السبت، 15 مارس 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2852 du 15.03.2008
 archives : www.tunisnews.net
 

 


حــرية و إنـصاف: اعتقال السجين السياسي السابق محمد البلعي الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: من يوقف تجاوزات … مراد العبيدي؟ اللقــــــاء الإصلاحي الديمقراطـي: تنــديد واستنكــار بيان توضيحي من جامعة أريانة  للحزب الديمقراطي التقدمي بيان اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي لجنة مساندة أهالي الحوض المنجمي بقفصة: قوات الأمن تطرد المعتصمين من مقرّ الاتحاد المحلي بالرديف لجنة دعم و مساندة و نصرة الشعب الفلسطيني : ( صوتك أمانة و تعاطفك واجب ) عريضة مقاطعة البضائع الدانمركية النهار الجديد: النمسا توفد مبعوثا عنها إلى باماكو والخاطفين يستقرون 150 كلم على كيدال النهار الجديد: « القاعدة » تطالب بالإفراج عن « البارا »، « مصعب » و »عبد الفتاح أبو بصير » النهار الجديد: « القاعدة » تهدد..النمسا ترفض.. والمخابرات الفرنسية تتدخل الحياة: التنظيم المغاربي اشترط لإطلاق الرهينتين الإفراج عن «البارا» وناشط تونسي … – النمسا تؤكد أنها «لن ترضخ» لمطالب «القاعدة» الجزيرة.نت: النمسا تفتح قناة اتصال بخاطفي اثنين من مواطنيها صـابر التونسي  :دعوة لإطلاق سراح المخطوفين عبدالباقي خليفة: نداء لاطلاق سراح الزوجين النمساويين رسالة من مجموعة من مرتادي جامع عقبة بن نافع بمدينة القيروان محمـد العـروسـي الهانـي:إرفعوا يا السادة الرقابة على الكلمة الحرة فقد طالت الأخضر واليابس قدس برس: تونس: مصادرة صحيفة بسبب خبر عن زيادة متوقعة في الأسعار الصباح: بين تونس ومرسيليا: – صدور أحكام في قضية تهريب حوالي طنين من مخدّر «الشيرة» الوطن: تحرير سعر « الخبزة » إشاعة أم حقيقة! الوطن: بطالة أصحاب الشهائد العليا  – 50% من التقنيين الساميين وحاملي الماجستير عاطلون عن العمل صحيفة « مواطنون »:بطاقة حمراء »تعديل » دُبّر بليل صحيفة « مواطنون »:هذه مشعوذة(الحلقة الرابعة) صحيفة « مواطنون »:تحت شعار  » الصحة للجميع « :مواطن مهدد بالشلل التام. الجزيرة.نت: جامعة الزيتونة التونسية تعقد ندوة علمية تنويرية عن علمائها محمد المزوغي: العقل في التاريخ.. منابع إسلاميات محمد أركون (1)


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين لا تزال معاناتهم وماساة عائلاتهم متواصلة بدون انقطاع منذ ما يقارب العقدين. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين اعتقلوا في العامين الماضيين ف رجا قريبا عاجلا- آمين  

21- رضا عيسى

22- الصادق العكاري

23- هشام بنور

24- منير غيث

25- بشير رمضان

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


 

العدد المحجوز من صحيفة الموقف السبوعية المعارضة (رقم 443 ليوم الجمعة 13 مارس 2008)

http://pdpinfo.org/PDF/443.pdf

 

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte_equite@yahoo.fr تونس في 15/03/2008

اعتقال السجين السياسي السابق محمد البلعي

 
أخبرتنا زوجة السجين السياسي السابق السيد محمد البلعي أن زوجها اعتقل منذ يوم الخميـس 13 مارس 2008 و أنها لم تعلم عنه شيئا إلى حدود كتابة هذا البيان علما بأن السيد محمد البلعي تلقى قبل ذلك استدعاء شفويا من فرقة الإرشاد بمنطقة الأمن بقرمبالية و منذ ذهابه إلى المنطقة المذكورة لم يرجع إلى البيت و أصبحت زوجته تخشى على حياته. و تجدر الإشارة إلى أن السجين السياسي السابق السيد محمد البلعي الذي قضى بمختلف السجون التونسية سبع سنوات و نصف من أجل الانتماء إلى حركة النهضة هو أصيل مدينة منزل بوزلفة و أنه بعد خروجه من السجن استطاع إنجاح مشروعه الفلاحي الشيء الذي جعله محل مضايقات عديدة من قبل الأطراف التي تريد تأبيد أزمة المساجين السياسيين السابقين. و حرية و إنصاف: 1/ تدعو إلى إطلاق سراح السجين السياسي السابق السيد محمد البلعي فورا. 2/ تندد بأسلوب الاعتقالات التعسفية غير القانوني. 3/ تطالب بإنهاء معاناة المساجين السياسيين السابقين و ذلك بإطلاق سراح من تبقى منهم في السجون و تسوية ملفات المسرحين و وضع حد لكل الانتهاكات و المضايقات التي يتعرضون لها حاليا. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري

 “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr بنزرت في 15 مارس 2008

من يوقف تجاوزات … مراد العبيدي؟

 
أصبح عون البوليس السياسي بمدينة بنزرت مراد العبيدي مختصا في مضايقة السجناء المسرحين و عائلاتهم وآخرهم صبري الملياني شقيق السجين بلال الملياني (المحاكم بمقتضى قانون 10 ديسمبر 2003 لمكافحة الإرهاب ) الذي تعرض للإيقاف لمدة تفوق 3 ساعات دون موجب مما فوت عليه مواعيده الدراسية يوم 11 مارس 2008 ، و الجمعية إذ تلفت الانتباه إلى ما يظهره بعض أعوان البوليس السياسي من حماس لافت في مضايقة النشطاء و المساجين المسرحين، فهي تدعو السلطات المعنية إلى فتح تحقيق في هذه التجاوزات الخطيرة و اتخاذ الإجراءات الضرورية بحقهم، كما تدعو كل الجمعيات و المنظمات المستقلة إلى التشهير بهم و الدعوة لمحاكمتهم. عن فــــرع بنزرت طارق السوسي
 

اللقــــــاء الإصلاحي الديمقراطـي www.liqaa.net  بسم الله الرحمان الرحيم   تنــديد واستنكــار
قام متطرفون يتبعون ما يعرف إعلاميا بتنظيم القاعدة بالإقدام على خطف سائحين نمساويين إثر تواجدهما بالتراب التونسي، وإذ يعبر اللقاء الإصلاحي الديمقراطي عن بالغ انشغاله حول هذه الحادثة الأليمة وتطوراتها المستقبلية على صورة البلاد واستقرارها الداخلي، فإنه من موقع المسؤولية والمبدئية والتضامن الإنساني  يؤكد على ما يلي :    * تنديده واستنكاره الشديدان لهذا العمل المشين واعتباره شكلا إرهابيا لا يلتقي مع روح الإسلام ومبادئه في احترام الذات الإنسانية واللقاء والتعارف بين الأفراد والشعوب والثقافات والأديان.    * يطالب الخاطفين بإطلاق سراح هذين البريئين في أقرب وقت.   * يدعو السلطة التونسية إلى الاعتبار من هذه الحادثة الأليمة، التي نرجو أن لا تتطور إلى الأسوأ، بالإسراع إلى فتح الأبواب نحو تعددية سياسية حقيقية لا تقصي أحدا، وخاصة لتواجد أطراف سياسية ذات مرجعية إسلامية معتدلة تنبذ العنف وتطرح عملا مدنيا خالصا، حتى تساهم في تنمية البلاد وتساعد على ترشيد هذه الصحوة المتعاظمة، وحمايتها من منزلقات التطرف والمغالاة.   * يطلب من الجميع سلطة ومعارضة إلى عدم الاستهانة بما يحدث من تطرف في النسيج الوطني التونسي والدعوة إلى توحيد صفوفها وخطابها أمام هذا المنزلق الخطير على البلاد والعباد حيث لا يجب التلكؤ في مواجهته ثقافيا وتربويا وتعليميا وإعلاميا قبل فوات الأوان.   * يندد بمحاولة اختطاف الإسلام التي تقوم به جماعات ضالة، ويدعو إلى مزيد اليقظة وتكاتف جهود الجميع وفي كل المستويات لمواجهة هذا الورم السرطاني الخبيث.   باريس، الجمعة 14 مارس 2008 / 06 ربيع الأول 1429    عن اللقـــاء الإصلاحي الديمقراطي  د. خــالد الطــراولي


بيان توضيحي من جامعة أريانة  للحزب الديمقراطي التقدمي

تونس في 13مارس2008

 
في الوقت الذي كانوا يُعدون فيه لتحرك هام لمساندة الشعب الفلسطيني في غزة، فوجئ الكاتب العام لجامعة أريانة وعدد من أعضاء الهيئة، بصدور بيان  في الموضوع مُوقّّّع باسم جامعة أريانة للحزب الديمقراطي التقدمي  دون علم من الكاتب العام وبقية الأعضاء . وتبين اثر ذلك أن اجتماعا تضامنيا حول حصار غزة  تم عقده بالمقر دون تنسيق  مع الكاتب  العام للجامعة وبقية أعضاء الهيئة .  والمؤسف أن هذا التجاوز للهياكل والمؤسسات قد  زكاه بحضورهم، عدد من أعضاء المكتب السياسي وعلى رأسهم الأخت  الأمينة العامة للحزب،  في حركة تبعث على التساؤل  حول طبيعة ذلك الحضور دون التساؤل عن سبب تغييب  القسم الأكبر من أعضاء الجامعة وكاتبها العام،  وكأنهم  ليسوا أعضاء كاملي الحقوق في الحزب  أو غير معنيين بالتحرك ولا بالقضية …  وإزاء هذا الخرق التنظيمي المتكرر والمقصود، ولأن الموضوع تجاوز الأطر التنظيمية إلى تنظيم اجتماعات عمومية وإصدار بيانات باسم الجامعة في وسائل الإعلام، فإن الكاتب العام للجامعة وغالبية الأعضاء يهمهم توضيح ما سبق وإعلان ما يلي: ـ التعبير عن امتعاضهم من  هذا السلوك الخطير وما يؤشر له من تسيّب وتشريع لتجاوز المؤسسات والتراتيب التنظيمية، رغم ما وقع التنبيه له في السابق من تجاوز  مماثل،   دون أن يعتذر المعنيون ويعودوا إلى التراتيب النظامية أو أن تتخذ في شانهم الإجراءات اللازمة . ـ التنبيه إلى خطورة مثل هذه الممارسات على وحدة الحزب وسلامة مساره. ـ التمسك بالهياكل وعمل المؤسسات الحزبية وجميع الاجراءات النظامية المسيّرة لأعمال الجامعة وعدم تحمل مسؤولية  أي تجاوزات مخلة . ـ الرفض القطعي لإقحام المزايدة على قضية فلسطين المركزية في ما  يمارس من تصفية حسابات تنظيمية وحزبية .    عبد العزيز التميمي ـ الكاتب العام لجامعة أريانة  أنيس الرزقي ـ أمين المال. علي الجوهري ـ  مسؤول المكتب الثقافي الهادي منصر ـ   المكلف بالإعلام

بيان اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي

تونس في 15 مارس 2008 تتواصل الاحتجاجات في منطقة الحوض ألمنجمي منذ أكثر من شهرين ، وقد اتسع نطاقها لتشمل جل المدن المنجمية . وان كان السبب المباشر للتحركات نتائج انتدابات شركة فسفاط  قفصة التي لاحظ المواطنون فيها غيابا للشفافية وتلاعبا بالنتائج وتغليبا للمحاباة والمحسوبية على حساب المؤهلات والحالات الاجتماعية الملحة ، فان الوضع الاجتماعي المتردي في المنطقة ، حيث تتفاقم البطالة وتغيب المشاريع التنموية والاستثمارات ويحتد الفقر وترتفع مخاطر التلوث زاد من واقع الاحتقان ودعم الشعور بالغبن ، فانطلقت المسيرات السلمية  والاعتصامات والتجمعات ونصبت الخيام في معتمديات الرديف والمتلوي وأم العرائس والمظيلة وذلك قصد لفت الانتباه  لتأزم الأوضاع. مقابل ذلك لم تظهر السلطة استعدادا للحوار مع المواطنين ولم تتخذ إجراءات عاجلة قصد حل المشاكل الملحة، حتى أن بعض قنوات الحوار التي فتحت والتي استبشر بها الأهالي لم تتواصل ، بل على العكس فان بوادر التأزم عادت من جديد أمام التواجد الأمني المكثف ومحاصرة المحتجين والمماطلة في إرجاع قنوات التفاوض. لذا فان نشطاء المجتمع المدني  الممضين أسفله ، ومن منطلق إيمانهم بشرعية مطالب أهالي الحوض المنجمي وضرورة الإسراع بإيجاد حلول عاجلة للمشاكل  الاجتماعية الملحة في المنطقة ، يعلنون عن  تكوين لجنة وطنية تهدف إلى: – مساندة تحركات المواطنين في مطالبهم المشروعة ، ومنها الحق في التنمية والشغل  والحياة الكريمة. –   التعريف بقضايا المنطقة لدى الرأي العام الوطني وذلك قصد رفع الحصار الإعلامي الذي يسعى لفرضه الإعلام الرسمي. – مطالبة السلطة -من منطلق مسؤولياتها- بالتحرك العاجل لحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية المطروحة بعيدا عن الردود الأمنية التي لن تزيد الوضع إلا تعقيدا.   الموقعون: – خديجة الشريف – أحلام بلحاج – بلقيس مشري – سعيدة قراش – خميس الشماري – عبد الجليل البدوي – الناصر العجيلي – محمد جمور- خليل الزاوية – محي الدين شربيب– رشيد الشملي –  سامي السويحلي – احمد القلعي – أنور القوصري – شكري بلعيد – ماهر حنين – محمد الخميلي – عبد الرحمان الهذيلي – مسعود الرمضاني. عن اللجنة مسعود الرمضاني  


لجنة مساندة أهالي الحوض المنجمي بقفصة

بلاغ إعلامي قوات الأمن تطرد المعتصمين من مقرّ الاتحاد المحلي بالرديف

 

 
قامت مجموعة من قوات الأمن بإخراج المعتصمين من مقر الاتحاد المحلي للشغل بالرديف مساء يوم الخميس 13 مارس الجاري تحت التهديد باستعمال القوّة. وتكرّر نفس المشهد يوم أمس لإجبارهم على رفع الخيمة التي نصبوها في بهو مقرّ الاتحاد، بعد أن بقي موصدا أمامهم، لمواصلة اعتصامهم. ويأتي هذا التصعيد الخطير تواصلا مع عودة التصلّب في تعامل السلطات مع مطالب أهالي الجهة وقطعها منذ بداية الأسبوع للمفاوضات التي كانت بدأتها مع لجنة التفاوض باسم عاطلي الرديف. كما يعني أيضا تنكرا من طرف السلطات للاتفاقات التي عقدتها مع اللجنة في نهاية الأسبوع الماضي والقاضية بتشغيل 46 مواطنا من أبناء ضحايا حوادث الشغل والأمراض المهنية بشركة فسفاط قفصة وتمكين أصحاب الشهائد من 4 شركات مناولة وتشغيل عدد هامّ من المعطّلين من حاملي الشهائد في الوظائف العموميّة. إنّ لجنة مساندة أهالي الحوض المنجمي بقفصة، إذ تجدّد تضامنها مع مطالبهم المشروعة تستنكر لجوء السلطات إلى استعمال الأساليب الأمنية كإجابة على تلك المطالب وتطالبها بـ: – إيقاف المضايقات والتهديدات المسلطة على مناضلي حركة المعطلين ورفع الحصار الأمني الذي تعيشه الرديف بصفة خاصة والحوض المنجمي بصفة عامة. – العودة بصفة جدية إلى طاولة المفاوضات وتقديم حلول حقيقية لآفة البطالة وتردّي الأوضاع الإجتماعية الذين تعاني منهما الجهة. كما تتوجه إلى كافة المناضلات والمناضلين النقابيين والسياسيين والجمعياتيين في تونس وفي الخارج إلى تقديم السند والدعم اللازمين لأهالي الحوض المنجمي من أجل حقهم في الشغل والكرامة. باريس، في 15 مارس 2008 لجنة مساندة أهالي الحوض المنجمي بقفصة


لجنة دعم و مساندة و نصرة الشعب الفلسطيني

( صوتك أمانة و تعاطفك واجب )

بعد الاعتداء الصهيوني الغاشم على قطاع غزة و ما انجر عنه من قتل للأطفال و النساء و الرضع و الشيوخ و تدمير للبنية التحتية و شن حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني الصامد من طرف الكيان الصهيوني الغاصب ، و قد فاقت بشاعة جرائم العدو جرائم النازيين في الحرب العالمية الثانية يتم ذلك كله في ظل صمت رسمي رهيب و تعتيم إعلامي كبير. في ظل هذا الاستهتار بأرواح الفلسطينيين و بمشاعر الأمة تتنزل مبادرتنا لتكوين لجنة لدعم و مساندة و نصرة الشعب الفلسطيني و ذلك: –         بالدعوة لمقاطعة البضائع الصهيونية و الأمريكية بكل الأشكال المتاحة. –         مراسلة كل هياكل المنتظم ألأممي و الأمين العام للأمم المتحدة و مجلس الأمن و الجمعية العامة و الاتحاد الأوربي و البرلمان الأوربي و محكمة العدل الدولية و محكمة جرائم الحرب و الجامعة العربية و منظمة المؤتمر الإسلامي و الاتحاد الإفريقي و دول جنوب شرق آسيا و رابطة دول جنوب أمريكا . –         العمل بكل طاقتنا لفضح هذه المجازر و التنديد بها إعلاميا من أجل كسر جدران التعتيم و استئصال حالة العزل التي تعيشها الأمة. –         طلب محاكمة مجرمي الحرب الصهاينة و من يقف وراءهم. –         الإمضاء على عريضة المساندة و الدعم و النصرة. منسقا اللجنة: زهير مخلوف        21.288.299               zouhairmakhlouf@yahoo.fr           عمر القرايدي       21.371.518                graidi_amor@yahoo.fr  
 الاسم و اللقب  الصفة  الهاتف أو البريد الالكتروني
1الأستاذ محمد النوري  رئيس حرية و إنصاف  22821225 2زهير مخلوف  ناشط حقوقي  zouhairmakhlouf@yahoo.fr 3عمر القرايدي  ناشط حقوقي  graidi_amor@yahoo.fr 4حمزة حمزة  ناشط حقوقي  map5a3@yahoo.fr 5فريد خدومة  شاعر و روائي  feridkhaddouma@yahoo.fr 6الأستاذ طارق النوري  محامي  nourtar@yahoo.fr 7قادري زروقي  مؤسس موقع و منتدى الحوار نت  info@alhiwar.net 8السيد المبروك  عضو بجامعة PDP نابل  mabrouk.saied@gmail.com 9فوزي قاره علي  سجين سياسي سابق   10سعيد الجازي  عضو بجامعة PDP نابل   11عبد الحميد العداسي  لاجىء سياسي الدانمرك  abouyimmk@yahoo.fr 12خميس الماجري  المشرف العام على موقع تونس المسلمة  mejrikhemis@yahoo.fr 13أنور مديمغ  اقتصادي – سويسرا  a.mdimagh@fluritreuhand.ch 14الحبيب اللوز  سجين سياسي سابق   15حمادي الجبالي  سجين سياسي سابق   16زياد الدولاتلي  سجين سياسي سابق   17محمد براهمي  سجين سياسي سابق   18عدنان بوزاية  تاجر  adnenbouzaya@yahoo.fr 19الحبيب لعماري  لاجىء سياسي و ناشط حقوقي  lamariha@googlemail.com 20يوسف النوري  ناشط حقوقي و سجين سياسي سابق   21زبير الشهودي  سجين سياسي سابق   22شكري الشلواطي  سجين سياسي سابق   23مراد النوري  صاحب مؤسسة   24الأستاذة هادية ليلى النوري  محامية   25ابراهيم نوار  سجين سياسي سابق   26فريد خدومة  شاعر و كاتب و سجين سياسي سابق   27معز الجماعي  ناشط حقوقي   28الأستاذ مصطفى صادق المنيف  محامي   29عبد الله الزواري  صحفي   30أحمد زكريا الماقوري  ناشط سياسي   31منصف بلهيبة  ناشط سياسي   32عمر راشد  سجين انترنت سابق   33حسين راشد  والد سجين سابق   34عبد الغفار بن قيزة  سجين أنترنت سابق   35محمد بن قيزة  والد سجين سابق   36عمار بو ملاسة  ناشط سياسي   37محمد فرج الله  سجين سياسي سابق   38فاروق النجار  ناشط حقوقي   39محمد القلوي  سجين سياسي سابق   40حليم شعبان  سجين سياسي سابق   41حمادي شلابية  سجين سياسي سابق   42محمد الحمروني  صحفي و ناشط حقوقي   43عبد الكريم الهاروني  الكاتب العام السابق UGTE   44الطاهر الحرزي  ناشط حقوقي   45حسين بن عمر  ناشط سياسي   46حسين الجلاصي  سجين سياسي سابق   47حسونة النايلي  سجين سياسي سابق   48إكرام بن حميدة  سجين سياسي سابق   49ماجدة المدب  ناشطة حقوقية   50عماد منصور  سجين سياسي سابق   51جلال بدر  ناشط سياسي    52خالد بوجمعة  ناشط حقوقي و سياسي   53نجيب الكريفي  سجين سياسي سابق   54محمد لطفي الرزقي  سجين سياسي سابق   55عبد اللطيف الطرابلسي  سجين سياسي سابق   56منذر لوصيف  سجين سياسي سابق   57علي النفاتي  سجين سياسي سابق   58رفيق بن قارة  سجين سياسي سابق   59محمد ساسي  سجين سياسي سابق   60نهى البوكادي  ناشطة حقوقية   61محمد محجوب  سجين سياسي سابق   62محمد مخلوف  سجين سياسي سابق   63مروان المؤدب  ناشط حقوقي   64محرز بن همام  ناشط سياسي   65عبد الملك الحاجي  ناشط حقوقي   66محسن الشمنقي  سجين سياسي سابق   67محمد بن رمضان  سجين سياسي سابق   68محمد شعبان  ناشط سياسي   69المولدي الغول  سجين سياسي سابق   70منصف بن سليمان  نقابي   71مراد اليعقوبي  ناشط سياسي ح د ت   72معز بن منى  ناشط سياسي ح د ت   73زينب الشبلي ( أم خالد )  ناشطة حقوقية   74جميلة عياد ( أم ماهر )  ناشطة حقوقية و أم شهيد و سجين   75فاطمة عوجي   زوجة سجين سياسي سابق   76فتحي الورغي  سجين سياسي سابق   77توفيق العسكري  سجين سياسي سابق   78الصادق العرفاوي  سجين سياسي سابق   79فتحي الماجري   سجين سياسي سابق   80محمد المنصف الطريقي  سجين سياسي سابق   81نسيبة القرايدي  تلميذة   82تيسير القرايدي  تلميذة   83الأستاذة إيمان الطريقي  محامية متمرنة   84محمد المنصف الورغي  مدرب و سجين سياسي سابق   85محمد الطاهر القرايدي  متقاعد   86عبد القادر الجرادي  سجين سياسي سابق  24.658.441 87إدريس الشهودي  ناشط سياسي  95.544.620 88أحمد العويلي  ناشط سياسي  24.261.937 89بشير الغريسي  ناشط سياسي  97.016.020 90محمد بوعلام  نقابي  95.628.946 91جمال بركات   ناشط سياسي  98.263.783 92محمد الصغير  سجين سياسي سابق  97.604.640 93فائزة الراهم   ناشطة سياسية  22.563.137 94الحبيب ستهم  ناشط سياسي   22.601.697 95فيصل بسيس  ناشط سياسي   96منير الجلاصي  ناشط سياسي   97محمد رمضان  ناشط سياسي   98رحاب بو جمعة  تلميذة   99سامية العلوش  ناشطة حقوقية   100محمد علي بن عيسى  ناشط حقوقي   101محمد الهادي بن سعيد  ناشط حقوقي   102عبد الجبار المداحي  ناشط سياسي و حقوقي   103إلياس منصر  ناشط سياسي   104أشرف بن سليمان  تلميذ   105ياسين البجاوي  ناشط سياسي   106فتحي بن بشير  ناشط سياسي   107حبيب حمدي  ناشط سياسي   108هشام البجاوي  ناشط سياسي   109لمية الدريدي  ناشطة سياسية   110خالد بوحاجب  ناشط سياسي   111بشير المناعي  ناشط سياسي   112نور الحق بن الشيخ  سجين رأي سابق   113علي الصنهاجي  ناشط سياسي   114بشير الجميلي  ناشط سياسي   115معز الغرسلي  ناشط سياسي   116محمد زياد بن سعيد   طالب إسلامي  Zaydoun2020@hotmail.com 117نزار بن حسين  ناشط سياسي   118نجم الدين الصنهاجي   ناشط سياسي   119شكري رجب  سجين سياسي سابق   120علي الوسلاتي  ناشط حقوقي   121حمادي الغربي  سجين سياسي سابق   122عثمان الجميلي  ناشط حقوقي و سياسي   123محمد الغربي  سجين سياسي سابق   124طارق السوسي  ناشط حقوقي و سياسي   125راشد ناصري  ناشط سياسي   126عبد الوهاب الكافي  سجين سياسي سابق   127محمود الدقي  دكتور كيمياء سجين سياسي سابق   128منجي بن صالح      129سعاد القوسامي  أستاذة و ناشطة حقوقية  oumsamed@yahoo.fr 130إسماعيل الكوت  أستاذ فلسفة  elkoutismail@yahoo.fr 131عامر عياد  إعلامي  Elhakika86@gmail.com 132عارف معالج   أستاذ تعليم عالي  Aref_maalej@voila.fr 133محمد هشام بوعتور  صيدلي/ فرع الرابطة – توزر  Bouattourmhichem@yahoo.fr 134منية القارصي  صيدلانية /فرع الرابطة – توزر   135الأستاذ مصطف صادق المنيف  محام   136جمال رحماني  طالب مرحلة ثالثة  21.564.390 137أسامة المبروك  تلميذ  Mabrouk.saied@gmail.com 138جهاد المبروك  تلميذة  Mabrouk.saied@gmail.com 139غفران المبروك  تلميذة  Mabrouk.saied@gmail.com 140سعاد الهداجي  ربة بيت  Mabrouk.saied@gmail.com 141شادي بوزيتة  تاجر  Mabrouk.saied@gmail.com 142عبد الكريم المثلوثي  ناشط سياسي  youmakarim@gmail.com 143التومي الحمروني  ناشط حقوقي  97.570.167 144توفيق الزايري  سجين سياسي سابق  24.076.480 145توفيق الشايب  سجين سياسي سابق  95.166.367 146محمد المغيربي  سجين سياسي سابق  22.585.414 147محمد رضوان الحاج  سجين سياسي سابق  21.174.436 148فريد التليلي  سجين سياسي سابق   149سمير ساسي  صحفي بجريدة الموقف   150الصادق الصاري  نقابي   151صابر الحمروني  سجين سياسي سابق   152رشدي بن حميدة  ناشط إسلامي   153رضا المغيربي  سجين سياسي سابق   154رمزي الخلصي  سجين سياسي سابق   155رفيق العايش  نقابي   156مراد البلدي  سجين سياسي سابق   157منصف الخلادي  سجين سياسي سابق   158محمد ساسي  سجين سياسي سابق   159أحمد الورغمي   لاجئ سياسي   160وليد البناني  نائب رئيس حركة النهضة  benwalid@voo.be 161لطفي عيسى  سجين سياسي سابق   162عبد الحميد عجاج  سجين سياسي سابق   163نعيم العابد  سجين سياسي سابق   164شكري المجدوب  سجين سياسي سابق   165توفيق عطية  سجين سياسي سابق   166راشد عيسى  سجين سياسي سابق   167هشام مشماش   سجين سياسي سابق   168صلاح بن عمر  سجين سياسي سابق   169حمادي عيسى  سجين سياسي سابق   170منذر بلحاج  سجين سياسي سابق   171لطفي ساسي  سجين سياسي سابق   172فرج قدارة  سجين سياسي سابق   173حسنى دقاز  مواطنة   174رندة عيسى  مواطنة   175آمال العوينتي  نقابية   176علاء العوينتي  مواطن   177السيدة الكوتي  والدة سجين   178أحمد ستهم  نقابي   179سامي المدب  سجين سياسي سابق   180آمال رحيم مخلوف  زوجة سجين سياسي سابق   181محمد بشير بوعلي  جامعي مغترب  Ezzahra7@yahoo.com 182وسام التستوري   ناشط سياسي    183عمار خليل  ناشط سياسي   184عادل غريب  ناشط سياسي   185منير الشرقي  سجين سياسي سابق   186الدكتور محمود الدقي  المدير السابق لمركز الكيمياء بالمعهد القومي للبحث العلمي و التقني   22.235.471 187كريم الصيفي  طالب   188سعاد خليل  ناشطة سياسية   189عبد اللطيف البعيلي  عضو الهيئة المديرة LTDH   190مهدي مبروك  أستاذ جامعي / عضو المكتب السياسي ح د ت   191محسن المزليني  صحفي   192محمد ياسين الجلاصي  طالب سجين سياسي سابق   193محمد الصحبي الخلفاوي  ناشط سياسي   194ندى بالي  طالبة / ناشطة سياسية   195عزة زايد  طالبة / ناشطة سياسية   196أيمن الساحلي  طالب/ ناشط سياسي   197محمد مرزوق  طالب/ ناشط سياسي   198ضو الصغير  طالب/ ناشط سياسي   199غازي بن علية  طالب/ ناشط سياسي   200سمر الذوادي  طالبة/ ناشطة سياسية   201فرح طالبي  طالبة/ ناشطة سياسية   202أنيس القاسمي  طالب/ ناشط سياسي   203محمد العماري  طالب/ ناشط سياسي   204محمد علي الطبقي  طالب/ ناشط سياسي   205مهدي الجويني  طالب/ ناشط سياسي   206عبير بن نية  طالبة/ ناشطة سياسية   207أنثى الجريبي  طالبة/ ناشطة سياسية   208نزار الحميدي  شاعر / ناشط سياسي   209كريم وناس  طالب/ ناشط سياسي   210خالد الهداجي  طالب/ ناشط سياسي   211أمامة الزايد  أستاذة معطلة عن العمل   212صالح العجيمي  ناشط سياسي   213صبري الزغيدي  ناشط سياسي   214شريف الخرايفي  أستاذ معطل عن العمل   215زهير الزويدي  طالب   216الحبيب البكوش  طالب/ ناشط سياسي   217لطفي المرابط   طالب/ ناشط سياسي   218نبيل نوار  طالب/ ناشط سياسي   219وسام الصغير  طالب/ ناشط سياسي   220وليد الميهوب  طالب/ ناشط سياسي   221محمد مزلم   طالب/ ناشط سياسي   222نعيمة حسني  طالبة/ ناشطة سياسية   223اسماعيل دبارة  ناشط سياسي   224محمد عون  سجين سياسي سابق   225لسعد القلال  سجين سياسي سابق   226منجي الجويني  سجين سياسي سابق   227حسن بوصباط  سجين سياسي سابق   228محمد البدوي  سجين سياسي سابق   229خولة الجويني  تلميذة   230زينب الجويني  تلميذة    231مريم بو صباط  تلميذة   232ساسي الماي  سجين سياسي سابق   233فوزي الصدقاوي  ناشط حقوقي   234محمد الجميعي  سجين سياسي سابق   235جلال عياد  سجين سياسي سابق   236يوسف خضري  سجين سياسي سابق   237مختار اللموشي  سجين سياسي سابق   238عبد الغني بنور  سجين سياسي سابق   239علي الزواغي  سجين سياسي سابق   240عادل قلمامي  سجين سياسي سابق   241فاروق الخميري  سجين سياسي سابق   242محمد لطفي الرزقي  سجين سياسي سابق   243صالح بن عبد الله   سجين سياسي سابق   244رضا الحاج عمر  سجين سياسي سابق   245محمد رحيم  نقابي   246عبد الرزاق نصر الله  سجين سياسي سابق   247نجلاء الطرابلسي  ناشطة حقوقية   248محمد الهذيلي  سجين سياسي سابق   249محمد البلعي  سجين سياسي سابق   250عمر النعيمي  سجين سياسي سابق          
 

