السبت، 17 نوفمبر 2007

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2735 du 17.11.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس: عريضة وطنية للمطالبة بإطلاق سراح مساجين حركة النهضة إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل: بيـــــــان الحملة الطلابية من أجل إخلاء الجامعة من البوليس: الفرز الأمني إلى أين ؟  (2) عبد القادر شوكات: بيـــــــان  شاكرالعواضي:بيـــــان طلبــــة تــــونس : أخبار الجامعة أخبار الجامعة صحيفة « الحياة » :تونس والاتحاد الأوروبي يُذللان خلافاً في شأن لجنة حقوق الإنسان صحيفة « البيان » :السجن 7 سنوات لمعتقل سابق في غوانتانامو صحيفة « الخليج » :43% زيادة في صادرات زيت الزيتون التونسي صحيفة « الخبر »:الاندماج المالي المغاربي يناقش بتونس والعملة الموحدة ما زالت حلما رويترز: أوروبا ودول جنوب المتوسط تتجه الى تطوير منسوجات « ذكية » محمود قويعة :عندما يتكلم القادة العظام محمد علي الغربي:ملاحظات حول الحوار الذي دار في برنامج أكثر من رأي بين  السيد بسيس والعريض مرسل الكسيبي: أكثر من رأي أو أكثر من فخ وقعت فيه حركة النهضة التونسية ؟ أبو أنيس: ما هي أولويات الحركة الإسلامية اليوم؟ محمد علي: هذا بيان للنّاس – في ذكرى رحيل الشيخ الجليل الداعية الحاج علي اللاّفي « رحمه الله » عبدالحميد العدّاسي: إنّ الله لا يرضى عن القوم الفاسقين طارق الكحلاوي: الجوع من أجل رد الجوع؟ محمد العروسي الهاني:خطاب الرئيس بن علي كان جليا واضحا والقرارات بصدد التطبيق إن شاء الله جمال الدين أحمد الفرحاوي:وتظل أنت الشامخ المعطاء سليم الزواوي: أفق جديد للتحول الديمقراطي في تونس شادية السلطاني: الطاقة في تونس مشكلة يفاقمها الاستهلاك المفرط و ارتفاع أسعار المحروقات في العالم د. محمد الهاشمي الحامدي: مزالي والجزائر (6) سليم عزوز:وجهات نظر جريدة الوطن:الاتحاد الديمقراطي الوحدوي:بيان  جريدة الوطن:إلغاء القوى السياسية تحت أي عنوان هو إلغاء للوطن جريدة الوطن:تقرير منظمة الشفافية العالمية لسنة 2007:وتراجع الشفافية في الدول العربية صحيفة « القدس العربي »:صحيفة أمريكية تكشف عن اتصالات بين الأخوان المسلمين والإدارة الأمريكية


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


أسماء السادة مساجين حركة النهضة الذين لا تزال معاناتهم متواصلة منذ ما يقارب العقدين

نسأل الله لهم ولجميع مساجين الرأي في تونس فرجا عاجلا قريبا

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4- نورالدين العرباوي

5- عبدالكريم بعلوش

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبدالنبئ بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

11- كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14- محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

16- وحيد السرايري

17- بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

21- رضا عيسى

22- الصادق العكاري

23- هشام بنور

24 – منير غيث

25 –   بشير رمضان


 
 
 

برهان بسيس وعامر العريض وهاني السباعي في برنامج « أكثر من رأي » على قناة الجزيرة الفضائية ليوم الجمعة 16 نوفمبر 2007  

http://smawebdesign.com/mcgallerypro/show.php?start=0&id=278&video=1


 

الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس International Campaign for Human Rights in Tunisia

icfhrt@yahoo.com

Tel: (0044) 2083813270 -7903274826

عريضة وطنية للمطالبة بإطلاق سراح مساجين حركة النهضة

 

 

مرت أكثر من 16 سنة على إيقاف مجموعة من قادة حركة النهضة، نذكر منهم السادة: صادق شورو الرئيس الأسبق للحركة، وابراهيم الدريدي ورضا البوكادي، ونورالدين العرباوي، وعبدالكريم بعلوش، ومنذر البجاوي، وإلياس بن رمضان، وعبدالنبي بن رابح، والهادي الغالي، وحسين الغضبان، وكمال الغضبان، ومنير الحناشي، وبشير اللواتي، ومحمد نجيب اللواتي، والشاذلي النقاش، ووحيد السرايري، وبوراوي مخلوف، ووصفي الزغلامي، وعبدالباسط الصليعي، ولطفي الداسي، ورضا عيسى،والصادق العكاري، وهشام بنور، ومنير غيث، وبشير رمضان.

 

وإن الممضين على هذه العريضة، اذ يطالبون السلطة بوضع حد لهذه المأساة الإنسانية، بإطلاق سراح مساجين حركة النهضة وفي مقدمتهم الرئيس الأسبق للحركة الدكتور صادق شورو، فإنهم يجددون الدعوة لإخلاء السجون من كل المساجين السياسيين، وإعلان العفو التشريعي العام.

 

 

المنظمات و الهيئات:

 

1- اللجنة العربية لحقوق الإنسان

2- المجلس الوطني للحريات بتونس

3- منظمة حرية وانصاف

4- لجنة احترام الحريات وحقوق الانسان

4- مركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية

5- المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سورية

6- الجمعية السورية لحقوق الانسان

7- شباب الحزب الديمقراطي بسوسة

8- هيئة منتدى شباب تونس للحوار والاصلاح

9- الجمعية البحرينية لحقوق الانسان

10- جمعية الحقيقة والعمل

11- الحملة الدولية لحقوق الانسان بتونس

12- جمعية الزيتونة بسويسرا

13- اسرة تحرير الحوار نت

14- فريق تونس اون لاين

15- صحيفة الوسط التونسية

16- أسرة تحرير تونس نيوز

17- جمعية التواصل – هولندا

18- المكتب الحقوقي والاعلامي لجمعية الزيتونة بسويسرا

 

الإمضاءات الجديدة:

 

258- ناصر الغزالي – رئيس مركز دمشق للدراسات النظرية  والحقوق المدنية

259- عمار الغربي – رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سورية

260- هيثم المالح – مؤسس الجمعية السورية لحقوق الانسان

261- صبيحة النجار – الكاتبة العامة للجمعية البحرينية لحقوق الانسان

262- وليد البناني – نائب رئيس حركة النهضة

263- عمر جليتي – النمسا

264- محمد الصادق الشطي

265- بلقاسم محمد علي

266- جمال الرحماني – مهندس

267- جمال الدين الفرحاوي – شاعر

268- خالد الجماعي – النرويج

269- محي الدين فرجاني – سجين سياسي سابق

270- نورالدين بوفلغه – النمسا

271- سبتي المسلمي

272- لطفي المجدوب – باحث في الدراسات الاسلامية – النمسا

273- صالح الحامي – رجل اعمال – كندا

274- عبدالعزيز الجلاصي – كندا

275- نبيل الرباعي – ناشر وسجين سياسي سابق

276- لطفي مخلوف

277- بسام بونني – صحفي – قطر

278- جمال الجاني – جمعية حقوق الانسان في المغرب – كندا

279- علي السعيد – النرويج

280- محمد علي سعيدان –عضو مكتب الحزب الديمقراطي التقدمي بالخارج والمسؤول عن موقع الحزب – كندا

281- جمال السلامي

282- ياسين البجاوي

283- ناصر عبدالرحمان – كندا

284- عيادي العماري – استراليا

285- وحيد الشريف – النرويج

286- مصطفى صويلح – كاتب وباحث وعضو اللجنة العربية لحقوق الانسان

287- توفيق الجريدي – السويد

288- كمال عمارة – النرويج

289- لزهر المناعي – النمسا

290- ابراهيم بن كيلاني

290- محمد زريق

291- اسماعيل الخذري – لاجئ سياسي – سويسرا

292- عبدالرؤف الماجري – رئيس جمعية التكافل – فرنسا

293- ربيع عمر – ابن سجين سياسي سابق – سويسرا

294- بدر السلام الطرابلسي – صحفي – تونس

295- حليم مؤدب – عضو الحزب الديمقراطي التقدمي – تونس

296- رمزي بن فرج – سويسرا

297- حسين بوشيبة – أستاذ وسجين سياسي سابق

298- منجي بن صالح – نقابي – المنستير

299- محمد القوماني – عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان

300- أحمد السومي – هولندا

301- د . رفيق عبدالسلام – لندن

302- سليم بن حميدان – فرنسا

304- غفران بن سالم – فرنسا

305- محمد بن سالم – فرنسا

306- آلاء بن سالم – فرنسا

307- منجية بن سالم – فرنسا

308- محمد الهادي حميدة – عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي

309- حسان بن يونس- عضو جامعة سوسة للحزب الديمقراطي التقدمي

310- رمزي بوقرة – عضو جامعة سوسة للحزب الديمقراطي التقدمي

311- مراد التواتي – ألمانيا

312- كريم المسعودي – لاجئ سياسي – ألمانيا

313- محمد صالح محفوظ – ألمانيا

314- محمد علي البدوي – عضو حزب المؤتمر من أجل الجمهورية

  

للإمضاء على هذه العريضة يرجى ارسال الإسم والصفة على العنوان التالي :

icfhrt@yahoo.com

  

عن الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس

علي بن عرفة

لندن  في 17 نوفمبر 2007

 

 


 

تونس في 17/11/2007

إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل

 

شغل حرية كرامة وطنية

 

على إثر المسيرة الاحتجاجية التي قام بها إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل يوم خمسة نوفمبر 2007 بشارع 9 أفريل في اتجاه وزارة التربية والمسيرة الثانية التي قام بها الإتحاد العام لطلبة تونس يوم 15 نوفمبر 2007 بكلية وشارع 9 أفريل للمطالبة بتشغيل أصحاب الشهادات.

شهدت عشية هذا اليوم 17 نوفمبر 2007 عمليات اختطاف واعتداءات همجية على مناضلي الإتحاد العام لطلبة تونس وإتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل. في الشوارع ومقاهي تونس العاصمة ووقع اقتيادهم إلى غابة البلفدير حيث وقع تعنيفهم بشكل وحشي على مرأى ومسمع من المواطنين. وإلى حد هذه الساعة لازلنا نجهل مصيرهم.

وعليه يعبر إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل عن الآني:

·        أن هذا السلوك الهمجي واللامسؤول الذي أقدمت عليه السلطة يعبر عن تملص من مسؤوليتها على التشغيل وغلقها لباب الحوار مع ممثلي المعطلين وهذا لن يثنينا عن المضي في الدفاع عن منظمتنا وعن حقنا في الشغل.

·        نحمل السلطة مسؤولية ما يتعرض إليه رفاقنا من قمع وتعذيب ويؤكد على مخاطر الانجراف وراء هذا السلوك

·        يتمسك بحقه في التنظم والحوار مع السلطة كطرف اجتماعي

·        يتوجه إلى الرأي العام الوطني المغاربي والدولي بالوقوف إلى جانب المعطلين بتونس 

 

قائمة الموقوفين إلى حد هذه الساعة

 

سالم العياري                        المنسق الوطني للإتحاد

بالقاسم بن عبد الله                  عضو

وليد العزوزي                      عضو

عبد الرؤوف بن سعيد             عضو

صلاح العويني                     طالب

يوسف بن موسى                  طالب  إتحاد العام لطلبة تونس

نصرو الحاجي                    طالب  إتحاد العام لطلبة تونس

وليد ميهوب                        طالب  إتحاد العام لطلبة تونس

تميم الدايخي                       طالب  إتحاد العام لطلبة تونس

مهدي الداغوتي                   طالب  إتحاد العام لطلبة تونس

أحمد ساسي                       طالب  إتحاد العام لطلبة تونس

 

 


الحملة الطلابية من أجل إخلاء الجامعة من البوليس

تونس في 15 نوفمبر 2007

 

الفرز الأمني إلى أين ؟  (2)

 

قام أعوان أمن بالزي المدني بالتنسيق مع الأمن الجامعي بإيقاف المناضل الطلابي والعضو بالحملة الطلابية  عبد الحميد الصغير من أجل إخلاء الجامعة من البوليس بالقرب من مقر رئاسة جامعة المنار أمام ذهول العديد من الطلبة والموظفين وقد سبق ذلك منعه من الدخول إلى الكلية في مناسبات عدة، بعد حرمانه من مواصلة الدراسة في المرحلة الثالثة على خلفية نشاطه النقابي والسياسي داخل الجامعة.

والجدير بالذكر، في ما يخص حالة الطالب المذكور، أنه استوفى كافة الشروط التي وقع اعتمادها لقبول زملائه من الطلبة الآخرين، فعدم قبوله يعد استثناءا « غريبا ».

وتأتي هذه الخطوة امتدادا للنهج الأمني الذي يهدف لتكميم الأفواه ومحاصرة الأصوات الحرة عن طريق تطويع الفرز العلمي لإقصاء النشطاء الطلابيين من فضاء الجامعة الذي أصبح يشكو من التصحر .

إن الحملة الطلابية من أجل إخلاء الجامعة من البوليس :

         تعلن استنكارها لهاته الممارسات التي تستهدف المكاسب التي تحققت للجامعة بفضل نضالات الحركة الطلابية.

         تؤكد على أن الفرز العلمي يشكل ركن أساسي لاستقلالية ومصداقية الجامعة وأن أي تلاعب بنتائجه قد يفقد الجامعة هيبتها.

         تدعو كل القوى الطلابية والجامعية لتحمل مسؤوليتها كاملة تجاه القضايا التي تهم الشأن الطلابي

 

منسق الحملة

محمد الجدلاوي

 


بيـــــــان

 
تونس في 16/11/2007    يهمني أنا السيد عبد القادر شوكات حامل لشهادة الأستاذية في علوم الحياة والأرض منذ ثلاث سنوات أن أتوجه إلى الرأي العام الوطني والديمقراطي بالبيان التالي: بعد سنوات قضيتها أجوب مقاهي العاصمة وشوارعها بحثا عن مورد رزق بعد أن أغلقت وزارة التربية والتكوين أبوابها في وجهي على خلفية نشاطي النقابي بالجامعة صلب الاتحاد العام لطلبة تونس حيث كنت أتحمل مسؤولية كاتب عام مكتب فيدرالي للاتحاد بكلية العلوم بتونس، وأمام يأسي من الوزارة المذكورة التي انتهجت سياسة تصفوية واضحة مع جل مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس توجهت لوزارة التشغيل التي نصحتني ييعث مشروع خاص يعتبر الأول من نوعه ببلادنا ويرتكز على العناية البيداغوجية بالتلاميذ من خلال تقديم دروس دعم وتدارك بشكل منظم، علمي ومدروس فأعجبتني الفكرة وقمت باتصالات بكل من الولاية البلدية ومكتب التشغيل ولاقيت الترحيب وعديد التسهيلات من كل الجهات فتم إدراجي بسرعة في دورة تكوينية في الغرض ثم قمت ببعث مشروع خاص بمنطقة باردو لكن يبدو أن المشروع لم يرق لبعض الجهات التي لا تسعى إلا إلى مطاردة المناضلين وتجويعهم أينما حلوا حيث اتصل بي عون بوليس من منطقة باردو وهو يحمل تقريرا يفيد بأنني تسوغت المحل رفقة بعض المناضلين من اتحاد الطلبة من ذوي التوجهات اليسارية  ثم لم تلبث أن استدعتني بلدية المنطقة المذكورة ليتم إعلامي من قبل كاتبها العام خليل بن حميدة ورئيسها فيصل هلال الذي يتحمل خطة كاتب عام لجنة تنسيق التجمع بنفس المنطقة انه هناك تعليمات من « فوق » بإغلاق المشروع وإذ أتساءل عن صدق الشعارات التي ترفعها الدولة من تشغيل أصحاب الشهادات وتشجيعهم على المبادرات الخاصة في بعث المشاريع وعن دولة الديمقراطية وحقوق الإنسان فإنني أعلن عن الآتي :   1. أعبر عن استعدادي لغلق مشروعي مقابل كشف مصادر رزق هذا « الفوق » المعلوم المجهول من الجهات الفاسدة في الحكم . 2. وإذ اعتز بانتمائي في الجامعة التونسية إلى منظمة في عراقة الاتحاد العام لطلبة تونس وتشبثي بمواقفي التي لم تنحرف عن الدفاع عن المسألة الوطنية وعن مصلحة هذا الوطن وفق ما تمليه علي قناعاتي فإني أعبرعن استعدادي للدفاع عن حقي بكل الأشكال والوسائل وعن مصدر رزقي بعد أن أغلقت كل أبواب العمل في وجهي وفي وجه خيرة شباب هاته البلاد. 3. اعبر عن استعدادي للدخول في كل الأشكال النضالية إن تواصلت التضييقات التي أتعرض لها من قبل أي جهة كانت. 4. اعبر عن تضامني مع نضالات كل زملائي المحرومين من حق الشغل من مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس الذين بات مستقبلهم محل تساءل حتى وان كانت الحلول أحيانا فردية وخاصة.   ختاما أهيب بكل القوى التقدمية،الوطنية والديمقراطية الوقوف إلى جانبي في الدفاع عن حقي في حياة كريمة حيث لا كرامة دون عمل ولا خبز دون عمل ولا حياة دون عمل.     عبد القادر شوكات أستاذ في علوم الحياة والأرض عاطل عن العمل منذ ثلاث سنوات صاحب مؤسسة الجيل للتفوق المدرسي كاتب عام سابق للمكتب الفدرالي للاتحاد العام لطلبة تونس بكلية العلوم بتونس


