراضي اللبنانية، كما عبّرت لسيادته عن امتناننا للمساعدات الانسانية التي تأتينا من تونس، وطلبت منه استعمال كل علاقاته الدولية للضغط على اسرائيل لوقف هجومها الوحشي على لبنان.
بعد ذلك اقام رئيس مجلس النواب التونسي مأدبة غداء على شرف النائب الحريري في فندق (أبو النواس)، غادر بعدها رئيس كتلة (المستقبل) تونس متوجها الى مدينة جدة في المملكة العربية السعودية. (المصدر: صحيفة الأنوار اللبنانية بتاريخ 29 جويلية 2006)

 
وضـــوح ها إنّ أمور العرب قد بدأت تتّضح للعيان… وتظهر وجهها الحقيقي بلا رياء ولا بهتان. فهذا رئيس من رؤساء العرب العظماء… يقولها بصراحة: مصلحتنا تمرّ قبل كلّ الأشياء. ويضيف: مهما كانت شراسة الحرب وحِدَّة أنيابها… لن نقف إلى جانب لبنان وأحداثها!!! محمّد قلبي (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 29 جويلية 2006)

بين تونس وإيطاليا:

تواصل عمليات البحث عن 17 مفقودا في البحر

تونس ـ الصباح تواصلت امس عمليات البحث عن المفقودين في فاجعة «الحرقان» التي شهدتها المياه الاقليمية التونسية وتحديدا في عرض سواحل المهدية بالساحل التونسي فجر الثلاثاء الفارط دون العثور على اية جثة. وفي سياق متصل بمقاومة عمليات الابحار خلسة ذكرت مصادر امنية لـ«الصباح» ان اعوان الحرس البحري بصفاقس احبطوا خلال الاسبوع الحالي عملية اجتياز للحدود خلسة ألقوا على اثرها القبض على تسعة شبان «تبينوا انهم استولوا على قارب صيد من احد مرافئ ولاية صفاقس وابتاعوا محركا ثم قرروا الابحار خلسة نحو جزيرة «لمبدوزا» الايطالية غير ان محاولتهم باءت بالفشل وألقي عليهم القبض في عرض سواحل صفاقس. ايقاف «حارقين» من جانب آخر علمنا ان اعوان الحرس الوطني بتاكلسة بولاية نابل ألقوا القبض على حوالي سبعة شبان بينما كانوا يستعدون للمشاركة في عملية «حرقان» نحو الاراضي الايطالية. ونجح اعوان اقليم الحرس الوطني بنابل في احباط عملية ابحار خلسة في المهد بجهة قليبية حيث ألقوا القبض على ستة اشخاص داخل منزل وتبين من خلال التحريات ان المشبوه فيهم كانوا ينتظرون سدول الليل للتوجه الى الشاطئ للابحار خلسة باتجاه الاراضي الايطالية ولكن معلومة سرية بلغت الى مسامع المحققين احبطت هذه العملية في المهد وقد تولى اعوان فرقة الابحاث العدلية للحرس الوطني بنابل مواصلة البحث في القضية. وفي بنزرت اوقف اعوان وحدة متنقلة تابعة للمنطقة البحرية سبعة شبان في المياه الاقليمية التونسية وانقذوهم من موت محقق بعد ان شارفوا على الغرق وقد تعهد لاحقا اعوان فرقة الابحاث والتفتيش ببنزرت بالبحث في الموضوع. انقاذ 39 افريقيا من جانب آخر اوردت وسائل الاعلام الايطالية خبرا مفاده ان طاقم مركب صيد تونسي انقذ 38 مهاجرا افريقيا غير شرعي بعد ارساله نداء عبر الاجهزة اللاسلكية الى الحرس البحري بميناء «لمبدوزا» الايطالية. وحسب المصدر ذاته فان طاقم المركب عثروا على عشرات المهاجرين غير الشرعيين على متن زورق في النقطة المحددة بـ36 ميلا جنوب جزيرة «لمبدوزا» يواجهون صعوبات اثناء رحلة غير شرعية انطلقت من احد الشواطى الليبية، وقد توجهت خافرة للبحرية الايطالية وانقذت المبحرين. صابر المكشر (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 29 جويلية 2006)  

ظاهرة في الميزان

غول «الحرقان» يستقطب مئات الشباب ويقضي على ألفي شخص منذ سنة 1990 إلى غاية سنة 2005

«الحرقان» جريمة يعاقب عليها القانون

تونس ـ الصباح عدد كبير من الشباب يحلمون بالهجرة الى اوروبا ويكبر ذلك الحلم بداخلهم لانهم يرون الاراضي الاوروبية اراض من ذهب وفي نظرهم فهي تنبت السيارات الفاخرة والرصيد الكبير في البنوك، وكان الحياة الكريمة لا تكون الا خارج وطنهم. ويكبر الحكم وتبدأ المحاولة في تحقيقه ومنهم من يقع فريسة للتحيل ويرتمي راكعا امام اي شخص يمنيه بتأشيرة سفر ويبيع مصوغ امه واخته او اي شيء اخر ليسلمه الى متحيل ويخال السراب ماء ويظل ينتظر وينتظر الى ان ينتهي به المطاف في المحاكم والتتبعات العدلية، وضحايا المتحللين كثر ولكن النصيب الاكبر هو لغول «الحرقان» او ما يعبر عنه بالهجرة  غير الشرعية فعدد كبير من الشباب يخاطرون بحياتهم في سبيل الوصول الى اورويا او كما يرونها هم «بر الامان ومنبع الجاه والمال» فينخرط هؤلاء ضمن مجموعات وينظمون رحلات لا تخضع لاية مقاييس او ضوابط قانونية فيجمعون الاموال ويسلمونها لمنظم الرحلة او ما يعرف «بالحراق» ويلقون بانفسهم فريسة للامواج دون ان يعطوا قيمة للحياة التي وهبها لهم الله او لقلق عائلاتهم. عينات من «الحرقان» هل تحول «الحرقان» الى ظاهرة فنحن يوميا تطالعنا اخبار حارقين اما ابتلعهم البحر او حالفهم الحظ وانقذوا من الموت في اخر لحظة واخر ضحايا «الحرقان».. «حارقين» لقيا حتفهما عرض سواحل بنزرت بعدما شاركا في «رحلة موت» على متن زورق يقل عدد من الشبان حيث نظموا رحلة فيما بينهم باتجاه ايطاليا ولكن حدث ما لم يكن في حسبانهم فقد غرق الزورق ولقي اثنان منهم حتفهم. انقاذ 200 حارق من الموت ومن منا لا يتذكر هذه الحادثة التي جدت خلال شهر جانفي الماضي في شاطىء صقلية عندما انقلب مركب يقل 200 مهاجر بطريقة غير شرعية تحديدا بين «بوزالو» و«غيلا» جنوب صقلية على متنه مجموعة من الاشخاص من المغرب العربي وكذلك الشرق الاوسط والغريبي انه كان حوالي 10 نساء وطفلين على متن نفس المركب. انقاذ 100 حارق اخرين من الموت  وتنضاف الى قائمة ضحايا «الحرقان» 100 مهاجر غير شرعي اوقفهم حرس الحدود بميناء «لمبدوزا» الايطالية وكانوا على متن مركب صيد وقد واجهوا خطرا كبيرا وصراعا مع اهوال البحر وهم من جنسيات مختلفة. 14 «حارقا» امام محكمة تونس  وفي نفس الاطار احيل مؤخرا على انظار ابتدائية تونس 14 شابا مورطين في عملية ابحار خلسة فيها تحصن المتهم رقم 15 بالفرار وهو منظم هذه الرحلة.  وكانوا قد نظموا هذه العملية ولكن الزورق انقلب بهم كما يحدث عادة وتاهوا في جزيرة جالطة ومن حسن حظهم ان السلطات الامنية المختصة كانت في الموعد لانقاذهم من موت محقق.  وتطول قائمة ضحايا «الحرقان» هؤلاء الشبان الذين يلقون بانفسهم في المخاطر وعادة ما تكون رحلاتهم على متن مراكب صيد تفتقر الى ابسط التأمينات او زوارق من نوع «زودياك» وهي اشد عرضة للخطر.  وعلى الرغم من ذلك فان «الحرقة» على قدر ما فيها من مخاطر فهي الحل الامثل في نظر العديد من الشبان وهذا ما يبرر ارتفاع نسبتهم الى الالاف.  ايقاف اكثر من 15 الف حارق  وبناء على اخر الاحصائيات المسجلة خلال العام الماضي فانه قد تم ايقاف 15 الف «حارق» كانوا يحاولون الوصول الى اوروبا عبر جنوب ايطاليا، كما قدرت منظمات حقوق الانسان عدد المهاجرين الذين قضوا نحبهم بما يزيد عن الفي مهاجر غرقت زوارقهم اثناء محاولتهم الوصول الى السواحل الايطالية منذ سنة 1990. «الحرقان» جريمة يعاقب عليها القانون  «الحرقان» او ما عبر عنه المشرع «بالابحار خلسة» او الهجرة بطريقة غير شرعية وقد نصت على عقاب مرتكبيه المجلة التأديبية البحرية وكذلك قانون فيفري 2004 والمتعلق بجنحة تنظيم مغادرة التراب التونسي خلسة. ويخضع كل «حارق» او «مهاجر غير شرعي» الى عقوبة سالبة للحرية ويقاضي من قبل الدوائر الجناحية وهي عقوبات بين الخطايا المالية كعقوبات تكميلية للعقوبات البدنية المتمثلة في السجن، والذي تتراوح العقوبة فيه من شهر الى 5 اعوام وذلك طبعا حسب القانون الجناحي ولكن في مثل هذه التهم تسلط العقوبة الاشد على منظم الرحلة الذي عادة ما يؤمن وسيلة التنقل وكذلك التخطيط لعملية الابحار. وكما لاحظنا «فالابحار خلسة» على الرغم من خطورته فهو يستقطب عددا كبيرا من الشبان وحتى النساء الذين لم يعوا بعد انهم اذا كانوا اختاروا «الحرقان» كوسيلة للهرب من وضع مادي او مشاكل حياتية يعيشها اي انسان فان جحيم «الحرقان» اشد وطأة فاما ان ينهي حياتهم بالموت وفي افضل الحالات ينجح «الحارق» ويصل الى اوروبا ولكنه يجد نفسه بلا وثائق شرعية لاقامته فيقع ترحيله وارجاعه الى نقطة البداية «فالحرقان» اذن غول يجب الوعي بخطورته للتخلص من هاجسه.  مفيدة القيزاني (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 29 جويلية 2006)


 
ظواهـر سلوكيـة… في فضاءات الترفيه صيفا الإحراج… عائق للترفيه الأسري

تصرّفات مجانية… ألفاظ هجينة ولباس غير محتشم لدى البعض وراء إحجام الأسرة التونسيـة عن الفضاءات العموميـة

إعداد: حنان حجلاوي تونس ـ الصباح تختلف الاراء حول اختيار اماكن الترفيه والترويح عن النفس في فصل الصيف الذي تكثر فيه المناسبات والافراح والعطل المدرسية والجامعية حيث تتوفر فرص الالتقاء والتنزه والمسامرة والتمتع بمميزات هذا الفصل. ولكن هناك مظاهر اصبحت تتعزز في هذه الفترة بالذات نتيجة خروج الكثيرين  لقضاء كامل اليوم في الاماكن العمومية، كالمقاهي والمطاعم وعلى الشواطئ وفي الحفلات والمهرجانات، ومن هذه المظاهر السلوك غير اللائق وألا مسؤول والتفوه بعبارات سوقية لا تمت للادب والاخلاق بصلة بل وتحط من مستوى الاخلاق التي تسبب قلقا واحراجا للاخرين.  «الصباح» رصدت جانبا من هذه المظاهر، والتقت ببعض المواطنين لابراز اسبابها وبحثت حول التفسير الاجتماعي والنفسي لهذه الظواهر وسبل تجاوزها. ** دور الوالدين والمحيط الاجتماعي والتربوي في النشأة المتوازنة ** الرغبة في الاختلاف مع السائد.. لإثبات الذات **  المناسبات والأفراح والأجازات ** صيفا فرصة للخروج عن المألوف ** شهـــادات ** المحيــــط العائلــــي هو المسـؤول ** الإساءة للأخلاق الحميدة… مصدر إحراج للأفراد  حول بعض المظاهر التي تثير احراجا في الاماكن العمومية والتي يعتبرها البعض عائقا للترفيه التقت «الصباح» ببعض المواطنين لتحديدها والبحث في اسبابها.. تقول سيدة (49 سنة عاملة بمركز تجاري) «بأن الشباب اليوم لم يعرف معنى الاحترام» وتؤكد ذلك بما تلاحظه يوميا من سلوكيات بعض الافراد سواءا على مستوى الالفاظ التي تتردد يوميا او من خلال تصرفات غير مسؤولة تسيء للحياء. «هناك بعض الظواهر التي لم تعد غريبة في الشارع مثل اللباس الخليع وغير المحترم ولكن ما يعاب فعلا على شباب اليوم التصرفات والالفاظ التي تسيء للاخلاق الحميدة». ويقول بشير (32 سنة) «اضطر لعدم الخروج مع العائلة لتفادي الاحراج من بعض التصرفات في اغلب الاماكن العمومية».  وفي ذلك السياق تقول ايمان (25 سنة) «ان ما يصدر من سلوك غير لائق بالاساس انعكاس لذات الفرد وتربيته ولمحيطه الذي ترعرع فيه». وتشير الى ان «الاحترام يكون ليس فقط في اللباس المحترم بل كذلك من خلال التصرفات المعقلنة والتي تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات مجتمعنا» و«ان اساس الاحترام هو احترام الذات قبل احترام الاخر».  تقول مريم «ان اللباس غير اللائق لدى الجنسين يعود بالاساس لتأثر الشباب بما تعرضه وسائل الاعلام ومحاولتهم لمواكبة الموضة بدون وعي بالمميزات الثقافية والحضارية والاجتماعية. وتضيف «ان غياب الثقافة بالمبادئ الاجتماعية والضوابط الثقافية المسؤول عن فراغ لدى الفرد ورفض للواقع بمحاولة بناء عالم ينتمي لثقافة وحضارة اخرى يجعل الفرد في تأرجح بين الموجود والمنشود حسب رأيه.  وتعرج على بعض السلوكيات بأن «خصوصيات المجتمع العربي الاسلامي في تراجع متواصل خصوصا لدى الشباب من خلال ألفاظ بذيئة اصبحت تترددبكثرة وفي اغلب الاماكن العمومية اضافة الى تصرفات غير مسؤولة والتي تسيء الى الاخلاق الجماعية. وعلى نفس المنوال تقول نجوى (استاذة جامعية) ان «عدم الاحترام يمكن ملاحظته في المناطق السياحية وعلى كامل اليوم، فلا يمكن اعتبار ما يحدث لدى الشباب ترفيها او ترويحا عن النفس بقدر ما هو انحلال اخلاقي واستهانة بالمبادئ والقيم». وترجع اسباب هذه المظاهر الى «غياب دور الوالدين في توعية الشباب بأهمية احترام الاخر لانه احترام للذات كما تؤكد جودة (صاحبة محل ملابس جاهزة) بأن الشباب يعبر عن اراءه ومواقفه بطريقة تسيء لحاضره ولمستقبله وهو ما يمكن وصفه بعدم الشعور بالمسؤولية ويبدأ ذلك من الاختيارات في المظهر اللائق من خلال اللباس الى الصترفات والالفاظ الهجينة التي يتفوهون بها في كل مكان بسبب او بدون سبب».  وحول اختيار الشباب للباس تقول «ان معظم الشباب يبحثون عن الموضة ويحبذون الملابس المستوردة دون الاخذ بعين الاعتبار اذا ما كانت محتشمة بل الهدف الاساسي مواكبة صراعات الموضة وهو ذات السبب الذي يكون المسؤول عن بعض التصرفات الغير معقلنة». علم النفس يؤكّد: تراجع دور العائلة ووسائل التأطير والتربية وراء غياب احترام الآخر يرى علم النفس بأن الشباب يتعامل مع الشارع وكأنه مكان عشوائي لا يحميه قانون او نظام الى جانب عدم احترام الاخرين المتواجدين في الشارع. يعد الوسط الذي يميز الشباب التونسي في الاوساط التي لا يمكن اعتبارها شرقية او غربية بل يمكن فهمها من خلال التركيبة النفسية للفرد بأنها خليط من الثورة الذاتية. فالتونسي لا يمكن اعتباره شرقيا او غربيا بل هو مزيج من الحضارات التي طبعت عاداته وتقاليده وحياته اليومية وحتى تصرفاته. ولكن هناك عوامل حضارية قد اقترنت بشخصية بعض الافراد مما اخرجهم من الموروث الحضاري والثقافي الى افراد يعيشون على هامش الحياة وبذلك يصبحون مارقين عن القانون الاجتماعي وينطبع بذلك رفض الاخر لهم وينطلقون في محاولة اثبات الذات داخل المجتمع من خلال اختراق القوانين وابتداع ما لا يتناسب مع السائد تحت شعار «خالف تعرف» ولكن في اطار ما تقبله المنظومة الاجتماعية كاملة.  الى جانب هذا يظل هذا الفلتان او الخروج عن المألوف والسائد نابع من فراغ ذاتي فيصبح الفرد في طريق للبحث عما يجعله موجودا في حياة الاخرين. الحل: تعزيز دور الدين والعائلة  وما يراه علم النفس لحل لهذه التجاوزات والتي لا تثري لا الذات او المجموعة بل تفجر كبتا يضر بالجميع، هو ان ينبع الاحترام للاخر من الاحترام للذات وهو نوع من التحضر الداخلي للفرد يلزمه بأن يعايش الدين والقانون ليس كضوابط يفرضها المجتمع بل كاتفاق بين افراده.  ويعتبر علم النفس ان المسؤول الوحيد هو غياب الوازع الاخلاقي الى جانب تراجع دور الاعلام والتربية والدور الاساسي الذي تلعبه الاسرة في حياة الطفل والمراهق والشاب.  وتنطلق هذه المهام التي يقوم بها المجتمع من خلال تنشئة الطفل فيقترح علم النفس ان يعامل الطفل بمراوحة بين اللين والقوة حتى يفهم معاني الاحترام والاتفاق وحقوق الاخر وبذلك لا يصبح في حاجة للجاهز بل يصبح في سن مبكرة قد تعود على التفكير الذاتي وعلى ربط الواقع بالقيم والمبادئ فيحقق التوازن الذاتي ليتحقق في حياته التوازن النفسي. (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 29 جويلية 2006)