الحملة الإسلامية لنصرة الرسول الكريم  » إلا تنصروه فقد نصره الله « 
 

عريضة مقاطعة البضائع الدانمركية

 
في ظل تكرر  الإساءات الخطيرة لنبينا الأكرم محمد صلى الله عليه و سلم من قبل الدانمرك حكومة و شعبا لا إعلاما فقط فإنه من أقل الواجب علينا ألا نتعامل معهم و نستهلك بضاعتهم و أن نشهر في وجوههم سيف المقاطعة الذي طالما لوح به الغرب في وجوه شعوب العالم الثالث حتى أنهكها. الحملة الإسلامية لمقاطعة البضائع الدانمركية ترى أن صوتك أمانة و تعاطفك واجب قال تعالى :  » إلاّ تنصروه فقد نصره الله  » صدق الله العظيم.
منسق الحملة الشاعر و الروائي فريد خدومة feridkhaddouma@yahoo.fr
 الاسم و اللقب  الصفة  البريد الالكتروني
1فريد خدومة  شاعر و روائي و سجين سياسي سابق  feridkhaddouma@yahoo.fr 2محي الدين الفرجاني  سجين سياسي سابق   3كمال حمدي   تاجر   4منصف سبعي  أستاذ رياضيات   5الأستاذ طارق النوري  محامي  nourtar@yahoo.fr 6سعيد الجازي  ناشط حقوقي   7فوزي قاره علي  ناشط حقوقي   8السيد المبروك  ناشط حقوقي   9عامر عياد  إعلامي   10Corinne Deltete  دكتورة – باريس/ Paris   11عبد الباقي خليفة  صحفي و ناشط سياسي   12مكرم مقني أو ماكني   مهندس   13محمد صدقي العبيدي  طبيب من مؤسسي الحركة الاسلامية   14عمر القرايدي  ناشط حقوقي  graidi_amor@yahoo.fr 15زهير مخلوف  ناشط حقوقي  zouhairmakhlouf@yahoo.fr 16حمزة حمزة  ناشط حقوقي  map5a@yahoo.fr 17زياد الدولاتلي  سجين سياسي سابق   18حمادي الجبالي  سجين سياسي سابق   19الحبيب اللوز  سجين سياسي سابق   20مصطفى عبد الله لونيسي  أستاذ و مستشار ديني / باريس   21براء لونيسي  تلميذ سابعة ثانوي علوم /باريس   22رباح لونيسي  تلميذ ثانوي علوم / باريس   23عدنان بوزاية  تاجر    24ابراهيم نوار  سجين سياسي سابق سويسرا   25المنجي بن صالح     Monbeen2005@yahoo.fr 26صالح عطية  صحفي بجريدة الصباح و مراسل الشرق  Salah_attia@yahoo.fr 27ليلى الشابي العياري  موظفة  leila.ayari@yahoo.fr 28خميس بن علي الماجري  المشرف على موقع تونس المسلمة  mejrikhemis@yahoo.fr 29الحبيب لعماري  لاجئ سياسي  lamariha@googlemail.com 30عبد الله النوري  لاجئ سياسي  jomni@gmx.net 31محمد العيادي  أستاذ و ناشط نقابي و حقوقي  med_ayadi@yahoo.fr 32ليديا بللونة  مقيمة في تونس  lydiabellalouna@yahoo.fr 33عبد الناصر نايت ليمام  ناشط حقوقي و لاجىء جنيف سويسرا  avttnsie@gmail.com 34جمال رحماني  طالب تونس  grouperjx@yahoo.fr 35كريم المسعودي  لاجىء بألمانيا  sami100@freenet.de 36عبد الله الزواري  صحفي  abzouari@yahoo.fr 37أحمد زكريا الماقوري  ناشط سياسي   38منصف بلهيبة  ناشط سياسي   39عمر راشد  سجين انترنت سابق   40حسين راشد  والد سجين سابق   41عبد الغفار بن قيزة  سجين أنترنت سابق   42محمد بن قيزة   والد سجين سابق   43عمار بو ملاسة  ناشط سياسي   44محمد فرج الله  سجين سياسي سابق   45فاروق النجار  ناشط حقوقي   46محمد القلوي  سجين سياسي سابق   47حليم شعبان  سجين سياسي سابق   48حمادي شلابية  سجين سياسي سابق   49محمد الحمروني  صحفي و ناشط حقوقي   50عبد الكريم الهاروني  سجين سياسي سابق   51الطاهر الحرزي  ناشط حقوقي   52حسين بن عمر  ناشط سياسي   53حسين الجلاصي  سجين سياسي سابق   54حسونة النايلي  سجين سياسي سابق   55إكرام بن حميدة  سجين سياسي سابق   56ماجدة المدب  ناشطة حقوقية   57عماد منصور  سجين سياسي سابق   58جلال بدر  ناشط سياسي   59خالد بوجمعة  ناشط حقوقي و سياسي   60نجيب الكريفي  سجين سياسي سابق   61محمد لطفي الرزقي  سجين سياسي سابق   62عبد اللطيف الطرابلسي  سجين سياسي سابق   63منذر لوصيف  سجين سياسي سابق   64كمال مكرم  ناشط حقوقي   65علي النفاتي  سجين سياسي سابق   66رفيق بن قارة  سجين سياسي سابق   67محمد ساسي  سجين سياسي سابق   68نهى البوكادي  ناشطة حقوقية   69محمد محجوب  سجين سياسي سابق   70محمد مخلوف  سجين سياسي سابق   71محمد المنصف الطريقي  سجين سياسي سابق   72محمد المنصف الورغي  مدرب و سجين سياسي سابق   73الأستاذة إيمان الطريقي  محامية متمرنة   74محسن الشمنقي  سجين سياسي سابق   75محمد بن رمضان  سجين سياسي سابق   76نسيبة القرايدي  تلميذة   77المولدي الغول  سجين سياسي سابق   78فرحات العباسي   تاجر   79محمد الطاهر القرايدي  متقاعد   80معز بن منى  ناشط سياسي ح د ت   81زينب الشبلي ( أم خالد )  ناشطة حقوقية   82جميلة عياد ( أم ماهر )  ناشطة حقوقية و أم شهيد و سجين   83فاطمة عوجي   زوجة سجين سياسي سابق   84فتحي الورغي  سجين سياسي سابق   85توفيق العسكري  سجين سياسي سابق   86الصادق العرفاوي  سجين سياسي سابق   87فتحي الماجري   سجين سياسي سابق   88تيسير القرايدي  تلميذة   89عبد الرزاق العياري  أستاذ  Ayari2009@yahoo.fr 90مريم العياري  تلميذة  Ayari2009@yahoo.fr 91سلمى العياري  تلميذة  Ayari2009@yahoo.fr 92رضوان العياري  تلميذ  Ayari2009@yahoo.fr 93جلال مسروحي  سجين سياسي سابق / سويسرا  Jalel1975@hotmail.com 94ثريا مسروحي  مقيمة بسويسرا  Jalel1975@hotmail.com 95محمد براهمي  ناشط سياسي  mhachana@yahoo.fr 96النفطي المحضي  طالب مرحلة ثالثة  gougzaime@yahoo.fr 97معاذ بوطي  طالب مرحلة ثالثة  Mouadh1234@yahoo.fr 98عماد العبيدي   أستاذ  Imed.abidi@wanadoo.fr 99محسن الذيبي  مختص في المعلوماتية/باريس  Mk_dhibi@yahoo.fr 100عبد الكريم المثلوثي  ناشط سياسي  youmakarim@gmail.com 101الأستاذ يونس الجويني  محام   102الأستاذ محمد لطفي واجه  محام   103الأستاذة صباح الزواغي  محامية   104الأستاذة خديجة المناعي  محامية   105الأستاذ حسن الباجي  محامي   106الأستاذ منذر العلوشي  محام   107الأستاذ محرز الزيدي  محام   108الأستاذ مصطفى صادق المنيف  محام   109الأستاذ سمير ديلو  محام   110الأستاذ كمال العير  محام   111الأستاذة لبنى معلى  محامية   112الأستاذ محمد علي السلامي  محام   113الأستاذ نور الدين الجبالي  محام   114الأستاذة بسمة الجبالي  محامية   115الأستاذة يسر القربوط  محامية   116الأستاذ أحمد المباركي  محام   117الأستاذ العربي البيباني  محام   118الأستاذ محمد لمكشر  محام   119الأستاذ أنور أولاد علي  محام   120الأستاذ مازن أحمد  محام   121الأستاذ محمد الفاضل سائحي  محام   122الأستاذة سعيدة العكرمي  محامية   123الأستاذة هدى عزة  محامية   124الأستاذة ليليا المستيري  محامية   125الأستاذ يحي الأسود  محام   126الأستاذة منية الدلالي  محامية   127الأستاذة سعاد الفرجاني  محامية   128نجلاء عثمان  طالبة مرحلة ثالثة  Siwar_1981@yahoo.fr 129الأستاذ عبد الحميد عبد الله  محام   130الأستاذ عبد الرزاق الكيلاني  محام   131الأستاذ الهادي الطرابلسي  محام    132الأستاذ نبيل الطبرقي  محام   134الأستاذة ثريا الرزقي  محامية   135الأستاذ رمزي السعدي  محام   136الأستاذة هنيدة قاسم  محامية   137الأستاذة هناء الهطاي  محامية   138الأستاذ نبيل دقدوق  محام   139الأستاذ كمال الزيتوني  محام   140الأستاذة سلوى الورتاني  محامية   141الأستاذة ليلى عمارة  محامية   142الأستاذ محمد حافظ بن عطية  محام   143الأستاذة وسام بن عاشور  محامية   144الأستاذ عدنان بن رمضان  محام   145الأستاذة آمنة عبودة  محامية   146الأستاذة عربية بن زايد  محامية   147الأستاذة ألفة بن زايد   محامية   148الأستاذ منتصر السلامي  محام   149الأستاذ الحبيب بو عمران  محام   150الأستاذ عبد الجليل الودرني  محام   151الأستاذ أمان الله مورو  محام   152الأستاذة ليلى بن دبة  محامية   153الأستاذ صالح سالم  محام   154الأستاذ فوزي جاب الله  محام   155الأستاذ المنصف دعموش  محام   156الأستاذة لمياء الخميري  محامية   157الأستاذة سناء الخميري  محامية   158الأستاذة إيمان العبيدي  محامية   159الأستاذ أحمد الإينوبلي  محام   160الأستاذة أميرة الشوكاني  محام   161الأستاذ محمد البلعي  محام            


 

خاص بالنهار: النمسا توفد مبعوثا عنها إلى باماكو والخاطفين يستقرون 150 كلم على كيدال

 
سامي سي يوسف   علمت « النهار » من مصادر مؤكدة أن الخاطفين يستقرون منذ بداية الأسبوع الماضي بمنطقة تبعد بنحو 150 كلم عن مدينة كيدال شمال مالي حيث المعقل الرئيسي لأمير منطقة الجنوب في تنظيم « القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي » بزعامة يحي أبو عمار.   وقالت مصادر مؤكدة لـ « النهار »، اليوم السبت، أن الخاطفين تحصنوا في معقل معروف للتنظيم المسلح بمنطقة تخضع لسيطرة التوارق العرب المعروفة باسم قبائل « البرابيش » وأن الاتصالات الآن دخلت مرحلة التفاوض هاتفيا انطلاقا من باماكو حيث تفتقد النمسا لممثلية دبلوماسية هناك.   وكشفت مراجع « النهار » أن السلطات النمساوية وعلى خلاف تصريحات المستشار النمساوي الفرد غوزينباور الذي نفى لجوء فيينا إلى التفاوض مع الخاطفين فإن مبعوث كبير من الحكومة النمساوية وصل إلى باماكو وشرع فعلا في التفاوض مع الخاطفين.   وقال مصدر بارز لـ « النهار » أن المفاوضات تتمحور حول قضية الإفراج عن بعض المعتقلين الإسلاميين في الجزائر وتونس وأيضا من أجل الحصول على مبلغ من المال وأضاف « المفاوضات جارية فعلا لكن بعض مطالب الخاطفين من صلاحيات السلطات الجزائرية ولا يمكن للنمسا التدخل فيها أو التفاوض حولها »، في إشارة إلى مطلب الإفراج عن بعض الإسلاميين المتورطين في أعمال إرهاب مثل « عبد الفتاح أبو بصير » أمير سرية العاصمة وسمير مصعب » قائد أركان تنظيم « القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ».   وكشف التنظيم المسلح أن عملية الاختطاف قد نفذها المدعو عبد الحميد أبو زيد واسمه الحقيقي حمادو عبيد وهو من مواليد 1965 بمنطقة زاوية العبيدية بدائرة تقرت ولاية ورقلة وهو نائب أمير كتيبة « طارق بن زياد » أو ما يعرف إعلاميا بـ « الكتيبة الصحراء » التي يقودها الإرهابي « عبد الحق أبو خباب » واسمه الحقيقي نقية محمد.   (المصدر: صحيفة « النهار الجديد » (يومية – الجزائر) الصادرة يوم 15 مارس 2008) الرابط: http://www.ennaharonline.com/national/6177.html  

« القاعدة » تطالب بالإفراج عن « البارا »، « مصعب » و »عبد الفتاح أبو بصير »

سامي سي يوسف   أعلن تنظيم « القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي »، مساء الخميس، أنه قد أبلغ الحكومة النمساوية بمطالب محددة لإطلاق سراح السائحين المختطفين وهما وولف غانغ ابنر وأندريا كلويبر مشيرا إلى أنه من بين أبرز المطالب  » إطلاق سراح بعض أسرانا المعتقلين عند تونس و الجزائر مقابل إطلاق سراح الرهينتين ».   وأشار بيان اللجنة الإعلامية لتنظيم « القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي »، تسلمت « النهار » نسخة منه، أنه تم تسليم « قائمة بأسماء أسرانا للجهة المفاوضة » وأمهل السلطات النمساوية « ثلاثة أيام للاستجابة لمطالبهم ابتداءً من الساعة الثانية عشر ليلا يوم الخميس 13 مارس 2008م » وحمل السلطات النمساوية مسؤولية « حياة الرهينتين في حال انقضاء المدة وعدم الاستجابة لمطالبنا ».   وخاطبت قيادة التنظيم المسلح السلطات النمساوية في البيان « إنه كما يهمكم سلامة مواطنيكم فإنه يهمنا فكاك أسر إخواننا ». كما طالب بيان تنظيم « القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي » من عائلة الرهينتين و الرأي العام النمساوي « بأن يضغطوا على دولتهم لتلبية مطالب المجاهدين حفاظا على حياة السائحين » وأيضا دعوا السواح الغربيين « لأن يتجنبوا زيارة دول المغرب الإسلامي ».   وكشف التنظيم المسلح أن عملية الاختطاف قد نفذها المدعو عبد الحميد أبو زيد واسمه الحقيقي حمادو عبيد وهو من مواليد 1965 بمنطقة زاوية العبيدية بدائرة تقرت ولاية ورقلة وهو نائب أمير كتيبة « طارق بن زياد » أو ما يعرف إعلاميا بـ « الكتيبة الصحراء » التي يقودها الإرهابي « عبد الحق أبو خباب » واسمه الحقيقي نقية محمد.    وحسب المعلومات الأولية التي تحصلت عليها « النهار » فقد لجأ التنظيم المسلح إلى فتح قنوات الاتصال مع السلطات النمساوية عبر سفارة النمسا في الجزائر التي أرسلت لها رسالة خطية تتضمن الإفراج على مجموعة من المسلحين الجزائريين الذين ينشطون ضمن تنظيم « القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي » وأيضا مجموعة تونسية معتقلة في السجون التونسية بزعامة أحد الناشطين الذين أوقفوا في اشتباكات ديسمبر 2006 بإحدى المدن القريبة من العاصمة تونس خلال اشتباك مسلح مع قوات الأمن.   وبخصوص المساجين الجزائريين الذين يرغب التنظيم المسلح مبادلتهم بالسياح النمساويين الأسرى شمال مالي فقد تبين حسب معلومات متطابقة برز بعضها في منتديات قريبة من تنظيم « القاعدة » أن الأمر يتعلق بمطالب تخص الإفراج عن خمسة مساجين أبرز الأمير السابق للمنطقة الخامسة في التنظيم المسلح عماري صايفي المكنى « عبد الرزاق البارا » والذي كان وراء عملية خطف 34 سائحا أوربيا في فيفري 2003 والموجود في إحدى المؤسسات العقابية بالجزائر العاصمة بعد أن سلمته السلطات الليبية إلى الجزائر في نوفمبر 2004. وتم تأجيل كل القضايا المتعلقة بـ »البارا » في مجالس القضائية بسبب تواصل التحقيق معه في الكثير من القضايا التي تورط فيها منذ تصاعد أعمال الإرهاب سنة 1992.   أما الوجه الثاني البارز في تنظيم « القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي » الموجود رهن التوقيف من طرف مصالح الأمن فيتعلق الأمر بالمدعو « عبد الفتاح أبو بصير » واسمه الحقيقي بودربال فاتح وهو أمير سرية العاصمة والذي كان يشغل أيضا في السابق منصب المسؤول عن العلاقات في تنظيم « القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي » والذي أوقف عشية شهر رمضان الماضي بالضاحية الشرقية للعاصمة رفقة أثنين من مساعديه هما المدعوين وهما « محمد.ك » و « فارس.ك » وبحوزته كمية من المتفجرات تجاوزت 8 قناطير معبأة داخل محافظ مدرسية. ويعتبر « أبو بصير واحد من أبرز الوجوه في تنظيم « القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي » وأكثرهم خبرة في الميدان.   « مصعب أبو عبد الله »..قائد أركان « القاعدة » الموقوف   يعتبر « مصعب أبو عبد الله » وهو من مواليد 1972 بالأخضرية أحد أبرز المبحوث عنهم من طرف قوات الأمن ويعرف في بلاغات البحث على أنه « أمير منسق الجماعة السلفية للدعوة والقتال » على المستوى الوطني ضمن القيادة الجديدة للتنظيم المسلح بعد تولي أبو مصعب عبد الودود قيادتها في سبتمبر 2004. وقد ذكر تنظيم « القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي » بأن مصعب أبو عبد الله نشأت في مساجد الأخضرية ولاية البويرة وسجن عدة مرات في قضايا تخص الإرهاب بسجن بالبرواقية بولاية المدية قبل أن يفرج عنه في إطار تدابير قانون الوئام المدني سنة 1999. وقد أصدر تنظيم « القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي » بعد بروز معلومات عن مصرع مصعب أبو عبد الله بيان أثنى فيه على مصعب أبو عبد الله وقدم شهادته عنه جاء فيها « لم يكن للأخ مصعب أي علاقة بغزوة بدر المغرب الإسلامي، وليس هو المسؤول عنها » لكنه أشار إلى أنه « كان من الإخوة الطيبين الذين لا تغادر البشاشة وجوههم..خادما لإخوانه خفيف الروح، ضحوكا ليناً ». وقام تنظيم « القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي » بنشر صور مصعب أبو عبد الله على الإنترنيت تخليدا لذكراه.   « عبد الفتاح أبو بصير..الوجه البارز في « القاعدة »   يعد « عبد الفتاح  أبو بصير » من أبرز نشطاء الجماعات الإرهابية ، التحق بالعمل المسلح تحت لواء تنظيم « الجيا » سنة 1993 و كان محل بحث من طرف مصالح الأمن منذ سنة 1994 قبل الانضمام رفقة عبد الحميد سعداوي (يحيى أبو الهيثم ) إلى الجماعة السلفية للدعوة و القتال تحت إمارة حسان حطاب. وشغل منصب مسؤول العلاقات الخارجية خلفا للمدعو بلال الولباني الذي سلم نفسه رفقة  « أبو عمر عبد البر مسؤول الهيئة الإعلامية ومعهم أسلحة وأجهزة الكترونية متطورة ومبالغ مالية كبيرة نهاية شهر ديسمبر 2006 بضواحي المدية. وتم في إطار التغييرات التي أجراها درودكال في هيكل التنظيم بعد انضمامه لـ »القاعدة »  تعيينه  أميرا لسرية العاصمة لتفعيل النشاط الإرهابي  بالتنسيق مع سفيان فصيلة و اسمه الحقيقي زهير حراك أمير المنطقة الثانية خلفا للمدعو عبد الحميد سعداوي (يحيى أبو الهيثم ) الذي عين منسقا للعلاقات الخارجية والمالية. وينتمي عبد الفتاح أبو بصير إلى « جماعة الأخضرية التي تشكل نفوذا  مع جماعة برج منايل و يوصف حسب تائبين وإرهابيين موقوفين أنه من الرجال الأقوياء في تنظيم « القاعدة ».   (المصدر: صحيفة « النهار الجديد » (يومية – الجزائر) الصادرة يوم 15 مارس 2008) الرابط: http://www.ennaharonline.com/national/6140.html  

« القاعدة » تهدد..النمسا ترفض.. والمخابرات الفرنسية تتدخل

النهار نشر أمس تنظيم « القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي » صور على شبكة الانترانت تؤكد بما لا يدع مجال للشك أن عملية اختطاف مواطنين من النمسا تم على الأراضي التونسية عكس ما حاولت السلطات التونسية الادعاء به لما شككت في كون عملية الاختطاف تمت على أراضيها ، بل أن مصدر رسمي في تونس لمح مباشرة إلى تورط الجزائر في هذه العملية.   وجاءت مستجدات الأمس لتؤكد أن التنظيم سالف الذكر تمكن من اختراق الأراضي التونسية وخطف  » ولفغونغ ايبنار  » الذي يعمل كمستشار و »كلوابير اندريا » التي تعمل كممرضة والفرار بهما نحو مالي وهو ما ينفي المزاعم التونسية التي حالت ذر الرماد في العيون واتهام الجزائر مثلما كان عليه الحال سابقا مع المغرب الذي كان يلصق كل البلاوي بالجزائر قبل أن تفضحه العمليات الانتحارية التي تمت بمدينة الدار البيضاء المغربية . الصور التي نشرها تنظيم القاعدة أمس من شانها أن تضرب تونس في الصميم سيما وأنها كانت تنفي دوما وجود أي نشاط لتنظيم دردوكال فوق أرضيها حفاظا على موردها الأقتصادي الأول وهو السياحة التي تشكل العصب الأساسي للاقتصاد التونسي.   لا تفاوض مع الإرهاب.. والأولوية للغة الأجهزة في التعامل مع « القاعدة » المخابرات الفرنسية تتدخل بطلب من النمسا وفيينا تحذر من التدخل العسكري سامي سي يوسف   علمت « النهار » من مصادر دبلوماسية نمساوية في فيينا أن سفارة النمسا بالجزائر تلقت يوم الخميس رسالة خطية من تنظيم « القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي » تتضمن مطالبها للإفراج عن الرعيتين النمساويتين المختطفتين في جنوب تونس. كما تلقت السفارة النمساوية قائمة بأسماء المساجين الجزائريين والتونسيين الذين طالب التنظيم بتحريرهم للإفراج عن المختطفين. وفي أول رد فعل نمساوي صرح صباح أمس المستشار النمساوي الفرد غوسنبوير عن رفضه لأية فكرة للتفاوض مع فرع « تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي » من اجل الإفراج عن رهينتين خطفا في تونس، داعيا إلى إطلاق سراحهما فورا و »من دون شروط ». وقال غوسنبوير للصحافيين عند وصوله إلى القمة الأوروبية في بروكسل أن « النمسا لا تتفاوض مع إرهابيين » وأضاف « لا ننوي تلبية مطالب » الخاطفين. وأكد المستشار النمساوي « نطالب بالإفراج فورا وبدون شروط عن الرهينتين ». وفيما يرى المحللون أن النمسا برفضها التفاوض واستبعادها السماح للجزائر اللجوء للعمليات العسكرية تحاول دفع « القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي » إلى طلب فدية كما فعلت الجماعة السلفية للدعوة و القتال سنة 2003 حين اشترطت على الحكومة الألمانية 6.5 مليون أورو مقابل إطلاق سراح السياح المحتجزين لدى جماعة عبد الرزاق البارا. وبعد القمة الأوربية أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن المستشار النمساوي الفرد غوزينباور طلب رسميا أمس الجمعة مساعدة من أجهزة الاستخبارات في الدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بعد خطف اثنين من رعايا النمسا من قبل تنظيم « القاعدة في البلاد المغرب الإسلامي ». وقال ساركوزي للصحافيين في ختام القمة الأوروبية في بروكسل « المستشار طلب منا تضامن أوروبا، تضامن أوروبا السياسي فضلا عن تعاون كل أجهزتنا » وأضاف « فرنسا تشعر بأنها معنية بشكل خاص من خلال المديرية العامة للأجهزة الخارجية (أجهزة الاستخبارات الفرنسية) وقلت له أن بإمكانه الاعتماد على دعمنا الكامل ». وقال وزير الخارجية السلوفيني ديميتري روبيل الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي أن الاتحاد أعرب عن « تضامنه » مع النمسا. وأضاف في ختام القمة الأوروبية « نطلب من كل الحكومات التي يمكنها القيام بشيء لتغيير الوضع والإفراج عن الرهائن ان تفعل كل ما في وسعها ». وعن إمكانية لجوء فينا لدفع فدية مقابل إطلاق سراح السائحين النمساويين أكد السيد غارتنر من المكتب الإعلامي للخارجية النمساوية، مساء أمس، لـ »النهار » أن « الأمر غير وارد ومطالبهم ليس بيدنا ولا يمكن تلبيتها » مشيرا إلى أنه فيما يتعلق بقضية « الفدية » فإن العرض سيدرس مع شركائنا بالجزائر و نتخذ القرار المناسب، والمهم هو سلامة الرهينتين ». وكان تنظيم « القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي » قد وزع صور جاء مرفقة بالبيان تبين مجموعة تتعدى الخمسة عشر رجلا من عناصر التنظيم المسلح وهم يحملون رشاشات وقاذفات RPG في التراب التونسي برفقة السائح النمساوي و هو يرتدي زيا أفغانيا أما المختطفة فقد ظهرت بلباس عربي ومغطاة الوجه. وكان المتحدث باسم الخارجية النمساوية مارتن غارتنر أن بلاده منعت وفدا سياحيا من الاتجاه لتونس في رحلة سياحية للصحراء و قال أن المنطقة أصبحت غير آمنة.   « القاعدة » طلبت من فيينا الحصول على فدية!   تأكد مساء أمس وبصفة رسمية أن تنظيم « القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي » قد طلب رسميا من السلطات النمساوية توفير مبلغ من المال مقابل تحرير اثنين من رعاياها المختطفين جنوب الأراضي التونسية. وجاء هذا الشرط التكميلي بالإضافة إلى الشروط « السياسية » المتعلقة بمطالب الإفراج عن مجموعة من الناشطين الجزائريين والتونسيين الموجودين رهن التوقيف في كل من الجزائر وتونس في إطار عمليات مكافحة الإرهاب في إطار المفاوضات التي تجري حاليا بين الخاطفين المستقرين في صحراء شمال مالي بالهاتف والفاكس على محور السفارة النمساوية في الجزائر وفي داكار السنغالية حيث تتولى هذه السفارة إدارة شؤون الرعايا النمساويين في جمهورية مالي.   (المصدر: موقع صحيفة « النهار الجديد » (يومية – الجزائر) بتاريخ 14 مارس 2008) الرابط: http://www.ennaharonline.com/national/6133.html  