بيـــــان
 
تونس في 16/11/2007   على اثر حالة التضييق والحصار التي يشهدها الاتحاد العام لطلبة تونس والتي نتج عنها طرد العشرات من مناضليه وتتبع عديد المناضلين بمختلف الجهات وترهيبهم سواء بملاحقتهم امنيا وفبركة القضايا أو بهرسلة عائلاتهم هذا بالإضافة إلى حرمان جل حاملي الشهائد العليا من مناضلي الاتحاد من حقهم في الشغل عبر سياسة الفرز الأمني يتواصل مسلسل الحصار والتجويع والتشريد ليطال حتى من بحث منهم عن حلول فردية حيث وعلى اثر بعث الرفيق عبد القادر شوكات كاتب عام مكتب فيدرالي سابق للاتحاد العام لطلبة تونس بكلية العلوم بتونس والمتحصل على شهادة الأستاذية في العلوم منذ ثلاث سنوات دون حصوله على شغل، لمشروع تربوي يعتمد على العناية البيداغوجية بالتلاميذ من خلال إعطائهم دروس تدارك بشكل علمي ممنهج بجهة باردو اتصل به أعوان بوليس من منطقة الشرطة بباردو ليبدؤوا مسلسل التضييقات حيث اعلموه انه هناك معطيات على أن المقر قد تسوغه رفقة شاكر العواضي ونجيب الدزيري وهي عناصر يسارية !! ولم يقف مسلسل التجويع عند هذا الحد حيث وقع استدعاءه اليوم من قبل بلدية المنطقة المذكورة ليتم إعلامه من قبل كاتبها العام خليل بن حميدة ورئيسها فيصل هلال الذي يشغل في نفس الوقت كاتب عام لجنة تنسيق الحزب الحاكم بنفس المنطقة أنه هناك تعليمات من « فوق » بإغلاق المشروع. وعليه يهمني أنا عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام لطلبة تونس شاكر العواضي أن أتوجه إلى الرأي العام الطلابي والوطني بالبيان التالي:   1. تساءلنا عن ماهية » الفوق » الذي بات يعطي التعليمات بتجويع أبناء تونس ونخبها النيرة حتى يستكرش هو من أموال هذا الشعب وعرقه ودم ابناءه ولئن لم يعد مجهولا لدى عامة الشعب التونسي حيث أن بعض الدوائر الفاسدة في الحكم أصبحت حديث الداني والقاصي في المقاهي وغيرها من الأماكن العامة. 2. وإذ لا نستغرب سلوك رئيس بلدية باردو على اعتبار مهمته في التجمع فإننا نعبر عن استعدادنا لكشف التجاوزات التي تشهدها بلديته تحت عناوين مختلفة من محاباة وغيرها من مظاهر الفساد. 3. نعبر عن استعدادنا للدفاع عن الرفيق كلفنا ذلك ما كلفنا وحيث نعلم علم اليقين انه ليس لنا ما نخسره اليوم بعد أن تبين أننا المستهدفون رئسا في الجامعة وخارجها باستهداف جهة بعينها فإننا نعلن عزمنا كشف كل الأوراق والدخول في رد فعل لن يكون الخاسر فيه إلا الجهات المتمعشة من الوضع الحالي.   ختاما ندعو كافة القوى الوطنية الوقوف إلى جانبنا ونحن نتعرض إلى أبشع حالات التضييق والحصار والتشريد والتجويع الممنهج.   الاتحاد العام لطلبة تونس عضو المكتب التنفيذي شاكرالعواضي

 
 

 طلبــــة تــــونس WWW.TUNISIE-TALABA.NET
 
أخبار الجامعة

السنة الثانية:  العدد رقم 4 الجمعة 16  نوفمبر 2007

 
هنيئا للهاروني بمعانقته للحرية : بعد قرابة السبعة عشر سنة قضاها في الأسر متنقلا بين مختلف السجون في طول البلاد و عرضها تم مساء يوم الإربعاء 7 نوفمبر 2007 إطلاق سراح القيادي الطلابي عبد الكريم الهاروني أول أمين عام للإتحاد العام التونسي للطلبة  و في لقاء خاطف مع مراسل موقع  » طلبة تونس » شمال تونس العاصمة قال الهاروني إنه يشكر كافة الطلبة الذين ساندوه في محنته كما وجه شكره لكل المنظمات الحقوقية التي تبنت قضيته و دافعت عنه … و تحدث الهاروني عن ظروف السجن القاسية و ما صاحبها من معاملات مهينة من قبل السجانين دفعته هو و إخوانه إلى شن سلسلة من إضرابات الجوع للمطالبة بتحسين الأوضاع التي مهما تحسنت فهي تبقى دائما أوضاع سجن تنتهك فيه كل الحقوق خلف الأسوار العالية و ذكر الهاروني أن آخر إضراب شنوه كان لمساندة السجناء الفلسطينيين في سجن النقب الموجود في قلب الصحراء جنوب فلسطين الحبيبة حيث تعرض هؤلاء إلى تنكيل الصهاينة المحتلين و تحدث الهاروني عن السنوات العديدة التي قضاها في السجن الإنفرادي ( العزلة ) الذي يلفه صمت رهيب إمعانا في التنكيل و القهر و في محاولة يائسة من سلطات السجون لتحطيم المعنويات و كسر الإرادة وهو ما لم تحصل عليه – والحمد لله – رغم السنوات الطوال التي قضاها في غياهب السجون و التي مثلت أكثر من ثلث سنوات عمره ( 47 سنة ) لم يكن المجال متاحا للحديث أكثر و بالتفصيل نظرا لكثرة الزوار و المهنئين الذين قدموا بأعداد كبيرة فتحية إلى هذا المناضل الكبير الذي عرفته ساحات الكليات و المعاهد مدافعا عن حقوق الطلبة المادية و البيداغوجية و في مقدمة صفوف النخبة للدفاع عن حقوق الجماهير عامة ….   الأساتذة الجامعيون يشنون إضرابا عن العمل يومي الإثنين 19 و الثلاثاء 20 نوفمبر 2007 : أصدرت الجامعة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي بيانا دعت فيه الأساتذة الجامعيين إلى شن إضراب عن العمل احتجاجا على مماطلات الوزارة و رفضها الإستجابة لمطالب النقابة في حدودها الدنيا و تقول أنها اضطرت إلى هذا الشكل من التحرك كرد أولي على تجاهل الوزارة و تشفيها من النقابيين و هددت في صورة عدم التفاوض الجدي الذي يؤدي إلى اتفاق ملزم للوزارة بضبط خطة نضالية أكثر تصاعدية خلال السداسي الثاني   و دعت الجامعة العامة في بيانها إلى  » الرد على هذه السياسة المتسلطة للوزارة بكل حزم و مسؤولية و ثقة بالنفس و ذلك بالتجند التام من أجل إنجاح إضراب 19 و 20 نوفمبر 2007 و الإستعداد لمواصلة مسيرتنا النضالية  » و كانت المطالب التي رفعتها النقابة تدعو إلى تحسين المستوى المعيشي للجامعيين و تيسير فتح الآفاق المهنية أمامهم و تحسين ظروف العمل و طرق سير المؤسسات مسلسل الإعتقالات الذي لا ينتهي ……. – منزل بورقيبة :  قام أعوان بالزي المدني صبيحة يوم الإثنين 5 نوفمبر 2007 باختطاف التلميذين أمين الغربي و حسن الحاج أحمد من مقر إقامتهما بمنزل بورقيبة و تم اقتيادهما إلى جهة مجهولة … – قفصة : في وقت متأخر من ليلة 29 أكتوبر 2007 اعتقل البوليس السياسي في جهة زروق ثمانية طلبة أطلق – بعد التحري معهم – سراح ستة منهم في حين احتفظ بالبقية رهن الإيقاف دون أن توجه لهما أية تهمة و الطالبان الموقوفان هما رضا البرقوقي ( وهو مصاب بمرض في القلب ) و حسان الجلالي  الحملة على المحجبات : – قام المدعو صالح الجميلي مدير المعهد الثانوي  » محمود المسعدي  » بنابل بطرد التلميذتين جهاد المبروك و هناء العابد من قاعة الدرس و قد أصر على أنه لا يقبل حتى التقريطة التونسية و سبق لهذا المدير أن أطرد التلميذة مروة بوشيبة  – تم يوم الإربعاء 31 أكتوبر 2007 و على الساعة السابعة و النصف إطلاق سراح الطالبة جيهان الدالي و كان تم إيقافها بمعية نضالات ( زوجة السجين نبيل سليماني ) و الطالبة بالمعهد الوطني للفلاحة إيمان بالحاج سليمان و الطالبة بالسنة الرابعة إعلامية بكلية العلوم بتونس عبير الشواشي و خريجة المعهد الأعلى للتقنيات الطبية بتونس فاتن بالطيب و قد وجهت لهن تهمة  » جمع الأموال بدون رخصة و تمويل مجموعة إرهابية  » و ذلك على خلفية الإدعاء بأنهن قدمن مساعدة مالية للسيدة نضالات التي تعيش ظروفا صعبة رفقة رضيعتها بسبب اعتقال زوجها  و تمت إحالتهن على القضاء بحالة سراح في انتظار جلسة محاكمتهن يوم الخميس 29 نوفمبر 2007   الإتحاد العام لطلبة تونس : تحركات في العديد من المؤسسات الجامعية …. نظم أنصار الإتحاد العام لطلبة تونس و الطلبة النقابيون الراديكاليون يوم الخميس 15 نوفمبر 2007 بكلية العلوم بتونس إضرابا عاما عن الدروس احتجاجا على  » تدخل السلطة في الشأن الداخلي للمنظمة الطلابية وهي تتقدم بثبات نحو إنجاز مؤتمرها الموحد  » وأكدوا أيضا على  » تمسكنا بحقنا في النشاط النقابي و السياسي بعيدا عن كل أشكال التدخل الأمني و المحاصرة و التضييق على نشاط مناضلينا في مختلف الجهات  » كما دعوا إلى  » ضرورة إيلاء ملف تشغيل أصحاب الشهادات العليا من مناضلي الإتحاد الإهتمام بعيدا عن الحلول الوهمية و التي لن تدفع إلا إلى تعميق الأزمة  » من ناحية أخرى دعا الإتحاد العام لطلبة تونس و النقابيون الراديكاليون يوم الخميس 15 نوفمبر 2007 إلى إجتماع عام بكلية العلوم بقابس لــ  » تدارس آخر المستجدات الجامعية  » و عبر الحاضرون عن  » استنكارهم لسياسة التهميش التي تنتهجها وزارة التعليم العالي مع ممثلي الإتحاد و التسويف في معالجة الملفات النقابية المطروحة  » كما عبر المجتمعون عن  » احتجاجهم على الحالة السيئة التي تعاني منها الكلية على مختلف الأصعدة ( البنية التحتية ، الإكتضاض ، نقص المراجع …. )  » و  » احتجاجهم على المضايقات التي يتعرض لها مناضلو الإتحاد و محاصرة كل أشكال العمل النقابي و السياسي  » و قرر المجتمعون الدخول في إضراب عن الدروس و الدروس المسيرة كامل يوم الجمعة 16 نوفمبر 2007  مناظرة الكاباس : دورة ديسمبر 2007 قررت وزارة التربية تنظيم مناظرة الكفاءة في الأستاذية للتعليم الثانوي انطلاقا من يوم السبت 8  ديسمبر 2007 و ذلك في المواد التالية : العربية – الفرنسية – الإنقليزية – الفلسفة – التاريخ و الجغرافيا – التربية المدنية – التربية الإسلامية – الرياضيات – العلوم الفيزيائية – علوم الحياة و الأرض – الإعلامية – الإقتصاد و التصرف – التربية التقنية – الآلية – الكهرباء – الإيطالية – الإسبانية – الألمانية – التربية التشكيلية – التربية الموسيقية –  و قد حدد آخر أجل للتسجيل لحاملي شهادة الأستاذية أو ما يعادلها يوم 21 الإربعاء نوفمبر و ذلك على الموقع التالي :                                                www.capes.edunet.tn     و يجب على كل مترشح قام بالتسجيل عن بعد سحب مطلب الترشح من نفس الموقع ثم إتمام ملف الترشح و ايداعه لدى الإدارة الجهوية للتربية و التكوين الراجعة بالنظر للولاية التي ينتمي إليها المترشح دون سواها حسب عنوانه المذكور ببطاقة التعريف الوطنية و للعلم فقد تقدم إلى مناظرة السنة الفارطة ( ديسمبر 2006 ) أكثر من 57 ألف مترشح حامل لشهادة الأستاذية و لم يتم قبول سوى ثلاثة آلاف منهم أي بنسبة تزيد قليلا عن 5 في المائة   850 ألف  طالب و تلميذ مؤهلين للمشاركة في انتخابات 2009 : اعتبارا للقرار الخاص بتخفيض سن الإنتخاب من 20  إلى 18  سنة ينتظر أن يرتفع عدد التلاميذ و الطلبة المؤهلين للمشاركة في الإنتخابات الرئاسية و التشريعية القادمة التي لم يعد يفصلنا عنها سوى سنتين ما لا يقل عن نصف مليون طالب جامعي و نحو 350 ألف تلميذ ممن يدرسون حاليا في السنوات الثانية و الثالثة ثانوي أما العدد الجملي للناخبين – و اعتمادا على التعداد العام للسكان و السكنى الذي تم إجراؤه في أفريل 2004 – فسيتجاوز السبعة ملايين ناخب هذا دون احتساب عدد الموتى الذين سيشرفونا – كالعادة – بمشاركتهم و المساهمة الفعالة في ترسيخ المسار الديمقراطي التعددي و في حين يتعذر على التلاميذ الذين لم يبلغوا بعد السنة القانونية للإنتخاب المبادرة إلى تسجيل أسمائهم في القائمات الإنتخابية فإنه يمكن للبقية مراجعة القائمات الإنتخابية في الفترات المحددة بقطع النظر عن الرغبة في المشاركة في الإقتراع أومقاطعته يذكر أن الإنتخابات السابقة تم إجراؤها يوم الأحد 24 أكتوبر 2004   المكناسي : تلميذ يقتل زميله …. شهدت إحدى المناطق الريفية من معتمدية المكناسي بولاية سيدي بوزيد خلال الأسبوع الأول من شهر نوفمبر 2007 جريمة قتل ذهب ضحيتها التلميذ إبراهيم الحراثي ( 16 سنة ) على يدي زميله في الدراسة و ترجع أسباب الجريمة إلى مشادة كلامية بين التلميذين سرعان ما تطورت إلى شتائم و اتهامات فلم يقو القاتل على تحمل ما صدر من زميله فتوجه مباشرة إلى منزل عائلته و قد ظن الجميع – وهم مجموعة من التلاميذ أصدقاء القتيل والقاتل كانوا بصدد مراجعة دروسهم مع بعضهم –  أن الأمر انتهى عند هذا الحد و لكن ما راعهم إلا و المتهم قد رجع متسلحا بسكين و سدد دون انتظار طعنة لخصمه استقرت في ظهره  و لما لامه الضحية على فعلته عاجله بعدة طعنات أخرى في القلب مما تسبب في وفاته بمجرد و صوله إلى مستشفى المكناسي  أخبار الوطن العربي الإسلامي : المغرب : قام عدد كبير من الجامعيين بالتظاهر للمطالبة بالحصول على شغل و يأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه أعداد الخريجين الذين الذين لم تعد تستوعبهم سوق الشغل العراق : قامت قوات الإحتلال الأمريكي يوم الثلاثاء 6 نوفمبر 2007 باقتحام كلية التربية في مدينة بعقوبة شمال العاصمة العراقية بغداد و اعتقلت سبعة من طلابها وقد دأبت القوات الأمريكية على استهداف طلبة الجامعات بسبب مساهمتهم الفاعلة في مقاومة الغزاة المحتلين كما أن عددا كبيرا من أساتذة الجامعات و العلماء تم اغتيالهم من قبل فرق الموت المتحالفة مع المحتلين وكذلك جهاز المخابرات الصهيوني الموساد أفغانستان : شارك الآلاف من طلبة جامعات العاصمة الأفغانية كابول يوم الثلاثاء 6 نوفمبر 2007 في مظاهرات ضخمة احتجاجا على نشر ترجمة محرفة لمعاني القرآن الكريم باللغة الفارسية و لا تحتوي على النص العربي من المصحف الشريف و قد ألقي القبض على ناشر الترجمة المدعو محمد غرس زلماي بينما كان يحاول الفرار إلى باكستان هذا في الوقت الذي أكد فيه علماء دين مسلمون أن التارجمة المذكورة إلى لغة الضاري – أي الفارسية الأفغانية – ليست ترجمة إسلامية بل تتضمن خروجا عن الإسلام و أوضحوا أن هناك إساءة صلب ترجمة الآيات التي تتطرق إلى الخمر و الإستجداء و الزنا و الجنس و المثلية ….. و كان المدعو زلماي قد قام بتوزيع عدة نسخ من الكتاب المترجم مجانا   باكستان : شهدت العديد من المدن الباكستانية مسيرات احتجاج قام بها الطلبة للتنديد بإعلان الرئيس برويز مشرف حالة الطوارئ في البلاد و التي أعقبها باعتقالات واسعة في صفوف المعارضين لنظام حكمه و شملت بصفة خاصة المحامين و طلاب الجامعات و أعضاء الأحزاب السياسية المعارضة و في يوم الجمعة 16 نوفمبر 2007 قامت مجموعات من الطلبة بالتحول إلى مقر إقامة افتخار تشودري رئيس المحكمة العليا الذي أقاله برويز مشرف من منصبه خشية أن يصدر قرارا بعدم مشروعية ترشحه للإنتخابات الرئاسية التي تمت خلال الشهر الفارط وبالتالي إلغاء نتائجها و إزاحته من السلطة   و في الختام :  » لايمكن لأمة أن تستعبد لولا استعدادها على نحو خفي للعبودية  » خالص جلبي – جريدة الشرق الأوسط – 28 مارس 2000 يقول عبد الرحمان الكواكبي في كتابه  » طبائع الإستبداد و مصارع الإستعباد  » : أن الإستبداد لو كان رجلا و أراد التعريف بنفسه لقال : أنا الشر و أبي الظلم و أمي الإساءة و أخي الغدر و أختي المسكنة و عمي الضرر و خالي الذل و ابني الفقر و ابنتي البطالة و وطني الخراب و عشيرتي الجهالة


 

