10ème année, N°3805 du 23 .10 .2010
archives : www.tunisnews.net
الحرية لسجين
العشريتين الدكتور الصادق شورو
وللصحفي الفاهم بوكدوس
ولضحايا قانون الإرهاب
مراسلون بل حدود:إلى أين؟:مرور مئة يوم على اعتقال فاهم بوقدوس
كلمة:إدانة حقوقيية دولية لاستمرار اعتقال الفاهم بوكدوس وحسن بن عبد الله
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:التجريم .. بالقرابة ..!
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع الرابطة بالمنستير: بيان حول انتهاك الحريات
حــرية و إنـصاف:اضطهاد السجين السياسي السابق السيد محمد المسدي
كلمة:تعطيل عبيد الخليفي عن السفر باتجاه المغرب
كلمةكإضراب جوع تضامني مع غزالة المحمّدي
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان:بيـــــــــــــــــــــــــــــــــان
كلمة:وفد تضامني يزور عفاف بالناصر وغزالة المحمدي
حركة النهضة تندد بالاعتقالات وكل انتهاكات حقوق الإنسان التي تقوم بها السلطة
المرصد التونسي:حجب موقع المرصد بعد ساعات من اطلاقه
الوطن:طوابير الانتظار للحصول على تأشيرة الدخول الى فرنسا كرامة الوطن من كرامة أبنائه
هند الهاروني:رسالة مفتوحة
الصباح:نقابة الثانوي:مستعدون لاستئناف الحوار والمنح الخصوصية والقانون الأساسي أهم المطالب
الوطن:مستقبل « الجامعة » التونسية
مسعود الرمضاني:خوصصة المياه ومخاطرها
الصباح:16 مليون لتر زادت عن الحاجة ـهل يحل التصدير أزمة وفرة الحليب؟
الصباح:السياحة الصحراوية:نزل مغلقة.. إقبال ضعيف والوزارة تدرس مقترحات حلول
الصباح:من الذاكرة الوطنية:العامل التونسي على أنقاض برسبكتيف
عماد الطرابلسي:رأي في الرؤية(1-2-3)
د. محمد بن نصر:أنتم السابقون ونحن اللاحقون
مراد رقية:جامعة التجمع الدستوري بقصرهلال تحاصر المربين والمربيات الشرفاء غير القابلين للشراء
الوطن:الثوابت خير درع يحصن المشروع القومي ضد التطبيع(2 من2)
الوطن:الاستثمارات والقروض الأجنبية وعلاقتها بالقرار الوطني
مالك التريكي:للغربيين في ما يكرهون مذهب واحد: الإسلاموفوبيا
العرب:الجزائر:أصوات معارضة في الحزب الحاكم تتحدى سلطة بوتفليقة
الجزيرة.نت:مظاهرة لطلاب مصريين تطالب بإلغاء الحرس الجامعي (الجزيرة)
الجزيرة.نت:وثائق سرية تتهم المالكي بالقتل الجزيرة « تكشف المستور » بالعراق
القدس العربي:موقع ويكيليكس ينشر نصف مليون وثيقة سرية حول الحرب في العراق
Pourafficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
سبتمبر 2010
https://www.tunisnews.net/18Octobre10a.htm
مراسلون بلا حدود
إلى أين؟ : مرور مئة يوم على اعتقال فاهم بوقدوس
اليوم، يبدأ الصحافي فاهم بوقدوس بيومه المئة في سجن قفصة. احتجاجاً على ظروف اعتقاله، باشر بإضراب عن الطعام منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر لأجل غير مسمى. وهو يرفض أيضاً تناول أدوية الربو.
بعد أن نقل مرتين إلى المستشفى يوم الإثنين في 11 والجمعة في 15 تشرين الأول/أكتوبر 2010، فقد 5 كيلوغرامات على الأقل. وحالته الصحية تبعث على القلق الشديد.
تذكّر مراسلون بلا حدود بأن فاهم بوقدوس أصيب بنوبة ربو حادة في 22 أيلول/سبتمبر 2010. كما أنه نقل إلى المستشفى في 4 تشرين الأول/أكتوبر بعد الأزمة الثانية. وفي خلال زياراته الأخيرة، لاحظت زوجته عفاف بن ناصر تدهور وضعه الصحي البدني والنفسي (http://arabia.reporters-sans-frontieres.org/article.php3?id_article=31867).
وتدعو المنظمة إلى الإفراج الفوري عن بوقدوس. بالتصرّف على هذا النحو، تنتهك الحكومة التونسية اتفاقيات جنيف في ما يتعلق بحقوق السجناء والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية التي تعد تونس طرفاً فيه.
حكم على فاهم بوقدوس الناشط في مجال الدفاع عن حقوق العمال في منطقة قفصة المنجمية في 15 تموز/يوليو بالسجن لمدة 4 سنوات لتصويره أحداث الحوض المنجمي بقفصة في ربيع العام 2008 لحساب قناة الحوار التونسي الخاصة. (http://arabia.reporters-sans-frontieres.org/article.php3?id_article=31806) تخضع زوجة الصحافية المستهدفة بإجراءات انتقامية إدارية لمراقبة الشرطة المستمرة. فالشرطة السياسية ترصد أي تحركات وأعمال تقوم بها. في ليلة 18-19 آب/أغسطس 2010، حاول مجهولون اقتحام متجرها الواقع في مدينة سيدي أحمد زروق على بعد 400 متر من مركز للشرطة في قفصة. وكان محلها قد تعرّض لهجوم مماثل في تموز/يوليو 2008. وقد تقدّمت عفاف بن ناصر بشكوى ولكنها عبثاً فعلت (http://arabia.reporters-sans-frontieres.org/article.php3?id_article=31843).
لا بدّ للتنكيل الإداري الذي تتعرّض له زوجة الصحافي أن يتوقف على الفور.
تكرر المنظمة معارضتها للمفاوضات الجارية حالياً بين الاتحاد الأوروبي والجمهورية التونسية بغية ضمان مركز الشريك المتقدّم لتونس في غياب إلغاء تعديل المادة 61 مكرر من قانون العقوبات التونسي. الواقع أن هذه المادة التي تبناها البرلمان التونسي في حزيران/يونيو الماضي تهدف إلى تجريم اتصال الأفراد بصفة مباشرة أو غير مباشرة بوكلاء دولة أو منظمة أو مؤسسة أجنبية بهدف تحريضها على الإساءة إلى مصالح تونس الحيوية وأمنها الاقتصادي. وقد يحكم على المتهمين بالسجن لمدد تتراوح بين 5 سنوات و12 سنة. وقد يسمح تبنّي هذا التعديل بمحاكمة المدافعين عن حقوق الإنسان وسجنهم إذا ما كانوا مدعومين من منظمات أجنبية ومتعددة الأطراف. في هذا الإطار، أشار جان – فرانسوا جوليار، أمين عام منظمة مراسلون بلا حدود، في 17 حزيران/يونيو الماضي إلى أنه « طالما أن قانون العقوبات سيخدم الحكومة التونسية لمعاقبة أي رأي مخالف، فلا يمكن للاتحاد الأوروبي أن يمنح تونس منصب الشريك المتقدّم ».
(http://arabia.reporters-sans-frontieres.org/article.php3?id_article=31797)
(المصدر:موقع منظمة مراسلون بلا حدود بتاريخ 22 أكتوبر 2010)
إدانة حقوقيية دولية لاستمرار اعتقال الفاهم بوكدوس وحسن بن عبد الله
حرر من قبل التحرير في الجمعة, 22. أكتوبر 2010 أصدرت الشبكة الأورو متوسطية لحقوق الإنسان ومرصد حماية المدافعين عن حقوق الإنسان من العاصمة الدنماركية كوبنهاغن بيانا يوم الجمعة 22 أكتوبر بمناسبة مرور 100 يوم على اعتقال الصحفي الفاهم بوكدوس المضرب عن الطعام في سجنه، ومرور 241 يوم على اعتقال الناشط حسن بن عبد الله، بينت من خلاله المنظمتان المذكورتان أن المراقبين لأطوار المحاكمة التابعين لهما قد أفادوا بأن المحاكمة حدثت بها عدة انتهاكات. وأعربت المنظمتان عن قلقهما البالغ إزاء ظروف احتجاز بوكدوس وبن عبد الله، مفيدة بأن محاكمتهما « ليست إلا الوجه الظاهر للعيان من حملة واسعة من المضايقات المستمرة التي تمارسها الشرطة والأجهزة القضائية ضد المدافعين عن حقوق الإنسان والنقابيين في الحوض المنجمي ». داعية إلى إطلاق بوكدوس وبن عبد الله ورفع المضايقات عن أهالي الحوض المنجمي، حيث لا يزال ماهر فجراوي محاكما بعشرة سنوات سجن ومحي الدين شربيب عامين وثلاث أشهر، كما تخوض غزالة لمحمدي إضرابا عن الطعام من أجل إرجاعها إلى عملها الذي طردت منه على خلفية نشاطها الإجتماعي في مناصرة أهالي الحوض المنجمي. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 22 أكتوبر 2010)
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين aispp.free@ gmail.com 43 نهج الجزيرة تونس تونس في 23 أكتوبر 2010 التجريم .. بالقرابة ..!
يتواصل اعتقال السجين السياسي السابق علي الحرابي منذ يوم 15 أكتوبر 2010 ، و حسب مصادر الجمعية فإن مبرر الإيقاف هو ورود اسمه على لسان أحد الموقوفين في قضية تهم بعض الشباب المتدين تجمعه به علاقة قرابة.
علما بأن السيد علي الحرابي قد سبقت محاكمته في بداية عشرية التسعينات السوداء ضمن الألاف من كوادر و أعضاء حركة النهضة و يخضع منذ تسريحه للرقابة و المتابعة البوليسية اللصيقة وقد تزامن إيقافه مع احتجاز كل من علي فرحات و علي بن عون و هشام بن طالب ، و تخشى عائلته أن تكون هناك نية لإقحامه في قضية لا علاقة له بها.
و إذ تطالب الجمعية بالإفراج الفوري عن علي الحرابي و الموقوفين معه فإنها تعتبر إقحام المساجين السياسيين المسرحين في قضايا الشباب الملاحق بموجب قانون 10 ديسمبر 2003 تصعيدا خطيرا في اضطهادهم و التنكيل بهم و بعائلاتهم . عن الهيئة المديرة الرئيس الأستاذ سمير ديلو
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع الرابطة بالمنستير بيان حول انتهاك الحريات
مازالت بلادنا منذ عقود تعيش حالة من الاحتقان السياسي فمسلسل الاعتقالات والمحاكمات وانتهاك الحريات متواصل بل إنه يزداد استفحالا مع تزايد الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الراهنة والمنتظرة. وما زال النظام يرفض التعاطي مع هذه الأزمات بطريقة ديمقراطية تنهض على الحوار ، فالحل الوحيد هو الخيار الأمني الذي يكمم الأفواه ويعزل القوى الحية. ولم يسلم منه لا الجماعات ولا الأفراد، ولا أدل على ذلك مما تكابده الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وهياكلها ونشطاؤها من غلق متواصل لمقرات فروعها ومراقبة مناضليها وأنصارها مراقبة لصيقة يمارسها البوليس السياسي والمدني وهذا ما يتعرض له أعضاء الفرع بالمنستير وعضو الهيئة المديرة عبد الرحمان الهذيلي منذ أن بادر فرع إقليبية بجمع مناضليه.
وبداية من سبتمبر2005 منعت السلطة الرابطة من عقد مؤتمرها واستدرجتها إلى متاهات تفاوضية لم تجن منها غير المماطلة والتسويف . ومن الواضح أن الهدف من كل ذلك لم يكن غير تهميش دور الرابطة وزرع اليأس في نفوس مناضليها وبعثرة صفوفها، وبالتالي إبطال فاعليتها كمنظمة مستقلة حركية مشعة في المجتمع. ولم تكن الرابطة هي الضحية الوحيدة لهذا النهج السياسي فقد طال كل مبادرات الأفراد والمنظمات التي حاولت أن تفتح ثغرة في جدار الحصار الشامل المضروب على أنصار الحرية من مختلف التيارات الفكرية .
إزاء هذا التوتر الذي يعيشه وطننا على مختلف الأصعدة فإن فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمنستير بعد اجتماعه بتاريخ 17 أكتوبر2010 ومتابعته للانتهاكات المتتابعة للحريات يسجل ما يلي:
1 ـ يدين ما يتعرض له مناضلو الحرية من اعتقالات وتعذيب ومحاكمات طالت مختلف المنظمات والتيارات الفكرية والسياسية، فالسلطة مازالت تتجاهل شرعية الملفات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المتراكمة وهي لا تتحرك إلا على وقع الأحداث الساخنة مثلما هو الحال مع أحداث الحوض المنجمي وابن قردان .
2 ـ يثمّن الأشكال النضالية التي اضطروا إليها بما في ذلك إضراب الجوع وهو إفناء للذات البشرية وما قد ينجر عنها من نتائج كارثية عليهم وعلى أسرهم وعلى المجتمع. وفي هذا الإطار نعلن تضامننا مع الإعلامي الفاهم بوكدوس الذي دخل في إضراب جوع رغم وضعه الصحي المتدهور.
3 ـ ندعو النظام مجددا إلى الإقلاع عن سياسة صم الآذان ومعالجة الأزمات عن طريق الحوار وإطلاق الحريات وإصدار عفو تشريعي عام على المعتقلين والمغتربين وإشاعة الديمقراطية لإسهام الشعب في معالجة قضاياه المرشحة لمزيد من التعقيد.
4 ـ يطالب برفع التضييقات على الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وعلى مناضليها وتمكينها من عقد مؤتمرها في إطار الديمقراطية والاستقلالية
5 ـ يؤكد تضامنه مع نضالات مختلف القطاعات في الاتحاد العام التونسي للشغل التي تستعد لشن إضرابات دفاعا عن كرامة العامل بالساعد والفكر ومحافظة على مكاسبها وتحقيقا لمطالب مشروعة.
6ـ يدين الحصار المضروب على قطاع غزة المحاصر برأ وبحرا وجوا من الإخوة والأعداء ويحيي الحركة العالمية التضامنية لكسره بما في ذلك قافلة الحرية وقافلة شريان الحياة اللتين نظمهما أنصار الحرية في العالم ويندد بكل العراقيل التي توضع في طريقهما.
رئيس الفرع: سالم الحداد
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 15 ذو القعدة 1431 الموافق ل 23 أكتوبر 2010 اضطهاد السجين السياسي السابق السيد محمد المسدي تجاوز سلطة …وتطبيق تعسفي لحكم المراقبة الإدارية
تعرض السجين السياسي السابق السيد محمد المسدي القاطن بمدينة صفاقس منذ أسبوعين للتهديد بالتعنيف وإعادته للسجن بتعلة عدم انتظار الإذن من أعوان البوليس السياسي لتغيير عنوانه باعتباره يخضع لحكم قضائي ينص على عقوبة تكميلية بالمراقبة الإدارية لمدة خمس سنوات تنتهي في شهر جويلية 2012.
علما بأن السيد محمد المسدي قد أعلم السلطة الأمنية التي يرجع لها بالنظر بتغيير مقر إقامته مثلما ينص على ذلك القانون، حيث لا يجب انتظار الإذن ويكفي الإعلام بذلك. ولأن أعوان البوليس السياسي قد تجاوزوا السلطة في هذه الحالة وطبقوا حكم المراقبة الإدارية بشكل تعسفي عندما استدعوا السيد محمد المسدي إلى مقر فرقة الإرشاد بمدينة صفاقس وتعمدوا تهديده بإعادته للسجن في حين أنه كان ممتثلا لكل شروط هذه العقوبة التكميلية، فقد كاتب السيد محمد المسدي وزير الداخلية لإعلامه بما تعرض له من معاملة غير قانونية وهو لا يزال ينتظر رد الوزارة في ذلك.
وتجدر الإشارة إلى أن السيد محمد المسدي الذي صدر ضده حكم قضائي سالب للحرية لمدة 27 عاما بالإضافة إلى عقوبة تكميلية بالمراقبة الإدارية لمدة خمس سنوات قد قضى بالسجن ما يزيد عن 15 عاما، وهو الآن يعاني عديد الأمراض المزمنة نتيجة التعذيب الشديد الذي تعرض له عند الاعتقال ونتيجة سنوات السجن الطوال التي قضاها تحت وطأة المعاملة القاسية والظروف المأساوية.
وحرية وإنصاف:
1) تدين بشدة ما تعرض له السجين السياسي السابق السيد محمد المسدي من اضطهاد بسبب تجاوز السلطة من قبل أعوان البوليس السياسي والتطبيق التعسفي لحكم المراقبة الإدارية الصادر ضده وتدعو السلطة إلى وضع حد لهذا التطبيق التعسفي ووقف كل أشكال تجاوز السلطة واحترام القانون المتعلق بالمراقبة الإدارية.
2) تطالب السلطة بتخفيف إجراءات المراقبة الإدارية وتسهيل عملية إدماج المسرحين من مساجين الرأي والمساجين السياسيين وتمكينهم من كل الحقوق المدنية والسياسية التي يكفلها لهم القانون.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري
تعطيل عبيد الخليفي عن السفر باتجاه المغرب
حرر من قبل الهادي الرداوي في الجمعة, 22. أكتوبر 2010 علمنا أن السلطات الأمنية بمطار تونس قرطاج قد منعت صباح يوم الجمعة 22 أكتوبر سجين الحوض المنجمي السابق عبيد الخليفي من السفر إلى المغرب للمشاركة في المنتدى الاجتماعي الذي ينعقد أيام 23و24و25 أكتوبر الجاري حول موضوع الأحياء الفقيرة. وتواصل إيقاف السيد الخليفي إلى عصر يوم الجمعة أين تم السماح له بالمغادرة في اتجاه المغرب على متن الرحلة الموالية.
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 22 أكتوبر 2010)
إضراب جوع تضامني مع غزالة المحمّدي
حرر من قبل معز الباي في الجمعة, 22. أكتوبر 2010 شنّ العشرات من النشطاء في كامل تراب البلاد وخارجه يوم الجمعة 22 أكتوبر 2010 يمثلون حساسيات سياسية ونقابية وحقوقية مختلفة إضراب جوع تضامني بيوم مساندة للناشطة السياسية والحقوقية غزالة المحمدي التي تشنّ إضرابا عن الطعام منذ يوم 14 أكتوبر الجاري، من أجل حقها في الشغل بعد أن أطردت من عملها بالجمعية التنموية بالقصر- قفصة على خلفية نشاطها السياسي صلب الحزب الديمقراطي التقدمي ومساندتها للحراك الاحتجاجي لأهالي الحوض المنجمي سنة 2008، وبعد أن استنفذت جميع الوسائل الأخرى حسب تعبيرها. وكانت الحالة الصحية للمضربة عن الطعام قد تعكرت في الفترة الأخيرة خاصة بسبب ارتفاع الضغط. من جهة أخرى أفادت مصادرنا أن الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بقفصة السيد عمارة العباسي كان قد تعهّد بإدارج اسم الناشطة المحمّدي على قائمة مناضلي الحوض المنجمي الذين يحتضنهم الاتحاد مادّيا وهو ما لم يقع حسب مصادرنا إلى حدّ الآن. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 22 أكتوبر 2010)
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان 21 أكتوبر 2010 بيـــــــــــــــــــــــــــــــــان
يتابع فرعنا بانشغال كبير الحصار الأمني المضروب منذ مدة على مسعود الرمضاني، رئيس الفرع، حيث تلازم سيارات الأمن بالزي المدني أمام منزله وترافقه أينما يتنقل وترابط حتى أمام المعهد الذي يدرّس به الى حين خروجه من العمل. وليست هذه المرة الاولى الذي يتعرض فيها لمثل هذا الحصار فقد سبق ان خضع له لمدة سنة تقريبا بين سنة 2008 و2009 . إننا نعبر عن إدانتنا لهذا الحصار الغير قانوني و الذي لا يحترم الحياة الخاصة التي هي حق السيد الرمضاني مثل غيره من المواطنين وندعو السلطة لرفعه حالا. كما ندعو مكونات المجتمع المدني للتضامن مع كل النشطاء الذين يخضعون لمثل هذه المراقبة اللصيقة.
عن هيئة الفرع الكاتب العام: توفيق القداح
وفد تضامني يزور عفاف بالناصر وغزالة المحمدي
حرر من قبل التحرير في الجمعة, 22. أكتوبر 2010 زار وفد متكون من الزميلين المولدي الزوابي والهادي رداوي عن راديو كلمة والاستاذ رابح الخرايفي عن الحزب الديمقراطي التقدمي والسيد الهادي بن رمضان عن الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة وفرع الرابطة بجندوبة بزيارة تظامنية إلى كل من زوجة الصحفي السجين الفاهم بوكدوس المضرب عن الطعام بالسجن المدني بقفصة. وكذلك بزيارة غزالة محمدي المضربة عن الطعام إحتجاجا على طردها من عملها بالجمعية التنموية بالقصر على خلفية مساندتها لأهالي الحوض المنجمي وقد تمت مراقبة الوفد مراقبة لصيفة من طرف أعوان الأمن بالزي الرسمي والمدني وتم إيقاف سيارة الوفد عدة مرات بتعلة المراقبة العادية للتثبت من هوية السائق ومرافقيه. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 22 أكتوبر 2010)
بسم الله الرحمن الرحيم حركة النهضة تندد بالاعتقالات وكل انتهاكات حقوق الإنسان التي تقوم بها السلطة
أقدمت السّلطات التونسية( أعوان بالزي المدني) يوم الجمعة 15 أكتوبر الجاري على اعتقال الأخوين علي الحرابي وعلي فرحات من ولاية قبلّي وهما سجينان سياسيّان سابقان ولم تتمكّن العائلات من معرفة مصير الأخوين ولا أسباب الإيقاف.كما تعرّضت زوجة الأخ هشام بن طالب السّجين النّهضوي السّابق إلى التّهديد باعتقالها إذا لم يسلّم زوجها نفسه للأمن. تأتي هذه الاعتقالات في نفس الوقت الذي تتواصل فيه الإيقافات والمحاكمات في صفوف الطّلبة والشّباب المتديّن وفق قانون2003 اللاّدستوري . كما تأتي عقب اعتقال ومحاكمة صحفيين مثل الفاهم بوكدوس والصحفي الزوابي ، واستمرّار المضايقات والمراقبة اللّصيقة لعدد من رموز حركة النهضة ومساجينها السابقين . كما يشتد الخناق على المساجين السياسيين وعلى عموم المعارضين والنقابيين والمدافعين عن حقوق الإنسان فلا يجدون، غير شن الإضرابات عن الطعام، معرّضين أنفسهم للهلاك أمثال : – محمد العكروت السجين السياسي السابق. ـ محمد الرحيمي سجين الرأي السابق – غزالة المحمدي مناضلة ناشطة في الحزب الديمقراطي التقدمي . – الفاهم بوكدوس إعلامي وسجين حاليا . – عبد اللطيف بوحجيلة سجين سياسي سابق . – صلاح الدين العلوي ، مناضل نقابي وسجين سياسي والقائمة تطول وتتجدد.
إنّ حركة النّهضة، وهي تتابع بانشغال تدهور حقوق الإنسان في البلاد،
– تحيط الرأي العام وكلّ الأطراف السّياسيّة والحقوقيّة بما دأبت عليه السّلطة من إجراءات ضدّ المسرّحين النّهضويّين، تنغّص حياتهم وحياة أهلهم وذويهم بتعريضهم للاعتقال والمحاكمات التّعسّفيّة وحرمانهم من التّنقّل والشّغل والحياة الكريمة. – تأمل الحركة تضامن الجميع مع الضّحايا والدّفاع عن حرّيّتهم وكرامتهم. – تندّد بهذه المظالم وتطالب بوضع حدّ لها وإطلاق سراح الموقوفين واحترام المواثيق والقوانين الضّامنة لحقوق المواطنين وحرّيّاتهم.
