السبت، 25 ديسمبر 2010

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

 

TUNISNEWS

10ème année, N°3868 du 25.12.2010  

archives : www.tunisnews.net

الحرية للصحفي الفاهم بوكدوس

ولضحايا قانون الإرهاب


حــرية و إنـصاف:فرض حظر التجول بعدد من مدن ولاية سيدي بوزيد وحركة الاحتجاج تبلغ العاصمة

البديل عاجل:اليوم التاسع :ردة فعل شعبية، أغلب الجهات تتحرّك إثر استعمال الرصاص الحي ضد المتظاهرين والمدنيين العزل

سي آن آن:تونس: قتيل وجرحى بمواجهات بين شبان والشرطة

الوسط التونسية:عاجل-منزل بوزيان : ميليشيات تحرق منزل المواطن محمد بن عمار المحفوظي بالكامل .

المرصد التونسي:سيدي بوزيد اعتصام في الاتحاد الجهوي للشغل للمطالبة باطلاق سرا ح الموقوفين وفك الحصار الامني عن المعتمديات

رويترز:مئات التونسيين يتظاهرون بالعاصمة احتجاجا على البطالة

بشير الحامدي:تجمع عمالي وطلابي في بطحاء محمد علي بالعاصمة ومسيرة حاشدة مساندة لإنتفاضة مواطني سيدي بوزيد.

الصباح في قلب سيدي بوزيد (1) ماذا حدث؟.. كيف حدث؟.. ولماذا حدث؟

وات:توضيحات من وزارة الداخلية حول أحداث الشغب المسجلة اليوم في مدينة منزل بوزيان من ولاية سيدي بوزيد

زياد الهاني:حضره حوالي أربعين نفرا محمد الغرياني يشرف على اجتماع عام في سيدي بوزيد

الشرق الأوسط:المحتجون على البطالة في تونس: الحلول المعروضة علينا لا تكفي

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي سيدي بوزيد من أجل التنمية والديمقراطية :بيان تأسيسي

عدد من مناضلي الحركة الديمقراطية و النقابية و الحقوقية بجهة سوسة:اعتصام

المكتب السياسي للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات:بيــــــــــــــان

بلاغ من حركة التجديد

إتحاد الشباب الشيوعي التونسي:انتفاضة المفقرين بسيدي بوزيد”آن لهذه الأرض لتطعم من عليها“

عادل ثابت:تجمّع أمام القنصلية العامة التونسية بباريس غدا الأحد 26 ديسمبر 2010 على الساعة 11:00 صباحا

د.منصف المرزوقي:إلى التضامن أيها التونسيون

د.خــالد الطراولي:رســالة « سيدي بوزيد » إليكم جميعا…

الجزيرة نت:خشانة:الإجراءات الحكومية ذر رماد على الأعين وحلول ترقيعية

المختار اليحياوي:الإحتجاجات الإجتماعية في تونس: الدلالة و الرهانات

عبد الرؤوف العيٌادي:قراءة في أحداث سيدي بوزيد

الوطن:نورالدين المباركي:أين المشكل حين نعترف أن ولاية سيدي بوزيد ما زالت تنتظر نصيبها من التنمية ؟

عبدالله النوري:سيدي بوزيد :إن غدا لناظره قريب

عمّار عمروسيّة:النظام يعيد إنتاج معالجاته الفاسدة

رياض حجلاوي:آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ

عبدالسلام الككلي:زنقة ضيقة:احترق… إنها تونس

خميس بن بريك:تنديد بـ »القمع المفرط » لاحتجاجات تونس

ماهر خليل:غليان شعبي تونسي بوجه التهميش

مرسل الكسيبي:حين يختزل الوطن في مناشدة تندلع الثورة من سيدي بوزيد …

الجزيرة نت:سيدي بوزيد على فيسبوك

الأخضر الوسلاتي:مَوْتي حَيَاة

زكية الضيفاوي:غضب ..ومطر

المرصد التونسي:تالة … اصحاب شهائد معطلون عن العمل ينفذون اعتصاما امام المعتمدية

المرصد التونسي:فرنانة ( جندوبة ) : تجار يسكبون البنزين في الطريق ويضرمون النار فيه

معزّ الجماعي:السلط الجهوية في قابس تحاول تفادي التحركات الاحتجاجية في صفوف العاطلين
مصدر فرنسي مسؤول للصباح:تمويلات خاصة لبرامج التشغيل في تونس
الصباح:بعد اجتماع هيئتها الادارية:جامعة التخطيط والمالية تقر الاضراب وتدعو للحوار

الوطن:بحري العرفاوي:في الإغراء الثقافي وتعويم المصطلح

الوطن:سامية زواغة:أزمة الفن و أزمة الهوية


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس  أكتوبر 2010 https://www.tunisnews.net/28Novembre10a.htm

 


 

الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 17 محرم  1432 الموافق ل 25 ديسمبر  2010

فرض حظر التجول بعدد من مدن ولاية سيدي بوزيد  وحركة الاحتجاج تبلغ العاصمة


فرضت السلطة حظر التجول ابتداء من الساعة السادسة مساء في كل من منزل بوزيان والمكناسي والمزونة ولوحظ تواجد لوحدات من الجيش بمدينة منزل بوزيان، في حين تواصلت التحركات الاحتجاجية بخروج مسيرتين بمدينتي الرقاب وبئر الحفي وتجمع بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بمدينة سيدي بوزيد، في ظل تواصل حملة الاعتقالات والمداهمات.

وقد تجمع منتصف نهار اليوم السبت 25 ديسمبر 2010 مئات النقابيين والناشطين الحقوقيين والمعارضين السياسيين بساحة محمد علي أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل بتونس العاصمة، للتعبير عن تضامنهم مع انتفاضة أهالي سيدي بوزيد ورددوا الشعارات التي رفعها المطالبون بالشغل وخاصة لأصحاب الشهادات العليا وللاحتجاج على القمع الواسع للتحركات السلمية بولاية سيدي بوزيد والذي بلغ حد إطلاق النار على المتظاهرين بمدينة منزل بوزيان مم خلف قتيلا وعديد الجرحى.
وقد نجح النقابيون المتجمعون بساحة محمد علي في كسر الطوق الأمني المضروب عليهم والخروج بالمسيرة إلى شارع الحبيب بورقيبة أين تم تفريق هذه المظاهرة  السلمية بالقوة.
كما انتظمت مساء اليوم بمقر الحزب الديمقراطي التقدمي بالعاصمة ندوة تضامنية مع انتفاضة أهالي سيدي بوزيد المطالبين بحق الشغل والتنمية العادلة حضرها عدد من المعارضين السياسيين والناشطين الحقوقيين.
وتجدر الإشارة إلى أن قوات البوليس السياسي منعت عديد الشخصيات الوطنية من الالتحاق بساحة محمد علي أو مقر الحزب الديمقراطي التقدمي من بينهم الناطق الرسمي السابق لحركة النهضة المهندس علي العريض الذي تم منعه من التنقل داخل تونس العاصمة وإجباره على العودة إلى منزله بجهة العقبة مصحوبا بعدد من عناصر البوليس السياسي الذين رابطوا طيلة مساء اليوم أمام بيته، كما تمت محاصرة الكاتب العام لمنظمة حرية وإنصاف المهندس عبد الكريم الهاروني من قبل عدد من أعوان البوليس السياسي على متن سيارة ودراجة نارية أمام مقر عمله وعند تنقله كامل اليوم، كما خضع الأستاذ الصحبي عتيق منذ ليلة أمس وكامل نهار اليوم إلى مراقبة أمنية لصيقة. وحرية وإنصاف: 1) تدين بشدة استمرار الحصار الأمني المضروب على مدن ولاية سيدي بوزيد وحملة المداهمات والاعتقالات خاصة في صفوف الشباب والاعتداء على الممتلكات الخاصة المواطنين في تناقض صارخ مع الخطاب الرسمي الذي يتحدث عن الحوار وعن الوعود بإنجاز مشاريع للتخفيف من حدة البطالة بالجهة وتطالب برفع الحصار فورا وإطلاق سراح كافة المعتقلين وفتح تحقيق مستقل في الانتهاكات التي ارتكبت في حق الأهالي وخاصة حادثة محاولة انتحار محمد البوعزيزي حرقا أمام مقر الولاية ومقتل الشاب محمد العماري أمام مركز الحرس. 2) تعتبر أن ما أعلنته السلطة من وعود بإنجاز مشاريع للحد من البطالة جاء متأخرا وفيه اعتراف بتقصيرها في حق هذه الجهة وغيرها من الجهات وتدعو إلى فتح حوار حقيقي وتشريك أبناء الجهة في وضع برنامج للتنمية يساعد على مقاومة البطالة ويضمن توزيعا عادلا للثروة.    عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


انتفاضة الفقراء في سيدي بوزيد – اليوم التاسع :

ردة فعل شعبية، أغلب الجهات تتحرّك إثر استعمال الرصاص الحي ضد المتظاهرين والمدنيين العزل  


سيدي بوزيد دخل اليوم السبت 25 ديسمبر 2010 عدد من نقابيي سيدي بوزيد في اعتصام بدار الاتحاد الجهوي للشغل للمطالبة بإطلاق سراح كل الموقوفين في الأحداث الأخيرة في منزل بوزيان والمكناسي وباقي المعتمديات وكذلك فك الحصار الأمني عن كافة معتمديات الولاية. علما وأن الاعتصام سيتحوّل إلى اعتصام مفتوح في الشارع إذا لم تتمّ الاستجابة إلى هذه المطالب إلى حدود الساعة الخامسة من مساء اليوم. في المكناسي في ذات الإطار أيضا دخل عدد من نقابيي المكناسي في اعتصام بالاتحاد المحلي للشغل من أجل إطلاق سراح الموقوفين وفك الحصار الأمني عن المدينة. في الرقاب قام مناضلو الرقاب بمسيرة حاشدة للتعبير عن تنديدهم للقمع البوليسي للمتظاهرين بولاية سيدي بوزيد واحتجاجا على الفساد وغياب التنمية العادلة وتهميش شباب الجهة وتفقير الجماهير ووفاء لأرواح شهداء الأحداث الدامية ومطالبين بالتنمية في جميع المجالات البشرية والاقتصادية والسياسية. في بئر الحفي معتمدية بئر الحفي التابعة لولاية سيدي بوزيد تلتحق بالحراك الشعبي وتشهد اليوم مسيرات شعبية احتجاجية على سياسات التفقير والإذلال والتمييع الممنهج الذي تقوم به السلطة السياسية في حق الشعب التونسي ومساندة لأهلنا المنتفضين في مدن وقرى سيدي بوزيد أمام الهجمات التي تشنها فرق البوليس للعبث بأعراض الناس وممتلكاتهم ليلا وعمليات القمع والتنكيل الذي تمارسه عليهم نهارا. في سوق الجديد حسب مصادر نقابية من سيدي بوزيد اندلعت هذه الليلة السبت 25 ديسمبر 2010 مواجهات دامية بين الشباب الغاضب وجموع المواطنين وقوات الأمن في معتمدية سوق الجديد وهي معتمدية تبعد قرابة 17 كلم عن مدينة سيدي بوزيد. وهذه أوّل مرة تندلع فيها تحركات احتجاجية منذ بدء التحركات في سيدي بوزيد الأسبوع الفارط. تونس العاصمة تجمع نقابي ببطحاء محمد تحوّل إلى مسيرة التحم فيها العمال بالطلبة والمواطنين ووتمكنوا من كسر ثلاثة حواجز بوليسية حاولت تطويق الحشود الغاضبة التي نادت بمحاسبة المسؤولين عن أحداث سيدي بوزيد والمطالبة بحق التشغيل والكف عن الكذب الرسمي المتواصل للحكومة وإعلامها. القصرين دخل اليوم السبت 25 ديسمبر 2010 عدد من أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل في جهة سبيطلة في اعتصام مفتوح في دار الاتحاد المحلي للشغل بسبيطلة من أجل حقهم في الشغل ويحضر هذا الاعتصام عدد من نقابيي سبيطلة. تالة نفذ اليوم السبت 25 ديسمبر 2010 حوالي 20 شابا من حاملي الشهادات العليا المعطلين عن العمل في جهة تالة اعتصاما بمقر المعتمدية للمطالبة بحقهم في الشغل. وقد حضر عدد من قوات الأمن بالزي المدني وبعض التجمعيين. يذكر أن هذا الاعتصام ليس الأول بل سبقته عديد الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات في مناسبات سابقة. باريس شهدت العاصمة الفرنسية باريس اليوم، السبت 25 ديسمبر 2010، تجمّعا تضامنيا مع أهالي سيدي بوزيد بعد استشهاد الشاب محمد البشير العماري إثر إصابته برصاص البوليس يوم أمس بمنزل بوزيان. وقد شارك العشرات من التونسيات والتونسيين المهاجرين في هذا التجمع رافعين شعارات مساندة للمنتفضين وتنديد بجرائم نظام بن علي. وفي الختام اتفق المتجمّعون على الإلتقاء مجدّدا في اليوم الموالي، الأحد 26 ديسمبر 2010، أمام القنصلية العامة التونسية بباريس. ومن المنتظر أن تشهد عدّة مدن فرنسية وأوروبية وعواصم عربية ومغاربية تحركات مماثلة يوم غد. في قفصة دعوة للاعتصام غدا بدار الاتحاد الجهوي صباحا الساعة 11.00 صباحا مساندة ومؤازرة للأهالي في سيدي بوزيد وللتنديد بالآلة القمعية المتغطرسة تجاه الشباب المنتفض. نابل يدعو الاتحاد الجهوي للشغل بنابل إلى تجمّع عمالي يوم الأحد 26 ديسمبر 2010 على الساعة العاشرة صباحا احتجاجا على قمع التجركات الاحتجاجية بسيدي بوزيد وسقوط شهداء ووقوفا إلى جانب أبناء شعبنا في هذه الجهة في نضالاتهم من أجل الشغل والكرامة والحرية. (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 25 ديسمبر2010)  

تونس: قتيل وجرحى بمواجهات بين شبان والشرطة  


تواصلت أعمال الشغب والاحتجاجات التي تفجرت بعد انتحار شاب عاطل عن العمل في محافظة سيدي بوزيد وسط البلاد للأسبوع الثاني على التوالي، وشهدت الأحداث تطورات متسارعة ليل الجمعة، إذ هاجم شبان غاضبون مراكز للشرطة التي ردت بإطلاق النار وقتل أحد المحتجين وجرح أربعة بينهم اثنان من عناصر الأمن.   وذكر مصدر مسؤول بوزارة الداخلية والتنمية المحلية التونسية السبت أن أحداث شغب « جدت الجمعة في مدينة منزل بوزيان من ولاية سيدي بوزيد قامت خلالها مجموعات من الأفراد بحرق قاطرة لأحد القطارات وإضرام النار في ثلاث سيارات للحرس الوطني قبل أن تهاجم مركز الحرس بالمدينة. »   وأضاف البيان أن المجموعات المحتجة « عمدت إلى محاصرة ومهاجمة مركز الحرس الوطني بقذفه بالزجاجات الحارقة والحجارة بعد أن وضعت الحواجز في الطرقات القريبة، ثم أقدمت على إضرام النار في بناية المركز من الخارج بينما حاول عدد من الأفراد اقتحام مركز الحرس بالقوة. »   وبحسب بيان الوزارة، فقد قام عناصر المركز بصد المهاجمين وتحذيرهم وإطلاق النار في الهواء، لكن ذلك لم يوقف الهجوم، ما اضطر بعض العناصر إلى « استعمال السلاح في نطاق الدفاع الشرعي عن أنفسهم، » بحسب تعبير الوزارة.   وقد أدى ذلك إلى مقتل أحد المحتجين وجرح اثنين آخرين، فيما أصيب عدد من أفراد الحرس الوطني بحروق، من بينهم اثنان في حالة غيبوبة، بحسب وكالة تونس أفريقيا الرسمية.   وتزامنت هذه التطورات مع سعي السلطات التونسية لتقديم « مشاريع تنموية » للمحافظة التي تعاني من ارتفاع مستويات البطالة، فقعد محمد الغرياني الامين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي (الحزب الحاكم) لقاء عاما مع عناصر الحزب بولاية سيدي بوزيد، ونقل إليهم « حرص الرئيس زين العابدين بن علي على إثراء مكاسب الولاية ومنجزاتها. »   ولفت الغرياني إلى أن المحافظة شهدت تنمية كبيرة، ولكنه أضاف أن ذلك « لا يحجب وجود بعض النقائص والصعوبات التي يحرص رئيس الدولة في جهد يومي متواصل على تداركها، » وفق تعبيره.   وترافق ذلك مع إعلان التوقيع على ثلاثة مشاريع للتنمية المندمجة بسيدي بوزيد بكلفة 15 مليون دينار لمناطق المزونة ومنزل بوزيان وسيدي علي بن عون، ترمي إلى « بعث حركية اقتصادية محلية من خلال تثمين أنشطة تعتمد الخصوصيات المحلية بما. »   وتشمل الخطة تأسيس 30 مشروعا فى المهن الصغرى و55 مشروعا في الصناعات التقليدية و122 مشروعا زراعياً، إلى جانب تعبيد طرقات ومد شبكات إنارة ومياه صالحة للشرب، على أن يوفر ذلك 698 وظيفة، بينها 65 لحاملي الشهادات العليا.   ويحكم الرئيس بن علي تونس من 23 سنة، وهو دائماً من يحرص على التركيز على « إنجازات التنمية » في خطاباته العامة، غير أن التقارير غير الرسمية تشير إلى ارتفاع كبير في نسب البطالة، خاصة مع الأزمة الاقتصادية العالمية التي أضرت بالأسواق الأوروبية التي تعتمد عليها تونس.   وتقول جمعيات حقوق الإنسان إن تونس فعلياً تعيش في ظل نظام بوليسي وأمني محكم، تمنع فيه السلطات النشاط المعارض وتقوم باضطهاد المعارضين.   وكانت الأزمات الاقتصادية على الدوام نقاط تحول في تونس، كما حصل عام 1978، في عهد الرئيس التونسي السابق، الحبيب بورقيبة، الذي واجه أيضاً عام 1984 ما عرف بـ »ثورة الخبز » التي أدت لتآكل شعبية، ومهدت لوصول بن علي إلى السلطة.   وقبل عامين شهدت محافظة قفصة جنوب غربي البلاد، حركة احتجاج نظمها عاطلون عن العمل بالتنسيق مع لجان محلية لخريجي الجامعة العاطلين استمرت أكثر من أربعة أشهر.   وبدأت الاحتجاجات في الخامس من يناير/كانون الثاني من ذلك العام، في مدن الرديف وأم العرائس والمظيلة والمتلوي، وجميعها معروفة باسم « الحوض المنجمي » حيث أنها تحتوي على أغلب مناجم البلاد التي تنتج خاصة مادة الفوسفات.   وسرعان ما توسعت الحركة لينضم إلى المحتجين أغلب سكان المناطق، زيادة على النقابات المحلية وهو ما دفع السلطات إلى التفاوض مع مجموعة من ممثلي المعطلين لم تسفر عن حل، وفقا لمصدر من الحزب الديمقراطي التقدمي في تونس.   ويعاني غرب تونس، على عكس، شرقها، من مستويات بطالة مرتفعة، وقلّة فرص العمل فيها أمام ضعف البنية الاقتصادية هناك، رغم أنّها شكّلت لعقود محور ثروة البلاد سواء بالنسبة إلى الزراعة، في الشمال، أو المعادن من فوسفات وحديد وزنك، في الوسط والجنوب.   (المصدر: موقع تلفزيون سي آن آن   بتاريخ 25 ديسمبر 2010)


عاجل-منزل بوزيان : ميليشيات تحرق منزل المواطن محمد بن عمار المحفوظي بالكامل .


مع تكسير سيارة المواطن محمد صالح المحفوظي و التعدي عليه بالضرب الشديد وسط منزله هو و بناته و زوجته و ابنائه اعتقال 4 شبان و هم فتحي المحفوظي و جلول المحفوظي و بدر الربعاوي و لزهر فاضل – فرق نظامية تفرض حظر تجوال بمنزل بوزيان …و تقوم …بخلع المحلات التجارية و حرق بعضها . (المصدر:الوسط التونسية (ميونخ-ألمانيا) بتاريخ 24 ديسمبر 2010)  


سيدي بوزيد : اعتصام في الاتحاد الجهوي للشغل للمطالبة باطلاق سرا ح الموقوفين وفك الحصار الامني عن المعتمديات


دخل اليوم السبت 25 /12 /2010 عدد من نقابيي سيدي بوزيد في اعتصام  بدار الاتحاد الجهوي للشغل للمطالبةباطلاق سراح  كل الموقوفين على ذمة الاحداث الاخيرة  في منزل بوزيان والمكناسي  وباقي المعتمديات  وكذلك فك الحصار الامني عن كافة معتمديات الولاية  علما ان الاعتصام سيتحول  الى اعتصام مفتوح في الشارع اذا لم تتم الاستجابة الى هذه المطالب  الى حدود الساعة الخامسة من مساء اليوم .
في ذات الاطار  ايضا  دخل عدد من نقابيي المكناسي في اعتصام ايضا بالاتحاد المحلي للشغل من اجل اطلاق سراح الموقوفين وفك الحصار الامني عن  المدينة — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


مئات التونسيين يتظاهرون بالعاصمة احتجاجا على البطالة


من طارق عمارة     تونس 25 ديسمبر كانون الأول(رويترز) – خرج اليوم السبت مئات التونسيين في تظاهرة بالعاصمة تونس احتجاجا على تفشي البطالة وللتعبير عن تضامنهم مع شبان منطقة سيدي بوزيد التي شهدت اشتباكات مع الشرطة خلفت سقوط قتيل برصاص الامن أمس الجمعة.   وانطلقت المظاهرة التي شارك فيها نقابيون وحقوقيون وطلبة ومدونون من بطحاء محمد علي امام مقر الاتحاد التونسي للشغل لتجوب شارع المنجي سليم.   ورفع المتظاهرون شعارات « عار عار يا حكومة الاسعار شعلت نار » و »الشغل استحقاق » و »لا لا للاستبداد » و »الحرية كرامة وطنية ».   وألقى قياديون نقابيون كلمات امام المحتجين طالبوا فيها بحق الشبان الحاصلين على شهادات في عمل كريم يكفل حياتهم.   واندلعت منذ ثمانية ايام اشتباكات بمدينة سيدي بوزيد الواقعة على بعد 210 كيلومترات من العاصمة تونس احتجاجا على اقدام شاب تونسي على احراق نفسه بسبب البطالة رغم انه من حملة الشهادات العليا.   واستفحلت الاشتباكات لتصل الى مدن مجاورة مثل المكناسي وبوزيان والرقاب والمزونة بعد أن اقدم شاب ثان على الانتحار احتجاجا على البطالة ايضا بتسلق عمود كهربائي ولمس اسلاك جهد عال.   وأتخذت الأحداث منحى مأساويا أمس الجمعة حين قتل شاب في مدينة بوزيان التابعة لمحافظة سيدي بوزيد برصاص الشرطة اثناء مواجهات عنيفة بين محتجين وقوات للشرطة كانت تحاول منع الشبان من السيطرة على مركز للحرس. وقدر نقابيون عدد المتظاهرين اليوم بالعاصمة تونس بنحو 500 شخص.   وقال سفيان الشورابي احد المشاركين في التظاهرة ان الناس خرجوا بشكل عفوي للتعبير عن التعاطف مع شبان سيدي بوزيد المطالبين بحقهم في العمل.   من جهته قال النقابي سليمان الرويسي لرويترز ان المسيرة هي رسالة لشبان سيدي بوزيد بأنهم ليسوا وحدهم وان مطالبهم مشروعة وتتطب حلولا عاجلة.   واضاف « نحن هنا ايضا لنقول كفى للمعالجة الامنية لان الوضع سيزيد تعقيدا في حال استمر التواجد الامني بسيدي بوزيد والرقاب والمزونة والمكناسي وبوزيان ».     وفي مدينة بوزيان التي شهدت أعنف المواجهات يوم الاربعاء حيث احرق المحتجون مركزا للحرس واربع حافلات للامن وقطارا عاد الوضع للهدوء نسبيا اليوم لكن مواطنين قالوا ان الهودء حذر للغاية وان الوضع قد يتفجر من جديد في اي لحظة.   وقال محمد الفاضل وهو نقابي وشاهد عيان لرويترز عبر الهاتف من بوزيان « الوضع اشبه بحظر التجول غير المعلن المخابز لا تعمل والمحلات التجارية والصيدليات مغلقة. »   وأضاف « أفقنا اليوم على محلات مهشمة وعلى عمليات نهب وسرقة واستفزاز من البوليس للشبان مما ينبيء بأن الوضع قد يعاود الانفجار في كل وقت ».   وخلفت المواجهات التي جرت امس ببوزيان قتيلا واصابة عشرات من بينهم رجلا شرطة في حالة حرجة وفقا لشهود عيان ومصادر من وزارة الداخلية. والاحتجاجات الاجتماعية امر نادر الحدوث في تونس.   (المصدر: وكالة أنباء رويترز بتاريخ 25 ديسمبر 2010 )  


تجمع عمالي وطلابي في بطحاء محمد علي بالعاصمة ومسيرة حاشدة مساندة لإنتفاضة مواطني سيدي بوزيد.