التنظيم المغاربي اشترط لإطلاق الرهينتين الإفراج عن «البارا» وناشط تونسي … النمسا تؤكد أنها «لن ترضخ» لمطالب «القاعدة»

الجزائر – محمد مقدم       ناشد المستشار النمسوي الفريد جوسينباور، أمس، «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» الافراج عن اثنين من السيّاح النمسويين خُطفا من تونس، لكنه قال انه لا يعتزم الرضوخ لمطالب الخاطفين الذين منحوا الخميس سلطات فيينا ثلاثة أيام لإطلاق «بعض أسرانا المعتقلين عند تونس والجزائر» وإلا قتلوا وولفغانغ ابنر وأندريا كلويبر اللذين اختفيا في تونس في 22 شباط (فبراير) الماضي.   وأشار بيان لـ «القاعدة» نُشر في مواقع على شبكة الانترنت إلى تسليم «قائمة بأسماء أسرانا للجهة المفاوضة»، وأمهل السلطات النمسوية «ثلاثة أيام» (بدءاً من منتصف ليل الخميس) لاستجابة مطالبه، وحمّلها مصير ما يمكن أن يحصل للمخطوفين إذا لم تُستجب مطالبه. وطالب عائلتي الرهينتين والرأي العام النمسوي بالضغط على دولتهم «لتلبية مطالب المجاهدين حفاظاً على حياة السائحين».   وكشف التنظيم أن عملية الخطف نفّذها المدعو «عبدالحميد أبو زيد» (اسمه الحقيقي حمادو عبيد، وهو من مواليد 1965 في منطقة زاوية العبيدية في دائرة تقرت بولاية ورقلة)، وهو نائب أمير كتيبة «طارق بن زياد» أو ما يعرف إعلامياً بـ «كتيبة الصحراء» التي يقودها «عبدالحق أبو خباب» (اسمه الحقيقي نقية محمد).   وقد لجأ التنظيم، بحسب معلومات حصلت عليها «الحياة»، إلى فتح قنوات اتصال مع السلطات النمسوية عبر سفارتها في الجزائر التي تلقت رسالة خطية تتضمن طلب الإفراج على مجموعة من المسلحين الجزائريين الذين ينشطون ضمن تنظيم «القاعدة» وأيضاً مجموعة تونسية معتقلة في السجون التونسية بزعامة أحد الناشطين الذين أوقفوا في اشتباكات مع قوات الأمن في مدينة قريبة من العاصمة تونس في كانون الأول (ديسمبر) 2006.   وسرت معلومات عن أن «القاعدة» تريد خصوصاً الإفراج عن خمسة مساجين في الجزائر أبرزهم الأمير السابق للمنطقة الخامسة في «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» عماري صايفي المكنى «عبدالرزاق البارا» الذي كان وراء عملية خطف 34 سائحاً أوروبياً في شباط (فبراير) 2003 في الصحراء الجزائرية وهو موقوف حالياً في إحدى المؤسسات العقابية في الجزائر العاصمة بعدما سلّمته ليبيا إلى الجزائر في تشرين الثاني (نوفمبر) 2004. وتم تأجيل كل القضايا المتعلقة بـ «البارا» أمام المحاكم الجزائرية بسبب تواصل التحقيق معه في الكثير من القضايا التي تورط فيها منذ 1992. أما الوجه الثاني البارز في «القاعدة» الموجود رهن التوقيف في الجزائر فهو المدعو «عبدالفتاح أبو بصير» (اسمه الحقيقي بودربال فاتح)، وهو أمير سرية العاصمة الذي أوقف عشية شهر رمضان الماضي في الضاحية الشرقية للعاصمة وفي حوزته كمية من المتفجرات معبّأة داخل محافظ مدرسية. ويعتبر «أبو بصير واحداً من أبرز وجوه «القاعدة» في الجزائر.   ومن الوجوه الأخرى البارزة في «القاعدة» الممكن أن يسعى التنظيم إلى «فك أسرها» مصعب أبو عبدالله الذي يوصف بأنه «قائد أركان» التنظيم، وهو من مواليد 1972 في الأخضرية بولاية البويرة (75 كلم شرق العاصمة).   وفي بروكسيل (رويترز، أ ف ب) قال المستشار النمسوي جوسينباور للصحافيين لدى وصوله لحضور اليوم الثاني الأخير من قمة الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية: «أولويتنا صحة الرهينتين. ولذلك نناشد الخاطفين اطلاق الرهينتين من دون شروط»، مؤكداً أن بلاده دولة مسالمة لها علاقات طيبة مع الجميع. وقال إنه سيثير هذه المسألة خلال القمة. وصرح بأن النمسا على اتصال بالسلطات في المنطقة، لكنه أضاف: «لا نعتزم استجابة مطالب (الخاطفين)».   وأعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، من جهته، أن «المستشار (النمسوي) طلب منا تضامن أوروبا، تضامن أوروبا السياسي فضلا عن تعاون كل أجهزتنا».   وأضاف: «تشعر فرنسا بأنها معنية في شكل خاص من خلال المديرية العامة للأجهزة الخارجية (اجهزة الاستخبارات الفرنسية) وقلت له إن بإمكانه الاعتماد على دعمنا الكامل».   وقال وزير الخارجية السلوفيني ديميتري روبيل الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي إن الاتحاد اعرب عن «تضامنه» مع النمسا.   وكانت وزيرة الخارجية النمسوية أورسولا بلاسنيك قالت في بيان: «اتصل الخاطفون بالجانب النمسوي. وقُدّمت مطالب سياسية لا يدخل الوفاء بها في نطاق مسؤولية الجانب النمسوي». وأضافت: «الاجراءات المناسبة يجري اتخاذها من أجل استعادة الرهينتين إلى النمسا سالمين»، لكنها أشارت إلى أن مطالب «القاعدة» تخرج عن نطاق السلطة القضائية لفيينا.   ونشرت «القاعدة» صورا لسائح وسائحة وحولهما مسلحون في منطقة صحراوية تردد في الجزائر أنها قد تكون في شمال مالي. وقال مصدر أمني كبير في مالي إن من المحتمل أن يكون الخاطفون قد انتقلوا الى بلدة تساليت الصحراوية التي يعتقد ان لـ «القاعدة» قاعدة فيها.   وعرّفت وسائل الإعلام النمسوية السائحين اللذين فقدا اثناء رحلة الى تونس بأنهما اندريا كلويبر البالغة من العمر 43 عاماً وولفغانغ ابنر البالغ من العمر 51 عاماً.   (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 مارس 2008)  

النمسا تفتح قناة اتصال بخاطفي اثنين من مواطنيها

 
قالت الشرطة النمساوية إنها تمكنت من إنشاء قناة اتصال مع خاطفي اثنين من مواطنيها تبنى خطفهما ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وفي الوقت الذي أكدت فيه النمسا أنها لن تتفاوض مع « إرهابيين »، طلبت مساعدة حلفائها بالاتحاد الأوروبي لإنقاذ حياة مواطنيها. وكشف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مؤتمر صحفي في ختام القمة الأوروبية ببروكسل أن المستشار النمساوي ألفرد غوسنبوير طلب تضامن أوروبا السياسي فضلا عن تعاون كل أجهزتها. وأضاف أن فرنسا تشعر بأنها معنية بالأمر خاصة « عبر أجهزة الاستخبارات الفرنسية ». وبدوره قال وزير الخارجية السلوفيني ديميتري روبيل -الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي- إن الاتحاد أعرب عن « تضامنه » مع النمسا. وأضاف في ختام القمة الأوروبية « نطلب من كل الحكومات التي يمكنها القيام بشيء لتغيير الوضع والإفراج عن الرهائن أن تفعل كل ما في وسعها ». كما دعا المستشار النمساوي إلى إطلاق سراح الرهينتين فورا دون شروط, معلنا رفضه أي فكرة للتفاوض. وجاء ذلك بعد أن  طالب فرع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أول أمس الخميس بإطلاق سراح سجناء في تونس والجزائر مقابل الإفراج عن الرهينتين. كما هدد التنظيم بقتل الرهائن بعد مهلة مدتها ثلاثة أيام. وردت فيينا على ذلك ببيان لوزيرة الخارجية أورسولا بلاسنيك اعتبرت فيه أن المطالب التي قدمها الخاطفون « سياسية » ولا يدخل الوفاء بها في نطاق مسؤولية بلادها. وقد نشرت القاعدة صورا لسائح وسائحة وحولهما مسلحون في منطقة صحراوية، وعرفت وسائل الإعلام النمساوية السائحين اللذين فقدا أثناء رحلة إلى تونس بأنهما أندريا كلويبر (43 عاما) وفولفغانغ آبنر (51 عاما). ووجه ذوو الرهينتين نداء إلى خاطفيهما عبر الجزيرة لإطلاق سراحهما.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 15 مارس 2008 نقلا عن وكالات الأنباء)  


دعوة لإطلاق سراح المخطوفين

 
بسم الله الرحمان الرحيم   أعتقد أن مسألة اختطاف الرهينتين النمساويتين تحتاج إلى وقفة صادقة من كل الشرفاء والصادقين* الذين ليس لهم عداوات شخصية مع من انتسب إلى تنظيم القاعدة أو تعاطف معه  ـ وإن كانوا يعارضون نهجهم ومنهجهم ـ أن يتوجهوا بنداء حار للخاطفين كي يطلقوا سراح الرهينتين الذين لا علاقة لهما فيما يحصل في بلادنا من استبداد وقهر ولا يد لهما في سجن من سجن ولا قدرة لهما على تحرير من اعتقل.   وليس المجال الآن مناسبا لمناقشة الخاطفين في شرعية ما أقدموا عليه ولكني أودّ لفت إنتباههم ـ علّ كلامي يجد من يسمعه منهم بقلب مفتوح بعيدا عن الإعتداد بالرأي والمكابرة في الإصرار على الخطأ ـ إلى أن المبدأ القرآني الذي نعتز به جميعا هو « لا تزر وازرة وزر أخرى » وأن الله لم ينهانا عن الذين لم يقاتلونا في الدين أو يخرجونا من ديارنا أن نبرهم ونقسط إليهم، والله يحب القسط وينهى عن العدوان.   أي شرع هذا الذي يبيح اعتقال أبرياء مسالمين، للمساومة بهم من أجل إطلاق سراح أبرياء آخرين؟ أليس ديننا هو الذي يأمر بأن تكون الغايات شريفة وطرق تحقيقها طاهرة نقية؟ كما أننا  نهينا أن نصلح خطأ بخطأ مثله أو أشد منه.  وأن الحديث على أنهم أسرى يعاملون وفق الشريعة الإسلامية حديث في غير محله لأن ذلك الوصف ينطبق على أسرى الحرب وليس على الأبرياء المختطفين؟   وأي منطق حكيم هذا الذي يشترط اطلاق المختطفين الأبرياء بإطلاق سراح المساجين الذين زعم البيان المذاع أنهم سجناء القاعدة! وفي ذلك ما فيه من مزيد توريط الشباب المساكين الذين صُبّ عليهم العذاب ألوانا من أجل إثبات التهمة عليهم دون جدوى! وجاء  البيان ليكون صكاّ على بياض لمصلحة النظام التونسي الذي ينكل بالمساجين ومن تحمس للدفاع عن قضاياهم العادلة من محامين شرفاء وحقوقيين نزهاء؟   أعتقد أن الذين أقدموا على عملية الإختطاف قد نظروا إلى الأمر من منظار ضيق يختزل العالم في قطعة السلاح التي يحملون ومخبأهم بالصحراء الذي إليه يلجؤون لذلك لم يدرسوا مآلات فعلهم وعواقبها، وهو ما دفعني لفت أنظارهم إلى بعض تلك المآلات:   ـ لن يطلق النظام التونسي المساجين مقابل إطلاق الرهائن.   ـ لا يمكن أن تطلب النمسا أو الإتحاد الأوربي من النظام التونسي الإستجابة لمطلبكم.   ـ أخف أضرار النظام التونسي ـ بعد أن تم الإختطاف ـ هو أن يُقتل الرهائن على التراب الجزائري حتى يثبت صحة روايته ويتبرأ من مسؤوليته في حمايتهم فلا تمنحوه  هذه الفرصة.   ـ النمسا أفضل بلد أوروبي في التسامح مع الجالية المسلمة والإعتراف بها وإعطائها حقوقها، وإن تعرّض المواطنان النمساويان للأذى سيقوّي شوكة العنصريين في النمسا وفي كامل أوروبا. مع العلم أن كثيرا من الأوروبيين ينددون بالإستبداد الحاصل في تونس ويضغطون على حكوماتهم من أجل رفع دعمهم عن الإستبداد.   ـ إن الموطئ الذي وطئتموه لا يُزيل ظلما وإنما يُسبب أذى للأبرياء ويغيظ الملايين من المسلمين الذين تعود عليهم مثل هذه الأفعال بمزيد من المضايقة وسلب الحقوق.   ـ كثيرون هم الذين ذهبوا إلى السياحة في تونس واحتكوا بالشعب التونسي الطيب وعاشوا الجو الأسري وكان حسن الضيافة سببا في دراستهم للإسلام والدخول فيه طواعية، وما من شك أن التبشير بدين الله لا يستوي والصد عنه، كما أنه ما من شك أن ترويع الآمنين وأخذهم بجريرة غيرهم، من الصد عن سبيل الله، وأن استحلال الوسيلة المحرمة من أجل الغاية المشروعة ينفر من دين الله السمح ولا يبشر به.   ـ أمتنا انتصرت على مر العصور بأخلاقها العالية في الحرب والسلم ولم يعرف التاريخ فاتحا أرحم من الفاتح المسلم، لذلك لا يذكر مؤرخو الغرب النزهاء صلاح الدين الأيوبي إلا بالثناء والتمجيد والإجلال لأنه كان رحيما بأعدائه إذا انتصر عليهم ولم يذكروا ريتشارد « قلب الأسد » إلا نعتوه بالهمجية ووصفوه بمجرم الحرب، فلا تسوّدوا هذه الصفحات الناصعة من تاريخ أمتكم، ولا تأخذوا بريئا ـ لا ناقة له في « حربكم » ولا جمل ـ بجريرة ظالم مستبد.   وكما قال ابن الرومي : إن من أضعف الضعفاء لدى *** الله، قوي يستضعف الضعفاء   إن كنتم تحبون الله ورسوله فأبلغوا الرهينتين مأمنهما واعتذرا لهما فمراجعة الحق خير من التمادي في الباطل وطوبى لمن عرف الحق فلزمه وعرف الباطل فرده ودفعه ولم تأخذه عزة بإثم.   والـــسلام.  مارس 2008 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * اطلعت على نداء الأستاذ عبد الباقي خليفة، وهذه مساندتي واتفاقي مع دعوته بارك الله فيه وفي من سعى لرفع ظلم عن مظلوم.                                                              نداء: صـابر التونسي 


نداء لاطلاق سراح الزوجين النمساويين

   

 
 عبدالباقي خليفة *  لسنا في وضع يسمح لنا بانتقاد الخاطفين ولا توجيه الهجاء إليهم ، كما إننا لسنا في وضع يسمح لنا باستغلال الحادثة لتوجيه النقد للنظام التونسي فهناك الكثير مما يدينه . ولكننا أمام حالة انسانية تتعلق بسائحين مسالمين ليس لهم أي ذنب في الخصومة التي بسببها تم خطفهما واحتجازهما وترويعهما . ولذلك يجب أن نتحدث باللغة التي يفهمها الخاطفون لانقاذ حياة السائحين ،فهم بشر قبل كل شئ ، لا سيما وأن الاستراتيجية المعلنة للقاعدة في المنطقة هي التركيز على السياح الغربيين في تونس لدفعهم لتغيير وجهة سيرهم وأماكن قضاء عطلهم ، وضرب النظام التونسي من خلال الشعار الاقتصادي الذي يرفعه .وجميعنا يعلم ما الذي يمكن أن تحدثه هذه الاستراتيجية من خسائر ماحقة بالسياحة والاستثمار في تونس مستقبلا ،لا سيما وأن المؤشرات الدولية لحالة الامن في البلاد تتساوى – ويا للمفارقة – مع الجزائر .  ولسنا هنا أيضا في معرض الحديث عن المكاسب والخسائر الاقتصادية التي تهدد تونس ،ولا حتى الأمنية ، ولكن حياة أناس لا ذنب لهم، كما قلت آنفا ،في حسابات النظام التونسي والقاعدة على حد سواء . وإذا كان الخاطفون تونسيين أوجزائريين أوغير ذلك فإن الخطاب الذي يجب أن يوجه إليهم يجب أن يكون من النوع الذي يؤمنون به ويفهمونه ويقرون بشرعيته بعيدا عن الهجاء والسب الذي يؤجج القضية و يدفع بها إلى ما لا يحمد عقباه .كما أننا لسنا في موقف الاستاذية لتوجيه هذا الطرف أو ذاك وإنما هو تذكير « لعل الذكرى تنفع المؤمنين  »   إن حل القوة العسكرية والأمنية كما أثبتت أكثر التجارب السابقة تنطوي على مخاطر كبيرة على حياة الضحايا ، وبالتالي فإن أي عملية عسكرية ، يمكنها وقف الحديث عن القضية قد تكون مناسبة للنظام التونسي والجزائري ، لكنها ليست كذلك بالنسبة للنمسا والاتحاد الاوروبي وقبل كل ذلك حياة الزوجين النمساويين .  * الشعب النمساوي شعب طيب جدا ،( قد تكون هناك فرصة أخرى للحديث عن طيبة النمساويين من خلال قصص عشتها هناك ) وقد عشت بين أحياء فيينا والكثير من التونسيين والجزائريين عاشوا ولا يزالون في النمسا بكرامة ،وبعضهم يحتفظ بذكريات جميلة وطيبة عن الشعب وكرمه وحتى الحكومة النمساوية . ولا يمكن ولا يجوز شرعا أن يروع النمساويون بفقد المختطفين ، لا قدر الله ، وهو ما يستدعي تحركا عاجلا من الجالية المسلمة في النمسا ،ومن داخل تونس والجزائر . وللأسف فإن النظام التونسي لم يترك مجالا للمجتمع المدني وللشخصيات الاعتبارية كمفتي الجمهورية للتدخل في هذا الظرف العصيب . أي لو أنه سمح بهامش من الحرية وبنقده  لجعل للكثير من الشخصيات مصداقية ،مما يسمح لنداءاتها بأن يكون لها صدى لدى الخاطفين .  في جميع دول العالم ، هناك روافد للتدخل الانساني ، حتى في الولايات المتحدة الاميركية هناك شخصيات ذات قيمة اعتبارية مثل لويس فرقان ، وجيمي كارتر ،ومحمد علي كلاي ، والقس  وتوجد في جميع نحاء العالم شخصيات ذات وزن ومن بينها الجاليات المسلمة وقادتها في الغرب ،والشيخ يوسف القرضاوي والشيخ علي بلحاج وبعض الدعاة في مصر والاردن وفلسطين والسعودية والكويت والعراق . أما في تونس فلم يتركوا لأحد وزنا يمكن أن يتدخل بموجبه في مثل هذه النوزال . والتي يبدو أنها ستستفحل في المستقبل والله وحده العالم إلى أين ستصل ؟  * ما يهمنا كما قلت ،هو حياة السائحين ، ولا أدري كيف يمكن توصيل هذه الرسالة إلى الخاطفين ، وما إذا كان من الواجب وهو ما أدعو إليه أن يكون هناك نداء جماعي – عبر هذا الموقع – يوزع على وسائل الاعلام التي يمكنها أن تبلغ مسامع الخاطفين ، كالجزيرة  أو قناة الحوار مثلا .  * إنه لا يمكن التشفي من النظام التونسي إذا تعلق الأمر بحق الناس في الحياة ،حتى وإن كان النظام التونسي لا يكترث ولا يعير اهتماما لحياة الكثير من مواطنيه ، كالذين قضوا تحت التعذيب أوفي سجون الاهمال والقتل البطئ بأساليب مختلفة ، فهذا ليس مقام الحديث عن جرائم النظام التونسي بحق مواطنيه .  1 ) إن النداء يجب أن يوجه للخاطفين وتذكيرهم بقول الله تعالى « ولا تزروا وازرة وزرى أخرى  » فالنظام التونسي لن يستجيب لمطالبكم حتى وإن أدى ذلك لقطع العلاقة مع النمسا . وليس هناك أي احتمال لفعل شئ من هذا القبيل  إلا إذا طلبت فرنسا ولا سيما الرئيس ساركوزي ذلك من النظام التونسي وهذا مستبعد .  2 ) إن الاسلام ينهانا عن ترويع الآمنين ، وعن إلحاق الاذى بالمسالمين  3 ) إن الاسلام يرفض جريمة  » الغاية تبرر الوسيلة « وفي سورة يوسف  » قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده ، إنا إذن لظالمون  » الآية 79  4 ) إن الاسلام ينهانا عن قتل النفس بغير ذنب مباشر ارتكبته يستوجب القصاص والذي هو من اختصاص أهله ،وليس لجماعة أو فيئة من الفبيئآت فعل ذلك ،قال تعالى  » من قتل نفسا بغير نفس أوفساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ،ومن أحياها فكأنما قتل لناس جميعا  » فإطلاق سراح الرهينتين إحياء لهما وللجالية المسلمة في النمسا .  5 ) رغم إنه لا يجوز شرعا خطف الآمنين والمسالمين كالسائحين النمساويين فإن رسالة ما قد وصلت للعالم ، ويجب أن تقف القضية عند هذا الحد وإلا انقلبت إلى رسالة مدمرة .  6 ) إن قتل الرهينتين لا قدر الله ، لن يحقق أي أهداف تذكر بل سيعاني من أردتم إنقاذهم أكثر في سجون تونس والجزائر  7 ) يجب أن نكون على أمل بأن النمسا والاتحاد الاوروبي سيبذلان جهودا حقيقية لاحترام حقوق الانسان في تونس ، وتكوين لجنة لمتابعة أوضاع المساجين ، وتخفيف حكم الاعدام الصادر بحق أحد عناصر قضية سليمان . وحصول انفراج يتم بعد اعلان العفو العام وعودة الحياة السياسية إلى تونس .  8 ) إن المجتمع الدولي سيتفهم ثورتكم عندما تعبرون عن روح الاسلام التي تدعو إلى العدل « ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى  » .  9 ) نرجو أن لا تستمر معناة الرهائن كثيرا فقد أخذت القضية حيزا كبيرا  في وسائل الاعلام الاقليمية والدولية ، وقلبت الصورة النمطية عن تونس . حيث تبين أن اختطاف سائحين نمساويين أكثر أهمية من ملايين التونسين وآلاف المناضلين منهم والعشرات الذين يقبعون في السجون منذ أكثر من 17 سنة .  10 ) إنه لا يوجد أي مبرر شرعي أوعقلي أو سياسي أو اعلامي لاختطاف السائحين ، فالحسن ما حسنه الشرع والقبيح ما قبحه الشرع وليس السياسة أو الاعلام .  11 ) إن اطلاق سراح الرهينتين سيمثل نفعا كبيرا لكم ولهما وللمسلمين وللانسانية في مختلف أنحاء العالم بتغيير الصورة النمطية عنكم بأنكم دمويون ولا تحترمون الحياة الانسانية . نعلم أنه لا يهمكم ما يقوله الآخرون ولكن التفكير في العواقب سيجعلكم تدركون أهمية طلاق سراح الرهائن ولو بعد حين .  12 ) إن كانت لديكم أي خصومة مع النظام التونسي فإن تلك الخصومة لا تسمح لكم شرعا بإهدار دم سائحين أو التهديد بذلك . نعلم ما الذي يفعله السلاح حتى لو كان عصا في توجيه تفكير أصحابه ، ولكن الشرع والعقل وتقدير المصلحة هما ما يجب أن يقود حركة التصرفات فالاعمال بالخواتيم .  13 ) الاسلام يعلم الانسان الرجولة . وليس من الرجولة الاسلامية احتجاز سائحين أعزلين من السلاح بقوة السلاح . إذن ما الفرق بينكم وبين النظام التونسي في تعاطيه مع المعارضين من أبناء تونس ؟  14 ) إن الاسلام يأمرنا باكرام عابري السبيل والمسافرين وهو ما ينطبق على السائحين النمساويين . فهل احتجازهما ( فضلا عما هو أشد من ذلك ) يعبر عن هذه المبادئ أو يخالفها . أرجو تطبيق الشرع في هذا الخصوص  15 ) تذكروا الصحافية البريطانية التي أطلق سراحها في أفغانستان وأصبحت مسلمة بعد أن استعادت حريتها ، فهي لم تسلم في الاسر فالاسلام ضد الجبر وضد محاكم التفتيش . وإذا لم ينل السائحان شرف الدخول في الاسلام فإنهما لن يتخذا أي موقف مضاد له في المستقبل إذا أطلقتم سراحهما واعتذرتم لهما  16 ) إن الكثير من المسلمين وغير المسلمين يتابعون الاخبار ولا يعرفون ماذا سيجري للسائحين ، فزفوا  للعالم خبرا سارا باطلاق سراحهما وبذلك تدخلون السرور على أكثر من 7مليارات من البشر ،كم ستكونون محظوظين بتبديل السيآت حسنات  17 ) نحن نعلم دوافعكم والأسباب التي دفعتكم لاختطاف السائحين ، وإن كانت دوافع وأسباب لا يوجد لها سندا من الشرع ، فيما نعلم . لكن ما تحقق حتى الآن من حديث في وسائل الاعلام و تفاعل سياسي واعلامي وغيره قد ينقلب رأسا على عقب لو حدث أي مكروه للمخطوفين .  18 ) لقد سبق وذكرنا طيبة الشعب النمساوي ، وكذلك الكثير من الاحزاب ، فكونوا عونا للطيبين على الخبيثين وعلى العنصريين والنازيين . فقد يستغل أي أذى يلحق بالسائحين لا قدر الله ،من قبل النازيين الجدد واليمينيين المتطرفين في النمسا  19 ) كونوا مبشرين لا منفرين وكونوا ميسرين لا معصرين ، وفكروا مليا في الأذى الذي يمكن أن يلحق بإخوانكم في النمسا . وبالجهات المحبة للسلام والحوار مع الاسلام والمسلمين ، وبازياد عدد العنصريين و رموز الاسلاموفوبيا في النمسا و غيرها لو حدث أي مكروه للسائحين  20 ) أخيرا لقد وضعنا بين أيديكم حقيقة الوضع الذي قد يكون غائبا عنكم و نسيتموه في غمرة التمترس بالسلاح أو عدم قراءة الموازين بشكل صحيح . وكلنا أمل في أن تتفهموا هذه الرسالة وتطلقوا سرح السائحين بكرامة و حب وعتذار  * صحافي تونسي

(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 14 مارس 2008)


وصلتنا الرسالة التالية من مجموعة من مرتادي جامع عقبة بن نافع بمدينة القيروان:

 

      جاء في المثل العربي  » أَنْ تَسْمَعَ بِالْمُعَيْدِيّ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَرَاهُ  » هذا المثل يضرب في الشخص تسمع عنه أكثر مما ترى فيه .و تنطبق هذه المقولة على المدعو محسن المجرابة شُهر التميمي.