على الشواطئ وبدور الشباب:

5 آلاف شاب تحت مجهر الثقافة الجنسية

* تونس ـ الشروق : أعدّ ديوان الاسرة والعمران البشري برنامجا موجّها لشباب الشواطئ لتثقيفه وتوعيته حول مخاطر الامراض الجنسية وخاصة السيدا. وسيكون حوالي 5 آلاف شاب وشابّة على موعد مع أخصائيين في الامراض الجنسية وإطارات صحية تابعة للديوان للاجابة عن جميع تساؤلات الشباب خاصة أن السيدا استقرّت في حدود الف حالة في تونس بفضل البرامج التحسيسية والمساعي التوعوية. وتلتئم الحملة على امتداد شهر جويلية وأوت وسبتمبر بعدد من الشواطئ التونسية خاصة المعروفة بكثرة الاقبال عليها بالاضافة الى دور الشباب والثقافة بكامل تراب الجمهورية وسيتم تمرير كل المعلومات المتعلّقة بالوقاية من الامراض الجنسية والحمل غير المرغوب فيه عن طريق أنشطة تثقيفية ترفيهية. وينتظر أيضا أن يتم توزيع بعض الوسائل الوقائية من الامراض الجنسية لا سيما منها السيدا على الشباب الحاضر. ويذكر أن هذه الحملات وجدت خلال السنوات الماضية صدى واسعا في صفوف شباب الشواطئ حيث انتفع الكثير منهم بنصائح المختصين وبوسائل الوقاية بصفة مجانية. * نزيهة (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 28 جويلية 2006)


 

تفاصيل الزيادات في الاجر الادنى وجرايات التقاعد

* تونس (وات): جاء في بلاغ صادر عن الوزارة الاولى انه تجسيما لما اذن به الرئيس زين العابدين بن علي بخصوص الترفيع في الاجر الادنى المضمون وبعد التشاور مع المنظمات المهنية المعنية تقرر ان تكون الزيادات كالاتي:
1ـ الزيادة في الاجر الادنى المضمون لمختلف المهن /نظام 48 ساعة/بـ7 دنانير و72 مليما ليرتفع من 224 دينارا و224 مليما الى 231 دينارا و296 مليما. 2ـ الزيادة في الاجر الادنى المضمون لمختلف المهن /نظام عمل 40 ساعة/بـ 5 دنانير و894 مليما ليرتفع من 194 دينارا و827 مليما الى 200 دينار و721 مليما. 3ـ الزيادة في الاجر الادنى الفلاحي المضمون ب 220 مليما في اليوم ليرتفع من 6 دنانير و909 مليما الى 7 دنانير و129 مليما. 4ـ الزيادة في الاجر الادنى للعملة الفلاحيين ذوي الاختصاص ب 245 مليما في اليوم ليرتفع من 7 دنانير و334 مليما الى 7 دنانير و579 مليما. 5ـ الزيادة في الاجر الادنى للعملة الفلاحيين ذوي الكفاءة ب 270 مليما في اليوم ليرتفع من 7 دنانير و714 مليما الى 7 دنانير و984 مليما. وتدخل هذه الاجراءات التي ينتفع منها حوالي 280 ألف عامل حيز التنفيذ بداية من اول جويلية 2006.
ومن جهة اخرى ووفقا لاصلاح نظام التقاعد الذى تم اقراره سنة 2001 سيتم الزيادة في جرايات التقاعد في النظام العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بنسبة تساوي نسبة تطور الاجر الادنى وينسحب هذا الاجراء على حوالي 300 الف متقاعد وذلك بداية من اول جويلية 2006.
وعلى صعيد اخر وتجسيما لرعاية الرئيس زين العابدين بن علي للعائلات المعوزة وفاقدي السند وعملة الحضائر تعلم الوزارة الاولى انه تقرر:
1ـ الزيادة في المساعدة المقدمة من قبل ميزانية الدولة لفائدة العائلات المعوزة بـ 10 دنانير لترتفع من 130 دينارا الى 140 دينارا في الثلاثية ويسحب هذا الاجراء على حوالي 115 الف عائلة معوزة منتفعة. 2ـ الزيادة في المساعدة المقدمة من قبل ميزانية الدولة لفائدة المسنين والمعوقين بـ 10 دنانير لترتفع من 130 دينارا الى 140 دينارا في الثلاثية ويسحب هذا الاجراء على حوالي 7 الاف مسن ومعوق معوزين غير قادرين عن العمل. 3ـ الزيادة في المنحة المقدمة لعملة الحضائر الذين يشتغلون بصفة ظرفية بـ 200 مليم في اليوم.
وتدخل هذه الاجراءات حيز التنفيذ بداية من اول جويلية 2006 مع العلم انه تم بعد الزيادة في المنحة المسندة لعملة الحضائر الذين يشتغلون بصفة مسترسلة في المصالح الادارية العمومية بمبلغ يتراوح بين 7 دنانير و500 مليم و20 دينارا في الشهر وذلك لاستكمال تجسيم البرنامج الذى أقره رئيس الدولة لفائدتهم. (المصدر: صحيفة الشروق التونسية بتاريخ 29 جويلية 2006)  


إحاطة ورقابة مشدّدة لضمان سلامة الأجهزة والبرامج المعلوماتية

* تونس ـ «الشروق» :
تتتالى بصفة دوريّة الاصابات على أجهزة الكمبيوتر والنظم المعلوماتية نتيجة الانتشار اليومي والمتواصل للعديد من الفيروسات التي تتفاوت خطورتها من صنف الى آخر وتتنوّع تأثيراتها بحسب درجة الاصابة.
وبرع قراصنة الكمبيوتر وشبكات الانترنات في ابتكار وايجاد فيروسات جديدة لتجاوز كل العوائق وتقنيات السلامة الحديثة ويشتكي العديد من المواطنين بصفة تكاد تكون يومية وبخاصة منهم هواة الابحار على الانترنات من تكاثر الفيروسات والتي من أخطرها ما يهدّد سلامة الجهاز، ولاحظ بطعض المواطنين وجود أنواع جديدة من الفيروسات مثل Trojan وDailer وهي من الأنواع التي ترسل عبر البريد الالكتروني أو تحمّل وسط صفحات الواب وتصيب الجهاز في الجزء المتعلّق بالارتباط بشبكة الانترنات بحيث يُصبح الجهاز مسيرا من شخص آخر بصفة خفيّة وغير مباشرة فيتدخّل ويمنع استمرارية العمل أو يُعطّب بعض البرامج، كما يمكن لقراصنة الانترنات استعمال ذلك الفيروس لانجاز اتصالات هاتفية وعبر شبكات الانترنات عبر الجهاز المصاب.
وفي بلادنا وأمام التوجه الواسع نحو التأسيس لاقتصاد ينبني على المعرفة وعلى آخر التكنولوجيات الحديثة في تأهيل مختلف القطاعات واستدامة التطوّر والنمو في جميع المجالات تحرّكت الحكومة بصفة فاعلة وبعثت للغرض جهازا إداريا وفنيا هو الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية التي أوجدت عدّة آليات للاحاطة بمختلف الطوارئ التي قد تنشأ في النظم المعلوماتية أو أجهزة الحاسوب جرّاء تسرّب بعض أنواع الفيروسات.
ويعتبر مركز الاحاطة والمساندة في مجال السلامة المعلوماتية الأول من نوعه في افريقيا والعالم العربي وهو يقدّم خدماته 24/24 ساعة كامل أيام الأسبوع وذلك لفائدة كافة مستعملي الحواسيب وشبكات الأنترنات والمـؤسسات والمتصرّفين في شبكات المعلوماتية. ويقوم بتقديم خدماته المتّصلة بمجال السلامة المعلوماتية كالإجابة على الاستفسارات أو تقديم المساندة عند التعرّض الى صعوبات تتعلّق بمجال السلامة مثل إزالة الفيروس أو تركيز مضاد للفيروسات.
وتقول مصادر وكالة السلامة المعلوماتية أن مركز الاحاطة والمساندة مفتوح على ذمّة المواطنين لزيارته واصطحاب حواسيبهم الشخصية لحلّ الصعوبات التي تتصل بالسلامة كإصابة بفيروس أو تركيز برنامج سدّ الثغرات أو تركيز حلول سلامة مجانية للاستعمال الشخصي والاستعلام حول مختلف الاشكاليات.
كما تسدي الوكالة خدمات تحسيسية متواصلة عبر البريد الالكتروني وبصفة مجانية وقالت مصادرنا أنه تم منذ بداية السنة الحالية ارسال أكثر من 150 رسالة الكترونية لفائدة أكثر من 6600 مشترك. * خالد الحدّاد (المصدر: صحيفة الشروق التونسية بتاريخ 29 جويلية 2006)

نجاح جماهيرى وفني لحفلي الفنانة العالمية ماريا كارى بتونس

في تصريح خص به وكالة تونس افريقيا للانباء اكد السيد عصام العلاني ممثل موءسسة انترفال افنتس ان النجاح الجماهيرى والفني والاعلامي الذى ميز حفلي النجمة العالمية ماريا كارى يومي 22 و24 جويلية 2006 بالملعب الاولمبي بالمنزه ثمرة من ثمار المنزلة الاستراتيجية التي تحظى بها الثقافة في المشروع المجتمعي للرئيس زين العابدين بن علي ودليل على سلامة الرهان الوطني على ثقافة ثوابت العولمة لما يحتله الفعل الثقافي في مجتمع المعرفة والمعلومات من اهمية في التنمية ونشر ثقافة الحوار والتقارب بين الامم والشعوب ومن قدرة على التعريف بالمنجزات وبالخصائص الحضارية . وابرز ان الاقبال الجماهرى الهام الذى تجاوز 80 الف مفترجا في الحفلين يوءكد تعلق الشعب التونسي بثقافة التسامح وكل القيم التي كرستها مبادرات الرئيس زين العابدين بن علي لارساء عالم متضامن تنهض فيه الثقافة بدور محورى كالية للتعارف والتلاقح والابداع المشترك . واوضح ان انجاح هذه التظاهرة تطلب تعبئة ما لا يقل عن 3600 شخصا للانتاج وتركيب الديكور والصيانة وتامين السلامة والحماية متوجها بالشكر الى كل الكفاءات التونسية التي أبهرت الطرف الأجنبي بمهنيتها العالية وقدرتها على التعامل مع أحدث التكنولوجيات . وفي خصوص التغطية الاعلامية للحفلين بين السيد عصام العلاني ان مؤسسته كانت حريصة منذ البداية على تيسير مهمة الاعلاميين وهو ما مكنهم من اداء وظيفتهم في افضل الظروف موضحا أن الاهتمام الإعلامي الوطني والدولي بهذه التظاهرة أمر ايجابي يؤكد دور الفن كرسالة سلام ومحبة وتضامن . واشار محدثنا الى ان عدد الاعلاميين المعتمدين رسميا في الحفلين تجاوز 150 منهم 19 صحفيا ومصورا قدموا خصيصا من الخارج . (المصدر: موقع « أخبار تونس » الرسمي بتاريخ 28 جويلية 2006)


 

بسم الله الرحمان  الرحيم
و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين

تونس في 28/07/2006

بقلم محمد العروسي الهاني –  مناضل دستوري رئيس شعبة  الصحافة الحزبية سابقا

تعقيبا على افتتاحية بعنوان جمهوريون إلى النخاع بمناسبة عيد الجمهورية 25 جويلية 1957

إنّ ما جاء في إفتتاحية صاحبنا الذي يكتب 5 مرات أو أقل في العام على إمتداد 12 شهرا اشار في رسالته في الصفحة الأولى أنه من جيل الجمهوريون حتى النخاع… و تعقيبا على ما ورد في كلامه اقول أنّ لنهج و وهج و خط و ثوابت الجمهورية شروط أساسية منها بالخصوص الاصالة و التجذّر و الإنتماء الحقيقي لمبادىء و ثوابت الجمهورية و قيمها الاصيلة و الرصيد السياسي و الوطني الهام و التاريخ المشرّف و التضحية و التطوع و المشاركة الفاعلة في بناء الجمهورية.

عندما يتكلم السيد رشيد إدريس المناضل الكبير و عضو مجلس التأسيسي الأول و عضو  الديوان السياسي للحزب الحر الدستوري التونسي في مؤتمر سوسة عام 1959 و يصرح بأنه  جمهوري إلى النخاع الناس يصدقونه لأنه فعلا لعب دورا هاما و فاعلا و بارزا و حاسما يوم 25 جويلية 1957 في قاعة مجلس النواب بباردو و اصدع برأيه و تكلم بحماس و طالب بإلغاء النظام الملكي و إعلان الجمهورية التونسية و عندما يتكلم المناضل الحبيب طليبة الناس يصدقونه لأنه شارك في المجلس التأسيسي و غيره من الرجال البررة الذين صنعوا ملحمة و تاريخ الجمهورية مع قائدهم و رمز الوطن المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة

و عندما يتكلم المناضل محمد المصمودي على ظروف تحرير الدستور التونسي عام 1959 الناس كبار الحومة يكبرونه  و يتفاعلون معه و هذا  المناضل له رواية حلوة و قصة مشوّقة و ذكريات جميلة مع الزعيم المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة

حيث أصرّ السيد محمد المصمودي المناضل المعروف على تمجيد خصال الزعيم الحبيب بورقيبة في توطئة الدستور و ذكره كمؤسس للجمهورية و باني الدولة العصرية و بطل تحرير الوطن رفض بورقيبة هذا التمجيد في مقدمة التوطئة و قال كلمته المشهورة التاريخية   » الدستور فوق الأشخاص و فوق الزعماء و هو الدستور الذي فوق كل شىء »

ورغم إلحاح السيد محمد المصمودي النابع من الوفاء و المحبة للمجاهد الأكبر الزعيم الحبيب بورقيبة إلا أنّ الزعيم رفض من جديد معلنا قداسة الدستور التونسي.

هذه بعض الذكريات حول تحرير الدستور و الرجال الذين شاركو في تحريره رجال برره صادقين مخلصين أمثال المناضل جلول فارس رئيس مجلس النواب رحمه الله و ثلة من خيرة مناضلي الوطن و الحزب.

صاحبنا اين كان و ماذا كان يعمل في باريس أيام النضال

حتى قبل التغيير عام 1987 و هل ساهم بيوم واحد في بناء أسس الجمهورية و قواعدها و هل كان يؤمن بثوابتها و هل كان من المدافعين عنها و هل أثنى الركبة في تشكيلة حزبية أو منظمة طلابية أو شبابية أو جمعية من أجل إعلاء الجمهورية أو ساهم بحجرة واحدة في إستقلال الوطن أو ضحى بالنفس و النفيس يوما واحدا.

صاحبنا جاءت به الظروف و برز في صدفة و في حوار دام ساعة بقناة الجزيرة.