السجن 7 سنوات لمعتقل سابق في غوانتانامو

 
أصدرت المحكمة العسكرية التونسية حكما يقضي بحبس السجين التونسي السابق بمعتقل غوانتانامو عبدالله الحاجي لمدة سبع سنوات. . . فيما أنهى حقوقيان إضرابهما عن الطعام الذي بدآه قبل أسبوعين لمطالبة السلطات برفع «المضايقات» وحرمانهما من حقهما في السفر. ومثل الحاجي الليلة قبل الماضية أمام المحكمة العسكرية لمحاكمته بتهمة «الإنتماء الى تنظيم إرهابي» مرتبط بمجموعة إسلامية سرية، و «وضع النفس تحت تصرف منظمة إرهابية تعمل بالخارج». وأكد مصدر رسمي تونسي أن الحاجي (51 عاما) الذي تسلمته السلطات التونسية من الولايات المتحدة قبل نحو ثلاثة أشهر «انضم إلى ما يسمى ب(الجبهة الإسلامية بتونس)، وهي تنظيم سري محظور تفرّع عن حركة (النهضة الإسلامية) المحظورة».
وأضاف المصدر في بيان أن هذا التنظيم السري دعا في بيانه التأسيسي عام 1989 إلى «الجهاد والعمل المسلح والعنف الثوري، كما اتخذ من الاعتداء على الأملاك والأشخاص وسيلة لتحقيق أغراضه». وبحسب بيان المصدر الرسمي التونسي، فإن عبد الله الحاجي كان ضمن مجلس قيادة التنظيم السري للجبهة الإسلامية بتونس، وتولى مسؤولية البرامج العسكرية بالخارج، كما تلقى تدريبات عسكرية في أفغانستان. وأوضح أن المحكمة العسكرية التونسية كانت قد أصدرت حكما غيابيا في العشرين من يونيو من العام 1995 ، يقضي بسجنه لمدة 10 سنوات، وعندما تسلمته تونس من أميركا سمحت له السلطات التونسية بممارسة حقه في الطعن بالاعتراض على الحكم الغيابي الصادر ضده. وكان الحاجي اعتقل في منزله في مدينة لاهور الباكستانية في الرابع من إبريل من العام 2002، حيث احتجزته السلطات الأميركية في سجن باغرام بأفغانستان قبل نقله إلى معتقل غوانتانامو. وبعدما برأته محكمة أميركية، سلّم إلى السلطات التونسية في الثامن عشر من شهر يونيو الماضي. من جانب آخر أنهى الحقوقيان التونسيان المحامي محمد نوري والصحافي سليم بوخذير إضرابهما عن الطعام الذي بدآه قبل أسبوعين لمطالبة السلطات برفع «المضايقات» وحرمانهما من حقهما في السفر. وقال سليم بوخذير الليلة قبل الماضية إن قرار وقف الإضراب جاء «تلبية لمبادرة عرضتها عليهما (حركة 18 أكتوبر) المحظورة وبعد الحصول على وعود بتسوية وضعيتهما». وأضاف أن هذه الوعود «تؤكد أن مسألتهما ستحل قريبا، وبالتالي ليس هناك ما يدعو إلى مواصلة الإضراب». وكان محمد النوري الذي يرأس جمعية «حرية وإنصاف» (جمعية غير مرخص لها تهتم بالدفاع عن المساجين) وسليم بوخذير قد دخلا في إضراب عن الطعام في الأول من الشهر الجاري بحجة أن السلطات التونسية تمنعهما من السفر منذ حوالي 5 سنوات بدون مبررات قانونية. غير أن السلطات التونسية نفت بشدة اتهامات محمد النوري وسليم بوخذير، ووصفتها بأنها «إدعاءات واهية، ولا أساس لها من الصحة».  يو بي اي المصدر : صحيفة « البيان » (يومية – الإمارات) بتاريخ 16 – 11 – 2007 . الرابط http://www.albayan.ae/servlet/Satellite?c=Article&cid=1194614353786&pagename=Albayan%2FArticle%2FFullDetail


تونس والاتحاد الأوروبي يُذللان خلافاً في شأن لجنة حقوق الإنسان

 
تونس – رشيد خشانة       تجاوزت تونس والاتحاد الأوروبي خلافاً استمر فترة طويلة وتعلق بتشكيل لجنة مشتركة لحقوق الإنسان، وهي واحدة من سبع لجان يضمها مجلس الشراكة الذي يرأسه وزراء خارجية البلدان السبعة والعشرين الأعضاء في الاتحاد مع نظيرهم التونسي. وأفادت مصادر مطلعة أن الجانبين اتفقا على تشكيل اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان، وجاءت هذه الخطوة بعد أخذ ورد بين الجانبين استغرق 15 شهرا بسبب خلافات على المفاهيم، كما أن النظام الداخلي كان أيضا مثار جدل. ويبدو أن اتفاقاً حصل على أخذ حالات انتهاك حقوق الإنسان الفردية في الجانبين في الاعتبار لدى عرضها على اللجنة.   وكان وزراء العدل والشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي وافقوا في الثامن من الشهر الجاري على مشروع قرار بشأن تكوين لجنة فرعية لحقوق الإنسان بين تونس والاتحاد. وتُعزز اللجنة الجديدة اللجان الست التي تشكلت بين الجانبين بموجب اتفاق الشراكة الذي دخل حيز التنفيذ في آذار (مارس) 1998. وأتت هذه الخطوة تمهيداً لاجتماع مجلس الشراكة التونسي – الأوروبي الإثنين في بروكسيل. وأعطت مفوضية الاتحاد الأوروبي بطلب من البرلمان الأوروبي توجيهات بإشراك أطراف غير حكومية من الجانبين في الاستشارات التي تسبق مجلس الشراكة، وبخاصة في إطار التقويم الدوري لتنفيذ الخطة الوطنية. لكن الحكومة التونسية أبدت تحفظات عن مشاركة بعض ممثلي المجتمع المدني بدعوى أنهم «سياسيون».   وتوقع مصدر أوروبي أن يكون ملف حقوق الإنسان الأعقد بين الملفات التي يدرسها المجلس، إلا أنه أكد أن العلاقات ستكون سالكة نسبياً في القضايا الأخرى وبخاصة الملفات الاقتصادية.   وتُعتبر تونس أول بلد توصل إلى اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي، إلا أن العلاقات مرت ببعض «الخضات» خلال السنوات الأخيرة، بسبب مواقف اتّخذها البرلمان الأوروبي من أوضاع الحريات في تونس والمصاعب التي جابهتها منظمات أهلية بارزة، وبخاصة رابطة حقوق الإنسان التي ما زال نشاطها معلقاً بموجب قرار قضائي.   (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 17 نوفمبر 2007)

43% زيادة في صادرات زيت الزيتون التونسي

 
أفادت بيانات حكومية بأن صادرات زيت الزيتون التونسية قفزت بنسبة 43 في المائة الى 142 ألف طن في الشهور التسعة الاولى من العام بفضل زيادة الانتاج ونمو الطلب غير أن الأسعار كانت مخيبة للآمال. ويمثل زيت الزيتون الذي يتزايد الاقبال عليه في انحاء العالم نظرا لفوائده الصحية نصف صادرات تونس الزراعية التي تشكل بدورها أكثر من عشرة في المائة من اجمالي الصادرات. وقال معهد الاحصاء الوطني ان قيمة صادرات زيت الزيتون ارتفعت بمقدار طفيف الى 1ر562 مليون دينار (465 مليون دولار) في الاشهر التسعة الاولى من 2007 مقارنة مع 8ر559 مليون دينار في الفترة المقابلة من العام الماضي مع تراجع الأسعار العالمية. وبلغ متوسط انتاج البلاد من محصول الزيتون 145 ألف طن سنويا على مدى السنوات العشر الماضية. وتتوقع تونس جني 170 ألف طن هذا العام.        (رويترز) (المصدر: صحيفة « الخليج » (يومية – الشارقة) الصادرة يوم 17 نوفمبر 2007)


بعد عجز اجتماع الجزائر عن الوصول إلى اتفاق مبدئي

الاندماج المالي المغاربي يناقش بتونس والعملة الموحدة ما زالت حلما

 
لم يتوصل اجتماع اتحاد المصارف المغاربية المنعقد يومي الأربعاء والخميس الماضي، إلى إيجاد أرضية تفاهم بين بلدان المغرب العربي لتحقيق الاندماج المالي للمنطقة. وأظهرت أن وجهات نظر ممثلي كل من تونس والمغرب والجزائر كانت متناقضة، حيث يرى الجانب الجزائري بأن الوضعية الحالية لا تخدم الاقتصاد الجزائري بقدر ما تخدم اقتصاديات الدول الأخرى، بالنظر إلى الموارد المالية التي تتوفر عليها الجزائر وحجم سوقها.   أوضحت مصادر مسؤولة تابعت الأشغال، أن الاجتماع المغلق الذي ضم ممثلي المصارف المغاربية اتسم بتكثيف المقترحات من ممثلي البلدان المجاورة لدفع الجزائر إلى منح امتيازات أكبر في مجال فتح سوقها المالي وتحرير تجارتها بالنسبة  لدول المغرب العربي، دون أن يكون هناك بالمقابل من الامتيازات للمنتجات والخدمات الجزائرية في الأسواق المغربية.   وأجّل النقاش في موضوع الاندماج المالي، حسب نفس المصدر، إلى الاجتماع الذي سيعقده اتحاد المصارف المغاربية نهاية شهر نوفمبر الجاري بتونس، بحضور ممثلين عن صندوق النقد الدولي. هذا الأخير لطالما مارس ضغوطات على الجزائر لفتح اقتصادها على البلدان المجاورة باعتباره أكبر اقتصاد في المنطقة من حيث الموارد المالية. ويأتي هذا المطلب لتحقيق هدف الهيئات المالية الدولية المتمثل في إنشاء منطقة تبادل حر تجمع دول المغرب العربي، وهو المشروع الذي لم يجسد إلى غاية الآن، لاعتبارات سياسية.   بخصوص اعتماد عملة نقدية موحدة لدول المغرب، أشار نفس المسؤول بأن الآراء قد تباينت بين مؤيد لتسريع هذا الإجراء وبين من يفضل تأجيله، مثل الجزائر التي ترى بأنه لا بد من توفر الشروط اللازمة لتجسيد مشروع مماثل استغرق تحقيقه في مناطق أخرى وقتا طويلا.   وعن النتائج التي توصل إليها اجتماع الجزائر لاتحاد المصارف المغاربية، صرح المفوض العام لجمعية البنوك والمؤسسات المالية، عبد الرحمان بن خالفة بأنه تم تشكيل مجموعة عمل مشتركة بمساهمة ممثلي جمعيات أرباب العمل لبلدان المغرب العربي ستعمل على النهوض بسوق استثماري مغاربي، مع دراسة إمكانية إنشاء صناديق استثمار مشتركة. في نفس الإطار، اتفق ممثلي المصارف المغاربية المشاركة في اجتماع الاتحاد، حسب نفس المسؤول، على ضرورة تأمين الساحات المالية المغاربية وتكثيف المراقبة المصرفية بما في ذلك محاربة تبييض الأموال والنهوض بقواعد الملاءة  المصرفية الجديدة والمتمثلة في استعمال نظام  »بال 2″.             (المصدر: صحيفة « الخبر » (يومية – الجزائر) الصادرة يوم 17 نوفمبر 2007)


أوروبا ودول جنوب المتوسط تتجه الى تطوير منسوجات « ذكية »

 
الدار البيضاء (رويترز) – قال خبراء بصناعة المنسوجات يوم الجمعة ان دول أوروبا وجنوب المتوسط المصدرة للنسيج تسعى الى تطوير منسوجات « ذكية » وسط أزمة قطاع المنسوجات التقليدية جراء احتدام المنافسة الاسيوية ولاسيما من الصين. وأضاف خبراء وباحثون يشاركون في المؤتمر الدولي الاول بالدار البيضاء حول « تطوير الانسجة الذكية » ان المنسوجات الذكية بمنأى عن المنافسة الصينية وانها تقدم قيمة مضافة للسوق العالمية. وتشمل المنسوجات الذكية ملابس تتغير وفقا لدرجة حرارة الجسم والطقس وأخرى تقاوم الجراثيم أو تكشف عن بعض الامراض كالاورام السرطانية وفئة ثالثة تتغير الوانها بحسب التوقيت وغير ذلك الكثير. وقالت ليلى العسري رئيسة اللجنة المنظمة للمؤتمر والاستاذة بمعهد النسيج بالدار البيضاء لرويترز « المغرب يتمركز في النسيج الاقتصادي العالمي ويحاول أن يتمركز في أسواق جديدة تخص هذا النوع من الالبسة. » وأضافت « لا يمكن أن نستمر في الاشتغال على نفس ميدان الانسجة التقليدية لانها ستذهب الى الصين وتركيا وعدد من البلدان ولا يمكن ان ننافسهم في الاثمنة أو في الجودة. » وقالت « المغرب يراهن على القرب الجغرافي وكفاءة اليد العاملة » مشيرة الى المزايا التنافسية للمملكة في هذه الصناعة الجديدة. ويشارك في أعمال المؤتمر الذي بدأ يوم الخميس وينتهي السبت 80 باحثا في مجال المنسوجات والملابس من مختلف أنحاء العالم. وقال جون لويس هيد ممثل شركة ليكرا الرائدة عالميا في صناعة المنسوجات والملابس لرويترز « بناء على الابحاث التي قام بها عدد من الخبراء وجدنا أن حاجات المستهلك قد تغيرت والهدف من هذه الندوة هو التواصل بين الباحثين والمستهلكين. » وأضاف « نشارك لاننا مقتنعون بأن أهم سبل التغلب على العوائق يمر حتما عبر البحث العلمي والمعرفة وأعتقد أنه ينبغي العمل جنبا الى جنب لتطوير الشراكة وتبادل الخبرة بين دول الشمال والجنوب. » وواجه المغرب ودول شمال افريقا المصدرة للمنسوجات صعوبات في العامين الماضيين بسبب انتهاء العمل بنظام الحصص مما أدى الى اغراق النسيج الصيني للاسواق الاوروبية. ويشكل قطاع المنسوجات في المغرب 40 في المئة من صادرات البلاد ويضم 40 في المئة من القوى العاملة. وقال لاداري ناجي أستاذ النسيج والكيمياء بمعهد المنسوجات بقصر هلال في تونس « تطور المفهوم اليوم ولم يعد الانسان يبحث عن الالبسة التي تقيه من الحر والبرد وتجعله يبدو جميلا لكن ألبسة تتغير ألوانها حسب الاوقات وحسب درجة الحرارة. » ومضى يقول « الازمة التي بدأت كانت على مستوى كثرة الانتاج بالنسبة للالبسة التقليدية التي عرفت اكتساحا من طرف الصين ودول اسيوية أخرى… اليوم بالنسبة لدول شمال افريقيا المصدرة للنسيج كالمغرب وتونس ومصر هناك اعادة تفكير في القطاع والاتجاه الى الجودة العالية والموضة والتفكير في النسيج الذكي بالتنسيق مع دول أوروبية تاركين لدول اسيا الكم. » وقال جيرارد سيلفا عن مجموعة ابوتيك الفرنسية المتخصصة في المنسوجات الذكية « من الواضح أن القيمة التي يمكن أن نضيفها الى قطاع المنسوجات هي هذا النوع من المنسوجات والبحث عن دول انتاج قريبة من أوروبا مثل دول المغرب العربي. « صناعة المنسوجات التقليدية تتراجع للاسف في أوروبا ودول الجوار بسبب تكلفة الانتاج. »   من زكية عبدالنبي   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 16 نوفمبر 2007)


 
 


عندما يتكلم القادة العظام

 

محمود قويعة – القيروان

بعد أقل من أسبوع من مغادرة سجن مغلّظ قضى فيه أغلى سنوات شبابه أطل علينا الأخ المناضل عبد الكريم الهاروني من خلال برنامج  » حقوق الناس  » في قناة الحوار اللندنية إطلالة القادة المتعالين على جراحاتهم المهمومين بهموم الوطن المرابطين في سوح العطاء والنضال المتطلعين لإشراقة الحرية على كل الوطن . ولمن فاته شرف الاستماع لمداخلة عبد الكريم أهديه وكل القراء الأعزاء نصها :

المذيع سليم صالحي : أفرجت السلطات التونسية على سجناء سياسيين ينتمون إلى الحركة الإسلامية في تونس و قضى المفرج عنهم نحو 17 عاما في السجن لإنتمائهم إلى حركة النهضة التونسية . ومعنا عبر الهاتف السجين المحرر السيد عبد الكريم الهاروني . السيد عبد الكريم أرحب بك في حلقة اليوم .

عبد الكريم : الله يبارك فيك وأنا أرحب بكم في البرنامج وفي تونس .

المذيع : الحمد لله على سلامتك وسلامة المفرج عنهم .

عبد الكريم : الله يبارك فيك ووجودي اليوم هو ثمرة من ثمار نضالكم .

المذيع : الحمد لله ، نسأل عن صحتك وصحة المفرج عنهم الآخرين .؟

عبد الكريم : صحتي بخير ومعنوياتي أفضل . وصحة المفرج عنهم لا تخلو من أمراض تحتاج إلى معالجة . وأنا حزين لأني لم أكن آخر سجين سياسي يخرج من السجون التونسية وتركت خلفي إخوة ورجالا تتشرف بهم البلاد وهم في وضعية صعبة ويمكنني أن أذكر لكم بعض الأمثلة إن سمحتم بذلك.

المذيع : نعم نعم تفضل .