  هذا الشخص انتصب – بكل دهاء و مكر- على عدة مناصب و مسؤوليات نذكر منها ما يلي:

1-    إمام ثاني بجامع عقبة بن نافع بالقيروان .

2-    رئيس الجمعية القرآنية بالقيروان (و للتذكير فحفظه لا يتجاوز جزء عم )

3-    الكاتب العام لرابطة الجمعيات القرآنية.

4-    عضو المجلس الإسلامي الأعلى

5-    عضو مجلس النواب منذ سنة 1994 ( 3 دورات متتالية )

6-    عضو لجنة حماية مقبرة قريش

7-    عضو لجنة الإشراف على ختان الأطفال

8-    رئيس صندوق الزكاة بالقيروان

9-    عضو لجنة تقصي الأهلة

10-                       عضو لجنة اختبار الأئمة .

و نعتذر إن قصر جهدنا عن حصر بقية مناصبه .فحين تشاهد هذه القائمة الطويلة من المسؤوليات ربما يتبادر إلى ذهنك أنك أمام عالم علامة و فاهم فهامة وحيد دهره و فريد عصره و لكن يخيب أملك لما تعرف الحقيقة فهو قالب جهل مستور بثوب , حتى أصبح نقل كل لسان و ضحكة كل إنسان .

 

 و لبيان حقيقة ما نقول نورد ثلاث أمثلة فقط عسى أن ينتبه الغافل و يعلم الجاهل ( بحقيقته) أن هذا الشخص ظاهره يسر الناظر و باطنه يسوء الخابر.

 

المثال الأول:

في بيان صدر في جويلية 2006 عن ما يسمى هيئة كبار علماء تونس و التي لم نسمع بها من قبل ( و لا من بعد) تهجم ستة أنفار على الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله و تناولوه بالشتم و الاستهزاء .  و كان من الممضين خمسة أشخاص موظفون في الكلية الزيتونية و السادس هو الإمام الثاني ( و ليس الأول كما يدعي هو في البيان و هذه كذبة و يا لها من كذبة : إما جامع عقبة يكذب..؟ ) لجامع عقبة . لقد حشر نفسه في كبار العلماء السفهاء و تطاول على كبار العلماء الربانيين .و الدكتور القرضاوي ليس في حاجة أن ندافع عنه و لكن نقول ما قاله ابن عساكر رحمه الله : { اعلم يا أخي -وفقني الله وإياك لمرضاته، وجعلني وإياك ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته- أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصهم معلومة، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب؛ بلاه الله قبل موته بموت القلب »، (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)  (النور: من الآية63)

 و لله در من قال :

ذهب الرجال المقتدى بفعالهم *** و المنكرون لكل فعل منكَر

و بقيت في خَلفٍ يزكي بعضهم*** بعضا ليدفع مِعْور عن مِعورِ

( المِعْوَر هو الفاسق الذي أبان سوءته )

 

المثال الثاني :

 

خطبة الجمعة بجامع عقبة بتاريخ 26 أكتوبر2007 : و هذا رابطها لمن أراد التثبت مما نقدم ( و لا ينبؤك مثل خبير) :

http://www.archive.org/download/khoutba_mejrabah_26-10-07/khoutba_26-10-07.wav

و نورد هنا بعض الأخطاء التي نطق بها لسانه من فوق المنبر .سترون أنه يخطئ كل دقيقتين أو ثلاث.  فسبحان الله و صدق ابن عساكر رحمه الله .

 

بعض أخطاء خطبة  الجمعة 26 أكتوبر 2007 – جامع عقبة- القيروان

 

 

 

1-   في الدقيقة    4  و35″ يقول:  » باعتبار أن الإسلام هو خاتم الديانات « 

 

الصواب:

  يقول الله تعالى  » إن الدين عند الله الإسلام » و يقول  » و من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه  » لذلك نحن المسلمون نؤمن بأن دين الله واحد –  منذ خلق آدم – وهو الإسلام . فكيف يكون الإسلام خاتم الديانات ؟ فالإسلام هو الدين الذي بعث به كافة الأنبياء أما رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم فهو خاتم الأنبياء و المرسلين .

 

 

2-   في  الدقيقة 9 و 22″ يقول: » تفسير الإحسان بالعبادة قال أن تعبد الله كأنك تراه … »

 

الصواب:

هذا من جهالاته . فكيف يكون الإحسان هو العبادة بينما جاء في هذا الحديث الذي استشهد به أن الصلاة و الصيام و الزكاة و الحج هي العبادات و هي أركان الإسلام .أما الإحسان فهو كما جاء في « فتح الباري شرح صحيح البخاري  » (وجعل مقام الإحسان أن يعبد العبد ربه كأنه يراه ، والمراد : أن ينور قلبه بنور الإيمان حتى يصير الغيب عنده مشهودا بقلبه كالعيان )

 

 

3-   في الدقيقة 10 و 7″ يقول: « ما يلـفَـظ ( هكذا بفتح الفاء ) من قول إلا لديه…. »

 

الصواب :

 لم يأت هذا اللفظ  » يلفَظ » بالفتح في أي قراءة حتى في الشاذة منها . و هذا غير مستغرب من شخص لا يحفظ حتى جزء عم …. و الصواب يَـلْـفِظٌ . جاء في كتاب مقاييس اللغة  » (لفظ) اللام والفاء والظاء كلمةٌ صحيحة تدلُّ على طرح الشَّيء؛ وغالب ذلك أن يكون من الفم. تقول: لَفَظَ بالكلام يَلفِظ لَفظاً. ولفظتُ الشّيءَ من فمي  »

 

 

4-   في الدقيقة 12 و 40  »  يقول  » العبادات في الإسلام محلها في القرآن 20 بالمائة تقريبا و 80 بالمائة معاملات . – تقريبا 20 بالمائة مما ورد في القرآن الكريم يتعلق بالعبادات ( كيف نصوم كيف نصلي …) وما يتعلق بأركان الدين .أما البقية أي الأكثرية تتعلق بالمعاملات  .

 

الصواب:

و هذه من جهالاته أيضا .إذ أن ثلث مواضيع القرآن تتناول العقيدة و محاورة المشركين .  والثلث الثاني تناول قصص الأمم السابقة و خاصة بني إسرائيل .أما الثلث الثالث فهو يتعلق بالأحكام و المعاملات

 

5-   في الدقيقة 15 و 53  » يقول:  » وقد تأخر النبي ذات مرة عن الصلاة وأوصى أبا بكر بأن يؤم الناس إذا تأخر عن الصلاة . مشى  يصلح بين زوجين وقدم هذا الأمر على أداء الصلاة في وقتها وحضر في وقته عليه الصلاة و السلام … »

 

الصواب:

 

ليست هذه حقيقة الواقعة التي رويت في كثير من كتب الأحاديث حيث أن الرسول صلى الله عليه و سلم قصد الإصلاح بين قبيلتين من المسلمين في المدينة ( لا بين زوجين  كما ذكر ) ثم هو لم يقدم هذا الأمر على الصلاة بل أدى صلاة الظهر ثم خرج لمقابلة المتخاصمين و لكنه أوصى بلالا أنه في حال تأخره عن صلاة العصر- إذ أن القبيلتين تسكنان في ضواحي المدينة – أوصاه بأن لا يؤخروا الصلاة عن وقتها و أن يؤمهم أبو بكر رضي الله عنهم جميعا. بل هذا يؤكد حرص النبي صلى الله عليه و سلم على الالتزام بوقت الصلاة و عدم التساهل في تأخيرها عن وقتها .

وهذه رواية   النسائي(793)  أخبرنا أحمد بن عبدة عن حماد بن زيد ثم ذكر كلمة معناها قال حدثنا أبو حازم قال سهل بن سعد كان قتال بين بني عمرو بن عوف فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فصلى الظهر ثم أتاهم ليصلح بينهم ثم قال لبلال يا بلال إذا حضر العصر ولم آت فمر أبا بكر فليصل بالناس فلما حضرت أذن بلال ثم أقام فقال لأبي بكر رضي الله عنه تقدم فتقدم أبو بكر فدخل في الصلاة ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يشق الناس حتى قام خلف أبي بكر وصفح القوم وكان أبو بكر إذا دخل في الصلاة لم يلتفت فلما رأى أبو بكر التصفيح لا يمسك عنه التفت فأومأ إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فحمد الله عز وجل على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم له امضه ثم مشى أبو بكر القهقرى على عقبيه فتأخر فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم تقدم فصلى بالناس فلما قضى صلاته قال يا أبا بكر ما منعك إذ أومأت إليك أن لا تكون مضيت فقال لم يكن لابن أبي قحافة أن يؤم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال للناس إذا نابكم شيء فليسبح الرجال وليصفح النساء .

 

 

6-   في الدقيقة 17 و 10  » يقول :  » الإصلاح بين الناس الذي اعتبره النبي صلى الله عليه  وسلم اعتبره أفضل من  درجة الصيام والصلاة والصدقة و لذلك قال ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام و الصلاة والصدقة قالوا بلى قال إصلاح ذات البين .فإن فساد ذات البين هي الحالقة.. »

 

الصواب:

 

خطأ فادح  و سوء فهم لمقاصد الشريعة . فقد جاء في كتاب « المنتقى شرح الموطأ » في تفسير الحديث المذكور : و حَدَّثَنِي عَنْ مَالِك عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ كَثِيرٍ مِنْ الصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ قَالُوا بَلَى قَالَ إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ وَإِيَّاكُمْ وَالْبِغْضَةَ فَإِنَّهَا هِيَ الْحَالِقَةُ

  الشرح  : قَوْلُ سَعِيدٍ إصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ يُرِيدُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ صَلَاحُ الْحَالِ الَّذِي بَيْنَ النَّاسِ فَذَكَرَ أَنَّهَا خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ مِنْ الصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ يُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ بِهِ النَّوَافِلَ فَيَكُونَ مَعْنَاهُ أَنَّهَا خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ مِنْ جِنْسِ الصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ بِهَا أَنَّهَا خَيْرٌ مِنْ إكْثَارِ الصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ وَهُوَ أَيْضًا رَاجِعٌ إِلَى النَّافِلَةِ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ بِهَا أَنَّهَا خَيْرٌ وَأَكْثَرُ ثَوَابًا بِمَا يُسْدِيهِ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ مَعَ مَا فِي إصْلَاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ مِنْ حُسْنِ الْمُعَاشَرَةِ وَالْمُنَاصَحَةِ وَالتَّعَاوُنِ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ أَنَّ كَثْرَةَ الثَّوَابِ تَكُونُ بِاحْتِسَابِ الْأَذَى .اهـ

 

إذا المقصود النوافل من الصلاة والصدقة لا الفرائض .لأن النوافل يكون نفعها لصاحبها فقط أما حين يصلح بين الناس فالنفع لجميع الناس .

 

 

7-   في الدقيقة  21 و 27  » يقول  » فللإمام أن يجمع أو يفرق  , هذه يعرفها السادة القضاة أي يحكم بضم العقوبات .. »

 

الصواب:

جاء في مدونة الإمام مالك رضي الله عنه :

 

قَالَ : وَقَالَ مَالِكٌ : وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي رَمَضَانَ جُلِدَ ثَمَانِينَ ثُمَّ يَضْرِبُهُ لِإِفْطَارِهِ فِي رَمَضَانَ .  قُلْتُ : وَكَمْ يُضْرَبُ لِإِفْطَارِهِ فِي رَمَضَانَ ؟ قَالَ : يُعَاقَبُ ، لِأَنِّي سَأَلْت مَالِكًا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ : ذَلِكَ إلَى الْإِمَامِ .قُلْتُ : وَيَجْمَعُ الْإِمَامُ ضَرْبَ حَدِّ الْخَمْرِ وَالضَّرْبَ الَّذِي يَضْرِبُهُ لِإِفْطَارِهِ فِي رَمَضَانَ جَمِيعًا ، أَمْ إذَا جَفَّ ضَرْبُ الْحَدِّ ضَرَبَهُ لِإِفْطَارِهِ فِي رَمَضَانَ ؟ قَالَ : سَأَلْته عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ : ذَلِكَ إلَى الْإِمَامِ ، إنْ شَاءَ جَمَعَ الضَّرْبَ وَإِنْ شَاءَ فَرَّقَهُ .

 

الكلام واضح بين إذ للإمام أن يجمع أو يفرق أي إما أن يعاقبه على المعصيتين في جلسة واحدة أو يعاقبه على واحدة ثم حين يبرأ من العقوبة الأولى يجلد على المعصية الثانية . فليس هناك ضم كما ادعى ….

 

 

8-   في الدقيقة  23 و 40″ يقول  » وأكد على ذلك الإمام مالك استنادا إلى البخاري و مسلم في صحيحيهما « 

 

الصواب:

 

عجبا كيف يستند الإمام مالك الذي عاش من      93 إلى 179  هـ، (712 – 795م )  على البخاري الذي عاش ما بين    256 – 194  هـ  ( 810 – 870م).أو على مسلم الذي عاش ما بين     261- 204  هـ، ( 820  – 875م).

 و صدق من قال  شر البلية ما يضحك

 

 

9-   في الدقيقة  24 و 19  » يقول  » الحمر الوحشية أي المخططة « 

 

الصواب:

 

جاء في الموسوعة العربية العالمية : الأخدر حيوان سريع الجري قريب من الحمار. وهو الحمار الوحشي أو الجحش الموصوف في الكتاب المقدس عند النصارى. ويتنقل الأخدر في قطعان في السهول الحارة الجافة في غرب آسيا.

إذا ليس المقصود هو الحصان المخطط الذي يعيش في شرق إفريقيا  بل هو حمار كأحمرتنا و لكنها غير مستأنسة أو غير أليفة

فانظر هداك الله إلى كثرة أنواع الأحمرة .

 

 

10-                      في الدقيقة  25 و 5  » يقول  » قال تعالى و الأنعام لتأكلوا منها و منها تأكلون  »

 

الصواب:

هذا الكلام ليس من كتاب الله . ما دام الخطيب غير حافظ لكتاب الله فالأمر من مأتاه لا يستغرب .    يقول الله تعالى « اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ « (79) سورة غافر

 

 

11-                      في الدقيقة  25 و 56  » يقول  » لا يلدغ المرء من جحره مرتين  »

 

الصواب :

 

جاء في البخاري ( 5782 ) حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن عقيل عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه   : عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال ( لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين ) و رواه مسلم و أحمد و أبوداود

فلا هو يحسن حفظ القرآن و لا الأحاديث النبوية .

 

 

12-                      في الدقيقة  32 و 39  » يقول  » رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي و على والدي و أن أعمل صالحا ترضاه و أصلح لي في ذريتي إني تبت إليك . »

 

الصواب :

 

وهذا  من سوء أدب الإمام  أي أن يدعو بدعاء فردي –  فهو   يدعو لنفسه بصيغة المفرد و الناس يؤمنون على دعاءه لنفسه  دون  أن يعمم فيستعمل  صيغة  الجمع ………

 

المثال الثالث :

 

خطبة الجمعة بجامع عقبة بتاريخ :30 نوفمبر 2006 . و هذا رابطها :

http://www.archive.org/download/khoutba_mejrabah_30-11-07_759/khoutba_30-11-07.wav

 

 

لقد أحصينا ما لا يقل عن ستة أخطاء في هذه الخطبة التي حضرها وفد رسمي من الأزهر الشريف و لا شك أنه قد مر بخاطرهم المثل القائل  » لا يعرف الهر من البر. »

بعض أخطاء خطبة  الجمعة 30/11/2007– جامع عقبة- القيروان

 

 

1-   في الدقيقة     3.33    كما جاء في حديث السيدة عائشة  » من وقر عالما فقد وقر ربه »

 

  الصواب  :  هذا ليس بحديث و لا أصل له . بل لم يذكر حتى في الأحاديث الموضوعة . ثم حتى بالعقل لا يقبل مثل هذا الكلام . فهل يعقل أن يكون العالم في درجة الربوبية ؟

 

 

2-   في الدقيقة   6.30   قول الشاعر الجاهلي { عش عزيزا أو مت و أنت كريم *** بين طعن القنا و خفق البنود}

 

  الصواب  : هذا البيت المشهور للشاعر العربي المسلم أبو الطيب المتنبي الذي عاش في القرن الرابع الهجري . لا في الجاهلية  . فقد ولد في  303  هـ و توفي في 354 هـ .  فكيف يصدق شخص يقول مثل هذا الكلام ثم يدعي بأنه درس في العراق و تخرج منها أستاذا للعربية  ؟؟؟ أينسب هذا البيت إلى الجاهلية ؟؟  يا له من جهل 

 

 

3-   في الدقيقة  7.55   » لا يزني الرجل حين يزني وهو مسلم .. »

 

  الصواب  :  لم يرد هذا الحديث بهذه الألفاظ وهو مشهور بين الأئمة و علماء الدين  و هذا نصه كما  ورد في البخاري (  2343 ) حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث حدثنا عقيل عن ابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال  : قال النبي صلى الله عليه و سلم ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن ) البخاري –   كما رواه  بنفس اللفظ المقصود كل من البيهقي و مسلم و ابن حبان و النسائي

 

 

4-   في الدقيقة   10.38  فقال عليه الصلاة و السلام  » ليس من أخلاق المسلم الملق إلا في طلب العلم  »

 

  الصواب  :  هذا الحديث موضوع أي مكذوب على النبي صلى الله عليه و سلم  .  راجع السلسلة الضعيفة  رقم 381

 

 

5-   في الدقيقة   21   قال  »   من عامل الناس فلم يظلمهم وحدثهم فلم يكذبهم ووعدهم فلم يخلفهم فهو مؤمن كملت مروءته وظهرت عدالته ووجبت أخوته وحرمت غيبته « ( و نسب الحديث للرسول صلى الله عليه و سلم ,)

 

الصواب:

وهذا حديث آخر موضوع. انظر السلسلة  الضعيفة  –  رقم  3228 

 

 

6-   في الدقيقة   25.35  أما الحديث عن كرامة العرب والمسلمين فحدث و لا حرج.

 

الصواب:

هذه الخطبة ألقيت بحضرة وفد مصري رسمي من الأزهر الشريف.   فكيف يقال هذا الكلام أمام ضيوف رسميين ؟

لكن  لا شك أن الأزهرييْن  اللذيْن كانا حاضرين كتما ضحكات و ضحكات و سخرا و لاشك من مثل هذا الخطيب (؟) الذي اعتلى منبر الإمام سحنون في أقدم جامع بإفريقيا ليقول جهالاته تلك . إنها فضيحة و يا لها من فضيحة .

و صدق القائل :

تصدر للتدريس كل مهوس …………. بليد تسمى بالفقيه المدرسِ فحق لأهل العلم أن يتمثلوا …………. ببيت قديم شاع في كل مجلسِ لقد هزلت حتى بدا من هزالها ………. كلاها وحتى سامها كل مفلسِ

 

و ما زال في الفم ماء  .

 

مجموعة من مرتادي جامع عقبة – القيروان 11 مارس2008


 

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين  الرسالة رقم 417 على موقع تونس نيوز

الحلقة : 7رفقا بالمعطيات الشخصية التي صادق عليها الشعب في الاستفتاء. إرفعوا يا السادة الرقابة على الكلمة الحرة فقد طالت الأخضر واليابس

بقلـم : محمـد العروسـي الهانـي مناضل – كاتب في الشأن الوطني والعربي والإسلامي  مذكراتي حول حقبة زمنية أعتز بها وأدافع عنها بكل وفاء
 
أواصل الكتابة بفضل الله وعنايته حول مذكراتي في فترة زمنية وبعد نشاطي إلى 2005 حسب المقالات السابقة أواصل الحديث حول اكتشاف هذا الموقع الجديد الممتاز فقد فكرت بمعية شخصين من أعز أصدقائي ورفاقي في النضال الوطني وتربطني بهما علاقة حميمة. فكرنا في بعث جمعية الوفاء للمحافظة على تراث زعيمنا المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله اقتداء بتكوين جمعية مماثلة تأسست في باريس عام 2005 بدعم وحرص شخصيات تونسية وفرنسية جمعهما الوفاء والحب للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة. وقد بادرنا بتأسيس الجمعية يوم غرة جوان 2005 الذي يصادف يوم ذكرى عودة الزعيم الحبيب بورقيبة إلى أرض الوطن حاملا لواء النصر والحرية والسيادة وكان يوما مشهودا لم تعرف البلاد يوم مثله وقد استقبل القائد العائد المنتصر بحفاوة وحرارة ونخوة ووفاء وكان يوم عيد وطني وأطلق على هذا اليوم عيد النصر ويبقى خالدا ورمزا نحتفل به سنويا حتى عام 1987. وحرصنا على إحياء هذه الذكرى الخالدة في الوجدان والقلوب والعقول وقدمنا ملفنا للحصول على التأشيرة في هذا التاريخ المجيد الخالد. خلود العمالقة والرموز… ومن يومها اكتشفت هذا الموقع الذي بادرنا بنشر خبر تأسيس الجمعية المشار إليها… وعندما شعرت بغلق أبواب الصحافة المحلية من عام 2004 وخاصة عدم نشر خبر تأسيس الجمعية. بينما الآن آخرين يريدون تأسيس جمعية لائكية في تونس العربية المسلمة. هؤلاء وجدوا الدعم والنشر وبدون تعليق… واليوم والحمد لله بفضل هذا الموقع الإعلامي الهام والممتاز. استطعت أن أكتب وانشر حوالي 416 مقال في شتى المواضيع السياسية والتاريخية والوطنية. والحركة التحريرية والدينية والأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية والثقافية والتنموية والتقسيم الترابي والتنظيم الإداري. وذكريات خالدة. ومواقف وبطولات. وانتصارات ورد على بعض الأقلام والمؤرخين حول الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله. وتعاليق وتحاليل ضافية وأفكار ومقترحات ورسائل مفتوحة لسيادة الرئيس زين العابدين بن علي. ورسائل إلى السادة الوزراء وأعضاء الحكومة ووسائل الإعلام وردود مختلفة كل هذا مسجل بموقع تونس نيوز ويمكن الرجوع إليه من 26/06/2005 إلى يوم 14/03/2008 ضمن 416 مقال وعلى القارئ والإعلامي والباحث والنزيه أن يطالع كل المقالات برصانة وتعلق وتركيز سيجد كل الحقائق بروح وطنية عالية وأخلاق سامية ولطف وقدرة على التوضيح والتحليل بلغة مفهومة عقلانية مبسطة واضحة وبنضج سياسي ووعي وطني وإدراك لكل مرحلة. وإن شاء الله العمل متواصل في هذا الاتجاه رغم بعض الصعوبات والعراقيل ولكن الكر والفر تعلمناه في مدرسة الوطن. مدرسة النضال. في مدرسة الوطنية. مدرسة الصبر والصمود. مدرسة الوفاء والتحدي. مدرسة الصراحة والوضوح والشفافية ولعل بعض القراء في أول الكتابة كانت لهم نظرة وبعدها عرفوا الحقيقة وبعضهم مشكورا اتصل بي هاتفيا ونشر مقالا طويلا في موقع تونس نيوز عبرا فيه عن استحسانه لمقالاتي وطلب مني الصفح والتسامح وتلك من شيم المؤمنين ومن أخلاق المسلمين. ومن ثوابت الوطنين الأحرار. وإني بدوري شكرت هذا الأخ العزيز المهاجر في أوروبا وقلت له مرحبا بك وألف شكر على شجاعتك وكم من مواطن عرف الحقيقة بعد مواصلة الكتابة العميقة والتحاليل الشجاعة الجريئة والحمد لله وفقنا الله لكلمة الحق ونشر ما ينفع الناس إن شاء الله وهذا دور كل مناضل في أي موقع كان والجهاد عقيدة… ملاحظة : التاريخ هو الحكم ولا غير التاريخ يحكم لنا أو علينا…. الحلقة الختامية إن شاء الله تبرز النتائج والنضال والبصمات التي لا تمحى. قال الله تعالى :  » فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ  » صدق الله العظيم محمـد العـروسـي الهانـي الهاتف : 22.022.354

 


 

تونس: مصادرة صحيفة بسبب خبر عن زيادة متوقعة في الأسعار

تونس- خدمة قدس برس   ذكرت مسؤولو تحرير صحيفة « الموقف » التونسية الأسبوعية أنّ السلطات قد صادرت عدد يوم الجمعة 14 آذار (مارس) الجاري من نقاط البيع دون سابق إشعار أو اتخاذ قرار قضائي أو إداري رسمي في هذا الشأن. وأضافت الصحيفة في بيان تلقت « قدس برس » نسخة منه إنّها « فوجئت هذا اليوم بعدد كبير من القراء وأصحاب الأكشاك والمكتبات في العاصمة والمدن الداخلية يتساءلون عن سبب جمع الصحيفة، بعد تلقيهم نسخا محدودة منها ». ورجحت الهيئة أنّ مقالا عن احتمال الزيادة في سعر الخبز بعنوان « بعد الارتفاع المذهل لسعر المحروقات والحبوب: هل سيرتفع سعر الخبزة ؟ » هو الذي قد يكون أزعج السلطات حسب تعبيرها. وتصدر أسبوعية الموقف عن « الحزب الديمقراطي التقدمي » المعارض الذي أعلن أمينه العام السابق المحامي أحمد نجيب الشابي ترشحه للانتخابات الرئاسية للعام القادم 2009 رغم العراقيل القانونية الموجودة. وقال الصحفي رشيد خشانة رئيس تحرير الموقف في تصريح خاص لـ »قدس برس » إنّ الجريدة تتعرض باستمرار للمصادرة بأشكال عدة وأنّ هذه هي المرة الثالثة خلال عام يتم فيها حجب الجريدة، مرة أولى بسبب خبر عن اعتزام الحكومة رفع سعر الخبز ثم صودر أيضا بنفس الطريقة العدد الذي حمل خبرا رئيسيا عن إضراب الجوع الذي خاضه قياديان من الحزب الديمقراطي التقدمي في شهر أيلول الماضي للاحتجاج على محاولة طرد الحزب من مقره. وأضاف خشانة إنّ جريدة الموقف تخضع أيضا لرقابة مسبقة مخالفة للقانون حيث يقوم أعوان أمن بالحضور لدى مطبعة الجريدة لأخذ نسخ منها قبل أن يتم توزيعها. وقال إنّ ذلك يعني استمرار الإيداع القانوني بشكل آخر. وأكّد أنّه في بعض الأحيان تقوم السلطات بجمع نسخ الجريدة من نقاط البيع دون مبرر ثم تقع إعادتها إلى الباعة عشية موعد تسليم نسخ الجرائد التي لم يقع بيعها إلى مؤسسة التوزيع. وكان قرار رئاسي في صدر في حزيران (يونيو) 2005 أنهى العمل بنظام الإيداع القانوني بالنسبة إلى الصحف والدوريات وترك لوزارة الداخلية وللقضاء صلاحية منع التوزيع. ولا تُمنح صحيفة « الموقف » أية موارد مالية عمومية إذ يقصر القانون التمويل على صحف الأحزاب التي لها ممثلون في البرلمان وهو ما لا ينطبق على الحزب الديمقراطي التقدمي. كما تفتقر هذه الصحيفة إلى موارد الإشهار الذي يحتكر عادة من قبل صحف حكومية. ويعتبر مراقبون لأوضاع حرية التعبير في تونس أنّ نصيب الإشهار في الصحف يتم مقايضته بالموالاة.   (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 15 مارس 2008)  


بين تونس ومرسيليا: صدور أحكام في قضية تهريب حوالي طنين من مخدّر «الشيرة»

 
  اصدرت الدائرة الجنائية الثانية بالمحكمة الابتدائية بتونس حكمها القاضي بادانة المتهمين في قضية تهريب حوالي طنين من مخدر «الشيرة» من تونس عبر ميناء حلق الوادي الى مرسيليا، والتي تورط فيها 6 متهمين اثنان منهم حضرا بحالة ايقاف فيما لم يحضر المتهم الثالث المحال بحالة سراح، واما الثلاثة الاخرون فقد تحصنوا بالفرار.   وقضت المحكمة في حقهم بالادانة والسجن بأحكام وصلت 10 سنوات سجنا مع الاذن بالنفاذ العاجل في حق المحالين بحالة فرار.   وكانت الابحاث انطلقت في القضية عن طريق اعوان الابحاث الديوانية بواسطة مركز الديوانة بحلق الوادي الشمالية وذلك عندما قام الاعوان بتفتيش السيارات المتوجهة الى مرسيليا، عندما جلب انتباههم وجود سيارة تجر خلفها مجرورة وبدت على صاحبها علامات الارتباك وعند تفتيشها عثروا بداخلها على 290 كلغ من مخدر «الشيرة» واكثر من 3 الاف أورو.   واعترف صاحبها بأنه كان ينوي تهريبها الى مرسيليا، كما اعترف بأنه نجح في القيام بحوالي 6 عمليات تهريب كميات كبيرة ناهزت الفي كلغ من نفس النوع وكان يأخذ 10 آلاف أورو عن كل عملية.   وكشفت التحريات ايضا عن تورط 5 أشخاص اخرين معه بينهم 3 أجانب.   وقد أوقف الاثنان الاخران وبقي احدهما بحالة سراح فيما صدرت ضد المتهم الرئيسي والمتهم الثاني بطاقتي ايداع بالسجن.   وفي جلسة المحكمة اعترف المتهم الاول بالعملية الاخيرة التي ألقي عليه القبض فيها فيما انكر العمليات السابقة وانكر اعداده محلا لخزن المخدرات بمنزل كامل.   وبعدما اختلت المحكمة للمفاوضة قضت بادانة جميع المتهمين في تهم مسك وعرض وتهريب وتصدير وتوريد والانخراط في عصابة تنشط داخل وخارج ارض الوطن، بالاضافة الى توريد عملة اجنبية بدون اعلام البنك المركزي.   مفيدة   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 مارس 2008)

أخبار قصيرة

     

نقابة الصحافيين تدين الممارسة المخلة بالمهنة

أصدرت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين بيانا استهجنت فيه « أسلوب الثلب وهتك الأعراض الذي تنتهجه بعض الصحف » واعتبرت أن هذه الممارسات  « مخلّة بميثاق شرف المهنة الصحفية في تونس ».