على إثر دعوة للتجمع قام بها مناضلون نقابيون توافد اليوم على بطحاء محمد على الحامي بالمقر المركزي للإتحاد العام التونسي للشغل مئات النقابيين والشباب الطلابي وأقاموا تجمعا عاما تداول فيه بعض النقابيين على الكلمة نددوا فيها بما يقع من قمع لأهالي سيدي بوزيد وبسياسة العصا الغليضة التي تمارسها  السلطة في مواجهة المواطنيين النتفضين في ولاية سيدي بوزيد وهو ما أدى إلى وفاة إثنين من المتظاهرين إثر المواجهات التي حصلت في بلدة منزل بوزيان وبعض معتمادياتها وهما الشهيدين محمد العماري  و شوقي حيدري  والذان وقع قتلهما بالرصاص الحي داعين إلى ضرورة الخروج للتظاهر في الشارع وفرض حق التعبير وحق مساندة أهالي سيدي بوزيد كما حضر ممثل عن لجنة وقدم إعلاما على الأحداث في في سيدي بوزيد وفي البلدات المجاورة لها وأثناء التجمع رفع الحاضرون شعارات التشغيل إستحقاق يا عصابة السراق. ـ لا لا للإستبداد يا حكومة الفساد . ـ تلامذة وطلبة وعمال صف واحد في النضال. ـ وحدة وحدة  ياعمال ضد القمع والإستغلال. ـ يا مواطن عار عار في بوزيد شعلت نار. ـ يا حكومة نار نار في بوزيد شعت نار. إثر ذلك قرر الحاضرون [ في حدود 800 ]  الخروج في مسيرة  تصدت لها قوات البوليس التي تواجدت بكثافة في مدخلي ساحة محمد على ولكن أمام إرادة المتظاهرين لم يصمد الطوق الذي ضربه البوليس لمنع خروج المسيرة وتم خرق هذا الطوق ونزل المتظاهرون في لحمة كبيرة إلى شارع منجي سليم مرددين شعاراتهم المدوية برغم تواصل محاصرة البوليس لهم وتوقيفهم في أكثر من مناسبة. دامت المسيرة أكثر من 40 دقيقة عاد بعدها المتظاهرون إلى ساحة محمد علي أين رابطوا هناك فترة طويلة تداول فيها بعض الطلبة الذين كان لهم حظور باريز في مسيرة اليوم على الكلمة نددوا فيها بالسياسات الفاشلة للسلطة وبسياسة القمع وإطلاق الرصاص في وجه المواطنيين العزل. ـــــــــــــــــــــــــ بشير الحامدي تونس في  25 ديسمبر 2010


الصباح في قلب سيدي بوزيد (1)  ماذا حدث؟.. كيف حدث؟.. ولماذا حدث؟

  سيدي بوزيد ـ الصباح ـ تغطية سفيان رجب ومحمد صالح الربعاوي ـ سيدي بوزيد.. تلك المدينة الهادئة الرصينة اهتزت فجأة.. في أعقاب إقدام الشاب محمد بوعزيزي (26 سنة) على حرق نفسه احتجاجا على « منعه » من ممارسة عمله كبائع متجول..فقد تحركت عناصر من الجهة لتدخل في مواجهات مع قوات الأمــن في الشـوارع لتمتد هذه المواجهات وبشكل متقطع الى مدن مجاورة كالمكناسي ومنزل بوزيان… الصباح تحولت إلى هناك في محاولة لاستقصاء حقيقة ما حدث، كيف حدث ولماذا حدث؟   الأجواء البارحة في مدينة سيدي بوزيد كانت هادئة..الشباب في المقاهي..لكن لفت انتباهنا مرور حوالي 4 سيارات اسعاف متجهة الى مستشفى المدينة..وعلمنا أن الاوضاع في مدينتي المكناسي ومنزل بوزيان غير مستقرة وان هناك مواجهات بين قوات الامن والبعض من شباب المدينتين اسفرت عن اصابات.   الآراء حول ماذا حدث ولماذا ؟..اختلفت رغم أنها أجمعت على ان الوضع الاجتماعي يشكو بطالة ومحدودية التنمية ووسائل الترفيه وانعدام الآفاق. وهو ما أكده السيد شهاب الفايدي (أستاذ تعليم ثانوي) الذي أكد ان الوضع عاد للهدوء بعد حادثة بدأت صغيرة لتكبر تدريجيا..شاب مجاز عاطل عن العمل اختار كسب قوته بعرق جبينه عوض اللجوء الى اشياء أخرى..لكن تم منعه واستفزازه بل وحتى الاعتداء عليه من قبل عون تراتيب..فاختار الحل الذي خطر بباله وقتها وحرق نفسه أمام الولاية ليس نتيجة ما جد مع عون التراتيب بل نتيجة تصرفات المسؤولين في الجهة الذين منعوه من التعبير.ان حال ذلك الشاب هو حال العديد من شباب الجهة الذين يعانون البطالة والتهميش..فرغم زيارة رئيس الدولة الى الجهة وحثه الجميع على كشف نواقص الجهة واستحقاقاتها،فانهم أكدوا له ان البلاد بخير ولا ينقصها شيء…كل ولايات البلاد حصلت على مشاريع وانجازات واستثمارات الا جهة سيدي بوزيد…بحسب ما يرى السيد شهاب الفايدي..ثم يمضي قائلا: فالوالي الحالي لم يمض على تنصيبه 4 أشهر..وقد أكد أنه لم يزره أي مواطن يشتكي وله الحق في ذلك باعتبار أن الابواب موصدة من قبل مسؤولي وأعوان الولاية. من جهته ذكر السيد منير حمدي (تقني) أن الشرارة التي أوقدت الأحداث كانت منتظرة وقد ركب البعض على الأحداث مستغلا ضعف التنمية وغياب الاستثمارات والبطالة التي ولدت حالة من الاحتقان. الولاية تحتل المرتبة الاولى في الانتاج الفلاحي لكن المنتوج يباع خارج الجهة ومصانع الانتاج الفلاحي تتواجد كذلك خارج الجهة في ظل غياب الصناعات التحويلية.   « وبالنسبة لما حصل فان الحادث الاول تعاطف معه كل أبناء الجهة باعتبار انهم احسوا بان ذلك الشاب مغلوب على امره ولم يجد أي حل آخر أمامه. أما حادث الانتحار الثاني والذي ذهب بحياة صاحبه اثر صعوده على عمود كهربائي فلم يعره أي كان اهتماما امام ما عرف به ذلك الشاب من تهور ومن إدمان على الكحول وغيرها ومن محاولات انتحار سابقة في نفس الاتجاه لأسباب غير جادة » يقول السيد منير.   عودة الهدوء    من جهته اكد الدكتور محمد الحبيب قمودي (طبيب) ان الوضع عاد الى الهدوء بعد ان اندلعت شرارة الاضطرابات بمحاولة احد شبان الجهة الانتحار بحرق نفسه بعد ان انسدت امامه الآفاق وبعد ان تم منعه من الانتصاب بواسطة عربة لبيع الغلال رغم انه خريج جامعة.هذه الشرارة أدت إلى الانفجار أمام ما تشهده الجهة من سوء تنمية فجميع المؤشرات والأرقام نجد فيها ولاية سيدي بوزيد تحتل المراتب الأخيرة في كل شيء تقريبا. والامل في ان تسفر زيارة وزير التنمية على الجديد رغم ان البلاد بحاجة الى عمل كبير ومجهودات كبرى…فالتحديات اكبر من ان تتصور » كما يرى الدكتور القمودي.   السيد رفيق يحياوي (صاحب مقهى) اكد ان ما حصل ما كان يجب أن يحصل باعتبار أن الشاب الذي حاول الانتحار معروف بحسن الأخلاق وبتدهور وضعه الاجتماعي رغم انه خريج جامعة..لكن سوء التفهم وعدم تقدير البعض للعواقب أدى الى هذا الوضع..فما ضر لو سمح لهذا الشاب بلقاء الوالي وبسط مشكلته…خاصة انه هدد بحرق نفسه لكن تم تجاهله واهانته من قبل؟ يتساءل المتحدث..   البعض يرى ان الشاب محمد بوعزيزي لم يحسبها جيدا ولم يكن يتصور ان تؤول المشكلة الى هذا الحد…واضاف ان الجهة ينقصها الكثير في مجال التنمية والتشغيل والترفيه..فحتى من كانت له الاموال لا يجد اين يصرفها..والجهة تفتقر الى المصنع والى الاستثمارات التي يمكنها ان تستقطب العاطلين عن العمل من اصحاب شهائد عليا وغيرهم الى جانب ما ستحدثه من حركية اقتصادية يستفيد منها الجميع..كما يرى السيد اليحياوي.    تراكمات سابقة     من جهة أخرى أكد السيد رشيد الفتيني (رئيس مركز الأعمال ورئيس جمعية أولمبيك سيدي بوزيد) ان ماحصل في سيدي بوزيد نتاج تراكمات وسوء تصرف بعض المسؤولين السابقين الذين لم يخدموا التنمية بل أنهم خدموا أغراضهم الشخصية.وأضاف ان محاولة انتحار الشاب التي أثارت ضجة كبيرة ليست الا شرارة أفضت الى الأحداث التي شهدتها سيدي بوزيد في الايام الماضية.وواصل حديثه قائلا « مشكلة سيدي بوزيد هي تنموية بالأساس وازدادت المسألة تعقيدا بتجاهل كل المسؤولين للمطالب الحقيقية للمواطنين بمختلف شرائحهم…و أضاف قائلا…اننا نطالب بفتح تحقيق في كل التجاوزات التي حصلت سابقا حتى لا يبقى الوضع على ماهو عليه في المستقبل ».   ولم يخف الدكتور بودربالة النصيري (طبيب) تذمره من الوضعية الصعبة التي تمر بها ولاية سيدي بوزيد هذه الايام.وأبرز انها نتيجة منطقية لنقص التنمية بالجهة باعتبار ان نسبة الفقر تبلغ اليوم في سيدي بوزيد أكثرمن 12 بالمائة في الوقت الذي تقدر نسبة الفقر في تونس أقل من 4 بالمائة.واضاف « نسبة بطالة اصحاب الشهائد العليا تقدر بنسبة 32 بالمائة وهي اعلى نسبة بالجمهورية ».   وأكد محدثنا ان الدفعة الاولى من المشاريع جاءت كرد فعل بعد الاحداث التي شهدتها الولاية في الوقت الذي نعلم فيه ان التنمية هي برمجة وليست مسكنات.كما شدد على ان المشكلة تكمن في ازمة الثقة بين المواطن والاطراف المسؤولة التي غطت دائما عين الشمس بالغربال وغالطت السلط العليا.وختم حديثه معنا بالقول » لابد من الاستماع الى مشاغل أبناء الجهة بمختلف شرائحهم الاجتماعية والسعي بجدية الى تحسين الوضع بمناطق الولاية من خلال تسريع نسق التنمية حتى لا يتكرر ماحصل لأنه لا يعقل ان يعمد شاب الى الانتحار لأنه لم يجد من ينصت الى مشاكله وهذا هو الداء الذي يتجاهله المسؤول دون ان نتحدث عن بعض التجاوزات الاخرى التي ينبغي وضع حد لها ».   تفاؤل حذر   ولئن أشار السيد عبد الجبار حمدي (موظف) الى ان سيدي بوزيد استعادت اليوم هدوءها فانه أشار الى ان اغلب الاحتجاجات والمظاهرات تحصل غالبا في الليل. وأبرز ان الجميع يعلم ان أسبابها الحقيقية هي الاوضاع الاجتماعية المتردية بالجهة نتيجة نقص المشاريع التنموية.وأضاف محدثنا ان الاعلان عن الدفعة الاولى من المشاريع جعل كل مواطني الجهة ينظرون الى المستقبل بتفاؤل في انتظار تفعيل هذه الاجراءات بما من شأنه ان تعود بالفائدة على كل مناطق الولاية.   وأشار السيد مراد الجلالي (رجل اعمال) الى ان الجهة تفتقر الى متطلبات الحياة العصرية وهي تراكمات الخمس سنوات الماضية.سيدي بوزيد لا تتوفر على أية منطقة صناعية وحتى المستثمرين المحليين والاجانب لا يجدون أي مكان او ارض للاستثمار واقامة المصانع والمشاريع. كما ان الجهة تعاني من نسبة بطالة جد مرتفعة رغم ان الجهة منسوب اليها الفلاحة.والمشكل ان الاراضي الفلاحية اصبحت في حد ذاتها محل شبهات في التعامل بين المستثمرين والمسؤولين والبنوك خاصة في جهة الرقاب..ان ما حدث هو نتيجة تراكمات عديدة جاءت حادثة الشاب بوعزيزي لتنفض عنها الغبار والامل في ان يتم الالتفات للجهة اكثر خاصة من ناحية التنمية والاستثمار والسياحة وغيرها.  
(المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس)  بتاريخ  25 ديسمبر 2010)
 

توضيحات من وزارة الداخلية حول أحداث الشغب المسجلة اليوم في مدينة منزل بوزيان من ولاية سيدي بوزيد


تونس 24 ديسمبر 2010 /وات/ – ذكر مصدر مسؤول بوزارة الداخلية والتنمية المحلية ان احداث شغب جدت ظهر اليوم الجمعة في مدينة منزل بوزيان من ولاية سيدي بوزيد قامت خلالها مجموعات من الافراد بحرق قاطرة لاحد القطاراتواضرام النار في ثلاث سيارات للحرس الوطني قبل ان تهاجم مركز الحرس بالمدينة. وقد عمدت المجموعات المتورطة في اعمال العنف والشغب الى محاصرة ومهاجمة مركز الحرس الوطني بقذفه بالزجاجات الحارقة والحجارة بعد ان وضعت الحواجز في الطرقات القريبة. ثم اقدمت على اضرام النار في بناية المركز من الخارج بينما حاول في الان نفسه عدد من الافراد اقتحام مركز الحرس بالقوة. وقد سعى اعوان الحرس الوطني الى صدهم عن ذلك بتوجيه عديد التحذيرات لهم وباطلاق النار في الهواء. لكن هذه الجموعات واصلت محاولتها اقتحام المركز مستخدمة الزجاجات الحارقة مما اضطر بعض اعوان الحرس الى استعمال السلاح في نطاق الدفاع الشرعي عن انفسهم. وقد ادى ذلك الى مقتل احد المهاجمين وجرح اثنين اخرين فيما اصيب عديد اعوان الحرس الوطني بحروق من بينهم اثنانيوجدان في حالة غيبوبة.

المصدر : ووكالة تونس إفريقيا للأنباء http://www.tap.info.tn/ar/index.php?option=com_content&task=view&id=32245  


حضره حوالي أربعين نفرا محمد الغرياني يشرف على اجتماع عام في سيدي بوزيد


محمد الغرياني أمين عام التجمع الدستوري الديمقراطي حزب الحكم الذي يشكك بعض الملاحظين بأنه فعلا مازال يحكم، أشرف يوم الأربعاء 24 ديسمبر 2010 على اجتماع عام في مدينة سيدي بوزيد، كان استثنائيا على جميع الصعد. فهذا الاجتماع الذي التأم في ظروف استثنائية عصيبة تعيشها المنطقة،  حضره حوالي أربعين نفرا من ضمنهم أعوان الأمن وموظفو الولاية. وعلى غير ما جرت به العادة، انعقد الاجتماع الجماهيري في بهو مقر الولاية!؟ الحاضرون الذين غصت بهم قاعة البهو الضيقة كانوا وقوفا طوال الاجتماع، ولم يحملوا أوشحتهم الحمراء والبنفسجية المعروفة. وكمثل كل الاجتماعات الوطنية جدا، «وشدد السيد محمد الغرياني على أن تونس التغيير التي يعد رصيدها من المنجزات والمكاسب شاهدا على صواب خياراتها وسلامة توجهاتها ترفض المزايدات والمساومات ومحاولات البعض توظيف حوادث معزولة للتشكيك في مكاسب البلاد والسعي إلى الاضرار بامنها واستقرارها.» ومن جهتهم ردّ المناضلون الحاضرون تحية أمينهم العام بأزيد منها حيث عبّروا عن «رفضهم المطلق لمحاولات بعض الأطراف المناوئة الاساءة لتونس ومكاسبها. كما عبروا عن كبير امتنانهم للرعاية الفائقة التي ما فتئ رئيس الدولة يوليها لولاية سيدي بوزيد مؤكدين التزامهم بخياراته وتوجهاته الاصلاحية وتمسكهم بسيادته قائدا لمسيرة الوطن على درب التقدم والتنمية العادلة المتوازنة». وفي ما يلي نص البرقية التي أوردتها وكالة تونس إفريقيا للأنباء حول هذه الزيارة الاستثنائية دون أن ترفقها بصورة للاجتماع الاستثنائي الضخم. ربما لأنها لم تجد لها مكانا يتسع لها لكثرة الحضور، أو لأنهم نسوا حمل أوشحتهم المميزة معهم؟  
سيدي بوزيد 24 ديسمبر 2010 /وات/ –
نقل السيد محمد الغرياني الامين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي خلال اجتماع عام بعد ظهر اليوم الجمعة بمناضلي التجمع والاطارات الجهوية والمحلية بولاية سيدي بوزيد تحيات الرئيس زين العابدين بن علي إلى اهالي الجهة مبرزا ما يوليه سيادته من حرص دائم على إثراء مكاسب الولاية ومنجزاتها والارتقاء بمؤشرات التنمية الشاملة بها. وبين الامين العام للتجمع ان ولاية سيدي بوزيد شهدت منذ التحول على غرار سائر ولايات البلاد وبالأخص الولايات الداخلية نقلة نوعية في سائر الميادين من بنى اساسية وتجهيزات جماعية بما أضفى عليها حركية اقتصادية واجتماعية إيجابية ارتقت بظروف العيش ونوعية الحياة مؤكدا أن تلك النقلة تعد في المقام الأول ثمرة الثوابت والخيارات الكبرى التي أرساها رئيس الدولة والتي ترمي إلى ترسيخ مقومات التنمية العادلة المتوازنة. ولاحظ ان النقلة التنموية التي عرفتها مختلف جهات البلاد والتي ستتعزز بفضل المخططات التنموية المرسومة والمشاريع والخطط الكبرى المدرجة ضمن البرنامج الرئاسي /معا لرفع التحديات/ لا تحجب وجود بعض النقائص والصعوبات التي يحرص رئيس الدولة في جهد يومي متواصل على تداركها سيما عبر ما يقره تباعا من اجراءات إضافية وبرامج تكميلية تهدف إلى استحثاث مسار النهوض الاقتصادي والاجتماعي وتأمين نمو متوازن متناسق لكل جهات ومناطق البلاد. واكد ان تونس بقيادة الرئيس بن علي توفقت إلى إيجاد الحلول الملائمة لاغلب إشكاليات التنمية عبر اليات التضامن المتعددة المتنوعة المحدثة على مدار العشريتين الأخيرتين التي أسهمت في توفير الالاف من مواطن الشغل وموارد الرزق في المناطق الداخلية بما كان له الأثر البعيد على مؤشرات التنمية البشرية من صحة وتعليم وتشغيل وتغطية اجتماعية ومرافق عيش. وأضاف أن تونس التي تجابه تحديات التنمية ورهاناتها بالتعويل في المقام الأول على مواردها الذاتية وعلى قدرات أبنائها وبذلهم تحرص كل الحرص على صيانة حرية قرارها والمحافظة على سيادتها. وشدد السيد محمد الغرياني على أن تونس التغيير التي يعد رصيدها من المنجزات والمكاسب شاهدا على صواب خياراتها وسلامة توجهاتها ترفض المزايدات والمساومات ومحاولات البعض توظيف حوادث معزولة للتشكيك في مكاسب البلاد والسعي إلى الاضرار بامنها واستقرارها. ودعا بالمناسبة مناضلي التجمع الى تكثيف الجهود ومضاعفة المبادرات من أجل فتح ابواب هياكل الحزب أمام الشباب الذي يحتاج الى خطاب يتماشى وانتظاراته ويستجيب لمشاغله وتطلعاته في كنف تحلي الجميع بالحس المدني وبمقومات السلوك الحضاري. كما نبه الى ضرورة التاطير الايجابي والتوعية والتحسيس والارشاد لفائدة مختلف فئات المجتمع خاصة وأن الرئيس زين العابدين بن علي عمل ولا يزال على ترسيخ خيار الحوار مع الشباب باعتباره رمز المستقبل. وثمن بالمناسبة الدفعة الاولى من المشاريع التي اقرها رئيس الدولة لفائدة ولاية سيدي بوزيد والتي قال ان من شانها ان تفتح الطريق امام إثراء المنجزات المحققة لفائدة أبناء الجهة في مختلف القطاعات. ومن جهتهم عبر مناضلو التجمع والمواطنون المشاركون في هذا الاجتماع عن رفضهم المطلق لمحاولات بعض الأطراف المناوئة الاساءة لتونس ومكاسبها. كما عبروا عن كبير امتنانهم للرعاية الفائقة التي ما فتئ رئيس الدولة يوليها لولاية سيدي بوزيد مؤكدين التزامهم بخياراته وتوجهاته الاصلاحية وتمسكهم بسيادته قائدا لمسيرة الوطن على درب التقدم والتنمية العادلة المتوازنة.  
 
