الخميس، 3 مارس 2011

Home Accueil-الرئيسية

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس

Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISTUNISNEWS NEWS 10ème année,N°3936 du 03.03.2011


 تونسيونمستقلون منأجلالديمقراطية: بيان                      

 منظمةحقوقية تنفيوجود ‘أيادخفية أجنبية’وراء موجةالهجرة غيرالشرعية منتونس إلى إيطاليا

لجنةالدفاع عنالمحجباتبتونس: وزارةالداخليةالتونسيةترفض صورالمحجبات فيبطاقاتالتعريف

هام :ندوة صحفيةلمركز تونسلحريةالصحافة

خالدالحدّاد: تحليلإخباري، « العقلالسياسي »يتحرّك لدىالدولة:

عبدالباقيخليفة: ليحكمالجيش تونس..حتى نصنعالربيع

العربيالقاسمي: الجيشالتّونسي لنينكث غزله منبعد قوّةأنكاثا

بشيرالحامدي: الثورةفي تونسمستمرة نعمولكن كذلك قوىالثورةالمضادةمازالت أيضاتفعلوتناورلإجهاضهذه الثورةووقفمسارهاوالإلتفافعليه.

مرادرقية: هل حللوبان وجماعةالكوكلوكسكلانبقصرهلال

محمدالعيادي:  …وأخيرا » الاوداس  » L’Audace بيننافي تونس  دون  حسيب  اورقيب

منيرالعـوادي: اليسارالتونسياليوم :مواصلةالتحايل عـلىالواقع

سفيانعبد الكافي: التنميةالفعالة تبدأبصنع قاعدةللمعلوماتوالبياناتوالإحصاءات

 

 


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows

)To view the Arabic text, please click on theView, then Encoding, then Arabic Windows)


منظمةحرية و إنصاف التقريرالشهري حولالحرياتوحقوقالإنسان فيتونس  نوفمبر 2010

 https://www.tunisnews.net/30Decembre10a.htm

 


تونسيونمستقلون منأجلالديمقراطية

بيان

تونسفي 2 مارس 2011

نحنالمواطنون المستقلونالمجتمعونأول أمس وأمسبالقبة نؤكدما صدر فيبياننا الأول, ووفاءناالمطلقلشهداء تونس وثورة 14 جانفي منأجل الكرامة والعدالةالاجتماعية والحرية ,ونشد علىأيادي منساندنا يومأمس و اليوم

 وإيمانامنا بمبادئالثورة و وفاءالدماءالشهداء نؤكدمن جديد أنأهدافناالأساسية متمثلة في:

ـالانتقالالسلمي والشفاف إلى نظام ديمقراطييعبر عنالإرادةالحرة للشعبالتونسي دونإقصاء أوتهميش لأي كان،

ـ تمسكنابالنظامالجمهوري ودولةالقانون،                                                                         

-تحقيقالعدالةالاجتماعية والتنميةالجهويةالمتوازنة،

-المحافظة علىمكاسب الشعبالتونسيووحدته واستقراره،

ونعتبرأن تحقيق هذهالأهداف بيدالشعب وحده دونوصاية من أيطرف، وعلى هذاالأساس نطالبالحكومةالمؤقتة بـ :

ـ اتخاذالقراراتالضامنةلاستمراريةالدولة وتجنيبتونس حالةالفراغ الذييهدد أمنهاواستقرارهاوسيادتهاواقتصادهاوحرية شعبها ووحدةاراضيها،

ـالتصديلمظاهر العنفوالفوضىوالتطرف بمختلفأشكالهواتخاذ كافةالإجراءاتالفورية فيهذا الصدد،

ـتشريك كافةالأطراف السياسيةومكوناتالمجتمعالمدني فيتركيبة أيةهيئة تكلفرسميا بإعدادبرنامجالإصلاح السياسيوالانتقالالديمقراطيمع التأكيد علىطابعهاالاستشاري،

كماندعو مجدداكافة وسائلالإعلام إلىالتحليبواجبهاالحياديوالالتزامبميثاق الشرفالصحفيوتشريك كلالأطراف دون إقصاءوبطريقةمتوازنةضمانا لمبادئالديمقراطية،

و نطالبكافة قياداتالمنظماتالوطنيةوالنقابيةبالابتعاد عنأي توظيفوتعبئةسياسية حفاظاعلىاستقلاليةمنظماتناالتي تعد مكسباوطنيا لكلافراد الشعب.  

 ونؤكد مرةأخرى  أننا لانمثل ولانعادي أي طرفسياسي أونقابي.

وإيمانامنا بحقالاختلافواحتراماللحرياتفإننا نؤكد أنتحركنا ليسمضادا لأي تعبير فكري أوتحرك شعبي وسيما إخواننافي القصبة , ولا نسمح لأيكان باختراقوحدة الشعب وبث الفتنة بينأبناء الوطن .

عاشتتونس, عاشالشعب , عاشتالجمهورية

لجنةالإعلام     

المكلفبلجنةالإعلام : أمين برك الله:94320737/20419447 سليم بولصنام:22100380 أمين بن شعبان:20240880


منظمةحقوقية تنفيوجود ‘أيادخفية أجنبية’وراء موجةالهجرة غيرالشرعية منتونس إلى إيطاليا

 

تونس, تونس, 3 (UPI) — نفتالرابطةالتونسيةلحقوقالإنسان وجودأياد خفيةأجنبية وراءموجة الهجرةغير الشرعيةالتي عرفتهاالسواحلالتونسيةباتجاهإيطاليا،بعدأيام قليلة منفرار الرئيسالمخلوع زينالعابدين بنعلي من البلاد.

وقال خميسكسيلة أمينعام الرابطةخلال مؤتمرصحافي عقدهاليومالخميس،إنالأنباء والمواقفالتي تحدثت فيوقت سابق عنوجود « أياد خفيةأجنبية » وراءموجة الهجرةغير الشرعيةمن تونس إلىإيطاليا، »ليست سوىقراءاتمتسرعةلظاهرة محليةبإمتياز« .

وأوضح أنالشبكةالأورومتوسطيةلحقوق الإنسانشكلت لجنةلتقصيالحقائق حولهذا الموضوعبالتعاون معالرابطةالتونسيةلحقوق الإنسان،والمنتدىالتونسيللحقوقالاقتصادية والاجتماعية،خلصتتحقيقاتهاإلى نتيجة مفادهاأن ما تمتداوله منمعلوماتومواقف حولوجود أيادخفية مرتبطةبدول الجوارهي « فرضية غيرمؤكدة بلمنعدمة« .

وكانتسواحل مدينةجرجيسالتونسية قدشهدت خلالالأسبوعالأول منفبراير/شباطالماضي موجةغير مسبوقة منالهجرة غيرالشرعيةباتجاه السواحلالجنوبية الإيطالية.

ودفعت هذهالموجة بعضالأطرافالسياسية والحقوقيةالتونسية إلىالحديث عنمخطط لتشويه « الثورةفي تونس »،منخلال دفعالشباب إلى الهجرة،وبالتاليالقول إن شبابتونس يخشى منالثورة التيلم تفتح أمامهأبواب الأملفي المستقبل.

بل أن البعضمن تلكالأطراف ذهبإلى حد إتهامالسلطاتالليبية،وبالتحديدالعقيد معمرالقذافيبالوقوف وراءتلك الموجة منالهجرة غيرالشرعيةللتشكيك فيالثورةالتونسية.

وبحسبالرابطةالتونسيةللدفاع عنحقوق الإنسان،فإن النتائجالتي توصلتإليها لجنة تقصيالحقائقالمذكورةأثبتت أن تلكالموجة هي »ظاهرة محليةلعبت فيهاالظروف الاقتصاديةوالاجتماعيةالتقليديةدورا هاما« .

وأضافت أن »الإنفلاتالأمني الذيعرفته تونسخلال تلكالفترة شكلفرصة سانحةإستغلتها مختلفالأطراف منشبان ومنظمينوحتى عائلات علىالإقدام علىالهجرة بشكلغير قانوني« .

يذكر أن أكثرمن 6 آلافمهاجر تونسيغير شرعيوصلوا الىجزيرة « لامبيدوزا »خلال ثلاثةأيام من تلكالموجة غيرالمسبوقة منالهجرة غيرالشرعية التيعرفتهاالسواحلالتونسية فيالأسبوعالأول من الشهرالماضي.

وكادت تلكالموجة أنتتسبب في حينهفي أزمة سياسيةبين تونسوإيطاليا،وذلكفي أعقابإعلان وزيرالداخليةالإيطاليروبرتوماروني أنهسيطلب »السماح للقواتالإيطاليةبالتدخل فيتونس لوقفعمليات تدفقالمهاجرينغير الشرعيين« .

وقد ردتعليه الحكومةالتونسيةالمؤقتة في نفسالوقتبالتأكيد علىلسان الناطقالرسمي بإسمهاالطيب البكوش بالقولإن »الشعبالتونسي يرفضأي حضور عسكريأجنبي علىأراضيه »،فيماحذرت أحزابسياسية منمغبة أي تدخلعسكري أجنبيفي تونس.

United Press International, Inc. (UPI).


بسمالله الرحمانالرحيم لجنةالدفاع عنالمحجباتبتونس تونس في 03.03.2011

وزارةالداخليةالتونسيةترفض صورالمحجبات فيبطاقاتالتعريف

علمتلجنة الدفاععن المحجباتبتونس أن الداخليةالتونسيةرفضت خلالالأسابيعالماضية اصداربطاقات تعريفوطنية (بطاقةهوية) للعديدمن المواطناتالتونسياتبتعلة انهنمرتدياتللحجاب فيالصورالفوتوغرافيةالمقدّمة فيملفت طلباستخراجالبطاقات ،ومن بين الحالاتالتي تم رصدهامن قبل اللجنةهي حالةالسيدة مريمالرزقي التيتقدمت بملفهابتاريخ 16فيفري بمركزحي الملاحةاريانةالعليا ، وبعدان وعدوهابتسليمهابطاقتها فيأجل أقصاهأسبوع تراجعواليعلموها بأنمطلبها مرفوض، وهو نفس ماحدث مع الآنسةسنية الهداجيالتي تقدمتبملفها بمركزالحرس الوطنيبمدينة حامةقابس . اضافةإلى عشراتالحالاتالأخرىالمسجلة فيمختلفالولاياتالتونسية .

وأماماحتجاج واصرار بعضالمحجبات صرحبعض المسؤولينالأمنيينانهم تلقوامنشورا جديدامن وزارةالداخليةخلال الأيامالاخيرة يرفضاصدار بطاقاتتعريف وطنيةتحمل صورمحجبات ، وقدحصلت اللجنةعلى نسخة منهذا المنشور وهذانصه :

عنوانالمنشور—  حولمواصفات الصورةفي بطاقةالتعريفالوطنية

تذكروزارةالداخلية انهاستنادالمقتضيات الامرعدد 717 لسنة 1993 ،المؤرّخ في 13-4-1993 -و خاصة الفصل السادسمنه الذي ينصعلى ما يلي :

تكونالصورةالفوتوغرافيةالمشار اليهابالفصلينالثاني والرابع من هذاالامر من حجمثلاثة علىاربعة صنتمترتؤخذ وجها علىلوحة خلفية مناللون الابيضو بمقياس واحدعلى عشرةوتبين الشعروالعينين .

فانهيسمح مستقبلابتسليم بطاقةتعريف للاشخاصالملتحين فقطدونالمتحجباتاللواتي عليهنواجب اظهارشعر راسهن فيالصورةاحتراما للقانون.

وتذكّراللجنة انه لميصدر في تاريختونس سابقا ايقانون في هذاالسياق وانمامجرد تعليماتمن خلالمناشير غير دستوريةطعنت المحكمةالاداريةسابقا في حكمهاالابتدائي فيقضية رفعتهامدرسة ضد وزيرالتعليم سنة 2007في صلوحية وقانونيةالمنشور الشهيربمنشور 108 .

واللجنةتحذر بشدّة منخطورةاستمرار تحكمأطراف معروفةبالنهج الإستصاليوالاقصائيالذي كرّسهالرئيس المخلوعونظامه ضدالمواطناتالتونسياتالمحجبات فيالإدارةوالمؤسساتالتعليميةوحتى فيالشارع ،وتطالب السيدوزيرالداخلية وكلالجهاتالمسؤولة فيهذه المرحلةالإنتقالية التدخللإلغاء هذاالمنشورالغير دستوريوالذي نصفه بمنشورالعار،وتمكينالمواطناتالتونسيات الحجباتمن وثائقهندون قيد أوشرط ، ونؤكدأننا سنتابعهذه القضيةوتحمّلالأطراف التيتقف وراء هذاالإجراءالمرفوض مايترتب عليه .

نؤكدان الثورةالتونسيةالرائدة شقتطريق رفضالظلم وتحقيقالعدلوالحرية وأنمثل هذا المنشورالذي يحظر علىالمحجباتالتونسياتاستخراجوثائقهنالإدارية وهنمحجباتيستدعى فيأذهانالأغلبية منالتونسياتسياسات النظامالسابق الذيعانتالمحجبات فيعهده تجاوزاتخطيرة مثلالإعتداءبالعنف ونزعالحجاب فيالشارعبالقوةوالطرد منالعملوالدراسة ،وحرمانالمحجبات مناستخرج وثائقبصور وهنمحجبات ،وتكريسالمنشور 108 سيءالذكر.

تدعوجميعالمهتمينبقضاياالحرياتالفرديةوالعامة فيتونس الى رفضهذا المنشورالغير دستوري، وتعلناللجنة أنهابصدد التنسيقللدعوة إلىاعتصاماتأمام وزارةالداخليةلتمكين جميعالمحجبات منوثائقهنالإدارية مثلبطاقة التعريفوجواز السفرتحمل صورهنوهن مرتدياتالحجاب .

تؤكداللجنة أنجميع الدولالمتحضرةتحترم حريةالمرأةالمحجبةوتمكّنالنساءالمحجبات منوثائقهمالشخصية وهنمحجبات ، وليسمن المقبول فيتونس ما بعدالثورةالنكوص الىالوراء لتسميمالمستقبلالموعودبالحريةوالإنعتاق منالإستبداد ،والنساءالتونسياتالمحجبات فيمقدمة من يتوقالى التخلص منعقود الظلموالغبن  .

عنلجنة الدفاععن المحجباتبتونس

البريد : protecthijeb@yahoo.fr


هام :ندوة صحفيةلمركز تونسلحريةالصحافة

 

يعقدالصحافيونالتونسيونالذين أسسوامركز تونسلحريةالصحافة ندوةصحفية علىغاية من الأهميةصباح الغدالجمعة 4 مارس 2011  علىالساعةالحادية عشرصباحا ، وذلكبنزل الهناءالدولي بوسطالعاصمة تونسبإحدى قاعاتالنزل .

 

المصدر :مراسلة خاصةمن البريدالإلكتروني للسيدسليم بوخذير


تحليلإخباري

« العقلالسياسي »يتحرّك لدىالدولة:

بدايةإنهاء المأزقالسياسي…تملّصمن ثقل الشابيوإبراهيم..الاعترافبحركة النهضةوتوجّه نحوالاعترافبمجلس حمايةالثورة  

 

كتب:خالدالحدّاد

 

بسرعة وبعدجملة منالاستشاراتوالتقييمات ووضعلعدد منالنقاط علىحروفهاالأصليّة، تبدوالدولةالتونسيّة فياتجاهها إلىتجاوز حالةالارتباكوالتذبذبالّتيلازمتها طيلةالستة أسابيعالماضية وهيفي اتجاههالتصحيح بعضالمساراتالمهيئةلتحقيقالإصلاحالسياسيوالانتقاليالديمقراطيمثلما تطلّعتإليه ثورة 14جانفي الفارط.

بعداستقالةالسيّد محمّدالغنوشي يومالأحد الفارطوتولي السيّدباجي قائدالسبسي مهمّةالوزارةالأولىتحرّكتالأحداثمُسرعة في اتجاهإنهاء المأزقالسياسي الذيبلغتهُ البلادوالّذي كانتله انعكاساتخطيرة على المستوىالأمنيوالاجتماعيوترابط القوىالسياسيّةالوطنيّةووحدتها.