و صدق أخونا فاضل الحميدي المحامي عضو اللجنة المركزية للتجمع 3 دورات سابقا أنه قال في مناسبة أمام السيد محمد جغام عضو الديوان السياسي للتجمع الدستوري الديمقراطي.

قال قصة ربما خيالية أو صحيحة الله أعلم أنّ يهودي كان في القيروان و عندما مرض و شعر بقرب المنيّة ذهب إلى شيخ الإسلام و قال له لو أدخل الإسلام و اتوب إلى الله و اشرع في الشهادة و الصلاة هل يتوب الله عليّ قال له الشيخ الله تواب رحيم فاسلم الرجل و تاب و عاد إلى منزله و بعد يوم واحد مات مسلما فقال الناس معلقين على إسلام هذا الرجل لم يصم في حرّ الصيف و لم يصلي في جوف الليل و لم يصدق و يزكي و دخل الإسلام و مات مسلما و للحديث إشارات و مفاهيم و معاني و مغزى كبير لمن يفهم المعاني و الإشارات.

صاحبنا لم يكتب إلا خمسة إفتتاحيات في العام و النفقات لا تحصى و لا تعد

حتى الأكل و فطور الغذاء في المكتب على حساب المؤسسة و الهاتف لأسرته و المنحة الشهرية لنجله مقابل بعض المساهمات المتواضعة لإبن التاسعة عشر و البنزين و هو يتكلف على المؤسسة تقريبا بـ65 ألف دينار في العام بينما رئيس التحرير السيد محسن الجلاصي الشاب الناشط يكتب 23 إفتتاحية في الشهر الواحد هذا الصحفي القدير عرفته طالبا متحمسا و مناضلا غيورا و كان رئيس شعبة الطلبة و انخرط في العمل الصحفي عام 1976 أي منذ 30 عاما و كان ملتزما متحمسا و في عام 1976 كان في سنّ 23 سنة يتقد حماسا و اليوم بعد 30 سنة من العمل المضني الشاق الطويل  و قد اختاره السيد الهادي البكوش عندما كان وزيرا للشؤون الإجتماعية عام 1986 ليكون الأخ محسن الجلاصي مكلفا بالإعلام بالوزارة ثم التحق بالوزارة الأولى عندما أصبح السيد الهادي البكوش وزيرا أول في عهد التغيير تلك هي لمحة عن أخونا محسن الجلاصي و اليوم جاء صاحبنا الجمهوري للنخاع وارادا التشفي من خيرة المناضلين الدستوريين أمثال محسن الجلاصي و محسن الرزقي و الشاذلي باشا و صالح مفتاح و فتحي عبد الرزاق و غيرهم لأنهم من اقدم المناضلين في الصحيفة و صاحبنا معروف بإتجاهه الفكري و إنتمائه السياسي و هو عكس خط الصحيفة التي أسسها الزعيم  الحبيب بورقيبة في غرة نوفمبر 1932.

لسان ناطق بإسم حركة التحرير و حزب الإستقلال الحزب الحر الدستوري التونسي الجديد و المثل يقول فاقد الشىء لا يعطيه و هذا الرجل محظوظ أكثر من غيره رغم أنّ مساهمته كما اسلفت برزت في صدفة… بينما الذين ضحوا 30 سنة هم الآن في التقاعد المبكر في سنّ العطاء و السخاء و البذل.

و صدق أخونا فاضل الحميدي في قصة إسلام اليهودي الذي لم يصلي في جوف الليل و برد الليالي و لم يصم في حرّ أوت وأوسو و لم يحج على ظهر الناقة لمدة سنة و بمجرد إسلامه مات و لم يقدم عبادات و هذا شأن الذين لم يضحوا أبدا أمثال صاحبنا الذي كلن متفرجا ناقدا أيام النضال.

مقياس جديد نمتحن به الجمهوريون إلى النخاع إذ كانو جمهوريين بحق

و قد اسلفت بأنّ صاحبنا تصل مرتباته و المنح المادية و العينية حوالي 5.500 دينار في الشهر لو يتم إقرار إجراء ثوري جريء يحدد المرتبات و المنح المادية على أن لا تتجاوز 2800 دينار و المنح العينية لا يتجاوز 700 دينار الجملة 3.500 دينار شهريا و الباقي حوالي 2.000 دينار هذا المبلغ في السنة 24.000 ألف دينار إذا ضربناه على عدد 2.500 مسؤول مثل صاحبنا الجمهوري للنخاع لوجدنا المبلغ 60 مليار سنويا يسدّد هذا المبلغ أجور 7500 طالب مجاز شهريا عاطلين عن العمل بمعدل 660 دينار تلك هي بحق صفة من صفات الجمهوري على النخاع و على صاحبنا المبادرة بتجسيم هذا المقترح و يسعى لتكريسه بعد تهيئة الظروف بواسطة الصحيفة التي يديرها لسان التجمع و يكون نداء جمهوري إلى النخاع إذا صدقت النوايا و صح العزم و أعتبر أنّ المؤسسة ليست بقرة حلوب يحلبها حتى تعصر الدم و عندما تضعف أو تموت البقرة نطالب بتعويضها حالا . قال الله تعالى : وفي ذلك فليتنافس المتنافسون و قال أيضا و لمثل هذا فليعمل العاملون. صدق الله العظيم . و قال و ما ربك بغافل عما تعملون  صدق الله العظيم

ملاحظة هامة :

نرجوا الرجوع إلى المقالات الصادرة بموقع الأنترنات أيام 13 و 26 و 28 جوان 2006 بموقع الأنترنات تونس نيوز و مراجعة المقال الصادر يوم 10 جويلية 2006 بعنوان رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية في الغرض  و السلام

