السبت، 15 مايو 2010

Home – Accueil

TUNISNEWS

 10ème année,N°3644du 15 .05 . 2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

ولضحايا قانون الإرهاب


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:يوميات المراقبة الإدارية : » رغم التكذيب الرسمي  » ..!

كلمة:مواصلة الاعتقالات على خلفية مقتل شرطي بسوسة

عودة د. عبد المجيد النّجار إلى تونس – فيديو

السياسية:الدكتور عبد المجيد النجار يستقبلُ أصدقاءه في منزله جنوب العاصمة

عبدالحميد العدّاسي:مشاهد الزيارة

هند الهاروني:من « المهجّرين التونسيين » إلى « العائدين التونسيين »

العربي القاسمي:تمشي على الوجه مُكبّا ضائعا

لأوّل مرّة ينشر السبيل أونلاين…أناشيد تونسية تحمل هموم الوطن

معاذ عبد الكريم:إلى أمي و إلى كل أمهات أبناء المساجين

الحبيب بوعجيلة:ثالث الخطابات …أو كلام في الإصلاح وسط لغط المواجهة

الوطن:الاقتدار السياسي يقاس بالقدرة على إنتاج الأفكار والمسؤولية ( الجزء الأول)

كلمة:تقرير مثير للجدل حول تراجع قرصنة البرمجيات في تونس

السبيل أونلاين:مجموعة في البرلمان الاوروبي لمساندة نظام الرئيس التونسي

الوطن:نتائج الانتخابات البلديّة:الاتحاد الديمقراطي الوحدوي: مبدأ المشاركة… حقيقة الإمكانيات.

كلمة:مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير بتونس تدعو لبعثة إفريقية لتقصّي الحقائق

بيان من الاتحاد الجهوي للشغل بنابل حول تعليق عبد الرزاق المشرقي لإضراب الجوع

نقابي من بنزرت:بنزرت:أخيرا … نقابة جهوية للتعليم الثانوي

النقابة الاساسية للتاطير والارشاد ببنقردان:لائحة

الاتحاد الجهوي للشغل بنابل نابل:بيان

النقابة الاساسية لمكاتب الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بسوسة:بيــــــان:بخصوص التسميات في خطط وظيفية

د.أحمد القديدي:الهجرة السريّة أمام السّياسة و القانون و الضّمير

حمام سوسة:هل تصبح فتياتنا منتوجا سياحيا قابلا للترويج

عبد السلام الككلي- يحيى بعيش للفاضل الجعايبي- قليل من الإعجاب و كثير من خيبة الانتظار

الوطن:العزوف عن الزواج ومخاطره على نظام الأسرة ومنظومة الأخلاق

منى جعبوب: إسرائيل دولة جاهزة للانتحار

مالك التريكي :الليبرالية أنبل ما في الثقافة السياسية البريطانية


(Pourafficher lescaractèresarabes suivre la démarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)To read arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

أفريل 2010

https://www.tunisnews.net/15Avril10a.htm


 
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس- aispp.free@gmail.com تونس في 14 ماي 2010

يوميات المراقبة الإدارية :  » رغم التكذيب الرسمي  » ..!

 


لا يزال سيف المراقبة الإدارية مشرعا على رقاب المساجين السياسيين المسرحين ، فرغم مسارعة  » المصادر المسؤولة  » إلى تكذيب ما احتوته التقارير التي صدرت في الأشهر الأخيرة ( عن « منظمة العفو الدولية  » و  » هيومن رايتس ووتش  » و  » الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين  » ) فقد تواصلت الإنتهاكات و المضايقات بل تجاوزت المساجين السياسيين المسرحين لتطال كل من يقدم لهم مساعدة مهما كان نوعها و لعل في هذه الرسالة التي وصلت الجمعية من مواطن لم يرتكب من ذنب سوى تشغيل سجين سابق خاضع للمراقبة الإدارية ( زيادالفرشيشي ) بالإضافة .. إلى تلبسه بممارسة الشعائر الدينية ..! :  » إلى الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين ، إنني الممضي أسفله خالد الماجري ، صاحب بطاقة تعريف رقم 05642921 ، قاطن 5نهج الغزالي منزل جميل ، أعلمكم أن رئيس مركز الأمن بمنزل جميل من ولاية بنزرت تجاوز في مضايقتي حدوده فمن الزيارات الى المنزل والفزع الذي يتركه على عائلتي إلى الاستدعاءات الشفوية وغير القانونية للذهاب إليه إلى مركز منزل جميل في أوقات العمل وأنا أكفل عائلة ويقول أنه لا يهمه أن أعمل أو لا أعمل و أخيرا السب والشتم بألفاظ بذيئة على مرأى ومسمع من المواطنين . لهذا وغير ذلك من المضايقات أتوجه إليكم بهذا النداء وإلى كل من له غيرة على المواطنين من أحزاب ومنظمات ومسؤولين للتدخل لوضع حد لهذه التجاوزات غير المبررة إلا إذا كان الالتزام بتعاليم الاسلام ومظاهره مبررة الاضطهاد والتجاوزات بكل أنواعها… وفي انتظار تدخلكم تقبلوا تحياتي و فائق احترامي الامضاء خالد الماجري ، رقم الهاتف : 20187999 «  عن الجمعيـــــــــــــــــــــــة الرئيس الأستاذ سمير ديلو  


مواصلة الاعتقالات على خلفية مقتل شرطي بسوسة

 


رغم الإعلان رسميا عن القبض على المجموعة التي هاجمت عوني الشرطة في مدينة سوسة منتصف شهر مارس الماضي والذي أدى إلى قتل شرطي وإصابة آخر، فإن الاعتقالات على خلفية الهجوم مازالت متواصلة، حيث أفادت مصادرنا أنه تمت مداهمة منزل ليلة 14 ماي الجاري واعتقال امرأة وابنتيها اللاّتي بقين رهينة لدى منطقة الشرطة بسوسة وتم إطلاق سراحهن لحظة تسليم الزوج لنفسه. كما يتردد من أوساط قريبة أن الشرطة عند اقتحام المحل صادرت كمية من الأسلحة النارية التي وجدت في المنزل.  مما يرجح فرضية العمل المنظم للهجوم والتي يشاع أنها تندرج ضمن سياق تجارة مخدرات.
 
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 14 ماي 2010


عودة د. عبد المجيد النّجار إلى تونس – فيديو


الجمعة 14 مايو 2010 ، حي محمد علي بن عروس ،ضاحية  تونس :   اثر  عودة الدكتور عبد المجيد النجار  الى بلاده ، ،جاء لتحيته و الترحيب به عدد من أصدقائه من بينهم: الشيخ عبد الفتاح مورو ، الدكتور عبد اللطيف مكي, فاضل البلدي الصحبي عتيق, محمد القلوي, العجمي الوريمي, الأسعد قلال و محمد النوري. الصور و الفيديو على موقع الفايس بوك : http://www.facebook.com/profile.php?id=100000323006834&v=wall أو موقع الحوار.نت http://www.alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=6552  

الدكتور عبد المجيد النجار يستقبلُ أصدقاءه في منزله جنوب العاصمة

 


علمت « السياسية » أنّ الدكتور عبد المجيد النجار وهو أحد الوجوه المعروفة في حركة النهضة التونسية المحظورة منذ بداية تسعينيات القرن الماضي عاد اليوم الجمعة 14 ماي 2010  إلى تونس قادما من باريس بعد أكثر من عشرين سنة قضاها بالخارج ، وتأكّد لـ « السياسية » أنّ عودة النجار وهو أحد المتضلعين في دراسات الفكر الإسلامي الحديث وصاحب مؤلفات عديدة في الغرض جاءت أياما قليلة بعد منحه جواز سفره من الدبلوماسية التونسية في الخارج. ومّما يُعرفُ في سيرة الرجل أنّه يمثّل امتدادا للتيار الزيتوني الّذي لعب أدوارا مهمّة في تاريخ تونس منذ زمن الاستعمار كما أنّه من دعاة الإصلاح وتجديد الفكر الديني على ضوء مقتضيات ومستجدات العصر. ولم تشهد هذه العودة أيّة شوائب حيث كان أهل النجار وأصدقائه في انتظاره بمطار تونس قرطاج الدولي قبل أن يتحولوا برفقته إلى منزله الكائن بجهة رادس جنوب العاصمة. وتوافد على الدكتور النجار بمنزله العديد من أصدقائه من أمثال الصحفي والكاتب صلاح الدين الجورشي نائب رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والمحامي المعروف عبد الفتاح مورو.  وتأتي عودة الدكتور النجار لتؤكّد وتدعم توجهات واضحة وسط السلطة التونسية باحتضان كلّ التونسيين تنفيذا لما شدّد عليه رئيس الدولة في العديد من المرات من أنّ تونس لكلّ أبنائها. وكان وزير العدل وحقوق الإنسان سابقا السيّد البشير التكاري نفى في تصريحات صحفية سابقة وجود تونسيين منفيين في الخارج ، مؤكدا في الآن نفسه أنّ البلاد مفتوحة أمام كلّ التونسيين وفق ما يضمنهُ الدستور مشدّدا على أنه لا توجد أيّة موانع في عودة أيّ كان إلى البلاد بشرط احترام الإجراءات القانونية والترتيبيّة في حال كون « العائد » كان محلّ تتبعات عدلية أو صدر في شأنه حكم قضائي، حيث يكفل القانون الحق في الاعتراض على مثل تلك الأحكام وتنقية السوابق العدليّة.  وكانت الفترة الماضية شهدت عودة العديد من الأسماء من أمثال السيّد عبد الحميد حمدي ومحمّد النوري.
(المصدر: موقع « السياسية » بتارخ ١٤ ماي ٢٠١٠)  

مشاهد الزيارة

الحمد لله الذي به تتمّ الصالحات… والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وبعد… فقد نزلت الطائرة التي كان على متنها الشيخ الدكتور النجّار بأرض تونس المتنازع في حبّها أهلها، وقد صاحب نزول الطائرة تلك المؤثّرات الصوتية التي خَلَفَت المرحوم محمد الجاموسي، فقد كان صادقا في وصفه ما تخلّفه الغربة لدى المغترب من حنين مساعد حتّى على نسيان الجراح الغائرة…   وبالحوار نت فيديو وصور تجعل المتشائم متفائلا – ربّما -، ففيه أحبّة كرام جمعتهم عودة الشيخ الفاضل ورُؤُوا منشرحين منسجمين كما لم يفتّن بينهم موقف كاد أن يعصف بوحدتهم… فلله الفضل والمنّة  والشكر…   وإذ تعذّر عليّ فهم تصوير الفيديو الذي لم يستنكر حتّى حضور بعض من تكلّمت وسائل الإعلام هذه الأيّام عن تعرّضه للمضايقة الشديدة من قبل شرطة البلاد الحريصة على أمن لم يتبيّنه المواطن، فقد أخذته على تقدير محاولة إدخال الفرحة على أناس طال عهدهم بالفرح… والحقيقة أنّ المشاهد – رغم التباسها – مفرحة… ففيها الشيخ عبدالفتّاح مورو الفاضل وقد جلس مجلس الوقار الذي بنى به وغيره من الأفذاذ جيلا من المتأدّبين بآداب الإسلام الحميدة… وفيها ثلّة طيّبة لا تخطئ عين الرّائي تميّزهم وحبّهم لوطنهم الذي ضمن لهم رغم ابتلاءاتهم تواجدهم في الصدارة للدّفاع عنه وعن هويّته وكرامته…   ليس مهمّا التوقّف عند أسباب توفّر هذه المشاهد، فلعلّها كانت لإقتاع هذا أو لإثارة ذلك أو لتلميع صورة أو للتلبيس بأخرى!… ولكن من المهمّ جدّا أن نلحظ في الأيّام المقبلة حرص النّاس بمختلف آرائهم ومراكزهم ومواقعهم على تثبيت تلكم المشاهد ومواصلة تلكم الجلسات وإكثارها وتوسيع نطاقها حتّى لا ينكرها منكر أو يستغربها قاطع أرحام أو يحاصرها بوليس فشل فشلا ذريعا في محاصرة الجريمة أو مراقبة المجرمين ومنع إفسادهم في الأرض…   وضمن الحضور الذي استقبل الشيخ رجل سبق بآرائه النّاضجة أسمار العودة والزيارة، لمّا أعلن منذ سنوات استعداد الرّجال الأسوياء للعفو القلبي مقابل العفو التشريعي… وخارج الحضور أناس لم يُذكِ الخلاف بينهم إلّا حرصُ السلطات التونسية على عدم خدمة مصالح التونسيين بما يوفّر توادّهم وتراحمهم!…   عبدالحميد العدّاسي 15 مايو 2010  
 


من « المهجّرين التونسيين » إلى « العائدين التونسيين »