قبلاستقالةالغنوشي ، وهورجل ذواهتماماتاقتصاديةوماليةبامتياز، وكأنّهكانت هناكأشياء أواشتراطاتتدفع إلى سدّالأبواب بينعدد منمكوّناتالمجتمع السياسيونخب البلادمن جهةومؤسساتالدولة وخاصةمنها رئاسةالجمهوريّةالمؤقتة منجهة أخرى.

وبدخولباجي قائدالسبسي ذيالتجربةالسياسيّةالواسعةانقلبتالصورةويتّجهالمشهد السياسيللدولةلاستيعاب كلّالمقارباتوالآراءالمتوفّرةعلى الساحةدون إقصاء أواستثناء بماسيدفع إلىالمرور إلىضبط خارطة تُخرجالبلاد إلىالأفقالمطلوبوالمرجوّقريبا لتفاديمأزق ما بعد 15مارس أجلانتهاء الفترةالرئاسيةالمؤقتة حسبمنطوق الفصل 57من الدستور.

وفي كلّ ذلكيبدو الباجيقائد السبسيأكثر أريحيّةوغير متسرّعلمسك خيوطاللعبةالسياسيّةووضع الخطواتاللازمةلإنهاءالمأزق السياسي، والّتياتّضح منهاإلى حدّ الآن:

–        إقرارالمهمّةالوقتيةللحكومةالقائمةكحكومةلتصريفالأعمال ، لاغير ، ومنعالمتواجدينفي هذهالحكومة منالترشّحللانتخاباتالرئاسيّةالمقبلة.

–        السعيلاستشارةواسعة من أجلحكومة وحدةوطنيّةوفاقيّة بينكلّ الأطرافبما فيهاالاتحادالعامالتونسيللشغل، ومنالمتّجه أنيتمّ إدماجبعض السياسيين.

–        وضعآخرالترتيباتللإعلان عن « هيئةعليا لتحقيقأهداف الثورةوالإصلاح السياسيوالانتقالالديمقراطي »كإطار مجمّع للجميعومهمّتهصياغةالإصلاحاتوالآليات المساعدةعلى الانتقالالديمقراطيفي آجال معقولةتحترم حقوقكلّ الأطرافوالسياسيين المتطلعينللرئاسة أوغيرها منالمواقعالقياديّةسواء أكانتهيئة وطنيةتأسيسيّة(مجلس دستوري)أو انتخاباتتشريعيّة.

–        إنهاءمقولة « الحكموالمعارضة »والّتي عمل عضوانمن حكومةالغنوشيزعيماالتجديد والحزبالديمقراطيالتقدمي علىغرسها فيالمشهد السياسيالوطني علىغير وجه حق ،على اعتبارأنّه لم تجربعد انتخاباتلفرز معطياتتلك المقولة ،وهي مقولةمُربكةللوحدةالوطنيّة فيفترة انتقاليّةتقتضيالتساوي بينكلّ الأطرافالسياسيّةوالحزبيّةوالعملالمشترك منأجل تحقيق الانتقالالديمقراطيالمنشود. وفيهذا الإطار ماتزال تصريحاتالسيّد أحمدنجيب الشابي -الوزيرالمستقيل منالحكومةالمؤقتة- لعددمن مكوناتمجلس حمايةالثورة ترنّفي الآذانوالأسماع: »نحن في الحكموبإمكانكم أنتُعارضونا منالخارج وليسفي ذلك أيّعيب »، والحالأنّ في ذلكأكثر من عيبمن الناحيةالسياسيّة علىاعتبار ماتُخفيه تلكالمقولة منتحجيم لدورالمتواجدينخارج الحكومةومن رغبة فيالاستفرادبصناعةالقرارالسياسي فيمرحلة انتقاليّة.

–        إخمادفتيل الفتنةبين الدولةوالاتحاد العامالتونسيللشغل، وهوالفتيل الّذيتهاوت إليهبعض الأطرافبمن فيهاأطراف كانتممثّلة داخلالحكومة عبرالاتهامات والاتهاماتالمضادّة.

–        كشفنوايا بعضالسياسيين فياتجاه تبيانحقيقة رغبتهمفي خدمة الشأنالوطني العاموحماية أهدافالثورة وبينتفعيل الحضورداخل الحكومةلخدمة أجندةحزبيّةوفرديّةضيّقة، وفي هذاالإطار تندرجاستقالة كلّمن السيّدينأحمد نجيبالشابي (وزيرالتنميةالجهويّة)وأحمدإبراهيم (وزيرالتعليمالعالي)المتطلعان–بحسب قراءةالأحداث الحاصلة- للرئاسةأكثر من خدمةالحكومة والفترةالانتقاليّة.

–        الاعترافالقانونيبحركة النهضة، وهي التي قدّمتمطلبها منذأسابيع دونتلقي ردّإيجابي ،ويُحسبُ هذاالاعترافللوزيرالأوّلالجديد الّذيوبحكم حنكتهوخبرتهالسياسيّة لايُمكنهُ أنيحجب طرفسياسي مهمّ عنالمساهمة فيإدارة الشأنالهاموالمساهمة فيإنجاح مسارالتحوّلالديمقراطي ،ناهيك وأنّعدّة أطرافكانت تدفع فيفترة قريبةسابقة إلىالتوجّس منهذه الحركة لاعتباراتمذهبيّةوإيديولوجيّة، والحال أنّاللحظةتاريخيّةتتطلّباستجماع كلّالقوىوالأطراف.

–        الاتجاهنحو الاعترافبـ »مجلسحماية الثورة »كطرف يبغيتأمينالانتقالالديمقراطيالمنشود ، وفيهذا البابلازم الاستغرابالرأي العامالمتابعلتحركاتحكومة محمّدالغنوشيالرفض الذذيجُوبهت بهمقترحات هذاالمجلس والذييحوز علىتمثيليةسياسيّة(التكتّلالديمقراطيمن أجل العملوالحريات ،حركة النهضة ،حزب العمالالشيوعيالتونسي…)ونقابيّة(الاتحادالعامالتونسيللشغل)  وقطاعية( محامون ،قضاة ، رابطةحقوق الإنسان، منظمة حرّيةوانصاف..)واسعة.

ومنالمؤكّد أنّهوكما أشارتإلى ذلك »الشروق » فيمقالاتوتحاليلسياسيّة فإنّاللحظة الوطنيةالحالية ،بحسب المنطقوالصواب، هي لحظةسياسيّةبامتيازيلزمُها عقلمدبّر وحكيميُحسن لا فقطقراءة المعطىالسياسي بكلّتفصيلاته وجزئياتهبل كذلكاستشرافومُحاولةقراءة نواياالأحزابوالنخبوالتفاعلمعها بالنحوالمطلوبوالسريع.

كلّالمؤشراتتدفع الآن إلىالتفاؤل بشأنقرب الخروج منالمأزقالسياسيالّذي تهاوتإليه الدولةوسائرالأطرافالمُشاركة فيالحياةالسياسيّة ،واتّضحبالمكشوف أنّأيّ توتّر فيالمعطىالسياسي أوتجاذب وسطهتكون لهانعكاسات علىحياة الناسوتطلعاتهموحتى أمنهموأريحيتهم ،فما من شكّ فيأنّ حتى الحوادثالهامشيّةداخل الحراكالمجتمعي اليوميوالتي منهاالبعض في غايةالعنفوالتوتّر ماهي ، فينهايتهاومغزاهاوجوهرها ،إلاّ تعبيرةعن حالة ضيقسياسيوانسداد لأفقالخروج منالمأزقالموجودوالّذيخلّفته طبيعةخروج الرئيسالسابقونوعيّةالثورةالتونسيّة التيلم تقدها أيّجهة سياسيّةأو عسكريّة أوأمنيّة بلكانت نتاجفوران مجتمعيمن القاعدة الشعبيّةالتحقت به فيآخر المطافالنخب والأحزابوالبعض منأركان الدولةوأجهزتها ورموزها.

 

جريدةالشروق 3 مارس 2011


ليحكمالجيش تونس..حتى نصنعالربيع

 

إنكان هناك منمنع حمامات دمفي تونس، فهوالجيش الوطنيالحرالأبي،ابن الشعب.

 وإنكان هناك منقلل من دمويةبقايا نظام بنعلي، والأمنالرئاسي،والبوليسالسياسي، فهوالجيش الوطنيالتونسي، حصنالشعب.

وإنهناك من ضامنللتحولالديمقراطيالحقيقي فيتونس، فهوالجيش الوطنيالحر حامي حمىالوطن.

ولايشوب هذهالحقيقة أيشك، وسطمزايدات من سقطوافي أولامتحان،وانحازوالسلطان غير شرعي،بينما لايملكون هم منالأمر شئا،فلا شعبية،ولا سلطةمعنوية، ولاتفويضديمقراطي يسندهمويمنحهمالقوةاللازمةللتصدر والحديثعن السلمالأهلي،والتنمية،والديمقراطية،وغير ذلك.

وبعدسقوط محمدالغنوشي،وتقديمهلاستقالته،وسط الضغوطالمتزايدة،من قبل فلولالنظامالسابق منجهة، والثورةالشعبية منجهة أخرى، وهوما كان واضحا،من خلال خطابالاستقالة،حيث أشار إلىممتلكاتالطرابلسية،وقال إنه تمتمصادرتهالحمايتها.

إن مادفعنا إلى هذهالمداخلة، هوتكرار الإسطوانةالمشروخة حول( تهديد )الجيش،والتهديد به،وهم يستخدمونفزاعة الجيش،لينحاز الناسإليهم، وياخيبة المسعى.إذ أن الجيشالوطني أرحم بالشعبالتونسيمنهم، بعد أنتنكروا له،ونفوا عنالشعب كونهالشعب. إذ أننفي الجزءالمتحرك، هونفي ضمنيللكل، كمنينفي عنالانسان حراكه،بتجزئةكيانه، فينسبللرجل المشيدون سائرالجسد،والعين النظردون بقيةالحواس. فليسهناك ثورة فيالتاريخ شاركفيها الشعب بأسره،ولكن كل ثورةتنسب للشعب،حتى لو كانالمشاركونفيها لايتجاوزونالعشرة فيالمائة، أوأقل من ذلك.

وعودالجيش : إذا تولىالجيش السلطةبصفة مؤقتة،فسيكون أميناعلى الثورة،أكثر من أولئكالذينيتربصون بهاالدوائر،وسيقضي علىالفوضىوبقايا،بانديت، السرياطي،والطرابلسية،والتجمعيين.ولن يتخلى عنالشعب، كماتخلى البعض عنشركائهم فيالمعارضة،وتحديداميثاق حركة 18أكتوبر،لأسبابكاذبة،والحقيقة أنلعابهم سالعلى مائدة السلطة،وقد خرجوامنها، غيرآسفين علىقراراتهم، بلمبررين لها،وذلك بعد أنأدركوا أنالشعب لن يسلملهم بالغنيمةأوما ظنوهاغنيمة، وكادت توصلهمإلىالمحاكماتالقاسية .

وقدبينت الأيامأنهم كانوامتهافتينجدا، وكانواضحايالقصرالنظر،والوقوع تحتسحرالقصر.

الجيشالتونسي لايحملايديولوجيةمستوردة،تحمل كذبا صفةالكونية،بينما أدخلتالمتحف في مواطنهاالأصلية،أوأصبحتنتوءاتمعزولة، كالهيبز،والمثليين،والمدمنين.فايديولوجية الجيشهي ثقافةالشعب وهويتهالراسخة التيهيمنت علىحياة الأمةمنذ أكثر من 1350عاما، ولا قيمةلما سبقها فيتاريخ تونس،إلا منالناحية المتحفيةوالتاريخيةالمعزولة عنالواقع ، كما لاقيمة لمابعدها، إلابقدر معرفة مايغايرالثقافةوالهوية،لتغييرهوتبديلهوإعادة الأمورإلى نصابها.

الجيشالتونسي، ليسعميلا، لأيطرف أجنبي لا فرنسا،ولا الولاياتالمتحدة، ولايمكنه ذلك ولاينبغي، فقدتربى على معانيالبطولةوالرجولةوالوطنية،فلا يوجد فيصفوف قواتناالمسلحةالباسلة، منيقول إنه يتشرفبلقاء جنرالأجنبي أووزيرة خارجيةفرنسية، ولايمكنه أن يوجهفريقالمقابلة رئيس بلديةفي فرنسا، كماحصل مع النساءالديمقراطيات،والدينمقراطياتجدا…..

الجيشالتونسي لايمكنه أنيستجدي الدعمالفرنسي،ليحصل على 300ألف يورو، وهورقم يمكن أن يقدمهرجل أعمالتونسي لبلادهبدون من، أوإهانة.. الجيشالتونسي لايمكنه أن يسرقثروات البلادويحتفظ بهالنفسه وأسرتهوالمقربين منهأو يهربهاللخارج ،ويطلق أقاربهللعبثباقتصاد ومقدراتالبلاد ..الجيشالتونسي لايمكنه أن يقصيأحدا منمكونات الشعبالتونسي، ومنوسائل الاعلامالمملوكةللشعبالتونسي أوالوظيفة العموميةأو الحكومات .

ليتقدمالجيش: يا ليتالجيشالتونسي أخذزمام الأمورمنذ البداية ،ولكان قد أنهىالفوضىالسائدةوالعمليات الارهابيةالحاصلة، منذهروبالديكتاتورالمخلوع بنعلي. فقد حمتحكومة محمدالغنوشي، الحرسالرئاسي،الذي نصبها،وحمتالتجمعيين، وحمتالبوليسالسياسي،وحالت من حيثتدري أو لاتدري، دون وقفالفوضى . فهذهالحكومة هيالحبل السريللفوضىالطرابلسيةوبقايا الامنالرئاسيوالبوليسالسياسي،مهما وضعت من « ميكابات ومواد تجميل.

كانهناك فرزاايديولوجيا،وجهويا ، قبلأي شئ آخرفيعملية تشكيلالحكومةالأولى ، وبدتمجرد ديكوروعرائسكراكوز تدارمن خلف الستائر.وكان لسقوطمحمد الغنوشي،دور في كشفجزء منالمؤامرة،وعندمااستقال استقالواويا ليتهميستقيلونللأبد .

إنالجيشالتونسي، لايحتاج سوىلشعبية تدعمه،وموقفهالنبيل منالثورة،أكسبه هذهالشعبية،وهناك أطرافمستعدةللتحالفالاستراتيجيمعه، لتقديمالشعبية التييستحقها، مقابلقطع دابرالسفاحين،والقتلة ،والمجرمين،من بقاياالنظامالسابق،والبوليسالسياسي،والحرسالرئاسي.إضافة لاعادةالأموالالمنهوبة، وبيعالشركاتالمملوكة لبنعليوالطرابلسية وأزلامهموإدخالالأموالللخزينةالعامة .

حكمالجيش، مطلبوطني فيالمرحلةالراهنة إلىحين تنظيفالبلاد، ممنيراهنون علىالفوضى للتمديد..الجيشالتونسي منالشعب، بل منخيرة الشعبالتونسي، لنيخون الثورة،ولن يخون تونس،ولكن الآخرينلديهم إرثثقيل منالعمالة والخيانةوبيع البلادوالعبادوإضطهاد الشعب،بلقتله وتدميره. وإذا ما قورنالجيش التونسي،بحثالة بن عليوالنظام الذيجثم على تونس أكثرمن خمسين سنةتجدنامنحازين آلياللجيش،ولكننا لانقبل بنظامعسكري للأبد،سوى بالقدرالذيتسمح بهالظروفلتنظيف تونسمن القمع والطمعفي العودةللسلطة منالابوابالخلفية، أوالقفز علىالكراسي،بطريقةهيستيرية كالتيشاهدناهونشاهدها منذ14 فبرايرالماضي.

الجيشالتونسي،مؤهل لحمايةالثورة،والاشراف علىتكوين حكومةتينوقراط لايحق لأعضائها المشاركةفيالانتخاباتالقادمة ، مععدم تغيير فيالمواعيدالانتخابيةوتشكيل هيئآتشعبية معاضدةللجيشلمواجهة،بانديت،النظامالسابق،وتكون لهااليد الطولىفي المقاومة،وقطع دابرالارهابيينالمفسدين منأتباع النظامالبائد فيكامل ترابالبلاد .وتكون هذهالهيآت تحتإشراف الجيش،ويمكن أن تكونمؤقتة، أو قوةاحتياط تجددشبابهاباستمرار.

