السبت، 26 يونيو 2010

Home – Accueil

عشرة أعوام من الإخبار اليومي عن وطن يعيش فينا ونعيش به وله…  

TU      NTUNISNEWSISNEWS

 10ème année, N°3686 du 26. 06 .2010 

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

ولضحايا قانون الإرهاب


حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ:بيــــان

السبيل أونلاين:عائلة سجين الرأي السابق وليد بن الطاهر الجراي تعلن اختفائه

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

السبيل أونلاين:إطلاق سراح الشاب عبد الرؤوف مساكني بعد تعرضه للتعذيب

كلمة:السلطة تضيق على فرع الديمقراطي التقدمي بجبنيانة

كلمة:حريق في محل بنزين مهرب بقابس يتسبب في خسائر مادية و بشرية

البديل عاجل:على هامش اليوم العالمي لمناهضة التعذيب :التعذيب آفة وأسلوب حكم

الصباح:تشييع جثمان الفقيد محمد مزالي إلى مثواه الأخير

منصف المرزوقي :محمد مزالي في ذمة الله والتاريخ

الصباح:من الذاكرة الوطنية..مزالي يكشف خفايا مسلسل إقالات الاثنين

الوطن:كمال الساكري:هل نحن على عتبة جيل جديد من الاصلاحات السياسية؟

عبد الله الزواري:باك 2010:سأراها – و إن لم تكن بعيني- فبأعينكم

الصباح:نتائج الدورة الأولى للباكالوريا.. نسبة نجاح بـ%50,2.. والرياضيات في الطليعة

الصباح:التلميذة أسماء صويد الحاصلة على معدل عشرين على عشرين في الباكالوريا

عبدالحميد العدّاسي:تأكيدات تستوجب التوقّف عندها

صالح عطية:الجزائر و »مشروع ساركوزي: »لا للتطبيع …بوصفة فرنسية…

محمد العروسي الهاني : الأيام التي قضيتها بسويسرا كانت مليئة بالنشاط الحثيث

بحري العرفاوي:في « العرافة » والمعارف

الحجاب.. امتحان للعلمانية أم للديمقراطية والحريات العامة .. كوسوفا نموذجا

 د.أحمد القديدي:أكبر مفكّري الغرب يتوقّعون كسوف حضارتهم !

الجزيرة نت:مصر ترفض تدخلا تركيا بالمصالحة

مصطفى الخلفي :أوباما وخيبة الأمل الإسلامية

                                                         


 Pour afficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

ماي2010

https://www.tunisnews.net/18Juin10a.htm


حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ بيــــان


تعرّض منذ صباح اليوم السبت 26 جوان 2010 كلّ من الرفيقين عبد الرزاق الهمامي ومحمد جمور الى مضايقات أمنية تمثلت في تواجد عناصر من الأمن بزيّ مدنيّ أمام منزلهما، وأعقبت ذلك ملاحقة لصيقة لهما ولأعضاء الهيئة التأسيسية للحزب في كلّ الأماكن التي تواجدوا بها دون مبرّر. وازاء هذا الوضع فانّه يهمّنا تأكيد ما يلي: 1-   انّ هذا التصرف من جهات أمنية ازاء حزب وطني معارض ومسؤول يعتبر أمرا غير مقبول، ونحن نرفضه ونحتجّ عليه. 2-   انّ هذا التصرّف لن يثنينا عن التمسّك بحقّنا في العمل القانوني والعلني والسلمي، هذا الحقّ الذي عملنا كلّ ما في وسعنا للممطالبة به وتأكيده بكلّ الطرق القانونية والمشروعة، وانّنا لن ننجرّ الى محاولة دفعنا الى التشنّج أو السقوط في اليأس والاحباط. 3-   وانّنا بمناسبة هذا الحدث المؤسف ندعو السلطة الى اتخاذ تدابير ترفع التضييقات المفروضة على نشاط حزبنا، و تمكينه من تأشيرة العمل القانوني خدمة لمصالح بلادنا وشعبها. 4-   ولايفوتنا ان نتوجه بالشكر لكلّ الاحزاب والمنظمات والشخصيات الوطنية التي اعربت عن مساندتها لنا وتضامنها معنا فيما نتعرّض له من تضييقات.

 تونس في 26 جوان 2010 عبد الرزاق الهمامي رئيس الهيئة التأسيسية لحزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ info@hezbelamal.org للاتصال بنا : aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى SUBSCRIBE  للإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها  aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى UNSUBSCRIBEلفسخ الإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها   http://www.hezbelamal.org/ موقع حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ


عائلة سجين الرأي السابق وليد بن الطاهر الجراي تعلن اختفائه


السبيل أونلاين – تونس – عاجل   أفادتنا عائلة سجين الرأي السابق وليد بن الطاهر الجراي أن ابنهم اختفي منذ يوم الخميس 24 جوان 2010 ، مؤكدة أنه غادر المنزل صباح اليوم المذكور متجها الى مكان عمله ، ولدى اتصال العائلة بالشرطة أفادتهم بأن ابنهم سجل حضوره للمراقبة الادارية يوم الخميس الماضي في حدود الساعة الخامسة بعد عصر اليوم المذكور .   ونشير إلى أن وليد بن الطاهر الجراي ، حوكم سابقا وأطلق سراحه في أفريل 2009 ، وتعلق به ملحق للحكم (5 سنوات مراقبة ادارية) ، وهو يسجل حضوره يوميا في مركز الحرس ببنقردان منذ خروجه من السجن .   يذكر أنه أعيد اعتقاله بتاريخ 19 فيفري 2010 ، من طرف مركز الحرس ببنقردان وأحيل على المحكمة بتهمة « عدم الامتثال للمراقبة الإدارية » ، وذلك بعد أن نقل والده إلى مستشفى الرابطة بالعاصمة للعلاج ، وأصدرت محكمة الناحية ببنقردان بتاريخ 05 مارس 2010 ، حكما ضده بشهر سجن نافذ .   وخلال فترة اقامة والده بالمستشفى منع وليد جراي من زيارته وقد راسل السلطة الأمنية بجهة بنقرادان وكذلك وزارة الداخلية للسماح له بعيادة أبيه ولكن دون جدوى .   وبتاريخ 24 أفريل 2010 توفي والد سجين الرأي السابق وليد جراي رحمه الله ببنقردان وذلك بعد عودته بحوالي عشرة أيام من فترة علاج من داء السرطان في مستشفى الرابطة بالعاصمة تونس .   بالتعاون مع الناشط الحقوقي سيد المبروك – تونس   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 26 جوان 2010 )


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني:liberte.equite@gmail.com تونس في 14 رجب 1431 الموافق ل 26 جوان 2010 أخبار الحريات في تونس 


1)    ختم البحث في قضية مجموعة قبلي: تم صباح اليوم السبت 26 جوان 2010 عرض مجموعة شبان قبلي على قاضي التحقيق بالمكتب السادس بالمحكمة الابتدائية بتونس في القضية عدد 17824، وقد أبقى تهمتي الانضمام والدعوة إلى تنظيم إرهابي بالنسبة لمصعب بوزيد ومحمد بوزيد مع إضافة تهمتي  إعداد محل ومغادرة تراب الجمهورية بدون وثائق رسمية لهذا الأخير، وبالنسبة لعزالدين مراحيل ويوسف بن محمد ومحمد بن مرزوق واحمد بن مرزوق فقد تضمن قرار ختم البحث في حقهم تهم الانضمام إلى تنظيم ووفاق ارهابي ومغادرة تراب الجمهورية بدون وثائق رسمية. أما محمد بن محمد وسالم عبد اللطيف وبشير الحرابي ولطفي قريرة وايمن ميراوي وحسين مرزوقي فقد وجهت لهم تهمتي عدم إشعار السلط وعقد اجتماعات بدون رخصة. 2)    اعتقال الشاب وليد جراي: اعتقل اعوان البوليس السياسي صباح يوم الخميس 24 جوان 2010 الشاب وليد جراي أصيل مدينة بنقردان بولاية مدنين، واقتادوه إلى جهة غير معلومة، ولا تزال عائلته تجهل سبب ومكان اعتقاله. علما بأن العائلة قد سألت عن ابنها بكل مراكز الشرطة والحرس ولم تعثر على أية معلومة ما عدا ما أعلمها به مركز الحرس الذي يمضي به الشاب وليد جراي بأنه جاء في موعد الإمضاء أي على الساعة الخامسة مساء يوم الخميس الذي لم يعد فيه إلى منزل العائلة. وتجدر الإشارة إلى أن وليد بن الطاهر الجراي، اعتقل في السابق وحكم عليه بالسجن  وأطلق سراحه في أفريل 2009، ومنذ الإفراج عنه وهو يخضع لعقوبة تكميلية (5 سنوات مراقبة إدارية)، وهو يسجل حضوره يوميا في مركز الحرس ببنقردان . 3)    حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور. 

عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


إطلاق سراح الشاب عبد الرؤوف مساكني بعد تعرضه للتعذيب


السبيل أونلاين – تونس – عاجل   أوردت مصادرنا أنه تمّ مساء اليوم السبت 26 جوان 2010 ، إطلاق سراح الشاب عبد الرؤوف مساكني ، وذلك حوالي الساعة التاسعة مساء، بعد أن تم اختطافه يوم الجمعة 18 جوان صباحا من منزل والديه من طرف قوات بوليس بزي مدني ، واشارت المصادر الى ان الشاب تعرض للتعذيب وهو مصاب في عينه ولا يستطيع فتحها .   وكانت مصادر السبيل أونلاين ذكرت في وقت سابق أن عائلته تلقت اتصالات من محتجزين معه أطلاق سراحهما ، وذلك يومي الثلاثاء صباحا والاربعاء منتصف النهار وأبلغاها بأن ابنهم محتجز بثكنة « الحرس الوطني » بالعوينة ، وأكدا بأن عبد الرؤوف ومن معه يتعرضون يوميا لسوء المعاملة والاعتداء بالضرب لانتزاع اعترافات مفبركة منهم حتى أنهم لا ينامون ليلا إلا وأيديهم مقيدة إلى الأسرّة .   وعبد الرؤوف بن عبد الخالق بن أحمد المساكني شاب تونسي عمره 17 سنة يقطن بمنطقة « الكبارية »، و يدرس بالسنة الثانية ثانوي بالمعهد الثانوي « العهد الجديد » بالكبارية، متميز في دراسته ، وهو من عائلة متوسطة الدخل، وملتزم دينيا، تم اختطافه يوم الجمعة 18 جوان صباحا من منزل والديه من طرف قوات بوليس بزي مدني وتم اقتياده إلى جهة غير معلومة ودون الإدلاء بما يثبت هويتهم وتم تفتيش غرفته دون إذن قضائي وتم حجز جهاز كمبيوتر وهاتفه الجوال وبعض وثائقه الخاصة.   وقد قدمت عائلته اليوم السبت 26 جوان شكوى الى وكيل الجمهورية ، عن طريق الأستاذة سعيدة الكرمي ، كما أرسلوا نسخة من الشكوى الى وزارة الداخلية .   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 26 جوان 2010 )

 


السلطة تضيق على فرع الديمقراطي التقدمي بجبنيانة


حرر من قبل التحرير في السبت, 26. جوان 2010 أفاد بلاغ إعلامي لفرع الديمقراطي التقدمي بجبنيانة أنه يتعرّض لسلسلة من المضايقات من أجل غلق مقره الذي افتتحه مؤخّرا بالجهة. حيث تعرّض مسوّغ المقرّ الناشط الطلابي والسياسي هيثم المحجوبي إلى ضغوطات لإجباره على فسخ العقد منها قطع الانترنت على محل الإعلامية الموجهة للطفل الراجع له وتهديد عائلته بغلق محطّة غسل وتشحيم السيارات التي على ملك شقيق المسوّغ وهي مصدر دخل العائلة، إلى جانب اعتراض نشطاء سياسيين وإعلاميين انتقلوا من مدينة الشابة إلى جبنيانة لمساندة عائلة المسوّغ ومنعهم من قبل قوات الأمن من الدخول إلى جبنيانة.  أعلن أعضاء فرع الحزب في صورة تواصل المضايقات عن استعدادهم للدخول في اعتصام ابتداء من يوم الاثنين 28 جوان 2010. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 26 جوان 2010)


حريق في محل بنزين مهرب بقابس يتسبب في خسائر مادية و بشرية


حرر من قبل معزّ الجماعي في السبت, 26. جوان 2010 شب حريق مروع يوم الجمعة 25 جوان 2010 في محل لبيع البنزين المهرب بمدينة قابس أتى على أكثر من 100 خزان مخصصة لتخزين المواد البترولية مما أدى إلى مقتل شاب و إصابة 3 آخرين بحروق متفاوتة. و ذكر شهود عيان لراديو كلمة أن الحريق انتشر بسرعة داخل المحل و هو ما أدى إلى عجز المواطنين على السيطرة عليه و أكدوا على أن تأخر مصالح الحماية المدنية في الوصول إلى مكان الحادثة ساهم في تسجيل الخسائر المذكورة.  و في ذات السياق قالت مصادر طبية أن الشاب الذي لقي حتفه في هذا الحريق فارق الحياة قبل وصول سيارات الإسعاف بعد تفحم جسده و هو ما دفع بالسلطات القضائية لفتح تحقيق للوقوف على أسباب الحادثة. جدير بالذكر أن هذا الحريق يعتبر الخامس من نوعه الذي تشهده مدينة قابس في أقل من 3 أشهر داخل محلات بيع البنزين المهرب من ليبيا و الجزائر و يباع في السوق الموازية. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 26 جوان 2010)


