TUNISNEWS
8 ème année, N°3042 du 20.09.2008
هند الهاروني: إلى جانب الحصار الأمني المستمرّ ، يقع منع زوّار من الدّخول إلى بيتنا
حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس
حــرية و إنـصاف: تأجيل النظر في قضية شادي بوزويتة
حــرية و إنـصاف : لماذا تغلق المساجد؟
لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس : للإتصال بمدير المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بسيدي بوزيد
إسلام أون لاين:’حرب مسعورة’ على الحجاب مع عودة الدراسة بتونس
الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات:بيان مساندة للسيد محي الدين شربيب رئيس فدرالية التونسية لمواطني الضفتين مدونة زياد الهاني:من 1922 إلى 2008: المعركة من أجل حريّـة الإعلام في تونس متواصلة (2) مجلّة الميثاق الجمهوري نموذجا بقلم: عبد الله الزواري:حصاد الاسبوع :لم يعد ممكنا…!
كلمة’:السجن المدني بقفصة يمنع الدواء عن عدنان الحاجّي
كلمة’:الإدارة في خدمة البوليس السياسي
كلمة:المشردون: ضياع في الشارع وأمل في المستقبل كلمة:’أجيــــــــــــــــــــال تتســــــــــــــــــــــوّل
خميس بن بريّك:تحديد النسل يُـربـك سياسات التقاعد بتونس
عزالدين محمود:هل النهضة في حاجة لهذا الجمهور الغيور : تعليقا على قصيدة الفرحاوي حسن الأشرف:إسلاميّو تونس والسلطة.. أزمة ثقة واستحالة تعايش
محمد العروسي الهاني : التحويرات الأخيرة في هياكل التجمع لها نجاعتها وجدواها وأبعادها إذا كانت أكثر عمقا ودراسة وعدلا وشفافية
عبد السّلام بو شدّاخ:راجعون راجعون ولو كره الكارهون وبهويّتنا متمسّكون
فتحي بالحاج: بعض الحقائق وتزول الغرابة.. رد على مقال زاهد المنتصر
برهان بسيس: حَــــــرَجٌ… من إسرائيل
توفيق المديني :أزمة دارفور والحل العربي
نبيل شبيب: ما الذي سيبقى من الغرب؟
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين
21- هشام بنور
22- منير غيث
23- بشير رمضان
24- فتحي العلج
|
16- وحيد السرايري
17- بوراوي مخلوف
18- وصفي الزغلامي
19- عبدالباسط الصليعي
20- الصادق العكاري
|
11- كمال الغضبان
12- منير الحناشي
13- بشير اللواتي
14- محمد نجيب اللواتي
15- الشاذلي النقاش
|
6- منذر البجاوي
7- الياس بن رمضان
8- عبد النبي بن رابح
9- الهادي الغالي
10- حسين الغضبان
|
1- الصادق شورو
2- ابراهيم الدريدي
3- رضا البوكادي
4-نورالدين العرباوي
5- الكريم بعلو
|
بسم اللّه الرّحمان الرّحيم هند الهاروني: إلى جانب الحصار الأمني المستمرّ ، يقع منع زوّار من الدّخول إلى بيتنا تونس في السّبت 20 سبتمبر 2008-20 رمضان 1429
قام هذا اليوم ، 3 أعوان أمن بالزّيّ المدني المرابطين في سيّارتين أمام بيتنا بمنع الأستاذ محمّد النّوري ، رئيس منظّمة حريّة و انصاف الّذي كان برفقة عضوين من المكتب التّنفيذي للمنظّمة من الدّخول إلى بيتناّ لزيارة أخي عبد الكريم هذا المساء حوالي السّاعة الرّابعة. هند الهاروني
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني:liberte.equite@gmail.com تونس في 20 رمضان 1429 الموافق ل 20/09/2008
أخبار الحريات في تونس
1) استمرار الحصار لمنزل الكاتب العام لمنظمة حرية و إنصاف لا يزال البوليس السياسي يحاصر منزل المناضل الحقوقي المهندس عبد الكريم الهاروني الكاتب العام منظمة حرية و إنصاف بواسطة عدة أعوان يستقلون عدة سيارات ، و قد حاول وفد من المنظمة زيارته للاطمئنان عليه و استيضاح الأمر فوقع منعهم من دخول العمارة التي يوجد بها المنزل. و حرية و إنصاف تندد بهذا الحصار غير القانوني و تطالب برفعه فورا. 2) إطلاق سراح الرواحي و التستوري: أطلق البوليس السياسي سراح السجين السياسي السابق السيد علي الرواحي الذي بقي رهن الاعتقال مدة ستة أيام بإدارة أمن الدولة بوزارة الداخلية بتونس كما تم إطلاق سراح السيد وسام التستوري و ثلاثة آخرين ممن وقع اعتقالهم مؤخرا. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 20 رمضان 1429 الموافق ل 20/09/2008
تأجيل النظر في قضية شادي بوزويتة
وقعت المناداة يوم الأربعاء 18/09/2008 في القضية عدد 12304 على الشاب شادي بوزويتة عضو حرية و إنصاف من طرف قاضي محكمة ناحية نابل ، لكنه اتضح أن إدارة السجون لم تقم بإحضاره من سجن إيقافه بدعوى عدم توفر وسيلة نقل فوقع تأخير النظر في القضية لجلسة يوم الأربعاء 24/09/2008. و حرية و إنصاف 1)تطالب بإطلاق سراح الشاب شادي بوزويتة 2)تعتبر عدم إحضاره من سجن إيقافه عدم اكتراث من قبل إدارة السجون بحقوق الموقوفين خاصة و قد كان من المؤمل أن تطلق المحكمة سراحه من أول جلسة. 3)تطالب إدارة السجون بعدم الاستخفاف بحقوق المواطنين. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 20 رمضان 1429 الموافق ل 20/09/2008
لماذا تغلق المساجد؟
وصلتنا تشكيات من عدد كبير من المواطنين أبدوا فيها تذمرهم من غلق المساجد خارج أوقات الصلاة المفروضة خاصة و أن البعض منهم يريد الاقتداء بالرسول صلى الله عليه و سلم و ذلك بقيام الليل و التهجد في العشر الأواخر من شهر رمضان المعظم. و حرية و إنصاف 1)تعتبر غلق المساجد تضييق لحرية العبادة خاصة و أن الصلوات تؤدى في كل وقت لمن فاته وقت صلاة الجماعة. 2) تطالب بفتح المساجد للمصلين في كامل الأوقات مثلما كانت عليه طيلة أربعة عشر قرنا و عدم التضييق على المصلين. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
بسم الله الرحمان الرحيم لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس تونس في20.09.2008
للإتصال بمدير المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بسيدي بوزيد
تضمن بيان لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس يوم 19 سبتمبر 2008 رسالة الطالبات المحجبات بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بسيدي بوزيد ، لخصت معاناتهن ، وشرحت ممارسات مدير المعهد محمد الصغير الزعفوري بحقهن . ومتابعة للموقف نقدم رقم الهاتف الشخصي للمدير ، عساكم تتصلون به لتنبهوه إلى خطوة ممارساته بحق الطالبات المحجبات وتطالبونه بالتوقف عن مضايقتهن . وشكرا لكم على اهتمامكم . الهاتف الشخصي للمدير
400 913 20 (+216) المعهد الأعلى للدراسات التكنولوجية سيدي بوزيد 9100 صندوق بريد: 377 تونس الهاتف :
76632842(+216) 76624800(+216) الفاكس :
76632842(+216) عن لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس البريد :
protecthijeb@yahoo.fr
‘حرب مسعورة’ على الحجاب مع عودة الدراسة بتونس
محمد أحمد تونس – وجهت الطالبات المحجبات بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بمنطقة سيدي بوزيد (450 كم جنوب العاصمة تونس) رسالة مفتوحة إلى الرأي العام التونسي والدولي كشفن فيها عما يتعرضن له من قمع واضطهاد بلغا حدودا ‘جنونية’ -على حد قولهن- من قبل مدير المعهد. وجاءت هذه الرسالة بالتوازي مع تقارير منظمات حقوقية معنية بالدفاع عن حقوق المحجبات بتونس انتقدت فيها بشدة ما وصفته بـ’الحرب المسعورة’ على الحجاب مع عودة الدراسة بالمدارس والجامعات في تونس مطلع الشهر الجاري، وتحدثت عن حالات منع الطالبات المحجبات من تحصيل دروسهن في أكثر من مؤسسة تعليمية. وقالت طالبات المعهد العالي بسيدي بوزيد في الرسالة التي حصلت ‘إسلام أون لاين.نت’ على نسخة منها اليوم السبت إنه مع بدء العام الدراسي منع مدير المعهد ‘محمد الصغير الزعفوري’ الطالبات المحجبات من الترسيم (تسجيل حضورهن للدراسة بالسنة الجامعية الجديدة) وفيهن من نزعت ‘الفولارة التونسية’ (غطاء الرأس التقليدي في تونس) التي كانت ترتديها كي تتمكن من الترسيم في المعهد. تعهدات لتنظيف ‘الإسطبل’!! وأعطى المدير توصيات صارمة للإداريين والكاتب مفادها أن لا ترسيم لأي طالبة محجبة حتى ولو نزعت حجابها، سواء من الطالبات القدامى بالمعهد أو الجديدات، غير أنه إزاء كثرة شكاوى العائلات من تصرفاته استبدل المدير بسياسة الطرد التي كان يعتمدها فرضه على كل محجبة تريد أن تسجل التوقيع على التزام تتعهد بموجبه بعدم ارتداء الحجاب كامل السنة داخل المعهد، ورغم توقيع بعض المحجبات على الالتزام فإنهن لا زلن ينتظرن السماح لهن بالترسيم إلى حد الآن رغم انطلاق دروس السنة الجامعية، بحسب الرسالة. ووفقا لرواية الطالبات المحجبات في المعهد فإن المدير يحاول من خلال ترهيبه للطالبات الانتقام منهن لأنهن كن سببا -على حد قوله- في توبيخه من طرف وزير التعليم العالي ‘الأزهر بوعون’ الذي زار المدرسة نهاية السنة الماضية ولمح عن بعد بعض المحجبات في المدرسة، فهاج وصب جام غضبه على المدير وتوجه إليه قائلا: ‘هذا كوري وليس معهدا’، (يعنى: هذا إسطبل وليس معهدا)، تعليقا على وجود المحجبات بالمعهد. وأضاف قائلا في توبيخه للمدير: ‘نظف هذا الوسخ الذي عندك’، وكان يقصد بـ’الوسخ’ الطالبات المحجبات، ولم يتسن تأكيد أو نفي هذه الرواية من مصادر رسمية أو مستقلة. وتأتي هذه التطورات وسط حملة أشمل تشنها هيئات التدريس بالمدارس والمعاهد العمومية منذ انطلاق السنة الدراسية الحالية، وتتوزع الحملة على كامل أنحاء الجمهورية، وتتركز على منع المحجبات من الترسيم، بحسب مصادر حقوقية وقانونية. ففي منوبة (القريبة من العاصمة) يواصل مدير معهد منطقة ‘العقب’ شن حملة شرسة لمنع المحجبات من دخول المعهد مهما كان شكل غطاء الرأس، مما تسبب في حرمان العديد منهن من الدراسة لمدة ثلاثة أيام متتالية، ولما طلب ولي إحدى التلميذات مقابلته رفض مما اضطره للدخول في اعتصام كامل يوم 18 سبتمبر الجاري. وفي منطقة سكرة (4 كم شمال شرق العاصمة) أقدم مدير المعهد على منع المحجبات من الترسيم، وعند تدخل أولياء أمورهن قابلهم الأخير بتعنيفهم لفظيا والاستهزاء بهم، ولم يكتف بذلك بل قام باستدعاء عناصر الأمن لترهيب أولياء الأمور وإجبارهم على نزع حجاب بناتهن. وفي نابل (60 كم شمال شرق العاصمة) عمد مؤخرا المدعو صالح الجملي مدير المعهد الثانوي ‘محمود المسعدي بنابل’ إلى ملاحقة التلميذات المحجبات في ساحة المعهد في أوقات الفسحة محاولا نزع أغطية رءوسهن بالقوة متفوها تجاههن ببذيء الكلام. ويوم الخميس 18/9/2008 حاول المدير نفسه ‘صالح الجملي’ نزع خمار تلميذة، هي ابنة السجين السياسي السابق السيد سعيد الجازي، لكنها احتجت وقاومت بشدة هذه المحاولة فقام بطردها مطالبا إياها باستصحاب وليها أو منعها من الدراسة. تفكير في الهجرة ونتيجة لهذه الإجراءات باتت بعض العائلات تفكر إما في إرسال بناتها إلى بعض الدول الإسلامية لإتمام دراستهن أو وضع حد لمستقبلهن الدراسي، خاصة أن تلك العائلات ترفض بصفة قطعية نزع الحجاب الذي فرضه الله على بناتهن، كما أفاد لـ’إسلام أون لاين’ عدد من أولياء الأمور. وردا على هذه الحملة طالبت ‘لجنة الدفاع عن المحجبات في تونس’ السلطات الرسمية بوقف حملتها على المحجبات، ودعت اللجنة الهيئات والشخصيات السياسية والفكرية والإعلامية في تونس وخارجها إلى التجند لفضح ‘الحرب المسعورة’ التي تشن على المرأة التونسية المحجبة، وطالبت اللجنة علماء الأمة بالتدخل العاجل لوقف ‘المجزرة’ التي ترتكب بحق فتيات تونس المحجبات. ونددت كذلك منظمة ‘حرية وإنصاف’ بالتعسف المسلط على المحجبات في تونس ودعت علماء الأمة إلى التنديد بحزم بهذه الممارسات. وبدأت الحملة الرسمية على الحجاب في تونس عام 1981 مستندة إلى القانون رقم 108 الصادر في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، الذي اعتبر الحجاب ‘زيًّا طائفيًّا’، وليس فريضة دينية؛ ومن ثَمَّ يحظر ارتداؤه بالجامعات ومعاهد التعليم الثانوية، وهو ما يعارضه بشدة قطاع كبير من الشارع التونسي. واستمرت هذه الحملة على الحجاب برغم أن المحكمة الإدارية العليا قضت في ديسمبر 2006 بعدم دستورية القانون رقم 108 أو أي قانون مماثل، مؤكدة أن القوانين التي تمنع ارتداء الحجاب بتونس غير شرعية وغير قانونية لمخالفتها الدستور. وبناء عليه قضت نفس المحكمة أواخر العام الماضي ببطلان قانون مشابه، وهو القانون رقم 102 لسنة 1986، خلال دعوى قضائية رفعتها مدرسة ردا على قرار وزير التربية العام حينئذ بإيقافها عن العمل وحرمانها من الراتب؛ نظرا لارتدائها الحجاب. واعتبرت المحكمة أن القانون 102 الذي يمنع ارتداء الحجاب بمختلف أشكاله في أماكن الدراسة ‘يتدخل في مجال الحريات الفردية، ومنها اللباس الذي يعد تعبيرا عن الانتماء الحضاري والديني والفكري للشخص وميوله الشخصية’. يذكر أن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي صرح أكثر من مرة أن تونس ليست ضد اللباس المحتشم وأن السلطة الرسمية لا تمنع ارتداء الفولارة (غطاء الرأس التقليدي في تونس)، غير أن الهيئات التعليمية تفعل عكس ذلك تماما وتمنع عادة كل أشكال اللباس المحتشم وكل أنواع أغطية الرأس التي تلجأ إليها المحجبات، بما ذلك القبعات والفولارة التونسية، دون تدخل رسمي من السلطات يضع حدا لهذا المنع. (المصدر: موقع إسلام أون لاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 20 سبتمبر 2008)
الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات Association Tunisienne des femmes democrates 67، شارع الحرية 1002 تونس – ص ب 107 حي المهرجان 1082 تونس 67, Avenue de la Liberté 1002 Tunis Tunisie BP 107 Cité Mahragène 1082 Tunis Tunisie. Tél: (216)71831135 Fax: (216)71831525 Email : femmes_feministes@yahoo.fr :بيان مساندة للسيد محي الدين شربيب رئيس فدرالية التونسية لمواطني الضفتين
تونس في 19 سبتمبر 2008
علمت الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات أنه تم توجيه الاتهام للسيد محي الدين شربيب رئيس فدرالية التونسية لمواطني الضفتين بتمويل عصابة مفسدين و ذلك في إطار القضية التي بلغ عدد المحالين فيها 51 شخصا من بينهم النقابيين قادة الحركة الاجتماعية الاحتجاجية السلمية بالحوض المنجمي بقفصة والمطالبين بحقهم في الشغل والتنمية والعيش بكرامة. والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات: 1تدين توظيف القضاء لتوجيه الاتهام للسيد محي الدين شربيب رئيس فدرالية التونسية لمواطني الضفتين باعتبار أن هذا الاتهام جاء تجريما للدور التضامني الدولي الذي ما فتئت تلعبه هذه المنظمة و رئيسها في النضال من أجل الحريات و الديمقراطية و الحق في المواطنة بدون تمييز أو إقصاء أو تهميش. 2تعبر عن مساندتها التامة و المبدئية للسيد رئيس فدرالية التونسية لمواطني الضفتين محي الدين شربيب و كذلك أهالي الحوض المنجمي في نضالهم المشروع من أجل الحق في الشغل والتنمية والعدالة والعيش بكرامة. 3تطالب بوقف سلسلة المحاكمات و إيقاف التتبعات و إطلاق سراح كل الموقوفين منذ انطلاق أحداث الحوض المنجمي في جانفي 2008. 4 تدعو إلى الحوار الذي يبقى وحده الضامن لإيجاد حلول جدية تحترم حق المواطنة و القانون. عن الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات الرئيسة خديجة الشريف
من 1922 إلى 2008: المعركة من أجل حريّـة الإعلام في تونس متواصلة (2) مجلّة الميثاق الجمهوري نموذجا القباضة المالية تتصدى
عندما فكّـرت في بعث مجلة ‘الميثاق الجمهوري’ كان هاجسي الوحيد هو كيفية إيداع ملف التأسيس في وزارة الداخلية والحصول على الوصل الذي لا يمكن الطبع بدونه. فسوابق الوزارة في رفض تسليم الوصولات لطالبيها ومصادرة حقوق الراغبين في بعث جرائد أو مجلات عديدة. وحتى عندما تعرضت الهيئة العليا لحقوق الإنسان في أحد تقاريرها لهذه المسألة، كان جواب الإدارة أن الوصولات موجودة وتمّ وضعها على ذمة أصحابها الذين لم يأتوا لتسلمها!!؟ وبعد ذلك لم يحصل أي واحد من هؤلاء على وصله!!؟ طبعا أعددت ملفا كاملا مثلما ينص عليه الفصل الثالث عشر من مجلة الصحافة. ونظرا لضرورة تضمين الإعلام بيانات عن عدد التسجيل بالسجل التجاري (الباتيندة)، تقدمت إلى قابض المالية بالمرسى التي كنت أعود لها بالنظر لها حينها بتاريخ 2000.1.12 بطلب لتسجيل المجلة. ورغم توفير كل الوثائق المنصوص عليها بوثيقة قدمها لي الموظف بالقباضة، أبى قابض المالية تسجيل المجلة مطالبا برخصة وزارة الداخلية لإتمام العملية.. ورغم النقاش المطول معه والسعي لإفهامه بأن إصدار المجلة لا يخضع لترخيص بل لإعلام فقط، وبأنه لا يمكن لي الحصول على الوصل قبل تقديم ملف مستوفي الشروط لوزارة الداخلية ومنها التنصيص على عدد التسجيل في السجل التجاري (الباتيندة)، إلاّ أنه تمسك بالرفض رغم محاججته بمجلة الصحافة التي كانت لا تفارقني.. في مواجهة هذا الوضع اتصلت بالسيدة رفيقة النابلي قاضي السجل التجاري بالمحكمة الابتدائية بتونس التي تفضلت في 2000.3.9 بتمكيني من تسجيل مؤقت مدّته أربعة أشهر، وذلك في انتظار تسوية وضعيتي.. أمّا وقد استُــكمل الملف ولو مؤقتا، فقد أزفت الساعة التحول إلى مقر وزارة الداخلية لإيداع الإعلام.. (المصدر: مدونة زياد الهاني الالكترونية بتاريخ 19 سبتمبر 2008) الرابط:http://journaliste-tunisien.blogspot.com/2008/09/1922-2008-2.html
حصاد الاسبوع لم يعد ممكنا…!