صناعةالربيع : أماالذين يخوفونالشعبالتونسيبالجيش، نؤكدلهم بأن الشعبيحب الجيش،وقد تجسد ذلكأثناء الثورةالمستمرة.والجيشالتونسي أشرفبكثير منأولئك الذينيحذرون منتدخله فيالسياسة، ولوخير الشعببينهم وبينالجيش لاختارالقواتالمسلحة .فإذا كانالجيش نارا، فأنتمعار، وقديماقيل النار ولاالعار، فكيفبمن جمع بينالنار والعارفي وقت واحد .

العارفي التخلي عنمطالب الشعب،لتحقيق مصالحضيقة على حسابالشعب وبقيةمكونات الطيف السياسي.عار دعم حكومةشكلها الامنالرئاسي. عار،الانضماملحكومة تقتلشعبها، ويسقطالضحايا ولاتستقيلون .وعندمااستقلتم لمتقولوا أن ذلكبسبب سقوطضحايا منأبناء الشعبفي الشارع.لقد كانتاستقالاتكمخوفا من السقوطالتاريخيالمدوي،ونسيتم أنكمسقطتم منذ تخليتمعن الشعببالانضماملحكومة غيرشرعية .. لو خيرالشعب بينالجيش،وزبالة بن عليأو حتىبورقيبةلاختارالجيش.. الشعبيريد حكومة نابعةمنه ، منهمومهوطموحاته وآلامهوآماله ومآلاته، من ماضيهالناصع، وليسماضيه المظلم، من حاضرهالثائر لاحاضره الذييريد الالتفافعلى الثورة..من مستقبلهالذي يبنيه بيديهلا المستقبلالذي يفرضعليه ، منالآفاق التييرنو إليهاوالممتدة فيالزمنالسرمدي والأبدياللامتناهي .

الشعبيريد أن نخدمبلادنا جنباإلى جنب مدنيينوعسكريين،نساء ورجال ،وأجيال تسلموتستلمالمشاعلبعضها من بعض.

ورجاءنامن قاوتناالمسلحة أنتعيد لصفوفها كلالذين تمرفتهم منالجيش في زمنبورقيبة وبنعلي، لأسبابسياسية أولتدينهم، فيعادون لوظائفهم، وتعاد لهمجميع حقوقهم،وتدفع لهم جميعرواتبهم عنالفترةالماضية، وتحترمدرجاتترقيتهموتعويضهم عنالمعاناة التيقاسوها معأسرهم . ونفتحجميعا صفحةجديدة مشرقة،في تونسناالحبيبة ،تشملالعسكريينكما المدنيينفكلناتوانسة،وكلنا نحب تونس،ومستعدينللموت فيسبيلها. لا بدمن التوصل إلىآليات لادارةالخلاف بينالتونسيينجميعا بعيداعن العنف أوالتهديد به ،أو التغول، أوالاقصاء، أوالالتفاف. يجبأن نحب بعضنابعضاكتونسيين،وشخصيا ليستلي أي مشكلةمع أي شخص أوتيار سياسي،ولكني أنتقدالتصرفات وليسالأشخاصالذين نكن لهمالاحتراموالتقدير،ونثمننضالاتهم .ولذلك يجب أننتعايش معاختلافنا ومعأفكارنا،لنصنع ربيعتونس بزهورمختلفةوألوانمتعددة.. أليسالربيع كذلك .

 

عبدالباقيخليفة

 


 

الجيشالتّونسي لنينكث غزله منبعد قوّةأنكاثا

 

الشّعبالتّونسيكلّه بلوالعالمالعربي والإسلاميكلّه مدينللجيشالتّونسيالبطل،العظيم ليسبتجهيزاتهولا بعددجنوده فهو دونالكثير منالجيوشالعربيةوالإسلاميةفي هذا المجالبل بموقفهالشّجاع وغيرالمسبوق حينأمرهالطّاغيةالمخلوعبإطلاقالنّار علىالمواطنينالعزّل فرفضبل وحسبالمتوارد منالأخبار أنّهحوّل الأمرإلى هجوم حيث،ودائما حسبالمتواتر منالأخبار، أنّاللّواء البطلرشيد عمّار لميتوقّف عندرفض تنفيذالأمر منالقائدالأعلى (بغيراستحقاق)للقوات المسلّحةالرّئيسالهارب بلوخيّره بينالموت أو النّجاةبجلده فاختاربكلّ جبن أنينجو بجلده وهربلا يلوي علىشيء. نعم، كنتأتمنّى لو أنّالجيشالتّونسيألقى القبضعلى الطّاغيةوقدّمهللمحاكمة علىجرائمةالبشعة في حقالبلادوالعباد أمامقضاء نزيهومستقل ولكن هذهالملامة لاتضع الجيش فيموضع الشّك أوالغدربالثّورة.

الّذينيشكّكوناليوم فيالجيشالتّونسي ووفائهللثّورة همأعداءالثّورة وعلىكلّالمساندينللثّورةالتّصدّي لهمومحاصرة ودحضادّعاءاتهم.إنّهم أذيالالنّظام البائدوبقاياالمفسدينوالمتنفّذينوالمَصلحيّينالإنتهازيّينالّذينيستكثرون علىالشّعبالتّونسيسيادته وحقّهفي تقرير مصيرهواختيارحكّامهوالعيشبكرامةوالتّمتّعبالأمن و خدمةالوطنوالإستفادةبخيراته.

كيفيمكن للجيشالّذي صنعلنفسه موضعارفيعا فيسويداء قلوبالتّونسيّينوافتكّ مكانةومجدا فيمصافّ الأمموالمنابرالدّولية وصنعلنفسه مجداتليدا وأصبحمفخرة الخاصوالعاموالعدووالصّديقبموقفهالتّاريخي أنيرتدّ عن هذاالإنجازالعظيموينقلب علىعقبه ويهدركلّ مكتسباته؟ثمّ ما الّذييغريه بمثلهذا العملالشّنيع؟ هلهوّ مستعدّلسفك دماءالتّونسيّين؟هل هوّ قادرعلى أن يحكمالبلاد دونإرادة القوى الوطنيةالمدنية؟ لاأحسب ذلكممكنا ولاأحسب أنّالجيش التّونسيوقيادته يخفىعليهم ذلكويجهلونحساسيةالمرحلةوخطورة الوضع.

لاأحد اليوم فيتونس يستطيعأن يحكمالبلاد بمفردهويخرج بهاممّا تردّتفيه من أوضاعصعبة وخطيرة.فلا الجيش ولاحركة النّهضةولا قوىالشّبابالصّاعدة ولااليسار ولاغير كلّ هؤلاءيستطيع أنيدّعي قدرتهعلى توفيرالأمن والإستجابةللطّلباتالإجتماعيةالمتزايدة وحلّمشكلةالبطالةوتنميةالإقتصادوووو… وعلىالجميع أنيضعوا اليد فياليد من أجلتحقيق كلّ ذلكوبناء تونسالغد، تونسالحرّية والعدالةوالتّنمية.على الجميع أنيرتقوا فوق المصالحالحزبية بل لامصلحة حزبيةإذا لم تكنتصبّ رأساوبأولويةمطلقة فيمصلحة تونسوالأكثروطنيّة من كلّذلك أن تتنازلعن مصلحةالحزب لمصلحةالوطن وقد تصلحدّ التّضحيةببعض مصالحالحزب من أجلمصلحة الوطن.

قديتدخّل الجيشالتّونسي إذااستدعت الضّرورةوفرض عليهالوضعالدّستوري فيالبلاد ذلكولكن لا أحسبأنّ تدخّلهيتجاوز إرجاعالأمور إلىنصابها ووضعالبلاد فيالمسارالصّحيحوحماية القوىالسياسيةوتمكينها منالقيامبواجبها الوطنيثمّ العودةبعد ذلك فيأقصر أجل ممكنإلى ثكناتهوإلى مهمّتهالأساس وهيحماية البلادوالعباد.

لاأخفي أنّي لستمطمئنّا بعدعلى نجاحالثّورة،فالمتربّصونكثّر وجيوبالرّدةمندسّة هناوهناكومتوثّبة بلوتسعى في الخفاءللفتنة وقلبالأوضاع وبيناليوم والآخرنفاجأ بأسلحةتختفي منمراكزالشّرطة وأخرىيلقى عليهاالقبض فيسيّارةوأموال بالملايينتوزّعلاستئجارالمخرّبينودسّهم بين المتظاهرينلتشويهالثّورة وبثّالبلبلةوالرّعب فيصفوفالمواطنينوتصريحاتتشكّك فيالجيش التّونسيحامي الثّورةالأوّل وغيرذلك ممّا يدعوإلى اليقظةوالإنتباهوعدمالإنسياق وراءالأراجيفوالإدّعاءاتوعدم الشّك فينقاوة ثورةالشّعبالتّونسي وإخلاص الجيشالتّونسي ومهنيتهوالتّحلّيبالواقعيةوالحكمة وأستسمحالشّباب،مسعّرالثّورةالأوّلووقودها وحاميهاأن أنبّهه إلىالحذر والإنتباهإلى أنالطّلبات لاتُلبّى « بكنفيكون »والّذي يقاومالدّكتاتوريةعليه أن يحذرمن الوقوع في »دكتاتوريةالطّلب » حيثيريد أن تلبّىكلّ طلباتهكما يقولهاويتمنّاها بلعليه أن يحاورغيرهوالسّياسةأخذ وعطاءوتوافقوالإختلاف فيوجهات النّظروتقديرالمصلحةوالحلولالنّاجعة لامفرّ منه حتّىفي صلب الحزبالواحدوالمنظومةالواحدة فكيفإذا تعلّقالأمر بمسائلتهمّ أطرافاعدّة ذواتإيديولوجياتوأفكارمختلفةوتتعلّقبمصير شعبووطن!!

حفظالله الثّورةوعاشت تونسحرّة مستقلّةوعاش الشّعبالتّونسيسيّدا كريما.

إنأريد إلاّالإصلاح مااستطعت وماتوفيقي إلاّبالله عليهتوكّلت وإليهأنيب.

 

العربيالقاسمي /نوشاتيل ـسويسرا في 3مارس 2011


الثورةفي تونسمستمرة نعمولكن كذلك قوىالثورةالمضادةمازالت أيضاتفعلوتناورلإجهاضهذه الثورةووقفمسارهاوالإلتفافعليه.

 

الثورةمستمرة ولكن!

يوم 14 جانفيتمكنتالجماهيرالثائرةوالتي تخلصتمن الخوفالمستبطن منالقمع الذيمارسه نظام بنعلي طيلة أكثرمن عشريتينعلى إثر حادثةحرق الشهيدالبوعزيزيلجسده فيمدينة سيدي بوزيدأين إنطلقتالشرارةالأولى لهذهالثورة من دفعالدكتاتور بنعلى إلىالفرار خارجتونس.

إسقاط بنعلي رمزالنظامالقمعيالبوليسي الفاسدلم يوقفالمسارالثوريفالجماهير لمتتوقف عند هذهالمرحلة لقدتطور وعيهابشكل لافتوأدركتوبسرعة أنإسقاطالدكتاتور لايعني إسقاطالدكتاتوريةوقد عارضتوبسرعة ومنذ البدايةمحاولاتترميم نظامالدكتاتورية وهوطور من أطوارالثورة مستمرإلى الآن ويؤشرعلى أن الوضعلازال ثورياوأن وعيالجماهير بضرورةإسقاط النظامالدكتاتوريوحل كل أجهزتهوإرساء نظامدمقراطي يقطعمع الدكتاتوريةمازال قائمابرغم حالاتالإنكماشالتي يعرفهامن حين لآخر.

إن ذلكلتبرزه محطاتعديدة في هذاالمسار منذ 14  جانفيولنا هنا أننذكر بسقوطحكومة الغنوشيالأولىوالثانيةوالفشل الذيرافق محاولاتالحكومتين فيالإلتفاف علىالثورةوتوقيف مسارها.

في الحقيقةإن فشلمحاولاتترميم بقايانظام بن عليهي محاولاتتثبت عديدالقرائن أنهامحاولات يقعالتنسيق فيهابين يقاياأجهزة النظامالسابقورموزه بمافيها بعضالشخصيات ذاتالنفوذ داخلالجيش وحلفاءالبرجوازيةالتونسية منالإمريكانوالفرنسيينراعييالدكتاتوريةومموليها وهيحقيقة هيالأخرى ليستبغائبة علىأعين الحماهير.

إن فشل هذهالمحاولاتإلى حدّ اللآنيعود إلى  التجذرالذي حصل فيوعي الجماهيروفي نشاطها وإلىتصميمها وعدممساومتها فيكنس نظام الدكتاتوريةوهو معطى وسّعحالة العجز فيصفوف جبهة قوىالثورةالمضادةالممثلةاليوم بلفيفواسع من القوىالإنتهازيةواليبراليةالتي تدور فيفلك بقايانظام بن عليوحلفائه الإمبرياليين.

لكن وبرغمنجاح الثورةفي التصدي لكلالمناوراتالسياسيةالتي تحيكهاجبهة بقاياالنظاموالثورةالمضادةوبرغم وضوحشعاراتها ومطالبهاالسياسيةوالتي علىرأسها مطلبحكومة مؤقتةبدون التجمعالدستوريتحظر لإنتخابمجلس تأسيسيتنبثق عنهحكومة تعكسإرادة الشعبوتنجز مهماتالثورة التيهي في الأساسثورة سياسيةإجتماعية إلاأنها مازالتحاملة فيوالواقعللعديد منعناصر الضعفالداخليتنظيمياوسياسيا ضعفلا يمكن أنتخفيه الإرادةالقويةللجماهيروتصمييهاالذي لا حدود له.

علىالمستوىالتنظيميبقيتالجماهيرالثائرة إلىالآن تراوحتنظيميا فينفس الوضعالذي إنطلقتفيه الثورةبحيث لم نشهدوإلى اليوم بروزأشكال تنظمذاتي حقيقيةممتدة أفقياوعموديا فيصلب الفئاتوالطبقاتالشعبيةالثائرة.أشكال تنظمصلبةديمقراطيةوممثلة بمقدورهاأن تتطور إلىنواتاةتنظيميةحقيقية تأخذ علىعاتقها مهمةقيادة الثورةمن جهة وتنظيممهام الإدارةالذاتيةوتبرز وفيإطار الأزمةالثوريةكسلطة بديلةلسلطة بقايانظام بن علي.

هذا الضعفوالذي طالتمدة رَأْبِههو الذي أتاحلبقاياالدكتاتوريةهامشا كبيرامن المناورةوالمحاولاتالمتكررةلوقف المسارالثوري.

إن هذاالضعف هو فيالحقيقة ناتجعن حالة البهتةوالمراوحةوالإنتظاريةالتي لم تستطعالحركةالسياسيةاليساريةالديمقراطيةأن تتجاوزهاحين إنطلاقالثورة بحيثبقيت عاجزة عنالإلتحامبجماهيرالثورة ولمتتمكن من دفعهافي مسارالتنظمالذاتيوالإدارةالذاتية وتواصلهذاالضعف والقائمإلى اليومبعدم تمكن هذهالحركة والتيعلى رأسهاالقوى اليساريةمن الإنفصالوالإستقلالعلى مستوىالبرنامجالسياسي عن الإصلاحيةوالإنتهازيةوالبيروقراطيةالنقابية هذهالقوىالمربوطةبألف خيط وخيطببقاياالدكتاتوريةوبمناوراتهاومشروعهاالسياسيوالذي هو ليسإلا مشروعترميم نظام بنعلي  وبالتاليالإرتباطبالقوىالحقيقيةللثورةوالعمل معهاوفي صلبها منأجل مشروعسياسيي ثوريمستقل عنالبرجوازيةومرتبطبالثورة ومطالبها.برنامج نابعمن المهماتالحقيقية السياسيةوالإجتماعيةو التي علىالثورة اليومإنجازها.برنامج لايتوقف عندبرنامج الحرياتالسياسية فقطبل يتعداه إلىالمستوى الإجتماعي.برنامج ذوطابع إنتقالييقطع مع مفهومالثورة علىمراحل ولايكتفي يتوقيفالثورة عندالمدىالديمقراطيوفي افقالحريات السياسية.

