10ème année, N°3763 du 11. 09 .2010
archives : www.tunisnews.net
الحرية لسجين
العشريتين الدكتور الصادق شورو
وللصحفي الفاهم بوكدوس
ولضحايا قانون الإرهاب
اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي:إعـــــلام
عفاف بالناصر:بطاقة زيـــــــــارة
عبد السّلام بو شدّاخ:الى سيادة رئيس الدولة التونسية:تذكيرحول مطلب الحصول على جواز سفر
المنصف الشابي في رسالة للاينوبلي : أنا مرشح جدّي وصريح للأمانة العامة
كلمة:رافضون نقابيون يعلنون تاسيس مبادرة جديدة
كلمة:غلق المعهد الدبلوماسي الأمريكي بتونس
كلمة:بحارة قابس يشتكون التلوث
كلمة:تراجع الاستثمارات الداخلية و الخارجية في تونس
الحوار.نت :الرئيس.. ولعبة عيده الثمينة؟؟
الوطن:وائل بن فرج:الاتحاد العام لطلبة تونس إنقاذ المنظمة الطلاّبية… مهمة عاجلة الانجاز
الوطن:نورالدين المباركي:العودة المدرسية :الملفّات المطروحة كما تراها نقابات التعليم
الوطن:صالح عطية:نفقات طائلة في إنتاج تلفزيوني بقصص مستوردة فتحي العابد:الجبّارون.. كلمة الشيخ راشد الغنوشي خلال احتفال عيد الفطر المبارك لجمعية غرب لندن الثقافية
الشروق الجزائرية:تكشف مضمون النداء الموجه من حطاب ورفاقه إلى كبار العلماء والمشايخ
العرب:جمعية البرادعي تؤكد مقاطعتها للانتخابات البرلمانية القادمة في مصر
الجزيرة نت:مظاهرات منددة لليوم الثاني بأفغانستان القس جونز يقر بعدم اطلاعه على القرآن
Pourafficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
جويلية 2010
https://www.tunisnews.net/22Out10a.htm
اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي 11 سبتمبر 2010 إعـــــــــــــــــــــــــــــــلام
في الوقت الذي تنتظر فيه مكونات المجتمع المدني حدوث انفراج يرجع القيادات النقابية التي غادرت السجن في بداية نوفمبر 2010 بمقتضى سراح شرطي إلى سالف عملها مع مفتتح السنة الدراسية الجديدة ويعبّر عن استعداد السلطة لطي هذه الصفحة نهائيا بعد مضي أكثر من سنتين على الأحداث ، فوجئ المسرحون من نقابيي الرديف بحصار امني يستهدفهم و يراقب كل تحركاتهم وتنقلاتهم داخل وخارج المدينة، حيث يخضع النقابي عدنان ألحاجي مثلا إلى حصار امني متمثلا في سيارة مدنية ودراجة نارية تصاحبه حيث يتنقل، ولا يختلف الوضع كثيرا لدى بقية النقابيين المسرّحين.
كما أعلمنا العديد من المواطنين عن حضور امني ملفت في الرديف ، خاصة قرب منزل الناشط الحقوقي حسن بنعبداللة، الذي يقضي عقوبة السجن بقفصة، بعد تحول مجموعة من النقابيين لمعايدة والدته أمس.
تعبر اللجنة الوطنية عن استغرابها لهذا الحصار الأمني الغير مبرر وتدعو إلى رفعه فورا .
كما تطالب بإرجاع كل المسرحين من القيادات النقابية إلى سالف عملهم في مفتتح هذه السنة الدراسية وطي صفحة المضايقات والإيقافات والمحاكمات بسن عفو عام يشمل بقية المساجين و الملاحقين ويفتح صفحة جديدة في التعامل مع أهالي الرديف والحوض ألمنجمي عموما. اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي
بطاقة زيـــــــــارة قفصة في 11 سبتمبر2010
في كلّ مرّة كنت أجتاز فيها البوّابة الخارجيّة للسجن الذي أسمّيه (منذ أن كنت نزيلته) « الغول الكبير »، إلاّ وأشعر أنّ قدماي تتثاقلان، أشعر كذلك بالعجز عن أن أفتكّ الفاهم من مخالب هذا الغول، وغالبا ما يداهمني السؤال المُحرق « ماذا يفعل الفاهم بوكدّوس إلى حدّ الآن في هذا المكان؟ لماذا لا يعود معي إلى البيت؟ »
ما زاد في تثاقل قدماي هذا اليوم وباعتبار أنّها زيارة العيد مرارة احتمال دمع أخوات وأمّ الفاهم وهي تتشبّث بي كالطفلة الصغيرة ماضية للقاء ابنها. الفاهم يقضي عقوبة « الخروج عن القانون » وتطحنه آلة القمع السلطويّ، والطغاة لا محالة سيدفعون فاتورة كلّ دموع الأمّهات..
أمّ حسن بن عبد الله ،أمّ الفاهم بوكدّوس، أمهات شبان المظيلة، أمّهات شهداء الحوض ألمنجمي، أمّي التي أحبّت الفاهم كأخ ثالث لابنيها ..ودموعي ربّما أيضا تحت الغطاء وحيدة أشعر بالأمومة الطافحة الثكلى تجاه كلّ المسحوقين..وغيرنا من الأمهات الموجوعات في فلذات أكبادهنّ.
تركت لها جهاز الاتصال، ارتبكت، ضحك لها وداعبها بمرحه الطفوليّ، تبسّمت وانزاح بعض من همّها، اطمأنت قليلا، تركتها تستمتع بمحادثته ولا تشبع. وعندما فاض دمعها من جديد أخذت منها السمّاعة لأسأله عمّا لم يبُح به لأمّه وإخوته.
قُلت صحّتك وكيف قضّيت يوم العيد؟ وفعلا وكما تنبّأتُ فقد تأثّرت معدته بكمّيات الأدوية التي أخذها في المدّة الفارطة كما قال له طبيب السجن بعد أن كان ضحيّة لحروق حادّة في المعدة ليلة الثلاثاء 7 سبتمبر.
إنّها طريقة جديدة إذا لم يُسبق لها للتنكيل بسجين الرأي في تاريخ السجون التونسيّة، أن يتمّ حشوُه بطريقة عشوائيّة بكميّات هائلة من الأدوية حتّى يكاد أن يهلك، والحال أنّ بيدهم دواء أكثر نجاعة وهو أن يُخلو سبيله فيرتاح من جوّ السجن الموبوء. سألته عن العيد « وقد أصابتني فعلا عدوى الأسئلة » أجابني : لا أعياد في الزنازين لا أعياد في غياب شمس الحرّية. الحرّيّة لك وسيُجفّف دمع أمّك قريبا.
عفاف بالناصر
نوازي لقران في 15 سبتمبر 2010 الى سيادة رئيس الدولة التونسية زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية قصر قرطاج – تونس- الموضوع : تذكيرحول مطلب الحصول على جواز سفر
تحية طيبة و أما بعد فاني اغتنم فرضة التهاني بالعيد السعيد لكي أتقدم لكم بأحر التهاني لكم ولعائلتكم أولا ثم الى الشعب التونسي متمنيا له السعادة والهناء والنماء والاستقرار والإخاء والمحبة.
تذكيرا لمراسلتي بتاريخ 15 جويلية 2009 اتقدم إلى سيادتكم بالعريضة التالية في بيان لوزارة العدل وحقوق الإنسان بتاريخ 8 جويلية 2009 جاء فيه : « إن تونس لم يسبق لها أن طردت أيا من مواطنيها أو منعت عودته إلى بلاده بسبب مواقفه أو أفعاله أو جرائم اقترفها أو أية دواعي أخرى » .
وشدد البيان على أن الدستور والقوانين المعمول بها في تونس تكفل لكل مواطن حق وحرية التنقل بما في ذلك حق العودة للوطن وهي لا تتضمن بصورة أو بأخرى عقوبة النفي .
في إجابة على أسئلة طرحتها « السياسيّة » أكّد السيّد البشير التكاري وزير العدل وحقوق الإنسان خلال اللقاء الإعلامي الدوري أنّ تونس هي لكلّ التونسيين أينما كانوا ، وأعرب الوزير عن استغرابه ممّا أشارت إليه « السياسيّة » من وجود عريضة تروّج بين تونسيّين موجودين في الخارج عبر الأنترنات للمطالبة بـ »حق العودة »،يوم 21 جوان 2009 قال: » حق العودة مكفول بحكم الدستور وهذه مسألة لا يُمكن المساومة فيها أو المساس بها » وأضاف : » تونس مفتوحة لكلّ أبنائها ولا يُمكننا أبدا أن نصُدّ أحدا عن العودة إلى تراب الوطن « .
وأضاف الوزير: » التونسيّون الموجودون بالخارج والّذين يُعتبرون أنفسهم مُبعدين ويتحدّثون عن حق العودة ، نقول لهم تونس مفتوحة لكلّ التونسيّين دون استثناء ، ومن صدرت بحقهم أحكام فإنّهم إمّا وقد انقضت العقوبة بمرور الزمن أو أنّ عقوبتهم لم تنقض بعد وهو ما يستلزم إجراءات قضائيّة في الاعتراض ».
أوضح السيّد البشير التكاري في جانب متّصل، وردّا على سؤال ثالث لـ »السياسيّة » حول ما يُقال أنّه تطبيق قاس ومجحف لقانون مكافحة الإرهاب ، قال التكاري أنّ تونس ليست هي الوحيدة الّتي لها قانون لمكافحة الإرهاب الّذي يندرج في إطار دولي ساع لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة ، قال الوزير أنّ تونس لم تشكّل محاكم خاصة ولم تسنّ إجراءات استثنائية، وأنّ القانون كغيره من القوانين هو محلّ متابعة وتقييم ولو كانت هناك حاجة أو ضرورة لتعديله أو تنقيحه فليس هناك أيّ مانع في ذلك.
اننا نتطلع الى مرحلة تاريخية جديدة شعارها التعقل والحكمة ومضمونها المصالحة والصفح الجميل وحسن النوايا كي نساهم في تجاوز هذه الحقبة بكل ألامها وهمومها خدمة لمصلحة البلاد حتى تبقى تونس وطنا يتسع للجميع وتعود البسمة الى الأبناء بلا استثناء لأن تونس الخضراء ليست الأم التي تئد أبنائها .
تبعا لما ورد أعلاه فإني الممضي أسفله عبد السلام بوشداخ المولود في 26 جوان 1946 بجربة و المقيم بالعنوان المذكور أعلاه أتشرف بأن أطلب من سيادتكم الإذن بالنطر في مطلب جواز سفري الذي ثم إيداعه بمصالح قنصلية تونس بنانتار بتاريخ 3 سبتمبر 2007 مع العلم اني مقيم بفرنسا منذ شهر فيفري 1978 وقد سبق لي ان تقدّمت بطلب اوّل منذ 19 ماي 1990 اودعته لدى القنصلية العامة بباريس بدون جدوى و ذلك لحاجتي الماسة للجواز.
هذا وقد راسلت وسيط الجمهورية السيدة سعيدة الرحموني بتاريخ 13 فيفري 2010 تذكيرا للمطلب الذي ارسلته لنفس المصلحة منذ 31 ديسمبر 2009 ولكن بدون جدوى.