هند الهاروني-تونس بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين تونس في الجمعة 1 جمادى الآخرة 1431- 14 ماي 2010 مبروك للدكتور عبد المجيد النجار و لعائلته على عودته اليوم الجمعة 14 ماي 2010 إلى أرض الوطن تونس قادما من باريس بعد طول غياب  دام  أكثر من عقدين من الزمن و كما نقول باللهجة العامّية التونسية : « هيّا عاد سهّلوا زاده لبقية الوخيّان الكلّ و في ثنيّة صحيحة في القريب العاجل إن شاء الله ». من حقكم إخواننا المهجّرين التونسيين جميعا و بدون استثناء أن تفرحوا بعودتكم القريبة إن شاء الله إلى بلدكم و إلى بيوتكم و إلى أهاليكم و إلى أصدقائكم الذين صبروا مثلكم لحرمانكم من اللقاء و لفراق دام عمر أجيال فولد من و لد و تزوج من تزوج و توفي من توفي … و أنا إذ أحاول أن أضع نفسي مكانكم و مكان عائلاتكم  بمناسبة عودة  الدكتور عبد المجيد النجار لا يسعني إلا أن أسأل الله عز و جل و في هذا اليوم المبارك أن ييسّر الأمر و يجمع شملكم إخواننا و أخواتنا المهجّرين جميعا من أيّ مكان في العالم بأفراد عائلاتكم في ظل عودة كريمة و آمنة وشاملة كمواطنين تونسيين أحرارا فتونس لكل التونسيين  » و راهي تونس ما تتونّس كان بالتوانسة الكل ». عديدة هي آراء الناس و مشاربهم تلك هي سنة الخالق في خلقه و واحد هو الوطن لا بديل عنه مهما طال الزمن. كلّنا نحبّ وطننا العزيز تونس. و أختم ب : . مقطع من نشيدنا الوطني : فلا عاش في تونس من خانها ولا عاش من ليس من جندها نموت و نحيا على عهدها حياة الكرام و موت العظام . قاعدة شهيرة للعلامة التونسي أبي زيد عبد الرحمن ابن خلدون :  « العدل أساس العمران ». . إخواننا « المهجّرين التونسيين » حاليا، إن شاء الله نقول لكم قريبا :  مرحبا بكم إخواننا العائدين التونسيّين. و لكم منّا تحيّة تونسيّة صادقة. و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.


تمشي على الوجه مُكبّا ضائعا

 


تمشي على الوجه مُكبّا حائرا لا تعلم الدّنيا أم الدّين أفضل!! عهدتك جبّار المطامح شامخا فماَ السّر أن صرت الصّغير تجادل؟ هل الظّالم الطاغوت أولى عندك أم الإخوة الباقون في الدّرب أفضل؟ أم القهر تسقيه الأحبّة ساخرا وتشفي غليل الظّالمين تُبجّل؟ أم الذُّلُّ ترْشُفْه كفنجان قهوة وما الذّلّ إلاّ سُبّة لا شمائل ؟ أم الدّهر خوّان وأنت رفيده أم العزّ والصّرح المنيع يُزلزَل ؟ أم الظّالم الباغي تشدّ أزره وتغرس مسموما بصدري وتقتل ؟ أم العزم خوّار وبالدّين تهزأُ فأخلدت للدّنيا وللأرض مُثقل ؟ أخي ها أنادي من جروحي، أتسمع ؟ فحيّا على الحقّ الصّريع يُجندل رويدك، إخواني بظلمة سجنهم وصرختهم مثل الرّعود تجلجل ودُقّت رقاب واستُحلّت محارم ولا زال في « الرّومي » أبيًّ أرجل فقد مسّهم قرح وضُرّ ومحنة فما غيّروا عهدا قضينا وبدّلوا ومن قد قضى منهم شهيد شامخ حفيظ لعهد الله، مالك تعجل ؟ أليس دم الأحرار والعرض صارخ مطالب ثأر في الرّقاب تدلدل !!! و أختك ثكلى مزّقوه حجابها أمعتصم أنت أم الوهن يَقتل ؟ أم الذّات ألهتك و أعمت بصيرتَكْ تحثّ الخطى نحو الطغاة تهرول!!! تطأطئ رأسا كان يوما شامخا وترضى هوانا ثمّ بالدّون تقبل أيمشي الدّعاة للطّغاة الهوينة ودستور ربّي بالحديد يُسلسل ؟ مددنا اليد يوما لكفّ مصيبة فرُدّت أيادينا، وربّي أعدل. جنحنا إلى السّلم فسلّوا حرابهم و لازلنا للسّلم دعاة ولو قَلوا (من قلى أي أبغض* ما ودّعك ربّك وما قلى) إذا ما دعوا يوما لرتق فتيقة تجدنا على درب الوفاق الأوائل. ولكنّنا نُرجي ننال حقوقنا فإخواننا بالحق أولى و أبجل فهلاّ أقاموا في البلاد عدالة وردّوا المظالم، ذاك أولى وأعجل.     العربي القاسمي / نوشاتيل ـ سويسرا في 15.05.2010


لأوّل مرّة ينشر السبيل أونلاين…أناشيد تونسية تحمل هموم الوطن

 


السبيل أونلاين – أناشيد – خاص صاحب هذا الصوت يُنشد للوطن الحزين ، مُدرّس تجويد القرآن الكريم ، أُجبر عن الرحيل ليقف مسافة عن الوطن .. ليحتضنه المنفي كغيره من المهجّرين ضحايا الإستبداد الذى طوّق تونس …لا يريد أن يقدّم نفسه إلا بهذه العبارات الموجزة . يقدّم السبيل أونلاين ، ولأوّل مرّة هذه التجربة التى ولدت من رحم المنفي … أناشيد تتعدد عناوينها وكلماتها وألحانها ، ولكن جامعها الوقوف بثبات راسخ أمام عنجهية الظلم النوفمبري ، وأمل في الحرية ، وإنعتاق الوطن الحبيب من ربقة الجلاد وتجار الوطنية . نشر الأناشيد سيتم على دفعات و نحن موعودون بأناشيد جديدة ، تنضاف إلى ألبوم من 12 أنشودة جاهزة . وما ذلك إلا بداية التجربة ان شاء الله . الأنشودة الأولى بعنوان..البداية ..للتحميل انقرعلى الرابط :
http://www.assabilonline.net/Audio/el-Bidaya.wma الأنشودة الثانية بعنوان..بيان 07 نوفمبر..للتحميل انقرعلى الرابط : http://www.assabilonline.net/Audio/Bayan07Nov..wma الأنشودة الثالثة بعنوان..هيّا نحيا..للتحميل انقرعلى الرابط: http://www.assabilonline.net/Audio/Hayya-nahaya.wma الأنشودة الرابعة بعنوان..يا شايفين الناس..للتحميل انقرعلى الرابط:  http://www.assabilonline.net/Audio/ya.shaifin.enas.wma المجموعة الثانية من أناشيد … تحمل هموم الوطن تنشر لأول مرّة الشجن والحنين مرسوم بتقاسيم الصوت.. وأنى له أن يفارق كل إبداع ، فكما قيل (الأدب معاناة أو لا يكون) .. ولكن الأمل لا يغيب من ثنايا لحن المحنة … فمن « عيد حزين » إلى « غربة » ، مرورا بـ »وصية » و »صبرا » وغيرهم ، يسافر النشيد في هموم الوطن .. ينشد للمعاناة والألم ، ولكنه أيضا يرنو للحرية والأمل . صاحب هذا الصوت يُنشد للوطن ، مُدرّس تجويد القرآن الكريم ، أُجبر عن الرحيل ليقف مسافة عن الوطن .. ليحتضنه المنفي كغيره من المهجّرين ضحايا الإستبداد الذى طوّق تونس …لا يريد أن يقدّم نفسه إلا بهذه العبارات الموجزة . ننشر المجموعة الثانية من الأنشايد ، وفي الطريق المجموعة الثالثة ان شاء الله تعالى : الأنشودة الخامسة عيد حزين للتحميل انقرعلى الرابط : http://www.assabilonline.net/Audio/Id-hzin.wma الأنشودة السادسة ظلم السجون للتحميل انقرعلى الرابط: http://www.assabilonline.net/Audio/03Dhlam-Ssujun.wma الأنشودة السابعة صبرا للتحميل انقرعلى الرابط: http://www.assabilonline.net/Audio/Sabran.wma   الأنشودة الثامنة وصية للتحميل انقرعلى الرابط: http://www.assabilonline.net/Audio/Wassia.wma الأنشودة التاسعة نهاية المشروع للتحميل انقرعلى الرابط: http://www.assabilonline.net/Audio/Nihaayat-almachrou3.wma الأنشودة العاشرة غربة للتحميل انقرعلى الرابط: http://www.assabilonline.net/Audio/Ghorba.wma   

المجموعة الثالثة من أناشيد … تحمل هموم الوطن تنشر لأول مرّة

   هذه هي المجموعة الثالثة من الأناشيد التى تحمل هموم الوطن …على شفاه اللحن نرحل بلا راحلة .. إلى الوطن الساكن فينا .. نلعن ظلام الظلم فيه ، ونوقد شموع الأمل لنكسر قيد الخوف.   صاحب هذا الصوت يُنشد للوطن ، مُدرّس تجويد القرآن الكريم ، أُجبر عن الرحيل ليقف مسافة عن الوطن .. ليحتضنه المنفي كغيره من المهجّرين ضحايا الإستبداد الذى طوّق تونس …لا يريد أن يقدّم نفسه إلا بهذه العبارات الموجزة .   الأناشيـــد :   الأنشودة الحادية عشر المفقود للتحميل : http://www.assabilonline.net/Audio/Al-mafkoud.wma   الأنشودة الثانية عشر الغياب للتحميل : http://www.assabilonline.net/Audio/Ghieb.wma   الأنشودة الثالثة عشر آه لو يوجد للتحميل : http://www.assabilonline.net/Audio/Ah-laou-yaoujdi.wma   الأنشودة الرابعة عشر الجدار للتحميل : http://www.assabilonline.net/Audio/Al-jidar.wma   الأنشودة الخامسة عشر متهمّ للتحميل : http://www.assabilonline.net/Audio/Al-mouttahim.wma   الأنشودة السادسة عشر قودوا للتحميل : http://www.assabilonline.net/Audio/Goudou.wma    (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 15 ماي 2010 )


إلى أمي و إلى كل أمهات أبناء المساجين


بمناسبة حصولي على شهادة الدكتوراه في علم البيولوجيا ـجامعة الحقوق و الصحة في مدينة ليل (فرنسا). أود إهداء هذه الشهادة إلى أمي زوجة السجين السياسي سابقا عبد الحميد عبد الكريم و إلى كل أمها ت أبناء المساجين المناضلات.  كذلك أهدي هذه الشهادة إلى والدي العزيزو إلى كل من ساعدني ووقف إلى جانبنا في تونس طوال فترة سجن والدي. أخص بالشكر جدي التهامي رحمه الله و كل أخوالي.  كذلك أشكر أصدقائي في مدينة ليون و باريس على مساعدتهم و وقوفهم بجانبي. و لا أنسى كذلك أساتذتي بتونس فبفضل الله و فضلهم أمكنني النجاح في دراستي. معاذ عبد الكريم mouaadh.abdelkarim@gmail.com
 