عبد الكريم : مثلا تركت الشيخ الفاضل الصادق شورو وهو الآن في إضراب عن الطعام يطالب برفع الحجز عن سيارته وماله لدى الشرطة وبجواز سفر زوجته التي تمنع إلى الآن من السفر وبحق أخيه التوأم عباس من العودة إلى التدريس بالجامعة رغم أن المحكمة الإدارية حكمت لفائدته … الأخ رضا البوكادي الذي تمنيت أن يغادر السجن قبلي وأن أبقى عوضه فهو في وضع صحي خطير وعلاجه لايمكن أن تتوفر له الظروف المناسبة في المستشفى فما بالك في السجن ورفع قضية لدى القضاء ضد العنف الذي مورس عليه في ربيع هذه السنة ولكن القضية لم تأخذ مجراها الطبيعي .. الأخ منذر البجاوي يعاني من أمراض عديدة من الربو إلى مرض الأعصاب إلى قرح المعدة وقام بعملية جراحية على الركبة وأصبح وزنه لا يفوت 40 كلغ ويستعمل 12 قرصا من الدواء في اليوم ، هذا الرجل لا يزال في السجن يبدو حتى الموت .. وكذلك أخي نجيب اللواتي ووالدته تجاوزت الــ 105 سنوات من العمر وتدهورت ظروف إقامته في سجن صفاقس أخيرا في هذه الصائفة .. كذلك على مستوى المساجين أذكر أخي الشاذلي النقاش الذي تركته بالغرفة وهو دخل السجن في عمر العشرين وحرم طيلة 17 سنة من مواصلة تعليمه كبقية آلاف من التلاميذ والطلبة وكذلك أذكر وجود إخوة لي في العزلة الإنفرادية إلى اليوم رغم اتخاذ قرار في 20أفريل بإلغاء العزلة الإنفرادية في السجون التونسية مثل الأخ الهادي الغالي والأخ بوراوي مخلوف .. وكذلك لا يفوتني أن أذكر بأن محامي الشخصي الذي دافع عني في المحاكمة وقبلها منذ كنت في الجامعة ثم تابع قضيتي وطلبت مقابلته في السجن فلم أتمكن من ذلك وهو لا يستطيع أن يستقبلني بعد خروجي من السجن لأنه يخوض إضرابا عن الطعام في عمر التاسعة والستين من أجل جواز سفر إضافة إلى زميله في الإضراب السيد سليم بوخذير .. أنا حزين جدا لأن هذا السراح جاء متأخرا جدا وجاء في ظروف غامضة وتركت إخوة لي في ظروف صعبة بعد سنوات طويلة من معاناة الإسلاميين وأرجو أن أبلغ للعالم جميعا أن الإسلاميين في تونس لم يكونوا في السجن ، كانوا في وضع هو أكثر من السجن وأقل من الإعدام أنا أسميه الإعدام البطيء وقد توفي من توفي في السجن ومراكز الشرطة ويبدو أن السلطة مازالت تريد أن تسمعنا أسماء تتوفى في السجن فالوضع يحزنني شديد الحزن ورغم ذلك لأن مكاني الطبيعي ليس في السجن فأنا مستبشر بما وجدته من فرحة شديدة لدى عائلتي واستبشارا واسعا في البلاد وخارجها بعودتي إلى ساحة النضال وأن أقدر حق قدرها مسؤوليتي في خدمة بلادي وأمتي مستقبلا حتى نضع حدا لــ50 سنة من المحاكمات السياسية ويقع إخلاء السجون التونسية إلى غير رجعة من مساجين الرأي والسياسيين وترد الحقوق السياسية والمدنية والاجتماعية لكل الذين تعرضوا لهذه المحنة بالآلاف وأهلهم وهي أضرار لا تقدر ولا تعوض حتى تصبح تونس بحق لكل التونسيين ، جميع الحقوق للجميع ويتفرغ الجميع وكل الطاقات مهما اختلفت آراؤها لمعالجة المشاكل الحقيقية لشعبنا وأمتنا .. فأنا خرجت بعزيمة قوية للنضال وأتحمل مسؤوليتي غدا كما تحملتها في الماضي مع إخوتي وكل أحرار تونس من مختلف الآراء وكل أحرار العالم وأنتم من أحرار العالم وأنا أحييكم على نضالكم وعلى سمعتكم داخل السجون التونسية وأشكركم على معاملة أختي هندة فأنا عندما دخلت السجن كان يقال هندة أخت عبد الكريم الهاروني واليوم يشرفني أن أقول أني أنا عبد الكريم الهاروني أخو هندة وأنا أحيي بالمناسبة النساء بصفة خاصة لأن النساء أبلين البلاء الحسن في هذه المحنة كانت أما أو أختا أو زوجة أو بنتا رغم الضغوطات التي لا توصف على صبرهن ووفائهن ونضالهن على مدى 17 سنة من المعاناة وفي مقدمتهم أمي العزيزة السيدة التركي رحمها الله وأختي هند وفقها الله وأذكر بالمناسبة سريعا بعض الأسماء وفاء لنضالهن وأعتذر عن البقية لعدم إمكانية ذلك .. مثل الأخوات : سعيدة العكرمي ، فوزية السنوسي ، منى البوكادي ، نجوى السعيدي ، فاطمة الجاني ، سهام زروق ، صبيحة المكي ، سعاد الحراثي وغيرهن كثير ، فما قدمنه يشرفنا كحركة إسلامية في تونس ويشرف البلاد في بلاد يكثر فيها الحديث عن النساء ولكن الفعل لا يزال قليلا .. فأنا أحييكم مرة أخرى على نضالكم وثمرة من ثماره أن أجد نفسي بعد 15 سنة من العزلة أجد نفسي أتحدث إلى تونس بأجمعها وإلى العالم بأجمعه .. فشكرا لكم مجددا .

في الأخير لم يبق لي إلا أن أقول بكل ثقة ويقين واطمئنان أن وطنا هؤلاء قادته العظام موعود في غده المنظور بكل الخير شاء عشاق الظلم والظلام أم أبوا … وإن غدا لناظره قريب ..

 

 
 

ملاحظات حول الحوار الذي دار في برنامج أكثر من رأي بين  السيد بسيس والعريض

 
محمد علي الغربي   شاهدت مثل العديد الحوار الذي دار على شاشة الجزيرة مساء يوم الجمعة في برنامج  أكثر من رأي الذي يديره الصحفي سامي حداد وصدقوني  عندما علمت ان رئيس المكتب السياسي لحركة النهضة في المهجر هو الذي سيكون في مواجهة برهان بسيس … البوق الإعلامي المفضل للسلطة … رجعت بي الذاكرة  إلى استضافة الأستاذ عامر في برنامج ماوراء الخبر لنفس  القناة  في الدوحة … وكان الموضوع حيويا آنذاك  وهو موضوع  سجناء الانترنيت … والتضييق الذي تمارسه السلطة  على  مرتادي الشبكة… لم يجد السيد عامر  أمام محمد كريشان  سواءا الدوران في الكرسي  وغابت عنه العديد من القضايا ولم ينطق الا  ببعض الجمل اليتيمة مما دفع المنشط إلى إعطاء  الكلمة إلى الضيف من خارج الأستوديو…   قلت حينما يجد نفسه أمام احد ذئاب الإعلام… المتمكن من القضايا التي ستطرح … كيف سيكون المخرج  ان الذي يدخل حوارا  مثل هذا لابد ان يكون مستعدا له كل الاستعداد  – فقد ذكرت في الحوار الأول  غياب ثقافة دنيا في خصوص الانترنيت وسياسة السلطة  تجاه هذا القطاع – فالمعركة الإعلامية  هدفها تبليغ الفكرة  وتوضيح صورة الخصم   والعمل على نزع مشروعيته وتعريته  أمام جمهور المتفرجين  وهذا يتطلب معرفة الخصم  ومعرفة أهم القضايا  التي تتردد في خطابه … أسلوبه في الحوار… الذي حصل أن السيد بسيس انطلق كعادته مثل الة التسجيل  يردد نفس المعزوفة  ويستغل بذكاء ماينطق به الضيفين  لتوظيفه .. فهذا على يساره يبلغ صورة المشروع الأصولي الحقيقي  الذي يريد أن يوصلنا إليه  من هو على يمينه بطرق ملتوية … مركزا على التحالفات  السياسية مع اليسار المتطرف لنزع المصداقية… وكعادته في مثل هذه المناسبات لا يتردد في التذكير  بالمغالطات  حول قضية باب سويقة  وطبيعة المحاكمات التي عرفتها  البلاد والمعجزة الاقتصادية  التي حققها النظام … لم يكن الرد في مستوى المغالطات رغم تعدد المعطيات   والمصادر…   وعلى أية حال لم تكن الصورة مثلما حصل في  الحصة الأولى التي ذكرتها … فقد استطاع .. رئيس المكتب السياسي .ان يقدم بعض الأفكار حول مشروع حركة النهضة  ولم يدخل في جدال  مع الضيف الثاني الذي وقف عمليا مع ممثل منظومة الاستبداد… رغم لعب المنشط وبسيس على هذا الوتر… أما الحديث عن صورة النظام وعن سياسته القمعية تجاه كل قوى المجتمع فان الصورة ضلت باهتة إن المطلوب ممن يحترف السياسة أن يمتلك أدواتها… فالشهائد والالقاب  لاتكفي  فلا بد من مهنية وحرفية… فالعمل السياسي هو خطاب بالأساس… قليلون هم السياسيون المحترفون الذين لايمرون بدورات تدريبية  في مجال علم التبليغ … وهو علم أصبح له متخصصون ومدارس… فطريقة تبليغ الأفكار هي جزء من الفكرة ذاتها.. فالبائع الذي لايعرف الابتسام لايقصده الزبائن.. بعض الحركات الإسلامية فهمت اللعبة ودفعت بأشخاص لهم اقتدار ومهارة في التبليغ.. إلى الساحة الإعلامية….ويكفي أن يشاهد الإنسان مثلا استجوابا لأحد الوجوه الإعلامية لرموز حركة حماس ليدرك الفارق في  فهم الملفات والاقتدار على تجاوز أي فخ ينصبه الخصوم…   هذه بعض الملاحظات الهدف منها أساسا  الدفع إلى الارتقاء بالأداء الإعلامي والسياسي… الذي هو السلاح الأساسي لحركة سياسية مدنية ومعتدلة  في معركتها مع الاستبداد.   محمد علي الغربي

 

أكثر من رأي أو أكثر من فخ وقعت فيه حركة النهضة التونسية ؟

مرسل الكسيبي (*)

تابعت كغيري من جمهور المراقبين للشأن التونسي نتائج الحوار الذي دارت أطرافه على شاشة الجزيرة وتحديدا على مائدة برنامجها الشهير أكثر من رأي , هذا البرنامج الذي استضاف معده ومديره الأستاذ سامي حداد كلا من الصديقين برهان بسيس وعامر العريض رئيس المكتب السياسي لحركة النهضة التونسية …

ملاحظات أولى وددت ابداءها حول طريقة ادارة هذا الحوار الذي بدى فيه الزميل سامي الحداد ماسكا بتلابيب الاختيار بين ثلاث مدارس فكرية وسياسية غير متجانسة , حيث رأى من الضرورة بمكان استدعاء طرف ثالث منغلق لايمثل حقيقة النخب التونسية ولا طبائع ماتحمله من قناعات أقرب ماتكون الى التقدمية والتحديثية …

لاملامة على الزميل الاعلامي سامي حداد في توجيه الدعوة الى كل من الأستاذين بسيس والعريض الذان يعكسان صورة سياسية وفكرية تونسية متضادة الميولات والمصالح , وهو مايعد في تقديرنا أمرا لامفر منه في ادارة حوار سياسي تتعلق موضوعاته باشكالات الخلاف بين مميزات السياسة الرسمية التونسية الجانحة الى التشنج والانغلاق قبالة المجتمع المدني بمختلف مكوناته وبين جزء هام ورئيس من الفضاء المعارض له نجاحاته واخفاقاته .

الزميل سامي الحداد أقحم على الخط أكثر العناصر المصرية اسلاموية راديكالية وهو ماأتاح له من خلال حلقة الجمعة 16 نوفمبر  2007 اعطاء صورة مشوهة عن عموم التيار الاسلامي الذي لايمت في معظمه الى مقريزيات المقريزي الذي شارك كطرف ثالث وضعيف فكرا وسياسة  في هذا الحوار.

الحوار بين زميلي برهان بسيس والأستاذ عامر العريض لم يكن من الممكن عزله اطلاقا عن فخ محكم وضع فيه رئيس المكتب السياسي لحركة النهضة من قبل مدير برنامج أكثر من رأي , حيث وضع هذا الأخير بين عنصرين مناوئين فكرا وسياسة وممارسات …

واذ كنت في معرض تعليقي على مسار هذا البرنامج مميزا بين صداقتي الشخصية للزميل بسيس وبين اختلافي معه في عدم الدفاع عن ضرب الحريات أو اقصاء الأحزاب السياسية المخالفة في الرأي وكذلك عدم تبرير خروقات حقوق الانسان أو تبييض صورة سياسية في حاجة ملحة الى كثير من الاصلاح …

لقد عبرت مرارا وتكرارا عن استعدادي للدفاع عن المحصلة التنموية وعن المكاسب العمرانية ونظيرتها الصحية والاجتماعية وهو ماجعل خطابي مميزا عن الخطاب « الراديكالي » الذي ينظر الى كل ماله علاقة بالسلطات التونسية بكثير من التشكيك والحزازية .., الا أنه في القضايا المبدئية التي تهم الحقوق الأساسية والحريات الفردية والعامة وقضايا حقوق الانسان والديمقراطية لامجال لدي للمناورة التي تهدف الى الابتزاز أو المساومة تجاه حقوق شعبنا وطموحات نخبه المناضلة من أجل فضاء سياسي وحقوقي واعلامي يليق بتاريخ بلد له من العراقة والحضارة والريادة ما يؤهله الى أن يكون قلعة متقدمة في موضوعات النهوض العربي والمغاربي فكرا وسياسة .

وبالعودة الى مضمون الحوار فقد بدى الأستاذ العريض محافظا خلوقا ومؤدبا في مواجهة هجوم شرس من الأستاذ بسيس الذي جاء محملا بخلافاته الايديولوجية مع تجربة حركة النهضة التونسية , ليعكسها مرة واحدة في شكل تثبيت لوضع السلطة ودفاع عنها بمنجزاتها وعثراتها في الحقول التي ذكرنا …

عامر العريض مع تقدير لصداقتنا السابقة ومشوار نضالي جمعني به داخل هياكل الحزب لم يكن جريئا ودقيقا وحازما في دفع تهم وشبهات السلطة على لسان محاوره الاخر في الضفة التونسية , اذ بدى هادئا ومتواضعا الى الدرجة التي سمحت لخصمه بشحذ كل أسلحته الحوارية ومن ثمة الاستفادة من عثرات المقريزي وأخطائه الفكرية الاستراتيجية التي شكلت محطة مظلمة في حلقة 16 نوفمبر  2007 لبرنامج أكثر من رأي .

ثمة أشياء طرحها الأستاذ بسيس وكانت بمثابة التنبيش في تاريخ شابته كثير من الظروف التاريخية القاسية على ضفتي المواجهة السلطوية النهضوية , فقضايا باب سويقة وتهمة العنف التبريرية والاقصائية كانت تحتاج الى حزم صارم من قبل الأستاذ عامر العريض وهو مالم يفعله في البرنامج المذكور أمام حرصه على الظهور بمظهر الأريحية والديبلوماسية في الحوار …, اذ كان من الممكن بداهة الرد على هذه النقاط من خلال تثبيت صورة النهضة كحزب سياسي مدني حسم نهائيا مع العنف أسابيع قليلة بعد أن فقد التنظيم سيطرته على أعضائه بعد الزج بقيادة الحركة في السجون …

مالم يفعله الأستاذ العريض في حلقة أكثر من رأي يستوجب في تقديري محاسبة داخلية من قبل هياكل الحركة التي تم تثبيتها عالميا في مراكز البحوث المتخصصة في دراسات العلوم السياسية كواحدة من أكثر الحركات الاسلامية العربية توسطا واعتدالا , وهو ماشهد به قبل يومين فقط أحد أبرز أساتذة جامعة تكساس المتخصصين في دراسة الظاهرة الاسلامية حين أدلى بشهادته في ندوة واشنطن حول وضع حقوق الانسان والحريات بالجمهورية التونسية .

انتصر الأستاذ بسيس بالنقاط في برنامج أكثر من رأي حين أقحم سامي حداد رؤية ماضوية جد متخلفة يقود معالمها السيد المقريزي الذي ثبت صورة متخلفة تبحث عنها بعض الجهات المتأدلجة في السلطات التونسية لتبرير عدم جواز مشاركة الاسلاميين الوسطيين والاصلاحيين في الحياة العامة , وزد على ذلك ماوقفنا عليه من أداء ضعيف لايليق بمقام حركة النهضة التونسية ونضالات أبطالها في السجون والمنافي حين صمدوا في مواجهة سنوات الجمر التي أزهقت أرواحا وبددت طاقات بشرية ومادية سيكشف التاريخ عنها يوما ما بكل عدل وانصاف …

مرة أخرى تتأكد قراءتي لأداء بعض الاخوان في قيادة الحركة بالخارج والذين ان كنت أحترم ماضيهم وتاريخهم المشرف الا أنني أعتقد جازما بأنه ان الأوان كي يسلموا المشعل في أمانة لمناضلين أشاوس داخل التراب الوطني والى قيادات شابة أكثر فهما لمتطلبات الخطاب الاعلامي الفضائي الذي يحتاج الى حضور قوي ومتميز لو أحسنت النهضة فهمه واستثماره لعجلت باعادة الاعتبار لنفسها ولغيرها من أطراف المعادلة السياسية التونسية .