و تقبلوا سيادة رئيس الجمهورية فائق تحياتي وتقديري وفي حفظ الله دمتم و السلام
الامضاء : عبد السّلام بو شدّاخ
الاتحاد الديمقراطي الوحدوي التونسي على أبواب مُحاسبة جديدة أكثر عمقا وجديّة المنصف الشابي في رسالة للاينوبلي : أنا مرشح جدّي وصريح للأمانة العامة
نحن في حالة مزرية وحزبنا تحكمه الفردانية …ومن صفات قيادته التستّر والتخفّي والتمييز والاقصاء
سأدعو مناضلات ومناضلي الاتحاد الديمقراطي الوحدوي الى طريق سليمة تبني علاقات حزبية جديدة وتفتح صفحة من الحوار لأجل تطوير فكرنا من الجمود الى التفاعل
في اطار متابعتها لمستجدات وتطوّرات الأوضاع داخل مختلف الأحزاب الوطنية حصلت «الشروق» على نص الرسالة التي بعث بها السيد المنصف الشابي عضو المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الوحدوي الى الأمين العام لحزبه السيد أحمد الاينوبلي.
الرسالة التي قدمها الشابي للاينوبلي مهمّة جدا بالنظر الى قيمة المرسل والذي هو أحد اثنين من المؤسسين للاتحاد الديمقراطي الوحدوي المتبقين حاليا ضمن قيادة الحزب ونظرا الى الرسالة المهمة والى ظرفيتها على بدء الاتحاد الديمقراطي الوحدوي الاعداد لمؤتمر ه الوطني المنتظر انعقاده في السداسي الأول من السنة المقبلة.
واعتبارا لما للرسالة من أهمية وما ستثيره من نقاشات وجدل داخل أروقة الحزب وكذلك على مستوى الساحة السياسية الوطنية تنشر «الشروق» نصّها الكامل
أخي الأمين العام
بلغتني أخيرا الدعوة لعقد اجتماع المكتب السياسي وسوف استجيب لهذه الدعوة احتراما لكم ولزملائي ولكن وددت لو أن الدعوة كانت مرفوقة بجدول أعمال خاصة وأنت تعلم ما تراكم من موضوعات جديرة بالعناية من قبل مؤسسة يفترض أنها معنية بتسيير حياة الاتحاد الديمقراطي الوحدوي، ولكن يبدو أن هذا الأمر يتحول مع مرور الزمن الى حبر على ورق في حين يتعاظم دور الأمين العام أو من ينوبه أو يستشيره.
وللعلم فإن المكتب السياسي لم يجتمع منذ حوالي شهرين ولم يجتمع سوى مرتين منذ ما قبل انعقاد المجلس الوطني الأخير وهو لم يجتمع إبان الندوة الفكرية التي التأمت في شهر جويلية الماضي.
إن هذا الأسلوب في التسيير السياسي أطلقت عليه نعوت كثيرة ويكفيني أن أقول بأنه غير مناسب لحزب اختار مناضلوه بعد طول عناء السير على مبادئ وأسس تستند الى الحوار والتعدد وقبول الرأي المخالف كما اختاروا أن يمثلوا البديل عن رؤى قاوموها لفترات طويلة فإذا بهذه الرؤى الفردانية تتجسد في حزبهم الذي أرادوه اتحادا ديمقراطيا أولا ووحدويا معتبرين أن خدمة الشعار القومي تفترض توفر عنصر الحرية والديمقراطية (بمعنى الحوار) في صفوفه من أجل تفجير كل الطاقات البناءة والخلاقة التي ينطوي عليها كل واحد من أفراد هذا الحزب.
أما في التجربة الحالية التي تقودونها، فالتستر والتخفي والتمييز والاقصاء والشعور بالاكتفاء أصبحت تمثل الصفات الأساسية للقيادة، وقد سألتك أكثر من مرة أن تتخلى عن هذا الأسلوب وأن تعود الى ما من شأنه أن يعيد اللحمة الى صفوف هذه القيادة والى صفوف هذا الحزب ولكن يؤسفني أن ألاحظ أنك موغل في هذه الطريق الخاطئة.
ومن الملاحظ أن الأشهر الأخيرة تعددت فيها المناسبات التي كان يمكن استغلالها لتدارك ما حصل من أخطاء وتقويم الاعوجاج والانحرافات التي أصابت أسلوب القيادة وإني مع ما أكنه لك شخصيا من تقدير سوف أواصل مع المناضلين الصادقين والكوادر القيادية الشاعرة بخطورة الموقف، السعي لاقناعك بضرورة تفعيل كل الطاقات الحزبية حيث أن الضعف الكبير الذي يطبع حياتنا الحزبية وأدائنا الوطني والعربي والدولي يعود كله الى عجزنا في تفعيل هذه الطاقات.
« أخي الأمين العام
هذه ملاحظات كنت في غنى عن كتابتها لو كانت الآلة الحزبية تدور بصورة طبيعية وتزداد توحدا فتنتج ما نطمح إليه من انتشار لهياكلنا وتوضيح لرؤانا وارتفاعا لصوتنا وتأثيرا لنا في القرار التونسي، ولكنك أعلم مني بحقيقة الدور المتواضع الذي يلعبه حزبنا اليوم والذي لم يعد خافيا على أحد تاركا المبادرة الى من كنا نسميهم بالأحزاب الصغيرة ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تغطي هذا الضعف العضوي بعض المبادرات الفكرية الفاشلة (مثل الندوة التي لم يتجاوز عدد المشاركين فيها المائة في أحسن الظروف ممن رصدت لجلبهم من الجهات أموال طائلة ولم تجلبهم عناوين الندوة وحدها!) أو الشبابية (كالركض لاقامة هيكل شبابي في كنف السرية وفي جو من الاقصاء طال العناصر المؤسسة للمبادرات الشبابية في حزبنا الخ) أو الجامعية (بما تدخله من لبس على سبل تشكل الحالة التنظيمية لحزبنا).وفي ضوء كل هذا أؤكد لك أخي الأمين العام بأني مع اصراري على العمل ضمن هياكل حزبي والتقيد التام بنصوص نظامنا الداخلي سأمارس حقي كمرشح صريح وجدي للأمانة العامة في دعوة مناضلات ومناضلي الاتحاد الديمقراطي الوحدوي الى طريق سليمة تبني علاقات حزبية جديدة وتفتح صفحة من الحوار لأجل تطوير فكرنا من الجمود الى التفاعل مع مجريات الواقع الوطني والعربي والخارجي ولأجل تجميع قوتنا وتوحيد صفنا إزاء المهمات الكبرى التي تنتظرنا.
كنت آمل أن يكون مؤتمر جربة قد أفرز القيادة التي تتطلبها أوضاعنا ويتطلبها واجب المساهمة في رفع التحديات الوطنية لكنني مضطر للاعتراف الآن بأن آمالي كانت بعيدة عن الواقع وأنها لم تأخذ في الاعتبار ما في نفوس البشر (والمناضلون بشر كغيرهم) من استعداد فطري للانحرافات الفئوية والشخصية، لذلك أشعر اليوم بأن واجبي يدعوني الى اصلاح ما كنت اعتبره اصلاحا. وأني سوف أدعو كل الاخوة دون تمييز ايديولوجي الى فتح صفحة جديدة من تاريخ حزبنا بلا مزايدات وبلا خنوع خدمة للوطن العزيز وانتسابا حقيقيا وفعليا (وليس ظرفيا) الى قضايا أمتنا العربية المناضلة المتعرضة الى أشكال القهر المتعددة والتي يمثل صمودها في كل المواقع درسا للانسانية جمعاء.
كيف نكون في مستوى هذا الصمود وكيف نستجيب الى مطالب شعبنا ونحن في هذه الحالة المزرية؟ أرجو أن لا تؤاخذني على ما أبديته من صراحة في هذه السطور وأعدك أنني سوف أراسلك كلما أشعر بأنك استثنيتني وبأن رأيي سميثل لك سندا ومرجعا.
