الخميس، 6 أبريل 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
6 ème année, N° 2145 du 06.04.2006

 archives : www.tunisnews.net


اللجنة العالمية للدفاع عن البروفيسور المنصف بن سالم: تدهور سريع في صحة البروفيسور بن سالم وصحة أفراد عائلته
جمعية  صوت حرّ: تونس: العالم د. منصف بن سالم في خطر شخصيات دولية تنضم الى عريضة مساندة لعالم الرياضيات والفيزياء البروفيسور المنصف بن سالم لجنة الدفاع عن الأستاذ محمد عبو: تدهور صحة الأستاذ محمد عبو ومضايقات بالجملة لأفراد عائلته الرابطة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان: بيـــان حملة مسعورة ضدّ هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي: عاملات وعمّال « فنطازيا » يعتصمون في الشارع قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي: اللجنة الجهويّة لاصحاب الشهائد العاطلين عن العمل بقفصة تصعّد النضال هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات: بمناسبة عيد الشهداء، نداء إلى الشعب: أضيئوا الشموع تخليدا لذكراهم قائمة مراسلات 18 أكتوبر: تعنيف سليم بوخذير وطرده من أمام مقر جريدة الشروق ومصادرة لهاتفه النقال العربية.نت: الاتحاد الدولي للصحفيين عبر عن قلقه تجاه الحريات داخل البلاد: مراسل العربية.نت في تونس يضرب عن الطعام بعد فصله من عمله الجزيرة.نت: قلق أميركي لممارسات السلطات التونسية ضد ناشطين   الشرق الأوسط: المغرب: معتقل ضمن «خلية التونسي» استقطب مقاتلين مغاربة.. وحصل على شهادة من الحوزة العلمية في إيران الشروق: أخطر قضية إثراء غير شرعي: المرابيح تجاوزت العشرين مليارا… وعشر سنوات سجنا لمتهم اجتاز حدود البلاد… « مستوطنون » تونسيون يستولون على بيت الشيخ راشد الغنوشي وبيت صهره علي بن غذاهم: سليم بوخذير احد أسود تونس عبدالحميد العدّاسي: محاربة الحياء محمد العروسي الهاني: هذه لمسة وفاء في الذكرى السادسة لوفاة الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله. يوم السادس من أفريل 2000 فاضل السالك: لم لا تبكي القيروانُ الموقف: أكثر من 25 ألف امرأة ضحايا شركات المناولة الموقف: مزارعو الكوفايين الموقف: مرثية زيت الزيتون محمد علي صالح: تقرير أميركي: الحوار مع الإسلاميين هو الخيار الوحيد قدس برس: « الجماعة الإسلامية » في لبنان تستعد لإطلاق حزب سياسي خميس الخياطي: عن عرب فرنسا وحقهم الشرعي في الحيز الرمزي  آمال موسى: لأيهما الأولوية: الحوار مع الذات أم مع الآخر؟ محمد السيد ولد أباه: المأزق الأمريكي بعيون أمريكية


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 

 اللجنة العالمية للدفاع عن البروفيسور المنصف بن سالم أوربا,في 6-04-2006
بيان

تدهور سريع في صحة البروفيسور بن سالم وصحة أفراد عائلته

تابعنا بانشغال كبير قبل قليل ومن خلال اتصال هاتفي مباشر مع عالم الرياضيات والفيزياء الد.المنصف بن سالم التدهور السريع الذي باتت عليه صحته وصحة كل من ابنه وزوجته الذان يشاركانه في اضرابه المفتوح عن الطعام منذ يوم الخميس المنقضي
فبعد مرور أسبوع على هذا الاضراب ,بدى البروفيسور.بن سالم يعاني من ضعف شديد في النظر مع ارتفاع  في مستويات السكر في الدم وشعور بالضعف الشديد في التركيز مع الام مستمرة على مستوى الرأس
أما على مستوى الزوجة والابن والذان يشاركانه هذا الاضراب المفتوح عن الطعام فان حالتهما الصحية لم تكن هي الأخرى أفضل, حيث بلغ اللجنة العالمية بأنهما هما الاخران يعانيان من تدهور ملحوظ في الابصار مع نفس الأعراض بالنسبة للقدرة على التركيز وأوجاع الرأس
واذ تسجل اللجنة العالمية هذه الأعراض الخطيرة في صحة البروفيسور بن سالم وصحة الابن والزوجة فانها تلفت انتباه الرأي العام الوطني في تونس والرأي العام العربي والدولي الى خطورة هذه المؤشرات الصحية وتدعو الهيئات الطبية الأهلية بالبلاد الى تشكيل لجنة طارئة لمواكبة تطورات وضعه الصحي ووضع كل من الزوجة والابن كما أننا نحمل في اللجنة العالمية مسؤولية أي تدهور صحي خطير يحدث للبروفيسور بن سالم أولأي واحد من أفراد أسرته الى السلطة التونسية بشكل مباشر ولاسيما أنها لم تصغ منذ عقد ونصف الى المطالب المشروعة التي رفعها هذا العالم البارز من جهة ثانية تؤكد اللجنة على أنها شرعت في مجموعة من التحركات الحقوقية والسياسية* باتجاه محاور متعددة بقصد رفع مطالبه العادلة الى الأسرة الدولية والعلمية والحقوقية ,واننا في هذا الصدد قمنا بمجموعة من الاتصالات باتجاه المجتمعات المدنية الأمريكية والأوربية وبعض من صناع القرار المعنيين باتفاقيات شراكة اقتصادية وسياسية مع تونس ,كما أجرينا مجموعة من الاتصالات الناجحة والنافذة مع مجموعة من أشهر القنوات الفضائية ووسائل الاعلام قصد التعريف بهذه المظلمة في اطار وطني وعربي ودولي
ملاحظة *: التحركات والاتصالات المشار اليها يعلن عنها في تقرير لاحق أوربا في 6-05-2006
د.فيولات داغر – رئيسة اللجنة العالمية للدفاع عن البروفيسور د.  منصف بن سالم مرسل الكسيبي منسق اللجنة العالمية


جمعية  صوت حرّ
 

عاجل تونس: العالم د. منصف بن سالم في خطر

 

تحيط جمعبة صوت حرّ الرأي العام والجهات الحقوقية علما بأن الوضع الصحي للدكتور منصف بن سالم في تدهور مستمر بعد دخوله هو وعائلته في إضراب جوع منذ يوم الخميس 30 آذار مارس 2006 في بيته المحاصر من طرف رجال الأمن.   والدكتور بن سالم معارض سياسي في تونس، له شهرة عالمية في مجال تخصصه العلمي والرياضيات، وهو من الأعضاء البارزين في العديد من الهيئات العلمية ذات الصيت العالمي.   ويطالب د. بن سالم بأن تكف السلطة التونسية عن محاصرته ، وكما يطالب بالعودة إلى عمله الذي منع منه ظلما، والحصول على جواز سفر لمواصلة نشاطه العلمي.   تجدر الإشارة إلى أن السلطة التونسية تستهدف العالم بن سالم في إطار سياسة التضييق على المعارضة، وعلى الكفاءات والطاقات المنافحة عن حقوق الإنسان والمنددة باستشراء الفساد السياسي في تونس. وآخر شكل لمحاصرة د. بن سالم والتنكيل به ، قيام عميد كلية العلوم بمدينة صفاقس بطرد ابنه بصفته ممثل الطلبة في المجلس العلمي بحجة تحريضه على التحركات الطلابية.   إن جمعية صوت حرّ وهي تعرض نموذجا لمأساة اهل الفكر والراي في تونس التي تحولت إلى سجن مفتوح، فإنها:  – تدعو المنظمات الحقوقية والجهات المعنية إلى التدخل السريع لأنقاذ حياة هذا العالم قبل فوات الأوان ، والحال أنه مصرّ على مواصلة إضراب الجوع حتى تتحقق مطالبه في الوقت الذي ظهرت فيه مؤشرات لانهار صحته بسبب مرضه بالسكري والكليتبن. – كما تدعو السلطات التونسية إلى التوقف فورا عن مضايقة هذا العالم ورد حقوقه المدنية والسياسية كاملة، وتحملها مسؤولية النتائج الوخيمة على صحته.   جمعية  صوت حرّ د أحمد العمري


 

شخصيات دولية تنضم الى عريضة مساندة لعالم الرياضيات والفيزياء البروفيسور المنصف بن سالم

 

أوروبا في 3-04-2006

 

نحن الممضين أسفله وبعد متابعتنا للتطورات الأخيرة التي يعيشها العالم البارز في الرياضيات والفيزياء والشخصية التونسية المرموقة الد. منصف بن سالم وبعد اطلاعنا على ماتعرض له أفراد أسرته على مدار أكثر من عقد من مضايقات واعتداءات بلغت حد محاولة القتل في حادث كيدي مشبوه أدى الى تشويه واعاقة جسدية استهدفت ابنه عباس,ثم ماتلى ذلك من قرار جائر بالطرد صدر مؤخرا في حق ابنه أسامة المرسم في جامعة صفاقس,وصولا الى ماتعرضت له ابنته مريم من تحرشات شرفية متواصلة منذ اكثر من ثلاث سنوات

 

فاننا بناء على كل ماسبق ذكره من حيثيات ووقائع يضاف اليها منع البروفيسور بن سالم من مزاولة نشاطه العلمي والبحثي بالجامعات التونسية أو غيرها من الجامعات العالمية ,علاوة على حرمانه من مستحقاته المالية منذ سنة 1987نلفت انتباه رجال السياسة في العالم و المدافعين عن حقوق الإنسان والمكافحين ضد التمييز العنصري و المناضلين من أجل الحرية الى أن هذه التطورات التي ال اليها وضع هذه الشخصية العلمية والأكاديمية العالمية  بلغت حدا لايمكن معه السكوت وملازمة الصمت

 

فالدكتور المنصف بن سالم وعائلته كانا ضحية بارزة لسياسة المحاصرة و الاستنزاف والترويع التي طالت عشرات الآلاف من أبناء تونس وبناتها بناء على اعتبارات سياسية لاتمت الى العصر والدمقرطة بصلة, و لكنها تأخذ منعرجا خطيرا مع الدكتور المنصف باستهداف حياته وحياة أبنائه,واستهداف العلم والعلماء ومايحملانه من تكريم الهي وبشري

 

لقد عانى الدكتور المنصف بن سالم و أفراد عائلته لوحدهم هذه المظلمة والمأساة منذ مايقارب العقدين , و آن الأوان أن يقوم أحرار العالم بواجبهم تجاه هذه الطاقة العلمية النادرة

و عليه ــ فإننا نعلن كممضين أسفل هذه العريضة مساندتنا اللا محدودة للدكتور المنصف بن سالم و أفراد عائلته الذين دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام منذ يوم الخميس30 مارس2006

 

ــــ نطالب السلطات بالاعتراف بأخطائها في حقه و تمتيعه بكامل حقوقه المسلوبة خلال كل هذه المدة

ـــ نحمل المسؤولية الاهمالية والتقصيرية كاملة للسلطات التونسية فيما يمكن أن يحدث له أو لأي واحد من أسرته..

ـــ نندد بسياسة التشفي و الانتقام غير المبررة التي تتبعها هذه السلطة القمعية في حق الكثير من نخب تونس وطاقاتها العلمية البارزة ورموز معارضتها الوطنية

ـــ ندعو جميع أحرار العالم للقيام بواجبهم لإنهاء هذه المظلمة ، و تقديم الدعم اللازم من أجل تحقيق المطالب المشروعة التي أعلنتها اللجنة العالمية للدفاع عنه بما يعيد له ولعائلته الكريمة كثيرا من الاعتبار

 

الإمضاءات الأولى

 

الدكتورة فيوليت داغر – رئيسة اللجنة العربية لحقوق الإنسان جامعية وعالمة نفس ورئيسة اللجنة العالمية للدفاع عن البروفيسور المنصف بن سالم

الدكتور هيثم مناع – مدير بحوث ومحرر رئيسي في تقرير التنمية العربية

الدكتور منصف المرزوقي – أستاذ جامعي ومفكر تونسي ورئيس المؤتمر من أجل الجمهورية

الدكتور متروك الفالح – أستاذ جامعي وباحث- الرياض (من قيادة اللجنة العربية لحقوق الإنسان)

 الأستاذ حسين العودات المحاضر في المعهد العالي للصحافة والمستشار في اللجنة العربية لحقوق الإنسان من دمشق

Monseigneur Jacques Gaillot Eveque de Parteniaشخصية سياسية فرنسية بارزة

الد.خالد الطراولي – رئيس اللقاء الاصلاحي الديمقراطي

الد.نجيب العاشوري – عضو بمنظمة صوت حر – فرنسا

الد.محمد بوعلي الأنصاري -أستاذ جامعي ماليزيا

الد.منذر صفر – ناشط سياسي وحقوقي ورئيس جمعية  تعنى بشؤون التونسيين في أوربا

جون فرانسوا بوارياه –Jean-François Poirier –  فرنسي وأستاذ جامعي – فيلسوف

 جينات هاس اسكندراني – Ginette Hess Skandrani – جمعية النجدة تونس – فرنسا

الد.أحمد العش – عالم نفس – باريس

البروفيسور عارف المعالج – استاذ تعليم عالي بالمدرسة القومية للمهندسين صفاقس

د.محمد بن سالم أستاذ جامعي – باريس

الحبيب أبو وليد : كاتب و باحث ، ألمانيا

مرسل الكسيبي – كاتب وباحث في قضايا الاعلام ومنسق اللجنة العالمية للدفاع عن البروفيسور د.منصف بن سالم

نور الدين الخميري – أستاذ رياضيات ومناضل حقوقي,ألمانيا

محمد  بوريقة – مترجم – منتريال – كندا

نور الدين العويديدي – مسؤول اعلامي وصحفي بوكالة قدس برس للأنباء -المملكة المتحدة

العربي القاسمي – مهندس ورئيس جمعية الزيتونة بسويسرا

عبد القادر – رئيس تحرير موقع الحوار نت ومؤسس منتدياته- ألمانيا

زهير لطيف – صحفي ومنتج تلفزي -المملكة المتحدة

فتحي نصري – محامي وحقوقي تونسي

عماد الدايمي – مهندس ومدير موقع حزب المؤتمر من أجل الجمهورية – فرنسا

نور الدين الختروشي – كاتب ومناضل سياسي – فرنسا

سالم خليفة – موظف بمؤسسة خاصة – تونس

سيف بن سالم – باحث بالجامعة الفرنسية

فتحي عبد الباقي – ناشط حقوقي ورئيس جمعية تعنى بقضايا المساجين وعائلاتهم في تونس – باريس

عبد الوهاب العمري – قابس -تونس

فريق صحيفة تونس نيوز اليومية

هيئة تحريرمراسلات18 أكتوبر-ألمانيا

رشدي بن حسين – باحث بالجامعة الألمانية

عبد الوهاب الرياحي – تاجر- باريس

الأستاذ جابر العلوي – أستاذ فيزياء بسويسرا وأحد الدارسين سابقا بكلية العلوم بصفاقس (أسسها البروفيسور المنصف بن سالم)

الهادي بريك – كاتب ومتخصص في العلوم الاسلامية -ألمانيا

عمر صحابو – رئيس تحرير مجلة المغرب العربي -فرنسا

عبد الناصر نايت ليمام – رئيس منظمة الدفاع عن ضحايا التعذيب في تونس – سويسرا

محمد الجريبي – متخصص في الاعلامية وعلوم الاقتصاد- لوزان -سويسرا

محسن الشريف – أوربا

رمزي بن فرج – حقوقي وباحث تونسي مقيم بسويسرا

مراد راشد – سويسرا

حسن محمد الأمين – ناشط حقوقي ليبي ومدير موقع ليبيا المستقبل

عمر غيلوفي – سويسرا

فتحي الناعس – الكاتب العام لجمعية التضامن التونسي – باريس

محمد طنيش – ناشط حقوقي – ألمانيا

بوكثير بن عمر – سويسرا

شامخ بن شامخ- سويسرا

طارق السوسي – أستاذ تعليم ثانوي إختصاص فيزياء وسجين سياسي سابق

منجي الفطناسي – مناضل سياسي وخريج علوم تجارية – ألمانيا

كوثر الجزار – أستاذة انجليزية – ألمانيا

الأمين الحناشي – مناضل حقوقي -ألمانيا

فضيلة الحناشي – مناضلة حقوقية – ألمانيا

عبد الحميد الصغير- طالب

عبد الله النوري – ألمانيا

كمال العبيدي – صحفي تونسي

خليل بن المرحوم نورالدين المصمودي – صاحب مؤسسة -الولايات المتحدة الأمريكية

آمال الرباعي -أستاذة علوم اقتصادية -ألمانيا

أنور الغربي – مدافع عن حقوق الانسان – جينيف – سويسرا

رضا عثمان – نقابى سابق جامعة الكهرباء والغاز

حبيب الرباعي – أستاذ في الدراسات الاسلامية- ألمانيا

طارق شماخ  – صحفي وباحث بالجامعة الأسترالية

فوزي الصدقاوي – مناضل اسلامي – تونس

أسامة اللموشي  – كندا

رضا النوبلي – سجين سياسي سابق مقيم بألمانيا

ابراهيم نوار – سويسرا

المنجي المدب – مهندس – تونس

عبد العزيز نوار – سويسرا

خديجة خراز – سويسرا

عمار بوملاسة – باحث – تونس

محسن الذهيبي – متخصص في علوم الحاسوب -باريس

نبيل الرباعي – سجين سياسي سابق

عز الدين شمام -أستاذ – فرنسا

عمر علية الصغير- فني قيس أراضي – ايطاليا

فاضل سلاق – شاعر وكاتب – تونس

جنات بن رجب – استاذة فلسفة وباحثة في علوم التربية – لندن

عادل النهدي – مستشار اقتصادي – سويسرا

الهام طيب – سويسرا

ادريس بن حارث – سويسرا

سيد فرجاني – منسق منظمة ضحايا التعذيب ضد الحصانة في تونس – لندن

أحمد بن محمد – لندن المملكة المتحدة

فرج بلحاج عمر – أستاذ فلسفة -ألمانيا

عمر الصيداني – مهندس – سويسرا

لسعد الجوهري – عضو  بالجمعية الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين ومنظمة ضحايا التّعذيب ضدّ الإفلات من العقاب

علي بوراوي – صحفي باريس

عبدالرحيم بن عينوس – أستاذ باحث ومدير منظمة خيرية

ناصر الغمراسني – مربي – سويسرا

اسماعيل القوت – طالب

ابراهيم التاوتي – محامي، الرئيس السابق لمنظمة العدالة الدولية

 خالد طه – محامي – رئيس منظمة محامون بلا حدود

 هادي شلوف – محامي

 باسل العودات – محامي

…………………..

…………………………

…………………………….

……………………………..

……………………………….