(*) رئيس تحرير صحيفة « الوسط التونسية »
(المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » (اليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 17 نوفمبر 2007)

ما هي أولويات الحركة الإسلامية اليوم؟

بقلم: أبو أنيس

 

 » ومن أوكد الأولويات إخلاء السجون من المساجين وإسترداد المسرحين لحقوقهم المدنية والسياسية وعودة المهجرين المنفيين والمغتربين في أقر ب الآجال وأفضل الأحوال بدون إستثناء »

الجزء الثاني من الحوار الذي أجراه موقع الحوار نت مع القيادي الإسلامي عبد الكريم الهاروني

 

رغم أهمية و ضرورة هذه الأولوية لكنها حسب رأيي لا يجب أن تكون أولى الأولويات لأن سجون تونس لم تخل من مساجين الرأي حتى في أكثر الفترات انفتاحا و تحررا فبقاء عشرات أو حتى مئات من المساجين رغم قيمتهم و مكانتهم في قلوبنا لا يجب أن يصرفنا عن الفعل الحقيقي و إثبات الوجود و تبوّء المكانة الطبيعية في المجتمع و بين مشاغل الناس الحقيقية فذاك حق لا يجب أن ننتظر من يمنّ به علينا بل هو حق وواجب كل تونسي بالولادة و المواطنة.

 

كما أن بقاء المهجرين في مهاجرهم لا يجب أن يوقف عجلة البناء الثابت رغم قيمة المهجرين ومكانتهم.

 

ما أود أن أشير إليه و أذكر به نفسي و إخوتي المسرحين هو أن نطلّق عقلية الإنتظار و ننتقل للفعل و المبادرة غير آبهين بالعراقيل التي يريد أعداء الحرية من الإستئصاليين إلهاءنا بها.

 

إن تحرير المساجين و استعادة حقوقهم هو عمل المنظمات الحقوقية و لا يجب بأي حال من الأحوال أن تتحول أحزاب سياسية و حركات جماهيرية إلى جمعيات هدفها فقط الملف الحقوقي على أهميته

 

إن مزيدا من الإنتظار إلى حين إخلاء السجون من مساجين الرأي و استرداد حقوقهم و عودة المهجرين هو عين ما يريده الإستئصاليون بالضبط أن تنشغل حركة النهضة بالنضال من أجل إطلاق سراح نيف و عشرون مناضلا رغم قيمتهم و ربما انتظار سنوات لا قدر الله لحين اطلاق كل سجناء الرأي و سجناء العقيدة. إن من الدروس التي يجب الإستفادة منها هو أن لا يصرفنا صارف مهما كان عن المضي في أهدافنا و برامجنا ولندع مجالا للحقوقيين « حرية و إنصاف » أو الجمعية الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين أو » العفو الدولية » أو غيرها للدفاع عن المساجين و لتهتم الحركة كتيار جماهيري بهموم عموم الناس وتتفرغ للعمل السياسي.

 

حتى بسن العفو التشريعي العام و الذي هو مستبعد في الوقت الراهن فإنه لا ضمان لإطلاق كل سجناء الرأي. ألم يبق الأستاذ مزقريشو و بوعبدالله و آخرون بالسجون رغم العفو التشريعي العام الذي سنّه بن علي نفسه سنة 88 ؟ هل أتى على السجون التونسية حين من الدهر لم تضم داخل أسوارها مساجين رأي؟

 

إنه لخسارة كبرى أن تبقى طاقات العمل الإسلامي معطلة طوال زهاء العقدين مرغمة كانت أو مختارة. و إنه لحري بالحركة بعد تراكم التجارب أن تتخلص و إلى الأبد من عقلية التكامل و التآكل على رأي الشيخ فتحي يكن حفظه الله و أن تحدث المبادرة الضرورية لافتكاك مكانها الطبيعي في عمق الشعب و مشاغله فالوجود و الإعتراف يُفرض فرضا و لا يوهب منة و عطاء و اسألوا كل المناضلين الصادقين في تونس هل انتظروا من النظام رخصة ليتواجدوا على الساحة أم فرضوا ذلك فرضا؟

 

كفى فراغا أيها الأحبة فالجيش العاطل عن العمل يجيد المشاغبات و الوجود لا يحتمل الفراغ فإن تركت مكانك تبوّأه غيرك و إن لم تتقدم تقدم غيرك إذ لا مسافة بين المتنافسين بل هو احتكاك و تدافع و الكل على ثغرة.

 


 

هذا بيان للنّاس

في ذكرى رحيل الشيخ الجليل الداعية

الحاج علي اللاّفي « رحمه الله »

 

مرّت بنا قبل فترة وجيزة من شهر نوفمبر الجاري ذكرى وفاة العلاّمة الدّاعية الحاج علي اللاّفي، أصيل منطقة بن قردان من ولاية مدنين بالجمهورية التونسية. الذي عاجلته المنية ضحى يوم الخميس 05 نوفمبر 1998، إثر حادث مرور مشبوه.

ولكم تمنّيت أن تبادر حركة النهضة التونسية بتكريم هذا العلم البارز، والذي يعتبر أحد شيوخها العاملين القلائل. فقد ذاق ألوان العذاب وأصناف التنكيل في مقرّات الأمن التونسي، في رحلة إذلال مرّت بها عائلته الفاضلة، ولا يعلم إلاّ الله وحده أهوال ما لقي. ومن المحزن حقا أن تتناسى حركة إسلامية رموزها ورجالها وشيوخها، وتفني وقتها في تمجيد من لا يستحق الذكر، فضلا عن إعلاء شأنهم والتعريف بهم بين العالمين. وكان من الأجدر أن تحبّر موسوعة جادة، تؤرّخ فيها لأعلامها، وتضبط فيها سيرتها.

لقد كنت قريبا من فضيلة الشيخ علي اللاّفي، ونحن نتدارس معه القرآن الكريم والفقه والسيرة النبوية العطرة، في مجلس مفتوح بالمسجد العتيق « جامع سيدي علي بن عبيد » بمدنين. فكان يؤكّد دائما على أهمية تنظيم الحياة وترتيب القضايا، وأن يضع الإنسان لنفسه برنامجا واضحا يسير وفقه. ولكم أبدى استغرابه مرارا من وضع الحركة الإسلامية التونسية، التي فقدت توازنها في آخر عهدها في فترة الثمانينات. فيسألني ما بال مؤسّساتها وسلطة القرار فيها لا تجعل لنفسها أدبيات مكتوبة، توزّعها على العامّة والخاصّة. تتعلّق بالمرأة والعدالة الاجتماعية والموقف من مجلّة الأحوال الشخصية، وما شابها من تشويه وتحريف، خاصّة وهو على إطّلاع على النّسخة الأصلية التي أعدّها المرحوم الشيخ عبد العزيز جعيط. هذا إلى جانب تأصيل الممارسة السياسية وضبط مقاصدها ومآلاتها…فهو كثير النّقد للممارسات العفوية وغير المدروسة. وممّا أذكره قوله لي مرّة أنّ هذه الحركة التي بنيت بجهد وتضحيات لا أظن أنّها تصمد في وجه ما يخطّط لها. قلت له: ولم؟. فقال: أشكّ في قدرة أهل القرار والتخطيط فيها، فقد أسلمت زمامها لشباب تغلب عليهم العاطفة وعدم الدراية.

قضايا كثيرة وعديدة كانت تشغل باله وتؤرّقه. فقد مات رحمه الله، وازداد حال الحركة الإسلامية سوء. ولا أظن أنّه كان يعلم أنّ حركة النّهضة لن تذكره وتخلّد ذكراه مع عشرات الشهداء الآخرين ممّن بذل وقته وماله وحياته في سبيل التمكين للإسلام في تونس من جديد.

كتبت هذا، وكنت قد شاهدت كغيري الحوار العقيم الذي جمع بين الأستاذ عامر العريض، وبعض من الذين لا خلاق ولا مزية تذكر لهم في تونس، فازددت ألما على ألم لما آلت إليه وضعية حركة عريقة، كانت في يوم من الأيام تحكم تونس، وكان الجميع يخطب ودّها، فصارت تجالس الحثالة والسفهاء، وتضع لهم اعتبارا، بعدما كانوا بالأمس القريب مجرّد متسكعين ورعاع. فتذكّرت ثانية كلام العلاّمة الحاج علي اللاّفي، أنّ هذه الحركة حركة حائرة، ليس لها أدبيات مكتوبة ولا أفكار واضحة. فهل يعي إخواننا الدّرس، ويتجاوزوا الخلل، وإلاّ تجاوزتهم الأحداث وأصبحوا نسيا منسيا. والعبرة لمن يعتبر.

محمد علي


 

 

إنّ الله لا يرضى عن القوم الفاسقين

عبدالحميد العدّاسي، الدّانمارك

 

ملحوظة: أعتذر عن طول هذا المقال.

 

قال جلّ وعلا: »يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ  فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الفَاسِقِينَ« . الآية 96 من سورة براءة، المسمّاة التوبة حيث وردت فيها توبة الله عن الثلاثة الذين خلّفوا عن غزوة تبوك (العسرة)، المسمّاة أيضا الفاضحة لكثرة الحديث فيها عن المنافقين وتصرّفاتهم التي عُدّدت باستعمال صيغة « ومنهم… ».

 

يقول الشيخ ابن عاشور رحمه الله ووسّع مدخله وأعلى مقامه: « إن رضي المسلمون عنهم وأعرضوا عن لومهم، فإنّ الله لا يرضى عن المنافقين. وهذا تحذير للمسلمين بطريق الكناية، إذ قد علم المسلمون أنّ ما لا يُرضي الله لا يكون للمسلمين أن يرضوا به.

والقوم الفاسقون هم هؤلاء المنافقون. والعدول عن الإتيان بضمير (هم) إلى التعبير بصفتهم للدّلالة على ذمّهم وتعليل عدم الرّضى عنهم، فالكلام مشتمل على خبر وعلى دليله، فأفاد مفاد كلامين لأنّه ينحل إلى: فإن ترضوا عنهم فإنّ الله لا يرضى عنهم لأنّ الله لا يرضى عن القوم الفاسقين« . انتهى كلام الشيخ، وقد ورد في التحرير والتنوير

 

آية بتفسيرها اخترتها لتكون مدخلا للحديث عن أحد المسؤولين التونسيين، وقد اندفع مع مجموعة المغيّرين لاهثين يعترضون السبل ويحلفون للنّاس، خاصّة من كان منهم من غير المسلمين، ليرضَوا عنهم. دون أن ينتبهوا إلى الحقيقة المبيّنة ها هنا، وهي أنّ الله سبحانه وتعالى لا يرضى عن القوم الفاسقين وإن حازوا رضى خلقه، كما أنّ الصالحين من عباده لا يزكّون من خان الله ورسوله ولا يرضون بما يقترفه المجرمون مهما كانت الإغراءات.

 

وإذا كان من الظلم محاكمة النّوايا ومن العسير النّظر في خفايا الصّدور، فإنّ نظرة فاحصة صادقة إلى الواقع التونسي لا تجعل أيّ مسلم مهما قلّ تديّنه يُخفي السوءات التي تحجب الرّضى عن صاحب التغيير والعاملين معه في ورشة « صناعة الحياة » كما يقول الذين يحلفون على الكذب بغية المحافظة على نعم رئيسهم « الصالح » (لقب جديد بمناسبة العشرين سنة الأولى من الحكم، وقد اجتنبوا لقب العبد الصالح ربّما إدّخارا للعشرينيّة الثانية، أطال الله عمر الرّئيس!). ومن هنا فإنّي لم أستطع قبول ما جاء في تصريح الهادي مهنّي لصحيفة الشرق الأوسط (تونس نيوز بتاريخ نشره، يوم 15 نوفمبر 2007). وقد توقّفت عند بعض الفقرات بضيق شديد لأنّي لم أعد أطيق سماع الكذب ولا رؤية الكاذبين

 

* ما هي دواعي إعداد برامج تحفز الشباب على المشاركة في الشأن العام بتونس منذ بلوغهم سن 18؟

عن هذا السؤال أجاب: « الحوار مع الشباب حاجة لزيادة التكوين السياسي وفتح مجالات الحوار معه حتى يلم بالتحديات المطروحة على المستوى الوطني والعالمي، إضافة الى إعداده لتحمل المسؤولية، لان الشباب سيكون يوما هو المسؤول. وقد لاحظنا ان الشباب يهرب من تحمل المسؤولية وأحيانا تكون لديه بدائل أخرى، مثل الفراغ والضياع، ولذلك نحرص على أن يبقى في اطار الوعى واحترام الغير والوطن والمواطنين« …. وهنا أستوقف مسؤول التجمّع: هل سألت نفسك عن الأسباب التي تجعل الشباب يهرب من تحمّل المسؤوليّة؟! ثمّ عن أيّ مسؤولية تتحدّث؟! أهي مسؤولية إذلال التونسيين أم هي مسؤولية تكريم الصهاينة وغيرهم من المتنفّذين في رقاب المسلمين أم هي مسؤولية التدرّب على الهروب من الحقائق كما تفعل أنت الآن؟!… ثمّ هل أجريتم الحوار اللازم مع الكهول وناقشتم توجّهاتهم واعترفتم لهم بحقوقهم السياسية حتّى تفكّروا في زيادة التكوين السياسي لدى أبناء الـ18 سنة؟! أليس من الغشّ والعار وعمى البصر والبصيرة أن تستجدوا رضى الأبناء بالدّوس على رقاب الآباء؟!…أليس من قلّة الحياء بل من غيابه أن تخاطبوا الشباب بهذا المنطق المخادع وهم يرون كيف غزوتموه بسياساتكم الخرقاء وثقافتكم النكداء التي أفرزت فيهم بذيء الكلام وخبيث الأسقام وتصرّف اللّئام، وهم يرون فعلكم في طلائهم من أمثال الهاروني والمكّي والعجمي و أيمن والأخوين وليد وخالد العيوني وغيرهم كثير ممّن طالهم إرهابكم الكريه الحاقد؟!….   

ما هذه القسوة؟!… ما هذه البشاعة؟!… ما هذا الاستحمار يا حمير؟!…

* تستضيف تونس بين 15 و17 من الشهر الجاري مؤتمرا دولياً لمكافحة الإرهاب. ما هي أجندة هذا المؤتمر؟   يقول المسؤول التجمّعي: « هو مؤتمر مهم ويهتم به الرئيس (زين العابدين) بن علي شخصيا، وقد طالب منذ سنوات بمدونة (قانون) لمقاومة الإرهاب ومن فوق المنابر الدولية المختلفة، ولذلك نحن نركز على النواحي الاقتصادية والاجتماعية والحوار بين الأديان وتحسين صورة المسلمين، وكذلك صورة الأديان الأخرى في بلداننا. هذه هي أهم محاور الندوة الدولية التي تستضيفها تونس« …

قلت: إنّ الكلام لا يقوى عليه إلاّ من نزلت في حقّه الآية الكريمة التي صدّرتُ بها الحديث، وإلاّ فكيف يمكن لأمثال هذا وغيره أن يحسّن صورة المسلمين، وهم من وقف معذّبا للمسلمين فاتنا لهم في أرضهم، بل وخصما حتّى لربّ المسلمين وربّ النّاس أجمعين حيث بذلوا الجهد في إبطال أو على الأقلّ جحود الكثير من التعاليم الإسلاميّة بدءا باللباس وانتهاء بالتشريعات؟!… ثمّ لمن تحسّن الصورة يا ملمّع، ألِنّاس أم لربّ النّاس (فإنّ الله لا يرضى عن القوم الفاسقين)؟!وعجبا للمغيّرين يعجزون عن محاورة أهل البلاد من الأحزاب والهيئات والشخصيات الذين وقفوا يناشدونهم المجيء إلى كلمة سواء  تمكّن الجميع من خدمة البلاد بصدق وشفافية، وينجحون في جعل شعوب العالم تتحاور يعجزون في استدعاء عقولهم لسماع تعاليم دينهم الحنيف ويتفوّقون في الدعوة إلى الحوار بين الأديان (إنّ الدين عند الله الإسلام) فكأنّ الذي يعيق الدّماغ التغييري عن الإبداع هي القطريّة الضيّقة أو الدين الموحّدكأنّهم خُلقوا لخدمة غير التونسيين وغير المسلمين كأنّي بهم يبدعون عندما يكون تصرّفهم مع غير التونسيين أو عندما يكون الدّين غير دين المسلمين!ساء ما يعملون!…ألا ساء ما يحكمون!ألا ساء ما يزرون!          * هل سيظل الجدل بشأن تعريف الإرهاب بين العواصم الغربية والعربية، عائقا امام مكافحة هذه الظاهرة؟

 

واستمع إلى الإجابة لتتعرّف أكثر على المغيّرين! يقول مسؤول التجمّع: « الإرهاب هو ما حدث في عدة عواصم عربية وغربية ولن نشغل أنفسنا بالتعريف وإنما نحتاج للعمل وتحمل المسؤولية من الجميع. وبدون أمن لن يكون هناك تقدم أو تنمية« …. الله أكبر!

يقول بعضهم « بأنّ الفكر لا يمكن أن يكون حبيس السياسة، فمتى ما أخضع الفكر إلى السياسة قصر« … ونراه في هذه الحال قد احتجب كلّية، فالمسؤول التونسي يحكي عن شيء غير معرّف ويريد أن يدرسه ويجد الحلول له!…  » الإرهاب هو ما حدث في عدّة عواصم عربيّة وغربية« ، ما هذا الذي حدث يا علاّمة العصر؟! وما السبب في حدوثه؟! ومن أو ما الذي أحدثة؟! وماذا عن الأحداث التي وقعت وتقع خارج العواصم، كيف تراها؟! وهل يكمن الهدف إذن في حماية العواصم حيث الرّؤساء والمسؤولون « المرموقون » أمثالك، وإذن فما مصير أهل القرى والأرياف والمخيّمات والأحراش والأقاليم؟!ومن هو الإرهابي، أهو هذا الفارّ بدينه مثلا أم هذا الفارّ من الدين، أهو هذا المدافع عن البلاد أم هذا الذي دكّ بالمدافع البلاد؟! وما العمل إذا تحوّل المكلّف بضمان أمن النّاس إلى إرهابي كما فعلت الحكومة التونسية وهي تسنّ « قانون الإرهاب » الذي منع أيّ تعبير أو أيّ تصرّف سلميّ حرّ؟! إنّي لأخجل حقيقة وأشعر بالغبن لانتساب هذا المتكلّم التجمّعي إلى تونس، ويعزّ عليّ أن تُتّهم بلادي الشمّاء بإنجاب الأغبياء والظلمة والديكتاتوريين العمي!    