أخوك المنصف الشابي (المصدر: جريدة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 9 سبتمبر 2010)
رافضون نقابيون يعلنون تاسيس مبادرة جديدة
حرر من قبل التحرير في الجمعة, 10. سبتمبر 2010 اصدر ما يقارب 800 نقابي ورقة اعتبروها أرضية للنقاش والنشاط من أجل تجميع كلمة الرافضين للمسار الذي وصفوه بالخطير للاتحاد العام التونسي للشغل وذلك بغية العمل جماعيا من أجل إنقاذه من الانحرافات ووضعه على سكة المسار الصحيح حسب ما جاء في نص الوثيقة. وفي قراءة لمسار الاتحاد اعتبر « اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل » وهو عنوان المبادرة أن هيمنة « الخط البيروقراطي العشائري » على المنظمة أدى إلى فقدان استقلاليتها ويظهر ذلك في الزج بها في مواقف التزكية ورهن قراراته بالخيارات العامة للسلطة وأيضا التخلي على الدفاع عن الحريات العامة والفردية والتهاون في الدفاع عن الحريات النقابية وفتور علاقات الاتحاد بمكونات المجتمع المدني. كما سجلت المبادرة تعامل الاتحاد مع الملفات النقابية الاجتماعية و الاقتصادية بمنطق المسايرة والتفريط التدريجي والخطاب المزدوج. من جهة اخرى لم يصدر الى حد الان اي موقف رسمي من مصادر مسؤولة بالاتحاد العام التونسي للشغل حول هاته المبادرة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 10 سبتمبر 2010)
غلق المعهد الدبلوماسي الأمريكي بتونس
حرر من قبل التحرير في الجمعة, 10. سبتمبر 2010 في خطوة وصفت بالمفاجئة قررت وزارة الخارجية الأمريكية غلق المعهد الدبلوماسي الواقع في مدينة سيدي بوسعيد والمتخصص في دراسة اللغة العربية للدبلوماسيين المعينين في المنطقة العربية. و كان من المنتظر نقل المعهد إلى مقر السفارة الأمريكية في ضاحية البحيرة التي تبعد حوالي ستة كلم من المعهد الحالي بعد رفض وزارة الخارجية بناء معهد جديد قدرت كلفته ب 40 مليون دينار وذلك رغم تخصيص الميزانية وموافقة البرلمان. و تعود أسباب قرار غلق المعهد حسب مصادر أمريكية إلى أسباب أمنية لم توضحها. فيما أشارت بعض المصادر أن رسالة توجه بها 52 دبلوماسي أمريكي يدرسون بالمعهد إلى وزارة الخارجية الأمريكية طالبوا فيها بنقلة المعهد إلى إحدى الدول العربية الأكثر أمانا مثل مصر و الأردن و هما الدولتان العربيتان اللتان تربطهما علاقات رسمية بالكيان العبري. و قد اكتسى القرار صبغة مفاجئة و غير منتظرة كما عبر مدير مركز التدريب في الخارجية الأمريكية بيل وليام ايتون عن دهشته من سرعة اتخاذ القرار. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 10 سبتمبر 2010)
بحارة قابس يشتكون التلوث
حرر من قبل التحرير في الجمعة, 10. سبتمبر 2010 أفادنا عدد من البحارة من مدينة قابس أنهم أصبحوا عاجزين عن توفير لقمة العيش لأسرهم نتيجة هروب السمك إلى الأعماق بسبب التلوث الذي أصاب خليج قابس . ومن المعلوم أن الراحة البيولوجية التي تنتهي يوم 15 سبتمبر القادم لا تشمل صغار الصيادين الذين يعتمدون في صيدهم على الشبكة والصيد الساحلي. و ابرز عدد من المتحدثين انه رغم وعود المسؤولين الا انه ما زال يصب حوالي 700 طن يوميا في الخليج من مادة الفوسفوجين القاتلة للبيئة البحرية والمسببة لهروب الاسماك. هذه المادة الخطيرة تتسبب حسب مصادرنا في ارتفاع درجة حرارة مياه البحر صيفا و انخفاضها شتاء بمعدلات قياسية اضافة الى أن طبقة ملساء تكونت في القاع تقتل الحياة فيه حسبما ذكر الخبراء وتجبر الاسماك على الهجرة و منع المهاجرة منها من الاستقرار. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 10 سبتمبر 2010)
تراجع الاستثمارات الداخلية و الخارجية في تونس
حرر من قبل التحرير في الجمعة, 10. سبتمبر 2010 في تقرير اقتصادي نشر الأربعاء الماضي وأصدره البنك الدولي احتلت تونس المرتبة 100 من جملة 183 دولة في مؤشر سهولة مزاولة الأعمال. وذكر التقرير فشل الدول العربية في ترشيد الإنفاق الحكومي، ففي الوقت الذي نجحت فيه بعض الدول في السيطرة على عجز الموازنة العامة إلى حدود 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي وهو الحد الأقصى الذي تسمح به معاهدة ماستريخت بالنسبة لدول منطقة اليورو ما تزال هذه النسب مرتفعة في الدول العربية حيث بلغت في تونس 27 في المائة و هو ما يمثل حسب التقرير هدرا للموارد المالية للدولة. من جهة أخرى سجل الحجم الإجمالي للاستثمارات الصناعية في تونس خلال السبعة أشهر الأولى من العام الحالي تراجعا بنسبة 6.4 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي إذ انخفض قيمته من 1751.4 مليون دينار إلى 1639.5 مليون دينار . وأرجعت مصادر الوكالة التونسية للنهوض بالصناعة هذا التراجع أساسا إلى انخفاض الاستثمارات المصرح بها في قطاع صناعات مواد البناء والخزف و البلور و الصناعات الغذائية و الميكانيكية و الكهربائية و الجلود والأحذية. يذكر أن الاستثمارات ذات المساهمة الأجنبية شهدت هي الأخرى انخفاضا قيمته 799.1 مليون دينار خلال الأشهر السبعة الأولى من السنة أي بتراجع قدره 33.33 في المائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية. ويأتي هذا التراجع في الاستثمار الداخلي والخارجي رغم ما سجله تقرير التنافسية العالمية الذي أصدره الخميس الماضي ببكين المنتدى الاقتصادي العالمي لدافوس من تقدم حقيقي لتونس في مجال التنافسية حيث احتلت المرتبة الرابعة عربيا والثانية و الثلاثين عالميا من جملة 139 بلدا. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 10 سبتمبر 2010)
الرئيس.. ولعبة عيده الثمينة؟؟
الحوار نت :- بخطى ثابتة ونفس واثقة في « عدل الله وجزائه » وهمّة عالية وعزيمة لا تنكسر يخطو الرئيس زين العابدين بن علي خطواته الأخيرة، ويقترب شيئا فشيئا من دخول موسوعة غينتس للأرقام القياسية، فالسيد الرئيس مشغول هذه الأيام بالاستمتاع والتلذذ بأنّ أسيره الدكتور الصادق شورو سيحلّ عليه عيد الفطر العشرون وهو قابع تحت نفوذه، باسط عليه يده، مبعد عن أولاده وزوجته وأهله والناس أجمعين، حائل بينه وبين الحياة والهواء والشمس.. الرئيس يحتفل بالحدث الإنجاز، يحتفل بعشرين عيد فطر.. وعشرين عيد أضحى مرّت، وصيده الثمين تحت يده.. هذه أربعون ثابتة في الكتاب والسنّة وعلى المذاهب الأربعة وغيرهم من المذاهب المحسّنة بما فيهم مذهب السادة المالكية، المذهب المعتمد لدى وزارة الشؤون الدينية عند السيد الرئيس، هذا عدا مئات الأعياد – المبتدعة والمختلف فيها والشاذة والضعيفة والموضوعة -. زخم هائل من الأعياد حقق فيها السيد الرئيس منسوبا غزيرا من لذة الاستمتاع بنكئ الجراح ومداعبة الغائر منها، وحشوها بالتراب والملح والأسيد وماء الزجاجات الحارق. أربعون عيدا والرئيس يتسلى بصبية صغار يتسلقون باب دارهم بجهد ومشقة ليشاهدوا ظل أبيهم ويستنشقوا رائحة عرقه أو يسترقوا صوت أنفاسه.. وما إن يطلوا برأسهم من الكوة حتى ينخصهم حامي حماها فيسقطوا على بلاط بيتهم مثلما أُسقط أبيهم طويلاعلى بلاط سجنه وبلاطات أخرى يعرفها السيد الرئيس وفرقه الأمنية المختصّة المعدّة للغرض. عشرون عاما والرئيس يلعب بالفراخ يعذبها، هي تفتح أفواهها للأكل وهو يحشوها بأعواد الثقاب المشتعلة حتى إذا ارتعد اللحم من الألم قهقه – الرئيــس-، هكذا حتى تكبر الفراخ وتطير وعندما يخلي الرئيس عشا تبحث له الحاشية -عشاق الشر- عن أعشاش أخرى ينفث فيها هواياته المفضلة. يشرق الرئيس أكثر بالفرح ويغوص في حشاشة اللذة حين يوثقوا له حراسة وثاق أسد ويشدّون أطرافه بالسلاسل حتى إذا أمن رباطه شرع في القفز حوله والتنطط فوقه.. إلعب واستمتع أيّها الرئيس واستدعِ الناس تشاهد السيرك!.. استدعِ الناس تشاهد بندقية قديمة لا يمكنها دفع صائل بسيط عن حياضها، تشك شهادة دكتوراة تخضّها، تعرضها للريح والأنواء، شهادة دكتوراة خانها الزمن النكد وخانتها بعض القطعان الدخيلة على المسيرة في بهو السيرك وبأفواه فاغرة يشاهد المدعوون حذاء عسكريا يدوس باقة من الورع والعلم والأمانة والصبر. عندما تفتح الدنيا تأتي المسرات تباعا، فالرئيس يحتفل هذه الأيام أيضا بعيد ميلاده والتهاني في صحفه الرسمية لا يزاحمها إلا أفواج « الباعة » الذين تقاطروا ليبايعوا متعلقين ببدلة الرئيس منغمسين في البكاء والعويل يترجونه الترشح إلى استحقاق 2014 وليس دون هذا إلا الإنتحارالجماعي. شيء دقيق ونوعي لم تنتبه له وسائل الإعلام وغفل عنه المتابعون ذلك أنّ الرئيس مثله كمثل بقيّة أترابه يرغب في اقتناء لعبة لعيد الفطر.. وبينما أترابه يلعبون بالفقاقيع والشماريخ والدمى ومجسمات الحيوانات البلاستيكية والألعاب الإلكترونية يتفرد الرئيس بأغلى لعبة في العالم؟؟ الرئيس منهمك في لعبة غريبة عجيبة.. في لعبة باهظة نفيسة… لعبة الرئيس في عيد فطره !!!! ….. دكـــتــور ….!!!!…..
(المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 11 سبتمبر 2010)
الاتحاد العام لطلبة تونس إنقاذ المنظمة الطلاّبية… مهمة عاجلة الانجاز
بقلم وائل بن فرج
يبدو وان التصادم والتباين بين القراءات والتصورات في تشخيص أزمة الاتحاد العام لطلبة تونس هو الذي أفضى إلى تقديم سبل تجاوز وحلول متعددة ومتنوعة اتسمت في اغلب الأحيان هي الأخرى بالتباين والتضاد والسبب أنها كانت ببساطة على خلفية منطلقات أصحابها وبحثهم الدائم عن مصالحهم ومواقعهم كأشخاص أو كمجموعات في صلب هذه الرؤية الجديدة أو إن شئنا – هذا الحل المبتكر الموقوت.
تشخيص الأزمة اتسم برزخه تحت « أهواء » الأطراف والحساسيات السياسية والنقابية المعنية بالاتحاد العام لطلبة تونس والممثلة صلب هياكله، مثلما هو حل تلك التي ما فتئت جاهدة تبحث عن موقعها لا لدعمه، بل لاستغلاله وتحويل منابره إلى منابر تمرر من خلالها مشاريعها وبدائلها وبرامجها السياسية.
تشخيص تعددت منطلقاته وألوانه وشفراته و(حساباته) أفضى بنا إلى تشخيصات عدة. وعلى الرغم من أن الاختلاف في زوايا النظر إلى المسالة الواحدة وقياسها بالاستناد إلى معايير متنوعة، يعتبر بمثابة الظاهرة الصحية والضمانة المثلى لسير سليم نحو الحل الأمثل، فان الوضع هنا مختلف اشد الاختلاف، إذ أن نقطة التجميع الأسمى والهدف المشترك قد غابت عن حسابات البعض ليولي المكانة والمنزلة الأولى لمصلحته الذاتية على حساب غيره المعني مثله وعلى حساب ذاك الهدف المشترك أساسا. فتحول السجال والجدال لتبيان -أيّ التشخيصات- هو الأصوب، هل أن أزمة الاتحاد هي أزمة تمثيلية؟ أم أنها أزمة ازدواجية هيكلية؟ أو هي أزمة خروج عن الشرعية؟… إلى غير ذلك، فأضحت أزمة الاتحاد من أفق للتجاوز واستنباط الحلول، مما يجعلها بالأساس « أزمة إيجاد حل للأزمة ».
هنا وبالتحديد تتجلى وجهة نظرنا القائلة بأن أزمة المنظمة الطلابية تتعدى جل هذه (الأزمات – الحيثيات)، لنقر بأنها أزمة منظمة لمجتمع مدني وهي أزمة حوار بالأساس، وان الحل الأسلم والناجح هو فتح حوار وطني شامل بين جل الأطراف والحساسيات السياسية وتجميعها على أرضية ميثاق طلابي هو بمثابة « إعلان مبادئ » مشترك يؤطر الحوار الوطني ويلزم هذه الأطراف والتيارات السياسية والنقابية المعنية بالاتحاد العام لطلبة تونس، ديمقراطيا تقدميا وطنيا، بأن تقبل التعاطي معه كمنظمة جماهيرية ومكونة من مكونات المجتمع المدني المدافع عن استقلاليتها.
ميثاق سيكون الضمانة التي ستحفظ مكاسب المنظمة الطلابية واستقلاليتها ومصلحتها العليا فوق كل اعتبار.
إن الاتحاد العام لطلبة تونس مكسب وطني حققته نضالات أجيال وأجيال ممن ضحوا بالغالي والنفيس لأجل أن يكون حرا ومستقلا وممثلا وليس التاريخ براحمنا إذا تغاضينا النظر عن الحال التي بلغها اليوم.