 

ملاحظة

يرجى بإلحاح من كل من اطلع على نص هذه العريضة واقتنع بما أوردته من مطالب عادلة, ضم اسمه وصفته لقائمة الممضين

**ترسل الامضاءات على عنوان منسق اللجنة العالمية للدفاع عن البروفيسير المنصف بن سالم على العنوان الاتي

reporteur2005@yahoo.de


لجنة الدفاع عن الأستاذ محمد عبو   بــيـــان  

تدهور صحة الأستاذ محمد عبو ومضايقات بالجملة لأفراد عائلته

 

تحولت زوجة الأستاذ محمد عبو إلى الكاف صحبة إبنيها يوم الخميس 06/04/2006 وقد كابدت الأمرين خلال السفر، إذ عمدت فرق من الشرطة والبوليس إلى إيقاف السيارة التي كانت تستقلها عدة مرات، كما تعرضت للدفع ومحاولة إخراجها عنوة من السيارة من طرف أعوان البوليس السياسي بالكاف الذين كانوا يرومون نزع صورتين للأستاذ محمد عبو علقتا على البلور الأمامي للسيارة.
وعمد أعوان الحرس الوطـنـي بمحطة المرناقية والذين كانوا مصحوبين بأفراد من البوليس السياسي بالزي المدني إلى حجز البطاقة المهنية للأستاذ عبد الرؤوف العيادي الذي رافقها في سفرها بعد عدم إستجابته لطلبهم في تفتيش صندوق السيارة.
وإضافة إلى ذلك فإن إدارة السجن عمدت إلى إختصار وقت الزيارة والتشويش على الأستاذ عبو وزائريه بقرع ناقوس أعد للغرض، وقد عاينت السيدة سامية عبو تدهور حالة زوجها الصحية بعد مرور خمسة وعشرين يوما على شروعه في إضراب عن الطعام، وقد اعلمها أنه محروم من المراقبة الطبية وأن إثنين من السجناء الذين يقيمون معه قد اصيبا بداء « الجرب » ورفضت إدارة السجن نقلته إلى غرفة أخرى.
وتدعو اللجنة جميع الزميلات والزملاء والمدافعين على حقوق الإنسان إلى تكثيف النضال من أجل إطلاق سراح الأستاذ محمد عبو وتحمل وزير العدل وحقوق الإنسان المسؤولية فيما عسى أن يحصل للأستاذ محمد عبو من أذى في صحته وسلامته الجسدية.
      عن اللجنة عبد الرزاق كيلاني

الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقــوق الإنسـان   تونس في 06 أفريــل 2006   بيــــــان
  بناء على توصيات المجلس الوطني للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق المنعقد بتاريخ 12 مارس 2006 إجتمعت الهيئة المديرة مساء الأربعاء 05 أفريل 2006 للنظر في موعد المؤتمر الوطني السادس للرابطة وتراتيب انعقاده وقررت ما يلي :   1-     تحديد يومي 27 و 28 ماي 2006 موعدا لعقد المؤتمر الوطني السادس وتشكيل لجنة إعداد مادي من الهيئة المديرة لمتابعة مختلف الإجراءات. 2-     دعوة جميع أعضاء هيئات فروع تونس الكبرى وفروع الشمال والوطن القبلي للإجتماع بالمقرّ المركزي للرابطة بالعاصمة في جلسة تحضيرية للمؤتمر مساء السبت 15 أفريل الجاري. 3-     دعوة جميع أعضاء هيئات فروع الوسط والجنوب للإجتماع بالمقر المركزي للرابطة بالعاصمة يوم الأحد 30 أفريل الجاري لنفس الغرض.   هذا وتتوجه الهيئة المديرة بنداء إلى مختلف السلطات إلى تسهيل عقد هذا المؤتمر في موعده كما تدعو مختلف هيئات المجتمع المدني والأحزاب السياسية ونشطاء حقوق الإنسان في الداخل والخارج إلى مساندتها ومساعدتها على إنجاح هذه التظاهرة.   عن الهيئــة المديــرة الرئيـــس   المختــار الطريفـــي  

الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقــوق الإنسـان  تونس في 06 أفريل 2006 بيـــان
تصرّ وزارة الداخلية منذ أكثر من شهرين على حرمان السيدة سهير بلحسن نائبة رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان المكلفة بالعلاقات الخارجية (وهي أيضا نائبة رئيس الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان)، من جواز سفرها، فقد سرق جواز سفر السيدة بلحسن بمدريد (إسبانيا) يوم 26 جانفي 2006 وعادت إلى تونس بجواز مرور سلمته لها سفارة تونس بإسبانيا، وقد تقدمت السيدة بلحسن حال رجوعها بإعلام السلطات الأمنية بفقدان ذلك الجواز وتقدمت بمطلب لتجديده بتاريخ 30 جانفي 2006، ومنذ ذلك التاريخ لم تجب مصالح وزارة الداخلية على هذا المطلب رغم التدخلات العديدة لرئيس الرابطة لدى وزارة الداخلية وتدخلات رئيس الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان ومساعديه لدى وزير الخارجية وكاتب الدولة للخارجية. والوعود التي تلقوها في الغرض.   و الهيئة المديرة تعتبر أن الغرض من حرمان السيدة بلحسن من جواز سفرها، رغم أن لاشيء يمنع تجديده، هو عزل الرابطة عن علاقاتها الدولية بما أن السيدة بلحسن هي المكلفة بتلك العلاقات وذلك رغبة في إنهاء التعاطف الذي تحظى به الرابطة على مستوى الشبكة الدولية لحقوق الإنسان والمنظمات الوطنية والإقليمية المهتمة بالموضوع خاصة على خلفية إستعداد الرابطة لعقد مؤتمرها الوطني السادس.   وتذكر الهيئة المديرة أن جواز السفر حق لكل مواطن ولا يمكن للجهات الإدارية تقييد حرية التنقل دون أذن قضائي، و لذلك فإن الهيئة المديرة إذ تعبر عن إحتجاجها على عدم تمكين السيدة بلحسن من جواز سفرها فإنها تطالب وزارة الداخلية و بإلحاح بتجديد هذا الجواز في أقرب وقت.    عن الهيئــة المديـرة  الرئيـس المختـار الطريفـي

نقابة الصحفيين التونسيين بيان

عمدت إدارة مؤسّسة « دار الأنوار » في ظرف ثلاثة أشهر إلى طرد صحفيتين طردًا تعسّفيا ودون سابق إنذار وذلك بعد سلسلة من الضغوطات المنافية للقانون ولأخلاقيات المهنة.

ونقابة الصحفيين التونسيين التي تتابع بانشغال وضعيّة الزميلين شهرزاد عكاشة وسليم بوخذير الذي شرع في إضراب عن الطعام، تعبّر عن استهجانها وأسفها لمثل هذه الممارسات وتدعو إلى:  

ـ التراجع عن قرار الطرد، ورفع الضغوطات المسلّطة على الزميلين وتسوية وضعيتهما المهنيّة. ـ الكفّ عن استهداف الصحفيين بسبب آرائهم ومواقفهم. ـ الالتزام بتطبيق القانون وبالضوابط المهنيّة التي تذكر بالمناسبة أنّ انتهاكها تزايد في بعض المؤسّسات بشكل يثير القلق.

إنّ نقابة الصحفيين التونسيين التي التزمت منذ تأسيسها بالدفاع عن مصالح الصحفيين تدعو مرّة أخرى إلى فتح باب الحوار وتؤكّد أنّ إرساء مناخ سليم داخل المؤسّسات الإعلاميّة لن يتحقّق سوى باحترام حقوق الصحفيين وتقدير الرسالة المنوطة بعهدتهم والمتمثّلة أساسًا في الذود عن الحريّات.

الكاتب العام محمود الذوادي

 

مراسلة عاجلة من مكتب اقليم تونس الكبرى للشباب الديمقراطي التقدّمي:

« في تطوّر خطير..تقوم أعداد كبيرة من قوّات الأمن منذ الصباح بمحاصرة كلّ مداخل المعهد العالي للتنشيط الثقافي والشبابي ببئر الباي واعتدت على عدد من الطلبة المعتصمين داخله، ويُذكر انّ طلبة المعهد مضربين عن الدراسة منذ شهرين احتجاجًا على تخفيض عدد المنتدبين المتخرّجين ..ورفض الإدارة ووزارة الإشراف التفاوض مع ممثّلي الطلبة حول هذا الإجراء الأحاديّ الجانب، واحتجاجًا أيضًا على مجالس التأديب التي أحيل عليها مؤخّرًا مجموعة من الطلبة من اجل مشاركتهم في الإضراب..بعد ان لُفقّت لهم تهم واهية (أنظر البيان السابق للش.د.ت)، وأيضًا التصعيد الأخير لإدارة المعهد التّي اختلقت تهمة جديدة لمناضلين طلابيّين أخرين وهم محمّد الناصري، مراد عواينيّة ورفيقنا بالش.د.ت وسام الصغيّر ..الذين يدّعي أحد الأساتذة المنتمين لحزب السلطة انّهم اعتدوا عليه بالعنف..وهم مانفاه المعنيّون بكلّ قوّة..وقد بلغهم انّ الأستاذ المذكور قد تقدّم ببلاغ الى السلط الأمنيّة على أساس هذه التهمة المفبركة..التّي يُراد من ورائها هرسلة الطلبة وترهيبهم وحملهم على ايقاف تحرّكهم والتخلّي عن مطالبهم المشروعة.
هذا ويطالب طلبة المعهد العالي ببئر الباي الرأي العامّ الطلاّبي والوطني والعالمي الوقوف الى جانبهم في هذه المظلمة التّي يتعرّضون لها من اجل حقّهم المشروع في الشغل والكرامة
والشباب الديمقراطي التقدّمي يشدّ على ايدي الطلبة المُحاصرين ويهيب بكلّ الأطراف الطلابيّة والنقابيّة المناضلة الوقوف الى جانب طلبة بئر الباي وشدّ أزرهم في هذه الأوقات العصيبة.
عاشت الحركة الطلابيّة عاش الإتّحاد العامّ لطلبة تونس مناضلاً مستقلاً ديمقراطيًا »    م: بلغنا الأن انّ عددًا من المناضلين الطلابيّين الذين قدموا من أجزاء جامعيّة أخرى من العاصمة قدّ تمّ ايقافهم عند محاولتهم الدخول للمعهد المحاصر.
 

 

بمناسبة عيد الشهداء، نداء إلى الشعب:

أضيئوا الشموع تخليدا لذكراهم

 
يحيي الشعب التونسي في نهاية هذا الأسبوع ذكرى أحداث 8 و9 أفريل 1938. ففي هذا التاريخ خرج آلاف التونسيّين إلى الشارع يهتفون بشعار: « برلمان تونسي » وقد واجههم المستعمر بالحديد والنار ممّا أدّى إلى سقوط العشرات من الشهداء.
لقد عبّر هذا الشعار الذي ما زال – بعد 68 عاما – مدوّيا في الأذهان، عن رفض التونسيّين للمستعمر وهيئاته الصورية وتوقهم إلى حكم أنفسهم بأنفسهم عبر هيئات وطنية منتخَبة وممثِلة.
ويحق للشعب التونسي أن يتساءل بعد مضيّ نصف قرن عن إعلان الاستقلال عمّا إذا كان تحقق حلم أبنائه وبناته الذين أريقت دماؤهم من أجله.
إنّ الواقع يؤكد أنّ الحلم لم يتحقق و أنّ البرلمان القائم اليوم وإن تمّت تونسته واستبدال اسمه فإنه لا زال صوريا، لا يعكس إرادة الشعب التونسي لأنه نتاج لنظام انتخابي فاسد يؤبّد هيمنة الحزب الحاكم على كلّ الهيئات والمؤسسات في مناخ سياسي تصادر فيه الحريات الأساسية والمشاركة الحرّة في الحياة العامة.
إن « الاصلاح » الوحيد الذي عرفته هذه الهيئة الخاضعة كليّا للسلطة التنفيذية خلال 50 عاما هو إسناد 20٪ من المقاعد للأحزاب الإدارية كمكافأة لها على ولائها اللامشروط.
وقد أصدرت هذه الهيئة كلّ القوانين الجائرة التي تسيّج الحياة السياسية و العامة وتجرّم ممارسة الحقوق بدء بقانون الجمعيات ومرورا بالقانون الانتخابي وقانون الصحافة وقانون الأحزاب ووصولا إلى قانون « مكافحة الإرهاب ». كما زكّت التعديلات الدستورية التي دعّمت الحكم الفردي المطلق وشرّعت الرئاسة مدى الحياة في العهدين السابق والحالي.
إنّ هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات تعتبر أنّ تنكّر نظام الحكم لتضحيات الشعب التونسي وطموحاته يجعل من إحياء هذه الذكرى لا فقط مناسبة للتعبير عن وفائنا لدماء شهداءنا بل كذلك مناسبة للاستلهام من تضحياتهم لمواصلة النضال من أجل تحقيق مطمحهم ومطمحنا جميعا في إقامة نظام ديمقراطي يقوم على مؤسّسات منتخبة انتخابا حرّا ومباشرا.
وهي تتوجّه بهذه المناسبة بنداء حار إلى الشعب التونسي وإلى كافة الجمعيات والهيئات المستقلة إلى إشعال الشموع في الليلة الفاصلة بين 8 و9 أفريل تخليدا لذكرى الشهداء وعهدا منّا بالسير على دربهم.
هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات تونس في 5 أفريل 2006   المصدر  قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 6 أفريل 2006

حملة مسعورة ضدّ هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات:

بيان
تشنّ السلطة منذ مدّة حملة مسعورة على هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات اتخذت أشكالا متنوّعة:
1- حملة « سياسيّة » يشارك فيها أعضاء الديوان السّياسي لـ « التجمّع » وعدد من الوزراء مردّدين نفس الخطاب المتمثل في « تخوين » الهيئة واتهامها بـ « الاستقواء » بالأجنبي على تونس » والتشكيك في قابليّتها للبقاء بدعوى أنها تمثل « تحالفا غير طبيعي لقوى لا رابط بينها ».
2- حملة إعلاميّة تتولّى القيام بها صحافة العار وبعض المواقع في الانترنيت التي بعثت للغرض بمال عمومي، إلى جانب القناتين التلفزيتين العمومية والخاصة، لتشويه أعضاء الهيئة وهتك أعراضهم دون تمكينهم من حق الردّ أو من مقاضاة مرتكبي هذه الجرائم مما يؤكد الحماية التي يتمتعون بها.
3- حملة أمنيّة قوامها المنع المستمر لاجتماعات الهيئة وقمع التحركات التي تدعو إليها والاعتداء على أعضائها وعلى ممتلكاتهم (سيارات) وإخضاعهم للمراقبة الدائمة واستدعاء البعض منهم لمراكز الأمن وتحذيرهم من القيام بأيّ نشاط سياسي.
إنّ هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات إذ تسجل كافة هذه الممارسات التي تكرّس إمعان السلطة في رفض التعاطي مع مشاكل البلاد السياسية والاجتماعية والثقافية المتفاقمة بغير الأساليب الأمنية المتخلفة والحملات الإعلامية التضليلية، تؤكد ما يلي:
أوّلا: إن اتهام « الهيئة » بالاستقواء بالأجنبي مردود على السّلطة، لا فقط لأنّ الهيئة ليست في حاجة إلى دروس في الوطنية من أيّ كان، بل كذلك لأنّ مطلب الحرية السياسية الذي ترفعه يندرج في صميم المصلحة الوطنية العاجلة ولأنّ استمرار الاستبداد بالشعب التونسي هو الذي يمثل أكبر مهانة للوطن وإعاقة لنهوضه.
وفوق ذلك فإنّ السّلطة التي تفوّت في خيرات البلاد و ثرواتها للأجنبي وتنفّذ إملاءات المؤسّسات المالية الدولية بحذافيرها وتقدّم التسهيلات العسكريّة لحلف الناتو وتطبّع مع إسرائيل وتحصل الجمعيّات والمنظمات التابعة لها على التمويل من الخارج، بما فيه من « البنتاغون »، غير مؤهلة لإعطاء دروس في الوطنيّة.
إنّ التجاء السلطة إلى التخوين علاوة على كونه يعكس عجزها عن الردّ على خصومها بقوّة الحجّة ورفضها لأيّ إصلاح سياسي يحرر البلاد من كابوس الانغلاق والقمع، فهو يهدف إلى التحريض على العنف والجريمة السياسيّة.
ثانيا: أمّا ادعاء السلطة بأنّ هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات تمثل « تحالفا غير طبيعي لقوى لا رابط بينها » فهو مردود عليها أيضا. إنّ ما جمّع أهم التيّارات الفكرية والسياسية في البلاد ضمن الهيئة المذكورة هو استبداد هذه السلطة الذي لم يبق طرف أو فئة واحدة في تونس لم تتضرّر منه، وحاجة الجميع نتيجة ذلك إلى الحرية السياسية كي تتمكن كل العائلات الفكرية والسياسية وكلّ مواطنة ومواطن من ممارسة حقوقه والمشاركة في الحياة العامة دون خوف أو اضطهاد.
إنّ هيئة 18 أكتوبر تمثل منعرجا هاما في الحياة السياسية زعزع المشهد السياسي الذي تعمل السلطة على تأبيده بكل الوسائل ضمانا لبقائها.
ثالثا: إنّ هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات تعتبر أنّ الحملة التي تشنها السلطة عليها تقوم دليلا على صحّة النهج الذي تسير عليه وهي لن تزيدها إلا إصرارا على مواصلة النضال الميداني ورفع وتيرته وطنيا وجهويا وقطاعيا من أجل فرض حرية التعبير والتنظم وإطلاق سراح المساجين السياسيين وسن العفو التشريعي العام والتقدم بالحوار الوطني من أجل وضع عهد ديمقراطي بين مختلف القوى الراغبة حقا في تحقيق التحوّل الديمقراطي في بلادنا.
والهيئة إذ تنبّه كافة قوى المجتمع المدني والسياسي إلى خطورة الأساليب التي يتعاطى بها نظام الحكم مع معارضيه ومنتقديه، تدعوها إلى توحيد صفوفها لرفض تلك الأساليب والتصدّي لها بقوّة.
هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريّات تونس في 5 أفريل 2006  المصدر  قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 6 أفريل 2006