ومن جهة أخرى أدان رئيس النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين ناجي البغوري إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية الدانماركية وقال « نرفض أن يقع باسم حرية الرأي والتعبير الاعتداء على معتقدات الناس ومقدّساتهم مهما كانت ».

خصم من أجرة أساتذة التعليم العالي

قالت مصادر نقابية إن مصالح وزارة التعليم العالي قامت بخصم أجر يومي الإضراب 19 و20 نوفمبر 2007 لكافة المدرسين الذين شاركوا في الإضراب.

ويذكر أن أساتذة التعليم العالي كانوا قد نفذوا إضرابا عن العمل لمدة يومين للمطالبة بعدّة مطالب نقابية.

المجلس الإسلامي الأعلى يدين الصحف الدانماركية

وأدان المجلس الإسلامي الأعلى بتونس إعادة الصحف الدنماركية نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم (ص) وأعرب في بيان عن امتعاضه البالغ من « هذا التصرّف المشين الذي يستهدف استفزاز المشاعر الدينية لمئات الملايين من المسلمين ».

تجّمعات مساندة لفلسطين

انتظمت بمدينة صفاقس خلال الأسبوع المنقضي عدة تجمعات عامة اشرف عليها نقابيون لمساندة شعبنا العربي في فلسطين وللتنديد واستنكار المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني.

تطوير نشرة الأخبار في تونس 7

علمت « الوطن » أنّ الاستعدادات جارية داخل مؤسسة التلفزة التونسية « لتحسين نشرة الأخبار الرئيسية » وعلمت انه تم خلال المدة الأخيرة عقد سلسلة من الاجتماعات بالمسؤولين عن هذه النشرة لضبط التصوّرات والاقتراحات لتطوير النشرة.

المخدرات في تونس

تم خلال الأيام الأخيرة إحباط عمليّة تهريب لكميات كبيرة من المخدرات. هذه العملية طرحت من جديد موقع بلادنا في التجارة بالمخدرات رغم التأكيد أن تونس هي مجرّد معبر لمهرّبي المخدرات.

البريد التونسي يستغني عن 250 عونا

قرّر البريد التونسي الاستغناء عن نحو 250 من أعوانه ممّن انتدبهم كمتربصين.

وعمل هؤلاء الأعوان مدة سنتين في البريد التونسي بأجر لا يتجاوز 207 دينار شهريا.

السيدا في تونس

قالت وزارة الصحة العمومية في بيانات نشرت مؤخرا أن نحو 1428 شخصا أصيبوا بمرض « السيدا » خلال السنة المنقضية (2007).

وأشارت إلى أن معدل الإصابات سنويا لهذا المرض يبلغ نحو 70 حالة سنويا، خلال السنوات العشرة الأخيرة .

« مؤتمر توحيدي »

يعرف الاتحاد العام لطلبة تونس منذ مدّة جدلا داخليا استعداد للمؤتمر التوحيدي المزمع عقده قريبا… وموضوع هذا الجدل هو انسحاب بعض الأطراف السياسية من « مسار التوحيد ».

ولادة خارج الزواج

كشفت أرقام حديثة أن تونس تشهد سنويا نحو 1060 ولادة خارج إطار الزواج وان سنة 2005 عرفت نحو 2126 عملية إجهاض.

الجزائر ترفض تدخل السفير الأمريكي في شؤونها الداخلية

دعت الحكومة الجزائرية السفير الأمريكي في الجزائر روبرت فورد إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية في إشارة إلى لقاءات أجراها هذا السفير مع الأحزاب السياسية الجزائرية وجمعيات المجتمع المدني وأبدت الحكومة الجزائرية امتعاضها من حشر أمريكا أنفها في الوضع السياسي  المحلي لا سيما ما يتعلق بالتعديل المرتقب للدستور بقصد ترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية ثالثة..

. 56% من التونسيين يدخّنون !

كشفت دراسة حديثة حول مستوى استهلاك التبغ في تونس، أن 56% من التونسيين يدخّنون  منهم 2,5 % نساء، وان تونس تحتل المرتبة الخامسة عربيا في استهلاك التبغ.

وحسب هذه الدراسة فان 14 % من شباب تونس يبدؤون التدخين قبل السنة 16 من العمر

الله اكبر

يتقدم الاتحاد الديمقراطي الوحدوي بأحر التعازي للأخ إبراهيم حفايظية في وفاة عمه.

ولعائلة الأخ تميم الحمادي عضو المكتب السياسي الموسع لحزب الوحدة الشعبية.

ويدعو الله أن يتغمد الفقيدين بواسع رحمته ويرزق أهلهما وذويهما جميل الصبر والسلوان.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

(المصدر: صحيفة « الوطن » (لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) العدد 26 الصادر في 14 مارس2008)

 

تحرير سعر « الخبزة » إشاعة أم حقيقة!

تونس/الوطن نفت مصادر مطلعة « للوطن » أن تكون هناك نية لرفع الدعم عن الفرينة وتحرير سعر الخبز، وقالت إن الأمر إشاعة. وقد تردد خلال المدة الأخيرة أن هناك توجها لتحرير سعر الخبز خاصة في بعض المناطق السياحية. وقالت المصادر ذاتها « للوطن » أن الأمر يتعلق باستشارة تجريها وزارة التجارة منذ فترة، موضوعها تنظيم القطاع ومن ضمن المقترحات التي قدمت خلال هذه الاستشارة ضبط مصادر تزويد « الخبازة » من الفرينة وأيضا إمكانية أن تتخصص بعض المخابز في إنتاج « الخبز الكبير » وأن يتم إنتاج « الباقيت » في المخابز التي تنتج المرطبات. وأضافت المصادر ذاتها أن الهدف من هذه الاستشارة هو تنظيم القطاع العام خاصة بعد الملاحظات الواردة على المصالح المعنية والتي تشير إلى وجود « خلل » ما تسب أن تكون « فواضل » الخبز منتشرة إلى جانب أن مسالك توزيع الفرينة في حاجة إلى مزيد الضبط خاصة أنه لوحظ وجود عدة تجاوزات. (المصدر: صحيفة « الوطن » (لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) العدد 26 الصادر في 14 مارس2008)


بطالة أصحاب الشهائد العليا 50% من التقنيين الساميين وحاملي الماجستير عاطلون عن العمل

 

 
نور الدين المباركي تونس/الوطن نشر الموقع الإلكتروني للبنك الدولي يوم 5 مارس 2008 تقريرا حول بطالة أصحاب الشهائد العليا في تونس، وتضمن هذا التقرير عدة أرقام تشير كلها إلى أهمية هذه المعظلة وخاصة تطورها خلال السنوات الأخيرة.  » لا تستثني البطالة أية فئة من حاملي الشهائد، مما يعني أن البطالة تظل مشكلة مهمة في صفوف خريجي الجامعات الجدد حاملي الشهائد… » وتعرض التقرير أيضا إلى الصعوبات التي تعترض الخريجين الجدد للالتحاق بالشغل سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص. أهمية هذا التقرير تكمن في كونه يضع الإصبع على مشكلة حقيقية وهي أن عددا من الشعب الجامعية مازال خريجوها يجدون صعوبات حقيقية في الحصول على شغل… وفيما يلي أهم ما جاء في هذا التقرير: بطالة تسري أكثر فأكثر جاء في التقرير أن البطالة في تونس بدأت تسري أكثر فأكثر في صفوف الأشخاص ذوي المستوى التعليمي العالي و » يرجع ذلك أساسا لأعدادهم المتزايدة، حيث تضاعف عددهم تقريبا في عشر سنوات، فبلغ 336 ألف خلال سنة 2006/2007 مقابل 121 ألف سنة 1996/1997. » ونبه التقرير إلى أن البطالة « لا تشتثني أية فئة من حاملي الشهائد (…) ولا سيما لدى أولائك الذين ينتمون لمسلك قطاع الخدمات وهي أكثر حدة في صفوف التقنيين العاليين وحاملي الماجستير، إذ قاربت البطالة لديهم 50%. البطالة وملاءمة الكفاءات تحت هذا العنوان الفرعي تعرض التقرير إلى ثلاث نقاط وهي: –         إن خريجي المسالك التي تتطلب فترة دراسية قصيرة والذين يفترض أن تكون لديهم فرص أكبر لولوج سوق الشغل هم في الواقع الأكثر عرضة للبطالة، لكن خريجي المعاهد العليا للدراسات التكنولوجية يتوفرون على حظوظ أكثر بقليل من التقنيين العاليين خريجي معاهد التعليم العالي. –         في أسلاك الخدمات (المالية – الحقوق…) بجميع المستويات التي تخول الحصول على ديبلوم فإن نسب البطالة مرتفعة أكثر حيث تصل إلى 68% في صفوف الحاصلين على الماجيستير في التخصصات القانونية. –         بالنسبة لأسلاك التقنية، فإن مجموعة التخصصات المرتبطة بالفلاحة والزراعة الغذائية تتميز بنسب بطالة مرتفعة أكثر بشكل واضح (ـكثر من 77% بالنسبة للتقنيين العاليين وأكثر من 31% بالنسبة للمهندسين). أين يعمل حاملو الشهائد العليا حسب التقرير فإن العمل المأجور مازال يمثل بالنسبة لما يقارب 71% من الشباب المشغل الرئيسي لخريجي التعليم العالي. ومازال القطاع العمومي الذي ظل يشغل منذ عهود خريجي التعليم العالي، يوفر 52% من مناصب العمل المأجور، ويوفر القطاع الخاص 48% من مناصب الشغل. وأشار التقرير إلى أن أكثر من 23% من الشباب المأجورين يعملون بدون عقد عمل وأن أكثر من نصف مناصب الشغل يتم توفيرها في إطار عقود مدة محدودة. وأشار التقرير أيضا إلى أن الاستقرار في الشغل لا يشمل سوى خمس حاملي الشهائد، وأنه لا يمكن من الولوج السريع والمستديم لمنصب من مناصب الشغل إلا من خمس حاملي الشهائد ويتعلق الأمر على وجه الخصوص بالمدرسين والمهندسين ». وذكر التقرير أن أكثر من 38% من الشباب لم يعرفوا سوى البطالة عند الدخول للحياة العملية، وواجه ثلثا هؤلاء الشباب البطالة خلال الأشهر الثمانية عشر (18) الأولى، وأن ثلثي الشباب حاملي الشهائد لم يحصلوا قط على عمل أو تدريب خلال الشهور العشرين الأولى من حياتهم العملية. و « ظل الشباب حاملي الشهائد عاطلين بعد التخرج من النظام التعليمي ولم يتمكنوا من التخلص منن البطالة لمدة خمسة عشر (15) شهرا. ويمثل التقنيون نسبة مفرطة في هذا المسار المهني… وتابع نحو 19 ألف من حاملي الشهائد مسارات مهنية تتميز بالانسحاب أو عدم ولوج سوق الشغل، مما أدى بالتالي إلى خفض نسبة البطالة.. » وحسب التقرير فإن نسبة الشباب الذين انسحبوا من سوق العمل بلغت 15% « حيث قرروا متابعة دراستهم بعد شهرين أو ثلاثة أشهر من البطالة أو عدم ممارسة نشاط مهني وهذه المدة توافق فترة العطل المدرسية. كما أن نسبة حاملي الشهائد الذين لم يلجوا سوق الشغل تبلغ 4%، و » بعد تخرجهم من النظام التعليمي يظل معظم هؤلاء الشباب بدون نشاط لمدة سنة تقريبا… » * ملاحظة: الأرقام الواردة في التقرير تعود إلى أواخر سنة 2005 وهي مأخوذة من بحث تم إنجازه بين وزارة التشغيل والإدماج المهني للشباب والبنك الدولي.. (المصدر: صحيفة « الوطن » (لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) العدد 26 الصادر في 14 مارس2008)

بطاقة حمراء « تعديل » دُبّر بليل

 
في كل ليلة، ينام أكثر من عشرة ملايين مواطن ملء جفونهم، يسبحون في وطن الأحلام الافتراضي، حيث الرخاء والنماء ورغد العيش..وفي تلك الأثناء يسهر المسؤولون على خدمة النيام، فيضعون مخططات « استحثاث نسق التنمية ودفع عجلة الاقتصاد » .. والأهم من كل ذلك هو السهر على « تعديل الأسعار »..!! حتى إذا ما استفاق المواطن صباحا وجد سعادة الأسعار « المعدلة » تقتحم عليه فراش نومه وتشلّ حركته، فيستيقظ متثاقلا ولسان حاله يقول « ربي يقدّر الخير وبرّة » ،وعندما يتصل ببعض الإدارات العمومية أو الوزارات لقضاء شؤونه يجد أن « المسؤول غير موجود »، وأن عليه أن يعود السنة القادمة في مثل ذلك التوقيت، فيغتاظ ذلك المواطن الجحود وينسى أن المسؤول قد قضى الليل يسهر على خدمته، فكيف يريد منه أن يسهر طوال الليل « يعدّل » الأسعار ثم يحضر إلى الإدارة صباحا؟؟  خلال الليلة الفاصلة بين السبت 1والأحد2 مارس 2008 سهر بعض المسؤولين حتى مطلع الفجر مستنفرين يصوغون المعادلة تلو الأخرى،..ويعدّلون ..ويعدّلون إلى أن توصلوا إلى « تعديل » أسعار بعض المواد الطاقية، في انتظار أن يوفقهم الله (في سهرات قادمة) في مواصلة « تعديل » بقية المواد الاستهلاكية الأخرى بما يتلاءم مع ما ستفرزه المفاوضات الاجتماعية القادمة من « تعديل » في الأجور. هذا « التعديل » سوف يوفّر حتما على المواطن عناء التفكير في ما سينفق فائض الزيادة المرتقبة في الأجور..ويجيب عن ذلك السؤال الحارق الذي أثارته إحدى المعلقات الخاصة بالوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة،: »برميل النفط ب100دولار؟؟أش نوة الحل..؟؟ الحل ابتكره المسؤولون الساهرون على خدمة المواطن: « التعديل » المستمر في أسعار المحروقات والغاز!!، هذا الحل يجب أن يفاخر به كل تونسي على اعتبار أن حكومته تكاد تكون الوحيدة بين حكومات العالم التي أثبتت نجاعة خارقة بحلول بسيطة في مواجهة الارتفاع المتواصل لأسعار المحروقات في الأسواق العالمية، بفضل سهر المسؤولين على « تعديل » الأسعار. ورغم كل، ذلك فان هناك بعض « اللّئام والحقودين » الذين يضيقون بسهر المسؤولين ولا يقدرون عناءهم ولا جدوى « التعديلات » التي يدخلونها على الأسعار، فتجدهم يطالبون بما يسمونه العدالة في التعديل، والخوف كل الخوف أن يعلن مسؤولونا إضرابا عن السهر فلا نجد بعد ذلك من « يعدل » لنا الأسعار ونحن نيام!! توفيق العياشي (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 52 بتاريخ 5 مارس 2008 )


هذه مشعوذة(الحلقة الرابعة)

 
هذه الحلقة الرابعة من زيارتي للحكيمة الروحانية التي تكشف المستور و تداوي بالقران… كنت كشفت لكم في الحلقات السابقة البعض من «مستورها» وبقي لنا في الحلقة الثالثة سؤال معلق: «كيف عرفت العرافة كل تلك المعلومات عن خطيبتي؟»…   كنت متأكدا أنها خدعة من خدعها لذلك وجدت نفسي مجبرا على «تعليق» اللقاء الذي حددته معها في منزلي… و كلفني ذلك مبلغا ماليا هاما… حيرني هذا السؤال و أرقني و لم أقع في مأزق مماثل رغم عشرات الزيارات التي أديتها إلى أمثال هذه المشعوذة طيلة 13 سنة… السيدة العرافة سمت صاحبة الصورة باسمها و حددت تاريخ ولادتها و عملها و عنوانها!!! كاد هذا المنعرج يكشف خطتي التي أعددتها لفضح هذه المرأة التي تخدع الناس و تكذب عليهم و «تمارس» كل شيء من أجل المال… صرفت «الحاجة العرافة» على أمل لقائها في موعد لاحق… اتصلت بخطيبتي و ذكرت لها اسم الحاجة «فلينة الفيلاني» فاضطربت و احمرّ وجهها و تلعثمت و حاولت أن أعرف منها سبب زيارتها لها فراوغتني حول سبب الزيارة و لم تنكر ترددها عليها… اطمأن قلبي … و عرفت أن  «المشعوذة» لا تعلم الغيب… و لا علاقة لها «بالناس الأخرى» إذا استغلت المرأة تلك الصدفة التي وضعتها أمام الصورة لتوهمني بقدرتها على كشف المستور كي أجزل لها العطاء… لم أتمالك نفسي و لم أصبر فخاطبت «المشعوذة» بالهاتف و اعترفت لها أنني زرتها لأبين للناس أن أمثالها لا يملكون حكمة و لا يكشفون مستورا و لا يداوون مرضا و لا يسهّلون مكتوبا… غضبت السيدة و طلبت مني أن أزورها مرّة أخرى و سأرى عجبا… ضحكت لأنني رأيت عجبا مع غيرها حيث اعتدوا عليّ بالعنف… صور أسوقها إلى الذين يتعاملون مع هؤلاء المشعوذين صور للدجالين… و العلماء الروحانيون… و الفلكيون… و مروضي الجان… كلهم يبيعون الرياح للمراكب… و يستغلون ضعف و جهل و قلة إيمان حرفائهم ليكتنزوا الأموال… إلى اللقاء في حلقة جديدة مع مشعوذ آخر  
(المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 52 بتاريخ 5 مارس 2008 )


السند تحت شعار  » الصحة للجميع  » مواطن مهدد بالشلل التام.

 
 » جلاية  » أو  » العرعارية  » إسم لمسمّى واحد، منطقة تقع بعمادة زانوش من معتمدية السند ولاية قفصة . منطقة فلاحية، أرضها معطاء لكنها قاحلة، بيوت متناثرة هنا وهناك، ينتظر أهلها من يرأف لحالهم ليخرجهم من حالة الفقر والبطالة التي يعيشونها، وخير شاهد على ما نقول حالة المواطن رابح بن محمد الساسي عرعاري الذي أصبح يتهدده الشلل التام  نتيجة غياب التغطية الاجتماعية وإهمال تواصل لمدة 8 سنوات كاملة من طرف الإدارة الجهوية للشؤون الاجتماعية والتي وإن سلمته بطاقة إعاقة فهي إمتنعت عن إكمال ملفه الاجتماعي حتى يتمكن من إجراء عملية جراحية باتت عاجلة حسب عديد الأطباء المختصين…  » مواطنون  » تحوّلت على عين المكان لتنتقل وقائع المأساة…عند وصولنا إلى بيت المواطن بمنطقة « العرعارية  » كان أخوه بانتظارنا، واستقبلنا والدته التي كانت هي الأخرى تعاني إعاقة سمعية، رحبت بنا وعلى عادة أهل الريف سارعت بإحضارها ما كان بوسعها إحضاره لنا…  » أعذرني لم يكن بوسعي أن أقف لأرحب بك نظرا لحالتي التي تراها  » هكذا بادرنا السيد رابح بن محمد السياسي عرعاري  وقد يخيل إلى من يراه إنه كهل آخر في أوائل الخمسينات بعد أن أصبحت حالته تسوء من وقت إلى آخر ويسترسل محدثنا في الكلام:  » ما بالعهد من قدم كنت شابا يافعا أشتغل بعرق جبيني في حضائر البناء وفي القطاع الفلاحي وأجتهد صحبة إخوتي من أجل توفير لقمة العيش ورغم حالة الفقر التي نعيشها فدائما كنا نقول الحمد لله… حتى جاء يوما أحسست فيه ببعض الآلام على مستوى العمود الفقري وبدأت قدمي تؤلمني كثيرا ولم أعر الأمر اهتماما واستعملت بعض الأدوية كمسكن للألم ليس إلاّ وكان ذلك منذ سنة 1999 وتابعت علاجي بالمستشفى الجهوي حسين بوزيان حيث لم تتحسن حالتي فوقع تحويلي إلى مستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس في 2002 حيث أقمت به 23 يوما لإجراء التحاليل والفحوصات التي أكدت أن حالتي تستوجب تدخلا جراحيا عاجلا لإنقاذ رجلي اليسرى من الشلل ونظرا لعدم توفر التغطية الاجتماعية طلبت مني إدارة المستشفى بصفاقس تقديم ملف اجتماعي إلى الإدارة الجهوية للشؤون الاجتماعية بقفصة للتكفل بمصاريف العلاج والعملية الجراحية وتمّ تأجيل إجراء العملية رغم تأكيد الإطار الطبي بأنها حالة عاجلة، وعدت إلى قفصة وقمت بكافة الإجراءات المتعلقة بإعداد الملف الاجتماعي ( حجة وفاة الوالد، شهادة في بيان حالة اجتماعية…) ووضعته لدى الإدارة الجهوية  » وماذا جرى بعد ذلك سألت محدثي بعد أن طال صمته، أجاب بالقول :  » لقد تمّ تسويفي ومماطلتي إلى أن شلت رجلي اليسرى مما استدعى منحي بطاقة إعاقة عضوية بتاريخ 14-04-2005، فيما يتواصل تحديد موعد إجراء العملية بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر ورغم تردي الوضع الصحي وترددي على الإدارة الجهوية للشؤون الاجتماعية للتدخل العاجل لإنقاذ صحتي  » وما زاد الأمر تعقيدا تضرر رجلي اليمنى مع نهاية سنة 2007 لكن الإدارة الجهوية لم تحرك ساكنا ودأبت على نفس نهج المماطلة والتسويف رغم الوضع المادي المزري للعائلة والتي تفتقد لأي دخل قار فقد تكفل إخوتي مشكورين بعرضي على طبيب خاص بولاية قابس بتاريخ 25/02/2008 يؤكد تدهور صحتي وأن الشلل التام أصبح يهدني إذ أن رجلي اليمنى أصبحت مصابة هي الأخرى ولا بدّ من إجراء عملية جراحية في أقرب الآجال  » هل قمت بمراسلة كلّ السلط المختصة؟ سألت محدثي وإن كنت على يقين بأن الأمر لا يغير شيئا. أجاب بالقول:  » راسلت كلّ السلط الجهوية ووجهت مراسلة إلى رئيس الجمهورية ولم أتلقى أي ردّ على يومنا هذا  » وأرسلت أيضا رسالة إلى … » ابتسم ابتسامة وسكت عن الكلام المباح… وهنا يتدخل شقيقه بالقول إنه كان يشتغل في العاصمة وإن لم يكن الشغل في مستوى معين فإنه كان يفي بالحاجة لكن أمام تدهور صحة شقيقه لم يجد آخر حلّ آخر حتى يتفرغ لرعاية أخيه ومرافقته إلى المشفى ويختم بالقول:  » أمام الوضع الصحّي المتدهور لشقيقي والشلل التام الذي أصبح يتهدده وعائلتي التي أصبحت تعيش وضعا نفسيا وهي ترى فلذة كبدها مقعدا وعاجزا عن الحركة ويقابل هذا الوضع بتجاهل تام من أولي الأمر فإننا نحمل كلّ المسؤولين ما ينجر من مضاعفات صحية لشقيقي حتى لا نلام على ردة فعل تكون في بعض نظر البعض غير محسوبة العواقب. لا ظلم لا قهر لا استبداد بعد اليوم والصحة الجميع إلتقاهم أبو ياسين (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 52 بتاريخ 5 مارس 2008 )


جامعة الزيتونة التونسية تعقد ندوة علمية تنويرية عن علمائها

 

نظّمت الجامعة الزيتونية في تونس ندوة دولية عن التنوير عند علماء الزيتونة في النصف الأول من القرن العشرين أيام 12 و13 و14 مارس/ آذار الجاري.

 

وشارك في الندوة التي عقدت في معهد الحضارة الإسلامية، عدد من المحاضرين من تونس والجزائر والمغرب.

 

وتناولت الدراسات المقدمة عددا من القضايا تتعلق بحجم ذلك التنوير المتحدث عنه ولماذا يبقى سؤال التنوير مستمرا إلى اليوم؟ وهل واصلت النخبة الزيتونية والتونسية العمل التنويري الذي انطلق في بداية القرن الماضي؟ أم أنّ عنوان الندوة دليل على توقف التنوير في منتصف القرن الماضي، مع إلغاء التعليم الزيتوني من قبل دولة الاستقلال على يد الرئيس السابق الحبيب بورقيبة؟

 

دور بن عاشور

 

وتمحورت معظم المداخلات حول تراث الشيخ محمد الطاهر بن عاشور كأهم شخصية قادت التجديد من جانب علماء الزيتونة. وفي هذا الصدد أكد الدكتور كمال عمران في محاضرته أن أفضل ما قرأ في التجديد يعود للشيخ ابن عاشور.

 

لكنه أضاف أن عالم الشرع اليوم أصبح في مرتبة أدنى من مرتبة المثقف، وذلك لأن عالم الشرع لم يواجه عصره بمنطقه، والخلل يعود لكون التمكن من العلوم الإنسانية أصبح قضاء وقدرا يكتب على كل من يتصدى للتفكير الحضاري ولطرح الأسئلة الكبرى وهو ما يفسر غياب الفقهاء الجدد، حسب تعبيره.

 

من جهته اعتبر أستاذ الفلسفة المغربي محمد وقيدي أن أزمة التقدم عند العرب تعود لتأخر مفاهيمي يعكس تأخرا تاريخيا. فالغرب وعى بالتقدم وهو قائم، أما الواقع الذي كان سائدا عند ظهور التفكير الإصلاحي لدى العرب فكان التأخر سيمته أي أنه جرى تسمية الأشياء قبل ولادتها مما يجعل التفكير فيها صعبا وعلامة على أزمة، على حد قوله.

 

وقال إن المفكرين الذين كانوا سياسيين أدركوا الواقع من وجهة أحادية، ذلك أن الفئة الحاكمة لما تزعزعت الأمور من حولها كان همها حفظ السلطان والهيمنة على التراب، أي التجديد العسكري دون الانتباه إلى مظاهر التجديد الأخرى.

 

وتساءل طالب من مالي متى يعود للزيتونة إشعاعها ودورها الذي توقف وتعطل في شمال أفريقيا، وقال إن الاحتفاء بابن عاشور لا يتوقف عند إبراز قيمته العلمية فقط بل بمواصلة جهوده النهضوية.

