السبت، 27 مارس 2010

TUNISNEWS

 9ème année, N°3595 du 27.03.2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحافي توفيق بن بريك

ولضحايا قانون الإرهاب


حرية وانصاف:أخبار الحريات في تونس

السبيل أونلاين:هيومن رايتس:السلطات التونسية ترهب الرأي العام الداخلي

كلمة:جديد الهجوم الذي استهدف دورية شرطة بسوسة

السبيل أولاين:..البوليس السياسي يحرّر بطاقات إرشادات في شأن السجناء السياسيين السابقين

كلمة:إصابة شاب وزوجته حاولا عبور الحدود باتجاه الجزائر

كلمة:السلطات التونسية تنفي معلومات عن تفاوضها مع الصحفي المعتقل توفيق بن بريك

الوطن:نقابة الصحافيين:فشل وساطة اتحاد الصحافيين العرب .. وموقف  » الفيج  » في مكانه

كلمة:منع صحفي من التصوير ومصادرة معداته

المرصد التونسي:اعتصام بطولي متواصل في مؤسسة يونايتد فاشيان للنسيج  بقصر السعيد

السبيل أونلاين:تونس..الترفيع في تسعيرة ساعة تعليم السياقة بداية من أفريل القادم

القائمة المستقلة بزرمدين:إعــــــــــــــــــــــــــلام

لطفي البنزرتي  :  المنستير : أموال الشعب في القصور ….. أبناء الشعب في القبور ….. 

الوطن:كثر الحديث عنه:الفساد: ظاهرة تنخر المجتمعات وتدمّر الدّول

عمار عمروسية:النظام يمعن في خنق المجتمع

الوطن:الشباب والمشاركة السياسية : في دحض  أطروحة « إحياء الراديكالية »

الوطن:المشهد الثقافي  اليوم تحت خطّ المجاعة 

كمال الساكري:ملتقى الطاهر لسود لتاريخ الحركة الوطنية:تاريخ الحركة الوطنية من خلال التراث الشفوي

الوطن:الحامّة: قلعة النضال الوطني والقومي المولدي شاوش:هل الفكر العربي الإسلامي في أزمة ؟ (الجزء الثالث)

الصباح:المجلس الإسلامي الأعلى يستنكر بشدة الاعتداءات الشرسة على المسجد الأقصى

محمد القوماني:قمة سرت..هل تخرق العادة؟

دنيا الوطن:القذافي يسعى للحصول على صلاحيات تخول له مساءلة عمرو موسى والدعوة لقمة طارئة وتمثيل العرب دوليا  د.أحمد القديدي*:كيف تهرول « إسرائيل » عكس مجرى التاريخ ؟


(Pourafficher lescaractèresarabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)To read arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
فيفري 2010


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 11 ربيع الثاني 1431 الموافق ل 27 مارس 2010

أخبار الحريات في تونس


1)    اعتصام 200 عامل وعاملة بعد طرد زملائهم: دخل قرابة 200 عامل وعاملة بشركة يونايتد فاشيان للنسيج بقصر السعيد بولاية منوبة في اعتصام مفتوح منذ يوم الثلاثاء  23 /03 /2010 للاحتجاج على الطرد التعسفي الذي تعرض له الكاتب العام للنقابة الأساسية و39 عاملة أخرى بعد يوم واحد من تأسيس النقابة الأساسية وهو ما يعتبر اعتداء خطيرا على الحق النقابي وانتهاكا لكل المواثيق والقوانين الدولية الضامنة لهذا الحق.  
2) اعتقال الصحفي أيمن الرزقي بمدينة أم العرايس: اعتقل أعوان البوليس السياسي يوم الجمعة 26 مارس 2010 الصحفي أيمن الرزقي بمدينة أم العرائس حين كان بصدد القيام بمهمة صحفية لفائدة صحيفة  »الطريق الجديد »، كم تم حجز آلة التصوير التي كانت بحوزته.

3) حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور.  
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


هيومن رايتس:السلطات التونسية ترهب الرأي العام الداخلي


السبيل أونلاين – وكالات   تحدث إيريك غولدشتاين، ناب مدير فرع « هيومن رايتس ووتش » في أفريقيا والشرق الأوسط عن منع السلطات التونسية وسائل الإعلام (التونسية) حضور جلسة تقديم المنظمة تقريرها بخصوص وضع السجناء السياسيين في تونس، يوم الأربعاء الماضي وذلك في حوار مع قناة فرنسا 24 .   لماذا لم تسمح لكم السلطات التونسية بتقديم مضمون التقرير حول السجناء السياسيين؟   إيريك غولدشتاين : تمكنا من تقديم التقرير داخل تونس لكن بدون حضور أي صحافي. كان هناك فقط دبلوماسي أمريكي إذ لم تستطع السلطات التونسية من منعه من الحضور، في حين أغلقت الباب في وجه كل الصحافيين. أخبرني بعضهم أنهم تلقوا تعليمات من طرف السلطات للبقاء في بيوتهم يوم تقديم التقرير، في حين تلقى بعضهم الآخر رسالات هاتفية قصيرة على هواتفهم المحمولة تخبرهم أن اللقاء تم حظره.   أعتقد أن رسالة السلطات التونسية من خلال هذا النوع من الممارسات كانت واضحة واستهدفت الشعب التونسي مباشرة. فالسلطات تعرف أن منعنا من كشف ما جاء في التقرير سيخدم مصلحتنا لأن ذلك سيخلف صخبا إعلاميا وترويجا للمنظمة، لكنها فضلت التأثير على الرأي العام الداخلي بقولها للشعب التونسي إنها قادرة على منع الأجانب من التعبير عن آراء معارضة للسلطة، فما بالك بالتونسيين.   ما هي عواقب ما جاء في التقرير؟   إيريك غولدشتاين :تونس تطمح في الحصول على « وضع متقدم » مع الاتحاد الأوروبي ونعرف جيدا أن وضعية حقوق الإنسان لأي بلد يترشح للحصول على هذا الوضع تؤثر كثيرا في قرار الاتحاد الأوروبي. فبالرغم من تقدم تونس في بعض المجالات فإن وضعية حقوق الإنسان تبقى متردية وأتمنى أن ما جاء في التقرير سيغير وضعية السجناء.   من هم السجناء السياسيون في تونس وكم عددهم؟   هناك جيلان إذا صح التعبير من السجناء السياسيين في تونس. الأول يضم الأشخاص الذين تم سجنهم بعض ملاحقة أعضاء « حركة النهضة » الإسلامية في بداية تسعينيات القرن الماضي. والثاني يضم أشخاصا تم توقيفهم في إطار قانون مكافحة الإرهاب للعام 2003، وهم أشخاص سجنوا فقط لأن بعضهم عبر عن فكر سلفي أو عبر عن رغبتهم في الالتحاق بالعراق للجهاد لكن لم يصل أحد منهم مرحلة تحقيق هذه الرغبة، لذلك يطبّق عليهم وضع السجناء السياسيين.   وحاليا، تشير إحصائيات تابعة لجمعية الدولية لدعم السجناء السياسيين، إلى وجود ما بين 600 إلى 1000 سجين سياسي في السجون التونسية.   « يوجد في السجون التونسية بين 600 و1000 سجين سياسي »   منعت السلطات التونسية دون مبرر قانوني منظمة « هيومن رايتس ووتش » من تقديم تقرير يتهم تونس بمراقبة وتهديد وفرض قيود تعسفية على سجناء سياسيين سابقين لمنعهم من عيش حياة عادية. لكن المنظمة أصرت على نشر التقرير، الذي يحمل عنوان « سجن أوسع: قمع المعتقلين السياسيين السابقين في تونس »، وستنظم مؤتمرا صحفيا حول هذا الموضوع في باريس الجمعة 26 آذار/مارس. ووصفت ساره ليه ويتسن مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة في بيان صحفي حياة هؤلاء السجناء بعد إطلاق سراحهم بـ »سجن أوسع » مؤكدة أن « محاولة الحكومة التونسية إسكات هيومن رايتس ووتش يسلط الضوء على نوع آخر من القمع الذي اعتاده الكثير من التونسيين ».   وقال حاتم شعبوني نائب رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان للموقع الالكتروني للقناة الفرنسية إنه لم يطلع على التقرير، الذي لم يصله بعد، لكنه أكد أنه سبق لـ « هيومن رايتس ووتش أن عقدت جلسات مع الصحفيين في تونس » وبالتالي فإن قرار منع عقد المؤتمر الصحفي « قرار مؤسف لأن مثل هذه الهيئات معترف بها لدى الأمم المتحدة وتقاريرها عادة جدية يجب الإنصات إليها ومناقشتها ».   يشمل التقرير 46 صفحة توثق لتفاصيل الإجراءات التي يعاني منها هؤلاء الأشخاص على غرار مراقبة مستمرة ومضايقات والحد من تنقلاتهم والحرمان التعسفي من السفر وإجبارهم على التسجيل يوميا في مكاتب الشرطة. إذ يتم منع السجناء السابقين من حقوقهم شفهيا أو بالامتناع مثلا عن الرد على طلباتهم للحصول على جوازات السفر أو رفضها دون مبرر، كما تمارس ضغوط على أرباب العمل لمنعهم من تشغيلهم.   التزامات غير واضحة تفرض على المعتقلين السابقين   وجاء في التقرير أنه لا يتاح للسجناء السابقين الذين يعترضون على هذه التجاوزات سوى سبل قليلة ومستعصية للشكوى. فالعديد منهم رفع قضايا ضد وزارة الداخلية لرفضها منحهم جوازات سفر. لكن حتى في الحالات التي حكم فيها القضاء لصالح مقدمي الدعوى، رفضت السلطات تنفيذ الأحكام. وسجن الذين غادروا مناطقهم السكنية، أو تم تهديدهم بإعادة سجنهم إذا ما حاولو ا التعبير عن آراء سياسية أو التطرق إلى مواضيع حقوق الإنسان، رغم أن « أوامر تحديد الإقامة » ليست كتابية.   وبتقليص فرص حصولهم على عمل أو حتى السفر أو تغيير الإقامة، تدهورت الأحوال المادية للسجناء السابقين وعائلاتهم ويعيش أغلبهم حياة الفقر. ويقول البعض إن مراقبة الشرطة المستمرة واستجواب أسرهم وجيرانهم حوّلتهم إلى أشخاص مهمشين اجتماعيا.   وفي تونس، على غرار بلدان أخرى عديدة، أحكام قانونية تضبط القيود المفروضة قضائياً على الحريات المدنية بالنسبة للسجناء المفرج عنهم. إذ يحق للمحاكم أن تفرض « عقوبات تكميلية » عند إدانتها المدعى عليهم. لكن عملياً، تفرض الشرطة ووزارة الداخلية على السجناء السابقين نظاماً كاملاً يستند بالأساس إلى الأوامر والتحذيرات الشفاهية، في غياب عقوبات قضائية، ويبدو أن الغرض من هذا النظام هو سحق هؤلاء الأشخاص وتلقين الآخرين درساً عن ثمن المعارضة. غالبا ما تكون هذه الأوامر غير واضحة المضامين، مما يضع السجناء السابقين في موضع حرج.   وقدمت « هيومن رايتس ووتتش » للسلطات التونسية سلسلة توصيات تدعو إلى اعتماد سياسة إعادة إدماج السجناء السابقين عوض تنغيص حياتهم وحرمانهم من حقوقهم.   ( المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 26 مارس 2010 )  

 


جديد الهجوم الذي استهدف دورية شرطة بسوسة


حرر من قبل التحرير في الجمعة, 26. مارس 2010 ذكرنا في نشرة سابقة أن دورية أمنية متكونة من شرطيين قد تعرضت بداية هذا الأسبوع الى هجوم من مجهولين أدي إلى وفاة الشرطيين ووجدت جثتاهما في أماكن مختلفة.  وقد علمنا من مصادرنا أن أحد الشرطيين أصيل ولاية القصرين ويدعى السبتي توفي في الهجوم في حين يدعى الشرطي الثاني محمد وهو من سكان حي الرياض بسوسة وعلمنا أنه فارق الحياة مساء الخميس في المستشفى بعد أن عثر عليه بحالة غيبوبة.  ولم يعرف بعد سبب الهجوم أو الجهة التي قامت به في حين تذكر بعض المصادر احتمالين أولهما أن يكون الهجوم من تدبير بعض العناصر التي توصف بالإرهابية وأما الاحتمال الثاني وهو الذي ترجحه المصادر هو أن عصابة من المجرمين كانت تتعاطى الخمر في إحدي غابات سهلول هاجمت الدورية التي أوقفتها وطلبت منها الاستظهار بالهويات.  وما رجح هذا الاحتمال حسب مصادرنا أن قوات الشرطة بسوسة هاجمت مساء الخميس ثلاثة حانات وسط مدينة سوسة واعتقلت عشوائيا العشرات من مرتاديها.

