الخميس، 7 ديسمبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

 

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2390 du 07.12.2006

 archives : www.tunisnews.net

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بيان
الحملة الدولية من أجل حقوق الإنسان في تونس: لا للإستهتار والإعتداء على الشخصيات الوطنية

حزب المؤتمر من أجل الجمهورية :  بيان

إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل: بلاغ إعلامي

كلمة: أضـواء على الأنباء
كلمة: دهاليز

كلمة:  أخبار العدالة

رويترز: قاض تونسي يستبدل محاميا في محاكمة متهم في تفجير معبد يهودي
رويترز: رئيس تونس يوفد مبعوثا إلى أمير قطر بعد أزمة الجزيرة
رويترز: مصر ترحل ثمانية فرنسيين وبلجيكيين اثنين بعد القبض عليهم ضمن خلية
الشرق الأوسط: قضية التكفيريين الجدد بمصر- فرنسي تونسي الأصل وليبي حاولا إقامة مدرستين لتحفيظ القرآن
كلمة أم زياد: انتظارات… ولكن
سامي نصر: هل من علاقة بين العفو الرئاسي الأخير ومطلب العفو التشريعي العام؟ الأزهر مقداد: الأخ عبدالحميد الجلاصي وخطر الموت
د.خالد شوكات: تونس..لا تغيير إلا من رحم النظام
البراء: مفارقات الدهر و عقدة نخبتنا السياسية
جوهر المصري: فضيحة أخرى للقضاء التونسي – القضاء التونسي يحاكم مجنونا
صــابر التونسي: نداء « الواجب » 2009

عبدالباقي خليفة: اللباس الشرعي للمرأة المسلمة في وجه الهمجية – تاريخ ترجيل المرأة و صراع الفلسفة
مرسل الكسيبي: مراكز بحثية ودراسات أم حكم فردي وحيل مستشارين ونزوات ؟

د. أحمد القديدي: كابوس سياسي مخيف

الصباح :  «أيام ثقافية تونسية» شهدتها السعودية …بن عاشور: للمؤسسة علاقة بالإبداع والمشارقة تأخروا في اكتشاف المغاربة

رويترز: تقرير التنمية الانسانية العربية يطالب بإنصاف المرأة

 


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 33 شارع المختار عطية تونس 1001 الهاتف /الفاكس:71354984 Email: aispptunisie@yahoo.fr 07/12/2006 بيان  
 
تعلم الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن المناضل السياسي و الحقوقي السيد منصف المرزوقي انتقل بعد ظهر أمس الأربعاء 6 ديسمبر 2006 من مدينة سوسة إلى مدينة تونس صحبة الأستاذ عبد الرؤوف العيادي  و السيد رياض البدوي و قد زاره بعض أعضاء المؤتمر من أجل الجمهورية كما زاره بعض المناضلين الحقوقيين. و قد علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن السيد المنصف المرزوقي قرر صباح هذا اليوم في زيارة السجين السياسي الأستاذ محمد عبو -المعتقل حاليا بسجن الكاف- بمعية زوجته السيدة سامية حمودة و قد اصطحبهما كل من الأستاذ سمير بن عمر و الصحفي سليم بوخذير الذين فوجئوا بثمانية حواجز أمنية بالطريق و لم يصلوا إلى مدينة الكاف إلا بعد منتصف النهار و هناك اعترضت سبيلهم مجموعة من السوقة اعتدوا عليهم تحت مرأى و مسمع أعوان البوليس و تلفظوا إزاءهم بعبارات نابية و اعتدوا عليهم بالعنف الشديد حيث أصيبوا كلهم بأضرار بالوجه خاصة السيدة سامية حمودة زوجة السجين السياسي الأستاذ محمد عبو   عندما انتقلت هذه الأخيرة صحبة المناضلين الحقوقيين المذكورين و جدوا الأشخاص المعتدين في انتظارهم حيث تولوا تحطيم السيارة التي تقلهم و التي هي على ملك الأستاذ سمير بن عمر. و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تدين بشدة هذه الاعتداءات الصارخة التي تنفذ على مرأى       و مسمع من أعوان البوليس و تطالب بمحاكمة المعتدين كما تدين الاعتداء على حرية التنقل و تطالب بإطلاق سراح السجين السياسي الأستاذ محمد عبو. رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري

الحملة الدولية من أجل حقوق الإنسان في تونس

لا للإستهتار والإعتداء على الشخصيات الوطنية

 

 
تعرض الدكتور منصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، والمحامي سمير بن عمر، والصحفي سليم بوخذير، والسيدة سامية عبو زوجة سجين الرأي محمد عبو، الى اعتداء بالعنف من قبل أعوان البوليس . وقد كان جميعهم في طريقهم الى مدينة الكاف لزيارة سجين الرأي محمد عبو، حين تعرضت لهم قوات البوليس، وتم الإعتداء عليهم بالسب والشتم واتهامهم بالعمالة، بهدف إرهابهم وثنيهم عن الزيارة. وأمام اصرارهم وتمسكهم بحقهم، عمد أعوان البوليس الى الإعتداء عليهم بالضرب، ومنعهم من الزيارة دون موجب قانوني. واذ نحي صمود الدكتور منصف المرزوقي ومرافقيه، واصرارهم على ممارسة حقوقهم كاملة رغم العنف والإرهاب الذي يتهددهم، فإننا في الحملة الدولية من أجل حقوق الإنسان في تونس: – نحذر من أن الإعتداء على الشخصيات الوطنية مثل الدكتور منصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من اجل الجمهورية، يعد استهتارا لن يؤدي الا الى مزيد من السخط، على سياسات الحل الأمني التي تعتمدها السلطة. – نستنكر وبشدة سياسة الحصار و العنف والإرهاب التي تنتهجها السلطة ضد الدكتور منصف المرزوقي والمناضلين السياسيين والحقوقيين. – نجدد الدعوة لإطلاق سراح سجين الرأي محمد عبو، وكل السجناء السياسيين. وفي مقدمتهم السجين عبدالحميد الجلاصي  المضرب عن الطعام منذ أكثر من شهر. عن الحملة الدولية من أجل حقوق الانسان في تونس علي بن عرفة لندن  في 7 ديسمبر 2006


حزب المؤتمر من أجل الجمهورية تونس في 7 ديسمبر 2006  بيان
 
  قرر اليوم  الخميس 7 ديسمبر 2006  الدكتور المنصف المرزوقي  و الصحفي سليم بوخذير و المحامي سمير بن عمر  مرافقة زوجة السجين محمد عبو  في رحلتها الأسبوعية إلى مدينة الكاف  لزيارة زوجها  ، لتوجيه تحية إلى زميلهم .   و أمام إصرار  المجموعة  على بلوغ مدينة الكاف رغم  تعمد أعوان الحرس و الشرطة توقيف السيارة عدة مرات طوال الطريق ، دون تقديم الموجب . كان رد فعل السلطة  عنيفا جدا بأن جندت العشرات من الصعاليك لينفذوا عملية بلطجة خسيسة بمدينة الكاف تمثلت في كيل السباب و الشتائم  للوافدين الأربعة و الإعتداء بالعنف الشديد عليهم ، مما خلف إصابات ورضوضا مختلفة بأنحاء أجسامهم  و لحقت بالسيارة أيضا أضرار فادحة ، و كل هذا على مرأى و مسمع من أعوان البوليس الذين كانوا يصورون بالكاميرا مشاهد الإعتداء الوحشي ، كما تم منع السيدة عبو بالقوة من حق زيارة زوجها .   إن ما حصل اليوم من إعتداءات على سامية عبو  و بقية مرافقيها ،  يكتسي خطورة بالغة من خلال  اللجوء إلى الميليشيات المأجورة و أسلوب البلطجة  تحت رعاية أعوان البوليس  و ما يؤشر عليه من تكريس لنهج الإعتداء على جميع الضوابط و القيم و التحلل منها من أجل  خلق  جو  من الترهيب و التخويف .   و المؤتمر من أجل الجمهورية الذي دعا و يدعو إلى التصدي إلى الدكتاتورية بأسلوب المقاومة السلمية ، لن تنال من تصميمه هذا أعمال  البلطجة التي تلجأ إليها سلطة مفلسة و يائسة جعلت من الجريمة  أسلوبا لإدارة شؤون البلاد .   كما يطالب جميع مكونات المجتمع المدني و السياسي الوطنية ، بتحمل مسؤوليتها  في التصدي بكل الحزم و الوضوخ المطلوبين لما تلجأ إليه سلطة خارجة عن القانون من أساليب إجرامية . *عبد الرؤوف العيادي   نائب رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية    


إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل بلاغ إعلامي
تونس في 06 ديسمبر 2006   تأكيدا على حقهم في العمل و الكرامة، كأبسط حقوق الإنسان، و بالتزامن مع اقتراب يوم 10 ديسمبر الموافق للذكرى 58 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، قررت التنسيقية الوطنية لاتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل برمجة تحرك جماهيري اليوم الإربعاء 06 ديسمبر بالشارع الرئيسي للعاصمة احتجاجا على تردي الأوضاع الاجتماعية للمعطلين من أصحاب الشهادات، و تأكيدا على استمرارية نضالات اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل، و استعداد مناضليه تصعيد حركتهم النضالية و نقلها إلى الشارع حيث فضاءها الأرحب. و قد توجه العشرات من مناضلي و مساندي الإتحاد إلى شارع الحبيب بورقيبة أكبر و أهم شوارع العاصمة في محاولة لكسر الحظر الإعلامي على مشكلة بطالة أصحاب الشهادات في تونس و تزييف آلة الإعلام الرسمية لأعداد و نسب البطالة في تونس. و قد عمدت قوات البوليس بشكل لافت للنظر تجنيد المئات من عناصرها الذين حاصروا مداخل شارع الحبيب بورقيبة و انتشروا في أغلب الشوارع المؤدية له قبل توقيت التحرك باكثر من ساعتين، حيث تم اعتراض طريق كل من يشتبه في علاقته بالتحرك أو مساندته لاتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل. و قد تم منع مناضلي الاتحاد من الوصول إلى شارع الرئيسي تحت التهديد بالعنف و المنع الصريح و الاحتجاز في بعض الحالات. و إن اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل، الماضي قدما نحو إيصال صوت المعطلين في تونس، يعلن ما يلي: – إن ما حصل اليوم بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة هو تعد واضح لأبسط حقوق الإنسان في التظاهر و التعبير – إن منع البوليس التونسي لهذا التحرك في الوقت الذي يستعد فيه العالم لإحياء ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هو من قبيل التخلف و الاستخفاف بحق المواطن في تونس في العيش الكريم و كامل حقوقه. – تمسك كل مناضلي الإتحاد بمنظمتهم المستقلة و المناضلة و استعدادهم لمزيد التصعيد للدفاع عن حقهم في العمل. – تواصل التحركات الإحتجاجية و تدعيمها في كل الفضاءات و المؤسسات المعنية بالتشغيل، و كل الوزارات ذات الصلة. و ختاما، يهيب أعضاء الإتحاد بكل مناصريه من التيارات و الحساسيات السياسية و النقابية و الجمعياتية، و كل المعطلين من أنصار الإتحاد في تونس و الجهات الوقوف إلى صف المعطلين و المشاركة في تحركاتهم الميدانية.   إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل التنسيقية الوطنية المكلف بالإعلام الحسن رحيمي


الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة بنزرت دعــــــــوة 
بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان يسر جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي دعوتكم لحضور محاضرة حول « حق التنظم » يلقيها السيد خميس الشماري وذلك يوم السبت 09  ديسمبر  2006  الثالثة بعد الزوال بمقرها الكائن ب40 نهج بلجيكا بنزرت . شكرا 


إعتداء جسدي على الدكتور المنصف المرزوقي ورفاقه

تعرض الدكتور المنصف المرزوقي والسيدة سامية عبو والسيد سليم بوكثير والسيد سمير بن عمر الى إعتداء جسدي أثناء زيارتهم للسجين السياسي محمد عبو أمام سجن الكاف. مراسلة خاصة عبر الهاتف النقال (المصدر: موقع « الحوار.نت » بتاريخ 7 ديسمبر 2006)


 

أضـواء على الأنباء

إضاءة أمّ زياد

بن علي 2009 !

هذا شعار جديد تمخضت عنه قريحة بعض الحفريات المقيمة في قصر قرطاج لتقديم المشورة وإعطاء النصائح. وقد أوحى بهذا الشعار إلى بعض المستكتبين فصار موضوع أطروحات سمجة تظهر في الجرائد فلا يلتفت إليها أحد كما صار هتافا يلقّن لبعض المواطنين المساكين الذين يهتفون ضدّ مستقبلهم ومستقبل أولادهم بلا وعي أو تحت التهديد أو تحت التطميع. لقد بدا الأمر غريبا- وهو كذلك- إذ أنّ هذه الدعوة إلى ترشيح الرئيس الخالد جاءت مبكّرة جدا ومريبة ولهذا كثرت التأويلات واختلفت بين قائل بأنّ الترشيح مجرد رد فعل صبياني على الشائعات وقائل إنّه تمهيد لتحوير جديد لما يسمى الدستور التونسي. أعتقد شخصيا أنّ الوجهين يصحّان فالترشيح ردّ فعل على الشائعات حول مرض بن علي، وهو كذلك تمهيد لتحوير « دستوري » جديد مطلوب منه أن يبدو مندرجا في برنامج « مستقبلي » صِيغ في أفق الحياة لا في أفق الموت وفي تُوأدة وعن رويّة وليس على عجلة. المصريون يقولون « يا خبر بفلوس بكره حتبقى ببلاش » وسنرى ما سنرى إذا أمدّ الله في أعمارنا. هناك شيء قد لا يراه الكثيرون أو قد يرونه وينكرون رؤيته من باب النفاق الشعبوي وهو أنّ هذه البلاد بصمتها وبجبنها وبسلبيتها يمكن أن يحكمها حاكم حتى بعد أن يموت ويحنّط وذلك شريطة أن يملك ثلاث وسائل لا غنى عنها لتحكيم الأموات في الأحياء: – بوليس غفير العدد مفتول العضلات لا أخلاق له ولا إنسانية. – فئة متمعشة تقتات من حكم الأموات ولا تستقذر أكل الجثث. – آلة دعاية مفككة تحسن التحنيط وتقّم المومياء على أنّها حيّ يرزق ويفكّر ويقول. وهذا متوفّر لدينا بحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه. أعراس وأعراس السجين السياسي والمناضل مواطنان من نوع خاص ليس من حقهما أن يحزنا أو يفرحا كما يفعل بقيّة الخلق. لهذا رأينا جنائز المعارضين كما أفراحهم يقع « تسييسها » رغم أنوف أصحابها. وتحفّ بها كواكب من البوليس تشوّش على الموت والحياة ولا تحترم الميّت والحيّ. آخر ضحايا هذه الممارسات المنحطّة كان الأخ حمادي الجبالي السجين السياسي السابق الذي نغّص البوليس السياسي عرس ابنته. ومنذ مدّة قريبة أقيم فرح آخر في الشق الآخر وهو فرح عماد الطرابلسي الذي قامت الدنيا ولم تقعد من أجله. ويقال إنّ وسائل ومعدّات وطنيّة استعملت لتأمينه وجلب الفنّانين لإحياء حفلته. نشدّ على يد الأخ حمادي الجبالي ونقول له « مبروك وبالرفاء والبنين… وإنّ الفائدة في الهناء الذي لا يرتبط بفخامة العرس… بل لعلّ أبسط الأعراس أكثرها سعادة »

إلياس خوري ينغّص عرس السينما في تونس

دعي الكاتب اللبناني الكبير إلياس خوري إلى ترؤس لجنة أيام قرطاج السينمائية. وقد استغربت شخصيا دعوة هذا الأديب والمناضل الكبير من أجل الحريات ليحضر تظاهرة تونسية تشرف عليها وزارة الثقافة. وتوقّعت أنّ مروره في هذا المهرجان لن يكون مرورا أبيض، لهذا لم أستغرب ما أثاره من غضب السلطة وذيولها لمّا أعلن من أعلى منصّة المهرجان أنّ الإبداع مرتهن بالحرية والاستقلالية. مرور إلياس خوري بأيام قرطاج السينمائية وما خلّفه من ضجّة يذكّرنا بحادث مماثل كان بطله الفنّان الملتزم مارسيل خليفة. والتجربتان تجدّدان الدلالة على غباء النظام التونسي الذي لم يرتدع عن التحرش بالأحرار ولم يفهم أنّ الاقتراب منهم يعرّيه ولا يستره ويبشّعه ولا يجمّله وقديما قال المتنبّي: ومن يجعل الضرغام في الصيد بازَه تصيّده الضرغام فيما تصيّدا فاطمة السعيدان حصلت على جائزة قيّمة في أيّام قرطاج السينمائية وهي تستحقّها وتستحق أفضل منها. وأعترف بأنّ حكمي هذا لا يخلو من الذاتية فأنا شديدة الإعجاب بهذه الممثلة. بقي عندي سؤال: بماذا تحسّ فاطمة وهي تحمل من جهة جائزة على دورها في شريط النوري بوزيد ومن جهة أخرى تتعرض لمنع في مسرحية « خمسون » لفاضل الجعايبي ؟ إنّها واحدة من مفارقات الإبداع عندنا يذهب فيها شرّ الأمور بخيرها ليبقى الفراغ والمعاناة « السيزيفية » في التردد بين الوجود والعدم.   (المصدر: مجلة « كلمة » الالكترونية، العدد 48 – ديسمبر 2006)  


دهاليز
لطفي حدوري  

وزير الثقافة يقاطع تحية للحرية

انسحب السيد عبد العزيز بن عاشور وزير الثقافة من حفل اختتام مهرجان قرطاج السينمائي احتجاجا على تحيّة توجّه بها الممثّل المتوّج لطفي العبدلّي إلى الفنانين الأحرار في تونس. وقد غادر السيد الوزير وزوجته قاعة الكوليزي غاضبا. وقد فهم الجميع أنّه اعتبر نفسه المقصود بالرسالة في علاقة بمنع عرض مسرحية « خمسون » للفاضل الجعايبي.  

إلياس خوري لم ينخرط في الشعبة

تعرض رئيس لجنة التحكيم في أيّام قرطاج السينمائية الأديب اللبناني إلياس خوري إلى حملة انتقادات في الصحف التونسية بسبب كلمة الاختتام التي ألقاها وتحدث فيها عن العلاقة العضوية بين الإبداع والحرية ودعا إلى تحويل أيام قرطاج إلى مؤسسة مستقلة. حيث انبرت بعض « الأقلام » تهاجمه لأنّه حسب رأيهم لم يحرر « ديباجة تشيد بالنواحي الإيجابية وتعبّر عن التأييد للمنظمين وللجهة المنظمة » وأنّ هذه الديباجة كانت « خالية من الروح الداعمة للمهرجان » وخلت من « كلمة خاصة بالجمهور التونسي الذوّاق » ! ولم يتحدّث عن « الحرية التي يتمتع بها المبدعون السينمائيون في تونس »… ولم يبق لهؤلاء إلاّ أن يطالبوا إلياس خوري ببيان باسم المهرجان لمناشدة رئيس الدولة تجديد الترشح لولاية خامسة في 2009 !  