 

وفي هذا السياق اقترح الأستاذ سامي براهم إنشاء فريق بحث لتحقيق الأعمال المخطوطة للشيخ ابن عاشور. ودعا محمد وقيدي إلى إنجاز ملتقى يبحث في الفكر التنويري بشكل مقارن في بلدان المغرب العربي.

 

وشارك في الندوة عمار الطالبي من الجزائر ومحمد وقيدي وأحمد قوّال من المغرب، ومن تونس كمال عمران وعبد الرزاق الحمامي وفتحي القاسمي وجمال الدين دراويل وسامي براهم وخالد الحمروني ومحمد العربي بوعزيزي وحسن القرواشي ومحمد الشتيوي ومحمد الكحلاوي ومنصف شعرانة.

 

(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 15 مارس 2008 نقلا عن وكالة قدس برس إنترناشيونتال)

 

العقل في التاريخ.. منابع إسلاميات محمد أركون (1)

 
 
 محمد المزوغي  

مِن الجدير الثناء على المفكرين العرب المحدثين وشُكرهم على كلّ ما قدّموها لنا مِن إبداعات علميّة وأدبية نحن الآن في أمسّ الحاجة إليها. لقد كان العالم العربي في يوم ما هو العالم الذي يُنتِج المعرفة ويُروّج لها خارج حدوده، ولكن مُنذ قرون خَلت، انقطع هذا المَدّ العلمي وسَكَنت روح الإبداع والمبادرة، وأصبح العرب عالة على الأمم الأخرى. وحتى التراث الإسلامي لم يُدرَس بكفاءة علمية متجرّدة إلاّ من طرف الغربيين، ومَكَث العالم العربي خارج حلقة الإنتاج المعرفي حتى في المجال الذي يخُصّه هو بالذات. لكن مفكرينا المحدثين، واعين بهذا النقص المعرفي الفادح، شمّروا على سواعدهم وبادروا هم أنفسهم بإنتاج المعرفة، وتحرير التراث العربي الإسلامي من احتكار العلماء الغربيّين. هذا عملٌ يُحمدون عليه، ولا يمكن إلاّ أن يُثلج صدر الإنسان العربي الذي يَبغي الإستقلال في إنتاجه النظري، والمساهمة في تقدّم المعرفة الإنسانية. لكن خَيبة الأمل تتربّص بنا من كلّ الجهات، ذلك حينما نعلَم أن المشروع النظري لبعض أولئك الرجال، هو ليس إلاّ استنساخا وتطبيقا لمشروع أُنتج في العالم الغربي ـ الذي يدّعون التخلّص منه ـ وهو في جوهره مشروع تَحُوم الشكوك حول مدى جِدّته العلمية وتقدّميته.

لا أودّ المبالغة إن قلتُ بأنها الكارثة التي أجهزت سواء على تلك القصدية النهضوية، أو على المشروع المعرفي ذاته. في هذا الإطار، كاتب هذه السطور يُدرج فكر محمد أركون ومُجمل انتاجاتها الفكرية القديمة والحديثة منها. ولكي لا يبدو حُكمي هذا متعسفا على رجل حاز شهرة كبيرة وعلا صيته في الأوساط الأكاديمية، سأعمد إلى البرهنة على ما أقوله بالدليل والحجة، مُتقيّدا بنصوص أركون لا أحيد عنها بالمرّة.

1 ـ أركون في دنيا الإسلاميات:       من يَودّ التعرّف على جوهر مشروع أركون ومنهجيته في قراءة التراث ومقاربته للعقل الإسلامي فإن أركون ذاته يُقدّمه له بهذه العبارات: « إن مشروعي في نقد العقل الإسلامي يتمايز عن كلّ ما عداه … فأنا أهدف إلى نقده بطريقة تاريخية، وليس بطريقة تأملية، تجريدية، سكولاستيكية…إن مشروعي هنا ينخرط ابستيمولوجياً في العُمق، بل وفي عمق العمق، ويختلف بالتالي عن كلّ مشاريع الفكر1». الفكرة المحورية هي أن نقد أركون للفكر الإسلامي هو نقد تاريخي بعيد عن التجريد، ومشروعه يختلف عما سواه من المشاريع الفكرية، نظرا لشموليته وعمق نظره. وهو يعترف بأن المشروع الذي اضطلع به لم يعهده عند المستشرقين ولم يَعثر عليه عند الدارسين العرب المحدثين؛ إنه مشروع معرفي جديد، فذّ وفريد من نوعه: « لم يَعتَد مؤرّخ الفكر على أن يجمع بين كلّ هذه الاهتمامات (الهموم)، ويفتتح كلّ هذه المنظورات، ويتابع كلّ هذه المهمّات في نفس الحركة الواحدة من الفكر والكتابة2». وبكلّ تواضع يعترف أركون بصعوبة تحقيق مآربه العلمية وإمكانية استكمالها في وقت قصير: « المشروع شديد الجدّة وشديد التعقّد إلى حدّ أنه يتعذّر انجازه تماما منذ المحاولات الأولى3». ومع ذلك فإن هذه الصعوبات لم تكن لتفقده الثقة بالنفس والإقدام الفكري ومحاولة إيضاح المسائل العويصة: يكفي أن الرجل يؤكد على حِرصه « الإلتزام بمبادئ المعرفة العلمية واحترام حقوقها مَهما يكن الثمن الإيديولوجي والبسيكولوجي والإجتماعي الذي ينبغي دَفعَه للقيام بذلك ( أو نتيجة القيام بذلك) باهظا4».

ولكن، أكثر ما يحرص عليه أركون هو التركيز على تَفرُّد آفاقه النظرية وجدّتها وتفوّقها على ما عداها من المشاريع الفكرية الأخرى، علاوة على طُول نَفَسها، وتشعّبها وغورها في حقول فكرية مختلفة. فهو لم يَترك شيئا من إنتاجات الروح إلاّ وأخضعه للفحص العميق والدرس المتأني، وأحاط بكلّ جوانبه، بما في ذلك الأعمال الأدبية البَحتة: « إن هذا البرنامج الضّخم من التفحّص والبحث المُتمثّل في فَهم كل المنتجات الثقافية العربية (بما فيها الأدب بالمعنى الصرف للكلمة) من الناحية السوسيولوجية والأنتروبولوجية والفلسفية هو الذي أحاول تنفيذه والإحاطة به. إن هذا البرنامج يختلف عن برنامج بروكلمان وفؤاد سيزغين المتمثّل فقط في جرد المؤلفات العربية وإحصائها. إنه برنامج نقدي بمعنى دراسة شروط صلاحية كلّ المعرفة التي أنتجها العقل ضمن الإطار الميتافيزيكي (هكذا sic,) والمؤسساتي والسياسي الذي فرض عن طريق ما كنت قد دعوته بالظاهرة القرآنية والظاهرة الإسلامي5».

ما هي المصادر الأساسية التي رجع إليها أركون لتحقيق مشروعه هذا؟ وما المناهج التي اتّبعها لقراءة التراث الإسلامي وتأويله؟ ليس من السهل الإجابة عن هذه الأسئلة، لأن أركون لم يُقرّ صراحة بدَينه الكامل للثقافة التي هي أقرب إليه من غيرها، أعني الثقافة الفرنسية، لقد استخدم أطروحاتها ومقولاتها واستعار مناهجها، ولكنه في فترة لاحقة أنكر ذلك بشدّة وادعى أنه لم يُسقط على الإسلام طُرق تفكير مغايرة له.

لكن المُتتبع لفكر أركون والمطلع، عن كثب، على مجمل انتاجاته النظرية يستطيع بسهولة أن يحدس الحقيقة التالية، وهي أن مصادره الأساسية لا تتعدى مجال الفكر الفرنسي، وما يُدعّم ذلك هو التطابق الواضح بين أطروحاته الفكرية، وخلاصة أعمال أولئك المفكرين التي امتمدّ تأثيرها من السبعينات إلى آواخر التسعينات من القرن المنصرم. والسّمة المميّزة لتلك التيارات الفكرية التي رجع إليها أركون، هي اللاعقلانية ومُعاداتها، حتى الموت، للعقل النظري والتنوير. إنها تيارات فكرية رسّخها بعض الفلاسفة الفرنسيين مِن أتباع نيتشه وهايدغر، الذين ركّزوا نقدهم على العقل العلمي التنويري لزعزعة أسسه المنطقية والتقليل من شأن أهدافه التحرّرية، فاتحين المجال لكلّ أصناف اللاعقل، مِن الجنون حتى الشعر والخيال والأسطورة، بوضعها على قدم المساوات في إنتاج المعنى من العلوم والفلسفة6. لقد تلقّف بعض المثقفين العرب، ومن بينهم أركون، هذه الأفكار، وركّزوا عليها تحاليلهم وأعطوها أهمية تفوق قيمتها الفعلية، وتِلكُم كانت أمّ الكوارث. ويمكن اختزال هذه المواقف في بعض المبادئ التي أجمعت عليها كلّ تلك الفرق:

العَداء، الضمني أو الصريح، للعقل والعقلانية والحطّ من قيمة مبادئ التنوير ومعارضتها لا لشيء إلاّ لأنها تركّز أساسا على إرادة التخلّص من الدين ومن أسْر الأسطورة والخرافة والفكر اللاعقلاني ككلّ. ردّ الإعتبار للدين والوحي والأسطورة والشعر والخطابة وإدماجها في لعبة العقل أو إدماج العقل ذاته في لعبة اللاعقل7. العداء للتاريخ الوضعي ومهاجمة المستشرقين ورفض العلمانية، أعني فكرة فصل الدين عن الدولة، واعتبارها كارثة على المجتمعات البشرية. إعادة تأهيل ما يسمّى بالكتب المقدّسة والإدعاء بحيازتها على معنى روحي متعالٍ، وبأن ذلك المعنى يُمكن سبره عن طريق دراسته دراسة بنيوية، سيميائية لسانية. النّسبويّة، والسّياقية والسلطوية: ليست هناك حقائق ثابتة يمكن للعقل أن يتوصّل إليها وليست هناك أخطاء يقدر على كشفها وتصحيحها، بل كلّ الآراء قد تتساوى إذا ما وُضعت في سياقها وانسجمت مع مقدماتها. ثم إنّ غياب المعيار الذي يَفصل بين الصواب والخطأ يجعل من كلّ حقيقة وكلّ إنتاج نظري أمورا مربوطة بالذات، يعني بإرادة القوّة وبالسلطة التي ترغب في تمريرها على أنها كذلك. الإزدواجيّة في الرأي وعدم الثبوت على فكرة واحدة ونقض المواقف السابقة وتقديم تعريفات وضمانات منهجية ثم خرقها أو إضعاف مفعولها وزحزحة المصطلحات عن معانيها الثابتة، ثمّ الساديّة (sadisme) في الكتابة، أعني الإطالة والثرثرة والتقعّر. يمكن أن نعدّد الكثير من « المُسلمَات » الأخرى التي بُنيَت عليها تلك النظرة العدمية ولكننا نرى أنه من الأجدر الاكتفاء بهذا القدر والعمل على ربطها بنصوص محمد أركون.

2 ـ أركون بين التراث والتجديد:

      إن قارئ أركون يتفطّن منذ البداية إلى أن الرجل في دراسته للفكر الإسلامي وللقرآن خصوصا يُريد لأعماله أن تكون مغايرة لصنفين من المقاربات النظرية: الصنف الأوّل يشمل كلّ التفاسير القديمة الموروثة وصولا إلى التفاسير الإسلامية الحديثة، والتي تتميز بإطارها المعرفي العقائدي الدوغمائي8، والأخرى هي المقاربة الإستشراقية التي تعتمد التجرّد والموضوعية والسرد التاريخي للإحداث والتثبّت من صحتها، وذلك باستعمال المنهج الفيلولوجي والتحليل النقدي الوضعي.

المنهج الذي ارتآه أركون لدراسة الخطاب الديني هو منهج التحليل والتفكيك، وليس الهدف منه هو هدف عقائدي، كما الحال عند المؤمنين، ولكن أيضا ليست غايته منازعة الدين وشطبه من مجال الفعاليات البشرية، كما فعل المستشرقون، بل إنّ: « تحليل الخطاب الديني أو تفكيكه يتمّ لا لتقديم مَعانيه « الصحيحة » وإبطال التفاسير الموروثة، بل لإبراز الصفات اللسانية اللغوية وآلات العرض والاستقلال والإقناع والتبليغ والمقاصد المعنوية الخاصة بما أسميته « الخطاب النبوي »9».

التفكيك والنقد، عند أركون، لا يؤدّيان أساسا إلى استخراج أيّ مَعنى يُشفي فُضول القارئ ويَنزع عنه حِجاب الأوهام التي دامت قرونا من الزمن؛ وليس من مشمولات عَمله نقد التفاسير القديمة وإظهار بطلانها أو إجحافها، بل إن الرجل ـ مُنذ البداية ـ يُعلن أن هدفه يقتصر فقط على إبراز الصفات اللسانية اللغوية للخطاب النبوي، أي للقرآن.

حقّا هذا قليل! قليل جدّا، بالمقارنة مع عظم مشروعه وضخامة برنامجه النظري، الذي ما فتئ يتباهى به في كلّ كتاباته. بل إن أقوال أركون هي دليل على اليأس من الحقيقة، وعدم البَتّ في شيء والتملّص من مهمّة النزول إلى التفاصيل وسبر أدبيات التفاسير الموروثة التي تَرَبّت عليها أجيال عديدة والتي، بمعنى ما، مَزجت الأساطير والخرافات بالواقع وحاولت البرهنة على قدُسية النصّ، وإخراجه من حيّز الزمان والمكان. وهذا الأمر ـ مِن وجهة نظر موضوعية متجرّدة من أي همّ ديني ـ لا يَرجِع في النهاية إلى تلك التفاسير بحدّ ذاتها، ولكن إلى النصوص الدينية التي تندرج في إطار نظرة أسطورية لاعقلانية للأشياء. أركون لا يَبُتّ في شيء ولا يرغب في تقديم أي تفسير علمي أو موضوعي للقرآن. لكن هذا لا يعني أنه اختار لنفسه، ما يُسمى في أدبيات الفينومينولجيا،  » تعليق الحكم » ريثما تتبيّن عنده الأمور بعد التعمّق في البحث والتحليل، بل إن مواقفه الغير محدّدة تخضع، في أساسها، إلى خيارات نظريّة مُسبقة، ولها أبعاد إبستيمولوجية انتُقيت بدقّة. ولقد بَقي الرجل صامدا، معتصما بنهجه هذا ولم يتزحزح عنه قيد أنملة منذ عقود: الأضداد غير موجودة، والثنائيات المتضادة مثل « العقل/ الإيمان، قانون الوحي/ قانون بشري وضعي، حقيقة /ضلال، صواب/ خطأ، خير/ شرّ، معنى مجازي/ معنى حقيقي» هي الآن، حسب أركون « في طريقها للإمحاء والتجاوز10».

هذا ما قاله في الثمانينات من القرن المنصرم، ثم رَدّده على مسامعنا، إسوة بالنيتشويين الفرنسيين، في أواخر التسعينات، دون ترّيث أو مراجعة أو حتى بصيص من النقد. يقول في كتابه المتأخر  » قضايا في نقد العقل الديني »: « وقد استمرّ العقل الحديث قبل مجيء ماركس ونيتشه وفرويد في استغلال تلك المزدوجات الثنائية الضدّية التي طالما استغلّها الفكر القروسطي حتى شبع منها. أقصد بذلك المزدوجات التالية: خير / شر، صحيح / خاطئ، جميل / قبيح، مادّي / روحاني، فان / باق، حلولي أو مثولي / منزّه أو متعال…إلخ11». لم يكتف العقل الحديث بهذا الإرث القروسطي بل إنه أضاف إليه متضادات أخرى « تاريخي / أسطوري، مقدّس / دنيوي، ديني / سياسي، كنيسة / دولة، روحي / زمني…إلخ12».

كل من يبحث عن الحقيقة ويبغي تجاوز التناقضات، أو يرغب في حلّ الإشكالات والبتّ عقلانيا في أيهما أصحّ القضية أم النقيض، هو قروسطي. هذا كلام مُحيّر حقّا، بل إنه خطير جدّا على الإنتاج المعرفي، لأن مواقف من هذا القبيل لا تؤدّي، في نهاية المطاف، إلاّ إلى نوع من العدمية النظرية واليأس من طلب المعنى والإستسلام إلى الريبية في معناها الأكثر شراسة.

هل يعني ذلك أن أركون رجل تنعدم عنده الحقائق ودوغمائي في تشبثه بهذا الرأي؟ أم أنه يفتح مجالا للإيمان مُنبطحا كلّياّ على مواقع دينية إيمانية؟ لا يمكن أن نقرّر ذلك أو ننفيه مسبقا. فالرجل ينقد بجدّ الأدبيات الإسلامية القديمة والحديثة التي تُكَفّر الملل والأديان الأخرى وتقسم البشرية إلى معتنقي الدين القويم، الناجين وإلى ضالّين وزائغين. إن أصحاب هذه الفكرة، يقول أركون: « ما كان في إمكانهم أن يتحرّروا من النظرية اللاهوتية القائلة بالدين الحقّ من جهة وبالنحل والأهواء الضالة من جهة أخرى13». وهذه النظرة الإقصائية لا تخصّ الدين الإسلامي وأصحاب الكلام، بل هي سِمَة مستقرّة وثابتة تميزت بها ذهنية كلّ الأديان التوحيدية. فعلا، لقد « شاعت هذه الذهنية في اليهودية والمسيحية والإسلام» وهذا أمر خطير للغاية والأخطر منه هو أن هذه النظرة الإقصائية « قد أيَّدت ولا تزال تُؤيد وتُعطي المشروعية لحروب متتابعة متجدّدة في كلّ زمان ومكان14».

هذا صحيح؛ الأمر بيّن للعيان، ومَن يقرأ الكتب المقدّسة فإنه لا يتمالك من أن يَنزَعِج أمام تلك الشُّحنة المستقرّة من العنف اللفظي في حقّ من لا يؤمن بالدين الحق، ولا يتّبع ما جاء به الأنبياء، وبالتالي لا يبقى لمن خرج عن تلك المنظومة الإيمانية إلاّ الإستتابة أو الإقصاء والتقتيل. إنه التعصّب الديني الإيماني بعينه، وهو أمر مربوط باللاعقل أساسا وباعتقادات وخرافات وقناعات ماورائية في تضارب مع أسُس العقل التنويري ومع شمولية مبادئه. ومن الواضح أنه على هذا الأساس يمكن القول، دون إجحاف، بأن الأطراف المسؤولة عن التعصّب الديني هم بالدرجة الأولي حاملي تلك الرسالة وكُتبهم أو مَن دوّنها عليهم، والتي يكفي فقط أن يَطّلع عليها المرء بعين ناقدة، حتى يصطدم بتلك البداهة.

ولكن أركون له بداهة أخرى وتصوُّر مُغاير للأشياء: المسؤولية، حسب رأيه، يَتقاسمها التديّن وعقل الأنوار والحداثة على حدّ سواء؛ هذا على الرغم من أنه يعترف بأن التنوير قد عارض التزمت والعصبية الدينية ونادى بالتسامح، لكن كلّ هذه الميزات لا تشفع له اطلاقا، إذ أنّ عقل الأنوار: « الذي دعا إلى التسامح وحارب العصبية الدينية والطائفية والدوغمائية والإنعكاف على « مصالح » الأمة أو الملّة ورفض كلّ ما هو خارج عن تلك « المصالح »، أقول من الملاحظ أن تلك الحداثة الفكرية فشلت في تعميم « الأنوار » الحديثة والتخلّي عن ذهنية التحريم أو التكفير والحروب الدينية وإحلال ذهنية الأنسنة المتفتحة محلّها15». وما السبب في ذلك يا ترى؟ وفيمن يُخاطب أركون؟ وهل أن التنوير، بمبادئه العقلانية وتشريعه لحقوق الإنسان، وتوقه لتحرير الوضع البشري من الاضطهاد والقمع والظلم والخرافة، هو المتّهم، أم أن المُتهَم الرئيسي هو الحركة المضادّة والرجعية التي تبغي المحافظة على الأشياء كما هي وقهر الإنسان وتأبيد الأسطورة واللاعقل؟

بناء على أسُس ابستيمولوجيا أركون يبدو أن التنوير هو المسؤول عن ذلك، ولا دخل للذهنية الدينية الدغمائية، لأن الرجل ـ كما سنرى لاحقا ـ يعارض العلمانية، التي هي نتاج التنوير، ليس معارضة فكرية منطقية، بل يَسبّها جِهارا ويَحتقر معالمها. أما بخصوص العلّة التي أدت إلى فشل الأنوار16 في الوفاء بوعوده فهو يُرجعها إلى أن: « العقل الحديث لم يتقيّد بتعاليم الأنتربولوجيا الحديثة [المتأتية من الغرب]، وإنما اكتفى منذ القرن التاسع عشر بالغرب وحصر نفسه فيه17». هل فعلا هذه هي العلة الكافية لتفسير تلك التهمة المُفتَعلة، أعني عدم وفاء الأنوار بعهده في تحرير الإنسان؟ وكأنّ الأنثربولوجيا هي المخلّص وكبش الفداء في نفس الوقت، علاوة على أن هذه المأساة تدور دائما في الغرب. فالأنثربولوجيا الحديثة المحمودة ـ حسب أركون ـ متأتية من الغرب أما تلك المذمومة، أعني الأنثربولوجيا « الغرب ـ مركزية »، فهي أيضا واردة من الغرب. الكلّ يَعلَم أن الذين نقدوا الأنثربولوجيا الإستعمارية وتفطّنوا إلى أرضيتها العنصرية التفاضلية هم من العلماء الغربيّين، وقد تصدّوا لها وفندوا مزاعمها وجعلوها تتراجع عن مواقفها اللاعلمية. إذن، بِضاعتنا رُدّت إلينا، كما اعترض بعضهم على أركون. أمّا الذين أقدموا على نقد التنوير فهم فصيلة رجعيّة من العالم الغربي حدست المخاطر الكامنة في تلك الثورة النظرية من تحرّر فكري وما يمكن أن تفيده عَمَليا للخروج من الدين وتخليص الناس من الأوهام والخرافات، وقد كانوا، في فرنسا، من زمرة المحافظين الملكيّين ومَن نحا نحوهم من المؤمنين وحرّاس الدين من الإكليروس المتشدّد: ألدّ أعدائهم هو الفكر العقلاني والتنوير والمادية، ومبادئ الإنسانوية والمساواة والكلية، وهي مبادئ، إن فُعِّلتْ على أرض الواقع، فإنها ستَقضي على أساطيرهم الدينية وتُدمّر معالمهم التفاضلية الهرمية، أعني عنصريتهم في التعامل مع الخلق. إذن لا الأنثربولوجيا الحديثة ولا شيء آخر، بل عوامل سياسية واجتماعية وإيديولوجية كلّها مُوجّهة ضدّ الفكر الحرّ وغايتها هي معارضة فكرة انشاء مجتمع علماني خال من الأساطير والخرافات.

      أركون يخاطب الغرب كمؤدّب، ويؤنّبه على استفزازاته تجاه الشعوب الأخرى، لكن الوضعية ليست على أحسن حال في العالم الإسلامي. فعلا، لقد بقي هذا الأخير « أبعد ما يكون عن ممارسة الفكر الأنثربولوجي بالمعنى الواسع الذي ندعو إليه، من العقل والثقافة والتفكير السائد في الغرب18». الحلّ الوحيد الذي ارتآه، للخروج من التخلف الفكري، هو النهل من ذاك العِلم (الغربي) أعني الأنثربولوجيا، وكما عادة الرجل في مزج همومه الحياتية وسيرته الذاتية في دراساته وتحاليله العلمية يقول: « فقد ألحَحتُ ومنذ سنوات عديدة على ضرورة دراسة العلم الأنثربولوجي وتدريسه. فهو الذي يخرج العقل من التفكير داخل « السياج الدوغمائي المغلق » إلى التفكير على مستوى أوسع بكثير: أي على مستوى مصالح الإنسان، أيّ انسان كان. كما أن العلم الأنتربولوجي يعلّمنا كيفية التعامل مع الثقافات الأخرى بروح منفتحة متفهّمة، وضرورة تفضيل المعنى على القوّة أو السلطة، ثمّ تفضيل السلم على العنف، والمعرفة المنيرة على الجهل المؤسس أو المؤسساتي19».

هذا الإطراء لعلم الأنثربولوجيا الحديث وتنزيهه والإعلاء من شأنه، لا ينبغي أن يَستثير حماستنا أكثر من اللازم، ولا يجب أن يُخيفنا، لأن هناك شُكوك جمّة في أن الأنثربولوجيا، التي يدعو إليها هذا الرجل، أعني أنثربولوجيا ليفي شتراوس ومَن دار مَدارَه، تُخرج الإنسان من التفكير الدغمائي وتعلّم الناس، بالفعل، كيفية التعامل مع الثقافات الأخرى بروح إنسانوية مُنفتحة.

ولكي لا نَبقى في العموميات يجب الدخول في التفاصيل، وآخُذ مثالا عينيا عن ذلك: معلوم أن الثقافة اليمينية في أوروبّا ما زالت على حالها من حيث عدائها للآخر وتشبثها بمواقفها العنصرية، حتى وإن أقلعت أخيرا على إلباسها لباسا بيولوجيا وأصبحت من دعاة التفاضل الثقافي واستحالة تقريبها لبعضها أو اختزال خصوصياتها. ماذا فعلت الأنثربولوجيا، العزيزة على أركون، لمقاومة ذاك المنحى العنصري ولِنَقده؟ لقد فعلَت القليل أو أنها لم تفعل شيئا بل، في بعض الحالات ـ ربّما عن غير قصد ـ دعّمَت ذاك المنحى العنصري التفاضلي وجَذّرته20، وأحد أولئك الذين ساهموا في تدعيمها هو ليفي شتراوس الأنثربولوجي الفرنسي الذي جعل منه أركون سلطة عليا ومن علمه مثالا يُحتذى به.

أجل إن الفكرة العزيزة الآن على اليمين العنصري، أعني « التفاضل الثقافي » أو « عنصرية الإختلاف »، موجودة في فكر ليفي شتراوس. فمفهوما « العرق » و »الثقافة » هما مفهومان متناوبان عند شتراوس، أي ينوب أحدهما الآخر. إن دراستيه:  » العرق والثقافة؛ والعرق والتاريخ » (الأول سنة 1952 والثاني سنة 1971) قُوبلتا باستنكار وتمعّض في أوساط اليونسكو التي نظّمت تظاهرة عالمية ضدّ العنصرية، واستدعت الأنثربولوجي الفرنسي للتحدّث في هذا الموضوع.