ـ تساند كل المضربين عن الطعام وعائلاتهم وتدعم مطالبهم المشروعة. – تؤكّد أنّ الانغلاق والتّعسّف هو الذي أضرّ بالبلاد وصورتها وأهدر الكثير من طاقاتها وضاعف من التّحدّيات أمامها ، وتطالب بتصحيح المسار بإجراءات إصلاحات لتنقية المناخ السّياسي والاجتماعي من الاحتقان والتّأزّم وفتح الطّريق نحو انتقال دّيمقراطي حقيقي يحترم قيم الجمهورية ومبادئ الحكم الرشيد بدل صرف الشّعب عن قضاياه الحقيقيّة الاجتماعيّة والسياسيّة بمناشدات التّمديد. . الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة 14ذو القعدة 1431 22أكتوبر2010
حجب موقع المرصد بعد ساعات من اطلاقه
ما هي إلا ساعات قليلة عاشها الموقع الذي أطلقه المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية والذي انفق عليه مناضلو المرصد من حرّ مالهم قبل أن تتفطن له عين الرقيب فتعدمه وهو في المهد وتحجبه قبل أن تقع عليه عيون كل من كان يريد ان يتوجه إليهم ويتواصل معهم من النقابيين والمناضلين الحقوقيين وكل من يهمه الشأن النقابي في تونس. عين الرقيب الذي يعيش من مال دافعي الضرائب والذي كان أجدر به وأليق أن يصون القانون من كل تجاوز ويحمي الحق من كل جور او تعد ّ يتحول دوره إلى رقيب على حرية الإعلام و قامع للحق في التعبير . لم يحتو الموقع الذي أطلقناه اليوم والذي أنفقنا فيه من الجهد الكثير ومن الوقت المستقطع من مشاغلنا ونحن المتطوعون غير المتفرغين على غير بيانات المرصد وبعض نصوص تشريعية تمهيدية من القوانين المحلية والمواثيق الدولية. لم يكن فيه ما يمس بالأمن العام أو يوالي هذا أو ذاك أو ينخرط في أي شأن له بالسياسة علاقة من إي نوع أو صلة من أي جنس. ولكن البعض ضاقت صدورهم بكل شيء فطالت أيدي المنع منهم كل شيء. ليس هذا بالأمر الجديد علينا فلقد تعلمنا من الحدود والعراقيل كيف نفتك مجالا مكننا منه القانون ولن ياخذه منا أحد وان طغى وتجبر. سنعيد بناء الموقع من جديد وسنواصل السير على الدرب المحفوف بالمصاعب ذاك شرفنا وما عاهدنا عليه أنفسنا و أصدقاءنا وقراءنا وكل من شدّ على أيدينا بالكلمة الطيبة والثناء الحسن. عن المرصد منسق الاعلام عبدالسلام الككلي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et deslibertés syndicaux
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 15 ذو القعدة 1431 الموافق ل 23 أكتوبر 2010 أخبار وفد منظمة حرية وإنصاف المشارك في قافلة شريان الحياة 5
يواصل وفد منظمة حرية وإنصاف المتكون من رئيس المنظمة الأستاذ محمد النوري وعضو مكتبها التنفيذي المهندس محمد زياد بن سعيد ضمن المشاركين التونسيين في قافلة شريان الحياة 5 برنامج زيارتهم لقطاع غزة، حيث حضروا اليوم السبت 23 أكتوبر 2010 في أشغال المؤتمر العربي الدولي للأسرى، كما قاموا بزيارة لمدينة خان يونس وتعرفوا عن قرب على معاناة الشعب الفلسطيني الصامد في القطاع.
منظمة حرية وإنصاف
طوابير الانتظار للحصول على تأشيرة الدخول الى فرنسا كرامة الوطن من كرامة أبنائه
أحمد بن حمدان
في السنوات الأخيرة وعند المرور من أمام السفارات الغربية في وسط العاصمة تلفت انتباهك طوابير الناس و خصوصا من الشباب يصطفون ويتدافعون أمام أبوابها يواجهون الحر صيفا و الصقيع شتاء بلا مبالاة . بعضهم يقطعون مئات الكيلومترات لقضاء حاجتهم ينامون في الطريق العام ليلا لتجدهم صباحا ينتظرون لساعات طويلة لا يشغلهم شيء غير بعض الصحف تتناقلها الأيدي في ملل و بعض الأحاديث الجانبية التي تجمع الطالب بالباحث والكهل بالشاب و الأعزب بالمتزوج قد يختلفون في كل شيء في قناعاتهم في اهتماماتهم في انتماءاتهم الجغرافية و السياسية أو حتى الرياضية لكن يوحدهم كلهم الحلم و الأمل في ختم يفتح لهم آفاقا جديدة.
ختم بسيط يمكنهم من عبور هذا البحر من جنوبه الفقير المتأزم رغم عقود من التحرر والعاجز عن النهوض التنموي الشامل الذي يحرر الإنسان من الفشل أمام الحياة إلى شماله حيث المستعمر القديم الثري المترف والمحتاج إلى قوة عمل إضافية تستجيب لبرامجه وأهدافه وتضاعف من حجم قبضته على مستعمراته القديمة وتوفر لعبيد اليوم من المهاجرين ما فات توفيره لعبيد الأمس الغابر…
هذه الطوابير تنتظران ينتقل بها الختم من ارض المستهلك المورد الفقير إلى ارض المصنع المصدر القادر القدير فتراها صابرة مرابطة حتى يطل الحاجب عليها ليفتح أمامها الباب ويمر الجميع واحدا فواحدا على الصراط المستقيم .يفرح البعض لان دولة المحتل القديم الجديد قبلت بأن تختم له بالموافقة على منح التأشيرة والسفر إلى الحلم وتغتاظ الأغلبية لان جوازها بالمرور لم يحن موعده بعد فيقسم الكثيرون بأنهم لن يكلوا و لن يملوا بل سيعاودون الكرة مرة و أخرى حتى تطأ أقدامهم جنة اليورو الموحدة وارض الميعاد الرأسمالي.
يوميا يمكن للمار أن يلاحظ هذا المشهد غير الإنساني الذي يشعر فيه أبناء الأرض و الوطن بالإهانة وكأننا عدنا أدراجنا إلى مرحلة الاستخراب التي كان يعتبر فيها الإنسان العربي غير مرحب به في بلاد الأنوار فيجد نفسه عنصرا دونيا أمام الغربي المحتل خاصة و أن هذه السفارات تمثل دولا لطالما تشدقت بشعارات حقوق الإنسان و لطالما ادعت أنها تلقن الدروس في الحفاظ على كرامة الإنسان و حريته لم تكلف نفسها عناء تخصيص قاعة للانتظار تقي أولئك الحالمين من تقلبات الطقس و تخفف عنهم مشقة الوقوف لساعات في الطرقات .
أي مصير سينتظر هؤلاء في الغربة و هم لا يتمتعون في وطنهم حتى بغرفة انتظار في سفارة.
إن العلاقات بين الدول تؤسس على الاحترام المتبادل و الندية في التعامل وفقا لهذا هل يمكن أن نتصور على سبيل المثال أن المواطن الفرنسي سيجبر يوما على طلب التأشيرة و ينتظر أمام السفارة التونسية مثلا كما ينتظر الواحد منا أمام أبواب السفارة الفرنسية أم انه لن يرض بمثل هذه المهانة على أرضه وحتى لو رضي بذلك فهل سيعجب ذلك حكومته و برلمانه المنتخب.
و ما الذي يدعو هذا العربي العزيز الكريم إلى تقبل هذا التعامل الدوني من الآخر في وطنه رغم انه يعلم في قرارة نفسه انه لن يجد الجنة في بلاد ما وراء البحر و أن كل عنائه قد يذهب سدى إما برفض منحه التأشيرة لسبب أو لآخر أو بتهجيره عند ابسط خطأ خاصة و انه في سنة 2009 بلغ عدد المهجرين « التوانسة »من فرنسا 3222 مهاجرا أم أن هذه المهانة ارحم من أن يحيا في وطنه فقيرا فاشلا غير قادر على الحياة خاصة عندما يستمع–كما استمعنا إلى السيد وزير التشغيل-و يتأكد من أن الهجرة اليوم أصبحت من الحلول التي تتبناها الدولة لحل المشاكل التي خلفها فشل برامج التنمية من التقليص في الأعداد الغفيرة من العاطلين عن العمل.
لقد كبرنا ونحن نستمع إلى أن كرامة الفرد من كرامة الوطن وان كرامة الوطن
(المصدر: صحيفة » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 160 بتاريخ 22 أكتوبر 2010)
المؤتمر من أجل الجمهورية يتعزّز بقدوم مداد الدايمي
في هذه الظروف الصعبة وصلتنا مداد لتمدنا بقوة نحن بأمسّ الحاجة إليهاـ، لا لاعتناقها الفكر الجمهوري وانحيازها غير المشروط لشعار لا يصلح ولا يصلح ولضرورة المقاومة المدنية ، فالرضيعة ما زالت في ساعاتها الأولى حيث لم تصل هذا العالم إلا يوم الجمعة 22 أكتوبر .لكن قدومها أدخل البهجة والأمل على قلوبنا جميعا وليس فقط على والديها السعيدين زينب وعماد . هل ثمة لرفع المعنويات من ولادة طفل تتجدّد معه وفيه كل آمالنا وأحلامنا .
تسألوني عن سرّ الاسم ـ إنه في الآية الكريمة : قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربّي ( سورة الكهف) . لتكن بهية الطلعة مدادا يكتب اسمك الجميل يا حرية.
منصف المرزوقي
رسالة مفتوحة
إلى : السيد زين العابدين بن علي، رئيس الدولة التونسية قصر قرطاج-تونس من : هند الهاروني، مواطنة تونسية الكرم الغربي-تونس الهاتف : 216.71.971.180 بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين تونس في 23 أكتوبر 2010،15 ذو القعدة 1431، السلام عليكم، الموضوع : الاستجابة إلى مناشدة لمساعدة مالية عاجلة للطفلة الفلسطينية في غزة علا أبو جاموس لإنقاذ حياتها. كمواطنة تونسية ، أتوجه إليكم بمناشدة لقيام الدولة التونسية بتكفل مصاريف عملية تحتاجها الطفلة علا أبو جاموس لمرض خطير و عملية معقدة : ورم في دماغها و تقدر التكلفة ب 11 ألف يورو للعملية و حوالي ألفي يورو لتذاكر سفرها إلى إيطاليا كما ورد في نص المناشدة على مواقع إلكترونية عديدة من بينها :http://www.arabianbusiness.com/arabic/599190 :: مناشدة لمساعدة عاجلة للطفلة علا أبو جاموس بقلم اريبيان بزنسThis email address isbeing protected from spam bots, you need Javascript enabled to view it في يوم الخميس, 21 أكتوبر 2010 وجهت وكالة إنسانية للأطفال نداء تطلب في المساعدة في تأمين تمويل لرحلة علاج لطفلة فلسطينية في غزة تعاني من ورم دماغي. تشع علا أبو جاموس بالحيوية وتحافظ على ابتسامتها المشرقة رغم كل الآلام التي تعاني منها. ووفقا لموقع الوكالة فإن فريقا طبيا من إيطاليا كان يقوم بجلسات علاج في مشفى الرافدية في نابلس في الضفة الغربية، وتوقف فريق الأطباء والممرضين والممرضات أمام حالة علا أبو جاموس التي لم تتجاوز السابعة من عمرها وهي من طولكرم، وتبين للجراح الإيطالي لورنزو جنيتوري أن علا تحتاج لجراحة معقدة في الدماغ بصورة عاجلة لإزالة ورم وإنقاذ حياتها بأسرع وقت. ولا يمكن إجراء تلك العملية المعقدة في فلسطين ولذلك تعمل منظمة الطفولة PCRF لتأمين سفر علا إلى مدينة فلورانس الإيطاليا لكن ذلك يتكلف قرابة 11 ألف يورو لإجراء العملية وحوالي ألفي يورو لتذاكر سفر علا. ويمكن المساعدة عبر الموقع: http://www.pcrf.net/?p=5222 :: أتمنى أن يلاقي مطلبي الإنساني هذا استجابة عاجلة لديكم و أشعر أنني بهذا العمل أكون قد أرضيت ضميري و قمت بواجبي في حدود الإمكان و لوجه الله غايتي الوحيدة أن لا تفارق الابتسامة وجه علا بإذن الله جلّ و علا. شكرا لكم و السلام. هند الهاروني
نقابة الثانوي مستعدون لاستئناف الحوار والمنح الخصوصية والقانون الأساسي أهم المطالب
قال الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي السيد سامي الطاهري امس « أن النقابة مستعدة لاستئناف الحوار رغم أنه لا يتوقع من الوزارة اي اهتمام لمطالب الاساتذة ». واضاف الطاهري أن مطالب النقابة « تتضمن خمس نقاط اساسية هي التفاوض في مراجعة المنح الخصوصية ومراجعة الترقيات المهنية وعودة المطرودين وفتح باب التفاوض في قانون النظام الاساسي كما شمل ملف مطالب الاساتذة مسالة ترقيات المعلمين الاول للتربية البدنية. واعتبر الطاهري أن اللقاء الذي نظمه السيد وزير التربية يوم 21 اكتوبر بالمدرسة النموذجية بالبحيرة « قد تضمن عددا من المغالطات ». ومن المتوقع أن تصدر النقابة العامة للتعليم الثانوي بداية من اليوم ورقة اعلامية -تحصلت الصباح على نسخة منها – تضمنت ردا مكتوبا وتوضيحا على كل النقاط التي اثارها الوزير. المفاوضات نفت وزارة التربية غلق باب الحوار مع النقابة معتبرة انها تمهد الطريق حول مختلف الملفات المطروحة التي اعتبرتها -اي الوزارة- ملفات هامة ولا يمكن أن تحسم بصفة متسرعة بل تقتضي تعميق النظر والتفاوض حول مختلف ابعادها. وحول هذه النقطة اعتبرت النقابة العامة » أن هناك مماطلة عبر اللعب على الوقت بالتمطيط والتسويف. » كما اتهمت النقابة الوزارة بالمغالطة وتضخيم الأرقام واقحام عناصر وهياكل غريبة عن المؤسسة التربوية اثناء مشاركة اللجان في الاستشارات التي اقرتها الوزارة في الوقت الذي اكدت فيه النقابة على أن يكون التفاوض مباشرا بين الطرفين. الاضراب عبرت الوزارة عن « استغرابها » لدعوة الاضراب المقرر ليوم 27 اكتوبر الجاري حيث اعتبرت ان « اللجوء إلى الاضراب في تقاليد العمل النقابي يمثل الحل الاخير » وقد ردت النقابة بالقول أن العلاقة مع سلطة الاشراف قد انسدت وغاب التفاوض وعمدت الوزارة إلى تغييب الطرف النقابي والقيام باجراءات احادية مثل الزيادة في معلوم اصلاح الامتحانات الوطنية دون التفاوض مع النقابة. خليل الحناشي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 23 أكتوبر 2010)
العنف ضدّ الاطار التربوي: استفحال الظّاهرة وضرورة التّصدّي
بقلم محمد رضا سويسي تشهد المؤسّسات التربويّة بمختلف مستوياتها الابتدائيّة والثانويّة منذ مدّة استفحال ظاهرة العنف الموجّه ضدّ الإطار التربوي حيث تعدّدت حالات استهداف المعلّمين والأساتذة وحتّى العملة والإداريين أمّا الفاعلون فهم غالبا من الأولياء.
ولئن حاولت الأطراف الرّسميّة التّقليل من قيمة الظاهرة واعتبارها مجرّد حالات عرضيّة معزولة فإنّ عمليّة الرّصد التي قام بها الطّرف النقابي تؤكّد استفحال الظّاهرة وانتشارها في كلّ جهات البلاد ومستويات التّعليم إذ يتبيّن من خلال عمليّات الرّصد المذكورة أنّ المستهدَفين كانوا من المعلّمين والأساتذة كما أنهم أيضا من العملة والإداريين.
أمّا الأطراف الفاعلة فهي في الحالات الغالبة من الأولياء الّذين أصبحوا يسمحون لأنفسهم باقتحام حرم المؤسّسة التربويّة بل حرم القسم أحيانا للاعتداء على المربّين لفظيّا وجسديّا فضلا عمّا يتعرّض له هذا الإطار أحيانا خارج المؤسّسة من اعتداءات مختلفة. ولئن تمّ رصد أكثر من خمسة عشر حالة اعتداء خلال الشهر الأوّل من السنة الدراسيّة والجامعيّة الحاليّة فإنّه يُتوقّع حصول حالات لم يتمّ التبليغ عنها.
أمّا ردود الفعل من قطاع المربّين فقد أخذت بدورها نسقا تصاعديّا موازيا لتصاعد العنف حيث بدأت هذه الرّدود في شكل عرائض وشكاوي قضائيّة للتحوّل إلى وقفات احتجاجيّة متفاوتة المدّة لتصل في جهة صفاقس إلى حدّ تنفيذ إضراب جهويّ بيوم كامل على إثر تعرّض عدد من المعلّمين لحالات تعنيف في مدارسهم وأمام تلاميذهم وزملائهم حيث كانت الحالة الأبرز هي حالة معلّم تهجّم عليه وليّ وعنّفه بشدّة دون أن يوجد لذلك أيّ سبب ورغم ذلك فإنّ عمليّة تتبع الجاني لم تكن بما يجب أن يكون من الجدّية و الملفّ مرجّح لمزيد التعقيدات إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات الكفيلة لإعادة الاعتبار إلى المربّي ومن ورائه القطاع ككل.
أمّا الوزارة فإنّ ردّ فعلها الذي بدا متأخّرا في نظر العاملين في قطاع التعليم فإنّه أتى خلال الأسبوع الفارط على لسان وزير التربية نفسه الذي صرّح بأنّ الوزارة ستقاضي كلّ من يعتدي على الإطار التربوي.
إلا أن خطورة الظّاهرة وما أصبحت تجسّده من تهديد فعليّ لاستقرار ونجاعة المنظومة التربويّة يقتضي اليوم عمليّة تشخيص دقيق وسعي جدّي وعاجل لإيجاد الحلول الضروريّة.
فعمليّة مقارنة بسيطة بين المكانة الاعتباريّة لرجل التربية في المجتمع لسنين خلت ومكانته الحالية يلاحظ تراجعا واضحا فلم يعد المعلّم والأستاذ ذلك الرجل الذي ينظر إليه جيرانه وأهل حارته على أنه مرجعهم في الاستنصاح ولم يعد التلميذ ينظر إلى معلّمه تلك النظرة التي تكاد تضاهي التقديس وهو تراجع لا يتحمّل فيه المربّي الوزر الأكبر إذ يعود أساسا إلى تحوّلات في قيم المجتمع وسيطرة المادّة على مختلف أحكام وتقييمات النّاس حيث غدت معايير التصنيف الاجتماعي مادّية بحتة وهي معايير إن طُبّقت على المربّي فسيجد نفسه طبعا في موقع متدنّي من السّلّم.
كما أنّ مكانة المؤسّسة التربويّة نفسها قد تراجعت حيث أصبح من العادي أن يتطاول الوليّ على المدرسة أو المعهد فيستبيح الساحة وحتّى الفصل في أوقات الدرس بكل ما يمكن أن يُحدثه ذلك من تشويش وإضاعة لتركيز المربّين والتلاميذ على حدّ سواء وهو أمر يعود لعدّة أسباب لعلّ من بعضها النقص الكبير في الإطار المكلّف بمراقبة التلاميذ وساحة المدرسة مثل القيمين في المعاهد بينما تصبح هذه المسؤولية من مشمولات المعلّمين والمدير في المدارس الابتدائيّة رغم حاجة هذه الأخيرة الى إطار مختص خاصّة مع تضخّم حجم بعضها.
كما أنّ تخلّي سلطة الإشراف عن جزء هامّ من مسؤوليّتها في تجهيز المؤسسات التربويّة وصيانتها وإلقاء ذلك على عاتق المديرين الذين عليهم « الاجتهاد » في جمع مساهمات الأولياء . نقول هذا دون أن نهمل مسؤوليّة عدد من المربّين وهي عموما تبقى حالات فرديّة غير قابلة للتعميم في تراجع المكانة الاعتبارية للمربي من خلال البحث عن حلول فرديّة لتراجع مقدرتهم الشرائيّة بالمبالغة في تعاطي الدروس الخصوصيّة مما يذهب أحيانا بهيبة ذلك المربّي ويجعله محل تندّر واستهانة من قبل البعض.