                       محمد العروسي الهاني

                مناضل دستوري تونسي

 كاتب عام جمعية المحافظة على التراث البورقيبي


حقوق المرأة بين الكونية والخصوصية

تغطية : عادل القادري نظم حزب الوحدة الشعبية بمناسبة مرور خمسين سنة على صدور مجلة الأحوال الشخصية ندوة فكرية وسياسية تحت عنوان : حقوق المرأة بين الكونية والخصوصية. ، شارك فيها عدد من الجامعيات والجامعيين ومكونات المجتمع المدني والأحزاب السياسية من تونس والمغرب وفرنسا. وذلك يوم 21 جويلية 2006 بالضاحية الشمالية حلق الوادي ـ تونس. وقد أشرف على افتتاح فعالياتها الرفيق محمد بوشيحة الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية الذي دعا الحضور إلى الوقوف دقيقة صمت ترحما على أرواح شهداء العدوان الصهيوني على لبنان وفلسطين، ليؤكد بعد ذلك أهمية موضوع هذه الندوة رابطا بين تحرر الإنسان وتحرير الأرض ، وقد كان تحرر المرأة الذي شكل جوهر مجلة الأحوال الشخصية محطة تاريخية وتأسيسية في مشروع تحديث المجتمع التونسي ودولة الاستقلال ومكسبا وطنيا ما فتئ يتعزز بالتنقيحات التقدمية لعل أهمها تلك التي تمت سنة 1993 بمبادرة من الرئيس زين العابدين بن علي ، وجدد دعوة حزب الوحدة الشعبية إلى مزيد النهوض بالتشريع الأسري وغيره من التشريعات بما فيها الدستور باتجاه تجذير قيم الجمهورية والفصل بين الوضعي والديني وعدم الخلط بينهما وتجاوز مرحلة الاقتباس الأولى من الأحكام الفقهية. ودعا المشاركات والمشاركين في هذه الندوة إلى تقديم المقترحات العملية في هذا الصدد بما يزيد من مناعة مشروع الحداثة والتقدم ببلادنا وتعزيز حقوق المرأة في القانون والممارسة و يضمن المساواة التامة بين الجنسين. وقد ركزت المداخلات التي تم تقديمها والنقاش التي تلاها في هذه الندوة على تقييم مكتسبات المرأة التونسية ونقائصها في التشريع والممارسة مع مقارنتها ببعض النماذج والأوضاع الأخرى العربية والأوروبية. الأستاذ عبد الرحمان كريم ( نائب الرئيس السابق للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان) أكد في مداخلته المتعلقة بمجلة الأحوال الشخصية والتشريعات المتممة لها على أن الأهم من الفصول القانونية والتنقيحات المتعلقة بها هو الأساس الفكري والنظري والسياسي والغايات المجتمعية التي يهدف إليها المشرع من وراء تلك النصوص التشريعية. مذكرا أن المجلة التي صدرت بمقتضى أمر ودخلت حيز التنفيذ في غرة جانفي 1957 قد سبقها عقود من تنازع الآراء كما أثارت حين صدورها وبعده عدة اعتراضات من طرف رجال الدين والتيار المحافظ وقد أخذ ذلك بعين الاعتبار فيما يمكن تسميته بوثيقة شرح الأسباب كما قدمها السيد أحمد المستيري وزير العدل آنذاك وقد حرصت على دحض الاتهامات الموجهة للمجلة بالخروج عن الدين الإسلامي، ولكن سرعان ما قبلها المجتمع التونسي ذو القدرة الكبيرة على التأقلم . وقد أتاحت المجلة للمرأة التونسية حرية الزواج والطلاق ومنعت تعدد الزوجات و ألغت التنقيحات الأخيرة واجب الطاعة وأقرت مفهوم الاشتراك ، وبيّن الأستاذ كريّم التفاعل الإيجابي للمشرع التونسي ومجلة الأحوال الشخصية وغيرها من النصوص القانونية الأخرى مثل مجلة الجنسية ومجلة الالتزامات والعقود مع الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق المرأة مثل اتفاقية كوبهاغن لسنة 1979 التي صادقت عليها تونس سنة 1985 . ودعا إلى التفكير الجدي في موضوع المساواة في الإرث والنقلة النوعية التي ستحققها المجلة في حال إقراره. أما السيدة كبيرة شاطر (النقابية بالاتحاد المغربي للشغل والمناضلة في صفوف اليسار الاشتراكي الموحد) فقد أبرزت في مداخلتها المتعلقة بمدونة الأسرة في المغرب تطور المطالب النسائية المتعلقة بتعديل هذه المدونة والتعديلات السياسية و اعتبرت أن الطابع الشريف والمقدس للتشريع هو الذي حال دون تحديث المجتمع المغربي ككل ولمدونة الأسرة المغربية خصوصا وذلك لأزيد من 40 سنة حيث صدرت مدونة الأحوال الشخصية في 1957 بمقتضى ظهير شريف ولقد عكست بشكل واضح مدى تحكم العقليات المحافظة .و في سنة 1962 تأسس الاتحاد التقدمي لنساء المغرب ، وهو أول منظمة نسائية مستقلة عن الأحزاب وقد عرف حركية متميزة سواء على مستوى المطالب أو أساليب العمل. إلا أن حالة الاستثناء التي عرفها المغرب في 1965 قد حجمت العمل السياسي والنقابي والحقوقي طيلة سنوات عديدة ولم يكن من السهل الوصول بالمطالب النسائية إلى أوسع الجماهير المغربية حيث تم التضييق على الحريات العامة وضرب الحق في التنظيم ومصادرة الرأي الآخر. إلا أن التنظيمات النسائية انتفضت منذ الثمانينات مطورة ملفها المطلبي مركزة على الخطاب الحقوقي و الاجتماعي والقانوني وكان من ضمن الأولويات التركيز على مدونة الأحوال الشخصية. وقد مرّ النضال النسائي لتغيير المدونة بعدة محطات أساسية أولها تأسيس المجلس الوطني للتنسيق من أجل تغيير مدونة الأحوال الشخصية والدفاع عن حقوق المرأة في سنة 1992 حيث تشكلت من نساء الأحزاب والجمعيات والنساء النقابيات عدة لجان محلية ووطنية بالاتحاد المغربي للشغل والكنفيدرالية الديمقراطية للشغل وغيرها و انطلقت بعريضة مطلبية حول تغيير المدونة. وقد قدم هذا المجلس عدة مطالب ( مثل رفع سن الزواج إلى 18 سنة ـ إلغاء الولاية في الزواج ــ منع تعدد الزوجات ـ حق المرأة في الولاية على أبنائها مثل الرجل ـ النفقة وحق المرأة في الحضانة ـ إقرار الطلاق القضائي…). إلا أن استنهاض وتعبئة النساء والمجتمع قد أثار ردود فعل مختلفة مثل صدور فتاوى في حق النساء المناضلات وصلت حد التكفير والتهديد ( بيان جريدة الرأي ذات التوجه المحافظ ، فتاوى مجلس العلماء في تطوان …). كما أن احتواء الدولة والتفافها على المطالب النسائية و تردد بعض القوى السياسية الديمقراطية في تبني المطالب النسائية لحسابات سياسوية جعلتا من تعديلات 1993 بسيطة وشكلية ومتناقضة في مضامينها ومجانبة لإقرار المساواة بين الزوجين. وقد شهدت أيضا الساحة النسائية في المغرب تجربة ربيع المساواة وهي حركة تنسيقية من أجل تعديل المدونة. ليتم الإعلان عن صدور مدونة الأسرة سنة 2004 بعد تنصيب اللجنة الاستشارية الخاصة بمراجعة مدونة الأحوال الشخصية . إلا أن هذه المرة قد أحيلت على البرلمان بمجلسيه وعلى مجلس الوزراء، أي أن طابع القدسية قد انزاح عن النص، باعتباره أصبح نصا قانونيا قابلا للنقاش والتعديل، و تم اللجوء فيه إلى العديد من الاجتهادات الإيجابية. لكنها اعتبرت أن المساواة بين الجنسين لم تتحقق في المدونة الجديدة لا في إبرام عقد الزواج ولا في الطلاق . ومع ذلك فقد أجمعت أغلب المكونات النسائية على كونها استجابة للمطالب النسائية وعلى أهمية المكاسب، بل هناك من رفع برقيات شكر وامتنان إلى الديوان الملكي. و قد أجابت السيدة كبيرة شاطر عن السؤال الذي تضمنته مداخلتها : ماذا بعد صدور المدونة ؟ وماذا بعد تطبيقها خلال سنتين؟ بشيء من التحفظ وعدم الرضا عن واقع حال المرأة المغربية اليوم رغم التنقيحات العديدة التي تضمنتها المدونة الجديدة للأسرة . وأكدت على ضرورة مواصلة النضال من أجل العمل على إلغاء جميع البنود التي تكرّس التمييز بين الرجل والمرأة و التخلي عن الصيغ والعبارات التي تحطّ من كرامة المرأة و تغيير المقتضيات التي تحدّ من الأهلية القانونية للمرأة و منع تعدّد الزوجات و إلغاء أشكال التطليق وإقرار المساواة بين الرجل والمرأة في مساطر الطلاق و إقرار المساواة بين الأم والأب في النيابة الشرعية على الأبناء ومراقبة المرشدين القضائي والاجتماعي لمدى استفادة المحضون من النفقة و تحمل الدولة لمسؤولية الأطفال المعاقين ذهنيا وليس الأم وحدها أو الأسرة و سنّ قوانين لحماية المرأة من العنف والتحرش الجنسي مع تجريم العنف ضد النساء بما فيه العنف الزوجي و مكافحة الاتجار المنظم بالنساء والأطفال بما في ذلك الاتجار لأغراض الاستغلال الجنسي وإنتاج المواد الإباحية والبغاء والسياحة الجنسية وغيرها والقضاء عليها ومحاكمة ومعاقبة المسؤولين عليها… و أعربت عن التطلع إلى أن تعمل الجهات المسؤولة على تقديم التقرير الحكومي الخاص بأوضاع المرأة للجنة الأممية المعنية بحقوق المرأة وإدراج الجوانب المتصلة بأوضاع النساء في التقارير الأخرى المقدمة إلى اللجنة الأممية المعنية السيدة فتيحة السعيدي ( أستاذة علم الاجتماع) ركزت مداخلتها على حضور المرأة في الشأن العام وقدمت العديد من الإحصائيات المتعلقة بتواجد المرأة في العديد من المجالات والقطاعات الاجتماعية والثقافية ومراكز القرار وأشارت إلى مفهوم تمكين المرأة مثلما تضمنته خطة عمل المؤتمر العالمي حول المرأة وإعلان بجين 1995. و لم تخف انشغالها من تنامي التيارات الأصولية التي تعتبر ليس فقط تهديدا لحقوق المرأة بل تهديدا للحياة الديمقراطية ككل . من ناحية أخرى أشارت إلى الدراسة التي قامت بها جمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية بخصوص موضوع المساواة في الإرث والتي تبيّن من خلالها أن العديد من الأولياء في تونس يورثون أبناءهم وبناتهم بالتساوي، ولكن ليس هناك حوار عام أو وطني حول مثل هذه المواضيع. السيدة منجية الزبيدي ( منسقة اللجنة الوطنية للمرأة العاملة بالاتحاد العام التونسي للشغل) أبرزت في مداخلتها المتعلقة بالمرأة والعمل النقابي مكانة المرأة التونسية في الدورة الاقتصادية وانعكاسات العولمة على عمل المرأة مشيرة إلى أن الدولة اليوم بصدد المصادقة على الاتفاقية الدولية عدد 135 ، وذلك بعد نضالات طويلة قام بها الاتحاد العام التونسي للشغل ، وشددت من جهة أخرى على موقف الاتحاد من ظاهرة المناولة والسمسرة باليد العاملة وخصوصا من النساء، ملاحظة ضعف الثقافة العمالية وضرورة تغيير العقليات لمواجهة غياب المساواة بين الجنسين في الهياكل النقابية ، فرغم أن النساء يمثلن حوالي 50 بالمائة من المنخرطين في الاتحاد لا يوجد من بين 387 مسؤول نقابي في الجامعات سوى 15 امرأة في حين أصبح عدد النساء على رأس الاتحادات الجهوية 2 من 24 بعد أن كان صفرا. أما المكتب التنفيذي فقد بقي منذ تأسيس الاتحاد إلى اليوم خاليا تماما من حضور المرأة النقابية. وهذا ما سيتم العمل على تفاديه خلال المؤتمر القادم سنة 2007 . السيدة مرضية القادري (الباحثة في علم الاجتماع بجامعة سترازبورغ ) ركزت مداخلتها حول حقوق المرأة المغاربية المهاجرة في فرنسا بين التصورات النمطية وواقع الهجرة المتحول . وأوضحت أن المرأة المغاربية المهاجرة في فرنسا تعاني من تمييزين الأول من جهة كونها امرأة والثاني لانتمائها لجالية تعاني بدورها من التمييز ، وقد نبهت الباحثة إلى استراتيجية الإعلام وبعض الدراسات الاجتماعية الموجهة وتناولها للمرأة المغاربية كعنصر فردي مضطهد في مجموعة يجب حمايته وتحريره منها وتضخيمها لصورة الفتاة المغاربية كضحية عائلتها وجاليتها والتقاليد المستوردة من بلد المنشأ ولا سيما في مواضيع مثل التزويج بالإكراه والحجاب… والغاية من وراء ذلك الطرق الإعلامي و(الأكاديمي) ليس بالضرورة الدفاع عن حقوق المرأة المغاربية. في حين أن وضعية المرأة المغاربية هي جزء من وضعية أشمل هي الجالية المغاربية التي تعاني العديد من المشاكل والتمييز والتضييقات المتنامية في القوانين والممارسة التي تصل حد العنصرية لدى بعض الأطراف اليمينية ولا سيما في السنوات الأخيرة والاتجاه نحو الهجرة المنتقاة. وتضمنت المداخلة تصنيف النساء ذات الأصول المغاربية حسب مكان الولادة والجنسية والمستوى الثقافي والاجتماعي. وأوضحت أن أشكال الهجرة وأسبابها الهجرة قد تغيرت.فالمرأة المغاربية اليوم لم تعد تهاجر فقط كمرافقة لزوجها أو أبيها، بل أيضا كفاعلة ومبادرة ذات دور كامل ومستقل ولها مشروع هجري خططت له. وينبغي التفرقة بين النساء المولودات والناشئات بفرنسا وبين النساء اللائي قمن بمسار الهجرة بمفردهن، وبالنسبة لهذه المهاجرات أيضا ينبغي التمييز بين صاحبات رأسمال ثقافي وتعليمي يحاولن استثماره وتنميته وأخريات ليس لهن ذلك الرصيد. وقد سجلت الإحصائيات نسبة مرتفعة ( 26 بالمائة) من النساء المهاجرات في الخدمات المباشرة المقدمة للخواص ( معينات منزليات، حارسات منازل، حاضنات أطفال…) و10 بالمائة من العاملات. ورغم التغيرات الحاصلة على نموذج الأسرة المغاربية في فرنسا بالمقارنة مع ما كانت عليه في العقود الماضية تبقى النساء العامل الأساسي في المحافظة على ربط الصلة ببلدان المنشأ. وأكدت المتدخلة أن نسبة حضور المرأة ذات الأصول المغاربية في الشأن العام الفرنسي والهيئات المنتخبة يبقى ضعيفا جدا رغم ما قد توحي به بعض وسائل الإعلام من خلال التركيز على بعض الوجوه الاستثنائية المجعولة لذر الرماد السياسي (من مختلف الاتجاهات) على عيون الناخبين الفرنسيين من ذوي الأصول المغاربية.وهذا الواقع الجديد بعيد عن صورة المرأة المغاربية المضطهدة والمحرومة من حقها في تقرير مصيرها. والمرأة المغاربية من هذا النوع من المهاجرات ذات الجنسيتين واللغتين تستطيع الاستفادة من ثقافتها المزدوجة كامتياز سواء في سوق الشغل والحياة الاجتماعية والنخب الثقافية والجامعية. وهذه الأقلية من المهاجرات المغاربيات هي التي يمكن أن تتمتع بحقوق المرأة في فرنسا لأنهن يعرفن المطالبة بتلك الحقوق وممارستها. فالحقوق لا تعطى أو تمنح بل تأخذ وتنتزع. وفي مسألة التباين التشريعي أشارت إلى توصية المجلس الأعلى للإدماج بالتخلي عن التزامات فرنسا الدولية المتضاربة مع المبدأ الدستوري المتعلق بالمساواة بين الرجل والمرأة وتمتيع المرأة ذات الأصل المغاربي بقانون مكان الإقامة أي فرنسا. والمقصود هنا بالأساس قانون الأحوال الشخصية والأسرة . وهذا ما تؤيده نساء مغاربيات ناشطات في المجال الحقوقي. الأستاذ محمد رضا الاجهوري ( الأستاذ بكلية الحقوق بتونس ومؤلف كتاب الجذور التاريخية لمجلة الأحوال الشخصية) قدّم مداخلة حول مجلة الأحوال الشخصية بين نزعتي التقليد والتجديد بيّن من خلالها التلاقح الفكري بين المشرق والمغرب العربيين في هذا المجال وتميز أطروحات الطاهر الحداد باعتبارها امتدادا للمنهج الاجتهادي للشيخ محمد عبده والقائم على تقديم العقل على النص والتدرج في الأحكام والمرونة و مواكبة التطور وإقرار المساواة ، في المقابل يقف الشيخ الطاهر بن عاشور كنموذج لنزعة التقليد والرمز المعبّر عن الرؤية الخاصة للمرأة وهي لا تخلو من دونية باعتبارها موضوعا للرجل ( في مسائل المهر وتعدد الزوجات…) واستشهد على ذلك بفقرات من كتابه (مقاصد الشريعة الإسلامية) مثل هذا المقطع المعبر عن تسليع المرأة : ( فأنا أعلم أن محاسن المرأة ومحامدها نعمة منّ الله بها عليها وخوّلها حق الانتفاع بها من أجل رغبات الرجل في استصفائها، فللمرأة حق في أن يكون صداقها مناسبا لنفاستها، لأن جمال المرأة وخلقها من وسائل رزقها … ) وتفسير الشيخ بن عاشور لآية القوامة بالموانع الجبلّية للمساواة والطبيعة الذكورية للرجل وتفوقه الذهني الجبلي (أي الطبيعي) على المرأة. وأكد الأستاذ الأجهوري أن مرور 50 سنة على صدور مجلة الأحوال الشخصية لم ينه الجدل الفكري والسياسي بين النزعتين الإصلاحية الاجتهادية والتقليدية السلفية ولذلك تبقى المجلة في صميم المشروع الإصلاحي الذي ما زال محل صراع بين النزعتين. واقترح بالنسبة إلى موضوع المساواة في الإرث إدراجها ضمن النظام الاختيار مع الاشتراك في الملكية حتى وإن كان العمل بهذا النظام محدودا في الواقع. السيدة عربية بن عمار عضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية قامت في مداخلتها حول المرأة التونسية والمشاركة السياسية باستقراء المؤشرات المتعلقة بالمشاركة السياسية والمدنية للمرأة التونسية من خلال تقييم مستوى تمثيل المرأة التونسية في المجالس والهيئات المنتخبة، ملاحظة أن التمثيل البرلماني للنساء ـ رغم اعتباره من أهم المؤشرات الدولية للمشاركة السياسية للمرأة ـ لا يغطي جميع أشكال المشاركة السياسية ولا يعكس بالضرورة درجة التنمية السياسية أو الديمقراطية في البلدان المعنية. وأشارت إلى تموقع النسبة التونسية من النساء البرلمانيات ( 22.75 بالمائة) في مرتبة وسطى بين 2 بالمائة المصرية و 43 بالمائة السويدية. دون الحديث عن المرتبة الأولى لرواندا بنسبة 48 بالمائة والصفر المسجل في بعض الأقطار العربية . واعتبرت أن التطور الملحوظ لنسبة حضور المرأة التونسية في البرلمان يعود بالأساس إلى القرار السياسي المتخذ من طرف السيد الرئيس زين العابدين بن علي بتخصيص الحزب الحاكم لحصة 25 بالمائة من قائماته الانتخابية للنساء ، ولما كانت جميع قائمات الحزب الحاكم فائزة دوما بكامل أسمائها في جميع الدوائر انعكس الرقم مباشرة على مجموع المقاعد البرلمانية مع انخفاض بنسبة 2.25 بالمائة بسبب ندرة ممثلات المعارضة في مجلس النواب و التي لم تتجاوز 4 مقاعد ( أي ما يناهز 9 بالمائة من مجموع مقاعد المعارضة وعددها 37) وربما تكون هذه النسبة (أي 9 بالمائة ) أقرب من حقيقة وضع المرأة في المجال السياسي بتونس لو لم تتدخل الإرادة السياسية الهادفة إلى تفعيل دور ومشاركة المرأة . في حين لم تقم كافة أحزاب المعارضة بمثل هذا الإجراء المرحلي الهادف إلى ترقية تواجد المرأة في المجالس المنتخبة. أما الملاحظة الثانية المتعلقة بحضور المرأة التونسية في الحياة السياسية والمدنية فتهمّ الفارق الكبير بين نسبة المرأة القاعدية ونسبة المرأة القيادية في معظم الهيئات المنتخبة والمؤسسات الحكومية والأحزاب والمنظمات والجمعيات. حيث لا توجد في المكاتب التنفيذية لأغلب المنظمات والأحزاب إلا امرأة واحدة بل إن بعضها بقي لعقود طويلة وإلى اليوم بلا أي تواجد للمرأة. و أشارت إلى أنه لو قمنا برسم بياني حول المساواة بين الرجل والمرأة في تونس على جميع الأصعدة لبرز في شكل منحني متراجع من التعليمي فالديمغرافي إلى الاقتصادي والاجتماعي وصولا في مستوى أدنى إلى المدني والسياسي واعتبرت أن شرعية أي هيئة منتخبة مدنية كانت أو سياسية ينبغي أن تخضع لمؤشر حضور المرأة . وفي هذا السياق أكدت أن دور الدولة يبقى أساسيا لمزيد النهوض بالمساواة بين الجنسين في المجال السياسي ، و اقترحت التفكير في إمكانية الدعم التشريعي من خلال المجلة الانتخابية لتواجد المرأة في المجالس المنتخبة المحلية والبرلمانية وتمتيعها مرحليا ـ مثل أحزاب المعارضة ـ بإجراء انتقالي يضمن حضورها بنسبة لا تقل عن 30 أو 40 بالمائة بتلك المجالس. وهذا سيدفع تلك الأحزاب إلى تكثيف جهودها الاستقطابية في صفوف النساء وتعزيز رصيدها الشعبي ويسهم في الرفع من نسق التحول الديمقراطي ببلادنا.كما أعربت عن أملها في أن يصبح لدينا في تونس هيكلا حكوميا يعنى بالمساواة في الفرص . وفيما يتعلق بمعوّقات المشاركة السياسية للمرأة التونسية فقد أرجعتها إلى عوامل متداخلة بعضها يشمل النساء والرجال على حدّ السواء مثل ضعف الثقافة السياسية والمدنية والصعوبات المرتبطة بالمسار الديمقراطي وقضايا الحريات العامة، والبعض الآخر يقتصر على المرأة المثقلة بمسؤوليات أسرية كثيرة في بيئة ثقافية سائدة ما زالت تخضع إلى عادات وتقاليد وتأويلات سلفية للدين وممارسات عنف أسري ضد المرأة ، وهي تتصادم مع طبيعة العمل السياسي والمدني وما يتطلبه من نشاط تطوعي ونضال و التزام غير محدد بأوقات العمل أو التعليم القانونية. وقد فندت الاتهام المغرض للمرأة بعملية إقصاء ذاتي لنفسها. معتبرة أن نسبة الأمية اليوم بتونس في صفوف النساء (29 بالمائة مقابل 13 بالمائة في صفوف الرجال ) أو ظاهرة تأنيث الفقر ليستا ضمن المعوّقات الذاتية للمرأة . ومع تذكيرها بعدم وجود معوّقات قانونية في تونس ـ على مستوى التشريعات السياسية مثل الدستور والمجلة الانتخابية وقانون الأحزاب وقانون الجمعيات ـ للمشاركة السياسية للمرأة ، فقد شددت على أهمية تغيير قواعد الحياة والعلاقات الأسرية غير المنصفة للمرأة المثقلة بالمسؤوليات العائلية، ودعت إلى تجاوز الحواجز الوهمية الفاصلة بين دائرتي الشأن العام والشأن الخاص والمغيّبة للكيان الفردي للمرأة واستقلاليتها. وأكدت أنه لا يمكن الحديث عن تطوير جدي للمشاركة السياسية للمرأة دون تطوير التشريع والممارسة المتعلقين بالأسرة و رفع ما تبقى فيها من شوائب تمييزية بحيث تحافظ المرأة الزوجة أو المرأة العزباء على كيانها الفردي الذي يسمح لها بالتورط في الشأن العام دون إذن خاص أو مرافقة خصوصية ، فحين يكون الحديث عن ولاية الرجل ورئاسته للأسرة يصبح من البديهي تواصل نفوذ الرجل في المجال السياسي وهو المجال الأكثر ارتباطا بمفهوم السلطة والصراع واتخاذ القرار. إثر ذلك تركز النقاش بين المشاركات والمشاركين في فعاليات الندوة (التي ستصدر قريبا في كتاب خاص) حول العديد من المسائل النظرية والعملية، حيث تمت الإشارة إلى تواصل التذبذب بين الثنائيات البينية مثل عنوان الندوة (بين الكونية والخصوصية ) وبين التجديد والتقليد وبين الأصالة والمعاصرة وكأننا أدعياء حداثة ، وضرورة الحسم والمرور من فكر إصلاحي إلى فكر حقوقي حديث وارتباط ذلك بترسيخ قيم المواطنة والديمقراطية. وشددت إحدى المشاركات ( السيدة آمنة صولة عضو مجلس المستشارين) على عدم الاكتفاء بعقد ندوات خاصة بالمرأة والتي لا يحضرها غالبا إلا النساء والعمل على إدراج موضوع المساواة بين الجنسين أو حقوق المرأة في الندوات العامة الأخرى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. مشيرة في موضوع الهجرة إلى أن المهاجرون والمهاجرات لم يواكبوا ما حصل من تغيرات في بلدان المنشأ. أما في مسألة الكوتا النسائية كإجراء مرحلي فقد انقسمت الآراء بين رافض لها من وجهة نظر مبدئية لا تعترف إلا بالكفاءة والجدارة التي لا علاقة لها بالجنس ومؤيد للمقترح المتعلق بالعمل على تعميمها في كل الهيئات والمجالس والمنظمات والأحزاب في حين دعمت العديد من المشاركات فكرة إدراجها ضمن المجلة الانتخابية بالنسبة إلى المجالس المنتخبة. بينما كان الإجماع بين كل المشاركات والمشاركين في مسألة المساواة في الإرث وضرورة إقرارها وإتمام سلسلة التنقيحات الحقوقية المكرسة للمساواة بين المرأة والرجل (مثل تلك المتعلقة برئاسة العائلة ) في مجلة الأحول الشخصية وبقية التشريعات التونسية الأخرى. (المصدر: صحيفة « الوحدة » الأسبوعية، العدد 510، بتاريخ 29 جويلية 2006)


 

محمد بوشيحة يردّ على اتهامات التصرف المالي والعائلة والتسلط داخل الحزب:

حزبنا بعيد عن الأزمات والانتخاب هو الأساس…

تونس – «الشروق»: ما هي حقيقة التحركات التي عرفها حزب الوحدة الشعبية خلال المدة الأخيرة وما هي حقيقة الاتهامات التي وجهت إلى قيادة الحزب وأساسا إلى الأمين العام على خلفية تسلطه داخل الحزب وتمكين أفراد عائلته من مواقع القرار؟ وما هي حقيقة الاتهامات التي توجه إلى قيادة حزب الوحدة الشعبية بخصوص التصرّف في أموال الحزب. «الشروق» طرحت كلّ هذه الأسئلة على الأمين العام محمد بوشيحة في حوار صريح أجاب فيه عن كل التساؤلات التي تحوم حول التصرفات داخل حزب الوحدة الشعبية. * يروّج البعض أنكم متسلطون بالرأي فما هو تعليقكم؟
إن مثل هذا الادعاء لا يمكن إلا أن يندرج تحت طائلة أحد أمرين لا ثالث لهما: هو إصدار لأحكام مسبقة أو محاكمة للنوايا دون أن تكون هناك أسس لهذا الادعاء ذلك أن المناضلين في حزب الوحدة الشعبية يعلمون أن بناء حزب عصري تحكمه آليات الديمقراطية ويشتغل بوصفه مؤسسة لها ضوابطها وتقسيم واضح للمهام قد كان أهم ما سعينا لتحقيقه منذ تولينا الأمانة العامة لحزب الوحدة الشعبية في جانفي 2000 وطوال الفترة الفارطة التي شهدت عقد مؤتمرين وطنيين أمكن لنا إنجاز الكثير على درب إرساء الديمقراطية داخل حزب الوحدة الشعبية فأصبح الانتخاب هو الأساس في تركيبة الجامعات وكل هياكل الحزب وهذا المناخ الداخلي المبني على الديمقراطية هو الذي أبعد حزب الوحدة الشعبية عن الهزات والتوتر وسمح له بتحقيق مكاسب واضحة من أهمها بروز إطارات شابة ومناضلة وتطوّر حضور الحزب في المؤسسات المنتخبة. أما الإشارة لمحاكمة النوايا فإني أعني بها إطلاق هذا الادعاء بعد المؤتمر الوطني السابع فلقد تولى المجلس المركزي المنبثق عن المؤتمر ومن خلال عملية انتخابية شفافة ودون أي توجيه أو تدخل ـ انتخاب المكتب السياسي ولم تسجل عملية طعن واحدة في هذا الصدد والاعتماد على اللجان وتواصل اجتماعات المكتب السياسي بطريقة دورية يعني أن اتخاذ القرار يتم بشكل جماعي ويشير أساسا إلى أننا سنتخذ قرارات تواصل تعميق الممارسة الديمقراطية داخل الحزب. * وماذا تقولون بالنسبة للتصرف المالي للحزب؟
أوجه الانفاق في حزب الوحدة الشعبية معروفة ومعلومة وموثقة أيضا لأننا نتولى إرسال تقرير مالي مفصّل لهيئة الرقابة المالية علاوة على أن المؤتمر الوطني السابع صادق في شهر مارس الفارط وما على العهد من قدم على التقرير المالي بالنسبة للفترة الفاصلة بين 2002 و2006 وفي إطار مزيد التأكيد على الشفافية عهدنا لخبير محاسب بالتدقيق ودعم توجه الحفاظ على المال العام. * يدّعي البعض أن توجهكم يقوم على تمكين عائلتكم من السيطرة على مواقع القرار في الحزب ما هو تعليقكم؟
يكفي تتبع الأموال العائلية والاجتماعية لنواب المؤتمر الوطني السابع حتى يتأكد أن هذا الادعاء لا أساس له من الصحة. في المقابل فإن ترويج هذا الادعاء يبدو فاقدا للأسس الموضوعية إذا اندرج في سياق الإشارة لتواجد السيدة عربية بن عمار في المكتب السياسي لأن مروجي الادعاء يتناسون عن قصد أو عن غير قصد دورها وحضورها في حزب الوحدة الشعبية والساحة الوطنية منذ ثمانينات القرن الماضي والسيدة عربية بن عمار لها إسهاماتها الواضحة خارج حزب الوحدة الشعبية سواء تعلق الأمر في المجالات الحقوقية أو النقابية وهذه الإسهامات منحتها مكانة هامة في صفوف مناضلي الحزب فكان أن تحصلت على أعلى نسبة من الأصوات في عملية انتخاب المكتب السياسي ولاحظ الصحفيون وضيوف الحزب أن عملية فرز الأصوات تمت بطريقة علنية وبحضور كل المترشحين للمكتب السياسي. * ما هو ردكم على الدعوات التي شرع البعض في ترويجها لعقد مؤتمر استثنائي خارق للعادة؟
لا أرى وجاهة سياسية أو قانونية لعقد مؤتمر خارق للعادة لأن الحزب بعيد عن الأزمات وسنواصل العمل بشكل عادي من أجل وضع مقررات المؤتمر الوطني السابع موضع التنفيذ خاصة وأن عملا كبيرا ينتظرنا في ظل التحولات الاجتماعية والسياسية ونحن نعمل بشكل عادي وهياكل ومؤسسات الحزب مفتوحة للمناضلين لإبداء الرأي الحر والصريح والناقد وتقديم الملاحظات والمقترحات للتطوير والأغلبية الساحقة لمناضلي الحزب متمسكة بما أفرزه المؤتمر الوطني السابع من نتائج وقيادات. * وماذا حول ملف المطرودين من الحزب؟
الحديث عن المطرودين بالجمع يعني أن عددهم مرتفع في حين أن ا لمؤتمر الوطني السابع عالج ملفين فقط وبما أن المعنيين بالأمر لم يتواجدا لإبداء وجهة نظرهما اعتبرت علاقتهما بالحزب منتهية ولا وجود لوضعيات طرد خارج ذلك لأن من التحق بحزب آخر أو انقطع بمحض إرادته عن النشاط داخل الحزب لا يعتبر مطرودا وفي نفس الوقت لم يعد مرتبطا تنظيميا بحزب الوحدة الشعبية وهذه النقطة واضحة وأساس عمل كل الأحزاب السياسية وهي ضرورية للتراكم ولاشتغال الأحزاب السياسية كمؤسسات تحترم مناضليها ويبادلونها الاحترام لأن للأحزاب السياسية وللالتزام الحزبي والسياسي حرمته التي يتعيّن على الجميع احترامها. حاوره: سفيان الأسود (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 28 جويلية 2006)


شـهـادة للـتـاريــخ قـبـل أن يُــحــرف

بقلم: Le Tunisien هل أتاكم حديث مسافر زاده الألم.. وهل أتاكم حديث الذكرى تفزع صاحبها و قارئها و سامعا.. هل أتاكم حديث سجين و سجان و بينهما قول الله تعالى  » أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى ».. أرأيتم بغض راع أكبر من تعطيل أمر الله.. كبرى معضلات والينا تمسكنا بديننا و نحن في معتقلاته فأنزل أمرا مسطورا يقضي بتعطيل آيات الله وقال يا أيها الذين اعتقلوا كتب عليكم الشقاء كما لم يكتب على الذين من قبلكم فأنى تهنؤون
فتذاكرنا قول الله تعالى عما يشركون « أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون « 
ثم بدأت نواهي مولانا تترى وقال مخبرا آمرا – إن لحامي الحمى و الدين جنودا لا يعلمها إلا هو يمنعون المعتقلين عن الصلاة فنحن عنهم راضون – لم نؤمن و لم نصدق و ما كنا من الفاعلين واعتصمنا بقول الله « والله يقضي بالحق و الذين من دونه لا يقضون بشيء إن الله هو السميع البصير » بدأ السجانون يراقبون كل حركة في الغرف مع كل انبعاث لآذان الفجر متابعة لأوامر مولانا بمنع إقامة صلاة الصبح في وقتها المكتوب. كان هذا في سجن قابس قبل أيام من حلول عيد الأضحى سنة 1996 ووجدوا أن النهي والتهديد لم يثنيا فعمدوا صباح أحد الأيام إلى إخراج كل السجناء الإسلاميين نزيلي الغرفة1 إلى الساحة العامة واستنجد مدير السجن بطلائع السجون وهراواتهم وأمروا الإخوة بالاستلقاء على ظهورهم ورفع أرجلهم وإسنادها إلى الحائط ثم انهالوا عليهم ضربا بالعصي و الأقدام. وكنا نزيلي الغرفة 2 نراقب المشهد من النافذة وأيقنا أن العقاب جماعي وأن نصيبنا قادم وما كان لنا من سبيل للدفاع عن معتقدنا و أنفسنا ولرفع عصى الظلم عن إخواننا المعذبين في الساحة غير إتيان حركة احتجاجية يبلغ صداها أهل الحل و العقد في مملكة مولانا رسالة مفادها أننا أعلى من التعذيب في سبيل ديننا فأقدمنا على تجرع الشامبو و كنا 5 و توجهت أنظار الجلاد إلينا وما كف عن الأولين وتركنا مرميين في الممر حتى أدخلوا المعذبين إلى غرفتهم. وانسحب مدير السجن و ترك أمرنا لأعوانه وعوض معالجتنا من حالة التسمم قرروا إخفاء جريمتهم داخل أسوار السجن وكنت قد استرجعت في الممر فإذا بيد أحدهم تنهال علي وجهي رسالة مضمونة الوصول أنهم ماضون في بغيهم. ثم سحبونا إلى المصحة دون دواء غير بعض من الحليب حتى نسترجع وما أرادت أجوافنا أن تكف ونحن بين الوعي و غيابه أمضونا على أوراق نقر فيها أننا نرفض الإمتثال للأوامر بالكف عن أداء صلاة الصبح عند الفجر أو أداء الصلاة جماعة حتى حل الليل و لم يعيدونا إلى الغرفة ولكن إلى السيلون وهو غرفة لا تتعدى مساحتها المترين بما في ذلك « بيت الراحة ». و ظن حارس مولانا أننا سنلين ولكننا و نحن مرضى جراء التسمم أعلنا إضرابا عن الطعام غير أن حارس مولانا و جلاده واصل تعنته وتركنا مرميين في ظلمات السيلون مدة أسبوع وقطع عنا الزيارات أو الاختلاط ببقية السجناء . وحين يئس من تراجعنا وحتى لا تسري عدوى الإحتجاج وإمعانا في تعذيبنا وتعذيب عائلاتنا قرر ترحيلنا ليلة العيد إلى سجون مختلفة كل في اتجاه وقال قد فوتم فرصة للنجاة عزيزة بأن عصيتم واستعصيتم. هذا بعض من أوامر مولانا معطل الآيات و حامي الديانات. و للحديث بقية إن شاء ربي. (المصدر: منتدى الحوار.نت بتاريخ 27 جويلية 2006 على الساعة 20 و 45 دقيقة) الرابط: http://www.alhiwar.net/vb/showthread.php?t=5536

  

موضوعيون ومنحازون الى القضايا العادلة

مرسل الكسيبي-الوسط التونسية: http://www.tunisalwasat.com
أعتذر ابتداء الى قرائنا الأعزاء والى أحباء الاعلام الحر ومنابره الرائدة والصادقة في كل مكان من ربوع وطننا العربي الفسيح وقريتنا الكونية الواسعة عن ندرة كتاباتنا في الفترة السابقة وذلك لانشغالنا الكبير بتطوير مشروع صحيفة الوسط التونسية والقيام على تحديثها في ظل مناخ دولي عرف مع تطورات الوضع اللبناني والفلسطيني الكثير من المستجدات الاخبارية والاعلامية التي تطلبت منا جهدا اضافيا من أجل تسليط الأضواء على مكامن الظل في حقل من حقول الصراع الدامي من حقبة تاريخية على درجة عالية من الأهمية والحساسية.
لم نكن صراحة راغبين في الدخول في حقول ألغام السياسة الدولية وماتحمله معها من متاعب ومشاق البحث والتمحيص, ولكن واجبنا الأخلاقي والانساني والاعلامي أملى علينا الخروج من دائرة القطرية الضيقة الى دائرة البعد الانساني الكوني ,وهو ماجعلنا نتفاعل ضرورة مع تطورات قضايا انسانية وقومية وأخلاقية لم يكن من المريح بمكان الغوص فيها والتعمق في طرح خلفيات أحداثها ومستجداتها.
لقد كانت تطورات الوضع اللبناني والفلسطيني صرخة ضمير الاستضعاف في وجه أعتى الات الحرب والتدمير في عالمنا المعاصر,ولذلك أملت علينا الموضوعية الاعلامية أن نواكب الحدث في بعده الشامل بعيدا عن الادلاء بمواقف سياسية من شأنها أن تعيق استمرارية الوسط اليكترونيا,ولذلك تبقى المقالات والتقارير والتحقيقات مقتربة الى الحقيقة والموضوعية من خلال أشهر وكالات الأنباء العالمية وأكثرها مصداقية واشعاعا اعلاميا بالاضافة الى أكثر الأقلام تألقا وعمقا وجاذبية ,دون أن يعني ذلك تبنيا تفصيليا أو عاما لما ورد فيها من طروحات وأفكار,حيث أن قواعد النشر تقتضي منا اتاحة الفرصة للمثقف كي يدلي برأيه في قضايا الوطن والأمة والعالم دون أن يعني ذلك تبنيا لموقف سياسي أو فكري على حساب اخر أو يعني رغبة منا في التغاضي عن عدالة بعض القضايا التي تتعلق بانسانية الانسان وحقه في العيش الامن والكريم فوق أرضه وتحت سمائه بعيدا عن الة القصف والاغتيال والتدمير والتشويه الخلقي والفيزيولوجي كما هو حاصل اليوم على أراضي كل من لبنان وفلسطين.
نحن اليوم بلا شك نتحرى أعلى درجات الموضوعية في القيام بواجبنا الاعلامي والوطني والانساني ولكننا بلا شك منحازون الى قضايا حركت الضمير العالمي وطرحت أسئلة كبرى حول المغزى من طرح القيم الكبرى في ظل غياب اليات العدل في العلاقات الدولية وبين مكونات الأسرة العالمية.
قضايا احترام حقوق الانسان والدمقرطة والحريات الخاصة والعامة تصبح بلا معنى اذا ماغدت هذه القيم مجرد شعارات براقة وخداعة تسقط أمام أول خيار انتخابي حر لشعوب المنطقة أو أمام حالة الصمت الرهيب أمام مايحدث من ويلات لسجناء الرأي في بعض البلاد العربية أو في بلاد اخرى تتمترس وراء ترسانة عسكرية احتضنت في جعبتها كل ألوان الويل والثبور النووي والكيمياوي والبالستي و…
ماذا تعني الديمقراطية والحرية ودولة القانون والمؤسسات كقيم كونية وعالمية اذا ماغدت بعض الدول معفاة من التقيد بالشرائع الدولية في القانون الانساني الدولي وفي احترام سيادة الدول وحق الشعوب في العيش بأمان وكرامة وعزة فوق تراب الوطن والاباء والأجداد!؟
ماذا تعني الديمقراطية في المنطقة العربية اذا كان لبنان الليبيرالي وزهرة الديمقراطيات في منطقة عربية تزدهر بالديكتاتوريات يخضع اليوم الى عملية تدمير شامل ومنظم تحت مرأى ومسمع أرسخ الديمقراطيات في العالم!؟
ماذا يعني القانون الدولي اذا كان التسلح المدمر والشامل ملغيا لأحكام وشرائع هذا القانون الذي توافقت عليه مكونات الأسرة الدولية من اجل وضع حد للحروب والنزاعات!؟
هل نحن اليوم أمام غلبة منطق التسلح على حساب منطق العدل والقانون الدوليين؟وهل هي العودة الى مرحلة الامبراطوريات والتوسع الاستعماري بعد ان ظننا أن عقودا قليلة بعد وضع الحرب العالمية الثانية لأوزارها كانت كافية من أجل استخلاص الدروس والعبر وارساء مجتمع دولي قائم على التعاون والتفاهم والحوار بعيدا عن الحروب التي لاتبقي ولاتذر…
المصيبة هو أن ثلثي هذه الحروب الكبرى أو ثلاثة أرباعها في كل أنحاء العالم تمرر على رؤوس العرب والمسلمين وهو مايعطي انطباعا بأن العالم أمام صنفين من الناس أولهم صنف درجة أولى يتمتع بكل خيرات المعمورة ومتعها وثرواتها وصنف ثاني أقل درجة ومقاما حتى من فئران المخابر في بلدان أوربا وأمريكا وهو مايدفع النخب العربية والاسلامية اليوم الى مراجعة كبرى أشبه ماتكون بمراجعة مابعد نكسة 1967,حيث عرفت النخب بداية مرحلة الشك الكبرى في قيم الاشتراكية والوحدة كشعارات أججتها أنظمة القومية العربية.
أما اليوم فالخوف كل الخوف والمصيبة كل المصيبة عندما تكفر النخب العربية بالقيم العالمية والكونية وتسلم مقاليد الأمور لألوان من الفوضى في المنطقة من أجل اشعار النفس بأداء الواجب في مواجهة قوى الظلم والتسلط في ساحتنا العالمية…وهو مايعني صراحة خسارة كبرى لرواد النهضة الأوربية المعاصرة أمام صمتهم المخجل تجاه مايحدث من تدمير وحرق وخراب وتلويث لواحدة من أجمل مناطق العالم وأوسطها حضارة وأكثرها نبضا انسانيا وقيميا.
ان مأساة لبنان وفلسطين ومأساة المواطن العربي في ربوع أكثر من قطر أملت وستملي علينا الموضوعية في الاخبار والتحليل والرصد والمتابعة,وهي بلاشك مهمة جد شاقة حملتها على عاتقها صحيفة الوسط التونسية دون تنكر لواجبها تجاه قضايا الوطن وبلد المنشأ التي نحمل تجاهها كثيرا من الدفئ والحنين والعشق الذي ينبع من ارادة الحياة وأشواق الحرية وامال التحرر من براثن الظلم والتسلط.
نعم اننا موضوعيون في طرح القضايا ولكننا منحازون الى وطننا وأمتنا والشعوب المستضعفة وكل المناضلين من أجل الكرامة والحرية في كوكبنا الجميل,نعم اننا موضوعيون ولكننا لانريد أن نتلذذ برؤية دماء الأبرياء والأطفال والنسوة والشيوخ والمدنيين وهي تسيل ,نعم اننا موضوعيون ولكننا منحازون الى حق الشعوب في الاستقلال وممارسة السيادة على أرضها وتقرير المصير.
ولذلك فان الخبر عندنا يرتقي الى أن يكون مقدسا,والكلمة تخرج عندنا من عناء القلب وعصارة الألم الذي يختلط بمخاض الفكر وروح النسيم الحر فوق وطن نظنه أكبر من أن يغرق في حديث القطر وهموم مواطنه اليومية ومهرجاناته الصيفية وخصوماته السياسية الداخلية,انه وطن مفتوح على الأمة والعالم وكل المشاعر الانسانية النبيلة.
نقلا هن صحيفة الوسط التونسية : http://www.tunisalwasat.com مرسل الكسيبي بتاريخ 28-29 جويلية 2006  reporteur2005@yahoo.de 3-4 رجب 1427 هجرية