النيابة العمومية تمتنع عن فتح تحقيق في الفساد

تمتنع وكالة الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس عن تسليم عدد التضمين لعريضة شكوى تقدّم بها الأستاذ عبد الرؤوف العيادي في حق عدد من المواطنين التونسيين لطلب تتبّع المدعويّن عماد ومعز الطرابلسي صهري الرئيس بن علي لارتكابهما جريمتي التهريب و السرقة ومطالبة وكيل الجمهورية بمحكمة تونس بفتح تحقيق قضائي جادّ معهما. وكان التحقيق الفرنسي مع عناصر عصابة لسرقة وتهريب اليخوت السياحية الفاخرة قد توصّل إلى أنّه وقع التفويت فيها بتونس بمشاركة صهري الرئيس بن علي إذ اعترف المتهم الرئيسي أنّه تلقى مبلغ 44 مليون يورو مقابل نقل اليخوت إلى تونس فيما روى متهم آخر عملية تواطؤ أعوان الديوانة التونسية مع عماد الطرابلسي. وهو ما نقلته صحيفة لوفيغارو الفرنسية ليوم 18 أكتوبر 2006 والتي تم منعها من التداول في الأكشاك التونسية. ويستند المشتكون إلى أحكام الفصل 26 من مجلة الإجراءات الجزائية من أنّ « وكيل الجمهورية مكلّف بتلقّي ما يُعلمه به الموظفون العموميون أو أفراد الناس من الجرائم » . وقد عاين أعضاء من الهيئة الوطنية للمحامين مرتين يوم 6 نوفمبر ويوم 10 نوفمبر عدم تسليم عدد التضمين للأستاذ العيادي حيث أجابت الكاتبة بمكتب الضبط لوكالة الجمهورية أنّ « لها تعليمات من رؤسائها تقتضي ذلك » وأفادت في وقت لاحق أنّ الشكاية « لا تزال بحوزة النيابة العمومية ».  

مخاطر عودة تونسي ناج من غوانتانامو

عبّرت إحدى المنظمات الحقوقية البريطانية عن انشغالها على مصير المعتقل التونسي بغوانتانامو هشام السليتي في صورة إطلاق سراحه وتسليمه إلى السلطات التونسية، خاصة إن كان محل تتبع عدلي في تونس أو خشية من تعرضه للتعذيب.   

مساومات على الحقوق

أفاد بعض المواطنين التونسيين المقيمين في إيطاليا أنّ القنصليات التونسية لم تقم بتجديد جوازات السفر التي تقدّموا بها وأنّ المسؤولين طلبوا منهم صراحة التعاون الأمنيّ مقابل حقهم في جواز السفر أو العودة إلى البلاد لتسوية وضعياتهم. ويوجد من بين هؤلاء من تقدم بمطلب تجديد جواز السفر منذ 5 سنوات.  

ضائقة مالية في مركز الإسلام والديمقراطية

يعيش مركز الإسلام والديمقراطية في واشنطن صعوبات مالية يقول مديره التونسي رضوان المصمودي في نشرية المركز الإلكترونية إنّها قد تحدّ من نشاط المؤسسة. وقد تأسس المركز منذ 8 سنوات وتقدّر الإدارة أنّه يحتاج إلى تأمين مبلغ 250 ألف دولار مصاريف سنوية. ودعا رضوان المصمودي إلى إرسال مساهمات مالية ومعاليم اشتراكات قديمة أو جديدة.  

ميثاق وطني لأصحاب الرخص

حسم مستشار الرئيس بن علي التكهنات وما بدا من تفاؤل لبعض السياسيّين حول ما جاء في الخطاب الرئاسي المقروء يوم 7 نوفمبر 2006 من دعوة الأحزاب السياسية ومكوّنات المجتمع المدني ومختلف الحساسيات الفكرية إلى ميثاق وطني لإعداد التصورات المستقبلية لتونس. وقال في مجلس النواب بمناسبة مناقشة ميزانية رئاسة الجمهورية إنّ الميثاق الوطني يعني الأطراف المعترف بها.  

وتماطل في شكوى في التعذيب

لم يتلقّ الأستاذ أنور القوصري أي جواب حول مآل الشكوى التي قدمها إلى وكالة الجمهورية ببنزرت تحت عدد 17363/006 بتاريخ يوم 3 أكتوبر بخصوص تعرض السجين السياسي علي رمزي بالطيبي المقيم بسجن بنزرت المدينة للتعذيب على أيدي عناصر أمنية من غير أعوان السجن ويقدّر أنّها من البوليس السياسي. وتعود وقائع القضيّة إلى يوم الجمعة 8 سبتمبر 2006 عندما زار علي رمزي بالطيبي بالسجن المدني ببنزرت أعوان من البوليس السياسي اتهموه بأنّه يحرض السجناء ضد الإدارة واعتدوا عليه بالعنف الشديد وقد تم استنطاقه من قبلهم، وبإنكاره ما اتهم به ضربوه بالفلقة بمحضر أعوان السجن. وفي يوم 11 سبتمبر زاره شخصان آخران قدما نفسيهما على أنّهما مسؤولان أمنيّان واتهماه أيضا بتحريض السجناء ووقع تهديده ليقطع علاقاته بالمحامين. ويستند الأستاذ أنور القوصري إلى أحكام الفصل 101 مكرر بالمجلة الجزائية الذي يوجب معاقبة « الموظف العمومي أو شبهه الذي يخضع شخصا للتعذيب وذلك حال مباشرته لوظيفته أو بمناسبة مباشرته له. » وقد طالب الأستاذ القوصري وكالة الجمهورية بفتح تحقيق عاجل وعرض الضحية على الفحص الطبّي لمعاينة آثار التعذيب.   

تراجع غير معلن عن تجنيد الفتيات

قال وزير الدفاع التونسي كمال مرجان أمام مجلس النواب يوم الثلاثاء 26 نوفمبر إنّ الشباب التونسي لا يقبل على الخدمة العسكرية. وورد حديثه متعلقا فقط بالذكور، وقال إنّ وزارته رفضت مطالب لفتيات ترغبن في الخدمة العسكرية في حين أنّ وزارة الدفاع التونسية كانت قد اتخذت قرارا منذ سنوات بالتجنيد الإجباري للنساء. إذ كان وزير الدفاع الأسبق الدالي الجازي قد أعلن في ديسمبر 2002 أنّه قد « حان الوقت لتطبيق التجنيد الإجباري للفتيات » وأنّ هذا الإجراء سيُشرع في العمل به بداية من دورة التجنيد في مارس 2003. ومنذ ذلك الوقت طوي هذا الأمر في هدوء إذ يتواصل العمل بالتعيينات الفردية للذكور وفي بعض الأحيان يحال بعض الشبان على المحكمة العسكرية لتسوية وضعيتهم إزاء الخدمة الوطنية في الوقت الذي يتزايد فيه تهرب الشبان من الخدمة العسكرية. وربّما لم يجد ذلك القرار موقعا من الشعارات الرسمية كالمساواة والشراكة وتكريم المرأة.  

ردع أمني للديبلوماسيين في تونس

ألغت سفارة المملكة الهولندية لقاء كان سيجمع دبلوماسية هولندية بعدد من ممثلي الجمعيات المستقلة في تونس يوم 22 سبتمبر الماضي بعدما تلقّت رفضا رسميا شديدا وتحذيرا من هذه التحركات. وكان السفارة الهولندية قد تلقت في وقت سابق إشعارا من وزارة الداخلية بأنّ أيّ دعم مالي لمنظمات المجتمع المدني المستقلة يمر فقط عبر القنوات الرسمية. وليست المرة الأولى التي تضغط فيها السلطات التونسية لمنع التواصل بين البعثات الدبلوماسية في تونس والمجتمع المدني مثلما حصل مع سفارة الاتحاد الأوروبي مع المجلس الوطني للحريات في سبتمبر 2005 وسفارة فرنسا عندما تم استجواب السفير الفرنسي في جوان 2005 في مقر وزارة الخارجية بشأن اتصالاته برموز المجتمع المدني. وكان قد تم منع عدد من الديبلوماسيين من وصول مقر الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان عند منع مؤتمرها في 27 ماي 2006 وذلك بعد أن أنذرتهم وزارة الداخلية بعدم الذهاب. أمّا السفارة الأمريكية فقد تلقت أيضا تنبيها كتابيا بعدم زيارة أعضاء الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أو استقبالهم. ويتم التعريض بمن يلتقي ممثلي السفارة الأمريكية عبر صحافة التضليل. وفي شهر أكتوبر 2006 منع البوليس السياسي مرتين عددا من الديبلوماسيّين من هذه السفارة من لقاء المناضل علي بن سالم في مقر فرع الرابطة في بنزرت.  

محاكمة الفوراتي حتى لا يعود

اعتبر عدد من المراقبين أنّ توقيت إعادة محاكمة الصحفي محمد الفوراتي بقرار من محكمة التعقيب بنقض حكم بسماع الدعوى للمرة الثالثة بعد تبرئته في كامل أطوار المحاكمة في محكمة قفصة وسيلة لتخويفه وإرغامه على الهجرة، بالإضافة إلى أنّه يصعب على الفوراتي الذي التحق حديثا بعمله في الدوحة ماديا وعمليا حضور محاكمته.   قضايا مؤبّدة تلازم عبد الحميد الحويشي أصيل قفصة قضية مضى على وقائعها 20 سنة حين كان يعمل مهندسا فلاحيا في جهة قبلي في السنوات 1984 – 1989. فقد حوكمت مجموعة تنتمي لحركة النهضة سنة 1991 في قبلّي وذكر اسم الحويشي في الأبحاث المجراة ولم يصدر في شأنه تتبع عدلي إلاّ أنّه أصدرت بطاقة تفتيش لم يتم إبطالها رغم إيقافه سنة 1991 ومحاكمته ضمن المحاكمات العسكرية صيف 1992. وكان الحويشي قد أطلق سراحه في جوان 2004 بعد أن قضى 13 سنة سجنا. وأحيل فور خروجه على المحكمة في قبلي بعد استنطاقه وتمت تبرئته ابتدائيا واستئنافيا. غير أنّ محكمة التعقيب نقضت الحكم وقد مثل يوم 23 نوفمبر 2006 أمام محكمة الاستئناف بقابس وستتواصل المحاكمة يوم 21 ديسمبر القادم.  

مراقب تونسي في انتخابات البحرين

سافر الزميل سامي نصر إلى البحرين للمشاركة في مراقبة الإعلام في الانتخابات البحرينية ضمن المجموعة العربية لمراقبة الإعلام التي تكوّنت بإشراف من المعهد الدولي لمساندة الإعلام بالدانمارك IMS. وكان سامي نصر قد شارك مع الناطقة الرسمية للمجلس الوطني للحريات سهام بن سدرين في مراقبة الانتخابات اليمنية في سبتمبر الماضي. وسبق لهذه المؤسسة الدولية أن أنجزت تقريرا عن الانتخابات التشريعية والرئاسية في 2004 بتونس قامت به مجموعة من النشطاء التونسيين بالتعاون مع المجلس الوطني للحريات والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وجمعية النساء الديمقراطيات.  

سبر الآراء بحسب الطلب

صدرت نتائج استبيان جديد بعد نشر مؤسسة « سيغما » في شهر رمضان لنتائج استبيان أجرته حول نسب مشاهدة القنوات التلفزية أثار ضجة كبيرة لأنّه لم يرض صاحب قناة حنبعل. فقد جاء فيه أنّ نسبة 20 % فقط من المشاهدين تتابع فناة حنبعل مقابل 80 % لقناة تونس سبعة. وقد قلب الاستبيان الجديد لمؤسسة « I.2.M » المعطيات فأصبحت نسبة 83 % تشاهد قناة حنبعل مقابل تراجع لقناة سبعة إلى 53 %. وهو تراجع مريب حصل خلال أيام من ظهور الاستبيان الأوّل. وربّما ستنشأ حمّى الاستبيانات عوض تصريحات التكذيب. ومن عجيب الاستبيان الجديد وما لا ينطلي على عموم الناس أن توجد قناة الجزيرة في المرتبة الرابعة من نسب المشاهدة بـ7 % وروتانا في المرتبة الثامنة بـ3 % وهما من القنوات التي غزت حتى داخل المقاهي.   

استنـزاف الدفاع متواصل

تلقّى الأستاذ نورالدين البحيري إنذارا بالدفع بعد قرار بالتوظيف الإجباري صادر عن وزارة المالية. وبانتهاء المهلة فهو مهدد بعقلة تنفيذية على أملاكه. ويُطالب الأستاذ البحيري بدفع51 ألف دينار. وقد انطلقت منذ مدة طويلة الحرب الجبائية على نشطاء الدفاع بهدف تركيعهم، فالأستاذة سعيدة العكرمي مطالبة بدفع 11 ألف دينار والأستاذ الهادي المنّاعي 20 ألف دينار والأستاذ محمد نجيب بن يوسف 16 ألف دينار والأستاذ محمد النوري 62 ألف دينار. مع العلم أنّ هؤلاء المحامين يخضعون لمراقبة أمنيّة مستمرة ويمنع حرفاؤهم من مقابلتهم أو يتم طردهم من قبل البوليس السياسي.  

قانون للصحافة الالكترونية بين أخذ وردّ

صدر بالصحف التونسية تكذيب رسمي لما نشر عن تكوين لجنة لإعداد قانون منظّم للصحافة الإلكترونية سيتم عرضه على مجلس النواب. وكانت معلومات سابقة نشرت بالصحف التونسية ذكرت أنّ لجنة بصدد إعداد مشروع القانون. وكان إعداد قانون لتنظيم هذا القطاع محور نشاط رئاسي نقلته الصحافة. وقد جاء التكذيب المنشور أخيرا تفنيدا لمعلومات قيل إنّه تداولتها صحف عربية. في حين أنّ نفس الصحيفة (الصباح) هي التي أعلنت عن إحداث لجنة إعداد مشروع القانون.  

مساجين دون عنوان

فوجئنا بالإطلاع على بطاقة زيارة لأحد المساجين السياسيين الموجود حاليا بسجن باجة عدم وجود ما يثبت إقامته هناك. فلا وجود لاسم السجن أو ختم الإدارة أو إمضاء المدير أو الناظر. وتوجد فقط تواريخ الزيارات على ظهر البطاقة. و نفس الأمر وجدناه بالنسبة إلى سجين سياسي آخر في سجن بنزرت المدينة. وهكذا لا يمكن لهذه العائلات أن تثبت وجود أبنائها بالسجن عندما تنكر الإدارة وجوده.   برامج حوارية تسبقها بروفة إجبارية علمنا من مصدر موثوق بمؤسسة الإذاعة والتلفزة أنّ البرنامج الحواري الذي بثته قناة تونس سبعة مساء الثلاثاء 26 نوفمبر قد سبقته بروفة اختبارية أشرف عليها وزير الشؤون الدينية والمدير العام للقنوات التلفزية. والمعلوم أنّ الحصّة قد حضرها جامعيّون ومختصون في مجالهم ولم يتم بثّها مباشرة وتفطّن المشاهدون إلى المقاطع المحذوفة خاصة في حديث الدكتور محمد بوزغيبة.  

المحكومون بالإعدام في تونس والمصير المجهول

لا تزال الدوائر الجنائية بالمحاكم التونسية تصدر أحكام الإعدام في حين يبقى تنفيذها معلّقا. ففي شهر نوفمبر المنقضي صدرت 3 أحكام بالإعدام عن الدائرة الجنائية بتونس لوحدها (ضد قاتل تلميذتين في واد الليل وقاتل امرأة بلجيكية وسط العاصمة وقاتل موظف في الحماية المدنية في الملاسين.) وتبقى أحكام الإعدام صورية دون تنفيذ وذلك منذ 9 أكتوبر 1992 تاريخ تنفيذ حكم الإعدام شنقا في ثلاثة من المحكومين عليهم في قضية باب سويقة (محمد الهادي النيغاوي وفتحي الزريبي ومصطفى حسين) وفي ما عرف بسفّاح نابل (الدلاّجي). وبذلك يمكن أن يكون عدد المحكومين نهائيا بالإعدام في تونس منذ ذلك التاريخ قد بلغ بضع مئات بينهم نساء يعيشون مصيرا مجهولا وانتظارا مفزعا، ويحرمون من الزيارة أو تلقي مواد غذائية أو ملابس أو أموال من أهاليهم. وينقل المساجين المسرحون أوضاع مفزعة عن معاملة المحكومين بالإعدام وظروف إقامتهم. وقد خضعت المجلّة الجزائية (الجنائية سابقا) لعدة تنقيحات لفصولها وظلّ حكم الإعدام دون مراجعة رغم وقف تنفيذه لـ14 سنة مضت.    تضليل إعلامي أحد الملحقين الإعلاميين في وزارة العدل كان يوجّه الصحافيين الحاضرين في مؤتمر جمعية القضاة التونسيين فيما سيكتبونه لصحفهم. وبلغت به السذاجة أن نصح بعدم ذكر وزير العدل عند الحديث عن نقل كلمة القاضي خالد عباس في افتتاح المؤتمر الذي رحّب بوزير العدل بشير التكاري وذكّر بأنّ المؤتمر ينعقد تحت سامي إشراف رئيس الدولة. وقال لهم « غير لائق أن يذكر رئيس المجلس الأعلى للقضاء ونائبه معا. والأجدر إفراد رئيس الدولة بالحديث لمكانته والاكتفاء بالقول إنّ خالد عباس قال إنّ المؤتمر ينعقد تحت سامي إشراف رئيس الدولة فقط ». وما ذلك بغريب فالصحفي الملحق عمل طويلا في أهمّ صحف التضليل التونسية. الوقت الضائع خصصت في البرنامج المثبت بمطوية مؤتمر جمعية القضاة التونسيين ساعة كاملة من التاسعة إلى العاشرة لكلمة رئيس الجمعية ولكلمة وزير العدل. في حين كانت الورقة التي أعدّها التكاري لا تتطلب أكثر من 10 دقائق قراءة بل إنّ كلمة خالد عباس خطّها بيده في صفحتين وآية قرآنية (عادة ما يختتم بها رئيس الدولة الخطابات التي يقرؤها في جميع المناسبات) بما لا يتجاوز دقيقتين قراءة. اللهم إلا إذا كانت الجماعة قد برمجت فقرات من التصفيق الحار أو الهتافات. وعندما عرض التقريران الأدبي والمالي للنقاش لم يتدخّل سوى قاضيين تحدّثا عن ضرورة لم الشمل وطلبا على الأقلّ تقدير جهود مجموعة المكتب الشرعي برئاسة أحمد الرحموني في الدفاع عن استقلالية القضاء. رئيس المؤتمر اعتبر حديثهما خارجا عن الموضوع المطلوب وهو التقريران وقطع حديثهما ولم يتدخّل أي أحد بعدهما. وتمت المصادقة على التقريرين. وبذلك انتهت جلسات الصباح قبل الموعد المحدد لها بأكثر من ساعة. ولغياب المناقشات لجأت رئاسة المؤتمر إلى تمطيط فترات البرنامج لملء فراغات اليوم المفترض أن تنتهي أشغاله في السادسة مساء.   