عاملات وعمّال « فنطازيا » يعتصمون في الشارع

أقدم عاملات وعمّال « فنطازيا »، الذين خاضوا من يوم 23 مارس إلى يوم 4 أفريل اعتصاما بمحلّ « بريمارك » للملابس الجاهزة الكائن بشارع باريس بالعاصمة مطالبة بتمكينهم من بقيّة مبلغ التعويض عن الطرد المحكوم به لفائدتهم منذ حوالي السنتين، على الاعتصام يوم الثلاثاء 4 أفريل على الساعة الواحدة ظهرا في الشارع أمام المحلّ المذكور رافعين اللافتات والشعارات المنادية بتمكينهم من حقوقهم والمؤكدة على إصرارهم على النضال والصمود حتى تحقيق مطالبهم. وقد أسرعت قوات البوليس الحاضرة بكثافة بتطويق المكان ومنع المارّة من الاقتراب من الاعتصام، وبعد حوالي الساعة، وأمام التعاطف الواسع الذي شهده الاعتصام من طرف عديد المواطنين الذين تجمهروا حول مكان الاعتصام متجاهلين « أوامر » البوليس بالانصراف، أقدمت قوات القمع حوالي الساعة الثانية ظهرا على مهاجمة العاملات والعمّال المعتصمين وتعنيفهم بوحشيّة -ممّا خلّف حالات إغماء في صفوفهم- واجبارهم على الدخول للمحل المذكور. كما أقدمت قوات القمع البوليسي على تعنيف العديد من المناضلين الشبّان والطلبة خصوصا من الاتحاد العام لطلبة تونس-مؤتمر التصحيح- والمنتدى الاجتماعي للشباب التونسي الذين حاولوا الالتحام بالمعتصمين واعتقلت خمسه منهم: صلاح الداودي (مدرّس جامعي ومنسق لجان الإعداد لبعث المنتدى الاجتماعي للشباب)، محمّد علي راقوبي، صالح العجيمي (عضو الهيئة الإداريّة للاتحاد العام لطلبة تونس -مؤتمر التصحيح-)، سالم العيّاري ووليد العزوزي الذي واصل عناصر البوليس تعنيفه داخل منطقة الأمن بباب بحر حيث تم احتجازهم إلى حدود الساعة السابعة مساء.
وقد علق العاملات والعمال الاعتصام مساء يوم الثلاثاء 4 أفريل بعد تلقيهم وعودا -عبر هياكل اتحاد الشغل- بتمكينهم من منحة اجتماعيّة بـ 150د من صندوق الضمان الاجتماعي يوم الاربعاء 5 أفريل وتسديد بقيّة مستحقاتهم يوم 12 أفريل.
عاشت نضالات الطبقة العاملة ليتحمّل الأزمة المتسبّبون فيها  المصدر  قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 6 أفريل 2006  

اللجنة الجهويّة لاصحاب الشهائد العاطلين عن العمل بقفصة تصعّد النضال

خاض العديد من أصحاب الشهائد العاطلين عن العمل بتأطير من اللجنة الجهوية وبحضور عضوتها « غزالة المحمدي » في الأيام الأخيرة سلسلة من التحركات حيث اعتصموا يومي السبت والاثنين والثلاثاء بمقر الولاية مطالبين بمقابلة الوالي من أجل تشغيلهم و أمام مواصلة هذا الأخير تجاهلهم نزلوا يوم الثلاثاء إلى الشارع حيث اعتصموا أمام مقر الولاية رافعين الشعارات المطالبة بتمكينهم من حقهم في الشغل. وقد لاقى هذا الاعتصام مساندة وتعاطفا واسعين من قبل أهالي الجهة التي تعرف نسبة بطالة كارثيّة خاصة في صفوف الشباب.  المصدر  قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 6 أفريل 2006

 

 خبر عاجل

تعنيف سليم بوخذير وطرده من أمام مقر جريدة الشروق ومصادرة لهاتفه النقال

 تونس تقارير-مرسل الكسيبي

 

في بلاغ عاجل من تونس يكون قد وردنا قبل قليل خبر مهاجمة الصحفي التونسي سليم بوخذير وتعنيفه أمام مقر جريدة الشروق في ساعة متأخرة من الليل –س الواحدة و45 دق ليلا بتوقيت تونس -من قبل أربع عناصر من الشرطة  ثم اقتياده عنوة الى مقر سكناه بضواحي باردو بالعاصمة التونسية

 

هذا وقد علمنا من خلال نفس المصادر الموثوقة بأنه وقع تجريد زميلنا بوخذير من هاتفه النقال قصد قطعه عن الاتصالات الخارجية والداخلية بحكم عمله كمراسل اعلامي

 

يذكر أن مراسل العربية نت في تونس والذي سبق له العمل مع جرائد الشروق وأخبار الجمهورية ,كان قد أعلن ابتداء من يوم أمس الخامس من أبريل06 دخوله في اضراب عن الطعام نتيجة طرده من العمل من قبل جريدة الشروق التونسية بناء على ضغوطات سياسية عليا وكذلكم بحكم ماتعرض له من تهديدات ومضايقات أمنية شديدة ابتداء من تاريخ تغطيته الاعلامية الحرة لاضراب قادة الرأي والمعارضة في تونس فيما يعرف بحركة الثامن عشر من أكتوبر

 

(المصدر: قائمة مراسلات 18 أكتوبر بتاريخ 6 أفريل 2006)

 


الاتحاد الدولي للصحفيين عبر عن قلقه تجاه الحريات داخل البلاد

مراسل العربية.نت في تونس يضرب عن الطعام بعد فصله من عمله

تونس-دبي-العربية.نت

 

عبر الاتحاد الدولي للصحفيين عن قلقه تجاه حالة الصحفي التونسي سليم بو خذير الذي بدأ الأربعاء 5-4-2006 إضرابا عن الطعام احتجاجا على قرار فصله نهائيا من « جريدة الشروق » التونسية.

 

وقال برنارد جينيت، مدير مكتب المشروع في منطقة البحر الأبيض المتوسط التابعة للاتحاد الدولي للصحفيين، في بيان حصلت العربية.نت على نسخة منه الأربعاء، إن « السلطات التونسية تمارس ضغطا على بعض الصحفيين المستقلين وتشن عليهم حملة منظمة ما يهدد سلامتهم ويحول دون القيام بمهامهم ».

 

وقال سليم بوخذير، مراسل العربية.نت في تونس، إنه تم « تضييق الخناق عليه ولم ينشر له أي مقال منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2005 » مضيفا أنه « محروم من جواز سفره ومن بطاقته الصحفية ».

 

ومن أمام مقر صحيفة « الشروق » تحدث الزميل بوخذير في اتصال هاتفي عن « الضغوطات المستمرة » التي يتعرض لها من قبل « جهات أمنية تونسية… لم تكتف بإنهاء عقده مع دارالأنوار، بل مارست ضغوطا لطرده عنوة وبالقوة من أغلب مقاهي الانترنيت ».

 

والزميل سليم بوخذير مارس الصحافة في جريدة « أخبار الجمهورية » و »الصريح » ويعمل حاليا في صحيفة « الشروق » ويعمل مراسلا لموقع العربية.نت.

 

وقال الاتحاد الدولي للصحفيين إن « إضراب الصحفي سليم بوخذير يلخص وبطريقة دراماتيكية وضعية الصحفيين بعد قمة المعلومات » وأشار البيان إلى « الضغوطات والتهديدات التي يعتعرض لها الصحفيين في الأشهر الأخيرة ».

 

ويطالب بوخذير بحرية التعبير وحقه في العمل، ودعى الاتحاد السلطات التونسية إلى السماح للزميل سليم استئناف عمله و »رفع يدها عن الصحفيين واحترام المواثيق الدولية وفي مقدمتها حرية التعبير ».

 

ويذكر أنه تم حجب موقع العربية.نت في تونس منذ قمة المعلومات التي التي اختتمت أعمالها في تونس 18-11-2005، وتعرض مراسلها لمضايقات الجهات الأمنية مرات عدة.

 

(المصدر: موقع العربية.نت بتاريخ 5 أفريل 2006)


قلق أميركي لممارسات السلطات التونسية ضد ناشطين  

 

تحدثت الخارجية الأميركية عن مضايقات يتعرض لها ناشطون سياسيون من السلطات التونسية التي تعتبر من حلفاء واشنطن في المنطقة العربية.

وقال نائب المتحدث باسم الخارجية آدم إيرلي إن الإدارة الأميركية قلقة من المعلومات الأخيرة بشأن مضايقة ناشطين ومنظمات في المجتمع الأهلي في تونس.

وخص بالذكر وضع نايلة شرشور حشيشة وعائلتها « التي كانت برأينا مستهدفة بصورة غير عادلة ».

وظهرت حشيشة مؤخرا في برنامج بلا حدود الذي تبثه قناة الجزيرة ومشاركتها من قبل في ندوة عقدتها مؤسسة (American interprise) في واشنطن تحت عنوان المعارضة والإصلاح في العالم العربي.

وأوضح إيرلي أن عائلة الناشطة التونسية تعرضت لجملة من المضايقات من السلطات التونسية، مشيرا على وجه الخصوص إلى الحكم على زوجها بالسجن لمدة عشرة أشهر في قضية صفقة عقارية تعود إلى ثماني سنوات.

كما أشار إلى مصادرة سيارة الناشطة السياسية وتعرضها لعدة جولات من الاستجواب والتحقيق.

من جهة أخرى، لا يزال المحامي محمد عبو في السجن منذ مارس/آذار 2005 لأنه نشر مقالا مناهضا للرئيس التونسي زين العابدين بن علي على الإنترنت.

وتابع إيرلي أن ذلك يضاف إلى « الصعوبات التي تواجهها منظمات المجتمع الأهلي والتدخل في أنشطتها والجهود الأخيرة المبذولة للحد من حرية التعبير لدى الأحزاب المعارضة المرخص لها ».

إلا أن المتحدث الأميركي الذي لم يوجه انتقادا واضحا للسلطات التونسية حرص من ناحية ثانية على الإشارة إلى تقليص هذه السلطات من رقابتها على الإعلام وإطلاق نحو 1600 معتقل سياسي في الآونة الأخيرة.

يذكر أن حشيشة كانت قالت في برنامج الجزيرة الذي تم بثه في 16 يناير/كانون الثاني بعنوان المعارضة والإصلاح في الوطن العربي، إن حرية التعبير وحرية التجمع منعدمة في تونس.

 

 (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 4 أفريل 2006 نقلا عن « وكالات »)  


كشف تشكيل خلية «جهادية» في شمال أفريقيا وإيطاليا وفرنسا

المغرب: معتقل ضمن «خلية التونسي» استقطب مقاتلين مغاربة.. وحصل على شهادة من الحوزة العلمية في إيران

 

الدار البيضاء: محمد الشياظمي

 

علمت «الشرق الأوسط»، ان معتقلا في المغرب ضمن «خلية التونسي»، التي تتكون من 9 اشخاص، وهي خلية ذات صلة غير مباشرة بشبكة القاعدة، كشف وجود بعض المغاربة الذين ينتمون الى المذهب الشيعي في مدن مغربية، وأن لهم موقعا على شبكة الإنترنت يطرح أراءهم وأدبيات المذهب. وأشار المعتقل عبد الفتاح الحيداوي إلى أسماء عدد منهم، وضمنهم شخص يقطن في مدينة سلا المجاورة للرباط، وحصل على درجة من الحوزة العلمية بإيران، ومغربي آخر يقطن مدينة الرباط ويعمل كادرا في إحدى الشركات، وآخر يعمل حلاقا بالعاصمة المغربية، وسبق له أن كان عضوا ناشطا بحركة الشبيبة الاسلامية.

 

وواصل قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالرباط بداية الاسبوع الجاري جلسات استنطاق المتهمين التسعة. واستمع إلى التونسي محمد بن الهادي مساهل، وهو من مواليد عام 1969 بمدينة تونس، ويشتغل عاملا بميلانو الايطالية بصفته منسقا للخلية بايطاليا وفرنسا.

 

ونسب إلى أفراد الخلية التسعة «تكوين عصابة اجرامية للاعداد للقيام بعمليات إرهابية، بهدف المس الخطير بالامن العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف وتمويل الارهاب والمشاركة». واعتقل المتهمون منتصف الشهر الماضي من طرف عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء وسلا، وأحيلوا يوم 24 من الشهر نفسه الى نائب الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف في الرباط للنظر في المنسوب إليهم، وإحالتهم الى قاضي التحقيق لدى المحكمة نفسها.واعتقل المتهم التونسي تبعا لمعلومات كشف عنها مغربي رحل من فرنسا اسمه، أنور مجرار، الذي صرح أمام المحققين، بأن له علاقة بالتونسي، والجزائري عامر لعرج الملقب «علي الجزائري» ونبيل الوهراني. وكان هذا المتهم يتنقل بين سورية والجزائر وفرنسا وايطاليا واليونان وتركيا واسبانيا.

 

وكلف المعتقل التونسي باستقطاب مقاتلين مغاربة، وتشكيل خلية «جهادية» بشمال افريقيا وايطاليا وفرنسا لتنفيذ مشروع ارهابي يباركه أعضاء شبكة القاعدة التي يتزعمها أسامة بن لادن. ويجري حاليا تبادل المعلومات بين المصالح الأمنية والاستخباراتية المغربية والفرنسية والايطالية والاسبانية بخصوص هذه الخلية.

 

ومن المنتظر أن يحل بالمغرب، خلال الساعات القليلة المقبلة فريق أمني إيطالي وفرنسي، للاطلاع على ملف المتهمين التسعة، وضمنهم المعتقل التونسي والجزائري، المطلوب اعتقاله، ويدعى عامر لعرج ويشتبه في أنه متخصص في صنع المتفجرات واستخدامها، وله صلة بالقائد المفترض لتنظيم القاعدة بأوروبا المسمى أبو حمزة الجزائري، المقيم في إحدى دول أوروبا الشرقية. واعترف المعتقل التونسي، خلال تحقيق المصالح الأمنية المغربية معه، بمساعدة المغربي عادل غلام على التوجه إلى سورية، ومنحه مبلغ 500 يورو للسفر عبر الطائرة من الدار البيضاء إلى تركيا للتسلل إلى سورية. وأفادت التحقيقات، بأن التونسي تسلل إلى المغرب مع الجزائري عامر لعرج، العضو في «الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية»، المقيم في ايطاليا خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، وتجولا معا في الرباط وسلا، والتقيا ثلاثة مغاربة آخرين. ومن بين وثائق القضية، هناك رسالة أعاد تحريرها المتهم التونسي خلال اعتقاله لدى الفرقة الوطنية للشرطة القضائية المغربية، تشير إلى مباركة بن لادن للعمليات، التي جرى الاعداد لها في ايطاليا وفرنسا، والتي جاء فيها أن «أسد الإسلام»، في إشارة إلى زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، له علم بالعمليات ويباركها.

 

ونسب إلى المتهمين التسعة التخطيط لضرب السفارة الاميركية بالرباط باستعمال متفجرات يتدبرها الجزائري المبحوث عنه، وذلك بوضعها داخل نفق، فيما تخص العمليات الأخرى تفجير مقر الاستخبارات الفرنسية، (الديستي) في باريس، وأيضا استهداف مطعم ومقهى يتردد عليهما عناصر في الاستخبارات الفرنسية، وكذا تفجير خط مترو الانفاق الرقم (14) وتفجير مركز تجاري بالعاصمة الفرنسية، وكنيسة بولونيا في ايطاليا، بزعم انه توجد بها صور تسيء إلى الرسول، وكذا القيام بعمليات إرهابية بالدنمارك. وبينت التحقيقات أن الجزائري المطلوب اعتقاله كان يتسلل سراً من المغرب إلى الجزائر في سيارة مقابل مبلغ 200 درهم، ولا يزال البحث جار لاعتقاله.

 

(المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 5 أفريل 2006)


صبرا أم زياد

 

ما إن أذيع نبأ سراح العشرات من المساجين السياسيين مساء السبت 25 فيفري 2006 حتي اهتزت للخبر عديد العائلات شوقا لفلذات أكبادها وسادت بينهم الحيرة وغمرهم القلق وسرت شائعات هنا وهناك وشاعت كثير من الأخبار المتضاربة والأرقام غير الدقيقة مما هيّج مشاعر الحنين وغـذّى حالة الخوف والترقب.

 

من بين هذه العائلات الكثيرة عائلة المعتقل زياد الفقراوي لاعب كرة القدم للبعث الرياضي بالمحمدية التي قضت ليلة الأحد من أطول الليالي وأثقلها لم تعرف فيها طعم النوم وحلاوة الاسترخاء وظلّت الأم الأرملة تجتهد بائسة في تصيّد الأخبار عبر الفضائيات الكثيرة، فتارة تتسمّر أمام الشاشة تفحص العروض الإخبارية وتتوسّم خبرا في بعض مقدّمي البرامج في مختلف الفضائيات وتارة أخرى تنبعث من مكانها كالمصعوقة بخطوات متثاقلة مضطربة فتراها كالقابض على الجمر في ذهاب وإياب تطلّ من النافذة ثم من الباب الخارجي ثم من الشرفة علّ عينيها تلمحان إبنها الأصغر زياد فتحضنه إلى ما لا نهاية لأوّل مرّة بعد تلك الليلة المشؤومة من يوم 18 أفريل 2005 التي داهمت فيها مجموعة أمنية المنزل وأخذت عنوة فلذة كبدها بدعوى الإرهاب وهو منه براء.

 

ما زاد في لوعة أم زياد التي تداعت صحتها بعد حادثة الاعتقال تلك المهاتفات المتلاحقة والاستفسارات المتتابعة الصادرة عن الأهل والأقارب والأصدقاء.

 

قصدت أنا بدوري مسكن أم زياد يوم الأحد 26 فيفري 2006 أستجلي إمكانية سراح زياد الفقراوي فوجدت نفسي أمام أم متهالكة لوعى سرعان ما تغرق في سيل من الدموع فتأخذها غصّة وتحجم عن الكلام معتذرة.

 

اقشعرّ بدني ودبّت نمنمة في عروقي وقلت صبرا أم زياد فلابد لليل أن ينجلي » وانسحبت متثاقل الخطوات معتصر القلب من فرط الوضع متمتما مردّدا. »لا حول ولا قوّة إلاّ بالله ».

 

رابح العمدوني

عضو جامعة الديمقراطي التقدمي ببن عروس

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 353 بتاريخ 31 مارس 2006)

 


منع

قالت لجنة الدفاع عن محمد عبو أن إدارة سجن الكاف منعت زوجته وابنائه من زيارته الخميس 13 مارس 2006 بتعلة أنه محل عقوبة تأديبية علما أن الأمر بدأ بالتضييق غير المبرر في ممارسة حق الزيارة منذ أسابيع وذلك باختصار أمدها في دقيقة أو دقيقتين. واعتبرت اللجنة هذا المنع غير المبرر إنتهاكا لحقوق السجين وحقوق عائلته، . وعبرت عن خشيتها من ان يكون الأستاذ محمد عبو في وضع صحي خطير بعد مرور عدة أيام على إضرابه عن الطعام للإحتجاج على أعمال المضايقة التي تستهدفه والذي بدأه في 11 مارس الجاري.

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 353 بتاريخ 31 مارس 2006)

 

الحكم بالسجن 46 سنة على عائد من افغانستان

قضت المحكمة العسكرية بتونس بسجن المواطن سيف الله بن حسين لمدة 46 سنة بتهمة الانتماء لجماعة إرهابية تنشط بالخارج زمن السلم والحث على الكراهية، وذلك على خلفية سفره إلى أفغانستان منذ سنة 2000 وبقائه هناك أثناء الحرب الأميركية على نظام طالبان. وكانت قوات الأمن التركية سلمت في وقت سابق بن حسين إلى السلطات التونسية، بعد أن ألقت عليه القبض بالأراضي التركية التي استقر بها بعد مغادرته أفغانستان إثر سقوط حكم طالبان.

 

ونفى بن حسين أمام هيئة المحكمة أي انتماء له لتنظيم القاعدة أو أي تنظيم إرهابي آخر، رغم إقراره أنه يُذكر أن المحكمة قضت في وقت سابق بسجن سيف الله بن حسين لمدة 22 سنة بتهم مشابهة، مما يرفع سنوات سجنه إلى 68 سنة.