إن إنقاذ المنظمة الطلابية ليس شعارا يرفع للمزايدات السياسية بل هو بحق مهمة عاجلة للانجاز، حتى لا يظل حوالي نصف مليون طالب محرومين من نقابتهم الناطقة باسمهم إزاء كل القضايا المادية والبيداغوجية التي تهمهم باعتبارها ممثلهم الوحيد أمام السلط العمومية والجامعية والرأي العام الداخلي والخارجي – كما ينص على ذلك قانونها الأساسي ونظامها الداخلي – وحتى لا تخسر الجامعة سمتها كمركز للعلم ومنارة للعقلانية وحتى لا يخسر الوطن مكسبا وصرحا عاليا ومدرسة للدرية على قيمة الديمقراطية والعقلانية والحداثة تعز عليه خسارته.
إن هذه السنة الدولية للشباب 2010 مع التأكيد على أنها كانت بمبادرة رئاسية تونسية لهي بمثابة الاختبار الحقيقي تمام القوى الحية في هذه البلاد لتبرهن عن مدى استعدادها ومضيها عمليا في حل أزمة الاتحاد العام لطلبة تونس من بوابة الحوار وحده لا بديل عنه وعلى أرضية الميثاق الضامن لرقي مصلحة المنظمة فوق كل المراقي. فلا معنى حسب رأيي لحوار مع الشباب أو بين الشباب في سنة دولية للشباب دون طرح ملف منظمة الشباب الطلابية النقابية الديمقراطية التقدمية الوطنية قيد النقاش، والإسراع بإيجاد حل عملي لحل أزمتها وإنقاذها عاجلا لا آجلا. (المصدر: صحيفة » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 154بتاريخ 10 سبتمبر 2010)
العودة المدرسية : الملفّات المطروحة كما تراها نقابات التعليم
نورالدين المباركي تونس/ الوطن نحو مليوني تلميذ وتلميذة ينتمون لمختلف المؤسسات التربوية الأساسية والإعدادية والثانوية إلى جانب الإطار التربوي يستعدون لسنة دراسية جديدة. ماهي الملفات المطروحة في بداية هذه السنة الدراسية الجديدة من وجهة نظر النقابات ؟ سؤال طرحته « الوطن » على الكاتبين العامين لنقابتي التعليم الأساسي و التعليم الثانوي. إعداد : نورالدين المباركي النقابة العامة للتعليم الأساسي : عين على المفاوضات القطاعية والاجتماعية وأخرى على ملف التقاعد يستعدّ الجميع خلال الأيام القليلة القادمة للعودة المدرسية من أولياء وتلاميذ ومربين وممثلي المدرسين عبر نقاباتهم بمختلف الأسلاك، وذلك وسط حيرة كبيرة تعود إلى غموض الإجراءات الجديدة المتخدة بصورة أحادية الجانب في الحقل التربوي والمعلّمون عبر هياكلهم النقابية يستقبلون السنة الدراسية الجديدة وكلهم استياء من الإجراءات المتخذة أخيرا والتي لم يقع فيها احترام ما وقع الإجماع عليه في مختلف جلسات اللجنة الاستشارية الخاصة بتجويد العملية التربوية وهم يستحضرون التراجع السريع خلال بداية السنة الدراسية الفارطة في إلغاء امتحان الكاتريام وفي دفتر التقييم الخاص بالتلاميذ وهو ما احدث بلبلة كبيرة لدى التلاميذ والأولياء وكل مكونات الأسرة التربوية.
إن النقابة العامة للتعليم الأساسي مصرة خلال هذه السنة الدراسية الجديدة على طي عديد الملفات ولعل أهمها:
1 – المكتسبات:
– إلغاء العمل بصبغة التعاقد. – إتمام التفاوض في خطتي مساعد المدير والمعلم المعوض. – احترام اتفاقية 12 ماي 2009 حول إسناد الإدارات بصفة وقتية. – احترام الحق النقابي وحق التفاوض الجماعي.
2 – المفاوضات القطاعية:
بعد جلسة العمل بين النقابة ووزير التربية يوم 28 أوت 2010 تصر النقابة على تطبيق ما وقع الاتفاق حوله بتكوين لجنة متفرعة تعتني بالتفاوض في المسائل التالية: أ – إقرار راتب شهري بعنوان منحة العودة المدرسية. ب – تحسن الترقيات المهنية: – معلم تطبيق أول – أستاذ المدارس الابتدائية ج – تطبيق اتفاقية 1981 حول ساعات عمل معلم التطبيق. د – تعميم المنح الجامعية وتوفير السكن الجماعي لكافة أبناء المعلمين. هـ – مضاعفة منح الإنتاج. و – فتح الأفاق العلمية وفض مشكلة المعهد الأعلى للتربية والتكوين المستمر. ز – تحسين ظروف العمل بالمدارس الابتدائية. ك – مراجعة القانون الأساسي.
3 – المفاوضات الاجتماعية:
تصرّ النقابة العامة على حقها في التفاوض حول تدهور القدرة الشرائية للمعلمين.
4 – ملف التقاعد:
يصرّ المعلمون باعتبارهم يمارسون مهنة شاقة بحقهم في التقاعد في سن 55 ويعبرون عن رفضهم للإصلاحات المزمع إدخالها والتي تحمّل الأجراء أزمة الصناديق الاجتماعية وسوء التصرّف فيها.
الجديد:
إن رهانات القطاع كبيرة وتتطلب حوارا جديا وشفافا وذا مصداقية من الجانب الوزاري وبقدر إيماننا بالحوار والتواصل إلا أننا مستعدون للدفاع عن مطالبنا وحماية مكاسبنا وتطويرها. النقابة العامة للتعليم الثانوي: التشريك الفعلي للمدرّسين وممثليهم النقابيين في كل ما يتعلق بالمنظومة التربوية « سنة مرهقة في إطار مهنة شاقة « هكذا استهل الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي بالاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري حديثه لـ »الوطن » عن أهم المطالب والملفات المطروحة للقطاع والكل يستعد للعودة المدرسية .
وقال إن إيفاء أهل المهنة حقهم يكون بالتشريك الفعلي لهياكلهم النقابية وتحقيق مطالبهم المادية والمعنوية التي تضمنتها لوائح مؤتمر النقابة العامة للتعليم الثانوي (جانفي 2010). ولدى استعراضه لأهم الملفات المطروحة أكد الطاهري على ضرورة إنهاء التفاوض في القانون الأساسي بجانبيه الترتيبي و المالي. مع مطالبة سلطة الإشراف بإنصاف الأساتذة على غرار نظرائهم من حاملي نفس الشهادات العلمية لتدارك الفوارق الشاسعة في الأجر مع تحيينه في أهم مكوناته: – سلم الأجور – الساعات الإضافية – منحة الإنتاج – المنحة البيداغوجية
وقال إن النقابة العامة للتعليم الثانوي مازالت تطالب بما ورد في اللائحة المهنية ومن هذه المطالب :
– التخفيض في سن التقاعد إلى 55 سنة مع التأكيد على التنفيل بخمس سنوات عمل وتخفيض ساعات العمل للمدرسين على ضوء الأقدمية المهنية و السنّ و الترقيات المهنية. – إحداث منحة مشقة المهنة والإرهاق المدرسي، والترفيع في منحة العودة المدرسية وسحبها على الأساتذة المحالين على العمل الإداري أو التربوي لأسباب صحية أو لسبب الزيادة عن النصاب، ومضاعفة منحة الامتحانات الوطنية مراقبة وإصلاحا.
– تطوير الارتقاءات المهنية في اتجاه إحداث رتبة ثالثة (الأستاذ المميّز) والترفيع في نسبة المرتقين وتحسين شروط الارتقاء وتثمين الشهائد العلمية بما في ذلك الأساتذة الحاصلين على شهادة التبريز (تنظيرهم بالموظف الحاصل على باكالوريا + 6) والترفيع في القيمة المالية لكل ارتقاء من رتبة إلى أخرى.
– احترام الحق النقابي كاملا دون تجزئة بما في ذلك حق الاجتماع والإعلام والتعليق والإضراب واستقلالية مضامين البلاغات و المنشورات النقابية.
– تعميم المنح الجامعية على كافة أبناء رجال التعليم وإلغاء صيغة القروض وإعفائهم من معاليم الترسيم مع تمتيعهم بالسكن الجامعي طيلة سنوات دراستهم الجامعية. – تقنين علاقة إطار التفقد بالمدرسين ( دورية الزيارة، الإعلام المسبّق بالزيارة…).
– المطالبة بفتح باب التفاوض الجدي و العاجل في السياسة التعليمية (مراجعة المنظومة التربوية، مجابهة العنف المدرسي وتدني المستوى التعليمي..) وبالنسبة للسياسة التربوية قال سامي الطاهري إن المطالب تتمحور حول: -إيقاف العمل بالنظام التوجيهي وفتح تفاوض جدي حوله، – مدرسة وطنية تكفل إجبارية التعليم ومجانيته وتحفظ مقومات الهوية وتؤسس لتعليم نوعي في مضامينه – مراجعة البرامج المعتمدة في المنظومة التربوية بما يكفل تجذير الهويّة العربية الإسلامية ويتصدى لمشاريع التطبيع وردّ الاعتبار لكل المواد الإنسانية كالتاريخ والجغرافيا والفلسفة وإيلاء القضايا الجوهرية كالقضية الفلسطينية وتاريخ الحركة النقابية الوطنية في تونس مكانتها في البرامج، – التشريك الفعلي للمدرّسين وممثليهم النقابيين في كل ما يتعلق بالمنظومة التربوية كالقانون التوجيهي ونظام التسيير ومناهج التعليم وبرامجه والنظام التأديبي والنظام التقييمي ونظام التفقد والزمن المدرسي والتوقيت المخصص للمواد وضواربها ومكانة المدرّس.
– حفظ كرامة المدرّس وذلك بتوخي الحزم اللازم في مقاومة التسيب والعنف في الوسط المدرسي وتوفير الظروف المادية والمعنوية المناسبة حتى يؤدي المدرّس رسالته، – اعتماد اللغة العربية لغة أساسية لتدريس كافة المواد في مختلف المراحل، – تقييم تجربة المدارس الإعدادية التقنية ومراجعة التصورات حولها من حيث الأهداف والبرامج والمناهج والآفاق وتحديث وسائل العمل بها مواكبة للتحولات التقنية والتكنولوجية التي تقتضيها طبيعة المرحلة، – اتخاذ كل التدابير اللازمة من أجل ضمان ظروف أفضل لسير الامتحانات الوطنية، – مزيد تنظيم قطاع التربية البدنية وتحسين ظروف عمل المدرّس بما يحقق الأهداف المرجوّة، – مراجعة نظام تسيير المؤسسة التربوية ونظام التفقد وآلياته، – معالجة ظاهرة الزيادة عن النصاب من خلال تخفيض عدد التلاميذ في القسم الواحد ومن خلال التخفيض في ساعات العمل.