ليفي شتراوس لا يرفض مفهوم العرق (Race)، بقدر ما يُعارض فكرة وجود ملكات طبيعية نابعة من العرق ويمكن البرهنة عليها علميا21. ولكي يفسّر الإختلافات بين الناس ارتأى مفهوم الثقافة، كعامل مُحدّد للتفريق بين المجتمعات البشرية: « كما أن ثقافتين أنتجهما أناس ينتمون إلى العرق نفسه يمكن أن تختلفا بقدر ما تختلف ثقافتان تعودان لأناس ينتمون لمجموعات عرقية متباعدة وربّما أكثر منها22». الثقافة هنا عَوّضت الإختلافات البيولوجية التي ركّز عليها العنصريون في فترة تاريخية ما، وأصبحت هي العامل المميّز بين المجتمعات البشرية. هكذا يقول في مقاله لسنة 1971: « عوضا عن التساؤل هل أن الثقافة هي دالة تابعة للعرق أم لا، نكتشف أن العرق…هو من بين مختلف الدوال التابعة للثقافة23». يعني هذا أن مَن يُولد في ثقافة ما فإنه يبقى مسجونا فيها إلى الأبد، و يَجُرّ وراءه إرثه الثقافي المطبوع فيه أينما حلّ « من المعروف أن ابن أية ثقافة مُتضامن معها تضامنا وثيقا كما هو ذلك المسافر المثالي في قطاره. إذ أنه منذ ولادتنا، تُدخل فينا بيئتنا، عبر ألف طريقة واعية وغير واعية، نظاما معقدا من المراجع، المكوّنة من أحكام قيمية، ودوافع مراكز اهتمام»، النتيجة هي أننا « نتحرّك حرفيا مع نظام المراجع هذا24». إن الاختلافات الثقافية والتباعدات بين نظرة كل واحدة منها إلى العالم، تخلق حواجز « لها نفس طبيعة تلك البيولوجية؛ فهي تنتج اختلافات يمكن مقارنتها بتلك التي تقوم بين الأعراق؛ مفضّلة بعض النماذج الفيزيائية عن أخرى، تثبّتها، ثم تنشرها». لقد تحوّل مفهوم الثقافة إلى بديل من ذاك التحديد البيولوجي العنصري، ولكنه حافظ، في نهاية المطاف، على نفس خاصيات العرق التي تسجن الإنسان في حتمية مُطلقة. النتائج التي أخلص إليها ليفي شتراوس، كارثية حقا: لقد أدته النسبوية الثقافية إلى مناهضة الدعوة إلى المساواة والأخوّة وقال بأنها طموح مخيب للآمال: « المطالبة البسيطة بالمساواة الطبيعية بين جميع الناس وبالأخوّة التي يقتضي أن تجمع بينهم، دون تمييز بين الأعراق والثقافات، يحمل بعض ما هو مُخيِّب للفكر25». ليس هناك إنسانية موحّدة؛ وإعلانات حقوق الإنسان غير مقنعة وهي عرضة للإلتباس لأنها « تحمل هي الأخرى في طياتها، قوتها وضعفها باعلانها مثالا غالبا ما يَنسى حقيقة أن الإنسان لا يُحقق طبيعته في إنسانية مجرّدة، ولكن في ثقافات تقليدية26». أما القول بأن تنوّع الثقافات ليس إلاّ عرضا ظاهريّا، لأن مقولة الإنسانية تشترك فيها بالتساوي كل المجتمعات، وبالتالي فإن القاعدة هي المساواة الطبيعية والنشاز هو الإختلاف الثقافي، فإن شتراوس يقذف بهذا الرأي في عالم « التأملات الفلسفية الإجتماعية» التي استسلم إليها الإنسان الحديث. المبدأ الأساسي هو أن يَعي كلّ واحد منّا بأن « الثقافات الأخرى مختلفة عن ثقافته بأكثر ما يكون من التنوّع27». وهذا ما أدى بالأنثربولوجي الفرنسي إلى اصدار حُكمه السلبي على « مناهضة التمييز العنصري »؛ فعلا، إذا كانت الثقافات هي الخصوصيات المحدِّدة للبشر، فإن أي محاولة لتوحيد الإختلافات يؤدي إلى محو ثراء الثقافات وتعدّدها: « لا يمكن أن نُخفي على أنفسنا، رغم أهميته الضرورية والعاجلة في الميدان العملي والغايات الثقافية العالية التي يصبو إليها، أن الصراع ضدّ كل أشكال التمييز [العنصري] يساهم في تلك الحركة التي تجرّ الإنسانية نحو حضارة عالمية، مدمّرة للخصوصيات العتيقة التي لها الأسبقية في خلق القيم الجمالية والروحية التي تعطي معنى للحياة28».

مُدهشة اعترافات شتراوس في محاورة له مع ديديه إريبون (Didier Eribon) الذي نشرها في كتاب بعنوان  » مِن قريب ومِن بعيد  » (De près et de loin). لقد اعترف هو نفسه بأن عمله أحدث فضيحة في أوساط اليونسكو (il a fait scandale à l’UNESCO )، ولا يمكن أن يكون إلاّ كذلك لأن الرجل دافع عن مُنظّر العنصرية المعروف غوبينو (Gobineau) مُدعيا بأن هذا الأخير لم يكن عنصريا أو امبرياليا كما يُعتقد، وكشف لمحاوره حقيقة أن كُتبه تحتوي على الكثير من الشواهد المُقنَّعة (أو المكشوفة) المستمدّة من كتاب غوبينو « لاتساوي الأعراق » (مثلا في آخر صفحات “المدارات الحزينة” وكتاب “أساطير”). فأفكار غوبينو، بالنسبة لشتراوس لا تلعب فقط دور المُصحّح للطريقة الخاطئة التي قرئ بها عمله « العرق والتاريخ »، بل هي الأرضية النظرية التي انطلق منها في كتابته ذاك العمل. (انظر، ديديه إريبون “من قريب ومن بعيد” باريس، طبعة 2001، ص، 206 ـ 207، وانظر أيضا الباحث الإيطالي غروتانيلّي الذي كشف عن عنصرية دوميزيل (Dumézil) و شتراوس في كتابه، إيديولوجيات، أساطير، إبادات (C. Grottanelli, Ideologie, miti e massacri, Palermo 1993, p. 167 – 169). لقد قال بأن اختلاط الأعراق يؤدي إلى الموات الحراري (Entropie) ويسكّن صيرورة المجتمعات، وهذه التخمينات استقاها مباشرة من غوبينو، وحتى رفضه لإمباريالية الرجل الأبيض، التي شرّع لها غوبينو، فهو رفض جزئي إن لم يكن في الحقيقة تسليما مقنعا. فبالنسبة إليه، الرأسمالية (والإمبريالية) هي الدواء الأخير لمرض تلاقح الشعوب، الذي قد يؤذن بتفسّخ خصوصياتها إن لم تحاول حماية نفسها، ولقد قال هذا في النص الذي طلبته منه منظمة اليونسكو لمجابهة مشاكل العنصرية في العالم، أعني « العرق والتاريخ”. الأنثروبولوجي الذي من المفروض أن يكون منفتحا على الآخرين وأن يعي بأن تنوّع الثقافات، لا يحول دون تقاربها وانصهارها، هذا الرجل الذي من المفروض أن يَقِيه علمه، الذي أثنى عليه أركون، أعني الأنثربولوجيا، من السقوط في فخّ الأحكام المسبقة، ها هو ذا يقول بالحرف: « إن الاحتكاكات الوجيزة التي جمعتني بالعالم العربي وَلّدت في نفسي كُرها غير قابل للإجتثاث» (من رسالة بعث بها إلى رايمون آرون)، ونفس هذا الشعور اختلجه إزاء البلدان الإسلامية، واعترف بذلك في « المدارات الحزينة ». لكن الأدهى هو أنه يُبرّر قرفه من الشعوب العربية الإسلامية، ذاكرا نفس الحالة التي انتابت عالم اثنولوجي أمريكي إزاء بعض القبائل من سكان أمريكا الأصليّين.

أنا لا أودّ التشكيك في علم الأنثربولوجيا، أو أتعمّد مصادرة مجهودات العلماء بالكامل، لكننا ينبغي أن نتّخذ الحذر من تلقي هذه الأشياء الغث والسمين منها، واعتبار ذاك العلم طريقا يؤدي بالضرورة إلى الإنفتاح والمثاقفة.

3 ـ عيّنات من مبادئ العقل المُجتثّ:

      ليس هناك عند أركون تفاضل هرمي، في القدرة المعرفية، أو حتى تعارض نظري، بين الإنتاجات الثقافية المختلفة (الأسطورة والخيال؛ الدين والعلم؛ الفيلولوجيا والتاريخ المقدّس…إلخ) بل الكلّ يتكافؤ، ولا يمكن تأصيل أي فكر ولا الثبوت على رأي واحد لأن الأصل لا وجود له. مَدفوع بإحدى التخريجات اللاعقلانية المعاصرة لفلاسفة فرنسيين مثل فوكو ودريدا ودولوز، التي تزعم أن لا شيء يملك في ذاته مبدأ استقراره ولا أصل يمكن تأصيله، فإن أركون تلقّف هذه الفكرة وجَعل منها مدار إشكالاته ومركز همومه النظرية المتحوّلة والمُنقلبَة على ذاتها باستمرار: « أردتُ قبل كلّ شيء أن أنقد مفهوم الأصل وعملية التأصيل، أو بالأحرى الإدعاء لإمكانية التأصيل لفكرة ما، دينية، أم علمية، أم فلسفية، أم أخلاقية، أم سياسية، أم اقتصادية، أم اجتماعية29». إذن ليس هناك حقيقة على الإطلاق وفي أي مجال من المجالات، ومَن كان يَرغب في اكتناه حقائق الأمور، بموضوعية وتجرّد، فإن أركون يُثبّط من عزمه، منذ البداية، ويُشعِره بأنه خاسر لا محالة في أول محاولة للدخول في معمعة الفكر. العقل الإنساني بإمكانه أن يتوصّل إلى الحقيقة إذا مارس عمله طبقا لقواعد دقيقة واتّبع منهجيّة تجريبية صارمة، هذا الإعتقاد هو الذي حرّك العلماء وجعَلَهم ينتجون نظرياتهم العلمية ويكتشفون قوانين الآلة الكونية. لكن أركون يدحر هذا الرأي ويُسميه ادعاءات العقل الكلاسيكي التي كانت سائدة « قبل أن يُنقَد منطق أرسطو…على يَد العلم الحديث30». نحن الآن انتقلنا، على حدّ قوله، إلى مرحلة جديدة، مرحلة « نهاية اليقينيات » حسب عبارة عالم الإبستيمولوجيا البلجيكي إيليا بريغوجين31.

الإنسان، إذن، مُؤطّر في النّسبويّة ومأسور في اللاحقيقة، ودنياه التي يعيش فيها ولُغته ومؤسساته هي سجن مؤبّد لا تترك له فُرجَة للنظر إلى العالم بموضوعية، ولا تُمَكِّنه من استمداد أي نوع من اليقينيات. فعلا، هناك قاعدة معرفية لا مَحيد عنها، إنها قاعدة راسخة في منهج أركون الإبستيمولوجي، تؤطّر آلياتنا الذهنية « وتُلزِم العقل إلزاما مطلقا في جميع إنتاجاته الفكرية والعملية. وهي قاعدة مرتبطة بالوضع اللغوي والمدني والاجتماعي الذي ينشأ فيه الإنسان ويتقيّد به العقل في جميع نشاطاته وممارساته. تقول هذه القاعدة ما يلي: إن كُلَّ جُملة يَنطق بها متكلّم ما بِقَصد التأصيل تُحيل بالضرورة إلى مستويات مترابطة من التفكير والتعبير وإيجاد إلزام للمعنى32». هذه تُسمى في أدبيات الفلسفة « مُفارقة السفسطائي » وهي شبيهة، إلى حدّ ما، بـ »مفارقة الكذّاب »33 (paradoxe du menteur): مَن يَنفي التأصيل فهو نفسه يُؤصّل؛ إذا كان كلّ سلب هو إيجاب ما، فإن نَزْع التأصيل هو بدوره تأصيل. السفسطائي الذي يرفض الإقرار بمبدأ عدم التناقض مثلا، يَعترف به ضرورة حتى في رفضه إياه، لأنه يُثبِتُ بأحكامه وأقواله، وبأفعاله أيضا شيئا ما، حتى وإن كان ذاك الشيء هو رفض تأصيل مبدأ عدم التناقض34. فأطروحة أركون هي أيضا تأصيل لشيء ما، حتى وإن كانت في جوهرها استأصال. لكن أركون لا يعبؤ بدقائق المفارقات الفلسفية، بل إنه يتباهى بتلك النسبوية ويُدعّمها بمقولات الفلسفة المعاصرة التي، حسب زعمه: « ترفض التفكير في الحقيقة بصِفتها مؤصَّلة أو قابلة لتأصيل أنطولوجيا، ومنطقيا ومفهوميا35». إنه عصر جديد هذا الذي دشنَته الفلسفة المعاصرة (على القارئ أن يعلم بأن الفلسفة المعاصرة عند أركون، هي الفلسفة الفرنسية، وليست كل الفلسفة الفرنسية، بل بالتحديد فلسفة نَفَر مِن النيتشويين الهايدغاريين مثل دولوز وفوكو ودريدا وريكور الكارهين للتنوير والعقل والمنطق والعلوم الصحيحة)؛ قلتُ إنه عصر جديد دخلَت فيه الإنسانية حقبة « انحلال الأصول أو تفكّكها، أو.. عصر نِسبية القيم، أو ذاتية التأويلات والتفسيرات36».

المفهوم الكلي المجرّد، والموضوعية العلمية التي تعلو على الذوات الفردية وتُمثّل الشرط الأول لبناء خطاب علمي معقول، لا معنى لها بتاتا لأن ابستيمولوجيا أركون المُبشَّر بها هي « ابستيمولوجيا رافضة لكلّ فكر أصولي أو تأصيلي». والبديل الوحيد عن المعرفة الصحيحة الثابتة هو التأويل، أو بالأحرى، معرفة الأشياء بالنسبة لأركون، تُختزَل فقط في ما أسماه «استراتيجيات تأويل». انظر كيف يهيم هاشم صالح ـ مُترجم أركون ومُؤوِّله ومُروّج أفكاره في جميع أنحاء العالم العربي ـ بهذه الإبستيمولوجيا الفذّة التي تخَلّصت من عُقدة التأصيل، حيث يُعلّق على كلمات أركون قائلا: « الإبستيمولوجيا المعاصرة أو فلسفة العلوم لم تعُد تعتقد بإمكانية تأصيل العقل أو الحقيقة بشكل نهائي. والدليل على ذلك أن الحقيقة تتغيّر، والعقل يتطوّر من عصر إلى آخر37».

لقد دأب أركون على هذا النهج منذ زمن طويل، أعني منذ صدور كتابه  » في سبيل نقد العقل الإسلامي » الذي حُرِّفَت تَرجَمة عنوانه إلى العربية بـ » تاريخية الفكر العربي الإسلامي »، وتمَسّك بنهج التشكيكية الجديدة، بل قُل السفسطائية الجديدة المُحاكية لسفسطائية ميشال فوكو والتي شَهدت رواجا كبيرا في تلك الفترة، ومازالت رائجة إلى الآن في العالم العربي الفرنكوفوني، وأثنى عليها وسمّاها بـ« مَواقف العقل المعاصر وآخر كشوفاته38».

يقول أركون في الكتاب أعلاه: « ليس هناك من حقيقة غير الحقيقة التي تخصّ الكائن الإنساني المتفرد والمتشخص والمنخرط ضمن أوضاع محسوسة قابلة للمعرفة والدرس39». ثمّ إن الحقيقة هي وليدة السلطة كما علّمنا فوكو، الذي يُردّد أركون أقواله على حرفيتها: « إن الحقيقة مُوجَّهة لكي تُعلن وتُنشر ضمن وسط اجتماعي ـ تاريخي يتنافس فيه أناس مختلفون من أجل اقتناص السلطة والسيطرة عليها». أمّا العلوم الصحيحة والمناهج التجريبية فإنها « لا تُعلِمنا شيئا عن كينونة الأشياء وعن كينونة الأفراد الأحياء. وهكذا تنتهي العقلانية إلى الفساد والتلف40».

على الرغم من هذا القالب المُغلَق الذي أحكَم فيه الذات العارفة وختَم به على ملكات التفكير الإنساني، فإن الرجل يدّعى بأن « مَكانة العقل مُشوّشة تماما الآن41»، ثمّ يضيف بأن الفلاسفة فقط « لا يزالون مُستمرّين في النضال من أجل الحفاظ على أولوية التفكير النقدي المتمركز على نظام العقول المفترض وجودها، صراحة أو ضمنا في كلّ تركيبة معرفية42». نحن هنا دائما في مجال السفسطة وأمام تصعيد دراماتيكي للأشياء، لأن الأمر واضح وبديهي، ليس الفلاسفة فقط بل إن كلّ العلماء المختصين وحتى الناس العاديين المُتَنوِّرين، لا زالوا متشبّثين بالعقل ويعتبرونه درعا واقيا ضدّ اللاعقل، وضدّ الهجمات التي تأتيه من طرف ذاك العَجِين الهُلامِي من المُتدينين ومفكري اليمين في كلّ الأمصار.

ليس من الإجحاف القول بأن أركون، مثله كمثل المفكرين المتديّنين، لا يؤمن بالعقل ولا يعترف بمبادئ كلّية، لأنه مُتشبّث بالنسبيّة المطلقة، الشيء الذي أداه إلى تفتيت العقل البشري إلى هباءات لا يجمعها جامع، ولا يمكن وصلها أو إيجاد حتى قرابة نظرية ومبدئية بينها. لقد اكتشف مثلا: « أنّ مفهوم العقل نفسه له تاريخ. فالعقل الذي كان يستخدمه الحَسن البصري ليس هو العقل نفسه الذي كان يستخدمه ابن خلدون. والعقل الذي كان يستخدمه ابن خلدون ليس نفسه الذي استخدمه محمّد عبده. والعقل الذي كان يستخدمه محمد عبده ليس هو نفسه الذي استخدمه طه حسين. وعقل طه حسين ليس هو العقل الذي أستخدِمه أنا شخصيّا اليوم43». كيف يمكن لهذه العقول أن تتواصل إن كانت مختلفة فيما بينها؟ كيف يمكن ذلك إن كانت العقول متحوّلة جذريا وباستمرار إلى درجة أنه في غضون عقد أو عقدين لا يوجد أي تناسب يجمعها؟ إذا كان كلام أركون صادقا فإننا لا يمكن أن نقرأ لِمُفكِّر سبقنا بقرن من الزمن، لا بل حتى بعقد واحد، لأن عقله مختلف عن عقلنا ومجاله النظري بعيد عن مجالنا. وفعلا أركون يؤكّد هذه النسبوية السفسطائية ويردّد أطروحات الإنثربولوجيين الفرنسيين وجَمهرة الفلاسفة أتباع التيار النيتشوي: « العقل ليس شيئا مجرّدا قابعا في الهواء وإنما هو شيء محسوس ومؤطّر بشكل جيّد. العقل ليس جوهرا ثابتا يَخرُج على كلّ تاريخية وكلّ مشروطية. فللعقل تاريخيته أيضا. وكلّ واحد من هذه العقول المذكورة مرتبط بمرحلة معينة من مراحل التاريخ بكلّ معطياتها وأدواتها. إنه مرتبط بالبيئة والمجتمع والحالة التطوّرية للأنظمة الثقافية والمعرفية السائدة في زمن كلّ مفكّر. المفكّر مشروط بقدر ما هو حرّ44». ويقول أيضا: « ولهذا السبب تحدّثتُ عن تاريخية العقل (L’historicité de la raison)، أقصد الطابع المتغيّر والمتحوّل للعقل، وبالتالي الطابع المتغيّر للعقلانية المنتجة عن طريق هذا العقل45».

من الواضح أن خطابات لاعقلانية من هذا القبيل لا تعمل إلاّ على تدمير حبّ الحقيقة وإشعار الناس باليأس من قدرة العقل العلمي على معرفة أيّ شيء وعلى الإطلاق في هذا العالم. ولا يَنفكّ كاتب هذه السطور من التنبيه على أن هذا الصّنف من التفكير دشنَته تيارات لاعقلانية حديثة، وروّجت له ثلّة من النيتشويّين الفرنسيّين، الذين رأوا في الموضوعية العلمية وفي المفهوم المجرّد العدوّ الذي يجب القضاء عليه. لقد قال دولوز إن الفلسفة هي « الحقل المعرفي القائم على إبداع المفاهيم46»، ذلك لأنّ « المفهوم لا يُعطَى وإنما يُبدَع ويجب إبداعه… بقدر ما يكون المفهوم مُبدَعا، فإنه يفرض نفسه. فكلّ ما يرتبط بنشاط إبداعي حرّ هو أيضا ما يفرض ذاته في ذاته بطريقة مستقلّة وضرورية47». هذه أقوال جيّدة على مستوى خطابي شعري، إلاّ أنها على مستوى علمي فهي خُلف لا معنى لها أصلا، لأنّ إطلاق العنان للذّات كي تُبدِع بحريّة ما يروق لها من المفاهيم، دون التقيّد بمعطيات موضوعية والإرتكاز على مبادئ ثابتة، قد يكون إلى الإعتباط والشعريّة أقرب منه إلى الفلسفة والعلم، بل قد يؤدي هذا النهج في التفكير إلى ذاتوية خالصة وإلى نسبية مُطلقة، وهذا فعلا ما يُنَظِّر إليه دولوز بصراحة حينما يقول: « الأوفرُ ذاتية سيغدُو الأوفر موضوعية»، أي أن المفاهيم « لن تكون أيّ شيء إن كانت لا تَحمِل توقيع مُبدعيها48».

لكن الفكر العلمي، والفلسفة ككلّ، بُنِيت أساسا على أرضيّة مُغايرة تماما، إن لم تكن نقيضة: هناك قوانين ومبادئ تَخضع لها عملية إنتاج المعرفة متعالية عن أهواء مكتشفيها، وهناك أيضا شبكة من الرموز الموضوعية والقواعد التي تقي المُفكّر، مِن أن يُطلق ذهنه « مُهملا يَسبح في أشياء غير محمودة ويروم المصير إليها من حيث اتفق49».

نيتشويّة دولوز لا تعبؤ بمثل هذه التقييدات النظرية، بل تَمنَعُه حتى مِن التّمسّك بثوابت منطقية ومبادئ عقلية تشترك فيها البشرية جمعاء، وتسمح بإنتاج حقيقة علمية، متعالية عن الأشخاص وأوضاعهم الحياتية، وتُمكّن أيضا من التواصل بين كلّ الذوات العاقلة50. هذا الأمر غير ممكن، لأنّ دولوز يرفض، رفضا نيتشويّا، مفهوم وِحدة الحقيقة وصلوحيتها للجميع، ذلك لأنّ الرجل يُنَظّر إلى حقيقتين متباعدتين بُعد السّماء على الأرض: حقيقة وَضِيعة للدّهماء، والسّفالة، والعبيد، وحقيقة راقية للنّبلاء والأسياد. هذا ليس بالمزاح السّمج أو بالتّخريف الأخرَق: لِنَفتح فقط الصّفحة مائة وأربعة وثلاثين (134) من الترجمة العربية لكتابه  » نيتشه والفلسفة » حتى نقرأ شيئا مذهلا حقّا: « ليست مقولات الفكر هي الحقيقي والزائف، بل النبيل والخسيس، العالي والسافل، وفقا لطبيعة القوى التي تستولِي على الفكر بحدّ ذاته. إن لدينا دائما، من الحقيقي كما من الزائف، الحصّة التي نستحقها: هناك حقائق للسفالة، حقائق هي حقائق العبد51».

      العقل هو وليد السلطة، وليست هناك حقيقة مستقلّة عن إرادة تنشؤها أو قوّة تفرضها، كما يقول فوكو، ذلك لأن: « الحقيقة ليست خارج السلطة، ولا هي دون سلطة (ليست الحقيقة جَزَاء النّفوس المفكرة الحرّة…). إن الحقيقة مِن هذا العالم، فهي ناتجة فيه بفضل إكراهات متعدّدة». ليس هناك إختلاف جوهري بين مواقف دولوز ومواقف فوكو، ومغزى أطروحتيهما واحد، ألا وهو انعدام الحقيقة الموضوعية على الإطلاق وفي أي مجال من المجالات المعرفية: وعلى هذا الأساس فإن حقيقة أن الأرض تدور حول الشمس، وأن النجوم تتكوّن من كتلة من الهيدروجين، وضوؤها ناتج عن تفاعل حراري نووي بسبب ضغط الجاذبية، وأن الماء يتكوّن من ذرتين من الهيدروجين وواحدة من الأكسيجين، وأن كتلة المادة تُحنِي مسار الضوء في مجال جاذبيتها، وأنه، من وجهة نظر أخلاقية، الرحمة أفضل من القسوة، والسلم أفضل من الحرب، كلّ هذه الحقائق لا تفيد في شيء ولا تتعالى عن الذوات، والسبب في ذلك، حسب فوكو، هو أن « لكل مجتمع نظامه للحقيقة، و »سياسته العامة » لها52». إنها النسبوية النظرية التي وصلت إلى حدّ الهوس: ليس هناك حقائق شاملة أو قيم أخلاقية ثابتة تجتمع عليها البشرية كافة، كل ما يُنتجه البشر، بما في ذلك العلوم الصحيحة (ولا أستثنيها لأن الرّجل عَمَّم ولم يُخصّص)، هي في نظر فوكو أمور مرتبطة بالسلطة وبالعصر الذي وُلدت فيه، ولذلك فهي مُتزمنة ولا يمكن أن ترقى إلى اليقين التام، لأن اليقين لا وجود له في هذا العالم. العزاء الوحيد الذي يُتيحه فوكو (وكذلك أركون، عن مضض) هو وجود استراتيجيات للحقيقة، وهذا الموقف العدمي ينعكس على دور المثقف الذي كان في وقت ما حاملا لهموم كونية ويُنَظّر، لا لجزء محدود من البشرية بل، للإنسانية جمعاء، وذلك اعتقادا منه بأنهم يشتركون معه في المفهوم الكلي للإنسان ويتقاسمون مثله نفس المصير؛ هذا الأمر غير ممكن عند فوكو، فالمثقف الجديد، في رأيه، كفّ عن أن يكون « حاملا لقيم كونية، بل هو يَحتَلّ موقعا خاصا…وخصوصيّته مُرتبطة بالوضائف العامة لجهاز الحقيقة في مجتمع كمجتمعنا [الغربي]53». إنها ترجمة على أرض الواقع النظري لفكرة تاريخيّة الدازاين عند هايدغر، أعني تَمَوقع الإنسان في عالمه وتراثه الخصوصي، وهي فكرة ترفع تماما المفهوم الكلي للإنسان، وتُجذّر الخصوصية التي تكتفي بالعالم الغربي على الأكثر، ولكنها، بالنسبة لهايدغر، تَقِف فقط عند حدود ألمانيا. فوكو استوعب الدرس الهايدغاري، واكتفى بإخراج كلامه الشوفيني من الدائرة الضيّقة للشعب الألماني، ثم سَحَبه على الغرب فقط دون أن يتعدى حُدوده ويَشمل سِواه من الأمم الأخرى. المثقف، إذن: « يعمل حينئذ أو يناضل على المستوى العام لنظام الحقيقة الذي غدا شديد الأهمية بالنسبة لِبُنيَات مجتمعاتنا نحن [ في الغرب] وسَيرِ أمورها54».

يجب حمل كلام فوكو على محمل الجدّ، وأرى أن المثقفين العرب الذين ما زالوا يستخدمون مقولاته ومُولعين بفلسفته، عليهم أن يَعوا بأغراضه المُبيَّتة بل والصريحة في بعض الأحيان؛ لقد قال في « الكلمات والأشياء » بأن عِلم الإثنولوجيا يتجذّرُ « في إمكانيةٍ تُميِّزُ حَصرا تاريخ ثقافتنا [الغربية]55»: وكأنّ هَمّ الحقيقة هو خصوصية ملازمة للعالم الغربي فقط؛ وكأن الشعوب الأخرى ليست لديها هموم تجاه الحقيقة أو السلطة، ولا تستطيع التمييز بين ما يتعالى عنها وبين مَن يُنتجها أو يكرّسها على أرض الواقع. على كلّ حال، ما يَهُمُّنا، في هذا الصدد، هو أن الحقيقة لا وجود لها، وليس هناك معيار يسمح لنا بتمييز الصواب من الخطأ، والأخلاقي من اللاأخلاقي، و الواقعي من الوهمي، ذلك لأن « الحقيقة مُرتبطة بأنظمة السّلطة التي تولّدها وتساندها، … [وهي أيضا] مرتبطة بمفعولات السلطة التي تتمخّض عنها وتَسُوسُها». إنها حتمية لا مَفرّ منها، حتميةُ سُلطةٍ لا يمكن تفاديها أو التخلّص منها بأي وسيلة من الوسائل، المهمّة الأساسية للفيلسوف الجديد لا تَكمُن إذن في « تخليص الحقيقة من كلّ منظومة سلطة، إذ أن ذلك عين الوهم ما دامت الحقيقة ذاتها سلطة ـ وإنما بإبعاد سلطة الحقيقة عن أشكال الهيمنة (الإجتماعية والإقتصادية والثقافية) التي تعمل في حضنها لحدّ الآن56». لا نعجب إذن، وعلى أساس هذه العدمية النظرية، أن يحطّ فوكو من شأن العقل وانجازاته النظرية والعملية، وأن يتّهم العقلانية باقتراف جرائم بَشعة في حق الإنسانية، مثل المعتقلات النازية والمَحرَقة: « إنّ العلاقة بديهية بين العقلنة وتجاوزات السلطة السياسية. وما كان علينا أن ننتظر البيروقراطية أو معسكرات الإعتقال حتى نعترف بوجود هذا النوع من العلاقة57». هذه بداهة عند فوكو، ونوعا ما، عند أركون أيضا، ولكنها بداهة غير مبرهن عليها وبالتالي فهي ليست مُلزِمة لأحد، بل إن أقوالا مِن هذا القبيل تُنكّل بالفلسفة أشدّ التّنكيل، لأنها تُقوّض من الأساس استقلالية المعرفة النظرية وشمولية العلم، وتُثني الناس عن حبّ الحقيقة، بل تنزع عنهم أيّ فضول نظري. لِمَ البحث عن الحقيقة في ذاتها؟ ولما الداعي للإلتزام بِجُهد المفهوم إن كنّا في النهاية لُعبة في يَد سلطة عليا، أو تحت إرادة قاهرة تَفرِض علينا تحرُّكاتنا، وأساليب تفكيرنا ونَظرتنا للعالم؟ ليست هناك وقائع يجب سبرها والبحث عن عِلاّتها، بل هناك فقط تأويلات لامتناهية، وغرض الفيلسوف في عِلمه هو الإستمرار في تأويل تلك التأويلات إلى غير نهاية. هذه عدمية نظرية خالصة لا أكثر ولا أقلّ، تتضارب مع أبسط مقومات الفعالية النظرية، وتعمل على الحطّ من قُدرة العقل التنويري، بل وإدانته بالكامل.