إن الثورةاليوم ثورةمستمرة أفقهاالحقيقي ليسالحرياتالسياسية فقطوبرنامجها ليسبرنامجالحرياتالسياسية فقط.إن برنامجهايتعدى هذاالأفق ليلامسالمسائلالإجتماعيةوالتي لابداليوم منطرحها كمهماتللإنجازلأنها فيالأصل من صميممهمات الثورةفمسألةالديونومسألةالحبايةومسألةالإسثمار ومسألةالتشغيلومسألةالخصخصةومجانيةالخدمات العامةومصادرةملكية أفرادالعائلةالحاكمة فينظام بن على  وملكيةالتجمعالدستوريوتحويلها إلىملكية للدولةلا تقل أهميةعن المطالبالسياسية لابل هي الدعامةالأساسيةلجعل الثورةتتقدم وتتجذروتلف حولهابإستمرارالطبقاتوالفئاتالإجتماعيةصاحبةالمصلحة في زوالالدكتاتوريةوزوال نظامالإستغلالوالتبعية.

أما علىالمستوىالسياسي فإنالثورة مازلتوإلى اليومتفتقر لمعبّرسياسي حقيقيعن مطالبهافلاهيإستطاعت ومنداخلها إفرازقوة سياسيةعلى شكل حزبللثورة يمكنأن يرفعمطالبها ويدفعوعن طريقمواصلةالنضال وبكلالأشكال المتاحةوالتعبئةوالتحركاتلإنجازها ولا تمكنتالقوىالسياسيسةوالتي ترفعاليوم شعار حمايةالثورة والتيعلى رأسهاجبهة 14 جانفيومجلس حمايةالثورة من لعبهذا.

 

المجلسالوطنيلحمايةالثورةمبادرة أفقها برجوازيإصلاحي

 

المجلسالوطنيلحمايةالثورة مجلسيضم 29 مكوناسياسياوجمعياتياومهنيا تعكستركيبتههيمنة واضحةللبيروقراطيةالنقابيةممثلة فيالمكتبالمركزيالبيروقراطيولبعض الجمعياتالتي تسعى إلىوقف الثورةوالإكتفاء بالمنجزالآن ووضعنفسه كمعبرسياسي عنالثورة. مجلسلم يعد يعنيهكثيرا شرعيةالحكومة وشرعيةمؤسسة رئاسةالجمهورية.مجلس يطالببان يصدر الرئيساللاشرعيأصلا مرسومايقنن المجلسليتمكن منتقديم خطةمتكاملةومحددة فيالصيغ القانونيةوالعملية وفيالتوقيت منأجل إنتخابمجلس تأسيسييضع دستوراجديداللجمهورية. مجلسيعلن عن نفسهوكمبادرة أنهحريص على إستمرارالدولةوالمرافقالعمومية فيأداء مهماتهاوإستعادةالدورةالإقتصاديةلنشاطها.

إن المتمعنفي حقيقةالمبادرة هذهلا يمكن أن يستنتجإلا أنهامبادرة غيرمفصولة عن سعيبقايا نظام بنعلي التيتتآمر علىالثورة وتسعى لوقفهادون تحقيقمطالبهاوأنها مبادرةلا يخرج أفقهاعن الحلالبرجوازيوحتى دعوةالمجلس للرئيسالمؤقت بحلحكومة الباجيقايد السبسي الحكومةالثالثة منذفرارالدكتاتورفهيليست إلا دعوةلتشكيل حكومةلا تستثنيرموزا وشخصياتمن نظامالدكتاتوريةحسب الصيغةالواردة فيبيان المجلسالأخيرالتالية ــ حلالحكومةالحاليةوالدخولبصورة عاجلةفي مشاوراتواسعة من أجلضمان اوسعوفاق وطني حولإختيار الوزيرالأول وتشكيلحكومة مؤقتةلتصريف الأعمال…ــ

لابد منالإشارة كذلكلإستثناء هذاالمجلس للجانالشعبيةالجهويةوالمحليةوللجان الإعتصاماتوللجانالأحياء منتركيبته التيحصرها فيأطراف سياسيةوجمعياتمهنية إضافةللإتحادالعامالتونسيللشغلوتحديدا في بيروقراطيتهمكتفيابمناشدة ومنموقع فوقي للقوىالحقيقيةللثورةاللجانالشعبيةالجهويةوالمحليةولجانالإعتصاماتولجان الأحياءــ إلى الوقوفصفا واحدا قصدالتصدي للمؤامراتالتي تحاك ضدشعبنا وثورتهــ

إن المجلسوبهذه الصيغةليس إلامشروعاسياسيا فوقياتهيمن عليهقوى ليس هناكأية ضمانةللقول أنهاستكون حريصةعلى حمايةالثورة بقدرحرصها علىوقفهاوالإنحرافبها عن تحقيقمطالبها وهومبادرة ستخرجحكومة بقايانظام بن عليمن حالة الفراغالتي تدورفيها.

إن حصر مجلسجماية الثورةلمطالبالثورة في بعدواحد هو البعدالسياسي دونإعتبار بعدهاالإجتماعيوإقصاء قوى الثورةالحقيقية منتركيبتهوإعترافهبشرعية مؤسسةرئاسةالجمهوريةودعوتهلجكومة وفاق وطنيسيجعل مهمةإنجاز المجلسالتأسيسي  مهمةمن مشمولاتالقوىالليبراليةوالإصلاحيةوبقاياالدكتاتوريةوهي مبادرةستفرغ هذاالمطلب منمحتواهوديناميكيتهفي أن يعكسبالفعل إرادةالشعب لأن قوىالثورة ستكونمقصاة وخارج هذهالديناميكية.وهو ما سيجعلمن هذا المجلسومنذ البدايةمجردا من منكل محتوىديمقراطي وشعبيلأن قوىالثورة ستكونخارج دائرةالفعلوالتأثيروجهازا بيدالقوىالبرجوازيةوالإصلاحيةالمعادية فيالأساس لكلنفس ديمقراطيحقيقي وسيلعبوككلالبرلماناتالبرجوزيةدورهالتضليلي فيإضفاء طابع منالديمقراطيةالزائفة علىدكتاتوريةالطبقةالبرجوازيةعلى كل مناحيالحياةالسياسيةوالإقتصاديةوالإجتماعية.

إنديناميكيةتحقيق المجلسالتأسيسيديناميكية لايمكن ان تكونإلاديناميكيةمرتبطة بالثورةوبالقوىالحقيقيةللثورة إذااردنا له أنيكون معبرابحق عن ارادةالشعب وكلتحقيق لهذاالمجلس خارجهذهالديناميكيةما هو في الأخيرإلا مسعى لوقفالثورة دونتحقيق مطالبهاالسياسيةوالإجتماعيةوإلتفاف عليهاولن يكون ذلكإلا في صالحالبرجوازيةالتابعةوحلفائها منالإمبرياليين.

 

 جبهة 14جانفي الترددوالمراوحة والإنحدارإلىأرضية الوفاقالطبقيالبرجوازي

 

مثلتالأرضيةالسياسيةلجبهة 14 جانفيوالتي وقعالإعلان عنهافي بيانهاالتأسيسيوتأكيدها فيبياناتهاالتي تلت ذلكأرضية مثمثلةلبرنامجالثورة فيطورها الحاليوتعكس مطالب الجماهيرالمباشرة. فقدتظمنتأرضيتهاالسياسيةدعوتهالإنجاز مؤتمرلحميايةالثورة تنبثق عنهحكومة مؤقتةتقطع مع نظامالدكتاتوريةوذلك بحل كلأجهزة النظامالسابق وتحظرهذه الحكومةلإنتخاب مجلستأسيسي يفرزحكومة تعبر عنإرادة الشعبوتنجز مطالبالثورة.

إلا أنالجبهة وإلىاليوم ظلتعاجزة عنإنجاز المهماتالتي طرحتهاوبقيت مترددةومراوحة  بعيدةعن الإنخراطفي التحركاتوالنضالاتالشعبية أوالمبادرة بهاوتنظيمهاوقيادتها.

جبهة 14جانفي لم تسعوإلى اليومإلى توسيع مكوناتهالتشمل القوىالحقيقيةللثورةوالمتمثلة في اللجانالشعبية التيتكونت ولجان الإعتصاماتوالنقاباتالقطاعيةالتي تتبنىبرنامجها ولمتقدر على أنتتأسس فيالجهات كنواتاتمناضلة فاعلةوقائدةللتحركات وهو ماحكم عليها بأنتظهر هي أيضاكجسم سياسيفوقي معزول عنالحراكالثوريوبعيدا عنالتأثيرفيمجرى الأحداث.

لقد مهدتهذه المراوحةوهذه الوسطيةوهذا العجز عنالإلتحامبقوى الثورةلألتحاق كلمكونات هذهالجبهةكموكونات لاكجبهةبمبادرة مجلس جمايةالثورة وهومنعطف فيتوجهها يظهروبشكل ملموستخليها عنأرضيتهاالسياسيةوالقبولبالعمل علىقاعدة أرضيةالمجلسالوطني لحمايةالثورة  غيرالمستقلةسياسيا عنالقوىالسياسيةالإصلاحيةوالبرجوازيةوعنالبيروقراطيةالنقابيةوالحكومةاللاشرعية.

إن إلتحاقمكوناتالجبهة بهذهالمبادرة الفوقيةالوفاقيةالإصلاحيةاليمينيةوإنخراطهافيها ينسف فيالأصل كلإمكانيةلتواصل عملالجبهة بشكلمستقل عنبقاياالدكتاتوريةوعن القوىالسياسيةاليمينيةالتي تنسقوتتعاون معها.

لقد نسفتمكوناتالجبهة بهذاالإنحدار كلإمكانيةلتظهر الجبهةكجبهة يساريةديمقراطيةمستقلة عن كلالقوىاليمينية يعكسبرنامجهاومطالبها برنامجالثورة والذيهو في الأخيرليس إلا برنامجالقطبالعمالبيالشعبيالفاعلالحقيقي فيالثورة وصاحبالمصلحةالأولىوالأخيرة فيمواصلتها حتىتحقيقأهدافها.

إنالإستنتاجالأهم فيعلاقة بمواقفجبهة 14 جانفيهو نجاحالحكومةاللاشرعيةوجهاز رئاسةالجمهوريةوبتنسيق معالبيروقراطيةالنقابيةوبعضالجمعياتالمهنيةوالحقوقيةالأخرى إلىجرّ جبهة 14جانفي إلىأرضية الوفاقالطبقيالبرجوازيوبالتالي شلكل إمكانيةلتجذر الصراعمعالبرجوازية ومساندييهاعلى قاعدةطبقية عماليةشعبية واضحةمستقلة وغيرمساومة.

لذلك نقولوبإعتبار كلما تقدم سواءفي ما يخصمجلس جمايةالثورة أو فيما يخص جبهة 14جانفي أنالثورة اليوممهددةبالإلتفافعليها وأن قوىالإلتفاف والثورةالمضادةتقدمت شوطاكبيرا في هذاالتوجه وعليهفإن قوىالثورة وكلالقوىالسياسية الأخرىوالتي مازالتترى أنهامعنيةبمواصلة الثورةوبتحقيقمطالبهاوتعتبر نفسهامكونا منمكونات القطبالعماليالشعبي أنتعمل علىالتوحد في قطبسياسي مستقلعنالبرجوازية وعنالقوىالإصلاحيةوتواصلالنضال من أجلتحقيق مهماتالثورةومطالبالجماهير علىقاعدة برنامجسياسي يعكسبحق المطالبالسياسية والإجتماعيةوالإقتصاديةللعمالوللفئات الشعبيةالمفقرةوالمهمشةالفاعلالحقيقي في الثورةوأصحابالمصلحةالأولىوالأخيرة فيها. إن ذلك هوالضمانةالوحيدةللتصدي لكلمحاولات الإلتفافعلى الثورةووقفها دونتحقيقأهدافها . إنالمهمةالمباشرةاليوم والتيلا تتطلب التأخيرهي الدفع فيإتجاه إستقلالمنضماتاليسار عنالبرجوازيةوالإصلاحيةسياسياوتنظيمياوالإرتباطبالجماهيروالقوىالثورية  الفاعلةميدانيا منأجل مواصلةالثورة حتىتحقيق مهامها.

ـــــــــــــــــ

بشيرالحامدي


هل حللوبان وجماعةالكوكلوكسكلان بقصرهلال=

منيستفيد مناثارة الفتنةبين مكوناتالمجتمع

الهلالي،أصيلينووافدين؟؟؟

 

لقدكانت مدينةقصرهلال خلالالعهد البائدمنالحصاروالتهميشوالتآمر علىحقوقها ومصالحهامن أطرافوطنية وجهويةلاقت دعماأكيدا وثابتامن مراكز قوىتجمعيةوموسيقيةوصناعيةوتجارية محليةتبيّن بأنمعظمها كانعلى صلة وثيقةمع رموز وحيتانالعهد البائدسياسيا،وخاصةتجاريا وماليا؟؟؟وقدلجأ البعضمنها الىاخفاء وتأمينبعض ممتلكاتأطراف العهدالبائد كمابينت الأبحاثالجارية عندالبعض من رجالالأعمال الذينيحقق معهمالآن؟؟؟

طالماأن عامةالأهاليكانوا ضحيةلسياسة اقصائيةحرمتهمحقوقهموطموحاتهم فيالحصول علىالمرافقوالخدماتباشراف أطرافمحلية تجمعيةورأسماليةسعت الىالتحالف معالسلطاتالأمنيةوالقضائيةوالاداريةالتي أخضعتهالهدف حمايةمصالحها بعدأن أغدقتعليهانقداوعيناحتى تحولتمدينتنا دون ارادتهاالى بؤرة فسادسياسي وماليلعل قابل الأياميكشف العديدمنمظاهرها؟؟؟

الاأن الغريبالعجيب الآنهو استغلالذكرى2مارس1934لوضع خيوطمؤامرة ضدالسلم الأهليبمدينتنامحورهاالأساسياستغلالالفراغ الأمنيوغياب سلطةمحلية فاعلةوعدمتكوين »لجنةمحلية لحمايةالثورة »فاستغل أنصارالنظامالبائد بدونالظهور في الصورةمدعومين منالمكاسةالمحليينوصبيانهم،هؤلاءالذين حنواالى سالففسادهم وسطوتهمفجندواميليشياتمأجورة بدأتعملها منذ يوم14جانفي2011بالهجوم علىبعض المرافق التجاريةكمغازةكارفور-ماركتوالمغازة العامةونقطة بيعالمشروباتالكحوليةوبعض المصالحالادارية،والغريبأن ذاتالأطراف المشبوهةالمحسوبة علىالنظامالسابق،وقدلعبت دوراخطيرا تمثل فيتأجير هذهالعصابات لاتماممهمةالتخريب،ثمسعى بعد ذلكالى محاولةتنسيق مع لجانحمايةالمدينة وخطبودّ البعض منالقائمينعليها فتنقلتبذلك،وببراعةكبيرة بينالتآمر علىالثورة والتظاهربدعمها دون أنتكشف عن وجههاالا للطرف الثاني،أيلجان حمايةالثورة لكييحسب لها ذلكبعد حلولمرحلة تصفيةالحسابات معفلول النظامالبائد؟؟؟

الاأن الأخطر فيهذا المسلسلالارهابيالمشرف عليه منفلول النظامالبائدوالمموّل منبعض الصناعيينوالتجاروةالموسيقيينالمتورطين معرموز النظامالبائد،الأخطرهواستغلالوجود عصابةخطيرة فيالمنطقةالثانيةأصيلة القصرينهيعصابة »أولادالشيخ » هذهالعصابة التيمارست عديدأعمال النهبوالسلبوالاعتداءعلى الممتلكاتوالأعراضومنها المعهدالثانوي لاندري لحسابهاالخاص،أولحساب أطرافمحلية متخفيةاستغلالالحالةالانفلاتالأمنيلاطلاق مخططتطهير فئوييركزعلىالمطالبةبطردالوافدين،تحديدا »فرقة أولاعيّار » التيمضى علىاقامتهابالمدينةفترة طويلةوالتي ينشطعناصرها عديدالقطاعاتالفلاحيةوالصناعيةوالخدمية فوصلالأمر الىالذهاب الى »مقهى النصر »الذي يتواجدبه العملةالطالبونللشغلالمنتسبونلهذه الفرقةومطالبتهمبالمغادرة،ثمتجهيزآلياتأشغال عامةبهدف تدميرمساكن هذه الفرقةضمن الحيالخاص بهم؟؟؟