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 353 بتاريخ 31 مارس 2006)

 

اضراب

دخلت عائلة السجين محجوب بن مبروك الزياني الموقوف بالسجن المدني 9 أفريل بتونس منذ 23 أفريل 2005 في إضراب مفتوح عن الطعام للمطالبة بتحسين ظروف إقامته داخل السجن وللمطالبة بإطلاق سراحه. وقرر والده مبروك الزياني وأمه مريم الزغبي (البالغين من العمر 60 سنة) والتي تعاني مرض القلب الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام تضامنا مع الابن وحقه في الإعلام بالإضراب وتنديدا بتصرفات إدارة السجن. كما أن الأم امتنعت عن شرب الدواء وفضلت الموت على أن ترى ابنها في تلك الحالة.

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 353 بتاريخ 31 مارس 2006)

 

مساندة

عبرت جامعة الحزب الديمقراطي التقدمي بسيدي بوزيد عن مساندتها لحبيب بوعجيلة ومحمد المختار الجلالي اللذان يتعرضان لمضايقات مختلفة. واستنكرت الجامعة هذه التجاوزات الخطيرة التي تهدف إلى إثناء المناضلين عن القيام بدورهما السياسي.

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 353 بتاريخ 31 مارس 2006)

 

ضغوط

يتعرض السجين السياسي السابق لطفي العمدوني إلى ضغوط أمنية متواصلة. كما تم إيقافه الأسبوع الماضي أكثر من مرة وطلبت منه الجهات الأمنية الاستقالة من الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين.

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 353 بتاريخ 31 مارس 2006)

 

« نفطال » تشتري جزءا من « عجيل »

بات في حكم المؤكد أن مجموعة « نفطال » الجزائرية ستفوز بصفقة شراء 35 في المئة من أسهم شركة توزيع النفط الوطنية « عجيل » التي طرحتها الحكومة أخيرا للخوصصة. وكانت وزارة الصناعة والطاقة اختارت خمس مجموعات من ضمن الشركات العربية والأجنبية التي قدمت عروضا للفوز بالجزء المعروض للبيع. واختارت « عجيل » بنك « ساتندار » الإسباني لتقديم المشورة لها في عملية التخصيص الجزئي لرأس مالها. لكن المنافسة انحصرت في الأخير بين « تام أويل » الليبية و »نفطال » الجزائرية .

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 353 بتاريخ 31 مارس 2006)

 

عمر الشاذلي وابن النفيس

أقدم البروفسور عمر الشاذلي الوزير السابق وعميد كلية الطب ورئيس معهد باستور سابقا بمعية الباحث والأكاديمي الأستاذ علي حمريت على خطوة غير مسبوقة تمثلت في ترجمة كتابين في الطب لابن النفيس (علاء الدين بن أبي حزم بن النفيس القرشي الدمشقي ) المولود في 1208 وهو مكتشف الدورة الدموية، من العربية إلى الفرنسية. ووضع البروفسور محمد أركون مقدمة بديعة للكتاب أشاد فيها بالمناقب العلمية للدكتور عمر الشاذلي الذي نشر 170 بحثا علميا. وتصدر الكتاب تمهيد هو عبارة عن دراسة شاملة وموثقة عن تاريخ الطب العربي وأهم المراحل التي مر بها وضعها الدكتور عمر الشاذلي، وصدر الكتابان في مجلد واحد عن دار « سامباكت للنشر » بتونس.

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 353 بتاريخ 31 مارس 2006)

 

تظاهرة

تنظم جمعية النهوض بالطالب الشابي تظاهرة كبرى بمناسبة يوم الأرض. وتشمل التظاهرة التي تنطلق يوم 30 مارس وتتواصل على مدى ثلاثة أيام محاضرات وحفلة موسيقية لفرقة البحث الموسيقي وأمسية شعرية يحييها الشاعر الكبير جمال الصليعي.

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 353 بتاريخ 31 مارس 2006)

 

نساء في مرمى النيران

بمناسبة الاسبوع الدولي للتحرك الطلابي تنظم مجموعات تونس في منظمة العفو الدولية بالاشتراك مع جمعية النساء الديمقراطيات تحركا تحت عنوان  » نساء في خطّ المواجهة  » من اجل وضع حدّ للعنف ضد المرأة.

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 353 بتاريخ 31 مارس 2006)

 

تعزية

على إثر وفاة والدة الصديق عادل عرفاوي عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تتقدم أسرة تحرير الموقف بأحر التعازي للصديق العزيز عادل راجية من الله أن يرزقه و أهله جميل الصبر و السلوان

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 353 بتاريخ 31 مارس 2006)

 

ندوة عن بورقيبة في باريس

 

التأمت بقصر بلدية ضاحية شانتيي الباريسية يوم السبت 25 مارس الجاري ندوة حضرها جمع من التونسييين المقيمين بفرنسا وأهالي الضاحية كان محورها « بورقيبة: لحظة قدر سياسي » « Bourguiba : le momment d’un destin politique » وألقى المؤرخ الفرنسي المعروف دومينيك شوفاليي محاضرة في الندوة التي تزامن انعقادها مع مرور نصف قرن على استقلال تونس، تطرق فيها إلى ظروف إقامة بورقيبة في باريس أواخر سنة 1954 وقرأ على الحاضرين مقتطفات من تقارير الإستخبارات الفرنسية حول نشاطه وعلاقته مع زواره وخاصة منهم المنجي سليم وحسان بلخوجة ومحمد المصمودي. وأشارت التقارير إلى اللقاءات السرية العديدة التي جمعت بورقيبة مع ألان سافاري الممثل الخاص لرئيس الوزراء آنذاك بيار منداس فرانس. وبيَن شوفاليي الدور الذي لعبه الزعيم بورقيبة من وراء الستار للمساهمة في بلورة المسار الذي قاد إلى الإستقلال الداخلي والذي أعلنه في نهاية المطاف منداس فرانس نفسه أمام الباي في جوان 1955.

 

وشُفعت المحاضرة بنقاش ثري أداره السفير بيار هانت رئيس جمعية « ذكرى بورقيبة » بفرنسا وتدخلت خلاله عدة شخصيات تونسية وفرنسية من بينها الوزير السابق السيد الطاهر بلخوجة. ولوحظ أن المتحدثين، وخاصة السيدات، أبدوا اعتزازهم بتلك المرحلة التي وُضعت تحت عنوان تصفية الإستعمار وطالبوا بالمزيد من النشاط لإجلاء الغبار عن تلك الحقبة المهمة في تاريخ تونس وشمال إفريقيا.

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 353 بتاريخ 31 مارس 2006)


قريبا الإعلان عن قائمة جديدة للعفو عن المورّطين في قضايا شيك بدون رصيد

 

تونس – الصباح: تنكب مصالح وزارة العدل وحقوق الإنسان هذه الأيام علي إعداد قائمة جديدة للعفو عن المورطين في قضايا الشيك بدون رصيد ومن المنتظر أن تكون هذه القائمة جاهزة خلال الفترة القادمة. وكانت ثلاث قائمات أخرى للعفو عن المورطين في قضايا الشيك بدون رصيد صدرت في وقت سابق وضمت القائمة الأولى حوالي 170 شخصا بينما شملت القائمة الثانية نحو 177 شخصا وشملت القائمة الثالثة قرابة 300 شخص.

 

ويشمل العفو المحكومين في قضايا الشيك بدون رصيد والذين توفرت فيهم الشروط التي جاءت في القرار الذي أذن به رئيس الدولة يوم 7 نوفمبر الماضي مع التقدم بما يفيد خلاص أصل الدين وخلاص المصاريف. ومن المنتظر أن يتواصل إعداد قائمات أخرى للعفو عن المورطين في قضايا الشيك بدون رصيد.

 

كريمة دغراش

 

(المصدر: جريدة « الصباح » التونسية الصادرة يوم 6 أفريل 2006)

 

حول أحداث هرقلة

 

لم يخف كل من تابع محاكمة الشبان المتهمين بالوقوف وراء الأحداث الدامية التي شهدتها محطة الاستخلاص بهرقلة أسفه كما لم تغب الحيرة عن الصورة.

جل المتهمين هم من الشباب وعدد كبير منهم من التلاميذ بالمعاهد الثانوية وكان وقوفهم أمام المحكمة «مؤلما» بأتم معنى الكلمة كنت بين أمرين الأول تلك الأضرار الفادحة بالممتلكات العامة والخاصة وما لحق البنيّة «أميرة» وبعائلتها من أذى والثاني أولئك الشبان الذين وجدوا أنفسهم خلف القضبان بأحكام تجاوزت الثلاث سنوات والنصف وما يعنيه ذلك من انعكاس على مستقبلهم وعلى عائلاتهم وبقطع النظر عن مدى تورطهم في تلك الأحداث المؤلمة فإن الاشكال حقيقة أعمق من ذلك إذ هل استطاعت الأحداث الدموية الأخيرة بين أحباء الترجي والنجم أن تدفع نحو السؤال الواجب طرحه؟

بمعنى آخر هل هناك من حاول استنطاق الظاهرة وفضاءاتها قبل الأشخاص؟ خاصة وأننا إزاء أحداث جلّ المتورطين فيها من تلاميذ المعاهد الثانوية أم سيلفّها النسيان ونجد أنفسنا بعد فترة أمام أحداث أخطر.

 

* منجي الخضراوي

 

(المصدر: صحيفة « الشروق » التونسية الصادرة يوم 6 أفريل 2006)

 

 تونس تنفرد عالميا باستهلاك الزقوقو

 

تزامنا مع استعداد المواطن للاحتفال بالمولد النبوي الشريف وما يتبعه من اعداد عصيدة «الزقوقو» تبين أن المعطيات المتوفرة لدى ادارة الغابات تؤكد أن هذه المادة النباتية ستمكن من تلبية طلبات الاستهلاك وقد ساهمت العوامل المناخية في وجود مساحة بـ300 ألف هكتار من الصنوبر الحلبي يستغل منها حاليا حوالي مائة ألف هكتار بمعدل انتاج جملي أدنى في حدود 400 طن وفي هذا السياق علمنا أن تونس هي الدولة الوحيدة التي تستغل مادة الزقوقو للاستهلاك البشري في حين تستغل عديد الدول المنتجة لهذه المادة لأغراض أخرى أهمها التشجير الغابي.

 

(المصدر: جريدة « الصباح » التونسية الصادرة يوم 6 أفريل 2006)

 

شراكة سعودية – تونسية لإنشاء مصنع لإنتاج مادة ثلاثي متعدد فوسفات الصوديوم

الرياض: «الشرق الأوسط»

 

أعلنت أمس مجموعة الزامل وشركة الكيميا التونسية عن نيتهما إنشاء شركة لإنتاج مادة ثلاثي متعدد فوسفات الصوديوم في الجبيل الصناعية (شرق السعودية). وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنع المزمع إنشاؤه 50 ألف طـن في السنة من مادة ثلاثي متعدد فوسفات الصوديوم مطابق لمواصفات ومتطلبات الشركات العالمية العاملة في صناعة المنظفات.

 

ويتوقع دخول المصنع الإنتاج عام 2008، حيث سيتم تمويل رأسمال الشركة الذي لم يتم الإعلان عنه من طرف مجموعة الزامل وشركة الكيميا وسيتم اعتماد أسلوب وتكنولوجيا «الكيميا» التي تستعملها بمصانعها في تونس.

 

وذكر علي بن علي، رئيس مجلس الإدارة ومدير عام شركة «الكيميا»، إن هذا الاستثمار سيساعد في مواجهة الطلب على مادة ثلاثي متعدد فوسفات الصوديوم في السعودية ودول الخليج الأخرى وكذلك في الدول المجاورة.

 

وأكد بن علي أن هذا الاستثمار يمثل مرحلة أساسية في استراتيجية شركة الكيميا التوسعية في المنطقة، معبرا عن سعادته بموافقة مجموعة الزامل على المشاركة في هذا المشروع. من جانبه أكد المهندس اسامة عبد العزيز الزامل، مدير عام إدارة تطوير أعمال المجموعة في الرياض، أن استثمار مجموعته في مشروع ثلاثي متعدد فوسفات الصوديوم يتماشى مع سياسة استثمار المجموعة في الكيماويات المتخصصة والوسيطة.

 

وتابع أن هناك سوق لهذه المادة في الخليج والدول الأخرى وأن شركة الكيميا حاليا تبيع منتجاتها إلى الشركات العاملة في صناعة المنظفات في المملكة ودول الخليج.

 

(المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 5 أفريل 2006)


بعث إلينا الشيخ راشد الغنوشي مشكورا بالرد التالي على سؤال توجهنا به إليه قبل بضعة أيام:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

« مستوطنون » تونسيون يستولون على بيت الشيخ راشد الغنوشي وبيت صهره

 

الى الإخوة والأخوات القائمين على منبر تونس نيوز الأغرّ

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بارك الله في جهودكم لإنارة الرأي العام وإرساء أسس صحافة حرة في بلادنا،

 

جوابا عن رسالتكم بتاريخ 27-3-2006 تستوضحون فيها عما يخصني مما ورد في مقال للسيد نبيل الرباعي ذكر فيه أن السيد حسين محمدي رئيس لجنة تنسيق الحزب الحاكم بمنطقة ابن عروس سابقا، كان قد أسس قبالة بيتي بابن عروس شعبة دستورية للتجسس عليّ، ثم استولى على بيتي وتصرف فيه.

 

وللحقيقة فإني أؤكد:

 

1- أني لم أكن أعلم شيئا عن السيد حسين محمدي إيجابيا أو سلبيا قبل أن ينشر مسلسل مقالاته بتونس نيوز.

2- وأنه حتى تاريخ مغادرتي تونس في 12ماي 1989 على إثر فضيحة الانتخابات، لم تكن أمام بيتي بـ 13 نهج القدس بابن عروس شعبة رسمية وإنما عدد من العيون معروفة لدى كل الجيران وبالخصوص في الزاوية الشمالية حيث تحول ذلك البيت الى وكر لمراقبة بيتي. إضافة الى مركز شرطة متنقل يلاحقني أشد من ظلي ويفتح ملفا لكل من أزور أو أتصل به أو أتبادل معه السلام حتى اختنقت وغادرت البلاد بدعوة من جمعية طلابية فلسطينية بألمانيا لالقاء محاضرة، ثم تلاحقت الدعوات وتطورت الأوضاع بالبلاد فطلب اليّ اخواني في القيادة البقاء في الخارج.

3- أما عن بيتي فقد ظل أهلي يسكنونه بعد مغادرتي حتى هاجروا ملتحقين بي في الجزائر أين استقر بي المطاف قبل أن يزلزل الأرض الانقلاب المشؤوم في بداية 1992.

4- ظل بيتي  في عهدة صهري، ومسكنه منه قريب. ولقد ارتأى للمحافظة على البيت المغلق أن يمكّن أسرة فقيرة يعرفها من المسكن  الصغير المتفرع من البيت الأصلي  لتسكنه مقابل قيامها على حراسة البيت. واستمرت أم زوجتي ترتاد البيت بين الحين والآخر لتهوئته غير أنها فوجئت بعد مدة بتغيير الأقفال وانتصاب أحدهم في البيت مدعيا ملكيته طاردا العجوز شر طردة، فاتجهت الى مركز الشرطة للشكوى فماطلوها حتى اذا تمكنت من مقابلة السيد المحافظ صرفها قائلا « هذه البلاد ليست لكم ونحن بالكاد نتحمل وجودكم ، فلا تريني وجهك بعد اليوم » فانسحبت باكية. ولم تكن تدري أن الخطب أجل، ذلك أن زوجها (صهري) سرعان ما تعرض لحادث سيارة غريب أودى بحياته رحمه الله. ولم يمض طويل عهد حتى رفض الرجل الذي كان قد سوّغ له المتوفى الطابق العلوي من بيته وهو مسؤول في الأمن السياسي، رفض أداء الإيجار وهو مصدر الرزق  الوحيد  للأرملة وابنها وابنتها القاصرين، ثم ما لبث أن مضى أبعد من ذلك فادعى أنه قد ابتاع البيت من المتوفى وزوّر وثائق ملكية وأمر العجوز ومن معها بمغادرة البيت بعد أن قطع عنهم  الماء والكهرباء، ولما رفضت لم يعجزه أن يستحضر فريقا من القوة العامة قذفت بهم إلى الشارع فهامت وابناها على وجوههم، وظللنا – من الخارج- أكثر من شهر نتحسس أثرا لهم حتى ظفرنا بهم وقد آووا الى « زاوية » بعد أن تنكر لهم كل المعارف تحت وقع الرعب خلال سنوات الجمر، ثم أمكن لهم الظفر بغرفة في « وكالة » في حي شعبي. وباءت حتى الآن بالفشل كل محاولات العجوز في استرداد بيتها. وحتى بعد أن صدرت أحكام بملكيتها له، لم يكن عسيرا على المسؤول الأمني الذي « استوطن » البيت أن يزوّر وثائق أخرى ويستأنف. ويبدو أنه قد فوت فيه لأحد البنوك. أما عن بيتي فلا أعلم عنه إلا أن « المستوطن » الهمام قد تصرف فيه بكل حرية فشوهدت شاحنة تنقل الأثاث. لم أقم بشيء بعد الذي علمت من مصير بيت صهري إلا أني أرسلت رسالة مسجلة تثبّت ملكيتي وتطلب بكل لطف من « المستوطن » الهمام أن يغادر البيت الذي لم أبعه له ولا أجرته ولا وهبته، وكان ذلك بقصد ألا يكتسب فيه حقا بمرور المدة. ولكن للغرض ذاته أوكلت لبعض المحامين أخيرا أن يثيروا القضية. وكنت أجيب الزوجة كلما حرضتني على التحرك، بقول الشاعر: « لو كان سهما واحدا لرددته، ولكن أول  وثان وثالث » لو كان الأمر مقتصرا على اغتصاب بيت لهان. إنه اغتصاب وطن واستباحته أرضا وعرضا. غير أن الأمر كما كان يردد إقبال وهو يستشرف مصير الطغيان « كم من نخلة سقطت في البوادي. » وأبلغ منه قول رب العزة: « ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون »

« وما شهدنا إلا بما علمنا » والمعذرة على الإطالة والاستطراد وتعكير المزاج، وهذا غيض من فيض وحبة خردل بالقياس إلى جبل المظالم الذي ناء بثقله على أحرار البلاد وإسلامييها بالخصوص. ولكن الأجر على قدر البلاء. ودولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة: « إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب »

 

أخوكم

راشد الغنوشي   


سليم بوخذير احد أسود تونس 

علي بن غذاهم – تونس

 

والله  لا يمكن ان  نجد  نظاما علي وجه البسيطة اشدّ خسّة وحماقة  من النظام التونسي في تعامله مع الصحافيين الاحرار والإعلاميين الصادقين والمؤسسات  الإعلامية الحرّة وما حالة الإعلامي الكبير سليم بوخذير  الاّ جزءا من 

المآسي والمهازل التي يعيشها  قطاع الإعلام والصحافة في هذا العهد المشؤوم في تونس.

 

وهذا في الحقيقة  ليس غريبا علي نظام  يتحوّل فيه « بائع  بطّيخ » الي رئيس مؤسسة اعلامية  بين عشية وضحاها  او تتحوّل فيه « حلاّقة « مشبوهة في رمشة عين الي مسؤولة كبيرة في الدولة او يتحوّل فيه مخبر امن الي رئيس مؤسسة تربوية  او يكرّم فيه « مزاودي  » باعتباره  نموذج للفنّ والثقافة  او يتحوّل فيه « كلب سوق »  الي  منشط اعلامي بارز..