مِن حسن الحظ أن موضوعنا ليس فوكو، ولكننا أُرغِمنا الدخول في مثل هذا النقاش لأن أثَر منهجية فوكو وأفكاره تسرّبت بكلّ حدّتها إلى أركون، وهيكلت في العمق نظرته للأشياء، مُشرّطة تماما مقاربته التاريخية للتراث الإسلامي، والنتيجة هي كما نراه: عداء للعلم ونفور من العقل التنويري، وسفسطة واضحة58.

      أقول: على عكس العدمية النظرية التي يروّج إليها هؤلاء الفلاسفة، هناك حقائق علمية، وهناك قوانين شاملة وعقل إنساني يُنظّم ويُقنّن، لأن الواقع ذاته قابل للتنظيم والتقنين، العالم ليس هو شواش مادي يمكِن فيه لأيّ شيء اتفق أن يفعل ما اتفق، بل هناك قانون عدم التناقض الذي يَضمنُ معقولية الأشياء وثباتها ويجعل مِن العقل أمرا ضروريا في هذا الكون. لقد تفطّن الفيلسوف العربي ابن رشد إلى العدمية النظرية الكامنة وراء توجهات فكرية إيديولوجية مماثلة تقريبا للعدمية التي يُروّج لها بعض الفلاسفة المحدثين ذوي المنحى النيتشوي الهايدغاري قائلا: « الموجودات تنقسم إلى مُتقابلات وإلى مُتناسبات، فلو جاز أن تفترِق المتناسبات لجاز أن تَجتمع المُتقابلات. [ لكن المتناسبات لا تفترق وبالتالي فالمتقابلات لا تجتمع]. وبإدراك هذه الحكمة كان العقل عقلا في الإنسان… ولذلك فالعقل ليس بجائز فيمكن أن يُخلق على صفات مختلفة، كما تَوهَّم ذلك ابن حزم59».

لكن هذه التنبيهات المتأتية من تراثنا الفلسفي العقلاني لا تستثير حس أركون النقدي، فالرجل متشبّث بموقعه هذا، ومَن اطّلع على كُتبه فإنه سيحدس بمفرده أنه واصل في تجذيره وترسيخ معالمه، وإطاره المرجعي لم يتغيّر طرفة عين بمرور عقود من الزمن، أعني أركيولوجيا فوكو، تفكيكية دريدا، تأويلية ريكور وتاريخ مجموعة الحوليات. لقد تماهى مع أفكار هؤلاء الفلاسفة إلى حدّ أنه تبناها كشيء بديهي، واعتبرها من عنديّاته: « لكي أبيّن بشكل واضح الفروق التي تميّز بين التاريخ التقليدي للفكر وبين الفكر الجديد الذي أريد أن أفتتحه وأمهّد له الطريق فسوف أذكّر ببعض خصائص الأوّل وصفاته. كان تاريخ الأفكار قد فرض نفسه في مجال التعليم والبحث لفترة طويلة بصفته علما متميّزا ومختلفا عن الفروع والإختصاصات الأخرى لعلم التاريخ. إنه يستند على الفرضيّة التي تقول بأن الأفكار ذات قوام متماسك وثابت، وإنها ذات دلالات ومعان فوق انسانية. كما ويبرزها بمثابة كائنات عقلية مستقلّة عن الإكراهات اللغوية والإجتماعية والسياسية والإقتصادية60».

إن الفكر الجديد الذي يبغي افتتاحه أركون قاده، إلى تبنّي الأطروحة النقيض، أي أن الأفكار وليدة الشروط اللغوية والقوى المتصارعة ومختلف السلطات الإجتماعية، وبالتالي لا يمكن إنتاج أية حقيقة، الكلّ تابع للغة والإقتصاد والسياسة ومشروط بالظروف المادّية. لقد ذهب الرجل أبعد حتى من غلاة الماركسيّة الذين يربطون ميكانيكيا بين انتاجات الروح والظروف المادية.

مَن المسؤول الأول عن هذا الزيغ وعن كلّ تلك الأخطاء الجسيمة التي عدّدها أركون ( الإعتقاد في ثبوت الأفكار وتماسكها، في حيازتها على دلالات ومعان متعالية عن الإكراهات اللغوية…)؟ بدون تَردّد أو تريّث، وعلى شكل حكم قيمي، نعلم جدّا مصدره النيتشوي الهايدغاري، يقول أركون: « نلاحظ أن تصوّرا كهذا لتاريخ الأفكار مرتبط كثيرا بالفلسفة الجوهرانبة والماهياتية للأنظمة التيولوجية والميتافيزيك [هكذا، sic] الكلاسيكي الذي نما وترعرع في أحضان الوحي من توراة وأناجيل وقرآن، وفي أحضان الفلسفة الإفلاطونية [….] كانت التيولوجيا والفلسفات التي انتشرت أثناء العصور الوسطى في كلّ الفضاء الجغرافي الإغريقي ـ السامي قد قوّت إلى حدّ كبير هذا التصوّر الذي يقدّم الأفكار على أنها كائنات منفصلة ومتفرّقة تستمرّ فقط بقوّة الذهن (= العقل)، مؤسّسة على الأنطولوجيا المتعالية ومؤسّسة لها61».

إنه خليط جمّ من التيّارات الفكرية ومن علوم مختلفة، وتعاليم تمتدّ من التوراة مرورا بالفلسفة اليونانية، بالأخصّ منها الأفلاطونية، والميتافيزيقا ولاهوت الأديان التوحيدية، وُصُولا إلى الفلسفة الجوهرانية والماهياتية الحديثة. هذه هي عادة أركون: إنه يَضَع كل الأشياء، الغثّ والسّمين منها، في نفس السلّة، دون أن يُفسّر أو يبرهن، ثمّ يُعمّم الأحكام متجاهلا ذِكر الفوارق وتَمييز أصناف التّعَاليم، وتحديد أطرها المرجعية بدقّة.

يجب الدخول في التفاصيل، يَجب اعطاء الأمثلة وإيضاح المسائل العويصة وتبرير الأحكام والبرهنة عليها ثمّ دحض اعتراضات الخصم. لكن لا شيء من هذا القبيل يمكن العثور عليه عند أركون، فهو لا يبرهن عقلانيا بل يحكي ويقصّ ثم يَشتم ويُدين.

إذا أردنا الدقّة، فإن الوحي لا علاقة له بالميتافيزيقا، أمّا الفلسفة الجوهرانية الماهياتية، أي الفلسفة الأفلاطونية، فلا علاقة لها مباشرة بالأنظمة التيولوجيّة وبِكُتُبِها، من توراة وإنجيل وقرآن.

ينبغي علينا أن نَكُون صريحين وقاطعين هنا: الفرضيّة التي تقول بأن الأفكار الكلية المجرّدة، أو المُثل، هي كيانات ذات قِوام ثابت وأنها تحمِل دلالات ومَعانٍ خالدة، مهما كان التاريخ والسيرورة الكونيةّ، ليست من باب الدين ولا تَدخل في مشمولات الكتب المقدّسة أو تعاليمها اللاهوتية. بل إن الأطروحة المركزية التي نجد بذورها، أو تلميحاتها في تلك الكتب هي ألاّ شيء ثابت ولا توجد هناك قوانين تخضع لها صيرورة الكون، بل الكلّ مُعلّق بإرادة الله ومشيئته. والكائنات ليست لها خاصيات جوهرية مستقرّة، ولا شيء يملك في ذاته محمولا خاصا أو طبيعية لازمة تَجعله ضرورة يفعل أو يُنتج هذا المَفعول دون آخر. والإعتباطية تكتسح حتى الجانب الأخلاقي، لأنه بالنسبة للفكر الديني ليست هناك قيم متعالية ومستقلّة عن إرادة الله، ولا يُمكن حتى للعقل أن يُحسّن شيئا أو يُقبّحه، بل الكلّ مُسيَّر بيد الإرادة الإلهية ويمكن للفضيلة أن تنقلب رذيلة والعكس بالعكس. يقول الشريف الجرجاني في شرحه على « المواقف » للإيجي: « القبيح ما نُهيَ عنه شرعا والحُسن بخلافه، ولا حُكم للعقل في حُسن الأشياء وقبحها62»، وبالتالي فإن العمل القبيح ليس « عائدا إلى أمر حقيقي في الفعل يَكشِف عنه الشرع، بل الشرع هو المُثبت له والمُبيّن. ولو عَكَس [الشرع] القضية، فحَسَّن ما قبَّحَه وقبَّح ما حسَّنه، لم يكن ذلك مُمتنعاً63». إذن لا شيء ثابت في ذاته، ولا يُمكن للإنسان أن يعرف جوهر الخير والشرّ إن لم يُوقفه الشرع، وهذا في نهاية المطاف ما أخلص إليه اللاهوتيّون المسيحيون. لقد قال أوغسطينوس بأن الله يُعذب الولدان في نار جهنّم ولا يُعدّ ذلك شرّا في ذاته، وعلى نفس هذه الوتيرة يُؤكد اللاهوتي أبيلار (Abelard)، أن هذا العقاب لو صدر من طرف قاضٍ إنساني، يُعدّ ظلما « لكن لا يمكن أن نُسمِّيَ شرّا ما هو مفعول إرادة الإله العادلة. لأننا لا نستطيع أن نميّز الخير مِن الشرّ، إلاّ لأن الخير هو ما وافق الإرادة واستجاب إلى رغبة الله. ولذلك فإن بعض الأعمال، تبدو في ذاتها قبيحة جدّا، وبالتالي مُحرّمة، لكن يُمكن تُنجَز بأمر من الله64». النتيجة هي أنّ « كلّ تفريق بين الخير والشر يجب إحالته إلى إرادة العناية الإلهية… لا شيء إذن يمكن أن نحكم عليه بأنه خير أو شرّ، إلاّ ما كان مطابقا أو منافيا لهذه الإرادة الكاملة65». وطبقا لهذه المبادئ فالحصيلة النهائية محبطة جدّا ولكنها ضرورية: وهي أنه حتى إن لم نُدرك معنى تعذيب الولدان الغير مُعمَّدين، يجب الإعتراف بأن هذا التعذيب عادل66.

لكن، احقاقا للحق، يجب القول بأن فكرة الإعتباطية الإلهية لم تكن هي السائدة بين مفكري العالم الإسلامي والمسيحي لأن المعتزلة قالوا بأن الحاكم هو العقل « والفعل حَسَن أو قبيح في نفسه. والشرع كاشف ومُبيّن. وليس له أن يعكس القضيّة67». ولكن أكثر مَن حدس مخاطر هذه المواقف الإعتباطية على الفكر النظري هو الفيلسوف ابن رشد، لأن العلم اليقيني يتلاشى، إن تساوت الإمكانات واجتمعت الأضداد، (الحقيقة والخطأ، الخير والشرّ) أو عُلّقت بإرادة هي التي تقرّر المعنى دون قانون يضبطها: « أما إذا سَلّم المتكلمون أن الأمور المُتقابلة في الموجودات ممكنة على السواء وأنها كذلك عند الفاعل وإنما يختصّ أحد المتقابلين بإرادة فاعل ليس لإرادته ضابط يجري عليه، لا دائما، ولا في الأكثر، فكل ما يلزم المتكلمين من الشناعات يلزمهم. وذلك أن العلم اليقيني هو معرفة الشيء على ما هو عليه، فإذا لم يكن في الوجود إلاّ إمكان المتقابلين في حق القابل والفاعل فليس ههنا علم ثابت بشيء أصلا، ولا طرفة عين».

إنها نسبوية لاهوتية تشبه إلى حدّ كبير نسبوية بروتاغوراس الأنثربولوجية (الإنسان مقياس كلّ الأشياء)، وقد تؤدي أصلا إلى نوع من العدمية الشاملة التي تجعل من الأشياء أمورا جائزة وفاقدة لأية قيمة نظرية تُذكَر: ابن رشد عارض هذا الرأي لأنه يعتقد في وجود مبادئ ثابتة وغير خاضعة للجواز ولا يمكن حتى للإرادة الإلهية أن تغيّر من طبيعتها: « وأمّا أن الأمور ليست كلّها ممكنة فظاهر جدّا: فإنه ليس يمكن أن يكون الفاسد أزليّا ولا يمكن أن يكون الأزلي فاسدا كما أنه ليس يمكن في المثلّث أن تعود زواياه مساوية لأربع قوائم ولا في الألوان أن تعود مسموعات، والقول بهذا ضارّ في العلوم الإنسانية جدّا68».

ليست نظرية الجواز العامّ ضارّة في العلوم فقط، بل إنها تنسف مبادئ الأخلاق وتكرّس الإعتباط والنسبوية السفسطائية وتجعل كلّ فعل جائز، ويغيب أيّ معيار للتمييز بين الخير والشرّ: « وذلك أنه [حسب رأي الأشاعرة] ليس ههنا شيء هو خير بذاته بل بالوضع ولا شيء هو شرّ بذاته، ويمكن أن ينقلب الخير شرّا والشرّ خيرا فلا يكون ههنا حقيقة أصلا، حتى يكون تعظيم الأوّل وعبادته إنما هو خير بالوضع. وقد كان يمكن أن يكون الخير في ترك عبادته والإعراض عن اعتقاد تعظيمه، وهذه كلّها آراء شبيهة بآراء بروتاغوراس 69».

      إن وقُوف أركون ضدّ أي نوع من التأصيل يبدو، للوهلة الأولى، أنّ له مبرراته الموضوعية، فالرجل يريد أن يسدّ الباب أمام الفكر الأصولي الذي يدّعي إرساء معتقداته على أسس ثابتة وبالتالي البرهنة على صحتها المطلقة، ومن ثَم اقصاء المعتقدات الأخرى. إلاّ أن النسبوية التي يدعو إليها أركون ويحاول  » تأصيلها » تَخدم أوّلا وبالذات الأصوليين: لأن القول بأن المعرفة الإنسانية لا تُدرك جوهر الأشياء، والزعم بأن الحقيقة ليست إلاّ مجموعة من التأويلات الذاتية، يجعل مِن نسق العلوم العقلانية ونظام المعتقدات الدينية الأسطورية أمرين مُتكافئين: وبالتالي فإنه لا مُفاضلة بين الموقف الإيماني، من جهة، والموقف العقلاني النقدي، من جهة أخرى، بل إنه متعذّر علينا حتى التجرؤ على دحض الخرافات والأساطير، لأن إنتاج المعاني متساوٍ بين جميع التعابير الثقافية. وهو الذي اعترف بهذه النتيجة حينما قال: « لا أريد هنا تأكيد تَفوّق أحدهما على الآخر، وإنما أريد فقط التنبيه إلى الفروق التي تميز بينهما70».

أركون يشدّد كثيراعلى هذه النقطة، لأن مُهمّة الباحث، في رأيه، لا تكمُن في الكشف عن الحقائق واستنباط المجهول من المعلوم، بل « تكمُن في أشكلة كلّ الأنظمة الفكرية التي تُنتِج المعنى، وكلّ الصّيغ التي اختفت أو لا تزال حيّة والتي تُنتج بدون تمييز المعنى وآثار المعنى. هنا يكمن التفريق الأساسي بين الباحث التقليدي والباحث الحديث71». إستحالة التأصيل، وما تحمله من عدم القدرة على نيل الحقيقة يُدعّمه عقل كبيرهم72، أعني عقل بول ريكور، أو ما أسماه أركون بالعقل المُنبثق حديثا، الذي « يعتمد على نظرية التنازع بين التأويلات (Le conflit des interprétation) بدلا من الدفاع عن طريقة واحدة في التأويل والإستمرار فيها مع رفض الإعتراضات عليها حتى ولو كانت وجيهة ومفيدة73». وعلى هذا الأساس فهو يستخلص النتيجة السلبية التالية: لا يمكن لنا أن نُفاضل أو نَختار بين «عقلانية ابن رشد ضدّ الغزالي أو ابن سينا أو العكس74».

 

الهوامش:

1 محمد أركون، قضايا في نقد العقل الديني: كيف نفهم الإسلام اليوم؟، دار الطليعة، بيروت، ط. 3، 2004، ص، 48 ـ 49. 2 محمد أركون، تاريخية الفكر العربي الإسلامي، مركز الإنماء القومي، بيروت 1998، ص، 11. 3 محمد أركون، نفس المصدر (ن. م)، نفس الصفحة (ن. ص). 4 محمد أركون، ن. م، ن. ص. 5 محمد أركون، ن. م، ص، 13. (التشديد من عندي). 6 بخصوص العدمية النظرية التي استفحلت في الأوساط العلمية الغربية، أستسمح القارئ بإحالته إلى كتابي: نيتشه، هايدغر، فوكو. تفكيك ونقد، دار المعرفة، تونس 2004. 7 يقول أركون بخصوص هذه النقطة: «إن إعادة الإعتبار للفكر الأسطوري، في الغرب، تمثل ردّ فعل على مرحلة الإنتصار المتطرّف للعقل التكنيكي، المركزي ـ المنطقي، والوضعي (في القرن التاسع عشر وحتى منتصف هذا القرن). هكذا يبدو أن زمننا الراهن يمتاز بأنه يعترف، وللمرّة الأولى، بلأسطورة كأسطورة، وإدخالها مع كل قيمها الإيجابية (الواقعية) ضمن إطار معرفة تعدّدية. يسمح لنا هذا الوضع المعرفي الجديد، أن نفهم كيفية اشتغال الفكر الديني، دون أن نظطرّ إلى معاكسته بالرفض الإعتباطي للعقل المنطقي ـ المركزي». محمد أركون، الفكر الإسلامي. قراءة علمية، المركز الثقافي العربي ـ مركز الإنماء القومي، الدار البيضاء ـ بيروت، ط. 2، 1996، ص، 126. 8 محمد أركون، القرآن. من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني. دار الطليعة ـ بيروت، 2001. ص، 5. 9 ن. م، ص، ن. 10 محمد أركون، تاريخية الفكر العربي الإسلامي، م. س، ص، 24 ـ 25. 11 محمد أركون، قضايا في نقد العقل الديني، م. س، ص، 238. 12 محمد أركون، ن. م، ن. ص. 13 محمد أركون، القرآن. من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني م. س، ص، 6. 14 ن. م، ن. ص. 15 ن. م، ن. ص. 16 أرى أن كلام أركون هذا يناقض ما قاله في موضع آخر، أعني بالتحديد في كتاب « قضايا في نقد العقل الديني »، حيث ذهب إلى أن «العقل لم يكذّب وعوده في تبيان مقدرته على حلّ مشاكل الناس وبناء حضارة رائعة في هذه الأرض. ولو أنه خلف بوعده لانصرف الناس عنه». محمد أركون، قضايا في نقد العقل الديني، م. س، ص، 320. ولكنه في نفس ذاك الكتاب، يُعيد الكرة ويتهجّم على عقل التنوير، ملقيا عليه نفس التهم التي ألقيت عليه من قبل اللاعقلانيين الغربيين، ومناهضي التنوير من ميشيل فوكو وأمثاله: « ذلك أن العقل قد نسي جذوره الأولى ومعاركه التحررية الأصلية، وتحوّل إلى عقل مهيمن ومسيطر وبارد. لقد فقد طزاجته الأولية وبراءته الأصلية ككلّ العقائد التي تترسّخ وتنتصر. وهكذا يَرفع شعار العلمانية ويَستغيث بفولتير كلما لمح شبح الأصولية الإسلامية!». م. ن، ص، 264. 17 محمد أركون، القرآن. من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني م. س، ص، 6. 18 ن. م، ن. ص. 19 ن. م، ن. ص. 20 M. TERKESSIDIS, Kulturkampf. Volk, Nation, der Westen und die Neue Rechten, Kiepenheur & Witsch, Köln 1995 (trad., it., Tempi di reazione.a cura di F. Giorgi. Est, Milano 1999, pp. 38-39) 21 كلود ليفي شتراوس، العرق والتاريخ، ترج سليم حدّاد، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت 1997، ص، 6. « الخطيئة الأصلية للأنتروبولوجيا تكمن في الخلط بين الفكرة المحض بيولوجية للعرق (وذلك مع الإفتراض، أن هذه الفكرة يمكنها، حتى على هذه الأرضية المحدودة، إدعاء الموضوعية، الأمر الذي يخالفه علم الوراثة الحديث)، والنتاج الإجتماعي والنفساني للثقافات الإنسانية». 22 كلود ليفي شتراوس، ن. م، ص، 7. 23C. LÉVI-STRAUSS, Razza e cultura, in Lo sguardo da lontano, Torino 1984, p. 18. cit, in, TERKESSIDIS, ibidem. 24 كلود ليفي شتراوس، العرق والتاريخ، م. س، ص، 33. 25 ن. م، ص، 16. 26 ن. م، ن. ص. 27 ن. م، ص، 61. 28C. LÉVI-STRAUSS, ibid, p. 29. cit, in M. TERKESSIDIS, ibid, p. 40. 29 محمد أركون، الفكر الأصولي واستحالة التأصيل، دار الساقي، 2002. ص، 9. 30 محمد أركون، قضايا في نقد العقل الديني، م. س، ص، 315. 31 « ثم جاءت الحداثة وألحّت على تاريخية الحقيقة. وعلى الرغم من ذلك فإن الميتافيزيقا الكلاسيكية تشبّثت بمفهوم الحقيقة المطلقة المتعالية حتى بعد ظهور فلسفة التفكيك للمعنى والإشتباه بالنظريات العقلانية المتمركزة على اللوغوس أكثر منها على الميتوس (القصص) ولم يبتدئ العلماء بالتحدّث عن نهاية اليقينيات وتعددية أنظمة الحقيقة، على غرار تعدّد الأنظمة السياسية، إلاّ بعد الخمسينات والستينات من القرن العشرين (انظر أبحاث العالم البلجيكي إيليا بريغوجين)». محمد أركون، القرآن. من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني، م. س، ص، 10. 32 محمد أركون، الفكر الأصولي، ن. م، ص، 9. 33 من ينفي صفة جوهرية أو مبدأ أوليا من جهة فهو يثبته من جهة أخرى، هذا هو الخلف المنطقي الذي وقع فيه السفسطائيون الذين يبغون دحض مبدأ عدم التناقض: يكفي أنهم يتفوّهون بجملة مفيدة، تعني شيئا ما بالنسبة إليهم وللآخرين فإنهم يثبتون شيئا ما وبالتالي يعترفون بمدإ ما. 34 أرسطو، الميتافيزيقا، 1006أ 12 وما بعدها. 35 محمد أركون، الفكر الأصولي، م. س، ص، 176. 36 ن. م، ص، 177. 37 ن. م، ن، ص. 38 محمد أركون، تاريخية الفكر العربي الإسلامي، م. س، ص، 37. 39 ن. م، ن. ص. 40 ن. م، ص، 39. 41 محمد أركون، الفكر الأصولي واستحالة التأصيل، م. س، ص، 17. 42 ن. م، ن. ص. 43 محمد أركون، الفكر الإسلامي. نقد واجتهاد، م. س، ص، 241. 44 ن. م، ن. ص. 45 ن. م، ص، 242. 46 ج. دولوز و ف. غتاري، ما هي الفلسفة، ترجمة مطاع صفدي، مركز الإنماء القومي ـ المركز الثقافي العربي، بيروت ـ الدار البيضاء، 1997، ص، 30. 47 ج. دولوز و ف. غتاري، ما هي الفلسفة، م. س، ص، 35 ـ 36. 48 دولوز ـ غتاري، ن. م، ص، 30. 49 هذه قولة لأبي نصر الفارابي، إحصاء العلوم، دار ومكتبة الهلال، بيروت 1996، ص، 29. 50 دولوز يؤيد فكرة ذاتوية المفاهيم بأقوال نيتشه «ذلك لأنه حسب حِكَم نيتشه، لن تعرفوا أي شيء بواسطة المفاهيم إن لم تكونوا قد ابتدعتموها أوّلا». ن. م، ص، 32. 51 ج. دولوز، نيتشه والفلسفة، ترجمة أسامة الحاج، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت 1993، ص، 134. 52 M. FOUCAULT, Entretien avec M. Fontana, in Dits et écrits II, Gallimard, Paris 2001, p. 158. 53 M. FOUCAULT, Ibid, p. 159. 54 Ibidem. (التشديد من عندي) 55 ميشيل فوكو، الكلمات والأشياء، ترجمة جماعية، مركز الإنماء القومي، بيروت، 1990، ص، 306. (التشديد من عندي). 56 M. FOUCAULT, Dits et écrits II , ibid, p. 160. 57 أ. ريفوس و ب. رابينوف، ميشيل فوكو. مسيرة فلسفية، مركز الإنماء القومي، د. ت. بيروت، ص، 188. 58 بخصوص علاقة أركون بفكر ميشيل فوكو انظر: الزواوي بغورة، ميشيل فوكو في الفكر العربي المعاصر، دار الطليعة، بيروت، 2001. ص، 66 ـ 87. مع كلّ التحفظات اللازمة، لأن هذا الكاتب يكاد يخلو من الروح النقدية. 59 أبو الوليد بن رشد، تهافت التهافت، دار المشرق، بيروت 1987، طبعة 2، ص، 542. وقد سبق لإبن رشد أن عرض آراء المتكلمين بخصوص هذه النقطة، قائلا: « وقد ذهب بعض الإسلاميين إلى أن الله تعالى يوصَف بالقدرة على اجتماع المتقابِلين. وشِبهتهم أن قضاء العقل مِنّا بامتناع ذلك إنما هو شيء طُبِع عليه العقل، فلو طُبع طبعا يقضي بإمكان ذلك لما أنكر ذلك ولَجوَّزَه. وهؤلاء يلزمهم ألاّ يكون للعقل طبيعة مُحصّلة، ولا للموجودات، ولا يكون الصدق الموجود فيه تابعا لوجود الموجودات. فأما المتكلمون فاستحيوا من هذا القول، ولو رَكِبوه لكان أحفظ لوضعهم مِن الإبطالات الواردة عليهم في هذا الباب من خصومهم، لأنهم يطلبون بالفرق بين ما أثبتوه من هذا الجنس وبين ما نفوه، فيعسر عليهم، بل لا يجدون إلاّ أقاويل مُموَّهة، ولذلك نجد مَن حذقَ في صناعة الكلام قد لجأ أن يُنكر الضرورة التي بين الشرط والمشروط وبين الشيء وحدّه، وبين الشيء وعلّته، وبين الشيء ودليله، وهذا كلّه تبحّر في رأي السفسطائيين». م. ن، ص، 541 ـ 542. 60 محمد أركون، تاريخية الفكر العربي الإسلامي، م. س، ص، 12. (التشديد من عندي). 61 م، س، ص، ن. 62 الشريف الجرجاني، شرح المواقف للإيجي، دار الجيل، بيروت 1997، ج. 3، ص، 261. 63 الشريف الجرجاني، ن. م، ص، 262. 64 A. MICHEL, art, Volontarisme, in Dictionnaire de théologie catholique,. Librairie Letouzey et Ané, Paris 1950. T. XV, 2 partie, col. 3310. 65 Ibidem. 66 In epist. ad Rom., 1. II, c. v, P. L., t. CLXXVIII, col. 869. cit, in A. MICHEL, art, Volontarisme, in Dictionnaire de théologie catholique, op., cit, col. 3310. 67 الشريف الجرجاني، شرح المواقف للإيجي، م. س، ص، 262. 68 ابن رشد، رسالة ما بعد الطبيعة، تحقيق رفيق العجم وجيرار جهامي، دار الفكر اللبناني، بيروت 1994. ص، 172 ـ 173. (التشديد من عندي) 69 ابن رشد، ن. م، ص، 173. 70 محمد أركون، الفكر الأصولي واستحالة التأصيل، ص، 40. 71 ن. م، ص، 22. 72 هكذا يصفه محمد أركون قائلا بأن بول ريكور هو: « أحد كبار فلاسفة فرنسا حاليا، إن لم يكن كبيرهم». محمد أركون، الفكر الإسلامي. نقد واجتهاد، م. س، ص، 250. (التشديد من عندي). 73 محمد أركون، الفكر الأصولي واستحالة التأصيل، م. س، ص، 14. 74 محمد أركون، ن. م، ن، ص.

(المصدر: موقع »جدل » بتاريخ 26 فيفري 2008 )

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.