النتيجةالمباشرة لكلذلك هي أحداثالليلة الفاصلةبينيومي1و2مارس2011التي تميزتبالكثير منالعنف والتيسقط خلالهاالكثير منالجرحى،وتدخلفيها الجيش عنطريق المشاةوالطوافات،وكذلكالأمن الوطني معما صاحب ذلكمن قطع التيارالكهربائيلعل ذلكتسهيلالتنفيذ هذاالمخططالبائس في جنحالليل والذيمحوره أخذفرقةكاملة،لافرقة القصارنية،بلفرقة مجانبةهي فرقة أولادعيّار،أخذفرقة كاملةبجريرةالمنتسبينلهذه العصابةالمستفيدة منتسهيلات لمتنكشف خيوطها بعد؟؟؟

ولعلمن سخرياءالقدر أنالبعض من رموزالتجمعالصناعيينوالتجارمنالذين يجندونالفتواتلتحقيقأغراضهمالمشبوهةووجهوامخططهم هذهالمرّة ضدفرقة بعينهاهي فرقة أولادعيّار التي لاينتسباليها »أولادالشيخ » القصارنيةفي حين أنهمألأحقوا بهمبعض الفتواتالمعروفة والموظفةلادخالالفوضى حسبالطلب،ويدعمونهمبالمالوالغطاءاللازملارتكاب عديدالتجاوزاتلعل أطرفهاوأبرزهامحاولة بناءكشك في منتزهالنافورةالتي بينت أنالذي يقفوراءهافاسدون من وجوهالمدينة؟؟؟فهلأن الأمر أصبحيتعلق بتصفيةحيتان قصرهلاللحساباتهاالشخصية عبرالعصاباتالمتنافسة،أمهل أنالأمريتعلقبقبول بعضالفتواتالتدجين والتوظيفوالعمل تحتامرأة حيتانقصرهلال،وبرفضالبعضالآخرلذلك؟؟؟انالأمر أصبحيحتاج الىالتوضيحللخروج من هذهالوضعيةالرديئةالكريهةالناتجة عنغياب المجتمعالمدني،وعنغياب سلطةمحلية محايدةقادرة علىتدبير شؤونالمدينة،وعلىفكالاشتباك،وعلىافشال المخططالمشبوهالمموّل منحيتانقصرهلال رموزالتعاون مع النظامالبائد؟؟؟

ولعلمن المضحكاتالمبكيات أنمنفذي الاعتداءعلى فرقةأولاد عيّاراختلطت عليهمالأمور الىدرجة أنهمأصبحوايحسبون كل ذيبشرة سمراءمنتم لهذهالفرقة،فتبيّنبأن أحدالمعتدىعليهم ضربامبرّحا هو ابنالمدينة وبأنذنبه الوحيدأن بشرتهسمراء مما جعلهيأخذ بجريرةهذا التطهيرالموجه الذيلا يخدم سوىمصالح حيتانقصرهلال رموزالتعامل والتواطىءمن النظامالبائدالملطخةأياديهمفسادا ممايبرر ثرواتهمغير المشروعةوتغولهموتطويعهملمختلفالسلطاتالأمنية والقضائيةوالادارية،والذينيحاولونالافلات منالمحاسبة علىجرائمهمالسابقةلمرحلة14جانفي،وعنمخططاتهمالمشبوهةالتي حاولواأن يجعلوامنها مطلباجماهيرياأكيدا،فلماذالم يأخذ هؤلاءالحيتانالجشعونالمتآمرونمشعل الدفاعنالمدينة فيأحرجأ,ضاعها،وقدانبروا الآنللدفاع عنحرمة المدينةوحقوق ومصالحأهلها في حينأن هدفهمالوحيدالأوحد هوحمايةأنفسهم،وعدمالوقوع تحتطائلةالقانون فيالمرحلة الجديدةالتي يراد لهاباقتناعالجميع أنتكون مرحلةعلويةالقانون،ومحاسبةالفاسدين الذيناستفادواواستأسدواوتغولوا فيالرحلة البائدعلى حسابالغالبيةالصامتة،المتململةدون مبادرة؟؟؟

كلمةأخيرة الىشريفاتوشرفاءقصرهلال شيوخاوكهولاوشباباافتحواأعينكم جيداحتى لا تختلطعليكم الأمور،وحتىلا تحولوا دونعلم ودرايةمنكم الى مجردوقود لهذهالفتنة،ولهذاالمخططالمشبوه،مخططبث الكراهيةوحب القصاص منمساكنيكم أصيليمناطق أخرىوصولا الىتحويلأنظاركم عنالمسؤولالحقيقي عننكبة مدينتكمفي المرحلةالسابقة وهيالحيتان الفاسدةالمتغولةالمتحالفة معأركان النظام البائدوالذي بدأتالتحقيقاتتكشف معطياته وتشعباته؟؟؟؟

 

مراد رقية

 


 …وأخيرا » الاوداس  » L’Audace بيننافي تونس  دون  حسيب  اورقيب

 

« الاوداس »  لمنلا يعرفها  منقراء الداخل  والأجيال  الشابة  التيالتحقت  مؤخرا  بالنضال  السياسي  والوطني  نشرية تونسيةناطقةبالفرنسية  ظهرتفي باريس فيمنتصف  التسعينات  منالقرن  الماضيعلى يد ثلة منالصحفيين التونسيين  المهجرينقسرا فياغلبهم  وكانديناموالتجربةومحركهاالصحفي المغامرسليم بقة .

فجرت  « الاوداس »منذ  عددهاالأول سنة 1994  عددامن القضايا  المسكوت  عنها  وفضحت  بعضامن أسراروتجاوزات  وفسادالعائلةالمالكةومكنت من  تكسيرالكثير منالتابوهات  المحيطةبمؤسسةالرئاسة فيتونس ,ولهذا تعرضت  النشريةمنذ عددهاالأول  إلىحرب  شاملة  وهجومات  لاتبقي ولا تذر  منلدن  النظامالسابقوأزلامه.وتمكنت  الأسرةالصحفيةللنشرية  منالصمود  لمدةسنوات  أمام   كتل  هائلة  منالظغوطات  والتضييقات  التي يصعبتصورها وصلت  الىحد تهديدمؤسسها  بالقتل  وقدتوقفت  النشرية  بصفةإرادية بسبب  الصعوبات  المالية  .

كنا في تونسنتابع  « الاوداس »عبر شبكةالانترنتبشغف بالغ  حتىأن احدالأصدقاء  وهو  الحبيب  الباهي  كانيطلق عليها  « أحجبة الصدق »  وتحول  هذاالاسم إلىكلمة سربيننا  لنشرية » الاوداس  »  ومقالات  الصحفيسليم بقة  ,وكنا نتداولها بيننا  فيسرية تامة خوفا  منوصولمعلومات  حولهذه الأحجبةإلى الجهاتالأمنية …كان  عهدامظلما ومضى .

تعود اليوم03 مارس 2011نشرية »الاوداس « إلى الصدور منجديد انطلاقامن تونس,  يا  لفرحتنا  بعودةهذاالصوت الجسور  والحر  إلىالصدور  منأرضنا  الجديدةبعد ثورةالكرامةوالحرية .

ألف  تحية  لصديقنا  سليمبقة

ألف تحية  لأسبوعية » الاوداس »

لقد  زرعت  نشرية »الاوداس « ومنذ أياممبكرة  بذرةالتمرد وروحالثورة  لدىالكثير منالقراء  والمتابعينداخل تونسوخارجها  ومنحتنا  بعضا  منأمل النصر  فيزمن الجمر ,لقد زرعتفينا  صديقي  سليم  الكثيرمن الجرأة  ونحننقرا كتاباتكالجسورة  حولسلطة تونسالمتهالكة  ومكنتنا  منكم هائل منالطاقةالايجابية  لمغالبة  كلالأوهام  والأساطير التيأحاطت  بسلطة  الرئيسالمخلوعوجعلت  منهنظاما  مصفحا  لايقهر .

سلم  قلمك  صديقي  سليم  وسلمت  « الاوداس »  صوتا  هادرا  لايهدا  من اجلالحقيقة  كلالحقيقة .

 

محمدالعيادي


اليسارالتونسياليوم :مواصلةالتحايل عـلىالواقع

 

تونس:الخميس 3 مارس 2011

 

        تمثلالأحداث التيجدّت أخيرابتونس لحظة ممتازةلاستجلاءكيفية تفاعـلمختلف النخبالسياسيةوالفكرية معالواقع،وتفحّص مختلفالاستراتيجياتالتي حاولت أنترسمهالتجسيم مشروعاتهاوأهدافها، منأجل تحديدالإرادة الموجهةللقراءةوالفعـل.

      ولئنكانت هذهالمساهمة لاتهتمّ إلاّبالنخبةاليسارية،فإنّ مردّ ذلكهو الفشلالذريعوالهزيمةالمروّعة التيعـرفهاالمشروعاليساريوعـدم قدرته عـلىالتوصّل إلىما هو متوقّعمنه، أيالتحوّل إلىبديلباستطاعـتهمقاومة نظامالعـمالةوالاستبداد،وإرساء نظاموطنيديمقراطي يستندإلى السيادةالشعـبية. 

      لقدبدأ الجميعيدرك أنّ واقعالحركةاليساريةاليوم هو واقعفاجع ومأساويوبائس. فبعـدسنوات الكفاحالبطوليوالصمود فيالستينات والسبعـينات،تحوّلتالساحةاليساريةبفعـلالتهشيموالتهميش إلىفضاء للغـو،تتردد فيه »التحاليل »السطحيةالمبتذلة،وتسيطر عـليهالازدواجيةبين ما يُقالعـلنا وما يقعالبوح به سرا،وحيث يسعى كل »قائد » إلىتكريس « أناه »الصغـيرة،بكل ما تحملهمن تعالوتخيلاتوأوهام،معـتقدا أنّهعـنوانالحقيقة فيمجاليالنظريةوالممارسة.

      ولعـلّمن أهمّالعـبروالدروس التييمكناستخلاصها،في علاقةبالانتفاضةالباسلة التيوقعـت أخيرافي تونس،استفحال بُعـدالتياراتاليسارية عـنالواقع، إن لمنقل غـربتهاعـنه، وعـدمقدرتها عـلىتحريك الشارعوالفعـل فيه،مقارنة خاصةمع شباب الريفوالجهاتالداخلية،وامتداداتهمفي المدن، وخاصةمدينة تونس.

      هذاالمعـطى وضعهذه النخبةأمام مأزق :إمّا الاعـترافبمحدوديةمساهمتها،وبالتالي الإقدامعـلى مراجعةالذات وتحديدالعـوامل التيأدّت إلى شلّفاعـليةمختلفالمجموعات وإلىعـزلتهاالواقعـيةوالفعـلية،وإمّا مواصلةنفس عـقليةالوصاية فيالتعامل معالجماهيروقضاياها.

     الطريقالأوّل صعـبومرهق وباهظالتكاليف، وهويقتضي العـملفي صمت ولمدّةطويلة، كما أنّهطريق غـيرمأمونالعـواقب.أمّا الطريق الثانيفسهل وميسور،وهو كفيل بأنيؤمّن لأصحابهالحضور تحتالأضواءالبرّاقة،التي عادة ماتخفي خواءالفكر وفقرالتحليل.

     ولكنما لا يدركهأصحابالتصوّرالثاني هو أنّطريق التفاؤلالمفرط ــعـلى افتراضحسن النية ــلن يؤدّي فيالنهاية إلاإلى الانتكاسةومزيدالإحباطواليأس.

  كيفتصرفت هذهالنخبة؟

    عـندماندقق النظر فيآلياتالتفكيروالممارسةلدىالمجموعاتاليسارية،وعلاقتها بما استجدّأخيرا، نرىأنّها مرتبمرحلتيناثنتين:

أولا : منذأن انطلقتالأحداث في 17ديسمبر 2010، وجدتهذهالمجموعاتنفسها في حالةذهول وبهتة حولما يدورحولها.

      حاولتفي البداية « الالتحام »بالجماهيرسواء مباشرةأو من خلالالهياكلالنقابيةالقاعـدية.وكان كلّ عـملتنجزه هذهالهياكليقترن بلزومالتقيّدبإطار محددسلفا، من أهمّنقاطه: « قطعالطريق عـلىالمزايدة »،وعـدم إحراجبيروقراطيةالاتحاد.

ثانيا: منذ 14جانفي وبعـدالسقوط المدوّيللرئيسالسابق،حاولتالمجموعات اليساريةاستباقالأحداث،فسارعـت إلىتنصيب نفسهاوصيا عـلىالجماهير،بالرغـم منأنّها لا تملكفي الحقيقةشيئا كبيرايمكن أن تعـطيه.

   اعـتمدتفي سبيل تحقيقهذا الهدفعـلى خطاب عاطفييستثيرالانفعالاتالجيّاشة، منخلال إعلاءسقف المطالب،وطلب تحقيقهاالآن وهنا،باعـتبار أنّما حصل هو »ثورةشعـبية ».

        فماالذي حدثبالضبط؟

      انطلقتالشرارةالأولىللأحداث منواقعة محددة :شاب متعـلم،ينتمي إلىمنطقة تعانيمن الفوارقالجهويةالمقيتة، وماترتب عـنها منبؤس وحرمان،يُقدم في لحظةيأس وغـضبعـلى إحراقنفسه، ليس نتيجةالفقر والجوعفقط، بل خاصةنتيجة الظلم والإهانةوالجبروت.

        هذهالواقعةتحوّلت إلى »حدث »، رجّالأرض رجّا،تداعى له الشبابوالجماهيرالتي اكتوتطويلا بنيرانالواقعالمرير. لذلكانفجر بركانالغـضب سريعا،فشمل البواديوالأريافوالقرىالمجاورة: منسيدي بوزيد،إلى الرقاب،إلى منزلبوزيان، إلىالقصرين، إلىتالة. ثم عـمّبعـد ذلك بشكلمتفاوت بقيةالمناطق،وخاصةالأحياءالشعـبيةعـلى تخومتونس العاصمة.

         كانالعـنوانالأكثر جلاءللاحتجاجاتهو الرفض، رفضالطغـيانورمزه الأول،ورفض النظاموأزلامه.

      ومنذالفرارالجبانوالذليلللرئيسالسابق وأفرادعائلته،توقّفت جذوةالانتفاضةوخفّ بريقها،ولم تستمرإلاّ في شكلبعـض المظاهراتأوالاعـتصاماتهنا أو هناك.

       لمتكن مقتضياتالانتفاضةومعـطياتها (خاصة فجئيتهاوسرعةإيقاعها) تسمحبتوليد قيادةأركان حقيقيةأو تصوراتبرنامجية أوأدوات نضال (أحزاب ــجبهات…)، لذلكلم يقع رصدالدور الخطيرالذي كانتتؤديه فيالخفاء بعـضالدوائرالأجنبية(الولاياتالمتحدةالأمريكية خصوصا)،وكذلكالدوائرالمحلية(المؤسسة العـسكريةخاصة)، لإيقافهذهالانتفاضةعـند حدودمعـينة،و »إعادةالأمور إلىنصابها »، بعـدترميم الصورةوالمشهد.

      منهنا نرى أنّالانتفاضة،شأنها شأن الثورة،كيفية منكيفيات »التمرّد ».ولكن لكلّمنهما أوضاعهالخاصة وآثارهالواقعـية.لذلك يجبالوعي بمايميّز بينهما،باعـتبار أنّهذا الوعي هوالشرط الضروريلضبطالممكناتالتي يجببلورتها فيهذا الظرفبالذات. 

     فما هيالفروقالأساسية بينالانتفاضةوالثورة ؟

أولا:الانتفاضة هيردّ فعـلتلقائيوعـفوي، يمكنأن ينطلق فيكلّ لحظة، دونتخطيط أوبرنامج، لذلكلا يفرز بالضرورةقيادة له، ولايرمي إلىنتائج محددة.