ثالث الخطابات …أو كلام في الإصلاح وسط لغط المواجهة


بقلم :الحبيب بوعجيلة   يتقاسم الحياة السياسية التونسية حاليا خطابان متقابلان تنطق بالأول معارضة وجمعيات حقوقية تتفاوت في غضبها وضيقها من وضع حقوقي وإعلامي وتنظيمي لا تخفى مصاعبه ومعوقاته وتتغنى بالثاني سلطة مفعمة بشعور الرضى على النفس مذكرة بمسار ديمقراطي يتدعم باستمرار عبر القرارات وإعلانات النوايا باحترام الرأي المخالف وترسيخ التعددية ومناخ الحريات نصا وممارسة …..بين الخطابين والناطقين بهما يقوم جدار سميك من القطيعة واللاحوار يجعل المشهد السياسي فاقدا لكل مقومات التدافع الحقيقي كما يجب أن يسود في واقع سياسي عصري قوامه صراع الرؤى والبرامج وضمانته التوافقات والتسويات… اللحظة الراهنة…التنابز بالخطاب عندما انتهت استحقاقات 2009 كان الاستخلاص العام لدى قوى الإصلاح الديمقراطي أن مجريات هذه الانتخابات وما نتج عنها لم تكن في حجم انتظارات قطاع عريض من النخبة المعارضة وأنها لم تكن كذلك في حجم التحديات التي تقدم عليها البلاد مستقبلا وكان من المتوقع أن ينطلق حوار جدي حقيقي بين فصائل المعارضة بجميع أطيافها ومواقعها حول الوضع العام وسبل تفعيل النضال من اجل إصلاح حقيقي وتنمية سياسية فعلية تعيد ترتيب العلاقة بين قوى المعارضة نفسها وبين المعارضة والسلطة انطلاقا من قناعة أساسية تؤكدها الأحداث  يوما بعد أخر بان المشهد الحالي لم يعد يملك مقومات استمراره دون أن يحيل إلى المأزق والأزمة كنتيجتين طبيعيتين للجمود وتكرار غير القابل للتكرار…ولكن الأحداث سارت في الحقيقة نحو تلك اللعبة العبثية التقليدية الممجوجة وهي انشغال المعارضة بوضع تخلقه السلطة بإثارة جملة من مشكلات الحريات والحقوق لتنساق فصائل من المعارضة وأخرى من السلطة في تنابز ومناكفات وخطابات متشنجة عقيمة يتبارز فيها النجوم من الجانبين على شاشات الفضائيات والمواقع الافتراضية لتغيب أصوات العقل و الحوار السياسي البناء …ولعلني لا أجانب الصواب كثيرا إذا قلت أن هذه اللعبة تبدو ممتعة ومفيدة – بكل مقاييس الفائدة – للعديد من القوى من الجهتين . لقد حان الوقت في تقديري المتواضع لإطلاق جدل سياسي حقيقي يضع مشكلات البلاد الحقيقية على بساط التداول والحوار. إن معارضة تطالب باستمرار بضرورات التحول الديمقراطي دون أن تتمكن من فرضه مدعوة إلى إعادة النظر في رؤاها ومناهجها.وان سلطة تتباهى باستمرار بانجازاتها السياسية  والاجتماعية دون أن تنال الرضى أو تتمكن من إقناع قطاع عريض من نخبها وشبابها مدعوة إلى مغادرة كهف خطابها الخشبي والإنصات بدقة إلى الإيقاع الحقيقي للمجتمع واستباق التحديات عبر التفكير في السبل الحقيقية لتفعيل خطابها النظري حول حق الاختلاف و تطوير أوضاع الإعلام و واقع الحريات.  لن تسبح في النهر مرتين…. لو نظرنا إلى واقعنا السياسي بحتمية فلسفة التاريخ الهيغلية لقلنا بان ماهو واقعي عقلي وان ماهو عقلي واقعي وبالتالي فليس بالإمكان أحسن مما هو كائن وان  استمرار المشهد دون أن تبرز اكراهات تغييره دليل على صوابيته  فلا سبيل للمعارضين إلا الانخراط في سياقه والقبول به مثلما فعل ذلك شركاء المشروع من جمعيات وتنظيمات موالية  .ولكن الحقيقة أن هذا الاستخلاص لا يقول كل الحقيقة إذ إن وهن المشهد السياسي القائم وضرورات تجديد ألقه أصبحت مطلبا ضروريا بوضوح وان قراءة متأنية لضمنيات الخطاب الرسمي في أعلى هرم السلطة  ولما قام من جدل في افتتاح  مداولات البرلمان الجديد  إضافة إلى ما تتداوله النخب في أحاديثها الخاصة والعامة يؤكد أننا لا نستطيع أن نستمر في السباحة في نفس النهر ما لم تتجدد مياهه بإجراءات إرادية تدرك تماما جدل التاريخ الدائم الذي لا يتوقف أبدا ولا يعترف بالاكتمال. إن المشهد الحالي هو استمرار للترتيب السياسي الذي استوى على العرش منذ ما يقارب 16 سنة وبالضبط منذ انتخابات 1994 أي بعد انفراط مقومات المشهد الذي رتبه الميثاق الوطني بداية من سنة 1988.(هذا المشهد الذي لم يعمر طويلا حيث عصفت به إدارة سيئة من طرف اغلب فصائل المعارضة لاستحقاقات 1989 وعمقت أزمته مواجهات حركة النهضة الإسلامية مع الدولة و مع  فريق واسع من النخبة  وأجهزت عليه نزعة محافظة ارتدت إليها السلطة الوليدة ومجتمعها عامة )   إن الترتيب الأساسي الذي قام منذ 16 سنة قد تم تسييجه لا محالة بجملة من المرتكزات لا نستطيع تقييم الوضع دون أخذها بالاعتبار .لقد أصبحت الرؤية السياسية المتحكمة أساسا في تمشيات السلطة وتصوراتها مشدودة إلى الثوابت التالية  : 1- اعتبار قوة السلطة وصرامة القانون ضمانتين أساسيتين لكل استقرار سياسي يحمي البلاد من مجهول التحولات و مغامرات التغييرات غير المحسوبة  وافتراض أن هذه القوة والصرامة لا تتحققان إلا بالمحافظة على هيمنة جلية أو ضمنية للحزب الحاكم منذ أكثر من 5عقود وبإخراج هرم السلطة من دائرة التنافس الانتخابي الحقيقي والجدي 2- تحديد مسبق – منطوق به أو مسكوت عنه- لطبيعة وخاصيات القوى المشكلة للمشهد السياسي على قاعدة التسليم بالطابع المدني للأحزاب كما حددها القانون الحالي والرفض المطلق لكل محاولة لإدماج أو إعادة إدماج الفصيل الإسلامي كطرف في المنظومة القائمة بأي شكل من الأشكال وعلى قاعدة القبول بالخيارات الاجتماعية والاقتصادية الكبرى كما يتجلى ذلك من خلال التحفظ على توسيع هامش اشتغال أقصى اليسار الاشتراكي أو الشيوعي 3- الرفض المطلق والمتوتر لكل محاولات تدويل العمل السياسي أو الحقوقي وإخراجه من دائرة الصراع الداخلي مهما كانت المبررات المتعلقة بانسداد أفق الفعل الذاتي داخليا أو بتحولات المشهد الدولي المعولم 4- الضيق من كل ما يستشف منه اتجاه من طرف المعارضين أو بعضهم نحو فتح ملفات تراها السلطة من اختصاصها سواء فيما يتعلق بملفات الشفافية والإدارة الرشيدة وتكافؤ الفرص أو ملفات التسوية الحقوقية لما ترى فيه بعض المنظمات مظالما أو تجاوزات هذه المرتكزات الأربعة هي الأعمدة الأساسية التي تم إقرارها بعد الاستقطاب المرير الذي شهدته البلاد أوائل التسعينات ويعتبر استحضار هذه المرتكزات هو السبيل الوحيد لنفهم ما يراه البعض غريبا في تعاطي السلطة مع فرقاء المعارضة والنشطاء الحقوقيين منذ أكثر من عقد ونيف . وبقطع النظر الآن على مبررات إقرار هذه المرتكزات المسيجة للنشاط السياسي  وبقطع النظر أيضا على وجاهتها أو مقدار موافقتنا عليها يهمني أن أؤكد على أن المشهد الحالي بمعطياته وتداعياته ومرتكزاته يبدي بعض الوهن كما اشرنا مما يحتم إعادة النظر في حقائقه ومسوغاته بعقلية لا نراها عدمية أو جذرية كما لا نراها قادرة على أن تكون محافظة حذرة إذا كان هناك إجماع بين السلطة والمعارضة على ضرورات الإصلاح من منطلق ما علمنا التاريخ من أن كل منظومة ومهما بلغت مثاليتها تبقى محتاجة إلى التطوير والتجديد . الأفق…أو صناعة الحلول إن نجاح المشهد القائم في ما سبق من سنوات كان يتكئ لا محالة على « عكاكيز » نجاح اقتصادي واجتماعي حققته السلطة دون ريب في ظل أوضاع سابقة بدأت في الأفول لتترك مكانها الآن لأوضاع دولية وإقليمية وقطرية لا تخفى صعوباتها . كما أن نجاح المشهد إلى حد الآن قد ضمنته أساليب إقصاء واستبعاد وإدماج ولدت قدرا من إجماع ومشروعية لم يعودا مضمونين باستمرار مع ولادة تطلعات جديدة وأوضاع ثقافية وإعلامية ناشئة ومع بروز طبيعي لتناقضات وتباينات تحتمها قوانين التطور الطبيعي .وهو ما يجعل السلطة مدفوعة بإكراهات  التطوير وإعادة تجديد قيم التعاقد بما يسمح بتجاوز سلبيات الجمود ومخاطره .والجدير بالتذكير أن مظاهر تعثرات المشهد الحالي قد بدأت في البروز منذ سنوات .صحيح أن المعارضة لم تتمكن بطبيعة الحال من تحشيد كل عوامل القدرة على زحزحة الوضع وصحيح أن السلطة تمسك إلى حد الآن بأغلب أوراق اللعبة للاستمرار في المحافظة أو البطء في التغيير ولكن كل المؤشرات تدفع إلى القول بان ضرورة تدشين حوار فعلي حول مقتضيات الإصلاح الحقيقي ومساراته أصبحت أمرا لا مناص منه. إن حوارا من هذا القبيل تساهم في تأثيثه السلطة وفصائل المعارضة بكل أطيافها القريبة من السلطة أو الأبعد فالأبعد عنها هو السبيل الوحيد لصياغة أجندة واقعية لاستحقاقات تنمية سياسية حقيقية أصبحت مطلبا يتردد داخل قبة البرلمان وخارجه وتردده بنبرات مختلفة أطراف السلطة والمعارضة دون أن تتحدد بوضوح وصراحة ودقة شروطها الضرورية.ولن ينجح هذا الحوار دون تسليم بجملة من الاستخلاصات نوجزها في ما يلي : 1- إن ما تحتاجه البلاد طبعا لا يمكن أن يصل إلى تغيير جذري لواقع لم تتوفر شروط انتقاله الناجزوهو استخلاص يقتضي أن تكف بعض فصائل المعارضة عن مجرد كتابة بيانات الشجب العدمية ومظاهر الهروب العقيم إلى معارك وهمية متشنجة ووسائل فعل قاصرة لتتجه نحو قراءة موضوعية للواقع ومتطلباته تحدد المكاسب وتشير إلى مواطن القصور على قاعدة الإيمان بالمشاركة وجدوى العمل الإصلاحي والقانوني الهادئ والمتدرج والبراغماتي مع الاتجاه نحو الممكن واستبعاد إغراء الفرضيات القصوى والعمل على خلق ارتكاز للجديد في الواقع القائم وتجنب ما من شانه أن يعسر عملها في أجواء مشحونة ترضي مزاج الكفاحية الطهري ولكنها ترهق وتزعزع الثقة وتورث إحباط الخسائر المتراكمة . 2- أن تكف السلطة عن تحريك استراتيجيات وأساليب عفا عليه الزمن في التعاطي مع تطورات الوضع السياسي وان تؤكد بالفعل ما تعلنه في الخطاب من احترام لحق الاختلاف واحترام الرأي المعارض و رغبتها في الانفتاح على القوى الحية في البلاد .ولن يكون ذلك ممكنا إلا بتجاوز تراكمات المرحلة السياسية السابقة عبر بناء الثقة وطمأنة الفاعلين من خلال إجراءات انفراجية فعلية تدرك السلطة قبل غيرها انعكاساتها الايجابية كما تبينه الوقائع الأخيرة من إطلاق سراح مساجين الحوض المنجمي إلى بداية الحوار حول مشكلة الرابطة مثلما تدرك كذلك الانعكاسات السلبية لعكسها مثلما يبينه الآن واقع الضيق والاحتقان الناتج عن المحاكمات الأخيرة وملاحقة الناشطين. وأخيرا ستبقى هذه الملاحظات مجرد إشارات تحدد الإطار العام لما نريد تفصيله في مقالات قادمة تتناول بكل دقة ما نراه ضروريا من إصلاح وتنمية سياسية حقيقية حان الوقت للسير قدما في طريق تفعيلها فالوقت لا ينتظر والعالم من حولنا يتحرك باستمرار ولا مجال للانتظار.  