الحياد المطلوب لرئيس جمعية الصحافيين التونسيين

أصدرت جمعية الصحافيين التونسيين لائحة عامة يوم 1 ديسمبر 2006 انتقدت فيها لجوء بعض المؤسسات إلى طرد الصحافيين. وطالبت باتخاذ كل التدابير من أجل إرجاع المطرودين وتم ذكر دار الصباح والإذاعة والتلفزة بالتحديد. وكانت دار العمل قد أقدمت على طرد 30 صحافيا وعشرات الفنّيين منذ عدة أسابيع. ولم يصدر أي بيان عن الجمعية المذكورة يطالب بتحسين وضعيتهم أو إرجاعهم إلى سالف عملهم. ولم يحرّك ساكنا للدفاع عن المطرودين من مؤسسته رئيس الجمعية فوزي بوزيّان رئيس تحرير جريدةle renouveau لسان حال الحزب الحاكم الذي وقّع نصّ اللائحة. وقد برر ذلك سابقا لرئيس الفدرالية الدولية للصحافيين أيدين وايت بقوله إنّه لم يتلقّ شكاوى من هؤلاء ! فهل وصلته الشكاوى من صحافيي العراق وغيرهم الذين أصدر عنهم بيانات تضامن ولم يدر بما يجري في المكاتب المجاورة له ؟   (المصدر: مجلة « كلمة » الألكترونية، العدد 48 – ديسمبر 2006) 


أخبار العدالة  
الأستاذ عبد الرؤوف العيادي  

شعارٌ ليّن وزرٌ بيّن

الجلسة العامة الانتخابية لجمعية القضاة التونسيين التي انعقدت يوم 3/12/2006 جاءت بعد مرور سنة على عملية الانقلاب على المكتب التنفيذي الشرعي برئاسة القاضي أحمد الرحموني. وقد اختير لها شعار يعتبر حقا من أسماء الأضداد « في دعم السلطة القضائية ضمان للعدل » إذ من المعلوم أنّ وزارة العدل هي التي دبّرت الانقلاب على الهيئة الشرعية بالتعاون مع بعض « قضاة الإدارة » وهي التي رتبت عملية حرمان العناصر المستقلة من الترشح بعد نقلتهم بصورة تعسفية من العاصمة إلى داخل البلاد ثم تنقيح القانون الأساسي للجمعية في 31/7/2006 الذي حرم بموجبه القضاة من غير العاملين بتونس ونابل وبنزرت من الترشح لعضوية المكتب التنفيذي. فأين نحن من الاستقلالية « شعار لين وزور بيّن » فلم تُبق السلطة البوليسية لغيرها ما يقوم به سلطان !  

الوزارة تتخلى عن خالد عباس

خالد عباس الذي لعب دورا كبيرا في الانقلاب الذي دبرته الوزارة ضد المكتب التنفيذي الشرعي لجمعية القضاة التونسييين ليكافأ برئاسته عقب المؤتمر الاستثنائي الذي انعقد في 4/12/2005، غادر قاعة المؤتمر هذه المرة وهو يصيح عصابة عصابة بعد أن شنّت عليه الوزارة حملة انتهت باستبعاده رغم ما حصل يوم السبت 2/12/2006 من محاولة لتقريب ذات البين إذ رفض عباس تركيبة مكتب الفرز الذي ضم قضاة قال إنّه لا يثق في حيادهم ونزاهتهم مثل عبد الرؤوف بالشيخ وحسن بن فلاح وفتحي بن يوسف. ما راج عن سبب الطلاق مع الوزارة هو أنّ عباس شكّل مجموعته الخاصة داخل الجمعية ورفض بعض توصيات الوزارة من ذلك توزيعه لعشر قطع أراضي صالحة للبناء مهيّئة من طرف الوكالة العقارية للسكنى AFH التي كانت من غنائم الانقلاب على المقربين منه مما أثار غضب بقية الانقلابيين. الوزارة عبر رموزها استدعت العديد من القضاة لتسمعهم شريطا سجل بمكتب خالد عباس (وهو يعمل وكيل رئيس بمحكمة منوبة الابتدائية) وهو يحاور أحد المتقاضين ويطلب منه طرح القضية وهي حسب أحد الذين استمعوا للشريط تتعلق بنزاع مدني في مبالغ مالية هامّة جدا. وكان ذلك لإقناعهم بأنّه مورط في جريمة ارتشاء وهو ما تم ترويجه داخل قصر العدالة بتونس. طبعا لم تثر عملية التجسس والتسجيل داخل مكتب القاضي عباس أي رد فعل لدى من تحول من زملائه لسماع التسجيل إذ غلبت ثقافة الانقلابات والانقلابات المضادة ثقافة القضاء وأصولها وقيمها.  

بعد رسالة اليحياوي رسالة عباس

من الأوراق التي اعتقد عباس أنّه يستطيع لعبها رسالة كان وجهها إلى بن علي باعتباره رئيس المجلس الأعلى للقضاء طلب قراءة فحواها على مسامع المؤتمرين إلاّ أنّه منع بقوّة من ذلك. ولكلّ رسالته، أمّا الأهمّ هو أنّه لكلّ ممارسته !  

محاكمة الطلبة في قفصة

محاكمة الطلبة من النقابيين المنتسبين للاتحاد العام لطلبة تونس التي شهدتها مدينة قفصة يوم 28/11/2006 والتي شملت كل من غانم شريطي وطه ساسي ومحمد عزالديني وكمال عمروسية وأنيس بن فرج وبلقاسم بن عبد الله تمّت في ظل استنفار بوليسي كبير إذ تواجد بجميع فرقه أمام المحكمة وداخلها وبالمنافذ المؤدّية إليها. وما يدعو إلى السخرية هو أنّ محاضر القضايا الثلاث التي نظر فيها قاضي الناحية تضمّنت ما يسمّى بمحضر تقديم القضية جاء فيه أنّ المتهمين اعترفوا بالتهم المنسوبة إليهم إلاّ أنّ قراءة بقية المحاضر خاصة سماع كل متهم جاءت خالية من الإمضاء عليها من طرف المتهمين. وهو ما يقوم حجة على أنّها كانت جاهزة إلاّ أنّ شجاعة المتهمين الذين رووا ما سلّط عليهم من ألوان التعذيب والسبّ حالت دون إرادة الباحث في إكراههم على إمضائها. لكنّ هذا القصور في إثبات التهم لم يمنع القاضي من الحكم بالإدانة بالرغم من حسن إدارته للجلسة وحرصه على علانيتها بالسماح لأقارب المتهمين بالدخول إلى قاعة الجلسة رغم تلكؤ البوليس في تنفيذ تعليماته في الإذن لهم بدخولها.   الاستقواء بالزوجة رأى أحد المقربين لرموز السلطة إلى وكيل الجمهورية لدى محكمة تونس الابتدائية وفي إطار البحث الجاري في القضيّة عدد 19582/5 أنّه من المفيد في التعريف بهويته وخلافا لقانون الهوية المؤرخ في 1/7/1968 أن يضيف تحت اسمه ولقبه « المتزوّج بالسيدة تونس بنت عبد السلام مليكة » ! فهل فهم السيد وكيل الجمهورية الرسالة ؟   

عبث في طلب العدالة

الأستاذ محمد الهادي القليبي المحامي لدى التعقيب رفع دعوى في حق منوبه محمد أمين العلوي في إبطال بطاقة إيداع كان أصدرها ضده قبل استنطاقه قاضي التحقيق المتعهد بقضيته إلاّ أنّه فوجئ بالنيابة العمومية ترفض تسليم نسخة من العريضة التي قام بتبليغها أحد عدول التنفيذ. وللعلم فإنّ المتهم محال بموجب « قانون الإرهاب ». ولمن لم يقتنع بعد فإنّه بات من العبث المطالبة بالبحث في جرائم التعذيب التي يذهب ضحيتها هذا الصنف من المحالين، بل وحتى الطعن في ما يصدر من قرارات « قضائية » ولو كان ذلك باللجوء إلى القضاء المدني !

(المصدر: مجلة « كلمة » الالكترونية، العدد 48 – ديسمبر 2006)


قاض تونسي يستبدل محاميا في محاكمة متهم في تفجير معبد يهودي

 

تونس (رويترز) – قرر قاض تونسي يوم الخميس استبدال محامي دفاع عن متهم بالتخطيط لهجوم انتحاري دموي على معبد يهودي بجربة في تونس عام 2002 . وقال شهود ان قاضي محكمة الاستئناف طلب استبدال المحامي سمير بن عمر بمحامية أخرى لعدم حضوره الجلسة بدعوى عدم اكتمال ملف القضية وانه أجل النطق بالحكم في القضية المثيرة للجدل الى 18 ديسمبر كانون الاول. وقضت محكمة في يونيو حزيران الماضي بسجن بلقاسم نوار لمدة 20 عاما بتهمة المشاركة في تفجير معبد « الغريبة » اليهودي بجربة في هجوم أوقع 21 قتيلا وأعلن تنظيم القاعدة المسؤولية عنه. والتأجيل الجديد هو سادس تأجيل في هذه المحاكمة التي بدات في 26 ابريل نيسان الماضي اثر اعتقال المتهم لمدة اربع سنوات. لكن المحامي سمير بن عمر رفض قرار القاضي باستبداله واعتبره غير قانوني. وقال بن عمر الموجود في مدينة الكاف لرويترز عبر الهاتف « هذه الخطوة غير قانونية بالمرة ولا يحق للقاضي استبعادي لانه ليس هو من عينني للمرافعة بل لموكلي وحده الحق في استبدالي. » ووصف بن عمر قرار القاضي بانه « سابقة اولى في تاريخ القضاء في تونس. » وبرر القاضي استبدال بن عمر بمحامية اخرى تدعى احلام الجنزي بان عدم حضور محامي الدفاع ليس له تفسير بما ان الملف مكتمل لديه منذ منتصف اكتوبر تشرين الاول الماضي. لكن بن عمر قال « لم اتسلم كل اوراق الملف بما فيها طلب النيابة العمومية استئناف الحكم الابتدائي. » واضاف انه سيتحدى هذا القرار وسيترافع عن موكله خلال الجلسة المقبلة. وشهدت الجلسة حضور المتهم البالغ من العمر 45 عاما. وبلقاسم نوار هو عم نزار نوار المهاجم الذي اقتحم بسيارة صهريج محملة بغاز الطهي المعبد اليهودي الواقع بمنتجع جربة السياحي مما أسفر عن مقتل 21 سائحا من بينهم 14 ألمانيا. (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 7 ديسمبر 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 7 ديسمبر 2006)

رئيس تونس يوفد مبعوثا إلى أمير قطر بعد أزمة الجزيرة

 

تونس (رويترز) – قالت مصادر رسمية يوم الخميس إن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أوفد مبعوثا خاصا الى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني في اشارة قوية لانفراج مرتقب في العلاقات بين البلدين بعد ستة اسابيع من اغلاق تونس سفارتها في الدوحة احتجاجا على تغطية قناة الجزيرة. واضافت المصادر قولها ان الرسالة التي نقلها احمد عياض الودرني مدير الديوان الرئاسي بتونس لامير قطر « تندرج في اطار العلاقات الثنائية القائمة بين تونس وقطر وسنة التشاور القائمة بين البلدين الشقيقين » دون ان تعطي تفاصيل اضافية عن فحواها. وتأتي هذه الرسالة عقب زيارة أمير قطر المفاجئة لتونس في 22 نوفمبر تشرين الثاني والتي وصفت بانها زيارة ترضية. وقررت تونس اغلاق سفارتها في الدوحة في 25 اكتوبر تشرين الاول بعد بث قناة الجزيرة مقابلة مع المعارض التونسي منصف المرزوقي دعا فيها اليها « العصيان المدني » ضد السلطات التونسية. وقالت وزارة الخارجية التونسية حينها إن قرار غلق السفارة جاء ردا على حملة مغرضة تستهدف الاساءة لتونس تقوم بها الجزيرة التي اتهمتها بمجافاة الحقيقة. وفي مؤشر على قرب انفراج العلاقات قال وزير الخارجية التونسي عبد الوهاب عبد الله امام النواب في البرلمان التونسي هذا الاسبوع ان العلاقات لم تنقطع مع قطر وكل ما في الامر انه تم تعليق نشاط سفارة تونس بالدوحة مضيفا « إن شاء الله خير ». (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 7 ديسمبر 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 7 ديسمبر 2006)  

مصر ترحل ثمانية فرنسيين وبلجيكيين اثنين بعد القبض عليهم ضمن خلية

   

القاهرة (رويترز) – قالت مصادر في مطار القاهرة الدولي ان مصر رحلت يوم الخميس ثمانية فرنسيين وبلجيكيين اثنين بعد حوالي أسبوعين من القاء القبض عليهم ضمن خلية من المتشددين قيل انها مرتبطة بتنظيمات ارهابية في الخارج وتعمل على تجنيد أشخاص ينضمون للمتشددين النشطين في العراق. وقال مصدر إن العشرة استقلوا طائرة بلجيكية أقلعت الى الاقصر التي ستقلع منها الى بروكسل بعد أن تستقلها مجموعة من السائحين. وأضاف أن العشرة كانوا نقلوا الى مطار القاهرة يوم الاربعاء من مكان احتجزوا فيه بعد القبض عليهم. وقالت الحكومة المصرية يوم الاثنين ان أجهزة الامن ضبطت تنظيما سريا ارهابيا يضم تسعة فرنسيين وبلجيكيين اثنين وتونسيين وسوريين وأمريكيا وعناصر مصرية ترتبط بتنظيمات ارهابية في الخارج. ولم يعرف مصير الفرنسي التاسع. وقال بيان أصدرته وزارة الداخلية « أمكن اجهاض تحرك تنظيمي سري يعتنق أعضاؤه الافكار التكفيرية الجهادية… ويضم مجموعة من العناصر العربية والاجنبية المقيمين بالبلاد تحت ساتر دراسة اللغة العربية والعلوم الشرعية. » وأضاف البيان « تأكد وجود ارتباط لهؤلاء العناصر ببعض عناصر التنظيمات الارهابية بالخارج. أكدت عمليات الفحص قيام هؤلاء العناصر بالسعي لاستقطاب اخرين وتلقينهم بمعتقداتهم الهدامة وحثهم على الجهاد والسفر للعراق لتنفيذ عمليات عبر دول أخرى بالمنطقة. » وكانت مصادر قالت ان عملية الترحيل وتسليم المرحلين الى دولهم تعني وقف صلتهم بالقضية التي اعتقلوا بسببها. ويعني ترحيل الفرنسيين الثمانية والبلجيكيين الاثنين بعد فترة قصيرة من القاء القبض عليهم أن السلطات المصرية لا تعتزم توجيه الاتهام لغالبية المجموعة الارهابية المزعومة.   (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 7 ديسمبر 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 7 ديسمبر 2006)

 

فرنسي تونسي الأصل وليبي حاولا إقامة مدرستين لتحفيظ القرآن قضية التكفيريين الجدد بمصر: تحقيقات حول تسفير شباب من مرسى مطروح إلى العراق

 

القاهرة: عبد الستار إبراهيم وعبده زينة كشفت مصادر مطلعة في مدينة مرسى مطروح (500 كيلومتر شمال غربي القاهرة) أمس، أن السلطات الأمنية المصرية، تجري تحقيقات في الطريقة التي سافر بها عدد من شباب المحافظة للقتال في العراق مع الجماعات المسلحة، حيث أفرجت السلطات قبل يومين عن والد أحد المتطوعين، ويدعى قاسم عبد الغفار، بعد أن تمكن نجله «موسى» من السفر للعراق وتنفيذ عملية ضد قافلة للقوات الأميركية قتل فيها نحو 13 جندياً في مدينة الرمادي قبل نحو 3 أشهر. وينتمي «موسى» لقبيلة الصناقرة من مدينة الضبعة التي تبعد نحو 400 كيلومتر غرب القاهرة. وكانت أجهزة الأمن المصرية قد ضبطت خلال الأيام الماضية تنظيما جديدا يعتنق أفكارا تكفيرية وجهادية يضم بين أعضائه 9 فرنسيين، قالت الداخلية المصرية قبل يومين إنها ستعيد سبعة منهم إلى باريس، كما يضم التنظيم 3 بلجيكيين وأميركي واحد وتونسيين اثنين ومثلهما من سورية، فيما يضم عددا لم يتم تحديده من المصريين. وأكدت مصادر السفارتين الفرنسية والسورية في القاهرة أنهما ما زالتا تجريان اتصالات مع السلطات الأمنية المصرية لمعرفة موقف رعاياهما المتورطين في القضية. وقال السفير السوري في القاهرة يوسف الأحمد لـ«الشرق الأوسط» إنه لا توجد لديه معلومات محددة حول المعتقلين السوريين على ذمة القضية، وانه سيجري اتصالات مع المسؤولين المصريين حتى تطلع السفارة على تفاصيل الموضوع، فيما قال مصدر إعلامي بالسفارة الفرنسية إن القنصلية العامة لفرنسا تتابع الموقف، غير أن الصورة لم تكتمل لديها، وحين يحدث ذلك ستعقد مؤتمرا صحافيا أو تصدر بيانا توضح فيه موقفها وكافة الحقائق حول رعاياها المتورطين في القضية. إلى ذلك، أوضحت المصادر في مدينة مرسى مطروح لـ«الشرق الأوسط»: ان اثنين أحدهما ليبي الجنسية والثاني يعتقد أنه تونسي حاول كل منهما على فترات متقاربة من عام 2005 بناء مدرستين لتحفيظ القرآن، وأن التونسي قام بشراء قطعة أرض من أحد المواطنين المحليين في منطقة تبعد 8 كيلومترات شرق مدينة مرسى مطروح، وقامت السلطات بهدمها بسبب بنائها بدون ترخيص، وتعتقد المصادر أن الليبي توقف عن العمل في بناء مدرسة أخرى لتحفيظ القرآن في منطقة الشيخ عطيوة التي تبعد كيلومترين شرق مدينة مرسى مطروح، واختفى، بعد هدم المدرسة الأولى. وكشفت المصادر أن شاباً آخر من أبناء مرسى مطروح وترجع أصوله لمدينة المحلة في شمال القاهرة، ويدعى صلاح المحلاوي، تمكن من السفر إلى العراق خلال العام الماضي ونفذ عملية انتحارية ضد جنود أميركيين في مدينة الرمادي. وقالت المصادر إن «المحلاوي» كانت له توجهات اصولية وأبعدته السلطات الأمنية في مصر عن ممارسة مهنته في تدريب الكاراتيه، فعمل بائعا متجولا للحلويات قبل أن يقتنع بالسفر إلى العراق. ورفضت والدة أحد المعتقلين، وتدعى «سامية الباشا»، التحدث عن سبب اعتقال نجلها «محمد»، وقالت: «هذه رغبة ابني.. وقال مصدر في مديرية التربية والتعليم بمحافظة مرسى مطروح، ان محمد وآخرين من أبناء المحافظة اعتقلوا مؤخراً لعلاقتهم بفرنسي تونسي الاصل كان يجتمع بهم في منطقة «أندلسية»، واضاف المصدر: كانت هناك مدرسة آيلة للسقوط وخالية من التلاميذ في منطقة الجراولة شرق مدينة مرسى مطروح بنحو 10 كيلومترات، وحاول التونسي ومعه ليبي آخر اتخاذها كمقر لإلقاء الدروس الاصولية بدلاً من قرية أندلسية، لكن السلطات الأمنية اكتشفت أمرهما، حيث تم اعتقال نحو 15 شاباً مصرياً وهرب ثلاثة آخرون على الأكثر منهم شقيقان ليبيان يدعيان منصور وشريف رجب.   (المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » الصادرة يوم 7 ديسمبر 2006)

قضية إضرام النار في ملهى ليلي بقمرت: استنطــــاق 10 متهمـــين

 