      أمّاالثورة، فهيفعـل واعيومنظم، يخضعلخطة دقيقة.إنّها مخاضسياسيوعـسكري،يهدم القديمويبني عـلىأنقاضهالجديد. فهي إذنتحوّل نوعيناتج عـنعـملية نموتدريجي وتصاعـدي.

ثانيا:الانتفاضةتحمل فيطيّاتهااحتمالين، إذيمكن إجهاضهاعـن طريقالتصفية أوالتدجين، كمايمكن أن تتوفرلها السبللتحقيق نجاح نسبيومحدود، عكسالثورة التيلا تكون ــعـلى الأقل فيبدايتها ــإلا ظافرة ومنتصرة.

      الثورةتملك لكلّشروط التحقق:حزب ثوري جماهيريــ جبهةمتراصةومتحدة تضمّكل الطبقات المضطهدةــ جيش شعـبي.وهي تُتوّجبالضرورة بتحطيمالنظامالسياسيوالاقتصاديالسائد والإجهازعـليه، وصولاإلى امتلاكالشعـب لحقّتقرير مصيره.

      الثورةلا تزيل فقطرموزالطغـيان، بلهي تزيل أسبابالطغـيان،وتحدد قبل ذلكالأسلوب الذييمكّن منإزالة نظامالطغـيانواقتلاع أسسه.

        إنّإصرار البعـضعـلى إضفاءصفة « الثورة »عـلى ما حدث،دون تحليل أوبرهنة، يعـبّرفي أفضلالأحوال عـنشدّة ضغـطالهواجس والحساباتالسياسةالآنية،وخاصةالرغـبة فيإثبات الذاتتفادياللانقراض.

        فلقدكانت هذهالقوىاليساريةتعـيش في واقعمن التآكلوالتراجعوبدايةالاندثار. فجأة »اكتشفت » أنّالحدث يُمكنأن يقذف بها إلىالواجهة.

      فيهذا الإطارجاء ميلادجبهة 14 جانفي،التي أعـلنعـن تأسيسهافي 20 جانفي 2011.وقد أثارالإعـلان عـنالجبهةالكثير منالالتباسوالضبابيةوالغـموض،بالنظر خاصةإلى هزالمكوناتها،وكيفيةانتقالها منالتنافيوالتجافي إلىالوحدةوالعـملالمشترك،وكذلك حولمضمون برنامجها.

      إذتتشكل هذهالجبهة من مجموعاتمختلفة، أوبالأحرى مننواتاتصغـيرة، لاتملكالمقوّماتالأساسيةللحزب السياسي،الذي يملكعادة قياداتذات كفاءاتعالية، وقواعـدجماهيريةقوية.

      منخلال تخصيصهذا الرأي،نرى أنّالمجموعات المكوّنةللجبهة تعـيشأوضاعامتفاوتة من الإرباكوالارتباك.

       فـ »حزبالعـمالالشيوعيالتونسي » PCOT))، هواستنساخلتجربة PCOF))، دونتأصيل نظري أوسياسي خاص.وقد سار هذاالحزب في ركابسلطة بن عـليبعـد انقلاب 7نوفمبر 1987، حيثأصدر جريدةقانونية »البديل ». كماتمّ توظيفهبشكل فج فيالصراع ضدّالتيار الأصولي(قضيةالكاسات). وقدعـرف هذاالحزب ضعـفاشديدا بعـدانسحابمجموعة محمدالكيلاني فيأواخر سنة 1993.وقد أعادالحزب النظرفي مواقفهالسابقةوأبرم تحالفامع التيارالأصولي فيإطار « هـيئة 18 أكتوبر للحقوقوالحريات »

         أماّ »حزب العـملالوطنيالديمقراطي »،فهو امتدادلمجموعةنقابيةصغـيرة،معـروفةبتبعـيتهاوذيليتهاللبيروقراطيةالنقابيةالمسيطرةحاليا عـلىالاتحادالعام التونسيللشغـل. وقدكاد ينحصر جهدهذا الحزب في العـشريةالماضية، فيالحقلالنقابي،عـلى محاولةإيصال أحدالعـناصرالمقربة جدّامن قيادته إلىعـضويةالمكتبالتنفيذيللإتحاد، بماجعـله يعـيشتمزقاوتصدّعا فيصفوفه.

          وبالنسبةلـ »حركةالوطنيينالديمقراطيين »،فهي جناح أوجزء ممايُعـرف فيالساحة السياسيةبـ »الوطج ».وتعـيش هذهالمجموعةالهلاميةمأزقا حادا،نتيجة تصرّفأحد عـناصرهابمنطق « العـرّيف »،عـلى وزن »الفهّيم »،وهو ما جعـل عـناصرانتمت سابقاإلى هذهالمجموعةترفض الانضواءفي صفوفها.وإضافة إلىالتسلط، تعانيهذه المجموعةمن تكلس فكريوسياسي فاضح.

           وفيما يخصّ »الوطنيونالديمقراطيون »(الوطد)،فيتعـلقالأمربمجموعةنقابوية،شهدت ما يشبهالتبخّر فيأعـقاب فشلهافي المؤتمر القطاعيللتعـليمالثانوي فيأواخر مارس 2005.ومن المفارقاتاللافتةللنظر أنّالنقاوة والطهريةالتي تتظاهربها هذهالمجموعة،ترافقت معتورّط بعـضعـناصرهاالنّافذة فيملف عـقاريومالي أوبالأحرى فيصفقة مشبوهةمع الحزب الحاكموأجهزتهالإدارية،يعـودتاريخها إلىجويلية سنة 1997،وهو ما يضعهذه المجموعةمدار احترازواتهام.

       وبالإضافةإلى هؤلاء،توجد مجموعةأخرى هي « رابطةاليسار العـمالي »،وهي مجموعةتروتسكية ــليبرالية، ذاتنبرةاحتجاجيةعالية،ولكنهاضعـيفة جدا منحيث الانتشار.

        وهناكأخيرا »اليساريونالمستقلون »،وهم انشقاقعـن مجموعة،منشقة بدورهاعـن « حزب العـمال ».

     كمايكشف البيانالأوّل الذيأصدرتهالجبهة عـنإجراء عـمليةتوحيد سريعةومتسرعة بين مجموعاتاتسمتالعلاقةبينها فيالماضي القريببالصراعوالاتهاماتالمتبادلةوالاحتقانالشديد.

    فكيفتوصلت بهذهالسرعةالغـريبة إلىالاتفاق؟

     إنّإغـفالالفروقوالاختلافاتوالإعلانعـلى عجل عـن »وحدة »، وهوفي الحقيقةوحدة وهمية،لا يمكن أنتفهم إلا عـلىأساس تأويلنفعي ــ مصلحيللواقع،ومحاولة بائسةلركوب نضالاتالشعـب، ذلكأنّ الوحدةمهما كانتضرورتها لايمكن أن تكونحقيقية وصادقةإلاّ متى كانتتتويجالصيرورة سجالونقاش بينمقارباتمتباينةوأطرافمختلفة.

    إنّغـياب الصراعالفكريوالسياسي،كتمهيد لبناءالجبهة،يجعـل »الوحدة » بينمكوّناتهاملغـومة وهشةوقابلةللانفجار فيكل لحظة.

من الوصايةإلى التنصيب

     لمتستطع جبهة 14جانفي مواجهةامتحانالواقع،بالنظر خاصةإلى ضعـفمكوناتها.لذلك تدحرجتشيئا فشيئا،بفعـل ضغـطالأحداث، إلىتغـييروجهتها وقبولالالتقاء معأعـداء الأمسالقريب، بلوالرضوخ إليهم.

     فلئنلم يتضمن بيان14 جانفي أيّةإشارة إلى المهامالعـملية أوالآلياتالكفيلةبتحقيقالأهدافالمعـلنة،فإنّالمجموعات المكوّنةللجبهة »تفطنت » إلىهذه الضرورةلاحقا. إذدعـت يومالأربعاء 26جانفي 2011 إلىتشكيل » المؤتمرالوطنيلحمايةالثورة »، وهويضمّ في صفوفهكل القوىالسياسيةوالمدنية، »التي تتبنّىمطالب الشعـبوتناضل من أجلتحقيقها ».

      هذهالمبادرة وقعتعـديلهاوتجسيمها يومالجمعة 11فيفري 2011، منخلال إصداربلاغ إعلامي،ممضى من قبل 28طرف يمثلونمجموعة من « الهيئاتوالأحزابوالجمعـياتوالمنظمات ».وقد اتفقتالأطرافالمشاركةعـلى الدعـوةإلى إنشاء »المجلسالوطنيلحمايةالثورة ».

      ويتضمّنهذا الإتفاقجملة منالنقاط بالغةالخطورة،والتي تفرضالاحتراسواليقظة،انطلاقا مندواعي سياسيةوأخلاقية، لايمكنالاستهانةبها، مهما كانضيق الحال،ومهما كانتالملابسات،ويتعـلقالأمر هنابمسألتين:

أولا: أنّهذا التجمعيضمّ العـديدمن القوى والفعالياتالمعادية:البيروقراطيةالنقابية ــحركة النهضة(الإخوانالمسلمين)…

       فهليتعـلق الأمربتدبيجبيانات كيفمااتفق أم أنّالمسألةخضعـت للبحثوالنظر؟ أوبصورة أوضح : هليمكن أن تحميالثورة قوىغـير ثورية؟

   ثانيا:يدعـو البلاغإلى تكوين »برلمان منصب »أو « سلطةموازية »،ممثلة من قوىسياسية، لهاحق القراروالتشريعوالمراقبة، خلال »الفترةالانتقالية ».ويتمّالمصادقة عـلىهذه الهيئةبمقتضى »مرسوم يصدرهالرئيس المؤقت ».

      إنّكل هذاالمشروع يقومعـلى التكاذبالمشتركوعـلى الخداعوالغـش بينالقوى التيأبرمت هذاالبيان. كماأنّ طلب إصدارمرسومللموافقةعـلى هذاالمجلسيتعارض مع الموقفمن « الحكومةالمنصبة »، إذكيف نقبل برئيسمنصب ولا نقبلبحكومةمنصبة؟

      ولأنّالجبهة، أوغـيرها منالقوىالممضية عـلىالبلاغ، لاتملك القدرةعـلى تجسيدمطلبها،فإنّها رأتأنّه منالضروريالاستناد إلىالبيروقراطيةالنقابية حتىتسعـفهابإمكانيةالضغـط، لذلكفوّضت لهاعـمليةالتفاوض مع »الرئيسالمؤقت ». كماأنّالبيروقراطيةوجدت ضالتهافي اعـتمادهذه القوىعـليها، وفيتبنّي كلمشروع مهماكان، لربحالوقت وتجنبكل محاسبةعـلى الخدماتالجليلة التيقدمتها لنظامبن عـليولممارستهاالاستبدادوالفساد داخلالمنظمةالنقابية. منهنا نفهم »التجميد »الذي آلت إليهمبادرة »اللقاءالنقابيالديمقراطي ».

  محاولةللتفسير

     إنّ ماأصاب اليساراليوم من وهنوتذرُر وعجز،يدفع ضرورةإلى وضع تجربةهذا اليسارعـلى محكالنقدوالمراجعة، وخاصةفي مجالين : فيمجال الرؤيةوالفكر وفي مجالالعلاقةبالطبقاتالشعـبية.

      إذتنطلق هذهالمجموعاتاليسارية منتصوّر يقرّأولويةالقضيةالسياسيةوأولوية الفعـلالسياسي. إذهي ترى أنّالوصول إلىالسلطة، عـبرالعـملالسياسيالمباشر،يمكن أن يحققكلّ المطالب:الحريةوالتقدمالاقتصاديوالاجتماعيوالتطورالفكري..

      الفرضيةالضمنية لهذاالنوع منالتفكير هيالتالية:التغـييريبدأ من فوق،أي من السلطة،ثم يقعتعـميمه عـلىكافة نواحيالحياة.

      هذاالخطاب، رغـم »جذريته »، فيمستوى الظاهرفقط، هو خطابيتماهى مع مايسعى الفكرالتقليديالسائد إلىإشاعـتهوترسيخه،وخاصة تغـليبالمصلحةالآنيةالمباشرةعـلى كل ما هونظريومعـرفي،وكذلكالانطلاق منالوحدة والاتفاقونبذ التعـددوالاختلاف.

      أماّفي مستوىالعلاقة معالطبقاتالشعـبية،فإنّ ما يلاحظهو عـزلةالمجموعاتاليساريةوعـدم قدرتهاعـلى التوجهإلى الطبقاتالمضطهدة.

       ولعـلّأهمّ الأدلةعـلى ذلك أنّالجماهير الفقيرةوالمفقرةالتي خرجتلمقاومة نظامالاستبدادوالفساد فيالفترة مابين  17 ديسمبر 2010و14 جانفي 2011 رفضتالانضواء تحتراية أيّ تيارسياسي مهماكان (يسارياأو قوميا أوإسلاميا)، بلإنّ هذهالمجموعاتكلها لم تقدمشهيدا واحدامن قوافلشهداء الشعـب.فكيف يجرؤالبعـض عـلىتنصيب نفسهقيادة لشعـبلم يقدم منأجله التضحياتالضرورية؟

       إنّالجماهيرالمسحوقةالتي قارعـتأعـتى الديكتاتورياتقادرة عـلىالتصديللمجموعات التيانغـمست فياللوصوصيةبشكل ضمني أوصريح.

 

بقلم: منيرالعـوادي


                                                                             

التنميةالفعالة تبدأبصنع قاعدةللمعلوماتوالبياناتوالإحصاءات

                                                                               

أحاولفي هذا البحثأن أتطرق إلىموضوع شائكومتشعب لأبحثفيه وأكشف بعضخباياهوأقترح حلولاعملية على حسبمقدرتي رؤيتيالسياسية.

المقال

الأكيداليوم، أنالعلاقة مابين الحكومةوالمطالبالشعبية تشهدتوجساتكبيرة،فالشعب يضغطعلى الحكومةويطالبهابمطالب جمة فيكل القطاعاتالحيوية منتشغيل وتنميةجهوية واصلاحوضعيات، والحكومةتتخبط مابينالضغط المسلطعليها بسببهشاشتها،ومابينالإمكانياتالمتاحة امامهاومطالبالشعب، وهي فيصراع مرير معالوقت والضغطالشعبيومطالبه، وهيتحاول انتقترح حلولا آنيةومستقبلية،وهذا ما دعاهالأن تستنجد بقانونيعطيهاصلاحيات اكثرلتُفعّلتدخلها.

الحقيقةأن تونس-والكل يعلم-خرجت منهكةبسبب ما حصلما قبل الثورةوالمتمثل فيالنهبوالفساد من طرفالعائلةالحاكمةواعوانها وكلالمسئولينالفاسدينالمنتشرون فيكيان الدولةكالسرطان،وزمن الثورةمما انتج نهبواتلافللممتلكاتالخاصةوالعامة، ومابعد الثورةبسبب تعطلالحركةالإقتصاديةنتيجة الإنفلاتالأمنيوالإضراباتوتدمير بعضمواطن العملمن منشآةاقتصادية.

كلهذه الأمورمتجمعة، تضافلها حكومةتلاقىالتشكيكوالرفض من طرفالعديد منمكوناتالمجتمعالمدنيوالجمهور،مما جعلهاتصارع لأجلبقائهاوتماسكهاامام سيل منالطلباتالمتعددةوالضغوطاتالمختلفة.

نؤكدأن هذهالطلباتالإجتماعيةوحالات عدمالإنضباطوالإعتصاماتوالإضراباتداخلالمؤسسات والإنفلاتالأمنيواعمالالتدميرالمنتشرة هناوهناكوالفوضىالحاصلة هوخطر علىالثورة والشعبقبل ان يكونخطرا علىالحكومة،وهذا ما يدفعالحكومة إلىنسيان موقفهابانها حكومة مؤقتةومطلوب منهاشيء واحدومحدد وفي ظرفزمني قصير،ألا وهو اعدادانتخاباتتشرعية ورئاسيةجديدةوالتحضيرلها، وليس منمهماتها ان تطرحالحلولالمستقبليةذات المدىالمتوسطي والبعيدفي المنظومةالتشغيليةوالتنموية.