وأضاف الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي إن النقابة في تنسيق دائم مع نقابات التربية حول المطالب المشتركة في جانبيها المالي والترتيبي أو بالنسبة للمنظومة التربوية. (المصدر: صحيفة » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 154بتاريخ 10 سبتمبر 2010)
نفقات طائلة في إنتاج تلفزيوني بقصص مستوردة
بقلم صالح عطية إذا صحّت الأرقام التي تتداولها بعض الصحف بخصوص الأموال التي صرفت في إنتاج المسلسلات الرمضانية، فإن الأمر يدعو إلى القلق فعلا ويستوجب التوقف والتأمل مليون مرة..
فقد شهد شهر رمضان تنافسا غير مسبوق بين القنوات التلفزيونية التونسية على إنتاج المسلسلات الدرامية وأعمال الـ « سيتكوم »، ويتردد أنه تم إنفاق مبلغ جملي بين جميع هذه الإنتاجات، يصل إلى نحو 80 مليارا من المليمات التونسية..
وإذا كان إنتاج الأعمال الدرامية مؤشرا مهما بالنسبة للمشهد السمعي البصري ولعملية الإنتاج التلفزيوني، فضلا عن كونه جزءا من حراك ثقافي وإعلامي ضروري للبلاد، إلا أن ما يثير التساؤلات حقا، هو هذه النفقات العالية، خصوصا إذا ما كان مستوى الدراما التي قدمت في مختلف القنوات التونسية، لا يبرر هذا الرقم الضخم من الأموال..
فمن الناحية الفنية، كشفت الأعمال التي عرضت خلال شهر رمضان، عن ضعف كبير سواء من حيث الحبكة الدرامية، أو من جهة السيناريو الذي تميز بكثير من الثقل، فيما كانت الأحداث رتيبة وشبه ساكنة، تفتقر لتلك السرعة التي تفترضها كل دراما ترغب في شدّ المشاهد.. هذا فضلا عن أن القصص التي قدمت، ليست لها صلة عملية بواقعنا التونسي، وهي مسألة في غاية الأهمية، لأن الأعمال الدرامية ليست مجرد فنطازيا أو لمجرد الإنتاج التلفزيوني الموسمي، وإنما هي أداة فنية وثقافية وإعلامية لمعالجة بعض الظواهر المجتمعية، وليس الإنتاج لغاية الإنتاج في حدّ ذاته، وهو ما بدا واضحا من خلال مسلسل « نجوم الليل 2 » الذي قدمته قناة « حنبعل » أو مسلسل « دنيا » على قناة
« تونس 7 »..
أما بالنسبة للـ « سيتكوم »، والذي كان مجال منافسة واضحة بين « نسيبتي العزيزة » على قناة « نسمة تي في »، و »دار الخلاعة » على قناة « تونس 7″، فقد بدا واضحا أن العملان مختلفان اختلافا بيّنا.. فالأول أراد الإضحاك من خلال اللعب على وتر قضايا شديدة الحساسية، هي بمثابة « القنابل الصامتة »، ونعني هنا مسألة اللهجات بين الولايات و »الجهويات »، ما جعل هذا العمل يعرف انزياحا عن أهدافه.. فيما كان العمل الثاني، « دار الخلاعة »، إنتاجا ضعيفا، ولولا الممثل كمال التواتي وبراعته في إنقاذ السيناريو عبر أسلوبه الرشيق والطريف، لكان هذا « السيتكوم » أقرب إلى الابتذال في العديد من حلقاته..
أما « قراج لكريك »، فإنه لم يرتق ـ حقيقة ـ إلى مستوى السيتكوم، وكان بمثابة الحلقات الممزقة من حيث السيناريو، ونوع من « الحشو » في تصنع الأحداث والمواقف التي لم تكن هزلية إطلاقا..
ويبدو أن الإنتاج التلفزيوني في تونس، يشكو الكثير من الإخلالات المنهجية والفنية، من بينها:
ــ محدودية كتّاب السيناريو لدينا، وهي معضلة أساسية بالنسبة للمشهد الإعلامي البصري، الأمر الذي فتح الباب لبعض « الاجتهادات » التي لم تكن في المستوى المطلوب..
ــ أن القنوات كانت تبحث عن الإنتاج، بغاية الحصول على كم هائل من الإشهار والإعلانات، واستقطاب أكبر عدد ممكن من المشاهدين في شهر رمضان، أكثر من محاولة الإنتاج لأغراض فنية وإعلامية وثقافية في المقام الأول..
ــ أن إنتاجنا التلفزيوني بحاجة إلى مراكمة كبيرة، تعتمد كتّابا كثيرين للسيناريو، وروائيين عديدين، إلى جانب ممثلين من عيار محدد، ويبدو أن ما يعرف بـ « الكستينغ »، أي اختيار الممثلين، وهي حلقة مهمة في إنتاج أعمال درامية هامة وبارزة، تعدّ أحد أبرز الإخلالات التي تعاني منها الأعمال الدرامية، بل حتى سيناريوهات الـ « سيتكوم » ذاتها..
ــ أن قنواتنا مطالبة بحسن التصرف في تمويل الأعمال الدرامية القادرة على الصمود أمام الكم الهائل من الأعمال القادمة من سوريا أو مصر بوجه خاص.. يحتاج الأمر إلى ترشيد التعامل مع الإنتاج التلفزيوني، ولم لا تشكيل لجنة وطنية لضبط معايير هذا الانتاج بما يقدم بالدراما التونسية التي تعدّ ضعيفة قياسا بتجارب أخرى في العالم العربي، ويكون مدخلا لإنضاجها.. (المصدر: صحيفة » الوطن » لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ( أسبوعية- تونس ) العدد 154بتاريخ 10 سبتمبر 2010)
بسم الله الرحمان الرحيم الجبّارون..
بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير مع أصحابه اعترضت طريقهم امرأة تحبس الطريق، فقيل لها: تنحَّي عن الطريق، فامتنعت قائلة: الطريق عريض، خذوا يمينا أو شمالا.. فقال عليه الصلاة والسلام: « دعوها فإنّها جبّارة ».
إذا كانت إماطة الأذى عن الطريق صدقة، ففي حادثة المرأة الجبّارة يبيّن النبي الكريم ومهذّب الأمة، أنّه أحيانا يكون التهذيب ليس بإماطة الجبارين من طريقنا، بل بتوسعة صدرونا للتسامح وتجاوزهم.
فترى التجبر في عصرنا الحالي يأخذ صورا متعدّدة.. ومن صورها: كنت أحد أيام عزوبيتي ألعب الكرة على شاطئ بحر روما مع صديقي المغربي، ورميت الكرة فتدحرجت بجانب شابين إيطاليين ممتدين على منشفة يتشمسان، وتناثرت عليهم حبات الرمال المبللة وعلقت بهما.. هاجا وثارا وبدأ يسباننا ويلعنان كل من له علاقة بأصلنا وفصلنا رغم أننا اعتذرنا لهما، ولكنه لم ينفع ذلك شيء بل قام أحدهما وبصق علي، عندها ثارت ثائرتي ذكرتني بعصبيّة أبي عندما تنفلت أعصابه مع بعض مواشيه الجامحة.. فبدلا من محاولة إرجاعها، يخوض في مسابقة جري ورائها للإمساك بها، بمعنى أنه سيبدأ معركة العناد معها، وهو أمر يبدو وكأنّه تنفيس مفيد، لكنّه على العكس يفاقم العصبية، ويفسد الأخلاق، وينهك البدن.. وقلت قولته المشهورة « خلّيني أربيه ولد الكلب »، وضربته ضربة كسرت إحدى أضلعه.. وياليتني تحكمت في أعصابي، إذ سحبت مني بطاقة إقامتي مدة بعد أن دفعت له مبلغا من المال ليس بالقليل طلبه كتعويض على الضرر الذي لحق به، رغم أن مسؤول الشرطة تفهم موقفي.
فبدل أن أتسامح وأتجاوز رعونة الآخر، فأكظم نفسي عن دخول صراع الجبابرة المنشّط لنزعة جبروتي، أردت غصبا أن أربّي الطرف الآخر الجاهل، المزعج، المعاند.. وبهذا تتفاقم الإحتقانات، وتزيد الأخطار.. ونبتعد عن مغزى الحديث الشريف الذي بدأنا به الكلام.
ومن ظواهر التجبر والإساءة للغير كثيرة ـ ونراها كل يوم من أيام حياتنا ـ : مثلا هنا في روما بعض الأشخاص الذين يحسبون على الإسلام تراهم يوقفون سياراتهم أو شاحناتهم في الأماكن المخصصة للعجّز، أو فوق الرصيف، أحيانا يوم الجمعة عند إقامة الصلاة حيثما وقفَتْ، وكأنّ سيارته ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيثما بركت بركة! دون اعتبار لمن سيتعطّل خلفهم، طالما قضوا رغباتهم..
والصورة الأخرى من التجبر والأذى موجودة في هذه القصة التي رواها الكاتب أحمد أمين، وهي الأشد والأكثر جبروتا، وعواقبها مدمرة جدا، جدا سواء على الفرد أو المجتمع: يحكى أنه كان في مصر فلاحا أجيرا أصاب ثروة طائلة فاشترى قاربا فخما، جميلا.. ثم ارتدى ثيابا أنيقة غالية الثمن وجلس في القارب وهو ينساب على سطح النيل، عندئذ رآه صاحب الأرض التي يعمل فيها وكان رجلا متغطرسا قاسي القلب، فأمر عماله بإحضاره، فهجموا على القارب، وقبضوا على الفلاح، وأتوا به أمام صاحب الأرض..
فقال صاحب الأرض للفلاح: منذ متى كان الفلاح يركب قاربا جديدا؟!
الفلاح: هذه النعمة من رحمتك وعدلك وإحسانك يا سيدى.. وهذا شيء يسركم يا سيدي، لأنه من فضلك ومن خيرك. ـ كيف يجوز للفلاحين أن يتشبهوا بأسيادهم ويركبوا مثل هذه القوارب؟
ـ معاذ الله أن أتشبه بأسيادى، فمن أكون؟ أنا عبد من عبيدكم وكل ما أكسبه هو في النهاية ملك لكم.
ـ إذا كنت لا تريد أن تتشبه بنا فلماذا اشتريت قارب وركبته فى النيل كأنك من الأسياد؟ أتريد أن يراك الفلاحون فيعتقدون أنك صاحب شأن ومقام؟ ـ أستغفر الله ياسيدى.. إن كنتم ترون فيما فعلته عيبا فأنا أشهد الله ورسوله ألا أعود أبدا إلى ركوب هذا القارب.. تبت على يديك ياسيدى.. أرجوك أقبل توبتي.. ـ توبتك مقبولة.. لكني سأفعل بك ما يجعلك لا تكرر خطأك بعد ذلك أبدا.
ثم أمر صاحب الأرض الخدم فقيدوا الفلاح وجرّوه على الأرض حتى لطخوا ثيابه الجديدة بالوحل ومزقوها، ثم أخذوا يضربونه حتى سال الدم من ركبتيه ورجليه وظهره.. بينما صاحب الأرض يضحك ويردد: هكذا لن تنسى أبدا مقامك الوضيع يا فلاح..
هذه الواقعة تعكس نمطا شائعا من العلاقة بين المستبد وضحاياه في مجتمعنا العربي.. فهذا الفلاح كان يدرك بلا شك أن من حقه أن يركب المركب الجديد الفاخر لأنه اشتراه من حر ماله، ومن حقه أيضا أن يرتدي ما شاء من ثياب..