بقلم: عبد الله الزواري لم يعد ممكنا في زمن المؤسسات وتقاسم الأدوار واختصاص الاختصاص أن تختزل بعض الصحافة التونسية البلاد والعباد والدواب والأشجار ‘والطائر والحائط’ في شخص الرئيس هذا الذي من المفترض أن يكون مسؤولا ضمن مؤسسة الرئاسة التي هي بدورها مؤسسة ضمن مؤسسات الدولة أو هكذا يفترض. حين تصبح على حدّ تعبير بعض الصحف إرادة الرئيس بن على نهجا يسلكه كلّ التونسيين وكلّ قوى المجتمع المدني، حينها تختزل بلاد عمرها ملايين السنين في شخص رئيس مار على كرسي الرئاسة وتاركه فان عمر إلى عقده السابع الله اعلم بعقده الثامن؟ لم يعد ممكنا أن نعيش التناقضات …نشربها ونأكلها ونلبسها ونرضعها أبناءنا بدل الحليب، فعلى بعض وسائل الإعلام التونسية الآن وليس غدا أن تترجل عن التزلف وتمسك عن قلب الحقائق. ففي الوقت الذي تسوق فيه صحيفة كلاما من هذا القبيل ‘هذا هو الرئيس زين العابدين بن علي بخصاله النبيلة ومنحاه الإنساني العميق، رئيس كل التونسيين والقلب الكبير الذي ينبض بالحب لشعبه خاصة في مثل هذا الشهر الكريم الذي يتواصل فيه سيادته مع الناس بعفوية الابن البار لوطنه ودفء المشاعر الصادقة’ في نفس هذا الوقت وفي شهر رمضان الكريم ينبض هذا القلب (بالحبّ) أكثر من اللازم فبعد أن أشبع نهمه من الرّجال الذين رمى بالكثير منهم دون تمييز بينهم في ركن النسيان ها هو الآن ينحى ناحية النساء فيزجّ بهنّ في السجون ويسوقهنّ إليه سوقا تعبيرا منه على حبّه لشعبه..ومتى!؟؟؟ في شهر الرحمة والمحبة والغفران. لم يعد ممكنا أن تتحمل البلاد سلطة ترهبها بنت من بناتها آثرت العفّة فسترت نفسها – في إطار حرّية اللباس الذي يجيزه القانون-. في زمن أصبحت فيه الشعوب تساهم مع سلطات بلدانـها في صناعة أخطر القرارات وأدقّها يُراد لنا في تونس – للأسف – أن نفقد كلّ حرّياتنا بما في ذلك حرّية اللباس ا!!! سلطة تغاضت عن المخدرات والخناء والقمار والإجرام والسطو والرشوة …و…و… ثمّ صرفت أنظار أمنها عن هذه المخاطر النّاخرة في المجتمع كي تفرّغه لمراقبة شعر المرأة بموجب المنشور 108 سيّء الذكر الذي قد يتطوّرليمنع ضفائر النساء بأنواعها ويأمرهن بسدل شعورهن!.. هوة كبيرة بين سلطة تستقبل طالباتها بالورود والحفلات والدورات التأهيلية وسلطة تستقبل طالباتها بالطرد من المبيت الجامعي والحرمان من الترسيم ومقايضة مستقبلهنّ بقطعة قماش توضع على الرأس. سلطة تحارب الفقر والبطالة والتضخم… وسلطة تحارب الكتان!!! لم يعد ممكنا أن يستمر العبث بمقدرات الشعب وتسخير مال الفقراء و’البطّالة’ لتلميع صورة الغير، ففي الوقت الذي يحاكم رئيس وزراء على قطعة أرض اقتناها بالوساطة ينسب إلى الرئيس أنه تبرع بعشرات الحافلات إلى مأوى العجزة ودار الأيتام ومؤسسات رعاية المعاقين وموائد الإفطار وغيرها من الهدايا والتبرعات… ولا أحد يستطيع أن يتساءل من أين له هذا!؟. والرجل ‘شهار مثله مثل بقية خلق ربّي’ لم يعد ممكنا أن تضرب بعض الصحف (صفحا عن الاهتمام بـالتنمية ومحاربة الرذيلة وإحياء صلة الرحم والعودة إلى تعاليم ديننا الحنيف وبر الوالدين وحسن معاملة الجار… ليس من المعقول أن تُعرض عن كل هذه المثل والقيم والمبادئ، وتوحي للناس أن مظهر الإفطار حول مائدة الرئيس هو الحائل بين تدهور القيم وتفكيك أوصال المجتمعات، أمائدة إفطاركم هذه ستحل مشكلة الحريات المكبلة والظلم المسلط على الخلق والمال العام المهدور بلا حساب ولا رقيب… لم يعد ممكنا أن نقحم التزلف في كلّ معاملاتنا بل وحتّى في صلاتنا بالآخر وندسه دسا، على غرار ما حصل في برنامج التلفزيون الجزائري ‘فرسان القرآن’ حين استضاف مقرئ جامع الزيتونة وأعطيت له الكلمة، وفي الوقت الذي كان المعد ينتظر الحديث عن جامع الزيتونة المعمور وعن رجالاته وثروته العلمية النادرة وإشعاعه عبر العصور فإذا بالمقرئ يدس فضل سيادة رئيس الجمهورية التونسية على هذا البرنامج، ما استدعى البعض لسرقة الابتسامات الخافتة لعجزهم عن فهم الرابط بين برنامج جزائري من إنتاج مصلحة التلفزيون الجزائري وفضل رئيس تونس عليه في وقت لا يملك حتى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الفضل على هذا البرنامج، والمسئول البارز الذي يمكن أن يناله طرفا من الفضل هو مدير التلفزة الجزائرية حمراوي حبيب شوقي. دعوة لكل الذين امتهنوا التزلف أن يكفوا عن هذه المهنة الممجوجة و(إذا أو وإن كانت قد) إن بعدت عليهم الشقة وجرى التزلف في عروقهم مجرى الدم أن يخففوا من حدة تزلفهم وأن يحترموا فطنة هذا الشعب ويدسوا بعضا من الذكاء في تزلفهم لحفظ ماء الوجه. عن معاذ بن جبل قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ‘خذوا العطاء ما دام عطاء، فإذا صار رشوة على الدين فلا تأخذوه، ولستم بتاركيه يمنعكم الفقر والحاجة، [ألا إن رحى بني مرح قد دارت وقد قتل بنو مرح] ألا إن رحى الإسلام دائرة، فدوروا مع الكتاب حيث دار، ألا إن الكتاب والسلطان سيفترقان فلا تفارقوا الكتاب. ألا إنه سيكون عليكم أمراء يقضون لأنفسهم مالا يقضون لكم، فإن عصيتموهم قتلوكم وإن أطعتموهم أضلوكم’. قالوا: يا رسول الله كيف نصنع؟ قال: ‘كما صنع أصحاب عيسى بن مريم، نشروا بالمناشير وحملوا عل الخشب موت في طاعة الله خير من حياة في معصية الله’. الظلم هو وضع الشيء في غير محله باتفاق أئمة اللغة. وقد حرمه الله على نفسه وحرمه على الناس، فقال الله فيما رواه رسول الله في الحديث القدسي: { يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا } [رواه مسلم]. صار الظلام دامسا. لو سافر المرء إلى أعماقه لمات في حادثة اصطدام قلنا هنا سيكتفي. لم يبق شئ عندنا لم ينطفئ. لم يكتف النظام … خلاصة الكلام مد النظام كفه… وأطفأ الظلام: أحمد مطر (المصدر: موقع ‘الحوار.نت’ (ألمانيا) بتاريخ 18 سبتمبر 2008)
السجن المدني بقفصة يمنع الدواء عن عدنان الحاجّي
الصحبي صمارة رفضت إدارة السجن المدني بقفصة ممثّلة في أحد سجّانيها تقديم الدواء للسجين النقابي وأحد قياديي لجنة التفاوض باسم أهالي الحوض المنجمي. وفي زيارة أدّاها صباح اليوم الجمعة 19 سبتمبر الأستاذ رضا الردّاوي المحامي، صحبة زوجة عدنان وابنته، إلى السجن المدني بقفصة حيث صرّح عدنان الحاجّي بأنّه طلب هذا الصباح من السجّان أن يناوله دواء مسكّنا لآلام الحنجرة التي يعاني منها في الفترة الأخيرة فرفض هذا السجان طلبه وقال له علنا أنّه لن يناوله الدواء. وقال الحاجّي أنّ هذا السلوك تكرّر في عديد المرّات منذ إيداعه بالسجن. وأفادتنا جمعة الحاجّي أنّ زوجها يعاني من آلام حادّة في الحنجرة ممّا يتطلّب تدخّلا طبّيا من اختصاصيّ في الحنجرة ولكنّ إدارة السجن لم تسمح له بالعلاج, وأضافت جمعة الحاجّي أنّ زوجها يعاني من المرض وأنّ صحّته متأثّرة بظروف السجن ولكن لا أحد من إدارة السجن يأبه لمطالبه. وبيّن الأستاذ رضا الردّاوي أنّ هناك نوعا من الضغط على عدنان لإضعاف معنوياته من خلال الاستهتار بحقّه القانوني في العلاج رغم علم إدارة السجن بظروفه الصحّية الصعبة. وكان عدنان الحاجّي أبرز العناصر النقابية التي تبنّت مطالب أهالي الحوض المنجمي قد تمّ إيقافه صحبة العناصر النقابية المفاوضة باسم أهالي الجهة منذ شهر جوان الماضي وبقي رهن الإيقاف ولم تتمّ إحالته بإنهاء محضر البحث إلاّ يوم الاثنين الماضي أمام المحكمة الابتدائية بقفصة إلاّ أنّه رفض الإمضاء على محضر البحث الذي لفّقت له فيه عديد التهم الكيديّة والتي أكّد المحامون خطورتها وطابعها الكيدي. وقال الأستاذ الردّاوي أنّه سيتقدّم بمطلب صحبة عدد كبير من المحامين الذين ينوبون عدنان إلى مدير السجن المدني بقفصة وإلى الجهات المعنية للمطالبة بحقّ موكّله في الدواء والعلاج مؤكّدا أنّ هذا الحق أساسي ولا يجب التنكّر له تحت أيّ تعلّة. وعبّرت جمعة الحاجّي زوجة عدنان عن أسفها لما يحصل وما يمارس من ضغط على زوجها وللمعاملة اللاّقانونية واللاّإنسانية الممارسة عليه والتي لا تراعي أدنى حقوق السجين في العلاج. الإفراج عن معتقلي الشابّة أفرج منذ ساعات قليلة على أستاذ التعليم الثانوي طه الجريبي والطالب أسامة زرود الذين تمّ اعتقالهما يوم الخميس 12 سبتمبر الجاري قريبا من محلّي سكنهما بمدينة الشابة التابعة لولاية المهدية (250 كلم عن العاصمة). وظلّ الموقوفان طيلة ثمانية أيام في وزارة الداخلية دون الإعلام عن مكان وجودهما وقد أخلي مساء اليوم سبيلهما من وزارة الداخلية دون أن توجّه لهما تهم معيّنة. وفي اتصال هاتفي مع والد أسامة زرود صرّح لنا بأنّ ابنه تمّ إخلاء سبيله من مصالح وزارة الداخلية ولم يتعرّض خلال فترة إيقافه إلى مكروه وأكّد أنّه لم توجّه له أيّة تهمة رغم أنّه قضّى ثمانية أيام في الإيقاف. نقابة الممثّلين تندّد بـ’المكتوب’ تعتزم نقابة الممثلين التونسيين، إحدى هياكل الاتحاد العام التونسي للشغل، إصدار بيان يندّد بمسلسل ‘مكتوب’ الذي تنتجه شركة ‘كاكتوس للإنتاج’. وكانت أوساط إعلامية قد أبدت احترازها في التعقيب على الانتقادات التي وجّهت بشكل مباشر وغير مباشر ضدّ هذا المسلسل الذي يعدّ أوّل إنتاج تلفزي يُسقط على السياق الفني للساحة التونسية ويُفرض على إدارة التلفزة نظرا لتنفّذ الأشخاص الذين يقفون وراء هذه الشركة. ومثّلت عديد الجوانب التقنية مواطن انتقاد لهذا العمل الارتجالي منها أنّ المخرج سامي الفهري لا علاقة له بعالم الإخراج إضافة إلى أنّ عملية اختيار الممثّلين لم تخضع لأي شروط تضبطها المؤسسات الفنية في البلاد هذا مع احتكار هذا المسلسل لنسبة كبيرة من الومضات الإشهارية مرتفعة الثمن عدا ثمن بيعه لمؤسسة التلفزة. ومن المنتظر أن يركّز موقف النقابة على عملية إهدار المال العام في أعمال طفيلية لا تمسّ مشاكل الأغلبية من التونسيين فيما يعاني الوسط الفني من ممثّلين وتقنيين العديد من العراقيل تجعلهم عاجزين عن تحريك طاقاتهم والانخراط في عملية الإنتاج الفنّي نظرا لصعوبة حصولهم على الدعم والتشجيعات. وحاولت في الآونة الأخيرة بعض الصحف التخفيف من الهجمة النقدية التي وجّهت إلى مسلسل ‘مكتوب’ بتحليل البعض من حلقاته واعتباره يعالج مشاكل العصر الجديد. ولكنّ مصادر في قطاع التمثيل قالت أنّ محاولة طرح قضايا ثانوية برؤية سطحية لا يمكن أن يعالج المشاكل العميقة التي يعاني منها مجتمعنا والتي تستوجب رؤية فنيّة صادقة. وفي نفس السياق ينعقد الليلة اجتماع لنقابة الممثّلين يتدارس فيه أعضاء النقابة انتاجات شهر رمضان والمشاكل التي يعاني منها القطاع. شوفلي حلّ أمام القضاء تقدّم عدل التنفيذ عبد المجيد الهمّامي إلى القضاء بعريضة شكوى رفعها ضدّ مؤسسة التلفزة ‘تونس 7’ ومخرج سلسلة ‘شوفلي حلّ’ الهزلية التي تعرض خلال سهرات شهر رمضان. وتضمّنت عريضة الشكوى سردا لجمل اعتبرها العارض مسّا من هيبة سلك عدول التنفيذ ومن هيبة قطاع القضاء بشكل عام. وتضمّنت إحدى حلقات المسلسل التي عرضت بداية هذا الأسبوع حوارا فنّيا ذكرت فيه عبارات تنعت عدل التنفيذ بـ’اللّوسي’ وهو الاسم القديم الشائع في الدّارجة التونسية والذي يشير إلى خطورة دور عدل التنفيذ الذي يتولّى تنفيذ قوانين العقلة والبيع لأملاك المدانين والمطلوبين للقضاء. وقدّمت الشكوى على أساس تهم النيل من كرامة الأشخاص وثلبهم طبقا لفصل 50 من مجلّة الصحافة. ومن المنتظر أن تنظر إحدى الدوائر القضائية في الشكوى المرفوعة ضدّ الممثّل القانوني للتلفزة ومخرج المسلسل صلاح الدين الصيد. وكان هذا المسلسل الهزلي الذي عرض طيلة السنوات الماضية في وقت الإفطار قد تمّ تأخير موعد بثّه هذا العام إلى وقت متأخر من سهرات رمضان بعد أن استحوذ مسلسل ‘مكتوب’ على المساحة الزمنية المعتادة لشوفلي حلّ دون سابق إنذار. (المصدر: موقع مجلة ‘كلمة’ (اليكترونية محجوبة بتونس) بتاريخ 19 سبتمبر 2008) الرابط:
http://www.kalimatunisie.com/ar/4/10/286/
الإدارة في خدمة البوليس السياسي
خولة الفرشيشي تعرض الناشط الحقوقي والسياسي ‘زهير مخلوف’ صبيحة الثلاثاء 16 سبتمبر الجاري إلى مضايقات عقابا على نشاطه المعارض ولكن هذه المرة ليست من طرف البوليس بل من إدارة الفحص الفني بنابل أثناء القيام بإجراء إداري: الحصول على شهادة الفحص الفني لسيارته إلا أنه فوجئ برفض مدير المركز الجهوي للفحص الفني المدعو المنذر مدّه بالوثيقة رغم إحتواء ملفه على الوثائق اللازمة وطلب منه المثول أمام مدير الإقليم بنابل بدعوى أن سيارته بها بعض ‘المشاكل’. ولم تكن هذه الحادثة الأولى تستخدم فيها الإدارة والتي من المفروض أن تكون محايدة ومنفصلة عن الجهاز الأمني ولا في خدمة البوليس السياسي تساعد على هرسلة النشطاء والتضييق عليهم. راديو كلمة إلتقى بزهير مخلوف وتحدث معه عن ملابسات الحادثة في هذا الحوار التالي. (المصدر: موقع مجلة ‘كلمة’ (اليكترونية محجوبة بتونس) بتاريخ 19 سبتمبر 2008) رابط الملف الصوتي:
http://www.kalimatunisie.com/attachment/000000085.MP3
المشردون: ضياع في الشارع وأمل في المستقبل
خولة الفرشيشي زينت شوارع المدينة بلافتات من القماش كتبت عليها شعارات الحملة الإنتخابية التي إبتدأت قبل أوانها فيما يقبع عشرات من المشردين عراة حفاة ينهشهم برد ليالي الخريف الصاقعة دون أن يحرك أحد من المسؤولين ساكنا سوى البوليس الذي لم يدخر جهدا في حبسهم والتنكيل بهم وسلب أموالهم القليلة . هكذا هي مأساة المشردين الذين لم تأويهم سوى حديقة الباساج وبعض البنايات المهدمة أسماء كثيرة إلتقيت بهم بابا مبروك كما يناديه الشباب المشرد أو محمد وهادي وعلي وحبيبة والعم صالح شيخ الستين حدثوني بطلاقة وحزن عن أسباب عيشهم في الشوارع والحدائق عن معاناتهم الجماعية في تدبير لقمة العيش ولكنهم يحذوهم حلم العمل بكرامة ومغادرة الشارع إن توفرت الفرصة الحقيقية قطعا سيظن كل قارئ انه يقرأ سيناريو لحكاية ما ولكنها الحقيقة نماذج بشرية لا تسترعي إ نتباهك في الشارع ولا تغريك ملامحهم بالنظر إليهم ولكن إن عرفت تفاصيل حياتهم ستخترق هذه الطبقة أعماقك وتستوطنك. بعض تفاصيل حياتهم في هذا التقرير التالي …. (المصدر: موقع مجلة ‘كلمة’ (اليكترونية محجوبة بتونس) بتاريخ 19 سبتمبر 2008) رابط الملف الصوتي: http://www.kalimatunisie.com/ar/4/30/292
أجيال تتسوّل
الصحبي صمارة التسوّل، هو مصدر قوت بعض النّاس القلائل جدّا في المجتمع والذين بلغت بهم الفاقة والعجز عن توفير الرّزق حدّا دفعه إلى مدّ يده إلى الناس لكي يستمرّ في البقاء. أمّا أن يتحوّل إلى ظاهرة ملفتة وأن تصبح أعداد ممارسيه في ازدياد ظاهر فإنّ ذلك دلالة على تعمّق أزمة ما دفعت بمن هم في أسفل الدرج الاجتماعي من الناحية المادية على الهبوط أكثر في الدرج والالتحاق بمرتبة المتسوّلين. الظاهرة مسّت شبابا في مقتبل العمر يفد على العاصمة وعلى المدن الكبرى ليمدّ يده في الشارع ويعترض سبيل المارّة ملقيا التحيّة ومعبّرا عن أسفه لأنّه وفد من مدينة سبيطلة أو القصرين أو سيدي بوزيد أو الكاف وغيرها من مدن الداخل التونسي وأريافه وأنّه بحث عن عمل طيلة أسابيع في حظائر البناء ولم يسعفه الحظّ وقد استبدّ به الجوع وهو يقصد ثمن طعامه لا غير. ويتموقع هؤلاء بالقرب من محطّات سيارات الأجرة ومحطات الحافلات والقطارات متجنّبين وضوح مشهدهم للشرطة المرابطة في كافة أنهج العاصمة. أمّا الصنف الثاني فهم من الكهول والشيوخ نساء ورجالا منهم من يحمل علامات المرض أوالإعاقة ومنهم من يصطنعها. وتمتدّ أيدي هؤلاء بدرجة أكثر خجلا من أيدي الشباب حيث يتوجّهون بأدعية لا تتوقف بدوام الصحّة والعافية للجميع ومن يمدّ لأحدهم قطعة نقدية صفراء فإنّه ينال نصيبا خاصّا من الدعاء أمّا من يتكرّم على أحدهم بقطعة بيضاء فيكاد يغمى عليه من الأدعية التي تنهال عليه لتجعله أشبه بالمبشّرين بالجنّة. فإذا كانت ملامح هذين الصنفين تراوح بين انسداد أفق التشغيل بالنسبة للشباب وانعدام الضمانات والإحاطة الاجتماعية بالشيوخ والمعوقين فإن الصنف الثالث يكذّب بشكل معلن الأحاديث المطوّلة عن تماسك الأسرة التونسية وعن رعاية الأطفال وعن عناية خاصّة من جمعيات الطفولة بهؤلاء. هم أطفال تتراوح أعمارهم بين 6 سنوات و15 عاما فتيان وفتيات يعدّون بالعشرات يتجوّلون منذ الصباح حتّى أواخر ساعات الليل مرّة يعرضون كتيّبات صفراء صغيرة من نوع ‘الحصن الحصين’، والتي لا يشتريها إلاّ القلائل جدّا بثمن زهيد، ومرّات يمدّون أيديهم فارغة ويصرّون دون خجل على الحصول على بعض النقود . ويتجوّل هؤلاء في المقاهي والشوارع بشكل معلن وحتّى إذا ما طاردهم شرطي فإنّهم يختفون لدقائق ثمّ يعودون. وأحيانا ينهرهم صاحب مقهى أو مطعم فلا يأبهون به بل إنّ تركيزهم الكامل على ملامح وجه المواطن التي تبدو أميل للطيبة والعطاء. هي ظاهرة لا تقاس بمعايير الأخلاق فقط بل لها عمقها فيما يتعلّق ببنية الأسرة والمجتمع اللتان بدأتا تشهدان نوعا من الخلخلة والتفكّك جرّاء عجز العائل الوحيد سواء كان أبا أو أمّا على الإحاطة بحاجات أبنائه وإذا تفاقمت مشاكله ومتطلبات أفراد عائلته فإنّه يضطرّ تحت قهر الحاجة إلى قبول عادات وسلوكات لم يكن يرضاها. منها أن يغادر ابنه أو ابنته المنزل في وقت مبكّر ولا يعود إلاّ ليلا وربما لا يعود بالمرّة. ويحاول ربّ الأسرة أن يتجنّب السؤال عن ابنه أين غادر لأنّه في النهاية حتّى وإن أعاده إلى المنزل لن يستطيع تلبية احتياجاته. علامات زعزعة الأسرة لا تقف عند حدود انخراط بعض أفرادها في التسوّل منذ الطفولة بل لها تجلّيات أخرى عديدة منها الانحراف إلى سبل السرقة والإدمان ومنها أيضا انتشار الدعارة والمتاجرة بالجسد. هي مواضيع ينبض بها الشارع التونسي ويغمض المسؤولون أعينهم عن حقيقة تزايدها في السنوات الأخيرة ولكنّها ملامح لأزمة في عمق إمكانيات المواطن التونسي الذي بلغ درجة من العجز عن تحصيل مستلزماته الضرورية للحياة ولإطعام أبنائه وتعليمهم في مجتمع سيطرت عليه حركية من الإشهار والاستهلاك وهزمت فيه مظاهر البذخ ووسائل الربح السريع كلّ مقومات التعاون والتكافل. وإن لم تكن هذه الظاهرة قد بلغت بعد تصنيف أناسها كفئة اجتماعية مستقرّة في الحضور وفي التعريف الاجتماعي، فإنّها تتزايد لتكون فئة متجانسة الملامح والتعريف. وكلّما ازدادت حالة اللاّمبالاة الرسمية بحقّ هؤلاء في العودة إلى المشهد الاجتماعي الطبيعي كلّما تحوّلوا إلى فئة جديدة من المهمّشين اجتماعيا يضافون إلى أصناف أخرى من المهمّشين ثقافيا وسياسيا (المصدر: موقع مجلة ‘كلمة’ (اليكترونية محجوبة بتونس) بتاريخ 17 سبتمبر 2008) الرابط:http://www.kalimatunisie.com/ar/4/30/273/