إنّ سلطة الإشراف مدعوّة اليوم إلى معالجة هذه الوضعيّة معالجة جذريّة وذلك عبر عدّة قرارات حازمة قد تبدو مكلّفة لكنّها ضروريّة ومنها: – انتداب أعداد كافية من القيمين والإطارات التربويّة بما يعطي الإدارة قدرة على إحكام مراقبة وتسيير المؤسّسات التربويّة في المرحلة الثانويّة وكذلك انتداب إطار مسيّر في المدارس الابتدائيّة بحيث يتمّ تخفيف عبء المراقبة والمتابعة عن المعلّمين. – استعادة الدّولة لدورها في تمويل عمليّات تجهيز المؤسسات التربويّة وصيانتها بشكل مطلق بما يدعم هيبة مؤسسات التعليم العمومي ويعيد لها الاعتبار. – التعامل الصارم مع كل محاولات الاستهتار بالمؤسسة التربويّة والعاملين فيها والسعي الى تطوير المنظومة التشريعيّة في هذا الاتجاه. – تحسين القدرة الشرائيّة للمربّين بما يسمح لهم بمواكبة التغيّرات التي تصيب يوميّا الأسعار والاستجابة للاحتياجات المستحدثة مع تطوّر أنماط الاستهلاك. (المصدر: صحيفة » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 160 بتاريخ 22 أكتوبر 2010)
من المسؤول عن إخلاء دار المعلمين العليا من طلبتها ؟
غريب أمر أنظمتنا التربوية إنها تتحدد بعقلية الارتجال والتسرع وعدم القدرة على تكييفها أو تعديلها في الوقت المطلوب وبالسرعة المطلوبة وفق المتطلبات الجديدة . تسير الأمور لدينا بمنطق العجز عن التخطيط واستباق المشاكل الممكنة وإيجاد الحلول للطارئ منها والتعويل فعليا على المصالح المختصة ومتابعتها ومحاسبتها بدل مركزة الملفات في دوائر ضيقة لا احد يعرفها أو يدرك منطقاتها أو مصالحها أحيانا . عشنا ذلك مع مناظرة الكاباس سنة 2009 في علاقتها بخريجي منظومة إمد الجديدة . من خلال التضارب بين تصريحات وزير التربية التي تؤكد أن التدريس بالتعليم الثانوي يستوجب دراسة جامعية تدوم أربع سنوات على الأقل وبين بيان الوزارة الذي مكن في آخر الأمر حاملي الإجازة الجديدة من إجراء المناظرة. و إن ما نعيشه اليوم مع مناظرة التبريز لا يشذ عن القاعدة. 1 ) الكل يقرر… لا احد يتوقع فانطلاقا من الأمر المؤرخ في 13 جويلية 1998 والذي يتعلق بإحداث وتنظيم التبريز فانه يشارك في المناظرة المرشحون المحرزون على شهادة الأستاذية أو شهادة ختم تكوين عال لا تقل مدته عن أربع سنوات أو على شهادة معترف بمعادلتها لهما ولتمكين المترشحين من الاستعداد للمناظرة تنظم سنويا دورات تحضيرية في المؤسسات التي تنصّ أنظمتها الخاصة على الاضطلاع بالإعداد لمناظرة التبريز والمؤسسات التي يرخص لها بذلك الوزير المكلف بالتعليم العالي. كان النظام يسير وفق قاعدة الأستاذية أو قاعدة الأربع سنوات ووفق الدورة التكوينية التي تدوم سنة واحدة وتتوّج بإجراء المناظرة. غير أن التخلي عن نظام الأستاذية وتبني منظومة إمد ادخل تغييرات فعلية على نظام التبريز من حيث شروط الترشح والدورة التكونية دون أن يتوضح ذلك بشكل قانوني وترتيبي. تخرجت سنة 2009 من بعض الكليات ومن دار المعلمين العليا الدفعة الأولى من المتحصلين على الإجازة. كان ذلك يفترض التحسب منذ بداية العمل بالمنظومة الجديدة إلى أن شرط الأربع سنوات من التكوين العالي المطلوب للمشاركة في مناظرة التبريز يفترض حلا من ثلاثة حلول إما تغيير القانون في اتجاه إجراء المناظرة لحملة الليسانس في العام الرابع من تكوينهم الجامعي أو الإبقاء على القانون على حاله وفي هذه الحالة تعديل صيغة الدورة التكوينية من سنة إلى سنتين مع احتساب السنة الأولى من هذه الدورة باعتبارها سنة رابعة من التكوين العالي بالنسبة لحملة الليسانس أوالاقتصار على سنة تكوين واحدة مفتوحة للحاصلين على الأستاذية أو شهادة معادلة لها كشهادة السنة الأولى من الماجستير المتحصل عليها من قبل المتخرجين الجدد من منظومة امد والمسجلين في شهادة الماجستير مما يجعل منهم مترشحين متوفرين على شرط الأربع سنوات القانوني المنصوص عليه بالفصل الثالث من الأمر المذكور أعلاه، مع ضمان خصوصية التكوين بسنتين في دار المعلمين العليا نظرا إلى أن طلبتها ممنوعون من التسجيل في الماجستير. الغريب في الأمر انه لا احد تفطن لذلك في الكليات المعنية بالمناظرة لان الأمور تسير لدينا وفق سياسة لكل يوم علمه كما ذكرنا . المؤسسة الوحيدة التي كانت مطالبة بتعديل أوتارها وفق المنظومة الجديدة هي دار المعلمين العليا التي تستقبل طلبة تعدهم أساسا لإجراء مناظرة التبريز. أما غيرها من المؤسسات فيبدو أنها نسيت أنها معنية بشهادة التبريز المفتوحة لحملة الليسانس كما هو الأمر مثلا بالنسبة لشهادة التبريز في مادة العربية. لم تتفطن الكليات لذلك إلا عندما قررت الوزارة لسبب مجهول نقل دروس طلبة دار المعلمين العليا في نطاق الإعداد لمناظرة التبريز من مقر المدرسة إلى الكليات التي وجدت نفسها أمام وضعية لم تفكر فيها في الوقت المناسب . فاختارت معظمها أن تقدم للمترشحين للتبريز تكوينا بسنتين دون أن يكون في يدها أي جهاز قانوني يسمح لها بذلك . ولأنها لم تتهيأ للأمر فإنها اضطرت أن تعتبر برنامج السنة الماضية برنامج حلقة ثانية من تكوين يدوم سنتين أطلق عليه اسم تبريز2 رغم أنها لم تقدم تكوينا في ما كان مفترضا أن يكون تبريز 1، وبطبيعة الحال دون البحث عن أي تناسق بين حلقتي التكوين نظرا إلى اضطرارها إلى تبني البرنامج الذي طبق في دار المعلمين العليا في السنة الماضية والذي اعتبر بشكل ما بعدي تكوينا داخلا في ما سمي بتبريز 1 . مع العلم أن هذا البرنامج الأخير ولئن أقرته اللجنة الوطنية إلا انه صنع على مقاس مجموعة من الأساتذة هم في نفس الوقت أعضاء بهيئة التدريس بالمدرسة وأعضاء باللجنة القطاعية الوطنية ولذلك طلبت الكليات تعديلات عليه تحال على اللجنة القطاعية الوطنية مرة أخرى. ولا شك أن مصلحة الطلبة ليست عند البعض أمرا مستعجلا جدا ولذلك فان دروس التبريز 1 لم تبدأ الى حد هذا الأسبوع .وإذا كان طلبة الكليات قد تعودوا من زمن بعيد على نظام يشكو من التأخير في التقيد بالرزنامة الجامعية فان ضحايا هذه الفوضى هم طلبة النخبة من دار المعلمين العليا الذين دفع بهم إلى كليات وجدوا فيها أنفسهم في عطلة مفتوحة وفي مؤسسات لا إجابة لها عن أسئلتهم الحائرة غير » لا ندري » أو » الأمر يتجاوزنا. » 2 ) الكرسي والبيانو ولكن من اتخذ القرار بإفراغ دار المعلمين العليا من طلبتها وإجبارهم على التنقل إلى كليات بعيدة أحيانا عن مقر إقامتهم بالمدرسة وعن المكتبة الثرية المخصصة لهم هناك وعن الجو الملائم للدراسة والتفوق ؟. وهل أن دعوى عدم توفر إطار التدريس الكفء بدار المعلمين كما يقال دعوى جائزة . لن نسمح لأنفسنا بالبحث في صحة هذه الدعوى ومدى ثبوبها لا لأننا لا نملك أية الية تمكننا من التقييم النوعي لعمل الأستاذ الجامعي فحسب بل كذلك لان ثبوت الدعوى ليس من شانه الدلالة على حسن الإجراء. إن عدم توفر إطار التدريس الكفء بدار المعلمين على فرض صحة ذلك يستوجب توفيره هناك، لا نقل الطلبة إليه في كلية منوبة أو 9 افريل . إذا كان لديك تابوري وآلة بيانو ثقيل بعيدة عنه فانه من المنطقي ان تقرب الكرسي من الآلة . ولكن وزارة التعليم العالي أو من أوعزوا لها بهذا الحل لمآرب أخرى تختار أن تحمل البيانو الى التابوري. لقد اختارت الوزارة الحل غير الملائم والمكلف والمسيء حقا إلى مصلحة الطلبة المتفوقين حين أخذتهم من محيط أفضل إلى آخر أسوأ .ان دار المعلمين العليا مع الأسف ومعها المدارس التحضيرية للآداب والإنسانيات كانت دائما ضحية اختيارات خاطئة وقرارات متناقضة لا مبرر لها غير الارتجال وربما صراعات خفية بين قوى ضغط تختفي وراءها مصالح شخصية متضاربة وهو أمر لعلنا سنعود إليه في ورقة لاحقة. ولمن يهمهم الأمر ولأننا نعتقد أن الأمر قابل للتدارك ( وقع التراجع جزئيا في قرار نقل دروس التبريز في مادة العربية من مدرسة دار المعلمين إلى منوبة بعد أسابيع من اتخاذه إذ أرجعت بعضها إلى المدرسة) نقول إن هذا التدبير هو أشبه بالقرار المؤقت وانه من الضروري حفظا لمصالح الطلبة أن نتراجع عنه كليا وذلك حتى نوفر لمتفوقينا أفضل الظروف للتميّز بتجنيبهم متاعب التنقل بما تعنيه من خسارة للجهد والوقت ولكن أيضا بتمكينهم من تكوين خاص يلائم مؤهلاتهم يوفره أساتذة يقع اختيارهم بعيدا عن منطق المحاباة والولاء وبتجنيبهم الاختلاط بالمحيط الجامعي العادي بما فيه من تهاون ومضيعة للوقت وربما أيضا لما يمثله هذا المحيط من تعامل صعب بين طلبة مؤمنين بتفوقهم رافضين لمن يعتقدون أنهم دونهم مستوى وكدحا وآخرين لا يجنون من قربهم من المتفوقين غير الشعور بالفشل واليأس وانسداد الآفاق.
عبدالسلام الككلي الموقف العدد بتاريخ 22 أكتوبر 2010
مستقبل « الجامعة » التونسية
بقلم: صالح عطية مرّت أكثر من خمسين عاما على إنشاء الجامعة التونسية.. حصلت خلالها تراكمات كثيرة وتجارب عديدة، واعتقد الجميع أن تعليمنا العالي بخير، وأن جامعتنا حقل إنتاج ضخم للكفاءات والعقول والموارد البشرية عالية المستوى.. بل إن هذا المسار، جعل العديد من داخل الحكومة وصلب النخب، وحتى الأحزاب السياسية، يعتقدون أن جامعتنا رائدة بين جامعات العالم، إلى الحدّ الذي جعل بعض الشهائد العليا التي يحصل عليها طلبتنا من بلدان أخرى، غير معترف بها، إلا بعد إخضاع حامليها إلى عملية تنظير قبل اعتمادها بشكل رسمي، وتمكين حامليها من فرص العمل في إداراتنا ومؤسساتنا ونسيجنا الاقتصادي.. لكن اتضح بعد هذه السنوات والعقود الطوال، أن الأطروحة التي وظفناها في خطابنا السياسي، متهافتة، بل هي أشبه بـ « الوهم » الذي عشنا عليه فترة مديدة قبل أن نستفيق على الحقيقة التي « دمغت » الجميع، وهي أن الجامعة التونسية في المراتب الأخيرة من التصنيف العالمي للجامعات، وذلك بعد جامعات ليبية ومغربية وجزائرية وموريتانية ومصرية، الأمر الذي كنا نروج لخلافه تماما.. والحقيقة، أن هذه المرتبة المتأخرة، لم تكن مفاجئة للبعض من المتابعين.. فالجامعات المغربية ـ على سبيل المثال ـ برعت خلال العقدين الماضيين، في تخريج نخب عالية المستوى لم يقتصر تأثيرها على المغرب الشقيق فحسب، وإنما امتدّ إشعاعها إلى العالم العربي، حيث كانت مصدر تأثير فكري وثقافي وفلسفي وسياسي لا غبار عليه، فيما كانت جامعاتنا تغط في نوم عميق، إذ على امتداد العقود الثلاثة الماضية، لم تظهر أسماء بارزة ذات صيت إقليمي أو دولي، وهو ما ينسحب على الخريجين في الطب والفيزياء والعلوم والفلسفة والقانون وغير ذلك.. ولا بدّ من القول بوضوح، أن « الإصلاحات » و »التعديلات » المتتالية التي أدخلت على تنظيم الجامعة، ونوعية التكوين السائد فيها، التي شهدت تغييرات عديدة ومتتالية على مرّ العقدين الماضيين، على الأقل، وبعض « التراتيب الإدارية » (التي هي ذات صبغة سياسية بالأساس)، وإدخال تعديلات على « المناخ العام » للجامعة، بشكل جعل الجامعات أقرب للمعاهد الثانوية، وتغيير فلسفة الجامعة لكي تصبح ذات علاقة بسوق الشغل، بذريعة « التشغيلية »، ما جعلها بمثابة مؤسسة للتكوين المؤهّل (بسكون الهاء) للشغل، أكثر منها قلعة علمية، كل ذلك ساهم في « تدهور » مكانة الجامعة التونسية.. ولعل أحد المؤشرات الدالة على تأخر جامعتنا عن التصنيف العالمي، يكمن في حلقات التعليم عندنا، التي تبدو منفصلة بعضها عن بعض، بل إن كل حلقة (الأساسي أو الإعدادي أو الثانوي)، تحتاج إلى مراجعة عميقة وإستراتيجية، بعيدا عن النماذج الإنقلوسكسونية، التي أخرتنا لعقود.. الجامعة التونسية تحتاج إلى تصورات جديدة، وليس إلى مجرد » ترقيعات » من هنا وهناك، لكي يعاد لها اعتبارها بين الجامعات العربية، كخطوة أولى لكي تكون قادرة على منافستها.. أما منافسة الجامعات الأوروبية والآسيوية والأميركية، فتلك مرحلة أخرى لم يحن وقتها بعد، رغم كل الجعجعة التي نسمعها، والمزايدات التي نقرأها بين الحين والآخر.. (المصدر: صحيفة » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 160 بتاريخ 22 أكتوبر 2010)
خوصصة المياه ومخاطرها
في الواقع الجديد الذي فرضته العولمة الرأسمالية ترفع الدول كل يوم يدها عن القطاعات العمومية وتتحول كل الخدمات الحيوية إلى سلعة : التعليم ، الصحة ، الثقافة و الآن المياه.
المجلة الأمريكية، نيوزويك في طبعتها الانجليزية الأخيرة (عدد 18 أكتوبر 2010) تحدثت عن موضوع خوصصة المياه وما يمكن أن ينجر عنها من نتائج اجتماعية خطيرة تهدد أكثر البلدان النامية.
تحت عنوان » النفط الجديد » أثارت المجلة احد أهم المواضيع التي ستكون لها تبعات خطيرة في المستقبل القريب، خاصة وان الاستهلاك يتضاعف كل عشرين سنة وان الأمم المتحدة تتوقع أن يفوق الطلب العرض في قطاع المياه بثلاثين بالمائة في حدود 2040.
بدأت المجلة بالحديث عن عدم التوازن بين الشمال والجنوب ، فكثرة هذا المورد الطبيعي الحيوي في الشمال ( كندا، الولايات المتحدة وشمال أوروبا) وندرته في بلدان الجنوب يجعله سلعة غالية تتحكم فيه الشركات الاحتكارية الكبرى في البلدان الصناعية ، لتضيف إليه معلوم النقل والتعليب : مثلا، تمتلك منطقة ألاسكا التابعة للولايات المتحدة ، ذات المساحة الشاسعة والعدد السكاني المحدود أكبر ثروة مائية، تقدر بمليارات الجالونات من المياه الصالحة للشراب ، موجودة في ما يعرف بالبحيرة الزرقاء. قريبا، ستتمكن شركتان أمريكيتان من تحويل جزء كبير من مياهها معلبة و مشحونة إلى ممباي بالهند ، ثم إلى بلدان الشرق الأوسط التي تشكو من الجفاف ومن نقص حاد في المياه الصالحة للشراب. يحاول المدافعون عن خوصصة المياه تقديم حجج غير مقنعة حسب المجلة ، منها « أن السوق هو الوحيد القادر على الحد من الاستهلاك المشط للمياه » وهو القادر كذلك على تقديم مردود الخدمات الجيّد ، لكن الكاتب يرى أن تحوله إلى سلعة يفقده قيمته الاجتماعية الحيوية والإنسانية : فالسلعة في قانون العرض والطلب لا تباع إلى منه في اشد الحاجة إليها ، بل لمن هو قادر على دفع المقابل، لذا فالشركات الكبرى التي ستمتلك حق التصرف ليست جمعية خيرية وبالتالي » لا تتردد كثيرا في اختيار حول من تبيعه المياه ، لمن هم في حاجة إليها في البلدان الفقيرة أم لشركات غنية ، مثل شركة الكوكاكولا وشركة نستلي » ، فالأسعار سيحددها السوق ، وقانون السوق يستجيب لمن يمتلك الإمكانيات وليس من يحتاج. إلى ذلك لا تهتم الشركات الخاصة ، في خضم بحثها عن الربح بأقل التكاليف وغياب المراقبة والمتابعة ، بعمليتي الصيانة والمحافظة على التوازن البيئي ، فكما صرح للمجلة احد الخبراء » الأسواق لا تهتم بالبيئة ولا بحقوق الإنسان ،هي تهتم بشئ واحد: الربح « . وقد اعتبر حزب الخضر في ألمانيا ، التي لها تجربة كبيرة في مجال خوصصة المياه أن شركات المياه الخاصة » لها أسوأ سجل في مجال المحافظة على البيئة » والقانون لا يعاقبهم على ذلك : صحيح ان اتفاقيات التجارة العالمية ضمت بندا يهتم بحماية البيئة ويلزم الشركات الخاصة بتطبيقه ، إلا أن هذا البند يحمل نقيصة كبيرة لأنه يقتصر على حماية الكائنات الحية ولا يشمل المياه الجوفية والبحيرات والأنهار.
ومجلة نيوزويك التي تدافع عادة عن الخوصصة في كل القطاعات تنبه إلى مخاطر ذلك على قطاع المياه. فهي وان تعتبر أن قطاعات أخرى مثل الطعام والطاقة يمكن أن تسلعن( أي أن تصبح سلعة) ، فان ذلك لان المستهلك غالبا ما يتوفر له الاختيار بين الغالي والأقل ثمنا ، بين ما هو في حدود إمكانياته وما لا يمكنه توفيره ، فيمكنه أن يستبدل استهلاك اللحم الأحمر بالدجاج مثلا أو أن يغير استهلاكه للطاقة من النفط إلى الغاز الطبيعي ، و »لكنه غير قادر على استبدال الماء أو الاستغناء عنه. »
الخطر الداهم هو أن خوصصة هذا القطاع تسير بخطى حثيثة في العالم ، إذ حسب تقرير للبنك العالمي لسنة 2009 ، فان الاستثمارات الخاصة في قطاع المياه ستصبح ضعف ما هي عليه الآن في الخمس سنوات القادمة وحين تخوصص كل المياه الصالحة للشرب، وهي إرادة المؤسسات المالية العالمية » سينقسم العالم إلى قطبين متناقضين : أولئك الذين يمتلكون احتياطيا هاما من المياه مثل كندا، الولايات المتحدة وروسيا وأولئك الذين سيعانون من ندرتها مثل الهند وسوريا والأردن وبلدان الشرق الأوسط عموما.
وكالعادة فالبنك العالمي، أحد قاطرات العولمة الرأسمالية ، ليس بعيدا عن تعقيد الأزمة ، فقد اشترط لتسهيل منح القروض في التسعينات خوصصة المياه في الدول الفقيرة بدعوى التصدي للفساد المالي وتشجيع الشركات متعددة الجنسيات على الاستثمار في القطاع وكانت النتائج كارثية : في بوليفيا مثلا التي طبق فيها برنامج « الإصلاح » هذا ، أصبح المواطن يدفع أكثر من ضعف المبلغ مقابل استهلاكه وبقى مئات الآلاف من الفقراء بدون ماء صالح للشراب بسبب كلفته التي تصل إلى حدود خمس الدخل الفردي وخرجت المظاهرات في الشوارع ثم تحولت إلى عصيان مدني ،إلى ان استرجع القطاع العمومي تسييره ، وخلاصة الدرس الذي يمكن الخروج به هو » بقدر ما يوخصص القطاع ، بقدر ما ترتفع الأسعار و يتضاءل عدد المنتفعين به. »
ومع ذلك لازال البنك العالمي مصرا على أن الزيادة في سعر الماء هي الطريقة الوحيدة للمحافظة عليه من التبذير وهو ما يكذبه الواقع ، فزيادة أسعار المياه لا تؤثر إلا على استهلاك محدودي الدخل. مثلا ، حين ضرب الجفاف ولاية كاليفورنيا في الثمانينات من القرن الماضي، تضاعفت أسعار المياه ونقص الاستهلاك بحوالي الثلث ، لكن بطريقة غير متوازنة وغير عادلة : بالنصف بالنسبة لمحدودي الدخل وبعشرة بالمائة فقط لذوي الدخل المرتفع.
وتعتبر المجلة أن الرابح الأكبر من سوق المياه هي البلدان التي تمتلك فوائض مياه وتقدر على بيعها فالشركات الروسية تنوي بيع كميات كبيرة من مياه سيبيريا الى الصين ، يضاف إلى أسعار المياه طبعا ، سعر الشحن والتعليب المرتفع.
لكن حروب المياه المدمرة قادمة حسب المجلة » والقاسم المشترك بين النفط والماء هو أن كليهما يمكن أن يقود إلى الحرب » وهناك مشاكل بين دول عديدة أخذت تتفاقم من الآن ووصلت إلى حد تبادل الاتهامات، فالهند تتهم باكستان بتحويل المياه من انهار الهمالايا والصين تتهم الهند بتحويل المياه على الحدود بينهما ، وسوريا والأردن تتنازعان على مياه سد بناه البلدان.
والحل؟ إذا كانت الأمم المتحدة تعتبر الماء من أهم حقوق الإنسان ،نادت به لجنة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، في مواجهة مخاطر العولمة سنة 2003 ، كما أكده اجتماع الجمعية العامة في جويلية الماضي، وإذا أثبتت الأسواق إنها غير قادرة على تأمين ذلك دون كلفة اجتماعية وإنسانية باهظة ، فالحل يكمن في أن تلعب الحكومات دورا اكبر لإدارة موارد المياه ، صيانة وترشيدا وتخطيطا للمستقبل ، وما لم نحسن التصرف في هذا المورد الحيوي ، فسوف نفقده ، وحين يحصل ذلك » لا يمكن لأي كان في العالم أن ينقذنا » من الكارثة الإنسانية.
في رائنا ، أن ما يهدد تأمين المياه للمواطنين اليوم ليس فقط التلوث والتغييرات المناخية وتزايد الطلب بسبب تنامي عدد السكان ، بل تحويله في عصر العولمة إلى سلعة تتحكم فيها الشركات الكبرى ويخضع لمنطق العرض والطلب، وبالتالي سيحرم منه الفقراء الذين يزداد عددهم يوم بعد يوم بسبب تنامي الفوارق الاجتماعية والطبقية وتحميلهم تبعات أزمات الاقتصاد العالمي( أكثر من مليون و400الف طفل يموتون سنويا بسبب نقص الماء الصالح للشراب، حسب التقرير الأخير لمنظمة الأغذية والزراعة) وتزايد نسب البطالة وخصخصة كل القطاعات العامة وتدني الخدمات الاجتماعية , لذلك فان سلعنة الماء الذي ظل لمئات السنين إرثا مشاعا يعني سقوط الحصن الأخير الضامن لحق الحياة للجميع.