الاقتدار السياسي يقاس بالقدرة على إنتاج الأفكار والمسؤولية ( الجزء الأول)

 


بقلم : عبد الفتاح كحولي   أحداث كثيرة تنقلها الصّحافة في إطار تقليد المتابعة وإنارة الرّأي العامّ بإلقاء الضوء على الحياة الداخليّة للأحزاب وبعض وسائل الإعلام لا تكتفي بنقل الحدث بل تعمد أيضا إلى قراءة ومحاولة فهمه ورصد تداعياته المستقبلية وقد تميّزت الأشهر القليلة الماضية ببروز لافت في بعض الصّحف لصنف محدّد من الوقائع يمكن إدراجها في إطار « سيرورة الأزمة » كما تميّزت بتضخم واضح لخطاب مفسّر حامل لمقاصد محددة. وأمام تحوّل تلك الوقائع وهذا الخطاب إلى ما يشبه الظاهرة كان لزاما علينا في إطار متابعتنا للتطورات التي يشهدها المجال السياسي التونسي أن نبني بعض الاستنتاجات في ضوء ما يعرضه جدول أعمال التاريخ من رهانات، لذلك سنحاول تقديم قراءة في تلك الأحداث وبعض تجليات الخطاب الصّحفي المصاحب لها. I – قراءة في الوقائع: إن الوقائع التي برزت بشكل واضح في متابعة الصّحف أو بعضها للحياة الداخلية للأحزاب هي وقائع الأزمة من قبيل الصراع على المواقع القيادية أو على القائمات الانتخابية …الاستقالات ، الطّرد ..الإقصاء …مساعي السيطرة..مقاطعة الاجتماعات ..إلخ.. وحول هذه الوقائع سنورد الملاحظات التالية: 1 – هذه الوقائع لا تدلّ في ذاتها على إيحاءات محددة من قبيل إدراج ضحاياها أو القائمين بها في دائرة أهل الحق أو أهل الباطل ويمكن في هذا السّياق عرض التوضيحات التالية: – واقعة الاستقالة بوصفها إجراء احتجاجيا في الأصل لا تدل في ذاتها على إيحاء محدّد فقد تكون الاستقالة رفضا لأوضاع سليمة يمتنع عن المستقبل التلاؤم معها كما قد تكون رفضا لإجراء ديمقراطي أو لسيرورة تطوّر داخلي حكمت على المستقيل بالنزول في سلّم المراتب القياديّة فلم يستسغ الوضع الجديد بحكم ثقافة التمركز حول الذّات وقد تكون أيضا احتجاجا على فقدان مكاسب شخصيّة. فالاستقالة قد توحي بوجود أعطاب تمسّ هيكل التسيير كما قد توحي بقصور ذاتي يمسّ شخص المستقيل. – واقعة الطرد أو التجميد أو أي شكل من أشكال « الإجراءات العقابيّة  » لا تعبّر بالضرورة عن ظلم طال المعاقب قد يكون الأمر كذلك في بعض الحالات وقد لا يكون كذلك في حالات أخرى فالحزب شأنه شأن المجتمع يتأسّس على منطق « التعاقد » (contrat) وكما أن المجتمع يلجأ إلى المعاقبة لحماية كيانه والتقليل من حركة الفرد أو حجزها إذا مارس فعلا يهدد الكيان العام فإن الحزب قد لا يجد أي إجراء للمحافظة على وحدته غير العقاب لذلك قد يبدو الخطاب التأثيمي لمثل هذه الإجراءات خطابا معياريا محمولا على جمالية مدح الحرية وهجو العقاب دون تنسيب فيستحيل خطابا مؤدلجا حاملا لمقاصد ومن هنا تتأتّى ضرورة الكشف عن مكر الخطاب القائم على مثنوية الوجه / القفا . – الكثير من الإجراءات التي يؤطّرها « منطق القطيعة » لا تعبر بالضرورة عن « تجلّي الحقّ » في فعل القائمين بها بل قد تعبّر في حالات كثيرة عن « تجلّي الإكراه » في ممارستهم كنتيجة منطقية لرهانات سلطوية في شكل استثمار للقوة الرّمزية أو غيرها فتكون بذلك ترجمانا لإرادة التأزيم وليست ردّا على أوضاع مأزومة بطبعها. إن هذه التوضيحات تكشف عن تهافت الخطاب الذي يمرّ مباشرة من الواقعة إلى الاستنتاج سلبيا كان أم إيجابيا دون الاعتماد على ضمانات حقيقية تؤيّد هذا الاستنتاج أو ذاك . 2 – إن هذه الوقائع لا تقدّم معنى واضحا خارج السّياق العام الذي تندرج فيه كما لا يمكن قراءتها في شكل بينات معزولة لا تملك تاريخيتها في مسار الأحداث السابقة فعزل الواقعة يصوّرها على أنها البدء والمنتهى على أنها قادمة من رحم السماء وليس لها أيّ تاريخ أرضي فتمجيد الواقعة أو تهجينها لا يحوز مسوّغاته إلا من خلال وضعها في سياق وتاريخيتها وكل إرادة لعزل الواقعة هي إرادة إيديولوجية حاملة لمقاصد . 3 – إن الكثير من الوقائع التي تترجم عن نفسها بوصفها إجراءات يتخذها الأفراد المنتمون إلى حزب ما للتعبير عن سخطهم إزاء غياب الديمقراطية لا يمكن تبيّن صدقيتها وجدواها إلا من خلال وضعها في سياق تحدّيات المرحلة ورهاناتها . إن مرحلة التحول الديمقراطي التي انخرطت فيها بلادنا والرهانات المعقودة عليها هي التي تمنح أي سلوك سياسي المعنى والقيمة فالانخراط في سيرورة التحوّل الديمقراطي ودينامياتها الداخلية يعني بالضرورة أن الديمقراطية لم تتحوّل بعد إلى « حالة طبيعية » استقرّت فيها ثقافة الديمقراطية ومؤسساتها وآلياتها وسيتأخّر بلوغ هذه المرحلة إذا تحصّن الفاعلون السياسيون بثقافة تقليدية وأنماط من الممارسة والتكتيك تنتمي إلى مرحلة سابقة وإذا كان دور الدولة محوريا في تسريع وتائر هذا التحوّل فإن دور بقية الفاعلين لا يقلّ أهميّة باعتبار أن التحوّل لا يرتبط بقرارات فوقية بقدر ما ينمو في مستوى القاع ومن خلال التفاعل والبناء المشترك بين كل الفاعلين ومن هنا يتحتم على الأحزاب السياسية الانخراط في سيرورة إصلاح داخلي لأوضاعها لا تتأسّس على رغبات فرديّة أو أهواء خاصّة بل تتأسّس على مباشرة حركية تغيير مستمرّ للثقافة المتحكمة في إنتاج الرؤى السياسية والسلوك السياسي الذي يترجم عمليا تلك الثقافة . إن ورشة الإصلاح السياسي العام لا تحقق فعاليتها إلا بفتح ورشات داخلية للإصلاح حتى يتمّ التلاؤم بين الأداة المساهمة في عملية التغيير وبين الرهانات المرجوّ بلوغها وحتى يتمّ ترسيخ القواعد المشتركة وخلق مناخ من الثقة المتبادلة بين جميع الفاعلين يمكن أن يساهم في تسريع وتائر التحوّل الديمقراطي. إنّ من أبرز حقائق مسار التحوّل أن النخبة التي تقوده تقوم على مفارقة فهي من جهة تصارع من أجل غرس بذرة الديمقراطية في الدولة والمجتمع وهي من جهة أخرى نخبة غير صدامية تحسن الحوار والتفاهم والتفاوض من أجل بلوغ تسويات حاملة لمكاسب مشتركة  على درب التنمية السياسية ومن هذا المنظور تفقد كل الممارسات المندرجة في « منطق القطيعة » صدقيتها السياسية وحتى قيمتها البراجماعتية فلا تنبئ عن عقل سياسي مدرك لحقائق المرحلة ورهاناتها بل تعبّر عن مساهمة غير واعية في الجذب إلى الوراء وفي تعطيل نمو فكر وممارسة سياسيين منسجمين مع الأهداف الوطنية الكبرى المرتكزة على التحديث في كل المجالات. إن الكثير من هذه الوقائع المندرجة في إطار منطق القطيعة والصّدام قد ساهمت في نمو ظاهرة التبخيس السياسي والإيحاء بأن السياسة هي حلبة صراع مفتوح لا تراعي فيه أي ضوابط ممّا ساهم في توسيع دائرة اللاتسيس لا على صعيد المجتمع فحسب بل أيضا على صعيد الأحزاب السياسية نفسها إذ قادت هذه الممارسات إلى إنتاج تمثّل معيّن للسياسة يكاد يحصرها في المناورة والتحالفات الظرفية من أجل تحقيق مكاسب شخصية وتغيير المواقع بحسب المصلحة وهو ما ساهم في بروز سياسة سهلة الركوب في غياب أي معنى سياسي والمثال الأبرز على هذه الظاهرة الترحال التنظيمي لا السياسي من حزب إلى آخر وكأن الأحزاب مجرّد صيغ جوفاء غير حاملة لخيارات ورؤى. من هذا المنطلق يتحتم التأمل الجيد في مثل هذه الظواهر التي تعيق عملية التحول الديمقراطي وتتناقض مع منطقها من أجل معنى مغاير للسياسة يقطع مع عقلية الماضي ويتلاءم مع رهانات المرحلة. فالاقتدار السياسي لا يقاس اليوم بالقدرة على التجييش والحشد في غياب أرضية موضوعية جامعة ولا يقاس بالقدرة على ليّ الذّراع وتأزيم الأوضاع لغاية المساومة بل يقاس بالقدرة على إنتاج الأفكار الملائمة للمرحلة وحسن التخطيط والمسؤولية العالية وانسجام السلوك السياسي مع الرهانات الحالية وهو ما يوجب على الجميع إعادة النظر في التمثّل التقليدي لصورة « السياسي » . (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 137 بتاريخ 14 ماي 2010)     


تقرير مثير للجدل حول تراجع قرصنة البرمجيات في تونس

 


أشار تقرير صدر مؤخرا لـ »بزنس سوفتوير أليانس » إلى تراجع خفيف لنسبة القرصنة الإعلامية للبرمجيات في تونس من خلال دراسة شملت 111 دولة. وكانت تونس قد صنّفت الأولى عربيا سنة 2004 في مجال القرصنة بنسبة 94 بالمائة، وقد صنّفها التقرير لسنة 2009 الثانية عربيا بعد الجزائر بنسبة 72 في المائة. وحسب نفس التقرير فإن النسبة العالمية للقرصنة قد تضخّمت إلى 43 في المائة أي بزيادة نقطتين على السنة الفارطة.  وهو ما يترجم إلى خسائر لشركات البرمجة بقيمة 50 مليار دولار لسنة 2009 حسب نفس التقرير.  هذا التقرير لم يجد صدى إيجابيّا لدى الجميع، فقد اعتبر موقع « تاكيانو » التونسي المهتمّ بأخبار التكنولوجيا، الارتياح الذي شاب التقرير فيما يتعلّق بالعوائد المادّية لهذا التقلّص مبالغا فيه ولا يأخذ في عين الاعتبار الخسائر الجانبية المتعلّقة بأصحاب محلاّت نسخ الأقراص المضغوطة.  وهي خسائر من شأنها أن تؤثر في ما أسماه الموقع بالاقتصاد تحت الأرضي لعدد من الدول السائرة في طريق النمو، ولا تأخذها المؤسسات الاقتصادية في الاعتبار حسب الموقع.  كما طعن الموقع في مصداقية التقرير وفي مصادره موردا أمثلة عجز فيها صحافيون دوليون من التثبّت في صحّة المعطيات حتى بالاستعانة بأجهزة الدولة على غرار الشرطة الفيدرالية وكتابة الدولة للتجارة في الولايات المتحدة وأستراليا التي طعنت رسميا في تقرير مؤسسة بزنس سوفتوير أليانس.
 
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 14 ماي 2010)


مجموعة في البرلمان الاوروبي لمساندة نظام الرئيس التونسي


السبيل أونلاين – وكالات أعلن في العاصمة البلجيكية بروكسيل عن إنشاء مجموعة « أصدقاء تونس بالبرلمان الأوروبي » بحضور وزير الشؤون الخارجية التونسي كمال مرجان ووزير الدولة والنائب ألاوروبي عن بلجيكيا لوي ميشال، الذي أسندت له مهمة رئاسة المجموعة، وعدد من المسؤولين في المفوضية الأوروبية.حسب وكالة قدس برس. وتعثرت الشراكة الاقتصادية التونسية – الأوروبية بسبب ملف احترام حقوق الانسان التى التزمت به السلطات التونسية في الاتفاقات الثنائية الموقعة بين الاتحاد الاوروبي وتونس . ويثير تشكيل هذه المجموعة علامة استفهام كبيرة حول تواطىء بعض الأطراف الأوروبية الرسمية مع نظام الرئيس بن على ، للتغطية على انتهاكاته الواسعة للحريات وحقوق الانسان . وأعرب وزير الخارجية التونسي كمال مرجان في تصريحات صحفية أذاعتها وسائل الإعلام الرسمية تعليقا عن المبادرة التي أعلن عنها (13/5) عن الارتياح لإحداث هذه المجموعة مبينا انها تترجم المستوى، الذي وصفه بـ »الممتاز » للعلاقات القائمة بين تونس والبرلمان الاروبي، وأكد أن الشراكة مع الاتحاد الاوروبي تمثل بالنسبة لتونس خيارا استراتيجيا وثابتا ينبني على الثقة والاحترام المتبادلين. ونقلت ذات المصادر عن لوي ميشال قوله « إن هذه المجموعة ترمي الى تدعيم تقاليد الحوار بين الأفراد والشعوب وبين الثقافات والأديان في ظرف تحتاج فيه الإنسانية أكثر من أي وقت مضى الى التسامح والتفاهم والتضامن ». على صعيد آخر ذكر المصدر أنه وعلى هامش انعقاد اشغال الاجتماع الثامن لمجلس الشراكة تونس « الاتحاد الاوروبي، أجرى وزير الخارجية التونسي كمال مرجان محادثة مع الامين العام لمنظمة حلف شمال الاطلسي اندارس فوغه راموسن تناولت العلاقات بين تونس وحلف الشمال الاطلسي التي تم ارساؤها سنة 1994 والسبل الكفيلة بتدعميها في اطار الحوار المتوسطي. ويذكر أن لوي ميشال كانت له تصريحات مثيرة للجدل ابان زيارته لقطاع غزة العام الماضي حيث نعت حركة حماس بأنها « حركة ارهابية » ، وقد وصفت حكومة اسماعيل هنية تلك التصريحات بأنها « وقحة » .   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 15 ماي 2010)


نتائج الانتخابات البلديّة: الاتحاد الديمقراطي الوحدوي: مبدأ المشاركة… حقيقة الإمكانيات.