على هامش اليوم العالمي لمناهضة التعذيب : التعذيب آفة وأسلوب حكم


يوافق يوم 26 جوان من كل عام اليوم العالمي لمناهضة التعذيب. وهو اليوم الذي تؤكد فيه الحركة الحقوقية والديمقراطية في العالم أجمع على الرفض والتشهير والتنديد بارتكاب التعذيب وغيره من أنواع المعاملة القاسية والمهينة والحاطة بالكرامة الإنسانية. ليس هذا فقط بل يقوم المناضلون الأحرار في كل البلدان بفضح ممارسي التعذيب أمرا وتنفيذا كما يدعون إلى إنصاف ضحاياه وتمتيعهم بكامل حقوقهم. ويمثل هذا اليوم مناسبة جدية بالنسبة للحركة الحقوقية والمنظمات الدولية ذات الصلة لتقف على حقيقة الأوضاع في العالم وتسجيل التقدم الحاصل وكذلك التـأخر في رصيد كل الدول، وهو يوم تصدر فيه عديد التقارير التي تشخّص الوضع العالمي من زاوية القوانين والمواثيق الدولية. ولا يزال التعذيب وأنواع المعاملة القاسية والمهينة تمارس على أوسع نطاق في الكثير من أصقاع العالم رغم التجريم في القوانين الدولية والوطنية لهذه الممارسة الوحشية والبدائية، وهو تجريم عالمي مطلق وملزم وساري المفعول في جميع الحالات والأوضاع والظروف، أي زمن الحرب وزمن السلم،علما وأنّ القانون الدولي وخاصة « اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أواللاإنسانية أو المهينة » التي أصدرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 10 ديسمبر 1984 دخلت حيز التطبيق في 26 جوان 1987. والتعذيب هو كل ما يمكن أن يمسّ من حرمة الشخص الجسدية أو النفسية أو المعنوية، وهو أمر مرفوض في كل الحالات ومن شأن ممارسه أن يتعرّض للملاحقة القضائية الوطنية أو الخارجية. أمضت على هذه الاتفاقية أغلب دول العالم، ومع ذلك مازالت ممارسة التعذيب سائدة بل وفي ازدياد، ويتعلق الأمر بدول في « العالم الثالث » كما في « العالم المتقدم » خاصة في السنوات الأخيرة ضمن ما يسمّى « الحرب العالمية على الإرهاب » إذ عادت عديد الممارسات إلى مخافر الشرطة والسجون في الولايات المتحدة وبريطانيا وايطاليا… وتقف التقارير المختصة على ما تمارسه أجهزة المخابرات والبوليس في هذه البلدان من أساليب عنيفة من أجل الحصول على اعترافات، ولا يطال هذا القمع المشتبه بهم في قضايا إرهاب الذين هم في أغلبهم رعايا أجانب، بل يطال الأمر حتى النشطاء الاجتماعيين والسياسيين والحقوقيين خاصة عند خروجهم للشارع للتنديد أو التضامن أو المطالبة، وقد أظهرت شاشات التلفزات أكثر من مرة ما تمارسه هذه الأجهزة القمعية في اليونان والبرتغال وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وأمريكا… هذا فضلا عمّا تمارسه دول الاحتلال في العراق وأفغانستان… والعالم لازال يستحضر القليل من الصور التي تسرّبت للإعلام عن سجن أبو غريب ومحتشد غوانتانامو. أمّا في الأراضي الفلسطينية المحتلة فالواقع أفظع، فالتعذيب هو أسلوب حكم عند المحتل الغاصب ولا شك أن تقارير العديد من المنظمات حول هذا الأمر تؤكد بما لا جدال فيه أن الكيان الصهيوني هو بصدد ممارسة إبادة جماعية لشعب بهدف شطبه من أرضه وبلده، ومن أجل ذلك يمارس كل أساليب إرهاب الدولة على الشاكلة التي مارستها النازية والفاشية. أما في « العالم المتخلف » فالوطن العربي يأتي في المقدمة من حيث اتساع رقعة هذه الممارسة الهمجية، ونحن لا نبالغ حين نقول أنّ الأنظمة العربية لازالت تحافظ على عروشها بواسطة التعذيب الممنهج والواسع. وتحتل تونس وضعا « متميّزا » في هذه الخارطة البربرية. إن العديد من الدول التي صادقت على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية واتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، قبلت طواعيّة الالتزامات المفروضة بموجب القانون العرفي الدولي. وجميع حكومات دول العالم مدعوّة إلى التصديق على هاتين المعاهدتين الأساسيتين المتعلقتين بحقوق الإنسان، فضلا عن البروتوكول الاختياري لاتفاقية مناهضة التعذيب. التعذيب في تونس يمارس التعذيب في تونس على نطاق واسع لأتفه الأسباب وفي حالات عديدة بدون سبب. يمارس في مخافر الشرطة والسجون وكذلك في الفضاء العام أي في الشارع والملاعب وأمام مقرات الأحزاب والمنظمات والنقابات. كما لا يخلو مركز من مراكز البوليس من وجود وسائل مخصصة للتعذيب كالعصي والسلاسل… وكثيرا ما يؤدّي التعذيب إلى الموت أو الإعاقة ويترك آثارا نفسية أو بدنية دائمة. ويتورّط في ممارسة التعذيب صغار الأعوان الذين هم مجرّد « أدوات تنفيذ » وكذلك كبار الضباط ليس بالأمر فقط بل وأيضا بالممارسة. وتؤكد التقارير والبيانات التي تصدرها المنظمات الدولية والمحلية مدى استفحال هذه الممارسة التي تعتبر أسلوب حكم يهدف إلى إخضاع هذا الشعب والتحكم فيه من قبل الدكتاتورية الجاثمة على الصدور، أنه ليس ممارسة معزولة يمارسها بعض صغار الضباط بل هو أسلوب سائد في كل الأجهزة القمعية من فوق إلى تحت، يمارس لانتزاع اعترافات في القضايا السياسية وكذلك أتفه القضايا وأبسطها، وهو يمارس على نطاق واسع في الشارع ضد النشطاء نساء ورجالا، وكذلك ضد الجماهير حين تعبّر عن غضبها والشاهد على ذلك انتفاضة الحوض المنجمي حين كان العنف الأعمى والسحل والركل… يمارس في الشارع أمام الناس، والدكتاتورية تهدف إلى ذلك وتتعمّده حتى ترهب الشعب وتشككه في قدراته لتؤبّد سيطرتها عليه. إن التعذيب في بلادنا طاعون وداء مستشري في كل الأجهزة الأمنية والسجنية رغم كون الدولة أمضت سنة 1988 على اتفاقية مناهضة التعذيب ورغم كون المجلة الجنائية التونسية تجرّم ممارسة التعذيب في فصل أضيف أواخر التسعينات تحت ضغط المنظمات الحقوقية التونسية والعالمية، وهو ما يفرض على الحركة الحقوقية ومجمل فعاليات المجتمع المدني العمل الواسع والمكثف من أجل الفضح والتشهير وكذلك من أجل توعية الناس لرفض التعذيب وتتبّع ممارسيه، على أن النضال ضد التعذيب هو في وجه من وجوهه نضال ضد الدكتاتورية والاستبداد. (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 26 جوان 2010)


تشييع جثمان الفقيد محمد مزالي إلى مثواه الأخير


المنستير ـ وات تم يوم أمس الجمعة تشييع جثمان المرحوم محمد مزالي، الوزير الاول الأسبق، الى مثواه الأخير بمقبرة الامام المازري بالمنستير. وبتكليف من الرئيس زين العابدين بن علي، حضر موكب الجنازة السادة فؤاد المبزع، عضو الديوان السياسي للتجمع الدستوري الديمقراطي، رئيس مجلس النواب، وعبد العزيز بن ضياء عضو الديوان السياسي، وزير الدولة المستشار الخاص لدى رئيس الجمهورية، الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، ومحمد الغرياني الامين العام للتجمع، الذين قدموا تعازي رئيس الدولة الى افراد اسرة الفقيد. وتولى السيد فوءاد المبزع تابين المرحوم محمد مزالى بكلمة استعرض فيها مختلف مراحل مسيرة الفقيد السياسية والفكرية والرياضية وسائر المسؤوليات التى تحملها. وابرز الرعاية الخاصة التي احاط بها رئيس الجمهورية الفقيد بعد عودته النهائية الى تونس، واثناء الازمة الصحية التي ألمت به خلال الاشهر الاخيرة (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 26 جوان 2010)