*عقدت تونس ندوة دولية عن التنمية والديمقراطية في الوقت الذي تتهم فيه بالدكتاتورية. بماذا تردون على هذه الاتهامات؟

 

قال: « أدعوهم لزيارة تونس ومعرفة التجربة على أرض الواقع«  قلت: أنا أقول ولا أتّهم (لأنّ الاتّهام يفيد الشك وأنا على يقين) بأنّ صانع التغيير (وأعوانه) قد خان العهد الذي به خطب وِدّ التونسيين، فكان من أسوإ الدكتاتوريين في العالم، فهل تتعهّد (وأنتم لا تحفظون العهود) بأن أزور البلاد لأقف على أطلالها دون أن يلحقني سوء؟! قال: « كنت وزيرا للداخلية واعرف اسماء المناوئين، وبعد سته أشهر نسيتهم وحاولت فى بعض الايام تذكرهم فتعبت لانهم نكرة ولا يتحدث عنهم احد«  قلت: غرور مبالغ فيه، الهدف منه التأكيد على عدم أهميّة « المناوئين« ، غير أنّ الذي قد يرسخ في أذهان الكثير من النّاس هو عدم كفاءة أمثال هذا التجمّعي وعدم أهليته لتحمّل المسؤولية: فهو لمّا كان وزيرا كان حريصا على حفظ الأسماء شأنه شأن السجّان في السجن أو القيّم في المبيت من أجل إظهار كفاءته لدى سيّده. ثمّ إنّه لمّا ابتعد عن الوزارة سقطت كلّ الأسماء من ذاكرته ليس لعدم أهميّة « المناوئين » وإنّما لفساد ذاكرته وعدم إخلاصه في مهمّته وعمله، فإنّي رغم الظروف التي مررت بها بسبب النكد الذي جرّه علينا التغيير لا أزال ولله الحمد والشكر أحفظ الكثير من الأسماء التي مرّت بي في مختلف أطوار العمر. ولكنّ هؤلاء لا يذكرون من النّاس إلاّ من أغناهم عن ربّ النّاس، ولذلك فلعلّهم يكونون ممّن يتلقّى التوبيخ الربّاني « وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين » عياذا بالله تعالى

 

والخلاصة أنّ الكذب قد شاع هذه الأيّام، فلم يعد يتحرّج الساسة من معاقرته وإنّا إذ لا نستغرب لرؤيته ديدن الصهاينة و« الفاتحين« ، فإنّا نؤكّد على خطورته في المجتمعات الإسلاميّة. قال تعالى: « إنّما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله« … فالمؤمن وخاصّة المؤتمن على مصالح النّاس لا يكذب أبدا، وليعلم الجميع أنّه  لا عار ولا عيب بعد الكفر بالله أعظم من الكذب وأحسب أنّه من العار كذلك على المجتمع المسلم أن يُسلم ويخذل الصادقين فيه بالإبعاد وعدم الاكتراث ويركن إلى الكاذبين المدلّسين بالتأييد والطاعة فيغنموا منهم الاستخفاف!…

 

 


 

الجوع من أجل رد الجوع؟

بقلم: طارق الكحلاوي

 

حصل إلي كان للأسف في الحسبان و دخل صديقي محمد مومني في إضراب جوع مع زملاؤو الجلولي و الزغلامي (أنظر مدونتهم للاطلاع على بيانهم لهنا)…. المضربين قاموا بتفسير قرارهم في حوار تلفزي مع قناة تونسية اسمها الحوار التونسي (الحلقة 84 لهنا)… كنت تعرضت للموضوع سابقا (لهنا)… الحقيقة في الحالة هذية وسيلة إضراب الجوع تتماهي مع الهدف متاعها… في العادة إضرابات الجوع ملي بداو كوسيلة إحتجاجية عبر التاريخ كانو بالأساس لأهداف سياسية… في الحالة هذية إضراب الجوع يهدف لرد الجوع…. الإضراب صاير في مقر النقابة العامة للتعليم الثانوي في المقر المركزي للاتحاد العام التونسي للشغل ما يعكس إحتضان الاتحاد للموقف هذاية… و الحقيقة هذاية أمر نادر في السنوات لخرة… آخر إضراب جوع نعرفو تعمل في مقر الاتحاد كان الاضراب إلي عملوه عشرات النقابيين (من بينهم الوالد) سنة 1985 في مقر نهج اليونان ضد قرار تجريدهم من صفاتهم النقابية… الحقيقة من الواضح إلي حتى طرف ما يحب يوصل للوسيلة الاحتجاجية هذية… النقابة و الوزارة قامو ببعض الاجتماعات و قيادة إتحاد الشغل إدخلت و تحصلت على بعض الوعود على الأقل في النظر للأمر بشكل جدي و لكن شي ما صار (الرسالة المفتوحة للأمين العام للاتحاد عبد السلام جراد كانت مؤشر على انسداد الحوار مع الوزارة–أنظر لهنا)… يبدو أنو صبر الجميع استنفد…. أنا شخصيا كنت نتمنى أنو ما يقعش الالتجاء للوسيلة هذية…. خسارة كان من المأمول التوصل لاتفاق… الرهان لهنا يتمثل في أنو هذومة شباب متخرج يسعى جديا للعمل و الاستقرار العائلي و تبنيه لمواقف سياسية مختلفة عما هو رسمي يلزم يكون جزء من الثراء الاجتماعي و من المنتظر أنو ما يكونش عقبة أمام الاندماج الاجتماعي خاصة أنو فمة كثير من الاساتذة بل غالبية القيادات النقابية للاستاذة يتبناو مواقف سياسية مختلفة و بالتالي ما فماش علاش أنو زوز أساتذة جدد بش يشكلو كارثة…. و هذاية موضوع مفهوم برشة لدرجة أنو حتى بعض الأطراف المقربة من الدوائر الرسمية عبرت على رغبتها في حل مشكل مومني و الجلولي على الأساس هذاية (أنظر لهنا)… خاصة أنو في الحالة هذية الأساتذة هذومة حرصو على تجنب تسييس ملفهم و الدليل تمسكهم بالطرف النقابي كممثل رئيسي ليهم و لهجتهم المعتدلة و توجههم لعديد الأطراف للتدخل بما في ذلك أطراف مقربة من الدوائر الرسمية و حتى تجنبهم توظيف قضيتهم من قبل بعض الدوائر السياسية كيما وضح مومني في الحوار التلفزي الأخير نتمنى الاضراب ما يأديش للتصعيد و التشنج بل يكون بمثابة الجرس إلي يخلق صدى واسع بش يقع اتخاذ قرار عقلاني يساهم في أقل الأحوال في حوار جدي و تفسير أسباب عدم تجديد الانتداب بكل مسؤولية إن كان هناك أسباب جدية (من الواضح إلي فمة صعوبة كبيرة بالتسبة للمضربين في الثقة في قرار الوزارة: خاصة أن مومني و الجلولي قدموا وثائق تدل على أنو أعدادعم البيداغوجية مرتفعة و عادة انتداب الاساتذة المعاونين يمتد في البداية عامين قبل إدماجهم و هوما درسو كان عام واحد و فوق هذاكة كانو تعرضو للرسوب في شفاهي الكاباس رغم شهادة أساتذتهم بالنجاح و لولا احتجاجهم لما تم إقحامهم في سلك التعليم…. المعطيات الخاصة بالنقاط هذية منشورة في مدونتهم)… و إلا ببساطة اتخاذ القرار المأمول بالعمل على إرجاع الأساتذة لعملهم في أسرع وقت ممكن… و هذاية الكل ما يكون عندو معنى إلا في حالة قيام حوار جدي حول مختلف الملفات بين القيادات النقابية و الوزارة… لأنو جزء من المشكل ساعات مش غياب حلول و لكن غياب الحوار الجدي إلي يولد عدم ثقة و بالتالي الالتجاء لوسائل ما كانتش ضرورية غير مفيدة للمناخ الاجتماعي العام كيفما أشار أمين عام الاتحاد عبد السلام جراد في الرسالة المفتوحة لوزير التربية.

 

(المصدر: مدونة أفكار ليلية لطارق الكحلاوي بتاريخ 15 نوفمبر 2007)

الرابط: http://tareknightlife.blogspot.com/

 

                                                         


بسم الله الرحمان الرحيم                                                        تونس في 2007/11/17 والصلاة والسلام على أفضل المرسلين                                            بقلم محمد العروسي الهاني الرسالة رقم 341                                                        مناضل وطني وكاتب -رئيس شعبة الصحافة سابقا في الصميم وضع النقاط على الحروف
خطاب الرئيس بن علي كان جليا واضحا والقرارات بصدد التطبيق إن شاء الله
 
في الحلقات السابقة التي تفوق 21 حلقة نشرتها على هذا الموقع الهام منذ يوم 2007/10/17 منها في شكل رسالة مفتوحة والأجزاء الملحقة بها خمسة. وعدد 5 خواطر بعنوان من وحي الذكرىل توضح نقاط من بيان السابع من نوفمبر 1987 و 7 رسائل بعنوان في الصميم حول فقرات من خطاب الرئيس يوم 7 نوفمبر 2007 و 3 رسائل رد على افتاءت الأستاذ محمد مزالي في حواره الأخير بقناة المستقلة ورسالة ردا على الأساء والافتراء على الزعيم الراحل من طرف شاعر أخذ سهمه للتهجم بأشعاره على صانع المعجزة الكبرى الاستقلال والحرية والسيادة والكرامة والعزة الزعيم المجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله. وهذا الشاعر كان يواكب نشاك الزعيم الراحل ويمجّد خصاله وتصحياته واليوم أصبح ذات صورة أخرى سبحانه مبدل الأحوال من أجل المال وهذا كله من أجل المصالح والمادة وإن كل المقالات التي نشرت بامانة وصدق وشفافية عل موقع تونس نيؤز وجدت التشجيع واطلغ عليها احرلر تونس ورجال الإعلام النزهاء والمناضلين الأحرار والطلبة وإخواننا في المهجر في فرنسا وهولاندا وبريطانيا وألمانيا وكل العالم بفضل التكنولوجيا العصرية وقد خاطبني بعضهم شاكرا على المجهود الإعلامي الهام واتصل بي مناضل وطني عريق ووفي وخاطبني بلهجة وطنية حارة صميمة وروح وطنية عالية وبأخلاق فاضلة ونبرة الوفاء والحب للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة وشجعني على الكتابة من أجل تونس وقال لي والله كل الإخوة يقدرون هذا الأسلوب والوفاء والعرفان بالجميل لحبيب الأمة وصانع أمجادها الزعيم بورقيبة وأكد لي بان كل إنسان عاقل ووطني يحترم كتابتك ويتعتز بها وفي المقابل يحقر كل حقير أخذ قلمه وأراد الإساءة إلى عملاق التاريخ وبطل التحرير وأردف قائلا والله كل انسان يضحكم على العقول السخيفة التي تتنكر للأب الروحي لتونس وختم حديثه الذي دام 25 دقيقة على الهاتف واصل الرسالة والله معكم والتاريخ سيحمل لكم هذا الوفاء وأني بدوري اشكر هذا المناضل الشهم الوفي الغيور الذي أثلج صدري وزادني قوة معنوية لمواصلة المشوار وأردت إبراز هذه الماكلمة والإشادة بصاحبها والتنويه بأهل الوفاء والإخلاص للوطن وللزعيم الحيب بورقيبة الذي ضحى بشبابه وحياته من اجل الوطن والشعب. وفي هذ الحلقة الختامية بعنوان في الصميم أودّ أن نترك الأيام والأشهر تبرز إلينا مدى ما نطمح إليه وما قدمته من آراء واقتراحات بمناسبة الذكرى العشرين للتحول وخاصة سيادة الرئيس قد أكد في خطابه يوم الخميس 15 نوفمبر 2007 في الندوة العالمية الدولية لمفهوم الإرهاب وخطورته والوقاية منه والتصدي إليه بوحدة وعزيمة وإرادة وحصانة وقرارات ثورية لتحسين الأوضاع الإجتماعية والعدالة والمساوات وأكد سيادته ان دور الانترنات أصبح دور هام وفاعل وناجع وحاسم للشعوب وهذه الشهادة التي جاءت على لسان الرئيس بن علي يوم 15 نوفمبر 2007 جعلتني اكثر اطمئنان بان الرئيس يتابع مواقع الانترنات ويطالع المقالات ويقرأ ما يكتب وهذا يطمئن ويؤكد ان الحواجز أصبحت معزولة وأن الأشخاص الذين كانوا يخفون الرسائل ويسعون بكل الوسائل عدم ايصالها إلى مكتب الرئيس وعندما اكد الرئيس بان دور الانترنات فاعل وحاسم ازداد اعجابي وانشراحي لأن الهاجس الذي كان يسود عد هام من المواطنين هو إخفاء الرسائل وقد أطنبت في الحديث عن هذه المعضلة وخصصت لها 7 مقالات ووضعت النقاط على الحروف بكل وضوح وصراحة. وأودّ في هذا المقال أن أشير أنه في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الدولة يوم 7 نوفمبر على قرارات هامة تاريخية في شتى المجالات منها العمل على توضيح استرداد الحقوق المدنية ومحو العقوبة والعفو بعد قضاء مدة وفترة العقوبة مع ما أعلن عنه الرئيس من قرارات جديدة فيها المرونة والعطف والحس الوطني حتى يرفع الكابوس على الشبان الذين زلّت أقدامهم ودخلوا السجن وقرار الرئيس واضح لإعادة الشبان إلى سالف عملهم ورفع حاجز السوابق العدلية لمدة طويلة…وقوانين البلاد تحدد المدة وبعدها آليا يحصل المواطن على التسوية وإعادة الحقوق والإجتهاد والإستثناء أصبح مقصورا على شريحة وخطاب الرئيس الرئيس الجديد إعداء فرصة جديدة لتعميم القانون على الجميع بصفة واضحبة وبعد الخطاب القيم لرئيس الدولة أعتقد ان بعد الاجتهادات والاستشهادات ستزول بحول الله. تكرسيا لتعلميات الرئيس وتح   بمبدأ دولة القانون والمؤسسات وتعميقا لثوابت أن تونس لكل التونسيين وأتمنى أن نتطور العقليات لفهم هذا الخطاب ويزول كل إلتباس أو اجتهاد خارج على دائرة القانون وقد تذكرت وأنا اكتب هذه الخواطر حادثة حصلت لأسرتنا عام 1954 عندما كنت أنشط في صلب الشبيبة الدستورية التابعة لحزب التحرير حلت سيارة الجندرمة الفرنسية بمنطقتنا تبحث عن نشاطنا في الشبيبة الدستورية وخاف والدي رحمه الله وقلت وقتها أتمنة رحيل الجندرمة وتحققت الحلم وزال ظلم الأجنبي ورحل إلى الأبد.  قال الله تعالى : »ولله العزة ولرسوله والمؤمنين » صدق الله العظيم ملاحظة : هذه الحادثة لها أبعادها ودلالتها لكل عاقل ذكي بفهم بين السطور حتى ندرك فهمنا لمعاني الخطاب…. كلمة لمدير قناة المستقلة الدكتور محمد الهاشمي الحامدي المحترم وأود توجيه كلمة شكر خاصة للسيد محمد الهاشمي الحامدي مدير فناة المستقلة الذي اعتنى بمقالاتي وتابعها واطلع عليها وبعث لي عن طريق الانرنات برسالتين هامتين كان لهما عميق الأثر على نفسي …واتصل بي خلال آخر شهر أوت واجري معي حديث طويل وقع بثه يوم غرة سبتمبر  2007 مشكورا وقد اتصلت بي إدارة القناة يوم 2007/11/16 ولم يتحصلوا عليّ نظرا لغلق الهاتف اثناء صلاة الجمعة عيد المسلمين جميعا. مثل اليهود عيدهم يوم سبتهم وبهذه المناسبة أضع الهاتف رقم 22 022 354 على ذمة كل من يتصل بي ما عدى يوم الجمعة اليوم المبارك كما أشرت وأجدد شكري للدكتور محمد الهاشمي الحامدي وأسرة قناة المستقلة على عنايتهم بمقالاتي في موقع تونس نيوز موقع الحرية والرأي الحر والذي نّوه سيادة الرئيس بدور الانترنات ولا شك موقع تونس نيوز أحدى هذه المواقع التي لها دور هام وفاعل على صعيد الإعلام الإلكتروني العصري الذي أصبح له إشعاع إعلامي ومصداقية عالمية…..وختاما أجدّد اقتراحي الذي قدمته منذ أسبوع لقناة المستقلة بإجرا حوارات على شاشة الفضائية مباشرة للشأن التونسي دعما للحوار الديمقراطي النزيه والذي غايته الإصلاح ثم الإصلاح والإصلاح.  قال الله تعالى : » وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت » صدق الله العظيم   محمد العروسي الهاني هـ : 22 022 354 مناضل وطني

 


 

وتظل أنت الشامخ المعطاء

عشرون مرت دونها الأنواء                 نأي فهم ّ زاحف فبلاء وطن تسربل ليله بنهاره                     مذ حلّ فيه ناعق  نعّاء أين الرجال بعهده يا ويحه                   باتا بهجرأو هموا سجناء أو إنهم عند كريم  راحم                     يحيون خلدا يا لهم شهداء وطن وساد الصمت حتى كأنه              ريم ويغمر صمته الأنحاء وطن وبات العز يجفو ربوعه              وتفشى فيه الظام والظلماء وطن تكدس ظلمه بظلامه                  مذحل ّسبع نوفمبر مذ جاؤوا جمع إذا حلوا بأرض خربت               وتبدلــت نعمــاؤها بأســـاء تجمع للنهب بات يسودنا                  يا ويح قوم سادهم جهلاء ظلموا الرعية واستباحوا مالها          واستعبدوا الناس وهم أجراء وتنابحوا للفسق فيما بينهم             فتصاعدت ضوضاؤهم وعواء ظنوا البلاد متاعهم دون الورى        وتصرفوا فيها على ما شاؤوا لكني ألمحه الضياء بتونس             وأرىهناك الفجر فيه سناء وأراه عقبة يستعيد لواءه               وأرى الزيتونة لاح منه ضياء وأرى الشباب ركعا قد أدلجوا          يتنافسون بذكرهم ودعاء ويعانقون المصحف بعيونهم          وقلوبهم تهفوا وفيها رجاء ها ألمح الفجر يعاود نوره           ويجيء صبحا مشرقا وضّاء وطن يجود رجاله بجسومهم        يفدونه بدمــائهم فيضـــــاء إني لألمح شمسه قد أشرقت        وأراه يطرد ليله العظماء يفنون جوعا كي تعيش بلادهم      يتنافسون نفوسهم  شمّاء وطنيىسيرحل جمعهم يا موطني     وتظل أن الشّامخ المعطاء جمال الدين أحمد الفرحاوي لاهاي لوتن /لندن في 8/11/2007