ملاحظة:بين أيديكم النسخة الثانية بعد المئة من مدونة « صحفي تونسي »، بعد أن قام الرقيب الالكتروني بحجب النسخة الـ101 السابقة، بصورة غير قانونية في تونس إثر نشر تدوينة بعنوان في تقرير جوابي للمحكمة الإدارية ردّا على وزير الداخلية: التغيير الديمقراطي آت لا ريب فيه، وإنّ غدا لناظره قريب http://journaliste-tunisien-102.blogspot.com/2010/12/blog-post_8125.html  


المحتجون على البطالة في تونس: الحلول المعروضة علينا لا تكفي أهالي سيدي بوزيد يقدمون شهادات جديدة على 3 محاولات انتحار احتجاجية


تونس: المنجي السعيداني قدمت مجموعة من أهالي سيدي بوزيد، في تونس، أمس، معطيات جديدة حول الاحتجاجات الاجتماعية التي تشهدها المنطقة منذ 17 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، التي تفجرت إثر إقدام شاب من حاملي الشهادات الجامعية على إضرام النار في جسده.
وقال عطية العثموني، أصيل منطقة سيدي بوزيد، في لقاء نظم بمقر الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض وسط العاصمة التونسية: إن مناطق ولاية (محافظة) سيدي بوزيد عرفت محاولات 3 أشخاص الانتحار خلال أقل من شهر واحد. وبينما انتهت حالتان بالوفاة، فإن صاحب الحالة الثالثة، محمد البوعزيزي، ما زال يرقد في الإنعاش وسط آمال ضئيلة الغاية في نجاته. وذكر العثموني، في هذا الصدد، بانتحار الشاب رمزي العبودي، 25 سنة، بعد عجزه عن تسديد ديون لفائدة إحدى جمعيات التنمية وتراكم العجز المادي لمشروعه المتمثل في بيع الملابس المستعملة وقد انتحر بشربه مادة مبيدة. أما الحالة الثانية فهي لمحمد البوعزيزي، 26 سنة، والقصة أصبحت معروفة لدى الجميع بعد إقدامه على حرق نفسه بمادة البنزين أمام مقر ولاية سيدي بوزيد، أما الحالة الثالثة فهي لحسين بلفارح ناجي، 25 سنة، الذي كان من بين 4 شبان مطلوبين من قبل الأمن التونسي بعد مشاركتهم في الحركة الاحتجاجية الأخيرة. وقال العثموني: إن ناجي قد ألقى خطابا وهو على عمود الكهرباء تحدث من خلاله عن واقع الفقر والجوع وكان يصرخ: «لا للبؤس، لا للبطالة»، ثم ألقى بنفسه منتحرا من جرَّاء صعقة كهربائية. وانتقد العثموني تناول الكثير من وسائل الإعلام التي شوهت سمعة حسين بلفارح ناجي متحدثة عن تناوله الخمور وتعاطيه المنشطات.
بدوره، قال علي البوعزيزي، المتحدث باسم المحتجين في سيدي بوزيد: إن ما قدمته السلطات التونسية من حلول على غرار الفتح الفوري لـ1700 موطن شغل وإعطاء الإشعار على الموافقة على 306 قروض من البنك التونسي للتضامن، لا يكفي للحديث عن حلول جدية لأزمة البطالة وإغفال التنمية طوال عقود من الزمن. وقال البوعزيزي: إن قرابة 3000 من حاملي الشهادات الجامعية قد تقدموا إلى مقر ولاية سيدي بوزيد، طالبين تمكينهم من الشغل، وهو ما يطرح مشكلات عصية عن الحل لمجرد تقديم وعود افتراضية حول توفير مواطن العمل.
وعن المطالب التي تقدم بها الأهالي بعد نحو أسبوع من المواجهات، قال البوعزيزي: إنها قد اختصرت في المطالبة بإطلاق سراح الموقوفين كلهم، وسحب قوات الأمن من شوارع مدينة سيدي بوزيد والمدن المجاورة لها، إلى جانب مشاركة مكونات المجتمع المدني في صياغة مشاريع التنمية. المصدر : جريدة الشرق الأوسط http://aawsat.com/details.asp?section=4&issueno=11715&article=600938&feature


اللجنة الوطنية لمساندة أهالي سيدي بوزيد من أجل التنمية والديمقراطية : بيان تأسيسي


لم تتوقف الاحتجاجات في كامل أنحاء ولاية سيدي بوزيد منذ إقدام الشاب محمد البوعزيزي 26 سنة من أصحاب الشهائد العليا المعطّلين عن العمل يوم 17 ديسمبر الجاري على إضرام النار في نفسه أمام مقرّ الولاية احتجاجا على تعمّد أعوان التراتيب البلدية منعه من كسب قوته كبائع متجولّ. لقد أثارت هذه الحادثة مسألة البطالة والفقر والتهميش التي يعاني منها أهالي الجهة وخاصّة منهم أصحاب الشهائد العليا. وقد انطلقت الاحتجاجات في سيدي بوزيد لتعمّ لاحقا المكناسي وسيدي علي بن عون ومنزل بوزيان وجلمة والمزونة والرقاب. ومما زاد الاحتجاجات الشعبية ضراوة إقدام شاب ثان حسين الفالحي على الانتحار بصعقة كهربائية يوم 22 ديسمبر الجاري. لقد واجهت السلطة هذه الاحتجاجات كعادتها بالتعتيم الإعلامي المطلق من جهة، وبالقمع والتنكيل بالأهالي من جهة ثانية. وحتى عندما تطرّق رفيق حاج قاسم وزير داخلية لهذه الاحتجاجات بعد أيام من اندلاعها فمن أجل تتفيهها وتجاهل طابعها الشعبي وشرعية المطالب التي ترفعها. ومع تواصل الاحتجاجات سعت السلطة إلى امتصاص غضب الأهالي عبر سلسلة من الوعود التي أعلنها وزير التنمية والتي اعتبرها هؤلاء ذرّا للرماد في العيون خصوصا مع إمعان السلطات في القمع والتنكيل وإطلاق النار على المتظاهرين العزّل في منزل بوزيان مما أدى إلى استشهاد الشاب محمد العمّاري وهو من أصحاب الشهائد العليا المعطّلين عن العمل وجرح عدد آخر منهم. إنما يحدث في ولاية سيدي بوزيد يذكّر بما حدث في منطقة الحوض المنجمي وفريانة والصخيرة وبنقردان، ويؤكّد أن الاختيارات التي تتبعها السلطة قد أدت إلى تعميق الفوارق الاجتماعية والجهوية وإلى انتشار البطالة والفقر والتهميش حتى في صفوف أصحاب الشهائد العليا بينما تتكدّس الثروة في يد أقلّية محظوظة تستغلّ نفوذها السياسي لتحقيق مآربها على حساب الوطن وغالبية الشعب. إنّ الموقعين على هذا البيان يعلنون تكوين « اللجنة الوطنية لمساندة أهالي سيدي بوزيد من أجل التنمية والديمقراطية » وهم يأخذون على عاتقهم الوقوف إلى جانب أهالي سيدي بوزيد والتعريف بقضاياهم ونضالاتهم ورفع التعتيم الإعلامي المضروب عليهم ودعم مطالبهم المشروعة المتمثّلة في : ـ إطلاق سراح كافّة الموقوفين ـ إجراء تحقيق مستقلّ حول ظروف استشهاد محمد العمّاري وحسين الفالحي وإضرام محمد البوعزيزي النار في جسده وفي كل الانتهاكات التي حصلت وخاصّة إطلاق الرصاص على المواطنين العزّل. ـ إجلاء قوات البوليس عن المنطقة. ـ التحاور المباشر مع الأهالي حول مطالبهم المشروعة في التشغيل وفي العيش الكريم. إنّ أعضاء اللجنة إذ يكبرون نضالات أهالي سيدي بوزيد المنتفضين ضد البطالة والفقر والتهميش ويعزّون الأهالي في شهدائهم ويواسونهم في جرحاهم، فإنهم يحمّلون السلطة مسؤولية كلّ ما حصل بالمنطقة ويهيبون بكل القوى الديمقراطية في تونس وفي العالم أن تدعم عمل اللجنة من أجل تحقيق أهدافها. قائمة أوّلية حسب الترتيب الألفبائي: أحلام بالحاج – آسيا بلحسن ـ أحمد الخصخوصي ـ جلول عزّونة ـ حبيب الحمدوني ـ خديجة الشريف ـ خميس الشماري ـ خالد الكريشي ـ راضية النصراوي ـ سامية حمودة ـ سمير طعم الله ـ عبد الرؤوف العيادي ـ عبد الناصر العويني ـ عياشي الهمامي ـ محمد عبو ـ منذر الشارني ـ محمد الطيب الجلالي ـ محمد براهمي ـ نجاة العبيدي. تونس في 25 ديسمبر 2010 عن اللجنة راضية النصراوي  


عدد من مناضلي الحركة الديمقراطية و النقابية و الحقوقية بجهة سوسة

نحن عدد من مناضلي الحركة الديمقراطية و النقابية و الحقوقية بجهة سوسة و بعد ما بلغنا من خلال اجتماعنا اليوم 23 ديسمبر 2010 بجامعة الديمقراطي التقدمي تضامنا مع أهالي سيدي بوزيد من تطورات خطيرة بالجهة ، و بعد سقوط الشاب محمد العربي العماري شهيدا بعد إصابته بالرصاص الحي ، و على إثر سقوط عدد كبير من الجرحى بمعتمديات المكناسي و بوزيان و قرى أخرى . نعلن دخولنا في إعتصام فوري الليلة للتعبير عن سخطنا الكبير على إقدام قوات الشرطة على قتل مواطنين أبرياء و عزل و مواجهتهم بالرصاص الحي خلال تظاهرهم السلمي . و نحن إذ ندعوا كل القوى الحية في سوسة و كل الولايات الأخرى إلى التحرك العاجل لإيقاف مجزرة محتملة في ولاية سيدي بوزيد فإننا نطالب الحكومة من خلال إعتصامنا ب . – _1 _ سحب قوات البوليس من شوارع سيدي بوزيد المدينة و كل قراها و معتمدياتها و فك – الحصار الأمني المضروب عليها و وضع حد للمداهمات الليلية و ترويع الأهالي . – _ 2 _ تحويل كل الجرحى و المصابين إلى المستشفيات الجامعية القريبة من الولاية لضمان تلقيهم العلاج الضروري العاجل لإنقاذ حياتهم – _ 3 _ إطلاق سراح كل الموقوفين و المعتقلين فورا و ايقاف كل أشكال الملاحقات و المضايقات التي يتعرض لها النقابيون و السياسيون و الشباب من نشطاء هذه الحركة – _ 4 _ فتح حوار جدي مع الهيئات الجهوية الممثلة للحركة و الاستجابة العاجلة إلى مطالب الأهالي المشروعة . عن الإعتصام المنسق ماهر حنين  


المكتب السياسي للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات
تونس في 24 ديسمبر 2010 بيــــــــــــــان


يتابع المكتب السياسي للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات بانشغال كبير أحداث الاحتجاجات الاجتماعية التي انطلقت بولاية سيدي بوزيد يوم الجمعة 17 ديسمبر 2010 على أثر إقدام الشاب محمد البوعزيزي على إضرام النار في جسمه أمام مقر الولاية احتجاجا يائسا على ما تعرض له من إهانة على يد أحد أعوان التراتيب البلدية، وهو شاب من حملة الشهائد الجامعية عاطل عن العمل اضطر أن يعمل بائع خضر متجوّلا لكسب قوته اليومي.
  *إن المكتب السياسي للتكتل يعتبر أن تصدي قوات الأمن بعنف لهذه الاحتجاجات، إضافة إلى التعتيم الإعلامي الذي واكبها على المستوى الوطني وأساسا في أجهزة الإعلام الرسمية، قد أدّى إلى تحوّل هذه الاحتجاجات إلى مواجهات ومصادمات بين قوى الأمن والمواطنين الغاضبين، خاصة وأن شابا يائسا آخر – هو الحسين الفالحي – وفي ظل هذه الأوضاع المأساوية، قد أقدم هو الآخر على الانتحار بتسلّق عمود كهربائي على مرأى من المحتجّين، في حركة لا يمكن إلا أن تدلّ على يأس عميق جدا.
* وفي ظل ما تأكّد من أخبار عن تفاقم الأوضاع والمواجهات بين المحتجين وقوات الأمن، وخاصة في معتمدية منزل بوزيان التي سقط فيها شاب آخر هو المرحوم محمد العماري برصاص قوات الأمن وهو ما أكده بلاغ صادر عن وزارة الداخلية، فإن المكتب السياسي للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات إذ يترحم على أرواح الضحايا من شبابنا ويرفع صادق التعزية والمواساة إلى أسرهم وذويهم، يدعو السلطات المعنية إلى ضبط النفس ووضع حدّ لمواجهة الاحتجاجات بالعنف المتصاعد من قبل قوات الأمن والانتباه الشديد إلى العواقب الوخيمة التي يمكن أن تنجرّ عن مثل هذا التصاعد، خاصة وأن هذه الحلقة الجديدة من المواجهات تأتي بعد أحداث الحوض المنجمي الأليمة التي استمرت طوال شهور وخاصة في النصف الأول من سنة 2008 ولم تلتئم جراحها ولم تَزُلْ آثارها السلبية بعد بصفة كلية.
* إن ما جرى وقتئذ في منطقة الحوض المنجمي و ما تلاه في غيرها من الجهات الداخلية وما يجري الآن في مركز ولاية سيدي بوزيد والمعتمديات والقرى القريبة منها إنما يدلّ على مدى الاحتقان الاجتماعي بالجهات الداخلية نتيجة التفاوت التنموي بين الجهات والمناطق في بلادنا ونتيجة معاناة الشباب هناك أكثر من غيرهم في باقي الجهات من تفاقم البطالة والشعور بانسداد الآفاق أمامهم، وهو يأتي كذلك نتيجة غياب قنوات الحوار بين السلطة وممثلين حقيقيين للمجتمع، إضافة إلى تصرّف الإدارة في كثير من الأحيان بما لا يستجيب لتطلّعات هؤلاء الشبان وما يعتمل في نفوسهم من شعور بالغبن والمهانة.
  * وإن المكتب السياسي للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات ليعتبر أن كلّ هذه الأحداث مؤشرات إضافية تدعو إلى ضرورة أن تكون المعالجات جماعية في ظلّ تحاور وطني منظم بشأن الأوضاع السياسية والاجتماعية ببلادنا، وتدعو السلطة إلى الانفتاح الحقيقي على الأحزاب السياسية ومكوّنات المجتمع المدني عامّة، من أجل عمل جماعي مجد يقوم أساسا على الإنصات الجيّد إلى مشاكل المواطنين ومشاغلهم والتأطير الناجع للمجتمع والعمل على التجاوب مع تطلعاته وطموحاته السياسية والاجتماعية ومن أجل إرساء حقيقي ودائم لمجتمع المواطنة والمساواة المنشود.   عن المكتب السياسي  الأمين العام د. مصطفى بن جعفر  


بلاغ من حركة التجديد

أمام التصعيد الخطير الذي شهدته الأحداث في منطقة سيدي بوزيد ظهر يوم الجمعة 24 ديسمبر 2010، حيث أقدمت قوّات الحرس الوطني على استعمال الذخيرة الحيّة ضدّ المتظاهرين بمنزل بوزيّان، ممّا أدى إلى مصرع شاب و إصابة عدد من المواطنين بجروح، فإنّ حركة التجديد تعبّر عن شديد استنكارها لمواجهة الاحتجاجات الشعبيّة بالسلاح و تحذر من عواقب تمادي السلط في استسهال الركون إلى الحلول الأمنية عوض اعتماد نهج الحوار الذي ما انفكت تنادي به مختلف القوى السياسية و الاجتماعية. و حركة التجديد، إذ تترحم على روح الشاب محمد بشير العماري وتتقدّم بعبارات التعازي والمواساة إلى أسرته، فإنها تطالب بتحقيق موضوعي و جدّي في ما جرى ومعاقبة المسؤولين عن ذلك،  وتؤكد من جديد على ضرورة إعادة النظر جذريّا في السياسة المتّبعة وذلك بوضع حدّ  للانغلاق والرضاء بالذات والقطع مع القرارات الأحادية والأساليب القديمة التي بيّنت التجارب عقمها و دورها السلبي في تراكم أسباب التأزم ومخاطر الانفجار. كما تعتقد حركة التجديد أن الاختيارات الاقتصادية  والاجتماعية في حاجة ملحة إلى مراجعة جوهرية في اتجاه التنمية الشاملة و العادلة التي تسمح بتجاوز اختلال التوازن بين الجهات وإخراج المناطق الداخلية من وضع التهميش وتوفير فرص  الشغل والعيش الكريم لكافة أبنائها. تونس في 25 ديسمبر 2010 عن حركة التجديد الأمين الأول أحمد إبراهيم


انتفاضة المفقرين بسيدي بوزيد ”آن لهذه الأرض لتطعم من عليها“

تشهد مدينة سيدي بوزيد منذ يوم 17 ديسمبر حركة احتجاجية عارمة انطلقت شرارتها مباشرة بعد إقدام محمد البوعزيزي الجامعي المعطل عن العمل على إضرام النيران في جسده بعد ما تم الاعتداء عليه من طرف عون تراتيب لاحقه حتى عندما التجأ هذا الأخير إلى بيع الخضار في عربة بعد ما ضاقت به السبل في مكاتب البيروقراطية بالجهة التي أوصدت أبوابها في وجهه بتعلة قيام ذاك العون بالإجراءات الروتينية.
ومنذ ذاك الحين انفجرت موجةٌ من الغضب الشعبي استهلها الأهالي باعتصام أمام مقر الولاية مطالبين بمحاسبة المسؤولين الفعليين على هذه الجريمة ومعبّرين بطريقتهم الخاصة عن رفضهم للاعتداء البربري على حرمتهم الجسدية وكرامتهم ولاحتقار السلط لأبسط مقومات العيش الكريم وإمعانها في تجاهل حقهم في الشغل والتقسيم العادل للثروة والتنمية العادلة بين الجهات. وما فتئت الحركة تتوسع منذ اليوم الأول حيث شملت كل من مدينة الرقاب والمكناسي ومنزل بو زيان وجلمة والمزونة ولم تتورع أجهزة القمع عن عزل الجهة كلياً بقطع جميع المنافذ المؤدية إليها لتحول دون إس ناد الأهالي الذين تعرضوا لأبشع أشكال التنكيل عبر الإيقافات والتعذيب في مراكز الشرطة ومداهمات البيوت وترويع متساكنيها من كافة الفئات العمرية بمعية ميليشيات حزب الدستور مما دفع بشاب آخر إلى وضع حد لحياته على عمود كهربائي بعد رفض مطلبه في الشغل حاله حال محمد لعماري الذي أرداه رصاص الفاشية شهيداً شاهداً على بشاعة وجهها الحقيقي في وقت احتفالها المزعوم بالسنة الدولية للشباب حيث لم تستحي أمام هذا الغضب الشعبي مجندةً جهازها الإعلامي وأبواق دعايتها ومأجوريها للطعن في مشروعية مطالب الأهالي بل وكان خطابها زئبقياً كالعادة يعتمد على المغالطة والØ �كذيب والتشويه في محاولةٍ يائسة للالتفاف حول حق أبناء شعبنا في مناهضة الفساد الإداري و غلاء المعيشة وتوقه للانعتاق السياسي والاجتماعي الحقيقي والذي لخصه وزير بن علي في بعض الوعود الزائفة التي تستخف بآلام ومعاناة المحرومين.
إن إتحاد الشباب الشيوعي التونسي يتهم النظام بتورطه المباشر في الإشراف على هذه الجرائم التي ذهب ضحيتها هؤلاء الشبان معيدةً للذاكرة شهداء الحوض المنجمي الذين قضوا على أيدي الأجهزة القمعية النوفمبرية دون أن يعاقب الجناة إلى حدود اللحظة. ويطالب بفتح تحقيق جدي ومستقل لمقاضاة المسؤولين عن هذه الجرائم للتعويض لأهالي الضحايا.
إن إتحاد الشباب الشيوعي التونسي يطالب بالرفع الفوري لحالة العسكرة والحصار المفروضة على مدينة سيدي بوزيد والمناطق المجاورة لها لما يمثله ذلك من اعتداء سافر على المفقرين في التظاهر والتعبير عن رفضهم لخيارات بن علي وسياسته الاقتصادية والاجتماعية التي تتناقض ومصالحهم.
كما يدعو إتحاد الشباب الشيوعي التونسي كافة مكونات المجتمع المدني والطلائع السياسية لتحمل مسؤولياتها التاريخية في الدفاع عن الحركة الاجتماعية وتبني مطالبها في الشغل والتقسيم العادل للثروات.
إن إتحاد الشباب الشيوعي التونسي يشد أزر شباب المنطقة ويحيي صموده البطولي في وجه آلة القمع ويدعوه لمواصلة النضال لافتاك حقه فالشغل والعيش الكريم.
إتحاد الشباب الشيوعي التونسي تونس في 24 ديسمبر 2010  


تجمّع أمام القنصلية العامة التونسية بباريس غدا الأحد 26 ديسمبر 2010 على الساعة 11:00 صباحا


لنتجمّع أمام القنصليات التونسية بفرنسا وأمام السفارات التونسية بالمغرب وأوروبا وكندا أمام اتساع حركة احتجاج شباب سيدي بوزيد ضدّ البطالة والفقر والفساد ودفاعا عن الكرامة، السلطة التونسية تأمر بإطلاق النار على المتظاهرين. الحصيلة: مقتل شاب برصاصة في منزل بوزيان قدّمت الحركة الاحتجاجية لشباب سيدي بوزيد، التي ما فتئت تتوسّع منذ انطلاقها يوم الجمعة 17 ديسمبر الجاري بإقدام الشاب محمد البوعزيزي على حرق نفسه، شهيدين آخرين. فبعد موت الشاب حسين الفالحي بصعقة إثر رمي نفسه من أعلى عمود كهرباء، مات يوم أمس الشاب محمد البشير العماري إثر إصابته برصاصة لمّا كان يتظاهر صحبة رفاقه من أجل الحق في الشغل ومن أجل حياة كريمة وضدّ الفساد بمدينة سيدي بوزيان. إن الوقائع تفنّد اليوم مرّة أخرى الدعاية والوعود الكاذبة التي ما فتئت السلطة تقدّمها، حيث واجهت احتجاجات المتظاهرين بولاية سيدي بوزيد بإطلاق النار عليهم. مرّة أخرى يرفض الشباب الذلّ والمهانة والبطالة المسلطة على رقابهم مضحّين بحياتهم. وبالمقابل واجهت السلطة مطالبهم، وفية في ذلك لنهجها القمعي الذي دأبت عليه في الردّ على مطالبهم، بالإحتقار والسجن والوعود الزائفة وها هي اليوم لا تتردّد في استعمال الرصاص القاتل. أمام هذه الجرائم التي يرتكبها النظام التونسي تدعو « لجنة التضامن مع نضالات أهالي سيدي بوزيد » كل الأحرار والديمقراطيين وأنصار الإنصاف إلى التجمع أمام القنصلية العامة التونسية بباريس غدا الأحد 26 ديسمبر 2010 على الساعة الحادية عشر (11:00) للتضامن مع نضالات سيدي بوزيد من أجل الشغل والكرامة وضدّ الفساد ولإسناد تحركاتهم من أجل حقوقهم الاجتماعية والتنمية المستديمة. –          من أجل لجنة تحقيق في موت الشبان الضحايا. –          من أجل رفع الحصار المضروب حول سيدي بوزيد بصفة فورية وكاملة. –          عاشت نضالات أهالي سيدي بوزيد وشبابها. –          لا للقمع والحلول الأمنية. –          من أجل إطلاق سراح الموقوفين فورا. تجمّع بباريس الأحد 26 ديسمبر 2010 على الساعة الحادية عشر (11:00) أمام القنصلية العامة التونسية بباريس Rue Lubeck  Paris 75016   métro Iéna ligne 9 – Boissière ligne 6 لجنة التضامن مع نضالات أهالي سيدي بوزيد C/O : FTCR – 5 Rue de Nantes 75019 – Paris – ftcr@ftcr.eu – 0140230711 عادل ثابت


إلى التضامن أيها التونسيون

samedi 25 décembre 2010  


لسنوات طويلة تظاهرنا في تونس أو تجمّعنا نفس الحفنة من الأشخاص أمام قنصليات النظام المافيوزي للاحتجاج على وضع لا يطاق وكانت السلطة البوليسية تستخف بمثل هذه التجمعات التي لا تحضر فيها إلا نفس الوجوه . كنا نعرف أننا قلة لكننا كنا نفتح لكم الطريق ونعدّ العدة .
 
كنا نرفع راية الوطن والشرف وكنا ولا نزال ممثليكم إلى أن يأتي وقت خروجكم من السلبية والانتظارية والخوف.  

مثل هذا اليوم جاء ولا عذر لأحد عن التخلف.

تذكروا أنه سيأتي يوم يحاسب فيه كل إنسان نفسه على ما قدّم لتحرير تونس من نظام العصابات اليوم واجبكم جميعا أن تكونوا أمام هذه القنصليات الأحد في باريس الساعة الحادية عشر وفي كل مكان تنتظم فيه مثل هذه التجمعات .
 