مسعود الرمضاني
16 مليون لتر زادت عن الحاجة ـهل يحل التصدير أزمة وفرة الحليب؟
للتصرف في فوائض الإنتاج زمن الوفرة غالبا ما تلجأ الجهات المختصة إلى تفعيل آلية التصدير لامتصاص جانب من الإنتاج بما ييسر تنظيم التصرف في الوفرة. غير أنه سرعان ما ترتد الآلية على أعقابها بمجرد استرجاع القطاع وضعه المعتاد وتعود معها حليمة لعادتها القديمة في شجب التعامل بهذا الإجراء واعتباره أبغض الحلول إلى قلوب المنتجين. مثل هذه النظرة في التعاطي مع التصدير كحل ظرفي ومخرج طوارئ تستوجب التغيير والمراجعة لا سيما في القطاعات الفلاحية التي حققت وتحقق الاكتفاء الذاتي ومنها البيض ولحم الدجاج والحليب… ليكون بماثبة العماد الهيكلي صلب المنظومة إلى جانب بقية المكونات يدخل في حساب الإنتاج للتصديرالمنتظم والمنظّم. في هذا المجال يستحضرنا مثال قطاع الألبان الذي عاد هذا الموسم بعد غياب لتفعيل آلية التصدير لامتصاص جانب من الفوائض خصوصا وأن المخزون المتوفر من الحليب هذه الفترة يفيض عن الحاجيات بنحو 16مليون لتر زيادة عن الكميات المسجلة العام الماضي في مثل هذا التاريخ ببلوغه 40مليون لتر ما أملى اللجوء إلى برمجة حصص تصديرية منذ مطلع الموسم بلغت في دفعتها الاولى 3،200مليون لتر وبرمجة حصة ثانية هذه المدة ب3مليون لتر أنجز منها إلى حد الآن 1،200مليون لتر فيما تتطلع المركزيات إلى مستوى صادرات أرفع ومن جهتها تدعو المهنة إلى مزيد تفعيل هذه الآلية إلى جانب إعادة تشغيل وحدة التجفيف وتفعيل منحة الخزن لضمان التصرف السليم في المخزونات بما يحد من الإشكالات التي يواجهها المنتجون عند تسليم منتوجهم من انتظاروتعرض الحليب للتلف جراء تأثير الحرارة المرتفعة أيام الحر واضطرار البعض إلى التخلص من الحليب بالإلقاء به في الأودية كما كان الحال الأسبوع الماضي بصفاقس وسيدي بوزيد إثر عطب بإحدى المركزيات وكانت مصادر مهنية مشرفة على قطاع الإنتاج باتحاد الفلاحين أعربت عن تأييدها لآلية التصدير وتقنين العمل بها لما توفره من تشجيع ومزيد التحفيز على الإنتاج المحلي وتعديل الوضع بالقطاع. ويحدو المنتجين تحمسا واضحا لتوخي أكثر مرونة في استغلال الآليات الثلاث للتصرف في الإنتاج الوفير ومن جانب المجمع المهني للألبان يبدو الحرص جليا على إحكام متابعة عملية التصرف في حصص المخزونات لدى المركزيات وهي خطة أعطت أكلها حسب مصادر من المجمع حيث أمنت هذا الموسم انتظام التزويد وتوازن العرض حسب موقع كل وحدة تصنيع بالأسواق بما جنّب السوق ارتباك الأوضاع المسجل في مواسم سابقة وفتح الباب أمام التصدير حسب الدفعات. في مقابل ارتياح مختلف الأطراف لحل التصدير يسود التململ صفوف المنتجين من الكلفة الباهظة لتوريد الأعلاف. في ظل تصاعد بورصة أسعارها في السوق العالمية هذه الفترة. وهو ما يهدد قدرات المربين على الصمود كثيرا إزاء تواصل شطط ارتفاعها في مستوى السوجا والذرى ،خصوصا وأن التغذية الموردة في إنتاج لتر واحد من الحليب تناهز نصف الكلفة الجملية ويخشى المربون في حال تواصل هذا الوضع اندلاع العلامة الحمراء داخل القطاع ما يملي الإسراع بتطويقها قبل استفحالها. منية اليوسفي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 23 أكتوبر 2010)
السياحة الصحراوية نزل مغلقة.. إقبال ضعيف والوزارة تدرس مقترحات حلول
قبل فترة وجيزة من الإحتفال باليوم الوطني للسياحة الصحراوية لا تبدو الوجهة الصحراوية اليوم في أفضل أحوالها لا سيما وأن ما رسم لها من أهداف سابقا وما تحتويه من ميزات تفاضلية تؤهلها لتحتل مكانة أرفع وتمكنها من تحقيق مردود أحسن بكثير. فإلى اليوم لم تتجاوز نسبة الإشغال عتبة 30 بالمائة رغم تحديد أهداف استراتيجية سابقا لبلوغ عتبة 70 بالمائة ولم يتعد معدل إقامة السائح في الفنادق في الجنوب التونسية اليوم والنصف على أقصى تقدير وهو حال الوجهة الصحراوية منذ انطلاقها حيث ظلت سياحة عبور. الأغرب من ذلك أن المنتوج السياحي الصحراوي أريد منه أن يساهم في تمديد الموسم السياحي خارج موسم الذروة وهو منتوج سياحي شتوي بالأساس لكن ما يحصل الآن عكس ذلك.. فالوحدات الفندقية في الجنوب تسجل نسب اشغال أفضل خلال ذروة الموسم السياحي أي صيفا عندما تجد الوحدات الفندقية في جربة وفي المناطق الساحلية القريبة نفسها في مواجهة مشكل تجاوز طاقة الإستيعاب أو ما يعرف بالـ»sur-booking» وترسل الفائض من السياح إلى فنادق الجنوب… صعوبات مالية للفنادق تضاف إلى هذه المشاغل ، جملة من المشاكل التي تواجه اليوم الوحدات السياحية في الجنوب وأسفرت عن غلق عدد من الفنادق (10 فنادق بين مصنفة وغير مصنفة)لأسباب مختلفة منها صعوبات مالية وهيكلية لبعض النزل ومنها ما يتصل بتدني جودة الخدمات في فنادق أخرى دفعت بالجهات المعنية بالمراقبة إلى اتخاذ قرارات غلق ضدها. يذكر أيضا مشكل الربط الجوي المباشر بين الأسواق السياحية والوجهة الصحراوية والذي كلما وجد طريقه إلى الحل عن طريق احداث خطوط جوية مباشرة إلا وعاد ليطرح من جديد إذ لا تصمد هذه الخطوط الجوية كثيرا لتغلق مرة أخرى بسبب ضعف مردودها وغياب الترويج المحكم لها والتعريف بها لدى منظمي الرحلات ووكالات الأسفار الأجنبية. يشير العارفون بالشأن السياحي أن المنتوج السياحي الصحراوي التونسي يعد فريدا من نوعه في حوض المتوسط ومنتوج سياحي خارج دائرة المنافسة يستطيع متى توفرت له جملة من المقومات أن يساهم بقسط كبير في تجاوز نقائص السياحة التونسية اليوم التي ذكرتها الدراسة الاستراتيجية لتنمية القطاع في أفق 2016 والمتمثلة في قصر الموسم السياحي وانحصاره في شهري جويلية وأوت إلى جانب غياب التنويع في المنتوج وعدم تطوير المنتوجات السياحية القادرة على جلب نوعية راقية من السياح على غرار المنتوج الصحراوي. آفاق واستراتيجيات إن المطلوب اليوم لتجاوز مشاكل السياحية الصحراوية رهين ببذل مجهود أكبر من طرف جميع المتدخلين من وزارة ومهنيين لتطوير وتنويع المنتوج السياحي والتنشيط السياحي خارج الفندق وتوفير عناصر جلب تدفع السائح لقضاء أسبوع أو أكثر في الصحراء. يشير الكثير من العارفين بالشأن السياحي أن المطلوب أيضا العمل على تطوير المركبات الرياضية وتعزيز قطاع العلاج بالمياه الطبيعية «الطالاسو» واحداث المزيد من الأنشطة والتظاهرات السياحية التنشيطية والتجديد والابتكار في المنتوج السياحي ليكون أكثر خصوصية…إلى جانب ذلك يجب دعم الترويج وتكثيف العمليات الاشهارية للصحراء التونسية في الاسواق السياحية لا سيما تلك التي يبحث سائحها عن المنتوج الصحراوي، مع ضرورة ان يكون للمهنيين الدور الاساسي والأكبر في الترويج للسياحة الصحراوية وكذلك في الاستثمار في مجال التنشيط السياحي والاستثمار اكثر في تحسين جودة المنتوج الصحراوي والخدمات في النزل. تحتاج كذلك الوجهة الصحراوية إلى العناية بالمحيط السياحي عبر القيام بجرد واسع لمكونات القصور الصحراوية والقرى الجبلية مع الإسراع في ترتيب نماذج من هذه المعالم وإعداد دراسات وملفات فنية للمواقع التي يمكن في مرحلة أولى توظيفها من قبل المستثمرين لتصبح مجالا للتنمية الاقتصادية وللتنشيط السياحي على غرار إقامة النزل الصغيرة وفتح المطاعم والفضاءات الحرفية والتنشيطية… في المقابل يجب تدعيم برامج الزيارات السياحية من خلال إثراء مكوناتها ومحتواها اعتمادا على توفر المسالك الجيولوجية ومسالك القرى الجبلية وفضاءات الصناعات التقليدية… تجدر الإشارة أن وزارة السياحة تعمل حاليا على بلورة جملة من المقترحات العملية صلب لجنة شكلت للغرض وسيتم طرح هذه المقترحات خلال اليوم الدراسي الذي سيلتئم بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للسياحة الصحراوية. منى اليحياوي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 22 أكتوبر 2010)
من الذاكرة الوطنية العامل التونسي على أنقاض برسبكتيف
تشتت شمل الماركسيين اللينيين واليسار عامة على إثر الايقافات الواسعة التي شملتهم خلال اضطرابات مارس 1968 وإحالتهم على محكمة أمن الدولة… السراح الشرطي في تلك الفترة كان النظام البورقيبي يمرّ بمرحلة حرجة احتدّت فيها أزمة التعاضد وانتهت باقالة أحمد بن صالح ومن كانوا محسوبين عليه وكان على الحكومة الجديدة أن تبادر ببعض الاجراءات لامتصاص الاحتقان وخلق جوّ من الانفراج، فتم على سبيل الذكر، يوم 9 جانفي 970 منح السراح الشرطي لفائدة 26 سجينا من الطلبة والأساتذة منهم محمد بن جنات وعبد الوهاب المجدوب وخميس الشماري وصالح الزغيدي ومسعود الشابي، وتم يوم 21 مارس 1970 إطلاق سراح البقية. من الطلبة العمال داخل أسوار سجن برج الرومي وبعد استعادة حريتهم، جرت نقاشات مطولة تقييما لحركة برسبكتيف ونقاط القوة والضعف، واستقر الرأي على توسيع مجال التحرك من صفوف الطلبة الى صفوف العمال. تنظيميا تشكلت هيئة قيادية في الخارج وفي فرنسا تحديدا، من كل من ابراهيم رزق الله وعبد الوهاب المجدوب ومحمد الصدام والطيب التريكي، وتولت تلك القيادة وكانت تسمى بلجنة إعادة التنظيم او اللجنة المؤقتة للتنظيم cop، تشكيل فروع بفرنسا وبلجيكا والجزائر، وهي فرع قرونوبول على رأسه المولدي زليلة شهر «عم خميس»، هو أصيل جزيزة قرقنة شارك في الحرب العربية الاسرائيلية عام 1948 ثم استقر بفرنسا كعامل مهاجر، وعرف بأشعاره الشعبية واندماجه في وسط المهاجرين وأصدر في صائفة 1969 جريدة عمالية باسم العامل التونسي، التي ستتحول فيما بعد إلى جريدة ناطقة باسم حركة برسبكتيف، ثم تغير اسم الحركة نفسها من حركة «آفاق» إلى «آفاق العامل التونسي»، ثم «العامل التونسي». أما بقية الفروع فكانت بتولوز (سهام بن سدرين)، مرسيليا (محمود بن محمود)، نيس (فريد زمور) باريس (الامين الزقلي وجميلة السماوي ونزار كريشان ونائلة كريشان وعثمان ببو ونور الدين هميلة وعادل كريشان وحسن الورداني) ليون ومونبليي (أحمد البناني وفارح) بروكسال (صالح الضاوي وتاج الدين القرافي ورضا الحسني والمنصف سلامة وعبد الرزاق الديان وخالد بلخيرية ونور الدين جبنون وصلاح العرضاوي ومحفوظ الرمضاني وأستريد الضاوي)، الجزائر (المنصف الشابي) اما الهيئة القيادية بتونس فتكونت من احمد بن عثمان ورضا السماوي وعزيز كريشان. بورقيبة واليسار المتطرف إزاء تصاعد الانتقادات الموجهة الى النظام البورقيبي في الوقت الذي تصاعدت فيه وتيرة الاضرابات العمالية في مطلع السبعينات كشف الرئيس الحبيب بورقيبة للرأي العام عن وجود تنظيم سري من «الشبان اليساريين والشيوعيين الغاضبين من جماعة آفاق والفوضويين الذين يريدون تخريب البلاد بعدما اصبحوا آلات مسخرة من حيث لا يشعرون من طرف احزاب شيوعية وغيرها وحتى من طرف دول كبرى. لم أكن اعير اهمية للأراجيف باعتبار ان الاعمال والنتائج كفيلة بتفنيدها، لكن سرعان ما اتسع نطاق التقولات». وفي محاولة لعزل ذلك التنظيم عن سائر المعارضين التونسيين المستقرين بالخارج توجه الرئيس بورقيبة بنداء في خطابه يوم غرة أوت 1973 «للسماح للتونسيين الفارين بالخارج، بالعودة الى الوطن بمن فيهم احمد بن صالح قبل 31 ديسمبر 1973». ولدى اشرافه يوم 17 اوت 1973 على ملتقى العمال التونسيين بالخارج، دعا الرئيس الحبيب بورقيبة ممثلي الجالية التونسية الى «اجتناب الاغترار بمن يحاول من المهاجرين، عملة او طلبة، بث السموم في نفوسكم لخلق انحراف سياسي وابعادكم عن وطنكم بواسطة ما ينشرون من اكاذيب في صحيفة اسبوعية يقال لها العامل التونسي، كلها ثلب وشتم وكذب وبهتان، فهي تتهمنا بالفاشستية وخدمة البرجوازية والرأسمالية والحال ان الأمة مبتهجة مسرورة وهو أمر لم يعشه العمال في البلدان المتمسكة بالاشتراكية والماركسية اللينية، ونحن لنا الاشتراكية الدستورية البورقيبيةـ وان قال لكم من نعتبرهم جراثيم، عكس ذلك، فلتردوا عليهم بأنهم اما مأجورون يقبضون الاموال الطائلة ولابد ان من ورائهم احزاب او دول كبرى توفر لهم المال او انهم مغرورون وعندئذ انصحهم بالعودة الى تونس ليطلعوا على حالة الشعب. فلتحذروا الدساسين المخربين لأوطانهم بمناشير يوجهونها خلسة كالتي عثرنا عليها في مطار سقانص او بواسطة رسائل ومكاتب خاصة لادخال الشكوك والريبة في النفوس». شبكة سوفياتية واخبرت الصحف يوم 23 سبتمبر 1973 عن كشف شبكة سوفياتية بتونس «اكدت الاوساط المأذونة ان السلط التونسية اهتمت بكل يقظة بعملية شراء ضمائر دبرها بعض الرعايا السوفيات من بينهم ديبلوماسيان معتمدان بتونس وممثل وكالة الانباء نوفستي. وباشرت مصالح الامن استنطاق الصحفي السوفياتي وعددا من التونسيين اغلبهم موظفون وكافحتهم بالقرائن الثابتة فاعترفوا بفعلتهم التي تستهدف تونس وبلدا شقيقا مجاورا، الجزائر. وقررت الحكومة التونسية انها تعتبر الديبلوماسيين شخصين غير مرغوب فيهما». يتبــع
محمد علي الحباشي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 22 أكتوبر 2010)
رأي في الرؤية(1)
عماد الطرابلسي منذ استصدار حركة الاتجاه الاسلامي بتونس ـ حركة النهضة لاحقاـ قبل عشرين سنة تقريبا لوثيقتها » الرؤية الفكرية و المنهج الاصولي » و هذه الوثيقة بين مادح و مادح ولم نر او نسمع او نقرا منذ ذلك الحين نقدا واحدا او اعتراضا او تحقيقا لما ورد فيها مما يدعو للاعتقاد ان هذه الرؤية ليست سوى مسلمات يجتمع حولها حتما كل من انتمى لذلك الجسم الطيب.
لكن الواقع يثبت ان الحقيقة مغايرة لذلك فلا ابناء هذه الحركة على ما اعلم شديدي الالمام بهذه الورقة دقها و جلها ولا لعبت هذه الرؤية و لو مرة واحدة عبر تاريخ الحركة دورا مركزيا في حسم خلاف او ترجيح راي على آخر كما يفترض من كل مرجعية, بل لم تكن هي او الاقتناع بمحتواها يوما من الايام حتى مقياسا لاختيار او قبول المنتمين.
اذن هناك اسئلة عديدة تطرح نفسها بالحاح من اهمها : لماذا لا يظهر اي اعتراض او حتى تعرض لمحتوى هذه الوثيقة و لماذا يكثر المولعون بها دون ان يذكروا لنا و لو نقطة واحدة تدعونا للاعتزاز بهذه المفخرة كما يزعم, لماذا يكتفي ذاكروها بالتسطيح و يعرضون عن كل انواع النقد او الانتقاص ( باستثناء ما كتبه مؤخرا الاخ السايبيي و تاكيده على ان هذه الرؤية بحاجة الى مزيد من التدقيق و التفصيل بل و التوسيع). لا ارى اي غرابة في تفشي هذه الظاهرة في مجتمع سمته الخمول الفكري و تفضيل النقل و الحفظ على اعمال العقل ـ و هذه و الحمد لله من اهم مظاهر التخلف الذي تتخبط فيه امتنا ـ و اضفاء صفة القدسية على بعض الاشخاص و اعمالهم خاصة بعد توفر الحركة الاسلامية على وسائل اعلام ـ كانت قبل امد غير بعيد حكرا على الانظمة الشمولية ـ لم تتردد هي الاخرى في تسخيرها لكيل المديح المفرط و تلميع صور بعض الدعاة و اخراجهم للناس على انهم الجهابذة البزل واعتبار اعمالهم سبقا لم يات به الاولون و لو لزم التدليس من اجل ذلك. و لا اظن ذلك يخفى على احد و قد رايت الاولين يشتغلون بالبحث و النقد و التنقيب و التمحيص و التخريج و الاستتنباط و الاستدلال بينما يشتغل الآخرون منا ـ من خريجي الجامعات و حملة الشهادات العليا ـ بالنقل و الحفظ و المدح و التقديس بل و استصغار الذات و احتقارها. و احب هنا ان اعرض فقرتين للقارئ عسى ان يشاركني حزني على امة اقرأ, الاولى للدكتور جهاد عبد العليم الفرا (مكتب الدعوة والتعريف بالإسلام ـ المجلس الإسلامي الدانمرك) في مقال نشره هذا الاسبوع بعنوان : وفاء لإمام الأمة وفقيه العصر العلامة القرضاوي يقول في خاتمته : » لك الله يا إمام الأمة وفقيه العصر وطوبى لك مزاياك التي أنى لضعيف وقليل بضاعة مثلي أن يحصيها لكنه التطاول بعينه ». لست هنا في مقام التقليل من مكانة العلامة القرضاوي ـ وقد بلغ مكانته بمواقفه المشرفة من قضايا الامة وبتشبثه بالوسطية و الاعتدال و التيسير لا بعلم خارق كما يريد البعض ان يصوره حتى زعم ان فقه الاولويات لم يسبقه اليه احد و لو كلف نفسه قراءة هذا الكتاب القيم لراى كثرة النقل عن العز بن عبد السلام و لعلم ان فقه الاولويات ليس الا فقه مراتب الاعمال و قد وصفه بعض الاولين بانه حقيقة الدين ـ و لكني لا اكاد اصدق ان يعتبر دكتور محاولة احصائه لمزايا دكتور آخر التطاول بعينه و هو المسلم الذي يتحرى احصاء اسماء الله و يكون بذلك متعبدا غير متطاول.
و حتى تكتمل الصورة فاني ادعو القارئ الى الاصطبار معي على قراءة هذه الكلمات التي كتبت في القرن الرابع عشر للميلاد (اي قبل حوالي 7 قرون): » ….وأنا دائما أستهجن ممن يدعي التحقيق من العلماء إعادة ما ذكره الماضون إذا لم يضم إلى الإعادة تنكيتا عليهم أو زيادة قيد أهملوه أو تحقيق تركوه أو نحو ذلك مما هو مرام المحققين ومما اعتقد به عظمة الشيخ الإمام رحمه الله ـ يقصد اباه تقي الدين السبكي ـ ان عامة تصانيفه اللطاف في مسائل نادرة الوقوع مولدة الاستخراج لم يسبق فيها للسابقين كلام وإن تكلم في آية أو حديث أو مسألة سبق إلى الكلام فيها اقتصر على ذكر ما عنده مما اسخرجته فكرته السليمة ووقعت عليه أعماله القويمة غير جامع كلمات السابقين كحاطب ليل يحب التشبع بما لم يعط حظه من التصانيف جمع كلام من مضى فإن ترقت رتبته وتعالت همته لخص ذلك الكلام وإن ضم إلى التلخيص أدنى بحث أو استدراك فذاك عند أهل الزمان الحبر المقدم والفارس المبجل وعندنا أنه منحاز عن مراتب العلماء البزل والأذكياء المهرة إنما الحبر من يملي عليه قلبه ودماغه وتبرز التحقيقات التي تشهد الفطر السليمة بأنها في أقصى غايات النظر مشحونة باستحضار مقالات العلماء مشارا فيها إلى ما يستند الكلام إليه من أدلة المنقول والمعقول يرمز إلى ذلك رمز الفارغ منه الذي هو عنده مقرر واضح لا تفيده إعادته إلا السآمة والملالة ولا يعيده إعادة الحاشد الجماعة الولاج الخراج المحب أن يحمد بما لم يفعل.. »
و أظن ان هذه الكلمات للقاضي تاج الدين السبكي قد اوضحت ما آل اليه حالنا .
و ليس حالنا في الحركة الاسلامية باحسن مما عليه امة لسنا الا جزءا منها , بل هوربما اسوا حالا بسبب ما تمنحه الصفة الدينية من واجب احترام العلماء و عدم الاغلاظ عليهم باعتبار ان لحومهم مسمومة كما يقال (شعارمرادف للحصانة الدبلوماسية الا انه غير قانوني علما ان ضمام بن ثعلبة قد قال للنبي صلى الله عليه و سلم: » يابن عبد المطلب إني سائلك ومغلظ عليك في المسألة فلا تجدن في نفسك. » فقال له نبي الرحمة : « لا أجد في نفسي، فسل عما بدا لك ». ) و عدم الاعتراض على اقوالهم دون مؤهلات (هم من يقررها و يعرفها و يحددها) بل قد وصل الامر ببعض الاخوة ( مقال « الشيخ » عنتر الزوابري: إمتداد في الزمان والمكان ) الى التعجب من تجرؤ البعض على انتقاد مبادرة سياسية لفك الاشتباك مع نظام بن علي , كيف و صاحب هذه المبادرة » شخصية بحجم الدكتور النجار » و لا زلت اذكر كيف عاتبني احد الاصدقاء الاعزاء من قيادات حركة النهضة سابقا على تجرؤي على انتقاد مبادرة الدكتور النجار( و قد صدقت توقعاتي بانها ليست سوى مبادرة لعودته هو فحسب) كيف و هو الرجل الذي الف اكثر من عشرين كتابا(هكذا!).
لا اشك ان هاتين الروايتين تعكسان الوضع العام داخل التيار الاسلامي و الموقف من انتقاد الكبار ـ اصحاب العلم و التقوىـ حتى ان تعلق الامر بموقف سياسي ـ وقد رد على الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم اذا تعلق الامر بالراي و الحرب و المكيدة ـ و ان الامر سيكون اشق و سيعرض صاحبه للهجوم بل و السخرية اذا توجه النقد لرؤية فكرية و منهج اصولي ليس الناقد باعلم فيها من المنقود (على الاقل حسب مقاييس الشهرة) خاصة اذا علمنا ان مهندس هذه الرؤية هو نفسه صاحب المبادرة السياسية الممنوعة من اللمس او الاقتراب.
هذا و قد الزمت نفسي بعد التعليق على مقال الأخ محمد علي المكشر بتوضيح ما قصدته عندما قلت: » اطلعت على هذه الوثيقة المهمة قبل سنوات و رايت فيها الى جانب العديد من الفقرات المحبكة بعض النقائص في مواضع و تعويم في مواضع اخرى لا يميز منهجها الا عن اليسار الاسلامي و اغراق في البديهيات التي يمكن استتقاؤها من اي كتاب عقيدة معتمد او اي كتاب اصول بل لمست في بعض الفقرات ابوابا خطيرة ذات مسحة تكفيرية و غير ذلك من النقائص … » و تجشم امر التعرض الى وثيقة اتفق الجميع ـ حتى ممن لم يطلع عليها بعد ـ انها تاريخية.
راي في الرؤية (2) اسئلة محرجة لكن مشروعة
قبل الخوض في اغوار الوثيقة « التاريخية » فاني اود ان امهد لذلك ببعض الامور التي لا ارى بدا من قولها رغم يقيني من ان آخرها قد يثير جدلا بين المهتمين بالشان الاسلامي عموما:
اهمال مقصود
قد يعذر البعض اذا رأوا أن حكمي على غياب النقد او التعرض لمضمون هذه الوثيقة بالدراسة قد وقع في التعميم الموقع حتما في الخطا وانا لا ادعي الاطلاع على كل ما حبر و لكني اجتهدت رايي استقراءا لما يجول في ساحتنا التونسية و ما يدور فيها من حديث حول هذا العمل لم ار انه جاوز المدح و الاعجاب.