علمت «الصباح» ان 10 متهمين باقتحام الملهى الليلي بقمرت ليلة الثلاثاء 28 نوفمبر قد احيلوا اول امس على قلم التحقيق السابع بالمحكمة الابتدائية بتونس وقد تعهد قاضي التحقيق باستنطاق المتهمين والتحقيق معهم على امتداد اربعة ايام وللاشارة فان فتاتين قد تورطتا ضمن الـ10 متهمين المذكورين. وفاة طيار أردني وخسائر مادية كبيرة جدت وقائع هذه الحادثة خلال الليلة الفاصلة بين 28 و29 نوفمبر حيث اقتحمت مجموعة من الاشخاص وكانوا في حالة غير عادية بعدما احتسوا كمية كبيرة من المشروبات الكحولية وقرروا دخول احد الملاهي الليلية في الضاحية المذكورة الا ان الحراس منعوهم من الدخول نظرا للحالة التي كانوا عليها.   وامام اصرار الحراس على منعهم قرروا الاقتحام بالقوة بعدما تسلحوا بعصي وسكاكين وفاجؤوا الحرفاء الذين كانوا يستمتعون بالسهرة ودون مقدمات باشروا بضربهم غير عابئين بصياحهم كما قاموا باشعال النار في الملهى وعندها لاذ الحرفاء بالفرار ولكن عددا منهم اصيبوا بجروح كما لقي مضيف طيران اردني حتفه. وحال بلوغ الخبر الى السلطات الامنية بقمرت والضاحية الشمالية بصفة عامة حلوا على عين المكان، كما حل اعوان الحماية المدنية والذين سارعوا بالتدخل لاخماد النيران التي اتت على تجهيزات الملهى وألحقت به خسائر فادحة. واثر هذه الحادثة الاليمة تمكن المحققون من ايقاف 10 اشخاص من بينهم فتاتين انحصرت فيهم الشبهة واحيلوا على قلم التحقيق السابع بابتدائية تونس لتتضح من خلال استنطاقهم دوافعهم لارتكاب هذه الفعلة النكراء. مفيدة القيزاني (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 7 ديسمبر 2006)  


في ليبيا: وفاة 8 تونسيين في حادث مرور

 

طرابلس (وات) ـ علمت وكالة تونس افريقيا للانباء أن 8 مواطنين تونسيين تعرضوا خلال الليلة الفاصلة بين يومي 5 و 6ديسمبر الجاري الى حادث مرور بالتراب الليبي أسفر عن وفاتهم جميعا. وتمثلت صورة الحادث في اصطدام الحافلة الليبية التي كان يستقلها المعنيون بشاحنة على مستوى مدينة اجدابيا الليبية (200كلم جنوب مدينة بنغازي). كما أدى الحادث الى وفاة سائق الحافلة واصابة سائق الشاحنة بجروح خطيرة. وقد اعطى الرئيس زين العابدين بن علي تعليماته لسفارتنا بطرابلس لاتخاذ الاجراءات اللازمة بالتنسيق مع السلط الليبية لتامين نقل جثامين الضحايا الى تونس. كما أعطى رئيس الدولة تعليماته لمواساة عائلات الضحايا وتقديم كل المساعدة لهم في هذا الظرف الاليم. (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 7 ديسمبر 2006)

 


هل من علاقة بين العفو الرئاسي الأخير ومطلب العفو التشريعي العام؟

سامي نصر تحوّلت قضية العفو التشريعي العام في السنوات الأخيرة إلى إحدى الاهتمامات الرئيسيّة للمنظمات الحقوقيّة والأحزاب السياسيّة، بل أصبح القاسم المشترك بين أهم مكوّنات المجتمع المدني التونسي رغم اختلاف منطلقاتها الفكريّة واستراتيجياتها، إذ لم يعد هذا المطلب حكرا على المجلس الوطني للحريات بتونس والرابطة التونسيّة للدفاع عن حقوق الإنسان كما كان الحال سنة 2001. ومع العفو الرئاسي الأخير بمناسبة مرور 19 سنة على تولي الرئيس بن علي الحكم، اختلفت القراءات والانطباعات حول هذا الحدث « السياسي » الهام الذي اعتبره البعض نقلة نوعيّة في سياسة الدولة وخطوة نحو الانفراج وبادرة من بوادر التفاؤل ، في حين عبّر البعض الآخر عن تشاؤمه رغم ابتهاجه من إطلاق سراح هؤلاء المساجين. وفي نصّنا هذا سوف لن نحاول القيام بقراءة لكلا الموقفين أو الحكم عليهما، وإنّما سوف نحاول مقارنة حدث العفو الرئاسي الأخير بمطلب العفو التشريعي العام، وبمعنى آخر سوف نحاول الإجابة على سؤال تبادر لذهننا منذ تلقينا نبأ العفو المذكور وهو: « هل يشكّل العفو الرئاسي الأخير انتصارا ولو جزئيّا للمجتمع المدني واستجابة من طرف السلطة لمطلب العفو التشريعي العام الذي كثيرا ما طالبت به مكوّنات المجتمع المدني؟ » يمكن الاقتراب من الإجابة عن هذا السؤال من خلال طرحنا لثلاث نقاط وهي : أوّلا، انتظارات المجتمع المدني من القمّة العالميّة لمجتمع المعلومات: احتلّ مطلب العفو التشريعي العام صدارة مطالب المجتمع المدني في كل الدورات التحضيريّة للقمة العالميّة لمجتمع المعلومات (الدورة التحضيريّة الأولى بالحمامات) والدورة التحضيريّة الثانية والثالثة بجينيف، وطبعا مطالبهم أثناء انعقاد القمّة في تونس (نوفمبر 2005) ففي كل هذه المناسبات المذكورة عبّرت مكوّنات المجتمع المدني عبر نصوصا مشتركة عن جملة من المطالب أو الانتظارات كان العفو التشريعي العام وإطلاق سراح المساجين في أوّل قائمة المطالب . كما أنّ من بين أهم دوافع قيام تحرّكات احتجاجيّة أثناء انعقاد القمّة مثل حركة 18 أكتوبر الاحتجاجية ومحاولة عقد قمّة موازية تمثّلت بشكل أساسيّ في عدم استجابة السلطة لمطلب العفو التشريعي العام.
حبيب اللوز، أحد قياديي النهضة بعد أن قضى 15 سنة خلف القضبان فلو افترضنا أن هذا العفو الرئاسي الأخير مرتبط بالمطلب المذكور واستجابة لتلك الضغوطات والاحتجاجات، فإنّ أقلّ ما يقال فيه هو أنّه جاء متأخرا جدّا، كما أنّ المعاينة الموضوعيّة لما حدث تؤكّد أن المجتمع المدني لم يجن أيّة مكاسب من هذه القمّة، فاعتقال وسجن الأستاذ محمد عبّو جاء بعد يومين تقريبا من الانتهاء من الدورة التحضيريّة الثانيّة لهذه القمّة، وما يعرف بمجموعة جرجيس الذين أطلق سراحهم عوّضتهم حوالي 50 مجموعة أخرى (المحالين ضمن قانون مكافحة الإرهاب)… كل هذه المعطيات تنبأ بعدم وجود علاقة بين العفو الرئاسي الأخير ومطالب المجتمع المدني المذكور. ثانيا، المناخ السياسي العام الذي وقع فيه العفو: تزامن العفو الرئاسي مع بداية محاكمة ضحايا قانون مكافحة الإرهاب، وبقاء الأستاذ عبّو في سجنه رغم كل التحرّكات الوطنيّة والدوليّة من أجل إطلاق سراحه، ومواصلة الحصار المفروض على بعض الوجوه الحقوقيّة والسياسيّة المعروفة بالبلاد مثل السيد علي بن السالم الذي حرم حتى من زيارة أبناءه له والدكتور منصف المرزوقي، والسجين السياسي السابق عبد الله الزواري وغيره، وأيضا مواصلة تضييق الخناق على جلّ مكوّنات المجتمع المدني… وبالتالي لا توجد أي مؤشرات عمليّة على بوادر لهذا الانفراج المزعوم، بل جاء هذا العفو في سياق سياسي شبيها بالانحراف أو الخروج عن المسار العام لتوجه السلطة، الشيء الذي جعل العفو الرئاسي الأخير يطرح العديد من التساؤلات والاستفسارات. ثالثا، انتقائيّة العفو: من الصعب جدّا تحديد المقاييس التي على ضوئها تمّ اختيار المتمتّعين بهذا العفو، إذ شمل العديد من العناصر القياديّة ومن المحكومين بمدى الحياة، كما تمتّع بهذا العفو عدد كبير من المساجين الذين عرفوا بكثرة نضالاتهم الاحتجاجيّة داخل السجون، وفي نفس الوقت تمتّع بالعفو الرئاسي عديد المساجين الذين لم يسبق لهم أن لعبوا أدوارا سياسيّة أو تنظيميّة قبل دخولهم السجن ولم يخوضوا تجارب احتجاجيّة تستحقّ الذكر… ورغم انعدام وضوح الرؤية بالنسبة لمقاييس العفو المعتمدة إلاّ أنّه أقل ما يقال عنها هو أنّها تميّزت بالانتقائيّة فـ56 سجينا الذي تم العفو عليهم كلّهم ينتمون أو اتهموا بانتمائهم لحركة النهضة المحظورة، ولكن داخل السجون التونسيّة لا نجد فقط مساجين حركة النهضة، بل نجد المساجين الذين ينتمون إلى مجموعة الأنصار والذين قضّوا حوالي 3/4 مدّة العقوبة مثل عبد اللطيف بوحجيلة الذي لم يتمتّع لا بالعفو ولا بالحط من مدّة العقوبة ومجموعة حزب التحرير الذين حوكموا مؤخّرا، إضافة إلى ما يقارب 500 سجين محالين ضمن ما يسمّى بقانون مكافحة الإرهاب. فهذا الانتقاء السياسي لفئة المتمتّعين بالعفو يتنافى كليّا مع مبدأ العفو التشريعي العام الذي طالبت به مكوّنات المجتمع المدني. ومن هذا المنظور تصبح مقولة العفو التشريعي العام كمطلب أساسي لا علاقة له بهذا العفو الرئاسي الأخير على الرغم من أهميّته، حيث لأوّل مرّة يتم العفو على قياديين سياسيين محكومين بعقوبات تصل إلى مدى الحياة، لذلك يصبح العفو في نظرنا مجرّد قرار رئاسي ولعبة سياسيّة قد تكشف الأيّام القليلة القادمة عن دوافعها وخفاياها. دواء « الصابرو-مسين » والعفو الرئاسي: « الصابرو-مسين » هو في الأساس مصطلح سجني كثير الاستعمال عند المساجين السياسيين، ويتركّب المصطلح من كلمتين، كلمة « الصابرون » وكلمة « مسين » والتي تعني إحدى عائلات الأدوية المشهورة والمسكّنة للآلام. وبهذا تصبح دلالة التي يحملها هذا المصطلح داخل السجن تعني إحدى الوسائل الدفاعيّة التي يستعملها السجين لمقاومة حالة الإحباط واليأس، وعبر هذا « الدواء » أو الوسيلة الدفاعيّة تقع إعادة الأمل للمساجين، فمع اقتراب كل مناسبة دينيّة أو وطنيّة تبرز الحاجة لهذا الدواء… وإذا حاولنا قراءة العفو الرئاسي الأخير على ضوء هذا المصطلح أو « دواء الصابرو-مسين » فإنّه أقل ما يقال فيه هو أنّه لم يكن موجّه فقط للمساجين وأهاليهم، وإنّما أيضا وبشكل أساسي هو موجه للعديد من مكوّنات المجتمع المدني والأحزاب السياسيّة. فكأنّ السلطة من خلال تقديمها لهذا الدواء تريد فتح « شهيّة » المصالحة، وهو ما أكّدته مداخلات التونسيين المجبرين على الإقامة بالخارج في قناة « الحوار » عند حاولت أن تجعل من من العفو الرئاسي الأخير موضوع حلقاتها « 90 دقيقة ». ومن هذا المنطلق يصبح مفعول دواء « الصابرو-مسين » لا يقتصر على إزالة الآلام، بل دواء لفتح « الشهيّة » يصلح تقديمه لكل من لا يرغب في المصالحة.   (المصدر: مجلة « كلمة » الألكترونية، العدد 48 – ديسمبر 2006)


انتظارات… ولكن  
كلمة أم زياد   يسقط دكتاتور دموي مثل صدام ثم يقدّم للمحاكمة فنشعر بالتشفي ونقول « العاقبة لنا » ومنّا حتى من يفرح… ثم يثوب إلينا رشدنا فيفتر تشفّينا وتغيض فرحتنا ونعي أنّ سقوط صدّام ومحاكمته ليسا بالأمر المشرّف طالما أنّه سقط على أيد غير الأيدي التي أدماها قيده وطالما أنّ محاكمته تجري على أيدي احتلال لا يقلّ من صدّام إجراما… بل يتجاوزه بقامات. تجري انتخابات رئاسية أو برلمانية في أحد بلدان الغرب المؤثّر في حياتنا فنتحمس لتلك الانتخابات ونشرع في المراهنة على « مرشحنا » فيها ثم تنتهي الانتخابات فينحسر حماسنا ونفيق على حقيقة أنّنا راهنّا على جياد خاسرة ولو فازت لأنّها تتسابق لفائدة بلدانها لا لفائدتنا. تُسلّط علينا بهذه المناسبة أو تلك أضواء إعلامية آتية من وراء البحار فنتزاحم للظفر ببعض أشعّتها عساها تخرجنا من ظلام العدم… ثم لا تلبث أن تنحسر الأضواء فنعود إلى ظلام العدم ونعي أنّ المكسوّ بثوب مستعار عارٍ لا محالة. في هذه الأيّام بالذات نعيش سكرة الفرح بهزيمة بوش في انتخاباته الأخيرة وننتشي بما نعتبره بداية نهاية المحافظين الجدد الذين أذاقوا منطقتنا مرّ العذاب. وفي مقبل الأيّام ستصيبنا حمّى الانتخابات الرئاسية الفرنسية وسنتحمّس لمرشحتنا الاشتراكية التي ستكون رحيمة بنا. لكنّنا سنرى في الحالين ومرة أخرى أنّ السياسات في الغرب الديمقراطي لاتتغيّر تغيّرا جذريا بتغيّر الأسماء. وأنّ كلّ ما سيقع في أمريكا وفرنسا لن يكون إلاّ في صالح أمريكا وفرنسا بينما نبوء نحن بخيبة الانتظار أو بفتات لن يخرجنا من الفاقة التي هي منّا وفينا ولا ذهاب لها إلاّ بفعل أصيل يصدر منّا. نحن شعوب محرومة من أضواء الحرية الكاشفة التي تهدم الخرائب لتبني محلّها جديدا. ومن الطبيعي أن نتطلّع إلى كلّ شعاع من هذه الحرية يخرجنا من الظلام. ولكن لا يجب أن ينسينا ذلك أنّ الحرية الحقيقية هي التي يجب أن نفتكّها نحن لا تلك التي نستعيرها. ونحن شعوب محرومة من الانتخابات التي تعبّر عن إرادة الشعوب. ولهذا من الطبيعي أن تشرئبّ أعناقنا نحو كلّ تجربة انتخابية تصلح لنا منوالا ولكن شريطة أن نهيّء ظروف نصب ذلك المنوال محلّيا والنسج عليه. ونحن شعوب مبتلاة بديناصورات آكلة للحوم وللكرامة يقال لنا إنّها غير قابلة للفناء ولذلك من الطبيعي أن نرى في فناء كلّ ديناصور مشابه لها علامة تبشّرنا بأنّ ديناصوراتنا ليست أبديّة ولكن دون أن ننسى دورنا المؤكّد في إنهاء دكتاتورياتنا. سيذهب بوش كما ذهب رامسفيلد وبولتن. وقد يذهب شيراك صانع « المعجزة التونسية » وتحلّ محلّه « روايال » التي لم تقل للتونسيين بعد « كفاكم حرية إنّكم تأكلون وتشربون ». ولكنّ ذلك لن يغيّر من أوضاع منطقتنا شيئا يذكر، فسياسة احتقار الغرب لنا ستظلّ ما بقينا جديرين بالاحتقار وقابلين بطغيان حكّامنا الأردياء. وسنرى أنّ الفيتوات الأمريكية ضدّنا ستظلّ ببولتن وبدونه وذلك طالما بقينا بلدانا مستضعفة. إنّ مفتاح خروجنا من مستنقع التبعية في كلمتين : المقاومة والديمقراطية، مقاومة الاحتلال الأجنبي بكلّ معانيه. ومقاومة أنظمتنا المستبدّة لتحلّ محلّها أنظمة ديمقراطية تخرجنا من أوضاع البلدان المستطيعة بغيرها إلى أوضاع البلدان التي تتعامل مع العالم بندّية ولا تنتظر منه أن يجود عليها بالعطاء الشحيح الذي لا يلبث أن ينضب.     (المصدر: مجلة « كلمة » الالكترونية، العدد 48 – ديسمبر 2006)


الأخ عبدالحميد الجلاصي وخطر الموت
 
 الأزهر مقداد / سويسرا الأخ عبد الحميد الجلاصي رجل أحبه كل من عرفه، دمث الأخلاق، رقيق المشاعر، هادئ الطباع،  يعمل في صمت ويصمت عند الغضب ها هو اليوم بين الحياة والموت يلجأ إلى آخر الدواء الذي بين يديه وهو استعمال جسده الذي أنهكته ستة عشر عاما من السجون ليصرخ بصمت، ويحتج بموت، وينذر بما تبقى لديه من جسد فان، أن الأمر تجاوز الحد وأن السجن لم يعد سجنا وإنما صار انتقاما وطريقا للإفناء والتدمير. لم يعد معقولا، ولا مقبولا، ولا مبررا، استمرار هذه المأساة ومواصلة هذا الأسر المدمر، لرجال لم يبق في أجسادهم ما يسعفهم لإنهاء بقية حياتهم دون عاهات وأمراض. أي ظلم أكبر من أن يستمر سجن الأخ عبد الحميد الجلاصي وإخوانه كل هذه المدة في وضع تفتقد فيه أبسط حقوق الحيوان وليس الإنسان. وأي إرهاب أكبر من قتل بطئ متعمد لمعارض سياسي لا لسبب جناه سوى انه جاهر يوما بمعارضته للسلطة. لقد نادت كل الأصوات الحرة في داخل البلاد وخارجها بضرورة إطلاق سراح المساجين السياسيين ووضع حد  لما عانوه طيلة عشرية ونصف، ولكن النظام لم يستجب إلى هذه النداءات إلا بالتقسيط الغير مريح والذي يزيد في مأساة من تبقى داخل السجون ويجعلهم أسرى حسابات سياسية ضيقة ورهائن مزاج في كثير من الأحيان لا يخضع لمنطق. لقد دخل الأخ عبد الحميد أسبوعه الثالث من إضراب الجوع بما يعني أنه أصبح في وضع حرج خاصة وأن صحته لا تتحمل ذلك وعائلته لا تعرف عنه شيئا فهي لم تمكن من زيارته طيلة هذه المدة مما يؤكد خطورة وضعه. وعلى السلطة أن تتحمل مسؤوليتها وتضع حدا لهذه المأساة وتطلق سراح الأخ عبدا لحميد الجلاصي. وأن تخرج ملف المساجين من كل حسابات سياسية، فالسياسي إذا اختلط بالإنساني يجب أن تعطى الأولوية للإنساني ويخرج هذا الملف من دائرة التشفي والمزايدة والحسابات. وأن تنهى هذه المأساة دفعة واحدة فلا معنى لإطلاق سراح فرد دون آخر والقضية قضية واحدة والملف ملف واحد. على النظام أن يعي أن حالة الاحتقان التي تعيشها البلاد والوضع المأساوي للحريات والحرب الشعواء على كل مؤسسات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية إضافة للأزمة الاجتماعية الخانقة ليس لها من وجهة إلا إحدى اتجاهين: –    أن يبادر النظام بنزع فتيل الاحتقان عبر جملة من المبادرات تبدأ بإطلاق سراح المساجين والدخول في إصلاحات حقيقية تتم من خلال مشاورات واسعة مع كل أطراف المعارضة دون استثناء والوصول بذلك إلى وضع ديمقراطي حقيقي يقطع مع الماضي ويؤشر لمرحلة جديدة قوامها الديمقراطية الغير مزيفة والحرية التي لا استثناءات فيها. –    أن يدفع هذا الاحتقان القوى الوطنية إلى تحمل مسؤوليتها وتجميع قواها وتحقيق أهدافها عبر حركة الشارع والانتفاضة الشعبية العارمة. وهذا الذي بدأت تتجلى بوادره أمام تفاقم آلة القمع وسياسة الهروب إلى الأمام واكتواء الجميع بنار الدكتاتورية. والمحفزات في هذا الشأن كثيرة والتجارب المعاصرة متكررة. إن سياسة الهروب إلى الأمام وصم الآذان عن كل المطالب الوطنية ومزيد تعكير الأوضاع كل يوم بفتح ملف جديد لن يزيد الأوضاع إلا تعكيرا ولن يولد إلا اليأس. وعلى كل الضمائر الحرة أن تواصل نضالها من أجل إنهاء مأساة الربع قرن الأخير ببلادنا وتعمل على فك أسر المساجين الذين لم يبق لهم من ملاذ إلا استعمال ما تبقى من أجساد منهكة حطمتها سنين السجن الطويلة وما أحسب أن بمقدورها أن تداوم طويلا. وسيتحمل مسؤولية أي ضرر يصيبها من يصر على إبقائها رهن السجن والاعتقال. ومن يدفع بها إلى الاستشهاد الصامت.   