(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 26 مارس 2010)

 


 

البوليس السياسي يحرّر بطاقات إرشادات في شأن السجناء السياسيين السابقين


 

السبيل أونلاين – تونس – عاجل   أكّد مصدر خاص للسبيل أونلاين الجمعة 26 مارس 2010 ، أن جهاز البوليس السياسي يقوم خلال هذه الأيام بإستدعاء المساجين السياسيين السابقين لدى مراكز الشرطة ويحرّر بطاقات إرشادات في شأنهم .   وقال المصدر أن أسئلة الإرشادات كانت من قبيل : – متى خرجت من السجن ؟ – ماذا تشتغل حاليا ؟ – هل تصلي ؟ ، وفي أي مسجد ؟ ، وهل تصلي الصبح حاضرا أم لا ؟ ، وهل تصلي الجمعة الأولى أو الثانية ؟ ، وهل تصلي سبلا أو قبضا ؟ – هل زوجتك محجبة ؟ – هل تمتلك جهاز كمبيوتر أو دي في دي DVD ؟   ونقل المصدر عن أحد السجناء السياسيين السابقين منذ سنة 1993 ، أنه أستدعي إلى أحد مراكز الشرطة يوم الخميس 25 مارس 2010 من أجل تسجيل بطاقة إرشادات بشأنه .   ويذكر أنه متزوج من سيدة جزائرية ، وقد سجّل إسم إبنته وعمرها الآن ثلاثة أشهر في بطاقة الإرشادات ، وهو يتعرض خلال هذه الأيام إلى مضايقات في عمله . كما نقل المصدر جانب مع الحوار الذي دار بين عون البوليس والسجين السياسي السابق ، الذي بادر العون بالسؤال : ألم يقفل الملف ونحن نشرف على نهاية العشرية الثانية منذ سنة 1991؟.   فردّ العون:لم يقفل ولن يقفل ، ثم أضاف:ألم تعلم أن أحد أعوان البوليس قتل هذه الأيام؟ فقال السجين السياسي السابق بإستغراب : وهل قتلته أنا حتى تحرّر في شأني بطاقة إرشادات وأنا ممنوع من التحرك وإن تحركت كنت مراقبا وحتى جواز سفري لم يسلم لي بعد حيث تقدمت بمطلب منذ أزيد من عام ؟…وأضاف : تسألني هل أصلي أم لا !!!!… يا رجل الصلاة مفروضة علي وعليك .. ألست مسلما ؟   – فأجاب العون : نعم …ولكن ..  

( المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 26 مارس 2010)


إصابة شاب وزوجته حاولا عبور الحدود باتجاه الجزائر


حرر من قبل طــه البعزاوي في الجمعة, 26. مارس 2010 ذكرنا في نشرتنا ليوم 9 مارس الجاري خبرا عن استنفار أمني بالشمال الغربي بعد أن قبضت دورية أمنية يوم الأربعاء 03 مارس الجاري على شاب وزوجته، بإحدى قرى طبرقة الحدودية اشتُبه في انتمائهما لإحدى التنظيمات السلفية. وبعد التحري في الخبر وخلفيته تبين لنا أن شابا مهندسا من تونس العاصمة يدعى زياد لعبيدي سجن على خلفية قانون الإرهاب وخرج من السجن سنة 2008 ، قد أراد عناصر أمن الدولة أن يجعلوا منه مخبرا لكنه رفض.  وبعد زواجه تم تهديد أسرة زوجته واختطاف أحد أقربائه طيلة 3 أيام، ذكرت مصادرنا أنه تعرض خلالها للتعذيب. ثم أرادوا أخذ زوجته ولما لم تكن في البيت عنفوا والدتها، فقرر الانتقال للسكن مع زوجته في قليبيا أملا في وجود فرصة لمغادرة البلاد عبر البحر، ولما فشل في سعيه، سعى لمغادرة البلاد عبر البر باتجاه الجزائر، فأجّر منزلا في طبرقة، وأثناء محاولته مجاوزة الحدود بلغ الخبر للأمن فتمت ملاحقته بالغابة حيث اختفى وأطلق عليهما الرصاص حتى أصيبا.  كما علمنا أن الزوجة ترقد الآن بغيبوبة في مستشفى الشرطة بالمرسى بعد أن فقدت جنينها حسب ما ذكرت مصادرنا، في حين يوجد هو بالسجن المدني بالمرناقية، وهو مصاب برصاصة في جنبه يعتقد أنها أتلفت إحدى كليتيه.  كما بلغنا أنه قبض عليهما ومعهما بعض السكاكين والزجاجات الحارقة.  ونقل عن الدورية التي قبضت عليهما أنها اضطرت للاستعمال الرصاص دفاعا عن النفس لأنه هاجمها بسكين. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 26 مارس 2010)

 

السلطات التونسية تنفي معلومات عن تفاوضها مع الصحفي المعتقل توفيق بن بريك


حرر من قبل التحرير في الجمعة, 26. مارس 2010 نفى مصدر قضائي وجود أي مبادرة من قبل أطراف مقرّبة من السلطة من أجل العفو عن توفيق بن بريك. وقال مسؤول إعلامي بوزارة العدل في ردّ على أسبوعية الموقف المعارضة إنّ رواية شقيق بن بريك الذي تحدث عن قيامه بالتوسط بينه وبين السلطات لإطلاق سراحه مقابل توجيهه رسالة لرئيس الدولة، لا أساس لها من الصحّة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 26 مارس 2010)


نقابة الصحافيين: فشل وساطة اتحاد الصحافيين العرب .. وموقف  » الفيج  » في مكانه


نورالدين المباركي تونس/ الوطن لم تثمر الوساطة التي قام بها  وفد من اتحاد الصحافيين العرب « لإيجاد مخرج لأزمة النقابة الوطنية للصحفيين « الى  نتائج ملموسة ، وحافظت الفيدرالية الدولية للصحفيين(الفيج) في اجتماعها الأخير على الموقف الذي اتخذته قبل أشهر من أزمة النقابة ، المتمثل في عدم الانحياز إلى أي طرف .   وكان وفد من اتحاد الصحافيين العرب زار تونس بداية الأسبوع المنقضي  والتقى وفدا عن المكتب التنفيذي المنبثق عن مؤتمر 15 أوت  للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين  ووفدا عن المكتب المنبثق عن المؤتمر التأسيسي الذي مازال يتمسك بأنه المكتب الشرعي للنقابة. في محاولة « لرأب الصدع » لكن جهود الوساطة لم تنته إلى حلول ملموسة من شأنها أن تعبّد الطريق نحو مخرج للأزمة.   واكتفى عضو المكتب الدائم لاتحاد الصحفيين العرب محمد يوسف بالقول في تصريحات صحفية : » لمست تجاوبا بين الأطراف المتنازعة لتنقية الأجواء والاقتراب إلى حل، لكن الصيغ والأساليب ما زالت غير مضبوطة ولم يقع الاتفاق عليها بعد « .   و حافظت الفيدرالية الدولية للصحفيين(الفيج) في اجتماعها الأخير بمراكش على الموقف الذي اتخذته قبل أشهر من أزمة النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين ، المتمثل في عدم الانحياز إلى أي طرف  وكانت  » الفيج »  في بيانات سابقة دعت الى مؤتمر موحد   وعلمت  » الوطن » أن اجتماع الفيج الذي تم في بروكسيل شهد تباينات في وجهات النظر حول ملف النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين ، إذ هناك من اعتبر أن مؤتمر 15 أوت هو  » مؤتمر انقلابي  » على الشرعية و هناك من دافع على هذا المكتب بالاستناد إلى عدد  الذين حضروا أشغاله  وعدد المنخرطين في النقابة.   ومن جهة أخرى أكد عدد من الصحافيين  الذين لم يشاركوا في مؤتمر 15 أوت  أنهم سيقدمون  مطالب انخراطهم ( التي تنتهي آجالها يوم 31 مارس الجاري) في النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين  لأنهم « مقتنعون  أن النقابة هي الممثل الوحيد للصحافيين »  وأن العمل من خارجها « غير مقبول ». (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 130 بتاريخ 26 مارس   2010)  


منع صحفي من التصوير ومصادرة معداته


حرر من قبل التحرير في الجمعة, 26. مارس 2010 صادرت شرطة أم العرائس من ولاية قفصة يوم الجمعة 26 مارس جهاز كاميرا من الصحفي أيمن الرزقي عندما كان يقوم بعمله وسط المدينة. وقد تم نقل الرزقي إلى مركز الشرطة ثم أطلق سراحه دون إعادة أدوات عمله أو تسليمه وصلا في الحجز. وذكر الرزقي أنّه كان بصدد إعداد تحقيق لأسبوعية الطريق الجديد المعارضة عن الأوضاع البلدية بمدينة أم العرائس بمناسبة الانتخابات البلدية، وقد منعته الشرطة ورئيس البلدية من مواصلة عمله.
 
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 26 مارس 2010)
 


اعتصام بطولي متواصل في مؤسسة يونايتد فاشيان للنسيج  بقصر السعيد


 
دخل عمال وعاملات شركة يونايتد فاشيان للنسيج بقصر السعيد – منوبة البالغ عددهم قرابة 200 عامل وعاملة في اعتصام مفتوح بمقر العمل منذ يوم 23 /03 /2010 وذلك بسبب طرد الكاتب العام للنقابة الاساسية و39 عاملة اخرى طردا تعسفيا بعد يوم واحد من تاسيس النقابة الاساسية  وهو ما يعتبر اعتداء خطيرا على الحق النقابي وانتهاكا لكل المواثيق والقوانين الدولية الضامنة لهذا الحق . علما ان هذه المؤسسة تصديرية بالكامل وهي تابعة لمجموعة ايطالية وقد دخلت في الانتاج منذ سنة 2003 وخلال هذا الاعتصام كانت احدى العاملات تخرج من حين الى اخر الى ابنها الرضيع الموجود بالخارج رفقة زوجها لترضعه ثم تعود من جديد للالتحاق بالاعتصام . انها ملحمة بطولية بامتياز ولهذا على كل الهياكل النقابية الوطنية والجهوية والمحلية وكل منظمات المجتمع المدني اسناد العمال والعاملات المعتصمين وبشكل عاجل ولو عبر ارسال بيانات مساندة وتضامن اليهم على رقم فاكس الشركة ليعرف مالك المؤسسة الايطالي الجنسية ان العمال المعتصمين ليسوا وحدهم وان الاف النقابيين والعمال  قد يهبون في أي لحظة لمساندتهم رقم الفاكس 21671546901 محمد العيادي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


تونس..الترفيع في تسعيرة ساعة تعليم السياقة بداية من أفريل القادم

 


السبيل أونلاين – تونس   إتفق أصحاب مدارس تعليم السياقة في تونس على ترفيع معلوم ساعة تعليم السياقة من 16 دينارا إلى 18 دينارا ، وقالوا أن المدارس مهددة بالإفلاس كما ان كثيرا من مديري مدارس السياقة وقع حجز سياراتهم بسبب عدم تسديد ديونهم لدى البنوك وشركات الإيجار المالي. ومن المنتظر أن تعتمد التسعيرة بداية من شهر أفريل 2010 .   و يعيش قطاع تعليم السياقة على وقع تداعيات قرار وزير النقل الصادر في أكتوبر الماضي والذي فرض على كل المهنيين في القطاع من معلمي قواعد الطرقات ـ ومدربي السياقة ، الخضوع لرسكلة كل 3 سنوات بأحد مراكز التكوين في سياقة العربات وقد عبّر اصحاب المهنة عن تذمرهم من القرار.   وستكون الدورة الأولى للتكوين داخل مراكز التكوين في سياقة العربات بتكلفة 150 د للشخص الواحد وتخصص الدورة للذين مرّت على إجازتهم 3 سنوات سواء كانوا مدربي تعليم قواعد الجولان أو مدربي تعليم سياقة العربات .   يذكر أن سعر ساعة السياقه لم يقع الترفيع فيه منذ أكثر من 12 سنة تم تحديدها من طرف خبير فى المحاسب الذي قدم تقريرا مفصلا ووحدد 18 دينارا كسعر أدنى للتكلفة ومن المتوقع أن ترتفع إلى 20 دينارا في بعض المناطق .    (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 26 مارس 2010 )  