طبعا لا يمكن لعاقل ان يهمل تؤملات الاخ الهادي بريك في الرؤية التي اخرجها لنا في تسع و عشرين حلقة و ما فيها من تعبيرات دقيقة تنم عن سعة اطلاع و لكني لا اعتبر ذلك المجهود المتميز سوى تقريظا للرؤية ابدى فيه الشيخ اراءا مستقلة و شروحات تيسرللقارئ فهمها.
خارج الزمن
كان الاتجاه الاسلامي يصدر بداية كل سنة جامعية بيانه الافتتاحي و كان الطلبة يتدافعون لقراءته و سبر اغواره لاستشراف طبيعة المواقف من كافة القضايا التي تلمس اهتمامات الكثير من الشرائح الطلابية و قد اقتبس الاخوة في حزب التحرير هذه العادة لبعض السنوات و يا ليتهم ما فعلوا. كان الواحد منا يقرأ بيانهم المرة تلو الاخرى ليظفر بكلمة واحدة تدل عبارة او اشارة على السنة التي كتب فيه بيان الحزب الافتتاحي فنظفر على ما يدل اننا نعيش بعد النكسة مثلا. كنا و نحن نواكب الاحداث التي كنا نصنعها نستغرب باي عقل يفكر هؤلاء و في اي زمن يعيشون حتى جاءتنا الرؤية الفكرية لتجعلنا في حيرة عن القرن او الزمان الذي كتبت فيه . صحيح ان هذه الوثيقة ليست ببيان سياسي او حزمة مواقف من قضايا البلاد ولكن: ـ هل يعقل الا تعثر في وثيقة مرجعية لحركة سياسية في اواخر القرن العشرين تبتغي الوصول الى السلطة عبر اقناع الناس ببرامجها على كلمة واحدة تدلك على العصر الذي كتبت فيه , أفي القرن الهجري الاول ام الخامس عشر؟ السنا نساهم بذلك في تثبيت قول القائل ان الحركات الاسلامية تعيش خارج التاريخ؟
ـ هل يعقل ان تخصص حركة اسلامية ـ وظيفتها اقناع الناس بخياراتهاـ فقرة كاملة في رؤيتها حول من يعتبر في نظرها كافرا خارجا عن الاسلام دون ان تسعفك براي في القبول بالدولة المدنية من عدمه؟
ـ هل يعقل ان تقوم وثيقة مقام الدستور المحدد لطبيعة الحركة دون ان تنبس ببنت شفة عن اهم القضايا كمشكلة الديمقراطية و القبول بالآخر و التداول على السلطة و حقوق الانسان و دور المرأة و التنمية و غير ذلك من امهات القضايا؟
ـ هل يعقل ان تشتغل حركة سياسية باجماع الصحابة و تاويل النصوص الموهمة للتجسيم و تعارض النصوص و ترجيحها في بلد لم تستطع فيه اقناع سلطته او معارضته انها لا تحتكر الدين و انما تستعمل حقها في تقديم بدائلها حسب فهمها للاسلام ؟
ـ هل يعقل ان تؤكد حركة سياسيةـ ممنوعة من العمل تعمل على تبديد مخاوف الآخرين من دعاوي محاولتها اقامة دولة ثيوقراطية ـ في وثيقتها » الموضحة لاسسها و المحددة لمعالمها » انها لا تفرق بين التوجه الى الله بالشعائر و التلقي منه في الشرائع ؟ و لا اظن معاني هذه الجملة خافية على احد و لا موقف عموم الامة من منهج قائلها الشهيد صاحب الظلال رحمه الله
قطع متجاورات
اذا قرئت الوثيقة بعين الفاحص المدقق فان اول ما يتبادر للذهن هو عدم تناسق الاسلوب مما يدعو الى الريبة في تعدد كتابها و هو ما قد يراه البعض منطقيا اذ ان هذا العمل ليس الا مجهودا جماعيا اشرف عليه الدكتور النجار و لكن مع الاسف فان التفسير الآخر و الذي قد يعتبر مفاجئة من العيار الثقيل هو الصحيح قطعا كما سايتي ذكره ان شاء الله.
ثم ان الجمل المتفرقة المتباعدة و الربط التعسفي بينها بروابط ـ من قبيل : وعلى هذا الاساس, و بذلك, وعليه, غير ان , وقد,وبناء على هذا… ـ يجعل النص اشبه بالقطع المتجاورات من الكلمات المرصفة منه الى النص المتماسك.
هذا بالاضافة الى بعض الكلمات المحشورة دون سياق مما يجعلها مستعصية على الفهم و تزيد من الشكوك حول ملابسات التاليف و الى القارئ اسوق هذا المثال و قد علمت الكلمات المسقطة كالكسف من السماء دون سياق, علما و اني قد اعتمدت النسخة الموجودة على موقع النهضة و ما اراني بذلك الا قد لزمت العرف:
» والوحي هو تلقي نبأ مقطوع بمصدره الإلهي بغير السنن والطرق المعهودة عند البشر، وإننا نؤمن بجميع رسل الله الذين ورد ذكرهم في القرآن أو لم يرد، دون تفريق بينهم، فنشهد لهم جميعا بالرفعة والعصمة والأمانة والصدق والتبليغ، وإن كنا نقر تفاوت منازلهم عند الله تعالى. مرتبة الطلب، فلا يقبل عمل إذا لم يكن وراءه هذه العقيدة كدافع للعمل وواقع حسبما تقتضيه هذه العقيدة. فإن اختلت العقيدة أو فسدت أو كانت باطلة أو لم تتضمن أصولها كان العمل فاسدا أو غير مقبول، وبقدر رسوخ معالم العقيدة وأصولها في النفس يكون العمل ثقيلا في ميزان الحساب. » (انتهى النقل)
كل هذه الامور تثير شبهات حول الصياغة , هذا بالاضافة الى سر التوقف المفاجئ عند ركن الايمان الرابع دون سابق اعلام و قد حصل في ذهن القارئ ان الكاتب بصدد تفصيل اركان العقيدة الست. السر و المفاجأة الكبرى السر الخفي و الحقيقة المرة الكامنة وراء هذه الشبهات هي ببساطة ان هذه الرؤية ليست كما يدعي البعض مجهود فرد او جماعة امتد لسنوات و تمت فيه مراجعة و استشارة كبار المشائخ كالشيخين الاخوة و القرضاوي بل هي مع الأسف في جلها مجموعة فقرات منقولة من بعض الكتب(معالم في الطريق و العدالة الاجتماعية في الاسلام لسيد قطب) مع بعض التحويرات و احيانا كثيرة جمل منقولة برمتها حرفيا على طريقة النسخ و اللصق من كتابي في ظلال القرآن و خصائص التصور الاسلامي و مقوماته للشهيد سيد قطب و من الاصول العشرين للبنا.
و حتى لا يبدو هذه الادعاء من باب التقول فساضع بعض الامثلة التي لا تدع مجالا للشك بين يدي القارئ و ساكتفي بخمس امثلة و اترك البقية للقراء و لابناء الحركة غير المتعصبين اللهم الا تعصبا لحق و لكل الغيورين على الامانة العلمية و ساشير فيها الى مواضع التحوير ان وجدت اصلا.
المثال الاول: نص الرؤية: وعليه، فإننا لا نكفر مسلما أقر بالشهادتين وتوابعها مما سبق ذكره، وعمل بمقتضاها وأدى الفرائض برأي أو معصية، إلا أن أقر بكلمة الكفر أو أنكر معلوما من الدين بالضرورة، أو كذب صريح القرآن أو فسره على وجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية بحال أو عمل لا يحتمل تأويلا غير الكفر. نص الأصل العشرين للامام البنا:
لا نكفر مسلما أقر بالشهادتين وعمل بمقتضاهما وأدى الفرائض برأي أو بمعصية إلا إن أقر بكلمة الكفر أو أنكر معلوما من الدين بالضرورة أو كذب صريح القرآن الكريم أو فسره على وجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية بحال أو عمل عملا لا يحتمل تأويلا غير الكفر.
المثال الثاني: نص الرؤية: ويجب في ذلك الاعتماد على حقائق الألفاظ والتأكد من حدود المعاني المقصودة بها والوقوف عندها، كما يجب الاحتراز من الخداع اللفظي، فالعبرة بالمسميات لا بالأسماء.
نص الأصل السادس عشر للامام البنا:
والعرف الخاطئ لا يغير حقائق الألفاظ الشرعية بل يجب التأكد من حدود المعاني المقصودة بها والوقوف عندها كما يجب الاحتراز من الخداع اللفظي في كل نواحي الدنيا والدين فالعبرة المسميات لا بالأسماء.
المثال الثالث:
نص الرؤية: وعلى هذا الأساس من التوحيد، فنحن لا نفرق بين التوجه لله بالشعائر والتلقي منه في الشرائع، لا نفرق بينهما بوصفها من مقتضيات توحيد الله وإفراده سبحانه بالألوهية والحاكمية، ولا نفرق بينهما لأن الانحراف عن أي منهما يخرج صاحبه من الإيمان والإسلام قطعا. نص الشهيد سيد قطب (خصائص التصور الاسلامي و مقوماته /فصل :التوحيد): ولا يفرق التصور الإسلامي – كما أسلفنا- بين التوجه لله بالشعائر، والتلقي منه في الشرائع .. لا يفرق بينها بوصفهما من مقتضيات توحيد الله، وإفراده –سبحانه- بالألوهية. كما أنه لا يفرق بينهما في أن الحيدة عن أي منهما تخرج الذي يحيد من الإيمان والإسلام قطعاً. المثال الرابع: نص الرؤية (الجملة الخاتمة للمحور العقائدي): وإن حملة التوحيد وهم يقدمون للبشرية هذا التصور الجديد، يقيمون معه منهجا كاملا للحياة، يقوم على تكريم الإنسان وعلى إطلاق يديه وعقله وضميره وروحه من كل عبودية، وعلى إطلاق كل طاقاته لينهض بالخلافة عن الله في الأرض، عزيزا كريما كما أراده خالقه، وفي نهوضه بالخلافة وهو حر كريم يملك أن يقدم إضافة حضارية وهو في أوج حريته وفي أوج كرامته وعزته.. نص الشهيد سيد قطب (خصائص التصور الاسلامي و مقوماته /الجملة الخاتمة للكتاب): وهم حين يقدمون للبشرية هذه الهدية يقدمون معها منهجاً كاملاً للحياة منهجاً يقوم على تكريم الإنسان، وعلى إطلاق يده وعقله وضميره وروحه من كل عبودية إطلاقه بكل طاقاته لينهض بالخلافة وهو حر كريم، يملك إذن أن يقدّم وأن يقوم الأمجاد العلمية، والفتوحات الحضارية، وهو في أوج حريتهن وفي أوج كرامتهن . المثال الخامس: نص الرؤية :(منـزلة الانسان في العقيدة الاسلامية) وبهذا المعنى للعبادة يتوجه الإنسان إلى الله بكل خاطرة في الضمير، وكل حركة في الجوارح، وكل سعي في الحياة، توجها خالصا متجردا من كل شعور آخر، ومن كل معنى غير معنى الخضوع لله. وبهذا التوجه يتحقق معنى العبادة، فيصبح العمل كالشعائر، والشعائر كعمارة الأرض، وعمارة الأرض كالجهاد في سبيل الله… نص الشهيد سيد قطب (في ظلال القرآن/ سورة الذاريات) : والثاني: هو التوجه إلى الله بكل حركة في الضمير، وكل حركة في الجوارح، وكل حركة في الحياة. التوجه بها إلى الله خالصة، والتجرد من كل شعور آخر، ومن كل معنى غير معنى التعبد لله. بهذا وذلك يتحقق معنى العبادة؛ ويصبح العمل كالشعائر، والشعائر كعمارة الأرض، وعمارة الأرض كالجهاد في سبيل الله، والجهاد في سبيل الله. (انتهى النقل)
متشبع بما لم يعط لا اشك ان هذا العرض الوجيز قد يدع مجالا للريبة ـ اللهم لمن كان شعاره في الحياة :عنـز ولو طارت ـ بان محرر هذه الوثيقة فردا كان او جماعة لم يكن الا ناقلا دون عزو او احالة على المصدر و منتحلا لكلام غيره و متشبعا بما لم يعط صدق فيه قوله صلى الله عليه و سلم » المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور. »
و رغم ان هذه الاعمال ـ و لها مسميات قانونية محددة نتجاوز ذكرها من باب الاحترام للشيوخ(بمعنى قوله تعالى « ثم لتكونوا شيوخا ») ـ لا تجلب الا الفضيحة و قد استنكرها حتى شعراء الجاهلية ( و لا اغير على الاشعار اسرقها * منها غنيت و شر الناس من سرقا) و يستنكرها كل ذو فطرة سليمة و قد نهى الامام احمد من وجد ورقة بها احاديث سقطت من احد ان يكتب منها ثم يردها , فان هذه الظاهرة واسعة الانتشار في الاوساط العربية بسبب الخمول الفكري(ظاهرة الانحباس الفكري) وغياب الرادع و قبل كل شيئ حب التكسب و الظهور ( اضمن كل بيت نصف بيت * فشعري نصفه من شعر غيري – فان الدرهم المضروب باسمي * احب الي من دينار غيري).
و حتى لا يظن الطيبون ان هذه الظاهرة اقل انتشارا في الاوساط الاسلامية ـ و هو المفترض ـ فاني اؤكد على ان اعظم و افضح حالات الانتحال العلمي وقعت في الاوساط الاسلامية و يكفي ان نذكر ان كتاب العلامة ابن قيم الجوزية بدائع الفوائد ماخوذ من كتاب نتائج الافكار للسهيلي (صاحب الروض الانف) كما ذكر جمال ابو حسان في رسالته.
اما كتابه مدارج السالكين فقد تعرض للسطو من طرف المحدث « الكبير « ( خليفة الشيخ الالباني ) العلامة سليم الهلالي بطريقة عجيبة حيث نسخ ثمان و خمسين صفحة ـ هكذا دون مواربة ـ و الحقها بكتابه « حادي الروح » بل قد سطا على كتاب العلامة القرضاوي ( الذي يراه يتبع فرقة ضالة) برمته « الصبر في القرآن الكريم » و نسبه لنفسه بعد ان غير عنوانه الى « الصبر في القرآن و السنة » و ذلك من فرط حبه للسنة , و لم يسلم منه الشهيد قطب الذي الف فيه كتابا لم يذكره فيه الا بالسوء و قال فيه ما لم يقل مالك في الخمر الا ان ذلك لم يمنعه من السطو المتكرر على تفسير الظلال ليصدرها كمقالات في مجلة المجاهد . و قديما الف السيوطي في ذلك كتاب « الفارق بين المصنف و السارق ».
و لمن اراد ان يطلع على العجب العجاب فليراجع الكتاب الطريف لحسان عبد المنان « السرقات العلمية دراسة و تقسيما و علاجا » اسئلة محرجة لكن مشروعة لن تمنعني الحقيقة الساطعة كوضح النهار ـ ان افكار و صياغات و اسلوب الرؤية الفكرية تعود الى الامامين الشهيدين البنا و قطب ـ من الرد عليها و التاكيد على انها مخالفة لما توافقت عليه الامة و هذا ما اكده العلامة القرضاوي في الرد على اطروحات صاحب الظلال رحمه الله, و من قبله المرحوم الهضيبي في « دعاة لا قضاة » و هذا ما انوي عمله في الحلقة القادمة ان شاء الله ولست بذلك بمتسكع في حنادس الفكر . و قبل ذلك اريد ان اطرح بعض الاسئلة على الاخوة المولعين بهذه الوثيقة: ـ هل برايكم يستقيم علميا و من باب الامانة النقل بهذا الشكل الفاضح من كتاب افضوا الى ما قدموا دون عزو او احالة؟ ـ اذا لم اتكن الصياغات و لا الافكار من صنع ابناء الحركة فاين تكمن دواعي المفخرة؟ ـ اذا كان الاخ الدكتور النجار يستسيغ هذا العمل ـ و قد اتفق العالم باسره على عدم استساغته ـ فله ان يفعل ذلك في كتاباته ( و قد راج في مجلة الامة لغط من هذا القبيل حول كتاب « فقه التدين فهما و تنـزيلا ») و لكن هل يجوز له ان يورط حركة بحالها ـ كانت تحمل آمال الكثيرين من ابناء بلد الزيتونة في التمكين للفهم الوسطي لهذا الدين ـ بحشر نقولات (عن طريق السطو) في وثيقة بتلك الاهمية من حيث ارتباطها بالحركة؟ ـ اذا كان حال التاليف لم يخرج على اقتطاع بعض الفقرات من بعض الكتب ففيم قضيت كل تلك السنوات الخمس , ام ان الامر لا يخرج عن كونه دعاية اعلامية؟ ـ بغض النظر عن النسخ و اللصق و هو ما لم تعلمه بالضرورة قيادة الحركة فان الافكار المنقولة لا يمكن ان يغيب عن متابع ـ ناهيك عن دارس ـ نسبتها لسيد قطب و اذا كان العلامة القرضاوي الذي وصفه الشيخ راشد الغنوشي بشيخ الاسلام و مجدد القرن قد قال عن الشهيد سيد قطب انه بكتاباته الاخيرة قد خرج عن اهل السنة و الجماعة بوجه ما و انه في امر التكفير قد حاد عن الصراط السوي لاهل السنة و الجماعة فان السؤال المركزي الذي يطرح: لماذا اختارت حركة النهضة الي تدعو للوسطية و الاعتدال وساحة فعلها شعب كله على دين التوحيد بل على مذهب فقهي واحد وقد صلى رئيسها خلف احمد حرمل ـ حين كان على راس الحزب الشيوعي ـ افكار الشهيد لتجعل منها قاعدة في تصورها للعقيدة وقد اقر نص الوثيقة بانه تصور جديد بعد ان اكد في المقدمة انه ليس بتصور مقطوع الجذور ولا بعقيدة جديدة؟
راي في الرؤية (3) تكفير بالجملة
بعد التقديم بالمقال السابق الذي تعرض للنقاط التالية:
الاولى : ان الرؤية كتبت خارج التاريخ و لم تهتم بام القضايا الثانية : ضعف التماسك اللغوي بسبب الربط التعسفي و الوقوع في بعض الاخطاء المخلة من مثل دخول كلمتي « مرتبة الطلب » على الخط دون ان يكون لها محل من الاعراب و الوقوف عند الركن الرابع من اركان الايمان. الثالثة : النقل الحرفي من كتب حبرت في اواسط القرن الماضي. فاني ابدا بالسبر في اغوار هذه الوثيقة و التعرض لمحتواها و قد اخترت ان استهل بالفقرة التالية: « وعليه، فإننا لا نكفر مسلما أقر بالشهادتين وتوابعها مما سبق ذكره، وعمل بمقتضاها وأدى الفرائض برأي أو معصية، إلا أن أقر بكلمة الكفر أو أنكر معلوما من الدين بالضرورة، أو كذب صريح القرآن أو فسره على وجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية بحال أو عمل لا يحتمل تأويلا غير الكفر. » توضيح : تجنبا لسوء الفهم و لامكانية استغلال البعض لهذا المقال فاني اؤكد على ان النقد لهذه الفقرة و اعتبارها تكفيرا بالجملة انما هو يتعلق بالجانب النظري بما لا يسمح للاستنتاج بان حركة النهضة تتبع عمليا منهج الغلو في التكفير و لمزيد من الوضوح اقول باني كنت اعتقد و لا ازال ان من مفاخر الحركة الاسلامية في تونس تمسكها بالاعتدال و بالمنهج الوسطي و تعاملها مع كل ابناء الشعب على انهم مسلمون ـ الا من استثنى نفسه فذلك شانه ـ و عدم انزلاقها للتكفير رغم ما تعرضت له من قمع و ارهاب و رغم ما ابداه بعض خصومها من استهداف واضح للاسلام و استهزاء بتعاليمه و رفضها القاطع ـ مع وجود بعض الاستثناءات ـ للتعامل مع خصومها السياسيين كاعداء للدين رغم رواج بضاعة التيار السلفي المتشدد في صفوف شباب الصحوة بل انها لعبت دور المرشد لهؤلاء فساهمت بذلك في امتصاص موجة التكفير التي كان يمكن لها ان تلقى رواجا كبيرا خاصة بعد بدء نظام السابع من نوفمبر في خطته للقضاء على التدين و تجفيف منابع الصحوة واستهداف المساجد و عمارها. التوضيح الاهم هو ان تعرضي لنقد هذه القاعدة و اعتبارها قد غلت في التكفير لا يعني بالمرة اني اوافق على منهج ادماج قضية التكفيرـ حتى و ان اقتصدت فيه ـ في رؤية فكرية لحركة اقرت بانها سياسية و ان كانت اسلامية. فما اراه هو انه من الخطا الفادح الخوض في هذه المواضيع البالغة الحساسية في وثيقة بهذه الاهمية اذ المجال ليس مجال تكفير و ليس من مهمة حركة النهضة او اي حركة سياسية اخرى سواء اكانت اسلامية ام لم تكن الحكم على اسلام المواطنين ما دامت قد قبلت بمبدا عرض البدائل عليهم و منحهم السيادة للاختيار الحر بينها عبر صناديق الاقتراع. ملاحظات حول الفقرة كنت قد قرات للشيخ الهادي بريك رايا يؤكد فيه انه لا يحق لاحد سوى مؤسسات حركة النهضة تفسير او تاويل هذه الرؤية و هو كلام وجيه اذا قصد به التاويل البعيد او بناء و ترتيب الاحكام على فقراتها و لا يمكن ان يقصد بذلك شرحها بما تقتضيه اساليب اللغة العربية و الا لما صار لها معنى اذا لم يسمح للقارئ بفهم صريح الفاظها وشرح معانيها بما يتباد الى الذهن من معنى على الوجه الذي تسمح به قواعد اللغة. و لابد هنا من التاكيد على ما ورد في المقال السابق من ان هذه الفقرة متطابقة تماما مع الاصل العشرين للبنا الذي جاء لفظه كالآتي : « وعليه، فإننا لا نكفر مسلما أقر بالشهادتين … ، وعمل بمقتضاها وأدى الفرائض برأي أو معصية، إلا أن أقر بكلمة الكفر أو أنكر معلوما من الدين بالضرورة، أو كذب صريح القرآن أو فسره على وجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية بحال أو عمل عملا لا يحتمل تأويلا غير الكفر. » مما يعني ان مصنف الرؤية قد اضاف » وتوابعها مما سبق ذكره » للاقرار بالشهادتين و هي اضافة غير دقيقة سنتوقف عندها ان شاء الله , و اسقط كلمة « عملا » من باب السهو على ما اظن ليضيف خطا آخر للوثيقة. شرح القاعدة: هذه القاعدة التي ذكرها الامام البنا غير صريحة فقوله » براي او معصية » بعد قوله » وأدى الفرائض » قد يجعل معان اخرى تتبادر الى الذهن و قد تولى الكثير من الدعاة شرح قوله » براي او معصية » مما يؤكد ان النقل الحرفي لهذه القاعدة رغم ما فيها من كناية لم يكن عملا موفقا من الاخوة المكلفين بالقيام على التاليف. و حتى يسهل على القارئ فهمها فانه يمكن التعبير على المعنى المراد منها بالكلمات التالية: « وعليه، فإننا لا نكفر مسلما براي رآه او معصية ارتكبها اذا أقر بالشهادتين( و ما تبعها من الايمان بالملائكة و الكتب و الرسل و اليوم الآخر و القضاء)، وعمل بمقتضى الشهادة وأدى الفرائض ، إلا أن أقر بكلمة الكفر أو أنكر معلوما من الدين بالضرورة، أو كذب صريح القرآن أو فسره على وجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية بحال أو عمل عملا لا يحتمل تأويلا غير الكفر. » وبهذا