تحديد النسل يُـربـك سياسات التقاعد بتونس
خميس بن بريّك – تونس بعدما كانت الحكومة التونسية تتباهى بالنجاحات التي حققتها سياسة تحديد النسل والتي انتهجتها في الستينات، يبدو أن الأمور قد انقلبت رأسا على عقب مع تراجع الولادات وتزايد نسبة الشيوخ. فسياسة الرئيس الرّاحل الحبيب بورقيبة، التي شجبتها الأوساط الإسلامية، ويستمرّ اعتمادها إلى الآن في تحديد النسل ومنع تعدد الزوجات وترخيص الإجهاض، قد أخفقت في تحقيق توازن ديمغرافي، حسب البعض. ورغم تطوّر الرّعاية الصحية التي نزلت بالوفيات إلى أدنى مستوياتها، إلا أن المجتمع التونسي يعاني من شيخوخة مبكرة وأمراض مزمنة وعجز في موازنات أنظمة المعاشات التقاعدية. مؤشرات سلبية ويبيّن المعهد التونسي للإحصاء (الحكومي) أن نسبة المسنين (60 عاما فما فوق) تضاعفت من 5% سنة 1960 إلى 9.5% سنة 2007، بينما يتوقع أن تصل إلى حدود 17% بحلول 2029. وتقول المندوبة الجهوية للأسرة والعمران البشري سميرة كربول للجزيرة نت إنّ هذه الأرقام تكشف عن نسق سريع في التشيخ السكاني، ستكون له تداعيات خطيرة على المجتمع. في المقابل، يشير آخر تعداد للسكان أنّ نسق النموّ السكاني تراجع من 2.35% سنة 1994 إلى 1.2% سنة 2007، وهو مؤشر ضعيف جدا قياسا ببقية الدول العربية. وتوضح كربول أنّ تراجع معدل الإنجاب تسبب في تباطؤ النموّ الطبيعي للسكان نتيجة سياسة تحديد النسل وعوامل أخرى منها تأخر سنّ الزواج وارتفاع حالات الإجهاض، التي تسجل بالآلاف سنويا. ولاحظت أنّ ارتفاع أمل الحياة في تونس (74 عاما) جعلها في مراتب متقدمة عربيا بفضل تحسن ظروف الصحة والعيش، لكن ذلك أفرز تهرمّا سكانيا مبكرا ألقى بظلاله على التغطية الاجتماعية. ضغوط مالية ويقول مدير مركز البحوث في مجال التغطية الاجتماعية محمد شعبان في تصريح خاص إنّ تزايد نسبة الشيوخ والمتقاعدين أدّت إلى عجز في موازنات الصناديق الاجتماعية، دون أن يكشف عن قيمة هذا العجز. لكنه أكد أنّ عدد المتقاعدين سيتطوّر من حوالي أربعمائة ألف متقاعد سنة 2007 إلى ما يقدر بنحو مليون ونصف متقاعد في غضون 2030، وهو رقم كبير. وحذّر من أنّ ارتفاع المسنين المقبلين على خدمات العلاج، إلى جانب المنتفعين بمنح التقاعد سيتضاعف في الثلاثين سنة المقبلة ثلاث مرات، داعيا إلى إصلاح منظومة التغطية الاجتماعية. وكان تقرير صادر عن البنك الدولي قد حذّر من أنّ أنظمة المعاشات التقاعدية في بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (ومنها تونس) ستعاني من ضغوط مالية متزايدة وطالب بإصلاحات. وتشرف السلطة في تونس على التغطية الاجتماعية بواسطة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الذي يخصّ أجراء القطاع الخاص، والصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية الذي يهمّ أجراء القطاع العام. من جانبه، يقول الخبير الاقتصادي عبد الجليل البدوي إن سياسة تحديد النسل في تونس يمكن اعتبارها فاشلة بالنظر إلى تراجع القوة العاملة النشيطة في تونس بسبب تراجع كثافة الأجيال الشابة. وأظهرت دراسة قامت بها نقابة الاتحاد التونسي للشغل أن عدد الناشطين انخفض سنة 1990 من 5.3 عمال مقابل متقاعد واحد، ليصبح عددهم 3.7 عمال مقابل متقاعد واحد في 2002. ويوضح البدوي أنه بتراجع القوة العاملة ستتقلص قيمة الحصص المقتطعة من دخل الأجراء لصالح الصناديق التي تقوم بصرف منح المتقاعدين وتغطي نفقات الصحة. أمراض مزمنة وفي سياق آخر، يقول مدير مركز الصحة الإنجابية بتونس فاروق بن منصور في تصريح للجزيرة نت إن الذين تتجاوز أعمارهم ستين سنة يواجهون مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة. وذكر أنّ أمراض القلب والشرايين تصيب 40% ممن تخطت أعمارهم ستين عاما، وأنّ عدد مرضى السكري من هذه الفئة العمرية تصل نسبتهم إلى 32%. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 19 سبتمبر 2008)
هل النهضة في حاجة لهذا الجمهور الغيور تعليقا على قصيدة الفرحاوي
عزالدين محمود
في السنوات الأخيرة سنّت الإتحادات الرّياضيّة قوانين صارمة لمحاربة الجمهور الرّياضي المشاغب و العنفي الألفاظ. فمن عقوبة حرمان الجمهور من حضور مقابلة فريقه أثناء اللعب على أرضه, الى عقوبة الفريق باللعب خارج أرضه و تغريمه ماديّا الى غير ذلك. فإظطرّت الهيئة الإداريّة لمواجهه ّ هذه الظاهرة أثناء المقابلة لحماية الفريق من هذه العقوبات الضّارة وكذلك حفاظا على سمعة الفريق,أن تكون بالمرصاد لمن تخوّل له نفسه الإضرار بالفريق تحت شبهة حبّه وغيرته على الفريق, لدرجة طرده شرّ طردة وفي بعض الأحيان عن طريق الأمن وحرمانه من الدخول الى الملعب. فهل يستفيق المكتب التربوي حركة النهضة للتصدّي لهذه الظاهرة ولو بالتبرؤ من هذا الجمهور لو لم تستطع لجمهم. لست أدري كيف كلّف نفسه الأخ المجاهد المتنقّل في سبيل الله بين لاهاي ولندن ومرّاكش ودمشق, وأكال لإخوانه الشتم والإهانة و الإحتقار في قوله (وللمتسللين , لهم ذلّة الإنحناء, من جلودكم للحاكمين حذاء) تطوّعا لكسب الإثم في شهر رمضان المبارك لو تسأل نفسك ماذا سجّل لك قرينك بهذه الكلمات في رصيدك في شهر العتق من النّار…… خلّينا نقيّم القصيدة من ناحيّة المردوديّة وإن كان ليس لها مقصد فكيف نعتبرها قصيدة. أين المقصد يا من أستبشرتم وباركتم هذا السبّ والشتم والإحتقار لإخوانكم أو أخواتكم. الأخّ الفرحاوي لا يريد المسّ من إخوانه العائدين لأنّ الواقع يتنافى مع ما ذكره الفرحاوي. ولك أن تمدّك أحد زوجات الإخوة داخل الصفّ بتقرير وكيف عوملت, ونحن الآن لا نتحدّث على مغامرة, الله يعلم عواقبها. العودة تمّت لكثير من الإخوة ناهيك على جلّ العائلات. وإن كنت أستبعد أن يكون الفرحاوي له من الذّكاء حتّى يوجّه رسالة لإخوانه داخل الصفّ للعزوف عن العودة بعدما بدأ بعض الإخوة داخل الصفّ يفكّرون جيّد في هذا الموضوع بعد عودة نساءهم وهم داخل الصّف, بهذه الطريقة الجارحة. المهمّ الرّسالة وصلت لأصحابها داخل الصفّ بقصد أو بقصيدة. الأيّام القادمة ستكشف لنا تأثيرها. وفي الأخير أقول لهذا الجمهور الغيور المصابر. أمن السّياسةِ أن يقتّل بعضُنا بعضا ليُدرك غيرُنا الآمال نسأل الله أن يردّنا لديننا ولتحسين خطابنا قبل عودتنا إلى الوطن
إسلاميّو تونس والسلطة.. أزمة ثقة واستحالة تعايش
بقلم: حسن الأشرف يقول علماء الفيزياء: إن لكل فعل رَدَّ فعل مساوياً له في المقدار، و مضادّاً له في الاتجاه.. وهي قاعدة علمية واجتماعية وسلوكية أيضاً، تنتج لنا نَوْعاً من التوازن. ولعل نشوءَ الحركة الإسلامية في تونس كان ردةَ فِعْلٍ مُسَاوٍ في المقدار، لفعل سياسي انتهجه الراحل الحبيب بورقيبة، الرئيس السابق لتونس، ومضادّ له في الاتجاه أيضاً، فقد كانت الحركة الإسلامية جواباً عمليّاً على العلمانية التي نادى بها بورقيبة، وحكمها في البلاد بقوة السلطة والقانون والدستور. بدايات وبرز النَفَس العلماني لبورقيبة – كما جاء في حديثٍ حواري منذ أيام قليلة للشيخ كمال الدين جعيط مفتي تونس الحالي لمجلة عربية – في أن الرجل جمع في شهر رمضان المعظم الشيخ محمّد العزيز جعيط (والده)، والشيخ الطاهر بن عاشور، وجلس أحدُهُما عن يساره والآخر عن يمينه، وقال بورقيبة لهما: «نحن الآن في الجهاد الأكبر؛ ولذلك لا بدّ على التلاميذ والعمّال والجنود أن يُفْطِروا رمضان»! فرفض العالمان الجليلان، وعارضا قرار الرئيس، وتم عزلهما معاً في الغد! كما أنه تم إغلاق جامع الزيتونة والمحاكم الشرعية في عام 1956م، وأيضاً منع تعدد الزوجات، وجعل الطلاق بأيدي المحاكم، وغيرها من الإجراءات التي كان يهدف منها بورقيبة التضييقَ على الهوية الإسلامية للتونسيين، والانتقال إلى نموذج علماني يُشْبِه نموذج مصطفى كمال (أتاتورك) العلماني في تركيا. وأدّت مثل هذه الأجواء المستفزة للأجواء والمشاعر الدينية لدى التونسيين – من بين أسبابٍ أخرى – إلى تكوين حركة إسلامية في تونس أواخر الستينات، وبداية السبعينات، باستلهام التجربة الأكثر بروزاً في العالم الإسلامي والعربي، تلك تجربة الإخوان المسلمين في مصر، وإمامهم حسن البنا رحمه الله. ورغم كل تلك المحاولات في المرحلة البورقيبية، وفي المرحلة الراهنة، ظل التونسيون محافظين في فطرتهم ودواخلهم على نوعٍ من الانتماء إلى الدين وقبوله، حتى لو كانت المظاهر الغالبة تُفِيدُ مَدّاً وسيلاً عارِمَيْنِ من التغريب والحداثة الغربية، التي لا تساعد على ممارسة الشعائر الدينية في حرية وانسجام مع محيط المجتمع. أشكال التدين التونسي ويُحَدِّدُ الكاتب والمفكر التونسي صلاح الدين الجورشي- خبير في شؤون الحركات الإسلامية وأحد الأعضاء المؤسسين لحركة «الإسلاميون التقدميون» التونسية- خمسة أشكال للتدين في المجتمع التونسي، هي: – التدين الرسمي، وهو التدين المدعوم من قِبَلِ الدولة، والذي يهدف إلى تَبْرير سياسات الحاكم، وإضفاء صبغة الشرعية على الحكم. – والتدين الشعبي التقليدي، متمثلاً في المتدين العادي البسيط الذي ليس له انتماءاتٌ تنظيميةٌ، ويصعب تصنيفه إسلاميّاً. – والتدين الطُّرُقي الذي انتشر في المجتمع التونسي قبل الاستقلال، ولكن بعد الاستقلال حارب بورقيبة هذه الطرق، بسبب مواقف مشايخ الطرق الصوفية المهادنة للاستعمار الفرنسي، كما ساهمت ولادة المجتمع التونسي الحديث في تقليص الطرقية. – ورابع أشكال تدين المجتمع التونسي هو التدين السلفي، وهو ليس تديناً حركيّاً ولا تقليديّاً؛ وأصبح هذا النوع من التدين ـ وفق الجورشي ـ مُبَرِّراً للجهات الأمنية لضرب الحركات والتنظيمات الإسلامية. – والتدين الحركي، وهو خامس أشكال التدين. أزمة ثقة وقدرة على التعايش عَمِلَ إسلاميو تونس على التواجد في المجتمع التونسي؛ لأنهم يدركون أن طبيعة التونسيين محافظةٌ ومتدينةٌ رغم كل الرياح والعواصف، ومن القاعدة الشعبية استمدوا انطلاقتهم ومنهاج عملهم، وتلمسوا دعمهم، وحددوا غاياتهم، لكنّ مشكلة الإسلاميين في تونس لم تكن مع مجتمعهم الذي جاؤوا منه، ولكن مع جهات في السلطة لم تتحملهم، ولم تحاول فهمهم، ولا رصد مظاهر إيجابياتهم، فحدثت أزمة بينهم وبين السلطة في تونس، وحدثت اعتقالات وتضييقات، كما هو دأب الإسلاميين في كثير من البلدان العربية. ويعتبر الصحفي والمحلل السياسي مرسل الكسيبي، مدير صحيفة الوسط التونسية، في حديث لشبكة «الإسلام اليوم» أن هناك أزمةَ ثقة تُخَيِّم على طرفي المعادلة، فالإسلاميون، وإنْ تَطَوَّرَ خطابُهم كثيراً على ما كان عليه بداية التسعينات، إلا أنهم مازالوا حبيسي رهانات سياسية حزبية داخلية تشقهم، بين الولاء للقيادات على حساب الولاء للمشروع، ومتطلبات العمل السياسي المرن، كما متطلبات وضع قطري له الكثير من التعقيد والخصوصية، علاوةً على اصطدامهم المستمر بتصلب بعض الأطراف النافذة على مستوى السلطة؛ حيث ما زال الخطاب والممارسة يحملان كثيراً من العداء والتوجس تجاه أي مشروع حضاري يَتَّخِذُ من الإسلام الوسطي المعتدل مرجعيةً فكريةً أو وطنية، وهو ما عقد – وَفْقَ الكسيبي – إمكانياتِ اندماج الإسلاميين الوسطيين في الفضاء العام، ومساهمتهم في قطار التنمية من خلال الانخراط في فضاء الاعتراف القانوني، وإبعاد تجربتهم السياسية عن مخاطر المغالبة ومنزلقات العمل السري. ويعتبر بعض المراقبين أن الإسلاميين التونسيين تغلغلوا فعلاً في المجتمع التونسي، وتعايشوا معه بشكل أو بآخر، فالإسلاميون التونسيون، يؤكد مرسل الكسيبي، ظاهرةٌ اتسمت بكثير من الديناميكية والتطور الفكري والثقافي والاجتماعي، برغم ما شاب مسيرتَهُم السياسية من أخطاء فادحة في علاقتهم بالسلطة، وهو ما عطَّل تتويج هذا التطور على صعيد العلاقة بالمجتمع بنجاحٍ سياسيٍّ ضروري وهامٍّ في مسيرة التيار ومسيرة أقطارنا ومنطقتنا؛ إذ لا غنى لأي تيار شعبي أو جماهيري عن تعزيز الاعتراف الاجتماعي باعتراف سياسي يُؤَمِّن الاستقرار والنماء والرفاه للأوطان. التوجس من التغريب وكان من المهام التي أوكلها الإسلاميون التونسيون لأنفسهم مواجهةُ مدّ التغريب الهائل الذي ينتشر في المجتمع التونسي منذ سنوات طويلة، وقد عزا العديد من الباحثين بدءَ التغريب في تونس إلى مرحلةٍ سابقة عن مرحلة البورقيبية، باعتبار أنّ احتكاك تونس بالحضارة الغربية تمّ في مرحلةٍ متقدمةٍ من عهد الرئيس الراحل بورقيبة. لكنّ هناك من المحللين والمهتمين من لا يتفق على أنّ هناك تغريباً جارفاً يصيب تونس، ويتعامل معه الإسلاميون على أنه داءٌ وجبت مواجهته، فالكاتب والمحلل السياسي مرسل الكسيبي يجد في حديثه للإسلام اليوم أنّ تونس بلدٌ منفتح ومفتوح على العالم، ولا شك أن قُرْبَه جغرافيّاً من الغرب يجعله متأثراً بإيجابيات وسلبيات الظاهرة الاجتماعية الأوربية، التي لا ينبغي إنكار عمق ما تعرفه من تمدن وتحضر ومأسسة، جعَلَتْها مضرباً للأمثال في موضوعات الحداثة الإدارية، ومجالات التنمية العلمية، والتقنية، والسياسة. ويعتبر الصحفي التونسي أنّ التوجس من التغريب يُعَدُّ هاجساً مُضَخَّماً عند الحديث عن تونس وعن الظاهرة الإسلامية فيها، التي لاشك أنها في حاجة إلى تطوير مقولاتها وخطابها ومعارفها، عند معالجة بعض الانحرافات الدينية أو الأخلاقية، مُبْرِزاً أنها نجحت في ذلك، لولا انعكاسات المواجهة السياسية التي حكمت علاقة الإسلام الوَسَطيّ بالسلطة منذ بداية التسعينات من أواخر القرن الماضي. مراجعات فكرية والحديث عن إسلاميي تونس يَجُرُّنا بالتأكيد إلى الحديث عن مراجعاتٍ مفترضةٍ، على غرار مراجعات الجماعة الإسلامية المصرية وغيرها، فصلاح الدين الجورشي في مقال له حول الموضوع ذاته، يرى أنّ حركة النهضة بقيادة الشيخ راشد الغنوشي لا تزال متخوفةً من الخوض في مراجعات فكرية تمس المرجعية التقليدية التي نهلت منها حركة الإخوان المسلمين وجميع الحركات الشبيهة بها، فقد ضَحَّت الحركة- ولا تزال- بالمسألة الثقافية لصالح العمل السياسي الذي منحته الأولوية، مُوَضِّحاً أن «عدم الحسم في عديد المسائل الأساسية، والخلط بين النزوع نحو التجديد، إلى جانب المحافظة على أصول المدرسة السلفية، انعكس بشكلٍ واضحٍ على بِنْيَةِ الحركة وطبيعتها، فهي لم تحدد بشكل واضح الفوارق الجوهرية بين طبيعة الجماعة الدينية، وخصوصيات الحزب السياسي» (المصدر: مجلة ‘الأمـان’ (أسبوعية – لبنان)، العدد 825 السنة 16 بتاريخ 20 سبتمبر 2008) الرابط:
http://www.al-aman.com/subpage.asp?cid=7873
بسم الله الرحمان الرّحيم راجعون راجعون ولو كره الكارهون وبهويّتنا متمسّكون ثقتنا في الله إن وعد الله حقّ ولا بد للقيد ان ينكسر ولو بعد حين الحكمة تقتضي ترك عقلية تبسيط الأمور و استعجال النتائج و الاستخفاف بالآخر لا تنمية بدون ضمان حقوقّ المواطنة الغير منقوصة لا حياة كريمة بدون المحافظة على الهوية العربية الاسلامية « واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم أعداءا فألّف بين قلوبكم » (آل عمران 103) « قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله » (سورة يوسف 108) » ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة »(النحل – 125) » يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء، و اتقوا الله » (النساء – 1)
بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس إننا نعتقد أن الظاهرة الإسلامية بكل مسمياتها هي التي تتصدى للحالات اليائسة و البائسة وتسعى للخروج بالأمة من وضعها الحالي الى شاطئ النجاة بحول الله بافتكاك الحقوق وخدمة الشعوب من اجل تحقيق الإنسان برضاء الله تعالى في العيش الكريم والعلم السليم والفكر الصافي النقي من الانهزامية بعد تلقيحه ضد الافكار الهدامة المستوردة. ان الحركات الإسلامية في العالم كسبت كل هذه الشعبية لتبنيها المنهج الذي يلتقي مع توجهات الغالبية من أبناء الأمة، ليس من زاوية الدين والتدين فحسب بل من زاوية رفضها للفساد والاستبداد، وسعيها لاستعادة أمجاد الأمة واستعادة كرامتها وحريتها وعزّتها بمقاومة الهجمة الصهيونية والغربية عليها، فإذا كان ذلك سينتهي بهم الى سلطة في دولة بائسة، تابعة للغرب الحقود والغاصب للأرض و الثروة، فلماذا ستتبعهم الجماهير يا ترى؟! المحاسبة أوّلا : انه من الضروري تحديد المسؤولية اولا قبل ان نجدد العمل مع المغامرين الذين قادوا المواجهة من مواقع متقدمة جدا واوصلونا الى طريق مسدود لا زلنا ندفع ثمنه من غير نشاركهم في صنع القرار وهؤلاء يعرفون انفسهم واللبيب بالاشارة يفهم. لقد آلت حركة النهضة التونسية في مستوى الكثير من رسمييها حركة سياسية تحافظ اضطرارا وشكليا وبأسلوب تلفيقي ومفتعل على هويتها ، وتراوح بين خيارين سياسيين في داخلها. الإشكال الأوّل البيان هو إشكال الحرية ، في حين أن الإشكال الثاني هو إشكال الهوية الحضارية ، بين أن نستمسك بهويتنا الحضارية الإسلامية وتتجدد في إطارها ، وبين أن تتحول إلى الهوية الغربية العلمانية بالتدرّج وتدخل هويتنا الأصلية إلى التراث الذي يمكن أن نحافظ عليه ونتزين ونتغنى ببعضه بأسلوب الانتقاء وحسب المقام والاقتضاء. وهذا ما تقول به السلطة والغرب على السواء . و مثل هذا الخيار الذي لم ينجح الرئيس السابق في تحقيقه طول حياته هذا الخيار الغير الشعبي يفرض بالضرورة بالاكراه والقمع والاستعباد، مما يولد عن هذا الإشكال الأصل : الهوية، إشكال الحرية. فالسؤال المطروح الآن هو هل يُضيّع الإشكال الأصل ويؤسس على المتولد ؟ وهنا نستنتج و نلاحظ منذ بداية التسعينات انزلاق حركة النهضة وكرسه بعض إخواننا في غيبة الكثير من مؤسيسيها و أعضائها ، من حركة بعثت من أجل الحفاظ على الهوية إلى إختزالها في حركة من أجل فرض الحرية وبالمضمون السياسي . إن الأمر أصبح يقتضي بنا الآن قبل الغد العودة إلى أصولنا وجذورنا وإلى حقيقتنا، وإلى التذكير بها والاحتكام إليها. إذ ان الحركة الإسلامية التي عرفت بالجماعة الإسلامية بتونس، ثم الاتجاه الإسلامي حسب التعريف السائد في الجامعة التونسية في اواخر الستينات، ثم حركة النهضة في اوخر الثمانينات، بدأت بأقدار كبيرة من العفوية والتلقائية والفطرية، وكان همها ومشروعها وهدفها الإسلام ، والدعوة بالكلمة الطيبة والخطاب والمقال الصحفي من اجل التمكين للاسلام في تونس. وأما مضمونها فكان يدور حول ال خالقنا أولا- كما تُعَرّفنا به أسماؤه الحسنى- هو ربنا ومولانا، وهو غايتنا في كل شأننا وعملنا. والقرآن باعتباره رسالة ربنا إلينا وإلى كافة التونسيين والناس أجمعين لتكون دستور حياتنا ، حاكمة ومهيمنة على كل المراجع الأخرى. وكذلك سنة نبينا باعتبارها منهاجنا المرشد في فهم رسالة ربنا وفي تطبيقها. و لا نغفل عن المجتمع والمحيط الذي نعيش فيه لان دعوتنا هي دعوة ربانية و واقعية يعني بشؤون المجتمع للتأثير فيه بالحجة وبدون اكراه. و حيث أن “كل من أخطأ عليه أن يتوب »، وهي بشرى للمذنبين في حق الأمة الاسلامية والشعب التونسي بأكمله ومعبرة. وهي معبرة على خيرية يكتنزها العاملون بهذه القاعدة سواء أكانوا أفرادا أو جماعة كما نص عليه الحديث النبوي الشريف:”كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ». وهذه خيرية لا تنقطع في المسلمين وفي الأمة ، وهي خيرية راجعة إلى الله، ذاكرة، عابدة. وهذه النتيجة هي مبشرة بعزم على التصويب والتقويم والتصحيح. وفي هذا تطهر وتزكية وإرجاع الأمور إلى نصابها في ما مضى من عمل بما في ذلك ما تعلق منه بحقوق الناس. ومثل هذه التزكية وهذا التطهر وهذا التقويم هام وضروري جدا لتجديد الإنسان (أفرادا وجماعة) نفسه وإيمانه ومسيرته.) وأنا أضمّ صوتي لمن دعى ويدعو حركة النهضة إلى التوبة، فهي أحوج ما تكون إليه، وضرورة شرعية لها ، بعد الذي وقعت فيه من انزلاقات، ومنهجا للخروج مما تعيشه من شدة وبلاء، مصداقا لقوله تعالى: « ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ». هنا الدعوة إذن حركة النهضة إلى المراجعة والتوبة، وأدعوها أن تكون قدوة في ذلك للتونسيين أفرادا وجماعات، وأن تجعله منهج عودة إلى الله ، ومنهج تصحيح وتقويم، ومنهجا للاستنهاض والخروج من الشدة والبلاء. قال تعالى :(الم يان للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون) (سورة الحديد ، آية 16 ) وللتوضيح فان المحاسبة ليست دعوة لنشر الغسيل في الاعلام او عبر الفضائيات ولكن في داخل الاطر التنظيمية للحركة بعد ارجاعها الى موقعها الاصلي في الداخل بالدعوة الى عقد مؤتمر خارق للعادة للشفافية و تحديد المسار والخيارات و استخلاص العبر و الدروس من الاخطاء السابقة على اعتبارها اجتهادات غير صائبة. اقول لهؤلاء كيف تكون لكم الجراة والشجاعة وتتحدثون باسم حركة النهضة بعدالكارثة والمصيبة التي حلت بها من جراء اندفاعكم واستهتاركم بقوة عدوكم وتغريركم بخيرة ابناء هذه الحركة التي تاسست على التقوى والعمل الصالح باستغلالكم لرصيد التربية الذي تعلمناه في الخلايا التربوية والمبني على السمع والطاعة في المنشط والمكره والثقة الا متناهية في القيادة . ارجاع قرار الحركة للدّاخل ثانيا : كيف نطوي صفحة الماضي واخوان لنا مازالوا يؤنون في السجون امثال نجيب الواتي والدكتور الصادق شورو التقي الزاهد والمتواضع ونورالدين العرباوي المثقف الرقيق ورضا البو كادي الذي يتصارع مع المرض شفاه الله وعافاه وغيرهم كثير. ادعوكم ان لا تمنوا علينا ولاتقارنوا الايام التي قضيتموها في السجن قبل 87 هي سجن بل هي نزهة مقارنة بما قاصاه ويقا صيه الاخوة الى حد الان. لا تنسوا القهر والاذلال والخصاصة التي لحقت الاخوة المسرحين وعائلاتهم المسجونين في السجن الكبير امثال الصرح الشامخ الدكتور منصف بن سالم والحائز على اكثر من دكتوراه ويبيع في الخضر. لا عيب في امتهان التجارة فقد كان الانبياء يسرحون بالابل والغنم وهي افضل من التقاف فتات الوظيمة العمومية. وهل لنا ان ننسى الاخوة الشهداء الذين قضوا نحبهم تحت التعذيب والذين استشهدوا جراء الاهمال المتعمد داخل السجون اذا نسي القائمين في المهجراو تناسوا فها نحن نذكرهم اليس كل هؤلاء ضحايا شطحاتهم وغرورهم الاعمى وسيلسلت الهروب الى الامام . الذين قادوا مرحلة المواجهة كنتو لا زلت مختلف معهم على الدوام في اسلوت التغيير ولم انازعهم الامر. هؤلاء هم جزء من هذا الماضي التعيس واول شر ط من شروط نسيان الماضي هو ان يستخلصوا العبرة و يسلموا الامانة الى اهلها لانهم لو يكونوا اهلا لها. ندعوا هؤلاء ان يستفيدوا من الغرب الذي منحهم ملاذا آمن كيف يمارسون الديمقراطية كل قيادة حزب تخوض انتخابات وتحقق نتائج سلبية الا وتنسحب من الساحة. بل يكفيهم ان يتعلموا من غيرهم في الساحة التونسية الم ينسحب الاستاذ احمد المستيري من الحياة السياسية اثر هزيمته النكراء في انتخابات 1989 اين العزة والكرامة والشهامة لهؤلاء الذين بعطون الدروس لغيرهم في الفضائيات. ان ذكر اسمائكم او سماع اصواتكم تحظر امام اعيننا سنين الجمر انظروا الى واقع الحريات بالبلاد كيف تاخر خمسين سنة الى الوراء كان الاحرى بكم ان تكون لكم الشجاعة الكافية وتعلنوا مسؤوليتكم وتطلبواالعفو من الله أولا والاعتذار من الاخوة وتنتظروا حكم الله والتاريخ . الا ان تركزوا في كتاباتهم على سيرتهم الذاتية البطولية واقناعنا ان القواعد هي من دفع الى المواجهة وان القيادة كانت مضطرة للسير وراء القواعد مقارنين ما وقع لنا لما وقع في غزوة احد عندما اضطرالرسو ل صلى الله عليه وسلم لقبول راي اغلبية الشباب الحديث العهد بالاسلام والمتشوق للجهاد رغم ان الذي وقع عندنا هو العكس فالقيادة هي التي نز لت الى الجهات لاقناع القواعد ان الحركة ومشروعها مهددان في الصميم . وان معركتنا المرحلية هي فرض الحريات وان القيادة هي التي ستحدد توقيت المعركة وحجمها ونسقها وما على القواعد الا ان تكون جاهزة ومتحمسة ومتحفزة الى كل ما يطلب منها . اما اخواننا الذين استقالوا او انسلخوا او جمدوا وضعيتعم والان يريدون الرجوع من النافذة بتنصيب انفسهم واعضين سياسين دافعين البعض الى تحبير مقالات او اجراء بعض الحوارات تذكرنا بتاريخهم الناصع وبطولاتهم او كتابات مقالات بانفسهم تتحدث عن الاعتدال والتسامح مساوين بين الجلاد والضحية و يتناسون دورهم في هذه المأساة. فالحركة الآن مقسمة الى ثلاث اجزاء: جزء في الغربة منذ اكثر من20 سنة ترعرع اولاده وكبروا بعيدين عن وطنهم عن اهاليهم يحملون جنسية البلد الذي يقيمون فيه وكلما قام تنظيم القاعدة بعملية الا ووجدوا انفسهم يدفعون الثمن بالوكالة يعيشون بين حلم العودة او الرجوع في توابيت في ارض رفضت استقبالهم احياء فاستقبلتهم جثثا هامدة. وجزء ثان مازال في غياهب السجون نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعجل بسراحهم. وجزء ثالث خرج من السجن الصغير الى السجن الكبير محاصرا سياسيا واقتصادبا واجتماعيا وسلطة متربصة بكل من تحدثه نفسه بتجاوز الخطوط الحمراء التي رسمتها وهي عدم الاهتمام لامن قريب ولا من بعيد بالشان العام وما الاستدعائات والتحقيقات مع كل من الاخوة علي العريض وعبد اللطيف المكي والصحبي عتيق و عبدالله الزواري وغيرهم كثير……الخ. و صدق الله العظيم اذ قال : « واما الزبد فيذهب جفائا واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض » صدق الله العظيم. ان الميزان الدولي حاضر ومنخرم. صحيح أن الإشتباك طالت آثاره أكثر من اللزوم حتى أضحت تونس إستثناء عربيا وإسلاميا في عين الدوائر الحقوقية والإعلامية شرقا وغربا .. ولكن عزاؤنا فيه أن الحركة جنبت البلاد صراعا دمويا قذرا تلطخت به الجزائر من حولنا وبلدان عربية وإسلامية أخرى. إلتزمت الحركة بمقولة » كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل « . يستوي الآن في ذلك ـ درء لنازعة جدل عقيم ـ أنها كانت عاجزة عن إشعال نار الفتنة أو أنها تجرعت كأس الموت المر بصبر. العبرة بالنتيجة وهي أن تونس ظلت قابلة لطي صفحة إشتباك لم تسل فيه الدماء إلا دماء المساجين الذين عذبوا حتى الموت أو الذين منع عنهم الدواء حتى قضوا .. إشتباك مازالت فيه حلقتان مهمتان جدا : خروج المساجين القابعين منذ عقدين كاملين تقريبا وعودة المنفيين الرابضين منذ أزيد من ربع قرن وأدنى من ذلك بقليل. حلقتان جديرتان بالفك بين يدي محطة 2009 الإنتخابية وما يلي ذلك ويستتبعه يندرج ضمن المغالبات التي تجمع السلطة بالمعارضة في كل بلد عربي أو غربي ديمقراطي أو إستبدادي. إن مما يبطئ فك الإشتباك بأقدار معتبرة بما يبعث على القلق حقا ليس هو المستوى المحلي الوطني بما فيه من قوى غير ديمقراطية ولكنه المستوى الدولي الذي يتميز حيال قضية الحريات في تونس بميزتين كبيرتين : أولهما أنه مستوى نافذ فينا نفاذا كبيرا وثانيهما أنه منخرم بالكلية لصالح الإستبداد والدكتاتورية بعض المهجرين يعتبر قضية التهجير ثانوية مقارنة بقضية المساجين وأنه ينبغي التركيز إعلاميا على هذه الأخيرة وعدم التشويش عليها بملفات أخرى. كلمة حق أريد بها تبرير عجز. صحيح أن قضية المساجين السياسيين ذات أهمية قصوى وهي تستوجب تضافر الجهود السياسية والإعلامية من أجل التعريف بها في جميع المحافل المحلية والدولية. » إن المطلوب اليوم تجاوز الخلافات السياسية في طابعها العدائي من أجل تفعيل قيمة التضامن الوطني باتجاه الاستيعاب الناجع للمشاكل والتحكم الأكثر نجاعة وسيطرة على القضايا والمعضلات المزمنة والمستفحلة ايمانا منا بنبذ الصراع الطبقي وكذلك الصراع بين الاجيال اذ اننا نأمن بالتكامل والتكامل و التضامن بين جميع مكونات المجتمع فقيرها وغنيّها كبيرها وصغيرها القويّ فينا يحمي الضعيف والغني فينا يساعد الفقير والقويّ فينا يأخذ بيد الضعيف. فالمطلوب، الكف عن مصادرة حق الفئات الاجتماعية المتضررة من ديناميكيات التجويع العالمية بتعزيز السياسة الاجتماعية وتطوير آلياتها التضامنية وتوسيع مظلتها الحمائية وتنويع أشكالها بالقطع مع الخطاب الحزبوي لأنه لا يليق بشعب يحب الحياة ولنفتح المجال لخطاب تضامني يصالح بين المجتمع والدولة ويجمع الطاقات في مواجهة التحديات. ومن الحكمة والفقه الحسن ومن الوعي والإدراك للحظة التاريخية وللمعاناة التي يعيشها شعبنا وعظم المسؤولية الملقاة علينا قبل غيرنا في هذه المرحلة التاريخية بالذات لأننا أصحاب رسالة واصحاب قضية وعلينا بالاحتساب الى الله العلي القدير والصبر والمصابرة والمرابطة. وصدق الله العظيم اذ قال في سورة آل عمران: « يا ايها الذين آمنوا اصبروا و صابروا و رابطوا و اتقوا الله لعلّكم تفلحون » (آل عمران – 200) اذ نحن نأمن و ندعو على الدوام الى المصالحة والمصارحة وفكّ الاشتباك بين الجميع والحوار وبالحوار فقط يمكننا ان نتخطى الصعاب مهما كبرت وشعارنا « يسعى بذمتهم ادناهم وهم يدا على من سواهم ». وأعتبر ظهورظاهرة التيار السلفي بهذا الشكل هونتيجة منطقية لمحاربة الظاهرة الدينية على إثر ضرب الحركة الاسلامية في التسعينات وهي رد فعل على محاصرة الإسلام وغلق المساجد و مضايقة النساء المتحجبات ونشر خطاب ديني رسمي لا رائحة له ولا طعم بعيد عن قضايا المجتمع و الأمة وهو رد فعل على محاولات العلمنة التي لم تعد خافية على أحد … هذه العلمنة التي تجاسرت على الإسلام واهله في ظل وضع دولي معاد للأمة الاسلامية وخاصة في فلسطين و العراق وأفغانستان ولبنان فبحث الشباب عن دينه في الانترنت و الفضائيات والمشائخ . والحركة الاسلامية التونسية لحما ودما هي قادرة على تأطير هذه الظاهرة السلفية وترشيدها نحو الوسطية والاعتدال لو توفر مناخ الحرية في المجال الدعوي . أما عن مكاسب الحداثة والتنمية فإن الاستبداد وخنق الحريات والإمعان في احتكار السلطة هو أخطر ما يهدد البلاد. واننا منشغلين شديد الانشغال لما يتعرض له المساجين السياسيين السابقين من اضطهاد وتنكيل ومتابعة أمنية مستمرة ومن حرمانهم من أبسط حقوقهم المدنية بعد خروجهم من السجن وكذلك ما يتعرض له أهالي الحوض المنجمي من محاكمات واعتقالات التي لا تساهم في توفير السلم الاجتماعي والسياسي و ما تزيده الا احتقانا وتأزما. إن حجم مأساة المساجين وثقلها الأخلاقي، جعل الجميع يلتف حولها كأولوية عبرت عن نفسها ضمن أداء ميداني مثابر، تداولت عليه مختلف الفعاليات الوطنية في الداخل والخارج، في حلقات مشرقة من النضال الوطني، واكبها بروز نسيج جمعياتي متعدد المواقع والأدوار في الداخل والخارج، نجح بتنوعه وحيويته و فاعليته، في استنصار رأي عام دولي مجمع على مساندة مطلب الإفراج عن مساجين الرأي بالبلاد. لقد ضغطت القوى الوطنية في السنوات الخالية على جرح المنفى بوعي ومسؤولية وتقدير سليم، لفائدة إبراز مأساة المساجين. وكان للمهجر دور حاسم في التعريف بمعاناة المساجين حيث تجند المنفيون في معركة الدفاع عنهم بما تيسر لهم من إمكانيات وعلاقات في خط متكامل مع جهود الداخل. الآن في سلّم الأولوات حان الوقت للعمل الجماعي الجاد والمسؤول على الاهتمام بملف المهجرين التونسيين، المشتتين منذ اكثرمن العقدين على عشرات البلدان وفي جميع القارات. العودة حق واسترداده واجب : إيمانا منّا بأن تونس الحبيبة هي لجميع المواطنين بقطع النظر لانتمائهم الحزبي وهم سواء أمام القانون و حيث أن حقّ العودة مكفول للجميع دون استثناء بمقتضى الفصل 11 من الدستور التونسي الذي ينصّ « يحجر تغريب المواطن عن تراب الوطن أو منعه من العودة إليه »، وأمام سياسة التجاهل والابتزازو التسويف حينا والإذلال و الاهانة في التعامل مع ملف المساجين، ثم في السنتين الأخيرة مع ملف المهجّرين قصرا، سياسة مرفوضة من حيث المبدأ([1]). وإنه من الطبيعي بل من المطلوب أن يزور المواطن التونسي بلده ويلتقي بأهله حتى تترسّخ أواصر صلة الرحم ويبقى الأبناء مشدودين لموطن الآباء والأجداد، ومن أجل القبول بفكرة التعددية والتنوع الثقافي واكتساب خبرة في الحياة من خلال التعرّف عن قرب على خصوصيات الهوية الثقافية والحضارية للمجتمعات العربية الإسلامية، بالرغم من السلبيات الناتجة عن العولمة المفروضة على هذه المجتمعات. لكن الملاحظ أن التوصيات والأوامر تأتي بحسن التعامل مع « مواطنينا بالخارج » وعدم إزعاجهم في الجمارك وتسهيل مرورهم وإجازاتهم الصيفية، بخلفية أن هذا الصنف من المواطنين له حساسية خاصة تجاه قضية احترام كرامة الفرد، باعتبار أغلبهم مواطنون ينتمون أيضا إلى بلاد أوروبية غربية تولي مسألة الحريات وحقوق الإنسان أهمية خاصة. وتتجنب السلطة أي احتكاك مع هذا الصنف بالنظر لمخلفات الصورة التي تجتهد في تسويقها إلى الخارج، إضافة إلى كسب أصوات هذه الشريحة في المحطات الانتخابية، وتوظيف وزنها الاقتصادي بالاستفادة من عمليات تحويل العملة الأجنبية وجملة الاستثمارات التي تقوم بها في البلاد. والنتيجة وجود بَوْن شاسع في التعامل مع مواطنين من درجة أولى يقيمون في الخارج وآخرين من درجة ثانية يعايشون الواقع اليومي في الداخل. ومن السهل ملاحظة ذلك من خلال نوعية التعامل اليومي مع المواطن في الداخل خارج موسم الصيف. أما المواطن المخالف للسرب سياسيا فهو من درجة ثالثة أو رابعة… حتّى يروّظ من اجل ان يثبت ولاءه للسلطة. فليس طبيعيا وليس مقبولا في تونس القرن الواحد والعشرين، أن يبقى مواطنون تونسيون حبيسي زنزانات السجون ومحرومين من اللقاء مع أهاليهم والتمتع بحرياتهم داخل وطنهم لمجرد كونهم معارضون سياسيون. كما انه ليس من الطبيعي أن تُحرم عائلات من الدخول إلى تونس ولقاء الأهل والأحباب إما بسبب منع بعض أفراد العائلة من جواز السفر، أو بسبب عدم رغبة السلطة في تسوية قانونية لوضع المهجّرين الذين اضطروا إلى اللجوء إلى المنافي لأسباب تتعلّق بالوضع الأمني وبملف حقوق الإنسان في تونس. إن تونس للجميع لابن البلد وللضيف الأجنبي السائح. وهي وطن لكل التونسيين في الداخل والخارج، مهما كانت انتماءاتهم الفكرية والسياسية. و عليه فإننا نطالب ونلحّ في طلب العودة الآمنةالتي تضمن الحق في التنقل و الإقامة ، خاصة وأن القضايا التي حوكم فيها المهجّرون، قد سقطت بالتقادم. ندعو لعودة كريمة، تضمن حقوق اللمواطنة الغير المنقوصة التي يضمنها الدستور والقانون.إذ ان محنة التهجير والمنفى قد طالت، اكثر من اللزوم ّ العمل الموحّد والمنظّم والفاعل، دفاعا عن الحقوق الدستورية المشروعة في العودة إلى ارض الوطن. في ضل عودة شريفة، في مستوى شرف قضيتنا، ومسؤولة في حجم تضحياتنا من أجل حرية وكرامة وعزة شعبنا. لقد اتفق مجموعة من المهجّرين التونسيين اطلقوا نداء لعودة المهجرين التونسيين بتاريخ 25 جويلية 2008 كان عددهم في البداية 65 موزعين على جميع اقطار المعمورة و هم في ازدياد على مرّ الايام اذ تجاوز عددهم الآن 144وهم في ازياد. و قد كنت من اول من استجاب لهذا النداء الوطني الصادق. وهم 54 من فرنسا و 30 من المانيا و 15 من سويسرا و13 من بريطانيا و بيقية الاقطار اعداد متفاوتة من الصين والبوسنة و النمسا واوستراليا و كندا والسويد وايطاليا والنرويج وقطر.الخ. إن المطلوب اليوم تجاوز الخلافات السياسية في طابعها العدائي من أجل تفعيل قيمة التضامن الوطني باتجاه الاستيعاب الناجع للمشاكل والتحكم الأكثر نجاعة وسيطرة على القضايا والمعضلات المزمنة والمستفحلة ايمانا منا بنبذ الصراع الطبقي وكذلك الصراع بين الاجيال اذ اننا نأمن بالتكامل والتكامل و التضامن بين جميع مكونات المجتمع فقيرها وغنيّها كبيرها وصغيرها القويّ فينا يحمي الضعيف والغني فينا يساعد الفقير والقويّ فينا يأخذ بيد الضعيف. فالمطلوب، الكف عن مصادرة حق الفئات الاجتماعية المتضررة من حملات التجويع العالمية عن طريق الاحتكار للمواد الضرورية بتعزيز السياسة الاجتماعية وتطوير آلياتها التضامنية وتوسيع مظلتها الحمائية وتنويع أشكالها بالقطع مع الخطاب الحزبوي لأنه لا يليق بشعب يحب الحياة ولنفتح المجال لخطاب تضامني يصالح بين المجتمع والدولة ويجمع الطاقات في مواجهة التحديات. ومن الحكمة والفقه الحسن ومن الوعي والإدراك للحظة التاريخية وللمعاناة التي يعيشها شعبنا وعظم المسؤولية الملقاة علينا قبل غيرنا في هذه المرحلة التاريخية بالذات لأننا أصحاب رسالة واصحاب قضية وعلينا بالاحتساب الى الله العلي القدير والصبر والمصابرة والمرابطة. وصدق الله العظيم اذ قال في سورة آل عمران: « يا ايها الذين آمنوا اصبروا و صابروا و رابطوا و اتقوا الله لعلّكم تفلحون » (آل عمران – 200) اذ نحن نأمن و ندعو على الدوام الى المصالحة والمصارحة وفكّ الاشتباك بين الجميع والحوار وبالحوار فقط يمكننا ان نتخطى الصعاب مهما كبرت وشعارنا « يسعى بذمتهم ادناهم وهم يدا على من سواهم ». إطلاق سراح الصحفي سليم بوخذير : قبل ايام قليلة من ذكرى الاعلان عن الجمهورية في تونس وبموجب إطلاق سراح مشروط أفرج عن مراسل العربية.