 

أفق جديد للتحول الديمقراطي في تونس

 
جيل جديد من الإصلاحات السياسية آذن بها خطاب رئيس الدولة بمناسبة إحياء الذكرى العشرين لتحول السابع من نوفمبر. وقد وردت هذه الإصلاحات ضمن تمش سياسي حافظ على جوهره الإصلاحي ونسقه التدرجي، فليس هناك من شيء فاق التوقعات أو اكتسى طابع المفاجأة سواء بالمعنى السارأوالمعنى المعاكس. لقد رسم الخطاب الحدود القصوى التي تسمح بها عملية الإصلاح في الظرف الراهن من زاوية ما يمكن أن تقدمه السلطة، وهي بذلك إجابة ضمنية عن أسئلة الممكن و الممتنع التي درجت على طرحها أطياف المعارضة بمختلف مقارباتها، هل يعني هذا أن المعارضة المندرجة في خط الوفاق والحوار باتت اقدر من غيرها على فهم ما يتحرك في وعي الحكم، في حين تبقى المعارضة المحسوبة على خط التصعيد و المغالبة بعيدة عن فهم منطق السلطة و طبيعة تمشيها و خصوصية مسلكها الإصلاحي. هذا التباين في الموقف، وقبل ذلك في نوعية الفهم المحرك لسلوك المعارضة إزاء السلطة، هو الذي يفسر ما نلحظه من اختلاف متجدد في تقييم ما يقدمه الحكم من مبادرات غداة كل مناسبة كما في هذه المرة أيضا. فمعارضة الوفاق و نحن منها في حزب الوحدة الشعبية، لا يمكن إلا أن ترحب بكل خطوة تتقدم بالمسيرة الإصلاحية حتى و إن كانت هذه الخطوة بالقياس إلى مطامحنا اقل مما نسعى لبلوغه. وعلينا في هذه الحالة أن لا نتباكى على ما لم يتحقق بقدرما يتعين علينا المزيد من النضال من أجل البناء على ما تحقق. فالتاريخ سيحاسبنا على ما ساعدنا على انجازه و ترسيخه من مكاسب للصالح العام، لا على ما اعترضنا على غيابه و فشلنا في تحقيقه. أما المعارضة الأخرى، فلا يمكن إلا أن تصاب بالإحباط و تشعر بالخيبة كلما جاءت مبادرات السلطة في منحاها الإصلاحي المتدرج غير ملبية لكل مطالبها. ذلك أن الوعي المتحكم في هذا اللون من المعارضة يغلب عليه طابع الارادوية و منطق القفز على الواقع باتجاه المواجهة الشعاراتية. إن الإجراءات المعلن عنها في خطاب رئيس الدولة مؤخرا تؤكد بما لا يدعو مجالا للشك بان السلطة ليست خصما للإصلاح على ما يتصور المتشائمون، بل هي محركه الرئيسي، غير أنها المتحكم الأوحد في ضبط نسقه و تحديد وتائره و رسم سقفه و حدوده، دون أن يعني ذلك أن السلطة لا تصغي إلا لنفسها، فهي تسمع للمعارضة و تأخذ بمقترحاتها ولكن ضمن تمش يقوم على الانتقاء و الفرز بما لا يتعارض مع ما يرسمه النظام في دائرة الممكن راهنا. لا ينتظر عاقل أن تحقق السلطة كل ما تطلبه المعارضة و بالوتيرة التي تفرضها هذه الأخيرة، لم يحدث هذا في أي بلد في العالم فما بالك في الواقع السياسي التونسي الموسوم لعقود طويلة بغياب التوازن بين نظام ظل على الدوام قويا ومتماسكا وبين معارضة لم تتخلص بعد من ضعفها وتشرذمها و افتقارها للحد الأدنى من الإسناد الشعبي. هذا الاختلاف في التوازن لم يمنع وجود حياة سياسية ما فتئت تنحسر عنها يوما بعد يوم الكثير من المعوقات الموروثة عن عقود من نظام الحزب الواحد، في مقابل انفتاح متزايد للحقل السياسي في وجه التعددية و المشاركة الشعبية، وما الإجراءات الرئاسية المعلن عنها مؤخرا سوى دفعة جديدة و إضافية ليست نهائية في مسار إصلاحي متحرك إلى الأمام و مفتوح على الدوام على مزيد المراكمة و التطوير. لا شك أن المبادرة الإصلاحية مازالت بيد السلطة وحدها، فيما تبقى المعارضة و المجتمع المدني في مواقعها الهشة منقسمة في موقفها بين التفاعل الايجابي مع المعروض من الإصلاحات وبين التشكيك في مبادرات الحكم و التطلع الحالم نحو بديل جذري و ناسف لجملة الانجازات المتحققة على الصعيد السياسي. لقد آن الأوان للمعارضة المشككة أن تغادر مواقع الصدام و الالتذاذ بدور الضحية لتلتحق بأرضية الفعل السياسي المحكوم بحسابات النجاعة و الفاعلية، وليس لها من إمكان مفتوح على المراكمة و البناء إلا من طريق إعادة بناء ما نسف من جسور الثقة و التوافق مع السلطة، فما دامت عاجزة عن فرض تصوراتها بكل الوسائل التي جربتها، فما المانع من العودة إلى النهج التوافقي الذي أثبت نجاعته في تطوير الحياة السياسية في بلادنا وسواها من البلاد المجاورة و البعيدة من دون إهمال خصوصية كل مقاربة توافقية على صعيد الأسلوب و النسق و الوتيرة. انه أفق جديد للتحول الديمقراطي في تونس ينفتح أمام جميع القوى الوطنية، وليس هناك على المدى المنظور من استثناء لأحد، فتونس لجميع أبناءها، هذا تعهد ثابت من أعلى هرم في السلطة، وهو تعهد ملزم لنا كمعارضة ديمقراطية قبل أي إجراء يستفيد منه البعض و يحرم منه البعض الآخر، فالعقبة القانونية التي تخول إسناد الدعم لهذه الجهة من المعارضة دون تلك يتعين تجاوزها في اقرب الأوقات. فلعله بهذا الإجراء وسواه من الإجراءات الانفراجية المطلوبة يمكن استعادة الأصوات الشاردة عن حظيرة التوافق الوطني، هذا التوافق الذي تذوب في مصهره كل أسباب التوتر و عوامل الاستقطاب المرضي بين أطراف المعادلة السياسية في مرحلة تاريخية دقيقة تواجهنا فيها جميعا تحديات غير مسبوقة في أكثر من واجهة و على أكثر من صعيد. سليم الزواوي
(المصدر: جريدة الوحدة (لسان حال حزب الوحدة الشعبية، ) العدد 569  الصادر في 10 نوفمبر 2007)


الطاقة في تونس مشكلة يفاقمها الاستهلاك المفرط و ارتفاع أسعار المحروقات في العالم
 
على ضوء احتلال مسألة الطاقة حيزا كبيرا في خطاب رئيس الدولة بمناسبة الذكرى الأخيرة للتحول أخذت الوحدة على عاتقها مزيد المساهمة في التحسيس بأهمية هذا الموضوع الحيوي الذي شغل العالم بأسره نظرا للارتفاع المطرد لسعر برميل النفط في الأسواق العالمية مما انعكس سلبا على مختلف البلدان سواء كانت من العالم المتقدم وخاصة بلدان العالم النامي سيما منها التي ينعدم أو يقل فيها إنتاج المحروقات مثل تونس والتي يمكن أن تحقق توازنا في ميزان المحروقات إذا كان سعر البرميل 20 دولار والحال أن سعره يتراوح بين95 و 100 دولار زيادة على ذلك انخفض إنتاج البلاد التونسية من النفط الخام خلال العقد الأخير إلى 78 ألف برميل في نفس الوقت كثر الطلب بسبب ارتفاع النمو الاقتصادي و تطور مستوى التصنيع في البلاد مما انعكس سلبا على ميزانية الدولة حيث تجاوز دعمها 20 مليون دينار سنة 2005 كما أن زيادة دولار واحد لبرميل النفط يكلف الدولة 31 مليون دينار مما يعيق تحقيق الأهداف التنموية خاصة في مجال التشغيل و بناء على هذه الوضعية عملت السلطة على إحداث مخطط يتضمن اعتماد الطاقات البديلة خاصة الطاقة الشمسية التي ينتظر أن تغطي خلال هذه السنة 2007، 50 ألف متر مربع إضافة إلى ربط 500 ألف مسكن بالغاز الطبيعي في موفى 2009 مما سيمكن من اقتصاد مليون قارورة غاز و تخفيف دعم الدولة ب 1.4 مليون دولار إلى جانب العمل على الالتجاء كسائر الدول إلى الطاقة النووية و فيما يخص الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة فقد وقعت في جانفي 2007 اتفاقية شراكة مع الشركة التونسية للكهرباء و الغاز وذلك لتحيق أهداف المخطط الحادي عشر في مجال التحكم في الطاقة و الرامية إلى اقتصاد حوالي 3.2 مليون طن مكافئ نفط و المساهمة في تقليص الكثافة الطاقية إلى حدود 2 بالمائة خلال الفترة 2007ـ2011 كما أوضحت دراسة إستراتيجية أنه إذا ما تواصل التحكم في استهلاك الطاقة مع إدماج الطاقات المتجددة يمكن لتونس خلال الفترة 2007ـ2030 التحكم في استهلاك 100 مليون طن مكافئ نفط. لذا المطلوب خاصة من وسائل الإعلام تكثيف الحملات التوعوية لترشيد استهلاك الطاقة و تحسيس التونسيين بأهمية هذه القضية سواء كانوا أفرادا أو جماعات أو مؤسسات في هذا البلد الذي لا طاقة له… إذ أن المبالغة في استهلاك الطاقة و استهلاكها العشوائي يؤدي بالضرورة إلى إلحاق الضرر بالاقتصاد الوطني و هو ما من شأنه أيضا أن يعصف بالتوازنات الاجتماعية. شادية السلطاني
(المصدر: جريدة الوحدة (لسان حال حزب الوحدة الشعبية، ) العدد 569  الصادر في 10 نوفمبر 2007)


 
مزالي والجزائر (6)

 د. محمد الهاشمي الحامدي كان مزالي حريصا على ألا يحرج الرئيس الشاذلي بن جديد والسلطات الجزائرية مع الزعيم بورقيبة… لذلك طلب فقط المساعدة في تأمين سفره من عنابة إلى أوروبا فورا من دون ضجة وتكاليف. لكن الجزائريين، تصرفوا بما هو معروف عنهم من مروءة وشرف ورجولة، وألحوا وأصروا أن يرتاح مزالي ليلته الأولى في قسنطينة، ثم يسافر إلى العاصمة ليستقبله كبار المسؤولين فيها. الجزائريون كرام، ومزالي عزيز قوم قلب له الدهر ظهر المجن، ولا يعرف قدر الكريم إلا الكريم. يقول مزالي في كتابه عن تلك اللحظات، في ذات الليلة التي قطع فيها الحدود من تونس إلى الجزائر، هاربا متنكرا ينشد النجاة من قرار بورقيبة باعتقاله وإعدامه: « لم أمانع وتبنّيت ما اقترحه علي الضيف، فالضيف في حكم المضيف، وتوجهنا إذن إلى قسنطينة بالسيارة، ووصلنا إليها حوالي الساعة الصانية صباحا ». يضيف مزالي: في إحدى ثكنات هذه المدينة استقبلني شخص في لباس مدني، وسألني هل أتذكره؟ وأمام رد فعلي المستفهم، قال: أنا لاقيتك بتونس قبل ثلاثة أعوام أثناء استقبالك لوفد من ولاة جزائريين. ووضعوني بغرفة صغيرة أمكن لي فيها أن أصلح من حالي وأنام نومة مضطربة. وعلى الساعة السادسة صباحا زارني مضيفي وأعلمني أننا سنسافر توا إلى الجزائر. ووجدت في نفسي القدرة على أن أنكّت قائلا: قبل ذلك، أريد أن أؤكد لكم أنني لن أستنكف من تناول أخف فطور »!! اعتذر الضابط وتوجه مع مزالي إلى قاعة الطعام، واستدعى شخصا تولى تنظيف حذاء مزالي المثقل بأوحال رحلة هروبه في الليلة السابقة. وقبل أن تنطلق السيارة إلى الجزائر العاصمة سأل مزالي مرافقه: لم لا نسافر بالطائرة، فرد الضابط بأن ذلك سيجعل كل المسافرين الآخرين يعرفون بوجوده، أما السيارة فتضمن أن يبقى الأمر سريا. يقول مزالي عن المسافة بين قسنطينة والعاصمة: « اجتزنا بلاد القبائل. وكنت أستمتع بالمناظر الخلابة وأردد ملامح جيش التحرير البطولية طيلة السنوات الثماني التي كافح أثناءها الشعب الجزائري الشجاع من أجل الإستقلال. وعبرنا تيزي وزّو في منطقة القبائل، فتأثرت أيما تأثر عندما استعرضت شهامة أهاليها واستشهاد أبطالها. وحوالي الساعة الواحدة والنصف وجدت نفسي بقصر يبعد ما يقرب الخمسة عشر كيلومترا عن الجزائر العاصمة ». وأواصل عرض القصة غدا إن شاء الله.
 
 (المصدر:  جريدة « النهارالجديد » (يومية –الجزائر) الصادرة يوم   16 نوفمبر 2007)


 
وجهات نظر
بقلم: سليم عزوز في تونس الخضراء تقرر استقلال المجلس الأعلي للاتصال عن الحكومة، وهو يوازي في مصر اتحاد الإذاعة والتلفزيون، ففي خطابه يوم السابع من تشرين الثاني (نوفمبر) أعلن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي انه تقرر ان يكون لهذا المجلس استقلاله المالي والإداري، وانه سيدعم صلاحياته ليتابع اداء المؤسسات الإعلامية، وخصوصا المرئية والمسموعة، وتقويم برامجها ومضامينها، ووضع الاقتراحات لتطويرها. وإذا كان التلفزيون التونسي، لا يختلف أداؤه عن غيره من التلفزيونات الرسمية، فانني آمل ان يكون قرار الرئيس بن علي خطوة علي طريق تطوير هذا التلفزيون ليلحق بالركب. لقد كانت هناك خطة للتطوير بدأت ببرنامج (وجهات نظر)، اول برنامج سياسي، علي الهواء مباشرة، تبثه الفضـائية التونسية، لكن الخطة توقفت، كما توقف بث البـــرنامج، والذي أتمني ان يعاد بثه من جديد بعد القرار الرئاسي بالاستقلال، وان يتطور هذا التلفزيون، بما يليق بتلفـزيون لم يعد تابعا للحكومة، وقد فكرت مصر طويلا في هذه الخطوة، وعندما كان وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف يعلن بأنه آخر وزير إعلام في مصر، كان يمهد لاستقلال اتحاد الإذاعة والتلفزيون، فقد كان مقررا إلغاء منصب وزير الإعلام الذي استوردناه من الأنظمة الشمولية الحليفة، وأخذناه من زمن الإعلام الموجه! لكن صفوت الشريف ذهب لرئاسة مجلس الشوري، وجاء خلفه ممدوح البلتاجي فأنس الفقي، فعمرو عبد السميع او لميس الحديدي او عبد اللطيف المناوي في التعديل الوزاري القادم، وهي أسماء يكفي لان تطالع أداءها التلفزيوني المتيم بحب الحزب الحاكم، حتي توقن ان الوزير الحالي انس الفقي هو الأفضل، وكنا نعيب زماننا، والعيب فينا، ومال لزماننا عيب سوانا، لانه اصبح وزيرا للإعلام في مصر.   ان قرار الرئيس بن علي خطوة في اتجاه الصحيح، ان وجدت من يحسن استغلالها، فمن يدري فقد تكون بداية إصلاح التلفزيونات الحكومية من تونس.   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 17 نوفمبر 2007)
 