أما واجبكم في تونس فهو ألا تتركوا النظام المافيوزي يستفرد بشبابنا في سيدي بوزيد والبلدات المحيطة بها.
إن الاستفراد بهذا الشخص أو ذاك بهذه المجموعة أو تلك ، بهذه المنطقة بعد المنطقة هو سرّ بقاء النظام. آن الأوان لنبدأ التمرّن على مواجهته جماعات لا فرادى فلا يمس شخص حتى يهب كل الأشخاص ولا تشتعل جهة إلا لتشتعل كل الجهات. إنها فرصة لنعيد تعلّم أهم ما يخلق شعب : التضامن وتحت حذائنا القول اخطا رأسي واضرب . ليكن شعارنا من هنا فصاعدا لن تضرب راس أخي قبل أن تمرّ على جسدي . . إلى التضامن أيها التونسيون في الداخل والخارج مع بعضكم البعض ، مع وطنكم الجريح المهان المقموع المنهوب المنكوب المسلوب. وزعوا هذا النداء على أوسع نطاق ممكن في الفايس بوك وفي كل المواقع . إنه أضعف الإيمان وأقواه أن تهبوا وان تنتفضوا لشرفكم الذي طال الدوس عليه ولحرية الوطن الذي طال سجنه وراء قضبان نظام عصابات الحق العام .

 
(المصدر: موقع الدكتور منصف المرزوقي بتاريخ 25 ديسمبر 2010)  


رسالة اللقاء رقم [49] رســالة « سيدي بوزيد » إليكم جميعا…  

د.خــالد الطراولي ktraouli@yahoo.fr     تفقد بعض الكلمات معناها وتختفي الحروف وتتوارى الجمل تباعا عندما يلتقي الظلام بالظلام ولم يعد لكثرة الحديث معنى وأنت تنادي من برجك العالي والناس من حولك يناشدون الغوث أو السراب…ولكن للكلمة فضل وللحرف فضل وللقلم فضل، والكلمة ليست أضعف الإيمان في مشوارنا هذا الحامل لعديد الأبعاد، والكلمة فعل إذا استندت إلى رؤيا ووعي وعلم…

« سيدي بوزيد » مرت من هنا، في شبه صحراء تونس العزيزة، صحراء السياسة والفعل الحر والمواطن الكريم، ليست « سيدي بوزيد » منطقة نائية، ليس أبنائها صنف من غير البشر، ليست تربتها أغلى ولا أرخص من كل شبر من أرض تونس الحبيبة… أبناء « سيدي بوزيد » هم أبنائنا، أبناء « سيدي بوزيد » هم حفدتنا، أبناء « سيدي بوزيد » هم أمهاتنا وآبائنا وأجدادنا، أبناء سيدي بوزيد هم الشعب التونسي عندما يقف ويقول للظلم كفى، عندما يقول للجور قد بلغت الزبى، عندما يقول للجميع نحن هنا…
أهل « سيدي بوزيد » بلغوا رسالة وإن لم يحملها ساعي البريد، رسالة تحمل عنوانا واحدا وتضم كلمة واحدة عليكم شرحها وتفسيرها وهي لا تحمل تأويلا ولا تدجيلا ولا ضبابا ولا زدواجا… وتحمل مضمونا واحدا لا يحمل غشا ولا تلفيقا ولا تسلقا ولا تملقا ولا حسابات جارية أو واقفة…
عنوان الرسالة، إلى كل مواطن في الداخل والخارج، إلى كل طرف يريد العيش بكرامة، إلى كل معارض صادق واع لا يساوم ولا يتنطع، إلى الخارج حتى يتبين مصلحته ومصلحة الشعوب…
الكلمة..، التي فقدها الشعب يوما وهو يناشد التغيير.. »الكرامة » حتى لا تحبس مجددا، حتى لا تسقط بين الأيادي الملطخة، حتى لا تفقد معناها وتنزيلاتها… المضمون… حي على العمل حي على الوعي حي على الفعل، لن يكتب النجاح دون ممارسة أسبابه ومن أسبابه العميقة وحدة الصف ووضوح الهدف وتحديد المراحل وفقه الأجندات والامكانيات…
رسالة « سيدي بوزيد » في كلمات هي :
 1/ تونس غالية وتستحق التضحية من منفى وسجون وضيق عيش ومحن وابتلاات في النفس والمال والأهل… 2/ أن الشعب التونسي لم يمت وإن خيل للبعض أنه قد سار في جنازته منذ زمان… ولن ينجح مسار أو عمل بدون مباركته ومشاركته، وأن الرهان على غيره رهان على العدم… 3/ أن الوعي بدأ بالانتشار ولم يكن معدوما، بدأ بالنكتة البسيطة المعبرة ثم تسلق الجدران ودخل الأدغال… 4/ أن الخوف تغيرت ضفته، وأن « لا ظلم بعد اليوم » تقابله دون أي شك أو تأويل « لا خوف بعد اليوم »…  5/ أن للتغيير قيما وأخلاقا وإذا غاب السند الأخلاقي والقيمي في كل مراحله، فشل التغيير أو انبثق منه كائن مشوه لا يختلف كثيرا عمن سبق… 6/ أن المجتمع المدني بأطرافه المتعددة وخاصة المعارضة السياسية تحمل القسط الأوفر في نجاح أي مسار للتغيير أو فشله! وأول بند ومحطة في هذا النجاح هو وحدتها، وحدة فعل ونظر ومؤسسة يحملها مؤتمر عام أو جبهة وطنية.
المصدر: موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net ديسمبر 2010  


خشانة: الإجراءات الحكومية ذر رماد على الأعين حلول ترقيعية


وحاولت الحكومة امتصاص غضب أهالي سيدي بوزيد بعدما أرسل الرئيس زين العابدين بن علي، منذ يومين، وزير التنمية إلى الجهة للإعلان عن بعض المشاريع التنموية لامتصاص البطالة.   لكن هذه الإجراءات لم تطفئ لهيب التحركات الاحتجاجية. ويقول النقابي محمد الهادي للجزيرة نت « هذه القرارات غير قادرة على حل مشكلة البطالة لأنها لن تخلق سوى مواطن شغل هشة ».   ووصف سياسيون بالحزب الديمقراطي التقدمي المعارض هذه القرارات بأنها « حلول ترقيعية ». ويقول الأمين العام المساعد للحزب الديمقراطي التقدمي المعارض رشيد خشانة للجزيرة نت « هذه الإجراءات تأتي متأخرة جدا وتسعى السلطة من خلالها لذر الرماد على الأعين ».   وحذّرت الأمينة العامة للحزب مية الجريبي من الاستخفاف بمطالب المتظاهرين، وانتقدت ما اعتبرتها الحكومة حالتي الانتحار « معزولة » وأن المعارضة وظفتها لتشويه سمعتها. وقالت إن « السلطة تعلق إخفاقاتها على شماعة التوظيف السياسي ».    (المصدر: الجزيرة . نت  بتاريخ 25 ديسمبر 2010 )

 


الإحتجاجات الإجتماعية في تونس: الدلالة و الرهانات

 
تتنزل الأحداث الجارية منذ أيام في مدينة سيدي بوزيد و مختلف معتمديات ولايتها في سياق سلسلة الإحتجاجات الشعبية التي إنطلقت بمدينة الرديف و امتدت إلى مختلف مدن الحوض المنجمي بولاية قفصة منذ حوالي سنتين ثم تكررت بمدينة بنقردان من ولاية مدنين منذ مدة فضلا عن عديد الحالات المحدودة نسبيا في عدة مناطق أخرى مشابهة من الجمهورية.
و الدلالة الأولى لتواتر هذه الموجات من الإحتجاجات الشعبية التلقائية والبعيدة عن أي تأطير أو تنضيم مسبق تؤشر عن عمق الهوة التي باتت تفصل بين الفئات الشعبية و النخب السياسية سواءا كانت في سياق الموالات أو المعارضة و التي تفاجأت على السواء في كل مرة باندلاع الإحتجاجات و بحدتها و تجذر مطالبها. كما أبرزت في كل مرة تنازع المناهج الخاطئة في تناولها بين التعيم و التوضيف وقدمت بذلك النخب السياسية الحالية الدليل على إرتهان كل من شقيها لأجندته الخاصة و عجزها عن التجاوب مع مطالب المحتجين و بالتالي الإنخراط في الطريق المؤدي إلى حل المشاغل الحقيقية المعبرة عنها.
لذلك و بقطع النضر عن المشاغل و المطالب التي رفعتها هذه الإحتجاجات و عن الأحداث المباشرة التي أدت إلى إنفجارها يمكننا القول من الآن  و دون تردد أن مثل هذه الإحتجاجات ستتكرر بمناطق أخرى من الجمهورية و ربما بوتيرة أسرع وبحدة أشد دون أن يملك أحد السيطرة عليها أو القدرة على توجيهها باستثناء المواجهة القمعية التي لن تزيد إلا في تأجيجها و تعميق الإحتقان الكامن خلفها.
و هكذا و إذا كان لابد من قراءة موضوعية لهذا السياق الإجتماعي من خلال التحولات التي يبشر بها فإنه لابد من الإقرار أننا نتجه حاليا إلى أوضاع لا تتسم بالإستقرار و تزيد من صعوبة فرص إدخال الإصلاحات السياسية المزمنة و تهدد بشكل جدى المكاسب التي تحققت لحد الآن و خاصة علي مستوى الوضع الإقتصادي. ورغم أن المجال لا يتسع هنا لاستعراض أوضاع الحرمان و التمييز و التهميش التي عانت و تعاني منها فئات عريضة من المجتمع التونسي و جهات شاسعة من تراب الجمهورية و التي شكلت الإرضية التي إنطلقت منها إنتفاضة الخبز في آخر عهد الرئيس بورقيبة و تشكل أرضية الإحتجاجات الحالية في عهد الرئيس بن علي فإن ذلك يؤكد انه لم يتم لحد الآن إدراك الحلول الملائمة لمعضلة التهميش الإجتماعي و التباين الجهوي التي أفرزتها السياسة التنموية المتبعة منذ الإستقلال.

و هذه الأوضاع الصعبة التي تنذر ببلادنا وبمستقبلنا جميعا إنما تضعنا جميعا امام إمتحان الخيارات الصعبة و هي الخيارات الحقيقية التي تتمايز فيها الشعوب بين الفتنة و الإضطراب و الإخفاق وبين الإصرار و التضحية و الإنتصار. فلا فرق في مثل هذه الأحوال بين من يلعب بالنار و بين من يطلقها على أبناء وطنه لأنه إذا وقعت المراهنة على الحل في هذا المستوى فإن الحريق لن يستثني احدا.
إننا بحاجة اليوم إلى الإصغاء إلى سيدي بوزيد، إلى بنقردان‘ إلى قفصة و إلى مواطنينا بكل الجهات و المدن و القرى المهمشة و المحرومة بكل رحابة صدر بأذن العقل و منطق العدل و الإنصاف لإدراك حقيقة حاجياتهم وللمساهمة معهم في تلمس أنجع السبل لإصلاح أوضاعهم مع الوعي بأن ذلك لن يتأتى إلا بإدرك كل تونسي بأن له في هذا الوطن نصيب.
فإلى متى سنضل ننتضر لإدرك ضرورة إقرار منحة بطالة تعيد الكرامة للمقصيين من حقهم في الثروة الوطنية و إلى متي سنضل نتجاهل ضرورة الإقدام على مخطط وطني للتوازن الجهوي تعبأ له الموارد بآلاف المليارات من الدنانير لا بالتلويح بمجرد الفتات كما حصل أخيرا. و إلى متي سنواصل التعامل مع بعضنا بعضا بفلكلور قوافل التضامن و الإعانات و 2626 فمواطننينا لا يحتجون طلبا للصدقات و المنن و إنما طلبا للعمل الشريف و الحياة الكريمة.
إن الأزمات يمكن أن تتحول إلى منصة للقفزفي سلم الحضارة و الرقي و الثورة الحقيقية ضد الحرمان و الضلم الإجتماعي إنما تتحقق من خلال مضاعفة فرص العمل و تكثيف الإستثمار و فتح أبواب جديدة لكل من يشعرون اليوم بأنها موصدة أمامهم في سبيل تحقيق رفاههم و تحسين مستوى عيشهم و أوضاعهم فالمجتمع الديموقراطي الذي نرنو إليه و دولة القانون و المؤسسات التي نسعى لبنائها لا يمكن أن يتحققا باستغلال مشاعر الضلم و الحرمان.
المختار اليحياوي – تونس في 25 ديسمبر 2010  


 
قراءة في أحداث سيدي بوزيد


حرر من قبل عبد الرؤوف العيٌادي في السبت, 25. ديسمبر 2010 حادثة إحراق الشاب محمد البوعزيزي بدنه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد تحمل في حدٌ ذاتها عدٌة معان ليس أقلٌها الإحتجاج بشكل مأساوي عن قمع السلطة و محاصرتها له في كسب لقمة عيشه و التعبير عن يأسه من المجتمع و نخبه التي وجدها عاجزة عن مساعدته في التصدٌي لعسف السلطة وفرض حلٌ يكفل له العيش و لو بما يتيسٌر له من وسائل متواضعة : بيع الفاكهة على عربة متنقٌلة. و الواقع أنٌ هذه الحادثة لا تشكٌل استثناءًا إذ سبق لشاب آخر أن عمد إلى إحراق نفسه في الأشهر الأخيرة أمام بلديٌة المنستير, كما أنٌ هناك حالات انتحار في صفوف الشباب لا يكاد المرء ينتبه إليها إذ تمرٌ ضمن شريط الأحداث اليوميٌة دون ردٌ فعل يُذكر. غير أنٌ إحراق الشاب محمد البوعزيزي نفسه يوم 18 ديسمبر الجاري كان سببًا لتفجير الوضع بسيدي بوزيد الذي سرعان ما اتٌخذ شكل الإنتفاضة على السلطة و تحوٌل الشارع الرئيسي بها إلى ساحة مواجهة بين جموع الشباب و أعوان الأمن و جرى التقاذف بين الطرفين بالقنابل المسيلة للدموع و الحجارة و تعدٌدت مشاهد حرق السيارات و الإطارات المطٌاطيٌة بما يذكٌر بما جرى بالحوض المنجمي سنة 2008 و ببنقردان هذه السنة و تمازج الإحساس بالظلم و الخوف من الإنتهاء إلى نفس مصير الشاب الضحيٌة ليولٌد حالة الإنتفاض على السلطة و تحدٌي آلتها الرهيبة. و المطلوب بعد التعبير عن التضامن مع أهلنا بسيدي بوزيد استيعاب ما حصل من أحداث و إدراك ما تحمله من معان في سياق تحليل أزمة السلطة و بلورة تصوٌر و رؤية قادرة على طرح البديل.  – ما جرى بسيدي بوزيد هي حلقة من انتفاضة الأرياف على سلطة 07/11 البوليسيٌة. لا تخفى أوجه التشابه بين أحداث سيدي بوزيد و ما سبقها من أحداث الحوض المنجمي و فريانة و الصخيرة و بن قردان و ذلك على صعيدين اثنين على الأقلٌ, الأوٌل و يتعلٌق بوحدة الجغرافيا إذ أنٌها حصلت بأرياف البلاد بالمناطق التي تعاني الإهمال و التهميش و الحرمان, أمٌا الثاني فيتٌصل بالمطالب و الشعارات التي تمٌ رفعها خلال التحرٌكات إذ أكٌدت على الحقٌ في العمل بعد استشراء ظاهرة البطالة بها و بلوغها حدًٌا غير مسبوق. و ما يتٌجه ملاحظته هو أنٌ الشعارات لم تكتف بطرح المطالب الإجتماعيٌة و إنٌما حملت شحنة سياسيٌة واضحة عبٌرت عن العداء و النٌقمة ضدٌ السٌلطة القائمة فشعار  » الثبات الثبات ضدٌ حكم المافيات  » الذي رفعه قادة انتفاضة الحوض المنجمي بقاعة الجلسة التي جرت فيها محاكمتهم تلاه شعار  » التشغيل استحقاق يا عصابة السرٌاق  » الذي ردٌده الشباب المنتفض بسيدي بوزيد و هو ما يكشف زيف ادٌعاءات حزب السلطة في تأطيره للجماهير إذ تأكٌدت حقيقة أنٌه لا وجود إلاٌ لتأطير أمني لا قدرة له على توقٌي النزوع إلى العنف المضاد كلٌما تهيٌأت الظروف لذلك.  – دخول نظام 07/11 مرحلة عدم الإستقرار المؤذنة بنهايته إنٌ ما يجري اليوم يُذكٌر بما حصل بالأمس أعني آخر عهد حكم بورقيبة مع بعض الإختلاف طبعًا لتغيٌر الظرف. وما يتعيٌن التذكير به هو أنٌ نظام بورقيبة شهد خلال العشريٌة الأخيرة من عمره انتفاضة مدن مثٌلتها الاحتجاجات و الإضرابات و المظاهرات التي كانت للنقابات الدور الأساسي فيها إلى جانب حركة الطلبة و الحركات السياسيٌة غير المُعترف بها و هو ما خلق حالة من عدم الإستقرار إنتهت إلى انقلاب 07/11 الذي حمل معه خطٌة السيطرة على  » انتفاضة المدن  » و التي تجلٌت عناصرها بعد انكشاف سراب الوعود التي جاء بها بيان 07/11 إضافة إلى ما بادرت به من تعديل أجندتها على الأجندة الدوليٌة التي كانت تخشى وصول الإسلاميين إلى دفٌة الحكم. لذلك تنفيذًا لتلك الخطٌة عمدت السلطة إلى عسكرة النقابات و حوٌلتها إلى جهاز رديف للجهاز الأمني متعاون في مهمٌة فرض الهدوء و الاستقرار و في هذا الإطار تمٌ إعادة صياغة عقيدتها عبر الخطاب القائل بأنٌ وظيفة النقابة أصبحت تقتضي  » المحافظة على مواطن الشغل و ليس تحسين ظروفه  » و هي مقولة ثبت زيفها إذ وقفت النقابات موقف المتواطئ إزاء ظاهرة التسريح التي طالت الآلاف من الشغالين بمناسبة تنفيذ مخطٌط  » الخصخصة  » و تأهيل  » المؤسٌسات « . و شهدت النقابات بروز  » برسترويكا  » تتوفٌر على العديد من الإمتيازات و أصبح  » التفرٌغ  » عنوانًا للإستئثار بالإمتيازات الماديٌة من قروض و سيٌارات و سفريٌات و غيرها و بلغ عدد المتفرٌغين حسب بعض النقابيين ما يزيد عن خمسمائة. و ما استعصى عن العسكرة و التعامل معها بروح من الإنسجام و التوافق استهدفته بالقمع المنهجي و الشرس الذي طال الحركات السياسيٌة المستقلٌة و الحقوقيين و الصحافيين و غيرهم و قد تطلٌب منها تعزيز أجهزتها القمعيٌة بالمزيد من الأعوان و الإطارات و هو ما استفادت منه الأرياف التي وفٌرت الرصيد البشري لتلك الأجهزة. تلك كانت خطٌة السيطرة على احتجاجات المدن و التي أثبتت نجاعتها إلى حدٌ كبير إلاٌ أنٌ مثل تلك الخطٌة تبدو قاصرة عن بلوغ النتائج المأمولة منها عندما يتعلٌق الأمر باحتجاجات الأرياف و ذلك لعدٌة أسباب منها الإقتصاديٌة و ذلك في غياب ما كان يُعتبر بمثابة صمٌام الأمان شكٌلته ظاهرة النزوح إلى المدن التي فقدت قدرتها على استيعابه بعد تفكٌك نسيجها الصناعي بعد تحرير التجارة و استشراء ظاهرة التهريب التي تقف وراءها العائلات المتنفٌذة و كذلك ظاهرة الهجرة إلى الخارج بما تسبٌب في انسداد آفاق التشغيل أمام الشباب بالأرياف و منها أيضًا المستمدٌة من التركيبة الإجتماعيٌة لأجهزة القمع و التي تتكوٌن بالأساس كما أسلفنا من عناصر تنحدر من الأرياف  » قبائل المخزن  » كما لا تخفى المخاطر التي تولٌدها حملات قمعيٌة فاقدة لأيٌ عنوان مقنع و عارية من أيٌ غطاء دولي مثل  » مقاومة التطرٌف  » و  » مكافحة الإرهاب  » على استقرار السلطة بما يُنهك أجهزتها خاصٌة و هي مشغولة بموضوع  » التمديد و التوريث  » – سقوط الخيار الأمني و حتميٌة الحلٌ السياسي  من المنتظر أن تعمد السٌلطة كعادتها إلى إحالة الشباب المنتفض على المحاكم خلال الأسابيع القادمة بعد حملة المداهمات و الإيقافات التي تقوم بها الآن و هو أسلوب أثبت فشله في التعاطي مع أزمة اجتماعيٌة حقيقيٌة و مطالب مشروعة إذ أنٌ اللجوء إليه سابقًا لم يحل دون تكرٌر الإنتفاضات بجهات أخرى بل أنٌ انتقال مظاهر الإحتجاج بالمعتمديٌات المجاورة لسيدي بوزيد ( مثل بوزيان و الرقاب و جلمة و سيدي علي بن عون ) يؤشٌر إلى عمق الأزمة. و لعلٌ السيناريو الذي قد لا يكون بعيدًا عن التحقٌق هو توسٌع الإحتجاجات لتشمل الأحياء الفقيرة بالمدن الكبيرة بما سيكون الجهاز القمعي غير قادر على السيطرة على الوضع مهما توفٌر على العدد و العدٌة. و ما يصعب تصوٌره هو أن يكون النظام قادرًا على تقديم حلول سياسيٌة حرص على حذفها من قاموسه طيلة مدٌة حكمه السٌابقة كما أنٌ النخبة التي لاحقها النظام بالقمع و الحصار و العزلة ليست في وضع يجعلها في مستوى متطلٌبات الظرف لاختلاف الرؤى و تباعد الأراء في تقويم الأوضاع و عدم القدرة على تأطير الجماهير. و المنتظر – على عكس ذلك – تحرٌك اللاٌعبين الدوليين المعنيين باستقرار الأوضاع بالبلاد و الذين ساهموا بدور كبير في صناعة الإستبداد و تمويل حملاته القمعيٌة أم هل أنٌ النٌخبة ستعمل في القريب على تجاوز مكامن ضعفها و تسعى إلى تدارك وضعها و تشكٌل توليفة بين أطيافها قادرة على طرح البديل السياسي و إحباط كلٌ مخطٌط يهدف إلى إعادة سيناريو 07/11 أي تجديد وصاية الأجهزة الطٌرف الوحيد الذي نال ثقة الدول الغربيٌة و رضاها بما حقٌقته من تعاون مع مثيلاتها بتلك الدول في تنفيذ حملاتها ضدٌ  » التطرٌف  » و  » الإرهاب  » (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 25 ديسمبر 2010)
 


أين المشكل حين نعترف أن ولاية سيدي بوزيد ما زالت تنتظر نصيبها من التنمية ؟


نورالدين المباركي

ما حصل خلال الأيام الفارطة في مدينة سيدي بوزيد وبعض المعتمديات المجاورة لها هو إشارة واضحة إلى ما يمكن أن تصل إليه الأمور عندما يكون اللا تكافؤ الجهوي  واللا توازن بين الجهات في نصيبها من التنمية هو العلامة البارزة للخريطة التنموية للبلاد.
 