نت بعد مرور 8 شهور على اعتقاله. وجاء إطلاق سراح سليم بوخذير (36 عاما)، بعد حملة كبيرة من المنظمات الدولية المدافعة عن حرية التعبير وقبل أيام قليلة على احتفال تونس بذكرى إعلان الجمهورية وهي المناسبة التي يقع عادة الإعلان فيها عن العفو عن عدد من المساجين. و »إطلاق السراح المشروط » تعني في تونس ألا يرتكب السجين المفرج عنه أي خطأ قانوني أو أي جرم ويقوم بتحديد مكان إقامته، وفي حال ارتكب أي مخالفة يعاد إلى السجن لتمضية بقية العقوبة. وكانت محكمة صفاقس بالجنوب تونسي قضت بسجن سليم بوخذير لمدة عاما كاملا نافذا في آخر سنة 2007 بعد ما أدانته بارتكاب ثلاث مخالفات هي « احتقار موظف عمومي » و »الاعتداء على الأخلاق الحميدة »، و »رفضه إظهار بطاقته الشخصية لرجال الشرطة ». مع العلم أن سليم بوخذير لم يتناول الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في تقاريره، بل كتب تقارير صحفية عن مختلف الأحداث التونسية، سواء كانت سياسية أو اجتماعية، وغطى إضراب سياسيين تونسيين تغطية إخبارية كبقية وسائل الإعلام وسلّط الضوء، في تقاريره، على جملة من القضايا التي تهم المجتمع التونسي، وترتبط بأحداث معينة تحصل فيه، من قبيل أوضاع الجامعيين وحقوق المرأة، فضلا عما ترصده جمعيات حقوق الإنسان من أوضاع للسجناء وغير ذلك. وقد أسندت لجنة « بنشيكو » من أجل الحرية جائزة « القلم الحر » لسليم بوخذير كما منحته الجائزة أيضا لأحد أهمّ رواد الصحافة المستقلة بالجزائر بشير رزوق. وكان وفد من لجنة حماية الصحافيين الدولية قد زار تونس نهاية يونيو/حزيران المنصرم وطالب السلطات التونسية بإطلاق سراحه. انتخاب أمين عام جديد لحزب العدالة والتنمية في المغرب : و اننا نهنئ الاخ عبدالاله بن كيران بانتخبه امينا عاما لحزب العدالة والتنمية الاسلامي في المغرب في اواخر شهر جويلية 2008 ونتمنى على الله ان بسدد خطاه في خدمة حزبه الى ما فيه الخير والتوفيق وهو من الشخصيات البارزة في الحزب امينا عاما للحزب خلفا لسعد الدين العثماني. وحزب العدالة والتنمية هو من اكبر الاحزاب المعارضة في البرلمان المغربي المؤلف من 325 مقعدا وفاز بعدد 46 مقعدا في الانتخابات التي جرت العام الماضي ليأتي في المرتبة الثانية بعد حزب الاستقلال المحافظ الذي يقود الحكومة المغربية. ويؤيد عبدالاله بن كيران التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني في المغرب ومختلف الجماعات السياسية كي يحظى بقبول الاسلاميين المعتدلين للحد من تصاعد نفوذ المتطرفين . وهو يعارض فصيلا اكثر تشددا في الحزب يدعو الى تقليص سلطات الملك الذي يعين رئيس الوزراء ويسيطر على الجيش والشؤون الدينية وهو من مؤيدي الملكية وان يركز نشاط حزبه على المشاكل اليومية. ان الحرص على الحد الأدنى من الحفاظ على الهوية الإسلامية للبلاد التونسية في الوقت الذي يريد فيه جحافل العلمانيين المتطرفين تماديهم في الدفع نحو نزع ما تبقى من معالم تلك الهوية. ان الذين يتحمسون لتجربة العدالة والتنمية التركية ليسوا سواء من حيث الدوافع والخلفيات، فهم يتوزعون على طيف واسع من البرامج والأفكار، يتصدرهم إسلاميون يعتقدون أن قادة الحزب يمارسون ‘التقية’، وأنهم مقيمون على برنامجهم الإسلامي، لكنهم يناورون من أجل التخلص التدريجي من سطوة العسكر والنخبة السياسية العلمانية المتطرفة في تركيا. ويشمل هذا الفريق؛ الكثير من جماهير الشارع العربي والإسلامي التي تتعاطف مع مفردات الظاهرة الإسلامية بكل تلاوينها، سواء كانوا في ترطيا او في المغرب او في الجزائر او في الاردن او في السودان او في غيرها من البلاد لا سيما تلك التي تتعرض لهجمات من أطراف خارجية وداخلية مناهضة للإسلام. الطرف الآخر المتحمس للتجربة التركية يمثله فريق كان يتبنى الرؤية الإسلامية للدولة والمجتمع، وهو سليل التجارب الإسلامية الحركية في العالم العربي، لكنه ما لبث أن ارتد عنها، أو راجعها، بحسب تعبير البعض، معللا ذلك بعدم وجود شيء اسمه دولة إسلامية، وباكتشافه لعبثية فكرة تطبيق الشريعة التي قامت على أساسها الحركات الإسلامية أو ما يعرف بقوى الإسلام السياسي. وهذا فريق يستحق التوقف لأنه عمليا وواقعيا يطالب الحركات الإسلامية بتغيير طبيعتها وهويتها من جماعات تنادي باستعادة المرجعية الإسلامية للدولة والمجتمع إلى مجموعات من السياسيين الذين لا يحللون ولا يحرمون، لا في السياسة بالاعتراف بالكيان الصهيوني والارتماء في حضن قوى الاستكبارالأميركية الغاصبة للارض و الثروة، أوالتحالف مع الأنظمة الفاسدة، ولا حتّى في القضايا ذات الصلة بالمنظومة الاجتماعية والاقتصادية. اما الفريق الثالث المؤيد للتجربة التركية فهو فريق علماني حقيقي بصرف النظر عن خلفيته الأيديولوجية السابقة، وأحيانا يساري ما زال على فكره، كما أن من عناصره من ليسوا مسلمين، وأكثر هؤلاء لا يحبون الإسلام ولا الإسلاميين مثل مجموعة 18 أكتوبر في تونس، فهم يريدون جر الحركات الإسلامية إلى لغة جديدة ليس فيها أية نكهة دينية إسلامية، لا في الاجتماع ولا في الاقتصاد ولا السياسة، وهم يفعلون ذلك تبعا للاعتقاد بأن هذا المسار هو الذي سينهي الحركات الإسلامية من الوجود، ومعها منظومة التدين التي تسيّدت الساحة العربية والإسلامية، بخاصة في العشرين سنة الأخيرة. مع العلم أن هذا الفريق الاخير هو الأخطر لانه يمارس عملية الاستدراج للحركات الإسلامية أكثر مما يمارس النصيحة التي تؤدي بتلك الحركات إلى تحقيق النجاح في الوصول إلى السلطة، لا سيما أنه يدرك تمام الإدراك أن مشكلة الإسلاميين مع الأنظمة العربية القائمة لا صلة لها بالأيديولوجيا، بقدر صلتها بالمعارضة ومنافسة النخب الحاكمة التي استأثرت بالسلطة والثروة. وهذه المنافسة لن تكون مقبولة من أي أحد حتى لو تنازل عن كل ثوابته الأيديولوجية، بل حتى لو كان من أبناء المؤسسة الحاكمة وأقرب المقربين إليها. إذ أن الوضع في تركيا لا يوفر ذات التفاصيل المتوفرة في الحالة العربية والإسلامية، حيث لا وجود لعلمنة قسرية أو إقصاء للدين على الصعيد الشخصي باتثناء بعض الحالات، وإن توفر على صعيد بناء الدولة، وثمة رؤساء وزارات وحكام متدينون أكثر من أردوغان، كما كان حال عبد العزيز بلخادم في الجزائر على سبيل المثال، إلى جانب بعض أركان الحكم في دول أخرى. كما أن المثال التركي لا يتوفر كذلك على صعيد البناء الديمقراطي، إذ إن ما يتوفر من معالم ديمقراطية في العالم العربي لا يتعدى ديمقراطية ديكورية لا تسمح لحزب من خارج اللعبة بالفوز حتى لو تزعمه قديس لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. إذن في تركيا، ثمة حزب علماني اسمه العدالة والتنمية، وآخر إسلامي اسمه السعادة يتبع شيخ الحركة الإسلامية التركية نجم الدين أربكان، وإذا كان العدالة هو صاحب الصدارة هذه الأيام، وبالطبع لأن قطاعا من الأتراك يتبنون اعتقاد الفئة الأولى التي أشرنا إليها، أعني تلك التي تؤمن بأن قادته إسلاميون يمارسون التقية، فإن ذلك قد يتغير في المستقبل، وقد يأتي يوم يتصدر فيه السعادة المشهد، أو ربما حزب آخر يستعيد فكرة المرجعية الإسلامية للدولة والمجتمع على ذات النسق المعروف. إن ما ينبغي قوله هنا هو إنه إذا لم يكن ثمة نموذج إسلامي للدولة والمجتمع تتبناه الحركات الإسلامية، فلا داعي لإطلاق هذه الصفة عليها، ولتسمي نفسها بأي اسم آخر، ولتطرح برامج مختلفة يحاكمها الناس على أساسها، وليعلن هؤلاء وهؤلاء من ‘الإسلاميين السابقين’ أنهم يقودون أحزابا هدفها السلطة وليس شيئا آخر. أما أن يجري استقطاب الناس على أساس برنامج معين ثم يجري التنكر له بعد ذلك، فتلك لعبة لا تليق بالشرفاء. نحن بدورنا نحترم الجميع ونصدقهم من باب الاختلاف والاجتهاد، فضلا عن أن ما يفعله الاخوة الاتراك يؤكد تصريحاتهم، حيث لا صلة لبرامجهم بالرؤية الإسلامية، لا في الاجتماع ولا الاقتصاد ولا السياسة، بما في ذلك موضوع الحجاب الذي جاء حسب تصريحاتهم على أساس احترام الحريات الشخصية وليس تطبيق الشريعة، وهوما جاء استجابة للجماهيروأننا نتعامل معهم على هذا الأساس، بينما نحن في تونس نصر على أن استعادة المرجعية الإسلامية للدولة والمجتمع ليست برنامجا عبثيا أو سخيفا، بل هي حقيقة متمسكين بها وهي نابعة من نص دستوري منقوش على الرخام منذ 1957 وهو ان تونس دولة عربية دينها الاسلام ولغتها العربية . و اننا على يقين ان عذه الفكرة سيطاردها أناس كثيرون، وإذا كان الكثير من الأحزاب الغربية ما زال يضع كلمة المسيحي في اسمه، ويتبنى المرجعية المسيحية للدولة، فأين العجب في حدوث ذلك في ابلاد الإسلامية؟! الفرق بيننا وبين الكثير من أولئك أننا ما زلنا، تماما مثل الكثير من الإسلاميين والعلماء، نصر على وجود نموذج إسلامي للدولة والمجتمع، وإذا كان ذلك النموذج لم يتبلور بعد بصورته الأفضل، أقله في سياق الدولة، فإن ذلك لا ينفي وجوده، فهذا النص الإسلامي المقدس والخالد (القرآن الكريم) والكثير من التطبيقات في السنة المطهرة، ليس كلاما يتلى في المآتم، وإنما تعاليم كانت وستبقى صالحة للتطبيق، يمكن تنزيلها على حياة البشر بحسب ظروف الزمان والمكان. وإذا كان الغرب قد استهلك قرونا من المساومات والحروب الأهلية حتى استقر (نسبيا) على نموذح معين، و نحن على يقين ان الغرب لن بستقر على نظام ما دام لم يهتدي الى النظام الرباني فلا عجب أن يستغرق المسلمون بعض الوقت لكي يستقروا على نموذج يستلهم رؤيتهم الخاصة. هذا الكلام قد يعجب البعض، وقد لا يعجب البعض الآخر، لكنه الرأي الذي نعتقده ونتبناه، ولم نكتشف عبثيته كما اكتشف آخرون، بصرف النظر عما إذا كان اكتشافهم تعبيرا عن قناعة عقلية بالفعل، أم تبعا لتحولات من آخر، أو ربما بسبب وطأة الهزيمة التي يعاني منها حكام العالم العربي والإسلامي إلا ما رحم ربّك، وكذلك فشل الحركات الإسلامية، مع أننا نعتقد أن هذه الظاهرة الإسلامية بكل مسمياتها هي التي تتصدى لهذه الحالة البائسة وتسعى للخروج منها. ان الحركات الإسلامية في العالم كسبت كل هذه الشعبية لتبنيها المنهج الذي يلتقي مع توجهات الغالبية من أبناء الأمة، ليس من زاوية الدين والتدين فحسب بل من زاوية رفضها للفساد والاستبداد، وسعيها لاستعادة أمجاد الأمة ومقاومة الهجمة الصهيونية والغربية عليها، وإذا كان ذلك كله سينتهي لسلطة في دولة قطرية بائسة، مع التبعية للغرب الحقود والغاصب للأرض و الثروة، فلماذا ستتبعهم الجماهير إذن؟! وصدق الله العظيم اذ قال في كتابه العزيز من سورة المائدة : » يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضرّكم من ضلّ اذا إهتديتم » (المائدة -105) و صدق الله العظيم اذ قال في سورة آل عمران: « ولتكن منكم أمّة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون » (آل عمران 104) و قال تعالى « مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ » (النحل:97). و الله هو الهادي إلى سواء السبيل لا رب غيره و لا معبود سواه.
بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، احد مؤسسي الحركة الاسلامية في ت باريس في 20 سبتمبر 2008
بسم الله الرحمان الرحيم
تونس في20/09/2008 والصلاة والسلام على أفضل المرسلين الرسالة رقم 471
بقلممحمد العروسي الهاني على موقع الحرية
مناضل كاتب في الشأن
الوطني والعربي والإسلامي الحلقة (2)
التحويرات الأخيرة في هياكل التجمع لها نجاعتها وجدواها وأبعادها إذا كانت أكثر عمقا ودراسة وعدلا وشفافية
منذ تعيين الأمين العام السابق للتجمع الدستوري الديمقراطي في 17 أوت 2005 تزامن هذا التاريخ مع اكتشافي لموقع تونس نيوز في شهر جوان 2005 وبفضل هذا الموقع الممتاز الذي فتح أبوابه للرأي الحر والديمقراطي. أخذت القلم والقرطاس وشرعت في الكتابة بحرية وديمقراطية ودون رقابة أو مقص حاد أو حذف جل المقالات. وقد ساهمت في هذا الموقع لحد الآن بـ471 مقالا في شتى المجالات وخصصت 8 مقالات منذ يوم 18/08/2005 إلى اليوم لتطوير هياكل التجمع وقدمت أكثر من 22 مقترح في الرسالة المفتوحة التي نشرتها يوم 6/12/2006 لدعم هياكل التجمع وقبلها رسالة يوم 18/8/2006 فضلا على الرسالة الأولى يوم 18/8/2005 وحوالي 5 رسائل متوالية خلال سنتي 2007 -2008 كلها تصب في دعم وتطوير هياكل التجمع بوصفه حزب الأغلبية وحزب الشرعية التاريخية وحزب التحرير وبناء الدولة العصرية وحزب الحوار المفتوح وحزب احترام رأي القواعد الشعبية وحزب الصراحة داخل العائلة الحزبية وحزب الشرعية والعشرة الشعبية وحزب الجماهير الشعبية وحزب يحترم رأي الأغلبية وحزب يملك قواعد متجذر وأسلوبا في الحوار أكثر شفافية هذا ما تعلمناه في المدرسة الوطنية التي منهجها الصراحة والشورى والحوار وقد تغذينا بهذه الروح الوطنية العالية وتلقحنا بفضل الجرعة النضالية التي كانت ناجعة ومفيدة بفضل توجيهات قائد السفينة وربانها وزعيمها وكان قدوتنا ورائدنا وناضلنا معه معارك الحرية والكرامة والسيادة الأبدية ودعمنا أركان وأسس الجمهورية العصرية واليوم نواصل المشوار بنفس الأسلوب ولو بعضهم متخرج من أسلوب الحوار والكتابة والإصداع بالرأي بلغة الديمقراطية التي لا تعرف النفاق والخداع والمطامع الحينية ولا الانتماءات الشخصية من أجل حماية مصالحها والانتفاع بالمكاسب والامتيازات المادية والحزب يرفض هذا الابتزاز وأسلوب الانتهازية ومناضليه الأحرار تربوا على هذه الروح العالية ولا يخافون لومة لائم عند الإصداع بكلمة الحرية والتعبير الصادق مهما كان لون الإغراء أو الترهيب أو الإقصاء والتهميش وتلك أسلوب وموضة العصر لمن رصيده ضعيف أو كان بالأمس ضدنا ويحارب الثوابت وضد مبادئ الحزب ولم يساهم بوضع حجرة في بناء الصرح الشامخ واليوم وجد الدار جاهزة والبناء شامخا والإرث غزير والحزب العريق إعطاهم الفرص والمسؤولية لكن على شرط عدم التنكر لمن بناء الدار وأطرد الاستعمار والاحتلال وبناء دولة الاستقلال أردت بهذا التقديم الرائع الذي هو جزء من منظومة شاملة وزاد كبير ورصيد عظيم يجعل كل مناضل وطني يعتز ويفتخر به ولو كان في صفوف أخرى وصدق مؤسس الحزب الشيوعي في تونس الذي اعترف عام 2001 في الذكرى الأولى لوفاة الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله. إن للزعيم له فضل كبير في تحرير البلاد وبناء الدولة وأكد هذا الرجل السياسي في حزب معارض أن الزعيم بورقيبة يستحق كل تقدير واحترام وهو صاحب الفضل على التونسيين والزعيم الكبير هذه شهادة من أكبر منظر لحزب معارض. وانطلاقا من هذا السرد الشامل بحق لي كمناضل أن أساهم برأيي في التحوير وأقول يجب مزيد التعمق في اختيار الأشخاص ودعم فكرة التمثيل الحقيقي وأعطى كل جهة حقها في العدل السياسي وأن من أهم أسباب نجاعة العمل السياسي والحزبي الشوري وتوسيع أسلوب الحوار والأخذ برأي القاعدة واحترام رأي كل مناضل دستوري تأكيدا لما جاء في خطاب رئيس التجمع الذي أشار مرارا وتكرارا بأن التجمع لا يضيق صدره بأي رأي ولا يستغنى على مناضليه ويرفض الحزب كل دخيل لا يحبذ الحوار وحرية الرأي ولو نحرص على تطبيق ما جاء في خطاب رئيس التجمع والدولة أعتقد أن جل الاشكاليات تزول وتتغير العقليات والممارسات التي عشناه عام 2003 من طرف مسؤول وطني ضد التعبير وحرية الكتابة أو تجاهل مسؤول لم يعير مقترحات المناضلين أي اعتبار. واليوم مع قدوم الأمين العام للتجمع الجديد نتمنى تغيير الأسلوب وقبول الرأي الحر والاهتمام بمقترحات أي مناضل واليوم بمناسبة التحويرات الجديدة التي أدخلت على الكتاب العاملين لنسبة 35 % يسعدني أن أتقدم وأجدد اقتراحاتي المتعلقة بأحداث لجان تنسيق جديدة للجهات التي بها كثافة سكنية ورقعة جعرافية شاسعة. وهذه فكرة على الجهات 1. تقسيم لجنة تنسيق صفاقس إلى 3 لجان تنسيق صفاقس المدينة ، المحرس ، وجبنيانة وقد كان التقسيم معتمد من عام 1982 إلى 1987 لولاية تعد مليون نسمة وبها 750 شعبة دستورية أي 10 % من سكان البلاد وبها 18 جامعة دستورية. 2. تقسيم لجنة التنسيق ولاية نابل وقد كان معتمد هذا التقسيم عام 1982. 3. تقسيم لجنة تنسيق ولاية المهدية إلى اثنان أحدهما بالمهدية والثانية بالسواسي أو الجم وقد كانت السواسي مقر جامعة دستورية في عهد الاستقلال أي مقر لجنة التنسيق بالمفهوم الجديد. 4. تقسيم ولاية بنزرت إلى اثنان لجنة تنسيق ببنزرت والثانية بماطر وهذا ولله هو العدل السياسي بين المناضلين والجهات والأجيال. وأضرب مثالا لذلك لرعاية الأب لأسرته فالأب الذي له 7 أطفال أو أقل يستطيع رعايتهم ومتابعة تعليمهم وكسوتهم وعيشهم أما الأب الذي له 13 ولد فهو فعلا يتعب في رعايتهم أما الرزق فهو من خالق الكون والحمد لله ربنا هو الرزاق كذلك المسؤول الجهوي مهما كانت مقدرته لا يستطيع متابعة 750 شعبة دستورية في مساحة 155 كلم طولا ومليون نسمة وبعضهم لا يعرف باب نادي الشعبة منذ 8 أعوام ولا يعرف أسماء أفراد الشعب؟؟؟ فضلا على النشاط والمتابعة والحركية… وقد حصل في صفاقس مثلا الكاتب العام منذ عام 2001 لم يزور الشعبة التي أنتمي إليها شخصيا… والمثل يقول كل فول لاهي في نواره … نرجوا نذراك هذا الضعف بمبادرة بعث لجان التنسيق حسب المقترحات التي قدمتها منذ عام 2003 لم يعجب الأمين العام الأسبق وأذن صاحب المجلة بعدم نشر الجزء الثاني من المقال ؟؟؟ وهذا يتنافى مع خطاب سيادة الرئيس الذي كان على المسؤول العمل به وتطبيقه؟؟؟ وبدون تعليق وختاما أسوق بعض الملاحظات التي قالها لي صديقي الحميم وزميلي في المسؤولية وهو يمزح معي في شكل نصائح قال لي يا سي الهاني لماذا تحمل نفسك هذا العناء والمشقة وكل يوم تكتب وتقترح وتعبر وتذكر ولكن الطرف المقابل غير مدرك لما تقول قلت له تلك رسالة المناضل الوطني وأكدت لصاحبي أن الواجب الوطني والأمانة تفرض مواصلة النضال مهما كانت التضحيات الجسام. قال لي صديقي نعم ولكن إلى متى هذا التعبير والجماعة لا تعيير أي اهتمام وربما يتحرجون من حرية الرأي والتعبير ولا يفعلون إلا برأيهم ما الفائدة إذا قلت له الفائدة حصلت والتاريخ لا يرحم وما ورد في كتابي خير دليل على صدق ما أقول وما أكتب… قال لي في النهاية أعانكم الله على حملتكم وكفاكم الله شر الحاقدين. الذين لا هم لهم إلا التأويل ؟؟؟ وأبتسم ضاحكا كعادته قائلا الأخ الهاني كما عرفته منذ 35 عاما في النضال. قال تعالى : ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون صدق الله العظيم مسك الختام حول كتابي المحجوز حاليا أعود إلى أخبار كتابي بعد مرور شهرين على مراقبته رغم إلغاء الإيداع القانوني وبعد نفاذ الصبر قابلت رئيس ديوان السيد وزير الثقافة يوم 23/08/2008 فأعلمني باختصار شديد كتابك أطلعنا عليه ودققنا فيه وهو سليم من العلل بعد الفحوص الطبية ولكن انتظر أسبوعا آخر حتى يعود الوزير من الإجازة 29/08/2008 جرى التحوير وذهب الوزير. وجاء الوزير الجديد واليوم بعد شهر لم يرى كتابي النور فهل أعود إلى عناية رمز البلاد من جديد حتى يعطي إذنه أم ماذا؟؟؟ محمد العروسي الهاني مناضل له رأس مال كبير في حزب التحرير