القائمة المستقلة بزرمدين
إعــــــــــــــــــــــــــلام 


 في خامس مشاركة لها و علي التوالي و في إطار الإنتخابات البلدية  ، أعلنت القائمة المستقلة بزرمدين  خوض الإنتخابات البلدية القادمة في – 9-  ماي  2010 مجددا إذ تمثل  التشكيلة المعلنة  كل الطيف السياسي  بالمنطقة  و من نقابيين هذا وقد سبق لهذه القائمة أن فازت   في سنة  -1990 – باربعة مقاعد  وفي-1995 – بمقعد واحد أما في بقية  المحطات فتم إسقاطها بدون مبررات مقنعة تم فيها اللجوء إلي القضاء  هذا  وقد تقرر  أن يكون شعارالبيان الإنتخابي  الوفاء ، أما لون القائمة فهوالقمحي  لمحة سريعة عن زرمدين  – عدد سكانها  25500 نسمة  وفي دراسة تاريخية للمدينة  قام به الأستاذ التركي أن عمر مدينة زرمدين  عشرون ألف سنة ، أيضا تعدّ زرمدين اليوم أكبر منتج لمادة الأجر والسيراميك  المستخرج  من مادة الطفل الموجود بكثرة  أيظا  يوجد بزرمدين  كميات هائلة من مادة الرمل  والفحم الحجري إلي جانب هام آخر مساحات هائلة  من غابات الزياتين   حيث تعدّ زرمدين المعتمدية الأكبر مساحة بولاية المنستير كما تنتصب في المدينة عديد المؤسسات الصناعية  كصناعة الآجر و النسيج  أيضا تعرف المدينة نهضة عمرانية كبيرة بفضل عائدات أبناءها المقيمين بالخارج دون نسيان الدور التاريخي والبطولي  لحركة المقاومة  المسلحة من أجل التحرير و الخلاص النهائي    من المستعمر التي تناولها أكثر من مؤرخ والتي كانت شرارتها الأولى من دوز  بالجنوب التونسي  و زرمدين.  


المنستير : أموال الشعب في القصور ….. أبناء الشعب في القبور …..

   


جريمة أخرى من جرائم أعوان نظام السابع من نوفمبر ترتكب في حق مواطن بسيط غادر الحياة وهو يشكو ظلم المستكرشين و المستبدين … مواطن لم يكن له من مطلب سوى السماح له بوضع  » برويطة  » على أحد الأرصفة بمدينة المنستير لبيع  » البريك  » و  » الشاباتي  » حتى يستطيع الإنفاق على عائلته غادر عبد السلام تريمش أهله و مدينته الحبيبة و فريقه الدي كان يعشقه عشقا لا يوصف الإتحاد الرياضي المنستيري غادرهم جميعا إلى الأبد تاركا وراءه عائلة مكلومة تعاني ألم الفراق و عصابة من اللصوص و الوصوليين يعبثون بأموال الشعب و يستولون على أرزاق الناس و أراضيهم و يشيدون القصور في حين يموت أبناء الشعب في سبيل لقمة العيش … منتهى طموح عبد السلام كان الحصول على برويطة يقتات مما تدره عليه من دنانير قليلة في حين يجمع قيس بن علي المليارات و يعتدي على الملك العام و كانت الحديقة العمومية آخر المرافق العمومية التي استولى عليها ,,,, منتهى طموح عبد السلام برويطة في حين يعربد ابن الوالي خليفة الجبنياني و يقيم المشاريع في ميناء المنستير و يبيع الأراضي بأثمان وصلت إلى 300 دينار للمتر المربع في حين أنه حصل عليها بتدخل من أبيه بـ 3 دنانير للمتر منتهى طموح عبد السلام برويطة في حين يواصل اللصوص الصغار و الكبار نهب المدينة من دون رقيب و لا حسيب   هكدا نعيش في زمن الكدب و النفاق و السرقة و النهب و …. الظلم   فأموال الشعب في القصور …. و أبناء الشعب في القبور لطفي البنزرتي    المنستير  26 مارس 2010   


                              كثر الحديث عنه:                                   الفساد: ظاهرة تنخر المجتمعات وتدمّر الدّول


 بقلم: محمد رضا سويسي   لا تزال ذاكرة الكثير منّا تحتفظ من دروس التّاريخ بتلك النّهايات التّقليديّة للدّول والإمبراطوريات حيث تتكرّر تقريبا نفس الجمل المتحدّثة عن انغماس السّاسة ورجال الدّولة في اللهو والبذخ والانشغال عن شؤون الرّعيّة بينما تمعن مراكز القوى السّياسيّة والأسريّة في النّهب وظلم الرّعيّة حتّى تغدو هذه الرّعيّة تبحث عن أيّ منقذ يعلن عن نفسه فتجدها تنظمّ دون تردّد إلى أوّل ثائر أو متمرّد أو قادم من الخارج. ولم تقتصر هذه الظّواهر على دولة أو حضارة بعينها فشملت مدن أثينا والإمبراطورية الرّومانيّة وبعدها مختلف دول وإمارات العهد الإسلامي في مشرق الأرض ومغربها لتمتد هذه الظّاهرة حتّى الزّمن الحديث والمعاصر.  لكن مع تطّور البشريّة وتعقّد أنظمة تسييرها لشؤونها تعدّدت مظاهر الفساد وتنوّعت لتأخذ طابعا فرديّا حينا و جماعيّا حينا آخر من خلال تكوّن « مؤسّسات » أو عصابات لإدارة الفساد. ولم ترتبط ظاهرة الفساد بنظام سياسيّ أو اقتصاديّ دون آخر إذ في كلّ نظام توجد أو تُخلق الثّغرات التي يتسرّب منها المفسدون فلم تنج لا الأنظمة الاشتراكيّة ولا الليبراليّة من تلك الظّواهر كما لم تقف الحواجز الأخلاقيّة أو القيم الاجتماعيّة والدّينيّة حائلا أمام الفساد. ومع نزوع المجتمعات المتزايد إلى تنقية أنظمتها من هذه الظّاهرة على الأقل في مستوى الخطاب والتّشريع نمت النّزعة إلى مواجهة الفساد والتصدّي له من خلال إصدار القوانين التي تحاول قطع الطّريق على الفساد منذ بداية ظهوره وتتعقّبه بالمراقبة والعقاب والرّدع كما جعلت من غياب الفساد أو الحدّ منه مقياسا رئيسيّا من مقاييس التّنمية السّليمة وعنوانا من عناوين التّحضّر والحكم الرّشيد بينما اعتبر وجود الفساد بمختلف مظاهره ودرجاته من مظاهر التّخلّف وواحدا من مقاييس رداءة مناخ الاستثمار ومعوّقا من معوّقات التّنمية.  ويكتسي الفساد في عصرنا الحاضر عدّة مظاهر وآليّات شديدة التعقيد بعضها قديم قدم الحياة الاجتماعيّة للإنسان مثل ظلم الحاكم للمحكومين وإساءة التّصرّف في الملكيّة العموميّة والإجحاف في الجباية واستغلال النّفوذ من طرف المنتمين إلى الأسر الحاكمة، إلى جانب استغلال الموظّفين لنفوذهم عبر الارتشاء وتحويل مجرى الملفّات لصالح هذا على حساب حقّ ظاهر ومشروع لذاك لكن هذه المظاهر قد تطوّرت أشكالها وآليّات تنفيذها فضلا عن حجمها وعمق تأثيرها على المجموعة خاصّة في زمن بلغت فيه الدّقة في التّخطيط والحساب درجة أصبح يصعب معها إخفاء الحقائق أو التّستّر على وقائعها وانعكاساتها كما أنّ طبيعة المعادلة بين الثّروات ومتطلّبات التّنمية والمخاطر المحدقة من منافسات وأزمات وغيرها قد جعلت لكلّ عمل غير شرعيّ وغير نظيف تأثيره المباشر على نسق التّنمية وعلى العلاقة مع المحيط الاقتصادي والمالي . إنّ مختلف ظواهر الفساد المتداولة اليوم من تبييض أموال وتحيّل من أجل الاستيلاء على أموال وأملاك المجموعة الوطنيّة وتفشّي ظواهر الرّشوة التي أخذت عدّة مسمّيات إنّما هي اليوم ظواهر معولمة لا تختص بها دولة دون أخرى لكن بتفاوت في الانتشار وكذلك اختلاف في طرق التّعامل معها خاصة من طرف السّلط والإدارات القائمة في تلك البلدان إذ أنّ الأمر يختلف بالتّأكيد بين دولة تفصح كلّ مظاهر الفساد وتسعى للتصدي لها من خلال إحداث التّشريعات الصارمة والعمل على تطبيقها بحزم وبين دولة لا تزال تعتبر الحديث عن الفساد من المحرّمات بحيث تكرّس خطابا يتحدّث عن الواقع بمثاليّة بينما تقع حقائق الأمور على نقيض ذلك.
وفي هذا الإطار لا بدّ من الإشارة إلى كثرة الحديث عن تفشّي الفساد بمختلف مظاهره في البلدان النّامية وعلى رأسها الأقطار العربيّة حيث تعجّ مختلف التّقارير الأمميّة والدراسات الدّولية بالحديث عن مظاهر الفساد واستغلال النّفوذ في مختلف الأقطار العربيّة وهي في الحقيقة دراسات ممّا يُعتبر كلاما حقّا يُراد به باطلا حيث أنّ أغلب هذه التّقارير إنّما تُصاغ في إطار مشاريع للضّغط على دول عربيّة أو تمهيدا للتّدخّل في شؤونها حيث غدا الحكم الرّشيد واحترام حقوق الإنسان الشّماعة التي تعتمدها عدّة أطراف دوليّة للتدخّل في شؤون الغير. إلاّ أنّ هذا القول لا يعفي الأنظمة السّياسيّة في الوطن العربي من تحمّل مسؤوليّاتها في الحدّ من مختلف مظاهر الفساد وذلك باعتماد الشّفافيّة في التّصرّف والصّرامة في كشف كلّ مظاهر الفساد واستغلال النّفوذ والارتشاء وهو أمر لا يمكن أن يتحقّق إلاّ بتوفّر شروط محدّدة منها:
 ـ احترام مؤسّسات البلاد التشريعيّة والتنفيذيّة والقضائيّة والرّقابيّة والسماح لها بالقيام بمهامّها وفق القانون دون تدخّلات تفرغ هذه المؤسّسات من مضامينها ومهامّها التزاما بمقولة دولة القانون والمؤسّسات بحيث لا تبقى المؤسّسات مجرّد هياكل فارغة لا تصلح إلاّ في الجداول الإحصائية التي تقدّمها هذه الدّول للبرهنة على التزامها بالمعايير الدّوليّة للحكم الرّشيد. ـ توخّي الشفافيّة في الكشف عن مواطن الفساد والتصدّي لها بعيدا عن إخفاء الحقائق والمحاباة وأحيانا حماية بعض الأطراف المتسبّبة في الفساد وهي شفافيّة يجب أن تكون تجاه الشّعب وتجاه وسائل الإعلام التي يكون من واجبها الأخلاقي والمهني والوطني المساهمة في كشف الفساد ومواطنه والمتسبّبين فيه.
ـ أن يلعب المجتمع المدني والمنظّمات والهيئات المهنيّة والحقوقيّة دورا فاعلا في مقاومة الفساد وذلك بتنقية نفسها أوّلا من مظاهره المختلفة حتى تكتسب المصداقيّة الضروريّة وتكون مثالا يحتذى في مواجهة الظاهرة ولا تكون ممن يصحّ فيهم القول: « لا تنه عن خلق وتأتي مثله » ثمّ تأخذ دورها في الرقابة والكشف عن مواطن الفساد ثمّ متابعة كيفيّة التّصدّي لها.  ـ أن تكون مختلف خطط واستراتيجيّات مقاومة الفساد والتصدّي له موضوع حوار وطني بين مختلف الأطراف الوطنيّة المعنيّة من أحزاب سياسيّة ومجتمع مدني ومنظّمات مهنيّة بحيث تكون هذه الخطط محل إجماع جميع الأطراف بما يدعم شفافيّة العمليّة ويساعد الهياكل الإدارية والقضائيّة والرقابية على القيام بعملها بعيدا عن المؤثّرات والعراقيل. إنّ إدراك الخطر المتزايد لظاهرة الفساد على الاستقرار الداخلي للبلدان العربية وعلى نسق التنمية فيها إضافة إلى مخاطر التدخل الأجنبي هي التي كانت وراء إثارة هذا الملف في الاجتماع الأخير لوزراء الدّاخلية العرب الذي انعقد في تونس، ويبقى الانتباه إلى خطورة الظاهرة والاستعداد لمواجهتها في حد ذاته أمرا إيجابيا لكن ما يجب الانتباه إليه هو أنّ مواجهة الفساد بمختلف مظاهره وفنونه ليس عملا أمنيّا فحسب بل هو أمر مشترك بين أكثر من طرف أمني وسياسي وتشريعي وقضائي ومدني… باختصار هو اليوم شأن مجتمعي يجب أن يأخذ ما يستحقّ من اهتمام إذ تحوّل إلى سبب هام من أسباب تراجع الاستثمار وانخفاض أنساق التنمية وتهديد استقرار البلدان أنظمة وشعوبا.  
(المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 130 بتاريخ 26 مارس   2010)  