تونس..لا تغيير إلا من رحم النظام
 
د.خالد شوكات*- الوسط التونسية الحديث عن مستقبل الحكم في تونس، كما هو الحال في غالبية الدول العربية، لا يمكن أن يكون موضوع نقاش رسمي وعلني، ربما استوعبته كما هو الحال في غالبية الدول العربية، لا يمكن أن يكون موضوع نقاش رسمي وعلني، ربما استوعبته المؤسسات السياسية والدستورية، أو ناقشته النخب في وسائل الإعلام وصفحات الجرائد، غير أنه على الرغم من ذلك، حديث الساعة في الكواليس الرسمية والشعبية على السواء، بل لقد كان سببا في إقدام النظام على سابقة لم يضطر إليها طيلة العقدين الماضيين، إذ أقدم مجلس المستشارين، الغرفة الثانية للبرلمان التونسي، على مناشدة الرئيس زين العابدين بن علي إلى الترشح مجددا لولاية خامسة، ستبدأ سنة 2009، أي قبل ثلاث سنوات من التاريخ المفترض للانتخابات. إذا أتينا الكلام من آخره، فليس من قول إلا أن الرئيس بن علي لن يغادر سدة الحكم إلا لأحد السببين، إما مرض يعدم قدرته على تولي مسؤولياته، أو موت ليس من مواجهته بد، وهو ما يعني أن ترقب أي سيناريو مختلف لنقل السلطة في تونس ليس واردا، وأن أي احتجاج بالاستناد إلى تصريحات أو وعود أو التزامات قيلت فيما مضى، لن يكون مجديا في تغيير مسار التاريخ التونسي، وهو تاريخ عربي إسلامي بالدرجة الأولى، منذ الخلافة الراشدة إلى يوم الناس هذا، فالحاكم على قول عثمان بن عفان  » لا ينزع سربالا سربله إياه الله ». البين أيضا، أن البديل من بعد المرض أو الموت، ليس واردا البتة أن يكون من خارج النظام، إذ ليس ثمة مؤهلون حقيقيون قادرون يمكن أن يولدوا في المدى المرتقب للتغيير من غير رحم الحكم، ففي تونس ليس ثمة إلا مراكز جذب سياسي ثلاثة، السلطة بمؤسساتها المختلفة، والمعارضة العلمانية التي تهيمن عليها المجموعات اليسارية، والإسلاميون الذين أنهكتهم حملات الاستئصال التي شنت ضدهم دون أن تتمكن من إلغاء تأثيرهم على الشارع، كما أنهكهم تمسك حركتهم الرئيسي بنظام الزعامة مدى الحياة، وبشكل حزبي شمولي أقرب إلى شكل الأحزاب الشيوعية اللينينية والستالينية، أو الطوائف الدينية والطرق الصوفية. وعلى الرغم من محاولات عديدة لتكوين جبهة معارضة تتمثل فيها كافة الاتجاهات السياسية، إلا أن هذه المحاولات باءت في مجملها بالفشل، ربما لشساعة الفوارق الفكرية والسياسية بين الإسلاميين وغيرهم من مكونات المعارضة، وربما أيضا لغلبة الخصومات الشخصية بين قادة المعارضة وانعدام الثقة فيما بينهم، والأهم من كل هذا عجز المعارضين التونسيين على التحول إلى محركين فاعلين في الشارع، واقتصار فعلهم على أوساط نخبوية محدودة، حيث يستهزئ بعض المقربين من السلطة من هذه الحالة بقولهم أن الإحصاء الرسمي لنشطاء المعارضة التونسية يؤكد أنهم لا يتجاوزون ألفي شخص. والمعارضة التونسية ليست منقسمة إلى علمانيين وإسلاميين فحسب، بل إلى معارضة شرعية معترف بها وأخرى غير شرعية، وإلى معارضة مقربة من الغرب وأخرى معادية له، وإلى متحزبين ومستقلين. ولعل أبرز نقاط ضعف المعارضة التونسية في رأيي، عدم نضجها الأخلاقي وانغماس العديد من زعمائها ونشطائها في خصومات ومؤامرات صغيرة تضعف أي أداء جماعي قوي، كما هو عدم وجود استعداد لدى هؤلاء الزعماء والنشطاء للدخول في عملية نقدية وتجاوز عقد الماضي ومؤاخذاته لصالح رؤية وطنية مستقبلية. و اعتقد شخصيا، أن أمر انقسام المعارضة التونسية واستفحال أزمة قادتها الأخلاقية وحساسياتهم الشخصية، ليس مرده تدخل السلطة أو تآمرها، بقدر ما كان نتاجا لعدم وجود قاعدة ايديولوجية وسياسية مشتركة بين اتجاهات هذه المعارضة، وخصوصا ما تعلق منها بالصلة بين الإسلاميين وغيرهم، إذ ثمة قناعة عميقة لدى الكثير من المعارضين التونسيين بأن النظام الحالي، على الرغم من كل الاعتراضات التي يمكن أن توجه له، يظل أفضل من نظام يقوده الإسلاميون. والإسلاميون التونسيون، كغيرهم من الإسلاميين في بلدان عربية وإسلامية كثيرة، لا يواجهون ممانعة داخلية فحسب، بل ممانعة خارجية أشد. وإذا ما نظر إلى تونس على أنها بلد مستقر ومنفتح و حداثي إلى حد كبير، وسط منطقة غير مستقرة ومنغلقة ومترددة إزاء الحداثة، فإن القوى الدولية ذات المصالح والاهتمام بتونس، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وفرنسا، لن تقبل بأي تغيير يمكن أن يفضي إلى وصول الإسلاميين إلى السلطة في تونس، على المدى المنظور على الأقل، ولعل أقصى ما سيكون مسموحا و متاحا للإسلاميين مستقبلا، مشاركة محسوبة ومراقبة في الحياة السياسية، وتسوية حقوقية لأوضاع أولئك المتضررين منهم من وقائع المواجهة مع السلطة، وذلك في حال استوعب قادتهم دروس الماضي وقاموا بمراجعة نقدية حقيقية لمسارهم وبرامجهم، أما إذا استعصى عليهم الفهم فسيرسمون لمحنتهم بلا شك فصولا جديدة مرة. أما الأحزاب والجماعات اليسارية والعلمانية التونسية، على اختلاف تلويناتها، فمشكلتها ليست مع الخارج، إنما مع محدودية شعبيتها في الداخل، وتواضع قدراتها الانتخابية في حال جرى تأهيل النظام السياسي لمعايشة تجربة تعددية ذات مصداقية أكبر، هذا فضلا عن تعدد وتباعد زعمائها الطموحين، وهو ما يعني إجمالا عدم قدرتها على تشكيل بديل للنظام الحالي، واضطرار بعضها إلى الدخول في تحالفات مع الإسلاميين، مما سيجعلهم في النهاية رهينة في أيدي هؤلاء، و مما سيضعف في النهاية أي استعداد خارجي لدعمهم، فالخارج سيبحث عمن يكون لديه الاستعداد لنيل تفويض داخلي حقيقي وكسب شرعية شعبية وازنة. و رأيي دون استفاضة في تفاصيل قد لا يطيقها حيز كهذا المقال، أن الرئيس التونسي الثالث سيكون بالضرورة من داخل النظام، و سيكون بالضرورة من قادة حزب التجمع الدستوري الديمقراطي (الحزب الحر الدستوري)، كما سيكون مدعوما من قبل المؤسسات الدستورية والأجهزة الأمنية والعسكرية، ومؤيدا من الولايات المتحدة وفرنسا ودول الجوار الأخرى، الأوربية والعربية، وسيعمل طيلة مرحلة انتقالية على كسب شرعية داخلية، ستكون هي الامتحان الحقيقي لنضج النخب السياسية التونسية وقدرتها على الاستفادة من اللحظة التاريخية لفرض حالة سياسية وديمقراطية أكثر مصداقية. أن يكون الرئيس القادم من داخل النظام فهذا شرط عدم جر البلاد إلى حالة فوضى وفتنة، فالاستمرارية الايجابية مطلوبة، وأن يكون الرئيس الجديد من الدستوريين فذلك لأن حزب الحركة الوطنية سيظل قوة الوسط السياسي الرئيسية والحائل دون تطرفها يمينا أو يسارا، و أما أن يكون مدعوما من المؤسسات الدستورية و الأجهزة الأمنية والعسكرية فسببه أن جهاز الدولة في تونس هو الجهاز البيروقراطي والمؤسساتي الأكبر والأكثر مصالح وقدرة على التأثير في استقرار البلاد، وأخيرا أن يكون مرضيا عنه أمريكيا وفرنسيا، فمرده أن هذين الطرفين هما الأكثر اهتماما وصلة بالشأن التونسي. أما اكتساب الرئيس الثالث الشرعية الشعبية الداخلية، فسيحدث عبر إعلانه برنامجا سياسيا إصلاحيا، يعطي جرعات أكبر للتعددية، من خلال إدخال أطراف جديدة للحياة السياسية، وكذلك منح مساحات أكبر للنشاط الحقوقي والإعلامي، ولاحقا تنظيم انتخابات أكثر مصداقية وأقل شمولية، بالإضافة لمعالجة ملفات إنسانية والتصدي لبعض مظاهر الفساد الاقتصادي والمالي و الإداري. إن التحدي الذي سيكون مطروحا على النخب السياسية والثقافية التونسية في مستهل فترة الجمهورية الثالثة، هو قدرة هذه النخب على الالتفاف حول مشروع إصلاح وطني، يلتقون من خلاله على حد أدنى من نقاط الأجندة الوطنية، و يحافظون عبره على مكتسبات البلاد التي تحققت طيلة أكثر من نصف قرن في مختلف القطاعات، و يدفعون به الوطن في اتجاه تقدمي يتلافى أخطاء وتجاوزات العهود السابقة، كما يتلافى أيضا نكوصه إلى مشاريع أصولية ستغرق التونسيين في مواضيع هامشية وشكلانية، وتجلب عليهم نقمة خارجية قد تهدر -لا قدر الله- العديد من طاقاتهم ووقتهم وفرص تنميتهم. * كاتب تونسي المصدر : صحيفة الوسط التونسية http://www.tunisalwasat.com نشر على الوسط التونسية بتاريخ 5 ديسمبر 2006-15 ذو القعدة 1427 ه  


نداء « الواجب » 2009

صــــابر التونسي على إثر المناشدات المتكررة من بعض « الوطنيين » المخلصين لسيادة الرئيس حتى يواصل المشوار مع أبناء شعبه ولا يتخلى عن قيادتهم فيتركهم كالأيتام على مأدبة اللئام وجد السيد الرئيس نفسه محرجا وهو الذي تشبع بمبادئ النجدة والشهامة وحفظ شعر طرفة بن العبد الذي بقول فيه: إذا القوم قالوا: من فتًى؟ خلت أنني** عنيت، فلم أكسل ولم أتبلــــدِ ولسـت بحــلال التّـــلاعِ مخافــــة ** ولكن متى يسترفد القومُ أرفدِ لم يجد السيد الرئيس بدا من النزول عند رغبة شعبه فعزم على مواصلة المشوار وقيادة البلاد لإتمام مسيرة النهوض والتقدم، دون أن يخفي مرارته وألمه لعدم وجود شخص كفء يحمل الأمانة عنه ويريحه من عناء الحكم والكدح لتوفير الخبز و »الأمن » للشعب المتواكل!! وقد قرر سيادته أن يكون الخطاب القادم لذكرى الإستقلال متضمنا بعض فقرات متعلقة بالموضوع، تسربت إلينا مسودتها من كاتبها! بقصد نشرها ليطمئن الرأي العام قبل أن ينتشر اليأس ويسري مسرى النار في الهشيم بسبب ما يروجه المغرضون من أراجيف حول صحة السيد الرئيس واحتمال عجزه عن الإستمرار في قيادة السفينة!! وتجدر الإشارة إلى أن كاتب الخطاب قد حدد مسبقا أوقات التصفيق والهتاف باسم السيد الرئيس! وهذا بعض ما وصلنا من مشروع الخطاب:   أيها المواطنون أيتها المواطنات! لقد أحرجتني الدعوات المتكررة والمناشدات المتعددة لمواصلة الجلوس على كرسي الحكم فأنا عنه راغب وفيه زاهد! وليس من أهدافي أن أنتقل بتونس « من رئاسة مدى الحياة إلى رئاسة حتى الممات* » كما زعم أحد الغرباء المناوئين « لتونس »!! ولكنني ككل أبناء تونس « البررة » في خدمة شعبي وبلدي ورهن إشارتهم وطوع أمرهم وسأظل أبني وأشيد (راحة للتصفيق والهتاف) السجون والمعتقلات لكل من تحدثه نفسه بالمساس من هيبة « تونس »!!   أيها المواطنون أيتها المواطنات! لقد بحثنا في البلاد شرقا وغربا طولا وعرضا فلم نجد « رجلا » كفء نعول عليه في خلافتنا وتسليم الأمانة إليه!! وليس العيب في « رجالنا »، وإنما الزعامة اصطفاء يندر أن يتكرر ولعله من حِكم الله في لمِّ الشمل ووحدة الصف أن لا يصطفي زعيمين في زمن واحد حتى لا تكون فتنة ويكون الأمر كله لزعيم أوحد فلا تَفسدُ الأمور وتتضارب الأهواء!! وإن أيسر سبل الإصطفاء أن يكون الزعماء من بعضهم متناسلين أو فيما بينهم متصاهرين! وبما أننا لم نجد في شعبنا امرء رشيدا نأنس فيه القدرة على مواصلة المشوار فسنواصل حمل الأمانة ولن نخذلكم ونخيب ظنكم فينا وسنعمل قدر جهدنا على (راحة للتصفيق والهتاف) الغرف من كل مكان والتجميع في مكان واحد مؤمَّن من النهب، مفاتيحه بأيدينا! وسنعيد تقسيم الثروات بالعدل مع مراعاة أن العدل لا يعني المساواة فمن شعبنا من يُصلح حاله الرغيف الجاف ومنهم من لا يكفيه القنطار ونحن مسؤولون عن رضا هذا وذاك! (راحة للتصفيق والهتاف)   أيها المواطنون أيتها المواطنات! لقد تكللت مسيرتنا في قيادة البلاد خلال السنوات التسع عشر الماضية بالنجاح والتوفيق على كل الأصعدة مما وطد تمسك الشعب بنا، وقد أنجزنا كثيرا وما يزال أمامنا كثير يجب أن ينجز، ولن يقر لي قرار أو يهدأ لي بال حتى أنجزه وسأعمل على تحمل المسؤولية حتى (راحة للتصفيق والهتاف) ينضج ابننا محمد ويشتد عوده ويصبح قادرا على تحمل أعباء الحكم بمفرده دون استعانة بأي كان وأن ينهج في ذلك نهجنا ويسير على سنتنا!! (راحة للتصفيق والهتاف) أيها المواطنون أيتها المواطنات! بناء على جسامة المهام التي تنتظرنا في مقبلات السنين فقد قررنا بمناسبة الإحتفال بالذكرى العشرين للتغيير المبارك أن يكون الإحتفال نوعيّا يليق بمناسبة انتهاء الشوط الأول من حكمنا أن نعلن عطلة رسمية طوال شهري نوفمبر وديسمبر حتى ننعم وشعبنا بشيء من الراحة لاسترجاع لياقتنا ونقاهتنا وحتى نفوت الفرصة على من صار شغله التأريخ لظهورنا أو غيابنا!! (راحة للتصفيق والهتاف)   أيها المواطنون أيتها المواطنات! أشكركم على ثقتكم المتجددة بي و الإلتفاف حولي وحول مشاريعي الرائدة في النهوض بكم وانتشالكم من دعاوى التحرر الكاذبة والديمقراطية الزائفة التي تروجها شرذمة قليلة غريبة عنا! ليس لها من برامج إلا الإنقضاض على الحكم وتحقيق مآربها السياسية الدنيئة!! (راحة للتصفيق والهتاف) و ستقتصر أهدافنا في العشرينية القادمة على محاربة هؤلاء وقطع دابرهم ومحو آثارهم من الوجود ولن أذر بين شعبي منهم ديّارا لأنني إن أذرهم يضلوا « عبيدى » ولا يلدوا إلا معارضا كفّارا ثم ينغصوا على ابننا من بعدنا! (راحة للتصفيق والهتاف) وإن أصابتني جائحة الموت قبل ختم العشرينية القادمة ـ وهو ما لا أتوقعه ـ فأوصي بتحنيطي ووضعي واقفا في « مرقد » زجاجي ـ مثل لينين ـ أعلى النصب التذكاري بساحة القصبة حتى ينعم المواطنون بالأمن في ظلي ويُنصح أن يُعكس المشهد على مرايا تعم البلاد كي يعم « الأمن » وكل عشرينية وتونس آمنة مطمئنة خالية من المعارضين والآراء الحرّة!   ــــــــ *تعبير د: المرزوقي   (المصدر: مجلة « كلمة » الألكترونية، العدد 48 – ديسمبر 2006)