تباين الأجندات بين الرأي العام والحكومات المغاربية

رشيد خشانة – تونس ما الذي تغيّـر في ستة عشر عاما كي تنطفئ جذوة الحمية القومية المغاربية التي أذهلت المشارقة؟ فكيف يُصدّق اليوم أنها هي الشعوب نفسها التي تترجرج في صدورها صيْـحات الاستنكار للعدوان الإسرائيلي على لبنان ولا تنطلق ألسنتها. لا يمكن لمن تابع الهبة الشعبية التي اجتاحت بلدان المغرب العربي الخمسة لدى اندلاع المواجهة بين العراق وأمريكا في صيف سنة 1990 إثر دخول الجيش العراقي إلى الكويت، أن يُصدّق اليوم أنها هي الشعوب نفسها التي تتحجرج في صدورها صيْـحات الاستنكار للعدوان الإسرائيلي على لبنان ولا تنطلق ألسنتها. ما الذي تغيّـر في ستة عشر عاما كي تنطفئ جذوة الحمية القومية المغاربية التي أذهلت المشارقة، بمن فيهم صدام حسين، فتتحول المشاعر الجياشة التي ألهبت حماسة الشارع طيلة أشهر مديدة من طرابلس إلى نواكشوط إلى ما يشبه الرماد؟ صار الموقف الطاغي هذه الأيام، هو عبارات الشجب الناعمة التي تصوغها بيانات وزارات الخارجية وتوزعها على وسائل الإعلام مثل الوجبات الباردة التي تُعطى في المطاعم الطلابية. مع ذلك، لم يطرح العدوان الإسرائيلي على لبنان ما طرحه الدخول العراقي إلى الكويت من إشكالات مُحيّـرة، مثل الجدل حول جواز احتلال الشقيق أرض شقيقه من عدمه، أو حول ضرورة الامتثال للشرعية الدولية أم التمرد عليها، فالعدو هذه المرة واضح (إسرائيل) والضحية، بلد لا يحتمل أي تحفظ على شدّ أزره وتقديم المدد له. حدّ أدنى من التضامن رغم ذلك، كانت السِّـمة الطاغية على المواقف المغاربية الرسمية هي الاكتفاء بالحدّ الأدنى من التضامن، مُـمَـثلا في إرسال مساعدات وطواقم طبية إلى لبنان عبر سوريا أو قبرص، مع الحذر الشديد من اجتياز خطوط أمريكية حمراء (غير مكتوبة)، مثل دعم حزب الله والمقاومة اللبنانية أو السماح باندلاع مظاهرات معادية لإسرائيل أو المطالبة بمعاقبة الدولة العبرية. بهذا المعنى، لم تصدر سوى مواقف تدور حول الدعوة لـ « التعقل والتهدئة »، وهي دعوات سوَت عمليا بين إسرائيل والمقاومة اللبنانية، مما يعكس درجة التحفظ على حزب الله، وخصوصا في ليبيا، حيث ما زال ملف اختفاء الإمام موسى الصدر، زعيم « حركة المحرومين » الشيعية، في ظروف غامضة على إثر زيارة لطرابلس سنة 1977، يسمم العلاقات بين القذافي وشيعة لبنان. ومن علامات التحفظ على حزب الله أيضا، أن التليفزيون التونسي مثلا ظل يمتنع عن ذكر اسم الحزب ويستبدله في نشراته الإخبارية بعبارة « المقاومة اللبنانية ». وانعكس الموقف المغاربي البارد في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي عُقد في القاهرة، حيث ساهم المغاربيون في تلجيم أي اندفاع لنُصرة لبنان وإدانة إسرائيل، بل انطلقت أصوات تحاول إقناع حزب الله بتسليم الجنديين الأسيرين لديه، لعل أبرزها افتتاحية كتبها مسؤول إعلامي ليبي في صحيفة محلية تحت عنوان « لماذا لا يُطلق سراح الجنديين »؟ والرسالة واضحة من عنوانها، وإن لم يُدقق كاتبها ما إذا كان فعل « يُطلق » مبنيا للمجهول أم للمعلوم (فيصبح الفعل بكسر اللام) والفاعل طبعا هو حزب الله. على هذا الأساس، أبدت الحكومات صرامة استثنائية في التعاطي مع أي مبادرة شعبية للتعبير عن دعم المقاومة اللبنانية أو التهجم على إسرائيل والولايات المتحدة، خلافا لسياسة غض الطرف التي انتهجتها خلال الأزمة العراقية في سنة 1990. ففي المغرب مُنعت في بداية الأمر مسيرات التضامن مع لبنان، وفي الجزائر حاولت « حركة حمس » (المشاركة في الحكومة) تنظيم مسيرة في العاصمة الجزائر وحضر نائب رئيس « الجبهة الإسلامية للإنقاذ » المنحلة علي بن حاج، فيما لوحظ غياب زعيم الحركة المُنظمة الوزير أبو جرة سلطاني، بيد أن الأمن تعاطى بقسوة مع المبادرة، إذ عبرت « حمس » عن أسفها للطريقة التي تعاملت بها قوات الشرطة مع المسيرة، مشيرة إلى تعرّض المشاركين للضرب والشتم والإعتقال. كذلك، تصدّت قوات الأمن في تونس لمسيرة حاول تنظيمها كوادر الإتحاد العام التونسي للشغل في اليوم الرابع من العدوان، وأدى استخدام العنف إلى نقل نقابيين إلى المستشفيات جرّاء الإصابات التي تعرضوا لها. وفي موريتانيا أيضا، اكتفت الحركة الإسلامية بتنظيم اجتماع حاشد في وسط نواكشوط بعدما مـُنعت من تسيير مظاهرة في شوارع المدينة، وحضره قادة الأحزاب وممثلو هيئات المجتمع المدني. وكانت تلك المبادرات تشترك في ثلاثة أهداف، تتمثل أولا في الضغط على السلطات لمطالبتها بمواقف أكثر وضوحا في إدانة العدوان وقطع العلاقات والاتصالات مع إسرائيل، وإرسال مساعدات عاجلة إلى لبنان. حرج الحكومات على هذه الخلفية، شعرت غالبية الحكومات بالحرج إزاء ما يرفعه الشارع من مطالب، فسعت لتنفيس الاحتقان بالسماح بتحركات مُـسيْـطر عليها بعد التشدد الكبير الذي أظهرته في الأيام الأولى. ومن العلامات الدالة على ذلك، ترخيص السلطات التونسية بانطلاق مسيرة سلمية في العاصمة تونس اليوم الإثنين 24 يوليو 2006، ثم إعطاء توجيهات للحزب الحاكم بالمشاركة فيها. ومع ذلك، ظل الموقف الرسمي المغاربي محل انتقادات لاذعة من الرأي العام والنُخب، وبخاصة عندما سمح بمظاهر احتفالية بدت « مستفزة للمشاعر القومية في ظل استمرار العدوان على لبنان ». فصحيفة « الإتحاد الاشتراكي » المغربية، الناطقة باسم حزب مشارك في الحكومة وجّـهت لوما شديدا للمجلس البلدي في خنيفرة على تنظيمه مهرجانا موسيقيا وفنيا. كما احتجّـت صحيفة تونسية معارضة على دعوة المغنية الغربية ماريا كاري لإقامة حفلة ضخمة في ملعب رياضي رئيسي في ضواحي العاصمة تونس. لكن اتضح أن حزب العدالة والتنمية، وهو غريم الإتحاد الاشتراكي، هو المسيطر على المجلس البلدي في خنيفرة، مما أضفى على الانتقادات طعما انتخابيا يتّـصل بالمنافسة المقررة للسنة المقبلة في إطار الانتخابات البرلمانية. وعموما، يمكن القول أن الهوة تعمقت اليوم بين الموقف الرسمي المغاربي والموقف الشعبي بمناسبة المواجهة بين إسرائيل وحزب الله، وذلك خلافا للوضع عام 1990. ففي موريتانيا، طالبت النخب المجلس العسكري الحاكم بـ « تحمل مسؤولياته واتخاذ قرار القطيعة مع إسرائيل » على لسان المثقف المعروف خليل النحوي في الكلمة التي ألقاها في الاجتماع الحاشد الذي شهدته نواكشوط، غير أن وزير الخارجية ردّ لاحقا في حديث أدلى به لصحيفة « الشرق الأوسط » السعودية بالتأكيد على أن تلك العلاقات غير قابلة للمراجعة، متعللا بكونها « ليست موجهة ضد أحد ». الموقف الليبي وفي ليبيا كان الصمت المُلقي بكلله طيلة الأسبوع الأول من العدوان، مثارا للتساؤل والامتعاض، خصوصا أن وزير الخارجية عبد الرحمان شلقم غاب عن اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، فبدأت شرارة التحركات التلقائية تندلع في بعض المدن، مما حمل سيف الإسلام، نجل العقيد معمر القذافى على كسر حاجز الصمت الذي التزمته السلطات، فدعا القادة العرب في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية إلى « صرف النظر عن عقد أي قمة عربية (لأنها) لا تسمن ولا تغني من جوع، إلا في حالة كانت نتيجتها تحويل العوائد الناتجة عن ارتفاع سعر النفط التي جاءت بسبب سفك دماء اللبنانيين والفلسطينيين لدعم الشعبين »، بل إنه دعا إلى « دعم وشرعنة المقاومة اللبنانية » وتقوية قدراتها الدفاعية، حتى يتمكن لبنان من الدفاع عن أرضه وشعبه، على رغم الخلاف المستحكم بين النظام الليبي وحزب الله. وجاءت المبادرة الإعلامية لسيف الإسلام في إطار السعي لاحتواء الموقف بعد الاستياء من تهاون الحكومة ومؤتمر الشعب (البرلمان) عن دعم المقاومة، إذ امتنعت ليبيا حتى عن تأييد دعوة اليمن لقمة عربية طارئة من أجل لبنان. أكثر من ذلك، شكّـل استقبال وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية دوبريانسكي، التي أدّت زيارة إلى ليبيا دامت أربعة أيام بعد انطلاق الحرب على لبنان، علامة على انحياز ضمني لموقف واشنطن من الصراع. وتُعتبر دوبرسانسكي أرفع مسؤول أمريكي زار طرابلس منذ تطبيع العلاقات الثنائية عام 2003، مما أثبت أن التقارب يسير بخطى حثيثة، وهو ينبني على مزيد من ابتعاد نظام العقيد القذافي عن الخيارات العروبية التليدة. تغييرات داخلية في المنطقة وفي المغرب وتونس، ظل الوضع متوترا بسبب التحفز العام للخروج في مسيرات دعم للمقاومة اللبنانية إن في العاصمتين أم في المحافظات الداخلية، لكن الموقف الرسمي حافظ على مسافة واضحة من حزب الله، وتحاشى أي تعبير يوحي بدعم المقاومة في وجه إسرائيل، فضلا عن توجيه الانتقاد للموقف الأمريكي المتحيّـز، والذي كان ركنا هاما في مواقف الحكومتين من الأزمة العراقية عام 1990. قصارى القول، أن الأحداث الأخيرة أظهرت تباين الأجندات بين الرأي العام والحكومات، لا بل تضاربها التام أحيانا في خط بياني ألقى على المشهد المغاربي قسمات لم تكن تميّـزه قبل ستة عشر عاما، مما يدل على مقدار التغييرات الداخلية في المنطقة خلال العقد الماضي وعمق مفاعيلها في المجتمع. (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 28 جويلية 2006) وصلة إلى الموضوع http://www.swissinfo.org/sar/swissinfo.html?siteSect=105&sid=6917617
 