كان الفلاح يدرك أنه لم يرتكب أي خطأ، لكنه رأى من الحكمة أن يعتذر لصاحب الأرض، ويعلن توبته عن ذنب لم يقترفه.. لقد بالغ الفلاح في إذلال نفسه حتى يفلت من الظلم، ولكنه بعدما أهدر كرامته تماما تلقى نصيبه من الضرب والجر والمهانة..
وهكذا نرى أن الإذعان لم يمنع عنه الظلم ولو أنه وقف بشجاعة أمام صاحب الأرض ليدافع عن حقه في أن يعامل كإنسان، لكان على الأقل احتفظ بكرامته، وما سيصيبه بعد ذلك بشجاعة ليس أسوأ مما أصابه بإذعانه.
هذا المعنى أتذكره وأنا أتابع ما يحدث في بعض الدول العربية هذه الأيام، إذ ترى أن النعمة التي يؤتاها أحدهم أحيانا يردها للحاكم وليس لله.. لقد نشأت أجيال من العرب على اعتقاد راسخ بأن الإذعان للظلم هو قمة الحكمة.. وأن الإنحناء والتذلل لصاحب السلطة خير وسيلة لإتقاء شروره..
اعتقد كثير من العرب طويلا أن الإعتراض على نظام الإستبداد ليس إلا حماقة لن تغير الأوضاع إلى الأحسن أبدا.. كما أنها كفيلة بإضاعة مستقبل كل من يقاوم الظلم واعتقاله وتعذيبه وربما قتله.
اعتقد العرب أن التعايش مع الحاكم الظالم سينجيهم من شره، واطمأنوا إلى أن آلة القمع الجبارة التي يملكها النظام لا تتحرك أبدا إلا لتسحق من يعترض عليها، أما من ينحني ويذعن وينصرف إلى أكل خبزه.. ودخول جحره، فلن يصيبه النظام بضرر أبدا، بل سيحميه ويرعاه.
لكنهم ينتبهون الآن، ربما لأول مرة خلال عقود، إلى حقيقة أن الإذعان والسكوت عن الحق والتذلل للظالمين، كل ذلك لا يمنع الظلم أبدا بل كثيرا ما يضاعفه.
إن واقعة الشاب التونسي محمد علي الذي اعتدت عليه الشرطة في بلده بالضرب حتى أشرف على الموت، والذي لم يكن له أي نشاط سياسي، أو عضوا في أي جبهة، أو حركة تستهدف تغيير النظام، بل لعله لم يشترك في مظاهرة قط في حياته، سوى أنه كان يمتطي سيارة فخمة بعض الشيء جهد سنين من العمل في الخارج، لكن ذلك لم يعجب الشرطي الذي مرت عليه عشرون سنة عمل ولا يستطيع ولو شراء دراجة حسب قوله.
وأمرّ من تلك، حادثة الشاب خالد سعيد في مصر، الذي كان يحلم مثل ملايين المصريين بأن يهرب بأي طريقة من وطنه الظالم إلى أي بلد يعيش فيه بحرية وكرامة، حيث توجه في ذلك المساء إلى مقهى للإنترنات ليقضي بعض الوقت كما يفعل ملايين الناس. لم يرتكب جريمة ولم يخالف القانون لكن تهشمت جمجمته تحت الضرب من طرف أعوان الدولة.
والمغزى الواضح لمثل هاته الوقائع أن الإذعان لم يعد كافيا لحماية العرب من قمع حكامهم، بل يدل ببساطة على أن أي شرطي أو حتى أي مخبر يستطيع أن يضرب ويتجبر، بل يقتل من يشاء من المواطنين ولسوف تتحرك أجهزة الإستبداد فورا لتبرئة القاتل بوسائل كثيرة وفعالة..
إن أولائك المواطنين المسالمين أمثال محمد علي وخالد سعيد رحمة الله عليه، لم يدر بأذهانهم قط أن يقاوموا الإستبداد لكنهم اعتقدوا.. تماما مثل الفلاح في الحكاية، أن باستطاعتهم أن يتعايشوا مع الظلم وينحنوا أمام الظالم، ثم ينشئوا عالمهم الصغير الآمن لهم ولأولادهم. لكنهم جميعا فقدوا حياتهم بسبب النظام الذي خافوا من مواجهته، أي أن ما حدث لهم جراء الإذعان والخضوع هو بالضبط ما كانوا يخشون وقوعه إذا احتجوا وثاروا.. وهذا يعكس الحقيقة المحزنة، أن كثيرا من الدول العربية صارت تفعل بأبنائها ما لم يستطع فعله الأعداء.
لقد أدرك هؤلاء أخيرا الدرس الذي لم يفهمه الفلاح في الحكاية، هو أن عواقب الشجاعة ليست أبدا أسوأ من عواقب الخوف.. كتب بحمد الله في شهر أوت 2010
فتحي العابد
كلمة الشيخ راشد الغنوشي خلال احتفال عيد الفطر المبارك لجمعية غرب لندن الثقافية http://vimeo.com/14881568
الشروق:تكشف مضمون النداء الموجه من حطاب ورفاقه إلى كبار العلماء والمشايخ 7من أمراء وقادة « الجماعات المسلحة « يطلقون مبادرة « هدنة وتصالح » رسالة مفتوحة من أهل المبادرة الشرعية إلى علماء الأمة المحمدية في عامة الأقطار والديار الإسلامية
بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على محمد النبي الأمين الذي لا نبي بعده، ثم أما بعد:
تحية إجلال وإكبار وتقدير واعتراف لأهل العلم الفحول مشحونة بالمودة والمحبة في الله والنصرة والموالاة والإعزاز والكرامة نزفها عاجلة عبر هذه الخطوة المتواضعة إلى العلماء الأكابر والمشايخ الأساطين والأئمة الأفذاذ والدعاة العاملين في عامة الأقطارالإسلامية، فيا معشر الأكابر العظام:
أنتم عماد الأمة وركائز الشباب المتوقد بالطاقة والحيوية والنشاط، وأنتم أنصار هذا الدين ورجال الملة والعقيدة، وجند التوحيد وحماة الشريعة، فبكم أنتم زادكم الله شرفا حفظ الله تعالى للأمة دينها ومنهج رسولها صلى الله عليه وسلم من التبديل والتغيير والانحراف، فأنتم من ولاة أمر وقادة هذه الأمة، وقد رفع الله تعالى ذكركم كما قال تعالى: « يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات »، وجعلكم من النجوم الوضاءة التي تنير طريق الأمة المحمدية نحو الله سبحانه، حيث قال جل جلاله: « فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون »، وبناء على ما تقدم نقدم أنفسنا: نحن مجموعة من الدعاة السلفيين والأمراء العسكريين السابقين للجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية ومن معنا ويؤيدنا على هذا الأمر من المشايخ والأئمة وطلبة العلم الشرعيين والمفكرين الأكادميين من المجتمع المدني: نتقدم إلى مشايخنا الكبار بهذا الطلب عسى الله أن ينفع بكم الأمة ويستعملكم تعالى في هذا الصلح والإصلاح الجزائري المبارك لتساهموا من خلال هذه المبادرة الشرعية السلمية الحضارية التي قمنا بها والتي تنبع من صميم قناعاتنا الشرعية والعلمية والواقعية وهي في نفس الوقت عاقلة وموزونة وهادفة لأنها هي المخرج الوحيد من الأزمة الدموية التي عصفت ببلانا الجزائر المسلمة الصامدة في وجه الإستعمار الصليبي منذ قرون مديدة، فمبادرتنا تهدف إلى حقن دماء المسلمين في الجزائر ورد المظالم إلى أهلها للخروج بالأمة من هذا النفق المظلم والقيام باعباء المصالحة من تعويض وإصلاح لما أفسدته الفتنة لمدة عقدين من الزمن، وتحقيق مصالحة تاريخية يشارك فيها الكبار والزعماء والقادة والعلماء حفاظا على دين الأمة ومصالح بلاد الإسلام لتفويت الفرصة على أعداء الداخل والخارج، فنريد من مشايخنا الكرام أن يساهموا في هذا الخير الكبير والصلح النافع بدعم هذه المبادرة الشرعية وتأييدها وتزكيتها بإضفاء الصبغة الشرعية عليها لتكون لنا سندا في هذا المسعى الإصلاحي المبارك بإذن الله تعالى، بوضع بصمتهم العلمية والدعوية على هذا التصالح بين المسلمين بموقف شرعي منصف عادل قال تعالى : » إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله « . والله الهادي إلى سواء السبيل إمضــــــــاء أهــــــل المــــــــبـــادرة الشــــــــرعــية
1 – حسان حطاب الأمير الوطني السابق والمؤسس للجماعة السلفية للدعوة والقتال .
2 – الهاشمي سحنوني الخطيب السابق لمسجد السنة بباب الوادي، والعضو المؤسس للجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة، ومدير جريدة الهداية سابقا .
3- عبد الفتاح زراوي حمداش المشرف العام على موقع ميراث السنة، وعضو المنتدى العالمي لمناهضة الصهاينة، والناطق الرسمي باسم صحوة أبناء مساجد الجزائر العاصمة، عضو المجلس العلمي لدعاة الحملة الإسلامية لمقاومة العدوان الصهيوني.
4 – ربيع الشريف سعيد رئيس الهيئة الطبية، وعضو الهيئة الشرعية، وعضو مجلس الأعيان، مؤسس للجماعة السلفية والدعوة والقتال سابقا .
5- الشيخ مادي عبد الرحمن الداعية المشهور المعروف باسم أبي هاجر، والعضو المؤسس للجماعة الإسلامية المسلحة .
6 – خطاب مراد مؤسس الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وعضو مجلس الأعيان، ورئيس اللجنة الإعلامية للجماعة سابقا .
7- بن مسعود عبد القادر أمير المنطقة التاسعة للجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا . الشروق تنشر مضمـــون نداء حطـــاب ورفـاقه الى كبـــار العلمــاء والمشــايخ 7 من أمراء ومؤسّسي الجماعات المسلحة يطلقون مبادرة » هدنة وتصالح » » ثقـــــوا في دعاتكم وأحسنـــــــوا الظن فيهم، إنهــــــــم لا يريـــــــدون إيذاءكـــــــم ولا إلحـــــاق الضــــرر بكم » هــــــدنة من ٣ أو ٦ أشهــــــر لوقف العمــــل المسلــــح نهائيا من طرف تنظيمي » الجماعة السلفية » وحماة الدعوة السلفية في مبادرة جديدة تحمل عنوان: »نداء هدنة وتصالح ومصالحة ومسالمة »، وقع مجموعة من »أمراء » ومؤسسي التنظيمات المسلحة، »بيانا » وجّهوه إلى بقايا النشطين في معاقل الإرهاب، من أجل الدخول في »هدنة نهائية » والإلتحاق بمسعى السلم والمصالحة الوطنية، وقد بارك هذه المبادرة الجديدة التي أرسلت نسخة منها إلى السلطات العمومية، علماء كبار في بلاد العرب والمسلمين، وصل عددهم إلى مائة شخصية دينية وإسلامية ذات سمعة ونفوذ وسط الجماعات الإسلامية وجهت لهم المبادرة التي كان مهندسها حسان حطاب مؤسس الجماعة السلفية للدعوة والقتال .