محمد مزالي في ذمة الله والتاريخ


منصف المرزوقي يوم الجمعة 25 حزيران دفن في مقبرة المنستير محمد مزالي الذي توفي بعد حياة نضال دامت 85 سنة وتقاطعت عنده طرق عديدة لتاريخ تونس. لم يكن من الحتمي أن يأخذ هذا التاريخ المجرى الذي اتخذ جاعلا من كاتب هذه السطور المشرد المنفي الذي يرثي رجلا شرّد هو الآخر ونفي لأكثر من خمس عشرة سنة. كان بوسعه أن يتخذ الطريق الذي يكون فيه الراحل رئيس البلاد خلفا للحبيب بورقيبة. لكن الرياح الشهيرة كما تعلمنا مع أبي الطيب لا تحب شيئا قدر أن تهب في غير الاتجاه الذي تريده السفن. ومع هذا…كم حزين أن هذا التاريخ اللعين لم يأخذ مجرى آخر لنصبح مع محمد مزالي أول دولة عربية ديمقراطية ولنوفر على بلدنا كل هذا الوقت الضائع … كل هذا القدر الرهيب من الآلام العبثية. سنة 1981 والرجل هو الوزير الأول منذ سنة، جاءني الدكتور حمودة بن سلامة -وكان من نفس جيلي من الأطباء والديمقراطيين– قائلا سي محمد يدعوك هذه الليلة للعشاء في مطعم « المغربية » مع ثلة من المعارضين للحديث عن مستقبل الديمقراطية في بلادنا. ذهلت للدعوة وأذهلني أكثر تحمل الرجل طوال العشاء الذي ضم نخبة من المعارضين الديمقراطيين الشبان نقدي اللاذع للوضع الذي كنا نعتقده بسذاجة أسوأ وضع ممكن، وكم صدق من قال رب يوم بكيت منه فلما ولّى بكيت عليه. تلك الدعوة لم تكن تمويها، حيث لم يكن هناك تلفزيون وإعلام رسمي وإنما نية صادقة في فتح الحوار مع الشبان والقوى الصاعدة التي تعبر عن التغييرات العميقة داخل المجتمع. ذلك لأنه وقع اجتماع ثان بمقر رئاسة الوزارة والرجل يستمع ويكتب في كناشه ويهز رأسه بالموافقة الضمنية على كل ما كنا نقول. نعم كان محمد مزالي صادقا في نيته تأهيل النظام البورقيبي لنمر من الأبوية الاستبدادية إلى دولة القانون والمؤسسات. كان هو ابن الحزب الواحد واعيا أن عهد الحزب الواحد ولى وانتهى وأن مناعة تونس وتقدمها في مواكبة سير التاريخ والانفتاح على الأجيال الشابة والتجاوب مع طموحاتها بدل قمعها الغبي وتجاهلها الأخرق. يا إلهي كيف مررنا من حالة يستمع فيها رئيس وزراء لأشد المعارضين صراحة وصرامة فلا يغضب وحالة اليوم حيث تعطى تعليمات لكي يضرب في الشوارع معارضون تجاوزوا الستين وتوضع الأصابع في مؤخراتهم حسب تقنيات الأوباش لمزيد مما يتصورونه الإذلال. سياسي مثقف أن تجد سياسيا ومثقفا في نفس الوقت أمر جد نادر، والقاعدة أن السياسيين يحتقرون المثقفين والمثقفين يحتقرون السياسيين. استهواني في الرجل جمعه بين ما لا يجمع وربما كان من أين لا أدري القدوة والنموذج. هكذا أسس الرجل اتحاد الكتاب التونسيين (الذي سيدخل بعده في احتضار طويل وهو اليوم جثة محنطة) وفتح باب مجلته » الفكر » لكل المبدعين لا يحابي على موقف عقائدي أو ولاء سياسي. ذات يوم اطلع على مقال لي عن الوطن، الفكرة الأساسية فيه أنه لا يجب أن نخادع أنفسنا فأوطاننا تعجّ بالتخلف والجهل وصعوبة الحياة فيها هي اللعنة المسترسلة. في هذه الحالة الدعامة الوحيدة لنكون وطنيين أنه لا أحد يستطيع أن يصرخ فيك إن لم يعجبك الوضع فارجع على بلدك. يومها أمر بوضع المقال في البرنامج الدراسي. ما أبعد اليوم عن البارحة والسلطة الاستبدادية تمنع أسماء المعارضين من الصحافة وتحرم مواقعهم وتخرج كتبهم من المكتبات العمومية وتطلق عليهم ألسنة البذاءة اعتقادا بأنها تنال من شرفهم. هذا السياسي المثقف كان من أكبر أنصار العربية في بلد فرض فيه بعض الأغبياء قاعدة أنه لا لحاق بركب التقدم إلا باعتماد لغة أجنبية. كان هو خريج السوربون مؤمنا بأنه لا لحاق بركب التقدم إلا باعتماد كل شعب على لغته. لما زرته في مكتبه وهو وزير التعليم العالي في نهاية السبعينيات، حاولت بسذاجة أن « أبيعه » فكرة تعريب الطب. ابتسم الرجل بأسى وفهمت أنني أحاول إقناع مقتنع لكن كل أوراق اللعبة لم تكن بيده. المهمّ أنه اكتفى بتوصية عميدة كلية الطب في سوسة آنذاك الدكتورة سعاد اليعقوبي أن « تضع يدها عليّ » وهكذا كان هو السبب في استلامي رئاسة قسم الطب الجامعي بكلية سوسة وإشرافي على تجربة الطب الجامعي في الأرياف والقرى الفقيرة، وهو يتابعها من بعيد ناصحا ومشجعا ومعطيا كل الإمكانيات لنجاح تجربة كانت تونس تفاخر بها ووضع لها نظام بن علي حدا سنة 1994 إثر سجني. تلبدت السحب شيئا فشيئا والرجل يواجه بعداوات من مصادر متعددة وأهداف مختلفة إلى أن جاءت كارثة 1984 ووضعت على كاهله مسؤولية رفع ثمن الخبز وما انجرّ عنه من تمرد الشعب. بالطبع كان لا بدّ من كبش فداء وهل ثمة غيره هو الذي كان يريد الديمقراطية والتعريب وتمكين الجيل الجديد. سنة 1989 وكان قد فرّ من تونس تلاقينا في باريس. في غابة بعيدة، حكى لي ونحن نتمشى كيف تسلل من الحدود الجزائرية لأنه علم أنهم قرروا له الإعدام شنقا وكيف استقبله الجزائريون بحفاوة لكنهم وضعوا في يده ستة آلاف دولار وبدلتين وطلبوا منه الإسراع بالخروج من البلاد. وفي شقة متواضعة وضعتها تحت ذمته بلدية باريس، عاش وحيدا. أذكر أنني زرته في منتصف نهار بارد فأصرّ على إكرامي ودعوتي للغداء. وكان الغداء الذي أعده بيديه بعض البيض المقلي أكلناه وقوفا في المطبخ والرجل لا يتوقف عن رواية نفس القصة التي سمعتها أكثر من مرة عن ظروف المؤامرة التي دبرها له خصومه لوضع قضية الخبز على مسؤوليته، والحال أن الأمر جاء من بورقيبة نفسه رغم اعتراضه هو عليه. يومها لم أكن أستمع لقصة كنت لا أشك فيها وإنما كنت أجيل البصر في هذا المطبخ بكبر خزانة متوسطة الحجم وسيادة الوزير الأول السابق يأكل بيضه واقفا. بداهة لم يكن من الذين كدسوا الملايير تحسبا لليوم الذي تدور فيه الدوائر. يومها وثقت بأن الرجل جدير بالاحترام. ثم انتقل الحديث لمواصلة بن علي التنكيل به بعد أن صادر بيته وجراية التقاعد، داخلا معه على امتداد خمس عشرة سنة في ابتزاز ليقبل محاكمة صورية يصدر بعدها القضاء المستغل حكم البراءة. لم يكن الهدف من كل هذا إلا الإذلال والتطويع والتركيع. طيلة هذه الفترة رفض الرجل بإباء كل مساومة إلى أن تنازل الدكتاتور فعاد الرجل دون أن يمتع النظام بكلمة تأييد واحدة. شتان بين موقفه وموقف الانتهازيين وما أكثرهم الذين عندما يطول عليهم الطريق ويغيب الأفق، يبادرون للكفر بما عبدوا وعبادة ما كفروا به طويلا. شتان بين طينة كبار النفوس وصغارها. محنة وكرامة يقول مثل فرنسي: لا أكذب من عاشق قبل الوصال ومن صياد بعد رحلة الصيد ومن سياسي في حملة انتخابية. فات صاحب المثل الكذاب الكبير الرابع: مؤبن الجنازات. القاعدة أن البشر يكذبون عليك حيا بالتنقيص من قدرك ويكذبون عليك ميتا بالزيادة فيه، ومن ثمة مقولتنا نحن « الميت تطوال رجليه ». لا أريد في هذا التأبين أن أكون من الكاذبين في نعي هذا الرجل الكبير حتى ولو كان الأمر الذي لا يعصى: اذكروا موتاكم بخير. كيف يمكن القفز على أنه هو الديمقراطي قبل بتزوير أول انتخابات تعددية سنة 1982 حتى ولو كان الدافع الأمل في إصلاح عثرة فرضها خصومه الأقوياء. كيف يمكن التغطية على اللحظة التي غضبت منه أشدّ الغضب بل وتشمتّ فيه أكبر شماتة ممكنة رافضا لزمن طويل أن أجد له أي عذر والخطأ خطيئة لا تغتفر. كان الرجل يسافر كثيرا في إطار مهمته عضوا قارا في اللجنة الأولمبية الدولية، وفي كل مرة ينزل فيها بباريس كان يجمعنا غداء في نفس المطعم مع صديق فرنسي وأحد ضحايا بن علي الكثيرين، جعلته الغربة وآلامها صديقا عزيزا رغم اختلاف مواقعنا في الثمانينيات وأقصد الأخ أحمد بنور كاتب الدولة السابق للداخلية في حكومة محمد مزالي. وإبان تبادل ذكريات الماضي بين الرجلين ذهلت وأنا أفهم أن مزالي هو الذي جاء ببن علي إلى أعلى مركز في الأمن واضعا مصيره ومصير البلاد بين يديه. قلت له بنوع من الغلظة: يعني أنك أنت السبب في كل مصائبنا. ضحك ضحكة صفراء وفضّل تغيير الموضوع. ومن أحمد بنور عرفت بقية تفاصيل أفظع وأغرب قصص النظام التونسي، وهي أن محمد مزالي هو الذي وضع الرجل الذي سينكل به وبنا وبشعب كامل في السلطة بل إنه كان سعيدا فخورا بخياره وهو يقول لمن حوله « جبت لكم الغول » (والغول في اللهجة التونسية هو ما يسميه المصريون « الجدع »). للأسف اتضح سريعا أن الرجل كان غولا، لا بمعنى العامية لكن بمعنى الفصحى. هكذا تغوّل الغول على وليّ نعمته وما إصراره الطويل على إذلاله إلا لكرهه فكرة أنه ولي نعمته. ثم تغوّل على الحزب الذي أسسه بورقيبة وخدمه مزالي بكل إخلاص ليجعل منه تجمع انتهازيين ومخبرين، ثم تغوّل على الدولة ليجعل منها جهازا للتسلط والإثراء، ثم تغوّل على الشعب ليعيشه في خوف دائم، وها هو اليوم مثل غول قصور العصور الوسطى من نوع دراكولا الذي تقطر أنيابه بالدم ويعيش في الظلام يبث الرعب حوله ومن دم ضحاياه يجدد شبابه. وبمرور الأيام هدأت العاصفة وأنا أفهم أن محمد مزالي لم يكن نبيا يقرأ في غياهب الغيب وأنه ككل بشر معرّض للخطأ وانه تعذب كثيرا وتألم كثيرا وحاسب نفسه كثيرا على خطئه الأكبر، وكما أعرفه لا أشك أن أكبر ما عذبه ليس مصيره وإنما مصير الشعب التونسي الذي رماه بين براثن الغول. البارحة في بهو مستشفى تنون بالدائرة العشرين بباريس كان آخر لقاء وقد جئت مع بضعة أشخاص لتوديع جثمان الراحل. كان مسجى في تابوت مفتوح ملفوفا في كفنه الأبيض إلا الوجه وكانت الملامح التي عرفتها على طوال ربع قرن ساكنة هذه المرة أتاها الهدوء أخيرا. سلام عليك ورحمك الله رحمة واسعة يا محمد مزالي وغفر لك ذنبك الوحيد و…شكرا لما قدمت وما مثلت. كنت حلقة في سلسلة الأحلام والسلسلة لن تتوقف أبدا طالما في هذا العالم أحياء من طينتك مصرون على أن تصبح الأحلام المضهجة يوما جزءا من الواقع. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 26 جوان  2010)


 من الذاكرة الوطنية ..مزالي يكشف خفايا مسلسل إقالات الاثنين


ذات ليلة خريفية معتدلة من ليالي سبتمبر 1986، كان الرجل يحمل حقيبة صغيرة من الجلد ويخترق الشعاب الصعبة الموحشة لجبال خمير، شاقا طريقه بين اشجار الصنوبر والسنديان متجها وحده نحو الحدود الفاصلة بين تونس والجزائر. كانت تلك هي خطواته الاولى لاختراق الجبال، وكان يفكر في عائلته التي خلفها وراءه. ان هذا الهارب بحريته.. والساري ليلا، هو محمد مزالي، السياسي التونسي البارز الذي تحمل المسؤوليات الجسام طيلة خمسة وعشرين عاما وفجأة اقاله الرئيس بورقيبة، والذي كان يعتبره الى اسابيع قليلة، وزيره الاول ومقام ابنه وخليفته الدستوري ومحل ثقته اليوم وغدا. ها هو يكتب من منفاه رسالة للرجل الذي كان زعيما للوطنيين التونسيين، وهو يكتب للرد على التهم التي وجهت الى اسمه وسمعته وعقيدته، ولكي يكشف الحقائق التي بذلت محاولات محمومة لطمسها. مسلسل الاثنين بهذه الفقرة، قدم ناشر «رسالة مفتوحة الى بورقيبة» الفصول الثمانية التي تضمنها الكتاب، وفي الفصل الثالث يتحدث مزالي عن اقالات الوزراء الذين كانوا محسوبين عليه او «مسلسل الاثنين» لان تلك الاقالات كانت تمت الواحدة تلو الاخرى، كل يوم اثنين إضعافا لجانب الوزير الاول وتمهيدا لاقالته في مطلع جويلية 1986. وكتب مزالي في هذا الشأن مخاطبا الرئيس بورقيبة: «وجاء الموسم المضحك المبكي للاقالات التي اطلق عليها الشارع التونسي «مسلسل الاثنين»، وتأكد بذلك حجم المؤامرة الرخيصة التي استهدفتني وذهب ضحيتها وزراء لم يقبلوا ان تداس كرامتهم من طرف القلة، المتسلطة، كما ذهبت ضحيتها كذلك هيبة الدولة وحرمة وزرائها مما جعل قراراتك المضحكة مهزلة الناس في الاسواق وحديث السمار، كلما ذكرت اسباب الاقالات التي اتخذتها دون استشارتي ودون اعلامي بالاسباب، الا انك كنت من حين لاخر تتفضل عليّ بذكر «الدوافع» التي حملتك على اخذ قراراتك. المازري شقير وهكذا علمت باندهاش انك اقلت المازري شقير من مسؤولياته بوزارة الوظيفة العمومية والاصلاح الاداري لانك حسبما قلت لي «لم تعد تطيق رؤيته في تونس!» ولذلك عينته ممثلا قارا لدى منظمات الامم المتحدة بجنيف، فهل كان ذلك من باب قول المطرب علي الرياحي «يا بعيد عني يا قريب مني»؟ البشير بن سلامة ما سبب اقالة البشير بن سلامة عندما حل اثنينه اي جاء دوره؟ انه اخطر لانك حسبما ذكرت لي عندما تراه تتذكر شبح صالح بن يوسف الذي يقض مضجعك. وباقالته حققت حكمة لافونتان في انشودة الذئب والخروف «اذا لم تكن أنت فلا شك انه اخوك»! فرج الشاذلي اما «جريمة» محمد فرج الشاذلي فلا تغتفـر، لانه يتقاسم اسمه مع ابن عم له قررت تعيينه في الحكومة، لذلك فانه حسب المثل الشعبي التونسي «اسمين في الدوار يحيّروا»! عامر غديرة وجاء «اثنين» عامر غديره، ونفخ في صورته حتى يتفرغ لبلدية المنستير، وارتكب بعد ذلك ذنبا خطيرا بعدما وضع شارة البلدية عندما كنت تدشن نزلا بالمدينة فتمت اقالته من رئاسة البلدية. نور الدين حشاد وحل موعد التخلص من نورالدين حشاد في الاثنين الموالي واعلمتني بالسبب المقنع والحجة الدامغة «انه لا يتحدث الا عن كفاح والده فرحات حشاد وينسى كفاحي أنا!». وعندما تبين منصور السخيري (كان مدير الديوان الرئاسي انذاك) امتعاضي واحترازي، اضاف بالعامية «آش يحسب نفسه؟ يجب التخلص منه حتى لا يركب رأسه ويصبح زُيَعِمًا نحار في امره فيما بعد»(…). فتحية مزالي ثم فاجأني الاثنين الموالي بحذف وزارة العائلة والنهوض بالمرأة، وقد اجتاز حقد حاشيتك كل الحددود ليثنيك عن عقيدتك في صيانة حقوق المرأة فتنكرت لكفاحك من اجل تحريرها. واسفر ذلك عن وضع حد لمسؤولية فتحية مزالي التي عينتها أنت وزيرة قبل ثلاث سنوات، كما عينتها انت بنفسك عضوا بالديوان السياسي عام 1979 قبل ان أتولى الوزارة الاولى. وتعلة هذا القرار هي الحد من المصاريف الحكومية، مع العلم ان «الاقتصاد» في المصاريف لم يتجاوز مرتب الوزيرة لان بقية الموظفين ألحقوا باداراتهم الاصلية. هذا هو الحد المفاجئ الذي دفعت ثمنه سياسة النهوض بالمرأة. النظام هو الضحية وهكذا فان مسلسل الاثنين الذي كان يحرك حلقاته بعض المهرجين، افقد الدولة مصداقيتها، وحولت التحويرات الى مهازل يتداولها التونسيون في المقاهي والاسواق، ذاكرين اسبابها بسخرية نالت من النظام، قائلين: رب عذر أقبح من ذنب مثلما جاء في المثل العربي. ولكن ذلك كان اخر ما يفكر فيه ويحسب له الحساب، المهرجون ممن فقدوا الاخلاق والشعور الوطني والذين دفعوك لاتخاذ هذه القرارات، همهم الوحيد كان اقصاء وطنيين نزهاء خدموا بلادهم باستقامة وعلو همة، الا ان نقيصتهم الوحيدة تتمثل في كونهم قادرين على احباط مخططات السماسرة السياساتيين، اصحاب المصالح الذاتية القذرة. ومازالت معتقدا ان الذي ذهب ضحية مسلسل الاثنين انما هو اسمك ونظامك قبل كل شيء». يتبــع محمد علي الحباشي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 26 جوان 2010)