« الفجر » الـسّـنـيـة تقاتل بالجنوب وترفُـض فتاوى الفرقة

بيروت- هادي يحمد أكد مسئول في الجماعة الإسلامية في لبنان (كبرى الحركات الإسلامية السنية اللبنانية) على أن مشاركة مجموعات مسلحة تابعة للجماعة إلى جانب حزب الله في صد العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان يعني عدم التفات الجماعة إلى الدعوات والفتاوى التي تحرم مشاركة السنة في القتال إلى جانب حزب الله باعتبارها دعوات « تصب في خانة غايات مشبوهة ». وفي حوار خاص مع إسلام أون لاين.نت، كشف الشيخ إبراهيم المصري، نائب الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان « عن وجود مسلح لعناصر الجماعة الإسلامية في بعض قرى جنوب لبنان يحمل اسم « المقاومة الإسلامية- قوات الفجر » بعضها متواجد في مواقع مستقلة، والآخر بالتنسيق مع قوات حزب الله ». ولم يكشف مسئول الجماعة الإسلامية عن حجم عدد عناصر الجماعة المسلحة، إلا أنه قال: إنها تتركز أساسا في القرى الجنوبية السنية التي تحاذي الشريط الحدودي الذي يفصل لبنان عن فلسطين المحتلة، هذا فضلا عن وجود للجماعة في المناطق المحيطة لمدينة صيدا. وأوضح قائلا: « الشريط الحدودي يمتد بين لبنان وفلسطين المحتلة على مسافة 72 كلم وعلى طول هذا الشريط هناك منطقتان سنيتان وهما: منطقة العرقوب وشبعا والهبارية وكفر شوبا، كما توجد منطقة في القطاع الغربي مكونة من عدة قرى، مثل الظهيرة ومرواحين والبستان ». وشدد على أن الجماعة الإسلامية أجرت تفاهما مع حزب الله على أن يشارك إخواننا في الدفاع عن هذه المنطقة بالتفاهم معه، ومع التسليم بأن يبقى قرار إطلاق النار للحزب، وهذا كان ضرورة باعتبار أن الحزب هو المسئول الأول عن هذه المناطق. وأضاف مسئول الجماعة الإسلامية: « لنا الآن مجموعات من الإخوة يرابطون في منطقة العرقوب بالتنسيق مع الإخوة في حزب الله، ويؤدون دورهم في الدفاع عن المنطقة، ونحن نشارك عسكريا بمجموعات مقاتلة موجودة على المناطق الحدودية، ويقع عليهم قصف وإخواننا يردون على القصف، ولكن بإمكانياتهم المحدودة التي تعتمد على مدفعية الهاون، ونحن لا نمتلك الإمكانيات الصاروخية التي يملكها حزب الله فإخواننا يشاركون في حماية قراهم ». وعن حجم التنسيق مع حزب الله في المناطق الحدودية قال الشيخ إبراهيم المصري: « لنا موقع مستقل جهزناه ونظمناه، ولنا موقع آخر نشارك فيه قوات حزب الله في حماية المنطقة ». ضد التقسيم الطائفي وفي تعليقه على الدعوات التي برزت من بعض الجهات السنية السلفية بعدم جواز القتال إلى جانب حزب الله على اعتبار كونه « تنظيما شيعيا » قال الشيخ إبراهيم المصري: « التقسيم الطائفي هذا كلام لا قيمة له ولا يعنينا ولا نلتفت له، والدليل التنسيق الميداني الموجود في الجنوب، وأكاد أقول إن من يبث هذا الكلام هو يبث الفتنة في الساحة الإسلامية، ومعروف أن مواجهة إسرائيل الآن واجب شرعي ووطني ». واجب العلماء وأضاف نائب الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان: « نحن نعتبر أن ما يقوم به حزب الله هو أمر مشروع ومبارك ندعمه ونسانده، والذين يقولون مثل هذا الكلام أضع نقطة استفهام كبيرة حول من يحرك هذه الألسنة المشبوهة في هذا الوقت بالذات الذي نجد أنه من الواجب على كل الأمة ومفكريها وعلمائها أن يدعموا المقاومة اللبنانية ». وحول استعدادات الجماعة لمشاركة أكبر في المواجهة الجارية حاليا، قال الشيخ إبراهيم المصري: « نحن على استعداد كامل من أجل إعلان استنفار كامل لكل عناصرنا في حالة تقدم القوات الإسرائيلية، والاستنفار قائم في المناطق الجنوبية ». وعن تاريخ المقاومة السنية في الجنوب اللبناني قال الشيخ إبراهيم المصري: « دورنا في المقاومة في الجنوب يعود إلى بدايات المقاومة الفلسطينية قبل أن ينشأ حزب الله في جنوب لبنان، ومعروف أن المقاومة الفلسطينية تركزت في لبنان منذ عام 1970، وكانت معظم فصائل المقاومة الفلسطينية فصائل يسارية وحتى حركة فتح لم تكن لها أي توجهات إسلامية، والإخوة الفلسطينيون في المخيمات كان لهم دور في إبراز دور إسلامي في مواجهة المد اليساري الذي كان يسيطر على الساحة الفلسطينية واللبنانية في ذلك الوقت ». وأضاف المصري: في بداية الحرب اللبنانية برزت الجماعة الإسلامية على الساحة مع بداية سنة 1975 كفريق سياسي وقوة لها فصيل عسكري كان يحمل اسم « تنظيم المجاهدين »، ونكاد نكون الفريق اللبناني الوحيد الذي كان يعتمد على قدراته الذاتية في التسليح وعلى قراراته الذاتية في اعتماد الموقف السياسي، بينما كانت المقاومة الفلسطينية بفصائلها المختلفة موجهة من قبل الدول العربية المحيطة في ذلك الوقت. وبيَّن الشيخ إبراهيم المصري أن الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان سنة 1982 شكَّل بداية العمل المسلح قائلا: « بعد الغزو الإسرائيلي، تشكلت مجموعات جهادية في الجنوب اللبناني مكونة من مسلمين سنة من مدينة صيدا باعتبار أن صيدا مدينة سنية، ومن الجنوب اللبناني الشيعي، ويومها توافق الفريقان على عنوان المقاومة الإسلامية ». وأضاف النائب العام للجماعة الإسلامية في لبنان قائلا: « بعدها استمر عمل الجماعة حتى سنة 1985، وهي السنة التي شهدت انسحاب القوات الإسرائيلية من مدينة صيدا لما سمي بعد بالشريط الحدودي، فتعقبت عناصر الجماعة الاحتلال الإسرائيلي لتحرير بعض القرى في شرق صيدا، واستولت الجماعة على مجموعة من القرى واستمرت الجماعة تسيطر على هذه المناطق حتى سنة 1990 عندما بسط الجيش اللبناني سيطرته على كل مناطق شرق صيدا ». وأضاف: « بعد توقيع اتفاق الطائف عام 1989، وبسط الجيش اللبناني سيطرته على بعض المناطق التي تحتلها الجماعة أقمنا تفاهما مع حزب الله من أجل متابعة الأداء في المناطق الحدودية التي تحتلها إسرائيل، ونفذت الجماعة مجموعة من العمليات تحت عنوان المقاومة الإسلامية- قوات الفجر بالمشاركة مع حزب الله حتى تحرير الجنوب في شهر مايو سنة 2000 ». (المصدر: موقع إسلام أون لاين.نت بتاريخ 28 جويلية 2006)

شرق أوسط منزوع الديمقراطية ومجرد من المقاومة!

محمد جمال عرفة** يبدو أن الولايات المتحدة عازمة على تشكيل تحالف حكومي عربي-أمريكي لمواجهة حركات المقاومة الشعبية ذات الصبغة الإسلامية التي تحارب الهيمنة الصهيو-أمريكية بعدما استلمت الراية من الحكومات الضعيفة المستسلمة للضغوط الغربية.
ويبدو أنها قررت ضمن هذه الخطط أن تتخلى عن فكرة نشر الديمقراطية التي دعا إليها الرئيس بوش قبل أربع سنوات، وكانت تعني ضمنا التخلي عن أنظمة الحكم العربية الصديقة والضغط عليها رغبة في وصول قوى ليبرالية أخرى بديلة للحكم تنهي احتقان الشعوب ضد الغرب، لصالح هذا الحلف الأمريكي-العربي الجديد الرافض للمقاومة كونها خطرا على الطرفين.
أما السبب الجوهري لهذا التغير الإستراتيجي في الموقف الأمريكي واستبدال فكرة محاربة « المقاومة » بنشر الديمقراطية في التفكير الإستراتيجي الأمريكي، فيرجع بالدرجة الأولى لإدراك واشنطن أن الديمقراطية الحقيقية تأتي بالتيار الإسلامي المقاوم على عكس المصالح الأمريكية، وأن العودة للاعتماد على الأنظمة الحاكمة القديمة المستقرة الموالية هو السبيل الأفضل للحفاظ على المصالح الأمريكية الإقليمية، خصوصا بعدما أصبحت هذه الأنظمة أكثر طوعا بعد درس التهديد بالتخلي عنها والضغط عليها لفترة زمنية طويلة نسبيا إبان نشر فكرة الديمقراطية.
بعبارة أخرى أصبح مفهوم « الشرق الأوسط الجديد » الذي تتبناه إدارة بوش ليس هو « الشرق الأوسط الكبير » الذي تفرض عليه الديمقراطية، وإنما شرق أوسط خالٍ من المقاومة وحركات التحرير المعارضة للأهداف الأمريكية – الصهيونية.
هذا باختصار المفهوم الذي تبلور على ألسنة المسئولين الأمريكيين منذ اندلاع أزمتي غزة وجنوب لبنان، والذي أكدته وزيرة الخارجية الأمريكية رايس والرئيس بوش وأركان اليمين المتطرف في الإدارة الأمريكية، ضمن أفكارهم الجديدة المتخبطة لنشر الإمبراطورية الأمريكية والهيمنة على العالم وفرض مفهوم للاستقرار يتوافق مع المصالح الأمريكية. معالم الخطة
فمعالم الخطة التي وضعتها الإدارة الأمريكية تتركز في التخلص من المقاومة في فلسطين ولبنان على محورين:
(الأول) بالقوة المسلحة من خلال دعم آلة الحرب الإسرائيلية بل الضغط عليها لرفض وقف إطلاق النار وتمديد المعارك و »سحق » مقاومة فلسطين ولبنان. و(الثاني) بالقوة الناعمة من خلال التحالف مع أنظمة الحكم العربية المؤيدة للسلام مع إسرائيل والمتحالفة مع واشنطن لكي تتعاون مع الخطط الأمريكية في لجم المقاومة وتجفيف الينابيع حولها باعتبار أنها الوسيط بينها وبين الغرب.
ويمكن أن نستشف معالم أوضح لهذه الخطط الخاصة بحصار وضرب وسحق المقاومة من خلال:
1- رفض أمريكا -على عكس الرغبة الإسرائيلية بعد انتهاء ضرب الأهداف الأساسية في لبنان- وقف إطلاق النار وحرصها على تمديد فترة التلكؤ في وقف إطلاق النار لمدة أسبوع آخر لكي تستمر الضربات العسكرية في لبنان أملا في ضمان إضعاف عسكري أكبر لحزب الله قبل التفاوض، وكذلك اختطاف الجهود الدولية في الأمم المتحدة واجتماع دول الثماني الكبرى لوقف إطلاق النار لحين تنفيذ تل أبيب الأهداف العسكرية المتعلقة بضرب حزب الله.
2- بعد أن اشتكى الإسرائيليون من صعوبة ضرب أهداف حزب الله العسكرية واختفاء أنصاره كالأشباح في أعماق الأرض ذكرت صحيفة نيويورك تايمز 22 يوليو 2006 أن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش سارعت بإرسال قنابل موجهة بالليزر « قنابل الأعماق » إلى إسرائيل التي طلبت الشحنة العاجلة الأسبوع الماضي عقب بدء حملتها الجوية في لبنان، وهي نحو 100 قنبلة « جي بي يو-28 » تزن 2268 كيلوجراما، مصممة لتدمير التحصينات وموجهة بالليزر والأقمار الصناعية.
3- جرى الترويج -عربيا وأمريكيا- على نطاق واسع أن هذه المقاومة لا تنفذ ولا تخدم الأهداف اللبنانية، ولكنها تخدم أجندة خارجية إيرانية وسورية على حساب لبنان، ومن ثم فهي ليست مقاومة وطنية ولا تضع في حساباتها الخسائر البشرية اللبنانية، ولكنها تعمل لحسابها الخاص.. وآخر ما قيل في هذا الصدد على لسان الرئيس بوش: « إن ممارسة حزب الله المتمثلة في إخفاء الصواريخ في أحياء مدنية سعيا لتقويض ديمقراطية الحكومة المنتخبة ديمقراطيا أظهرت أن حزب الله ليس صديقا للبنان.. إن حزب الله عرض للخطر خطوات التقدم الهائلة التي حققها لبنان من خلال أفعاله.. وخان الشعب اللبناني ».
4- ألمحت قناة « فوكس نيوز » الأمريكية التي تعبر عن تيار اليمين المتطرف في إدارة بوش إلى أن الولايات المتحدة تشارك في التخطيط للعمليات العسكرية التي أطلقتها إسرائيل في لبنان، ما أزعج المسئولين الأمريكيين، فسارعوا على لسان الناطق باسم البيت الأبيض « توني سنو » لنفي هذا والقول: « نحن لا نقوم بالتخطيط العسكري مع الإسرائيليين.. قلنا لهم إن عليهم التحلي بضبط النفس، بيد أن الظروف يجب أن تتغير إذ لا يمكن السماح لحزب الله بإضعاف الحكومة في لبنان وبزعزعة استقرار المنطقة ». وعاد سنو للقول لقناة « إن بي سي » مجددا إن الولايات المتحدة « لا تقوم بالتخطيط أو بتدريبات عسكرية مشتركة مع إسرائيل »!. معالم الشرق الأوسط الجديد
كان التصور الأمريكي الأول بخصوص « الشرق الأوسط الكبير » يقوم على فكرة التخلص من الحكومات الديكتاتورية عبر فرض نموذج الديمقراطية والحريات الغربية أملا في وصول قوى ليبرالية موالية للغرب، بيد أن هذا التصور اصطدم بعدة عقبات، خصوصا في ظل بقاء الانحياز الأمريكي الأعمى لإسرائيل، أبرزها صعود التيار الإسلامي من جهة، وتضرر المصالح الأمريكية الإقليمية نتيجة فتور التعاون مع الأنظمة القديمة التي كانت تسهر على خدمة هذه المصالح.
ولهذا بدأ التخلي الأمريكي تدريجيا عن فكرة نشر الديمقراطية وتفريغ مفهوم الشرق الأوسط الديمقراطي من مضمونه الحقيقي الأول وهو الديمقراطية بدعوى أن القوى الإسلامية المتطرفة (خصوصا حركات المقاومة) تسعى لتقويض هذه التجربة الديمقراطية واختطافها لصالحها، والتركيز على محاربة هذه المقاومة، وإقناع الأنظمة العربية القديمة بالمشاركة في هذه المعركة باعتبار أن المقاومة خطر على الأنظمة وأمريكا معا!.
أما الهدف الحقيقي لهذه الخطة فهو الوصول إلى شرق أوسط جديد تهيمن عليه إسرائيل وتقوده بالوكالة عن واشنطن، مع القبول بدولة فلسطينية صغيرة منزوعة السلاح ومقسمة جزأين وتعيش جنبا إلى جنب مع الدولة الصهيونية، ونزع سلاح المقاومة ووضعها تحت إمرة الحكومات المتعاونة مع مشروع الشرق الأوسط الأمريكي الجديد. ولهذا يلاحظ أن التحرك الأمريكي -ضمن خطة تصفية المقاومة عقب حرب لبنان- تركز على إنعاش الدور المصري في الوساطة مرة أخرى في قضية الجندي الإسرائيلي المختطف في غزة لإنهاء هذه القضية مقابل وعد للرئيس الفلسطيني عباس والرئيس المصري مبارك بإطلاق سراح بعض قدامى الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بحيث يتم بهذه الصفقة حرمان « المقاومة » من قطف ثمار سلاح خطف الجنود الإسرائيليين وإلقاء الثمرة في يد « الدولة » الفلسطينية ورئيسها المتعاون وهدم حكومة حماس، فضلا عن حرمان مقاومة لبنان « حزب الله » من الاستفادة من هذا الامتداد الجغرافي لقضية المقاومة وقصر الأزمة على لبنان.
إن جزءا من هذه الخطة ظهر في صورة لقاء وزيرة الخارجية الأمريكية رايس مع كل من المسئولين المصريين في واشنطن -على هامش جلسات الحوار الإستراتيجي بين أمريكا ومصر- ومع رئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت والرئيس الفلسطيني عباس دون باقي الأطراف الفاعلة في لبنان أو سوريا.
أيضا تركز التحرك الأمريكي على قمة روما والأطراف المشاركة فيها (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ولبنان والاتحاد الأوروبي وروسيا ومصر والسعودية وإيطاليا والأمم المتحدة والبنك الدولي) لبحث قضية لبنان من زاوية محددة تتعلق بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1559 الذي ينص على نزع سلاح حزب الله وإبعاده عن الجنوب، ونشر قوات دولية « فاعلة » ومسلحة تمنع تنفيذ أي عمليات عسكرية ضد إسرائيل مستقبلا، والتعامل مع الحكومة اللبنانية بسياسة الجزرة (امتداح رئيس الوزراء) والعصا (رفض وقف إطلاق النار قبل اضطلاع الحكومة بمسئولية الأمن في الجنوب ونشر قوات حكومية). « القابلة » رايس.. ومخاض الولادة!
ولأن الحرب البرية خطرة جدا على الإسرائيليين الذين باتوا يبحثون عن تحقيق أي إنجاز ينهون به الحرب ويحافظون به على ماء وجههم، فالتوقعات ربما ترجح تأجيل الهجوم البري لحين وصول قنابل الأعماق بشكل عاجل لضرب مخابئ وملاجئ حزب الله أولا بالتزامن مع قدوم « القابلة » رايس للمنطقة لتقود عملية المخاض والولادة الصعبة للشرق الأوسط الجديد بطرح فكرة نشر قوات دولية في الجنوب.
فقنابل الأعماق الموجهة أشبه ما ستكون بالمشارط الجراحية التي ستقدمها القابلة رايس قبل إجراء الولادة لمشروع الشرق الأوسط الأمريكي الجديد، وخطط نشر القوات الدولية ستكون هي العلاج لخطر حزب الله في الجنوب على إسرائيل، أملا في أن يخرج الجنين الجديد « الشرق الأوسط الإسرائيلي » أكثر تحصينا من بطش المقاومة في فلسطين ولبنان.
ولهذا قالت رايس: إن « ما نراه هنا هو آلام مخاض لولادة شرق أوسط جديد ومهما فعلنا، فيجب أن نضمن أننا ندفع باتجاه شرق أوسط جديد وليس باتجاه الشرق الأوسط القديم »، وركزت على التعاون مع الدول الحليفة (مصر والسعودية والأردن) لنجاح عملية الولادة بحيث تتمكن من التأثير على سوريا وإيران المتهمتين برعاية حزب الله. مستقبل الخطط الأمريكية
ولأننا اعتدنا مؤخرا على خطط أمريكية غير إستراتيجية أو تحمل أفقا واعيا، بل خططا مرتبكة ووليدة اللحظة، وتتجاهل الأطراف الفاعلة في الأزمات، فالمؤشرات تكاد تجزم بفشل خطة الولادة الأمريكية الإجبارية لشرق أوسط خالٍ من المقاومة، ليس فقط لأن أطراف اللعبة الحقيقيين (إيران وسوريا وحزب الله وحماس) لا يشاركون فيها وجرى استبعادهم قسرا، ولكن لأن أوراق اللعبة نفسها تغيرت وبات في يد المقاومة القدرة على توازن الرعب والقوة مع العدو الإسرائيلي والقدرة على إيذائه في العمق لأول مرة بعدما كانت المعارك تجري خارج أراضيه غالبا، بل إنه يجوز القول إن تفكيك أي حركة للمقاومة لا يعني إلا عودة ظهورها في شكل أكبر من التنظيمات.
ويبدو أن بعض معالم فشل هذه الخطة موجود بالفعل مثل:
1- هناك مؤشرات انكسار ومعنويات ضعيفة للقتال لدى الجيش الإسرائيلي وهو ما عمّق الحذر الإسرائيلي من إمكان الوقوع في فخ الحرب البرية التي يريدها حزب الله ومن خطر الوقوع في « فيتنام لبنانية » خصوصا مع توقف الحياة في إسرائيل والخسائر وعدم الاعتياد على العيش في المخابئ لفترات طويلة، وبالتالي الرغبة في وقف القتال وفق خطة دولية (ولو لم تنفذ) ولكنها ستحفظ لحكومة أولمرت ماء وجهها.
2- إدارة الرئيس بوش تعاني من خسائر ومشكلات كبيرة في أفغانستان والعراق، وبعد احتلال دام عامين يتحدث الجيش الأمريكي عن خطر هجوم واسع للمقاومة في العراق وأفغانستان على العاصمة(!)، وإذا أضيف لهذا النقد الواسع فشلها في إدارة الحرب على الإرهاب وخلق مساحات واسعة من العداء لأمريكا في الخارج، واقتراب انتخابات التجديد النصفي للكونجرس بعد ثلاثة أشهر، ستظهر خطة الشرق الأوسط الجديد أشبه بالتمنيات التي لا يسندها واقع حقيقي، إن ظل حزب الله على صموده، أو عجزت إسرائيل وأمريكا عن توجيه ما يصفونه بالضربة القاضية له.
3- تجاهل واشنطن للأطراف الفاعلة في سوريا وإيران وللمقاومة ذاتها وسيطرتها على الأرض؛ وبالتالي رفضها لنشر قوات دولية في الجنوب ما دامت المشكلة لم تحل ككل، يجعل خططها للعب في المنطقة أشبه بمباراة يقوم بها فريق واحد دون المنافس الفعلي، ولهذا يتوقع محللون أمريكيون مثل « جون ألترمان » الخبير في شئون الشرق الأوسط في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، أن تتفاوض واشنطن مع سوريا مباشرة بحلول سبتمبر أو يبقى الوضع على ما هو عليه.
معالم الشرق الأوسط الجديد ربما تحمل مع ذلك، في نهاية الأمر، معالم أخرى مدمرة للمصداقية الأمريكية وللحكومات العربية التي ستتعاون مع الغرب لتنفيذها في ظل حالة الاحتقان والإحباط والثورة الشعبية المتزايدة على المظالم الأمريكية والإسرائيلية وصمت الحكومات، بل ربما تكون نتائجها على عكس التوقعات أو التمنيات الغربية تماما، بحيث تحل المقاومة محل الحكومات في حروب التحرير، ويتعاظم دورها ويتزايد الالتفاف الشعبي حولها، خصوصا بعدما أثبتت تجربة المقاومة في فلسطين ولبنان -رغم محدودية قوتها- قدرتها على مقارعة الآلة العسكرية الصهيونية الضخمة التي هزمت من قبل جيوش ثلاث دول عربية. ** المحلل السياسي بشبكة إسلام أون لاين.نت (المصدر: موقع إسلام أون لاين.نت  بتاريخ 23 جويلية 2006)