المبادرة التي تمّ توجيهها إلى » أمراء وقادة » التنظيمات الإرهابية، من أجل الإستجابة لندائها والإطلاع على مضمونها السلمي، تبناها ووقعها حسب الرسالة التي تحوز » الشروق » على نسخة منها، كل من :
١ حسان حطاب، الأمير الوطني السابق ومؤسس » الجماعة السلفية للدعوة والقتال ». ٢ الهاشمي سحنوني، الخطيب السابق لمسجد السنة بباب الوادي، والعضو المؤسس للجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة، ومدير جريدة » الهداية » سابقا . ٣ عبد الفتاح زراوي حمداش، المشرف العام على موقع ميراث السنة، وعضو المنتدى العالمي لمناهضة الصهاينة، والناطق الرسمي باسم صحوة أبناء مساجد الجزائر العاصمة، عضو المجلس العلمي لدعاة الحملة الإسلامية لمقاومة العدوان الصهيوني. ٤ ربيع الشريف سعيد رئيس الهيئة الطبية، وعضو الهيئة الشرعية، وعضو مجلس الأعيان، ومن مؤسسي » الجماعة السلفية والدعوة والقتال » سابقا . ٥ الشيخ مادي عبد الرحمن، الداعية المشهور المعروف باسم » أبي هاجر » ، والعضو المؤسس لتنظيم » الجماعة الإسلامية المسلحة » ( الجيا ). ٦ خطاب مراد، من مؤسسي » الجماعة السلفية للدعوة والقتال » ، وعضو مجلس الأعيان، ورئيس اللجنة الإعلامية للتنظيم سابقا . ٧- بن مسعود عبد القادر أمير المنطقة التاسعة للجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا . كبار العلماء يخاطبونكم
» نداء الهدنة والتصالح والتسامح » تم توجيهه الى كبار العلماء والمشايخ العرب والمسلمين وأبرزهم :
١ الشيخ العلامة المحدث أبو إسحاق الحويني . ٢ الشيخ سلمان بن فهد العودة . ٣ الشيخ سفر الحوالي . ٤ الشيخ حامد العلي الذي وافق على العموم ٥ الشيخ حمد بن عبد الله الحمد . ٦ الشيخ الداعية الكبير عبد المحسن الأحمد ٧ الشيخ أيمن صيدح المصري . ٨ الدكتور محمد العوضي . ٩ الدكتور نبيل العوضي .
إلى جانب قائمة طويلة تضم أسماء من هيئة كبار العلماء بالإضافة إلى هيئات رسمية وغير رسمية وجمعيات خيرية وأصحاب مؤسسات ومواقع الكترونية إسلامية عالمية مشهورة، كلهم يقفون مع المبادرة ويدعمون »ترك العمل المسلح والتفرغ للدعوة والإصلاح والبناء المحمود ».
وجاء في النداء الذي تنشره »الشروق » حصريا: »نحن مجموعة من الدعاة السلفيين والأمراء السابقين للجماعة السلفية للدعوة والقتال ومن معنا ويؤيدنا على هذا الأمر من المشايخ والأئمة وطلبة العلم الشرعيين والمفكرين الأكادميين من المجتمع المدني: نتقدم إلى مشايخنا الكبار بهذا الطلب عسى الله أن ينفع بكم الأمة ويستعملكم تعالى في هذا الصلح والإصلاح الجزائري المبارك لتساهموا من خلال هذه المبادرة الشرعية السلمية الحضارية التي قمنا بها والتي تنبع من صميم قناعاتنا الشرعية والعلمية والواقعية وهي في نفس الوقت عاقلة وموزونة وهادفة لأنها هي المخرج الوحيد من الأزمة الدموية التي عصفت ببلادنا الجزائر المسلمة الصامدة في وجه الإستعمار الصليبي منذ قرون مديدة ».
المبادرة دعت أمراء الجماعات المسلحة إلى إعلان »هدنة شرعية ترفعون فيها الراية السلمية علانية لمدة أشهر أو على الأقل أشهر يأمن الناس بعضهم بعضا حتى يعلم الخاص والعام عبر وسائل الإعلام بأمرها، فنحقق من خلالها نتائج مرضية، فساهموا رحمكم الله تعالى فيما يعود علينا جميعا بالخير ». أصحاب المبادرة الموجهة من أمراء ومؤسسين للتنظيمات المسلحة في الجزائر قالوا في رسالتهم الموجهة إلى العلماء والمشايخ: »مبادرتنا تهدف إلى حقن دماء المسلمين في الجزائر للخروج بالأمة من هذا النفق المظلم والقيام بأعباء المصالحة من تعويض وإصلاح لما أفسدته الفتنة لمدة عقدين من الزمن، وتحقيق مصالحة تاريخية يشارك فيها الكبار والزعماء والقادة والعلماء حفاظا على دين الأمة ومصالح بلاد الإسلام لتفويت الفرصة على أعداء الداخل والخارج، فنريد من مشايخنا الكرام أن يساهموا في هذا الخير الكبير والصلح النافع بدعم هذه المبادرة الشرعية وتأييدها وتزكيتها بإضفاء الصبغة الشرعية عليها لتكون لنا سندا في هذا المسعى الإصلاحي المبارك ». أسكتوا صوت السلاح وادخلوا في هدنة
وفي رسالة أخرى إلى »قادة وأمراء » تتنظيمي »الجماعة السلفية للدعوة والقتال » و »حماة الدعوة السلفية »، أكد أصحاب مبادرة »نداء هدنة وتصالح ومصالحة ومسالمة »، اشارت »مجموعة السبعة » من مؤسسي التنظيمات المسلحة: إلى عمليات »تشويه فريضة الجهاد الربانية التي أعز الله تعالى بها الإسلام وأعلى بها راية الدين، فنحن تحت راية الإسلام بفضل الله تعالى، نستظل بظل الإيمان ومتمركزون في خندق أهل التوحيد ومكاثرون لصف أهل التقوى والإسلام »، وأضاف النداء: »ونحن مع كل جهاد شرعي واضح المعالم إلى يوم الدين، ونحن مع كل مقاومة عادلة بدمائنا ونفوسنا وأموالنا حتى نطهر بلاد الإسلام من المحتلين المعتدين المستعمرين، ولأن الجهاد ماض منذ بعث الله نبيه عليه الصلاة والسلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين، لا يبطله عدل عادل ولا جور جائر كما هو مستقر في عقيدة أهل السنة والجماعة، وهذا من المعلوم من الدين بالضرورة الذي ندين الله تعالى به كما جاء مقررا عند فقهاء الإسلام في كتب الفقه ».
ودعت »مجموعة السبعة » المترددين والمرابضين بمعاقل الجماعات الإرهابية: »لا بد أن تثقوا في العلماء العاملين حق الثقة لأنهم هم سادة المسلمين ورجال قضاياهم، فيجب عليكم أن تحسنوا الظن فيهم، وتفوضوا دعاة الحق وأنصار الإسلام للتحدث في قضيتكم بحق وعدل، فلا يبخسونكم حقكم بإذن الله تعالى، وسيسعون لتقويم الإعوجاج وتصحيح الإنحراف في المجتمع على قدر طاقاتهم وقدراتهم، وسيتعاونون معكم ومع كل غيور لإصلاح الفساد في هذا المجتمع، فأبواب الإصلاح جد كثيرة لا تنحصر في السلاح والقتال ».
ودعا موقعو المبادرة الذين يستمرون في العمل الإرهابي: »أسكتوا صوت السلاح جزاكم الله خيرا، واعطوا فرصة للسلام والموادعة في بلاد الإسلام الجزائر، واعقدوا هدنة شرعية تدرسون فيها مع غيركم من العلماء والدعاة والمصلحين مصير الإسلام في الجزائر، وما يعود عليكم وعلى غيركم من عباد الله بالخير والنفع في العاجل والآجل ». لا تفكروا بلغة السلاح وفوتوا الفرصة على اعداء الاسلام
كما دعت المبادرة المسلحين: »أوقفوا نشاطاتكم المسلحة لإعلان هدنة صالحة، ثم ترجعون إلى أهاليكم ومساجدكم وتزاولون نشطاتكم الدعوية والحقوقية والإجتماعية والسياسة حتى يفتح الله تعالى فتحا من عنده وهو خير الفاتحين »،
وأضافت المبادرة الموجهة للمتخلفين عن الإستفادة من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية: »لكم جميعا باختلاف فصائلكم ثقوا في دعاتكم الرجال وأحسنوا الظن فيهم، إنهم لا يريدون إيذاءكم ولا إلحاق الضرر بكم، وإنما يريدون لكم الخير والصلاح للمسلمين ».
وسجلت المبادرة في مخاطبتها لأمراء وعناصر التنظيمات المسلحة الناشطة، أن الأوضاع المحلية والإجتماعية والعقائدية والنفسية والفكرية والمنهجية والبيئية والإقتصادية والسياسية »كلها لا تسمح باستمرارية هذا العمل لما يتخلله من المفاسد في الدين والدنيا وإزهاق الأنفس بغير حق » ، وأضاف النداء : » راجعوا مشوار العمل المسلح بمراحله وأطواره، وقفوا عند كل محطة من أشواطه وتأملوا خلالها نتائج تلك المراحل فتخرجوا بنتيجة طيبة ».
وأبرزت المبادرة: »فالرجل إذا تسلح بالبندقية لا يفكر إلا بلغة السلاح! ولكنه إذا ترك البندقية جانبا وجلس مع إخوانه الدعاة والمصلحين جلسة تعقل، وفكر بعقله لا بحماسه وقلبه خرج بنتيجة محمودة، فهذا الذي ينبغي عليكم أن تفعلوه يا معشر الأمراء، فلمصلحة الإسلام والمسلمين أفيقوا يا شباب الأمة وفوتوا الفرصة على أعداء الإسلام المتربصين بنا وبشعبنا وبديننا وبلادنا ».