 


 بقلم: محمد رضا سويسي.   كشفت الانتخابات البلدية عمّا كانت تخبؤه من نتائج لتعطي المجال لعديد التّحاليل والتّأويلات كل من موقعه ومن زاوية نظره.إذ يكاد يُجمع مختلف هؤلاء المحللين على أن الانتخابات البلديّة هي القياس الأقرب للواقع لمعرفة الأحجام الحقيقيّة للأحزاب وقدرتها على الفعل في الواقع بالنظر إلى ما يستوجبه تأثيث القائمات من رصيد بشري هام يتمّ توفيره من المنخرطين في هذه الأحزاب ومن أنصارها والمتعاطفين معها.  ولئن بدا الأمر محسوما بالنسبة للحزب الحاكم بالنّظر إلى ما يتمتّع به من أسبقيّة تاريخيّة ومن إمكانيات فإن بقية الأحزاب ونعني بها أحزاب المعارضة بقيت في مشكلتها المزمنة وهي نقص الرّصيد البشري العائد إلى عدّة أسباب ذاتيّة وأخرى موضوعية مرتبطة بواقع الحياة السياسية في تونس مما لا يسمح لهذه الأحزاب أن تملك رهانات منافسة حقيقيّة على المواقع بعيدا عن الاكتفاء بالحصّة الدّنيا المضمونة. وقد تراوحت هذه الأحزاب كالعادة بين من حسم مسألة المشاركة الايجابيّة والمساهمة في عمليّة التركيم التي يُنتظر منها أن تفضي إلى عملية تأسيس لمناخ ديمقراطي حقيقي في البلاد تسود فيه قيم المواطنة والجمهوريّة وبين من اختار الاختفاء خلف ستار المقاطعة بدعوى أنه من يمثّل المعارضة الحقيقيّة وأن المشاركة هي في حد ذاتها بقطع النظر عن النتائج تأشيرة عبور للحزب الحاكم والسلطة عامّة للتمادي فيما « يعتبرونه » غلق منافذ الحريات على أن هذه المقاطعة على ما يبدو هي قسريّة وليست اختياريّة نظرا لما بدا على هذه الأحزاب من عجز على تشكيل قوائم بلديّة في الحدود الدنيا تماما كما عجزت في محطّة سابقة عن دخول الانتخابات التشريعيّة بقوائم ممثّلة كمّا وكيفا. أمّا الأحزاب المشاركة فهي بدورها لا تقف على نفس المستوى من الفاعليّة والايجابيّة حيث أن العديد منها دخل الحلبة منهكا وضعيف الرصيد مراهنا على أطراف خارجة عنه لمساعدته في تكوين قوائم لن تكون إلا رصيدا إضافيا لمن ساعده على تكوينها فضلا عن بروز ظاهرة خطيرة أشار إليها الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الوحدوي في الاجتماع الافتتاحي للحملة الانتخابيّة لبلديّات وهي توظيف التمويل العمومي للأحزاب من طرف البعض لشراء أشخاص يؤثّثون بها قوائمهم بكل ما يعنيه من تزييف للخارطة السياسيّة الوطنيّة وللموازين الحقيقيّة القائمة. لكن في هذه الأحزاب المشاركة أيضا من دخل الانتخابات بحقيقة إمكانياته البشريّة والمادية من باب الاعتقاد بأن الرهان ليس انتخابيا يهدف إلى أخذ أكبر عدد من المقاعد بأي ثمن ودون اعتبار أحيانا للأخلاق السياسيّة، وإنما هو رهان سياسي هدفه تجذير عقليّة المشاركة والتركيم في اتجاه تحويل التعددية من مجرّد تعدّديّة حزبيّة إلى تعدّديّة سياسيّة ترسّخ عقليّة الاختلاف والمواطنة والحريات العامّة والفردية. وفي هذا الإطار الأخير تتنزّل مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي الذي آمن بمبدإ المشاركة والتركيم التدريجي بعيدا عن المزايدة والقفز نحو المجهول، لكنّه أيضا ومن منطلق مشروعه السياسي والمجتمعي والحضاري سعى إلى الالتزام بقواعد العمل السياسي السليم وبأخلاقيّات هذا العمل فلم يعمل على تضخيم صورته والجري وراء تشكيل أكبر كم ممكن من القائمات بقطع النظّر عمن فيها ومن أين أتوا فكانت مشاركته محترمة حيث نجح في تشكيل حوالي 30 قائمة مرّت منها 24 قائمة لتستقرّ النتيجة النهائيّة بالنسبة له على 66 مستشارا بلديّا بتطوّر ملحوظ عن رصيده للانتخابات الفارطة وكذلك بدخول بعض البلديّات لأول مرّة بل إن بعضها لم يشهد مشاركة للمعارضة قبل أن يدخلها الاتحاد الديمقراطي الوحدوي خلال هذه الانتخابات… كل ذلك رغم العديد من محاولات الإرباك التي صدرت عن عدة أطراف اتخذت من مواجهة الحزب وافتعال المشاكل معه عملا يوميّا في محاولة لإرباك مشروعه الذي بدأت ملامحه تتبلور وطنيّا وقوميّا وإنسانيا خاصة بفعل ما يربطه من علاقات جيدة مع القوى الوحدوية في الوطن العربي مشرقا وغربا وما يلتقي عليه مع عدد من قيادات حركات التحرر في العالم.   إن عملية التقييم الأولى التي يمكن الخروج بها من هذه المحطّة الانتخابيّة هي أن الحزب قد نجح بقدر كبير في تحقيق الأهداف التي وضعها من هذه المحطّة والتي عبّر عنها في مجلسه الوطني الأخير وفي اجتماع المكتب السياسي الموسّع الذي انعقد قبل الانتخابات والتي كانت حاضرة في حركته وسلوكه وبرنامجه الانتخابي. إنّ المتأمل في عديد القوائم من تلك التي دخلت الانتخابات مستقلة أو تحت يافطة بعض الأحزاب يلاحظ أنها تحتوي على العديد من العناصر التي طالما انتمت للاتحاد الديمقراطي الوحدوي والتي اختارت دون سابق إعلام أحيانا الانفصال عنه بحثا عن موقع أو مصلحة آنية وهو أمر قد يبدو سلبيا بالنسبة للحزب باعتباره تقليصا لرصيده البشري لكنّه في الحقيقة أمر طبيعيّ وصحي باعتباره يمثّل عملية اختبار لصدق الناس وصلابتهم وانتمائهم المبدئيّ فتكون هذه المحطّات بمثابة الغربال الذي لا يبقي إلا الصالح. إنّ الاتحاد الديمقراطي الوحدوي – كما كان دائما – مؤمن بمبدإ المشاركة مصرّ عليه لاقتناعه بدور هذه المشاركة في بناء الصرح الديمقراطي من خلال التركيم الميداني بعيدا عن خطابات المزايدة أو المناقصة وهي مشاركة تكون دائما شفّافة ونزيهة تعكس حقيقة إمكانياته ونضج مناضليه وتمسّكهم بأخلاقيّات العمل السياسي البعيد عن عقلية الاستثمار والكسب الآني وتزييف الحقائق.  
(المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 137 بتاريخ 14 ماي 2010)      

مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير بتونس تدعو لبعثة إفريقية لتقصّي الحقائق

 


دعا أعضاء مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس المتكوّنة من التقاء عشرين منظّمة منتمية لشبكة إيفكس الدولية أعضاء المفوضية الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب بمناسبة افتتاح الدورة السّابعة والأربعين لها في غامبيا، لدراسة سجل تونس في مجال حرية التعبير وحقوق الإنسان. وذكرت المجموعة أنها سجّلت سلسلة من الانتهاكات لحرية التعبير في تونس على مرّ السنوات، حاثّة المفوّضية الإفريقية على النظر لحالة حرية التعبير في تونس من أجل تحسين الوضع الحقوقي.  كما رحّبت المجموعة بقرار منتدى المنظّمات غير الحكومية الذي انعقد يوم 10 ماي قبيل ابتداء الدورة العادية للمفوّضية، والذي نصّ على حثّ المفوّضية على القيام بمهمة لتقصي الحقائق في تونس من أجل تقييم حالة وسائل الإعلام المستقلة وواقع التعددية وحرية التنظم واستقلال القضاء إلخ.  وعرض تقرير المجموعة إلى جملة العراقيل التي تعترض حرية التعبير في تونس من محنة محطات الراديو والصحف المستقلة إلى واقع محاصرة النشطاء مرورا بمشكلة القضاة المستقلين ونقابة الصحفيين وملاحقة المدوّنين إلخ. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 14 ماي 2010)  


بيان من الاتحاد الجهوي للشغل بنابل حول تعليق عبد الرزاق المشرقي لإضراب الجوع

 

الاتحاد العام التونسي للشغل الاتحاد الجهوي للشغل بنابل  نابل في 14 /  05  / 2010 بيـــــان

    اثر المساعي الجدية التي قام بها الاتحاد الجهوي للشغل بنابل قناعة بعدالة وضعية الأخ عبد الرزاق المشرقي القابض بالشركة الجهوية للنقل بنابل المطرود من عمله منذ 10 مارس 2010 وبعد دخوله في إضراب عن الطعام بمقر الاتحاد المحلي للشغل بسليمان منذ يوم الاثنين 10 /05 / 2010 من اجل إرجاعه إلى سالف عمله والتي كان آخرها صباح اليوم عند اتصال الكاتب العام للاتحاد الجهوي بالأخ الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل الذي قام بالتدخل لدى وزير النقل من اجل إيجاد حل لهذه الوضعية وبعد أن كللت مساعيه باتفاق يقضي بإرجاع المعني بالأمر إلى سالف عمله بداية من غرة جوان 2010 نعلن : 1) تثميننا لمساعي الأخ الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل التي أفضت إلى إيجاد حل للإشكال. 2) تعليق الأخ عبد الرزاق لإضراب الجوع اليوم 14 /05 / 2010.   عن المكتب التنفيذي عباس الحناشي   المصدر  :  منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية  » الرابط  : http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p
 


بنزرت        أخيرا … نقابة جهوية للتعليم الثانوي

 


تحت إشراف المكتب الجديد للإتحاد الجهوي للشغل ببنزرت وبحضور النقابة العامة للتعليم الثانوي ممثلة في كاتبها العام الأخ سامي الطاهري والأخوين أحمد المهوق وزهير المغزاوي ، انعقد مؤتمر النقابة الجهوية للتعليم الثانوي ببنزرت يوم السبت 15 ماي 2010 بعد طول انتظار. فمنذ 11 أفريل 2007 تاريخ استقالة النقابة الجهوية السابقة، تعددت المحاولات لإنجاز المؤتمر وباءت كل المحاولات بالفشل لإصرار أعداء العمل النقابي على بث الفرقة بين مناضلي التعليم الثانوي وترك المجال فسيحا لسلطة الإشراف لتمرير مشاريعها المشبوهة. حضر المؤتمر في جلسته الثانية 23 نائبا وتنافس 9 مترشحين (بعد انسحاب 6) على سبعة مقاعد فازت بها قائمة « الوفاء لمبادئ حشاد » يأمل النقابيون وأساتذة التعليم الثانوي بجهة بنزرت أن يكون المكتب الجديد للنقابة الجهوية للتعليم الثانوي في مستوى التحديات قطاعيا وجهويا، خاصة أن أغلب أعضائه وجوه نقابية عرفت باستبسالها في الدفاع عن الحق النقابي وكرامة الأساتذة ومطالبهم المشروعة. « قائمة الوفاء لمبادئ حشاد » أحمد العبيدي: كاتب عام (بنزرت) أحمد الشاوش: الصحة والسلامة المهنية (ماطر) عماد الورغي: مكلف بالنظام الداخلي (بنزرت) عبد الخالق براهمية :الإنخراطات والمالية (بنزرت) خالد بوحاجب: الإعلام (منزل جميل) مجيد العباسي: الدراسات (بنزرت) موسى الدريسي: التكوين (منزل بورقيبة) نقابي من بنزرت

 


الاتحاد العام التونسي للشغل الاتحاد الجهوي للشغل بمدنين الاتحاد المحلي للشغل ببنقردان النقابة الاساسية للتاطير والارشاد ببنقردان بن قردان في 14-05-2010 لائحة  

نحن منخرطو النقابة الأساسية للتا طير والإرشاد التربوي بمعهد بن قردان المتوقفون عن العمل اليوم الجمعة 15-04-2010 من الساعة 07.45 إلى الساعة 08.45 تحت إشراف نقابتنا الأساسية.نتابع بقلق شديد ما تعرضت له الزميلة الأستاذة بمعهد بنقر دان فاتن خليفة من اعتداء في حقها من طرف المدعوة عواطف بن خضر حرم ناجي ووالدة التلميذة هدير الشايبي مستغلة صفتها التجمعية وصفة زوجها كاتب عام الجامعة الدستورية ببن قردان.وأمام هذا التصرف الخطير واللامسؤول في حق الأسرة التربوية نعلن رفضنا التام لكل أشكال التعسف واستغلال النفوذ.كما نعبر عن مساندتنا المطلقة لزملائنا الأساتذة عاشت الوحدة النقابية عاش الاتحاد العام التونسي للشغل حرا مستقلا ومناضلا — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  