لقداستغلت بعضالفئاة هذهالظروف لتحيدبالثورة عنمقاصدها وتدفعبالحكوملتخرج من سكةسيرها المسطرلها، ولنتستطيع أيحكومة ان تعملفي هذه الظروفحتى ولو كانتحكومة شرعيةومنتخبة،فأصبحتبالتاليالحكومةمنقادة لا تقودوهذا هو الخطرالحقيقي علىالثورةوالمطالبالشعبية التيمن اجلهااستشهد الشعبإذا ما لبتالحكومة كلهذه الطلباتبطريقةعشوائية غيرمدروسة.

لقدصبر الشعبالسنواتالطوال أفلالا يستطيع انيصبر الأيامالقليلة.

نعلمان للجمهوروالشعب الحق الكاملفي هذهالمطالب، ولكنليس بهذهالطريقةالفوضوية، فيالأمس القريبوقف العالماجلالا لهذهالثورة واليومنقف نحن حسرةعلى ثورةيريدونتحويلها إلى زيادةفي الرواتبوالترقياتولا يهمهم انتكون للحكومةعصا سحرية اوامكانياتلتتمكن من تلبيةالرغبات.

إنالتهديدالمستمربالفوضىوالإضراب،يجعل الحكومةتندفع نحواسكات هذهالفئاةباجراءاتسريعة غيرمدروسة ممايوقعها فيالخطأ وسوء التقدير،ومن بعد تأتيلتعتذر وتطلبمنا التنبيه،ونحن ننبه لهذا الخطر فيالتوجه العامللحكومة فيتبني ما لايطلب منهاومحاولةاصلاحهواتحاذالتدابير فيشأنه من دون قاعدةمعلوماتحقيقة، لأنهذا سينعكسحتما علىالحكومةالمقبلة التيستلاقي العديدمنالإشكالياتنتاجا لهذاالتصرف من الحكومةالإنتقاليةوما سترسيهوتخلفه وخاصةفي ميدانالتنميةوالتشغيل.

ارىأن الحكومةعليها انتلتزمبمسؤولياتها المحددةوتقولللجمهورصراحة ان هذامن مشمولاتالحكومةالشرعيةالقادمة التيتسطر البرامجوالأولوياتالتنمويةالتي تراهاوعلى اساسهاانتخبهاالشعب.

فالبرنامجالمتوسطيوالبعيدالمدى ليس منشأن الحكومةالحالية،فالتحديالمطروحللحكومةالحالية هوتمهيد طريقالنجاحللحكومة الشرعيةالمقبلةواعداد كلالمرافقالمواتية لحسنسيرها ،واقصى  مايقبل منها منتدخل هو معالجةوضعياتمنعزلة وفضاشكالياتعالقة لا تؤثرعلى المسقبلالعامللبلاد،وعليها ان لا تدخلفي التزاماتخطيرة واهمهاالتزامهابالتنميةالجهويةالعادلةوالتشغيلالواسع.

فلاتعد جهة دوناخرى بمنوالتنموي ما،أوتبدأ بجهةقبل اخرى فهذاسيثيرالبلبلة، لأنتقديرهاسيكون خاطئاإذ لا ينبع منقاعدة بيانات شاملةمجمعة، بلنابعة منضغوطاتسياسية واجتماعيةوامنية،ولهذهالأسباباصبحت ضرورةتوفير قاعدةبيانات امرا أساسياتفرضه الفترةالإنتقاليةالحالية ليكونالبناء علىاساس صحيح.

انناحقا لا نملكاليوم قاعدةمن البياتالحقيقيةوالكاملةللبلادالتونسية فيكل المجالات،فليس لديناتعداد سكانيحديث واكادانسى آخر مرةحصل فيه تعدادسكانيوالتعداد هوهام لتحديدالمجال التوجهيفي التنمية فيتونس، والقولبأن ثروة تونسالأولى هيالثروةالبشرية فنحنفي حاجة اكيدةلتقيم هذهالثروة ونعرفقيمتهاونوعيتها كأيجرد لتقديرالثروات،ونحن نعلم انالتعدادالسكانيوجردهواستبيانحاله واحوالهعادة ما تقومبه الدول مرةكل عشر سنواتلتقييم نتائجبرامجهاالتنمويةالماضية فيمخططاتهاالعشريةوتعدلالنقائصوتدعمالإجابيات،ولكن نحن فيتونس اصبحالتهميش سيمةهذه الثروةوهو ما جعلهاتنتفض علىوضعيتهاالمزرية فيغياب العدالةالتنموية والإجتماعيةوكما أنه ليسلنا بياناتحديثة وصحيحةعن مسح شامللكل القطاعاتفي البنيةالتحتيةوالأرضيوالمنشآةالإقتصادية،فالمعلوماتالتي لدينا هيمعلوماتجمعها النظامالبائد والتيكلنا يعلمانها غيرصحيحة وهي التيانتجت فكرة 300الف موطن شغلفي سنتين حسبما طرحهالنظامالبائد ودافععنهالمسئولينولم يصدقه احدوضحك منهمالجميع سخرية.

كماانني اتسائلهل الحكومةالتي ننتظرانبثاقها فيظل التعدديةوالإنتخاباتالحرة الحقيقيةعلى ماذاستبنيبرنامجهاالإنتخابي فيغياب قاعدةبيانات عامة،هل ستتبني علىاحصائياتنظام بن عليوالكل يعلم اناحصاءاتهوارقامه التيكان يخاطبنابها زائفةوكان يغالطنابها حتى مللناخطاباتالأرقام التيتعرض عليناوأرقامهجرتنا لهاويةاقتصاديةوفقر متقع.

فايحزب او منظمةاو حتى مصلحتكنوقراطياداري بارع،لا يمكنه أن يتقدمببرنامجاصلاحي اعتماداعلى منظومةمعلوماتقديمة مليئةبالفساد تغييبفيهاالحقائق، ومنيعتمدهافحتما سيضع الحزبوبرامجهالإصلاحية فيحرج كبير،وذاك حين يكونالتدخلالإصلاحي غيركاف لحقيقةمتطلباتالمنطقة، اويبعث مشاريعتنموية في بنىتحتية غير تامةاو جاهزة فيظل عدم توفرالطاقة البشريةالمختصة والمرافقالحيويةالهامة التيتحيط بأيمشروع يبعثخلال مراحلانتاجهلصيانته.

اضربمثلا تبسيطيالهذا، اذابُعث مصنعا فيمنطقة ليست منالشريطالساحليوصاحب المصنعفي حاجة الىاشخاص وورشاتقادرة علىاصلاح آلاتالمصنع فلايجدها ويضطرللتحول وحملمعداته إلىمدن الساحللإصلاحهافهذا لا يساعدبالمرةالمستثمر،لهذا أيّمستثمر يحرصعند بعثمشاريعه انتكون بالقرب منهذه المرافقالهامة فيصيانة آلاتعمله ويحرص انتتوفرالمهارةالبشريةالكفئة لهذا العمل،وغيرها منالضوابطالإستثمارية،وما هذا إلامثل بسيطلمشاكل البعثالتنموي في ظلعدم دراياتنابالمعلوماتالكاملةالمتوفرة عنتلك الجهة. فقاعدةبيانات صحيحةوحقيقية هيامر اساسي لتحددفيهاالأولوياتوالمطالبالهامة وطرق التنميةوطرق التشغيلوغيرها منالأمور المصيرية.

فبدونقاعدة بيناتصحيحة ستكونأي حملة انتخابيةعاطفيةشعاراتهامثالية من نوعالحريةوالديمقراطيةوالتنميةالشاملةوتشغيل اصحابالشهائدوغيرها،وكلها تصب فيأغراض عامةوبطريقةمثالية دونتحديد زمانيومكاني وكميوعددي. الشعبلا ينتظر وليسله طول البالوالصبر اكثرعلى التهميش،وخاصةالمناطقالداخلية،فمنذالإستقلال لمتحصل إلا على الوعودالكاذبة،يخدمون بهمحملاتهمالإنتخابيةومن بعديتركونهم فيانتظار حملاتأخرى، الشعبيريد كل شيءسريعا، يريدمن الحكومة الجديدةان تنطلقمباشرة فيتنفيذ برامجواضحة في فترةزمنية محددةويريد ان يلمسهذا على ارضالواقع وليستارقاما تعطى،بل اشياءيحسها في يدهوأموالايكسبها وحياةكريمة يعيشها.فماذا ستقولهذه الحكومةالمنتخبةالجديدة؟…انتظروني حتىنجري هذهالدراساتوننظر فيالتحديات ونضعالمخططات؟…لا اعتقد انالشعب سيصبرلسنوات اخرىفملل البطالةيقتل الكيانويستنزفالوجدان.

ثمأن الإستثمارالداخليوالخارجيوالذي هو اساسيفي التنميةالمستديمةوفي بعث مواطنالشغل لااعتقد انهسيرتمي بنهمودون تفكير، فجلالمستثمرينوالشركاتالكبرى خاصة،لها مهندسوهاوكوادرهاالتي تعدالدراسات المستفيضةوالشاملة قبلبدأ اياستثمار، فالمستثمرلا يفهم إلالغة المالوالسوق فاذاتبين له إنوضع اموالا فيمشروعا ماويدر عليهارباحا مضمونةفسيستثمر حتىفي البحر، هذاهو دأبهم فيعملهم، لايخاطرون ولايبعثونمشارعهم إلا إذاتوفرت الظروفالمواتيةلحسن نجاحهم، فليسهناك أجبن مناصحاب المال،وبدون هذهالمعطياتالحقيقية لايمكن لهماجراء دراستهم،خاصة ونحنندخل مرحلة منالديمقراطيةالحقيقيةالتي ليس فيهافساد والجميعسواسية امامالقانون وليسكما كان منقبل هناك العديدمنالمستثمرينمن يتمتعونبدعم من أصحابالقراروالعائلاتالحاكمة التيتمكنهم منالإحتكاروالسرقاتوالإستلاءعلى الفرصالإستثماريةدون منافسة.

بهذهالقاعدة منالمعطياتوالمعلوماتالحقيقيةالمجمعة يمكنان تقنعالمستثمربمدى شساعةالسوق وتواجدالمرافق التيتتوفر قبل او بالتزامنمع بعثالمشروع، فيظل منافسةحقيقية تحتحمايةقانونيةوتطور اداريبدعم منالدولةواحاطةشاملة، يمكنأن يعلم المستثمران هناك قدراواسعا فياعداد المساكنوتهيئةالأراضيواستغلالالأراضيالفلاحيةواستغلالالموادالإنشائيةالمختلفة وكذلكالسياحةوالخدمات.

انمنظومةالإحصاءوالمعلوماتالتي تمتلكهاالحكومةاليوم غيرمُحيّنة،ولهذا هي فيكل يوم تفاجأبمطالب جمّةتنصب عليها منكل حدب وصوبولا تستطيع انتتوقع النقصلتصده قبل انيطالب اهلهبه، وهو ماجعلها تقفاليوم لتقولللشعب بكلصراحة كيف لناونحن حكومةمؤقتة ان نوفركل هذهالمطالب؟.

 ونحننقول لها منطلب منكالإلتزامبهذه المطالب،صحيح هناكآلافالعاطلينالعمل، ويحتاجونإلى شغل، ولميطلب منك احدان تلتزم بتوفيرالشغل لهموادماجهمواذا التزمتيبهذا فلنتكوني حكومةمؤقتة بل انتحكومةمستديمة لأنكتسطرين علىمدى بعيد وهذاما يرهققك ايتهاالحكومة لأنكتلتزمينباشياء لاتلزمك.

ولكنالناس جميعالهم مطالب شغلولا يصبرون علىالبطالة ولاعلى الفقر ولاعلى التهميش،فما الحل اذالاسكاتهموتلبية رغباتالمواطنين.

هناأقول للحكومةإن الحل موجودإذا ما التزمتمبماهو مطلوبمنكم، ألا وهو تسير عملإدارة الدولةالعادية،وأما تدخلكمالإصلاحي فيقتصرفقط في  بعضالوضعياتالعامة فيالمستوىالإجتماعيوالتشغيليكأن تنظمالإدارة وتنظفوترفعالمظالم علىالعمال وعدماستغلالهموتوفيرحقوقهمالمنهوبةمنهم، بعضالتعيناتواصلاحالإختصاصاتوغيرها منالتدخلاتالعاديةالمحدودةالتي لا تتعدىالصلاحياتالحينية،ومطلوبا منكمالمحافظة علىالأمن ونشره،وانقاذالموسمالدراسيوالموسمالفلاحي والسياحي،والمحافظةعلى التصديروحسن سير الحركةالإقتصادية،وتنفيذ العفوالتشريع العام،واعطاء الرخصللأحزابوالجمعياتللتنظم، وتركاللجان منكافة المجتمعالمدني لصياغةالدستور والقانونالإنتخابيوعندما يجهزتهتمون بتنظيمالإستفتاءعليه لتنطلقعمليةالإنتخاب فيالظروفالملائمة،وإلى حين حصولذلك تطلبون منالأحزابالتنظموالتشكلوالإستعداد للحملةالإنتخابية.

وأهممن ذلك كله هوتوفير الظروفالمواتية للحكومةالقادمةلتعمل في ظل الأمنوتوفيرمنظومةمعلوماتوبيانات تنطلقمنها الحكومةفي عملهامباشرة عنداستلامهالمهامها.

ولكنماذا عنالطلباتالآنية فيالتشغيل وهؤولاءالمعطلين عنالعمل منالشباب ومنخريجي الجامعاتوهم يضغطونيوميا علىالحكومة ليحصلواعلى وظيفة؟،كيف سنتعاملمعهم؟، فهملهم الحق فيالتوظيفوالعمل.

هنانريد ان نبينشيئا، ان هذهالفيئة هيالفيئة التيقامت بالثورةواطاحتبالنظامالبائد وكانتعندمسئوليتهاالجسيمةواثبتت الوقائعانهم في قمةالتحضر، وهملا يطلبونحلولا آنيةولا يريدالواحد منهمان يوضع فيعمل لا يمكنهان يحقق فيهذاته ولاطموحه ولايمكنهالتقديم والإبداع،خاصة وانناراينا ماخلفته طريقةالإدماج غيرالمدروسلأناس خارجاختصاصهم وماطرحته اليوممن مشاكل فيالمجتمع.

كماان هناك دعواتنحو احداثصندوق منحةالبطالة،وهذا مرفوضجملةوتفصيلا،فحتى في الدولالتي ابتدعتهابدأت تتخلىعلى هذاالنظام وكمايقول المثلالياباني لاتعطيني سمكةبل علمني كيفاصطادها، فلمتقم هذهالثورة ـ ثورةالكرامة ـ لتهتكالكراماتبالصدقاتوالعطايا،الشاب التونسييريد ان يكونفاعلا فيمجتمعه ولابدمن اشراكهالفعلي فيعمليةالبناء، نحننحترمكم ياكهول البلادويا شخيوخنا،يا من انتم فيكراسيالمسئولية،نقدرخبراتكم،ولكن نحن الشبابنقدر انفسناايضا، فلنافعلنا وقولناورؤيتنا، لانقول اننا نحنفي غنى عنكم،ولكن نحن نريدان نسطرمستقبلنا تحترعايتكم ونحنلا نتخلى علىاحاطتكموخبرتكملنوجه فعلناوقوة الشباب.

نحنلا يمكن لناان نبني تونسونخوضالتحديات بدونقاعدةمعلوماتوبياناتلتحقق لنارؤية بانوراميةشاملة تجعلنانحددالأولويات ونوجهالإمكانياتعلى حسبالمتطلبات فيمختلف الجهاتوفي مختلفالقطاعاتوبدوناستتباب أمنيشامل وعام.

 ولهذااطرح هذاالبرنامج:

لقدصرح الوزيرالأول انالعديد منالدول عرضتمساعداتهاالماديةوالتقنية،فمرحبا بها فيظل احترامارادة الشعب،والمشروعالذي اقترحههو تكليف هذاالشبابالمعطل عنالعمل من ذويالشهائدالعلياوالمتوسطة مناعداد قاعدةالبياناتواسترجاعالنظام فينطاق تضامنيبجهد مأجور.