فتحي بالحاج: بعض الحقائق وتزول الغرابة.. رد على مقال زاهد المنتصر فتحي بالحاج
فتحي بالحاج
نشرت تونس نيوز مقالا بتاريخ 9 سبتمبر 2009 منقولا على العربية بتاريخ 9 سبتمبر 2009 وأعتذر عن التأخير في نشر الرد فقد أبلعت بالمقال مؤخرا..وردي يأتي استجابة لزميلي مصطفى الذي أبلغني بتاريخ نشر المقال وأصر على ضرورة نشر الرد…فقد سبق وأن رددت على هذا الكاتب النكرة في مواقع أخرى.. أختصر وأكتفي ببعض الحقائق..التي تعمد كاتب المقال اخفاءها.. الحقيقة الأولى: أن السيد زاهد منتصر اسم مستعار خلافا لما حاول تمريره في ثنايا مقاله يقول السيد زاهد المنتصر: ».. إضافة إلى ذلك فالعديد من الإخوة يكتبون بأسمائهم الحقيقية وهم ليسوا محامين مستعدين لتحمل جميع التبعات كالأخت فائزة عبد الله والأخ النفطي حولة ..والأخ سالم حداد والعبد الفقير لله كاتب هذه السطور.. »..والشباب القومي التقدمي يعرفون الشخصية الحقيقية لزاهد المنتصر.. إن اصراره على ايهام القارئ أنه يمضي مقالاته باسمه الحقيقي..يكشف مدى مصداقية الكاتب.. في حين أن أحدا لم يطالبه بهذا التوضيح الحقيقة الثانية: اتهمني في مقاله أن أدافع على الاتحاد الوحدوي الديمقراطي » ودفاعه عن الجهاز المشبوه .. » التحدي مطروح أن يأتي بمقال أو بموقف دافعت فيه عن الاتحاد الوحدوي الديمقراطي..أو أي حزب كان في الوطن العربي ..والكل يعرفون مواقفي من كل الدكاكين الناصرية بما فيها الاتحاد الاشتراكي..سواء التي كونت بأمر الحاكم أو بأمر شيخ الطريقة.. إن حلمي يتجاوزها لما هو أرحب وأشمل..وأجمع وأفيد..وهي غير محتاجة لدفاعي فلهذه..الدكاكين والزوايا مريدين وأنصار ومدافعين..ونعرف أن السيد زاهر منتصر هو من أنصار أحدى هذه الزوايا.. الحقيقة الثالثة: ولم يحدث أبدا أن كتبت مقالا يتعرض لفائزة العبدالله شخصيا أو شبهتها بالعبد ولا بالصبيّة.. ..المعروف عن الشخصية الحقيقية لزاهد المنتصر أنه اعتكف لمدة تزاهي ثلاث سنوات..وابتعد على العمل القومي لأسباب … والإجابات ما تزال غامضة… ربما هذه الوضعية خلفت فيه آثارا سلبية ودفعته إلى قراءات تآمرية….و لا أعتقد أنه قادر على تبيان مقال أنعت فيه فائزة العبدالله بالعبد أو الصبيٌة بالشدة. فالمقالات منشورة في موقع المسيرة وفي موقع أنصار..بتاريخها.. أما عن كلمة الصبية بدون شدة أي جمع صبي فأنا استعملتها والسياق يبين أني أقصد الصبية في السياسة ولكن لم تكن موجهة الى فائزة العبدالله . تلخص هذه العبارة بعض السلوكيات السياسية ولا أخفيك فأنا مصر على استعمال هذا المصطلح ولازلت أعتبرك واحد من هؤلاء الصبية جمع صبي الذين لن أتراجع عن كشف مهاتراتهم..وتقلباتهم.. الصبية هم ذلك النوع الردئ الذي يملؤ الساحة القومية..الصبية هم أولئك الذين يخضعون العمل القومي التقدمي طبقا لحالاتهم النفسية والمزاجية… الذين يفتحون دكاكينهم ويعطلونها طبقا لأجندتهم الخاصة….أولئك الذين يتعاملون مع القضايا القومية ومستقبل القوميين من منطلق فردي ثأري يناقضون القومية وإن حملوا شعارها وينتصرون للقبلية وللفردية القاتلة وإن رفعوا كل يافطات النضال القومي.. وهذا نص الرد الأول على فائزة العبدالله الذي أثار حفيظة بعض مريدي شيوخ الطريقة.. باسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله وحده الذي لا يحمد على مكروه سواه بردنا هذا نكون قد خالفنا عادة نبيلة من سيرة شيخ المناضلين سيد الشرفاء عصمت سيف الدولة وهو عدم التعرض للقوميين العرب علنا لأن أخطاء القوميين كثيرة والمستفيد الوحيد من نشرها هم أعداء القومية العربية.. كما يقول رحمه وطيب الله ثراه..عذرنا في هذا أننا أردنا تنبيه البعض من المزالق الخطيرة التي يقودون إليها العمل القومي العربي في تونس.. ونعلم أن حالة الفوضى التي ضربت العمل القومي العربي في القطر استفاد منها بعض المعادين للفكر القومي التقدمي ومريدي السفارات الأجنبية و جوقة جهابذة التطبيع في تونس المتحلقين حولهم.. يؤلمني أن اقرأ مثل هذه المقالات المنسوبة والمحسوبة على القوميين وليست هذه المرة الأولى التي نجد مقالات بهذه الطريقة في هذا الموقع… نعتقد أن العمل القومي في تونس ليس بحاجة إلى مثل هذه الأساليب فعوض الاتجاه إلى العمل والبناء واكتساح المواقع يصر البعض على البقاء في المربع الأول ويحاول البعض الآخر الارتداد ا إلى ما هو أخطر… يا للأسف إن الأساليب القديمة لاتزال سيدة الموقف والعمل القومي يعاني الانتكاسة تلوى الأخرى ويحيد عما عرف به من موضوعية وما اتسم به الطليعي العربي من أخلاقية معينة في التعامل..نقول إن أسلوب التخوين والسب والشتم لا يقدم للعمل القومي العربي في القطر وهو يكشف عن عقم في الإنتاج وعن حالة من حالات الارتباك التي أصبحت مرضا مزمنا لدى البعض لفقدانهم البوصلة القومية التقدمية أو لارتداد بعضهم عنها وان لم يعلنها خجلا أو رياء.. إن الانحدار إلى هذا المستوى تكشف للشباب القومي التقدمي عمق الأزمة التي تعانيها الحركة القومية وجسامة الدور المطلوب منهم في خلخلة هذا الواقع وتجاوزه على أسس قومية تقدمية خالصة..بعيدا على الحسابات السياسية الضيقة انه خريف سنوات الوهم التي لم تعد تغطيها لا البيانات ولا سياسات المراوغة والمناورة لقد جاء دوركم ياايها الشباب القومي التقدمي الواقف على الربوة لتصحيح الأوضاع.. قرأنا في المقال وأنه لولا بعض الطيبين الذين انطلت عليهم الدعاية المتهافتة وحسبوا أنها دعوة صادقة، فالتبس عليهم الأمر وشبه لهم أن هناك جدّ يستحق العطاء – وهم معطاءون بطبعهم- وظنوا حسنا بمن ضلّوا وأضلّوا؛ إلى أولئك وجب عليّ رفع بعض البس، لمنع المزيد من تشويه الحقائق والتشويش نقول ليس هناك أكثر استخفافا بالقوميين التقدميين ومقدرتهم في الفهم والتحليل واحتقارا لعقولهم إلا مثل هذا الكلام.. ليس هناك أسلوبا آخر لاحتقارهم وانتقاصا من إنسانيتهم يعادل مثل هذا الأسلوب الذي ظاهره عطف وجوهره امتهان…. الأخطر هو أنه تحت هذا الكلام وما شابهه مارس البعض تسلطهم وغيبوا القوميين التقدميين وتحت هذا الكلام وباسمهم ارتد البعض وسقط البعض الآخر..وتحت هذا الشعار وباسمه يتسيد من هو في طريق السقوط.. ومن هو في طريق الارتداد ؟؟ تحت هذا الشعار تاجر البعض وزايد الآخر وفٌتحت دكاكين واستبد شيوخ الطريقة بمستقبل العمل القومي التقدمي.. ومازال البعض يحلم أن يتحدث باسم القوميين التقدميين سرا وفي الغرف المغلقة هذا ماتقوله الكاتبة الكريمة: إن تلك الدعوة التي يزعم صاحبها أو أصحابها أنها تأتي كمبادرة منهم لرأب الصدع و جمع شمل العائلة القومية، ما كان يجب أن تمرر عبر تلك الوسائط و بتلك الصورة من الفجاجة الدعائية.. » نخير الاكتفاء بهذا الحد توسيع حديثنا لا يستفيد منه إلا أعداء القومية العربية لذلك نخير الصمت و سيفتح الكتاب عندما يحل يوم كشف الحساب. وكل نفس بما كسبت رهينة. أن موقفنا هذا ليس دفاعا عن أي طرف بل هو انتصارا للمستقبل القومي العربي..أعرف أن البعض سيحرفون كلامي في غير مقصده ليتناسب والأوهام التي تعشعش في رؤوسهم وكما عودونا في الماضي سيتم توجيهه لخدمة أصحاب الدكانين وشيوخ الطرق الذين يفتحون دكاكينهم ; ويعطلونها ويغلقونها طبقا لأجندتهم الخاصة…. أنهم ببساطة يتعاملون مع القضايا القومية ومستقبل القوميين من منطلق فردي ثأري يناقضون القومية وإن حملوا شعارها وينتصرون للقبلية وللفردية القاتلة وإن رفعوا كل يافطات النضال القومي.. ثرثرتهم لا تعنينا..لقد اخترنا مبدأ الثبات على الخط القومي التقدمي..وكان ولازال ولاؤنا للأمة العربية أولا وأخيرا.. انتهى المقال هذا نص الرد على فائزة العبدالله الذي نشر في موقع المسيرة..الذي ادعى صاحب المقال أني نعت فيه فائزة العبد الله بالعبد !!!وبالصبية!!!! ردي على فائزة العبد الله جاء بعد حوار طويل معها .. اختلافي معها لا ينتقص من احترامي لها كمناضلة صادقة..ولعل صدقها دون الانتباه الى ما يخططه الآخرين سمح للبعض توظيفها لرفع أسهمهم في ساحة المزايدات السياسية..ولقد نشرت مقالها في موقع المسيرة المحجوبة بدون الآية وحذفت منه ثلاث مصطلحات اعتبرتها ثلبا صريحا..ونقضا لما كان اتفق عليه في السابق..( انظر الرسالة المرسلة الى القومي التقدمي الذي يكبرني سنا) ..ونشر في موقع أنصار قبل أن تطلب سحبه..فاستجبنا لرغبتها.. وجعلتم منه معركة حامية الوطيس لتغطية الفشل..و..و..و.. ولتصفية الحسابات مع قائمة من الأسماء التي تطرح الأسئلة المحرجة..وتمثل حجر عثرة لبعض المشاريع…وقد اقتنع الجميع في نهاية المطاف بأن اسلوب مقال الأخت فائزة يخل بقواعد الاشتباك السياسي وأن لهجته تخوينية..وقد تم سحبه من أغلب المواقع بموافقة الجميع.. الحقيقة الرابعة: بالنسبة للخلاف مع خالد الكريشي لو كان الأمر كما ذكر زاهد منتصر أن للسيد خالد الكريشي قراءة خاصة لهان الأمر..ونحن نعرف منذ مدة أن له قراءة خاصة..وسبق أن تبادلنا الحوار في مواضيع عدة..والسيد خالد الكريشي ليس مبدعا في هذا المجال فهو يعيد كلاما سبق وأن سمعناه في الثمانينات..ويكاد تكون بنفس المصطلحات..وبنفس التعابير..في أماكن أخرى من الوطن العربي..في حين تبخر أهل هذا الطرح في أماكن أخرى يقدم لنا السيد خالد الكريشي نفسه كمجدد..هلا..ولا مشكل….هذا لا يمنع التواصل والعمل المشترك..لكن السيد زاهد منتصر لم يذكر القصة الحقيقية..للخلاف… واكتفى بالحديث عن استعمالي كلمة الصبية والوطاويط ..السيد خالد الكريشي فتح مدونته للهجوم على شخصي بالاسم واللقب فبالنسبة اليه فتحي بالحاج..يبحث على المركز..وخياله الخصب ذهب به الى رغبتي في تعييني سفيرا في فرنسا.. مع ذكري بالاسم واللقب هذه بعض عينات مما كتب في مدونة الكريشي .. وبعثت اليه بردين فحجب ردي الأول بعنوان إن الاناء بمافيه يرشح..ثم الرد الثاني بعنوان فهمنا لأخلاق الطليعي العربي المسلم يختلف على فهم السيد خالد الكريشي.. » (أنظروا الجنون الى أين يؤدي بالبشر في بعض الأحيان).. لقد كتب كل هذا الثلب الشخصي الصريح في مدونته لأني تجرأت على نشر ردي على السيدة فائزة العبدالله رافضا أسلوبها و محترما الالتزامات التي تم التوافق عليها.. .. هكذا تصبح الشتائم والثلب الصريح بالنسبة للسيد خالد الكريشي والنكرة للقراء الذي يدعي أن اسمه زاهد المنتصر نضالا.. الأغرب أنه حجب ردودي..نعم رجل القانون..الديمقراطي..المقاوم للاستبداد رفض نشرها بدعوى أن فيها ثلب شخصي..كذلك مقالي المنشور آنفا أي الرد على السيدة فائزة العبدالله رفض نشره وقال أن النص فيه ثلب شخصي.. نطلب من القارئ اعادة قراءة المقال ليكتشف الثلب الشخصي.. اللهم الا على قاعدة ذلك المثل التونسي (……تهمزوا مرافقو) الحقيقة الخامسة: كتب زاهد منتصر في فقرته الثانية : ثم فجأة إنتقل فتحي بلحاج إلى موقف المحايد في المعركة الدائرة بين جهاز النظام الإقليمي العميل الرجعي جهاز الإتحاد الديمقراطي الوحدوي وبين القوميين التقدميين الناصريين من جهة أخرى- وبين الحق والباطل لا يوجد حياد- وكتب مقالا عنوانه » سموه كل شيء وكأنه إحتوى ضمنيا على إعتذار من الأخت الفاضلة فائزة ومن القوميين التقدميين داخل القطر والذين إعتبروا أن مقال فتحي بلحاج الأخير تعبير عن العودة للحضن القومي التقدمي وتكفيرا منه على أفعاله من كتابته في جريدة الوطن ودفاعه عن الجهاز المشبوه… مرة ثانية استغرب كيف يقرأ زاهد المنتصر المقالات وأين قرأ في مقالي الأخير اعتذار من فائزة.. أعيد وأؤكد أنه ليس هناك أي مبرر للاعتذار..الاعتذار يأتي من الذين يعجزون على الرد فلا يتورعون في استعمال الهواتف النقالة للتهجم والسب..وهو أمر مخز..مقال جاء ردا على السيدة فائزة العبدالله وعلى السيد محمد المسيليني من الاتحاد الوحدوي الديمقراطي . أسلوب فائزة العبدالله لا يختلف على أسلوب المسيليني..نحكم القارئ فيما كتبت وهذا نص المقال الذي نشر أيضا في موقع المسيرة..
مرة أخرى أضطر للتعليق على هذا السجال السياسي الذي كنت ولازلت أعتبره اعتباطي وهو يعبر عن حجم المأساة التي وصل إليها العمل القومي وكيف تحول التفكير الطفولي سيد الموقف..هل هناك أكثر طفولية من أن نعتبر سجالا سياسيا قابل للحوار والنقاش ومحل صحة وخطأ.. قد يصيب فيه المرء وقد يخطأ.. »نور الله »..يتألم المرء وهو يتابع هذه « الغزوات » ومعارك الكر والفر.. ويسمع بيانات التهديد والوعيد..وأن هناك من هو على أهبة الاستعداد للعودة لغزوة ثانية..إنه أمر يدعو للرثاء والحزن والألم ..في وعيدهم وهيجانهم هذا .. يبدو أن البعض لهم فائض من الشجاعة لكنها شجاعة في نهش الجسد وشجاعة في اتهام الآخرين..من كانوا رفاق طريق…وهم في هياجانهم لا نعرف من يقصدون لماذا لا يكونون بمثل هذا القطع والوضوح مع الواقع الذين يدعون مواجهته ففي تحاليلهم في كتاباتهم يفتقدون هذه الشجاعة..عندما يتعلق الأمر بمواجهة الواقع السياسي تجد نقدهم تمتمات وتحاليلهم إشارات تجهد نفسك في البحث ما وراء السطور وفي معرفة من يقصدون وكلامهم يفتقد إلى التعريف فحديثهم يصدق على زمبابوي كما يصدق على أحدى الدول في أمريكا اللاتينية.. ومع هذا يصرون على رجم الآخرين… وتفنن آخرون في الهروب لرجم القوميين أكثر واختاروا أن يراسلوا عبد الناصر انتهت الفقرة الخاصة بفائزة العبدالله الاشارات واضحة « نور الله » الآية المصدرة لمقالتها وعنوان المقال إن عدتم عدت هذه الفقرة..الخاصة بفائزة وأخرج الاعتذار..يا زاهد وهذه الفقرة الخاصة بمحمد المسيليني بصراحة إنه أول مرة أسمع برسائل موجهة للموتى حتى وإن كانوا شهداء. فالرسائل توجه للأحياء وحدهم أما الموتى فعليهم رحمة الله وغفرانه… نطلب لهم جميعا الثواب في كل ما اجتهدوا فيه.. وحاولت أن أعرف القيمة المعرفية والحركية للرسالة الثانية التي أرسلت عبر صحيفة الوطن إلى عبد الناصر..وقد كنت قرأت الرسالة الأولى في السنة الماضية في مثل هذه الفترة وخلافا ما حاول أن يوهمنا كاتب الرسالة الثانية فان هذه الرسالة الجديدة لا تختلف كثيرا عن رسالة السنة الماضية, في جوهرها وفي شكلها: توصيف للواقع القومي بكل تورماته..وبعملية سلخ مجانية للقوميين.. طبعا ماعدا صاحب الرسالة لأنه تبوأ دور الشيخ دون أن يلتزم ضوابط وقار الشيوخ لقد أبدع في سلخ القوميين دون الدخول في جوهر الموضوع الذي يقول أخونا مسيليني أنه يدافع عنه وهو « الحوار القومي » ولا حتى ملامسة القضية ووضع معالم طريق يخرج القوميين من النفق ومن حالات الهستيريا التي تنتاب البعض منا ويتوهم بعض « القوميين الطفوليين » أنهم يضيفون شيئا للعمل القومي بالتعبير عن تقلباتهم النفسية.. نسوق بعض التعابير التي استعملت في الرسالة الآنفة الذكر : « الصلاة مع علي والأكل مع معاوية » « حلقات التلقين الفكري والشحن العاطفي » « مؤتمرات هي أقرب الى السياحة » « تتضخم فيها الذوات الزعامتية » « مذهب المرجئة » « حبل الكذب قصير »..الى آخر تلك المصطلحات التي أتعب أخونا مسيليني نفسه في تجميعها وترصيفها.. ولست أدري هل تدخل عملية سلخ القوميين وسبهم وشتمهم وتحقيرهم في سياق إشعال الشمعة أم في إطار إطفاءها ولم نعد نفهم هل كل هذا ضروري للحوار القومي الموعود أم أنها إبداع جديد في فن إدارة الحوار بين القوميين..هذا الحوار القومي الذي سمعنا به منذ قرابة السنة ولم نر له بعد أبوابا تمكننا من الولوج إليه..أم أنها طريقة ذكية لسحب الدعوة ..من خلال قراءاتنا ومتابعتنا لتاريخ الحراك السياسي العربي اطلعنا على مثل هذا الجنون السياسي والثورجية المغرقة في مجانبة الواقع والتي أدت إلى عملية انتحار سياسي للعديد من الأجسام المشوهة بالرغم من الغلاف الثوري والتقدمي الذي تدثرت به, ويبدو أن البعض من « الأخوة القوميين » يريدون أن يكون ورثة بعض التيارات اليسارية الماركسية التي اندثرت من الساحة.. إننا نحترم شطحات البعض وحالة الهوس لدى البعض الآخر لكن مصدر القلق والألم أن هذا يتم باسم الدفاع عن الفكر والعمل القومي التقدمي..في فترة يواجه فيها العمل القومي العربي عموما حملة محاصرة خطيرة…وتترصد القوى المعادية مثل هذه الحالات المرضية للامعان في تشويه الفكر القومي التقدمي.. على الرغم من هذا فانه يبقى لنا الحوار القومي مشكلة وجود بالنسبة للقوميين في تونس. فهل من سبيل للارتقاء والابتعاد على هذه الأساليب المبتذلة والبدء الجاد في البحث في مضامين الحوار القومي وفي آلية التنفيذ.. إن صدقت النوايا… الحقيقة السادسة: يبدو أن صديقنا يملك معلومات كثيرة ولست أدري هل هو من المخبرين أم من أصدقاء المخبرين..أم من تلك النوعية الساذجة التي لا هم لها سوى تجميع المعلومات .. فهو يعرف جهتي وأين أقضي عطلتي الصيفية.. ويعرف الأصدقاء وما ذكرته للأصدقاء.. و..و..و..ويريد أن يعرف ماذا قدمت أحمد شاكر بن ضية ومحمد أمين بن على؟؟!! … أنا لا أخشى أن يعرف أشياء فليس لي ما أخفيه..أخشى أن يضمن بنك أخباره معلومات خاطئة….فكثيرا ما كنت أقول لأحد أصدقائي الأعزاء أرجو أن تكون قد وصلتك هذه المعلومة يا زاهد.. »..صديقي أنا المخبر المهني لا يخيف..ليس هناك نخفيه..كل ما نقوم به يسمح لنا به القانون..الذي يخيف هو المخبر المضلل..