نداء »مجموعة السبعة » المبارك من طرف كبار العلماء والدعاة العرب والمسلمين لأمراء التنظيمات المسلح، شدّد على انه يهدف إلى: »أن يعلنوا وقفا لإطلاق النار، ويوقعوا هدنة شرعية، ولأن عملكم فيه هلاك للأمة في هذا الزمن، وليس فيه صالح الإسلام ولا المسلمين، فما يحدث في الجزائر تسبب في انقسام الأمة إلى أقسام وفئات وجماعات، و قد أضر بمصالح المجتمع المسلم و الصحوة الدينية، فالرجاء منكم أن تستجيبوا لأهل العلم فيما يتعلق بأمر الهدنة في بلاد الجزائر ». ( المصدر: صحيفة « الشروق » ( يومية- الجزائر ) الصادرة يوم 11 سبتمبر 2010)
جمعية البرادعي تؤكد مقاطعتها للانتخابات البرلمانية القادمة في مصر
2010-09-11 القاهرة – حسام حنفي أعلن الدكتور محمد البرادعي، رئيس الجمعية الوطنية للتغيير في مصر، في بيان أصدره مساء أمس الأول أن قيادات الجمعية الوطنية اتفقوا على تأكيد مقاطعة الانتخابات البرلمانية القادمة مقاطعة شاملة لانعدام أية ضمانات حقيقية لمنع تزويرها. ووصف البيان الصادر عن الاجتماع: «إن المشاركة في هذه الانتخابات تضفي شرعية زائفة على تزوير إرادة الشعب». وأكد البيان استمرار الجمعية في جمع التوقيعات من المواطنين على المطالب السبعة للتغيير، مشيراً إلى أن عدد الموقعين على بيان التغيير اقترب من مليون توقيع. وفي ذات السياق ألقت قوات الأمن المصرية القبض على مجموعة من نشطاء حملة دعم البرادعي أمس أثناء تعليق ملصقات للبرادعي في ميدان رمسيس بوسط القاهرة، كما ألقت قوة من مباحث أمن الدولة القبض على الناشط الحقوقي عمرو صلاح مسؤول ملف المصريين بالخارج في حملة دعم الدكتور محمد البرادعي وعضو حزب الجبهه الديمقراطي المعارض. (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 11 سبتمبر 2010)
مظاهرات منددة لليوم الثاني بأفغانستان القس جونز يقر بعدم اطلاعه على القرآن
أقر القس الأميركي المتطرف تيري جونز أنه لم يقرأ القرآن الكريم ولم يطلع حتى على بعض ما جاء فيه، وذلك في رده على سؤال للجزيرة، وكان جونز تراجع عن تهديده بحرق نسخ من المصحف الشريف بذكرى هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 بعد موجة استياء واسعة على الصعيدين الرسمي والشعبي، ومناشدة الرئيس الأميركي باراك أوباما عدم تنفيذ خطته. وقال جونز –الذي يتزعم كنيسة بمنطقة جينسفيل بولاية فلوريدا لا يتجاوز أتباعها الخمسين- لمراسل الجزيرة محمد العلمي إنه لا يعرف القرآن « ولا أعرف ماذا يقول القرآن، لكنني أعرف ما يقوله الإنجيل عن القرآن ». ورغم تراجعه عن حرق المصحف في ذكرى سبتمبر وعدم اطلاعه على محتواه قال جونز إن لديه الرغبة في حرقه، مشيرا إلى أن تراجعه يأتي في مقابل تخلي المسلمين عن بناء مركز إسلامي قرب موقع هجمات سبتمبر. وأشار القس إلى أنه ما زال بإمكان المسلمين بناء المسجد في نيويورك لكن في مكان آخر ليس قريبا من برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك اللذين دمرا بهجمات سبتمبر، مضيفا « كل ما نطلبه هو تغيير المكان وبعد ذلك لن نحرق القرآن ». وقد وصل القس جونز -الذي أحيط بإجراءات أمن مشددة- نيويورك لحضور احتفالات إحياء ذكرى هجمات سبتمبر، لكنه رفض الرد على أسئلة الصحفيين الذين كانوا في انتظاره لدى وصوله. وكان جونز أعطى أمس الجمعة إمام المسجد الذي سيبنى ضمن مركز ثقافي إسلامي في نيويورك فيصل عبد الرؤوف مهلة ساعتين للرد على طلبه بتغيير مكان بنائه، لكنه لم يتلق منه أي جواب. جاء ذلك بعد أن أعلن جونز أول أمس -عقب اتصال تلقاه من وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس- أنه ألغى خطته لحرق نسخ من القرآن الكريم بعد توصله لاتفاق مع إمام مسجد نيويورك لنقل مشروع بناء المسجد من موقعه الحالي، لكنه تراجع لاحقا وقال إنه علق خطته ولم يلغها، وقد يعيد النظر في تنفيذها. وقد أكد عبد الرؤوف أنه لم يجر اتصالا مع جونز، ولم يعقد معه أي صفقات بشأن نقل موقع المركز الثقافي الإسلامي المسمى قرطبة بنيويورك. وبعد العديد من التصريحات المتضاربة للقس جونز، قال ابنه لوك جونز إن حرق نسخ القرآن لن يتم اليوم السبت بالتأكيد، لكنه ترك الباب مفتوحا أمام إمكانية حدوث ذلك في وقت لاحق. وفي هذا السياق قال زعيم كنيسة إنجيلية بولاية فلوريدا الأميركية إن خطة كنيسة القس جونز لإحراق نسخ من المصحف ألغيت تماما ولن تتم. وقال القس كي إيه بول -الذي يسعى للتوسط في عاصفة الاحتجاجات التي أثارتها خطة إحراق نسخ من المصحف الشريف- في مؤتمر صحفي « أريد أن أكون واضحا وأؤكد مائة بالمائة أنه لن تجري عملية حرق للقرآن يوم غد (اليوم) في الساعة السادسة مساء كما كان مخططا ». موجة استياء وأثارت حملة القس جونز لحرق المصحف موجة استياء واسعة على الصعيدين الرسمي والشعبي، واستنكرها العديد من القيادات السياسية وعلى رأسها الرئيس الأميركي باراك أوباما. فقد حذر أوباما في مؤتمر صحفي أمس من أن المضي بخطة حرق نسخ من المصحف الشريف يمكن أن يسبب أضرارا فادحة للمصالح الأميركية في الخارج، ويتسبب في عمليات انتقامية ضد القوات الأميركية في أفغانستان ومناطق أخرى، معربا عن أمله أن يحجم جونز عن مسعاه. وأكد أن حرق المصحف يمثل انتهاكا للقيم الأميركية ويسبب « ضررا شديدا » للولايات المتحدة في مختلف أنحاء العالم، منبها إلى أن عدو الأميركيين هو تنظيم القاعدة و »الجماعات الإرهابية التي هاجمت البلاد وما زالت تتآمر لإيذائها »، وليس الدين الإسلامي، ودعا الشعب الأميركي للتحلي بالتسامح والوحدة. مظاهرات وعلى الصعيد الشعبي تواصلت ردود الفعل والمظاهرات عبر العالم تنديدا بعزم القس جونز إحراق نسخ من المصحف الشريف، فقد تظاهر آلاف الأفغانيين لليوم الثاني على التوالي في بدخشان شمالي أفغانستان رغم تعليق خطط الحرق. وكانت المنطقة نفسها شهدت أمس الجمعة كبرى المظاهرات، حيث قتل متظاهر برصاص قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) وجرح 11 آخرون. وفي إيران خرج المئات بعد صلاة الجمعة في العاصمة طهران للتنديد بخطة حرق نسخ من المصحف. كما اندلعت مظاهرات احتجاجية غاضبة في مصر وليبيا وعدد من الدول العربية. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 11 سبتمبر 2010)
ذكرى سبتمبر تنضح كراهية للمسلمين
قالت صحيفة ذي غارديان البريطانية إن القس الأميركي تيري جونز، الذي ذاع صيته مؤخرا بإعلان نيته حرق المصحف الشريف في نيويورك، إنما يؤدي صنيعا لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. ورأت الصحيفة –التي تنتمي في مواقفها السياسية من القضايا المختلفة إلى يسار الوسط- في « تهافت » وسائل الإعلام الدولية على كل كلمة يتفوه بها من تصفه بأنه « متعصب حقير »، مدعاة للغرابة. وأضافت في افتتاحيتها اليوم السبت أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، وقائد القوات الدولية في أفغانستان الجنرال ديفد بترايوس، ووزير الدفاع روبرت غيتس ورئيسي أفغانستان وباكستان وأخيرا باراك أوباما كل هؤلاء جرفتهم « الدوَّامة الإعلامية » التي أحدثها قس ذو ماضٍ في الاحتيال وله ثلاثون من الأتباع. ومع أن خطة جونز هذه أُلغيت، إلا أن الصحيفة اللندنية التي أبدت اهتماما ملحوظا بالحدث وانتقدت الفكرة، ترى أن الضرر قد وقع بالفعل. وذكرت أن الرئيس أوباما قال وفعل ما هو صواب، ولم يكن رد فعله متسرعا إذ لم يضفي على القس أهمية، كما لم تكن استجابته متأخرة. على أن اهتزاز صورة أميركا في أفغانستان وباكستان، واحتمال أن يعيد « المتطرفون المسيحيون الطائشون » رسمها مجددا بات حقيقة فعلا. ومضت الصحيفة إلى القول إن الإسلام يجري تصويره على أنه ليس ديانة بل « نظام غازٍ للحكم والعدالة »، وأن المساجد ليست مراكز دينية بل مراتع للإسلام « المتطرف ».
حرب خاسرة ونشرت الصحيفة في نفس عدد اليوم السبت مقالا للصحفي مهدي حسن -الذي يعمل كبيرا لمحرري الشؤون السياسية بمجلة نيو ستيتسمان اللندنية الأسبوعية- وصف فيها جونز بأنه قس « معتوه يزعم أن الإسلام ديانة شيطانية ». وقال إن تسع سنوات قد انقضت منذ الحادي عشر من سبتمبر، وما تزال نار الحرب على الإرهاب تضطرم بينما همدت معركة استمالة قلوب وعقول المسلمين. ففي أفغانستان –يضيف حسن- اتُّهم جنود أميركيون بقتل المدنيين بطريقة عشوائية وأخذ أصابعهم تذكارا، بينما فتح جنود حلف الناتو النار على مظاهرات احتجاج على مخططات جونز. وفي بريطانيا يقول المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية -ذو التوجهات المتشددة حسب وصف كاتب المقال- إن الخطر الذي يمثله تنظيم القاعدة وحركة طالبان « مبالغ فيه »، محذرا من أن الحرب في أفغانستان مهددة بأن تصبح كارثة طويلة المدى. واستطرد الكاتب في سخرية لاذعة قائلا إن العالم بات مع الحرب على الإرهاب عالما أكثر انقساما، وخطورة ومترعاً بالصراعات. وأضاف أن محاولات الغرب كسب ود المسلمين تحولت إلى حرب ظاهرية على الإسلام، ولم تتمخض الحرب على الإرهاب إلا عن مزيد من الحروب، ومزيد من الإرهاب، على حد تعبيره. وختم بالقول إنه سواء مضى « القس ذو العينين الزائغتين » في مخططه لحرق كتاب الإسلام المقدس أم لم يمض، فإن ذلك لا يعني شيئا في النهاية فقد خسر الغرب معركة استمالة قلوب وعقول المسلمين منذ وقت طويل.
جري وراء السراب وفي مقال آخر حول الموضوع نفسه قال مراسل صحيفة ذي غارديان في واشنطن كريس ماكغريل إن الصراع « المرير » المتصاعد حول خطط بناء مركز إسلامي ومسجد قرب موقع برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك هو جزء من موجة العداء والارتياب التي يقول المسلمون إنهم يتعرضون لها من بعض زملائهم الأميركيين، وهي موجة بالكاد واجهوها في السنوات التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001. ووصف ماكغريل القس جونز بأنه رجل يسعى إلى الشهرة، وأنه بإعلانه العزم على حرق مئات المصاحف إنما يخدم بذلك أعداء الإسلام في أميركا، ومع ذلك فهو لم يغنم دعم الكثيرين. المصدر:غارديان (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 11 سبتمبر 2010)
Home – Accueil – الرئيسية