منارات هل نحن على عتبة جيل جديد من الاصلاحات السياسية؟


بقلم: كمال الساكري

 

بعد أن اكتملت سلسلة الانتخابات الرئاسية والتشريعية والبلدية واستكمل المشهد السياسي الرسمي فصوله ألحّ على النخب والقوى السياسية والمتابعين سؤال مركزي: هل نحن على عتبة جيل جديد من الإصلاحات السياسية؟ ولئن كان من البديهي أن يطرح مثل هذا السؤال الآن خاصة وان تونس، ومنذ بداية التغيير، قطعت أشواطا كبيرة على درب الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ولكن بأقل درجة على المستوى السياسي. ولولا تلك الإصلاحات لكانت تونس فريسة الأزمات الاقتصادية العالمية وتداعياتها الاجتماعية والثقافية فقد حافظت تلك الإصلاحات على حد أدنى من السلم  الإجتماعي والوفاق السياسي وترقى الوطن في ميادين الحداثة والتقدم… وبالرغم من كل ذلك فان ما أضعف تلك الإصلاحات هو تأخر الإصلاح السياسي عن موكب الإصلاحات الأخرى. صحيح أن المعارضة وجدت أبوابا مفتوحة في عهد التغيير بعد أن كانت مهمشة ومطاردة ومشردة وممنوعة بل محظورة وبفضل التغيير وضعت المعارضة قدميها على الأرض وطرحت برامجها وأفكارها وآراءها دون خوف أو تردد وبكل حرية ومسؤولية في النور وتحت الشمس بعد أن كان اغلبها في ظلام السجون والمنافي… وصحيح أيضا أن المعارضة باتت تحضر المجالس العليا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية وتدلي بدلوها دون موالاة ولا تطرّف ديدنها خدمة الوطن والشعب. وصحيح أيضا أن المعارضة تحضر المواكب الرسمية تحت سامي إشراف رئيس الدولة السيد زين العابدين بن علي وتحظى بكل تبجيل وتقدير بعد أن كانت محل إقصاء وازدراء في عهود ماضية . وصحيح أن المعارضة ممثلة في مجلس النواب ومجلس المستشارين والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبلديات وبعض هذه المعارضات شركت في البعثات الدبلوماسية بعد أن كانت نسيا منسيا… وصحيح أن أحزاب المعارضة تحظى بدعم مالي عمومي سنوي يساعدها على تصريف شؤونها وتطوير أدائها كما تتمتع صحفها بدعم مالي يضمن استمرار صدورها وتبليغ رأيها وايصال فكرتها للجميع… كل هذا صحيح ولكن بالرغم من كل ذلك يبقى المشهد السياسي منقوصا وضعيفا أمام ضيق المجال الإعلامي الرسمي وانحساره والتضييق على الإعلاميين والإعلام والرأي المكتوب والمقروء والمسموع والالكتروني… كما تشكو البلاد، منذ سنوات تجميد نشاط الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وتعقّد حل ملفها على بساطته. وتعرف المنظمة الطلابية تعطلا وتشتتا وفرقة منعت قيامها ووحدتها…. كل هذه الإشكالات وغيرها تقتضي مبادرة سياسية تحتوي على حزمة من الإصلاحات السياسية تنقي الأجواء وتعيد الاطمئنان للجميع وتفتح آفاق المستقبل رحبة وتعزز حظوظ الرأي والاختلاف في البلاد بما يخدم مناعة الوطن وتقدمه بعيدا عن كيد الأعداء واستجابة المستقوين بهم. وتتطلع الساحة السياسية إلى إتمام توحيد الصحافيين في نقابتهم الوطنية بعد أن قطع الفرقاء خطوات في هذا الاتجاه دون نكوص أو تعثر. وتتطلع هذه الساحة إلى تسوية ملف الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بما يُحقق توافقا مرضيا بين الفرقاء بعيدا عن المحاصصة السياسية أو التدجين أو السطو من فئة قليلة اختزلت الشأن الحقوقي في ذاتها، كما يتطلع الجميع إلى رؤية الطلبة ينجزون مؤتمرهم النقابي التوحيدي ليضع حدا لحالة التشرذم والتمزق المضرّة بالجميع.  ويأمل الجميع في تونس في إصلاحات دستورية وقانونية تتيح مشاركة أوسع للقوى السياسية الوطنية في الشأن السياسي والإعلامي والاقتصادي والاجتماعي والتربوي والثقافي إصلاحات تطور التشريع والممارسة وترتقي بالعمل السياسي إلى المشاركة الفعلية وتوسع دائرة الحوار والتشاور وذلك من خلال مأسسته ضمن مجلس أعلى للحوار الوطني بين الأحزاب السياسية والحكومة في القضايا الوطنية الكبرى… إن بوابة جيل الإصلاحات السياسية المنتظرة لا يقدر أحد على حمل لوائها ورسم خارطة طريقها ومستقبلها بكل أبعادها وفي مقدمتها الاستحقاقات السياسية غير سيادة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي الذي اثبت انضباط مبادراته وفعله بتطلعات شعبه وقواه الحيّة وبما يخدم المصلحة العليا للوطن بعيدا عن الحسابات الحزبية الضيقة… كما أن رئيس الجمهورية هو الأقدر والأجدر سياسيا وفعليا لما يتمتع به من صلاحيات دستورية وما تخوله له مبادئ حركة التغيير على إطلاق هذه المبادرة السياسية تحصينا للمكاسب التي تحققت للشعب والوطن تحت قيادته وفتحا لأفق جديد يتقدم بتونس خطوات جديدة وثابتة تقطع الطريق على المشككين والمتربصين بالوطن وتملأ قلوب الشعب وقواه الوطنية طمأنينة وتحفز إرادتهم على مضاعفة الجهد نحو مستقبل يريده الوطنيون جميعا أن يكون أفضل بعيدا عن الاملاءات والارتهانات والشعارات الجوفاء والمزايدات الرخيصة. إن الجميع اليوم بات في أمس الحاجة إلى مثل هذه المبادرة من لدن رئيس الجمهورية بما يعزز المجهود الوطني الرسمي والمعارض ويعمق حركة التغيير ويمد الشعب بطاقة جديدة والقوى الوطنية بدعم متجدد تصبّ كلها في مصلحة الوطن وتسجل في ذاكرة الوطن لكل امرئ ما أضاف وكسب.

( المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد143بتاريخ 25 جوان 2010)


باك 2010:سأراها – و إن لم تكن بعيني- فبأعينكم


بقلم عبد الله الزواري إن نسي البعض – أو تناتسى- أهوال ما سلط على مساجين الرأي و السياسة من اضطهاد و تننكيل و تشف، فإن كل ما حولي- و من حولي- يدكرني صبح مساء بصفحة بائسة كالحة السواد خطها دعاة ا »التمدن و التحرر و التقدم » و كل الشعارات الجميلة التي لا أثر لها في واقع البلاد و العباد.. و إن سلمنا جدلا أن مساجين الرأي و السياسة قد ارتكبوا في حق البلد ما يبرر حبة خردل مما سلط عليهم من أصناف التعديب – و ليس هناك ما يبرر معشار حبة من خردل- فإن من الإجرام الدي لا ريب فيه و لا شك أن تمتد تلك الأصناف من التعديب لتطال كل من له صلة من قريب أو بعيد بسجين الرأي و السياسة من أقارب و جيران و زملاء و آخرين قدر لهم أن يتقاطع حين من أعمارهم مع حين من عمر سجين رأي في مكان ما من أرض بلدنا الحبيب.. و قاعدة العباد و من قبلهم رب العباد « أن لا تزر وازرة وزر أخرى ».. و من الطبيعي أن يكون ضمن عشرات الآلاف من الرجال و النساء الدين لحقتهم يد القمع فعرفوا المعتقلات و فضاءات التشفي.. من الطبيعي أن يكون من بينهم من ترك زوجا في مرحلة من مراحل الحمل.. و ـ تابى سنن رب العباد أن تتوقف.. و لعل مريم بنت أخينا عبدالحميد الجلاصي أولى المواليد و المولودات بعد إيقاف الأب… حرم عشرات الرضع و الولدان من الرعاية الصحية التي يتمتع بهاأترابهم، بل إن مسلسل الإرهاب طالهم و بعضهم لا يزال مضغة في أحشاء أمهاتهم بفعل تلك الاقتحاماتت التي كثيرا ما كانت تقع مع تقدم الليل أو قبل ساعات الافجر الأولى و ما يصحبها عادة من تهشيم للأبواب و عبث بتجهيزات البيوت و بعثرة لما فيه بحثا عن أشياء وهمية لا وجود لها إلا في عقول المقتحمين و من وراءهم… و إن كان غير هؤلاء الرضع و الولدان قد قدم إلى الوجود بين نغمــــــــــــات الموسيقى الهادئة  و رعاية طبية متواصلة و في أحضان أبوين لم يبخلا بشيء في سبيل توفير أفضل الظروف الممكنة لولادة طبيعية تاجحة فإن ولداننا لم يعرفوا طيلة سنوات طويلة غير ظروف يسودها الإرهاب و الرعب و سعي متواصل من أجل تفكيك تلك العائلات الصابرة المحتسبة و تدميرها.. و في هدا السياق أجبرت العديد من الأمهات على تقديم قضايا في الطلاق تحت الضغوط المختلفة التي كانت تسلط قبل موعد كل زيارة و بعده.. و لا شك ان اهتزازا نفسيا عميق الأثر يلحق القتى أو القتاة مهما حاول المحيط التخفيف من وطأته… و إن كانت معاول الهدم لا يبخل عليها بشيء تقتضيه عملية التدمير الممنهجة للعائلات ففي المقابل هناك معاول للبناء.. كانت هناك تلك البطلات اللاتي لن ينصفهن إلا رب كريم ..كانت هناك تلك الأمهات … يسهرن الليالي من أجل رفع تحد لا يقل عن  تحد آخر نذر له أزواجهم أنفسهم… فإن كانت معاول الهدم كثيرة، متنوعة، ذات إمكانات جبارة لم يكن لهذه الأمهات غير يقين واحد لا يتزحزح: « اعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ».. فنذرن أنفسهن لمواصلة الطريق: شد أزر رجل وراء القضبان يراد كسر روحه المعنوية فكان من الضروري التصدي لذلك…كما انبرين للعمل من أجل تربية أطفال حرموا من أبائهم و من حنانهم و عطفهم رغم ضيق ذات اليد.. فحرصن أشد الحرص على تعليم أطفالهن و أنفقن في سبيل دلك ما أمكن لهن… و إن كانت تلك الأمهات قد أرضعن أطفالهن حب دين و حب بلد و التضحية من أجلهما فإن آخرين أرضعوهم حقدا مقدسا على الطغاة و الظلمة و العابثين بدين ارتضاه رب العالمين لعباده و العابثين بوطن أرادوه ضيعة خاصة لهم و يأبى هو إلا أن يكون لكل أبنائه… هل يعلم الآن من يملك الجرأة فيتحدث عن حقوق الطفل و عن حقوق المرأة و غيرها من الحقوق و كأننا نعيش في أرقى الديمقراطيات أن مريم بنت عبدالحمبد الجلاصي و كدلك أروى و إسلام و تقوى و منصف و أمل و الطيب و سارة وعبدالباسط و براءة و مريم و منى ونهاد وسمية أن هؤلاء جميعها و غيرهم كثير قد حرموا من لمسة بسيطة من أبائهم طيلة أكثر من عشر سنين بالنمام و الكمال؟؟؟ هل يعلم أولائك الدين لا يستحون أن هؤلاء الأطفال لم يكن لهم الحق في رؤية ابائهم إلا من وراء حاجزين و لا تقل المسافة الفاصلة بيتهم و بين ابائهم عن منر و عشرين  و تحت سمع و بصر حارسين-إن لم يكن أكثر- يعدان الأنفاس كما يعد حارس آخر دقائق الزيارة في الوقت الدي كان يسمح فيه لمساجين الحق العام بزيارة ذويهم مباشرة و دون حراسة تذكر؟؟؟ و تمر الأيام تترى…و يكبر هؤلاء الأطفال… و يتواصل حرمانهم من حقوق شتى… كما حرم  أباؤهم من حقوق كثيرة منذ أكثر من ثلاث عقود، و لا يزالون كذلك-