النظام يمعن في خنق المجتمع


بقلم عمار عمروسية تصرّ السلطة النوفمبرية أكثر من أيّ وقت مضى على المعالجة الأمنية لمجمل القضايا المطروحة. فمهما تعدّدت المشاكل وتنوّعت، وأيّا كانت السياقات (سياسية- حقوقية- اجتماعية…) كثيرا ما سارعت الحكومة إلى استحضار وصفتها الجاهزة التي تقوم أولا وقبل كلّ شيء على تشغيل ماكينة القمع بهدف فرض الهدوء والحيلولة دون اتساع رقعة الاحتجاجات. ومعلوم أنّ جهازي البوليس والقضاء لعبا أدوارا أساسية في الهجوم المحموم الذي يهدف إلى مزيد إحكام الطوق على مجتمعنا وتدجينه حدّ العبودية لتعبيد الطريق أمام استمرارية الائتلاف الطبقي العميل في حكم البلاد. والحقيقة أنّ استمرار الانغلاق السياسي كل هذه السنوات وتزايد وتائر القمع والتنكيل في الأشهر الماضية مثّلا الأرضية الخصبة ليس فقط لتكاثر الأسئلة المتصلة بجدوى النضال والتضحية وإنّما أيضا لتغذية مشاعر الشكّ وحتّى اليأس والقنوط من قدرة المعارضة الجدّية على حلحلة الأوضاع وتغييرها… ولعل تكاثر موضة الانشقاقات والانسحابات التي طفت مؤخرا في أكثر من حزب سياسي وتيّار، يمكن تمثّل البعض منها ضمن إطار الانكسار المعنوي وانسداد الآفاق الذي تمكّن من أصحابه وجعلهم إمّا يودّعون مواقعهم النضالية ويتحوّلون إلى كُتل صامتة قابلة بالأمر الواقع، وإمّا إلى جماعات تعمل سرّا وعلنا في ركاب الديكتاتورية التي أفلحت إلى حدود كبيرة في خنق المجتمع وكسر إرادته نحو التحرر والحرّية، وأقامت الجدران العازلة بين ما هو وعي سياسي وحقوقي وحتّى نقابي وبين الحركة الشعبية. وكعادة كلّ ديكتاتورية سخّرت سلطة بن علي كلّ إمكانيات الدولة لتحقيق هدفها ذلك. فالإعلام والبوليس والقضاء والتعليم في كلّ مراحله وبطبيعة الحال المال، يتمّ تسخيرهم وفق الحاجيات والأوضاع لتدجين المجتمع واستمرار الهدوء الاجتماعي. ولعلّ استمرار تراجع النضال الشعبي والاجتماعي، وضعف الحراك السياسي وانحساره في دوائر نخبوية جدّ ضيقة خصوصا في السنوات الثلاث الماضية، كلّه قد أسهم في إمعان السلطة في هذا النهج خصوصا في ظلّ مقتضيات التوريث أو التمديد وتزايد مصاعبها الاقتصادية التي يقع تنفيسها بصفة دائمة على حساب الطبقة العاملة ومجمل الشغّالين. فالقمع بهذه الدرجة وبدرجات أخطر في المستقبل هو الخيار الذي ستمضي فيه السلطة (إن استمرّت موازين القوى الحالية على ماهي عليه) على الأقلّ حتى تجد الصيغة الملائمة لفضّ مسألة خلافة الرئيس الحالي. والحقيقة أنّ تمسّك السلطة بنهجها في إدارة الشأن العامّ بهذا الأسلوب يبدو مثمرا من زاوية الحفاظ على مصالحها الطبقية والسياسية وهي دون شكّ على وعي تامّ بنجاحها، وهو ما يبدّد اعتقاد البعض بمناسبة وبدونها في تغيير ذلك الأسلوب، وهو أمر منطقي فالرابح لا يغيّر تكتيكاته وأساليبه إلاّ متى أُجبر على التغيير ومعلوم أنّ إجبار السلطة لن يأتي لا بدعوات الحوار ولا بالمشاركة في المهازل الانتخابية وإنّما بتطوير النضال السياسي وتوسيعه في اتجاه إشراك أوسع للجماهير على قاعدة مطالب ملموسة فيها الاجتماعي وفيها السياسي لخلق موازين قوى جديدة بالإمكان الاستفادة منها لتقليم أظافر الاستبداد وتحقيق مكتسبات مادية وسياسية لعموم الكادحين والشعب وفتح آفاق ملموسة لتحقيق التغيير الديمقراطي الحقيقي الذي يعيد للوطن عزّته وللمواطن كرامته. ولا نخال هذه السلطة ولا حزبها الذي اغتصب الإرادة الشعبية بقوّة الحديد والنار وتلاعب بدستور البلاد كيفما أراد معنيّ بأيّ شكل من الأشكال حتى « بالإصلاح » فما بالك بتحقيق الديمقراطية. فـ »التجمّع الدستوري » الذي يسيطر بالكامل على مقدّرات البلاد ودواليب الحكم من القاعدة إلى القمّة قد أضحى على الأقل في العشريتين الماضيتين ليس فقط عاجزا عن الحوار مع الآخر سواء كانوا فرادى أو أحزاب أو جمعيات، وإنّما حتّى على قبول الأفكار والرؤى المتباينة داخله. فالجميع يعلم الأسلوب الفوقي وحتّى الفردي في إرادة هذا « الحزب » الذي تحوّل نهائيا إلى مجرّد جهاز متهرئ يقتات من المال العام ويقوّي صفوفه باندماجه الكلّي مع السلطة التي تصرّ على بقائه حيّا- ميّتا لإعطاء واجهة مدنية لنظام الحكم وهو ذات الدور مع اختلاف المواقع الذي تلعبه المعارضة الديكورية التقليدية وتسعى بكلّ جهد بعض الفصائل المحسوبة على النضال لاحتلال مكانة ما في المربّع الديكوري معوّلة على انفتاح حكومي قد يأتي. والملفت للانتباه أنه كلّما صعّدت السلطة في وتائر القمع، كلّما تكاثر الطامعون في الحصول على مغانم مادية وسياسية دون الاهتمام بالكلفة الباهظة لتلك المغانم، ممّا مكّن الأخيرة، أي السلطة، من هوامش إضافية مريحة لتلميع صورة الاستبداد في الداخل وخاصّة في الخارج، والأخطر من ذلك هو تمكين النظام من ذرائع سياسية لتمرير المسرحيات الانتخابية (رئاسية- برلمانية- وبلدية) من جهة، وتركيز عصا القمع والتهميش لقوى المعارضة الراديكالية من جهة أخرى.  
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 26 مارس 2010)  


الشباب والمشاركة السياسية : في دحض  أطروحة « إحياء الراديكالية »