فان حركة النهضة تكفر كل من توفرت فيه احد الخصال التالية: 1ـ اذا لم يقر بالشهادتين او باحد الاركان الست 2 ـ اذا لم يعمل بمقتضاها 3 ـ اذا لم يؤد الفرائض 4 ـ اذا اقر بكلمة الكفر 5 ـ اذا انكر معلوما من الدين بالضرورة 6 ـ اذا كذب صريح القرآن 7 ـ اذا فسر القرآن على وجه لا تحتمله اساليب اللغة العربية 8 ـ اذا عمل عملا لا يحتمل تاويله الا الكفر. قد يعترض البعض على ادراج النقاط الثلاث الاولى ليقول ان النص لم يصرح بتكفير هؤلاء الاصناف و انما قال انه لا يكفر من لم يكن كذلك و سكت عن الحكم المخالف للمنطوق اذ لا مفهوم للمخالفة ضرورة. و هذا كلام لا يستقيم لغة فصحيح ان مفهوم المخالفة متنازع على حجيته في الاصول لكن ذلك متعلق بالنصوص الشرعية اما لغة فلا خلاف على حجيته (ما عدا مفهوم اللقب كما هو مقرر في الاصول) على الرغم من وجود اقوال اخرى كقول الفخر الرازي انه لا يدل على النفي بحسب اللغة فان ذلك لا يغير من حجيته شيئا اذ قد اقر انه يدل على النفي بحسب العرف العام. و خلاصة الامر انه لا خلاف معتبر في ان المصنف او الكاتب او المتكلم (غير المشرع )اذا تكلم بكلام مقيد بوصف او شرط ( وعلى احدهما تنطبق حالتنا هذه فقيد » أقر بالشهادتين وتوابعها مما سبق ذكره، وعمل بمقتضاها وأدى الفرائض » اما ان يكون وصفا للمسلم او شرطا لعدم التكفير) او حصر او عدد او غاية فانه يدل بمنطوقه على ثبوت الحكم في محل تحقق القيد و على نفيه في محل انتفائه و الا لما كان لذكر القيود من فائدة . و لذلك قيل ان مفاهيم الكتب حجة اذ لا يعسر الاحاطة بمقاصد الناس. كما ان هذه القيود الثلاثة لم تذكر مستقلة و لم تخرج مخرج الغالب حتى نعدل عن مفهوم المخالفة و نجد العذر لمصنفي الرؤية بانهم لم يصرحوا بتكفير من لم يعمل بمقتضى الشهادة و يؤد الفرائض و انما اكتفوا باستثناء غيرهم من التكفير دون التعرض لهم . و اذا كانت حركة النهضة المتمسكة بالوسطية و الاعتدال تعتقد بكفر كل هؤلاء الاصناف (و ليس ذاك بمعتقدهاعلى ما اعلم ) فانها تكون بذلك قد نافست الخوارج في التوسع و الغلو في التكفيروالتطرف في الحكم على الناس و عقائدهم. و في واقع الامر و بغض النظر عن عدم اختصاص حركة سياسية بالحكم على ايمان الناس و قد اقرت بانهم مصدر السلطة من خلال التسليم باختيارهم للحاكم فان هذه الفقرة قد تجاوزت كل التوقعات في مدى التوسع في التكفير بشكل يضاهي اكثر الحركات الاسلامية تطرفا و سنتعرض في حلقة لاحقة ان شاء الله الى منهج التكفير عند » شيخي الاسلام » ابن تيمية و ابن عبد الوهاب و ما افرز هذا المنهج من مجازربشعة ارتكبت في سبيل استيلاء تحالف الشيخ ابن عبد الوهاب مع محمد بن سعود على ارض الحجاز و خاصة في الطائف عندما حررت من « الشرك » سنة 1802 م و بعدها في مكة بسنة واحدة فذبح الرجال و النساء و الرضع والفارون و المحتمون بالمساجد دون تفريق(يمكن العودة لبعض كتب التاريخ مثل كشف الارتياب لمحمد الامين و صفحات من تاريخ الجزيرة العربية لمحمد عوض الخطيب و تاريخ عجائب الآثار في التراجم و الاخبار لعبد الرحمان الجبرتي و تاريخ نجد لعثمان النجدي و غيرها ) بحق الابرياء و العزل من الخارجين عن الاسلام حسب نظرية الشيخ بن عبد الوهاب ـ الذي نعته الاستاذ راشد الغنوشي رئيس الحركة بالمصلح الكبير و بالعلامة المجاهد ـ في تكفير المسلمين و المستقاة من نظرية التفريق بين توحيد الالوهية و توحيد الربوبية التي اسست في بداية القرن الثامن على يد شيخ الاسلام بن تيمية و الذي يعتبره الشيخ راشد ابا للصحوة الاسلامية كما عبر عن ذلك في اكثر من مناسبة( مقدمة كتاب القدر عند ابن تيمية). المعين او المطلق: من المعلوم ان لكل دين حدوده يدخل فيه المرء باشياء و يخرج منه بتركها فكان من الطبيعي اعتناء علماء الاسلام على مر تاريخه بتبيان الامور التي يخرج بها المرء من الاسلام ليرشدوا الناس و ينبهوهم من الوقوع في ما قد تزل به القدم يوم القيامة فاقتصد البعض و اشدهم المرجئة و توسع الآخر و اشدهم الخوارج وكانوا يطلقون القول بتكفير صاحب القول او الفعل المكفر و يسمون ذلك بتكفير النوع او التكفير المطلق دون تكفير المعين الذي قد لا يحكم بكفره و ان فعل فعل الكفر و قد اسهبوا في وضع شروط لتكفير المعين ضيقوا فيها الدائرة الى حدود دنيا حتى كاد تكفير المعين يستحيل عند البعض فقد اشترطوا على سبيل الذكر لا الحصر اقامة الحجة و التاكد من بلوغ النص ثم من ثبوته عنده ثم من تمكنه لفهمه و التاكد من خلو الشبهات التي قد يعذر بها من مثل الجهل او الخطا او الاكراه او كل ما يخدج الاهلية. فاذا كان علماء العقيدة و منهم المغالون قد فرقوا بين تكفير النوع و المعين كلما خاضوا في في هذا الامر العظيم و ضيقوا على تكفير المعين , فما بال حركة سياسية مجال عملها المتحرك دون الثابت تخوض في امر كهذا بالفاظ اقرب الى تكفير المعين منها الى النوع دون الاشارة و لو الى مانع واحد من موانع التكفير فاتحة بذلك المجال لابنائها لانزال الاحكام بالكفر على المخالفين ( و هو ما لم يقع و الحمد لله لعدم اهتمامهم بهذه الوثيقة او لانشغالهم بتنكيل المستبد بهم), و هل جعلت الرؤى الفكرية الا لتنزيلها على الواقع؟. و هنا يحضر في بالي من جديد ذاك التساؤل : ما ذا يمكن ان تستفيد الحركة او ابناؤها او العمل السياسي الاسلامي او الصحوة بهذه الاحكام التي لم تثمر الا بلاء و لا اظن احدا تخفى عليه الجرائم التي ارتكبت في الماضي و الحاضر بعد استصدار فتاوي التكفير من الفقهاء من اجل التخلص من الخصوم و يكفي ان نشير الى ما كشفه الدكتور طه جابر العلواني في كتابه » اشكالية الردة و المرتدين من صدر الاسلام حتى اليوم » عن مساهمته في تعطيل فتاوي في الردة ـ لمفتي بغداد السني نجم الدين الواعظ و الشيخ الشيعي محمد مهدي الخالصي و المرجع الشيعي الاكبر محسن الحكيم ـ كادت تهدر دماء آلاف الخصماء السياسيين ـ من الحزب الشيوعي ـ لحزب البعث في العراق سنة 1963 بعد ان افتوا بكفرهم ووجوب قتلهم دون قيد او شرط مع تحفظ بسيط للحكيم. (يتبع) ملاحظة: ساواصل في الجزء الرابع باذن الله شرح هذه الفقرة من الرؤية للتعرض للنقاط التالية : خطورة التكفيرـ نماذج من التكفير عند شراح الاصول العشرين ـ ترك مقتضى الشهادةـ ترك الفرائض ـ انكار المعلوم من الدين بالضرورة ـ تكذيب صريح القرآن ـ تفسير القرآن على وجه لا تحتمله اللغة العربية ـ العمل الذي لا يحتمل الا الكفر ـ الفرق بين الايمان و الاسلام ـ كل عمل الا الشرك يغفرـ بم يسلم المرء. كما اعد الاخوة المهتمين ممن يحصر الحوار حول موضوع المقال بالتفاعل معهم و تدارك النقائص دون من يحاول الانحراف عنه الى الحديث عن مقصدي من الكتابة ـ فربي به كفيل ـ او عن عيوبي فهي كثيرة.
أنتم السابقون ونحن اللاحقون
د. محمد بن نصر، المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية فرج ، منصف، رضا¨، من الأحبة الذين رحلوا عنّا مؤخّرا، رحلوا عن هذه الدنيا التي من فرط قوى الشّد فيها تنسينا أن الموت يمكن أن يداهمنا في كل لحظة ويرمي بنا خارج الزمن الدنيوي حيث نلقى الله بأعمالنا، السعيد حقّا منّا هو من ربّى نفسه على الاستعداد ليوم اللقاء، يفكر ويخطط ويكدّ ويعمل وهو مستحضر للحظة الفراق وجاهز لاستقبال ملك الموت. ذلك هو الكدح الجميل، الكدح الذي يصل عالم الغيب بعالم الشهادة. فرج، وتعود الذاكرة إلى الزمن الذي أضحى بعيدا، إلى ثمانينات القرن الماضي، وإلى غرفة من غرف المبيت الجامعي بدار تونس في إحدى ضواحي باريس القريبة، كان بسماحته واندفاعه العفوي لتفريج كرب الدفعة الأولى من مناضلي الجامعة التونسية. ثلة حديثة عهد بباريس، لم تبهرهم أنوارها واستأنفوا حوارا طويلا بدؤوه منذ فترة حول القرآن والثورة على الظلم وسبل تحقيق العدل والمساواة. تعجّب فرج من هؤلاء النفر الذين يتكلّمون لغة لم يعهدها ويعبّرون عن هموم وآمال لم تكن في قاموس من سبقهم وعزم على صحبتهم وانتهاج نهجهم وكان السند القوي لهم وهم يتلمسون سبل التأقلم مع واقعهم الجديد. أنهى فرج دراسته الجامعية وقرر أن يعود إلى تونس، إلى حيث كان أولئك النفر. وشاءت الأقدار أن نلتقي ثانية ولكن للمرة الأخيرة في خريف 1984 في تونس قضينا في صحبته أياما لا تمحى من الذاكرة، واستأنفنا في بيته الذي ملأته الأخت هناء هناءً وبهجة أحاديثنا التي كنّا قد بدأناها في باريس. وعندما ضاقت واستحكمت وعزمت على الرحيل بعد أن خاب أمل العودة، كبكب بعض من رفقاء الدرب وحسبوا أن في الأمر خلط لحساباتهم ولكن وكعادته قال لي فرج لا تحزن « هانت ». إنّه فرج، يحمل بجدارة معنى اسمه وفي ذلك تفصيل نتركه للتاريخ.
وتوالت الأيام والمحن وتقطعت بنا الأسباب ونال فرج منها ما نال ولكن بالرغم من قسوة المشهد وعمق الجراحات ظل فرج على عهده لا يتأخر أبدا عن إغاثة الملهوف ما استطاع إلى ذلك سبيلا. عاودنا التواصل مؤخرا بعد انقطاع طويل و شعرت وكأنّني تحدثت إليه بالأمس القريب. هزّني خبر وفاته الذي بلغني متأخرا وآلمني ذلك جدّا، توفي يوم 20 سبتمبر ولم أعلم بوفاته إلا بعد عشرة أيام. تبّا لك أيتها الدنيا تلفلفينا بردائك الناعم ويأخذ الموت منّا الأحباب ونحن عنهم غافلون، رحمك الله يا فرج وفرّج الله عنك كرب الآخرة كما فرّجت عن إخوانك كرب الدنيا.
منصف، كان كما ما وصفه إخوانه الذين عاشروه في زمن العسرة الذي طال بهم في أرض السودان، منصفا في كل شئ، في القول وفي العمل، منصفا حين ينتقد وحين يمتدح. عرفت « منصف » لأول مرة سنة 2007 وكان ذلك بمناسبة المشاركة في مؤتمر فكري في العاصمة السودانية وحدّثني « منصف » عن صعوبات الغربة في السودان والسبل الممكنة لتذليلها، لم تمنع الظروف الصعبة التي عاشها منصف من إكمال دراسته الجامعية، استطاع بهمّته العالية أن يجتاز امتحانات التعليم الجامعي بنجاح ويحصل على شهادة الدكتوراه ثم يدرّس في الجامعات السودانية ويتدرج في مشواره العلمي والمهني. حرصت على ملاقاته في كل مرّة أزور فيها السودان وأتواصل معه عبر التلفون في أوقات متباعدة ولا أدري ما الذي دفعني إلى الاتصال به يوم 25/09/2010 بعد انقطاع دام بضعة أشهر، كان صوته متغيّرا، سألته فزعا عن أحواله فقال لي أنّه أجرى عملية جراحية في الأردن لم يكتب لها النجاح وأنّه عازم على إعادة إجرائها في السودان، ودّعته على أمل أن أعاود الاتصال به ثانية. وشاءت الأقدار أن ألتقي في بداية شهر أكتوبر بالأخ منتصر نور، أحد الباحثين في مركز التنوير المعرفي الذي كان ينشط فيه منصف. حدّثني منتصر عن مرض منصف وهالني ما سمعت ولا نقول إلاّ ما يرضي ربّنا وأعلمني بعدها أن منصف قد دخل في مرحلة غيبوبة شبه كاملة ثم جاءني خبر موته عصر الأحد 18 أكتوبر، إنا للّه وإنّا إليه راجعون. هكذا يا منصف، لم ينصفك أحد وظللت تنتظر جواز السفر عشرين سنة وحين على ما يبدو حصلت عليه لم تسافر به حيا إلا مرة واحدة للعلاج وأخيرا انتبه إليك أبناء الوطن ومنحوك وثيقة سفر لتسافر بها إلى بلدك في مثواك الأخير. أهكذا تكون نهاية الكرام؟ لكن ستجد الإنصاف حتما عند ربّ العالمين يوم لا منصف غيره.
رضا، رضي بقدر الله وحكمه، بالرغم من قدراته العلمية والمهنية التي لا ينازع فيها أحد وبالرغم من حصوله على الجنسية الفرنسية لم يفلح في اقتلاع موقع في الجامعات الفرنسية وفي كل مرّة يظن أن في الأمر مفازة يفاجئونه بالاعتذار. سئم الحياة في فرنسا التي لم تقدر جهده وعلمه وعزف عن المطالبة بحقه في مزاولة مهنة التعليم التي يتقنها ولكنه وضعها في خدمة المؤسسات الإسلامية الناشئة فكان أينما حل محل تقدير وإكبار وذاق تجربة العمل مع المسلمين بحلوها ومرّها ثم سيطرت عليه فكرة العودة إلى البلد، العودة إلى الأرض التي أنجبته فبدأ بإقامة مشروع فلاحي صغير في بلدته الصغيرة ثم عنّ له أن يترشح ليلتحق بهيئة التدريس في الجامعة التونسية وتمّ اختياره من بين مرشّحين كثر وهكذا أصبح منطق الأشياء مقلوبا أحيانا، لم يحظ بالقبول حيث كان يظن أن مؤهلاته العلمية هي الحكم وحظي به حيث ظن أن الماضي سيلاحقه ويؤخر المؤهلات العلمية ليقدم اعتبارات أخرى. عندما التقينا لآخر مرة في الثامن والعشرين من سبتمبر المنقضي وجدته منطلق المحيى، قوي العزيمة يأمل في خدمة بلده وتنمية قدرات أبنائه ولكنّه كان في ذات الوقت مترددا بعض الشيء. في أكثر من مناسبة في جلستنا هذه يقول لي « أتتصور يا صابر وهكذا كان يحب أن يناديني، أن خيار العودة خيار صائب، كان يخشى أن تدور عليه الدوائر وكنت أجيبه وممّ تخشى يا رضا؟ توكّل على الله وجرّب وإن غيّروا رأيهم فلن يضرّوك بشيء. كان حريصا كل الحرص أن يُبقي على المادة التي يدرّسها في قسم الدراسات العليا في المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية ولو في أوقات مكثّفة وفي آخر مكالمة هاتفية جرت بيننا في الثاني من شهر أكتوبر الحالي اتفقنا على المواعيد التي سيدرّس فيها. في الواحد والعشرين من الشهر نفسه وفي اللحظة التي أرسلت له رسالة الكترونية لأشكره على الملاحظات التي أبداها بخصوص رسالة ماجستير كان قد أخذها معه ، جاءني خبر وفاته، هزّني الخبر ولكن لم يُحدث عندي من هول الصدمة هلعا استثنائيا في لحظته خاصة وأن ذهني منصرف هذه الأيام إلى التفكير في أسئلة يدور أغلبها حول الموت، بعضها حق وكثير منها باطل، من نوع هل يمكن للإنسان أن يستشعر دنو أجله؟ كيف يمكن أن يحسن الاستعداد للرحيل؟ كيف يفكر الموتى وكيف يملئون وقت فراغهم؟ وهل لهم أصل وقت فراغ؟ وغيرها من الأسئلة وخلصت بعدها إلى التفكير في السؤال المشروع عقليا وغير المشروع دينيا ثم ما معايير السؤال المشروع في ضوء القرآن الكريم؟ لم يخرجني من ذلك إلا هول الخبر: توفي رضا وتوفي أبوه بعده بقليل وأخته في الإنعاش وأخوه جريح، كل ذلك إثر حادث مرور مروع، لا حول ولا قوة إلا بالله . في لحظة زمن يتوقف كل شئ وتبدو كم هي هزيلة هموم الدنيا بل كم هي تافهة المشكلات التي تنخر النفوس فتحولها إلى آلات منتجة للشقاء والأحزان المجانية. رحمهم الله جميعا وجعلهم عبرة للعاملين أمثالهم لعلّهم يستحضرون لحظة الفراق وهم يرفعون « القواعد من البيت ».
¨ المرحوم فرج بن حسبن، المرحوم منصف سعودي، المرحوم رضا الشايبي
جامعة التجمع الدستوري بقصرهلال تحاصر المربين والمربيات الشرفاء غير القابلين للشراء
مراد رقية
ان لمن علامات قيام الساعة،ومن العجائب والغرائب التي يحترف هذا الهيكل التجمعي المحلي علامة وحق امتيازها بمدينة قصرهلال،مدينة2مارس1934 ارتكاب المحظورات بأنواعها بدعم ومباركة أكيدة من الهياكل المركزية،ولعل في مقدمتها الأمانة المساعدة الأولى المكلفة بالهياكل؟؟؟ وكم كان عجبي،وكم كانت دهشتي عندما علمت من مصدر وثيق،ونحن لا زلنا في انطلاقة السنة الدراسية الجديدة2010-2011 بتعرض مربّية فاضلة مشهود لها بالكفاءة وبالأمانة،وبنظافة الكف الى محاصرة لصيقة من جانب جامعة التجمع بقصرهلال وذنبها الوحيد أنها تدرّس ضمن من تدرّس تلميذا أجمع الجميع ادارة ومدرّسين الى محدودية نتائجه وامكانياته،وبأن وصوله للسنة السادسة كان حدثا خارقا لم يكن ليتحقق لولا توفر ظروف غير طبيعية؟؟؟
وبرغم اقتناع الجميع بوجوب انهاء الملحمة الا أن ولي أمره والذي يضطلع بمهمة حساسة ودقيقة لدى جامعة التجمع،ولدى عامة المؤسسات المعلنةهي مهمة الدعاية والاشهار كان له رأي آخر فحوّل ابنه،وبدعم جامعة التجمع الى ضحية مغلوبة على أمرها،ومحاصرة من قبل احدى المربيات التي ذنبها الوحيد هو عدم القبول ببيع ضميرها؟؟؟
وبعد اتهامها بما ليس فيها حمّلت بعديد التهم لعل أبرزها مسؤولية اصابة التلميذ-الضحية بعقدة نفسية نتيجة حرمانه من حقوقه »غير الموجودة أصلا » فرفعت بها شكاية للادارة الجهوية للتعليم بالمنستير،ومن حسن الحظ والى غاية كتابة هذه الأسطر أن السيد المدير الجهوي الذي بلغته الشكاية أو الدعوى عبر الهيكل التجمعي المحلي الحريص على الحقوق الغائبة أصلا اقتنع ومنذ البداية بأن الأمر مريب،وبأن القرائن المقدمة لاأساس لها من الصحة؟؟؟
لقد أجرت الادارة الجهوية للتعليم بالمنستير هذه الأيام استجوابا للمربية ضمّنت فيه أقوالها وبعض أقوال الشهود من التلاميذ من باب اغلاق الطريق أمام هذه الذعوى الكيدية المدعومة تجمعيا لمجرّد تأكيد وتوظيف المصالح بين السلكين السياسي والدعائي،وتعيش قصرهلال هذه الأيام مثلها مثل سائر وحدات البلاد الأخرى على وقع تجديد الهياكل التجمعية في جو احتفالي تسودة الأخوة النضالية المستندة الى استعراض العضلات واطلاق العنف اللفظي،وتنشيط مخططات تصفيات الحسابات القديمة والجديدة لذلك ندعو الهياكل المركزية الى التزام الأمانة والمسؤولية في اختيار ممثليها الجهويين والمحليين برغم عدم تمثيلهم لنا،والحرص خاصة على تنقية وتطهير الهياكل من مستغلي النفوذ،ومن مرتكبي التجاوزات والانتهاكات،وبأن تسعى الأمانة المساعدة الأولى المكلفة بالهياكل الى عدم توفير الغطاء لمثل هذه الدعاوى الكيدية التي أصبحت في مدينتنا المحاصرة،المضحى بها،المتنكر لها عملة مألوفة وسارية لكنها رخيصة وغير معترف بصلوحيتها الا لمن في نفوسهم مرض؟؟؟
الثوابت خير درع يحصن المشروع القومي ضد التطبيع(2 من2)
بقلم: ابن تونس نحن إذا أمام مقاومة عربية قوية استطاعت أن تحلحل المشروع القومي العربي من جموده و تدفع به إلى السطح. في مثل هذه الوضعية هل يحق لنا أن نقيم الواقع العربي ارتباطا بمستوى و قوة النظام العربي الرسمي؟ من الأخطاء البارزة التي اقترفها العديد من المحللين هي اعتبار القطبين المحركين للوضع العربي هما الامبريالية و الصهيونية من جهة و النظام الرسمي العربي من جهة ثانية. و حيث أن النظام الرسمي العربي بلغ درجة من الضعف و التخاذل و الوهن لم يشهد لها مثيلا في السابق يقوم هؤلاء المحلّلون بسحب تلك الصفات على الأمة العربية فينعتونها بالأمة المهزومة و المنكسرة و غيرها من النعوت السلبية و من جانب آخر يتحدثون عن ضخامة قوة النظام الامبريالي و الصهيوني و كأن شيئا لم يحدث من تلك الملاحم البطولية التي سجلتها مقاومتنا العربية في فلسطين و لبنان و العراق و التي من بين مفاخر انتصاراتها إخراج طائرة الأباتشي ( مفخرة القوات العسكرية الأمريكية ) من الخدمة بعد إسقاط حوالي خمسين طائرة منها. فهذه المقاومة العربية حققت انجازا استراتيجيا بتحوير المعادلة بين القوتين المعنيتين بالصراع بشكل مباشر . فمن جهة الأمة العربية تلك الأمة التي لم يعد يحق لنا نعتها بالمهزومة انتسابا للنظام الرسمي العربي بل علينا أن نسميها أمة أعظم مقاومة في التاريخ و من جهة أخرى القوى الامبريالية و الصهيونية التي لم يعد يحق لنا أن ننعتها بالقوة التي لا تقهر بعد أن أصيبت اقتصاديا بأزمة عالمية حادة و أخلاقيا كذلك بتنديد عالمي للجرائم التي اقترفتها و سياسيا بفشل في ترويج نمطها السياسي بعد افتضاح خطره و قانونيا بالاحتجاجات العالمية للانتهاكات المتعددة لأبسط مبادئ التعامل بين الدول و غيرها كثير من الصور الأخرى التي أصبحت عليها أعتى قوة في العالم.