الاتحاد العام التونسي للشغل الاتحاد الجهوي للشغل بنابل نابل في 14 /05 / 2010 بيان  

اثر المساعي الجدية التي قام بها الاتحاد الجهوي للشغل بنابل قناعة بعدالة وضعية الاخ عبد الرزاق المشرقي القابض بالشركة الجهوية للنقل بنابل المطرود من عمله منذ 10 مارس 2010 وبعد دخوله في اضراب عن الطعام بمقر الاتحاد المحلي للشغل بسليمان منذ يوم الاثنين 10 /05 / 2010 من اجل ارجاعه الى سالف عمله . والتي كان اخرها صباح اليوم عند اتصال الكاتب العام للاتحاد الجهوي بالاخ الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل الذي قام بالتدخل لدى وزير النقل من اجل ايجاد حل لهذه الوضعية وبعد ان كللت مساعيه باتفاق يقضي بارجاع المعني بالامر الى سالف عمله بداية من غرة جوان 2010 نعلن : 1 – تثميننا لمساعي الاخ الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل التي افضت الى ايجاد حل للاشكال . 2 – تعليق الاخ عبد الرزاق لاضراب الجوع اليوم 14 /05 / 2010 عن المكتب التنفيذي عباس الحناشيالمرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  

الاتحاد العام التونسي للشغل الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة النقابة الاساسية لمكاتب الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بسوسة سوسة في 11 ماي 2010 بيــــــان بخصوص التسميات في خطط وظيفية  

على اثر صدور قائمة التسميات الوظيفية موضوع مذكرة العمل عدد 12 لسنة 2010 الصادرة بتاريخ 30 أفريل 2010 و ما رافقها من احتجاجات، يهمّنا أن نسجّل ما يلي: 1- عدم احترام الإدارة لالتزاماتها بخصوص دورية و سنوية التسميات في الخطط الوظيفية، وفق ما جاء في الفصل 2 من محضر اتفاق المفاوضات الاجتماعية 2005-2007، ذلك أن آخر التسميات تمّت منذ سنتين و كان ذلك صلب مذكرة العمل عدد 21 لسنة 2008 الصادرة بتاريخ 13 جوان 2008. 2- نشدد على شرعية الاحتجاجات الفردية و الجماعية، و نعتبرها ردّة فعل طبيعية لتمشّي الإدارة الغامض و الغير خاضع لمقاييس موضوعية معلومـة مــن الجميــع. الشئ الذي مثــّل تربــة خصبــة لنمـــو « ثقافة التدخلات و المحاباة »، و أطلق العنان أمام التأويلات و الإشاعات. 3- نؤكد على أنّ هذا المناخ المتوتر لا يخدم مصلحة الصندوق الذي هو في أحوج ما يكون لكافة طاقاته البشرية- رؤساء كانوا أو مرؤوسين- و نعتبر أنّ مسؤولية تنقية الأجواء تقع على عاتق جميع الأطراف، إدارة و نقابة و سلطة إشراف. و بناءا على ما تقدّم فإنّنا : أوّلا، نطالب إدارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بتلافي التأخير الحاصل في هذا الشأن، و الإسراع في إعداد قائمة تسميات جديدة بعنوان سنة 2009، تعتمد فيها مقاييس الأقدمية و الجدارة. ثانيا، ندعو الإدارة لفتح باب التفاوض الجدي مع النقابة العامة للصناديق الاجتماعية، من أجل إيجاد آلية واضحة و دائمة تنظّم عملية إسناد الخطط الوظيفية. و نحن إذ نساند كافة الزملاء في تحركهم من أجل مطالبهم المشروعة ، فإننا ندعوهم إلى مزيد الالتفاف حول نقابتهم باعتبارها الضامن و المؤطر لنضالاتهم . عاش الاتحاد العام التونسي للشغل حرا مناضلا و مستقلا عن النقابة الأساسية لمكاتب الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بسوسة الكاتب العـــــــــــام ابراهيم الزغلامي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux

الهجرة السريّة أمام السّياسة و القانون و الضّمير


بقلم :د.أحمد القديدي* مرّت البشرية بعصور إنسان الكهوف و إنسان القبائل و إنسان المدن و يقول علماء الجنس البشري أننا نمرّ منذ نشأة الحداثة بعصر الهجرات ( باللاتيني: هومو دياسبوريس ) وهو عصر تميز بالمرور من هجرات الأفراد إلى هجرات العائلات إلى هجرات القبائل إلى أن وصلنا اليوم إلى هجرات الشعوب. و تبقى معضلة العلاقات الدولية في عصرنا الحاضر هي الهجرة السرية أو الهجرة غير القانونية أي تلك التي تفرضها الطبيعة بقسوة المناخ وإنحباس المطر و إنتشار المجاعة أو تلك التي تصنعها الحروب أو الأخرى التي تشجعها العولمة بنشر الصور النمطية عن المجتمعات الغنية عبر الفضائيات لتقدم للشباب المحروم أمل الوصول إلى الفردوس قاطعا البر و البحر و مجازفا بحياته من أجل حلم مستحيل.     كان هذا هو محور مؤتمر عربي- أوروبي نظمته في مدينة لاهاي الهولندية يومي 1 و 2 ماي الجاري مؤسسة المنتدى العربي في هولندة التي يرأسها بنجاح و فاعلية المثقف العربي د. خالد شوكات. و شاركت في هذا المؤتمر مع نخبة متميزة من الخبراء والناشطين الحقوقيين و رؤساء الجمعيات الأوروبية المهتمة بهذا الشأن. و كانت محاور البحث والنقاش كالتالي: السياسة الأوروبية إزاء الهجرة السرية بين المعالجتين الأمنية و التنموية و أسباب الهجرة السرية من الضفة الجنوبية إلى الضفة الشمالية للبحر المتوسط و عمل منظمات حقوق الإنسان في هذا المجال و دور منظمات المهاجرين في مقاومة هذه الظاهرة و كيف تتعامل وسائل الإعلام الأوروبية و العربية مع الهجرة السرية ثم الحلول المقترحة لمعالجة هذه المعضلة.                                                                              و تناقشنا لمدة يومين حول البحوث الجيدة المقدمة لننتهي تقريبا إلى تشخيص موضوعي أمين لهذه المشكلة يمكن إيجازه في العناصر و الأفكار التالية :                               إفلاس مبدإ و مسيرة التعاون الدولي شمال- جنوب الذي تحول من فكرة تنمية البلدان الفقيرة إلى فكرة مواصلة إستغلالها و نهب ثرواتها و تهجير سواعدها و عقولها أي مرت مسيرة التعاون من مرحلة إستعمار إداري و عسكري مباشر إلى مرحلة إستعمار إقتصادي و ثقافي خفي. و مع تفقير الشعوب الفقيرة وإثراء الشعوب الثرية تحول طموح جزء من شباب الجنوب من إرادة الحياة في أوطانهم إلى هوس الهروب منها إلى الشمال. و لا حل لملف الهجرة السرية إلا من نفس طينة السبب أي إبتكار مناهج تنموية عادلة لتوفير الأمل في الشغل للشباب خريج المدارس و الجامعات لإيقاف سيل قوارب الموت.                      إستفحلت ظاهرة تجريم الهجرة غير القانونية في القوانين الأوروبية لا كحل للمعضلة بل كطريقة سهلة و شعبوية لجلب أصوات الناخبين مما جعل الأحزاب اليمينية المتطرفة تبلغ في الدول الأوروبية معدل 16% من مجموع الجماهير الناخبة و تسن قوانين تكرس المعالجة الأمنية فقط و تساهم في خلق مناخات من كراهية العربي و المسلم و العمل على ملاحقته و طرده بكل الوسائل القمعية بتشييد الجدران و كهربة الأسلاك الشائكة و تحويل أوروبا إلى قلعة حصينة و تكثيف آليات الإعتقال الإداري الخارج عن القضاء.              وسائل الإعلام الأورو- متوسطية مدعوة إلى إتباع طرق أخلاقية و واقعية لنقل حقيقة الهجرة الصعبة لأن تغطية مظاهر العيش في الغرب مغشوشة و تقود إلى تغذية الأوهام عن الجنة الموعودة.                                                                                   إن الدول الغربية مطالبة بإحترام المواثيق و المعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان والتعاطي بوعي أخلاقي و ترفع حضاري مع ملف الهجرة لضمان كرامة المهاجر بتوفير السكن و التعليم و العلاج والتأهيل المهني له و لأولاده. كما إنها مدعوة بالتنسيق مع دول الجنوب إلى مقاومة عصابات التهجير والتهريب و عدم الخلط بينها و بين المهاجرين لأن هؤلاء هم الضحايا و أولئك المتاجرون هم المجرمون.                                          هذه بعض الخلاصات التي إنتهى إليها بيان (لاهاي) الصادر عن المؤتمر و بقي أن تعي الحكومات و المنظمات المدنية شمالا و جنوبا و المؤسسات الأممية و الدولية إلى هذا الخطر المحدق لا فقط بشباب الجنوب المهاجرين بل بأمن البحر الأبيض المتوسط و بالثقة الضرورية بين الشمال و الجنوب و بالتعاون الشامل بين ضفتي البحر.                       *رئيس الأكاديمية الأوروبية للعلاقات الدولية بباريس   (المصدر: صحيفة  » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 137 بتاريخ 14 ماي 2010) 


حمام سوسة هل تصبح فتياتنا منتوجا سياحيا قابلا للترويج

 