بقلم: عبد الفتاح كحولي   إن الاهتمام اللافت بالمسألة الشبابية يمنح أيّ حديث فيها عناصر قوة وإمكان التحول إلى فعل في التاريخ لأن تناول أية مسألة خارج زمن  » الإهتجاس الجماعي  » بها قد يصمُ ذلك النظر فيها بوصمة الهذيان فتحكم عليه المقادير بمصير صرخة تائهة بين تجاويف البئر وإن علا مقدار الحق والصواب فيه. إن تناول الأفكار في زمن تحوّلها إلى هاجس مشترك ييسّر تداولها وينمّي شروط إمكان تحولها إلى برامج عمل قابلة للتنفيذ . ولا شكّ أن البحث في الإشكاليات المتصلة بالمسألة الشبابية سيكون أكثر جدوى وفاعلية لذلك رأينا إبداء بعض الملاحظات حول الشباب والمشاركة السياسية بوصفها من محاور الاهتمام أو  الهواجس المشتركة بين شباب العالم . إن نفور الشباب من الانخراط في الشأن العام ظاهرة كونيّة تزداد حدّتها  عند المماهاة بين الشأن العام والسياسة وتكون أكثر حدة إذا كانت صيغة المشاركة السياسية متمثّلة في الإنخراط في الأحزاب السياسية ببناها الفكرية والسياسية والتنظيمية الحالية ولهذه الظاهرة أسباب متشابكة كنا قد أتينا على بعضها في مقال سابق لذلك سنحاول في هذا المقال محاورة بعض الأطروحات التي تمّت صياغتها بوصفها السبيل الملكي لحل مشكلة « اللاتسيّس » في أوساط الشبيبة . إن ما تتميّز به هذه الفئة العمريّة من اندفاع وحماس وطاقات هائلة على الفعل في مختلف أشكاله وما توحي به تجارب  » الماضي السعيد  » من دور للشبيبة في الحركات الوطنية والاجتماعية وغيرهما ممّا رشّحها لأن تكون قوّة ذات ثقل في مستوى أداء الأدوار الطليعيّة قد جعل البعض يعتقد أن الحل الوحيد للخروج من مأزق « اللاتسيّس » هو  » إعادة الروح إلى الراديكالية  » . إن هذه الأطروحة تحمل في صياغتها مقتلها إذ تضمّنت هذه الصياغة إقرارا بموت الراديكالية والرغبة في إحيائها من جديد وحتى وإن سلّمنا بهذا الإمكان فإنّ راديكاليات الماضي تحمل الكثير من مواطن القصور التي تجعلها عاجزة عن التأقلم مع حساسية العصر فهي من ناحية مثلت حالة من التصعيد الأقصى للإنفعالات والأهواء وشكّلت حاجزا منع تشغيل العقل واستثمار قدراته الهائلة في تخليق  » سعادة ممكنة » فعلى مذبحة العقل كرّست خطابها وأنتجت حالة من الغضبيّة القصوى ثم إن هذه الراديكاليات قد انخرطت في إثم التّبرير المطلق للنّص من حيث هو القول الحق الذي لا تشوبه شائبة من خطأ أو تقصير أو بهتان وأعلت سلطة النموذج / المثال لتصيب جيلا كاملا بالعمى والعجز عن رؤية التغيرات العاصفة التي تتسارع وتائرها مع تقدم الزمن . إن الانخراط في نزعة نصوصيّة متعالية عن تعقيدات الواقع قد جعل التفكير مشلولا أو محرّما فهو زندقة وهرطقة وتحريف فكان الاستلقاء في نعيم الحلم و رهانات الخلاص الأعظم مانعا لأيّة تنمية حقيقية لفكر مرتبط بإكراهات الواقع من جهة وبتطلعات الإنسان من جهة أخرى . على أن الخطر الأعظم هو أن تطوير هذه الراديكالية في كل اتجاهاتها الممكنة سيجعل صنفا معيّنا من الراديكالية هو المهيمن على ساحة الفكر والعمل ونقصد بذلك الراديكاليات المؤسسة على تسويغ دينيّ لما لخطابها من جاذبية و ارتباط بحلّ سعيد وأفق خلاصي جميل . إن الحل لا يكمن في الاستمرار في شكل من أشكال التمثّل الفكريّ أبانت التجربة عن قصوره في مواطن عديدة ولا يعني ذلك الإلغاء المطلق لمفاعيل الغضب لأنها تظلّ مصاحبة للإنسان ولا يعني أيضا التّفريط في جماليّة التطلّع الإنساني إلى وجود أكثر إنسانية بل إن الأمر يتعلّق بتضييق دائرة الغضب وتوسيع دائرة الفعل العقلي ولن يتأتّى ذلك إلا بتحويل العواطف المشوّشة من المستوى الوجداني إلى مقالة عقليّة تُعيد ترتيب عناصر الحلم من أجل عقلنته وجعله قابلا للتحقّق لأن الحلم إذا فقد شروط إمكان تحقّقه تحوّل إلى كابوس مفزع لحظة اصطدامه بحقائق الواقع ومعادلته الدقيقة . إن عقلنة الحلم لا يتأّتى إلا بالانخراط في حساسية العصر المطبوعة بالإبداع والابتكار وعلوّ كعب المعرفة إضافة إلى بحث الفاعلين عن دور حقيقي يمنح نشاطهم معنى ويخرجه من نفق اللامعنى وكدره الثقيل وهذا الإنخراط سيسمح بإنتاج ثقافة سياسية جديدة ومتجدّدة على أرضية التفاعل الخلاق بين مشروعية الحلم وإكراهات الواقع وعلى مرتكزات مختلفة ومفاهيم مغايرة من قبيل الديمقراطية والمشاركة والحرية والاعتراف بالآخر المختلف لأن الاشتغال على مثل هذه المفاهيم سيخرج العمل السياسي من الأقبية المظلمة لنظريّة السّماطين وكل ما نتج عنها من أشكال الصّراع المدمّر بين الأطراف المختلفة وهذا ما يعني أن المعركة السياسية ستستحيل معركة معرفية بالدرجة الأولى تفسح المجال أمام نموّ غير مشوّه لتلك الثقافة السياسية الجديدة وهذه المعركة المعرفية المستندة إلى الفتوحات الفكرية المتسارعة في مختلف مناحي النشاط الإنساني هي التي ستعمّق الصّلة بين النظر والعمل . إن تعميق الصلة بين الفكر والعمل سيسمح بانخراط فاعل في النشاط السياسي اليومي الذي يتغيّا إنجاز مهام محدّدة في الآن والهنا وفي سياق برامج مجتمعية متكاملة وهذا الانخراط الفاعل سيغيّر مدار الجاذبيّة في العمل السياسي من دائرة الإحساس بجمال الصياغات الكبرى للتاريخ الإنساني وشرف مسؤولية الناشط السياسي في تدبير مقادير المجتمعات وقيادتها نحو خلاصها إلى دائرة الانتشاء بالإنجاز وتحقيق شيء ما وإن كان ضئيلا على درب بناء الحلم المشترك والانخراط  في مسار تحقيق التطلّعات . إن الخروج من وهم الوصايات الكبرى وما تحمله من إحساس وهميّ بالقيام بدور ما إلى الإنجاز الفعلي لدور حتى وإن كان في قرية أو شارع من مدينة هو المسار الذي يمكن أن يمنح الفعل السياسي معنى ما ينسجم مع حساسية عصر يزداد  في الإحساس بضرورة القيام بدور ما ومغادرة مناطق التّهميش خاصّة بالنسبة إلى فئة يقوى منسوب الفعل بالنسبة إليها ويتغلّب على منسوب السباحة في بحر من الأوهام والأحلام الشّريدة فميسم العصر هو الفعل والإنجاز والسّير في سبيل الحياة الوعر المتشابك الدروب ولكنه الأرحب والأقدر على بناء الممكن . يضاف إلى ضرورة الاهتمام بعقد الصلات بين المعارف المعروضة والخطط العمليّة القابلة للتنفيذ ضرورة البحث عن » إيتيكا  »  سياسية ممكنة قد تخلّص العمل السياسي من كلّ ما لحق به من آثام جعلته أقرب إلى صورة حطام إيديولوجي يتصارع الناس على حيازته ويتنافسون من أجل اقتسام ثروات هذا الرأسمال الرمزي وقد أعيتهم الحيلة وأقعدتهم عن حيازة الرأسمال المالي بما جعل هذا التنافس أقرب إلى مشهد معركة الكلّ ضدّ الكلّ بكل ما يحفّ بها من ممارسات تنأى بالفعل عن كلّ أخلاقيّة قد تدعم سيرورة الإقتداء بالفاعلين السياسيين بالنسبة إلى أوساط الشباب وإذا كان البحث عن تخليص المجال السياسي من كل ما قد يشوبه من عناصر ليست من أصله من أجل استقلاليته قد يمنع البحث عن صلة ممكنة بين الأخلاق والسياسة فإنّ الأمر يبدو ممكنا بتنمية سلوك النقد الذاتي الذي بإمكانه أن يضفي مصداقية ما كما يبدو الأمر ممكنا بالاشتغال في المجال السياسي على قيمتين مركزيّتين قيمة الإيمان بالمبدأ والهدف ونُبل المسعى والتي ستساهم في دفع العمل السياسي نحو مسارات التركيز على الصالح العام وتخليصه من إثم الإرتهان إلى المصلحة الشخصية وقيمة المسؤولية التي ستنمّي الإحساس بضرورة العقلنة والارتباط بمفردات الواقع من أجل كسب رهان  النجاح في تحقيق التطلعات العامة لأن فقدان الإحساس بالمسؤولية تحت جاذبية نموذج البطل بكل ما يحفّ بهذا النّموذج من جمالية الطّهرية  سيجعل عمل الفاعل مندفعا نحو رهان تحقيق شرف ذاتي بعيدا عن رهانات التحقيق الفعلي للمصلحة العامة التي تشترط نموذجا من الفاعلين السياسيين مرتبطا بما تتيحه علوم الإنسان التي ستقرّب أكثر هذا النموذج من شروط إنسانيّته بعيدا عن كلّ أشكال الأسطرة و أبطال الخرافات . إن الرّبط بين المعركة المعرفية في مجال تجديد الفكر السياسي  و رهان الانخراط في الشأن اليومي لتحقيق إنجاز ممكن و تخليق السياسة على قاعدة القيم الممكن تشغيلها في المجال السياسي سيكون أقرب إلى حساسية العصر بكلّ عناصرها من إبداع وبحث ورهان على العمل والإنجاز وهذا في نظرنا هو السبيل الأقوى للخروج من نفق « اللاتسيّس  » وهذا هو مناط الأمل الممكن في ضوء حقائق عصرنا التي يطبعها التفكير والبحث عن دور ممكن أمّا الرّهان على إنعاش الموتى واستعادة تجارب ماضية وفتح الدفاتر القديمة فإنه لن يزيد إلا في تنمية روح التقليد التي تتنافى مع طبائع هذا العصر كما تتنافى مع تطلّعات مجتمعاتنا إلى التقدّم الذي يقتضي تحديثا لبنى المجتمع على مختلف الصّعد . (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 130 بتاريخ 26 مارس   2010)  


 

المشهد الثقافي  اليوم تحت خطّ المجاعة

   


بقلم : سامية زواغة حضيت كلمة « الثقافة » بمكان كبير في عالم الفكر والدراسات  ، وتعددت تعاريفها لتشمل معني الحضارة والمدنية والمعرفة  والقيم  و إذا بحثنا في المعنى الاصطلاحي لكلمة ثقافة نجد في لسان العرب ما يلي: ثقف الرمح أي قومه وسواه وهنا تتخذ الكلمة معنى التقويم والتهذيب وإصلاح الاعوجاج، لهذا نقول أنّ الثقافة هي الأداة والمجال التي يتم بفضلها وداخلها  صقل السلوكيات من أجل خدمة المجتمع وتقدمه فالثقافة هي بيت القصيد، والمؤمل منها  رفع مستوى إدراك الشباب ووعيه، وهي المنهل الذي قد يتزامن عطاؤه مع عطاء المدرسة والقنوات التربوية الأخرى فتتخذ بناء على هذا المفهوم معنى الالتزام النضالي بمشاغل المجتمع وإصلاح ما فسد منه في مختلف الميادين  وفي  كل ما له علاقة بالصالح العام من بعيد أو من قريب  لكن بالرجوع اليوم إلى واقع الثقافة في المجتمع  نجد أن هذا المشهد الثقافي سجل تراجعا كبيرا خاصة على مستوى الدور والمضمون  فما هي الأسباب التي تقف وراء ذلك  ؟  يواجه الشباب اليوم الكثير من التحديات و التناقضات جعلته يعيش فراغاً ثقافياً واضحاً تسرب إلى جميع مناحي الحياة مما أدى إلى انهيار دور الثقافة الوطنية أمام ثقافة العولمة، أي ثقافة المرح والترف والاستهلاك وعشق المظاهر…، من خلال جسور وقنوات مفتوحة تدخل مباشرة في كل بيت وغرفة ومكتب و في كل زمان ومكان، إلى جانب قصور العملية التعليمية ومحدوديتها في مواجهة هذا التحدي واتجاهها نحو تهميش وإلغاء المحتوى الثقافي وإقصاء القيم الإنسانية العامة، وسيادة كل أشكال التمييع الثقافي في الفضاءات الخارجية وفي الكليات والمدارس، مما أعطى ضعف فهم، وضحالة وعي بمجريات الحياة الإنسانية بشكل عام وبالتغيرات الوطنية بشكل خاص. لقد تحولت الثقافة إلى إعلام. وأصبحنا نعاني اليوم من انتكاسة ثقافية حقيقية وانحدر المشهد الثقافي نحو العقم الفكري، والافتقار إلى الذوق السليم والهدف المدروس   ،خاصة عندما  أدرك المستثمرون مدى الإقبال العالمي على الثقافة الرخيصة،و العرض الإعلامي الذي يضمن لهم إشباع قدر كاف من غرائزهم، وإمضاء المزيد من الوقت في سبيل التسلية . وفي ظل هذه السياسة  الليبرالية المطلقة التي لا تعرف إلا الربح، والبراجماتية التي تؤمن بأن الغاية تبرر الوسيلة، يقوم هؤلاء بدراسة أذواق الشريحة الأوسع من المستهلكين، في العالم كله وتنميطها  ثم تحديد المنتجات الأكثر رواجا وربحية،  فتزداد أحوال المجتمع وسلوكيات  أفراده تدهورا، وتتراجع القيم والمبادئ والأفكار النبيلة لصالح عصر المادة  والاستهلاك واللامبالاة  والفردية  بل الأخطر من ذلك  أن يوظف هؤلاء الترفيه والتسلية لأداء رسالة، وإيصال فكرة، وتشكيل العقل، وصناعة ذوق عام، وزراعة اهتمامات معينة، وتصير المادة الإعلامية الموجهة للأطفال والشباب من أخطر الصناعات الإعلامية في الوقت الحالي .ولاشك أن هذا التوسع المذهل في تجارة التسلية الموجهة للأطفال يخفي الكثير من المخاطر والسلبيات. فجلّ الشركات المنتجة والعاملة في القطاع هي شركات غربية تروج لفهم غربي لمعاني التسلية واللعب والترفيه والتربية، متجذرة في أخلاقيات العلمانية الغربية التي تتعامل مع إعلام الطفل بمنطق السوق الذي يجري وراء الربح والكسب دون اهتمام بالقيم، وفي حالة التعارض بين هدفي الكسب وزرع القيم فإن الغلبة تكون للأول على حساب الثانية. مما يخلق حالة من التشوه النفسي والأخلاقي لدى الأطفال، يصبح معها أمر التقويم صعب المنال مع التقدم في السن وترسخ  تلك النماذج والأنماط في منطقة اللاوعي، فلا يعود الطفل ينظر إلى العالم سوى بمنظار ما يقدم له, فيتلقى رسالة غريبة من مرسل غريب عنه، ويحاول هضمها في إطار خصوصيته وهويته، فتصبح الرسالة في هذه الحالة مثل الدواء الذي صنع لداء معين، ويتم تناوله لدفع داء آخر، فتصبح النتيجة داء جديدًا. لكن هذا لا يعني أن الهيمنة الثقافية في البلدان العربية، مقتصرة فقط على الغزو الإعلامي عبر الفضائيات والانترنيت وكافة الوسائل التي تغزو العاطفة، بل إن نقطة الضعف الرئيسية والمركزية التي لازالت تعاني منها معظم الدول العربية هي ضعف وانعدام البيئة التعليمية التي تعتبر الأساس الذي تتكون وتنمو وتنضج فيه الأطر العلمية والثقافية ، لذلك فهي البؤرة الأساسية التي يجب أن تتجه إليها جهودنا، لإعداد إستراتيجية عربية خاصة لإنتاج إعلام للطفل ينطلق من الأسس والمقومات العربية الإسلامية، بما يحصن الأجيال الجديدة .وذلك من خلال إعادة صياغة الأهداف والوسائل العلمية في فضاء يتسم بحرية التفكير والرأي ، وفتح المجال أمام كل الطاقات الإبداعية وفي كافة المجالات، حتى تسود ثقافة حية وديناميكية تتعامل مع مشكلات البلاد وتحدياته بنجاح . (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 130 بتاريخ 26 مارس   2010)  