الذي لا ينقل الحقائق كما هي..والسذج من أصدقائنا الذين يتناقلون المعلومة خارج سياقها..فيلتقفها المخبر » أنا لا أجزم الى أي صنف ينتمي السيد زاهد منتصر.. أجيب زاهد على بعض الأسئلة : .. بالنسبة لمشكلة البطالةّّ..كنت مثل البعض ضحية..ولست محميا من هذه الآفة..لم أطلب من القوميين المساكين المقهورين أن يجدوا لي حلا.. !!! صراحة ليس لي جواب !! بالنسبة لقضية أحمد شاكر بن ضية ومحمد أمين بن على..يكفيهم ما تعرضوا له من عمليات الابتزاز الرخيصة !!!! وعليك أن تسألهم من الذي ابتزهم !! الحقيقة السابعة: فمرة لا يتورع على الكتابة في جريدة « الوطن » جريدة جهاز المخابرات التونسية جهاز الإتحاد الديمقراطي الوحدوي وآخر مقال له كان « القوميون في تونس وتحديات المرحلة » ، في الأول برر فعله المشين ذلك للإخوة داخل القطر بأن جماعة الجهاز يتولون السطو على مقالاته من الإنترنات بدون إذنه ثم تتالت العملية ليبررها بعد ذلك أن بعض أعضاء الجهاز تربطه بهم علاقات ذاتية وشخصية لا غير …(ولا داعي للتفصيل أكثر؟؟؟؟ ) إلا أن إنقطع والحمدالله على النشر بتلك الجريدة المشبوهة لست أدري هل هذا الذي تكتبه هل مقالا أم تقرير مخابرات..هو استهزاء بالقارئ أليس بالأجدر بك أن تذكر من هم الإخوة الذين ذكرت ومن هم الأصدقاء….احتراما للقارئ افصح عن وجهك الحقيقي واذكر مصدر معلوماتك.. قياسا على ما كتب بإمكاني أن أكتب مع ذكر اسمك الحقيقي فهذا الشخص الذي يدعى …. كان عنصر ناشط في الحركة الطلابية.. مر بظروف اجتماعية قاسية.. وقد ذكر لي بعض الإخوة..أن هناك شك أنه مندس ولنا عليه العديد من التحفظات..خاصة عندما ..متهم بسوء التصرف ..وله اتصالات مشبوهة..فهو مجمد..وسبق وأن ذكر لبعض أصدقائه.. الذين أفشوا سره ..أنه على علاقات جيدة بشخصيات في مواقع جيدة..لكن صاحبنا برر فعله المشين للأخوة أن علاقاته ذاتية وعائلية لا غير..ولسنا ندري هل انقطع أم أنه مازال على تواصل مع هؤلاء الأشخاص أصحاب المواقع الجيدة..: ماذا لو كتبت هذا يا زاهد المنتصر وذكرت اسمك الحقيقي.. قياسا على ما كتبت يحق لي كتابة هذا .. هذا فيه استخفاف بالقارئ كما كتبت أنت لأنه كله احالة على المجهول ..والذين يحيلون الى المجهول هم المخبرون..يكتبون تقاريرهم ولا يضعون أسماؤهم..لأنهم يخافون..المستقبل غير مضمون لهم.. فأرجوك أن تبتعد عن مثل هذه الأساليب لأني لا أريد لشاب مثلك أن يسقط في مثل هذه الأساليب ..أوضح للقارئ أني كتبت هذا قياسا على ما كتب وليس اتهاما للاسم النكرة زاهد المنتصر… بالنسبة لقصة « الوطن » أعيد ما كنت ذكرته للذين طرحوا السؤال..أنا لا أستعمل المصطلحات التي استعملها زاهد منتصر..مثل السطو..الخ لقد قامت صحيفة «الوطن » بنشر مقالاتي في البداية بدون استئذان وبدون طلب..وبالنسبة لي شخصيا أمر لم يقلقني ولا يقلقني..نحن في عصر انسياب المعلومات..من الغباء أن أطلب من أية صحيفة وقف نشر مقالاتي ..مع العلم أن موقع المسيرة محجوب في تونس منذ مارس 2005… الذي يقلقني هو أن أجد مقالاتي مبتورة وأي صحيفة أخرى تريد نشر مقالاتي أو بالأحرى انطبعاتي مع الأحداث لها مني جزيل الشكر..هذا اذا نشرتها بدون حذف أو نقصان..أوضح أكثر بعد نشرهم قرابة ستة مقالات جاءني هاتف من أسرة تحرير الوطن..يعلمونني بأنهم ينشرون مقالاتي ..وطلبوا مني الكتابة ..وأعلمتهم أن كل ما أكتبه ينشر في موقع المسيرة أولا ..وهي متاحة للجميع.. منذ نشرها في المسيرة تصبح ملك لقارئها..وسأكون شاكرا لكل من يقوم بنشر أو بتوزيع كتاباتي.. وواصلت الوطن نشر مقالاتي..ولم أتوقف عن الكتابة أو تبت كما حاول تصويرها السيد زاهد المنتصر !!!!..فإني لم أكتب أي منذ قرابة الشهرين…وفي كل الأحوال الأمر يعود الى أسرة تحرير الوطن…فأنا لست بالصحفي المحترف.. ولا بالكاتب بانتظام..ولا أتقاضى مقابل كتاباتي..فأرجو أن يكف البعض حالة هيجانهم غير المفهومة..فكتاباتي ليس فيها أي تمجيد لا للصحيفة ولا لادارتها..ولا للحزب ولا لقيادته…أنا أختلف معك بنسبة 180 درجة أنا لا أؤمن بمقولة الصحف الصفراء..شعارا رفع في القديم وكان وبالا على رافعيه..بالنسبة لي أي مجال يفتح لنشر الكلمة الطيبة فليفتك..فما الفرق بين « الوطن » و »الشروق »..ألخ عندما تتوفر مساحة للكتابة فيجب توظيفها.. ثم يا صديقي ألم ترسلوا مقالاتكم للصحف « البرتقالية » وألقوا بها في سلة المهملات لأنها تختلف مع خطهم..بإمكاني أن أذكر اسم الصحيفة الديمقراطية جدا وعنوان المقال وصاحب المقالات المسكين الذي ما وجد منبرا الا وكال المديح والتسبيح لمدير هذه الصحيفة..ولما لم تنشر الصحيفة مقالاته وهي مقالات رأي تعبر عن رؤية خط فكري وسياسي .. لاذ بالصمت..واكتفى بأن كال المديح مرة ثانية للصحيفة ولمديرها !!!!…. أما عن أصدقائي فهم متنوعين ومن كل العائلات السياسية والفكرية..لأني سبق وأن قلت أني لست من مريدي شيوخ الطريقة..ألتقي مع البعض في بعض النقاط فنسعى أن نعمل مع بعض وأختلف مع البعض الآخر ونثبت معالم اختلافاتنا..كل يحترم وجهة النظر الأخرى…. أعتقد أننا لا نعيش في عهد ستالين فقد ولى فمن غير المعقول أن تحددوا لنا ماذا نكتب؟ ومتى نكتب؟ وأين ننشر؟ ومن هم أصدقائنا؟..ومع من نلتقي؟ ومع من نحتسي الشاي؟..ومن نترك من أصدقاء الدراسة ومن نرفض مقابلته؟..و..و..,..,..تلك القائمة الستالينية الطويلة المرعبة والمخيفة.. وأعتقد حتى الذين كانوا في موقع القيادة في عهد عبدالناصر واصدروا الأوامر بهذه الطريقة الفجة.. قد اعترفوا بأخطائهم..إني أستند هنا الى ما قاله ذلك البطل العظيم بعد نكسة 1967 قولته الشهيرة « ..لقد سقطت دولة المخابرات…. » وقد سقط معها الذين كانوا يصدرون الأوامر ماذا نكتب؟ وأين نكتب ؟ ومع نلتقي؟ ومن نصادق؟ ومن نعادي؟ سقطت دولة المخابرات وسقط معها ذلك البلاط العريض الذي تحلق بالثورة الناصرية وأجهز عليها..ولا أريدك أن تكون من يتقمص تلك الأدوار سيئة الذكر….نريد قراءة تجربة عبد الناصر الفذة لا تلاوتها..نريد مقدرته الخلاقة في وعيه باللحظة التاريخية وإمساكه بالممكن في ظل الواقع المتغير مع الثبات على الأسس..إمساكه باللحظة التاريخية هو الذي جعل منه بطلا عملاقا..لم يعش في الماضي ولم يغرق في الأحلام.. أقول لزاهد منتصر لقد ولى الزمن الذي تصدر فيه الأوامر والعبيد تستجب..أنا أتعامل مع الواقع القومي بعيدا على الحسابات الطائفية والفردية..أنا متحرر من كل الحسابات السياسوية الضيقة..وكما لا شك قرأت أتعامل مع واقع سياسي لا مع حسابات أفراد..أحلامهم لا تتعدى ظلهم.. أنا لا أسوق البشر من باريس ولا اشبه نفسي بالخميني ولم يحدث أن توهمت أني أقود الناس أنا مع البشر في حركتهم اليومية..مع آلامهم وآمالهم..حاولت أن أكون حاضرا في أغلب التحركات النضالية..وأعرف أني في بعض الأحيان مقصر لأن ظروفي المهنية قاسية..ونسعى مع بعض الشباب المهجري أن نقدم مادة فكرية ونضالية تقدمية من مواقعنا المريحة..ويعلم كل الذين التقيتهم.. أني أؤكد أن وضعنا المريح في باريس لا يقارن بوضعهم لم أتبوأ يوما لا دور القائد ولا دور المعلم..بل دور المثقف واضع كلمة مثقف بين ظفرين..الواعي والحامل لهموم أمته ومعاناة شعبه.. ولا يحمل الله نفسا الا وسعها..ولم يشهد يوم أن أصدرت أمرا الا ما أنا قادر على فعله..ويعرف الجميع أني أرفض رفضا قاطعا أي دور تنظيمي..ولو كانت لي رغبة في القيادة أو في اصدار الأوامر لأبقيت نفسي داخل المشاريع التنظيمية..أضف هذه المعلومة.. ».. كنت أعلمت منذ قرابة السنتين للمعنيين بأمر الوحدويين الناصريين .. أني خارج المشروع التنظيمي..للوحدويين الناصريين….لأسباب وضحتها للمشرفين على الوحدويين الناصريين..الذين أكن لهم كل الاحترام وإن اختلفنا في التحليل..هذا الاختلاف لم ينف أن أبقينا باب التعاون والتشاور بيننا..وتواصلت خيوط المودة والمحبة بيننا..وتحركنا لما فيه خير الأمة..الا البعض الذين ما فتؤوا يختلقون المبررات لمعارك نعرف أنها على خلفيات سياسية..وعلى أوهام يعيشونها.. ولا زلت أحافظ على استقلاليتي .. ولست على استعداد لتلقي الأوامر لأنفذ.. الطلب الصريح الذي تدور حوله الهجمات الشخصية التي خصها بنا هؤلاء المناضلون الأشهر الأخيرة.. ورفضته وحاول بعضكم بأساليب فجة متخلفة ابتزازي.. »..اطلب من « الوطن » أن لا تنشر مقالاتك…واطلب من معارفك في الشرق العربي ( استعمل نفوذك لديهم) التوقف على نشر مقالاتهم في « الوطن »..فلما رفضت أصبحت بالنسبة اليهم خائن وعميل وأبحث عن سفارة وووو…وهات من ذلك القاموس الردئ…إنه لواقع مأساوي ويدعونا للنحيب فعلا..بعد أن اضطرنا أخونا زاهد المنتصر نشر غسيلنا..إنها العقلية التآمرية فعلا.. وختاما اقول للسيد زاهد المنتصر إنها لخسارة كبرى للأمة ..مازلت تفكر بهذه العقلية وتدافع على هذه الأساليب..أتركك تنوس ما بين الماضي والمستقبل..بإمكانك أن تعود للماضي وتكتب عنه ما تريد وأن تسبح في المستقبل وأن تحلم..لكن من شدة النوسان والدوران تفقد الوعي باللحظة التاريخية ..تفقد الإمساك بحلقة الفعل والتغيير الأساسية..من شدة الدوران قد تسقط..وهذا ما حدث للبعض إما خارج الحلبة ..واما إغراقا في الماضي أو سباحة في المستقبل..أما تحويل المستقبل الى واقع معاش.. فأعيد وأؤكد يصنعه الواعون باللحظة التاريخية…. فتحي بالحاج نص ردي على رسالة وصلتني في مدونة محب الوطن العربي..تحت اسم مجهول يقول أنه يكبرني سنا وأنه قومي تقدمي.. تحية قومية تقدمية أشكرك أولا على ردك..وأنا لاشك من يحترم الذين يكبرونني سنا..والحريصين مثلك على مصلحتي اضافة الى مصلحة الجماعة..ولا أخفيك ترددت كثيرا في الرد..لكن تساؤلات عدة مرت بذهني وددت أن أبعثها اليك..وأنت العارف لعنواني ولم ترسل مقال عبر البريد وأنت العارف لعنواني الألكتروني وخيرت الصمت..وأنت العارف لرقم هاتفي..وكان بامكانك أن تتصل بي .. لتستفسر عما جرى..حرصا على المصلحة القومية..ألست كبير العائلة أو واحد من الذين يكبروننا سنا ومن المشروع لك أن تتدخل..ليس لأني متعالي متكبر كما حاول البعض تصويري ,بل …تساؤلات كبرى خامرتني ولست بقاطع ..سوى أن أترك لللشك بين الفينة والفينة يقدم..تفسيرا.. الم يكن من الحكمة ايها الأخ القومي التقدمي الذي أكن له كل الاحترام..أن تطلب في لقءاتك العادية من السيد خالد الكريشي أن يعتذر على ما نشره في مدونته وعلى مدى الضرر النفسي والمعنوي الذي ألحقه بأخ له..اذا لم يكن باسم الأخوة فليكن باسم الأخلاق اذا لم يكن باسم الأخلاق فليكن وباسم احترام ضوابط التدوين والنشر..عد و اقرا ردي المنشور في المسيرة وفي أنصار..أين شتمت فيه فائزة العبدالله ..بل ذكرت الكاتبة الكريمة ألم يكن من المستحسن أن تأخذ هاتفك أو تتحدث مباشرة مع زاهد المنتصر وإني على يقين أنك تعرفه كما أنا أعرفه من هو زاهد منتصر..وكل الأسماء المستعارة ومتأكد أنك تعرفها..سيدي قد أكون أقضي أغلب السنة خارج الوطن..لكن تأكد أن الوطن حاضر فيً بهمومه وبكل دقائقه.. حسبتك ولا زلت كبير العائلة..أتذكر كم طلبت منك أن تبقى كبير العائلة ومهما كان موقفك عليك أن تلعب دور الموفق..أن تلعب دور الحكم..لا يا كبير العائلة أعرف أن الحرائق بدأت تشتعل هنا وهناك ..وخيرت الصمت لست أدري ماالذي حصل ..الحكاية يا أستاذي العزيز وأخي الكبير ليست وليدة الأمس بل منذ أشهر..ماذا لو قمت ما قام به الأستاذ العزيز ..الم يكن من الحكمة أن تتدخل عندما بدأت المشكلة مع نشر مقال الأخت فائزة..وتعلمها بجوهر الاتفاق منذ آب 2007..وأن مقالها يتعارض ما اتفقنا عليه وما اتفق عليه مع الآخرين.. الأخ الكبير ألم أتصل بك وأتصلت بالسيد خالد الكريشي وقلت لكم أن لهجة مقال الأخت فائزة لا تتماشى مع كنا تواضعنا عليه.. ما السر ما الذي تغير ألم يكن هناك اتفاق جنتل ..نعم أنت سميته جنتل .هل تريد أن اذكرك مع من .. قلت مقال السيدة فائزة رد ليس الا..رد على مقال ضو بالسعود.. الصادر بالوطن في عدد37 كيف ؟ دققت في الأمر وقرأت المقال .. ..وعاودت الاتصال بك..وطلبت منك بالحاح تصحيح معلوماتك ونصحتك باعادة قراءة المقال..لا يحتوي على أي نوع من أنواع الشتيمة..اضافة الى أن السيد غير منتمي حزبيا أما عن مقال فائزة فقد كنت نشرته…لكني حذفت منه الآية والجملة الأخيرة..لن أعيد القصة للمرة العشرين.. سيدي هناك خلاف سياسي عميق على خلفية أسس فكرية..حاول بعضهم حله بأسلوب السب والشتم والتخوين..لاستحقاقات ما..لأن هناك بعض العناصر مقلقة ليس فتحي فقط..ممكن أن أعطيك القائمة..اذا لم تتابع القصة من بدايتها..فاقرأ هذه المدونة وانظر كيف ووجهت ومن واجهها..واسأل صاحب المدونة.. اقسم لك أني لا أعرف من هو..محب الوطن العربي..ولم يحدث أن تواصلنا..الا عبر هذه المدونة ( اقرأ التوضيح حول المدونة تحت) أخي الكبير لو كنت تدخلت في بادئ الأمر عندما كانوا الصبية ينهشون أخاك ومن تسول له نفسه بمخالفتهم المالكين لختم الناصرية..لهان الأمر و قبلت منك النصيحة..لكن تدخلك جاء متأخر…. لنترك مع بعض ذكرى طيبة ..وأعيد لتأكد شكري الجزيل لحرصك على مصلحتي.!!!!!.. ختاما أعرف أنك تعرف هذا لكن أذكرك بما كنت نشرت.. « …كنت أعلمت منذ قرابة السنتين للمعنيين بأمر الوحدويين الناصريين ..أني خارج المشروع ..أي الوحدويون الناصريون….لأسباب وضحتها لبعض الأخوة المشرفين على الوحدويين الناصريين..الذين أكن لهم كل الاحترام وإن أختلفنا في التحليل..هذا لم ينف أن أبقينا باب التعاون والتشاور بيننا..وتواصلت خيوط المودة والمحبة بيننا..وتحركنا لما فيه خير الأمة .. حتى لا نطيل الحديث وأعتذر عن ردي مع أنك طلبت مني أن لاأرد عليك.. لا أريد أن أتطرق لبقية النقاط فإن بعضها قد يكون محرج وأرجو أن يكون صدرك رحب لأني مع احترامي لك خيرت الرد..وإن كنت أعرف أن بعض الاجابات تحتاج الى بعض الزمن.. ولست أشك أني سألتقي معك في مهام نضالية أخرى تقبل الأخ الكبير أسمى تقديري لكم.. فتحي بالحاج ( لما افتتح أخونا محب الوطن العربي مدونته المعنونة على دربك يا فارس العروبة سيف الدولة..وطلب من القراء زيارة مدونته..والتفاعل مع مقاله إشكالية المنهج..كان رد خالد الكريشي وزاهد منتصر..وآخرين..اتهامه بالرجعية والتخلف والتكلس..بل خالد الكريشي اتهمه بالجبن وبالأيادي المرتعشة..وكان طلب المسكين هو وجهة نظرهم في مدونة تحتوي مقالا في المنهج..لا أكثر ولا أقل عنوان مدونة محب في الوطن العربي) http://mou7ib1952.maktoobblog.com
حَــــــرَجٌ… من إسرائيل
بقلم: برهان بسيس انتخب اسرائيليو كاديما تسيفي ليفني زعيمة للحزب لكي تتهيأ بهذه الصفة لتسلم مهام رئيس الوزراء، أعلى سلطة تنفيذية في اسرائيل. ليفني الموظفة السابقة في الموساد قطعت طريقها بهدوء وبعيدا عن الصخب والأضواء لتتسلق هرم السلطة في بلد تعني فيه القيادة الاستعداد الدائم لخوض حروب القرارات المصيرية الخاصة بالحرب أو السلام. بعد العجوز غولدا تأتي الشابة ليفني كثاني امرأة تتولى السلطة في الدولة التي أقامها بن غريون بمزيج من نفحات الأسطورة ومعاناة الذاكرة وعصاب الخوف وايديولوجيا العدوان. اسرائيل التي جمعت علمانيتها شتاتا متنوعا من الأعراق والثقافات والأفكار لتؤلف بينها كيانا قوميا بمؤسسات حديثة ومظاهر تفوق علمي واقتصادي ما فتئت ترسل الى محيطها العربي رسائل محفوفة باشكالات وشفرات عصية على الفهم البسيط. كيف ينجح مجتمع وكيان قام في تشكله التأسيسي على شرعية الأساطير الدينية في بناء حداثة منسجمة مع كل قيم العصر الخاصة بالقوانين والمؤسسات الحديثة والتنظيم الحديث والثقافة الحداثية؟! لقد نجح العقل اليهودي في تحويل أسطورة الميعاد وما شابهها الى قاعدة لاشتقاق كينونة حديثة متفوقة بكثير من مقومات البناء الداخلي بالرغم من كل ما يقال عن المؤامرة الدولية والدعم الغربي. أي مفارقة تلك التي تسمح لكيان يعيش دوما في دائرة الخوف والتهديد في محيط استلهم عداء اسرائيل كثابت من ثوابت التربية الصالحة للأجيال ورغم ذلك يتمسك بالتحديث السياسي والاجتماعي بما يعنيه من ممارسة الديمقراطية والتداول وبناء المؤسسات وحرية الاعلام داخل حدود كيانه دون أن يشكّ أحد في أن هذا الاختيار سيضعف وحدة الكيان ويقلص جاهزيته في مواجه الاخطار والتهديدات الخارجية. منذ عقود يواظب العرب على تأجيل التحديث والاصلاح متمترسين وراء فزاعة المؤامرة الشيطانية التي تستهدف تاريخهم وهويتهم وثوابتهم ووجودهم الذي تحول الى خليط عصابي من العقد التي أخرجتهم من بوابة العصر ليستقروا في ملكوت الأرقام القياسية للفقر والأمية والجهل والتطرف وهشاشة المؤسسات وغياب الديمقراطية وانعدام الحريات والسيادة الثقافية الكاسحة للفكر الأصولي وانهيار كل حظوظ الفصل بين الدين والسياسة وتخلف مؤسسات التعليم وغياب أفكار المساواة وعزلة النخب التنويرية. حين خرج خبر فوز ليفني بالانتخابات وفيما كانت سوق التحاليل السياسية الخاصة ببورصة الشرق الأوسط المعقدة تغلي بالتنبؤات متعددة الاتجاهات سيطرت خلاصة مركزية واحدة على استنتاج جماهير أمتنا من المحيط الهادر الى الخليج الثائر مفادها «لن يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة»!! ما أقسى معركتنا ضد اسرائيل.. لا بل جهادنا ضد أنفسنا!!! (المصدر: جريدة ‘الصباح’ (يومية – تونس) الصادرة يوم 20 سبتمبر 2008)