 

يا للعار ياللعار اين انت يا ما يسمي  بجمعية الصحافة التونسية  ؟؟؟  يا من تتبجّحين زورا وبهتانا بتكريم الرئيس بن  علي  للصحافيين ؟؟ هل بقي لكم من دور غير التضليل والخداع ؟؟ والله ان وضع الصحافة والصحافيين في عهد الإستعمار الفرنسي البائد افضل الف مرّة من المهانة والإذلال الذي يعيشه الصحافيين اليوم في تونس.

 

إلي متي سيواصل الصحافيين الأحرار في تونس انهاك اجسادهم باضرابات الجوع ؟؟  هل هذه هي ثمرة خمسين سنة من الإستقلال ؟ وأي عيد هذا؟ وأي استقلال ؟  »

 

عيد باي حال عدت يا عيد  *** بما مضي ام بامر فيك تجديد ؟

 

حالة الصحافي الجريء سليم بوخذير هي وصمة عار في جبين النظام التونسي وحلقة من حلقات  الماساة التي يعيشها الصحافيين الصادقين في تونس من امثال السيّد حمادي الجبالي  مدير جريدة الفجر التونسية الذي قضي خمسة عشرة سنة في زنزانة انفرادية في سجون تونس والصحافي عبدالله الزواري  الذي سجن عشرات السنوات  وهو اليوم منفي داخل تونس في اقصي الجنوب التونسي قسريا  بعيدا عن زوجته واولاده  بحوالي 500كلم والشهيد  سجين الإنترنت الكاتب  زهير اليحياوي  والصحافية المناضلة سهام بن سدرين التي تعرّضت  للضرب والسحل في الشارع من طرف البوليس  وتعرضت هي والصحافية ام زياد  لمحاولات بعض  » الأوباش » من ازلام النظام المتسترين وراء اقنعة الصحافة الحرّة لتشويه سمعتهما ومحاولة الطعن في شرفهما عبر فبركة اكاذيب وافلام  دنيئة والكاتب  محمّد عبو الذي يقبع  منذ اكثر من سنة  في السجن من اجل كتابته مقال يقارن فيه بين سجن ابوغريب العراقي  وسجون ابوغرائب التونسية  وقائمة سحق وسحل وهرسلة وتجويع  وسجن وطرد وارهاب الصحافيين الأحرارفي تونس  طويلة وطويلة جدّا…..

 

امّا السيّد سليم بوخذير  فنقول له انت وامثالك من الصحافيين الصادقين في تونس نعتبركم تاج رؤوسنا ومصدر عزّتنا وفخرنا في هذا الزمن الرديء وسياتي اليوم الذي تنصفون فيه باذن الله  ويذهب  » الصبّابة »  وأشباه الرجال وأشباه الصحافيين الي مزبلة التاريخ. واعتقد في الأخير ان هذه الأبيات تنطبق عليك وعلي أمثالك من اسود تونس:

 

تموت الأسود في الغابات جوعا *** ولحم الضأن يرمي للكلاب

وذو جهل ينام علي سريرة   *** وذو علم ينام علي التراب

 

6 أفريل 2006


بسم الله الرحمان الرحيم

و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين

 تونس03/04/2006

  بقلم محمد العروسي الهاني

    مناضل دستوري تونس

الحلقة الاولى

لمسة وفاء و عرفان واكبار في الذكرى السادسة لوفاة الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله اكتبها بأحرف ذهبية و بالدم و الوطنية الصادقة

 

على بركة الله تعالى و على امتداد الاعوام الماضية الخمسة كان ضميري و قلبي و وجداني و احساسي مع هذا الموعد الهام.. مع حدث الفراغ السياسي و الوطني.. مع حدث فقدان المعلم النصوح.. المعلم الذي نذر حياته و وقته و عمره و شبابه و كهولته و شيخوخته لفائدة الامة التونسية..

 

و اليوم في ذكرى وفاته السادسة -رحمه الله- لا بد من ذكر هذا الزعيم الاوحد و المعلم  الكبير و القائد الفذ و الرمز الخالد و العملاق الكبير الذي صنع الاحداث الكبرى و الرهانات العظمى التي عددت منها 31 رهانا.. و قد كتبت خلال عام 2002 مقالين بجريدتي الصباح و اخبار الجمهورية  يومي 5 و 6 أفريل 2002 و شرحت بكل امانة  الرهانات الكبرى التي صنعها  المجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة طيلة حياته النضالية انطلاقا من عام 1927 ..

 

و هذه لمحة عن حياته:

 

ولد الزعيم الحبيب بورقيبة يوم 3 أوت 1903 بالمنستير في اسرة متواضعة الدخل و هو الابن الثامن.  و تعلقت همة والده المرحوم علي بورقيبة رحمه الله بتعليمه و كان التلميذ النجيب. و في عام 1915 احرز على الشهادة  الابتدائية و انتقل الى العاصمة لمواصلة دراسته الثانوية في المعهد الصادقي و ابرز تفوقا في الدراسة و اعجابا من طرف المدرسين و الاساتذة. وقد تعرض الى ازمة صحية و وعكة كانت سببا في تعطيله سنة او اكثر و قضى مدة بجانب شقيقه بالكاف التي احبها و عشقها. وفي عام 1924 احرز على شهادة الباكالوريا الجزء الاول و الثاني و سافر الى فرنسا لمواصلة تعليمه العالي في كلية الحقوق و العلوم السياسية.

 

باريس كانت قبلته نهل من علومها و حضارتها و ثقافتها و أدبها و شعرها

 

و انكب طيلة 3 اعوام من 1924 الى 1927  على الدراسة و نهل العلم و الادب و الثقافة و الشعر و اهتم بالتاريخ و العلوم السياسية و اطلع على حضارة فرنسا و تشبع بحضارتها و تاريخها السياسي و النقابي. و اطلع على تاريخ الثورة الفرنسية و تفاصيلها و اسبابها و دوافعها و اسرارها. و اطلع على اسباب الضعف و مواطن القوة في مجال المشاركة الفاعلة في الثورة التاريخية. و في عام 1926 تزوج بالفتاة الذكية الاصيلة الفرنسية و انجب منها ابنه الوحيد الحبيب بورقيبة عام 1927 . و عاد الزعيم الشاب الحبيب بورقيبة عام 1927 الى ارض الوطن حاملا شهادة الحقوق و العلوم السياسية و هو في سن 24 سنة و باشر مهنة المحاماة بعد ان تدرج و تربص في مكتب محامي مترسم و كان شغوفا  و متعلقا  بالدفاع عن القضايا الوطنية مجانا.

 

و في عام 1927 و على وجه التحديد يوم 11 جانفي 1929 شرع الحبيب بورقيبة  يحرر المقالات  باللغة الفرنسية  و ينشرها في صحيفة اللواء التونسي

 

وواصل  الكتابة في الصحافة حتى فيفري 1931 . و في 13 فيفري 1931 انعقد اجتماع بنزل فرنسا  بالعاصمة حضرته  نخبة من الشخصيات المعروفة بغيرتها الوطنية قصد التشاور بمناسبة قرب موعد الاحتفال بالذكرى الخمسينية لانتصاب الحماية الفرنسية و اختيار اقوم السبل و الطرق لمجابهة الخطر الاستعماري.. خاصة بعد انعقاد المؤتمر الافخاريستي بقرطاج. و تم الاتفاق على ان ينضم الشبان المثقفون الحاضرون و من بينهم الشاب المحامي الصحفي الحبيب بورقيبة الى جريدة صوت التونسي التي كان يصدرها الشادلي خير الله بعد ان توقفت جريدة اللواء التونسي اليومية التي ساهم في صلبها  الزعيم الشاب الحبيب بورقيبة.

 

أول مقال نشره الحبيب بورقيبة يوم 23 فيفري 1931 بعنوان « تطوير الحماية »

 

يوم 30 جوان 1931 حضر الزعيم الحبيب بورقيبة مع اعضاء اسرة تحرير « صوت التونسي » مقابلة بدارالاقامة العامة الفرنسية بالمرسى « المقيم العام مانصرون » الذي طلب منهم تغيير لهجتهم ازاء فرنسا… و اعلمهم بأنه قرر وقف التتبعات العدلية ضد الصحيفة  بعد ان كان من المقرر محاكمتهم يوم 4 جويلية 1931 . و تأكد للحبيب بورقيبة من سياق المحادثة ان اتصالا سابقا تم دون علمه و علم اصدقائه بين ممثل فرنسا و الشاذلي خير الله و رفض خير الله مكاشفتهم بفحوى ذلك الاتصال. و في 2 جويلية انفصل الزعيم بورقيبة عن تلك الصحيفة.

 
غرة نوفمبر 1932

 

اسس الحبيب بورقيبة مع اربعة من رفاقه و اصدقائه صحيفة  يومية باسم العمل التونسي تولى رئاسة تحريرها. و في 11 جانفي 1933 انفصل عن الجريدة علي بوحاجب المدير الاداري و احد المحررين و تبعه البحري قيقة و سكريتير التحرير البشير المهذبي. و منذ ذلك الحين تفرغ الزعيم الحبيب بورقيبة  و كرس كل وقته للصحيفة من اجل المساهمة في نشر الوعي الوطني و تحسيس الشعب بواسطة الصحافة المكتوبة. وفي 6 افريل 1933 طالب احد اعضاء مجلس الامة الفرنسي الحكومة بأن تستحث حركة التجنيس في تونس ذاكرا إنها لم تشمل إلا 20.000 تونسي مسلم منذ عام 1923 . و لذلك عمدت سلطات الحماية الى استصدار فتوى من رجال الشرع تجيز للمسلم التجنس بالجنسية الفرنسية دون ان يرتد عن الاسلام. و فضحت صحيفة العمل التونسي التي يديرها الزعيم الشاب الحبيب بورقيبة المؤامرة و قاومتها و شنت حملة توعية عنيفة هذا للتاريخ.
 
يا سادة يا سادة يا سادة تفطنوا لخطة بورقيبة

 

يوم 15 افريل 1933  شاع في العاصمة خبر موت احد المتجنسين فتجمهر الشعب ليحول دون دفنه في احدى مقابر المسلمين. و اضربت العاصمة و جرت اصطدامات مع الشرطة المسلحة و استمرت الاضطرابات يومين كاملين. و في غرة ماي 1933 اضربت العاصمة و اصر الشعب على الحيلولة دون دفن زوجة احد المتزعمين لحركة التجنيس و قامت الشرطة على حراسة المقبرة بالليل و النهار بعد ان عمدت الجماهير نبش قبر الميتة و اخراج جثتها…

 

يومي 12 و 13 ماي 1933 انعقد مؤتمر الحزب الحر الدستوري و بطلب من القاعدة الحزبية ضم الزعيم الشاب الحبيب بورقيبة و رفاقه من اسرة تحرير العمل التونسي  الدكتور محمود الماطري – الطاهر صفر – البحري قيقة و محمد بورقيبة الى اللجنة التنفيذية للحزب باعتبارهم نخبة من الشباب المثقفين و العاملين في الصحيفة  التي قامت بدور هام و حاسم لتوعية الشعب و ابلاغ صوته للرأي العام العالمي.

 

و في 8 أوت 1933 اصرت السلطات الفرنسية ان يدفن طفل ابوه متجنس بالمقبرة الاسلامية بالمنستير فنشأت عن ذلك اضطرابات قتل فيها الشهيد شعبان البحوري برصاص الجيش الفرنسي فكان اول ضحية للحركة الوطنية الجديدة. و حضر الى تونس اثر ذلك وفد من اهالي المنستير لابلاغ مشاعر الامتنان للباي اثر عزله عامل بلدتهم المنستير نتيجة تقصيره في الدفاع عن الاهالي. و تولى الحبيب بورقيبة قيادة الوفد بوصفه ابن المنستير و محامي يهمه ما يجري في مدينته. و ازاء ذلك غضب اعضاء اللجنة التنفيذية للحزب الحر الدستوري و قرروا توجيه توبيخ للزعيم الحبيب بورقيبة. و الحال أنه تولى رئاسة الوفد بوصفه منستيريا لا بوصفه مسؤولا في اللجنة التنفيذية للحزب.

 

و في 9 سبتمبر 1933 الحبيب بورقيبة يستقيل من اللجنة التنفيذية للحزب. و اثار ذلك ارتياح اعضاء اللجنة لأنهم كانوا غير مرتاحين لعمل الزعيم بورقيبة و نشاطه الحزبي و طريقته و اسلوب عمله الشجاع و الجريء.

 

و مما يذكر ان اعضاء اللجنة قد انكروا في مقابلة مع المقيم العام الفرنسي سلوك و نشاط الشاب الحبيب بورقيبة الذي جاء بأسلوب جديد و طريقة عمل جديدة و تواصوا فيما بعد بعدم افشاء ما جرى في تلك المقابلة مع المقيم العام. و لكن البحري قيقة ردد خبر المحادثة و ما دار فيها فأصدرت اللجنة التنفيذية للحزب قرار رفته من اللجنة و تضامن معه الدكتور محمود الماطري و محمد بورقيبة و الطاهر صفر فاستقالوا بدورهم. و اثار ذلك بعض الضجة في اوساط المناضلين الدستوريين. و ما كان من اللجنة التنفيذية الا ان اصدرت منشورا حملت فيه على الحبيب بورقيبة و رفاقه و رمتهم بالتنطع و الطيش…

 
3جانفي 1934
اليوم الحاسم و القرار المصيري

 

يوم 3 جانفي 1934 حاول الزعيم الحبيب بورقيبة بمعية الاستاذ الطاهر صفر الاتصال بالدستوريين في قصر هلال لشرح حقيقة الموقف و ابعاده و اسبابه. لكن احرار قصر هلال اعرضوا عنه اول الامر ثم وافقوا على طلبه. و عاد ليلا في شتاء قارص و بارد في شهر رمضان المعظم. و انتظم اجتماع دستوري بدار بن عياد -المتحف الوطني اليوم- و استمعوا الى اقواله بلهجة الصدق.. و اصغوا باهتمام لتحليله و خطابه المؤثر.. و قد كان لشرحه الدقيق و لخطابه المسهب الاثر البالغ في النفوس.. فحملوه على الاعناق هاتفين بحياته و حياة تونس..

 

و تأكد الزعيم بورقيبة في ذلك اليوم من مقدرته على الخطابة و لم يكتشف ذلك قبل هذا اللقاء الحاسم.. و تأكد لديه مفعول الاتصال المباشر الذي له وقع على النفوس اكثر من المقالات الصحفية.. و اخذ من ذلك اليوم يجوب البلاد شرقا و غربا و جنوبا و شمالا متمسكا بطريقة الاتصال المباشر بالمناضلين الدستوريين و بفضح اساليب اللجنة التنفيذية للحزب و مناورات السلطات الفرنسية و المقيم العام الفرنسي..

 

و اخيرا اقترح عليه الشيخ البشيربن  فضل من منزل تميم الدعوة الى عقد مؤتمر خارق للعادة. و تبنى الزعيم بورقيبة هذا الاقتراح و كان مؤتمر قصر هلال المنعرج الحاسم يوم 2 مارس 1934 موضوع الحلقة الثانية بحول الله.

 

و قبل ان اختم الحلقة الاولى اشير الى ذكر ستة ملاحظات هامة:

 

أولا:

ان الزعيم الشاب  الحبيب بورقيبة عاد من باريس و عمره 24 سنة عام 1927  في عنفوان الشباب و في يديه شهادة عليا في الحقوق و العلوم السياسية عام 1927 و البلاد عدد مثقفيها يعد على الاصابع كان له ان يشغل مهنة المحاماة و يكسب منها اموالا طائلة و يعيش حياة البذخ لو أراد…

 

ثانيا:

اختار مهنة الصحافة الشاقة من اجل اداء رسالة وطنية سامية لمدخل اساسي لخدمة وطنه وقضايا  شعبه بعد ان تعلم في فرنسا و فهم من خلال اطلاعه و دراسة الثورة الفرنسية لمقاومة الظلم و القهر و عاد الى ارض الوطن بنفس الحلم و حقق الاهداف المرسومة و الغايات النبيلة لوطنه و شعبه.

 

ثالثا:

نقارن بعد 77 سنة من عام 1929 تاريخ انشغال الزعيم بالصحافة في اسمى معانيها و اهدافها و بين « فرسان » اليوم الذين اتخذوا من هذه الرسالة السامية اما للشتم و الثلب و التشكيك و التهجم على الغير بمبرر و غير مبرر و اما لتحقيق طموحات المادة.. و المادة.. ثم المادة.. و الوصولية.. و الطموح المفرط بحرق المراحل.. و الوصول الى درجات عالية بدون رصيد نضالي و بدون تضحية ما عدى قلم الشتم و الثلب و قلب الحقائق.. و شتان بين عام 1929 و عام 2006.. بين مواقف الزعيم الحبيب بورقيبة و مقالاته ضد الاستعمار الفرنسي و ما يكتب اليوم من مجموع « البراهين ».

 

رابعا:

هل السيد محمد مواعدة يتذكر لفتة الزعيم بورقيبة الذي اذن بمعالجته في الخارج لاجراء عملية على عينيه شفاه الله تعالى. قال الله تعالى : »و هل جزاء الاحسان الا الاحسان » صدق الله العظيم.

 

خامسا:

هل ضحى أخونا عبد الجليل التميمي يوما في حياته لفائدة البلاد.. و هل سجن يوما من اجل الوطن.. و هل قام بواحد من مليار ما قام به زعيم الوطن بورقيبة.. و هل أخونا العلاني او أخونا الحشاني اساتذة اليوم في الجامعة يستطيعان ذكر تضحية بواحد من مليار تضحية و تجلد و صبر و نضال و انجاز فعلي كما فعله رمز البلاد  ضمير الامة و صانع الاستقلال و رجل الدولة.. قال الله تعالى: »يا أيها الذين امنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا » صدق الله العظيم.

 

 سادسا:

ان الندوة التي انعقدت يوم 25 مارس 2006 بفرنسا باشراف شخصيات فرنسية و تونسية و التي القى فيها المؤرخ الفرنسي دومينيك شوفاليي بعنوان Bourguiba le moment d’un destin politique  و الذي سلط  فيها الاضواء على مرحلة هامة من حياة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة و ذكر اسرار تاريخية لم يعرف اغلب الشعب التونسي فحواها لفائدة زعيم الامة رحمه الله.. و قد تابع الحاضرون هذه المحاضرة الهامة و بعدها فتح باب الحوار فأجمع الحاضرون على مزيد الاهتمام بتاريخ هذا الرمز الخالد التاريخي.. فهل اصبحت فرنسا اليوم هي تونس الامس في عهد بورقيبة. قال تعالى: »فأما الزبد فيذهب جفاءا و اما ما ينفع الناس فيبقى في الارض » صدق الله العظيم

 
الى القاء في الحلقة الثانية يوم 5 افريل بحول الله.
 
محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري تونس


محاربة الحياء

كتبه عبدالحميد العدّاسي تعليقا على خبر بالعربيّة.نت ( فلم أحداثه تجري في « اتوبيس »..)