ملتقى الطاهر لسود لتاريخ الحركة الوطنية: تاريخ الحركة الوطنية من خلال التراث الشفوي

 


تغطية: كمال الساكري التأمت أشغال ندوة تاريخ الحركة الوطنية من خلال التراث الشفوي لملتقى الطاهر لسود لتاريخ الحركة الوطنية في دورتها الرابعة عشرة في دار الثقافة الطاهر الحداد بالحامة يوم الأحد 21 مارس 2010 تحت إشراف لجنة الدراسات والبحوث بالجهة. وحاضر فيها الأستاذ عبد الجليل التميمي والأستاذة عروسية تركي والأستاذ البشير العربي وتخلل المداخلات شعر شعبي وطني وأغاني وطنية تمجد الحامة وصناديدها الأبطال مثل الدغباجي والطاهر لسود… وأعقب كل هذه الفعاليات نقاش حام أكسب الندوة حيوية وحماسا معتبرين. ويهمنا أن نقدم ملخصا عن تلك المداخلات ترسيخا للذاكرة الوطنية وخدمة للتاريخ الوطني. فيما يخص مداخلة الدكتور عبد الجليل التميمي « سيرورة الذاكرة الوطنية كسيرورة فاعلة في تاريخ البلاد التونسية » فقد أبرز المحاضر الذاكرة الشفوية في تأطير الحقيقة التاريخية وهي أهم مصدر في فهم سيرورة الماضي وأعطت هذه الرواية الفرد أهمية كبرى. بل إن بناء الذاكرة الوطنية تمثل أهم مقومات بناء الشخصية واعتزاز الأفراد. وإننا نؤمن بأن الوطن يتسع للجميع ونرفض الأحادية في كتابة التاريخ. والملاحظ أن دولة الاستقلال اعتنت بتاريخ الحركة الوطنية لكنها كرست رواية أحادية محورها الزعيم بورقيبة غير أن حركة التغيير أعادت الاعتبار للمغيبين والمهمشين وهذا ما يبرز العودة إلى الناس الذين عاشوا الحدث الوطني على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم. ويضيف: فدعونا في إطار نشاطنا في مؤسسته التميمي للبحث العلمي والتوثيق والمعلومات 300 شخصية تونسية ومن مختلف الاتجاهات للاستماع إليهم. وأجرينا مع الجميع مقابلات متقاطعة لغربلة المعلومات وخصصنا استمارات لشخصيات رائدة مثل فرحات حشاد والحبيب عاشور وعلي الزليطني وإبراهيم طوبال… وما نلح عليه هو كتابة التاريخ على أصول منهجية. أما الأستاذة عروسية تركي فقد ألقت مداخلة بعنوان « الرواية الشفوية وكتابة التاريخ: الإيجابيات والسلبيات »، لفتت الباحثة الانتباه من البدء إلى ان الرواية الشفوية قد اقترنت عندنا بالغبن والإقصاء والتهميش لذلك فهي بديل اختاره الشباب ضد « امبريالية » الكتابة الرسمية. ولقد ارتكزت الثقافة العربية على الرواية الشفوية وهي أحد أهم مسالك الوصول إلى الحقائق. غير أن ما يجب التنبه له أن للرواية الشفهية عوائق نفسية واجتماعية كثيرة. وذكرت المراحل الثلاث لمنهاجية كتابة التاريخ (جمع المعلومات وترتيبها ثم إعادة تحليلها وتركيبها). وخلصت الأستاذة إلى استنتاجات مهمة كالتاريخ الشفوي نوع من ممارسة الديمقراطية في التاريخ. وضرورة التفرقة بين التاريخ والحقيقة وضرورة التسلح بالمناهج العلمية ذات الصلة حتى تحقق الهدف المنشود من جمع أشتات التاريخ. وختم الدكتور البشير العربي المداخلات بمداخلة طريفة عنوانها « هجرة بني يزيد سنة 1881 من خلال الرواية الشفوية الشعبية ». وطرافة المداخلة في اتخاذ الشعر الشعبي مصدرا تاريخيا يؤرخ لايام أهل الحامة ومواقعهم ووقائعهم. وأكد الباحث السوسيولوجي على أهمية قبيلة بني زيد باعتبارها قبيلة نواة تجمع بين العائلات (مدارسة وأولاد سعيد (هلالية) ومخالبة (طرابلس) وغياليف وزمازمة (مرابطين)).

وتعتبر قبيلة بني زيد ذات شوكة وقبيلة متنوعة (البداوة والحضارة). وعرفت الحامة عبر تاريخها الحديث والمعاصر 3 هجرات كبرى آخرها هجرة 1881 إذ هجر نصف بني يزيد مع علي بن خليفة إلى طرابلس مع دخول المستعمر أرض الوطن فخلت الديار وخلد الشاعر الشعبي هذه الواقعة في قصيد طويل مطلعه يا جبل وسلات وسع بالك الي جرى للحامة يجرى لك… » ومضى الباحث يستعرض أحداثا تاريخية عرفتها الحامة أهمها معركة جبل العيدودي (18/08/1953) وما خلده الشعراء حولها من قصائد خالدة تدون بطولات صناديد الكفاح الوطني. واشار الباحث إلى المراسلات التي كانت تكتب شعرا للتخاطب بين المهاجرين إلى طرابلس والمقيمين بالحامة وما تخلدها من ترغيب أهالي الحامة إخوتهم المهاجرين في العودة إلى الوطن. وخلدت تلك القصائد الشفوية وقائع وأحداثا مهمة إذا ما اعتنى بها المؤرخون وأجادوا تحليلها أمكن توفير رافدهم لإغناء الذاكرة الوطنية. واختتم الملتقى بإجابة الأساتذة المحاضرين عن تساؤلات الحضور. ولقد عرفت النقاشات وتيرة حماسية ساعدت على إنجاح الملتقى في دورته الرابعة عشرة وحفزت السلط والمواطنين على تطوير هذا الملتقى حتى يجتذب الشباب ليعرف ماضيه فمن لا ماضي له لا مستقبل له. (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 130 بتاريخ 26 مارس   2010)  


منارات الحامّة: قلعة النضال الوطني والقومي

بقلم: كمال الساكري   من منا لا يسمع بالحامة / حامة قابس طبعا ! ومن منا لا يعرف محمد علي الحامي  الزعيم النقابي والطاهر الحداد الحامي والطاهر لسود الحامي والحاج علي بن خضر الحامي إلخ.. لكن من منا يعرف الحامة ويعرف خصوصياتها التاريخية والجيوسياسية والاقتصادية والاجتماعية والإثْنية..طبعا قليلون. ما سرّ اختصاص هذه البلدة شبه الريفية شبه الجبلية شبه الحضرية شبه الصحراوية بإنجاب الأبطال والزعماء والمثقفين والمناضلين حتى أنه ولكثرتهم لا نكاد نذكر نقائضهم بالحامة. لماذا كانت الحامة عبر التاريخ ومنذ فجر التاريخ قلعة للأسود ضدّ المستعمر والغازي والظالم والمستبد « النضال ضد الظلم ورفض المستعمر في هذه المنطقة (الحامة) قديم قدم المدينة نفسها . فقد انطلق من العهد الروماني واستمر إلى معارك الاستقلال 1952 (انظر الهادي وناس الزريبي، الطاهر لسود ص 16 ) لماذا كانت الحامة منذ الرومان سيفا مسلولا على الأعداء ؟ هل هي الأرومة الممتازة للحوامية عبر التاريخ؟ لا أظن ذلك فأبناء الحامّة بشر متميّزون ولكنهم ليسوا متمايزين عن بقية البشر وإلا لآمنا بالنظريات العرقية للشعوب. فهل التاريخ الخاص للحوامية ؟ قد يكون . ولكنهم يبقون تونسيين. وهل هي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الخاصة بهم؟ لا أظن ذلك فأوضاع الحامة شبيهة بكثير من القبائل المجاورة لهم من مربّي ماشية وفلاحين ومزارعين صغار. هل هي الجغرافيا؟ قد يكون فالحامة منطقة شبه صحراوية تجمع بين السهل والجبل وتطلّ على الصحراء فهي توفر تضاريس متنوعة وغراسات مختلفة ومناخات متعددة تصلح للسلم كما تصلح للحرب. ولكن ليست الحامة مختصّة بمثل هذه التضاريس فقربها قفصة وسيدي بوزيد تشبهانها من هذه الناحية. إذا ما الذي يميز الحامة فتمتاز بأرض خصبة للمثقفين والوطنيين والمناضلين و الصناديد؟ إذا لم يكن كل عنصر على حده هو المفسر لفرادة الحامة فإن أغلب الظن أن اجتماع كل تلك العناصر هو الذي يفسّر تميّز الحامة. ولكن مهما قلبنا النظر وطرحنا التساؤلات فإن في تميّز الحامة سرّا بل  أسرارا حان الوقت لمعرفتها حتى نفهم واقعنا وتاريخنا ونكف عن التغني بالماضي دون وعي لمكوناته إننا نعتز بالحامة المناضلة ولكننا نريد ان يتعمم السرّ الحامّي فتتلقح البلاد كلها من المحيط إلى الخليج بحمّى الحامة الوطنية والقومية . أجل لم يقتصر دور الحامة النضالي على تونس وإنما تجاوزها إلى الجزائر وليبيا ومصر وفلسطين ويكفي الرجوع إلى سيرة الطاهر لسود وأضرابه حتى ندرك تلك الحقيقة . حقيقة أن الحامة قلعة النضال الوطني والقومي. (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 130 بتاريخ 26 مارس   2010)  


هل الفكر العربي الإسلامي في أزمة ؟ (الجزء الثالث)

 