 

01

إسلام مفتاح شعيرات

 

02

أروى محمد شمسي

 

03

مريم رياض مامي

 

04

منى محسن الناصفي

 

05

….محمد الدوادي

 

06

تقوى أحمد البوعزيزي

 

07

نهاد محمد الطرابلسي

 

08

أمل ابراهيم الدريدي

 

09

منصف دانيال زروق

 

10

سمية محي الدين الفرجاني

 

11

الطيب عبداللطيف المكي

17.02 ⁄ 20

12

سارة بوراوي مخلوف

 

13

براءة الأمين الزيدي

 

14

مالك الصحبي عتيق

 

15

صابرين علي شنيتر

 

16

مريم عبدالحميد الجلاصي

 

17

عبدالباسط طه بقة

 

 

 

 

 

 

و هل يملك المرء أخيرا إلا يتوجه إلى تلك الأمهات بالتحية الخالصة على ما بذلن من جهد من أجل تنشئة صالحة لفلذات أكبادهن في زمن شعاره الرداءة بكل معاييرها.. كما لا يملك المرء إلا أن يحيي هؤلاء الشبان و الشابات الذين لم ينل من عزمهم ظروف يشيب من هولها الولدان… و هل يملك المرء قبل هذا و ذاك إلا أن يحمد من كان خليفة في المال و الأهل و والولد؟؟ و أخيرا هل يجني من يبذر الشوك غير الجراح؟؟؟؟ عبدالله الزواري جرجيس في 25 جوان 2010


نتائج الدورة الأولى للباكالوريا.. نسبة نجاح بـ%50,2.. والرياضيات في الطليعة


أسدل ظهر أمس الستار على نتائج امتحان البكالوريا في دورته الرئيسية وبلغت النسبة العامة للنجاح في المعاهد العمومية والمعاهد الخاصة والمترشحين بصفة فردية 50 فاصل 2 بالمائة. وبلغت نسبة النجاح في المعاهد العمومية في حدود 57 فاصل 25 بالمائة. وشهدت الدورة الرئسية نجاح 71 بالمائة من المترشحين لامتحان البكالوريا في شعبة الرياضيات وبلغت نسبة الناجحين في شعبة العلوم التجريبية 68 بالمائة ونسبة الناجحين في الاقتصاد والتصرف 63 بالمائة ونسبة الناجحين في شعبة الاعلامية 62 بالمائة ونسبة الناجحين في شعبة الآداب 40 بالمائة. ومثلت نسبة المؤجلين لدورة المراقبة 36 فاصل 75 بالمائة.. وبلغ عددهم نحو 49 ألف و400 مترشح وتنطلق هذه الدورة يوم 28 جوان وتتواصل إلى غاية يوم غرة جويلة القادم وتقرر الإعلان عن نتائجها يوم 10 جويلية 2010. وكان اكثر من 139 الف مترشح اجتازوا الامتحان في دورته الاولى.   وتحصلت التلميذة أسماء صويد من المعهد النموذجي بأريانة في شعبة العلوم التجريبية على معدل مشرف جدا بلغ عشرين على عشرين وذلك لحصولها على معدل عشرين على عشرين في المادة الاختيارية وهي اللغة الاسبانية بما جعلها تحصد مجموعا من النقاط مكنها من تحطيم جميع الأرقام القياسية المسجلة في السنوات الماضية. وكان أرفع معدل في شعبة العلوم التجريبية خلال امتحان البكالوريا لسنة 2009 في حدود 19 فاصل 69 من عشرين. وتميزت الدورة الرئيسية لامتحان البكالوريا بتألق الفتيات إذ أحرزت ست  منهن على أرفع المعدلات وعلى المراتب الأولى في شعبهن.. ويبلغ عدد شعب البكالوريا حاليا سبع شعب. سعيدة بوهلال (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 26 جوان 2010)


التلميذة أسماء صويد الحاصلة على معدل عشرين على عشرين في الباكالوريا توقعت التفوق لكني ذهلت للنتيجة


قالت التلميذة أسماء صويد التي تحصلت على معدل عشرين على عشرين في امتحان البكالوريا في دورته الرئيسية في شعبة العلوم التجريبية لـ «الصباح» إنها مذهولة جدا.. فرغم توقعها التفوق لم تصدق للوهلة الأولى النتيجة التي قرأتها على شاشة هاتفها الجوال فأسرعت إلى الحاسوب للاطلاع عما هو مدون على شبكة الانترنيت فتبين لها أنها حصلت بالفعل على معدل عشرين على عشرين. وقالت التلميذة بصوت مرتجف بدا عليه الكثير من التأثر: « إنني ممتنة كثيرا لجميع أساتذتي ولكل من علمني في جميع مراحل دراستي ولعائلتي وخاصة والدي ووالدتي وإخواتي لأنهم وفروا لي جميع الظروف للتميز». وبينت التلميذة أنها حصلت على معدل 20 على عشرين في الرياضيات ومثلها في الاسبانية وعلى 19 فاصل 75 في العلوم ومثلها في الفيزياء والانقليزية وعلى 19 ونصف في الاعلامية و16 فاصل 75 في العربية و17 في الفلسفة.وقالت أسماء إنها كانت تحرز دائما طيلة سنوات دراستها على المراتب  الأولى وهي متميزة في المواد العلمية وفي اللغات وتحبذ كثيرا المطالعة وتهوى الموسيقى.. وأضافت أنها تنوي الالتحاق بشعبة الطب. وبين والدها السيد صويد وهو صيدلي أن أسماء فتاة رقيقة جدا ورومنسية وهادئة وأنه سعيد للغاية بالتميز الذي حققته ابنته. سعيدة بوهلال

(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 26 جوان 2010)


تأكيدات تستوجب التوقّف عندها


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: {يَأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}، وَقَالَ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لَهُ!… وقد جاء الحديث في باب تطييب المطعم والملبس واجتناب الحرام واتقاء الشبهات… وقد توقّفت عند « وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ »، فقلت: أليس الغذاء هو ما يطعم ويشرب فلم « وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ »… فزعت بعدها إلى التفاسير فلم أجب وقفة طويلة مع هذا البيان… ولكنّ الذي يشدّ المسلم هو التأكيد على خطورة اللقمة الحرام فقد قام سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه مرّة فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، والذي نفس محمد بيده إنّ العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يُتقبل منه عملُ أربعين يومًا، وأيما عبد نبت لحمه من سحت فالنار أولى به ». عياذا بالله تعالى… قلت: وفي الحديث تأكيد على طيب مطعم سعد رضي الله عنه فقد كان مستجاب الدعوة، كما يعكس ذلك شهادة شيخ بني عبس (أبو سعدة)، يقول « شيخ كبير مفتون أصابته دعوة سعد » وهو الذي كان كذب على سعد لمّا بعث عمر رضي الله عنه من يستجلي خبره في الولاية!…   ونظير التأكيدات في الحديث أعلاه كثيرة في السنّة النبويّة وفي القرآن الكريم… فقد يمرّ عليها القارئ أو السامع دون توقّف وتدبّر مع أنّ التوقّف والتدبّر آكدان…، كما في آية البرّ من سورة البقرة: « لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ »، فهنا قد يتساءل المسلم لمَ الحديث عن المال ثمّ الزكاة!… فإن تساءل علم من خلال التفسير أنّ المال الأوّل غير مال الزّكاة، أو هو المال نفسه جاء بتفصيل المستفيدين منه، فتأكّد لديه بالتفسيرين قيمة فريضة الزكاة وقيمة إنفاق المال في أوجه الخير، والله أعلم… وكما في حديث مُعَاذٍ رضي الله عنه  قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْني بِعَمَلٍ يُدْخِلُني الجَنَّةَ وَيُبَاعِدُني مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: ((لَقَدْ سَألتَ عَنْ عَظيمٍ، وإنَّهُ لَيَسيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ: تَعْبُدُ الله لا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ، وتُؤتِي الزَّكَاةَ، وتَصُومُ رَمَضَانَ، وتَحُجُّ البَيْتَ)) ثُمَّ قَالَ: ((ألاَ أدُلُّكَ عَلَى أبْوابِ الخَيْرِ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الخَطِيئَةَ كَما يُطْفِئُ المَاءُ النَّارَ، وَصَلاَةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ)) ثُمَّ تَلا: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ} حَتَّى بَلَغَ {يَعْمَلُونَ} [ النور : 16 ] ثُمَّ قَالَ: ((ألا أُخْبِرُكَ بِرَأسِ الأَمْرِ، وَعَمُودِهِ، وَذِرْوَةِ سِنَامِهِ)) قُلْتُ: بَلَى يَا رسولَ اللهِ، قَالَ: ((رَأسُ الأمْر الإسْلامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ، وَذِرْوَةِ سِنَامِهِ الجِهادُ)) ثُمَّ قَالَ: ((ألاَ أُخْبِرُكَ بِمِلاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ!)) قُلْتُ: بلَى يَا رَسولَ اللهِ، فَأخَذَ بِلِسانِهِ وقال: ((كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا)) قُلْتُ: يَا رسولَ الله وإنَّا لَمُؤاخَذُونَ بما نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فقالَ: ((ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ! وَهَلْ يَكُبُّ الناسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟)). رواه الترمذي، وقال: ((حديث حسن صحيح))… فانظر أخي أختي في الحديث إلى صلاة إذا أقيمت (وافقه إقامتها) كانت عمود الإسلام، وانظر إلى توحيد (تعبد الله لا تشرك به شيئا) لا يتحقّق إلاّ برأس الأمر الذي هو الإسلام، وانظر إلى صوم غير صوم رمضان أي بالإضافة إلى رمضان يكون لك جنّة، وانظر إلى صلاة غير صلاة الفريضة تسند بها الصلاة الفريضة وأفضلها صلاة الرّجل في جوف الليل، فإذا غنمت كلّ هذا فاحفظ غنيمتك بكفّ لسانك عليك وأنت ترى استفهام معاذ رضي الله عنه بلسانه ولسان أصحابه وأحبابه وبيان رسولك صلّى الله عليه وسلّم له ولك وللمؤمنين إلى يوم الدّين!…   أأواصل الآن أم أكتفي؟!.. أحسب أنّ غرضي من هذه الوقفة هو الدعوة كما قلت إلى التوقّف والتدبّر!… وكلّ من توقّف أمكنه بعد ذلك البحث، ومن بحث وجد في التفاسير ضالّته بإذن الله تعالى، وليست البضاعة هناك مزجاة كما ههنا بضاعتي مزجاة… والحمد لله ربّ العالمين…   ملاحظة: أحسست بمرارة عند التوقّف مع حديث معاذ لا سيّما عند بيان خطورة اللسان، ذلك لأنّ ألسنتنا على وجه الخصوص لم تتقيّد بعد بمجامع الوصيّة، ولكنّنا هنا نتواصى ولا نملي التعاليم… وأستغفر الله سبحانه وتعالى وأتوب إليه… والله أعلم وهو من وراء القصد…    عبدالحميد العدّاسي

 