بسم الله الرحمان الرحيم
فضيحة أخرى للقضاء التونسي

القضاء التونسي يحاكم مجنونا
 
أصدرت المحكمة الإبتدائية بتونس قبل أسبوعين حكما بالسجن لمدة 3 أشهر على المدعو منذر عطا الله بتهمة ثلب رئيس الجمهورية و التشويش في الطريق العام و هو شاب يقطن بمنطقة حي الخضراء قرب العاصمة مع العلم أن المدعى عليه فاقد للأهلية بشهادة كل من يعرفه و بشهادة طبية حيث أقام مدة بمستشفى الرازي للأمراض العقلية إلا أن ذرة العقل التي يمتلكها جعلته يميز بين العدل و الظلم و بين الخبر و الشر و يدمن على سب النظام و كل رموز الحزب الحاكم بما في ذلك رئيس الجمهورية فكان يدعو عليه دائما و خصوصا أنه لا يتخلف بحال عن أداء الصلوات في المسجد. و هكذا نرى كيف يتعامل النظام مع مثل هذه الأمراض النفسية بإيداعهم في السجن المدني بالمرناقية حيث تتوفر كل الظروف الإنسانية
وكيف يسقط القضاء التونسي في مثل هذه المستنقعات حيث أنه من فرط حبه لرئيس الجمهورية جاهز للحكم بالإعدام على كل من يكره سيادته حتى و إن كان مجنونا و كيف لم يكتف بمعاقبة العقلاء من أصحاب الرأي بل تجاوز ذلك الحد ليحاكم كل صاحب رأي و لو كان مجنونا .و جدير بنا التساؤل هل يحاكم القضاء من يسب الجلالة أو رسول الله »ص »؟ ما الفرق بين سيادة الرئيس و فرعون الذي قال أنا ربكم الأعلى ؟ إنها لحقا صورة الملك المتأله يرسمها القضاء التونسي لسيادة !!! الرئيس
و أني أناشد كل المنظمات الحقوقية في تونس و في الخارج من أجل مساندة هذا المسكين و كل المظلومين في تونس
« جوهر المصري « 
طالب إسلامي عضو مؤسس بلجنة الد فاع عن المحجبات بتونس


مفارقات الدهر و عقدة نخبتنا السياسية

 

 
حضرت ندوة حول المرأة ومساواتها بالرجل في مقر حزب التكتل الديمقراطي للعمل و الحريات  و كنت استمع بانتباه الى ما يدور في تلك القاعة وأنا أتساءل عن جدوى العمل الجبهوي المراد منه الاستقواء من اجل رفع المظالم وفتح شرخ في جدار الاستبداد و التهميش المسلطين علي هذا الشعب المسكين الذي بقيت قاطرته تنوء بظعفها وعجزها تثقلها الأغلال و تعيقها عن مسيرتها نحو الحرية و الحال أن كل الشعوب بدأت تستيقظ من سباتها و تسترد حقوقها و تتصالح مع حكامها سواء بتغييرهم أو بالتوافق معهم على فتح ممرات و معابر إلى فضاء الحرية كنت استمع إلى السادة الحضور و هم في جلسة تحقيق مع المتهم الرئيس ماذا ستفعلون في إلإختلاط بين الجنسين و ماذا تقولون في الرياضة للمرأة و ماذا عن السباحة للمرأة هل <<بالمايو>> أم بالجلباب ماذا تقولون في الإرث و ما موقفكم من مجلة الأحوال الشخصية هل موافقتكم على شروطنا ستكون ملزمة لقواعدكم أثبتوا لنا اقسموا لنا لكن مع ذلك كله مازلنا في شك مما تعطونا إياه من عهود و مواثيق إنكم دائما تتنكرون لها كنت اراقب وأتأسف عن حال أناس خرجوا من رحم هذه الأمة من نساءها و رجالها لم يكونوا شذاذ آفاق و لا قطاع طرق درسوا في الزيتونة و الصادقية و تربوا في حجر أبورقيبة وعلمانيته وما كانوا نشازا ابدا فى المجتمع و على كثرتهم في العدد و غزارة في الفكر و جدية فى العمل تداعت عليهم القوى و استعانوا عليهم باجهزة الدولة التي ساهم الإسلاميون فى بناءها وساهم آباءهم بدماءهم في تحريرها و هم في الحقيقة عصبها و زيتها هل كان الإسلاميون صادقين اقول نعم و أجزم و أقسم على ذلك لأني منهم وكنت فى آلية تحركهم أيام كانت قائمة ربما لم يكونوا صائبين في بعض إختياراتهم و غير موفقين في العديد من تحركاتهم و لم يقدروا في بعض الأحيان النسيج العلائقي في مجتمعهم حق قدره وماطرأ عليه من متغيرات فكانت السياسات الغير محسوبة و الخاطئة وكانت النتيجة الوبال وعلى كل فالله لطيف بعباده يقيل العثرة ويقبل التوبة وينصر المراجع لنفسه التائب الى ربه لكن أن تعاد الأخطاء من جديد و يلتبس الأمر علي القوم و يصادر الإعتبار من التجربة فهذا غير مقبول ْ لقائل ان يقول أن 18/10 وعاء جامع للنخبة و المعارضة السياسية فأهلا بها إن كانت لصالح العباد و البلاد و لكن القائمين عليها و اخص بالذكر فصيل اليسار الماركسي لايزال يتحرك بالإديولوجيا و لا أعتقد يوما و لا اشك انه قد خرج من تحنطه و من حقده و من تراكمات الماضي عنده و مزال يقود تجمعات صغيرة يدعي أنها احزاب و قوى تغيير و لكنها تجمعات تكلست و تيبست و أصبحت لا ترى إلا كما يرى فاقد البصر أو ضعيفه إنهم يتكلمون ا بلغة أهل مرو عندما تنكر أحدهم لأفضال صاحبه و قال له قولته المشهورة<< لو خرجت من جلدك ما عرفتك >> فمن يفسر لي أيها السادة كيف تقع هذه المحاسبة و هذا الجلد بعد كل هذا القهر و هذه السجون و التعذيب و الإهانات و الموت الذي أصاب أفراد الحركة الإسلامية بمسالمها و متعاطفها و الصائب فيها و الفاعل فيها و المجانب للصواب و المخطئ فيها و المذنب حيث لم تفرق الآلام بين أي لون فيهم أيها السادة إن 18/10 لا يمكن لها أن تكون كرسي إعتراف ذليل للإسلامين و للذين يريدون بناء مجتمع ديمقراطي حر و متوازن أقول إن الدولة يمكن أن تتغول على أهلها و يمكن أن تستأسد و لكن تبقى مؤسسة الدولة ملك للشعب و صمام إستقراره  تظلم وتظلم و لهذا فإن الطريق السوي هو ان نبحث عن سبل المشاركة البناءة في الحياة السياسية سلما لا حربا لأن الدولة ليست عدوة و لكن يمر بها العادل و الظالم و المرتشي و الصادق و الناصح و الخائن في كل أجهزتها و مستوياتها علينا أن نبني التحالف و النصح مع أهل الفضل الوطنيين الأحرار في الساحة السياسية و في داخل الحكم نكبر كل خطوة لصالح شعبنا و نعترف بها و نقول لا و نتصدى لكل ظلم مهما كان مصدره و نبغي الإصلاح ما أسطعنا لذلك سبيلا و لا نستعجل فإنما نحن من شعبنا يصيبنا ما أصابه و لا نقف على الربوة فإن بالمشاركة يتجرأ الخائف و يتقدم المتردد و يقبل شعبنا على حقوقه ويقوي جبهة الممانعة التي وهن عودها اما اسلامنا فهو ملك  لكل الشعب و لكل الأمة لايزايد فيه احدنا على الآخر الا بالقدر الذي نتبصر به في افكارنا و اراءنا و لكل بلاءه عند الله هو الوحيد اليه المجرع و عنده الحساب و لم لا نجعله معينا مشتركا لكل مخاطب لهذا الشعب ساع في مصالحه يفهم منه ما شاء و لا يقصي بفهمه الطرف الآخر البراء 05/12/2006  


اللباس الشرعي للمرأة المسلمة في وجه الهمجية تاريخ ترجيل المرأة و صراع الفلسفة
عبدالباقي خليفة ( * )
فكرت كثيرا في تغيير هذا العنوان ، والبحث عن عنوان آخر ، لكني لم أجد بدا من إقراره والاصرار عليه ،لا سيما ونحن نواجه همجية لم يعرف التاريخ لها مثيلا ،سواء على الصعيد الوطني أو الدولي . وإن كانت ،الفاشية ، والنازية ، والصهيونية ،وألادرية ، والمافيا وغيرها من المنظمات الشريرة ، صناعة غير عربية وغير اسلامية ، فإن خصوم الاسلاميين لا يتورعون من استخدام هذه الالفاظ الارهابية بحق الاسلام والاسلاميين . اعتبرونا مجرمين لأننا انطلقنا من تعاليم ديننا في فهم حقوق الانسان ، أو لاننا أخضعنا حقوق الانسان إلى أحكام الفقه . وتحكيم الدين في كل مظاهر الحياة الفردية ،لأننا نعتبره منهج حياة . وهم بذلك يريدون أن يفرضوا علينا مرجعيتهم ،وبالتالي نحن لسنا بصدد نقاش أو جدال فكري فلسفي أو سياسي ، وإنما أمام النازية و الفاشية و الصهيونية والمافيا مجتمعين . وليس ذلك من باب الوصف أو نوع من آليات علاقة الفكر بالوجود والوعي بالمادة ،ولا أمام محاولة لتقديم حل لمشكلة قائمة ، بل حرب ايديولوجية لا تقبل بالتعايش مع الآخر ،ولا ترى وجود لها في بقائه على قيد الحياة .و هذا ما يتطلب من الاسلاميين تغيير طريقتهم في التعاطي مع هذا النوع من الاستئصاليين . ولم يكن يخطر ببالي ،وأعتقد أن الغالبية العظمى من الشعب التونسي تشاطرني الرأي ، أن تعتبر الدعوة بالهداية ، تكفيرا ،ووصاية أبوية وفاشية اسلامية ،وعدم نضج نفسي يحتاج لسنوات و سنوات!!! الامر البديهي الآخر ،هو أن جميع الناس ( … ) يؤمنون بوجود حدود للعورة بما في ذلك المتهافتون في نقد اللباس الشرعي للمرأة المسلمة ، فالجميع يؤمن بوجود حدود للعورة لا يمكن كشفها أما الناس .لقد كان ذلك منذ القدم وإلى يوم الناس هذا . البعض يحددها بالعورة المغلظة ، بتعبير الفقهاء ،أو أكثر من ذلك بكثير كالميني جيب ،والميكرو جيب ، والبعض يحددها من السرة إلى الركبتين بالنسبة للرجل ، وكامل الجسد بالنسبة للمرأة ما عدا الوجه و الكفين ، كما هو معروف في الفقه الاسلامي . وإذا كان الجميع يرتدي اللباس لتغطية العورة وغير ذلك ،فإن القول بأن الحجاب يعد طريقة في تنظيم المتعة الجنسية للافراد ، دون اللباس الآخر (عبر ما يسمى بالخصاء الرمزي )،وأنه ( دليل على ضعف الممارسات النفسية المنظمة للمتعة ) ، نوعا من الهراء و السفسطة . تماما كالاحتجاج على وجود لباس مختلف بين الرجل و المرأة . ويا لتعاسة خصومنا ، حيث لم يلاحظوا تمايز لباس المرأة عن الرجل ، إلا عبر الحجاب ، وهو عمى مركب ،إن دل على شئ فهو يدل على افلاس و هستيريا تمنعهم من التفكير السليم . ولا أدري كيف يضرب البعض أمثالا متهافتة للنيل من اللباس الشرعي ، بتشبيهه ،بمن يكمم فمه لمنع نفسه من الكلام ، أو لف عضوه التناسلي ، وأن ذلك يدل وفق تصوراتهم المريضة على فشل الانسان في وضع الحدود النفسية التي تجعله يصون لسانه و يصون جسده و أجساد الآخرين ،و أن ذلك بمثابة ( اخصاء للجسد لعدم ترسيخ الخصاء الرمزي لديه )، يقولون ذلك و هم يفعلون الشئ نفسه ، فارتدائهم اللباس بما في ذلك الملابس الداخلية التي تعد  » عملية لف منظمة  » يمكن أن يعتبر أيضا نوع من الاخصاء ، وهو هراء في هراء . إن الذي تختلف فيه الملتزمة باللباس الشرعي عن غيرها، هو في كيفية تحديد مستوى العورة ليس إلا . هذه جعلته للركبة والثانية إلى الكعبين ، الاولى جعلته إلى المرفقين ،و الثانية إلى الكوعين مع تغطية الرأس . هذا كل ما في الأمر يا سادة . لقد عرف التاريخ البشري منذ سقراط مرورا بافلاطون وحتى أوغست كونت افكارا كثيرة تتعلق بالمجتمع و المرأة و العلاقة بين الجنسين . ولا تزال تلك المناقشات سارية إلى اليوم بمستويات مختلفة . كل الافكار المتداولة في ايامنا هذه كانت قبل 400 سنة قبل الميلاد ،و لكن لم تعرف الطابع الوصائي الاستئصالي إلا في تاريخ فرنسا ، ثم وكلائها في تونس منذ بورقيبة و حتى بن علي . ولكن هناك أطراف في تونس أكثر تطرفا من السلطات الحاكمة ، وهم فصيل من فصائل اليسار التونسي الذي يجب معاملته بنفس الطريقة غدا … لقد إختلف أرسطو مع أفلاطون واختلفت التيارات الفلسفية والسياسية عبر التاريخ لكنها لم تعرف الشيفيونية المقيتة والطابع الهمجي الوحشي الذي لا يرى بقاءه إلا بافناء الآخر ، سوى في فرنسا و تونس . فالطريقة الفلسفية عند أرسطو كانت تعني الصعود من دراسة الظواهر الطبيعية وصولا إلى تحديد الكلي و تعريفه ، أما عند أفلاطون فكانت تبدأ من الأفكار والمثل لتنزل بعد ذلك إلى تمثلات الأفكار وتطبيقاتها على أرض الواقع . وكان سقراط يؤمن بأن الأسلوب السليم لاكتشاف الخصائص العامة هو الطريقة الاستقرائية المسماة بالجدلية ، أي مناقشة الحقائق الخاصة للوصول إلى فكرة عامة. وقد أخذت هذه العملية شكل الحوار الجدلي الذي عرف فيما بعد باسم الطريقة السقراطية . ومن أشهر مقولات سقراط « ما أعرفه هو إني لا أعرف شيئا ، بينما يعتقد الآخرون أنهم يعرفون ما لا يعلمون « و هذا ما نجد عليه خصوم الاسلاميين من جهل ، وقراءات مغرقة في الدجل المعرفي . لقد جمع سقراط ما بين الشكل العلمي للمذهب الأول وبين الهم الإنساني للثاني ، جاعلاً من علم الأخلاق في قلب مسعاه الفلسفي.  » لأنه بات يجب على الروح التي تخلَّت عن محاولة فهم الكون، الهبوطُ إلى أعماق نفسها، كي تستنبط الحقائق الأساسية الكامنة في تلك الأعماق على شكل حالات بالقوَّة  » .و لذلك قال مقولاته الشهيرة  » اعرف نفسك  » و  » نفس لا يبحث عنها لا تستحق الحياة  » أو  » حياة لا يبحث عنها لا تستحق أن تعاش  » . أما بعض الفلاسفة الذين اختاروا البعد عن المنهج الاخلاقي ،وانتقدوا من سبقهم ، كما انتقدوا معاصريهم ،منهم على سبيل المثال لا الحصر،هولدرلين ،ونيتشه، وجيرار دونيرفال، وانطو نين ارتو، وفان جوخ، وغي أو دو موباسان، وفيرجينيا وولف، وشومان، والتوسير، وأوجست كونت ، فقد عاشوا حياة مضطربة ،واصيبوا بالجنون . لقد اختلف أوغوست كونت مع سان سيمون في القرن التاسع عشر ، ولكنه لم يصل في الخصومة إلى حد الفجور ، كما نشاهد اليوم . وما نشاهده من جنون يلتحف برداء ( الاكاديمية ) هو من لوثات أوغست كونت الذي وصفت فلسفته بالساقطة . لقد أدرك كونت أن المجتمع في حاجة إلى الدين الذي يحاربه وهذا ما أصاب الرجل بحيرة واضطراب وفقدان الاتزان النفسي والفكري. فهو يمقت الدين ويرى أنه خرافة ووهم. وفي نفس الوقت يدرك جيدا ًأن الدين يمثل ضرورة جوهرية للمجتمع لا يمكن الاستغناء عنها، من هنا اشتعلت نار الحقد في قلبه ، وأصابه الاضطراب والحيرة ، كيف سيتصرف مع هذا العدو الذي لا غنى عنه ؟ هذه الحيرة وهذا الاضطراب الذي حاول التعيس الوصول إلى علاج لهما، فقد كان يتميز بصفات نفسية وعقلية لازمته طوال حياته، وتركت آثارها على مسيرته الفكرية كلها. فلقد كان ذكياً إلى حد كبير، كما يقول قراءه ، وكان إلى جانب ذكائه صاحب مزاج حاد ، ونفسية مهزوزة،وطبيعة متقلبة، ومشاعر مضطربة. وكل هذه الصفات جعلته مؤهلاً للإصابة بالأمراض النفسية، والهزات العصبية، والاختلال العقلي، المرة بعد المرة .ولذلك قيل عنه  » مثل هذا لايمكن أن ننتظر منه فكراً سليماً, ولا فلسفة سوية « . ويرى البعض أن فكرة أو مقولة عدم وجود فوارق مهما كانت بين الرجل والمرأة يعود إلى افلاطون عندما حاول هدم الأسرة ،و تكوين مراضع عامة بدل تربية المرأة لابنائها . ولقد كان ، روسو، من أوائل المفكرين الذين التفتوا إلى هذه الحقيقة وذلك أثناء هجومه العنيف على أفلاطون بسبب إلغائه للأسرة يقول »إنني أعرف أن أفلاطون قد وضع في الجمهورية تمرينات رياضية واحدة للرجال والنساء.. وذلك لأنه بعد أن قام بإلغاء الأسرة في حكومته، لم يعد يدري ماذا يصنع بالنساء! ومن ثم فقد كان مضطراً أن يجعلهن رجالاً.. » ولعل هذا ما دعا  » ديموندلي  » إلى أن يتشكك في سير الحجة كلها كما يقول  » المرء يعود فيتشكك في دور المماثلة الكاملة التي يطلبها أفلاطون من الجنسين ، فاستبعاد الاختلافات الفسيولوجية على أنها غير ذات أهمية، وتجاهل الاختلافات السيكولوجية التي تتضمنها، يجعلنا على حافة الخطر الذي ننزلق منه إلى تجاهل المميزات الخاصة بالمرأة  » .ولعل ذلك ما جعل سيمون دي بوفوار ترى أن جسد المرأة هو أحد العناصر الرئيسية في تشكيلها وتحديد وضعها في العالم . إننا أمام فلسفة حياة تقوم على جملة من المقولات القديمة الجديدة ، لكنها تفتقد للتواضع الذي كان عليه واضعوها الاوائل .و المشكلة ليس في وجودها بل في طابعها الفاشي و الاستئصالي الذي يهدد الحياة ذاتها لانها مبنية على التعدد ، ولا يمكن أن تكون غير ذلك .   (*) كاتب و صحافي تونسي  (المصدر: موقع « الحوار.نت » بتاريخ 7 ديسمبر 2006)