فالذياسقط هذاالنظامالدكتارويالموصوف باعتىالنظمالإستبداديةهو قادر علىارساء نظامديمقراطيفاعل مصنوعابسواعدهموتحت اعينهموندخل هذاالشباب فيصناعة الدولةالجديدةونتصدي لكلالخوف من انيقع الإلتفافعلى الثورة.

علىالوزارة أنتتقدم بمشروعميزانيةاستثنائي يقعتمويله منمدخول الدولةاو من ثرواتالبلاد او منالأموال المسروقةالمستردة اومساعدات مندول اجنبية اوحتى قروض،يكرس لتمويلالجهدالشبابيالمأجور لمنيقعاستدعائهمللقيام بهذاالعمل الوطنيالعظيم لمدةسنتين، ولاارى ان المبلغسيكون كبيرابشكل انه يصعبتوفيره.

انهااموال ترصد فيجانب منهالشراءالمعدات اللازمةمن حواسيبوبرمجياتومقراتومكتبياتونماذجمطبوعةلعملياتالجرد، واجوررمزية لهذهالفيئة التيستعمل علىصعيد واسع فيالجرد وحفظالأمن.

قدصدرت فكرة فيالسابق بانيعطىالمعطلون علىالعمل منحةبـ150 دينارليعمل نصف وقتوالنصفالثاني يبحثعن عمل، ولكنالفكرة التياطرحها هو اننعطي هذاالشاب 300 دينارشهريا ويعمل كاملالوقت ويبحثمن خلال عملههذا في الجرد وإرساءالأمن علىتكوين خبرةوفكرة وقد يجدالفكرة فيالمشاريعالمناسبةالتي تكونناجحة،وعلينا اننعلمهم ان هذاالعمل هو تطوعيولكنه مأجوروليس عملاقارا وان هذهفقط مرحلةاستثنائيةحتى تجهزدواليبالدولة ومنظوماتهاالإشرافيةوالتكوينيةلإعداد هذه الكوادرلسوق الشغلوادماجها فيهبطريقة محترمةوحقيقية تضمنفيها كلحقوقهمالمهنية ويكونادماجهمفعالا وليسلتوظيف بليد.وطوال شغلهمهذه المهاميتمتعونبتغطيةاجتماعيةكتلك التييتمتع بهاالطلبة، وعندفتح مواطنالشغلالحقيقيةتكون لهمالأولوية فيملء الخطط، وهذهفرصةليتعروفواعلى المصالحالإدارية والإقتصاديةوفرصة أن يقعتقيمهم من طرفالمسؤولون عنهذه الهياكلويلامسونقدراتهمواستعداداتهمويكون خيرامتحان وتقيمالهم .

وبهذهالطريقة نكونقد وفرنالهؤولاءالمعطلين عنالعمل منحانحفظ بهاكرامتهمبعيدا علىسلوك الصدقاتوالهبات،وادخلناهمحقيقة فيمنظومةالتنميةوالإفادةلهذا الوطنواسهمواعمليا وفعلياوليس في قالبالشعاراتالجوفاء التيمللناسماعها، وهذهالمهماتالجليلةستخرجهم منسجن الفراغالذين يعيشونفيه ويبتعدونتلقائيا علىتعطيل شؤونالسير اليوميللدولة في كلجوانبها الإقتصاديةوالإداريةويعطونناشيئا ملموساومحسوسا يفيدالبلاد علىالصعيد المستقبلي.

تطبقيايمر هذاالبرنامج عبرالعديد منالمؤسساتالحكوميةوالوزاراتالمختلفة فيالدولة لأننانرغب ان يكونالتقييم شاملاوعاما.

ففيالقطاعالأمني هناكثلاثمستواياتنعمل منخلالها:

وزارةالدفاعالوطني:وقد تقدمتبنداء إلىجنودالإحتياطللإلتحاق بالجيشقصد دعمه وهذامهم جدا، ولكنالإشكالية هومن ندعو؟، فمنالصعب انننادي شخصيعمل في وظيفةما ويعلم اللهكم قاسى حتىيتحصل علىوظيفة مناسبة،ولهذا ندعوممن مازالمعطلا عنالعمل أو يعملفي خطة غيرمناسبةويتحصل علىراتب ضعيف، وهؤولاءندعوهمللإلتحاق بقواتالجيش لسببين:

 الأولهو اراحةالجنود.

والثانيهو مضاعفةالجهد للقضاءعلى العصاباتالمنتشرة،والأهم من ذلكهو حملاتالتفتيشالواسعة لجمعالأسلحةالمهربة خلالالفترةالماضيةوالتي وقعالإتجار بهافطالما بقيتهذه الأسلحةبيد العصاباتفاننا لن نكونفي مأمن،وهؤولاءالمدربون لهمالخبرةالكافيةفي التعامل معالسلاحوالصراعاتالمسلحة.وطبعا اذا كانهناك مقابلمادي سياتونفورا ويعملونلفترة محددةلتحقيق الهدفالأمنيالمرجو، ألاوهو استتبابالأمن.

المستوىالثاني وهووزارةالداخلية

لقدفاجأنا وزيرالداخلية بأنعدد قواتالبوليس لاتتعدى 50 الفوقد كنانخالها ثلاثاضعاف ذلك،وبما أنالأحداثالأخيرة برهنتعلى تواجدعناصر فساد فيهذه المنظومةالأمنية وأنهذا القطاع فيحاجة اكيدةلتنظيف وإعادةرسكلة عمالهوتطويرهم علىالصعيد العمليبما يتماشيوالأخلاقياتالجديدة في ظلالتحولالثوري العام.واليوم نرى انالطرقات تكادتكون شاغرةوفارغة منالبوليسوالأعوانالتي تحميالأمن والنظاموتسيّرالشارع، إنانتداب عناصرمن المعطلينحتى من اصحابالشهائدالمتوسطةسيكون لهالأثر الكبيرفي دعم هذاالجهد وطبعالا نعطيهمالأسلحةالنارية وعملهميكون دوماباشراف ودعممن عون اومجموعة صغيرةمن الأعوانتكون مسلحةوهميساعدونهم فيبسط الأمن،وطبعا لهمفرصة كبيرةللمتميزينمنهم ان ياخذمكانا فيالتوظيف فيهذه الوزارة.

كماانه من الواجبان نلفت نظروزارةالداخلية إلىانه من المفضلان نجعلالعنصر النسائيفي المواقعالإداريةوالمكتبية،واخراجالرجالللشارع اولالدعم العمل الميدانيوالحقيقةالثانية انالتعاملالرجالي في المراكزمع الجمهوركان فاترا جداوتحدث عدة صداماتبسبب غلاضةالأعوان فيالتعامل معالناس عنداستخراجاوراقهمالخاصةووثائقهم. ولأنالرسكلة فيهذا القطاعستكون شاملةوهناك من هو متورطفي جرائمفسيكون هناكنقص في شغلهذه الوظائفوللعاملين فيهذا القطاع منالملحقيينالآنيينالفرصةالكبيرةللحصول علىوظيفة شريفةيخدم بهاالمواطن بحقولا يقهرهويظلمه كيف لاوهو ابنالثورة ومنعاني القمعوالقهر.

اماالأمر الأهمفي هذهالمنظومة حسبراي يكمن فيالعمليةالتوثيقية،أي بطاقةالمواطنة اوبطاقةالتعريف،وأنا إلى يومالناس هذامازلت لا افهملم لا تعطى بطاقةالتعريف إلاعند سنالثامنةعشرة، ففي كل الدولالمتقدمة كلمواطن يولديكون له رقماوبطاقة تعريف خاصةبه، هذا الرقميبقى معه لمابعد مماته وهورقم يصاحبهكمعرف وحيد لهفي كلالميادين والحقيقةاننا في حاجةإلى هذا الرقمفي المرحلةالقادمة فيالإنتخاباتوفي التنظيموالعملوغيرها منالتحركاتالإدارية،فتواجد رقم لكلمواطن ومنخلال هذاالرقم نخزنفيه كل البياناتالمتصلة به فيكل المجالاتوتستغله كلالمصالح منالداخلية إلىالتعليميةإلى الصحة إلىالبنوك وإلىالمحاكموالعقاراتوالمعاملاتفي البيعوالشراء،خاصة وان هذاالقرن هو قرنالحواسيبوالمعلومات والأنترنات،وهذا الرقم هومعرف وحيديمكنالمؤسسات الحكوميةمن فتحالتواصلوالحوار منخلال هذاالفضاء ومفتاحالدخول هو هذاالرقم.

علينااليوم ان نبدأحملة مستعجلةلإعادة برمجةنظم الحالةالمدنية لكلالتونسين لتأسيسادارةالمعلوماتوالإعلاميةالتي تسهل كلالأعمالالأخرى فيكافةمجالاتهاوتخلصنا منقرفالبيروقراطية،ولهذا نستدعيمجموعة منالعناصر منالخريجين فيالميادينالمناسبةللمساعدة فيالقيام بعملية(رقمنةالمواطنالتونسي) – إنصح التعبير-  وتاسيسمنظومةإعلاميةشاملة.

اماالمستوىالأمنيالثالث يكونفي مستوى:

 وزارةالسياحة خاصةوحتى المنشآةالتي لها حساسيةخاصة، وهذهالوزارةعليها ان تنقذالموسمالسياحيالحالي وتوفرضمانات أمنيةفي كل المسالكالسياحية وحثالمنشآةالسياحية إلىمزيد تركيزأعوان أمن فيقالب سوجيقارد(SOGEGARD) تحتانتداباستثنائيلمدة محددةبتمويل منالدولة او منالقطاع الخاص،ولأن الحالةالأمنية تحسنتفلن نتوقع انتكون هناكهجوماتجماهرية بلربما ستكونهجماتتخريبيةلعناصر منالعصاباتالتي ستظلتحاول  زعزعةالنظاموالترهيبوربما تفكر فيالحاق ضرباتموجعة بقطاعالسياحةولهذا وجبالتصدي لهابحراسة كلالمسالكالسياحية منفنادق وغيرهاوالتحرز مندخول اشخاصمريبة واشخاصقد تحمل اسلحةإلى ان يستتبالأمن نهائياونطهر البلادمن هذهالعناصر ونجمعالأسلحةالمهربة.

أمافي القطاعالمدني العام

 نستهدفادخال هذهالشريحةللعمل تبعاللوزاراتالمختلفةوالمهتمةبالإحصاءوجمع قاعدةالبياناتوتهم كلا من الوزارتالمدنية فيالإقتصادوالتخطيطالعمرانيوالصناعة والفلاحةوأملاكالدولةوغيرها التيتدخل فيالبناءالتنموي،وتنتشر هذهالكوادر فيكامل الترابالتونسيلتبدأ عمليةجرد وأحصاءوتقييم لكافةالعناصرالبشريةوالبنيويةبالتنسيق معالمصالحالجهويةالتابعة لكلوزراة.

التعدادالسكاني:

نحناليوم في حاجةاكيدة إلىتعداد سكانيشامل مصحوبابوصف للحالةالإجتماعيةوالحياتيةداخل الأسرةوفي كافةمناطقالجمهوريةلنعرفالوضعية التييعيشون فيهاوالظروفالمحيطةبالأسرة، فكمهم أفرادالأسرة وظروف معيشتهم،والتشغيل،والدراسةوالصحة لديهم،والمواردالمتاحة لهموغيرها عناصركرامة الحياة،وهذا ما نعنيبه تقييم اوليللثروة البشريةوعلى اساس هذهالمعطياتنوجه التدخل والأولوياتونكتشفالحالاتالمغمورة ولانبقى فيانتظاركاميراءالتلفزةلتطلعنا على هذهالحالاتالمخفية.

جردالعقاراتوالأراضيوأملاكالدولة:

ثمنحن في حاجةإلى مسح خاصبالعقاروالأراضي الفلاحيةخاصة حتى تعدخطة المحافظةعليها منالإنتشارالعمرانيلتأمينالإكتفاءالزراعيالتونسي فيخطةمستقبلية،ولا تبقىاليومالأراضي الدوليةخاصة مرتعا للنهبوألإستحواذعليها بطرقاغير قانونية،أو كما نشاهدهاليوم من هذهالتقسيماتوكأن هذهالأراضي ورثةمات اهلها،ونحل كذلكاشكالياتاملاك الأجانبوعقاراتهم.

جردالبنيةالتحتيةوالمنشآةالإقتصادية:

 والأكيدكذلك ان تكونلنا فكرة علىالمنشآةالإقتصاديةوالحرفيةوالصناعيةالصغيرة خاصةومدى تواجدهاوانتشارهالأنها هامة فيتقرير بعث اياستثمار صناعيوالبنىالتحتية منطرقات ومياهوكهرباء وغيرهامن الأشياءالهامة فيالعمليةالإستثمارية.

اجمالابعد ان تتجهزكل ادارةلمهمتهاوتوفر آلاياتالعمل وخاصةالتقنية منحواسيب وادواتالجردوالأوراقالخاصة الوجبتعميرهاوملئهابالبياناتتسلم إلىهؤولاءالشبابلينتشروا كلفي منطقةترابيةمحددة، يكونذلك بتجهيزمراكز خاصةوتفرعات تعملترابيا علىمستوى العمدوتتجمع محلياعلى مستوىالمعتمدياتوجهويا علىمستوىالولايات، لتنقلالمعلوماتالمجمعة إلىالمركزية فيالعاصمة داخلالوحدات الوزاريةالمختصة لتدوينهاوتصنيفهاونشرها أولابأول، وحتىبدون تفصيلكمعلوماتاولية عامةحتى تتمكنالمؤسساتالسياسيةوالإصلاحيةمن البناءعليها لإعدادالبرامجالمستقبليةلحملاتهمالإنتخابيةوبرامجهمالسياسية التنموية.

ويعتمدفي ذلك علىمتساكنيالمناطق وانلم نجد نأخذالشبابالأقرب من تلكالمناطق خاصةالنائية التينود مسحها،وهذا لا يتطلبتدريبا واسعالأن جلالعاملين هممن مستواياتعلمية راقيةويعملون فيوقت كاملويستطعون انيتموا عملهمفي وقت قياسي لنحصل علىمنظومة بياناتواحصاءومعلوماتكاملة تطال كلالمرافق.

ختاما،قد يكلفنا هذامبلغا منالمال، ولكن نخسرهذا المبلغونربح بعدهالكثير،عندما تكونتدخلاتنا الإصلاحيةعن درايةوفعاليةونحقق بهالعدالةالشاملة،ونساعد ايضاالشباب بتلمسحقيقةالميدان ومنهناك ينطلق فيتكوين فكرةالمبادرةالذاتية فيالتشغيلوالبعث المؤسساتي،وتكوين خبرةعملية ويشاركشباب الثورةفي المساهمةفي الجهدالتنموية،وها نحن نشغّلابنائنالفترة معينةفي انتظار انتجهز المصالحالمؤطرةوالباعثةلمراكز التشغيل،اننا نحافظعلى كرامةالبطال وكذلكونرفع من قيمتهبعدم تحسيسهانه عيلة علىالمجتمع ينتظرصدقاتهم،الشاب فاعلوناجح إذا ماتوفرت ظروفاستثماره،وعندما نرىالجميع قدشمّر على ساعدالعمل سنصنعونرتقيببلدنا تونسونحمي الثورةمن الإلتفافعليها حتىتعود المصالحالإقتصادية ونقفعلى ارجلنابكل ثبات،ومهما كانتخسائرنافسنعوضها إذاما قامت تنميةصادقة وحقيقةبدون فسادفسنحقق نسبنمو قد تصلإلى 15% وهذاحقيقي، فالذيافسد المنوالالتنموي هو تظخيمقيمة المشاريعفالقليل منهايذهب فيالمشروعوأكثره يذهبفي جيوبالفاسدين.

إنالسياسيالناجحوالمتمكن هومن يبتدع حلولالكلالإشكالياتبعيدا عنالتقليد الأعمىللتجاربالسابقة،والثورةالتونسية كانتنموذجامبتكرا وليستقليداوعليها انتحافظ على هذاالمنهج الإبداعي.

 

سفيانعبد الكافي

 

 

 

Home Accueil-الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.