الجزائر و »مشروع ساركوزي: »لا للتطبيع …بوصفة فرنسية…


بقلم : صالح عطية

خرج عبد العزيز بلخادم ، وزير الدولة الجزائري ، الممثل الشخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة ، بتصريح جديد ، زاد في توتر العلاقة مع باريس المتوترة أصلا منذ بضع سنوات ولعلها بلغت مستوى غير مسبوق من « سوء التفاهم » خلال الأشهر القليلة الماضية. قال بلخادم في اجتماع بكوادر حزب جبهة التحرير الوطني الذي يشغل أمينه العام، ان الجزائر « غير معنية بالإتحاد من اجل المتوسط ، إذا كان من أطلقوه ( في إشارة إلى فرنسا) يريدونه حصان طروادة للتطبيع مع الكيان الصهيوني ». وعكست تصريحات الممثل الشخصي للرئيس بوتفليقة موقف الجزائر من مشروع الرئيس الفرنسي ، نيكولا ساركوزي الذي حاول أن يتّخذ منه بديلا عن مسار برشلونة الأورو – متوسطي، من خلال إدماج الكيان العبري ضمنه تحت عنوان متوسطي فضفاض. لم تعبأ الجزائر بما أصبح يعرف « مشروع ساركوزي » منذ البداية ، حيث تعاملت معه ببرود تام منذ انبعاثه العام 2008 وربما كان لهذا الموقف استتباعاته في بعض الدول المغاربية – بوجه خاص – التي يبدو أنها كانت على قناعة بكون « الإتحاد من أجل المتوسط » ليس سوى إطار خاو من حيث المضمون السياسي ، وحتى من جهة « منطق المصالح » بالمفهوم الإقتصادي والمالي للكلمة …لذلك وجدت تصريحات المسؤولين الجزائريين « هوى » في نفوس أكثر من طرف مغاربي سيما وأن هذا المشروع لم يأت نتيجة مشاورات وتحالفات بيّنة بقدر ما كان مسقطا على طريقة المشاريع الإستعمارية. تتالت بعد ذلك التصريحات النقدية للمشروع المتوسطي خصوصا بعد أن بات « جثة هامدة » حتى قبل أن تدور عجلته بالشكل الذي كان يرغب فيه الرئيس الفرنسي وزاد الموقف الجزائري في إضعافه وإحاطته بجملة من الشكوك ، سيما في ضوء افتقاده لمبادرات سياسية فعالة في قلب الأزمات التي حصلت إقليميا ودوليا. فقد صمت (الإتحاد) خلال حرب « اسرائيل » وعدوانها على غزة نهاية سنة 2008 ولم ينبس ببنت شفة- كما يقال- في الأزمة المالية العالمية التي ألقت بظلالها على دول جنوب المتوسط ، أي الدول الأعضاء في الإتحاد ويمارس ( مشروع ساركوزي) سياسة التكتم إزاء الهجوم الإسرائيلي على « أسطول الحرية » في ماي المنقضي والذي ذهب ضحيته عدد من الغربيين والأتراك …ولم يبد الإتحاد من ناحية أخرى موقفا بارزا من مسألة النووي الإيراني أو مسائل أخرى تخص المنطقة وقضاياها المتشعبة ، لعل آخرها أزمة مياه النيل التي تبدو مصر أحد مكونات الإتحاد المتوسطي ، أبرز متضرر من اتفاق « دول المنبع » الموقع مؤخرا في أحد العواصم الإفريقية .. لا شك أن وجود « اسرائيل » ضمن عضوية الإتحاد يمنع « مشروع ساركوزي » من أن يكون إطارا سياسيا إقليميا فعالا خصوصا في القضايا التي يكون فيها الكيان العبري ، الطرف الأكثر استفزازا وعدوانية لدول يفترض أن بعضها على الأقل جزء من الإتحاد ولديها مقعد جنبا إلى جنب مع « اسرائيل » …ويرى مراقبون ، أن ساركوزي أراد من مشروعه ان يكون حصان طروادة فعلا ، للتطبيع مع الدولة الصهيونية في ضوء فشل الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا واللجنة الرباعية ، بل حتى أوسلو من قبل، وغيرها في ضمان مدخل يجعل إسرائيل « صديقة للعرب » في السياسة والمصالح… من المؤكد حقيقة ، أن ساركوزي شعر بثقل الموقف الجزائري ودوره في إفقاد المشروع المتوسطي بريقه الذي راهن عليه وجعله عنوانا لحملته الإنتخابية – من بين عناوين أخرى – في الإستحقاقات الرئاسية التي جاءت به رئيسا لفرنسا سنة 2007 وهو ما يفسّر مسارعته بإيفاد مبعوثه الخاص إلى الرئيس بوتفليقة ، لترتيب زيارته إلى باريس لاحقا عسى ان يساهم ذلك في تخفيف النقد الجزائري للإتحاد واستعادة المشروع جذوته التي يبحث عنها الرئيس الفرنسي.. لكن هل ترضى الجزائر بأن تكون حصان طروادة « لإحياء » الإتحاد المتوسطي بوصفة إسرائيلية ، وإن جاءت اللغة والصياغة فرنسية؟ ! أحسب أن الفكر السياسي الجزائري ، أوسع أفقا من ذلك بكثير…

( المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد143بتاريخ 25 جوان 2010)

 


ببسم الله الرحمن الرحيم والصلاةوالسلام على أشرف المرسلين الرسالة 827 الحلقة 4 بقلم محمد العروسي الهاني كاتب تونسي 22022354  الأيام التي قضيتها بسويسرا كانت مليئة بالنشاط الحثيث


إن زيارتي الأخيرة لسويسرا مكنتني بفضل الله من معرفة الرجال والمسؤولين وكبار الديبلوماسيين العرب وأسجل بكل فخر واعتزاز ونخوة مدى ما حظيت به من حفاوة بالغة وترحاب حار من طرف حوالي 17 سفير عربيي في مقر الامم المتحدة بجينيف على هامش الدورة التي انعقدت خلال شهر جوان 2010 والتي التئمت في إطار تجسيم اهتمام الأمم المتحدة بحقوق الإنسان و خاصة مناقشة التقرير العام حول حقوق الإنسان في فلسطين والأراضي العربية المحتلة كما سبق لي نشر موجز التقرير الذي أعده المقرر الأمريكي ريتشارد فولك ومما تجدر ملاحظته أن الإستقبالات الحارة و الحفاوة التي حظيت بها تتجاوز في الحقيقة شخصي المتواضع ولن أنسى هذا التكريم لتونس التي لها دور وإشعاع عالمي حيث أن ما قام به السيد كمال مرجان وزير الشؤون الخارجية منذ تعيينه زاد في تألق تونس وإشعاعها الدولي كما يسرني ذكر السفراء العرب و على رأسهم سعادة سفير بلدي عبد الوهاب الجمل والأستاذ الناشط الشاب المتحرك علي الشريف صاحب  الأخلاق الحميدة نائب السفير التونسي والسادة سفير المملكة العربية السعودية عبد الوهاب العطار وسعادة السيد إدريس الجزائري سفير الجزائر الشقيقة وسعادة سفير المملكة المغربية وسفراء قطر والبحرين والكويت وسوريا والسودان ومصر والأردن واليمن وممثل فلسطين وعدد هام من من رؤساء الجمعيات العربية والإسلامية والإفريقية وكانت الحوارات شيقة وعميقة وصريحة ومفيدة ومما زاد إعجابي التركيز على سمعة أبناء وطني وشبابها وثقافة شعبها -وشتان بين شباب يبني ويرفع صوت تونس وبين شباب يهدم- ويشتم  والثناء عليهم من طرف النزهاء من السفراء وأعضاء الجمعيات وقد حصل لي شرف مقابلة الأستاذ الناصر الغربي وزير الشؤون الإجتماعية الذي جاء من تونس  لمتابعة أشغال المجلس المتعلقة بالشؤون الإجتماعية والعمال وقد كان اللقاء حارا وأخويا وقد سررت عندما علمت بانتخاب تونس في شخص الناصر الغربي رئيسا للدورة الحالية قال الله تعالى ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين صدق الله العظيم


في « العرافة » والمعارف


بقلم: بحري العرفاوي   ظاهرة ما يعرفون ب  » الروحانيين » و « الفلكيين » ليست جديدة ولم يخل منها مجتمع عبر التاريخ وقد تكون مرتبطة بحاجة روحية لدى أناس في حالات الضعف والعجز والجهل وقد تكون مكملة أو بديلة للعامل الديني ( وهذا مجال بحث أصحاب الاختصاص ) . هذه الظاهرة تحولت في السنوات الأخيرة ببلادنا إلى نشاط علني ومكثف يستفيد من الإشهار في بعض وسائل الإعلام كما يستفيد من الوسائل العلمية في ربط الصلات بالحرفاء وشركاء المنافع!. لقد كثر  » المتخصصون  » من الفلكيين والعرافين في معالجة الأمراض المستعصية وفي حل مشاكل البطالة والعنوسة والفقر وأشكال العجز والعقد النفسية وذلك بالقرآن الكريم يدعون قدرة على فهم أسراره وكشف وموزه ـ ومنهم من لا يحفظ كثيره ولا قليله ولا يُجيد حتى قراءتهُ ـ ولسنا بصدد مناقشة مدى صدقية هؤلاء فالأمر محسومٌ لدى كل ذي قدر من الوعي ولكن الذي ننبه إليه هو مخاطر الظاهرة على ما يراد تحقيقه من  » مجتمع المعرفة والتميز والذكاء ». إن الكثير من الناس يثقون بما تروج له بعض وسائل الإعلام ولا يفرقون بين ما هو مجرد إشهار مدفوع الثمن وبين الإعلام بحقيقة والإخبار بجديد، ولا يتصور هؤلاء أن الدولة ـ ويعنون السلطة ـ يمكن أن تسمح بالدعاية والإشهار إلا لما ينفع الناس لكونها مسؤولة على ذلك . ولا يعلم أحد إن كان مثل هذا  » النشاط  » خاضعا لرقابة وزارة الصحة أم وزارة الثقافة أم وزارة الشؤون الدينية أم اتحاد الصناعة والتجارة … أم هو نشاط حر خاضع لكراس شروط ؟. إن الأمر لا يتعلق ببضاعة بإمكان المواطن استهلاكها أو تركها إنه أمر يتعلق ببناء الإنسان في وعيه ووجدانه وإرادته … كيف يمكننا التبشير بمجتمع المعرفة والذكاء والإرادة ويُسمحُ باستشراء أنشطة لا تنتج إلا الوهم والخرافة والضعف ؟ كيف نشغل عقول شبابنا بهذه الظاهرة وهم غير محصنين معرفيا بالقدر الذي يجعل مواقفهم واعية متبصرة ومسؤولة؟.هل تدخل هذه الظاهرة تحت مبدإ حرية النشاط؟ ولكن ما هو ثمن هذه الحرية ؟ إن هؤلاء لا يمكن بحال من الأحوال أن يعوضوا وظيفة الأطباء النفسانيين ولا وظيفة الدين في اعتداله ووضوح مقاصده الإنسانية في تحقيق التوازن النفسي وتحمل الشدائد والأزمات والأمل في المستقبل. بل إن من هؤلاء المشعوذين من كان سببا في تعقيد حالات مرضيةـ  مقدور عليها طبيا ـ   إن هؤلاء  » المشعوذين  » أدعياء العرافة والرجم بالغيب هم أخطر على المجتمعات من مروجي الأفيون لما يمثلونه من خطر على العقل والنفس والعلاقات الأسرية والمجتمعية وإنه لمن الغرابة أن تستشري ظاهرة خرافية في مجتمع يعتز بارتفاع نسبة التمدرس فيه مقارنة بغيره ويصر على محو الأمية حتى لدى العجائز ويعول على العقل والإرادة في انتزاع مرتبة متقدمة إسهاما في بناء الحضارة الإنسانية تأسيا بأعلام تونسيين مازلنا نستمد منهم قوة اعتزازنا بكوننا تونسيين. ومهما يكن الدور المعلن وغير المعلن الذي يقوم به هؤلاء فإن ما يتعلق بسلامة الإنسان في وعيه وإرادته وما يتعلق بسمعة البلاد وصحوتها أعظم من أن يسمح لهم بالنشاط ومن أن يُروج ل « كراماتهم » و » تنبؤاتهم » الزائفة. وإذا كان كل ذي عقل وغيرة على الوطن يخجل وهو يرى لافتات على محلات تدل على  » عراف » أو « فلكي » أو  » روحاني » فإنهُ لأكثر خجلا أن تكتب مجلة خليجية وتحت عنوان:  » في تونس يبيعون الوهم بغرض الإبتزاز » ومما جاء في المقال  » في تونس تعج الصحف بالإعلانات المدفوعة الأجر للكثير من العرافين »  إن لتونس الكثير من العارفين في كل الإختصاصات العلمية بما يزيد عن الحاجة وبما يلبي حاجة دول شقيقة لا يُستغرب أن يشهد بعضُها نشاط  » العرافين »! إن العرافة والمعرفة لا يلتقيان. وحتى لا ينزعج « الفلكيون » و « الروحانيون » نطمئنهم بأننا لسنا بصدد الإقتراب من وهمهم فليس لدى العقلاء فائضُ قوة إدراكية يصرفونها في محاورة الفراغ … ولكن فقط ومن باب المزاح ندعوهم إلى استجماع قوتهم الروحانية وعرافتهم الفلكية لرصد ما يتهدد العرب والمسلمين من مخاطر وما يُدبر لهم من مكائد وأن يُفيدوا بذلك مراكز الدراسات الإستراتيجية في بلدانهم لإعداد ما يكفي من الحيطة والوقاية!. ( المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد143بتاريخ 25 جوان 2010)

 