أحداث سيدي بوزيد وقبلها أحداث بن قردان وقبل ذلك أحداث الحوض المنجمي قاعدتها الأساسية والرئيسية محدودية التنمية في هذه الجهات والأقاليم وإن كانت أسباب اندلاعها المباشرة حوادث فردية …فكل الأحداث الكبرى تكون شرارتها حادثة صغيرة سرعان ما تتطور وتكبر إذا لم تحسن الأطراف المعنية والمتدخلة التعاطي معها ومحاصرتها في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة التي تتلاءم مع الوضع .
 ليس عيبا أو إساءة لتونس أو تشكيكا في منوال التنمية عموما حين نقول إن ولاية سيدي بوزيد وإقليم الوسط الغربي عموما ما زال ينتظر نصيبه الحقيقي من التنمية وإن شبابه ما زال في حاجة إلى استثمارات حقيقية توفر له مواطن شغل … الخطأ هو التغاضي عن هذا الأمر ومحاولة » إخفائه  » بأرقام في جانب كبير منها هي « حبر على ورق » ومحاولة إقناع الناس بها .
 لا أحد يعتقد أن شابا تتوفر له فرص التشغيل وفضاءات المبادرة مفتوحة أمامه سيحتج إلى درجة أن يسكب البنزين على جسده ويضرم النار فيه أمام مقر الولاية… ليس هذا تبريرا لما أقدم عليه هذا الشاب محمد البوعزيزي أو تشجيعا لغيره … إنما هو توصيف لحالة وما يمكن أن تفرزه ، خاصة إذا كان الوضع في الجهة عموما يعاني من نقص مواطن الشغل ومن غياب الاستثمارات وغير ذلك .
 نعتقد أن هذا هو جوهر الإشكال ..كل حادثة صغيرة وفردية يمكن أن تتوسع عندما تجد التربة مهيأة لها، حصل ذلك قبل نحو سنتين في منطقة الحوض المنجمي عندما رفض بعض الشبان نتائج مناظرة نظمتها شركة فسفاط قفصة .. لكن الأمر تتطور بعد ذلك لتتواصل الاضطرابات عدة أشهر لأن منطقة الحوض المنجمي كانت مهيأة لذلك لمحدودية التنمية فيها… ولا نأمل كما لا يأمل أي كان أن تستمر أحداث سيدي بوزيد إلى عدة أشهر أخرى.
 قلت ليس عيبا أو إساءة  أو تشكيكا في منوال التنمية عموما حين نقول أن ولاية سيدي بوزيد وإقليم الوسط الغربي عموما ما زال ينتظر نصيبه الحقيقي من التنمية …لأن الأرقام الرسمية المنشورة في الوثائق الرسمية وشبه الرسمية تؤكد ذلك .   نقرأ في المسح الوطني حول الإنفاق والاستهلاك ومستوى عيش الأسر سنة 2005 أن نسبة الفقر مرتفعة جدا بمنطقة الوسط الغربي 12.8 بالمائة وهو ما يقارب ثلاث مرات ونصف النسبة الوطنية 3.8 بالمائة .
 ونقرأ في دراسة الاتحاد العام التونسي للشغل التي تحمل عنوان « التنمية الجهوية بولاية سيدي بوزيد : بين الواقع المكبل والإمكانات الواعدة « : من أهم الإشكالات  في ولاية سيدي بوزيد هو ارتفاع نسبة الأمية ذلك أن 34.7 بالمائة من السكان ليس لهم أي مستوى تعليمي والذين لهم تعليم ابتدائي يمثلون 34.4 بالمائة من مجموع السكان  وبالنظر إلى مفهوم اليونسكو حول تحديد طبيعة الأمية فان 69.5 بالمائة من سكان هذه الولاية هم بالفعل أميون « ( ص 90).
 ونقرأ في الوثيقة ذاتها  » تبقى الفلاحة اكبر قطاع مشغل لليد العاملة بولاية سيدي بوزيد إلا أن الفلاحة تقهقرت مقارنة مع الولايات الأخرى إذ كان يقدر إنتاجها الفلاحي من الخضراوات ب27 بالمائة من الإنتاج الوطني واليوم لا يتجاوز هذا الإنتاج 17 بالمائة والأسباب عديدة (…) وباعتبار الظروف الصعبة للقطاع التي تجعل الشباب لا سيما المثقف يهجر مسقط رأسه ويترك الفلاحة للبحث عن فرص أخرى غالبا خارج الولاية أو حتى خارج البلاد .كما أنه لم تتحسن الأمور على صعيد القطاعات الأخرى بل يبدو في نظر المتساكنين وكأنه أسوأ بكثير في قطاع الصناعات المعملية حيث أغلقت عدة مصانع صغيرة أبوابها مثل  » هنديكاشي  » و « اكريمان  » و « اولامبياك » و » فورميكا  »  و »أوليف آر » وآخر معمل بلاستيك بالمزونة ( ص 123).
ونقرأ في وثيقة المخطط الحادي عشر (2007-2011) – المجلد الثالث  – باب المحتوى الجهوي أن برنامج الاستثمارات المبرمجة لإقليم الوسط الغربي خلال المخطط الحادي عشر تبلغ نحو 1948 مليون دينار فقط  وهي الأقل من ناحية الاستثمارات مقارنة مع بقية الأقاليم:
-الشمال الشرقي :16583.7 مليون دينار -الشمال الغربي:2654.2 مليون دينار -الوسط الشرقي:6107.9 مليون دينار -الجنوب:5674.4 مليون دينار
إن هذه الأرقام وغيرها المنشورة في الوثائق الرسمية وشبه الرسمية من المفروض أن تدفع للتوجه مباشرة إلى جوهر الإشكال وهو ملف التنمية في الجهة هذه الولاية التي تعوزها مقررات وإجراءات تنهض بواقعها التنموي.   إن حديثنا عن محدودية  التنمية في ولاية سيدي بوزيد لا يجب أن يفهم منه أننا نبحث عن التبريرات لأحداث العنف والتكسير التي عرفتها المدينة . إننا وان كنا نعتقد انه من حق الشباب في الجهة أن يطالبوا  بنصيبهم في الشغل ومن حق أهالي الجهة أيضا  أن يطالبوا أيضا بنصيبهم من التنمية فإننا في الوقت ذاته ضد أن تتحول هذه الاحتجاجات إلى ممارسات للاعتداء على المنشآت العمومية والممتلكات الخاصة وضد أن يعمل أي كان على توظيف هذه الاحتجاجات لتحقيق أجندته السياسية واستغلالها في مزايداته.
 لقد بينت تجربة الحوض المنجمي أن توظيف الاحتجاجات والحياد بها عن مطالبها الأساسية الرئيسية  تسيء بالدرجة الأولى إلى أبناء وشباب الجهة والى مطالبهم المشروعة في الحق في التشغيل والتنمية ويبقى الحوار والاستماع  لشواغل المحتجين هو السبيل الأفضل لسحب البساط من تحت أقدام كل من يسعى لتوظيف هذه الاحتجاجات أو المزايدة بها في فضاءات أخرى.
 إن الحوار والتعامل بشكل جدي مع مطالب المحتجين يسد الأبواب أمام خيارات أخرى نحن في غنى عنها ولا يريدها  أي كان لتونس التي عرفت خلال السنوات الأخيرة باستقرارها الاجتماعي.وهذا يتطلب من كافة الأطراف السياسية والاجتماعية والمدنية أن تدفع في اتجاه استقرار الوضع والتهدئة لان ذلك هو الإطار الوحيد للبحث عن الحلول ونزع فتيل التوترات وتخطئ السلطة إن اعتقدت انه بردود الفعل الأمنية فقط يمكنها أن تضع حدا لهذه التوترات ويخطئ المحتجون إذا اعتقدوا انه باللجوء إلى بعض اساليب العنف سيحققون مطالبهم وتخطئ بعض  » الأطراف السياسية  » أنها  » بصبها الزيت على النار « يمكن أن تحقق أجندتها.
ملف التنمية في ولاية سيدي بوزيد وعديد المناطق الأخرى هو ملف معقد تتدخل فيه عدة قضايا وملفات تتطلب حكمة في تناولها وخاصة رؤية موضوعية للوقوف عند الأسباب التي جعلت الأمور تبلغ هذه الدرجة من التوتر. هل مازال تحقيق التوازن الجهوي في التّنمية ممكنا؟!
محمد رضا سويسي
أُعتبر ملف التّنمية الجهويّة في تونس من الملفّات المزمنة الّتي يرجع تاريخها إلى الحقبة الاستعماريّة وربّما إلى ما قبل ذلك حيث كان الامتياز والأفضليّة للمناطق الفلاحيّة الخصبة والرّطبة يوم كانت الفلاحة هي القطاع الاقتصادي الرّئيسي ثمّ ومع تطوّر القطاعين الثاني والثّالث بدأت الكفّة تميل تدريجيّا لصالح المناطق الّتي تتركّز بها هذه الأنشطة الّتي بحثت عند تركّزها على مواطن ذات مميّزات دقيقة جدّا لعلّ من أهمّها القرب من شبكات النّقل في خطوطه الدّاخليّة والدّوليّة ومنها خاصّة شبكات النقل البحري ممّا أعطى السّواحل امتيازا في الاستقرار البشري وفي النموّ الاقتصادي وهي خاصّية لا تنفرد بها تونس وإنّما هي ظاهرة عالميّة.
وقد أدّى هذا التّحوّل إلى التّنامي المتسارع في التّفاوت بين المناطق الساحليّة والجهات الدّاخليّة من حيث المعطيات الدّيمغرافيّة والاقتصاديّة والسياسيّة على حدّ سواء إذ منذ عهد الاستعمار الفرنسي أصبح دور المناطق الدّاخليّة يقتصر تقريبا على توفير المواد المنجميّة المعدّة للتحويل في مصانع مستقرّة على السّاحل أو للتّصدير خاما إلى جانب تزويد المناطق الساحليّة باحتياجاتها من المواد الفلاحيّة بينما تركّزت الصّناعات التّحويليّة بمختلف اختصاصاتها على السّواحل بحثا عن ظروف طبيعيّة وبشريّة ملائمة لنموّها.
ودون الحاجة إلى تقديم معطيات مدرسيّة حول التّقسيم الجهوي أو الإقليمي للبلاد التّونسيّة نشير إلى أنّه ومنذ العهد الاستعماري أصبحنا نلاحظ بوضوح تفاوتا كبيرا في مختلف مستويات التّنمية بين أقاليم أو جهات ساحليّة كثيفة السّكّان والأنشطة وبين جهات داخليّة ضعيفة في حجم أنشطتها الاقتصاديّة وهي بصدد فقدانها بشكل مستمرّ لرصيدها البشري نتيجة حركات الهجرة الدّاخليّة (النزوح) والخارجيّة نحو الدّول الأوروبيّة خاصّة.
أما الحصيلة اليوم فهي ما نعيشه من تفاوت بين الجهات حيث نكتفي بالقول على المستوى البشري أنّ أكثر من ثلثي السكّان يعيشون في المناطق السّاحليّة على حوالي ربع مساحة البلاد ممّا أصبح مصدرا لعديد مظاهر الاحتجاج والتّذمّر.
 لقد كانت هذه السّياسة المُبقية على التفاوت الجهوي مفهومة من الاستعمار الّذي لم يكن همّه الوحيد إلا نهب ثروات البلاد وتسهيل ترحيلها إلى حيث يجني منها الأرباح لكن المشكل الحقيقي هو تقصير الدّولة الوطنيّة منذ السنوات الأولى لخروج الاستعمار المباشر في مواجهة جدّية لهذه الظّاهرة خاصّة وأنّها كانت تعيش على المستوى الاقتصادي نوعا من رأسماليّة الدّولة بحيث كانت كلّ المؤسّسات الاقتصاديّة تقريبا وخاصّة الاستراتيجيّة منها ملكا للدّولة وكان بإمكانها توطينها وفق خريطة تحترم التّوازن الجهوي مع الأخذ بعين الاعتبار طبعا الضّرورات الّتي يقتضيها نجاح واستمرار هذه الأنشطة كما كان بإمكانها تطوير بعض الخدمات الحياتيّة في هذه المناطق الدّاخليّة على غرار القطاع الصّحّي والتّعليم فضلا عن العناية بالأنشطة الموجودة أصلا بتلك المناطق وتنميتها بالشّكل الّذي يدعم الإقبال عليها من السّكّان مثل النّشاط الفلاحي الّذي يبقى قطاعا استراتيجيّا لكل البلاد لدوره في تأمين الغذاء . إلاّ أنّ كلّ هذا لم يتحقّق و اتّجهت الدّولة إلى مسايرة ما وجدته من إرث مع الاكتفاء برفع شعار التنمية الجهويّة المتوازنة والاهتمام بالمناطق الدّاخليّة والمحرومة ليكون شعارا يُطلق دون تجسيد يُذكر بل إنّ الفوارق بين الجهات قد تفاقمت بحيث تزايدت معدّلات النزوح إلى المدن السّاحلية وخاصّة نحو المدن الكبرى الّتي مثّلت مراكز استقطاب بما تجاوز أحيانا طاقة استيعابها مثل تونس وصفاقس ومدن الساحل لتتحوّل هذه المدن إلى ميادين لعدّة ظواهر اجتماعيّة واقتصاديّة مُستهجنة كالسكن الفوضوي والكوخي والأنشطة الاقتصاديّة الهامشيّة فضلا عن تفشّي الجريمة الّتي نعلم أنها ليست غريزة في مرتكبيها وإنما هي ناتجة أساسا عن الظّروف الاقتصاديّة والاجتماعية والنفسية الّتي يقع فيها مرتكبوها.
 أمّا اليوم وقد قامت الدّولة بالتّفويت في القطاعات الاستراتيجيّة وتخلّت عن دورها الاقتصادي والاجتماعي التّعديلي بل وفقدت السيّطرة حتّى على التوجيه الدّقيق لمشاريع التّنمية في توطينها وتوجيهها حسب القطاعات نتيجة سيطرة القطاع الخاص المحلّي والأجنبي على هذه القطاعات فإنّ تجسيم الحديث عن تنمية اقتصاديّة متوازنة في ظلّ منظومة رأسماليّة عادت بالكامل تقريبا إلى » دعه يفعل ، دعه يمر » أصبح بلا شكّ أكثر صعوبة إذ أنّ قدرة الدّولة على تجسيم هذا الشعار هو من من قدرتها على توجيه الاستثمارات توطينا واختصاصا وهو أمر لم يعد ممكنا ليس لعجز في الدوّلة وإنّما لما تقتضيه طبيعة المنظومة الاقتصاديّة ونهج التّنمية المتّبع.
  لذلك فانّنا نعتبر أنّ تجسيم شعار التّنمية الجهويّة المتوازنة والحدّ من الفوارق بين الجهات لا يمكن أن يتحقّق بشكل مقنع وفاعل من خلال الاعتماد فقط على بعض مؤسسات التضامن الوطني المعدّة للنّهوض بمناطق الظّل والحدّ من الصعوبات الّتي تعيشها هذه الأخيرة وإن كانت هذه المؤسّسات قد قامت بدورها في حدود إمكانياتها وما خُطّط لها وإنّما من خلال إعادة صياغة المشروع الاقتصادي الاستراتيجي الوطني وإعادة الاعتبار للدّولة في المجال الاقتصادي باستعادة ملكيّتها للقطاعات الاستراتيجيّة واسترجاع القطاع العمومي لدوره الوطني في تحقيق عدّة توازنات اجتماعيّة واقتصاديّة كما أن الحدّ من المركزيّة الإدارية ومركزيّة بعض الأنشطة أصبح اليوم ضرورة لتحقيق هذه التّنمية المتوازنة.
   إن عماد التّنمية وهدفها هو الإنسان لذلك فإنّ تنمية هذه المناطق الدّاخليّة الّتي تغطّي أغلب مساحة البلاد لا يمكن أن يكون إلاّ عبر تثبيت أهلها على أرضها فهم صنّاع الحياة فيها وهذا بدوره لا يمكن أن يتمّ إلاّ من خلال قيام الدّولة بدورها كاملا في خلق أنشطة ومراكز عمل تتجاوز في حجمها البعد الدّعائي والإعلامي لتمثّل فعلا حقيقيّا على أرض الواقع في إطار إستراتيجية تنمويّة تقطع مع التفريط في القطاع العمومي الّذي يبقى أحد عناوين وجود الدّولة ودورها الوطني الصحافة الورقية على شفا الهاوية..
صالح عطية

يتصاعد الجدل في أنحاء كثيرة من العالم بشأن مستقبل الصحافة الورقية، في ضوء التوسع  الكبير للإنترنت وللمواقع الإلكترونية التي بلغت اليوم حجم الملايين.. لكن هذا الجدل تجاوز إطاره الفكري والنظري، ليتحول إلى ملف يناقش حاليا في أكبر البرلمانات في العالم، بل في مستويات عليا من صناعة القرار السياسي في دول عريقة في الصحافة، على غرار فرنسا وبريطانيا..
فقد وصلت أزمة الصحافة الورقية، أروقة مجلسي الشيوخ والنواب في الولايات المتحدة الأميركية، اللذين خصصا جلسات لمناقشة الموضوع في مسعى من السياسيين والمشرعين الأميركيين، الدخول بقوة على خط الأزمة بغية وضع الحلول لها.
وفي فرنسا تدخل الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي في مرات عديدة، سواء لمساعدة  الصحف الفرنسية على تجاوز أزماتها المالية التي بدأت تتخبط فيها جراء تراجع مبيعاتها وتقلص حجم الإعلانات فيها، وهجرة القراء الكبيرة نحو الصحافة الإلكترونية، أو حتى بالتدخل في شأن بعض الصحف العريقة على غرار صحيفة « لوموند »..
أما في بريطانيا، التي تعد الأعرق في الصحافة على الصعيد الغربي، فقد طرح موضوع الصحافة الورقية على طاولة الدرس ضمن أكثر من جهة حكومية وغير حكومية.. ولم تستثن ألمانيا من هذه التطورات المثيرة في عالم الصحافة، حيث باتت أكبر صحفها، مثل « دير شبيغل » تعاني من أزمة مبيعات، رغم التقاليد التي خلقتها لدى القارئ الألماني على امتداد عقود كثيرة، بل إن عديد وكالات الأنباء في العالم لحقتها الأزمة وباتت استمرارها ووجودها بين الشك واليقين..
في عالمنا العربي، ما يزال التكتم سيد الموقف، حيث يتواصل الرهان على الحكومات طمعا في الحصول على تعويضات مالية، سواء في شكل هبات أو ضخ كميات من الإعلانات لتعويض عدد القراء الذي يتراجع يوما بعد آخر.
واللافت للنظر أن في الغرب حاليا، وضعت الكثير من الصحف المعروفة، مثل « لوموند » و »لوفيغارو » و »واشنطن بوست »، و »ذي هيرالد تريبيون »، وغيرها كثر، خارطة طريق مثيرة للانسحاب من السوق الإعلامية كجريدة ورقية، وإذا ما صدق مسؤولو هذه الصحف في أقوالهم، فإننا لن نقرأ « لوموند » مثلا انطلاقا من العام 2016، وستختفي « لو فيغارو » بداية من العام 2018، وهلم جرا..
أما عندنا في تونس، فما يزال البعض يكابر، ويتحدث عن بضعة آلاف، ويراهن على سوق الإعلانات الضخم قياسا بعدد الصحف القليل في بلادنا، خصوصا الصحف اليومية، فيما عدد المبيعات يتقلص بصفة مهولة، والقراء ولوا وجهتهم نحو الإنترنت، التي تشهد منافسة اليوم حتى في مجال الحصول على الإعلانات، ونسي هؤلاء وأولئك، أن المشهد يتغير من جميع مفاصله، التحرير والنشر والإعلانات والقراء ولوبي التوزيع، وسقف الحريات..
نحن بحاجة إلى ندوة ضخمة يطرح فيها مشكل الصحافة في بلادنا بصورة جادة وعميقة، ويحضرها جميع مكونات المشهد الإعلامي من مديري المؤسسات الإعلامية إلى الصحفيين، مرورا بالسلطة ورجال الأعمال والسياسيين والأحزاب والمنظمات، لأن مستقبل الصحافة في تونس، مشكل يهم الجميع، والجميع سينالهم نصيب مما سيحصل.. فهل تكون الصحافة الورقية أحد الملفات البارزة في المرحلة المقبلة ؟ على خلفية الدعوة إلى تخفيض الأذان: التلوث الصوتي لا ينطبق إلا على الآذان !  كمال الساكري فوجئ الشعب التونسي مؤخرا وهو يتابع مداولات مجلس المستشارين بتذمّر السيدة رياض الزغل عضو مجلس المستشارين من ظاهرة تضخم أصوات مكبرات الأذان وما يمثله من انزعاج للمواطنين عامة والمؤسسات التربوية والجامعية خاصة ..وانتظر المشاهدون ردا مقنعا من السيد وزير الشؤون الدينية فإذا به يصدم المتبعين إذ حصر الموضوع في مقاومة التلوث الصوتي مما أثار ردود فعل متعددة .
الأمر الذي استوجب منا عرض الواقعة وتحليلها فلئن كان من حق أي مستشار أو عضو مجلس النواب أن يطرح قضايا يراها جديرة بالطرح لكونها مطروحة في المجتمع وتنتظر حلولا فإن طرح أي موضوع دون مراعاة السياقات المختلفة والاقتصار على بعد دون آخر من شأنه أن يحدث سوء تفاهم اجتماعي و يؤدي إلى توترات نحن في غنى عنها.
لقد اقتصرت الزغل على ما يخلفه تفاقم أصوات الأبواق معلنة الأذان في تلوث صوتي يضر بالمجتمع وتناست ما تحدثه أبواق المزود والطائرات والسيارات والمصانع من تلوث صوتي إضافة إلى التلوث الهوائي أزعج التونسيين لا في المدن وحدها وإنما أيضا في الأرياف وأصبح الصيف مصدر قلق وانزعاج للجميع وكان يجدر بالسيدة المستشارة أن تكتفي بالإشارة إلى ضرورة معالجة آفة التلوث الصوتي هذه الظاهرة المستجدة والتي أصبحت تسبب في مقتل عدد لا يستهان به من المواطنين .
غير أن السيدة رياض الزغل تجاهلت مصادر التلوث المختلفة والتي هي أشد فتكا بالمواطن وركزت على تضخم أصوات الآذان مما أوقعها في مواجهة ولو غير مباشرة مع الصلاة والعقيدة الإسلامية في مجتمع عربي دينه الإسلام وجعل العديد يردون بعنف ويطالبون بمحاسبتها بل ذهب بعضهم إلى المطالبة بسحب جنسيتها !  ولئن كنا لا نذهب هذا المذهب ولا نحاكم نوايا السيدة المستشارة ولا نكفرها من قريب أو بعيد فإننا نلومها على قراءتها التجزيئية لظاهرة التلوث الصوتي وحصرها في الآذان وندعوها إلى عدم النسيان أنها مستشارة الشعب التونسي لا مستشارة بعض المتضررين من تضخم صوت الأذان !  إن وجد الضّرر أصلا.
أما في ما يتعلق برد السيد وزير الشؤون الدينية فإنه تقيد هو الآخر بحدود تساؤل السيدة المستشارة وأعرب عن تفهمه لتفاقم ظاهرة التلوث الصوتي وعبر عن موقف وزارة الشؤون الدينية قائلا  » نحن لا يمكن أن نسمح بالتلوث الصوتي » ثم ذكر بمنشورين في الغرض كانت بعثت بهما الوزارة للسلطات الجهوية أحدهما سنة 2005 والآخر سنة 2010 نبها إلى التخفيض في صوت الأذان بما لا يتجاوز 70 ( د – سي.ب.ل) وهو الحد المناسب في نظر وزارة الشؤون الدينية.
ونحن إذ لا نتدخل في إجابة السيد الوزير ولا في رؤيته للمشكلة فإننا نعيب عليه حصر الإجابة في جانبها التقني والفني وتجاهل السياق الحضاري والعقدي لمجتمعنا إننا في مجتمع متشبّث بعقيدته متمسك بسماحة الإسلام و وسطيته رافض للإنغلاق والتطرف ولا سيما التكفير.
وكان على الجميع مستشارة ووزيرا أن ينبها إلى الفصل بين المسائل الفنية والعقيدة حتى لا يقع الالتباس وينتشر الوسواس الخناس.  

(المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 169 بتاريخ 24 ديسمبر 2010)

 


سيدي بوزيد :إن غدا لناظره قريب


توشك السنة الميلادية 2010 على الإنقضاء وميزانيات الحكومات تكاد توضع في الرفوف كأخواتها من الوثائق لتزينها محفوظة في اضباراتها  حفظا لها من الغبار الله وحده يعلم متى سيكشف عن مكنونها بعد أن عرضت على « مجلس النواب » وغرفة المستشارين ».وكل عام والنواب والمستشارون والحكومات بألف خير.
..لكن نهاية 2010 في تونس لها سمتها الخاصة وكأن المرء يرمق الإضبارات وهي في الرّفوف ،وهي ترتعش، تريد لفظ ما فيها من وثائق لاحتوائها على محتويات تكذبها الوقائع وتفضحها الأحداث.
وظنت « حكومة تونس برئاسة الغنوشي »أنها قد رتّبت أمرها وخططت ككل سنة فأسندت لكل جهة حصتها من « التنمية والرفاه الإقتصادي »،ككل نهاية كل سنة ،وذلك وفق « مقاييس علمية » حدّاها المحافظة على الإمتيازات التي اكتسبها لفيف من المنتفعين بعلاقة مع صاحب الإنقلاب من جهة ومزيد من التفويت في الممتلكات العامة لصالح « الشركات الخاصة » ذات « الإسم العالي والمربط الخالي ». وقد سيجت هذه الخطة بضابطين إثنين على الأقلّ ،  أولا: قبضة أمنيّة قوامها مائة وثلاثون ألفا من الفرق المدججة بشتى أنواع الأسلحة المجلوبة من بلاد العم سام « مهد الديمقراطية والحرّية » والمدرّبة تدريبا فائقا مستعدّة للإنقضاض في الوقت المناسب ،وثانيها: آلة إعلامية رهيبة تقوم على التعتيم وقلب الحقائق وإبرازالصورة الوردية « للمعجزة الإقتصادية » التي طالما صموا بها آذاننا. لكن ظنها تكسّر على صخرة أحداث سيدي بوزيد المنطقة التي لا تختلف أوضاعها عن بقية الجهات من حرمان من عمليّة التنمية لسنوات طويلة فانعدمت المصانع الإنتاج الفلاحي ، وتفشٍّ للبطالة في صفوف الشباب وخاصة من حاملي الشهادات العليا فاقت الإثنين والثلاثين بالمائة (الصباح التونسية بتاريخ 2010.12.25) .وفوجئت السلطة بانتفاضة شعبية ظاهر أسبابها التضامن مع الشاب البوعزيزي ولكنها حقيقتها أعمق من ذلك لا تقف عند حادثة محاولة الإنتحار بل تتعداها إلى السياسة المنتهجة من قبل السلطة  والحيف افجتماعي الواقع على رقاب الناس . وانتفضت سيدي بوزيد ولم تقتصر المظاهرات والإحتجاجات عند مركز الولاية وانتشرت كالنار في الهشيم واحتدمت المواجهات بين قوات الأمن والجماهير الغاضبة .
طبيعة التحركات
الراصد لهذه التحركات يلاحظ سمتين صاحبتا هذه الإحتجاجات،أولاهما العفوية حيث لم يخطط لها من قبل فلا النقابيون ولا السيايون لهم يد في اشتعال الغضب المصبوب من الجماهير بل انطلقت من الشارع من أوّل فرد سمع بعملية البوعزيزي وسرت بالعفوية ذاتها في كل المدن المجاورة مما فاجأ الجميع بما فيها السلطة نفسها ،وثانيها الطبيعة السلمية للإحتجاجات وقد صاحبتها تخللتها شعارات لم تخرج عن المطلبية من مثل المطالبة بالتشغيل وخاصة للشباب من الخرّيجين ،وضرورة الإعتناء بالجهة ،لكن ما عكّر هذه الرصانة في التعامل التدخل السافر لقوات الأمن. موقف الأطراف ذات العلاقة بالحدث أ‌-موقف السلطة:اتسم موقفها بعدم المبالاة في أول الأمر فلم تتحدث عبر إعلامها المرئي والمكتوب والمسموع إلاّبعد مرور يومين من المظاهرات ففي الوقت الذي امتلأت صفحات المواقع الإلكترونية المحلية والعالمية والقنوات الفضائية ( الجزيرة،البي بي سي،فرنسا 24  على سبيل المثال) بتغطية الأحداث رغم الحصار المضروب ولا تكاد تجد مراسلا لوسيلة إعلام خارجية نلاحظ أن الإعلام المدجن لا يعير اهتماما إلا بالإنجازات التي حققها النظام لفائدة الجهات والمناطق في كامل تراب الجمهورية واعتناء « السيد الرئيس  » بمثل هذه المشاريع .وواصل سلوك سياسة النعامة فلما نطق إعلامه الموجّه ذكر حادثة البوعزيزي وما أقدم عليه من أنها عمل معزول وفردي تجاوز فيه القانون وكعادته عزى الإحتجاجات إلى أطراف سياسية « أرادت توظيف الحدث لصالحها وهي تشكك في عملية النتمية في البلاد »(وزير الداخلية التونسي قناة صاحب الإنقلاب) ولما لاحظ أن الإحتجاجات لم تقف عند حدّ واعتمادا لسياسة الهروب إلى الأمام  أرسل صاحب التغيير  ليلعب دور المنقذ للموقف وزيرا من وزرائه واجتمع بالقائمين على حراسة مصالح الطبقة الحاكمة تحت مسمى « مجلس جهوي بالولاية » وأعلن عن جملة « مشاريع لفائدة سيدي بوزيد وذلك حرصا من الرئيس بن علي على تأمين مقومــــات تنمية جهوية متضامنة وتوفير أسباب العيش الكريم لكل المواطنين في مختلف الجهات » من خلال هذا الموقف الذي اعتمده النظام يمكن إبداء الملاحظات التالية : – عدم اكتراث النظام الحاكم بما حصل من تردّ للأوضاع في سيدي بوزيد وأنه مستخف بعموم الشعب التونسي وخاصة بشبابه وهو يرفع شعار « السنة الدولية للشباب » وما صاحبها من تسويق ودعاية صرف من أجلها الملايين على حساب قوت المغلوبين والفقراء وبات ينتظر أن يحرق شاب  نفسه  ليهل علينا « صاحب الإنقلاب » ويبادر لإنقاذ « العباد والبلاد  » فهل قدّر للشعب التونسي أن يقدّم ثلاثة وعشرين منتحرا في بقيّة الولايات كي يعتني بها السيد الرّئيس ويمنّ عليه بما يربو على خمسة عشرة مليون دولارا ؟ ألم نقل إن المحتويات وأرقام الميزانيّات قد بقيت في إضباراتها ولن تخرج إلاّ مضطرّة. – في الوقت الذي يبدي فيه  النظام عدم اكتراثه بما هو صائر وكأن الأمر لا يعنيه فإن اضطرابا يعتريه وانزعاجا يكتنفه لمجرّد  تحرك يمارس أو مقال يكتب ويحسب كل صيحة عليه. ب‌-موقف المعارضة  والمنظمات المهنية والحقوقية: إن أقدم منظمة شغيلة في الوطن العربي وفي إفريقيا جدير بأن يكون له  موقف من جملة القضايا وخاصة الإجتماعية منها والمتابع لتطور الأحداث يلحظ أن ممثليّة الإتحاد قد فوجئت هي الأخرى بانفجار الوضع ولم تواكبه إلاّ بعد يوم من اندلاعها وتكونت لجنة متابعة في الغرض وقد عبّر أكثر من رمز نقابي أن المظاهرات كانت عفويّة ولم يخطط لها أيّ طرف (علي الزارعي لقناة الجزيرة،العثموني الناطق باسم اللجنة وغيره من النقابيين) ولكن الملفت للإنتباه فإن أغلب هؤلاء القيادات وجدوا في قلب الحدث ولم يتأخّروا عن مساندة الجماهير في المطالبة بحقوقها المشروعة . أما المركزية النقابية فقد أصدرت بيانا على موقعها أبرزت فيه متابعته للأحداث وأنّ الشغل حق مضمون لكل فرد يكفله القانون والعقود المبرمة ،كما أنه دعا  »  إلى أهمية استمرار الدّولة في دورها التعديلي وفي الاضطلاع بمهمّة الاستثمار من أجل خلق مواطن عمل إضافية لكافة طالبي الشغل وخاصة منهم حاملي الشهادات الجامعية من الشباب »، كما دعا إلى « تجنيب الحلول الأمنية لفضّ المشاكل العالقة ». ومن جانبها أصدرت الأحزاب السياسية المعارضة  الرسمية منها غير الرسمية مواقف من الأحداث وكان من أبرزها الحزب الديمقراطي التقدّمي الذي اعتبر معالجة النظام للأزمة فاشلة وأن هناك إخفاقا سياسيا وتنمويا في التعامل مع القضايا الحيوية بالبلاد.كما أكّد أن الأحداث فاجأت الجميع بمافيها الأحزاب وقد عزى السيد رشيد خشانة ذلك إلى »أن  الأحزاب السياسية إما مقصاة أو مهمشة لأنها معارضة للحكومة، أو أنها موجودة في البرلمان لكنها تابعة للحكومة وفاقدة للمصداقية بالكامل. هذه الصورة المأسوية هي التي تخلق تلك الأحداث التي رأيناها في بوزيد والتي لم يعد من المستبعد أن تندلع في أماكن أخرى ». كما عبر الأمين العام لحزب التجديد أن النظام يستخف بعقول الناس لما يدعي أن أطرافا تريد توظيف الحدث سياسيا ويعطي تفسيرات تبريرية لما وصلت إليه الأحداث. وانتقد بدوره المعالجة الأمنية التي انتهجها النظام. استنتاجات واحتمالات من خلال المواقف التي أبدتها الأطراف المختلفة يمكن للمرء أن يقف على المعاني التالية: – إن طبيعة النظام القمعية وسيطرته على المجتمع بآلة أمنية تؤمّن له البقاء سوف لن تفضي إلا أن تجعل من أحداث سيدي بوزيد وكأنها حدث معزول نظرا للتعتيم الإعلامي والتكتّم الشديد على ما يدور في تونس عامّة لولا الطفرة التي شهدتها منظومة الإتصال ففضحت بعضا مما يجري . – إن التهميش الذي قام به النظام للمعارضة السياسية وكل المنظمات إما بالمراقبة والمتابعة الأمنية أو بالإحتواء والتفريغ من الداخل جعلها غير قادرة على التنسيق وحتى مواكبة الأحداث بدءا من الحوض المنجمي أو بنقردان وسيدي بوزيد بله أن تصنع الحدث. – أثبتت التحركات في سيدي بوزيد أن شعبنا التونسي قد ضاق ذرعا بهذا النظام  وأنه قادر أن يقول لا في كل مرّة يجد فرصة للإنتفاض ،لكن دعنا نقول –وبدون شعارات ثورجية- إن الشعب لا يستطيع بمفرده القيام بأي شيء مادام لم يجد من يؤطر هذه التحرّكات ويستثمرها لتصب في مصلحة الفئات المحرومة فالأحزاب إما محاصرا لا يجد مكانا ليقرأ مجرّد بيان أو أنه مخترق من الداخل تشق صفوفه . أمل وتفاؤل رغم الإنسداد السياسي والطبيعة الإستبدادية للنظام واستغراق قطاع واسع من الشعب في البحث عما يسد حاجته فإن محطة سيدي بوزيد النضالية تعتبر مراكمة تنضاف إلى الرصيد الكفاحي لعموم الشعب الذي سئم الظلم السياسي  والحيف الإجتماعي عسى القابل من الأيام تنبئنا بتحلحل للأوضاع. وإن غدا لناظره قريب. عبدالله النوري  


النظام يعيد إنتاج معالجاته الفاسدة

الحجارة تتغير وأديم الأرض أيضا الحيوان والبشر يتغير حتى الأموات يتغيرون
تلك قوانين الطبيعة والمجتمع منذ الأزل إلا أن هذه السلطة مصرّة على التكلّس والجمود وتحديدا فيما يتصل بإدارة مجمل الشأن العام. ولعلّ الطرق المعتمدة في معالجة الاحتجاجات الاجتماعية التي تحتاج منطقة سيدي بوزيد خير دليل على قولنا. فـ »الوصفة » الحكومية المتبعة حتى يومنا هذا هي ذاتها التي وقع اعتمادها بـ »الحوض المنجمي » في 2008، وبعدها بـ »فريانة » وقد تأكّد في كلّ المحطّات فشل تلك المعالجات على الأقلّ في جوانبها الاجتماعيّة، ممّا يعزّز فرضيّة اليوم في احتواء الغضب المتزايد بجهة سيدي بوزيد.
ومن سوء حظّ النظام أنّ الردّ الملموس على حزمة إجراءاته المُتّخذة أمس 24 ديسمبر 2010 قد تكفّل به قبل كلّ أحد واقع الاحتجاجات التي لم تحافظ فقط على وتيرتها القديمة وإنّما تسارعت واكتسحت معتمديّة جديدة وهي المزّونة.
ودون مبالغة فإنّ أعنف الاحتجاجات الشعبيّة تمّ تسجيلها بعد الإعلان عن انعقاد دورة استثنائيّة للمجلس الجهوي.
فقد حاول ليلتها شابّ آخر بمدينة سيدي بوزيد الانتحار كما عاش أهالي بلدتي المكناسي ومنزل بوزيان أصعب الليالي لكثافة استعمال القنابل المسيلة للدموع ولحدّة المواجهات بين الشبّان ومجموعات الأمن. وقد قام البوليس اليوم بإطلاق النار على المتظاهرين بمنزل بوزيان ممّا أدّى إلى استشهاد الشاب محمد بشير العماري.
وبذلك أصبحت القرارات الرئاسيّة التي تمّ نقلها عن طريق « محمّد النوري الجويني » وزير التنمية والتعاون الدولي إلى إطارات الجهة، بمثابة صبّ النار على الزيت وهو أمر منطقيّ، أوّلا لأنّ « الإجراءات » لا تتضمّن الحدّ الأدنى لتخفيف وطأة البطالة، وثانيا لاتسام تلك القرارات بطابع عموميّ تغلب عليه الديماغوجيا، وثالثا لأنّ آليات تنفيذ تلك الإجراءات هي ذاتها المسؤولة مباشرة على الخراب الاقتصادي والاجتماعي الذي حلّ بهذه المنطقة.
وما تمّ ذكره هو تقريبا ذاته الذي ورد على لسان السيّد « علي الزارعي » عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي بسيدي بوزيد في مُداخلة على قناة الجزيرة ليلة انعقاد المجلس الجهوي. ولا نعتقد أنّ أيّا كان بإمكانه نعته بالمغالاة أو التطرّف أو الراديكاليّة.
أكثر من ذلك فقد أضاف عضو الاتحاد الجهوي نقدا لاذعا وهو على حقّ لمّا قال « تمّ الاجتماع دون حضور المجتمع المدني ودون الاتحاد… فهم يرفضون الحوار ولا يُحاورون سوى أنفسهم ».
عمّار عمروسيّة  
 
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 25 ديسمبر2010)  


باسم الله الرحمان الرحيم

آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ


رياض حجلاوي  
هذه الآية الكريمة من المولى سبحانه ردا على فرعون عندما عرف مصيره بأن فوات الاوان قد جاء وبنفس الجواب نقولها لبن علي الذي يعلن الآن عن إنشاء مشاريع تنموية في ولاية سيدي بوزيد وسط تونس.
 أن أبناء سيدي بوزيد الذين قاموا بهذه الاحتجاجات العفوية  نتيجة لما تعاني منه المنطقة الريفية من غياب للعدالة في توزيع الثروات. وأن مطالبهم في التنمية و شكاويهم من الرشوة و المحسوبية عند السلطات المحلية في سيدي بوزيد وصلت إلى أعلى مستويات السلطة و لكن ما من مجيب … » إنك يا بن علي موجود في قصر قرطاج منذ 23   سنة ألم تكفيك هذه السنوات من معرفة الشكاوي حتى يصل الحد بأصحاب الشهائد العليا أن يفكروا ويمارسوا الانتحار تاركين وراءهم الأحلام الوردية في حياة كريمة لم يعرفوها في عهدك بل عرفوا القهر والحيف والظلم والنفاق . إنك لن تغير سنة الله في الكون وتلك الأيام نداولها بين الناس . إنك لم تصغي إلى صوت العقل وزين لك دخول القصر البقاء فيه فنقضت الميثاق الذي أعلنته بنفسك في بيان 7 نوفمبر 87 بأنه لا رآسة مدى الحياة وحددت دورات الترشيح إلى دورتين وسن الترشيح إلى 75 ولكنك خنت الأمانة وجاء يوم المحاسبة من الجماهير الغاضبة في مدن الظل المحرومة من الترف الذي تنعم به أنت مع أصهارك الذين أصبحوا كالمافيا يستغنون بغير حق وأحطت نفسك بآلة قمع اعتدت على الأعراض والمواطنين في رديف وسقط الشهداء وهم يطالبون بالعيش الكريم ثم إنتفظ أهل بن قردان وقمعتهم وهم يطالبون بالعيش الكريم وجاء دور سيدي بوزيد لتنتفظ كل مدنها وهم يرفعون شعارا واحد التشغيل استحقاق يا عصابة السراق ويأتي إعلامك ليتهمهم بالتوظيف السياسي والأحداث المعزولة واليوم يسقط الشهداء بآلتك القمعية وهم يطالبون بالعيش الكريم.. أذكرك بقول الشاعر إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر. وقد عزمت الجماهير على استرداد الحق في العيش الكريم والحياة الحرة والإنعتاق من الظلم وإن الله على نصرهم لقدير


زنقة ضيقة احترق… إنها تونس


 
لماذا لم تضرب عن الطعام مثل غيرك من التونسيين وأنت الذي يعيش في بلد زهد بعض أهله في الأكل ففضلوا عنه الجوع   علاجا للصمت الموصول؟  أما كان ذلك أهون على جسمك الغض وقد خبرت الجوع فصرت خير الجائعين .؟ لو كنت فعلت ذلك لكنا وفرنا لك ونحن في السنة الدولية للشباب كل العناية  حتى يكون جوعك في مستوى التحديات ،جديرا بتونس الغد. إذا أفقت أيها الفتى من نومك فستكون سعيدا بالقرارات الحكيمة التي اتخذناها من أجلك وأنت ترقد بين الموت والحياة. لقد قررنا إصدار قانون يمنع بيع الخضار على العربة  لمن هم دون الأستاذية حتى لا يزاحمك  في بيعها من ليسوا في علمك ومرتبتك. لقد قررنا أبضا خوفا على  اهلك من ليالي سيدى بوزيد  الباردة  أن نمنع عنهم الخروج ليلا لأنك تركت وراءك من استهوته  لعبة النار فأضرمها في غير جسمه.  أيها الفتى الراقد بين الموت والحياة إذا أفقت فلا تنس أن تعبر عن كل آيات الفخر والاعتزاز لأنك حظيت بالرعاية ونجوت من الحريق بفضل العناية حتى يمكنك أن تسترد عافيتك    وتعود إلى البرويطة وتعود هي إليك مشتاقة تسعى إلى مشتاق.. أما إذا كرهتها فيمكنك بعد الحريق أن تجرب برد المياه العميقة مثلك  مثل  أحلى وأعز شباب تونس « فتحرق  » أنت أيضا مفضلا الموت مغروقا على الموت محروقا…. فاحرق أيها العزيز أو احترق… إنها تونس.  

عبدالسلام الككلي الموقف العدد بتاريخ 24 ديسمبر 2010


تنديد بـ »القمع المفرط » لاحتجاجات تونس

خميس بن بريك-تونس   استنكر شهود عيان ونقابيون ما وصفوه بإفراط في استخدام القوة من قبل الشرطة التونسية لتفرقة احتجاجات اندلعت بمحافظة سيدي بوزيد لليوم الثامن على التوالي، عقب انتحار شاب عاطل عن العمل.   وقتلت الشرطة شخصا وجرحت العشرات أمس الجمعة في صدامات بمنزل بوزيان بمحافظة سيدي بوزيد (جنوب)، ونسبت إليهم إضرام النار بمقر للحزب الحاكم ومركز للحرس الوطني وسيارات للشرطة وعربة قطار.   وأصدرت وزارة الداخلية بيانا مقتضبا قالت فيه إن أعوانها أطلقوا النار « دفاعا عن النفس » وقتلوا شخصا بعدما حاصر متظاهرون مقرا للحرس الوطني وقذفوه بزجاجات حارقة.   وهذا الاحتجاج هو الثاني الذي تقتل فيه الشرطة متظاهرين بعدما شهدت مدن الحوض المنجمي بقفصة (جنوب) احتجاجات مماثلة مطلع عام 2008 راح ضحيتها قتيلان وعشرات الجرحى، وذلك لأول مرة بعد أحداث الخبز عام 1984.   اتهام للسلطة

وكذب شهود عيان بيان وزارة الداخلية وأكدوا أن الاحتجاجات في منزل بوزيان بسيدي بوزيد انطلقت « سلمية »، واتهموا الشرطة بأنها هي من بدأت باستعمال قنابل الغاز والرصاص ضد المتظاهرين.   ويقول محمد فاضل -وهو شاهد عيان ونقابي- في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت « خرج الآلاف بمظاهرة سلمية للتعبير عن احتجاجهم على تفشي البطالة والفقر، لكن الشرطة استخدمت الرصاص وقنابل الغاز لتفريق المتظاهرين، كما داهمت العديد من المنازل وأثارت ذعر الأهالي ».   الهادي: الشرطة تدخلت بشكل عنيف لقمع الاحتجاج 
  وفي وقت سابق، قال العضو بلجنة المتابعة ودعم أهالي سيدي بوزيد النقابي محمد الهادي إن « جحافل من الشرطة انتشرت في الشوراع بأعداد تفوق المتظاهرين وشنت حملة اعتقالات وداهمت المنازل ».   وأضاف للجزيرة نت « لقد أفرطت الشرطة باستعمال القوة وتدخلت بشكل عنيف لقمع الاحتجاج »، مشيرا إلى أن « العديد من الأهالي رحلوا من المنطقة بسبب تلوث الهواء جراء استخدام قنابل الغاز ».   وأخذ التوتر يتصاعد بشكل خطير بكل مناطق محافظة سيدي بوزيد بعد أن تظاهر ساكنوها احتجاجا على انتحار شبان بسبب انعدام موارد الرزق وتفشي البطالة والفقر، وسط استنفار أمني شديد.   وتأجج الوضع يوم الجمعة الماضي بعدما أقدم شاب يدعى محمد بوعزيزي، وهو من خريجي الجامعة، على محاولة الانتحار بعد أن منعته الشرطة من بيع الخضر على عربته وسط المدينة. ونقل هذا الشاب إلى المستشفى، ولا يعلم إن كان حيا أم ميتا.   غليان شعبي
ولم تهدأ الأمور إلا بعد أربعة أيام من وقوع هذه الحادثة، لكن سرعان ما عاد الغليان بعد انتحار شاب آخر صعقا بالكهرباء « احتجاجا على تردي وضعه »، وهو أمر يقول نقابيون إنه تكرر من قبل في محافظات أخرى.   ويقول العضو في لجنة المتابعة ودعم أهالي سيدي بوزيد النقابي عطية عثموني « لقد تعددت حالات الانتحار بمنطقة سيدي بوزيد بسبب تفشي البطالة والفقر والفساد الإداري والرشوة ».   وحمّل عثموني السلطة مسؤولية ما يحدث، قائلا إن « اتساع رقعة الاحتقان يدل على إخفاق السلطة في سياسة التنمية. هناك الآلاف من العاطلين عن العمل، وهناك الكثير من المشاريع التي تبخرت. إننا نعيش في دعاية كاذبة ».  