الذي يقرأ هذا الخبر و يقف عند تعليق المخرج ومساعدته التي أسْعِدت بقُبُلات حرام حارّة، وهي في المقعد الخلفي من الأوتوبيس، تحت أنظار السائق المتعطّش، قد يقلع سريعا عن لوم الدانماركيين أصحاب الرسومات السيّئة  المسيئة للرّسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم، فهم لا يزالون نزلاء جهلهم، وقد لا يكونون قد سمعوا، بعد، عن إسلام أو حياء أو عادات محافظة، كتلك التي علمها المسلم الذي منّ عليه الله سبحانه وتعالى بالنّشوء في بلاد الإسلام.

لقد رُزئنا في بلادنا العربيّة والإسلاميّة بثلّة وضيعة امتهنت – في ظروف خاصّة جدّا – العمل الثقافي لتهوي بالثقافة وبالأخلاق إلى مدارك لم يبلغها حتّى اللاّدينيون أنفسهم. وقد عجبت لمسلم يسمح لنفسه بالاستهزاء من مقدّسات الأمّة ثمّ يعرض ثمرة سقوطه في المركز الروسي أو الأمريكي كشفا لعورات بناتنا وبيانا لشذوذ شبابنا، في محاولة أحسبها رخيصة جدّا، للظهور بمظهر المتمدّن أو المعاصر. ثمّ لا يجد حرجا بعد ذلك في اتّهامنا بالتحجّر وبعدم فقه الجوانب الجنسية وعدم الحريّة فيها، وكأنّ أمّه وأباه قد حملا به في أوتوبيس أو في قاطرة أو في ركن من خمّارة.

جاء في صحيح مسلم أنّ حنظلة رضي الله عنه قال: نكون عند رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يذكّرنا بالنّار والجنّة حتّى كأنّا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله  صلى الله عليه وسلم  عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات، نسينا كثيرا، قال أبو بكر: فوالله إنّا لنلقى مثل هذا، فانطلقتُ أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله  صلى الله عليه وسلم، قلت: نافق حنظلة يا رسول الله! فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم:  وما ذاك؟ قلت: يا رسول الله نكون عندك تذكّرنا بالجنة والنّار حتى كأنّا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات – نسينا كثيرا – فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم:  » والذي نفسي بيده! إنْ لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة  » ثلاث مرات.

فالأمر إذن هكذا! ليس منّا نبيّ وليس منّا كامل، حتّى ينتبه هذا المخرج ومساعدته إلى خطورة ما نحن عليه من عدم الدوام على وتيرة اللاّإثم واللاّذنب، فيستعين على تفسيره لنا – ونحن نعلمه – بإذهاب حيائه وحيائها وحياء ركّاب الأوتوبيس والذين اتّبعوه بالنّظر.

ووالله، إنّا لا نقبّل زوجاتنا حلائلنا في بيوتنا أمام أبنائنا بل نفعل ذلك في خلواتنا، ليس تقصيرا منّا في فهم الجانب الجنسي أو الوفاء به، ولكن محافضة منّا على الحياء الذي خصّة سيّد ولد آدم بالذكر من بين شِعب الإيمان البضع والسبعين.

أخيرا أنا أعلم أنّ منكم – دعاة الثقافة الماجنة – مَن تلبس الحجاب لتزني من وراء حجاب، وقد رأيت ذلك بأمّ رأسي، غير أنّ ذلك لا يعني أبدا السماح لكم بفعله أمام أعيننا في الأوتوبيس أو على قارعة الطريق، فإنّ الستر بقيّة خُلق لا يزال يتمتّع به كلّ من رغب في احترام الغير له وكلّ من انتظر المغفرة من ربّه…

وسبحان الله ما أوضع هؤلاء القوم! يرفضون الحجاب وقارا عند طاهرة، ويقبلونه نشازَ سلوكٍ عند سُويقِطات من صنائعهم السود!…

 

لم لا تبكي القيروانُ

فاضل السالك « عاشق البحر »

 

 إلى ذكرى ذلك العظيم الذي سطر بأحرف الذهب والنار أحرف لن تمحى من ذاكرة القيروان الجميلة … إلى الشيخ القيرواني الجليل « عبد الرحمان خليف » في أربعينية رحيله

 

إذا ما هدأ الكون لم لا تبكي القيروان ؟

لم لا تبكي بقايا رحيق ذاك الزمان

لم لا تبكي قد علا وجهها سحاب كثيف من الأحزان

لم لا تبكي آخر عناقيد المرجان

أتى بعد زمان الجحود والظمأ

وقد وشح صدرها بالقرآن …

صوت صدح جهوري هزّ الآذان

خاصم الجهل …

صارع الحيف …

حمل القرآن سيفا

و لم لا تبكي وقد انقطع صوت النداء في أرجائها

وغاب في سوح النزال نجمها

فلتبك يا قيروان في الآفاق ذكراك … وقد غابت من الأحداث قصص تنبر سماك

سحنون الحزين أطرد من ثراك

وابن عرفة بات غريبا في رباك

وأبي زمعة لوث مقامه بخطاك

وعقبة ما بات يرجو لقاك

لتبك يا قيروان في الإيمان ذكراك

لا مسجد عقبة يملك حرمته

وقد سرقت منذ زمان زهرته

وأخرس إلى الأبد صوته …

لا شيء سوى هياكل باتت ترفعه

ولم نر بعد تلك العصبة الطاهرة

من يحرسك

وها هو اليوم آخر العنقود يفارقك

سلاما إليك يا حبيبتي

وإلى الجنة مثوى من بالزمان ذكّرك

 

فاضل السالك « عاشق البحر »

فرنسا – فيفري 2006

 


 

مزارعو الكوفايين

بحري العرفاوي

 

الكوفايين لمن لا يعرفه لا يشبه الكوكايين من حيث طبيعته أو طريقة إنتاجه وهو ليس منتوجا ماديا ولا يقدّر بالوزن أو الكيل أو القيس يمكن الاجتهاد في محاولة تعريفه بكونه منتوجا فراغيا يقع شحنه في أوعية رمزية على هيئة الأحرف والألقاظ كما يمكن تعليبه في هيئة كتاب عند التسويق وعادة ما يلجأ إلى تزويق الغلاف بالعنوان والألوان لاستجلاب المستهلكين الكوفايين يمكن شحنه أيضا في إيقاع موسيقي فيتحوّل إلى ما يقال عنه أغنية كما يمكن أن يتلبّس الكوفايين أشخاصا فينطقون به ويقومون بحركات يقال مسرحية الكوفايين مشحون دلالي ينتشر إنتاجه في الدول السائرة في طريق النواس ويقال النوسات وهو حالة من البهات والهزال والكسل ويقال الموات

 

زراعة الكوفايين تغري الكثيرين من فارغي العقول والأنفس والأيدي بتعاطيها لكونها لا تستدعي جهدا أو عناء أو مؤهلات وخبرات ولا تستدعي مساحة فلْح أو أدوات إنتاج مكلفة، يكفي أن يكون للفرد جرأة على تمييع المعنى واستخفاف بالجوهر واستعداد للتطاول والتعالي حتى يكون من أبرز المستثمرين في المنتوج الفراغي المعرّف بـ الكوفايين ويعرف هؤلاء بين الناس بكثرة قعودهم وتجنّب التواصل المباشر مع العامة والحكمة في ذلك انتزاع قيمة رمزية في أوساط المستهلكين وتجييش الرغبة الإلتذاذية لدى السذّج والحمقى والمغفلين فيتقرّبون إليهم ويتمنون مصاحبتهم أو نيل بعض اهتمامهم انهم يحضون بكل احترام وإجلال في المجتمعات التائسة يمشون في الشارع منتشين في كبرياء وعجب وكم ينتشون وهم يسمعون من يشير إليهم بانبهار هذا مزارع كوفايين ويطلق على من بلغ شهرة وذاع صيته في الداخل والخارج لقب كوفَايْنْ وترجمتها عند العامة فنّان ويحرص مزارعو الكوفايين المبتدئون على اختصار الوقت وتسريع التجربة وتوسيع الشهرة بأساليب متنوعة من أجل الوصول إلى مرتبة الكوفاين ليصبحوا من التسمثرين الكبار في المنتوج الفراغي

 

بعض هؤلاء ينفق من محصول بدايات تجربته الكثير في التنقل والسفر إلى أماكن بعيدة لتنمية الخبرة وتذوّق صنوف المنتوج الفراغي للمقارنة والاستفادة وحتى طلب الدعم من كوفاين شهير يتمنّى بسطاء كثيرون لو كانوا مثل هؤلاء بل إن أطفالا صغارا يعدون آباءهم وأمهاتهم بأنهم سينجحون في حياتهم وسيعوضون لهم أتعابهم وحرماتهم حين يصبحون كوفاينز ج كوفاين ويترجونهم أن يسمحوا لهم بمتابعة أنشطة هؤلاء وأساليب عيشهم وطرائق تكلمهم وحركاتهم وحتى تسريحات شعورهم ورقصاتهم انهم نجوم الكوفايين

 

يسأل تلميذ بريء أين يتلقى القرد دروسا حتى يصبح كوفاين؟ ويسأل آخر أيهما أفضل العالم أم الكوفاين؟ بل ثمة من الشباب من حسم الأمر وأصبحت لديه قناعة بأنّ المعرفة ليست أكثر من شقاء وإنّ السعادة في المنتوج الفراغي انّها الطريق السهلة والمريحة ولكن الصعوبة تكمن في المنافذ إليها لابد من وسطاء وأفضل وسيط عادة هو الكوفاين المتقاعد أو الكوفاين المراهق والمراهقة هنا لا علاقة لها بمرحلة عمرية وإنّما هي حالة مزاجية قد تصيب الشيوخ والعجائز حين يجهدون أجسادهم المترهلة ويصرّون على كون الشباب توهّجا وحاميّا واتقادا نفسيا إنه شباب الكوفاينز لا يقربهم كدر ولا يمسهم أرق ولا تقضّهم أسئلة الحياة إنّه مفعول الكوفايين يشعرك بالنشوة الدائمة وينسيك نفسك ويغشي عينيك عن رؤية حقيقة الأشياء ويبرّد أعصابك فلا تنفعل ولا تغضب ويشغل عقلك عن التفكير والسؤال

 

يشاع بأنّ مزارعي الكوفايين يهددون بشنّ اضراب شامل على الإنتاج والترويج في كلّ المشاتل والمسالك مطالبين بدعم نشاطهم والتخفيض في الآداءات الموظفة على المداخيل يقول أحد المضربين عن استهلاك الكوفايين هي مجرّد دعاية لاستفزاز الرغبات الإلتذاذيّة

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 353 بتاريخ 31 مارس 2006)


مرثية زيت الزيتون

أبو مسرّات أحمد الطريقي

 

 إلى وقت قريبا جدا كنت صديقا للفقراء ورفيقا للمحتاجين وخليلا لكل الناس كنت الملاذ في كل الأحوال، في الحل والترحال، في السفر والاستقرار يهرع إليك الناس في جوعهم ويلتمسون بركاتك في مرضهم ويستنفرونك في عللهم كنت الطبيب المداوي والحكيم الشافي أعتقد الناس لقرون أن الرحيل لم يكن هواية من هواياتك أو هاجسا من هواجسك، ولكن اليوم أصبح توقك ملحا لمغادرتنا.

 

لقد أصبحت مستنفرا متحفزا متطلعا إلى مدن مجهولة وآفاق منسية لا ندري من دفعك إلى ذلك؟ ولا نعلم من حملك على هجرنا؟ حُبيباتك كانت ولازالت الاسم الذي يطلق على حاراتنا وشوارعنا وأزقتنا ومحلاتنا بل وحتى مدارسنا ودور عباداتنا أما اليوم فأصبحت زينة لقوارير والعلب لا نستطيع حتى ملامستها اللهم في لمحة من لمحات الحلم أو تهويمة من تهويمات الخيال هجّروك ورحّلوك وألبسوك حلّة المسافر الذي لم تتح له فرصة وداع الأقرباء والمحبين.

 

يا زيت الزيتون بالأمس القريب كانت كتب المدرسة تحث على القناعة والصبر على ضنك العيش، البعض منا يقول آكل زيتا وزيتونا وأحمد الله.

 

اليوم لا ندري من حرمنا حتى من نعمة حمد الله وشكره ولو على ضنك العيش وضيقه بالأمس كان المثل الأعلى الذي يجري على كل لسان هو الهناء ولو بالخبز والزيت فقط أما اليوم فإن الزيت تحوّل إلى مثل أعلى يطلب فلا يدرك، فلمن نشكو ندرتك والحال أن أشجارك تحاصر آفاقنا؟

 

لمن نشكو غلاءك بعد أن قرروا أن لا تكون على موائدنا؟ عزاؤنا أننا لا نزال نشاهد أشجارك مقيدة ترفل في حللها السوداء على حافة طرقاتنا ونلحظ آليات تنقلك وتنقل حبيباتك إلى هندسيات مغلفة تختفي في داخلها عزاؤنا أننا لا نزال نشتم رائحتك أو بعضا منها وقد نلتهم بعض حبّاتك على عجل، أما أنت يا زيت الزيتون فلا لسان تذوق ولا عين رأت ولا خطر على قلب بشر إن أسعارك أصبحت تدنو من أسعار المضادات الحيوية فهل نودعك ونقول السماح بيناتنا؟

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 353 بتاريخ 31 مارس 2006)

 


المنتدى الإجتماعي التونسي ينعقد يومي 22 و 23 أفريل 2006

ماهر حنين

 

وأخيرا عُـقِـد العزم على أن تلتئم الجلسة العامة للمنتدى الاجتماعي التونسي يومي السبت 22 والأحد 23 أفريل في خضم الاحتفال باليوم العالمي لمناهضة الامبريالية وقد توّج هذا الاتفاق بين المبادرين والفاعلين من أجل المنتدى سلسلة من اللقاءات والاجتماعات التحضيرية كان آخرها اللقاء التي احتضنه الاتحاد العام التونسي للشغل يوم الأحد الفارط 26 مارس بحضور ما يناهز الثمانين ناشطا نقابيا وحقوقيا ومدنيا ومن مختلف حقول العمل الاجتماعي والثقافي والمدني والفني .

 

وقد تداول الحاضرون على امتداد 4 ساعات من النقاش المفتوح في مجمل المسائل الترتيبية والمادية لعقد الجلسة العامة فضلا عن المحاور والقضايا المقترحة والتي من أهمها :

 

   انعكاسات العولمة النيوليبيرالية على الواقع الاقتصادي والاجتماعي في تونس .

 

   واقع الحركة الاجتماعية والثقافية .

 

   الديمقراطية وحقوق الإنسان .

 

   مسيرة النساء نحو المساواة .

 

   الشباب والعولمة (حق الشغل ) (الهجرة ).

 

   تأثيرات العولمة على البيئة .

 

   الثقافة البديلة .

 

كما تبادل الحاضرون الآراء حول إدراج المسائل المتعلقة بالتضامن بين الشعوب والنضال من أجل سلم عادلة، واللائكية وفصل الدين عن الدولة، وأية بدائل ممكنة للعولمة الرأسمالية.

 

إن هذا الاجتماع التحضيري جسّم بنجاحه المناخ الإيجابي السائد بين الجمعيات والمنضمات والنشطاء الملتقين حول مشروع المنتدى الاجتماعي التونسي. كما أنهى مرحلة المخاض الصعب لهذا المشروع وأكّد على ضرورة تجسير العلاقات بين كلّ المبادرين والفاعلين حتى يتجهوا رأسا نحو الجلسة العامة ومن ثمّة نحو الدورة الأولى للمنتدى .

 

ولا نبالغ إذا قلنا أن لقاء الأحد الفارط مثّل انعطافة هامة في مسيرة المنتدى الاجتماعي لأكثر من دلالة، ذلك أن جلّ الركائز الضرورية لحركة اجتماعية ومدنية تونسية نشطة من أجل تونس أخرى ممكنة غدت ليست فقط مستعدّة بل متوافقة على العمل المشترك كما أضحت ثقافة العولمة البديلة وآليات عمل المنتديات الاجتماعية أوسع انتشارا في صفوف النقابيين والمثقفين والحقوقيين والشباب ومناضلات الحركة النّسائية وهي ثقافة تعيد تشكيل بنيان الوعي بمخاطر الرأسمالية المنفلتة من عقالها والتي تخترق كل القارات وكل جوانب الحياة البشرية كما تجدد آليات الشعوب والحركات الاجتماعية في التصدّي والمقاومة المتضامنة والجسورة لهجمة رأس المال وينضاف إلى ذلك التجربة الثرية التي راكمها لفيف هام من النشطاء من أجل المنتدى بعد مشاركاتهمّ العديدة في منتديات عربيّة إقليمية وعالمية.

 

والأهمّ من هذا كله إيمان الجميع بأن التصدي لهجمة العولمة الليبرالية الكاسحة وما جنته الخيارات الحكومية المرتبطة بها من ويلات على نسيجنا الاقتصادي وعلى حقوق التونسيين الاقتصادية والاجتماعية لم يعد ممكنا دون توحيد الجهود وصهر الطاقات المناضلة.

 

إنّ كلّ إدّعاء يفكّ الارتباط تحت أي ذريعة كانت بين التنمية والديمقراطية من جهة والديمقراطية وحقوق الشعوب و الأوطان في السيادة والاستقلال من جهة أخرى هو إدعاء باطل لا يؤدي في خاتمة المطاف إلا إلى إخلاء السبيل لاستمرار هيمنة رأس المال ولتراجع المكاسب الاجتماعية والتمادي في انتهاك حقوق الإنسان خاصة في بلدان الجنوب التي تدفع شعوبها الكلفة الأكثر ارتفاعا للانعكاسات الاجتماعية والسياسية والثقافية للعولمة الرأس مالية وديكتاتورية السوق ونزعتها الهيمنيّة .

 

وحين ننزل اجتماع الأحد في سياق المسيرة العسيرة والطويلة التي قطعتها فكرة المنتدى في تونس منذ نداء المنستير في أكتوبر 2003 مرورا بعريضة الألف إمضاء وعديد المبادرات الدافعة باتجاه تجسيمها فإننا نلمس بوضوح بداية ترابط الحلقات وتحوّل الفكرة إلى قوّة ماديّة وميدانية قادرة على دفع حركة الواقع إلى الأمام .

 

وإن بدا للبعض أن مشروع المنتدى الاجتماعي التونسي لا يتقدم بالسّرعة التي تقتضيها متطلبات الواقع وتمليها المهام النّضالية إلا أنّ ما تحقق إلى حدّ الآن ولو بعد كبير عناء يعد مكسبا هاما في ضل ما تعيشه بلادنا من حالة فريدة في الانغلاق سياسي والإعلامي والحصار الأمني ممّا عطّـل نموّ وتطور كل ظاهرة مدنيّة أو سياسية تـتوق إلى الحياة وإذا كنا نتطلع في الأيام القادمة إلى الاضطلاع بدور جذري وإلى إرساء خطوات بنّاءة فعلينا أن نثبت ما تمّ إنجازه وأن نصونه من الاستهداف والنكوص والانكفاء وأن نوسّع دائرة إشعاع المشروع وندفع التفاعـل مع مجمل الفعاليات المدنيّة والفنيّة والاجتماعية التي تناضل حقا ضدّ السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي تمليها العولمة الليبرالية والتي تلتزم بمرجعية ميثاق مبادئ المنتدى الاجتماعي العالمي وبروحه الرافضة للإقصاء والمنفتحة للحوار والملتزمة بالانحياز إلى قضايا الشعوب في استقلال عن الحكومات واملاءاتها.