   الاتحاد الديمقراطي الوحدوي بيان  
 
إجتمع المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الوحدوي يوم الجمعة 9 نوفمبر 2007 وتدارس النقاط المدرجة في جدول أعماله وأصدر البيان التالي:   1- انطلاقا من قناعته الراسخة بالولاء للوطن والعمل من أجل عزته ورقيه وتماشيا مع فهم مناضليه للمرحلة التي تمر بها بلادنا والوطن العربي عموما وإيمانا منه بأن الولاء للوطن هو ولاء للأمة العربية، التزم الاتحاد الديمقراطي الوحدوي خيار الحوار والوفاق أسلوبا سياسيا للتعاطي مع السلطة وكل مكونات المجتمع السياسي والتفاعل معها على قاعدة أن الوطن ملك للجميع نتحمل من أجله المعاناة ونقتسم على أرضه المكاسب وثمار الانجازات. كما وقع حزبنا على الميثاق الوطني والتزم به نصا وروحا وثمن كل الإنجازات التي حصلت منذ 7 نوفمبر 1987 ورحب بكل الخطوات التي تستهدف تطوير الحياة السياسية لشعبنا العربي في تونس. 2- لقد استجاب حزبنا لمبادرة سيادة رئيس الجمهورية بتقديم مقترحاته المتعلقة بتصوراته لتطوير الحياة السياسية معتبرا أن الشعب قد بلغ من الوعي ما يؤهله لحياة سياسية وحزبية وديمقراطية سليمة تتساوى فيها الفرص بين الجميع وتُحَيَّدُ فيه الإدارة وتلتقي القوى السياسية حول الخيارات الوطنية وترفض الولاء للأجنبي والاستقواء به وتتعدد الآراء والأفكار والتيارات التي تنبذ العنف وتلتزم الخيار الديمقراطي والتناوب السلمي على السلطة. 3- إن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي، إذ يثمن الإجراءات المتعلقة بالشأن السياسي والمعلنة في الذكرى العشرين للتحول لما لها من دور في تحفيز الأحزاب السياسية على العمل وطرح البدائل والخيارات، فإنه يعتبرها إجراءات كمية لا تمس جوهر المعادلة التي تحكم علاقة السلطة والحكم بالمعارضة وقوى المجتمع السياسي والتي لا بد أن تبنى على أسس حياد الإدارة وكل مؤسسات الدولة  والفصل بين مؤسسة الرئاسة والحزب الحاكم وعلى قاعدة الحوار الجدي لا الإقصاء والتهميش. إنها إجراءات بقدر أهميتها  لا تكفي لتغيير الوضع السائد المتمثل في هيمنة الحزب الحاكم على كل مظاهر الحياة ومتطلبات العمل والحركة ويكرس الصورة السائدة للدور الديكوري للأحزاب الوطنية التي اختارت الوفاق أسلوبا لعلاقتها بالسلطة وتعاملها معها تضحية منها لخدمة المصلحة العليا للوطن والشعب. 4- نجدد تأكيدنا على أن ترسيخ المسار الديمقراطي يتطلب شراكة سياسية حقيقية ووفاقا وطنيا من خلال مؤسسة حوار وطني تستهدف تطويرا فعليا للحياة السياسية وتقطع مع عقلية الحزب الواحد والرأي الواحد. 5- نؤكد علي ضرورة مراجعة القوانين المنظمة للحياة السياسية ومن بينها التمويل العمومي للأحزاب ليشمل كل الأحزاب القانونية دون استثناء. 6- إن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي الذي يعادي الامبريالية والصهيونية ويقاوم التطبيع مع الكيان الصهيوني والتفريط في الحقوق الثابتة للأمة العربية، يحذر مرة أخرى من خطورة المشاريع المشبوهة المطروحة على المنطقة العربية.   إننا نؤكد بمسؤولية وطنية عالية على التمسك بحقنا في طرح ما نراه صالحا لشعبنا ومستقبله بقدر تمسكنا بالحوار مع السلطة وفي مقدمتها سيادة رئيس الجمهورية  المؤتمن على حركة التغيير حوارا وطنيا مؤسسا ويمكن من شراكة فعلية بين مختلف القوى الوطنية.   (المصدر: جريدة الوطن(لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) العدد 17- الصادر في 16 نوفمبر 2007)
 


    رأي:

إلغاء القوى السياسية تحت أي عنوان هو إلغاء للوطن لا معنى لوفاق خارج مؤسسة حوار وطني تجسّد شراكة سياسية فعلية

 
إن أزمة غياب المشاركة السياسية الفعلية التي ميزت الساحة السياسية الوطنية ستظل وجها من وجوه أزمة السياسة والحياة السياسية في البلاد وهي فعلا مظهر صارخ لغياب المؤشرات الدالة على وجود مجال سياسي بالمعنى الحديث. المشاركة السياسية التي أقصدها هي المشاركة في صنع القرار الوطني وفي إدارة سلطة الدولة وهي قطعا ما لا يمكن حسبان التمثيل النيابي شكلا من أشكال تحقيقها لأنه حتى في الأنظمة الديمقراطية العتيدة (وليس في بلد كتونس التي تميزت بهيمنة حزب حاكم وحيد على كل أوجه الحياة السياسية منذ 1956 إلى الآن) لم يكن البرلمان المكان الوحيد لصناعة القرار بل لعله لم يكن كذلك يوما. بل إن الإدارة الفعلية للسلطة والدولة تجري من خلال الجهاز الإداري والحكومي. ولأن عددا من أحزاب المعارضة الوطنية وضعت نفسها في إطار وفاق سياسي مع الحزب الحاكم والسلطة وهو عنوان التزام أخلاقي كلفها جهدا وصبرا وتضحية خدمة للمصلحة العليا للوطن والشعب كما ارتأيناها على أن تنضج التجربة ويتحول الوفاق الأخلاقي إلى وفاق سياسي حقيقي بعيدا عن المفاهيم المغشوشة التي لا تخدم ولا تبني وطنا. من أجل كل ذلك كانت دعواتنا إلى حوار وطني مؤسس يجسد وفاقا وطنيا صادقا يستهدف شراكة سياسية إيمانا منه بأنه الطريق الوحيد إلى صيانة مصالح الوطن والشعب أمام التحديات نوهو وحده القادر على حل مشكلات الواقع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. إننا بذلك ومن خلال هذه الدعوة نعتقد جازمين بأننا نجسد حالة تطور في الوعي السياسي التونسي ودليل نضج في فهم لمسائل السياسة والسلطة والاجتماع السياسي وقضايا التغيير وما يرتبط بذلك كله.  إنه فهم يقوم على ما يعني تجاوزا (نفسيا وفكريا وسياسيا) لفكرة الهيمنة على السلطة ولمبدأ احتكارها وهو الواقع السياسي الذي نعيشه.  وهو أيضا دعوة إلى تجاوز حالة الانقسام المجتمعي والسياسي الوطني وإعادة تأسيس السياسة والعلاقات السياسية داخل الاجتماع الوطني وهو ما لا تقوم دولة حديثة إلا به. لذلك يشتد استغرابنا كثيرا حين نعاين ونعيش مقدار ما تلقاه فكرة الشراكة في السلطة من صدّ ورفض لأسباب لا نصيب لها من الوجاهة والحجّية وكذلك مبدأ الحوار الوطني المؤسس والملزم لمختلف الأطراف الوطنية. هل باتت السياسة بهذا الفهم أفقا مستحيلا وأصبح معناها الوحيد الإلغاء أو الصمت ثم ما الذي يعنيه إلغاء السياسة غير إلغاء للوطن ولقواه السياسية.   عبد الكريم عمر (المصدر: جريدة الوطن(لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) العدد 17- الصادر في 16 نوفمبر 2007)


تقرير منظمة الشفافية العالمية لسنة 2007 وتراجع الشفافية في الدول العربية
 
محمد مسيليني   منظمة الشفافية هي منظمة عالمية غير حكومية تأسست عام 1993 في برلين تُعنَى بالشفافية وكبح الفساد ولها فروع في تسعين دولة وتصدر المنظمة تقريرا سنويا منذ عام 1995 تصنف بمقتضاه الدول حسب دراسات واستبيانات وعمليات مسح تقوم بها مع أكاديميين ورجال أعمال ومحللين لأداء الدول في مجال المال والأعمال والاقتصاد. مجلس إدارة المنظمة هو الهيكل المركزي الذي يرعاها، وهو يُنتخب بديمقراطية في اجتماع سنوي عام، ويضم 12 عضوًا من دول ومناطق مختلفة، كما يوجد « مجلس استشاري » يتكون من أفراد بارزين على المستوى العالمي يقدمون النصح للمنظمة، ويساهمون في تنمية البرامج، بالإضافة إلى السكرتارية العامة التي تقوم بدعم فروع المنظمة، وتنسيق العمل فيما بينها لتنفيذ المشروعات على مستوى العالم. ويخدم كل هؤلاء « مركز الأبحاث » وهو يتكون من مجموعة من الأكاديميين والممارسين في هذا المجال، ويقوم المركز بإعداد أبحاث عن درجات النزاهة لدى الحكومات، ومؤشرات الفساد الإداري والمالي ومتابعة ردود الحكومات وتصرفاتها تجاه مشروعات القوانين التي تقدمها المنظمة لمواجهة الفساد في تلك الدول. دور المنظمة يتمثل إذا في التشهير بالفساد ومحاربته في كل دول العالم من خلال ما تنشره من تقارير وبيانات ومراسلات للدول المعنية وعلى مستوى منظمة الأمم المتحدة. الفساد في مفهوم المنظمة وفروعها المنتشرة في العالم يشمل كل مجالات الحياة العامة ويمكن ذكر بعض مظاهره: ·الفساد السياسي والإداري ·الرشوة والمحسوبية والمحاباة ·استغلال النفوذ السياسي والإداري من أجل المصلحة الشخصية ·سوء التصرف في المال العام · تبييض الأموال ·المتاجرة في المخدرات وشبكات الدعارة. كل هذه العناصر والممارسات المنتشرة هنا وهناك وتكاد لا تخلو منها دولة تمثل مادة للتقييم والكشف والمواجهة بالنسبة إلى المنظمة العالمية للشفافية. هذه الممارسات التي تقوم بها  عادة السلط الحاكمة وأجهزتها الأمنية والإدارية والجهات النافذة والتي لا تخضع للمساءلة والحساب كما تمارسها في بعض الأحيان إضافة للأحزاب الحاكمة أحزاب وقوى المعارضة والمنظمات النقابية والاجتماعية والأهلية. وان كانت السلطة هي المسؤولة أولا وأخيرا عن تفشي الفساد وتراجع الشفافية، فان كل المجتمع ومكوناته الأهلية والاجتماعية تتحمل مسؤولية في تفشي عديد الظواهر المرضية في المجتمعات مثل الرشوة والمحسوبية وغيرها. أهمية التقرير السنوي، الذي تصدره المنظمة والذي يتضمن ترتيبا تفاضليا للدول حسب وضعيتها   في مجال الشفافية ومحاربة الفساد، تكمن في أنه يساعد المستثمرين والمنظمات والمؤسسات الاقتصادية والمالية في العالم وكل المانحين في معرفة مستوى تفشي الفساد في هذه الدولة أو تلك ومن سنة إلى أخرى. وإذا كان من البديهي انه كلما تقدم الفساد، تراجعت فرص الاستثمار والتنمية والحفاظ على المكاسب والعكس بالعكس، فان الديمقراطية والتعددية وحرية التعبير  بمفهومها الشامل تمثل سدا أساسيا ضد الفساد وانتشاره،  فكلما تراجع مستوى  الحريات العامة وتحول الشأن العام من شان يهم كل الناس في المجتمع إلى أمر بيد حزب أو جماعة أو عائلة أو فرد، يجد الفساد منفذا حقيقيا للحياة والانتشار. غير أن الديمقراطية وحرية التعبير وسلامة آليات الرقابة الرسمية، لا تكفي وحدها لمجابهة هذه الآفة ولا بديل عن البحث عن أساليب أخرى لمحاربته. الفساد الناتج عن العلاقة بين الدول وخاصة عندما تخضع المعاملات لميزان القوى وعلاقة القوي بالضعيف، يمثل عبئا كبيرا على الدول النامية التي هي بصدد بناء اقتصادياتها ومؤسساتها والكثير من بنيتها التحتية. إن خضوع الدول الفقيرة وغالبية دول العالم الثالث إلى الكثير من أساليب الفساد والابتزاز   من طرف الدول الكبرى ومؤسساتها وشركاتها وسياسييها  كلما تعلق الأمر بالسيطرة على أسواقها هو أيضا أحد مظاهر الفساد التي لا بد من مواجهتها في الداخل وعلى المستوى الدولي ببعث نظام اقتصادي عالمي أكثر عدالة بين الشعوب يقطع مع ما نشهده من عولمة متوحشة. إن الساسة والمسؤولين الحكوميين الذين يخضعون للابتزاز الخارجي أو يتعاملون معه من اجل مصلحة شخصية، يساهمون في التفريط في الاستقلال السياسي لدولهم ويرتهنون قرارهم الوطني. لأنه ببساطة شديدة لا استقلال سياسيّا بدون استقلال اقتصادي. اللافت في تقرير منظمة الشفافية العالمية هذه السنة هو بالتأكيد ترتيب الدول العربية ومدى تفشي الفساد وتراجع الشفافية فيها. وبعيدا عن منطق تآمر المنظمة على دولنا كما قيل هنا وهناك، فان كل الدول العربية، إلا من رحِم ربك، قد سجلت تراجعا لافتا في الترتيب من سنة إلى أخرى. أي أن مستوى الفساد الرسمي في بلادنا العربية يرتفع بخطى حثيثة وأن آليات محاربته تتراجع بفعل تراجع مستوى الحريات وفي مقدمتها حرية الصحافة والتداول السلمي على السلطة وترهل الأجهزة الإدارية. الدول العربية باختلاف نظمها السياسية تلتقي حسب التقرير في تفشي الفساد وغياب الشفافية. وبدون ذكر ترتيب كل الدول (معلومة متواجدة على شبكة النات) فإننا نؤكد أن الأنظمة التي ترفع شعار اللبرالية والتسيير الحديث كتلك التي تشنف أذاننا بتطبيق الشريعة الإسلامية وتعتمد الأخلاق والقيم السمحة أو ترفع شعار حكم الشعب أو الديمقراطية والحرية كلها تلتقي في تفشي الفساد. لا فرق في ذلك بين الجمهورية والمملكة والإمارة وغيرها. إننا نرفع شعار القومية والوحدة وسنستمر في ذلك ولكن ليس في الفساد. العراق الذي « حرروه من الطغيان  » على حد قولهم تصدر قائمة الترتيب على مستوى العالم في الفساد مما يعني أن الاحتلال لا يزرع ديمقراطية ونموا واستقرارا بل يزرع فسادا وصراعا وتخلفا فانتبهوا يا أولى الألباب. منذ سنتين جند الأعلام الرسمي التونسي نفسه وعلى مدى فترة ليعلمنا ويشرح لنا أهمية ترتيب تونس ضمن الأربعين الأوائل في الترتيب العالمي للشفافية ومحاربة الفساد، غير أن هذا الترتيب تراجع بعشرين نقطة في سنتين تقريبا ليصبح ترتيبنا 61 حسب التقرير المنشور سنة 2007، وهنا سكت الإعلام الرسمي عن الكلام المباح ولم نسمع منه أو نقرا ولو إشارة بسيطة للتقرير ونقده . لعله ندم على تسرعه في تناول الموضوع عندما كان مادة جيدة للدعاية والاستغلال الشعبوي.                                     (المصدر: جريدة الوطن(لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) العدد 17- الصادر في 16 نوفمبر 2007)
 


صحيفة أمريكية تكشف عن اتصالات بين الأخوان المسلمين والإدارة الأمريكية
 
لندن ـ القدس العربي: بالرغم من نفي جماعة الاخوان المسلمين لاي اتصالات بالادارة الامريكية، وتحفظ واشنطن في تعليقاتها علي هذه الاتصالات، كشفت صحيفة واشنطن تايمز الجمعة عن أن الولايات المتحدة استأنفت اتصالاتها مع الجماعة، معتبرة أن هذه الخطوة قد تسبب تأزما في العلاقات الأمريكية ـ المصرية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين امريكيين قولهم إنهم تصرفوا بحسب سياسة دولية تسمح بالتعامل مع الأطراف السياسية الممثلة في البرلمانات، رغم تعهد وزيرة الخارجية الامريكية عام 2005 بعدم الاتصال بجماعة الإخوان المسلمين المحظورة رسميا. وقال السفير الامريكي في القاهرة فرانسيس دجي ريكاردون للصحيفة إن الاتصالات النادرة للمسؤولين الأمريكيين مع الإخوان المسلمين اقتصرت علي ممثليهم المستقلين في البرلمان المصري، وكانت في وضح النهار وبحضور مسؤولين مصريين من بينهم أعضاء في الحزب الديمقراطي الوطني الحاكم ، وأضاف في رده علي سؤال حول ما إذا كانت رايس علي علم بهذه الاتصالات بالطبع، نحن نرسل تقارير وافية لواشنطن بشأن هذه الاتصالات . وقالت الصحيفة أن جماعة الاخوان المسلمين ليست ضمن قائمة الجماعات الإرهابية المعدة من طرف الإدارة الأمريكية، لكنها أشارت إلي أن حكومة مبارك تعتبرها مصدر خطر إرهابي علي الدولة والمواطنين، وأوضحت بأن تاريخ الاتصالات المنتظمة بين السفارة الأمريكية بالقاهرة وجماعة الإخوان يعود إلي سبعينيات القرن الماضي في عهد الرئيس المصري الراحل أنور السادات. وأضافت أنه رغم كون هذه الجماعة محظورة منذ 1954، فإن الحكومات المصرية ظلت تتغاضي عن نشاطاتها إلي أن استلم مبارك السلطة، وقال ريكاردون إنه دأب عندما كان مسؤولا من الدرجة الثانية في السفارة الأمريكية في القاهرة أواخر ثمانينيات القرن الماضي علي القيام بـ زيارات عرضية للمقر العام للإخوان، لكن الجماعة طالبت بتعليق تلك الاتصالات بعد أحداث ايلول (سبتمبر). من جانبه أكد نائب المرشد العام للإخوان المسلمين محمد حبيب في تصريحات صحافية أن جماعته لا تلتقي سوي مع أعضاء الكونغرس الذين يزورون مصر، قائلاً: منذ أول يوم جئت فيه كمرشد أعلنت أنني أتحاور مع كل الدنيا.. أمريكا والغرب، أتحاور مع مؤسّساتهم وجمعياتهم وتليفزيوناتهم وإذاعاتهم ومراكز الدراسات، لكن لا أتحاور مع الحكومات إلا عن طريق وزارة الخارجية المصرية، أما لقاء نواب الإخوان مع الامريكان فهو من حقّهم كبرلمانيين، بل هو في صلب عملهم أن يلتقوا نظراءهم البرلمانيين.. وإذا كان هذا المنطق لا يقنع النظام أو يسبّب له القلق فتلك مشكلته، وأنا غير مطالب بأن أقدّم ما يقنع النظام الذي يردّد دائماً أننا (جماعة محظورة) .   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 17 نوفمبر 2007)

 

 

 

 


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.