الحجاب.. امتحان للعلمانية أم للديمقراطية والحريات العامة .. كوسوفا نموذجا


سراييفو : عبدالباقي خليفة يوم الجمعة 18 يونيو 2010 م تظاهر الآلاف من المسلمين في كوسوفا ( 2،5 مليون نسمة )  احتجاجا على قرار الحكومة حظر ارتداء الحجاب في المدارس العامة ، باقتراح من المؤسسات الدولية العاملة في البلاد . حيث لا تزال كوسوفا رغم اعلان استقلالها سنة 2008 تحت الوصاية الدولية ، ممثلة في الامم المتحدة ، والاتحاد الاوروبي ، وحلف شمال الأطلسي . وقد خرج المتظاهرون من المساجد رافعين لافتات كتب عليها  » لا للتمييز ضد المسلمين  » و » والعهد الشيوعي الظلامي انتهى  » و » لا تستخدموا دولتنا ضدنا  » و » الحجاب حق أساسي من حقوق الانسان والحريات العامة  » و » الحجاب حق ديمقراطي  » . وجابت المظاهرات العديد من الشوارع ووقفت طويلا أمام مبنى وزارة التعليم التي وافقت ، على منع الحجاب . وتتم هذه الإجراءات التي أصبحت عالمية وتستهدف الاسلام والمسلمين ، وسط جدل حاد بين من يعتبر منع الحجاب ، اجراء علماني ، يمثل محكا لعلمانية الدولة ، وبين من يراه ، امتحان حقيقي للديمقراطية والحريات العامة ، ومنها الحرية الدينية ، وهي أم الحريات . وقد بدا الأمر حرب سافرة على المظاهر الاسلامية وتفريغ الاسلام من أحكامه وتشريعاته ، وليبقى مجرد اعتقاد باهت ، يقف عند القول ولا يتجاوزه للعمل . لا سيما وأن البعض يتحدث عن فصل العقيدة عن الشريعة ، والقول عن الممارسة ، والاعتقاد عن السلوك ، أغلبية يراد لها أن تكون مضطهدة : يمثل المسلمون ، الألبان والبوشناق ، في كوسوفا نحو 98 في المائة من عدد السكان ، والبقية صرب ( 120 ألف نسمة ) وهناك بعض الكاثوليك من الألبان .ولكن الظلم والاضطهاد لا ينال سوى المسلمين ، سواء في كوسوفا ، أو غيرها من الدول ، فلا أحد مثلا يتحدث عن حجاب الراهبات ، ولا عمامة السيخ ، ولا تنورة الايرلنديين ، ولا طاقية اليهود ، رغم أن ما يلبسه هؤلاء ليس تشريعا دينيا في عرفهم ، كما هو الحال مع الحجاب مثلا . وكانت كوسوفا قد شهدت كغيرها من الدول حالات منع المحجبات من مواصلة دراستهن بالحجاب ، مثل الطالبة ، داشورية ، التي تزاول تعليمها في الصف الرابع الثانوي في مدرسة  » كوفينيد ليشيه  » بمدينة ، فيتيا ، ولم يشفع للطالبة تفوقها في الدراسة ، إذ أن المعايير تتعلق بالباس لا بما في الرأس ، كما يقولون ، بل استخدمت هذه المقولة ضدها ، في قلب للحقائق والواقع ، فإذا كان المهم ما في الرأس لماذا تمنع لأنها محجبة . وهي متوقفة عن الدراسة منذ فبراير الماضي . ورغم تقدم المشيخة الاسلامية وأسرتها بشكوى للادرات التعليمية ، ومنظمات حقوق الانسان ، مطالبين بضمان حرية التدين ، كما هو الحال لغير المسلمين في البلاد ، إلا أنها لم تظفر بالانصاف المطلوب . وقال والدها إن ابنته متفوقة في دراستها ، ومن الظلم وقفها عن الدراسة بسبب الحجاب ، لأن الذين هم وراء البحار يريدون ذلك . وقال نجاة خليلي عضو المجلس الاسلامي في كوسوفا ( المشيخة ) إن  » الاتحاد قلق جدا بخصوص القضية فأمر الحجاب واجب شرعي اسلاميا ، ومن أساسيات حقوق الانسان ، وهذه من السوابق الخطيرة في كوسوفا . اريتا حليمي تعبر عن المأساة : تعتبر اريتا حليمي ( 17 عاما ) نموذجا للمحجبة المضطهدة في كوسوفا ، بتوصيات من المراكز الاوروبية ، التي تعمل على القضاء على المظاهر الاسلامية ، والتشريعات الاسلامية التي تحدد سلوك الانسان المسلم ، رجلا كان أو إمرأة . وقالت اريتا حليمي في تصريحات صحافية بعد منعها هي الأخرى من مواصلة دراستها بسبب الحجاب ، أن  » عناصر الأمن قالوا لي أنه لا يمكنني الدخول إلى المعهد بالحجاب  » وأردفت  » قالوا لي إنهم تلقوا التعليمات من مدير المدرسة ، وقد رفضت نزع الحجاب ومنذ ذلك الحين لم أتمكن من العودة إلى المعهد  » . واريتا ليست من أسرة محافظة ، بل اختارت بنفسها طريقة حياتها ، حيث لديها 4 شقيقات غير محجبات . وهكذا كأن الحرص على تعرية المرأة ، أو وضعها في قوالب معينة ، أولى من التحصيل العلمي . بينما كان الواجب ترك الناس وما يدينون دون تدخل في اختياراتهم وما يدينون به ايمانا وفهما وسلوكا . بقي القول إن المحكمة في كوسوفا حكمت لصالح اريتا ، وطلبت من إدارة المعهد إعادتها ، لكن ذلك لم يحصل . فهناك من يرى أن علمانية الدولة تعني تجريد الانسان من سلوكه الذي تحدده معتقداته الدينية ، أي أن يتخلى الانسان عن الجانب التطبيقي في معتقده ، لا سيما إذا كان هذا الانسان مسلما . واعتبرت أمانة المظالم التابعة لوزارة العدل في كوسوفا ، منع اريتا حليمي من العودة لدراستها بعد صدور قرار قضائي بذلك ،  » انتهاكا للدستور ، وتأكيد على عدم فعالية النظام القانوني ، وأن هناك جهات فوق القانون  »  فالذين يصرون على منع الحجاب في المعاهد التعليمية والكليات ، يبررون ذلك بعلمانية الدولة . وكانت عدة مدارس قد منتعت المحجبات من مزاولة دراستهن ، منذ اعلان ( الاستقلال ) سنة 2008 م . ويرى البعض بأن القول بحياد العلمانية ، يفرض احترام متساوي لجميع المعتقدات الدينية ، إلا إذا كانت العلمانية تعني اضطهاد المؤمنين ومنعهم من الحرية الدينية . فالمتدينون جزء من المجتمع ويشتركون مع غيرهم في المواطنة وفي الحق في العيش وفق معتقداتهم ، التي لا تضر الآخرين . لا سيما وأن الدستور ينص على أن كوسوفا  » دولة محايدة  » في المسائل الدينية . فالتعليم وحرية المعتقد ليسا نقيضين ، والتدخل في لباس الأشخاص ينفي حيادية العلمانية ، بل ينفي ايمانها بأن الدين مسألة شخصية . تبريرات متهافتة : يعتقد البعض بأن واضعي الدستور في كوسوفا كانوا على عجلة من أمرهم في التأكيد على علمانية الدولة  » تفاديا لأي اتهامات بمحاولة إقامة دولة اسلامية  » . وهو ما يكشف عن مدى التدخل الغربي في الشؤون الاسلامية ، ويضع عدة أسئلة حول الاجراءات التي تقوم بها بعض السلطات في العالم العربي والاسلامي ، كتونس ، ضد الحجاب وعلاقتها ببعض الدوائر الدولية ، والمجموعات المأزومة في الداخل . وتعتقد المشيخة الاسلامية في كوسوفا بأن منع الحجاب  » مساس مباشر بأهم مقومات حقوق الانسان ، فالحجاب ليس رمزا وإنما تشريع الزامي للمؤمنات  » . بقي القول أن المعاهد في كوسوفا ، قبلت من الفتيات المحجبات ، أداء الامتحانات ، وهو ما تحرم منه الفتيات في تونس . وقد عبرت المحجبات في كوسوفا عن اصرارهن على حقهن في ارتداء الحجاب ، وقالت احدى المحجبات  » لن أنزع حجابي ، لأنه جزء من هويتي  » . وعندما أثار البعض مسألة وضع النصارى للصليب ، لم يرفض المسلمون ذلك ، وقالوا ليعبر كل عن معتقده بدون أي قمع أو اضطهاد . بل أن النصرانيات تضعن الصليب ، ولكنهن لا يبرزنه ، والحجاب ليس رمزا وإنما التزام ديني ، وتعتبر من ترتدينه فرضا دينيا ، حتى وإن لم ير الآخرون ذلك ، فهم ليسوا مراجعها الدينية ، فضلا عما إذا كانوا متدينين أصلا . العالمانية تؤكد معادتها للتشريع الاسلامي : ويقول البعض أن العلمانية ليست ضد العقيدة وإنما تستبعد التشريع الاسلامي ، أي أنهم يريدون أن يفصلوا الاعتقاد عن العمل ، إذ أن تحريم الخمر تشريع ، والحجاب تشريع ، وصوم رمضان والصلاة والحج تشريع ، وفصل القول عن العمل ، هو إفراغ للاسلام من مضامينه ، وهذا أمر لن يقبل به المسلمون أبدا  » و  » إذا كانت العلمانية هي فصل القول والاعتقاد عن العمل ، فهي ضد الدين بدون أي محاولات للتعمية والاختفاء وراء الكلمات الملتوية  » وكان ارتداء الحجاب في كوسوفا ، قد أثار مقولة  » العلمانية في امتحان  » ورد أنصار الحجاب بأن  » الديمقراطية والحريات العامة والحرية الدينية ، في مقدمتها ، في امتحان  » بل هناك من أنصار الحجاب ، من رفع شعار  » الانسانية في امتحان  » معتبرا الهجمة على الحجاب  » تعبير عن ضيق أفق ، وعن كراهية دينية ، وعودة بالعالم إلى عهود الظلم والقهر بأسماء خداعة  » . ومن الخداع ما ذكره أحد أنصار فصل التشريع عن الدين ، وهو وزير الثقافة التونسي السابق عياض بن عاشور حيث قال في كتاب له صدر حديثا أن  » الدين كتشريع ، يجب تطبيقه،  ينبغي فصله عن الدولة  » وأن المزج بين التشريع والدولة لا يتطابق مع  » الحداثة  » .

 


أكبر مفكّري الغرب يتوقّعون كسوف حضارتهم !


 بقلم: د.أحمد القديدي   من الحكمة أن يدرك العرب أزمات الحضارات الأخرى و بخاصة حضارة الغرب التي نرتبط بها جغرافيا و تاريخيا و ثقافيا و إستراتيجيا و إقتصاديا منذ قرنين في العصر الحديث و منذ الحروب الصليبية في العصر الوسيط. و ما نزال إلى اليوم أكثر الأمم إشتباكا في الخير و في الشرّ مع أمبراطوريات الغرب و ذيلها الإسرائيلي الجائر إن في العراق أو فلسطين أو اليمن أو السودان بشكل مأساوي و في كل مكان عربي أخر بشكل الإستعمار الثقافي و الإبتزاز السياسي.  و إني أتوقع أن يتهمني بعض المتغربين العرب بكراهية الغرب أو بالتعصب و أنا أرد عليهم بحقيقتين دامغتين: الأولى هي أن هذه القراءة المتشائمة لواقع الكسوف الحضاري لشمس الغرب ليست قراءتي الشخصية بل هي من عند أكبر مفكري الغرب و قادة الرأي الذين أستعرض هنا بعض تحليلاتهم، و الثانية هي أنني أعيش في الغرب منذ ثلاثة عقود وأعترف بفضله علي و على أسرتي و أدين له بالعرفان و التقدير. لكن الحريات المضمونة في الغرب وهي أولى فضائله  هي التي تتيح للنخبة فيه أن تعيد النظر في أسس حضارتهم و تتجادل بحرية وبدون عقد حول أقوم المسالك لإنقاذها من التردي و إعادتها للتفوق وشحنها بأخلاق إنسانية جديدة في عصر عولمة القيم و تعدد الأقطاب و تراجع القوميات. وهذه الحضارة ذات الجذور المسيحية شكلت بالنسبة لنا نحن العرب مرايا تعكس أبرز مراحل تاريخنا في حالات التصادم أو في حالات السلام. فنحن إنما نحدد هوياتنا دائما بالمقارنة معها و نحلل سلوكياتنا إزاءها ونفسر العالم بإستعمال مقاييسها و نزن المصير بمعاييرها لأنها إما كانت سباقة إلى إكتشاف حقائق الطبيعة و العلوم و إما كانت تسعى للهيمنة علينا في صراع تاريخي لم يتوقف إلى اليوم بمنطق التدافع القرآني المعروف.  والغرب أيضا لا يمكن أن يحدد معالم هويته إلا بالوقوف أمام مرايا العرب و الإسلام كما هو الشأن هذه الأيام على منابر الحوار الوطني الفرنسي حول ما يسمونه الهوية. فقد تحول هذا الحوار إلى بحث النخبة المنصفة عن إضافات المسلمين للحضارة الأوروبية و إلى تخوف القلة العنصرية من التواجد المسلم في المجتمعات الغربية (ومنها الفرنسي).  و يتناسى العنصريون الجهلة أن فرنسا ذاتها كانت أمبراطرية إستعمارية و احتلت شعوبنا لقرون و زرعت فينا لغتها و ثقافتها و تقاليدها و جندت أجيالا من شبابنا خلال الحربين العالميتين ليقاتلوا تحت رايتها و يموتوا في معاركها حين قدمتهم في الصفوف الأولى بدون خوذات و أحيانا بدون أحذية ليكونوا أول الضحايا أو هي إستخدمتهم في صحراء الجزائر كفئران مختبرات ليتلقوا الإشعاعات الذرية في تجارب قنابلها كما كشفت تقارير الجيش هذه الأيام في باريس أو هي هجرتهم إلى ربوعها منذ الخمسينات ليشيدوا جسورها و يسفلتوا طرقاتها السريعة و يحفروا أنفاق قطاراتها و هم بلا أي ضمان و لا حماية بل يبيتون في صناديق القصدير في صقيع 10 تحت الصفر و الوثائق موجودة حية! يقوم مفكرون كبار من ديار الغرب في السنوات الأخيرة بإعادة تقييم منطلقات حضارتهم والنتائج الكارثية التي حصدوها من سوء تقدير حكامهم و بخاصة تبعية أوروبا لمغامرة بوش الإبن ذات التوجهات الإنجيلية للتصادم مع عالم إسلامي هو ذاته ضحية العنف. فالمثقف الفرنسي الكبير (ريجيس دوبريه) يصدر كتابه الأخير بعنوان (التخلص من الإلتزام) ليعلن بأن الغرب المعاصر لم يعد غربه هو لأنه تخلى عن قيمه و ضميره و أكد المفكر بأن من الخطإ الإعتقاد أن الغرب يمكنه أن ينتصر في العراق و أفغانستان أو في الجزائر إبان حرب التحرير لأن الغرب يقاتل حضارة و الحضارات لا يمكن قهرها وإلحاق الهزيمة بها. أما الأستاذ (ألن توران) أكبر علماء الإجتماع فكتب على صحيفة لوفيجارو يقول: « إننا في حالة سقوط و تعفن و ريبة من أمر منطلقات حضارتنا و أسسها مهددين بالطائفية الدينية و السياسية و العرقية… » و التقييم المتشائم الثالث جاءنا من الولايات المتحدة حيث أصدر المؤرخ السياسي الأمريكي (فرنسيس شور) كتابه الأخير بعنوان (أمبراطورية تحتضر) و عنوان فرعي هو(الأمبريالية الأمريكية و المقاومة المعولمة) ليعلن هزيمة القوة المادية أمام صعود قيم الإنسانية الجديدة التي تقاوم و تصمد. بالنسبة لنا نحن العرب أرجو ألاّ تأخذنا العزّة بالإثم فنستريح و نريح قائلين : مادام الغرب ينهار فنحن بخير…إنه الوهم و الضلال أن نعتقد بأننا في مأمن أمين من الهزات و السقوط بل بالعكس إذا ما تحرر الغربيون من عقدة العظمة و تقبلوا النقد و خلعوا رداء الرضى على النفس فإن ذلك يؤسس لهم مصيرا أفضل و إذا نحن إستمرينا في حجب نور الشمس بغربالنا المثقوب فالويل الويل لمن ينام وغيره مستيقظ ! *رئيس الأكاديمية الأوروبية للعلاقات الدولية بباريس ( المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد143بتاريخ 25 جوان 2010)