مراكز بحثية ودراسات أم حكم فردي وحيل مستشارين ونزوات ؟
 
مرسل الكسيبي (*)  الحديث عن الاصلاح السياسي في العالم العربي والاسلامي بات محط أنظار ومسامع النخبة ورجال الاعلام وشرائح معتبرة من القطاعات الشبابية والطلابية والجماهيرية منذ فترة لاتقل عن الخمس سنوات . وبلا شك فان أحداث 11 سبتمبر الارهابية المشؤومة والبشعة شكلت منعرجا دوليا خطيرا وحقيقيا في طرح أجندات سياسية داخلية تتأقلم مع متطلبات الوضع الدولي الضاغط من أجل محاصرة ظواهر العنف واستئصال دوافعها السياسية والحيلولة دون تكررها على الساحة العالمية,وهو ماترتب عنه لاحقا مزيد من اعتماد الادارة الأمريكية على استشارات بحثية متخصصة في شؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا من أجل تعديل بوصلة السياسة الخارجية على قراءة اكثر واقعية وعمقا في الدراية والفهم.   المحافظون الجدد ومراكز البحث الاستراتيجي : كانت ادارة المحافظين الجدد في واشنطن سباقة الى دفع مشاريع الاصلاح السياسي العربي والاسلامي الى الواجهة الاعلامية والبحثية بعيد نجاح الولايات المتحدة في اسقاط حكم طالبان وأسر صدام وتفتيت قبضة البعث العسكرية والسياسية ,غير أن نتائج الانتخابات التشريعية في كل من الأراضي الفلسطينية المحتلة وجمهورية مصر العربية والتي أفرزت صعودا سياسيا بارزا للتيار الاسلامي جعلت مراكز البحث والدراسات الاستراتيجية القريبة من البيت الأبيض تنصح بكثير من التريث في التعاطي مع الملف الاصلاحي. ولايمكن عزو مثل هذا النصح السياسي المغلف بالواجهة البحثية والأكاديمية والاستراتيجية في رسم السياسات الخارجية الأمريكية الى مجرد بضع دراسات مستقبلية ,بقدر مايمكن أيضا استصحاب جملة من العوامل الأخرى التي أثرت في رسم السياسة الخارجية للدولة الأعظم منذ مايقارب السنتين ,حيث أن الخلفية العقدية للنواة الصلبة لادارة المحافظين الجدد تجعل من القرار الأمريكي مرتبطا بأبعاد اسرائيلية وعسكرية استراتيجية بعيدة بعض الشيء عن التفكير الأكاديمي االمتخصص البحت . غير أنه ومن باب المنطق والعقل والمتابعة المستمرة للسياسات الخارجية للبلدان الغربية , يمكن القول بأن اجماعا حاصلا لدى الغرب كان قد التأم حول ضرورة التمييز بين تيارات العنف الأعمى والتشنج السياسي باسم الدين تحت يافطة مسمى القاعدة ومشتقاتها ,وبين تيارات اسلامية تتبنى مقولات التغيير السلمي المتدرج في ظل الاعتراف بشرعية الأنظمة العربية القائمة وتقاسم المصالح الاقتصادية الكبرى مع دول الجوار الغربي من منطلق الاقتناع المبدئي بمفاصل الوضع الدولي والاقليمي المعقد والاعتراف ب »شرعية دولية « لايمكن مواجهة معالم شوكتها العسكرية والتقنية والسياسية المتقدمة ,ولاسيما بعد ماأفلحت نواتات الغرب الكبرى في اجهاض أكثر من تجربة حركية سياسية اسلامية على خلفية الاخلال بتقسيمات وأوضاع رسخت منذ حقبة الاستعمار.   مراكز البحث تبقى عمودا فقريا في التفكير السياسي الأوربي والأمريكي : برغم كل مايمكن أن يقال عن المطامح الاستراتيجية الكبرى للادارة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا والبلدان المحيطة ببحر قزوين والبلدان التي تشكل خاصرة الكونفديرالية الروسية ومساحات استراتيجية هامة من أمريكا اللاتينية ولاسيما في ظل تصاعد المد اليساري في بلدان فينيزولا وبولوفيا والبرازيل والأرجنتين وقواتيمالا والشيلي والسلفادور والبيرو … ,فان هذه الادارة لازالت الى حد يوم الناس هذا ملتزمة بقواعد التسيير الجماعي للحكم ولو في ظل تحكيم الاعتبار الضاغط للوبي اليهودي الذي يريد أن يقدم في السياسة الخارجية الأمريكية سواء حكم الجمهوريون أو الديمقراطيون مصالح الدولة العبرية على كل ماسواها من مصالح أخرى. ان ماتلعبه اليوم وعلى سبيل المثال مؤسستا « دي كارنيغي » و »أميركان أنتربريز » لايمكن الا أن يكون نموذجا على اعتماد كل حزب كبير وعريق ونافذ في تاريخ الولايات المتحدة على مؤسسة بحثية تمهد له فهما اكثر بسطا وتشريحا واقترابا من جسد العالم العربي والاسلامي المريض بانفلونزا نزوة الحكم وشهوة البقاء في السلطة. اننا وبنظرة موضوعية ثاقبة يمكن أن نعتبر مثل هذه المراكز مجلسا موسعا من المستشارين الذين يستهدى بهم في غزو العراق أو في الانسحاب منه أو في استبدال حاكم عربي بحاكم اخر أو في تثبيت حكم رجل مستبد أو اخر ديمقراطي في منطقة ما من العالم وذلك على ضوء ماتقتضيه المصالح الاقتصادية والعسكرية والسياسية الكبرى للولايات المتحدة الأمريكية. اننا لانريد في هذا الموضع تقييم اتجاه السياسة الخارجية الأمريكية من منطلق أخلاقي وقيمي,بقدر ماأننا نسلط الأضواء على حقائق موضوعية ينبغي فهمها واستيعابها في العقل العربي والاسلامي الذي مازال ينظر الى السياسة الأمريكية الخارجية على انها قد تتغير بذهاب رئيس أمريكي ومقدم اخر,وهو مايعني في الحقيقة ضربا من الوهم والخيال. ان التغيير يكون من باب المؤكد بتغيير الادارة الأمريكية المركزية في مستوى السياسة الداخلية,لينعكس ذلك على نسب البطالة ومدى ارتفاع وانخفاض قيمة الضرائب وماالى ذلك من نسب التنمية واستقرار الأسهم ومعدلات الرفاهية ومدى الارتياح السياسي بالنسبة للناخب في مستوى مايلمسه من انجازات يومية يلامس اثرها بين كل فترة وفترة رئاسية أو نيابية.   تحديات النهضة عربيا واسلاميا داخلية بالأساس : اننا معشر العرب والمسلمين لم نعقل بعد قيمة مقدراتنا الذاتية وأهمية معالجة أمراضنا السياسية كمقدمة ضرورية لولوج مستويات النهضة الاسيوية التي نرى أثرها في ماليزيا واندونوسيا والهونكونغ والصين والتي لم يكن تاريخ النهوض لديها وعمره مقيسا بالقرون ومئات السنين بقدر ماأنه شكل ظاهرة أواسط ونهايات عقود القرن العشرين. وليس بعيدا عن خاصرتنا المتوسطية فان بعض البلدان الأوربية لم تعرف طريقها الى النهضة الصناعية والتقنية والسياسية بمعاييرها الغربية والعالمية الا منذ عقود قليلة وهو مايقول به واقع الحال بالنسبة لبلدان اسبانيا والبرتغال واليونان والتي تشكل اليوم عمودا أساسيا في هيكلة نجوم علم الاتحاد الأوربي. وليس بعيدا عنا مايحصل اليوم من تحولات عظيمة وعلى جميع الأصعدة بالنسبة لبلدان عديدة لم تنضم الى الاتحاد الأوربي الا على مدار العشرية الأخيرة ,حيث ان بلدان التشيك والمجر وبولونيا وكرواتيا ويوغوسلافيا وغيرها من بلدان أوربا الشرقية سابقا أصبحت اليوم في مستويات تنميتها السياسية والاقتصادية والصناعية لاتقل تقدما عن نظيراتها التي سبقتها في تأسيس كيان الاتحاد الأوربي,وهو مايعني أن التخلص من الحكم الفردي والأنظمة الشمولية والاقتصاديات الرعوية المؤممة ثم الانتقال الى دولة القانون والمؤسسات واحترام كرامة المواطن واخضاع الحاكم لسنة التداول وانتخاب مؤسسات وطنية ممثلة للقوى الشعبية من شأنه أن يشكل نقلة نوعية في تاريخ الدول والشعوب وهو مفتاح سر قبول دول الاتحاد الأوروبي المركزية بانضمام هذه الدول الشيوعية سابقا الى نادي ثاني قوة اقتصادية وديمقراطية عالميا.   أين نحن من مراكز البحث والدراسات المستقبلية ؟ لاشك أن الحاكم العربي وصنوه في البلاد الاسلامية الأعجمية  يمتلك من المواهب والقدرات التي تساعده على تثبيت أوضاع حكمه وبالطريقة المثلى التي تجنبه الهزات والأزمات ومخاطر اللااستقرار في ظل الاستفادة من الخبرات والامكانيات الذهنية والعلمية التي تتمتع بها كل بلاد العرب والمسلمين,غير أن السؤال المطروح يبقى في مدى استيعاب النخب العربية الحاكمة لقيمة هذه الثروة البشرية والعلمية المتاحة لها منذ عقود بعيد خروج جل بلدانها من مرحلة الاستعمار العسكري المباشر. ان المتأمل في اهتمامات الكثير من حكوماتنا العربية يدرك أن ليلة ماجنة في مهرجان صيفي ما خير عند بعضهم من ألف شهر في حضرة كبار المستشارين الصادقين والعلماء المخلصين !,وهو مايحول بلاشك دون الوقوف على أسباب النهوض الحقيقي بعيدا عن منطق الوشاية أو الوصاية أو النميمة أو التـأليب أو التحريض الفاسد الذي تمارسه بعض البطانات الانتهازية باسم محاربة التطرف أحيانا وباسم التصدي للجماعات السياسية المعارضة أحيانا أخرى. ففي ظل تجارب عربية كثيرة تأخرت أجندة الاصلاح وغابت تماما مراكز البحوث والدراسات وانعدم المستشارون الخلص الذين يقدمون مصالح الجمهور على مصالحهم الذاتية ,ليتحول بعض الحكام الى أشخاص معزولين عن النصح والنصيحة الصادقة وسط جيش من الانتهازيين والايديولوجيين الضيقين المحترفين لممارسة أساليب الحيلة من أجل احتلال مواقع متقدمة وقريبة من شراهة الكعكة ,بعيدا عن تحسس عذابات الناس والبسطاء والمحرومين أو التفكير في ارجاع الحقوق الى أصحابها والكف عن المظالم التي يمارسها هؤلاء باسم الحاكم الأول بعد تزيينها في صورة البهرج والزينة الذان يسوقان تارة باسم الحداثة وتارة باسم الحفاظ على مكاسب المرأة وتارة باسم مقاومة الارهاب وتارة باسم التصدي للمتربصين بالحكم وغير ذلك من مبررات وهمية نشأ عنها جيش من الحشم والشرطة والفرق المختصة في ترسيخ الوضع البائس بعيدا عن فرص الحداثة الحقيقية والنمو المستديم على أرضية احترام كرامة المواطن وقداسة دمه وعرضه وماله ودينه وحقه في تقرير مصيره ومصير أبنائه في كنف دولة الحق والقانون والحكم الرشيد.   (*) كاتب واعلامي تونسي ومدير صحيفة الوسط التونسية:  reporteur2005@yahoo.de   (المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » الألكترونية بتاريخ 6 ديسمبر 2006)


كابوس سياسي مخيف
د. أحمد القديدي (*) alqadidi@hotmail.com   رأيت فيما يرى النائم في منامه أن الجمهورية الأوروبية التي أعيش فيها تحولت ذات يوم غريب الى جمهورية قمعستان، ورفعت رايتها الجديدة المثلثة برسم نجمة خماسية عليها، حين ظهر رئيسها أمام كاميرات التلفزيونات ليعلن أن اسمه منذ اليوم أصبح شيراق أي الشرقي الأصيل، وأن حرمه برناديت غيرت اسمها الى عنايات. ثم أعلن أن لقبه الرسمي من اليوم فصاعدا هوالركن المهيب وقائد الثورة المظفر، كما أعلن حالة الطوارىء في العاصمة وأكبر المدن الأوروبية. وتعجب الناس من هذا الانقلاب المدهش، لكن لا أحد منهم تجرأ على طرح سؤال أوابداء اعتراض أسوة بالوضع الجديد في بلاد النور. ولم أصح من نومي حتى قرأنا في صحيفة اليوم أنه تم القاء القبض على السيدة زعيمة الحزب اليساري المعارض متلبسة بجريمة النيل من الأخلاق الحميدة وتم عرض شريط التقط لها وهي في أوضاع غير لائقة، واكتشف المواطنون أن هذه المرشحة للرئاسة عن الحزب المعارض ما هي سوى بائعة كلام فاضي وهوى، بل وطالبت بعض الجمعيات بتوقيع أقصى العقوبات على المرأة وتم عرض بيع بيتها في المزاد العلني وتأمين عيالها في مركز الرعاية الحكومية الى أن يطلق سراحها، في صورة ما اذا أطلق. ومن الغد طلعت علينا القناة الأولى بخبر حل الحزب المناهض حلا نهائيا لأنه حسب وكالة الأنباء الرسمية تحول الى عصابة مفسدين، وتهاطلت على قصر القائد برقيات التأييد والمباركة من كل حدب وصوب لتعزيز موقف الرئيس شيراق والشد على أياديه البيضاء لأنه أنقذ البلاد والعباد من أفعى سامة طامعة في السلطة. ونعتتها الاذاعة بأنها تصطاد في الماء العكر وأن أنصارها في قلوبهم مرض وألقي بعدد منهم في محتشد شرقانامو الرهيب. وزاد من دهشة الناس القاء القبض على المتشدد اليميني المتطرف متلبسا بتهمة عقد اجتماع مع أنصاره وتم حجز أدوات الجريمة من ميكروفون وجهاز تسجيل وأجهزة كمبيوتر وأقلام وقرطاس وعلب كوكاكولا وقارورة ماء معدني، واقتيد الجمع الى محتشد يقع في جزر ما وراء البحار النائية. وفي يوم الغد تمت مداهمة المنظمات الانفصالية في جزيرة (سيكيكا) ومنظمات (الماسك) والجمعيات المطالبة بتدريس اللغات الاقليمية وأودعوا السجون في انتظار المحاكمة الاستعجالية بقوانين الطوارىء. وتذكر الرئيس شيراق أن في السجن رجلا حاول اغتياله يوم العيد الوطني 14 يوليومن عام 2002 باطلاق الرصاص عليه عن قرب وهومن جماعة اليمين المتطرف وتم انقاذ حياة الرئيس آنذاك من قبل الجمهور الحاضر في شارع الشانزيليزيه، وكانت محكمة عادلة وعلى نياتها في العهد البائد حكمت على المتهم بعشر سنوات سجنا بتهمة محاولة الاغتيال فقط لا غير، وقرر الرئيس شيراق اعادة المحاكمة المتسامحة ونصب من رفاقه الأوفياء بسرعة محكمة الشعب وقام فقهاء القضاء بتغيير القانون الجنائي وتغيير الدستور ومثل المتهم بتهمة حرمان الشعب من رئيسه وادخال البلاد في بلبلة وبث الفوضى في صفوف الأمة واعترف بأن له شركاء في التخطيط للجريمة وهم سبعة من أشقائه وأختان وأبوه وأمه وأعمامه الخمسة وأخواله الأربعة وجمع من سكان قريته الريفية النائية بمن فيهم الحلاق وساعي البريد وراعي الغنم والخبازة والعمدة الذي لم يبلغ في حينه عن هذا العمل الاجرامي وأيضا مدرس الاعدادي الذي اتهم بعدم القيام بواجبه المتمثل في تربية هؤلاء وتعليمهم أصول الوفاء للقائد الأوحد. وحكمت محكمة الشعب الموقرة باعدام الجميع شنقا بدون استثناء ومصادرة أرزاقهم وحرق مزارعهم واتلاف ما تبقى وتأمين المبالغ المصادرة في خزانة الدولة. ونقلت القناة التلفزيونية الرسمية كل جلسات المحكمة على الهواء مباشرة، تطبيقا لمبدأ الشفافية الذي يحرص القائد عليه في كل الأمور، وعملا بتعليماته في اطلاع الشعب بدقة واشراك الجماهير في اتخاذ القرارات، وشاهد الشعب عن كثب كيف تم طرد طاقم محامي الدفاع من القاعة، بل وكيف تم القاء القبض على ثلاثة منهم بتهمة التطاول على جناب المحكمة والطعن في شرعية هيئة المحكمة الموقرة. ثم ان الكابوس تواصل فرأيت كيف أصدر القائد شيراق أوامره لتلبية رغبات الأمة في توفير تماثيله لنصبها في الساحات والمحلات التجارية والحدائق العامة والمتنزهات الشعبية والمقاهي والمدارس والجامعات وعلى مفترقات الشوارع والطرقات وفي دور الحضانة والروضات والحمامات البلدية والمسابح والملاعب الرياضية، وتختلف التماثيل بعضها عن بعض لأن القائد يظهر فيها بفضل عبقرية الفنانين النحاتين، إما ممتطيا جواده الأصيل واما خطيبا في المحافل واما عاملا في المصانع واما مدشنا لمؤسسة صناعية واما لا عبا لرياضته المفضلة. وهنا صحوت مذعورا مهموما لم أتبين بعد الخيط الأبيض من الخيط الأسود ما بين حدود الحلم المهلوس وبين الواقع المختلف، فكنت أشفق على حال هذه البلاد من هكذا مصير، وبدأت أفكر في النجاة بنفسي من هذا الجحيم، ولكن اليقظة أدركتني فأنقذتني، وشعرت بفرح غامر وصادق وعميق لأن الرؤيا كانت كابوسا لا صلة له بالواقع. وحين التقيت جاري المسيو موريس لنتناول القهوة معا كما تعودنا منذ سنوات، قصصت عليه الكابوس بتفاصيله المملة، فراح يضحك بصورة طفولية وتلقائية ويتندر بكابوسي مع زبائن المقهى الذين أصابتهم عدوى الضحك، فانطلقت أضحك أنا بدوري وأنا أتحسس فنجان القهوة الساخنة بيدي لأتدفأ مع قدوم أولى بوادر الصقيع الباريسي، وأزداد يقينا بأن الأمر كان مجرد حلم مزعج.   (*) كاتب وسياسي من تونس   (المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 6 ديسمبر 2006)  


«أيام ثقافية تونسية» شهدتها السعودية … بن عاشور: للمؤسسة علاقة بالإبداع والمشارقة تأخروا في اكتشاف المغاربة