 

ولعلّ تجربة المنتديات الاجتماعية في أمريكا اللاتينية وافريقيا والمغرب وعديد بلدان العالم تزيدنا قناعة فيما تستطيع الشعوب بطاقتها الخلاقة وقوة تضمانها فعله وتحقيقه كما تدفع إلى الأمام طموحنا في أن نرى الحركة الاجتماعية والمدنية التونسية قادرة على تعبئة رأي عام واسع من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والتنمية المستديمة .

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 353 بتاريخ 31 مارس 2006)

 


جلسة تحضيرية للمنتدى الاجتماعي التونسي

 

انعقد بمقر الاتحاد العام التونسي للشغل بتونس يوم الأحد 26 مارس 2006 الاجتماع التحضيري الثاني للمنتدى الاجتماعي التونسي بحضور أعضاء من المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل و أعضاء من الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و النساء الديمقراطيات و عدد من المناضلين الحقوقيين و النقابيين من الجهات و القطاعات. و قد استمع الحاضرون إلى تقارير لجنة المالية و لجنة التنظيم و لجنة محاور المنتدى و تم الاتفاق على عقد جلسة عامة يومي 22 و 23 أفريل القادم.

 

و كان العديد من ممثلي فروع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و مناضليها اجتمعوا بالمقر المركزي للرابطة يوم الخميس 23 مارس بحضور أعضاء الهيئة المديرة لتدارس ضرورة المزيد من تفعيل دور مناضلي الرابطة في إطار الإعداد للمنتدى الاجتماعي التونسي

 

(المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 353 بتاريخ 31 مارس 2006)

 


أكثر من 25 ألف امرأة ضحايا شركات المناولة

محمد فوراتي

 

فرضت التحولات الاقتصادية والاجتماعية والقيمية في تونس بروز فئات جديدة مهمشّة من بينها آلاف النساء « الخادمات » أو « المنظفات » اللاتي يقعن ضحايا لشركات المناولة. هذه الفئة الجديدة من المجتمع تتعرض منذ سنوات إلى استغلال كبير، وصمت يلفّ الظاهرة من جميع الأطراف رغم إمكانية رصدها.

 

الجامعة العامة للمهن المختلفة وهي النقابة التي تعنى مباشرة بهذه الفئة كشفت في تقرير لها عن بعض الجوانب الخفية التي بدأت تظهر في السنوات الاخيرة. يقول السيد المنجي عبد الرحيم الكاتب العام للنقابة أن الاستبيان الذي شمل بالدرجة الاولى  » المنظفات » في المستشفيات وبعض المؤسسات الحكومية كشف عن « عبودية جديدة » تديرها شركات المناولة التي لا همّ لها إلا الربح ولو كان الطريق إلى ذلك « المتاجرة بالأجساد ». وأحصت الجامعة العامة للمهن المختلفة 25 ألف إمرأة في جميع أنحاء البلاد يعملن في ظروف غبر صحيّة، ولا يعتمدن وسائل الوقاية والسلامة المهنية، وليست لهنّ ضمانات ولا تغطية اجتماعية، إضافة إلى قضاء يوم كامل في العمل بأجر زهيد لا يتعدى 90 دينارا.

 

ويضيف الكاتب العام للنقابة « العاملات بالتنظيف هنّ ضحايا شركات المناولة، وهن ينتمين في الأغلب إلى أحياء شعبية وطبقات فقيرة ومناطق بعيدة عن العاصمة. و قامت الجامعة العامة للمهن المختلفة وفي عديد المناسبات بمبادرات للفت النظر بأساليب احتجاجية إلى معاناة هؤلاء النسوة من اقصاء وتهميش واستغلال دون جدوى ».

 

ويعتبرهذا الرقم الذي تقدم به كاتب عام نقابة المهن المختلفة بسيط لأنه يهمّ فقط كما صرح بذلك عاملات التنظيف في المستشفيات و بعض المؤسسات الحكومية. أما « الخادمات » في البيوت والشركات الخاصة فيصعب إحصائهن لغياب آليات قانونية وتغطية اجتماعية وهو ما يجعل هذه المهنة سبيلا مربحا وسهلا لشركات « المناولة » التي تعددت أسماؤها ولكن أساليبها متشابهة.

 

وانتشرت في الشوارع الرئيسية في العاصمة أو المدن الكبرى وكذلك في الصحف إعلانات تقول  » المطلوب معينات للعمل في المنازل مع الإقامة والأجر مقبول.. الرجاء الاتصال برقم الهاتف « . وتعني كلمة « معينات » بكل بساطة « خادمات » للعمل أربع وعشرين ساعة بلا اجر محترم و لا ضمان إجتماعي ولا تغطية صحية. وفي أغلب الأحيان تكون سنّ الفتيات المطلوب منهن آداء هذا العمل بين 15 و 20 سنة، وهي سن تفضلها هذه الشركات ، لأنها سن طيعة، تقبل فيها الفتاة آداء كل المهام المنزلية دون كلل ولا ملل. وبالطبع فإن آلاف الفتيات اللاتي دفعتهن الحاجة إلى العمل يسارعون إلى الاتصال برقم الهاتف الموضوع في هذه الإعلانات، وبسرعة ومن اليوم الموالي يبدأن العمل وهن يتصورن أنهن محظوظات، ولكن هذه السعادة تذهب مع الأيام الاولى حيث التعب الكثير والحقوق المفقودة مقابل مليمات قليلة.

 

و في كثير من الأحيان تنتهي قصص  » الخادمات » بمآسي إنسانية مثلما حصل الأسبوع الماضي للفتاة صبيحة ( 19 سنة) بمدينة المرسى إذ فوجئ الأجوار بمشهد مفزع يطل من شباك المنزل الذي تشتغل به صبيحة.. جثة متدلية مربوطة بلحاف. لقد انتحرت البنية في الغرفة الصغيرة التي تنام فيها. ومهما كان سبب الانتحار فقد ترك عديد الأسئلة المعلقة حول الحقوق المفقودة لهذه الفئة من المجتمع.

 

يقول عمّ توفيق ( 67 سنة) انه أب لأربع فتيات وبسبب دخله الضعيف اضطر للقبول بإنضمام ابنتين من بناته للعمل في المنازل لمساعدته على مجابهة صعوبات الحياة. ويضيف  » لم تمرّ بعض السنوات حتى حلت بنا مصيبة من حيث لا ندري، أو بالأحرى حلت بإحدي بنتي.. كانت تغيب أسابيعا كاملة في عملها وجاءتني يوما باكية معترفة أنها حامل، وأن ابن صاحب المنزل هو الأب. لقد بذلنا كل ما نملك من إمكانيات لإثبات نسب الطفل دون جدوى ووجدت نفسي بعدما كنت أبحث عن مساعدة مالية أعيل طفلا وفما جديدا يبحث عن طعام. لقد تنكر لنا أهل الطفل الفعليين، وطردوا ابنتي وهي الآن تعيش في وضع نفسي خطير ».

 

هذه القصص المتشابهة والتي تعجّ بها الصحف اليومية والاسبوعية وتتناقلها الألسن تكشف بما لا يدع مجالا للشك أن قطاعا كبيرا من نساء تونس أصبحن اليوم ضحايا لهذه الشركات والمعامل والمستثمرين. وإذا أضفنا للمنظفات والخادمات الآلاف من النساء اللاتي يعملن في قطاع النسيج وقطاعات أخرى هشّة فإن تواصل الصمت وغياب نصوص قانونية تحمي هذه الشريحة يعتبر جريمة في حق المجتمع و تراجعا عن كل المكتسبات التي حققتها المرأة التونسية على مدى خمسين سنة من الاستقلال.

 

(المصدر: موقع

pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 353 بتاريخ 31 مارس 2006)

 


 

قال إنه لا توجد حركات ليبرالية عربية تستطيع حشد المؤيدين

تقرير أميركي: الحوار مع الإسلاميين هو الخيار الوحيد

واشنطن: محمد علي صالح

 

دعا تقرير اميركي الحكومة الأميركية للحوار مع «الأجنحة الاصلاحية داخل المنظمات الاسلامية». وقال ان ذلك هو «الخيار الايجابي الوحيد للهيئات والحكومات التي تؤمن بان التطور الديمقراطي في الشرق الاوسط سيكون في مصلحة الجميع». لكن التقرير انتقد المنظمات الاسلامية لأنها «لا تزال غامضة في تحديد مواقفها تجاه مواضيع اسلامية مهمة».

 

واوضح التقرير الذي اصدره مركز كارنجي للسلام العالمي في واشنطن، ان هذا «الغموض» وسط الاسلاميين هو سبب «المعضلة» التي تواجه المنظمات الدولية والدول الغربية «التي اقتنعت بأن التحول الديمقراطي في الشرق الاوسط ضروري لأمن العالم، لكنها كانت تتمنى لو ان الحركات السياسية المؤثرة هناك علمانية، وتملك مؤهلات ليبرالية، ولها سوابق في العمل الديمقراطي».

 

وشرح التقرير بأنه «ببساطة، لا توجد في الدول العربية اليوم حركات ليبرالية تقدر على حشد مؤيدين كثيرين. ولذا، ستظل المجموعات الاسلامية، خلال المستقبل المنظور، أهم قوى سياسية، رضيت الحكومات الغربية والعلمانيون العرب او لم يرضوا».

 

وفرق التقرير بين الاسلاميين المعتدلين و«الذين يقفون في الجانب المتطرف، ويشكلون خطرا بسبب رغبتهم في اللجوء الى عنف لا يفرق». وأيد التقرير الحكومات والهيئات الدولية في مواجهتها لهؤلاء الارهابيين، لكنه انتقد «الإكثار من الاهتمام بهم».

 

في الجانب الآخر، انتقد التقرير «غموض» مواقف الاسلاميين نحو قضايا اسلامية هامة مثل: الشريعة، الجهاد، الديمقراطية، المرأة، والأقليات غير الاسلامية». واشار الى «تناقضات داخل المنظمات الاسلامية بين العناصر الشابة والمنفتحة التي ترى ان الوضع يتطلب افكارا جديدة وتكتيكات سياسية، وبين الحرس القديم الذي يتردد في ترك المواقف القديمة».

 

(المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 6 أفريل 2006)

 


سيكون أول حزب إسلامي يمثل السنّة في البلاد ..

« الجماعة الإسلامية » في لبنان تستعد لإطلاق حزب سياسي

 بيروت – خدمة قدس برس

 

قالت مصادر مطلعة في العاصمة اللبنانية بيروت، إن « الجماعة الإسلامية » – وهي الحركة التي تمثل « الإخوان المسلمين » في لبنان، حصلت على الموافقات اللازمة لإطلاق حزب سياسي.

 

وأوضحت المصادر، في تصريحات لـ « قدس برس »، أن الحزب الذي حصل على موافقة وزارة الداخلية اللبنانية، سيحمل اسم « حزب الإصلاح والتنمية »، وأن الاستعدادات تجري حاليا لإطلاقه على المستويين السياسي والإعلامي.

 

وتأسست الجماعة الإسلامية في لبنان سنة 1964، بعد تواصل مع علماء ومفكرين من حركة الإخوان المسلمين في مصر وسوريا، وحققت الجماعة انتشارا كبيرا في مختلف مناطق التجمع السنية في لبنان، كما استطاعت أن توصل عددا من أعضائها إلى المجلس النيابي (البرلمان) والمجالس البلدية.

 

وبعد الاحتلال الإسرائيلي، أسست الجماعة جناحها العسكري الذي حمل اسم « المجاهدون »، حيث نشط بصورة رئيسة في طرابلس شمالا حيث معقل المسلمين السنة، وفي العاصمة بيروت وصيدا بوابة الجنوب اللبناني.

 

وبحسب المصادر، التي تحدثت عن الحزب السياسي الجديد للجماعة، فإنه سيعمل وفق شروط عمل الأحزاب، وسيكون مفتوحا للجميع، مشيرة إلى أن الجماعة اطّلعت على تجارب مماثلة في الأردن واليمن ومصر، وبذلك فإن الحزب العتيد سيقدم نفسه باعتباره حزبا إسلاميا وطنيا.

 

وفي حال الإعلان عن الحزب المذكور، فإنه سيكون أول ذراع سياسي إسلامي يمثل المسلمين السنة في لبنان، في الوقت الذي يتوقع أن يؤثر هذا الحزب على ما بات يعرف في السياسة اللبنانية باسم « تيار المستقبل » الذي يرأسه سعد الحريري، والذي يصنف على أنه ممثل الطائفة السنية في لبنان.

 

ويتوقع المراقبون في لبنان، أن يتخذ الحزب المنتظر موقفا مميزاً فيما يتعلق بالمقاومة، على الرغم من أن الجماعة الإسلامية عارضت حزب الله في الموقف تجاه التجديد للرئيس اللبناني إميل لحود المقرب من السوريين، حيث شارك أمين عام الجماعة فيصل مولوي في التوقيع على عريضة طالبت لحود بالاستقالة.

 

(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال بتاريخ 6 أفريل 2006)

 


 نص قصيدة انتشرت مؤخرا فى مصر حول جمال مبارك

ونُسبت إلى الشاعر أحمد فؤاد نجم

 

مبروك يا عريسنا

يا أبو شنه ورنه

يا واخدنا وراثه

أطلب واتمنى

وأخرج من جنه

أدخل على جنه

مش فارقة معانا

ولا هارية بدنا

ولا تاعبه قلوبنا

يا عريس الدولة

أفرح وأتهنى

ما أحناش كارهينك

لكن هارشينك

ح تكمل دينك

وتطلع دينا

 


عن عرب فرنسا وحقهم الشرعي في الحيز الرمزي 

خميس الخياطي (*)

 

مسألة التمثيل سواء علي المستوي السياسي أو علي المستوين الإقتصادي والتعبيري وهما المكونان للوجود الإجتماعي هي مسألة مصيرية لكل الأجناس ولكل الثقافات. وكلمة مصيرية ليست من قبيل التضخم التعبيري أو الإسهال اللغوي اللذين نعرف، نحن العرب، إسقاطاتهما السلبية. وإن بدا في الأمر شك، فلنسأل هنود وزنوج أمريكا، فهم أدري بمأساتهم قبل أي كائن مختلف عنهم… لقد عاش الهنود والزنوج مأساتين في واحدة. الأولي أنهم سلبوا أوطانهم كما يسأل الهندي الرجل الأبيض في مقطع من أغنية للكيبيكي جيل بيرو : ماذا فعلت ببلدي الذي تركته لك؟ والمأساة الثانية هي أن الهنود والزنوج سلبوا صورتهم وبالتالي أفقرت ذاكرتهم وتاريخهم. ومن لا ذاكرة ولا تاريخ لهم، كيف تريدون لهم أن يكونوا؟ هل هنود وزنوج أمريكا الشمالية هم مثل صورتهم في السينما والأشرطة المرسومة التي كونتها عنهما القوي الأمريكية البيضاء التي صنعت أصحاب البيت الأبيض الحاليين، لحد أننا، نحن المستعمرين (بفتح العين)، تماهينا في طفولتنا برعاة البقر والبذل الزرقاء وبصيادي الحيوانات البرية ولم نتفطن إلي المجازر التي إقترفوها في حق سكان البلاد الأصليين أو في حق هؤلاء الذين جلبوهم من القارة السمراء في تجارة العبيد التي شارك بعض العرب المسلمين في البعض من نواحيها… لقد بين فرانز فانون ومن بعده ألبير ميمي وغيرهما الثنائية الشيزوفرينية مستعمر/مستعمر (الأولي بكسر العين والثانية بفتحها). وللحد من تدهور هذا الوضع المشين الذي لم ينحسر عند الهنود/الزنوج، بل تعداهما إلي الصينيين والمكسيكيين وآخرين من الأقليات غير الفاعلة (ظاهريا)، وجدت الإدارة الأمريكية والمجتمع الأبيض (WASP) بعد ثورة الحقوق المدنية لـ مارتن لوثر كينغ حل التفرقة الإيجابية ، وهو حل إستعارته فرنسا للرد علي ما شهدته ضواحي المدن الكبري من أعمال عنف قبل أن تشاهد إضرابات الشباب الحالية ضد عقد العمل الأول (CPE). وهو ما عبر عنه منذ أكثر من عقدين المخرج الموريتاني المقيم بفرنسا محمد عبيد هندو بفيلم عمال ـ عبيد في حين عنوانه الأصلي الفرنسي هو أكثر فصاحة وأكثر تعبيرا عن حالة المجاورة الإجتماعية والتفرقة المعيشية. يمكن تعريب العنوان كالتالي خروطو وكحالش، جيرانكم (Les bicotsـnegres vos voisins) مع الإشارة إلي أن كلمتي خروطو و كحالش لهما وقع عنصري.752 منطقة حضرية ساخنة عرب فرنسا ـ والأمر ينسحب اليوم علي البلدان الأوروبية الأخري بمستويات مختلفة ـ لا حضور لهم إن علي مستوي صورة المخيال السينمائي أو علي مستوي صورة الواقع الإعلامي المحليين. لقد فشلت هذه الجالية ـ ولأسباب عدة أهمها تشرذمها وإزدواجية إنتمائها ـ في إرساء شبكة إتصالية وإعلامية تعبر عن خصوصيتها دون عزلها وعن إندماجها دون ذوبانها. ورغم ما تقدمه الإذاعات الخاصة مثل إذاعات الشرق و الشمس و المغرب و المتوسط و بور وغيرها من أمكانيات ـ بعضها محدود جدا لأسباب مالية أو/ومهنية ـ لتجسيد الذات والتعبير عن الهوية وطبع البصمات الخاصة علي صيرورة المجتمع الفرنسي، علي الأقل في ما يخص الجانب الثقافي وهو جانب مؤسس، فإن هذه الجالية فشلت حتي الآن في تكوين قوة ضغط إعلامية. فنحن لا نجد وسيلة إتصال مكتوبة تعبر عنها في إطار إهتمامات الشعب الفرنسي وقواعد الجمهورية وقد فشل مشروع أسبوعية بلا حدود (Sans frontieres) كما توقفت مجلات من بعدها ولم تر النور أسبوعية زمن الكرز (le temps des cerises). لا نجد لديهم وسيلة إتصال سمعية بصرية (تلفزة) قد تكون المرادف الموضوعي لتلفزة يهود فرنسا TJF مثلا… سمعنا عن مشاريع ومشاريع ولكنها بقيت كتلك الجملة التي ما انفك يرتلها ستافروس في فيلم/رواية أمريكا أمريكا لإيليا كازان ولا شيء منها يتحقق.