(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 25 ديسمبر2010)


غليان شعبي تونسي بوجه التهميش


ماهر خليل   تشهد تونس منذ أكثر من أسبوع احتجاجات ومظاهرات اجتماعية في محافظة سيدي بوزيد وسط البلاد أرجع الأهالي أسبابها إلى تردي ظروفهم المعيشية وتهميش السلطات لهم. وقد أثارت هذه التحركات الشعبية تساؤلات عديدة بشأن السلم الاجتماعي في هذا البلد الذي يعترف مراقبون بأن القبضة الأمنية فيه لا يعلى عليها.   وليست سيدي بوزيد -التي تقع على نحو 265 كلم جنوب العاصمة تونس- المنطقة الوحيدة التي شهدت مثل هذه « الانتفاضة » على السلطات، بل سبقتها جهات أخرى جنوب البلاد وتحديدا في ما تعرف بمنطقة الحوض المنجمي بمحافظة قفصة ومحيطها على الحدود الجزائرية غربا، وبلدة بن قردان على الحدود الليبية شرقا.   احتجاج شعبي

واشتركت هذه الاحتجاجات الشعبية في أنها لم تكن منظمة من قبل هياكل نقابية أو سياسية، ولكنها اندلعت بشكل عفوي من قبل أهالي هذه المناطق، وكانت بمثابة رد فعل على أحداث فردية أو قرارت حكومية كانت القطرة التي أفاضت الكأس وكسرت حاجز الصمت بهذه الجهات التي ترتفع فيها نسب الفقر والبطالة مقارنة ببقية جهات البلاد « المترفهة » ولا سيما الواقعة على الشريط الساحلي.   في مطلع عام 2008 كانت أولى الاحتجاجات، فقد شهدت مدن جنوب غرب البلاد أبرزها بلدة الرديف بمحافظة قفصة، وفريانة بمحافظة القصرين المحاذية، احتجاجات عارمة شهدت سقوط قتيلين وجرحى واعتقال المئات بين المتظاهرين الذين خرجوا للشوارع تنديدا بما وصفوه بالفساد الحكومي والمحسوبية في توزيع فرص العمل على أبناء الجهة، إضافة إلى التهميش واستشراء البطالة والفقر.   وفي أغسطس/آب الماضي سقط عدد من الجرحى عندما اشتبك محتجون غاضبون من أبناء بلدة بن قردان يطالبون بإعادة فتح معبر راس جدير الحدودي الذي أغلقته ليبيا، بناء على ما أشيع عن أنه طلب من السلطات التونسية التي سعت -حسب نقابيين- إلى الحد من تدفق السلع من ليبيا وتحجيم النشاط التجاري الذي يمثل مصدر الرزق الأساسي بالمنطقة. حرق وانتحار
وفي سيدي بوزيد اندلعت شرارة ثالث أكبر احتجاج بالبلاد في عامين قبل أسبوع، عندما حاول شاب من خريجي التعليم العالي عاطل عن العمل يدعى محمد بوعزيزي حرق نفسه احتجاجا على حرمانه من بيع الخضروات والفواكه.   وتصاعدت الاشتباكات أمس في مدن أخرى بالمحافظة بعد انتحار شاب عاطل آخر الأربعاء بصعقة كهربائية لدى تسلقه عمودا كهربائيا ومسكه أسلاكا تتجاوز قوتها 30 ألف فولت.   وشهد يوم أمس سقوط أول قتيل وجرحى نتيجة الاشتباكات المباشرة بين الشرطة والمتظاهرين. وقالت مصادر نقابية تونسية إن محمد لعماري (18 عاما) قتل وأصيب عشرة آخرون بجروح في مدينة منزل بوزيان المجاورة لسيدي بوزيد، حيث أضرم المحتجون النار في ثلاث سيارات للحرس الوطني وحاصروا مركزا للحرس وأحرقوا بنايته وحاولوا اقتحامه.   وتعد أعمال العنف هذه حوادث غير مسبوقة مقارنة بما حصل في منطقة الحوض المنجمي وبن قردان، من حيث حدتها واستهداف المتظاهرين لرموز محددة للدولة ومنشآتها العمومية كمراكز الأمن وسيارات للشرطة وعربة قطار وحتى مكتب للتجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم، حسب ما أظهرت لقطات فيديو بثت على الإنترنت.   وفي هذا السياق لا تزال السلطات تفرض حصارا أمنيا مشددا على دخول الصحفيين للمحافظة لتغطية الاحتجاجات التي دخلت يومها الثامن. وتكاد تكون لقطات الفيديو المصورة عبر كاميرات هواتف محمولة وتبث أساسا على موقع فيسبوك، وتصريحات شهود عيان ونقابيين، المصدر الوحيد لما يحدث في سيدي بوزيد وما جاورها.   تكتم إعلامي
ويكتفي الإعلام الحكومي وحتى المستقل الموالي له بإصدار بيانات مقتضبة تبين وجهة نظر واحدة لهذه الاحتجاجات التي اعتبرها ناتجة عن حادث معزول أو أن سقوط قتلى وجرحى كان « دفاعا شرعيا عن النفس »، رغم تأكيد شهود عيان أن مظاهرات منزل بوزيان كانت سلمية، لكنها تطورت إلى اشتباكات بسبب « استفزازات الشرطة التي أطلقت القنابل المدمعة والرصاص على جموع المتظاهرين وداهمت المنازل وأذعرت الأهالي ».
 
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 25 ديسمبر2010)


حين يختزل الوطن في مناشدة تندلع الثورة من سيدي بوزيد …


مرسل الكسيبي*-صحف-الوسط التونسية:
لأصحاب المناشدة أن يخسؤوا جميعا اليوم أمام آلاف الشباب المنتفض في محافظة سيدي بوزيد التونسية , فقد أوصلت سياسات رئيسهم أوضاع البلد الى عنق الزجاجة , اذ حولت سياسات الفساد والرشوة والجبروت وغياب فرص العدل في التنمية ولايات قفصة وبنقردان وسيدي بوزيد الى ساحة انتفاضة شعبية حقيقية … حين يشتد ظلام الوطن في وجه مواطنيه وتصبح فرص العيش الكريم منعدمة , لايبق أمام بعض الشباب التونسي الا الارتماء في قوارب الموت أو معانقة أعمدة الكهرباء أو حرق النفس طلبا للخلاص من وطن وصفوه في اعلامهم الأصفر ببلد الفرح الدائم ! حين تغلق فضاءات المجتمع المدني الحقيقي في وجه طلاب الوعي والفكر والنضال المدني السلمي , ويصبح البوليس حل من لاحل له في محاورة نخبة المجتمع وقواه الحية , من محامين وقضاة ومهندسين واعلاميين وأساتذة جامعة وخيرة طلاب العلم , حينئذ لم يبق لهؤلاء الشباب من أمل في التغيير هروبا من التغيير الكاذب الا الحلول اليائسة التي تعني التمسك بالموت كخيار مرير في مواجهة عذابات الدنيا حين يختطف الوطن من مواطنيه بصلب حقوق المواطنة … مشهد تراجيدي يصوت فيه الشباب وبعشرات الآلاف من المتظاهرين الساخطين على حكم الرئيس التونسي بعد أن أصبح الفساد والجور علامتين بارزتين لعشريتين من القهر وخصخصة الحكم في اطار عائلي قوامه الثراء الفاحش والسطو اللامشروع على مؤسسات الدولة والمال العام … شباب تونسي أثبت من الشجاعة والجرأة والوعي ماضاق به صدر السلطة وأجهزة القمع التي تبحث عن الانزلاقات الأمنية لتبرير ابقاء تونس وشعبها تحت حكم شمولي وفردي , فقد عوضت الشمولية والكليانية الحزب المسؤول ومؤسسات الدولة المدنية بميليشيات كانت هي العصب الحي في اعتقال أهلنا وترويعهم بشارع الجمهورية بمدينة سيدي بوزيد ومعتمديات مساكن والرقاب… ميليشيات ب »هراوات وقوائم » تجند أطر الدولة وموظفيها , حتى تحدث البعض عن وجود محاميين انضما الى صفوف حملة الهراوات في مواجهة انتفاضة شعب مقهور طالب شبانه بحقهم المشروع في الشغل والعيش الكريم … ميليشيات وقنابل مسيلة للدموع جاءت لترد على زغاريد النسوة التي جابهت عصا الجلاد بأروع أساليب المدنية , فماأحلى أن تزغرد النسوة انتصارا للمقهور في مواجهة القهر بعد أن أصبحت الرشوة والمحسوبية وكتم الأنفاس عملة صعبة لتصريف شؤون الحياة داخل تراب الوطن… أطلق محمد البوعزيزي وحسين ناجي شرارة ثورة الغلابى والمقهورين , وسيحاسب أمام ربه تعالى شديد الحساب من دفع بخيرة شباب تونس الى ماوراء البحار نفيا قسريا , أو الى ماتحت التراب ظلما وظلمات , حين حول شبابهم اليافع وطموحاتهم المشروعة في العيش الكريم الى أبواق كاذبة تختزل الوطن وهمومه وانجازاته في شخص واحد ووحيد ليس لتونس وشعبها الا قدره المقدور حين يصبح تقديسه وعبادته حتما مقضيا ..!!! أحسب أن حالتنا التونسية تستوجب حجما عظيما من المصارحة والشجاعة في طرح البدائل وتغيير آليات المقاومة المدنية عبر الابتعاد عن الحلول اليائسة والانتقامية , فمشكلات الوطن لاتعالج بالكذب والحجب , أوسياسة الهروب الى الأمام عبر بولسة الدولة وتعميم القمع … آن للقائمين على شؤون الدولة أن يفهموا أن حكم القانون والدستور والمؤسسات مقدم على مصالح زيد أو عمرو , من الذين بات الوطن في نظرهم مناشدة بائسة حتى تستمر المعجزات ويسقط شباب تونس في مستنقع الفوضى والعنف واليأس الشامل والانتحار ! لقد قاد بعض حكام المنطقة عبر تشبثهم بالسلطة واستيلائهم على الثروة واعتمادهم على القمع الى الفتنة الأهلية والطائفية والتفتيت والتجزئة وخراب الأوطان , ولست في حاجة هنا لذكر الأمثلة , فالمنطقة العربية تزخر اليوم بمن تتحدث عنهم ثورة ويكيليكس , فقد باتت أخبار الفساد والسجون السرية والتعذيب والاحتكارات الكبرى علامة عربية فارقة في زمن مابعد الحداثة الويكيليكسية … على الشعوب والنخب أن تأخذ اليوم بزمام المبادرة , فقد ولى زمن الهدايا الديمقراطية مع انهيار الحصن الشيوعي وجدار برلين وسقوط أوراق خريف البرافدا الشيوعية …, فالمنطقة العربية تبدو غير معنية استراتيجيا ودوليا بالثورة البرتقالية وتداعيات خريف أو ربيع كييف …, انما هي الشعوب وارادتها التي لاتقهر حين تقول للعالم نريد تجارب ديمقراطية حقيقية تضمن حقوق المواطنة وحكم القانون بدل حكم الفرد الصنم وعشيرته وذويه ومقربيه في مقابل تخريب الأوطان وتمزيقها الى أحزاب متناحرة أو قبائل وجهات تحترق من فرط تعميم التنمية واستدامتها !!! هذا هو الدرس المستخلص بعد أن أحسن الشباب التونسي التشخيص في ثورة سيدي بوزيد الشعبية , فقد قالوها جلية : التشغيل استحقاق ياعصابة السراق – والجميع يعرف جيدا حجم العصابة وهويتها طبعا – , أما الشعار الثاني فقد حام حول مطلب : شادين شادين في سراح المساجين , وقد لخص الشعار أزمة الحريات التي صلبت على عمود البقاء بكل الوسائل في السلطة …

أراد الشباب في مساكن اسقاط وتحطيم حصان يتوسط مدينتهم , وقد كان المشهد مدويا بعد أن كان الحصان يرمز الى الفرس الذي ركبه الرئيس السابق , وهو مايعني أن مساكن كانت قاب قوسين أو أدنى من تكرار مشهد اسقاط تمثال صدام بوسط مدينة بغداد … ماذا لو بقيت المعارضة حيية – من الحياء – في مطالبها , وحصرت تفاعلها مع انتفاضة شعبنا في سيدي بوزيد عبر متابعة أخبار الأزمة والمطالبة باطلاق سراح المعتقلين وتنمية الجهة المحرومة تنمويا ؟ , هل ستحل مشكلة تونس الجذرية والعميقة ؟ , وهل سينتهي الحكم الفردي ويحل محله العدل والرخاء وتعمم الديمقراطية ويزول اليأس من قلوب وأذهان أبناء وبنات شعبنا ؟ …
الجواب لا طبعا ! , وخذلان حركة الشارع والجماهير سوف ترتد لاقدر الله على الجميع حاكما ومحكوما …, لأن الانتفاضة القادمة سوف تعم أرجاء الوطن كله , وأخشى ماأخشاه هو أن يقع الشباب بين كماشة اليأسين , اليأس من السلطة التي كذبت عليه وأعملت فيه السياط , واليأس من المعارضة التي لم تفهم رسالة الشارع وخذلت تطلعه الى التغيير الحقيقي , بعد أن أصبح البعض من الشباب مستعدا للرحيل في مقابل أن يعمم العدل والرفاه على الأجيال القادمة … أقولها بصراحة , فاقد الشيء لايعطيه , اذ لاأنتظر التغيير والاصلاح من سارقيه ومختطفيه , وهو مايعني أن السلطة سوف تمعن في القمع في مواجهة الانتفاضة البوزيدية , وبالتالي لم يبق للشباب من أمل الا في مجتمعه المدني الحقيقي , فهل تكون معارضتنا في مستوى تداعيات وتحديات انتفاضة شعبنا في سيدي بوزيد وبن قردان وقفصة ؟ , أم تعيد المعارضة انتاج خطاب مابعد أزمة 78 و84  حين قال الشعب كلمته , ولكن خذلته النخب والقيادات ..! *كاتب واعلامي تونسي . حرر بتاريخ 23 ديسمبر 2010


سيدي بوزيد على فيسبوك


تربع موقع فيسبوك على عرش مصادر استقاء الأخبار والصور ولقطات الفيديو، وأضحى مساحة للتعبير عن الآراء والمواقف حول ما يجري من احتجاجات تستمر لليوم الثامن على التوالي بمحافظة سيدي بوزيد وسط تونس.   ووجدت أغلب وسائل الإعلام المرئية مجبرة على بث ما ينشر على صفحات أعضاء فيسبوك في تقاريرها الإخبارية، على اعتبار أن السلطات التونسية تفرض حصارا على دخول الصحفيين إلى مناطق الاحتجاجات.   وأنشئت على الموقع مجموعات مساندة للاحتجاجات بينها « يوميات الأحداث في سيدي بوزيد المناضلة » و »فداء للبطل محمد البوعزيزي » و »الهبّة المواطِنيّة لدعم أهلنا في سيدي بوزيد ضدّ قمع السلطة وحقرتها » و »توقفوا عن إشعال الفتنة في سيدي بوزيد » و »بغداد التونسية سيدي بوزيد ». غير أن هذه الحركية ترافقت مع لا مبالاة من قبل أغلب الأعضاء التونسيين بالموقع الاجتماعي.   وفي السياق عبرت إحدى الناشطات السياسيات على صفحتها في فيسبوك عن استغرابها للامبالاة أعضاء الموقع التونسيين في التفاعل مع ما يحدث في سيدي بوزيد ونشرهم الأغاني وتبادل التهاني دون اكتراث بهذه الاحتجاجات.    » بن خلف الله: اللامبالاة وصلت إلى درجة أنهم لم ينبسوا ببنت شفة عن ما يجري على أرضهم وعند الدخول إلى صفحة أحدهم يتملكّك إحساس أنّك من كوكب آخر  » لامبالاة رهيبة

وقالت كريمة بن خلف الله الناشطة السياسية بالحزب الديمقراطي التقدمي المعارض « في الوقت الذي يتعرّض فيه أبناء شعبنا المناضل في سيدي بوزيد إلى الاعتداء الوحشي من طرف آلة البوليس.. ويصمد فيه الأحرار دفاعا عن لقمة العيش وعن كرامة شعب بأسره, لاحظت حالة لامبالاة رهيبة من طرف عدد لا بأس به من التونسيين المنخرطين في فيسبوك ».   وأضافت أن هذه اللامبالاة وصلت إلى درجة أنهم لم ينبسوا ببنت شفة عن ما يجري على أرضهم وعند الدخول إلى صفحة أحدهم يتملكّك إحساس أنّك من كوكب آخر، فكلّ ما يقومون بنشره متعلّق بالفن والرياضة « وحتّى الاحتفالات بعيد ميلاد المسيح أخذت نصيبا هاما من اهتماماتهم ».   وقالت أيضا « لست قادرة على استيعاب أن هناك تونسيا لم يتفاعل مع خطورة ما يجري وأتمنى ألا يتعامل هؤلاء بنفس البرود مع النداءات المتعددة للتحرّك الميداني لدعم نضال الأهالي، وإن لم يفعلوا فسيعتبر صمتهم بمثابة المشاركة في الجريمة ولن تغفر لهم أرواح الشهداء الذين دفعوا أرواحهم فدية لتونس أفضل ».   منعرج خطير
من جهته كتب الصحفي المستقل توفيق العياشي على صفحته في فيسبوك « منعرج خطير للاحتجاجات الشعبية في سيدي بوزيد وسط إصرار غامض من طرف أصحاب القرار على عدم التدخل الفوري لحقن الدماء وحماية أرواح المواطنين من المحتجين ومن عناصر الشرطة والحرس الوطني على حد سواء ».    » العياشي: لماذا لا يتم تشكيل وفود حكومية رفيعة المستوى لزيارة مناطق التوتر والتفاوض المباشر مع المواطنين  » وتساءل « لماذا لا تأمر وزارة الداخلية عناصرها بالانسحاب من شوارع المدن ووقف حملات مداهمات المحلات والاعتقالات التي تساهم في تأجيج الغضب وتغذي الاحتقان؟ في مقابل تشكيل وفود حكومية رفيعة المستوى لزيارة مناطق التوتر والتفاوض المباشر مع المواطنين ».   وقال أيضا « مقاولو الأزمات: هناك من المسؤولين من يتوهّم أن هيبة الدولة لا تفرض إلا باستعمال الرصاص الحي وإراقة الدماء وحملات الترويع والترهيب والاعتقالات، وغالبا ما تجد هذا النوع من المسؤولين يدفع بكل السبل لمزيد تفجير الاحتجاجات والغضب والاحتقان العام وإجهاض جميع المساعي السلمية لتطويق الأزمة عن طريق الحوار والتفاوض ثم يقدم نفسه لقيادته العليا على أنه المنقذ والقبضة الحديدية التي تصون هيبة النّظام ».   ونشر موقع يوتيوب بدوره لقطات فيديو للأحداث وتسجيلات لنشرات إخبارية جاء بعضها بعنوان « الموقف الرسمي التونسي المتأخر من أحداث سيدي بوزيد على خلاف الرد البوليسي السريع والهمجي المعتاد »، و »حقيقة ما يحدث في سيدي بوزيد »، و »ما الفرق بين سيدي بوزيد وغزة »، و »سيدي بوزيد بن علي » و »سيدي بوزيد الشعب يغلي من الحنق ».   واندلعت شرارة الأحداث عندما حاول شاب من خريجي التعليم العالي عاطل عن العمل يدعى محمد بوعزيزي الانتحار حرقا قبل أسبوع احتجاجا على حرمانه من بيع الخضراوات والفواكه. وقالت مصادر نقابية إن شابا آخر انتحر الأربعاء بصعقة كهربائية.
 
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 25 ديسمبر2010)
 


مَوْتي حَيَاة  

اُقْتُلْ عَسَانَا نسْتَفيقْ اُقْتُلْ فقدْ شبَّ الحَرِيقْ مَاذا تُفِيدُ حَيَاتُنا فِي مِثْلِ هَذا الضِّيقْ اُقْتُلْ فقدْ غابَ الطّريقْ ما شِئْتَ فافْعَلْ إنَّمَا نحْنُ العَبيدْ يَا سَيِّدِي عَلِّ القُصُورِ بالمَسَابحِ والزُّهُورْ وَامْلَأْ بُنُوكَ الغرْبِ بالمَالِ الغزِيرْ كَمْ صَفَّقَ الجُمْهُورِ إذْ ظنَّ أنَّكَ مُصْلِحٌ وجَدِيرْ لَكِنْ لِأنَّكَ فاسِدٌ وَحَقِيرْ ضَيَّعْتَنَا جَوَّعْتَنَا شَرَّدْتَنَا أحْرَقْتَنَا وَصَعَقْتَنَا بالكَهْرَباءْ وقَتَلْتَنَا بِيَدِ الرَّصَاصْ مِنْ دُونِ حُكْمٍ أوْ قِصَاصْ ما شِئْتَ فاَفْعَلْ سَيِّدِي أنَا ما احْتَرَقْتُ لِأجْلِ يَأسٍ في الحَيَاهْ فالقلْبُ يَعْشقُهَا الحَيَاهْ وفُؤَادِيَ المَوَّارُ يَنْبُضُ بالأمَلْ لكِنَّنِي مِنْ أجْلِ حَقِّي في الوُجُودْ مِنْ أجْلِ حَقِّي في العَمَلْ قرَّرْتُ أنْ أحْيَى بِحَرْقي مِنْ جَدِيدْ كَيْ يَسْتَفيقَ الكُلُّ مِنْ نَوْم الخُلُودْ إذْ أنَّنِي أحْسَسْتُ أنِّي مَيِّتٌ مِثْلَ العَبيدْ أنَا مَا صَعَدْتُ إلى العَمُودْ إلَّا لِأحْيَى مِنْ جَدِيدْ أنا لَيْسَ لِي غيْرُ الجَسَدْ أحْرَقْتُهُ مِنْ أجْلِ شَعْبِي كَيْ يَعُودْ أنَا غيْرَ جِسْمِي لَمْ أجِدْ لِأقُولَ لا لِلْمُسْتَبِدْ فَلْتَسْتَفِقْ يَا شَعْبَنَا وَلْتَسْتَعِدْ   الأخضر الوسلاتي باريس 25 ديسمبر 2010  


غضب ..ومطر يهدئان روح كل شهيد من شهداء الإحتجاجات الاجتماعية بسيدي بو زيد  

مطرٌ ..مطرْ على وقع الخطى الغاضبة يأتي المطرْ فيكون آخر الليل حتما فجرا ..ومطرْ هكذا علمتني أن الحياة فرحٌ، غضبٌ ..ومطرْ ولما رجوتك صبرا أبيت أن تنتظرْ رحلت قبل أوانك وتركني وحدي أكابد السهرْ وها أنني الآن أموت شوقا إليك وقد هل المطرْ لأنك تعلم كم أحبك حين الصّحوِ وتعلم أني أحبك أكثر حين المطرْ وها المطرُ الآن يهديك من النوم دررْ وليس لي منك ومنه إلا السهرْ رفيق الدرب فانهض لليل نكابده فمعنا الآن غضبٌ .. ومطرْ انهض فإننا وبهذا السيل قطعا سننتصرْ مطرنا الآن يطر الأرض يبدد حولنا الظلم ويزرع لنا الحب شجرْ يوقظ فينا الوجد فيحلو لنا ، رغم الظلام، السمرْ إنهض فها الغضب الشعبي يهطل دمعا ، دما.. ومطرْ غضب رفقة بحثت عنهم ليالي وكنت وحدك يكابد وإياي السهرْ ولما عادوا من غيبهم غفوت ولم تترك لهم منك أثرْ انهض فها أرض الجنوب قد انتفضت وها الخلان يهبونها الدم كالمطر ففي قفصه ثلاث أحرار بالروح افتدوها ولا زال الأطفال يملئون الجيوب حجرْ وها نساء الجنوب نهضن يحكن الثوب من غضب ومطرْ وها أهل بوزيد يرفعون المشعل في وجه الليل سمرْ وها القيروان قد دب فيها بعض ضجرْ فانهض واستمع من عليائك لصوت الغضب ..لهدير المطرْ علّ روحك الثائرة تستكين إذ علمت أن الأرض تحتفظ لوقت الشدة دوما ببعض الدررْ أحرار يكملون المشوار بعدك وبهم للفقراء سننتصرْ فقد علم الأحرار انك وإن كف القلب عن النبض قهرا فلست أنت من يهزم ببساطة أو ينكسرْ فارتفعت أصواتهم صارخة « كم حر قد ما في أرضنا قهرا وكم خسيس طغى وتجبر ثم أمام قبر الحر قُهِرْ والأرض تثأر لأحرارها دوما وإن استكانت دهورا أو طال بها السهرْ فلن يمض على موتك من عجاف السين إلا قليل ثم يتململ من أجلك الحجرْ فهل أنت مَن مِن تحت اللحود قد زحزح الصخور وعليها انتصرْ؟ فتطايرت ترجم الظلم بحصى كالمطرْ أم هو صوتك العالق بالآذان قد قرر الآن أن ينتشرْ ؟ وانطلق في الأرض  يستصرخ الضمائر  » نعيش، نعيش  لأجل هذا الوطن  » مستنهضا الهمم تحتفي مع الفجرِ بقدوم المطرْ فانهض الآن وارقب أيادي الأطفال تحاور من قهرك بالحجرْ ولتعلم أنك ما مت قط لكنك تحيى دوما في كل قلب أراد يوما للضعفاء أن ينتصرْ  
زكية الضيفاوي


تالة … اصحاب شهائد معطلون عن العمل ينفذون اعتصاما امام المعتمدية

نفذ اليوم السبت 25/12/2010 حوالي 20 شابا من حاملي الشهادات العليا المعطلين عن العمل في جهة تالة  اعتصاما بمقر المعتمدية للمطالبة بحقهم في الشغل وقد حضر عدد من قوات الأمن بالزي المدني و بعض التجمعيين يذكر ان هذا الاعتصام ليس الأول  بل سبقته عديد الوقفات الاحتجاجية  والاعتصامات  في مناسبات سابقة — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


فرنانة ( جندوبة ) : تجار يسكبون البنزين في الطريق ويضرمون النار فيه


حسب مصادر  نقابية  من جندوبة  قام مساء اليوم السبت 25 /12/ 2010  عدد من تجار البنزين  المهرب من الجزائر   في مدينة  فرنانة بسكب  كمية من البنزين في الطريق الرئيسي  الرابط بين جندوبة  وفرنانه  واضرام النار فيه  احتجاجا على   قيام   اعوان الامن  بحجز  كمية  من البنزين  المهرب من الجزائر  علما ان هذه التجارة تمثل موردا لعشرات العائلات.