توفيق المديني أعلن علي أحمد كرتي وزير الدولة للشؤون الخارجية في السودان، أن وزراء الخارجية العرب قرروا في ختام اجتماع دورتهم العادية رقم 130 تشكيل لجنة عربية وزارية برئاسة معالي رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني لرعاية المباحثات بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة بدارفور للعمل على حل الأزمة في الإقليم السوداني. ويجمع المحللون العرب أن اختيار دولة قطر للقيام بهذه الوساطة من أجل حل أزمة دارفور، نابع من التجارب المهمة التالية: إن الدبلوماسية القطرية أثبتت كفاءة عالية في الأداء والفاعلية لجهة حل العديد من الأزمات العربية، ولعل آخرها الدور القيادي القطري في حل الأزمة اللبنانية، التي تعتبر من أخطر الأزمات العربية. ومع ذلك فقد نجحت الدبلوماسية القطرية المتسمة بالرصانة والهدوء في رعاية الحل العربي لهذه الأزمة، والذي بات يعرف باتفاق الدوحة. لقد نجحت الدبلوماسية القطرية خلال السنوات القليلة الماضية في القيام بوساطات ناجحة بين حركتي فتح وحماس، ولا سيما بعد سيطرة هذه الأخيرة على قطاع غزة، وقامت الدولة القطرية أيضا بجهود لإقرار تهدئة مستمرة بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية كان آخرها خلال زيارة وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني للدوحة منتصف نيسان الماضي. وسبق أن قامت الدوحة بدور تهدئة بارز بين الأردن وقيادات حماس عندما استضافت رموز حركة المقاومة الإسلامية خالد مشعل ومحمد نزال وموسى أبو مرزوق وإبراهيم غوشة بعد إبعادهم عن العاصمة الأردنية عام 1999. ثم إن الدبلوماسية القطرية مطلة بشكل جيد على الجوانب المختلفة للأزمات التي يعاني منها السودان، يتجلى ذلك من خلال الدور الملموس الذي لعبته الوساطة القطرية بين كل من إرتريا وإثيوبيا لحفظ الأمن والاستقرار في منطقة القرن الإفريقي وأيضا في إقرار المصالحة الصومالية من خلال استضافتها عددا من قيادات المعارضة خاصة من قيادات اتحاد المحاكم الإسلامية. وقد رحب الاتحاد الإفريقي بتشكيل اللجنة الوزارية العربية برئاسة الشيخ جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس الوزراء وزير الخارجية، لحل أزمة إقليم دارفور في أقرب وقت ممكن واعتبر تشكيلها سيؤدي إلى تعزيز الأمن والسلم العربى والإفريقي من خلال تضافر وتكامل الجهود والعمل المشترك، وأكدت مفوضية الاتحاد دعمها الكامل للجنة ومساندة كل جهودها حتى تأتى بالنتائج المرجوة على صعيد دفع العملية السياسية والسلمية فى دارفور. و تأتي الوساطة القطرية بعد أن اتفق السودان وتشاد علي إعادة تطبيع العلاقات بينهما بصورة عاجلة وتبادل السفراء خلال أسبوعين أو ثلاثة، ونشر ألفي جندي علي الشريط الحدودي لحماية 92 مراقبا دوليا سيتمركزون على نقاط حدودية. وتمكن الاجتماع الوزاري لدول مجموعة الاتصال المكلفة بمتابعة تنفيذ اتفاق داكار المبرم بين السودان وتشاد في السنغال في آذار الماضي، والذي عقد بالعاصمة الاريترية اسمرا من إعادة الأمور بين البلدين إلى نصابها بعد شهور من القطيعة، وأجاز الاجتماع توصيات تقدم بها خبراء الأمن والدفاع والاستخبارات حول مراقبة الحدود بين البلدين. إذا كانت هذه الأجواء الإيجابية تشكل عاملاً مساعداً لإنجاح الوساطة القطرية، فإن أطرافاً من الحركات المتمردة المسلحة، مثل حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان رفضتا المبادرة العربية لحل أزمة دارفور والتي تفضلت دولة قطر برعايتها، وأوردتا أسبابا واهية وغير منطقيه لتبرير رفضهما للمبادرة. فقد عبر خليل إبراهيم زعيم حركة العدل والمساواة عن ترحيب حذر بعرض الجامعة العربية تشكيل لجنة وزارية لإيجاد حل لصراع دارفور. وقال: « إننا لا نرى أن الجامعة العربية جهة محايدة ـ إنهم منحازون للخرطوم ». وأضاف « لكننا نعتقد أن الدول العربية يمكن أن يكون لها دور إيجابي تقوم به في دارفور. سوف أعطي حكمي عندما أرى الخطة بنفسي ». لاشك، أن رصيد الدبلوماسية القطرية لا يتوقف عند حدود معرفتها بتشابكات وتعقيدات أزمة دارفور في بعدها المحلي، بل إن لهذه الأزمة أبعاداً دولية وأخرى إقليمية. فلقطر علاقات ممتازة مع فرنسا التي تعتبر أحد الأطراف الدولية المهمة التي بإمكانها أن تسهم في حلحلة أزمة دارفور، نظرا للعلاقات القوية التي تربط فرنسا بالتشاد، والتي يمكن لباريس أن تؤثر على هذا البلد المجاور للسودان، والذي ينطلق متمردو دارفور منه، اضافة الى استضافة باريس لأحد أبرز أقطاب فصائل دارفور عبد الواحد نور وذلك من أجل العمل أولا على وقف التدخلات التشادية في الشأن السوداني واستغلال علاقاتها الجيدة بحركة تحرير السودان المتمردة بهدف التوصل إلى حل سياسي شامل ينعكس إيجابا على الاستقرار في الإقليم. غير أن الدبلوماسية القطرية ستصطدم بالمعايير المزدوجة والاختلال الكبير في الخطوة التي اتخذها المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية الارجنتيني لويس مورينو اوكامبو، بشأن مذكرة التوقيف للرئيس السوداني عمر حسن البشير التي أصدرها بحقه أخيراً، ولاسيما ان المجتمع الدولي الذي تهيمن عليه القوى العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، يعيش مرحلة من التراجع لجهة تطبيق أسس القانون الدولي، الأمر الذي يعطي للمشككين بنزاهة المحكمة والعدالة الدولية مبرراً كافياً باتهام هذه الأخيرة باستخدام المعايير المزدوجة، والانحياز الفاضح للسياسة الأميركية التي تريد الاستيلاء على نفط السودان الموجود في معظمه بالجنوب. (المصدر:جريدة المستقبل(يومية – لبنان) بتاريخ 20 سبتمبر 2008 – العدد 3083 – رأي و فكر – صفحة 19)
عرض/ نبيل شبيب الترجمة الحرفية لعنوان الكتاب هي « ما الذي سيبقى منا؟ »، فالمؤلف يان روس يتحدث عن الغرب باعتبار انتمائه إليه، وانطلاقا من وصف واقعه الراهن كما يعبر عنه العنوان الثاني على غلاف الكتاب « نهاية سيطرة الغرب عالميا ». -الكتاب: ما الذي سيبقى من الغرب؟ -المؤلف: يان روس -الصفحات: 228 -الناشر: روفولت، برلين -الطبعة: الأولى 2008 والمؤلف معروف من خلال موقعه المتميز في أسبوعية « دي تسايت » كبرى الصحف الأسبوعية الألمانية، ومن خلال كتبه، وكان منها « الأعداء الجدد للدولة » عام 1998، و »أي نوع من العالم نريد؟ » الذي نشره بمشاركة الرئيس الألماني السابق ريتشارد فون فايسئكر. ولم تبالغ دار نشر روفولت باستخدام تعبير « مستوى ثقافي رفيع » في تعريفها بالكتاب، إذ تظهر الخلفية الفكرية الثقافية بقوة عبر طرح رؤى المؤلف ومناقشتها، في عرض تاريخي متعمق وجرد حساب تحليلي حاسم للفترة التي قضاها الرئيس الأميركي جورج بوش الابن في الرئاسة، أثناء عامه الثامن والأخير فيها. والكتاب جاء في أربعة فصول، تعبر عناوينها عن المضمون بصورة دقيقة، وهي على التوالي: – تحولات تاريخية زمنية. – البرابرة ونحن.. كيف أصبح الغرب وما هي حقيقته؟ – الإمبراطورية ترد الضربة.. أوهام النصر بعد 1989. – بعد خسارة السيطرة.. كيف يحافظ العالم الحر على بقائه؟ ينطلق المؤلف من محطة تفجيرات نيويورك وواشنطن عام 2001، فيشير كيف أراد بوش الابن جعلها نقطة انطلاق حقبة جديدة تجعل من مطالع القرن الحادي والعشرين الميلادي بداية « الحرب على الإرهاب » أو « الحرب ضد الإسلام » أو « الهيمنة الأميركية عالميا »، ولكن لا يصدُق شيء من هذه العناوين على هذه المرحلة كما يقول المؤلف، فالعنوان الأصح هو « سقوط الغرب ». » أراد بوش جعل أحداث سبتمبر/أيلول 2001 نقطة انطلاق حقبة جديدة عنوانها الحرب على الإرهاب أو الإسلام أو الهيمنة الأميركية عالميا، ولكن العنوان الأصح لهذه الحقبة عند المؤلف هو سقوط الغرب » نظرة أميركية إقليمية يعدّد المؤلف مواصفات بعض صانعي القرار في واشنطن، مثل تقدير بوش الابن لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق تشرشل، أول من اعتبر هتلر عدوا للحضارة، وتأسّي رايس بالرئيس الأميركي الأسبق ترومان، صانع سياسة الأحلاف لحصار الاتحاد السوفياتي، فكما صُنع ضد الشيوعية آنذاك ينبغي أن يصنع الآن ضد الإسلام، بدءا بمصلياته الصغيرة على الأرض الأوروبية وحتى مدارس تعليم القرآن في باكستان وإندونيسيا. وهذه الخلفية العدائية كانت ظاهرة للعيان بقوة أكبر في كل كلمة كان يلقيها الشريك البريطاني توني بلير، وهو يطرح ما يجري ليس تحت عنوان « صراع الحضارات » بل تحت عنوان « الصراع من أجل الحضارة »، لينفي وجود حضارة سوى الحضارة الغربية، ولتدور « المعركة » في نظره بين كل من يأخذ بما يراه الغرب وبين كل من يرفض الأخذ به. لكن هذه الصورة أميركية محضة وليست « عالمية » كما أراد بلير طرحها، فحديث الأميركيين عن الخشية من الإرهاب، يقابله حديث الأوروبيين عن الخشية من الهجرة، والغالبيةُ من البشرية ترى المشكلات الأكبر في الفقر والجوع والمرض والتخلف. أما تلك المبالغة الضخمة في تحويل المعركة إلى « معركة عالمية ضد المسلمين المتطرفين » فلا تعدو أن تكون نظرة إقليمية (أميركية) ضيقة عند التأمل فيها عبر المنظور التاريخي العالمي. وفي الوقت الذي شغلت فيه واشنطن نفسها بحربها العالمية الجديدة، كان العالم يشهد ميلاد قوى جديدة سياسيا واقتصاديا. وبدلا من أن تتحقق نبوءة صحيفة لوموند اليسارية الفرنسية التي كتبت عقب التفجيرات « جميعنا أميركيون »، وقع الانقسام في الغرب بين أنصار حرب احتلال العراق ومعارضيها، ولم تعد المشكلة مشكلة « العراق » وحقيقة وضعه، بل مشكلة الغرب وحقيقة تطور أوضاعه، ومعظم ما يجري الآن يشير إلى أن الغرب لم يعد « وحده » المتصرف عالميا، كما يشهد مثال التعامل مع البرنامج النووي الإيراني. من خلال هذا التحليل يعزز المؤلف دعائم نظريته الأساسية في قراءة الوضع العالمي في الفصل الأول من كتابه، فمعالم خارطة نظام عالمي جديد لم تحددها ضربات وأحداث مثيرة بل تطورات تغييرية هادئة ومستمرة، تؤكد ظهور مراكز قوى جديدة في أنحاء العالم، لم يعد الغرب قادرا على فرض إرادته السياسية عليها. وهذا ما نشر داخل الغرب تعبير « تعدد الأقطاب » مقابل « الهيمنة الانفرادية الأميركية ». وقد حمل الطرح الغربي للأزمة عنوان « عداء المسلمين المتطرفين »، والعداء ليس مشكلة، فالمواجهة يمكن أن تؤدي إلى النصر، ولكن نهوض قوى جديدة عدّل جذريا من موقع الغرب العالمي، فبات يسأل نفسه « ألم يعد لدينا ما هو أفضل لنقدمه عالميا؟ ». الغرب يواجه تحدي « الأعداء والمنافسين » وتحدي « الآخرين » الذين يتحركون بسرعة أكبر، ولم يعد يمكن التعامل مع هذا التحدي بالوسائل التقليدية للسياسة الخارجية. والوضع الجديد تجاه الإسلام يختلف اختلافا جذريا عما كان تجاه الشيوعية في الحرب الباردة، وما نشره الغرب من قوات ما بين البلقان وأفغانستان لا يجد سوى الشك والعداء وحتى العمليات التفجيرية المضادة. وهذا وحده يكفي لانتشار الشك في الغرب نفسه حول حقيقة المهمة التي يقول بها عن نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان. عودة الإسلام أصبحت صحوة تاريخية قائمة على الاعتقاد بالنهوض من جديد كما هو الحال مع مناطق حضارية عقائدية أخرى، وهنا يختم المؤلف الفصل الأول بفقرة يقول فيها: « لقرون عديدة هيمن الغرب عالميا، وكان عدوانيا توسعيا أنانيا، وكان تفكك دوله الاستعمارية أول انهيار في مسيرته هذه… أما الآن فبدأ تيار التطور التاريخي يتحرك في اتجاه معاكس ». » انهيار الغرب عملية تفاعلية داخلية أشبه بمسيرة حياة بيولوجية مالت إلى نهايتها مع حتمية السقوط بعد فترة ازدهار حضاري » حتمية السقوط في الفصل الثاني حديث مفصل عن الجذور التاريخية للوعي المعرفي الغربي، فيعود المؤلف إلى أعماق تاريخ المواجهات العسكرية وعصر الإمبراطوريات القديمة. ثم يستشهد بالأديب والشاعر الروسي جوزيف برودسكي عام 1985 اللاجئ إلى الولايات المتحدة عن إسطنبول بعد زيارة لها، وكيف أنه لم يترك صفة سلبية إلا ووصم بها أهلها من حقبة بيزنطة « الأورثوذكسية » إلى حقبة الخلافة العثمانية. وقد استعار من ديكارت عبارة أنا أفكر فأنا موجود، ليستخرج منها وصفا للفرد الشرقي « أنا أذبح.. فأنا موجود »، وحاز بعد ذلك على جائزة نوبل للأدب!.. كما ينقل المؤلف ما صوره المؤرخ إدوارد جيبون في القرن الميلادي الثامن عشر وقوله إن معركة بواتييه حالت دون أن يتجاوز المسلمون الراين في ألمانيا ويصلوا إلى التايمز في بريطانيا وأن يكون خريجو أكسفورد الآن من حملة القرآن الكريم في أوروبا. ثم يقول إن هذه الصورة التاريخية المتوهمة هي بالذات ما أصبح الآن في محور مخاوف الغربيين عندما يتحدثون عن وصول الإسلام إلى البلدان الأوروبية عبر المهاجرين العرب والأتراك وغيرهم من الآسيويين وأبنائهم. ورغم سقوط القسطنطينية كان التحول حضاريا وثقافيا قد أخذ مجراه لصالح الأوروبيين وأوصلهم من بعد إلى الحقبة الاستعمارية، التي قضت على نفسها بنفسها وكانت نهايتها في الحربين العالميتين. وفي تلك الحقبة الاستعمارية ازداد انتشار ظاهرة « أنا » الغربي و »الآخر »، وتحولت إلى معادلة الحضارة والتخلف، والحرية والاستبداد، والإنجاز والعجز، ومن خلال ذلك حق السيطرة وبدهية خضوع الآخر. وهنا يأتي الاستنتاج الرئيسي من النظرة التحليلية التاريخية المطولة في الفصل الثاني، وهو أن « انهيار الغرب عملية تفاعلية داخلية أشبه بمسيرة حياة بيولوجية مالت إلى نهايتها مع حتمية السقوط بعد فترة ازدهار حضاري ». » بوش الابن سيدخل كتب التاريخ كشخصية مأساوية، مضى إلى أقصى الحدود بالعمل على فرض الزعامة الأميركية وهي في أوج قوتها، فأسقطها في الحضيض » نهاية عصر الاستعمار تحت عنوان « الإمبراطورية ترد الضربة.. أوهام النصر بعد 1989 ».. يتناول المؤلف في الفصل الثالث أخطاء الحملة الأميركية الجديدة للهيمنة، ويتعمد تأريخها بما بعد العام 1989، أي تاريخ سقوط المعسكر الشرقي، وليس العام 2001 كما شاع الحديث بتأثير سياسة بوش الابن عقب تفجيرات نيويورك وواشنطن. فالبداية الحقيقية هي في تبسيط كل ما في العالم من أوبئة معقدة وطرح دواء « نشر الديمقراطية » لها، والمؤلف يتبنى أصل هذه الفكرة ويرفض الوسيلة، فنشر الرؤية الحضارية الغربية مطلوب ولكن لا يتحقق في صيغة « إنسانية مسلحة »، كما يجسدها حديث بلير عن « حرب كوسوفو » باعتبارها « حربا إنسانية ضد الاستبداد ». ولا في تعليل حرب العراق في أن « الدول الحرة فقط يمكن أن تصبح شريكة للعالم الحر »، كما يقول الكاتب اليهودي ناتان شارانسكي مقارنا بين أوضاع المعسكر الشيوعي سابقا، ودول المنطقة العربية والإسلامية حاليا، وهو الذي استقبله بوش الابن في مقره بعد حرب كوسوفو الأطلسية. هذا الطرح « الأخلاقي » من وراء الحرب أوصل مع مطلع القرن الميلادي الحادي والعشرين إلى إعادة الاعتبار إلى كلمة « الإمبريالية » في الغرب، بدعوى فرض الرؤية الثقافية الذاتية عالميا، وانتشر سيل الكتب والدراسات بهذا المعنى في السوق الأميركية. وهنا يجد المؤلف أرضية غربية مشتركة من وراء الاختلاف الأميركي-الأوروبي بين استخدام القوة ومعارضته. ففي هذه الأجواء كانت « نهاية التاريخ » عام 1989 وفق فوكوياما نهاية « الصراع الأيدولوجي »، بينما سيطر فكر « صراع الحضارات » عام 2001 كما طرحه « هنتنغتون » منذ العام 1993. فكان تحرك بوش الابن تطبيقا لنظرية فوكوياما باعتبار « التطرف الإسلامي عقبة جديدة ظهرت على طريق نشر النظام العالمي المتجانس » وفق الرؤية الغربية له. اليوم « يقف الغرب أمام أنقاض هذا المستقبل، بعد الإخفاق الذريع لحرب العراق وتغيير العالم وفق رؤية المحافظين الجدد ». التدخل باسم أسباب إنسانية وجد الرفض منذ بداية تسعينيات القرن الميلادي العشرين، وفكر الإمبراطورية والإمبريالية بقي مرفوضا مهما جرى تزويقه، ومعارضة فرض نظام عالمي أميركي انطلقت في دول الغرب نفسه وانتشرت عالميا. ويؤكد المؤلف أن بوش الابن سيدخل كتب التاريخ كشخصية مأساوية، مضى إلى أقصى الحدود بالعمل على فرض الزعامة الأميركية وهي في أوج قوتها، فأسقطها في الحضيض. فإذا صح قول بريجنسكي عن الرؤساء الأميركيين الثلاثة بعد 1989، أنهم « الزعيم العالمي الأول.. والثاني.. والثالث » فمن العسير تسمية من سيأتي بعد بوش الابن زعيما عالميا!. « لقد تبخرت أوهام نشر إمبريالية جديدة، وما نعايشه هو المرحلة الثانية والفعلية والنهائية لنهاية عصر الاستعمار »، وفق ما يلخص المؤلف حصيلة الفصل الثالث من كتابه. » طرح العولمة الكاثوليكي هو الطريق الثالث للخروج من المواجهة بين الجهاد والسياسة الأميركية » بلسم كاثوليكي للحضارة الغربية ويبحث المؤلف في الفصل الرابع عن سبل محافظة الغرب على بقائه، أو إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ويفسر نظرية هنتنغتون بأنه لم يطرح من خلالها « الصراع » للسيطرة بالمنظور الغربي، بقدر ما طرح المخاوف من السقوط وبالتالي الصراع من أجل البقاء. وقد انتقد التناقض الشديد بين حديث « أحرار الغرب » عن مجتمع متعدد الثقافات داخل دول الغرب ومجتمع بشري يخضع للثقافة الغربية على المستوى العالمي، ومن هنا فهو يدعو -حسب قراءة المؤلف لنظريته- إلى تقوية الهوية الغربية داخليا والكف عن العمل لفرضها عالميا. خوف هنتنغتون من سقوط الحضارة الغربية بدأ يتحقق، أما تصدير « الليبرالية » كما بدأت مشاريع تنفيذه عام 1989 على أساس نظرية فوكوياما فمحكوم بالإخفاق، فما يعتبره الغرب « عالميا » ويفخر به، تتبناه « أقليات » في مجتمعات غير غربية، ويصبح عملها على تسويده « إمبريالية » غربية. ويستشهد المؤلف بمواقف البابا الكاثوليكي يوحنا بولص الثاني ولا سيما خلال زيارتيه للدار البيضاء ودمشق وكيف أصبح في نظر كثيرين في العالم الإسلامي « صديقا »، ليحذر بعد وفاته من سياسة تنهي صوت المصالحة لصالح صوت المواجهة، ربما بشيء من التلميح إلى مواقف بنديكت السادس عشر، ولكنه يدافع عنها بأنه يريد التأكيد أن العودة الذاتية إلى القيم الغربية شرط لا غنى عنه للحوار مع « الآخر » حضاريا وعقديا. ومن هنا ينكر المؤلف ارتباط البابا الكاثوليكي بالمحافظين الجدد وفكرهم، ويقول إن طرح العولمة الكاثوليكي هو -حسب تعبير المؤلف- الطريق الثالث للخروج من المواجهة بين « الجهاد » و »عالم ماك » كما يصف السياسة الأميركية استعارة من اسم سلسلة مطاعم « ماك دونالد ». وفي خاتمة الفصل الرابع يؤكد المؤلف مجددا أن الغرب ما يزال يملك مقومات الاستمرار اقتصاديا وعسكريا، بل يملك رصيد « حماية حد أدنى من المستوى الحضاري في غابة الصراع على السلطة والأزمات الاقتصادية ». ويشيد بقول الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون عام 2004 عن المهمة الأميركية إنها « ليست حل كافة مشاكل العالم بل العمل على إيجاد عالم نحب العيش فيه عندما لا نكون القوة الكبرى الوحيدة فيه ». ويطرح عقب ذلك « نصائحه » للغربيين ألا يقفوا سلبيين تجاه تحديات خارجية من جهة، وأن يمتنعوا من جهة أخرى عن تكرار محاولة « تصدير الديمقراطية بالإكراه » وقد أخفقت، ويستعير من الطرح الكنسي الكاثوليكي شعار « وحدة الجنس الإنساني » ليكون من وراء صدام الحضارات، ليختم بالقول إن طوق النجاة للغرب موجود في مكان ما بين واشنطن وروما. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ بتاريخ 18 سبتمبر 2008)