 

صورة العربي في المخيال الفرنسي العام ـ وإن تبدلت بعض الشيء في النصف الثاني من القرن الماضي ـ ما زالت تنهل من نفس النبع الذي نهلت منه منذ القرون الوسطي وخاصة منذ الطفرة الإستعمارية في القرن التاسع عشر. هذه الصورة لها اليوم إنعكاساتها علي الزاوية التي منها ينظر إلي الـ752 منطقة حضرية ساخنة علي التراب الفرنسي. سمات هذه المناطق، بطالة ضاربة، مداخيل ضعيفة، نسبة عالية من الشباب، مستوي تعليمي هابط، عائلات كثيفة، مساكن ضيقة، غالبية السكان من الأجراء مع صعوبة الحصول علي العلاج وغالبيتهم الغالبة من العرب والأفارقة، وأبناؤهم معظمهم يحملون الجنسية الفرنسية والكل يعيش مظاهر العنصرية وبوادر التفرقة… كيف يمكن أن ينظر إلي هذه القنبلة الموقوتة التي تعيش علي التوجس من كل ما هو مستقر ناهيك إن كان من أصل فرنسي وهو تعبير فضفاض يعلق عليه أقصي اليمين أحلاما شرعية لشعب منهك… لهذا السبب ولأسباب أخري عديدة لم تعط هذه الجالية علامات معبرة عنها وممثلة في السياسة والإقتصاد والإعلام… لقد ذكر الممثل المغربي حميدو في عديد اللقاءات الصعوبات التي لقيها منذ الستينات لا لإيجاد مكان تحت الشمس ولكن ليكون الشمس ذاتها. لقد عاش إحدي أهم فترات السينما الفرنسية (الموجة الجديدة) وعمل مع أحد المخرجين المهمين وهو كلود لولوش . ورغم كل ذلك لم يحصل علي أدوار رئيسية لا لسبب إلا لأنه عربي وجاليته سواء الموجودة في فرنسا أو الموجودة في المغرب ليس لها الثقل المالي الإستهلاكي حتي تجعل منه نجما من نجوم السينما الفرنسية. من المؤكد أن بعض المخرجين السينمائيين من ذوي الأصول العربية من أمثال شارف وبوشارب والدريدي وأخيرا عبد الكشيش كونوا لأنفسهم إسما في خارطة السينما الفرنسية الخالية من التأشيرة علي حد تعبير الصحافي جان لاكوتور . إلا أن هذه الأسماء تبقي محصورة في اهتمامات وتقييمات لا تفتح علي المجتمع الفرنسي الشامل ولا تؤثر فيه قدر الكفاية. ويوم يحصل مخرج مثل عبد الكشيش علي أهم جوائز السيزار، لا ينظر إليه كسينمائي فرنسي، بل يسأل من هو وكيف تم له ذلك؟إعلام بصري بدون الآخر الشيء ذاته موجود في الإعلام السمعي ـ البصري الفرنسي. جل القنوات العمومية والخاصة لم تضع علي الصورة الرئيسية للأنباء مثلا وجها له سمات عربية أو إفريقية. العربي الوحيد الذي وصل إلي هذا الموقع ولم يبق به طويلا هو الصحافي رشيد أعراب وهو من أصل عربي في حين نسمع ونقرأ أسماء العديد من الصحافيين والصحافيات العرب في التحقيقات التي تبثها نشرات الأخبار في جميع القنوات.. لنبحث كذلك عن الوجوه العربية في المسلسلات وما يشبهها من الأطباق التلفزية. نتيجة البحث ستكون أمر من البحث نفسه. الجنس الوحيد الذي به بعض الوجوه ذات السمات العربية هو جنس التهريج أو المونولوج من إسماعين إلي جمال دبوز مرورا برمزي وغيرهم. وفي التنشيط هناك ناجي… الباقي لا شيء.

 

لقد كتب الباحث كمال عملال مقالا بجريدة لوموند الفرنسية يقول فيه ان الحل لأزمة الضواحي يكمن في الحيز الرمزي ويعني به الوسيلة التي تملأ فراغ الحوار بين شباب الضواحي وباقي الشعب الفرنسي إن نظر إليه في تعدد عقائده وثقافاته. من هذا الجانب بدأت الأمور تتحرك نحو الحضور الرمزي لوجوه مختلفة عن الوجوه الفرنسية المعتادة . بإمكان المشاهد أن يري عربيا أو إفريقيا علي قناة غير الأخوات الست tf1, f2, f3, arte, m6, 5eme وحين ظهر وجه إمرأة زنجية يقدم نشرة 19/20 علي الثالثة وكأن هناك تبدلا في خارطة فرنسا الإعلامية.

 

قناة Beur Tv لصاحبها ناصر قطان الخاصة بثت وتعيد بث مجموعة من الاسكتشات والشهادات حول العنصرية اليومية التي يجدها عرب وأفارقة فرنسا في البحث عن شغل. الاسكتشات مصاغة علي المنوال الروائي القصير وتعرض لحالات ينكشف فيها الحيف حينما يسقط طلاء النفاق الإجتماعي والشعور الأبوي وهي كلها مواقف مأخوذة من مواقف حصلت فعلا أكثر من مرة. هذه المواقف تمس لون البشرة، تمس الثقافة، تمس الدين، تشكك حتي في الشهادات العلمية. أما الشهادات فهي تحمل جروحا مدفونة وتجد لها ممرا نحو التنفس. فتنهمر الدموع وتظهر علامات الثورة. ثورة غير هدامة لأنها تعتمد علي القانون الفرنسي للحصول علي الحق في الوجود. أحد الوجوه تكلم عن الحق في المقاومة التي يكفلها الدستور والحق في الشغل الذي يؤمنه قانون الشغل… إلا أنها كلمات علي الورق ولا يمكن أن تجد طريقها إلي الواقع إلا إذا صاحبها ضغط إعلامي… ومن أين سيأتي الضغط إن كان عرب وأفارقة فرنسا مبعدين عن الحيز الرمزي في القنوات العمومية؟ فإلي متي ستبقي فرنسا دون قناة تلفزية تحمل هم المواطنين العرب الفرنسيين؟ جملة مفيدة: يقول القديس أغوستينيوس: شيئان لهما التأثير السلبي علي حياة الإنسان. الأول أن تعيش بدون أمل. والثاني أن يكون أملك لا أسس له… من فيلم في حالة ما لمخرجه الإيطالي ألسندرو دالاتري.

 

(*) ناقد وإعلامي من تونس

khemaiskhayati@yahoo.fr

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 5 أفريل 2006)

 


لأيهما الأولوية: الحوار مع الذات أم مع الآخر؟

آمال موسى (*)

amelmoussa@yahoo.fr

 

لا شك أن كافة أشكال الحوار مطلوبة ومهمة. فالحوار مفهوم سحري، يعكس في كل تمظهراته حالة ثقافية إيجابية ومنفتحة. وتزداد أهمية الحوار أضعافا عندما يتعلق الأمر بالمجتمعات العربية والإسلامية، حيث الخصومة التاريخية مع الخوار والنقد والمراجعة، أي آليات التقدم والتطور الحضاريين. وقد شاءت أحداث سبتمبر 2001 أن تحرك عديد المعضلات النائمة منذ قرون. فحدث نوع من محاولة التدارك الظاهرية، خصوصا بعد أن تهاطلت التهم على العرب والمسلمين، وتراكمت إلى حد أصبحوا فيه المعادل التوأم التام للإرهاب والعنف ورفض الإصلاح. وطبعا كان لا بد من الدفاع عن النفس، ومن ابتكار آليات تدفع الهجوم الذي يستهدف الإسلام في قيمة ومعانيه، وحتى في نصه المقدس القرآن، وتأويل بعض آياته، التأويل الذي يناسب مقاس أعداء الإسلام. ولعل إقامة الندوات الدولية الكبرى تقريبا في أغلب العواصم العربية والإسلامية، حول الحوار مع الحضارات والآخر والحوار الإسلامي المسيحي، والحوار بين الأديان التوحيدية، قد مثل أهم مظاهر الدفاع عن التهم الموجهة إلى الإسلام والمسلمين. ندوات شارك فيها مختصون في الأديان والحضارة والفكر. وأنفقت الدول العربية والإسلامية في تنظيمها الأموال الوافرة. ولقد هدفت الأنظمة العربية من خلال تنظيم هذه الندوات، إلى التأكيد على قيمة تسامح الدين الإسلامي مع الأديان الأخرى، وكيف أن الحضارة العربية والإسلامية، عاشت فترات تاريخية من التأثير، وأنها قد أسهمت فيما يسمّى الحضارة الكونية، إضافة إلى أن الهدف السياسي وراء الرهان على هذه الندوات هو التبرؤ من الجماعات الإسلامية المتطرفة، وسحب الانتماء الإسلامي الحقيقي منها، وإظهارها في صورة العدو الأول للإسلام، وبالتالي هناك طموح بخلع هذه الجماعات المتطرفة وإخراجها من الإسلام ومن ثقافته.

 

وإذا ما أردنا تأمل حصاد هذه الندوات وتشخيص أدائها، فإنّنا نلاحظ أنّها لم تتجاوز الدفاع، بدليل أن تحوّلت إلى موضة ثقافية في البلدان العربية والإسلامية. لذلك فإنها فشلت في الإقناع بقيمتها كإشكالية مطروحة. والنتيجة اليوم هو أن موضوع الحوار مع الآخر، أصبح مستهلكا قبل أن يدخل في الاستهلاك الفكري الحقيقي. وإلى جانب النوايا السياسية المبيّنة للخوض في إشكاليات الحوار مع الآخر، هناك جانب أساسيّ مهمل ومسكوت عنه، يتعلق بمسألة الحوار مع الذات. فالمنطق يقول، إنّ المرور إلى مرحلة الحوار مع الآخر تستدعي أولا وقبل كل شيء، ومن باب منهجية الحوار، أن ننطلق بحوار مع الذات عميق وجريء ومسؤول. ومثل هذه المرحلة المغيّبة كان من المفروض أن تكون في أعلى أجندة النخب العربية والإسلامية، والمنظمات والإقليمية والعربية، كالألكسو والإسيسكو ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وحتى الجامعة العربية التي من الأجدى لها الانصراف إلى ما هو ثقافي، بعد الفشل المتراكم في تحقيق الوفاق السياسي العربي. وأمام صعود التيارات الإسلامية، واستعداد البعض الآخر للعودة إلى المسرح السياسي في أكثر من قطر عربي، من المهم جدا أن نفتح الفضاءات الإعلامية والثقافية أمام موقف الإسلام المعتدل والتقدمي، وأيضا الموقف الليبرالي، حتى وإن أثبت فشلا في الاختراق المجتمعي الواسع. إنّ الحوار مع الذات الطريق الأولى لمعالجة كافة أزماتنا، وهو فرصة لممارسة عملية نقد للعقل العربي، وتدارك ترهله الطويل.

 

وبنقد العقل العربي لذاته، تتحقق المراجعة الكبرى والشاملة لتصورنا للعلاقة مع الدين ولمنظومة القيم المشكّلة للضمير العربي والإسلامي، وللثقافة السائدة، وخصوصا إعادة صياغة نظرة منصفة للفرد ولمبدإ الحرية. ومن المؤكد أن عملية الحوار مع الذات، سيتخللها حوار مع الآخر، وتحديد استيراد ما يناسبنا منه كأنموذج قطع شوطا لا يقارن بنا في التقدم وفي تخليص ذاتهم مع عدة شوائب، ما زلنا نتشبث بالتجمل بها!

 

فأيّهما أكثر أولوية، الحوار مع الذات أم مع الآخر!

 

(*) كاتبة وشاعرة من تونس

 

(المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 4 أفريل 2006)

 


المأزق الأمريكي بعيون أمريكية

محمد السيد ولد أباه (*)

 

تهيمن على الكتابات الإستراتيجية الأمريكية الأخيرة، النغمة النقدية الصارمة لمسار السياسة الخارجية لإدارة الرئيس بوش، منذ تمحورت بعد زلزال 11 سبتمبر 2001 حول هدف محاربة الإرهاب.

 

ومن المعروف أن الإستراتيجية الأمريكية لمحاربة الإرهاب قد تأسست على مبدأين أساسيين، هما من جهة الضربة الاستباقية لحماية الأمن الحيوي الأمريكي داخليا وخارجيا، ومن جهة أخرى نشر الديمقراطية وتقويض الأنظمة المستبدة واستخدام الضغط العسكري مسلكا لفرض الحرية من منطلق العلاقة العضوية بين تعميم الديمقراطية وضمان الأمن الأمريكي الداخلي.

 

وما كشفت عنه الدراسات الأمريكية الأخيرة، هو إخفاق هذه الإستراتيجية في بعديها الأمني العسكري والسياسي القيمي، مما بدأ يقر به حتى أركان الإدارة، وفي مقدمتهم وزيرة الخارجية كونداليزا رايس، التي اعترفت في الأسبوع الماضي، خلال مؤتمر صحفي جمعها مع وزير الخارجية البريطاني سترو، بأن بلادها ارتكبت آلاف الأخطاء في حرب العراق، حتى لو كانت تمسكت بسلامة قرار الحرب وشرعيته. فبخصوص المحور العسكري الأمني، لاحظ دانيال بنيامين وستيفن سيمون، (العضوان السابقان في مجلس الأمن القومي في عهد الرئيس السابق كلينتون) في كتابهما الصادر مؤخرا بعنوان «الهجمة القادمة»، أن الفشل الأمريكي الذريع في حرب العراق قوض بصفة جذرية نموذج «الضربة الاستباقية»، الذي يشكل في آن واحد جوهر المقاربة الأمنية الداخلية لتفادي العمليات الإرهابية (بما يعنيه الأمر من إلغاء كامل لمدونة الحقوق السياسية والمدنية التي قامت عليها التجربة الأمريكية)، وجوهر المقاربة الإستراتيجية الخارجية (بما يتصادم موضوعيا مع منظومة التشريعات والقوانين الدولية).

 

فهذه المقاربة، وإن كانت تتحرى تفادي ثغرات وقيود إستراتيجية الردع التقليدية، التي تبلورت في الحرب الباردة وأثبتت نجاعتها في مواجهة التهديد الشيوعي، إلا أنها تعاملت في نهاية المطاف مع الظاهرة الإرهابية بمنطق تقليدي، يتمثل في تحويل الصراع إلى مواجهة مع نظام ينعت برعاية الإرهاب ودعمه، من دون التفطن إلى خصوصيات ومميزات هذه الديناميكية التي تشكل تحديا جديدا لا تجدي في مواجهته أساليب الردع المألوفة.

 

وتبين النتائج العينية التي يقدمها المؤلفان أن الحربين الاستباقيتين اللتين خاضتهما أمريكا في أفغانستان والعراق، وإن نجحتا في إسقاط نظامين معاديين للولايات المتحدة، إلا أنهما لم تؤديا إلى الحد من خطر الإرهاب، بل قادتا إلى مضاعفته وتأجيجه. فالإدارة الأمريكية إذن أنفقت القدرات المالية الباهظة على حرب فاشلة، من دون أن تخصص التكاليف اللازمة لحماية الأمن الحيوي للبلاد في هذه المنافذ التي يتجذر فيها الخطر (كالأنظمة الالكترونية، والموانئ والمصانع الكيميائية..).

 

أما الجانب السياسي المتعلق بتصدير الديمقراطية، باعتباره محورا أمنيا واستراتيجيا مرتبطا بالمصالح الحيوية الأمريكية، فلم يفض إلى مكاسب نوعية، خصوصا في المنطقة المستهدفة بالأساس في هذه الإستراتيجية، أي منطقة الشرق الأوسط الكبير. ولا شك أن أهم شهادة في هذا المنظور، هي الشهادة التي يقدمها المفكر الأمريكي الذائع الصيت فرانسيس فوكوياما، في كتابه الأخير «أمريكا في مفترق الطرق: الديمقراطية، السلطة، وتركة المحافظين الجدد».

 

ولئن كان فوكوياما عرف بقربه من التيار المحافظ ودعمه لحربي أفغانستان والعراق، إلا أنه في كتابه الأخير يحكم بوضوح، لا لبس فيه، على الاستراتيجية الأمريكية في مرحلة ما بعد 11 سبتمبر 2001 بالإخفاق والفشل، منتقدا بقوة الخلفية الايديولوجية لهذه الاستراتيجية، التي بلورها المحافظون الجدد القريبون من دائرة صنع القرار. ويجمل فوكوياما مبادئ هذه الايديولوجيا الراديكالية في أربعة منطلقات هي: اعتبار أن الطابع الداخلي للنظام السياسي هو مفتاح سلوكه الخارجي (فالأنظمة المستبدة من هذا المنظور لا بد أن تكون عدوانية خطرة على البلدان الديمقراطية). و اعتبار القوة العسكرية أداة فاعلة لخدمة وتجسيد الأهداف الأخلاقية (ومن ثم بناء شرعية الحرب على قاعدتها الأخلاقية لا مرجعيتها القانونية). وتوجس من التشريعات والمؤسسات الدولية بصفتها قيودا تحد من فاعلية القرار الاستراتيجي الأمريكي، وأدوات ضغط بيد أنظمة معادية أو فاسدة. واخيرا الشك في فاعلية الهندسة الاجتماعية الطموحة.

 

ويرى فوكوياما إن هذه الرؤية أفلست في الواقع العيني، ولم تنجح في جعل الولايات المتحدة والعالم أكثر أمنا، كما لم تؤد إلى نشر قيم الديمقراطية والحرية. ويعتبر فوكوياما إن خطأ استراتيجية إدارة بوش راجع إلى استسهال المقارنة بين الحالة السوفياتية الأوروبية الشرقية بعد انهيار جدار برلين، حيث كان الانتقال نحو الديمقراطية سهلا نسبيا والحالة الشرق أوسطية بعد حرب العراق، حيث ظهر ضعف المؤهلات الأمريكية في البناء السياسي وإدارة السلم.

 

ومن الواضح أن فوكوياما يراجع في كتابه الأخير مسلماته الأثيرة حول نهاية التاريخ وحتمية التوسع الديمقراطي مطالبا باستبدال القوة العسكرية بالقوة الرخوة (أي القيم والأفكار) لاستنبات النموذج الديمقراطي في الساحة الشرق أوسطية المتمنعة عليه.

 

إن ما نريد أن نخلص إليه من استعراض هذين النموذجين البارزين من الدراسات الاستراتيجية الأمريكية الأخيرة، هو أن نموذج الإصلاح الأمريكي الذي راهنت عليه طبقة سياسية واسعة في منطقتنا يعاني راهنا من مأزق حقيقي، سواء من حيث موجهاته العقدية والايديولوجية، أم من حيث أداؤه الإستراتيجي العيني.

 

ولئن كانت حرب العراق بذيولها المعروفة قد فرضت واقعا جديدا في الفضاء الشرق أوسطي الواسع، وحركت أجندة الإصلاح الداخلي الذي لم يعد مجرد خيار (بل ضرورة لا سبيل للتنصل من استحقاقاتها) إلا أن تفاعلاتها وانعكاساتها داخل العراق وخارجه أثبتت بوضوح حدود وثغرات مشروع الإصلاح الأمريكي أي خط تصدير الديمقراطية بالقوة.

 

ولا شك أن أحد متطلبات الإصلاح الديمقراطي الناجع هو فك الارتباط بين مقتضيات التغيير الموضوعية والتوظيف الايديولوجي لمطلب الإصلاح في الإستراتيجية الامريكية الراهنة.

 

(*) كاتب موريتاني

 

(المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 6 أفريل 2006)


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.