 
الرياض – أحمد زين       على رغم الرضا الرسمي فإن الأيام الثقافية التونسية التي شهدتها السعودية أخيراً، لم تأت في المستوى الذي كان يتطلع إليه المثقفون. وعدا عن حفلة الافتتاح التي شهدت حضوراً كبيراً ومتنوعاً، وبدت تظاهرة ثقافية في حد ذاتها، فإن الإقبال على بقية النشاطات كان قليلاً، وهي لم تشهد تنوعاً، إذ اقتصرت على أمسيتين شعريتين، ومحاضرتين، واحدة حول السرد والأخرى تناولت الشعر، إضافة إلى بعض الأفلام الوثائقية. وفي معرض الكتاب حضرت بعض الكتب المهمة، كرواية «الشيخان» لحسن بن عثمان، ومجموعة قصصية لحسونة المصباحي، وأخرى للقاصة نافلة ذهب، لكن لا ابن عثمان ولا المصباحي أو الحبيب السالمي، أو حياة الرايس أو رجاء بن سلامة، أو أي من الشعراء المعروفين عربياً، كان ضمن الوفد التونسي. ولم يتضمن البرنامج أي مسرحية، خصوصاً أن لدى تونس تجربة مهمة في المسرح الطليعي، ولم يعرض فيلما «الهائمون» للناصر خمير، و «وجد» للمحمود بن محمود، اللذان كانا ضمن برنامج النشاطات، من دون ابداء سبب… لكن الأيام كانت مناسبة للتعرف على ثراء الفولكلور التونسي، وعلى تطور الأدب عبر بعض محطاته المهمة، إضافة إلى بعض التجارب التشكيلية. على هامش هذه الأيام التقت «الحياة» وزير الثقافة التونسي الدكتور محمد العزيز بن عاشور، وهو باحث في التاريخ وفي الحضارة الإسلامية، وله كتب عدة في هذا المجال. فكان هذا الحوار:
> تقام الأيام الثقافية التونسية للمرة الأولى في السعودية، بعد نحو سنتين من إقامة الأسبوع الثقافي السعودي في تونس، ما الذي حرصتم على تقديمه؟ – حرصت على تقديم ما يمكن من مشاهد التنوع الثقافي في تونس وفي ما يخص الإقبال السعودي، فقد سمعتُ بشهادة وزير الثقافة ووكيل الوزارة الدكتور عبدالعزيز السبيل أن الحضور كان جيداً، وربما أكثر مما هو متوقع.   > في حفلة الافتتاح أشار وزير الثقافة السعودي إياد مدني في كلمته إلى أن وحدة الثقافة واللغة بين مشرق الوطن العربي ومغربه في حاجة إلى جهد أكبر… كيف ترى هذه القضية، وماذا عن تذمر المثقفين المغاربة من الإهمال المشرقي؟ – كلام وجيه من الوزير مدني، ويبدو أن تضافر الجهود يتجسّم في القيام، كلٌّ من موقعه، في إثراء الخصوصيات والسعي إلى إبراز مدى الثراء الحضاري العربي – الإسلامي في أعين الآخرين. والوحدة الثقافية بين مشرق الوطن ومغربه تكون نتيجة، أي أنَّ هناك مسيرة أو درباً، وفي نهاية المطاف يكون التوحيد. وفي ما يتعلق بتذمر المغاربة يبدو لي أن الأمر يعود إلى فترات بعيدة جداً، كان فيها المغاربة يقومون دائماً بجهود أكبر للتعرف على ما يدور في المشرق، وكان المشارقة هم في طليعة الحضارة العربية الإسلامية، وبالتالي ربما هناك شيء من الكسل التاريخي الموروث في اكتشاف ما هو عربي وإسلامي في الحضارة المغاربية.   > هل تعتقدون بأن مساعي المجتمعات العربية للتعرف على الجذور والخصوصيات، يأتي في المستوى نفسه من النشاط؟ – كل مجتمع يسعى من جهته إلى التعرف على ما لديه من خصوصيات. أما عن مواكبة العصر فهي أمر ضروري. ومن البديهي أن كل مجتمع يرفض مواكبة عصره سيهدد بالاضمحلال. ويشاهد المطّلع على تاريخ الأمم أن كثيراً من الحضارات والشعوب اندثر تماماً، جراء رفض المواكبة أو رفض الدخول في العصر. وفي الوقت الذي نسعى فيه إلى التعرف على أنفسنا، وعلى ماضينا وعلى جذورنا وعلى تاريخنا، ينبغي أن نواكب الحداثة بالإبداعات. يعني ضرورة ألاّ تكون الثقافة أمراً جامداً، إنما لا بد للثقافة من أن تكون اعتزازاً بالهوية وإبداعاً في الوقت نفسه، حتى نؤدي دورنا في الحداثة، ليس فقط دور من هو في الركب فقط.   > «أيام قرطاج السينمائية»، و «مهرجان قرطاج المسرحي»، إلى أي حد استثمرتم هذين الحدثين الكبيرين، اللذين يتميزان بطابع دولي، للترويج للثقافة في تونس، ولفت الانتباه إلى ما لديكم من خصوصيات؟ – بتوجيهات من الرئيس التونسي حرصت منذ تشريفي بتسيير الوزارة على أن يكون مهرجان قرطاج مناسبة لأمرين، الأول ليفتح «ركح» قرطاج في وجه المبدعين التونسيين، وبالتالي وصلت نسبة الإسهامات التونسية في مهرجان قرطاج الدولي، الى 60 في المئة، والأمر الثاني هو اغتنام فرصة عقد هذه المهرجانات الدولية وتنظيمها، لتمكين الجمهور التونسي من اكتشاف الآخر.   > هل من هذا المنطلق تحرصون في هذه المهرجانات على تقديم بعض الظواهر الفنية اللافتة في كل مرة، التي تنتمي إلى إحدى دول العالم، وليس فقط من تونس؟ – نعم. مثلاً في السنة الماضية كانت حفلة الافتتاح في مهرجان قرطاج حول المسرح الياباني القديم، وبالنسبة الينا، نحن التونسيين كنا نجهل المسرح الياباني، فاكتشفناه، وأُعْجِب به البعض، فيما رآه البعض الآخر غير جميل، لكن المهم هو الاكتشاف. وانفتاح المهرجان على الثقافات الغربية أمر متعين. لا بد من أن نعوِّد الجمهور العريض في الوطن العربي على النظر إلى الغرب، بشيء من الاستعداد كما كان الأمر بالنسبة الى كبار علماء المسلمين، إذ كان هناك استعداد لاكتشاف الحضارات الغربية، والواقع، الثناء على ما قدمه الغرب. ينبغي ألا تكون لشبابنا نظرة تشاؤمية أو شيء من الكره أو البغض إزاء الغرب. الغرب ليس كياناً وحيداً، بل هو متنوع، والكثير منهم يحب العرب والمسلمين، ولا بد من أن نعوِّد جمهورنا على اكتشاف الغرب، من دون خلفيات سلبية.   قضية الفاضل الجعايبي …   > دعنا ننتقل إلى قضية شغلت المشهد المسرحي في تونس، وتجاوزت أصداؤها الإطار الجغرافي لتصل إلى المهتمين في الوطن العربي، وهي قضية المسرحي الكبير الفاضل الجعايبي، المعروف عربياً، والذي منعت وزارة الثقافة عرض مسرحيته «خمسون»، وكانت عُرِضَتْ في باريس؟ – الفاضل الجعايبي ليس قضية، إنما هو في نظري ملف إداري. وسأقول لماذا أصف مسرحية الجعايبي بأنها ملف إداري، نحن في تونس لدينا نظام، فعندما يتقدم أحد بعرض جديد في مجال المسرح، فإن أول ما يقوم به عرض مشروع المسرحية على لجنة مكونة من اختصاصيين ومن رجال مسرح، لتتم قراءته وبعد ذلك تقدم لصاحب المشروع جملة من الملاحظات، وهذا يتم مع كل المسرحيين والمبدعين، من دون استثناء، وكل المبدعين في تونس يأخذون في الاعتبار تلك الملاحظات ويقومون بتغيير نصوصهم. وهي المرة الأولى التي يقع فيها رد الفعل من مخرج تونسي، وهذا يتصل بمزاج الفاضل الجعايبي. بصفتي وزيراً للثقافة ومواطناً ومثقفاً تونسياً لا بد من أن أقول شيئاً. نحن نعتز بأن لدينا كوكبة من المسرحيين في تونس لا تقل أهمية عن الفاضل الجعايبي، وأن عناصر هذه الكوكبة هم دائماً في اتفاق كامل وفي نطاق علاقات إيجابية تامة مع لجنة التوجيه المذكورة. الجعايبي أثاره هذا الموضوع، لأنه يرى أن في لجنة التوجيه اعتداء على مكانته ومنزلته، فتقديم الملاحظات له يمثل بالنسبة إليه اعتداء عليه. كيف يمكن في نظره أن يقدم شخص ما ملاحظات للفاضل الجعايبي؟ كيف يمكن لنص «دسم» مثل الذي عُرِضَ على اللجنة، أن تكون به نقائص؟   > لكن، ألا يمس إجراء لجنة التوجيه التابعة لوزارة الثقافة، في شكل أو آخر هامش حرية التعبير؟ – أريد أن أقول شيئاً ليس بصفتي وزيراً إنما بصفتي مثقفاً، لا يوجد إنسان في مجتمع منظم في تاريخ البشرية، يبدع من دون أن يكون له اتصال بأناس ومؤسسات، ودائماً يكون هناك توجيه لتصحيح نص ما، ليس بالضرورة أن تكون التوجيهات متصلة بالسياسة العامة، لكنها متصلة بخصوصية المجتمعات، متصلاً بمقدسات الناس، وبالذوق العام. سأضرب مثالاً بالكاتب الأميركي الذي فاز بجائزة غونكور جونتان ليتل، وصدرت روايته «المتسامحات» عن دار غاليمار، تصور ماذا فعلت هذا الدار برواية ليتل قبل أن تصدر؟ قامت بحذف ستين صفحة من الرواية، هذا ما قرأته على لسان ليتل في إحدى الصحف الناطقة بالفرنسية، وبعد هذا الحذف فازت الرواية بأكبر جائزة في فرنسا. والفاضل يرفض أن تقدم له الملاحظات، لأنه يعتبر نفسه فوق كل الملاحظات. حاولت أن أبلغه بأن العملية تخص التنظيم أكثر مما تخص الإقصاء، لكنه مصر على أن الأمر له علاقة بالإقصاء والرقابة، وهو مخطأ تماماً في هذا القضية.   > الحديث عن الجعايبي يقودنا إلى الحديث عن غياب أسماء مهمة روائياً وشعرياً، على الصعيد العربي، عن نشاطات الأيام الثقافية التونسية في السعودية، مثل الحبيب السالمي، وحسن بن عثمان، وحسونة المصباحي، وعبدالسلام المسدي، والمنصف الوهايبي ورجاء بن سلامة وغيرهم؟ – بالنسبة إلى أيامنا في السعودية جاء الاختيار للأسماء بحسب أهميتهم. فمن البديهي أن ينصب الاختيار على أرفع ما عندنا وأجمل ما لدينا في الأدب والثقافة. أنا أعتقد بأن الحواجز الجغرافية تجاوزها الكثير من أدبائنا التونسيين، وليس فقط المبدعين الذين تحدثت عنهم قبل قليل. نحن عندنا في تونس العديد من الأسماء المهمة في مجال الآداب وفي مجال اللغة العربية.   كتب ممنوعة في تونس   > ماذا أيضاً عن الدورة الأخيرة من معرض الكتاب الدولي في تونس، الذي تقلص فيه هامش الحرية، إذ أحكمت الرقابة قبضتها على عدد من الكتب، ومنها كتب للمفكر المصري حسن حنفي، واللبناني رضوان السيد، والباحثة التونسية رجاء بن سلامة، وبين الكتب التي منعت كتب تدرَّس في الجامعات التونسية… ما تعليقك؟ – ليست مسألة تيار «ظلامي» يحكم قبضته على مثل هذه التظاهرات، إنما تعود إلى التنظيم. فدائماً هناك مرجعيات ومقاييس، وهناك حتى «مقدسات» بالمعنى العريض للكلمة أو للمصطلح، سواء كانت المقدسات اجتماعية أم وطنية، كالمكاسب التي سقط من أجلها الكثير من الشهداء، للظفر بالاستقلال ونيل الحرية، كل هذه من قبيل المقدسات. وكل المجتمعات باختلاف مستويات معتقداتها وتاريخها وماضيها، لها جملة من المقدسات تسعى إلى صيانتها. من هذا المنطلق أقول إننا بقدر ما نسعى إلى إرساء قواعد ومبادئ حرية التعبير والانفتاح على الآخرين، والتعريف بكل ما ينتج، بقدر ما نحن على يقظة تامة من أن نصون مجتمعنا من كل ما يُنْشَر، ونحن نتحدث عن معرض الكتاب، ويكون ذريعة إلى الرجوع بنا إلى الوراء.   أما في ما يتعلق بالأسماء التي ذكرت أن كتبها منعت، فهذه خصوصيات تتعلق بالعلاقة التنظيمية بين الهيئات المشرفة على معارض الكتب في العالم جميعاً والناشرين.   > لنتوقف قليلاً عند مؤتمرات وزراء الثقافة العرب، والتذمر الذي يبديه المثقفون العرب، من بياناتها الختامية، ومن التوصيات التي لم ينفذ منها شيء حتى الآن… في رأيك ما ضرورة هذه المؤتمرات؟ – مؤتمرات وزراء الثقافة ضرورية، لأنها مناسبة لاجتماع المسؤولين عن الثقافة في البلدان العربية، ولهذه المؤتمرات دورها الفاعل، ولها إيجابياتها لا محال. لكنني أعتقد بأن العمل الأساس هو ما يتم داخل كل بلد، وأعتقد بأن تونس، أقول هذا من باب التحدث بالنعمة، حظيت باختيارات أرادها الرئيس زين العابدين بن علي، ومن بين هذه الاختيارات الدعم. فوزارة الثقافة والمحافظة على التراث، تقدم دعماً مادياً للمبدعين إلى درجة، لا قدر الله، لو ذهب هذا الدعم أو غاب لانقرضت مثلاً صناعة السينما في تونس. نسبة الدعم للسينما التونسية، منذ التحول في 7 تشرين الثاني (نوفمبر) 1987 نسبة تفوق 75 ، أو 80 في المئة من موازنة الإخراج السينمائي، الحال نفسها بالنسبة إلى المسرح.   أعود إلى المؤتمرات، وأقول إنها ليست «روتينية» أبداً، فهي مهمة جداً ومفيدة، حتى بالنسبة الى المجالات الأخرى مثل العلاقات العالمية، وحتى في مجال السياسة والديبلوماسية والعلاقات الخارجية.   (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 6 ديسمبر 2006)  


 

تقرير التنمية الانسانية العربية يطالب بإنصاف المرأة

 
القاهرة (رويترز) – ناشد المثقفون والاصلاحيون العرب العالم العربي يوم الخميس اتباع سياسات ايجابية لتوسيع مشاركة المرأة « في كل مجالات النشاط البشري » للتغلب على التمييز المستشري ضدها. كما يدعو تقرير التنمية الانسانية العربية الذي صدر تحت اشراف الامم المتحدة للقضاء على أمية المرأة العربية بحلول عام 2015 ويقول إن النساء العربيات في حاجة الى ضمانات لحمايتهن مدى الحياة من سوء المعاملة البدنية والذهنية. وأشار التقرير الذي أعد تحت رعاية برنامج الامم المتحدة الانمائي الى « استحالة النهضة العربية المنشودة…الا اذا أزيلت العوائق التي تحول دون تمتع المرأة بحقوقها الانسانية واسهامها الكامل في التنمية. » ويدعو التقرير إلي اعتماد مبدأ التحرك الايجابي « في كل مجتمع عربي حسب ظروفه الخاصة لتوسيع نطاق مشاركة النساء في مختلف مجالات النشاط البشري بصورة مؤقتة حتى تتفكك بنى التمييز ضد النساء التي تشكلت على مر القرون. » ورسم التقرير صورة قاتمة سواء للحياة السياسية أو الاسرية للمرأة على الاقل في بعض الدول العربية وقال ان نسبة تمثيل النساء في البرلمان هي الادنى في العالم اذ تقل عن عشرة في المئة. وذكر التقرير انه تم تعيين نساء في مناصب وزارية في أغلب الدول العربية ولكن المرأة ما زالت محرومة من المشاركة في الحكم بالمملكة العربية السعودية. وحين يجري اشراك النساء في الحكومة فانهن « عادة ما يتم اختيارهن من بين صفوف النخب أو الموالين للحزب الحاكم رغبة في تجميل الانظمة الحاكمة. » وشكا التقرير من أن المرأة عادة ما تهمش في مناصب صنع القرار كما أن الانحياز ضد المرأة في مجال العمل يعني حصولها على راتب أقل من راتب الرجل خاصة في القطاع الخاص. ويشدد التقرير على أن « نهوض المرأة العربية ينبغي أن يتجاوز مجرد التجميل الرمزي الذي يسمح بصعود نساء عربيات متميزات الى مواقع قيادية في مختلف مجالات النشاط البشري خاصة في مؤسسات الدولة وينبغي أن يمتد ذلك الى تمكين القاعدة العريضة من النساء العربيات كافة. » وأضاف أن النساء العربيات يعانين أيضا من نقص فرص الحصول على العلم وأشار الى أن المنطقة بها واحدة من أعلى نسب الامية بين النساء في العالم والتي تصل الى 50 في المئة مقارنة مع 33 في المئة لدى الرجال. وتابع التقرير « يقصد البرنامج تحديدا القضاء على أمية النساء واكمال جميع البنات للتعليم الاساسي بحلول العام 2015. » وخارج مجال العمل العام تعاني المرأة أيضا من العنف في المنزل ولكن عادة ما يجري تغليف ذلك بالسرية. ويمكن أن تقع المرأة ضحية لجرائم قتل الشرف كما أنها ضحية للعنف الاسري وتتعرض في بعض الدول لعمليات الختان. وقال التقرير « ثمة مقاومة عنيفة لمجرد الحديث عن العنف ضد النساء في بعض البلدان العربية. والخطوة الاهم لمناهضة العنف في العالم العربي هي فضحه ومحاربة اخفائه والتستر عليه. » وفي المجالين القانوني والطبي تواجه المرأة أيضا التمييز ضدها. وقال التقرير « بعض قوانين الاحوال الشخصية والعمل تقيد حرية المرأة بهدف الحماية حين تلزمها بالحصول على اذن أبيها أو زوجها للعمل أو السفر أو الاقتراض من المؤسسات المالية. » كما أشار التقرير الى أن قوانين الجنسية بالدول العربية تسمح بصفة عامة للرجل بانتقال جنسيته الى أبنائه بشكل تلقائي وقال ان لجوء المرأة الى المحاكم للحصول على نفس الحقوق تثير ردود فعل غاضبة على نطاق واسع. كما تتعرض المرأة لنسبة مرتفعة بشكل غير مقبول في وفيات الامهات أثناء الولادة اذ ان هناك في المتوسط 270 امرأة عربية تتوفى كل 100 ألف ولادة. ويرتفع هذا المعدل الى ألف وفاة في أفقر الدول العربية بما في ذلك موريتانيا والصومال. وجاء في التقرير أيضا « تفقد النساء عددا أكبر من سنوات العمر جراء المرض ويظهر أن ذلك لا يرتبط بمستوى المعيشة أو عوامل الخطر أو الوفيات المتصلة بالحمل والولادة. » وقال التقرير ان هذا يظهر أن « هذا الفقد النسبي الاكبر يعود الى أنماط حياة تتسم بالتمييز ضد النساء. » من سينثيا جونستون (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 7 ديسمبر 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 7 ديسمبر 2006)

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.