بقلم : الأستاذ المولدي شاوش   بهذا الفكر المتميز أخذنا الريادة في العصور الوسطى التي يعتبرها المؤرخون عصورا ذهبية للمسلمين العرب ولنا أدلة وشواهد كثيرة مدعومة بأسانيدها على أن المدن العربية الإسلامية كانت هي المصدر الأوحد للإشعاع الفكري لأوروبا التي كانت في ديجور الجهل والتصحّر الفكريين. إلا أن هذا الفكر العربي الإسلامي أدركه الذبول والجفاف وتزعزعت أركانه ، وساد الجهل ، وعشش في الأذهان ، عندما توقفت العقول وانسدت أبواب الحوار من هنا وهناك ، ولم نعد مستوعبين لمفاهيم المقصد الشرعي والنهوض به إلى مواكبة العصر، فكان السقوط  تحت ضربات المستعمرين مشرقا ومغربا فجفت منابع العلم والمعرفة في كل مكان ، وساد الإستبداد بأنواعه وفي جميع الإتجاهات . هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى اعترتنا عديد السلبيات التي أسهمت هي الأخرى في تخلفنا المريع ، من بينها التطرف الديني ، الذي وسّع من مساحة هذا التخلف المشين ، وكرّسه تكريسا ، وهو ينادي بشعارات دينية يحرّف فيها الكلم عن مواضيعه ، والواقع عن معانيه ، بالإستبداد الذي لا حد له وحيث لا يخفى على ذي عقل نير أن هذا الكر المتطرف على امتداد العالم العربي كان في شبابه مدعوما من الإمبريالية الغربية زمن الحرب الباردة بين الإتحاد السوفياتي والغرب. وقد ظهر جليا للعيان في الحرب ضد السوفيات في أفغانستان ، وهكذا ظهر هذا الفكر وتنامى في الباكستان والصومال ، وفي كل قطر من أقطارنا العربية . وبعد الإنتصار الساحق للغرب في تحطيم الإتحاد السوفياتي ، عندها ولّى الغرب ظهره عن هذه الحركات المتطرفة، بعدما كان يدعمها ماديا وأدبيا ، وهكذا أصبحت هذه الحركات في كل مكان تنشر الهلع والموت والدمار في كل الأوطان باسم الإسلام والمقاومة المفترى عليهما ، وخاصة بعد التغلغل السرطاني في بلاد الرافدين بزعامة الولايات المتحدة التي دأبت على تنشيط الحركات الإنفصالية والطائفية على اختلافها ، في هذا البلد أو ذاك عملا بالقول المأثور  » فرق تسد  » حسب خطط حكيمة ومدروسة من طرف المحافظين الجدد ، وقد كانت الطاقة والهيمنة هما الباعثان لكل ما وقع من دمار وخراب، وضحايا بشرية، تغطيه أمريكا بسياسة نشر الديمقراطية تلك الكلمة اللامعة التي أريد بها باطل ، وقد كان عقاب السودان هو الآخر نسخة مشوهة من التدخل الأجنبي في العراق ، ولكن بأساليب شيطانية غاية في الخسة والفضاضة والغلو والإستبداد ، لأن السودان الحرّ أفسح ساحة بلاده الواسعة إلى المارد الصيني للتعاون معه في الإكتشافات البترولية الواعدة ، وهذا طبعا يغضب الولايات المتحدة وأذنابها ، لأنها تراهن على هذه الحقول منذ عقود السنين ، وبين عشية وضحاها تجد نفسها محرومة من الإستيلاء على ما كانت تنتظره من كسب سهل لهذه الثروة الواعدة في السودان، الذي أصبح يعيش اليوم نفس المأساة التي عاشها العراق قبل الحرب عليه ولكن بأساليب مغايرة ، حيث تم إشعال فتيل حرب هنا ، وفتيل حرب هناك ، والمهزلة متواصلة من أجل التنكيل أولا بالنظام الحاكم في البلد ، والشعب السوداني الذي هو في غنى عن مثل هذه الحروب . وهناك من المفكرين العرب من يرى هذه الظاهرة الدينية المتطرفة والمتسيّسة ما هي إلا ردود أفعال ضد الثقافة الغربية التي تكنّ العداء للإسلام من قديم ، وحتى زمن التفتح العلماني الغربي الذي لم يخفف من هذه العنصرية الدينية المقيتة التي رسخها في أذهانهم المستعمرون القدامى والمستشرقون ورجال الدين الحاقدون والذي زاد هذا الفكر احتداما وصراعا المنظرون الجدد بأمريكا بزعامة بوش الذي وصف حربه على العراق بالصليبية ، أبعد هذا كلام ؟ لكن مهما تفاقمت الأزمات بين الغرب والإسلام ، يجب أن ننتصر إلى الإعتدال الذي سلكه أسلافنا على مرّ العصور ، وبه حققوا مبتغاهم ، وأقنعوا ، وتوسع فكرهم على الصعيد العالمي . وإذا أردنا للإسلام  حضورا فاعلا في الكون ، علينا أن نواكب المشاريع التحديثية التي يباركها الإسلام ولا يلغيها ، وما أكثرها    لأن الفكر الإسلامي يعيش أزمة حقيقية ، ولا يمكن الخروج منها إلا بالرجوع إلى الواقع المعيش ، الذي يفرض علينا طرقا وأساليب ومعايير قد تختلف مع ثقافتنا في عديد جزئياتها الفرعية التي لا ترفضها ثقافة الإعتدال وليس معنى ذلك البعد عن الكتاب والسنة والقيم الإسلامية التي آمنا بها على مدى السنين ، وإنما نقصد ركوب صهوة الفكر المعتدل في كل شيء لأن التطرف إلى أقصى اليمين تطرف غير مرغوب فيه ، والتطرف إلى أقصى اليسار تطرف غير مرغوب فيه والذي نسعى إلى تحقيقه هو الفكر المعتدل الذي مركزه الوسط والذي ما أحوجنا إلى تحقيقه في هذا المجال . لذا وجب تطوير الخطاب الديني الذي يساهم في التنوير الفكري وحل مشاكل الناس العاجلة والآجلة .  فحياة المسلم ونشاطه في مجتمعه الصغير أو الكبير عبادة تحسب له عند الله زائدة عن صلاته وصومه وزكاته وحجّه لأن أعمال الإنسان المسلم تبني الشعوب وتؤهلها لصعود القمم العالية ، فالعبادة بهذا المنظور صنو العمل في أي ميدان ، فلنكن بنائين لأوطاننا مبتعدين عن الفتاوى العشوائية ، والخطابات الدينية المتشنجة والغاضبة والمنغلقة ، والتي لا يعجبها شيء في الحياة ، بينما الحياة هي الحياة ، فيها الحسن والقبيح ، وتبقى الثنائية ثابتة على مدى الأزمان ، وسنة الله لا تتبدل ولا تتحول ( فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا ) فاطر الآية 43 . فالوسطية في الإسلام أعطاها الله المكانة العليا بقوله تعالى :  » يا أيها الذين آمنوا لا تغلوا في دينكم  » النساء الآية 171 ، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم في اليهود : ( لو ذبحوا أية بقــــــــرة لأجأزتهم ولكن شددوا فشدد الله عليهم )   » فالتوسط بين طرفي الإفراط والتفريط هو منبع الكمالات وقد قال الله تعالى : في وصف هذه الأمة ووصف صدرها  » ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) البقرة الآية 143 روى أبو سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في معنى الآية : إن الوسط هو العدل أي بين طرفي الإفراط والتفريط  » عن مقاصد الشريعة للشيخ محمد الطاهر بن عاشور ص 58 ، فآيات القرآن في هذا المعنى واضحة وثابتة ولكن البعض لا يعيها ، فالقرآن كتاب حياة ، ليس المقصد الشرعي حفظه وترديده فقط ، بل المقصد الأساسي هو العمل بمقاصده الشرعية، التي تأمرنا أن نأخذ بأسباب التقدم، لتقويم المعوج في مجتمعاتنا الإسلامية، من أجل الإصلاح وقهر التخلف المقيت ودحره ، ولمّ الشمل والعمل الجدي في مناكب الأرض قصد الإنتاج والإنتاجية أليس تخلفنا عن الركب الحضاري مرده التقوقع والتطرف واستبداد البعض بآرائهم المتخلفة والتي لا تساير الدين والحياة ؟ من هنا يجب إعادة بناء فكر المسلم الحق كشرط أساسي للنهوض من كبوتنا إذ لا تغيير يأتينا من الخارج معلبا بل التغيير الأساسي هو الذي ينبع عن ذواتنا قال تعالى  » إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم  » سورة الرعد الآية 11 ، كما جاء في آية أخرى ( ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) سورة الأنفال الآية 53 . وهذا التغيير ليس في التوثب في الروحانيات فقط بل في كل شيء يربطنا بالحياة، والحياة الحاضرة متطلباتها تجددت وتنوعت ، فما علينا إلا أن نواكب حركتها بالعمل الجدي والمثمر، وبناء الذات، وصياغة مصيرنا إلى الأحسن، اعتمادا على المعرفة والتحديث. وبدون ذلك نكون خارج قاطرة التاريخ لأن سير مجتمعاتنا العربية الإسلامية المعاصرة يبعث على الإبتئاس بل يكاد يفقدنا الحصانة ضد كل إزعاج ، إذا لم نتدارك السلبيات المحيطة بنا من كل الجوانب، وإلا سوف يكون القنوط  واليأس اللذان هما أمران محبطان لا يرحب بهما أي مواطن عربي على وجه الأرض .  
(المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 130 بتاريخ 26 مارس   2010)  


المجلس الإسلامي الأعلى يستنكر بشدة الاعتداءات الشرسة على المسجد الأقصى

 


تونس ـ وات – عبر المجلس الاسلامي الاعلى في تونس المؤمنة بقيم السلم والتسامح والحوار بين الحضارات والاديان والداعمة لجهود المجموعة الدولية في حماية المقدسات والرموز الدينية والمعتزة بهويتها العربية الاسلامية عن استنكاره الشديد للاعتداءات الشرسة التي تمارسها قوات الاحتلال الاسرائيلي على المسجد الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم واكد في بيان له على واجب المنظمات الدولية والحكومية وغير الحكومية في تكريس احترام المعالم التاريخية والمكونات التراثية الانسانية والعمل على حمايتها من مختلف اشكال الانتهاك والتشويه والاساءة. وذكر المجلس الاسلامي الاعلى باحكام ميثاق الامم المتحدة ومبادئ  الاعلان العالمي لحقوق الانسان والقانون الدولي الانساني وسائر المواثيق والعهود المكرسة للتعايش والسلم داعيا جميع الدول المحبة للحق والعدل والسلام الى الاسراع بوضع حد للانتهاكات المتكررة التي يتعرض لها اليوم التراث الديني والثقافي والتاريخي بالاراضي الفلسطينية المحتلة لاسيما في مدينة القدس الشريف. كما اهاب في بيانه بمختلف الاطراف الدولية الفاعلة لحمل الحكومة الاسرائيلية على وقف انشطتها الاستيطانية وممارساتها الاستفزازية خصوصا المتعلقة منها بمحاولات تهويد المدن الفلسطينية ومنها القدس الشريف. واضاف المجلس ان المساس بحرمة المسجد الاقصى يعد تهديدا صارخا لمبدا الاخاء الانساني بما يهيىء اسباب البغضاء وينمي دواعي الفتن والصراعات. واكد البيان ان تونس ستبقى دوما في طليعة الدول المناصرة للاشقاء الفلسطينيين من اجل ان يتوج نضالهم بنصر مبين يضع حدا لمظلمة الاحتلال التي كابد الشعب الفلسطيني بسببها ابشع انواع الحصار والدمار والابادة. (المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 27 مارس 2010)


قمة سرت..هل تخرق العادة؟  


محمد القوماني لا تختلف القمة العربية التي ستعقد بمدينة سرت في الجماهيرية العربية الليبية يومي 27   و28 من مارس/ آذار الحالي كثيرا عن القمم السابقة لها. فهي تتزامن كما أغلب القمم مع تصعيد إسرائيلي ضد الفلسطينيين تركز هذه المرة على استهداف فعلي وخطير للمسجد الأقصى وضم مقدسات إسلامية،  بما يجعل موضوع القدس وعمليات الاستيطان الإسرائيلي في المدينة على رأس جدول الأعمال. كما تنعقد هذه القمة وسط خلافات عربية عربية ستؤثر على الحضور والقرارات. إضافة إلى مشاعر العجز والسخط التي تتعاظم في أوساط الشعوب العربية بسبب الصلف الإسرائيلي وغياب الرد العربي والإسلامي. ولئن استطاع القادة العرب أن يحافظوا على دورية قمتهم خلال السنوات الأخيرة، فإن ما هو مطلوب منهم يتعدى مجرد الاجتماع والبيانات الفضفاضة وتكرار السياسات التي تبين عدم نجاعتها. فالمطلوب منهم في هذه القمة الرد بحزم على السياسات الإسرائيلية بسحب المبادرة العربية للسلام نهائيا وإنهاء جميع مظاهر التطبيع فورا والتعبير بوضوح عن الحق في المقاومة من أجل استرداد الحقوق الوطنية ودعم هذا الخيار. فالعرب ينتظرون من قادتهم في هذه القمة « رسالة واحدة » حول موقفهم من عملية السلام ومدي تمسكهم به في ظل السياسات الإسرائيلية الحالية. فإسرائيل التي لا تريد سلاما عادلا هي المستفيد الوحيد من أوهام السلام العربي. ولا يخفى  أن أي قرارات حازمة على هذا الصعيد تتوقف على ما يرافقها من إجراءات وتوجهات  من أجل تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية المختلفة، وكيفية إعادة اللحمة للصف الفلسطيني . فضلا عن  لمّ شمل العرب عامة وإنهاء الخلافات لتحقيق المصالحة العربية ودعم التعاون العربي في القضايا السياسية والأمنية. ودفع التعاون الاقتصادي وتفعيل مؤسسات العمل العربي المشترك. فالعالم لا ينظر ولا يهتم بالدول العربية إلا إذا كانت موحدة وقوية وذات ثقل سياسي واقتصادي وأمني. وبالإضافة إلى الملف الفلسطيني بأوجهه المتعددة ، هناك أيضا الأوضاع في السودان وفي العراق وفي الصومال واليمن التي تحتاج هي الأخرى إلى معالجات مختلفة تدعم المسار العربي المشار إليه سابقا. وأعتقد أنه ما لم يقتنع القادة العرب بالحاجة الملحة إلى الإصلاح السياسي، وما لم يعلنوا في قمتهم بوضوح، توجهات وقرارات من أجل تأهيل الحكم وتطوير منظومة المشاركة السياسية وتحقيق المصالحة مع شعوبهم وضمان مساندتهم الحرة لقراراتهم، ما لم يتحقق ذلك، وما هو بعزيز، سيظل الجرح العربي ينزف وستظل القمم العربية بلا معنى.  