خلقت المواجهة التاريخية أرضية خصبة لكشف عورة النظام الامبريالي العالمي و كشف تفاصيل مخططاته المخربة لمقدرات الشعوب كما فضحت نوايا كل القوى الاقليمية و التي غالطت العديد من الأطراف بقناعها الذي يخفي مخططاتها المعادية للعرب كما أثبتت هذه المواجهة أن الأمة العربية تملك أداة الحسم مع أقوى أعدائها و هي بذلك تؤكد عزمها التحكم في كل ما يتعلق بمصيرها و مستقبلها و قدرتها على بلورة مشروعها القومي و العمل على توفير كل الظروف لتحقيقه.
لقد زعزعت هذه الوضعية كل الطاقات القومية الصادقة فسجلت استفاقة تجسدت في الرجوع إلى الثوابت القومية و التي من بين ركائزها الأساسية الدفاع عن العروبة . لقد كان من نتائج الحصيلة الإيجابية للمقاومة العربية تعريب كل مقاييس الفرز على الساحة السياسية و الفكرية . فأصبح شعار « الدفاع عن العروبة » المقترن بمبدإ الكفاح المسلح كأداة للتحرير هو كلمة سر العبور في اتجاه تحقيق المشروع الاستراتيجي العربي المتمثل في المشروع القومي العربي . لم يعد مبدأ المقاومة المسلحة لوحده قادرا بعد كل التطورات التي شهدتها ساحتنا العربية على ضمان تحقيق الفرز السياسي على قواعد سليمة. فقد اختلط الحابل بالنابل في الفترات السابقة إذ كان الاصطفاف على أساس المساند و المعارض للمقاومة المسلحة أي أننا كنا نضع في صف الأصدقاء كل الذين يقاومون الاحتلال بالكفاح المسلح و نضع في صفوف الأعداء كل من يرفضون الكفاح المسلح و يتبنون نهج التفاوض مع العدو. و الاقتصار على هذا الشرط في عملية الفرز أدخل البلبلة في صفوف المقاومة العربية التي اندست داخلها عديد الفصائل المتبنية لنهج المقاومة المسلحة. لكنها كانت تنفذ أجندات و مصالح قوى خارجية . و يكفي أن نذكر بالحقائق التي كشفتها المقاومة العراقية أثناء خوضها للمواجهة التاريخية ضد عدو الأمة فقد تبين أن فصائل مثل » عصائب أهل الحق » و « حزب الله في العراق » هي فصائل مسلحة و قامت بالعديد من العمليات « الجهادية » ضد الاحتلال الأمريكي لكنها ممولة بالكامل من النظام الإيراني و تقوم بالإضافة إلى استهداف قوات الاحتلال الأمريكي بتصفية عناصر المقاومة العراقية و ضباط و طياري الجيش الوطني السابق و كل من يدافع عن عروبة العراق. التطبيع في غربال الثوابت
من خلال عملية مسح لكل المشاريع التي حاولت أن تقدم حلولا للقضية الفلسطينية يمكن لنا الاستنتاج أن المشروع الذي التزم بالثوابت و قدم حلولا جذرية للقضية الفلسطينية و الذي ربط قضية فلسطين بالمشروع التحرري للأمة العربية هو الميثاق الوطني الفلسطيني غير المعدل و هو وثيقة الإجماع الوطني الفلسطيني الوحيدة للقضية الفلسطينية و كذلك الميثاق القومي الذي قامت على أساسه منظمة التحرير الفلسطينية و هتان الوثيقتان نصتا على أن فلسطين عربية من النهر إلى البحر و أن اليهود الموجودين فيها يعتبرون غزاة و أن تحريرها يكون بإستراتيجية العمل المسلح. هذه الثوابت يصبح لها وزن مميّز خاصة حين تجد من يتمسك بها ويدافع عنها . و يعود الفضل في إعادة الاعتبار لهذه الثوابت إلى مقاومتنا العربية و على رأسها المقاومة العراقية التي بثت في المشروع القومي العربي روحا جديدة فأكسبت القوميين الجذريين شعورا بالثقة و شحنتهم بالأمل و أدخلت لديهم إحساسا بأن تلك العزيمة و التضحية و الثبات الذي كان وراء إلحاق الهزيمة بقوات العدو هي نفسها الكفيلة بجعل أمنية تحرير الوطن العربي من كل أنواع الاحتلال و توحيده و النهوض به أمرا قابلا للتحقيق.
إن هذه الثوابت الفلسطينية هي أداة الفرز الفعلية و الغربال الذي ينقي المشروع القومي من مختلف المشاريع المعادية و خاصة تلك المشاريع البراقة التي تبدو أنها تخدم القضية في حين أنها تخدم أجندات قوى أجنبية .
إن صعود القوى الاقليمية المجاورة للعرب إلى سطح أرضية النفوذ في المنطقة، جعل جعبة التسويات تمتلئ بالمقترحات التصفوية لتضاف إلى المشاريع التي تسربها الامبريالية الأمريكية و الصهيونية ، فقد سمحت هذه القوى لنفسها برمي دلوها عبر محاولة تسريب تصورها للقضية الفلسطينية الذي يخدم مصالحها القومية. فإيران و تركيا يحاولان البحث عن موطئ قدم داخل الوطن العربي عبر إيهام المواطن العربي بأن تحرير القدس لن يتم إلا على أيديهما . و حيث أن الأولى لها اتفاقات استراتيجية سرية مع الامبريالية الأمريكية والصهيونية و أن الثانية لها اتفاقيات استراتيجية علنية معهما فإن كل الحلول التي يقدمانها للفلسطينيين لا تعدو أن تكون ورقة ضغط لتحسين شروط تقاسم النفوذ في المنطقة مع الامبريالية الأمريكية . فإيران تدعو لقبول دولة فلسطينية في حدود 67 و هذا يعني الاعتراف بدولة الكيان الصهيوني المقامة على بقية الأراضي الفلسطينية. أما تركيا فإنها أكثر المدافعين على تعايش الدولتين.
التطبيع يبدأ بانحراف صغير عن الثوابت ليلتقي في المراحل المتقدمة مع أكثر الحلول الاستسلامية افتضاحا. انظر مواقف سلطة عباس الاستسلامية كيف تعود جذور مواقفها الحالية إلى انحرافات مرحلية ابتدأت بتعديل الميثاق الوطني الفلسطيني . إن البحث عن الدولة بأي ثمن لتعوض مبدأ التحرير هو الانحراف القاتل الذي جر العديد من الفصائل الفلسطينية إلى السقوط في مسالك لا يمكن إلا أن تؤدي للاعتراف بالعدو الصهيوني . الانتصار في العراق هديّة المقاومة لفلسطين
كل الذين لم يضعوا المواجهة التاريخية ضد الاحتلال الأمريكي في العراق في إطارها الاستراتيجي تعاملوا مع الانتصارات التي حققتها المقاومة العراقية ضد آلة الدمار الأمريكية كما يتعامل محبّو كرة القدم الذين انتهت المقابلة التي شاهدوها بانتصار فريقهم . فبالنسبة لهؤلاء ينتهي كل شيء بانتهاء المقابلة إذ بمثل هذه العقلية ليس بمقدورهم الشعور بضرورة متابعة مسار انجازات هذه المقاومة أو التفاعل مع الخطط التي أعدها أبطالنا الأشاوس من أجل إكمال الخطوات المتبقية لتحقيق النصر النهائي. قد تمنع سياسة التعتيم الإعلامي الحقيقة من الوصول إلى أذهان الجماهير العربية لكن لن تقدر على منع الوقائع من التحول إلى حقيقة. فواقع الأمر في العراق اليوم أن المقاومة تتدرج نحو الحسم النهائي مع الاحتلال و أن مصير العراق بيد المقاومة و مصير الأمة و قضية فلسطين كجزء منها يتقرر في العراق . إن ما نقوله هنا ليس تقليلا من شأن المقاومة في فلسطين و لبنان بل إن وضع كل جبهات المواجهة في الميزان الاستراتيجي يسمح لنا بالتأكد من أن ما حصل في العراق هو:
أ – إصابة قائدة الامبريالية العالمية و ممولة الصهيونية بانتكاسة لها تأثير مباشر في المشروع الامبريالي الصهيوني ب – انتعاش المقاومة بعد اجتياز أعسر امتحان في تاريخها بنجاح و الأهم من هذا أن هذه المقاومة المنتصرة لا تطرح على نفسها تحرير العراق فحسب بل هي ملتزمة بتحقيق كل بنود المشروع القومي العربي بما فيه تحرير فلسطين.
نحن الآن أمام مقاومة تتوفر فيها كل شروط قيادة مسيرة تحقيق مشروع الأمة القومي. فهي تقوم اليوم بإكمال ما بدأه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر و ما طوره الشهيد صدام حسين .بل هي بقيت وفية لتاريخها الزاخر بالمواقف المبدئية . يكفي أن نؤكد أن القوى القومية في العراق لم تتراجع قيد أنملة عن الثوابت القومية منذ أن ولدت هذه الثوابت و بقيت مدافعا شرسا عن كل المبادئ القومية رافضة كل المشاريع الاستسلامية حول القضية الفلسطينية و تمسكت برفضها للتطبيع مع العدو الصهيوني و قد كان ذلك على حساب امتلاك السلطة . و الكل يذكر كيف كان الرئيس الشهيد يرد على الوفود الأجنبية التي التقت به قبل العدوان على العراق و التي اقترحت عليه الاعتراف بالعدو الصهيوني مقابل التراجع عن العدوان . لقد كان يرد كتابيا بقوله » خسئوا ». و في الأخير ألا يجدر بنا البحث عن سر هذا الثبات المتواصل . أليس من الجحود أن نتنكر لمن بقي وفيا للمبادئ القومية و لأولائك الذين خاضوا نيابة عن كل أفراد الأمة معارك المصير من أجل أن تبقى الثوابت القومية حاضرة ؟ ألا نكون قد ظلمنا أمتنا و قضيتنا المركزية إذا قمنا بغض النظر عن هذه التجربة العظيمة و هذه الخبرة العميقة؟ أليس ما تتحلى به المقاومة العراقية اليوم هي تلك الخصال التي نبحث عمن يمتلكها لنمد له يدنا و نوكل له أمرنا ؟ ماذا ننتظر لدعم هذه المقاومة ماديا و سياسيا إذا كنا فعلا صادقين فيما نرفعه من شعارات مناهضة للتطبيع و داعية لتحرير فلسطين ؟ (المصدر: صحيفة » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 160 بتاريخ 22 أكتوبر 2010)
الاستثمارات والقروض الأجنبية وعلاقتها بالقرار الوطني
بقلم محمد مسيليني العديد من الدول النامية كانت تعتمد على مساعدات الدول الغنية لانجاز برامجها التنموية إضافة لما يتوفر لديها من موارد طبيعية وفلاحية وغيرها. المساعدات كانت إما في شكل قروض ميسّرة ودون شروط تمنحها الدول ومؤسساتها المالية أو المؤسسات المالية العالمية أومن خلال مساعدات مباشرة في شكل أموال ومواد أو مساعدات فنية وتقنية.
مع تعدد الأزمات المالية والاقتصادية العالمية وهو أمر طبيعي لمسار النظام الاقتصادي اللبرالي وما كان لهذه الأزمات من اثر على الدول الغنية، أصبح خيار الدول الغربية يتمثل في التخلي عن مساعدة الدول الفقيرة كما أن المؤسسات المالية العالمية قد تحولت تدريجيا من مؤسسات تساعد الدول الفقيرة على النمو إلى مؤسسات تتدخل في خيارات هذه الدول. أصبحت الدول الفقيرة التي اختارت النهج اللبرالي والانخراط في مسار العولمة المدمر واقتصاد السوق السالب للقرار والاستقلال الوطني في حاجة للبحث عن آليات أخرى للمساعدة على تمويل التنمية وعلى الأقل جزءا منها. أهم الآليات المتعامل بها هي:
1- الاستثمارات المباشرة:
وإن اختلفت المؤسسات الاقتصادية والمالية العالمية في تعريف الاستثمارات المباشرة فإنها اتفقت على أنها الاستثمارات التي تسمح بامتلاك نسبة لا تقل عن 10 في المائة من رأس مال مؤسسة أو أصولها أو ما يسمح بالتأثير على قرارات مجلس إدارتها وخياراتها المالية والاقتصادية والاستثمارية والتسويقية.
في غياب « رأس مال وطني » وضعف الموارد الطبيعية وتدني مردودية النشاط الاقتصادي والإنتاج، التجأت بعض الدول وفي مقدمتها أغلب الأقطار العربية إلى رسم سياسات تسمح بما يسمى استجلاب رؤوس الأموال الأجنبية من أجل الاستثمار وخلق مواطن الشغل.
ولأن نسبة الأموال المتجهة لدول الجنوب متدنية وضعيفة بالمقارنة مع الأموال المنتقلة والمهاجرة والسابحة في العالم, فان شروط استجلاب هذه الأموال تتطلب العديد من الإجراءات التي تندرج في إطار ما يسمى مناخ الاستثمار ومنها بالأساس ما يتوفر من امتيازات ضريبية ويد عاملة مدرّبة ورخيصة وبنية تحتية تساعد على النشاط.
فإذا كان العنصر الأول يحرم الدولة والمجموعة الوطنية من موارد لمدد طويلة قد تصل عمر المشروع الاستثماري فإنّ العنصرين الثاني والثالث يتطلبان اعتمادات من ميزانية الدولة للتعليم والتدريب وتوفير البنية التحتية والحفاظ على الاستقرار والسلم الاجتماعي.
ومع ذلك تكون هذه الاستثمارات في قطاعات مربحة جدا وذات مردودية عالية مثل الطاقة « بترول، غاز كهرباء » ولا يمكن أن تشمل القطاعات الاجتماعية كما أنها لا تجلب معها تكنولوجيا عالية مما يطيح بمقولة نقل التكنولوجيا والمعرفة.
المعطى الآخر الذي يرافق هذه الاستثمارات هو أن قدرتها التشغيلية محدودة جدا ولا توفر عددا كبيرا من مواطن العمل رغم تمتعها بيد عاملة رخيصة جدا بالمقارنة مع الدول الغربية.
بعض الاستثمارات تكون ملوثة للبيئة أو حولها تساؤلات لا تجد أجوبة مثل مشروع محطة الكهرباء الايطالية المزمع إنشاءها في منطقة لا تتحمل التلوث في حين أنها قد تشغل بالفحم.
إذا المستفيد الوحيد من هذه الاستثمارات هي الدول الغربية والمؤسسات الاقتصادية والمالية الغربية وفي مقدمتها الشركات متعددة الجنسية. إنها ببساطة، شكل من أشكال تحويل الثروة من الجنوب إلى الشمال مع استنزاف مقدرات دول الجنوب وتلويث محيطها وإرساء نظم اقتصادية استهلاكية لديها مما يسهل تحويلها إلى أسواق كبرى لاستهلاك ما ينتج من وراء البحار من دول الصف الأول أو الثاني .
بعض الاستثمارات تكون في إطار مناطق التبادل الحر والتي من خلالها تحاول الدول الفقيرة أو النامية خلق مواطن شغل مقابل إنتاج مواد ومنتوجات معدة للتصدير بالكامل مما جعل من عمليات التقليد وانتشار السلع المقلدة أو ذات الاستعمال السريع المتجهة نحو أسواق الجنوب هي السمة الأساسية لهذه الاستثمارات ولعل زيارة بعض الأسواق وكذلك التعامل مع التجارة الموازية تدل على انتشار هذه الظاهرة في جل الأسواق والمدن العربية من الرباط إلى دمشق مرورا بتونس والقاهرة.
الاستثمارات الأجنبية بكل أشكالها في هذا الزمن هي بالدرجة الأولى شكل من أشكال استنزاف موارد ومقدرات الدول النامية وهي أيضا تحويل للثروة من الجنوب إلى الشمال تحت عنوان مساعدة هذه الدول على التنمية . طبعا حكومات الدول الفقيرة أو النامية تطبّل ليلا نهارا لسلامة الخيارات وصواب المسار وتهلل لكل وافد جديد ولكنها لا تقدر على تبيان حقيقة الاستثمارات الأجنبية المباشرة فما بالك بتلك التي تسمى غير مباشرة وهي في الغالب في شكل مضاربات في البورصة الوطنية لا تضيف قيمة مضافة للاقتصاد والتنمية.
2- القروض:
الاعتماد على القروض من المؤسسات الدولية المانحة وفي مقدمتها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والعديد من مؤسسات القرض يمثل وسيلة للدول وخاصة الفقيرة منها لمواجهة متطلبات التنمية والتحكم في العجز.
وفي ظل انخرام العلاقات الاقتصادية العالمية وتحكّم الدول الكبرى في آلياتها مباشرة أو عن طريق المؤسسات الاقتصادية والمالية التي تنفذ سياساتها وتضمن مصالحها ,فان الهدف من هرولة بعض المؤسسات المالية لمساعدة الدول النامية في عملية التنمية هي في واقع الأمر عملية تحكم في مقدرات هذه الدول ويتمثل ذلك في :
أ – ما تفرضه من شروط متعلقة بالنشاط الاقتصادي والاجتماعي الذي يمرّ عبر إعادة هيكلة المؤسسات الوطنية واعتماد اقتصاد السوق والتحكم في نفقات الحكومات ودورها في النشاط الاقتصادي وكذلك تطبيق ما يسمى بحقيقة الأسعار واعتماد اقتصاد السوق وقوانين المنافسة . ومن الشروط الأخرى تحسين مناخ الاستثمار والسماح للأجانب بالاستثمار وحتى التملك.
هذه السياسات عادة ما تؤدي إلى اضطرابات اجتماعية خطيرة ولعل أحداث القاهرة سنة 77 وتونس سنة 80 والجزائر والدار البيضاء وصنعاء وغيرها مازالت في البال كما أن تحرك 6 افريل في مصر والحوض المنجمي في تونس وغيرها في المغرب واليمن ولبنان هي نتيجة فشل هذه الخيارات في خلق الرفاهية المنشودة للشعب وخاصة الشرائح الضعيفة والمتوسطة.
بعض الأرقام تؤكد أن مصر أكبر الدول استدانة من البنك العالمي تأتي بعدها المغرب ثم تونس كما أن المغرب اكبر الدول استدانة من البنك الإفريقي للتنمية تأتي بعدها تونس ثم مصر كما أن تونس أكبر استدانة من البنك الأوروبي للتنمية تأتي بعدها المغرب ثم مصر.
ب- القروض تتولد عنها ما يسمى خدمة الدين وهو ما يستقطع من ميزانية الدولة سنويا لدفع فوائد القروض وهي اعتمادات هامة مرتبطة بنسبة الفائدة ومدة القرض الذي قد يخضع لإعادة جدولة إذا لزم الأمر أو للبيع والاستبدال مقابل خطايا في بعض الأحيان وهي من الآليات الجديدة المعتمدة في مجال المال والقروض. (المصدر: صحيفة » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 160 بتاريخ 22 أكتوبر 2010)
للغربيين في ما يكرهون مذهب واحد: الإسلاموفوبيا
مالك التريكي ‘لماذا يكرهوننا؟’. بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر)2001 شاع في أمريكا أولا، ثم في بقية بلاد الغرب، سؤال ‘لماذا يكرهوننا؟’. سؤال شاع وساد حتى ذهب مذهب المقولة الأنثروبولوجية. ذلك أنه سؤال، وليس بسؤال. وإنما هو، رغم الصيغة الاستفهامية، عبارة تقريرية مدلولها أنـ’هم’ يكرهوننا ‘وبس’. ولهذا فقد انخرطت كثير من الأوساط الرسمية والشعبية في موجة تفسير تلك الأحداث بأنـ’هم يكرهون أسلوب حياتنا’ وبأن الهجمات لم تكن موجهة ضد البرجين بقدر ما كانت موجهة ‘ضد القيم الأمريكية’. مقولة توفر الوقت والجهد وتصلح لاستعمالات شتى.
أما اليوم، في ضوء تفاقم ظاهرة الإسلاموفوبيا في البلدان الغربية واستمرار سيل الأنباء التي تؤكد تصاعد المواقف العنصرية ضد العرب والمسلمين، فقد أصبحت الثقافة والصحافة في بلاد العرب تزخر بكتابات ونقاشات تنطلق حرفيا أو ضمنيا من السؤال ذاته: لماذا يكرهوننا؟ أي أنها تصدر عن نفس المقولة: أن هؤلاء الغربيين يكرهوننا. يكرهون أسلوب حياتنا. يكرهون القيم والتقاليد والشعائر والمظاهر الإسلامية.
وما من شك في أن الكراهية ضد العرب والمسلمين قد بلغت هذه الأيام حدا ربما يصح القول إنه لم يسبق له مثيل طيلة العقود الخمسة الماضية، أي منذ أن رحل الاستعمار عن بلادنا واختفت، نظريا على الأقل، أسباب الصراع أو خلفيات النزاع المباشر. فحيثما نظرت، وأيا كان البلد الغربي المعني، فإنك لا ترى سوى انتخابات وتشريعات ورسوم كاريكاتورية وأفلام سينمائية وبرامج إذاعية (أكثر من التلفزيونية) واستطلاعات للرأي العام، الخ، تشير جميعها في أفضل الأحوال إلى كراهية المهاجرين والأجانب جملة وتفصيلا. أما في أغلب الأحوال، فإنها تشير إلى كراهية العرب والمسلمين تحديدا.
إذ لا يكاد يكون هناك بلد غربي إلا وكثير من أوساطه الشعبية والسياسية والإعلامية تصيح بأعلى الصوت أنها ضاقت بالعرب والمسلمين ذرعا. وقد صار صوت الجوقة ثائرا هادرا بلا انقطاع بعد أن سهلت له المهمة أحداث أيلول (سبتمبر) 2001 (وما بدا من سرور بعض أبناء جلدتنا وعقيدتنا بهذه الأحداث)، وبروز قضايا رأي عام من نوع الحجاب والنقاب والبرقع، والزواج القسري وجرائم الشرف… وكأن هذا لا يكفي، فها أن رقة قلوب هذه الشعوب قد تركزت أخيرا على قضية الذبح الحلال (باعتبار أن الصعق الذي يمارسونه، بدل الذبح، هو تمرين في الرفق بالحيوان) حتى أن القديسة بريجيت باردو قد هددتنا، وهي موقنة أننا سوف نخاف، بأنها مستعدة للأخذ بزمام السلطة في فرنسا (بالاقتراع الحر والمباشر، طبعا) لقطع دابر هذه الآفة وإقامة نظام جمهوري جديد قائم على دستور ‘اللاذبح’ الحضاري.
فلا عجب إذن أن يظن كثير من العرب والمسلمين أن الغربيين يكرهوننا بلا سبب، ‘يكرهوننا لوجه الله’، وأنه إذا كان للناس في ما يعشقون مذاهب، فإن للغربيين في ما يكرهون مذهبا واحدا: هو الإسلاموفوبيا.
إلا أن المشكلة ليست في الكراهية في حد ذاتها. فمشاعر المحبة والبغض هي مما يقع عادة خارج نطاق التحكم البشري. ولا يمكن لنا منطقيا أن نطالب بالمحبة كحق من حقوق الإنسان… إلا إذا رغبنا في أن نصاب بالعلة الإسرائيلية التي شخصها محمود درويش بعد الزوبعة التي أثارها الكنيست الإسرائيلي حول قصيدته ‘عابرون في كلام عابر’، عندما قال ما معناه إن الإسرائيليين يريدوننا أن نحبهم، فهم مندهشون كيف أننا لم نقع حتى الآن في غرامهم.