نشر ت بعض المواقع  منذ مدة مقالا للأخ رامي جغام تطرق فيه إلى شطاط  بعض المستثمرين و سعيهم المحموم لتكديس الثروة و المال على حساب المبادئ و الأخلاق و المصلحة العامة للوطن و قد استشهد في هذا المجال بما يحصل بمقهى  » أربسك القنطاوي  » بالمنطقة السياحي حمام سوسة من تجاوزات لو قدرت حق قدرها لجاز لنا القول أنها قادرة على تقويض أمن البلاد و استقرارها و تماسكها الاجتماعي …كما قرأت في نفس الموقع ردا للأخ رياض الحوار حاول فيه التقليل من قيمة الموضوع معتبرا أن المقال استهدافا للمقهى و صاحبه باعتبار أن الظاهرة ( الدعارة و المخدرات ) هي ظاهرة تسحب على كل الفضاءات الترفيهية بالمنطقة السياحية و اعتبر أن التخصيص هو ضرب من التجني المراد به الاستهداف الذاتي لا الحل الموضوعي للظاهرة …و قد فرضت علي الضرورة المهنية أن أزور هذا الفضاء الترفيهي في عديد المناسبات و في أوقات مختلفة بمفردي و مصاحبا لعديد الأصدقاء و الزملاء ، و قد شدني فعلا لفخامته المتطورة و المحافظة على الأصول الحضارية و التاريخية للمنطقة و هي معادلة استحال على البعض تحقيقها . و قد كنت خلال ترددي على هذا المكان مهوسا بما قرأته مدققا النظر في التفاصيل راصدا بعيون مفتوحة ما يجري فيه فلم ألاحظ ما يمكن اعتباره تجاوزا للأمن أو الأخلاق و القانون …حتى زرته منتصف ليلة السبت الفارط حيث جلست بالطابق السفلي  » المقهى العتيق  » فأصابتني الدهشة و ملكني الذهول لما شاهدت و ما رأيت حيث وجدت نفسي في فضاء آلفت رأيته في بعض أفلام السينما الهوليودية و الإيطالية .عراء متعمد و فاضح … أوضاع مخزية … همس و لمس … حركات و تعبيرات إغرائية … ضحكات مركبة و مصطنعة … قبل و عناق و تمسيد على الجسد … صورة شوشت تفكيري ، مشهد يلغي العقل و أحكامه و يفسح المجال واسعا و يطلق العنان للغرائز و الشهوات أصابني الذهول و لم أعد إلى إدراكي إلا و النادلة تقول  سيدي…طلبت و مرافقي ما تقدر جيوبنا المفرغة على خلاص ثمنه و سحبت سيجارتي من علبتها و قد خجلت من وضعها على الطاولة و عدت أرصد المشهد . إشارات و حركات بمكونات الرأس و اليدين … غمز و ابتسامات ، كلها رموز لطلبات ممنوعة … تأتي النادلة بالشيشة فيضع الحريف بخفة شيئا ما في جيبها فتعود لحملها لتعيدها مجددا لنفس الحريف بعد إجراء تعديل على تركيبتها … و يتكرر ذلك مع هذا الحريف و ذاك . أنذر إلى الفتيات فلا تشفع لهن ثقافتي التقدمية في تبرير وضعيتهن … تقف الفتاة منهن في حركة إغرائية لتوهم الحضور بالمغادرة و تنصرف ليتبعها مرافقها فيغيبا برهة من الزمن و يعودا لنفس المكان … و يتكرر المشهد مع كل الحرفاء   تقريبا سائني ما رأيت و صدمني ما سمعت و لاحظت فأحسست بوجع في رأسي لم يحدث نتيجة الإرهاق أو التعب بل لعله من أثر الصدمة و نتيجة لرائحة  » الشيشة المشبوهة  » . نظرت إلى رفيقي و سألته عن صمته فقال بحسرة شديدة _  » غريب و حرام  » أنحن في باريس أو ميامي أم في حمام سوسة و حرام أن تتحول نساؤنا إلى منتوج سياحي قابل للترويج . لماذا نضع فتياتنا بين أحضان هؤلاء الجزائريين و الليبيين و ندفع بهم إلى تلك الشقق المفروشة التي أعدها صاحب المقهى لذلك و لماذا ننزع نحن الرجال عن أنفسنا ثوب العروبة و الشهامة فلا ننتصر لشرف هؤلاء البنات أوليس شرفهم من شرفنا … مسكته من يده بقوة و أمرته بالخروج و المغادرة و عند الباب وجدنا صاحب المقهى يتحدث بكل أريحية إلى دورية الأمن و عون الحراسة يمسك بيمناه بعض المشروبات و بيسراه بعض المأكولات ليقدمها بالمجان إلى أعوان الدورية … سحبت رفيقي من يده حتى لا يعلق على المشهد و رحنا نتمشى قليلا فقال لي _ حاميها حراميها فقاطعته قائلا _ قد يكون ذلك المشهد سلوكا فرديا و غير مسؤول لكن السؤال الأهم أين فرقة الإرشاد و العدلية الذين يقتفون آثارنا ليلا نهارا و يتصنطون على هواتفنا و يقرؤون بريدنا بدون إذن منا و لا تفوتهم عنا شاردة و لا واردة أتظنهم خفي عنهم هذا و سرت و رفيقي راجلين نناقش أسباب هذه الظاهرة و هذا التسيب و كيفية إيجاد الحلول لمعالجتهما . و في الغد دفعني فضولي الصحفي للعودة للمكان نفسه و محاولة الحديث مع الناس عنه ، فيا هول ما سمعت ، المقهى و صاحبه و حرفائه إناثا و ذكورا و عماله مكونات لسوق حقيقية ، سوق للدعارة و تجارة الجسد . سألت عن الرقابة و المسؤولين فلم أجد إلا الهروب من الإجابة أو الإستهزاء من السؤال نفسه … كلهم شركاء رؤساء الفرق و المراكز و رئيس المنطقة ذاته و المعتمد و المسؤولين الحزبيين كلهم حرفاء مبجلون في هذا الفضاء . تصلهم العطايا و الهدايا و المساعدات في كل المواسم و الأعياد و كلما دعت الحاجة إلى ذلك … كلهم على علم بما يحصل و كلهم لوثوا جيوبهم و أمعائهم و مكاتبهم و منازلهم بعطايا صاحب المقهى … كلهم أصبحوا في وضعية غير مريحة تجعلهم عاجزين عن التدخل . تجاوزت حزام المقهى و تحدثت إلى بعض الحرفاء من أشقائنا الجزائريين و الليبيين فأفادوني أن المقهى و حريفاته و خدماته في بلدانهم أشهر من نار على علم بل إنه أشهر من بعض المعالم التاريخية و الحضارية المعروفة في بلادنا  . هكذا تتضح الصورة و يتجلى المشهد بكل جزئياته فيصبح التخصيص لا ضربا من ضروب الاستهداف و إنما ضرورة منهجية الهدف منها استعجال الحل و محاصرة الظاهرة و بالتالي فإن إلحاحية التمشي  الأمني المراد بها لا حل قضية الدعارة أو المخدرات و إنما إيقاف انتشارها من المركز ( مقهى الأربسك ) إلى المحيط ( الفضاءات السياحية الأخرى ) مهمة تبدوا مستحيلة في اللحظة الراهنة لما تأكد و يروج من أخبار حول علاقة المذنب بالمسؤول و إلا كيف يفهم ما لاقته قضية السبعة فتيات اللواتي أتهمن بالمراودة أمام إحدى المقاهي بالمنار من اهتمام إعلامي واسع ( الصباح الشروق و الصريح ) ومن تفاعل سياسي متميز في أعلى مستويات على صغر حجم و تداعيات الموضوع و ما يصحب مل يجري في هذا المقهى من تعتيم إعلامي واضح و لامبالات سياسية و أمنية مفضوحة الناصر حي الزهور سوسة                            


عبد السلام الككلي- يحيى بعيش للفاضل الجعايبي- قليل من الإعجاب و كثير من خيبة الانتظار

 


بقلم عبد السلام الككلي كنت أشاهد العرض دون أن اسمح لنفسي بإطلاق أي حكم أولي..كنت أنتظر نهايته حتى تكتمل الصورة في ذهني..وانتهى العرض بمثل ما ابتدأ به أي بأغنية عيد الميلاد التي ربما توحي بعيد الميلاد العاشر لرجل مات لكنه ظل حيا, رجل ممحون بعيد ميلاده الذي جعل منه عيدا وطنيا, تبدأ المسرحية مع موعد شريط الأنباء إلا دقيقتين وتنتهي في نفس اللحظة أي مع السابعة مساء و ثمان وخمسين دقيقة أي ربما وببساطة مع الفقرة المعروفة بتوجيهات الرئيس وهي بذلك تحدد مرجعية صريحة لشخصيتها الرئيسة وهي الرئيس بورقيبة بلا شك بكل ما يوحي به الوقت والاحتفال من تأبد لحظة النرجسية وجنون العظمة والتأليه وعبادة الشخصية كلحظة دائرة على نفسها أو كقدر أحمق لا نفارقه إلا لنستعيده..انتابني في آخر العرض ذلك الإحساس المقيت الذي حاصرني منذ بدايته, انه خليط من الإعجاب وخيبة الأمل أو قل خيبة الانتظار..وهو إحساس قد لا يكون سببه مسرحية » يحيى يعيش » ذاتها بل قد يكون نابعا من تأثير الأقلام المنفعلة التي بالغت أيما مبالغة في تعظيم العمل المسرحي متحدثة عن « هزة متعة فنية » بلا تبرير وربما بموجب وبلا موجب بورقيبة وفخ المرجعية تشير المسرحية في نوع من الإطناب إلى مرجعيتها التاريخية سواء في راهنها أو في تاريخية أحداثها وشخوصها فنحن مع رئيس مخلوع حكم عليه أولا بنوع من الإقامة الجبرية وهو الرئيس الذي يحاسب في المسرحية على أفعال محددة بدقة لا تترك أي مجال للشك في طابعها » التاريخي » مثل الإشارة الصريحة التي تتحول إلى نوع من الميثاق البيوغرافي إلى أحداث الخميس الأسود ومسؤولية المخلوع عنها وكثير من الإشارات الأخرى. غير أن المسرحية لسبب غير واضح تماما من الناحية الفنية لا تلتزم بالاختيار الذي قامت به فتدخل كثيرا من العناصر التي من الصعب أن تكون منسجمة بعضها مع بعض مثل تسليم المخلوع جواز سفر لمغادرة البلاد بشكل قانوني،محاولته الهروب باجتياز الحدود خلسة أثناء إقامته الجبرية، احتراق مكتبته، الطابع الديني الذي أعطي دون أي مبرر مقنع لشخصية لم تفلح المسرحية في جعل المتفرج يتعاطف معها فسقطت في فخ استثارة العاطفة الدينية. وقد تكون أكثر المواضع اضطرابا في المسرحية مسالة احتراق المكتبة وما تبعها من أحداث. تتأثر المسرحية هنا بلا شك بمشاهد مبعثرة لحرائق مكتبات لا احد يدري إن كانت نتيجة عمل مدبر خارجي أو محاولة انتحار لعل آخرها حريق إبلا الشهير. ولا تجيبنا المسرحية عن هذا اللغز . وما كان لها أن تجيبنا لأنها لو فعلت لسقطت في نوع من الاضطراب الذي لا مخرج منه فإما أن يكون إشعال النار محاولة انتحار وهو أمر غير مقبول من شخصية مؤمنة بالله وببراءتها التي تعلنها في كل حين أو أن يكون من تدبير السلطة ذاتها وفي هذه الحالة يكون التحقيق الذي اجري غير مبرر لا من طريق الضرورة ولا حتى الرجحان، والحقيقة أن التحقيق الذي خضع له المخلوع في المصحة لا في مخافر الشرطة ومن قبل الأطباء لا من قبل البوليس هو اقرب أيضا لإعادة استعمال لبقايا ذكريات الممارسات المعروفة إبان الحقبة السوفيتية في كامل أنظمة المعسكر الشرقي حيث كان المعارضون السياسيون يلقى بهم في المصحات العقلية ولا تنسجم أبدا مع الصورة المتساهلة نسبيا التي أعطيت للنظام الصاعد عقب الانقلاب والذي مكن المخلوع من جواز سفره أولا ثم تراجع عن السماح له بمغادرة البلاد دون موجب ظاهر. ومن الواضح جدا ودون البحث عن تبرير كاف لوضع الرئيس المنقلب عليه في المصحة فان المسرحية اختارت هذا الإطار لأنه منغلق ومنفتح وهو ما مكنها من أن تضع المسؤول السياسي في مواجهة شرائح مختلفة عمال وأطباء ورجال أعمال سابقين مجانين أو اتهموا بالجنون بل مكنها من أن تفرض عليه أن يكون في مواجهة منتقديه الذين تضع المسرحية على أفواههم أحيانا خطابات مباشرة في شكل سباب فج تختار له الفرنسية كوعاء لغوي ربما للتقليل من فجاجته ( للسباب بالفرنسية قيمة نفسية و رمزية خاصة في هذه المسرحية ) لقد أرادت المسرحية أن تعطي لنفسها نوعا من المرجعية التاريخية ولكنها اختارت في ذات اللحظة أن تخرج من هذه المرجعية فرسمت شتاتا من شخصيات فيها بعض من بورقيبة وبعض من كل الوزراء الذين طوردوا عقب إقالتهم( محمد المزالي مثلا وأفراد عائلته مع الأحداث السياسية المعروفة) بل الأغرب من ذلك أن فيها بعضا من شخصية المعارض الإسلامي القريب جدا من ملامح الصادق شورو بثقافته العربية الإسلامية مع العلم أن النصوص ذات النغمة التراثية المعروضة قابلة لتأويلات لا متناهية ولكن يبقى كل ذلك داخل إطار مرجعية إسلامية وفق اللغة القديمة التعبدية التي لا تنسجم في نظرنا إلا مع المعارضات الإسلامية ذات المنزع السلفي :  » « اللهم انصرني على من ظلمني حتى تريني ثأري فيه، انك تمهل ولا تهمل  » وهي الجملة التي تكررت في المسرحية مع التأكيد على أن المخلوع كان يقضي وقته- وهو في نوع من الحبس الانفرادي- في قراءة القرآن والصلاة والدعاء ( نقل عن الصادق شورو وهو في حبسه شيء قريب جدا من هذه الصورة)..فتخلق المسرحية بذلك نوعا من فوضى الشخصية المبعثرة العناصر بين الحاكم المستبد والمعارض الإسلامي الضحية وذلك لمقاصد غير مفهومة وغير مبررة بالمرة هل تكون يحيى يعيش التجأت إلى نوع من طمس ملامح الشخصية المحورية حتى لا تكون شخصا تاريخيا بعينه..فكأن ذلك الرجل هو كل رجال السياسة و لا احد منهم..هو فقط سياسي.؟.لقد تجرأت المسرحية على طرح قضايا مهمة لكنها كانت محرجة في نظرنا امام التصريح بسيرة رجل ما..وبقيت مضطربة بين احداث الوهم المرجعي والايهام بالخلق على غير مثال..فكلما كاد المتفرج يجزم بانه امام ذاك الرجل إلا اعترضته إشارة ما جعلته يتراجع عن الجزم بأي شيء . وفي المحصلة لقد اتسمت المسرحية بكثير من العفوية التي لا ندري إذا كانت مقصودة أو من تبعات خطاب سياسي قدّ على عجل ولمناسبة بعينها أي الذكرى العاشرة لوفاة بورقيبة فسقطت في فخ المرجعية التي اختارتها وما كانت وفية لها ولا لغيرها . في الأخير يسأل المشاهد نفسه عن معنى العمل الفني والفرق بينه وبين الخطاب السياسي..قد يلتقي التاريخ والفن فيشكلان إبداعا يحقق المتعة و يدعو إلى التفكير..وهنا يكتسب العمل ا قيمة مزدوجة هي تلك التي يجتمع فيها الجمال بالفكر والحس بالعقل..وقد يخلص العمل الفني لنفسه فيكون خيالا محضا لا يبحث الا عن تناسقه الداخلي وقيمته الجمالية..اما يحيى يعيش فتضمر فيها القيمة الجمالية والطرافة ويتضخم فيها النقد الذي يسقط في ذنب المباشرتية..ولعل السمة الوحيدة المميزة لها هو جراتها وصدقها ووفاؤها لمبدا ان المثقف لا يهادن الامير..اما من حيث شكلها فلم تكن ذاك العمل المبدع حقا..كان الديكور على بساطته مثقلا برموز استعملت بكثرة من قبل فاضل الجعايبي ( عشاق المقهى المهجور) او غيره، فاللونان الأسود والأبيض كانا طاغيين على الركح بما فيهما من تناقض هو التقابل بين الوسط والأطراف، بين الحياة والموت،بين الخير والشر وهو عالم جذري لا تقبل فيه الوساطة والاعتدال. فهل كان التصرف فيه محكما؟ ..الم تكن الأوضاع المرسومة بالتباسها وبطابع الشك الموجود فيها  » مسؤول غير مذنب » تستدعي ألوانا وسطية غائمة تعبيرا عن غموضها بتجسيد فوضى الألوان بدل انتظامها في ضدين متقابلين أو بتصوير النظام في فوضويته ورماديته ومراوغته وعدم تجسيده فقط بالتقابل الضدي ؟ . ولكن رغم ذلك فلهذه المسرحية فضل هتك المحظور وخاصة فتح باب الحديث صريحا عنيفا لا التواء فيه عن الحاضر بمآزقه ومعضلاته وهو حديث أصبح شبه مستحيل في بلد يكاد يمنع فيه التفكير والكلام اذا ما هجر لغة الرمز والاستعارة وتبنى لغة من درجة أولى في شكل صرخة إدانة مؤلمة في وجه الاستبداد . عبد السلام الككلي المصدر  :  منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية  » الرابط  : http://fr.groups. yahoo.com/ group/democratie _s_p  