القذافي يسعى للحصول على صلاحيات تخول له مساءلة عمرو موسى والدعوة لقمة طارئة وتمثيل العرب دوليا

 


غزة-دنيا الوطن  
علمت «الشرق الأوسط» أن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، الذي ستنتقل إليه رئاسة القمة العربية التي ستبدأ أعمالها في مدينة سرت الساحلية اليوم من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، سيطالب القادة والزعماء العرب بمنحه صلاحيات أوسع خلال فترة توليه رئاسة القمة لمدة عام. وكشفت مصادر ليبية وعربية واسعة الاطلاع لـ«الشرق الأوسط» النقاب عن أن ليبيا أدرجت مذكرة تقع في ثلاث صفحات على جدول أعمال القمة العربية، تطالب الدول الأعضاء بالجامعة العربية بمنح القذافي صلاحيات أوسع مما كان عليه الحال في السابق، مشيرة إلى أن القذافي يرغب في الحصول على حق طلب عقد قمة طارئة لقادة ورؤساء الدول العربية متى ارتأى ذلك. وأوضحت أن الزعيم الليبي يسعى أيضا للحصول على تفويض عربي رسمي بتمثيل الدول العربية في مختلف المحافل الإقليمية والدولية باعتباره رئيسا للقمة العربية، لافتة إلى أن المقترحات الليبية تتضمن أيضا اعتبار عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية مسؤولا شخصيا أمام القذافي عن متابعة تنفيذ مقررات القمة وكل ما يتعلق بها من تفاصيل أو أعمال. وكان العقيد القذافي الذي ترأس الاتحاد الأفريقي لمدة عام، خلال العام الماضي، قد أخفق في إقناع القادة والرؤساء الأفارقة مؤخرا بمنحه صلاحيات أوسع أو تمديد فترة رئاسته، فيما قال مسؤول عربي واسع الاطلاع لـ«الشرق الأوسط» إن ثمة انقساما عربيا واضحا حيال مقترحات القذافي. وأضاف «دعونا ننتظر لنرى كيف سيكون الأمر خلال مداولات القادة والزعماء العرب. مقترحات القذافي تتطلب قرارا خاصا من القمة وليس من مجلس وزراء الخارجية العرب». في المقابل، قال مسؤول ليبي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط»: «نعتقد أن هذه المقترحات في حالة الموافق عليها ستمثل نقلة نوعية في العمل العربي المشترك»، معتبرا أن القذافي يسعى لإضفاء ما وصفه بالحيوية على العمل العربي المؤسسي والمشترك. وتابع «إذا كان للأمين العام للجامعة العربية الحق في الدعوة لاجتماع قمة طارئ وفقا للتعديل الذي تم على ميثاق الجامعة العربية خلال قمة الإسكندرية عام 2000، فمن الأولى أن نمنح هذا الحق لرئيس القمة العربية لكي يتمكن من القيام بمهام منصبه». ولاحظ المسؤول الليبي الذي طلب عدم تعريفه أن منصب رئيس القمة العربية بلا صلاحيات حقيقية، وأن دوره مجرد التنسيق فقط لا غير بين الدول العربية، مشيرا إلى أنه حان الوقت لتطوير أداء هذا المنصب على نحو فاعل. وقال «من المهم أن يفهم العالم أن لدينا موقفا واحدا وموحدا في مختلف القضايا. يجب منع الازدواجية بين المواقف القومية لكل الدول والمواقف القطرية لكل دولة على حدة». وتابع «لا يتعلق الأمر هنا بتفويض عربي جماعي للعقيد القذافي.. إن المسألة تتعلق بأهمية توحيد السياسة الخارجية العربية»، لافتا إلى أن القذافي سبق أن اقترح تعيين موسى في منصب مماثل لموقع مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي. وسعت صحيفة رسمية ليبية إلى التمهيد لطروحات القذافي الجديدة، حيث اعتبرت صحيفة «الجماهيرية» أمس الأول أن قمة سرت العربية هي قمة الملفات المهمة، بما يتضمنه جدول أعمالها من قضايا عربية شائكة تتطلب رئاسة عربية لديها الحلول ولديها الآلية المناسبة لحلها. وأكدت الصحيفة أن انعقاد القمم العربية لا يمكن أن يظل هدفا بالنسبة للعرب إلى يوم القيامة، وإنما الهدف هو تحريك القطار العربي إلى الأمام وعلى سكة المصلحة العربية العليا. ويقول دبلوماسيون عرب إن مساعي القذافي قد تصطدم بمعارضة عربية غير معلنة بالنظر إلى المخاوف من أن يكرس القذافي رئاسته للقمة العربية للترويج لطروحاته الفكرية، سواء فيما يتعلق بنظام الحكم أو العلاقات مع الاتحاد الأفريقي أو غيرها من القضايا مثار الجدل. من جهة أخرى، علمت «الشرق الأوسط» أن العقيد القذافي سيطالب بوضع مهلة زمنية أمام الأطراف الدولية المعنية بعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط للرد إيجابيا على مبادرة السلام العربية أو سحبها. وقالت مصادر ليبية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكن لمبادرة السلام أن تظل موجودة على الطاولة كل هذا الوقت، في ظل هذا التجاهل الإسرائيلي والمراوغة الأميركية»، مشيرة إلى أنه حان الوقت لتوجيه رسالة حاسمة للحكومة الإسرائيلية وللجنة الرباعية الدولية ولإدارة الرئيس الأميركي بارك أوباما بأن العرب لن يقبلوا أنصاف الحلول بعد الآن. ولفتت إلى أن القذافي يرغب أيضا في إدراج بند يتعلق بالحفاظ على حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والحصول على تعويضات ضمن بنود مبادرة السلام العربية التي أقرتها القمة العربية التي عقدت في العاصمة اللبنانية بيروت عام 2002. (المصدر:موقع دنيا الوطن فلسطين بتاريخ 27 مارس 2010 )  

 
 
 
 
 
 
 
 
 


كيف تهرول « إسرائيل » عكس مجرى التاريخ ؟

 


   
 د.أحمد القديدي* مشهد جديد و غير مسبوق: الرباعية تندد بالإستيطان و جو بايدن يعبّر عن الإستياء وهيلاري كلنتن تصرخ: « لقد أهينت الولايات المتحدة » و بان كي مون يحمل « إسرائيل » مسؤولية تعطيل مسار السلام ! مشهد لم نعهده فما سره و ما هي خفاياه ؟ و مهما قيل عن الشك في مصداقية هذه المواقف و دبلوماسيتها الصوتية فإنه لا بدّ من تسجيل بعض التحولات في منطق الدول الداعمة « لإسرائيل ». التاريخ لا يتحمل الزور طويلا و مهما طال الزمن لا بد للحق أن ينبلج ذات يوم. هذه الحقيقة المجربة على مدى الدهر لم تعد محل شك لدى النخب المستنيرة. و أذكر من خلال معايشتي مع جيلي كيف كنا أطفالا نؤمن بأن بلادنا تونس سوف تتحرر من نير الإستخراب حين كنا نخرج من مدرسة الفتح القرآنية بالقيروان صفا من التلاميذ الخائفين من سماع طلقات البنادق و كان يوم 24 يناير/جانفي 1952 يوم ثورة عارمة ضد قوات الإحتلال الفرنسي و أستشهد فيه أحد جيراننا وهو الطالب في جامعة الزيتونة عمار القحطار طيب الله ثراه و اليوم يحمل الشارع الصغير الذي ولد فيه في حينا الشعبي إسمه. ثم إستقلت تونس عام 1956 و أختفى شبح المحتل. و جاء دور حرب تحرير الجزائر فعشناها شبابا يافعا حين إستقبلنا في بيوتنا إخوتنا الجزائريين و أسرهم و حين كنا نسمع أناشيد الشاعر الكبير المرحوم مفدي زكريا و بطولات الولاية الرابعة و جميلة بوحيرد ولم يتردد الزعيم بورقيبة لحظة في جعل حدودنا المشتركة جبهة واحدة و في شد أزر الثورة و تكريم قادتها بالإقامة في تونس حين كان الوطن العربي واحدا في القلوب والضمائر و لم يكن لدى العرب حدود أو معابر! و كذلك فعل ملك المغرب رحمة الله عليه محمد الخامس. و بعد ذلك تحمسنا شبابا لتحرير إفريقيا و تحررت من الإستخراب والعنصرية و رفعنا في الشوارع صور باتريس لوممبا الشهيد. و في السبعينات ناصرنا بالكتابة و المظاهرات تحرير الفيتنام من التخريب الأمريكي و تحرر الفيتنام و احتل البطل (هوشي منه) حيزا من قلوبنا الغضة. و في نفس السبعينات قاومنا بالأدب و الإعلام قمع الكاتب الروسي الكبير (ألكسندر سولجنتسين) و العالم ساخاروف حين تمرد المنشقون الروس على أمبراطورية السوفييت و إضطهاد بريجنيف…و تحققت معجزة إنهيار الشيوعية و عاد سولجنتسين إلى روسيا التاريخية التي تغنى بها. أحلام كانت تبدو مستحيلة تحققت في ظرف جيلي أي في غضون ثلاثين أو أربعين سنة من عمر الأمم و عشناها بثقة في عدالة قضاياها و منطق إنتصارها لأنها بكل بساطة تقع فيما يسميه المفكرون سياق التاريخ و يسميه الشعراء بمجرى نهر التاريخ. إنه قانون الحياة و سنة الدهر و ينجرف في تياره كل من يعاكس مجراه المقدس و يقف في وجه سيله العظيم . كذا قضية فلسطين اليوم و بعد ستين سنة من الصراع و القمع و المغالطة و التزييف. بدأ التاريخ يأخذ مجراه إلى التحرير مع الأخذ في الإعتبار نواميس الواقع. فلا سياسة دون حسبان الواقع و للواقع نواميس. « فإسرائيل » نشأت منذ 1947 و بقرار أممي (29 نوفمبر 1947) قبله اليهود و رفضه العرب. و ساند الحلفاء الغربيون تأسيس هذه الدولة للتكفير عن ذنوب إضطهادهم لليهود و أصبحت هذه الدولة واقعا. و نصح بورقيبة العرب بأن يتعاملوا مع هذا الواقع المنقوص رغم إجحافه عوض ضياع فلسطين كلها كما ضاعت الأندلس و كان ذلك في مارس 1965 في خطابه بأريحا ! و أكد لي الزعيم و لبعض وزرائه ذات يوم بأن المرحوم عبد الناصر كان موافقا ضمنيا على هذه الخطة كما أن الأستاذ هيكل أكد ذلك في أحد عروضه لتاريخ مؤتمر باندونغ. لكن ضاعت فرصة الحكمة على العرب لأن بورقيبة كانت له غاية وضع « إسرائيل » في موقع الرافض للقانون الدولي وبالتالي تشريع المقاومة بكسب التأييد العالمي لها. و انتصر خطاب أحمد سعيد في صوت العرب على صوت المناورة البورقيبية السياسية الذكية. اليوم جرت المياه الدولية بما لا تشتهي السفن العربية و نحن بإزاء واقع أصعب لأن العرب مشتتون و الفلسطينيون منقسمون و أعداؤهم متحدون و لعبت حكومات « إسرائيل » على هذه المعوقات لتفرض واقعا جديدا على الأرض يجعل إقامة دولة فلسطينية أمرا مستحيلا بفعل الجغرافيا و قلب موازين السكان على أساس عرقي عنصري ، هذا الواقع يستند إلى القوة وحدها و حصريا، لكن التفوق العسكري و السند السياسي لا يكفيان لإستمرار المظالم و تبرير القهر. فما يسمى المجتمع الدولي ضاق ذرعا بالصلف الصهيوني لا نزولا عند مبادئ القانون الدولي و لا إستجابة لصحوة ضميرو لا محبة في العرب بل لأن الغرب شعر هذه المرة بأن « إسرائيل » بحكومتها اليمينية المتطرفة تلعب لا بأمنها فقط بل بأمن الغرب. و هذا وحده هو الذي يفسر غضب السيد جو بايدن وإحمرار عيني هيلاري كلنتن و زعل البارونة لادي أشتون وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي وعطسة السيد بانكي مون ضد الدولة العبرية. فالفأس الصهيونية هذه المرة ستقع في الرأس الأمريكية و الأوروبية. و الإختلاف الدبلوماسي المسرحي بين الغرب والدولة العبرية تحول إلى خلاف جوهري مبعثه خوف غربي حقيقي من تفاقم أزمات الغرب المورط في حربين في الشرق أدناه و أقصاه. *رئيس الأكاديمية الأوروبية للعلاقات الدولية بباريس (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 130 بتاريخ 26 مارس   2010)  

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.