المشكلة، في السياق الغربي، ليست في الكراهية أو العنصرية. فهنالك شعوب أخرى تمارس العنصرية (مثلما يؤكد تواتر الأنباء عن سوء معاملة المهاجرين والطلاب الأفارقة في الصين مثلا). إنما المشكلة أن البلدان الغربية تدعي أن لها قيما بينما هي مدمنة على ممارسات تنقض هذه القيم. المشكلة أن البلدان الغربية تزعم أن ما يحدد هويتها كحضارة مسيحية-يهودية ‘متفوقة على الإسلام’ (على حد تعبير الحكيم برلسكوني) هو أنها تحتكم لقيم الإنسانية والمساواة والحرية والتسامح الخ، بينما الحقيقة أنها تحتكم في أغلب الحالات لعوامل القوة والمصلحة. أما في الأزمات (مثل الأزمة الاقتصادية الحالية) فإنها تسلم أمرها كله لنوازع الخوف والطمع. المشكلة أن الحضارة الغربية (في نسختها الرسمية) هي حضارة غير موجودة. تبقى مجرد فرضية. ولهذا فعندما سئل غاندي: ما رأيك في الحضارة الغربية؟ أجاب: سوف تكون فكرة جيدة…!
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 22 أكتوبر 2010)
إقالة عدد كبير من المسؤولين في الشرطة الجزائر: أصوات معارضة في الحزب الحاكم تتحدى سلطة بوتفليقة
2010-10-23 الجزائر – AFP-REUTERS انتقد أعضاء كبار في الحزب الحاكم في الجزائر زعيم الحزب، وهو حليف للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، في مشهد نادر الحدوث لمعارضة قد تتحدى سلطة رئيس الدولة. وظهرت التصدعات في حزب جبهة التحرير الوطني الذي يتميز عادة بانضباط صارم، بعدما كشفت تقارير صحافية أن أعضاء من الشبان اشتبكوا مع مسؤولي الحزب في بعض المناطق مستخدمين المُدى أحيانا، في حين أكد وزير أن زعيم الحزب فقد السيطرة ويجب أن يتنحى. وقال عبدالعزبز بلخادم الأمين العام لجبهة التحرير الوطني والذي يشغل كذلك منصب وزير دولة والممثل الشخصي للرئيس بوتفليقة: إنها أزمة لا وجود لها إلا في وسائل الإعلام. ولكن محللين قالوا إنه نظرا لأن بلخادم مقرب جدا من الرئيس، فإن الانقسامات داخل الحزب الحاكم قد تدعم التصورات السائدة لدى البعض بأن بوتفليقة -وهو رئيس شرفي للحزب- يفقد نفوذه لصالح منافسين داخل النخبة الحاكمة. وقال محمد لعقاب -وهو محلل سياسي وأستاذ للعلوم السياسية في جامعة الجزائر- إن الأزمة الراهنة ستضعف سلطة بوتفليقة. وبدأ الخلافات تدب في حزب جبهة التحرير الجزائرية عندما اشتبك أنصار الجبهة الشبان في عدة مناطق مع مسؤوليها المحليين، في خلافات حول من سيمنح مناصب مؤثرة في الحزب ضمن عملية إعادة تنظيم للمناصب المحلية. ودفعت الحوادث الهادي خالدي وزير التكوين المهني إلى انتقاد بلخادم علنا. ونقلت عنه صحيفة «الخبر» الجزائرية قوله «إنه كان لزاما التحرك لتصحيح الوضع، فلا يمكن البقاء كمتفرجين بعد تحول جمعيات تجديد مكاتب القسمات (الأقسام) إلى ساحات اقتتال بين أبناء الحزب بسبب قرارات الأمين العام المناقضة لتعليماته المكتوبة فيما يخص تجديد مكاتب القسمات». ودعا خالدي الأمين العام للحزب «لأن يحذو حذو من سبقوه في المنصب.. وخرجوا من العواصف بشرف وسمعة، تاركين وراءهم رصيدا من الاحترام والتقدير». كذلك انتقد وزراء حاليون وسابقون وأعضاء في جبهة التحرير الوطني بلخادم في وسائل الإعلام المحلية. وتسيطر جبهة التحرير الوطني التي كانت في مركز السلطة أو قريبة منه منذ استقلال الجزائر عن فرنسا في عام 1962 على البرلمان، وينتمي إليها غالبية الوزراء في الحكومة. وقال المحلل السياسي ناصر جابي لرويترز «حقيقة أن العديد من الوزراء يقفون ضد زعيمهم (بلخادم)، وهذا يسبب مشكلات. ما كانوا يستطيعون أن يفعلوا ما يفعلون دون الحصول على ضوء أخضر من دوائر تتمتع بنفوذ». وتابع قائلا «لست متأكدا من حصولهم على ضوء أخضر.. ولو حصلوا عليه يجب أن نتأكد من أنهم فهموه». ويقول محللون إن موقف بوتفليقة (73 عاما) ضعف في العام الماضي بخروج حلفائه المقربين من الحكومة. على صعيد آخر، أفادت صحيفة «الوطن» الجزائرية أمس الجمعة أن المدير العام للأمن الوطني الجزائري اللواء عبدالغني هامل قام بتغييرات كبيرة في أجهزته، بعد أقل من أربعة أشهر على تعيينه. وأكدت الصحيفة أن اللواء هامل الذي يعتبر من المقربين من الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وتولى منصبه في السابع من يوليو بدلا من علي تونسي الذي اغتيل في 25فبراير، أقال ثلاثة أرباع المسؤولين المحليين في الأمن. وأفادت الصحيفة المستقلة استنادا إلى مصادر أمنية، أن التغييرات طالت أربعين من رؤساء أمن الولايات من أصل 48، وحل محلهم ضباط شبان يفترض أن يتم تنصيبهم رسميا الأحد. واعتبرت الوطن أن اللواء هامل «أبدى صرامة بقراره القيام بتغييرات كبيرة»، وأن هدفه يتمثل في «تحسين ظروف العمل والانضباط في الصفوف» والقيام بعملية تطهير واسعة. وأكدت الصحيفة أن العملية لم تنته، حيث إن المدير العام للأمن الوطني سيقوم أيضاً بتغييرات بين مسؤولي الأمن في «الدوائر» (الدائرة هيئة إدارية تشمل عدة بلديات، وعدة دوائر تشكل الولاية). (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 23 أكتوبر 2010)
إلغاء الحرس الجامعي في مصر مظاهرة لطلاب مصريين تطالب بإلغاء الحرس الجامعي (الجزيرة)
قضت المحكمة الإدارية العليا لدى مجلس الدولة في مصر اليوم السبت بتأييد الحكم الصادر من محكمة القضاء الإداري بإلغاء الحرس الجامعي من حرم الجامعات المصرية. كما أيدت المحكمة إنشاء وحدة أمنية تشرف عليها إدارة الجامعة بدلا من الحرس الجامعي. وقال مصدر قضائي إن الحكم الذي يعتبر نهائيا ولا يجوز الطعن فيه صدر تأييدا لحكم سابق أصدرته محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة. وقالت المحكمة في حيثيات حكمها إن « وجود قوات للشرطة تابعة لوزارة الداخلية بصفة دائما داخل حرس الجامعة يمثل انتقاصا للاستقلال الذي كفله الدستور والقانون بالجامعة، وقيدا على حرية الأساتذة والباحثين والطلاب فيها، كما أن إلغاء الحرس الجامعي يسمح لهيئة الشرطة بالتفرغ للمهام الجسام الملقاة على عاتقها لكفالة الطمأنينة والأمن للمواطنين في ربوع البلاد على امتدادها ». وقال الدكتور عبد الجليل مصطفى، المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير، التي أسسها الدكتور محمد البرادعي إن « الحكم يمثل خطوة هامة في الدفاع عن استقلال الجامعات واحترام الحرية الأكاديمية، وحرية الطلاب والأساتذة بما يؤدي إلى تنقية الجامعة من تدخلات الغرباء أيا كانت صفاتهم، الذين يعتبرون عائقا هاما وفعالا في تخلف جامعتنا، وعجزها عن أداء رسالتها المقدسة في البحث العلمي وتعليم الطلاب وتطوير المجتمع ». حكم تاريخي عبد الجليل مصطفى اعتبر الحكم تاريخيا ودعما لاستقلال الجامعات (الجزيرة) وأوضح مصطفى وهو أحد مؤسسي حركة « 9 مارس لاستقلال الجامعات » التي أقامت الدعوى، أن الحكم يعد من « الأحكام التاريخية التي تؤكد أن القضاء المصري ما زال حصنا آمنا وملاذا للشعب المصري ». وكان عدد من أساتذة الجامعات قد رفعوا دعوى قضائية لدى محكمة القضاء الإداري تطالب بإلغاء الحرس الجامعي باعتبار وجوده مخالفا للدستور والقوانين, وذلك بعد اعتداء شرطي بالركل والضرب على طالبة في جامعة الزقازيق قبل أيام. وقد أثارت هذه الحادثة غضب جميع التيارات السياسية الرافضة لتغلغل أجهزة الأمن داخل الحياة الجامعية، والمطالبة بابتعادها عن باحة الحرم الجامعي. يشار إلى أن مجلس الوزراء ووزارتي التعليم العالي والداخلية تقدموا بطعن في حكم القضاء الإداري الصادر لصالح عدد من أساتذة الجامعات بإلغاء الحرس الجامعي وإلزام الحكومة بإنشاء وحدات مدنية للأمن الجامعي تتولى مهمة حفظ الأمن والنظام وتحل محل الحرس التابع لوزارة الداخلية، وقررت المحكمة الإدارية العليا في جلسة اليوم رفض الطعن، وتأييد الحكم السابق. المصدر:الجزيرة+الألمانية (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 23 أكتوبر 2010)
وثائق سرية تتهم المالكي بالقتل الجزيرة « تكشف المستور » بالعراق
كشفت الجزيرة في برنامج « كشف المستور » -الذي استند إلى وثائق سرية عن حرب العراق- تفاصيل تعلن لأول مرة تحدثت عن تورط رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي في إدارة فرق للقتل والتعذيب.
كما توضح الوثائق حقيقة الدور الإيراني ونشاط القاعدة وممارسة الصحوات، وتميط هذه التقارير اللثام عن مأساة عشرات آلاف الضحايا المدنيين الذين سقطوا بنيران الجيش الأميركي. كما تظهر حقائق جديدة عن تورط القوات العراقية في تعذيب السجناء وحتى اغتصابهم وقتلهم أحيانا. وترسم الوثائق صورة للمالكي بعيون الأميركيين، فيبدو رئيس الوزراء المنتهية ولايته شخصا طائفيا منحازا بالقوة إلى طائفته الشيعية على حساب مواطنيه السنة، كما تصور هذه الوثائق وجها خفيا للمالكي وهو يقود فرقا عسكرية تنفذ أوامره في الاغتيالات والاعتقالات. الدور الإيراني أما إيران فكانت حاضرة في المشهد العراقي ولكن على نحو سري عبر تهريب السلاح التقليدي لإمداد الأحزاب والمنظمات الشيعية الموالية لها وخصوصا جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر، ومنظمة بدر التي كانت الجناح العسكري للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي بقيادة عائلة الحكيم، قبل أن تتحول تلك المنظمة إلى تنظيم سياسي وفق ما هو معلن. واللافت أن التقارير السرية في حالة إيران تذكر أسماء عملاء تقول إنهم ضباط مخابرات إيرانيون كانوا يعملون بشكل يومي في العراق، وإن بعضهم متورط في شن هجمات بالصواريخ على المنطقة الخضراء، علاوة على إقامة نقاط تفتيش مشتركة في المناطق الشيعية يشرف عليها عناصر أمن إيرانيون بوجود عناصر من جيش المهدي ومنظمة بدر.
المالكي صورته الوثائق بأنه طائفي ويأمر بالاغتيال (الفرنسية-أرشيف)
الضحايا المدنيون
وتبرهن الوثائق المسربة من صفوف المؤسسة العسكرية الأميركية على أن وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) كانت طيلة الوقت تخفي الأرقام الفعلية لعدد الضحايا المدنيين من الشعب العراقي، فقد ظل المدنيون بينهم النساء الحوامل والعجائز والأطفال وحتى المرضى النفسيون يقتلون طيلة سنوات الحرب على نقاط التفتيش العسكرية وبنيران الطائرات الأميركية المقاتلة. وتفصح الملفات السرية -التي حصل عليها موقع ويكيليكس- عن أن القوات الأميركية كانت تحتفظ بتوثيق للقتلى والجرحى العراقيين، رغم إنكارها علنيا لكل ذلك. وتؤكد الجزيرة أن الوثائق تكشف عن وجود 285 ألف ضحية عموما. وتثبت تحليلات الجزيرة أن معدلات القتلى كانت في ارتفاع مطرد، وأن شهر ديسمبر/كانون الأول 2006 كان الأكثر دموية حيث قتل خمسة آلاف و183 في ذلك الشهر وحده، وصنف أربعة آلاف منهم بأنهم مدنيون. يذكر أن موقع إحصاء الضحايا العراقيين (Iraqi body count) كان قد أشار إلى أن عدد القتلى من المدنيين وصل إلى 107 آلاف منذ بداية الغزو، لكن تحقيقات الجزيرة تثبت أن الأعداد الفعلية تزيد عن ذلك بنحو 50% أي أن العدد الحقيقي وصل إلى 150 ألف مدني، دفعوا حياتهم جراء الغزو الأميركي للعراق. وتعني هذه الأرقام بوضوح أن نسبة القتلى أربعة أضعاف ما سجلته الحرب في أفغانستان، وأن بقية الخسائر تصل إلى ستة أضعاف في سياق نفس المقارنة. وما تكشفه الوثائق لأول مرة أن قرابة 63% من القتلى العراقيين هم مدنيون، أي ما نسبته ثلثا مجموع القتلى. وتكتمل مأساة القتلى المدنيين في أن هوياتهم مجهولة، فالولايات المتحدة الأميركية لم تعبأ بالإحصاء المنهجي، ولا تقوم به إلا في نشاط عسكري يستهدف منطقة بعينها أو حين تسهم في إجلاء الجثث.
عناصر جيش المهدي وعناصر منظمة بدر تلقوا أسلحة ودعما من المخابرات الإيرانية حسب الوثائق (الفرنسية-أرشيف)
تعذيب منهجي
أما في قضية السجناء فتكشف الوثائق أن 180 ألف شخص سجنوا لأسباب تتعلق بالحرب على العراق، أغلبهم من المناطق السنية. وتغطي هذه الوثائق الفترة بين الأول من يناير/كانون الثاني 2004 حتى ديسمبر/كانون الأول 2009.
كما تكشف الوثائق تورط القوات العراقية بعمليات التعذيب الممنهج للسجناء باستخدام وسائل تعذيب عديدة بينها الكهرباء والانتهاك الجنسي، كما ثبت أن عددا من أفراد الشرطة العراقية جرى قتلهم على أيدي تلك القوات، وأن اشتباكات كانت تجري بين أبناء الزي العسكري العراقي نفسه. يذكر أن الجزيرة أعلنت أن كشف هذه الوثائق المتعلقة بالحرب على العراق أمر حيوي للمصلحة العامة، رغم طابعها السري، وذلك على ضوء اتفاق يجمعها بالصحيفة الأميركية نيويورك تايمز، والغارديان والقناة الرابعة البريطانيتين، والمجلة الألمانية دير شبيغل.
وعلى صعيد متصل وفي رد فعل استباقي لبرنامج الجزيرة، حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس راسموسن من تبعات الكشف عن ألوف الوثائق السرية الأميركية المتعلقة بالحرب على العراق.
وقال راسموسن بعد اجتماع مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن تسريب هذه الوثائق مؤسف للغاية وربما يؤدي إلى نتائج سلبية على أمن المعنيين بها. د. لقاء مكي (الجزيرة-أرشيف)
قد تفيد المالكي
وتعليقا على الوثائق التي تم الكشف عنها، اعتبر الباحث السياسي العراقي لقاء مكي أنها لم تكشف الكثير حيث أن الشارع العراقي كان يعرف أن رئيس الوزراء نوري المالكي طائفي، كما كان يتداول معلومات كتائب عسكرية تحظى بتسليح مميز وتتلقى أوامرها مباشرة من المالكي. وبشأن تأثير هذه الوثائق على حظوظ المالكي في البقاء بالسلطة، قال مكي للجزيرة إنها لن تكون ذات تأثير مباشر أو جوهري لكنها قد تفيده لأنها ستدعم مكانته بين طائفته ومناصريه.
وفيما يتعلق بإيران وكيف ستتعاطى مع الأمر قال مكي إن إيران ستنفي -كما هي عادتها دائما- وتقول إنها وثائق صادرة عن خصوم. وختم مكي بتساؤل مفاده أنه إذا سلمنا بأن إيران كانت خصما لأميركا وكان لدى الأخيرة كل هذه المعلومات عن تورط إيراني في العراق فلماذا لم تكشف عن ذلك في حينه على الأقل؟ معلومات متداولة
من جانبه قلل محمد إقبال -وهو نائب سني ينتمي لجبهة التوافق العراقي- من حجم المعلومات التي نشرها موقع ويكيليكس عن الانتهاكات التي قامت بها القوات الاميركية خلال غزوها للعراق واعتبرها معلومات « متداولة بين العراقيين ولاجديد فيها ».
لكن إقبال توقع -خلال تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الألمانية- « أنه عندما يتم التعامل مع وثائق أخرى أكثر سرية فإن الموقع ربما يضطر تحت التهديد لإيقاف نشر المعلومات » .
وأضاف إقبال « أهم ما أثار الانتباه في الوجبة الأولى من الوثائق المنشورة هي الإشارة إلى ذكر اسم رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي ونشر وثائق تتعلق بتورط القوات العراقية في أعمال الانتهاكات ضد الأبرياء العراقيين وهذا يبدو له علاقة بعملية تشكيل الحكومة العراقية ومن وجه نظري هو أمر مستغرب للغاية « . (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 23 أكتوبر 2010)
مئات المدنيين قتلوا على الحواجز الامريكية في العراق موقع ويكيليكس ينشر نصف مليون وثيقة سرية حول الحرب في العراق:
2010-10-22 لندن ـ ‘القدس العربي’ : كشف موقع ويكيليكس ان مئات المدنيين قتلوا على الحواجز الامريكية في العراق، حسبما افادت قناة الجزيرة الجمعة نقلا عن وثائق سينشرها الموقع.
واشارت الوثائق الى احتمال ان يكون لرئيس الوزراء نوري المالكي علاقة بادارة فرق القتل الطائفية، وتستر الجيش الامريكي على حالات التعذيب في السجون، وتورط القوات العراقية في حالات قتل وتعذيب واسعة. وحسب الوثائق فان عدد القتلى العراقيين نتيجة الغزو الامريكي اكبر كثيرا من الارقام المعلنة.
وتتهم الوثائق الحكومة الايرانية بتسليح فرق قتل طائفية، وتشير لمعلومات جديدة حول ضحايا شركة بلاك ووتر التي اتهم عناصرها بمذبحة في ساحة النسور اوقعت عشرات القتلى والجرحى.
ومن المتوقع ان يكون لنشر الوثائق تأثيرات مباشرة على الوضع الامني والسياسي في العراق، كما سيشكل ضربة جديدة لسمعة الولايات المتحدة حول العالم، وخاصة في الشرق الاوسط.
واعلن موقع ويكيليكس الالكتروني المتخصص في المعلومات الاستخباراتية الجمعة انه سيصدر ‘اعلانا مهما’ السبت في اوروبا، في رسالة على تويتر، رغم تحذير حلف شمال الاطلسي من نشر معلومات تتعلق بالحرب في العراق.
وجاء في الرسالة التي نشرت السبت عبر حسابه في موقع تويتر ‘اعلان مهم عن ويكيليكس في اوروبا في العاشرة صباح الغد’ اي السبت. ولم يوضح الموقع اين سيتم الاعلان في اوروبا والتوقيت بالنسبة لساعة غرينتش.
وكان الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن حذر الجمعة في برلين من تسريبات جديدة لموقع ويكيليكس الالكتروني الذي اشارت الصحف الى انه يعتزم نشر الاف المستندات العسكرية السرية قريبا.
قالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) امس الجمعة انها لا تتوقع أي مفاجآت كبيرة من التسريب الوشيك لما يصل إلى 500 ألف وثيقة عن حرب العراق عبر موقع ويكيليكس على الانترنت لكنها حذرت من أن جنودا أمريكيين ومواطنين عراقيين قد يتعرضون للخطر جراء ذلك.
وإذا تأكد التسريب الجديد فانه سيكون أكبر حجما بكثير من تسريب ويكيليكس القياسي لأكثر من 70 ألف وثيقة تتعلق بحرب أفغانستان في تموز يوليو وهو التسريب الذي أثار نقاشا بشأن الحرب المستمرة منذ تسع سنوات لكنه لم يتضمن كشفا عن معلومات خطيرة. وكان هذا أكبر خرق أمني من نوعه في تاريخ الولايات المتحدة العسكري.
وقال المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ديف لابان للصحافيين إن فريقا من البنتاغون راجع ملفات حرب العراق التي يعتقد انها لدى ويكيليكس والتي تغطي فترة من 2003 وحتى 2010. ووصفها بأنها تقارير ميدانية ‘سطحية’ إلى حد كبير قد تكشف اسماء عراقيين يعملون مع الولايات المتحدة وتعطي للمتمردين العراقيين فكرة نافذة ازاء العمليات الأمريكية كما حدث مع ملفات حرب أفغانستان. وأضاف لابان ‘قلقنا في الأغلب بشأن التهديد الموجه للأفراد والتهديد الموجه لشعبنا ومعداتنا’. وتابع ‘لكن من حيث انواع الحوادث المسجلة في تلك التقارير حيث قتل عراقيون ابرياء وحيث توجد مزاعم عن انتهاك حقوق محتجزين.. فكل هذه الامور سجلت بصورة جيدة جدا على مر الزمن’. وبرغم تراجع حرب العراق في النقاشات العامة في الولايات المتحدة في السنوات القليلة الماضية فإن تسريب هذه الوثائق يهدد باحياء الذكريات المتعلقة ببعض الأوقات العصيبة في الحرب ومن بينها فضيحة الانتهاكات بحق سجناء في سجن أبو غريب. وقد يجدد أيضا النقاش بشأن العوامل الخارجية والمحلية التي تؤثر على العراق الذي يعاني من فراغ في السلطة منذ الانتخابات غير الحاسمة في اذار مارس. وقال مصدر مطلع على وثائق حرب العراق إن من المرجح أن تتضمن تقارير عن الخسائر البشرية بين المدنيين.
وقال لابان إنه لا يتوقع أن تتضمن الوثائق التي سيسربها ويكيليكس صورا أو تسجيلات فيديو. ويقول موقع ويكيليكس إنه منظمة غير ربحية يمولها نشطاء حقوق انسان وصحافيون وأفراد من عامة الجمهور. لكن البنتاغون طالبتها باعادة المعلومات السرية وشكك منتقدون في جدول أعمالها الذي ينظر له على أنه مناهض للحرب. وأثناء الفترة التي سربت فيها وثائق حرب أفغانستان حذر الاميرال مايك مولن رئيس اركان الجيش الأمريكي من أن يدي ويكيليكس قد تلطخان بدماء جنود أمريكيين ومدنيين أفغان نظرا لأنه سرب وثائق تتضمن أسماء متعاونين مع الولايات المتحدة.
وقال وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس في خطاب بعث به في آب أغسطس إلى رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ إن تسريب وثائق حرب أفغانستان لم يكشف عن أي مصادر أو أساليب مخابرات حساسة. لكنه أضاف أن الكشف عن اسماء متعاونين أفغان قد يصبحون أهدافا لطالبان يمكن أن يلحق ‘إيذاء أو ضررا كبيرا’ بمصالح الأمن القومي الأمريكي. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 22 أكتوبر 2010)
Home – Accueil – الرئيسية