وقد حضر بعض اعضاء المكتب التنفيذي  للاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة  لهذا التحرك الاحتجاجي العفوي  وقاما عوان الامن  اثر ذلك  بارجاع  البضاعة المحجوزة الى التجار — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux


 
السلط الجهوية في قابس تحاول تفادي التحركات الاحتجاجية في صفوف العاطلين


حرر من قبل معزّ الجماعي في الجمعة, 24. ديسمبر 2010 علمت كلمة أن السلط الجهوية في قابس عرضت يوم الخميس 23 ديسمبر على المئات من أصحاب الشهائد العاطلين عن العمل فرص شغل صلب إدارات المؤسسات التربوية ومكاتب الحالة المدنية تحت منظومة الآلية 16 التي تنص على تكفل الولاية بتسديد الأجور لمدة 18 شهرا على شرط عدم تجاوزها لمبلغ 150 دينار في الشهر.
وفي نفس الإطار دعت معتمديات قابس الغربية والمدينة والجنوبية أصحاب الشهائد للمشاركة في لقاءات ستعقد خلال الأسبوع الأول من الشهر القادم تحت إشراف عدد من المسؤولين الحكوميين حول التشجيع على الانتصاب للحساب الخاص بتمويل من الدولة مع ضمان تقديم دراسات مجانا لنجاح هذه المشاريع.
وذكرت مصادر مطلعة لراديو كلمة أن هذه الإجراءات جاءت بأمر من رئيس الدولة تفاديا لتحركات احتجاجية يمكن أن تشهدها الجهة من قبل العاطلين عن العمل بعد انتشار لقطات فيديو على شبكة الفايس بوك تظهر انتفاضة العاطلين في سيدي بوزيد للمطالبة بحقهم في الشغل والحد من التفاوت بين الجهات على مستوى المشاريع التنموية والاستثمارية.
 

(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 24 ديسمبر 2010)
 


مصدر فرنسي مسؤول للصباح تمويلات خاصة لبرامج التشغيل في تونس


31 جانفي آخر أجل لقبول مطالب الترسيم في جامعات فرنسا ـ كمال بن يونس ـ أورد مصدر فرنسي مسؤول في اتصال هاتفي من تونس أن « روزنامة اللقاءات التونسية الفرنسية ثرية لسنة 2011 وقد تتضمن خاصة سلسلة من تبادل الزيارات بين ممثلين عن كبار المؤسسات الاقتصادية وهيئات رجال الاعمال العمومية والخاصة في البلدين  » لدعم فرص إحداث موارد رزق جديدة في مختلف جهات البلاد وخاصة في ولايات الجنوب والمناطق الغربية التي تعتبر المصدر الاول للمهاجرين في أوروبا ». وأوضح نفس المصدر ـ ردا على سؤال الصباح ـ أن من بين أبرز الشخصيات الفرنسية التي من المرجح أن تزور تونس خلال العام الجديدة وزير الدولة للخارجية الجديدة السيدة ميشال اليو ماري ووزير الداخلية  » هورتفو » الذي سبق ـ خلال تحمله حقائب أخرىـ أن زار تونس مرارا ووقع مع الحكومة التونسية اتفاقية بترفيع فرص تمويل فرنسا لمشاريع خاصة بالتكوين والتشغيل في ولايات الجنوب والمناطق الداخلية « ضمن خيار توفير بدائل اقتصادية واجتماعية وطنية  » للشباب التونسي الذي قد يفكر في الهجرة إلى أوربا وقد يغامر بالتورط في محاولات هجرة غير قانونية مع عصابات تهريب البشر. في نفس السياق نوه مصدرنا بنتائج الزيارة التي أداها إلى تونس قبل أسبوعين المسؤول الأول عن الوكالة الفرنسية للتنمية AFD السيد  » دوف زيراه » M. Dov Zerah تلبية لدعوة من وزير التنمية الاقتصادية والتعاون الدولي السيد محمد النوري الجويني. وقد اسفرت تلك الزيارة خاصة عن منح تونس تمويلات تفوق قيمتها الـ200 مليون دينار تونسي « دعما لجهود تونس في مكافحة البطالة ولتشجيع آليات التكوين والتشغيل فضلا عن دعم بعض المشاريع الزراعية والبيئية ». في نفس السياق توقع مصدرنا أن تشهد الاشهر القادمة محادثات تونسية فرنسية مختلفة في مجالات عديدة تشمل بالخصوص الوزير الاول السيد فيون الذي قد يؤدي بدوره زيارة إلى تونس في سياق اللجنة العليا المشتركة. كما قد تشمل عمليات تبادل الزيارات لقاء بين وزير التنمية والتعاون الدولي السيد محمد النوري الجويني ونظيره الفرنسي السيد هنري دو رانكور الوزير المكلف بالتعاون لدى وزير ة الخارجية الفرنسية. وستكون ملفات الشراكة الثقافية والتعاون بين مؤسسات التعليم والجامعات على رأس أولويات السنة الجديدة. وبحكم عودة الطلب على الترسيم في الجامعات الفرنسية أورد مخاطبنا أن المصالح القنصلية في تونس ـ بالتعاون مع الآلية المختصة في ترسيم الطلبة التونسيين في فرنسا ـ رسمت يوم 31 جانفي القادم آخر أجل لتسلم الملفات الكاملة للترشح للترسيم للعام القادم ( 2011ـ2012). ويجب على المترشحين ضبط موعد لاجراء « المقابلة ـ الاستجواب  » قبل يوم 31 مارس القادم بالنسبة لمختلف الشعب وقبل يوم 15 مارس بالنسبة للمترشحين لمدارس الهندسة المعمارية.وقد خصص موقع الواب التابع للسفارة الفرنسية بتونس فضاء تفصيليا يقدم خدمات للطلبة المعنيين وعائلاتهم. يذكر أن تعيين السيدة ميشال اليو ماري وزيرة دولة جديدة للخارجية في فرنسا قوبل بترحاب خاص في عدة عواصم مغاربية وعربية ودولية. كما رحبت بتعيينها عدة شخصيات سياسية واعلامية تونسية لعدة أسباب من بينها مواقفها المعتدلة من القضايا الاقليمية والدولية وعلاقاتها العريقة بتونس وزياراتها المتكررة لها بصفة شخصية وفي مهمات رسمية خلال تقلبها بين عدد من الحقائب بينها الداخلية والدفاع والعدل ورئاسة حزب التجمع من أجل الجمهورية. وكانت السيدة ميشال اليو ماري أعلنت مؤخرا بوضوح وحزم معارضة باريس لسياسة الاستيطان الاسرائيلية ولمسار تهويد القدس. كمال بن يونس (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25 ديسمبر 2010)

بعد اجتماع هيئتها الادارية جامعة التخطيط والمالية تقر الاضراب وتدعو للحوار


 
اقرت الهيئة الادارية لجامعة التخطيط والمالية التابعة لاتحاد العام التونسي للشغل امس اضرابا عن العمل كامل يوم الاثنين 28 فيفري 2011. واكد الكاتب العام المساعد للجامعة السيد عبد الله القمودي  » أن اقرار موعد الاضراب جاء كترجمة لعدم جدية وزارة المالية في التعامل مع الملفات المطروحة على طاولة المفاوضات اضافة إلى ارجائها النظر في محاضر اتفاق ممضاة منذ ما يزيد عن الاربع سنوات ». واضاف القمودي أن اخر مراسلة للجامعة كانت بتاريخ 4 اكتوبر المنقضي حيث اكدنا فيها عن رغبتنا في استئناف الحوار. واصدرت الهيئة الادارية لائحة اكدت فيها على عدد من المطالب منها إحداث منحة الشباك والتبليغ ومراجعة المقاييس في منحة المراقبة والاستخلاص والتحفيز وترسيم الاعوان الوقتيين والمتعاقدين اضافة إلى فتح باب الافاق المهنية عبر المناظرات للاعوان في رتبهم. كما تضمنت لائحة الهيئة الادارية الدعوة إلى تسوية وضعية مأموري المصالح المالية. وبخصوص معمل التبغ والوقيد قال نائب الكاتب العام أن مشاركة العمال العاملين بمصنع تونس والقيروان ستكون من خلال حمل الشارة الحمراء او الاضراب بساعة واحدة. واوضح القمودي اننا لسنا من دعاة الاضراب بقدر ما نسعى للحوار والتفاوض والبحث عن السبيل الامثل للتعاطي مع الملفات العالقة للعمال. خليل الحناشي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25 ديسمبر 2010)

 


في الإغراء الثقافي وتعويم المصطلح


بحري العرفاوي
من حقك أن تكون ما تريد وليس من حقك استدراج الأطفال إلى ما تريد… مُثقفون عديدون يُزيّنون الإختلاف ويُضمرون ائتلافا على ما يشتهون… يقولون إنهم يستحون من الحقيقة لا يُحرمون ولا يُحلون ولا يحكمون… لقد حكموا بأنه لا وُجودَ لثابت … ذاكَ مدخل لتأسيس المفاهيم الجديدة…وتلكَ مخاتلة تغري الصغار بعدم الإنضباط … لا ثابت غيرُ الحيرة الكامنة في النوايا المسبقة : تعويم المُصطلح وتهويم المُتضح… كلامُ الله لا يعلمُ تأويله إلا هُوَ وما استنبطهُ المُستنبطون لم يجلب للناس غير « الألم » ولم يُقم إلا بحدّ السيف ـ يقولون ـ … وكل من قال فيه إنما قال برأي لا يُعْتدّ به… ومن قال بالمعرفة فقد أشركَ … والعالمُ كلهُ بين يدي الله يُصرفه كما شاء وكل الساسة زيف ـ يقولون دائما ـ   يغري الأطفالَ مثلُ هذا الكلام  إذ يُشفق على كبت الشهوة فيهم فيدعوهم إلى « التساؤل » عن مدى حِلية ما يستحون من البوح به… إذ ليس فيه نص يُحرمُ أو يُبيح وإنما عنهُ سكوت يُغري باستفتاء الغريزة وبالتمرد على فتاوى الفقهاء… لا يجوز لأحد إفتاءٌ ولا إصغاءٌ لمنتصبين على باب المعاني الخفية لا يرشح بها نص وإنما هي في اللوح المحفوظ ـ يقولون ـ … سيفرح الصغار لإزاحة شبح الكبار يُكرهونهم على ما يكرهون ويحرمونهم مما يشتهون … تلك الثقافة الناعمة « الجديدة » يُسربها الناعمون مُبتسمين وَمُحتشمين: يستحون من الله يخشون مُشاركتهُ أحكامًا لا يَعْلمُها إلا هوَ…كلامٌ في الإيمان من فيض الصوفيين وكلام في الأحكام من شك اللاأدرية وسُكوت عن السياسة لا يقتحمها الا مثقفون ُمُستقلون مُتحررون « فما أجرأهُمْ على الله » .. وقدْ أمكنهم أن يكونوا ما يشتهون لا يُضايقهم أحدٌ ولكنهم يريدون اقتحامَ نوايا ومعتقدات غيرهم يتهمونهم بما يُريدونه لأنفسهم… لا يُكفرهم أحدٌ ولا يأبهُ بما يبتدعون ولكنهم يتمنونهُ في قرارتهم لإقامة الحُجة على شيوع التعصب وضرورة كسر المصطلحات فلا يصطلحُ الناسُ ولا يُجمعون … كذا يكون « الإختلاف » مدخلا لتدويخ الشباب وفاقدي السند المعرفي يلجأون إلى الحضانات البارقة.
 لا كلام في النوايا ولكن لا سكوت عن المخاتلات والحيل الثقافية  يحترفها ذو لسان مبين… للنوايا أكثرُ من أداة وللبلاغة تصاريف شتى وليس كل بلاغة مُستساغة… تدركُ الفطرة الإنسانية السوية كثيرًا مما لا يُدركُهُ العقلُ وترْفضُ كثيرًا مما تجتهدُ « العقلانية » المُحترفة في تصريفه… يخجلُ الطفلُ قبلَ أن يتعلمَ كونَ الخجل « عقدة نفسية » … ويسكت عن المطالبة بما لا تطلبهُ الفطرة قبلَ أن يُقال لهُ بأن الشرعَ قد سكت عن ذلكَ….. للحقيقة ملامحها الكبرى فلا نتهمُ القائل بها  بالتعصب . 
  هل هي « المُخاتلة » الماكرة لخلخلة الأعمدة وتشريد المُقيمين يَهيمون على فوضى ويستبيحون النص بذريعة حق الإختلاف وحق التأويل .لا ديموقراطية في المعرفة ـ يقولون ـ أوْ »هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون  » … لا مانع قانونيا من التفكير والإجتهاد والتأويل، إنما هو مانعُ الأخلاق المعرفية حين لا يُجادلُ أحدٌ في الله بغير علم ولا كتاب مبين. لا وُجود لسلطة دينية، ولا وجودَ لرجال دين يحتكرونهُ ، وكذلكَ لا وُجودَ لحرية رأي بغير رأي ، تلك مقتضيات العقلانية حين تعلي من شأن المعرفة والعارفين وتقرن الحرية بالمسؤولية والكفاءة …  خطاب اللاأدرية ماكرٌ مُتهرب من كل التزام ، يزين الشكّ يقول:
« معرفي » ويُحرض على الفوضى يقولُ: » حُرية »… كلامٌ في الأفكار وليس في النوايا… كلامٌ في المنهج وليس في التشريع ، ومن شكّك فقدْ شرّعَ… البلاغة صناعة والفكرُ اتقادٌ وبينهما العامة يُغريها خطابٌ مُستحلبٌ من الشهوات تزينهُ الثقافة الماكرة.. مُثقفون ذوُو كلام يستدرجون العوام لمنطقة « الحرام » برخوانية بديعة …مُثقفون رخوانيون ـ أسميهم دائمَا ـ لم تؤلمهم آلامُ ضحايا الإحتلال »الحداثي » والاستبداد « الديمقراطي »  وفقراء الفوائض البنكية… ويتألمون لمَوْبُوئي نفايات الحضارة من الهالكين من قبُل  ومن دُبُر… يحيا الباحثون المُعاصرون تُمَولُ أبحاثهم من قوت المُعولين عليهم ينتظرون أن يُبصروهم بمواطن حقوقهم وحيل الجلادين … يحْيا المُفكرون لم يجدوا ما يتأملونهُ غيرَ ما لا يحتاجُ فيه العاطلون منظرين ولا مجتهدين وهم أعلمُ به منهم .
 تلكَ ثقافة الخثار الإجتماعي إذ تدخل عليه تلوينا وتعليبًا تجيدُ تسويقهُ للغافلين… وإن كان لا بُدّ من القول في « السرير » نبحث في الكوابيس والأوهام وفي الموت السريري لمجتمعات تحاصرُ العولمةُ مقومات وجودها ومدخرات عيشها ومخزون تاريخها … وإن كان لا بُد من إقرار حرية التفكير والبحث ، نقرّ حُرية النقد وحق السخرية من الساخرين يستغفلون من لم يَعُدْ غافلا ممن أجهدَهم الإستغلال والإستبدادُ في مساحات من العالم الإسلامي كثيرة … يقولُ هؤلاء: نحتاج من يدفعُ عنا الأذى أو يُبصّرنا به وليس من يؤذي ذواتنا بذاتية تطمحُ أن تكون بجرنا إلى ما لا نريدُ أن نكون .
 
(المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 169 بتاريخ 24 ديسمبر 2010)

أزمة الفن و أزمة الهوية


سامية زواغة
يقاس تطور كل شعب  وكل مجتمع عادة  بما يملكه من مبدعين في كل المجالات  وبمدى فاعلية وتأثير هذه الشريحة وأتساعها في عموم الشعب ومدى قدرتها على تفعيل التغيير الايجابي في المجتمع، لأنها هي المعول عليها في المحافظة على هويتهم وتعزيز مكونات شخصيتهم .
ونظرا لان هذا النجاح  مرهون  بمدى تمثل المبدع والفنان لهذه  الخصوصية والهوية  المميزة  فإنه على كل  المبدعين  أن يكونوا في طليعة المعبرين عن هذه الهوية الثقافية التي تفرض عليهم  إدراك المقومات الجمالية الموجودة بالبيئة المحيطة بهم و بتراثهم القديم الواصل بينهم وبين معاصرتهم  حتى يتمكنوا من إنتاج ما يعمق انتماءهم وانتماء خياراتهم الفنية بدل السقوط في مواقع التغريب والتلفيق واستحداث ما يشوه هذه الهوية الثقافية .
بمتابعتنا لعديد  المنوعات والمهرجانات  التونسية و بشهادة العديد من الفنانين نلحظ أن الفن التونسي والأغنية التونسية ومن ورائهما الإبداع التونسي اليوم يعيش أزمة عامة هي أزمة هوية  قد تعود ربما إلى غياب ثوابت مرجعية و إلى نوعية الإبداع عموما مما جعل الكثيرين وتحت مسمى الأغنية التونسية يقتحم هذا الميدان دون تردد ويضيف إليه ما يحلو له من المواد الغنائية بلا رادع أو محاسب ورغم الدعم الكبير الذي تقدمه  الدولة ووزارة الثقافة ووسائل الإعلام  التي تسعى إلى خلق خصوصية للفن التونسي فان هذا المسعى لا يبدو انه حقق الغاية من ورائه  لأن هذا  لم يتعدى المستوى المادي إلى التفعيل الحقيقي للإبداع ولوظيفته في المجتمع وفي الوعي الشعبي  والدليل على ذلك هو كثرة  الكم العددي  للفنانين المحسوبين على الفن التونسي دون أن يكون هناك خط أو توجه فني وروح فنية جامعة لهؤلاء ومثالنا على ذلك هو صعوبة  إيجاد رابط مثلا بين رؤية أو مدرسة عدد كبير من الفنانين أو المغنين الذين تزدحم بهم الساحة ….بحيث يمكن الجزم  بوجود فنانين تونسيين دون وجود مدرسة أو فن تونسي قائم بذاته وبالتالي غياب هوية مميزة وخاصة بإبداعاتنا  والدليل الثاني هو حجم النجاح الجماهيري الذي يلقاه  الفنانون الأجانب في حفلاتنا في تونس في حين أننا لا نلقى المنزلة ذاتها عندما تعكس الصورة ولهذا يطرح السؤال هنا ما هي أسباب هذا الاضطراب وهذه الحيرة في أصالة الأغنية التونسية ولماذا عجز فننا عن تحقيق هوية متميزة  اللهم إلا إذا كان ما نعنيه  بالهوية المميزة يكمن في الجمع بين المتناقضات ؟ إن أزمة الفن التونسي عامة وفن الأغنية خاصة ترتبط في جزء كبير منها باضطراب عام تعيشه  الهوية  الوطنية وهذا ما نلاحظه بالنظر إلى أزمة المسرح والسينما واللغة والرسم والمعمار وكل الفنون التي تتأرجح بين الأصالة والأوربة  فأزمة الأغنية إذن تجاوزت أزمة الفنون إلى  منظومة الهوية الوطنية ككل وما نشاهده من تتداخل وفوضى  لغوية في الإعلام  السمعي والمرئي وما تعكسه مضامين السينما في بلادنا التي تقوم أساسا على خدمة احتياجات السائح الأجنبي ونوعية المسرح القائم في أساسه على الأخذ من التجارب الأجنبية شكلا ومضمونا إنما يعكس هذا التوجه في الإبقاء على هذه الفوضى في الذوق العام والقبول  بالانفتاح غير مشروط لدرجة التضحية بالخصوصية في سبيل النجاح والربح المادي  وقد ساعد هذا المحيط العالمي الذي صار قرية واحدة بتكنولوجيا العصر والاتصالات على تأكيد هذا التمزق الصارخ  بين الأصالة والتغريب فصار سهلاً على الإنسان الاقتباس دون روية فاقتصر المبدعون على الاستيراد والارتباط بالأفكار والأشكال الآتية من العالم المتقدم بدعوى العصرنة والتقدم .
يجب أن نعي تماماً أن ثمة خلل هيكلي في تحديد موضوع  الهوية عامة وهوية الأغنية والفن الوطني خصوصا, هذا الخلل زادته ثقافة السوق  وتصنيع الفن وفتح الباب أمام استفحال غربة الشخصية الوطنية و ضياع ذاتيتها. من هذا الباب، باب الخلل في تحديد الهوية, تسلل كثير من المدعين للفن والغناء والإبداع و بدعم كبير من مؤسسات تخطط بالفعل لحركة الهدم والنكوص وساهموا بدور كبير في تعميق أزمة الساحة الفنية وفي التأثير على موقف الأجيال الحاضرة من فكرة الوطنية ذاتها.  الفنون هي من  الأوراق الأخيرة التي لازلنا نشهرها في وجه الذوبان والتلاشي و نحن بحاجة إلى الاتكاء عليها وعلى الخصوصية الوطنية ، وعلينا أن نُفعل تلك الخصوصية في منوعاتنا التلفزية وفي مهرجاناتنا وفي مراقبة ما ينتج وما يبث  كي تصبح  الأصالة الفنية في النهاية وشماً حقيقياً للغة إبداعية خاصة، لا نحتاج معها إلى تسييد الآخر و نستعين بها على هويات صارت تقتحم علينا بيوتنا و مفردات لا تتفق  مع مبدإ الهوية ومع مقومات التراث العربي بكل جمالياته،وإرثه، وتاريخه!
 
(المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 169 بتاريخ 24 ديسمبر 2010)
 

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.