إ

سرائيل دولة جاهزة للانتحار


منى جعبوب في الثقافة الإنسانية العامة نجد أن الإنسان وقف حائرا في مشاعره إزاء المنتحرين بين شفقة واحتقار،كما وقع أيضا في حيرة في وصف المنتحرين بالجبن؟أم بالشجاعة؟ بالبؤس؟ أم بالجرأة؟ بالروعة؟ أم بالبشاعة؟ فظاهرة الانتحار ظاهرة إنسانية رافقت التاريخ البشري، ولا أعلم حقيقةً متى سجلت الإنسانية أول حادثة انتحار كما أني لا أعلم إن كان في عالم المخلوقات الأخرى منتحرون أم لا، عموما فإن الانتحار بالنسبة لي عالم خاص بالبشر، بل وكلما تطور هذا الكائن البشري وتقدم وترقى علميا كلما شاع إقدامه على الانتحار وكلما كان قرار الانتحار قرارا مدروسا لديه مسبقا، ولا نستبعد أن يستخرج الإنسان في يوم من الأيام وثيقة انتحاره وأن تخصص الحكومات مؤسسات وقوانين تنظم ذلك حتى لا يؤثر ذلك على الاقتصاد العالمي، وحتى ربما تحصل ضريبة تضاف للدخل القومي. عندما كنت أقرأ عن حكماء صهيون وعن المشروع الصهيوني وطموحات دولة إسرائيل، كنت أبلغ من الإعجاب بهم أشده، فلا تناقض بين الإعجاب والعداوة فقد تعجب بعدوك، حتى وإن فُقد الاحترام بين الطرفين واحتدمت العداوات. ولكن بعد كل تلك السنوات من التقدم الصهيوني والتخلف العربي، والتحالف العالمي للصالح الصهيوني والتشتت والتشرذم العربي، ماذا حققت إسرائيل؟، لا شيء، قطعة جغرافية لا تمثل عشر طموحات حكماء صهيون. دعونا نعود للمشروع اليهودي الصهيوني لحكماء صهيون وللمشروع العربي الاسلامي للنبي محمد (ص) وصحبه، الذين سنسميهم حكماء العرب. أطلق النبي محمد (ص) دعوته الاسلامية وبعد 13 عاما فقط استطاع أن يقيم دولة اسلامية في المدينة المنورة المعروفة بيثرب قبل قدوم النبي محمد (ص) اليها. أطلق الصحافي اليهودي الهنغاري ثيودرو هرتزل لعام 1896م دعوته لاقامة وطن قومي لليهود وفي عام 1948م أي بعد 52 سنة استطاع اليهود اعلان قيام دولة يهودية في فلسطين المحتلة. بعد 13 سنة من الهجرة أي من الاعلان عن الدولة العربية الاسلامية استطاع العرب الاستيلاء على شمال وشرق فلسطين وذلك في عام634م، وبعد عامين فقط من دخول فلسطين استطاع العرب فتح سورية (15هـ- 636م). وبعد 20 عاما تقريبا من الاعلان عن دولة اسرائيل أي في عام 1968م استطاع الصهاينة احتلال القدس ومرتفعات الجولان وسيناء. بعد 6 سنوات تقريبا من سيطرة العرب على سورية، دخل العرب مصر سنة 21هـ، ثم انطلقوا لأفريقيا وأوروبا وكانت لهم حضارة عالمية. بعد 6 سنوات تقريبا من احتلال اسرائيل لسيناء استطاع المصريون بتعاون وتنسيق عربي تحرير سيناء، وعبور خط بارليف في حرب اكتوبر/ تشرين الاول 1973م. منذ انطلاق المشروع الصهيوني وإلى الآن لا زال الصهاينة عاجزين عن احتلال كامل فلسطين ناهيكم عن إقامة دولة من البحر للنهر كم خطط يوما حكماء صهيون. ومن احتلال بغداد الأول 1258م إلى احتلال بغداد الثاني 2003، ورغم كل التخلف والضعف والتشرذم الذي عليه العرب لا زالوا يسيطرون على ما نسبته حوالى 10′ من مساحة العالم، ولا زالوا قادرين على توجيه ضربات موجعه لمحتليهم حتى وهم محرومون من ابسط الحقوق ومقومات التطور. و بعد أكثر من مئة عام على المشروع الصهيوني لا زال الصهاينة عاجزين عن السيطرة المطلقة على كامل فلسطين، وفي نفس المدة الزمنية فقط استطاع العرب دخول أوروبا وإقامة دولة الأندلس. أفليس على حكماء صهيون المراجعة العاجلة لبروتوكولاتهم، واغتنام فرصة السلام العادل والشامل فالواقع يقول إن إسرائيل لم تحقق شيئا سوى أنها أصبحت دولة جاهزة للانتحار، فإذا كانت إسرائيل تفخر بكونها تملك مفاعلات نووية، فعليها أن تسأل نفسها ضد من ستستخدم؟ وفي أي مكان؟ بالطبع إسرائيل تستعد للحظة الانتحار فلو أقدمت على تفجير قنابلها الذرية هي بلا شك منتحرة فالحيز الجغرافي واحد والفاجعة ستلحق بالجميع. فعلا الفكرة مرعبة دولة رغم كل الضعف الذي عليه عدوها تعلم أنها بلا مجال للشك مرعوبة، وإبداع عقلها يأتي من خلال استعدادها وجهوزيتها المطلقة للانتحار. بات أمام إسرائيل خياران لا ثالث لهما: اما أن تستمر في استعدادها للانتحار وإما أن تمد يدها لسلام شامل وعادل يحصل فيه كل ذي حق على حقه، وتضمن للاجيال القادمة حياة بسلام، فلقد أثبتت الأيام أن العرب وفي قمة ضعفهم كانوا صخرة صلبة حطمت طموحات حكماء صهيون فكيف هم لو نهضوا ؟ والسلام فرصة ربما لن تتاح لأجيال إسرائيل مرة أخرى لو أهدرتها الآن. ‘ كاتبة وباحثة عمانية (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 ماي  2010)


الليبرالية أنبل ما في الثقافة السياسية البريطانية

 


مالك التريكي  من إيجابيات الانتخابات التي أدت قبل أيام إلى تشكيل أول حكومة ائتلافية في بريطانيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية أنها أطلعت الجمهور العربي، أو ذكّرته، أن هنالك في بريطانيا حزبا آخر غير الحزبين الكبيرين الشهيرين، المحافظين والعمال، هو الحزب الديمقراطي الليبرالي. وقد تصدر الحزب الديمقراطي الليبرالي عناوين الأنباء منذ بداية الحملة الانتخابية بفضل جودة أداء زعيمه الشاب نك كليغ في المناظرات التلفزيونية، ثم بفضل أن عدم حصول أي من الحزبين الكبيرين على أغلبية الأصوات قد أوجب إشراك الحزب الديمقراطي الليبرالي في أي ائتلاف حكومي. هذا الحزب الذي يجدر بعرب بريطانيا أن يواظبوا على التصويت له (ليس فقط بسبب اتزان سياسته الخارجية ومحدودية تأثره بالسرديات الصهيونية ومناهضته المشهودة للحرب على العراق، بل أساسا بسبب جمعه بين الليبرالية السياسية والمدنية وبين التقدمية الاجتماعية والاقتصادية) والذي لم أكن شخصيا أفهم منذ بداية التسعينيات كيف أن غالبيتهم كانوا يفضلون عليه الحزب العمالي، هو في الأساس سليل الحزب الليبرالي الذي ظل يهيمن، في احتكار ثنائي مع حزب المحافظين، على الحياة السياسية البريطانية طيلة حوالي قرنين ونصف، من عام 1679 حتى عام 1918. إلا أن الحزب الليبرالي فقد هذا الدور في أعقاب الحرب العالمية الأولى بسبب انقلاب موازين القوى الاجتماعية وصعود حزب العمال الذي أنشأته النقابات دفاعا عن مصالح الطبقة البروليتارية. وقد صار دور الحزب الليبرالي منذئذ هامشيا حتى اندماجه عام 1988 مع حزب صغير آخر هو الحزب الديمقراطي الاشتراكي (الذي أنشىء مطلع الثمانينيات نتيجة انشقاق عن حزب العمال). ومن هنا تغيير الاسم إلى ‘الديمقراطي الليبرالي’. أما التسمية الدارجة في معظم الصحافة العربية، أي حزب ‘الديمقراطيين الأحرار’، فليست دقيقة لا لغويا ولا إيديولوجيا. صحيح أن تعبير ‘الديمقراطيين الأحرار’ متداول ومألوف بسبب وجود حزب بهذا الاسم في ألمانيا منذ عام 1948. وصحيح أن هنالك أيضا، منذ بداية 2009، حزبا للديمقراطيين الأحرار في سويسرا (ولو أن تسميته الفرنسية هي الحزب الــراديكالي الديمقراطي، والإسم الإيطــالي هو الحزب الليبرالي الراديكالي). لكن رواج هذا الاسم في سياقات سياسية أوروبية لا يعني جواز تسمية الحزب الديمقراطي الليبرالي البريطاني بغير اسمه. ذلك أن للاسم دلالة إيديولوجية محددة ونسبا تاريخيا فارقا. ومما يزيد في توضيح هذا المعنى أن هنالك بالفعل منظمة سياسية بريطانية مستقلة (لا علاقة لها بأي من الأحزاب) اسمها بالضبط هو: منظمة ‘الديمقراطيين الأحرار’. وهي تناهض وجود الأحزاب أصلا (على أن لا يذهب الظن إلى أنها متأثرة في ذلك بـ’الكتاب الأخضر’. بل على العكس تماما: إذ إنها تستلهم الدستور السويسري… والإعلان العالمي لحقوق الإنسان) وترى أن الأسلم لحفظ الديمقراطية هو أن يترشح الساسة للبرلمان بصفتهم أفرادا مستقلين. كما أنها تسعى إلى تمكين المواطنين تمكينا مباشرا، أي إلى منحهم الدور الأكبر في إدارة الشأن العام السياسي والمدني. وهذا بالتحديد هو المقصود بالأحرار: أن يكون المواطنون أحرارا في اتخاذ القرار. أما الإيديولوجيا التي يمثلها الحزب الديمقراطي الليبرالي، فإنها مستمدة أساسا من الفلسفة السياسية الليبرالية التي لها في الجزر البريطانية تراث عريق (أكثر من ثلاثة قرون ونصف) والتي تمثل أنبل وأجمل ما هو دائم ومتصل، على طول عهود العصر الحديث، في جوهر الثقافة السياسية لدى الشعب البريطاني. وقد كان نك كلغ محقا في قوله إن ‘الليبرالية هي الخيط الرفيع الذي ينتظم جميع القيم التي اشتهرت بها بريطانيا’. ولهذا فإن المرجع الإيديولوجي الرسمي للحزب ليس نصا من الأدبيات الحزبية المعهودة، بل هو نص من أهم كلاسيكيات الفلسفة الليبرالية، أي كتاب جون ستوارت ميل الشهير ‘عن الحرية’. ومعروف أن الفيلسوف والسياسي الإنكليزي لم يكتف في هذا الكتاب بالمنافحة عن الحريات بإطلاق، أي عن الفرد ضد الدولة، بل إنه نافح أيضا عن حريات الأقلية ضد طغيان الأغلبية، حتى لو كان هذا الطغيان ‘ديمقراطيا’، أي نتيجة فوز انتخابي، وحتى لو كان هذا الطغيان ثقافيا، أي نتيجة أعراف اجتماعية وتقاليد رسمية في فهم التاريخ وتأويل النصوص. فهل هناك من شك في أن هذه القضية الجليلة الخطر إنما تقع اليوم في قلب الأزمة السياسية المستديمة في مختلف المجتمعات العربية؟ (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 ماي  2010)  

 

 

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.