الإسلام الصهيوني بعد الإسلام الفرنسي

د. محيي الدين عميمور (*) منذ سنوات كان عندنا من يُقدس الفتاوي التي يصدرها فقهاء مشارقة، تصورا منه بأنها قادمة من النبع الصحيح للاسلام، وتحت تأثير من يُشترون هنا بالحج والعمرة المجانية وبالكتب الدينية، ولقد رأيت آثار تلك الفتاوي لدي شبابنا في باكستان، والتــــي أوصـــلت كثـــيرين فيما بعد الي غوانتانامو. وبعض رجال الفتوي كان يفتقد عناصر الرؤية السليمة التي يتطلبها الرأي الموضوعي السديد، ومن بينها مبدأ: العقل السليم في الجسم السليم ، الذي يعني الخلو من العاهات، وهي ابتلاء من المولي لا اعتراض عليه، لكنه قد يؤثر علي موضوعية الفتوي، اذ كيف يُحرّم شيخ ضرير قيادة المرأة للسيارة وهو لا يملك تصورا لذلك، وأي معطيات يبني عليها تنديده بسروال الجين ، اللهم الا اذا كان يتلمس بيده مرتفعات السروال ومنخفضاته علي جسد من تلبسه. وأذكر هنا بأن قاضيا ألمانيا رفض دعوي اغتصاب فتاة اعترفت بأنها كانت تلبس الجينز ، فاتهمها بالتواطؤ قائلا ان تمكن رجل عادي من نزع الجينز بالقوة أمر مستحيل. ولنقارن بين تصرف القاضي البصير وتصرف المفتي الكفيف، ثم الي تصرفات أمثاله ممن يصدرون أحكامهم تنفيذا لتعليماتٍ وردت ممن جاءته أوامر نقلت له عن ثالث أو رابع، وهكذا يتم تطويع الأحكام تطبيقا لارادة طويل العمر، كما حدث عندما فرض يوما أن يكون شهر رمضان ثمانية وعشرين يوما، وهو ما عرفناه بعد بداية الشهر بأيام بعد أن روي أن هناك من رأي الهلال في البادية، وعُرف بعد ذلك أن هناك أساطير فرضت علي رجال الافتاء التراجع عن اعلان سابق ببداية شهر الصيام. أما عن الأعياد الدينية فحدث ولا حرج، فالمطلوب أن نرفض الرؤية الفلكية والتي يسافر الرواد علي أساسها الي الفضاء الخارجي ونمارس مسرحية رؤية الهلال، حيث امكانية التلاعب شبه مؤكدة. وما ينطبق علي العبادات ينطبق علي المعاملات، ولن أستعرض ما عشناه جميعا بشكل أو بآخر، عندما كانت الفتاوي تجسيدا لاتجاهات سياسية حاقدة تصفي حسابات القرن الماضي مع أنظمة حكم وطنية، أو تعمل لاغراق السوق بالنفط لخفض أسعاره، ولمصلحة الغرب أولا وأخيرا. وانهالت علي الذين واجهوا الغطرسة الأمريكية الاتهامات بالشيوعية أو بالمروق عن الدين، وأقيمت في بعض المناطق الاسلامية تحت رعاية سكان القصور محيبسات يلتقي فيها كل من تناقضوا مع أنظمة الحكم في بلادهم، عن حق أو عن باطل، يُعلفون في ظل قاعدة: أقعد فانك أنت الطاعم الكاسي ، وتم تسخيرهم ضد بلادهم ولمصلحة العدو الذي كنا نسميه الامبريالية، وكان هناك من يتقعر علينا قائلا ان كلمة الامبريالية بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. وهكذا تم تطويع الدين لخدمة أهداف سياسية ليس عسيرا أن يسترجعها كل منا في ذاكرته، بل ان بعض الفتاوي تجاوز كل منطق معقول. فلا يمكن أن ننسي مأساة البوسنة حيث اغتصبت مئات الحرائر من المسلمات، وعندما بدأت الأجنة تتحرك في أرحام الضحايا، اتجه البعض نحو اجهاض المغتصبات الحوامل، وطلع علينا العباقرة بفتوي تحرم الاجهاض الاّ اذا لم يتجاوز الحمل أربعين يوما (أي أنه حرام بعد أربعين يوما وبضع ساعات) في حين أن رجولة المؤمن كانت تقتضي اصدار فتوي تلزم شباب المسلمين بالزواج من البوسنيات المغتصبات، رحمة بهن وبأهلهن وبالاسلام نفسه. والسؤال الذي طرح نفسه يومها : ماذا لو كانت المغتصبة ابنة الأمير أو أخت المفتي، ألم يكن سيُرسل بها الي سويسرا أو فرنسا لاتمام الاجهاض، وبغض النظر عن أسباب الحمل ومدته؟ . وواقع الفتاوي الحالي وأهدافها تتكامل اليوم مع اغتصاب الساحة الاعلامية العربية، حيث تم توزيع الأدوار علي الفضائيات المملوكة لعدد محدود جدا من المُترفين الذين ينتمون لنفس الارادة السياسية والمنطقة الجغرافية لرجال الافتاء، وحوصر المواطن العربي فكريا باتجاه واحد تعددت صوره وأشكاله لتحقق الأهداف المسطرة في واشنطن ومراكز دراساتها عبر الوطن العربي. وهكذا فان الذي يتوجه الي الله يجد الفضائيات أو البرامج الدينية التي تقدم الداعية المودرن واليمني المتنسك والفقهاء المتحذلقون يدفعونه في اتجاه معين، ومن تجتذبه القضايا السياسة يجد فضائياتٍ يُنفق عليها الكثير لاجتذاب أجمل المتبرجات لتقديم الأخبار طبقا للتوجيهات المسطرة، ولبث البرامج المسمومة التي تدمر الانتماء القومي وتخرب أسس الارتباط بالوطن، أما الرياضة فقد عشنا في الأسابيع الماضية قضية التشفير التي قيل انه دفعت فيها رشاوي كثيرة لم تكشف كل معطياتها بعد. وسيجد محبّو الشطيح والرديح فضائيات متعجرمة تخصصت في أغاني الواوا والأحْ والأوف ، تتثني فيها الخصور وترتجف الصدور وتهتز الأرداف، وهناك خدمة SMS خاصة تمكن الشباب من مراودة المراهقات وتلقي الآهات، وكله في سبيل الله. وعندما نتذكر أن أبناءنا في الغرب محرومون من قناة المنار ندرك أن قرار منعها ليس أوروبيا، ولعل مصدره هو الذي أوحي للشيخ الغبي ـ قان بالقول ان: عملية حزب الله لا أساس لها في الشرع، وهؤلاء الذين يقذفون اسرائيل بالصواريخ هم أنفسهم من يقتلون السنة في العراق ، وهو ادعاء يُروّج للفتنة بين الشيعة والسنة، بعد ما تردد عن ضغوط مورست علي دور الافتاء السني. ونتأكد اليوم أن الفتاوي المنددة بكفاح المقاومة اللبنانية هو عمل مأمور مأجور يستهدف تنفيذ القرار الاسرائيلي الأمريكي 1559، كلف بالترويج له علماء الفتنة، من الامام الأكبر الي ملتح يقول في فضائية نفطية بأن: ما يقوم به حزب الله ليس جهادا، ودعمُهُ مساهمة في تخريب لبنان . ويتضح أن الأمر كله هو تعليمات أمريكية التقت مع عقدة ايران التي لم ينجح تحالف الأعراب في تحطيمها، والتي رفضت وضعية ذل وعار قبل بها الآخرون، وهكذا يُربط كفاح حزب الله من أجل لبنان والوطن العربي كله باتجاه مذهبي محدود، يقول عنه الشيخ عبد الملك أو عبد الأمير !! بن عزرين !! بأنه لا تجوز نصرة هذا الحزب الرافضي (وهذا التعريف مقصور علي مشارقة يتبعون مذهبا معيّنا) وبأنه لا يجوز الدعاء لهم بالنصر والتمكين (وهو تدخل معيب بين العبد وربه) ثم ينصح أهل السنة بأن يتبرؤوا منهم وأن يخذلوا من ينضمون اليهم، مؤكدا بأن الرافضة (!!) يضمرون العداء لأهل السنة، ويحاولون بقدر الاستطاعة اظهار عيوب أهل السنة (وكأن عيوب أهل السنة من أمثال علماء السلطان ومن يدفعهم ويحرضهم ليست معروفة في كباريهات مونتي كارلو وأقبية الشذوذ الجنسي والمواخير المعروفة وغير المعروفة في أوروبا والمناطق السياحية المغلقة في الوطن العربي). ويختتم بن عزرين توجيهه الافتائي بالآية الكريمة : ومن يتولهم منكم فانه منهم ، ونعترف له بأننا نتولي رجال حزب الله، ونرجو الله أن يجعلنا منهم، بقدر ما ندعوه لكي يبعدنا عن أمثاله من فقهاء السلطة ومرتزقة البترودولار. وأنا لست شيعيا وقد ولدت وسأظل سنيا مالكيا أشعريا، ولكن قبول منطق المفتي المذكور وأمثاله هو دعوة للفتنة واخلال بأهم قواعد الدين التي تمنع تسخيره للتستر علي الجرائم السياسية والأخلاقية لسلطان ضال ومُضِلّ، (وفي فمي ماء) لكني أحمد الله الذي فضح أئمة الضلال، رجالا وصحفا وقنوات فضائية، ممن يتحدثون باسم نظم سياسية تستغل بساطة المؤمنين، هنا وفي كل مكان، لكي تحقق سيطرتها علي الوطن العربي والاسلامي لمصلحة واشنطن، وبالتالي لمصلحة اسرائيل. فالوطن العربي لم يعرف الذل والمهانة الا عندما أمسك بعض أولئك بسلطة القرار فيه، وقبل ذلك كانت الأمة، المهزومة عسكريا، أكمل استقلالية وأقوي عزما وأكثر اعتزازا، لأن الهزيمة المادية، التي عاش المسلمون سابقتها في أحُد ، لم تلد هزيمة الارادة وشلل العزيمة، ولمجرد أن الرجال آنذاك كانوا ملتزمين بالنضال في ساحات الوغي لا في النحور والأثداء والأرداف. ولولا الحياء لدعوت بالنصر لبابا روما علي رجولته، مقابل تخاذل من ينتمون لخير أمة أخرجت للناس، وهم، لحسن الحظ، لا يمثــــــلون شعوبهم التي لم تخف رأيها فيهم، وهزأت بترديدهم صيحات الحق الزائف التي تريد بها كوندوليسا باطلا مؤكدا، ومنها المطالبات بسيطرة الحكومة اللبنانية علي كل لبنان. ولقد فهم شبابنا الأمر كله ولم يعُد يُخدع باللحي الكثة وأغطية الرأس المتميزة، وأدركت الأمة أن خسائر حزب الله هي أمر طبيعي لأن القضية ليست نزهة كشفية بل هي مواجهة منفردة لأعتي قوة حربية في المنطقة تحظي بدعم أقوي قوة في العالم، ومجرد الصمود المحدود هو انتصار لامحدود. ويبقي أن أحيي موقف الحكومة اللبنانية بكل مكوناتها والشعب اللبناني بكل شرائحه، والذي أثبت فعلا أن لبنان بلد عظيم يُريد الخبثاء له أن يكون مجرد كاباريه . وأحيي المالكي رئيس وزراء العراق علي موقفه الرجولي مع لبنان، وهو بجانب بوش، كما أحيي غضبة نواب مجلس الأمة الكويتي النبيلة علي وزيرهم في القاهرة وأحيي الموقف الأخير للرجل الكبير الملك عبد الله بن عبد العزيز آملا أن يصحح المسار. تساؤلات 1- إذا كان الهجوم علي لبنان بدأ باغتيال رفيق الحريري فمن قتل رئيس الوزراء اللبناني؟ 2- الشركات الأمريكية التي ستكلف بإعمار لبنان، هل هناك قائمة بأسمائها وبأسماء وكلائها من العرب، وهل تلقت إسرائيل قائمة بالأهداف التي يجب أن تدمّر؟ 3- ماذا كان يفعل سموه في موسكو، التي كان موقفها متفهما للمقاومة اللبنانية، ولماذا يتملكني الشعور بأن هناك من يُخرب عمل الرجل الكبير، الذي عرفنا عنه صدق عروبته وعمق إيمانه وتألق رجولته؟ (*) وزير سابق من الجزائر (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 29 جويلية 2006)


Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

1 octobre 2004

Accueil TUNISNEWS   5 ème année, N° 1595 du 01.10.2004  archives : www.tunisnews.net رويترز: حزب معارض يدعو التونسيين لمقاطعة الانتخابات الجزيرة.نت:

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.