وفاة سجين مضرب عن الطعام في المغرب وتدهور صحة آخر


6/26/2010 لندن ـ ‘القدس العربي’: فيما توفي سجين مضرب عن الطعام بالسجن المركزي بالقنيطرة نقل سجين اخر يحمل الجنسية الالمانية إلى المستشفى بعد أن تدهورت حالته الصحية بعد إضراب مستمر منذ 44 يوماً في سجن سلا بالمغرب. وقال المرصد ان محمد حاجب الالماني الجنسية ‘لم يرتكب أي جرم على التراب المغربي وأيضاً في ألمانيا، وكشف المرصد عن وفاة السجين أحمد البركاني بالسجن المركزي بالقنيطرة، وهو من سجناء الحق العام محكوم بالاعدام، متأثراً بالإضراب عن الطعام وسوء الرعاية الصحية فيما يوجد سجين آخر في وضعية حرجة جدا، نقل على إثرها إلى العناية المركزة بمستشفى المدينة، بعد أن كان الاثنان يخوضان إضرابا عن الطعام منذ الرابع عشر من شهر نيسان (أبريل) الماضي وكان السجين بدأ إضراباً عن الطعام منذ شهرين رفقة 15 سجيناً آخر احتجاجا على عمليات تفتيش، أسفرت عن الاستيلاء على بعض متعلقاتهم من طرف حراس السجن. وظل البركاني يرفض التوقف عن الإضراب عن الطعام، إلى جانب سبعة سجناء آخرين، والاستمرار في الإضراب والاحتجاج، من أجل استرجاع متعلقاتهم، في حين وافق ثمانية سجناء آخرين مضربين على التوقف عن الإضراب عن الطعام، إثر اتفاق مع إدارة السجن.

(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 26 جوان  2010)


مصر ترفض تدخلا تركيا بالمصالحة


الجزيرة نت-خاص رفضت مصر مقترحا تركيا يقضي بأن تقوم أنقرة بتقريب وجهات النظر بين حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) لتسهيل المهمة المصرية في التوصل إلى اتفاق مصالحة فلسطينية. وكشفت مصادر فلسطينية رسمية للجزيرة نت أن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، بدعم من رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، أجرى اتصالا مع رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان عقب حادثة أسطول الحرية نهاية الشهر الماضي وطلب منه أن تقوم تركيا بدور الوسيط لتقريب وجهتي نظر التنظيمين الفلسطينيين. وأشارت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان موافقا على الطرح التركي، لكنه تراجع عقب رفض مصر له، ويقضي الطرح بأن يلتقي أوغلو بقياديين من فتح وحماس وبالأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وعمر سليمان في القاهرة. وأوضحت المصادر نفسها أن مصر أكدت لتركيا أنه لا يمكن لأي قائد من حماس أن يزور القاهرة أو يعبر من خلالها إلى دولة أخرى، وأن الزيارة فقط تكون للتوقيع على الورقة المصرية للمصالحة، التي رفضت حماس توقيعها قبل إجراء تعديلات عليها. وأكدت المصادر أن سليمان أبلغ أوغلو اعتذار مصر عن استقبال قيادات حماس في هذا الوقت وأنه يمكن التفاهم مع حماس على أن توقع الورقة أولا وتؤخذ ملاحظاتها عند التوقيع في الحسبان. ورفض سليمان، وفقا للمصادر، إعطاء وديعة لأوغلو تقضي بأن تؤخذ ملاحظات حماس على الورقة المصرية عند التوقيع، وهو ما جعل تركيا تتراجع وترفض الطلب المصري بإقناع حماس بتوقيع الورقة. التوقيع أولا وفي وقت سابق، كشفت مصادر فلسطينية واسعة الاطلاع للجزيرة نت أن مصر أبلغت شخصيات فلسطينية مستقلة عدم موافقتها على ورقة تفاهمات بين حركتي حماس وفتح أو أن تكون تلك التفاهمات جزءا من الاتفاق الشامل، وأنها تفضل التفاهم بينهما عقب توقيع الأولى على الورقة المصرية للمصالحة. وتوصلت مجموعة من الشخصيات الفلسطينية إلى مخرج قبلت به حماس يتمثل بالتوافق على ورقة تفاهمات مع فتح تكون ملحقا للورقة المصرية، الأمر الذي رفضته بشدة مصر وطلبت إقناع حماس بالتوقيع على ورقتها ثم بحث ملاحظاتها، وفق المصادر نفسها. وأشارت المصادر إلى أن القاهرة ترى أن ملاحظات حماس يجب أن تؤخذ عند التطبيق، لكن الحركة ترى ذلك مخالفا لأصول الاتفاق ولا تريد أن تتسبب ملاحظاتها بعد التوقيع في مشاكل جديدة على الساحة الفلسطينية. وكان الرئيس محمود عباس قد وافق على ورقة تفاهمات داخلية، دون أن يحدد ما إذا كانت قبل توقيع حماس على الورقة المصرية أم بعده. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 26 جوان  2010)


أوباما وخيبة الأمل الإسلامية


مصطفى الخلفي 2010-06-26 لم يتردد محررو نتائج أحدث استطلاع رأي عالمي لمؤسسة «بيو» للتوجهات العالمية في اختيار مفردة «الخيبة» لتوصيف الحالة العامة للموقف الإسلامي تجاه الرئيس الأميركي باراك أوباما، حيث حمل مؤشرات دالة عن تراجع وازن في الموقف العام من الولايات المتحدة، بلغ في بعض الحالات مستويات دنيا تقترب من الحضيض في حالة دول مثل باكستان، وهي نتيجة حملت قدرا من المفاجأة لصانع القرار الأميركي بالنظر لحجم الاستثمار الذي بذل في مجال الدبلوماسية العامة تجاه العالم الإسلامي، فضلا عما عبرت عنه دوائر واشنطن المهتمة بالسياسة الخارجية من وجود نزوع واضح للتغيير وتصحيح أخطاء إدارة الرئيس السابق جورج بوش انعكس على عدد من المبادرات والمواقف التي أعلن عنها في خطاب القاهرة قبل حوالي السنة وكان من المفروض أن تظهر آثارها في ارتفاع ثقة العالم الإسلامي في أوباما وليس العكس، وخاصة أن هذه المبادرات بحسب هذا الخطاب كانت وازنة مثل ما يهم ملف العراق وانطلاق السحب التدريجي للقوات الأميركية هناك أو ما يهم ملف معتقل غوانتنامو أو عودة التوتر العلني وإن كان محدوداً في العلاقات بين أميركا وإسرائيل، ولاسيما ما تعلق بقضايا الاستيطان والقدس. يتيح الوقوف المعمق عند نتائج الاستطلاع تفسير المفارقة السابقة بين نتائج تكشف عن إحباط وتوقعات تنتظر الانفراج، وهي المفارقة التي يغذيها من جهة أولى أن الاستطلاع في نتائجه العامة والتي أعلن عنها أواسط هذا الشهر، صدر عن مؤسسة ترأسها قيادة سابقة في الإدارة الديمقراطية لكلينتون ووزيرة خارجيته في ولايته الثانية مادلين أولبرايت، مما يدفع كل تشكيك في نزاهة أو موضوعية الاستطلاع، ومن جهة ثانية أن التراجع لم يكن مسألة خاصة بالعالم الإسلامي، بل كشفت النتائج عن تراجع عام في مواقف الرأي العام للدول الـ22 التي شملها الاستطلاع وذلك من أميركا وهو الموقف الذي ارتفع مع مجيء أوباما وتشكل إدارة جديدة، مما اعتبر آنذاك أحد عناصر القيمة المضافة له، لكن اليوم نجد أن هذا الرصيد يعيش حالة تحلل ظهرت بشكل جلي في نتائج الاستطلاع الخاصة بدرجة توقع قدرة أوباما على تصحيح اختلالات السياسة الأميركية، حيث تراجع في حالة الصين بـ10 نقاط وفي كل من الأرجنتين والمكسيك بـ12 نقطة. يمكن تصنيف النتائج الخاصة بالعالم الإسلامي والتي شملت 7 دول ثلاث منها عربية، في ثلاث خانات، الأولى تهم خانة الدول المحيطة بفلسطين وهي الأردن ولبنان ومصر وكانت متقاربة، أما الخانة الثانية فهي خانة الدول التي تعرف توترات وتحديات تهم استقرارها الداخلي في المحيط الخارجي لها، وذلك بفعل السياسة الأميركية في هذا المحيط وهي حالة كل من باكستان مع التدهور الأمني المستمر للوضع في أفغانستان وحالة تركيا مع تطورات الوضع في العراق عموما وكردستان خصوصا، أما الخانة الثالثة فتشمل الدول المعنية بالسياسة العامة لأميركا أمثر منها السياسة المباشرة تجاه تلك الدول وهي حالة كل من إندونيسيا ونيجيريا. المشترك الواضح بين الخانتين الأولى والثانية، هو أن التوقعات الإيجابية كانت في الأصل محدودة رغم تحسنها الدال مقارنة مع عهد بوش الابن، إلا أن سنة من مراقبة أداء السياسة الخارجية الأميركية كانت كافية لبدء تسجيل العودة إلى الموقف السلبي الحاد، وهي عودة كانت أكثر وضوحا في حالة الخانة الثانية بالمقارنة مع دول الخانة الأولى فقد بلغت في الأردن 74 في المائة بعد أن كانت في سنة 2009 في حدود 70 في المائة، وفي مصر بلغت نسبة 69 في المائة بعد أن كانت في السنة الماضية 59 في المائة أو حالة لبنان التي لم تختلف كثيرا عن حالة مصر وذلك بنسبة عدم ثقة 65 في المائة بعد أن كانت في سنة 2009 في حدود 55 في المائة، أما في حالة دول الخانة الثانية فقد بلغت نسبة عدم الثقة في أوباما داخل باكستان ما نسبته 92 في المائة، وفي تركيا ارتفعت نسبة عدم الثقة إلى 77 في المائة متقدمة على الدول العربية الثلاث الآنفة الذكر. وبخصوص إندونيسيا ونيجيريا نجد أن الوضع مختلف فحالة عدم الثقة عند الأولى كانت في حدود 35 في المائة بعد أن كانت في 2009 في حدود 30 في المائة، وعند الثانية في حدود 23 في المائة بعد أن كانت في حدود %19 في السنة الماضية، ورغم أن النسبة أقل بالمقارنة مع دول الخانتين الأولى والثانية إلى أن التراجع في الدرجات كان متقاربا. يصعب في هذا الحيز الذهاب بعيدا في تحليل دلالات نتائج الاستطلاع، لكن يمكن الاكتفاء بإثارة ثلاث دلالات، الأولى أن العالم الإسلامي ينتظر إجراءات ملموسة وكلية وغير انتقائية وأن خيبته العميقة دالة على غياب تلك الإجراءات وأن أثر ما أعلن كان محدودا في التأسيس لصفحة جديدة بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة، الثانية أن الوضع في فلسطين وأفغانستان يمثل المحدد الأساسي لقياس مدى التقدم في بناء هذه الصفحة، فكسب الرأي العام الإسلامي ممكن لكن ذلك مشروط بتغيير حقيقي في السياسات، والثالثة هي أن دور الشخص ممثلا في أوباما في تغيير تلك السياسات يبقى محدودا فالنظام السياسي الأميركي والبنية المعقدة لصنع وتنفيذ القرار فيه تفرض مراجعة النظرات المثالية لدور التغيير في رأس الإدارة على توقع حصول تغييرات جذرية في السياسات.   elkhalfi2000@yahoo.fr (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 26 جوان 2010)

 

 

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.