الخميس، 3 سبتمبر 2009

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس  

Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

9 ème année, N 3390 du 03.09 .2009

 archives : www.tunisnews.net


الجمعية الدولية لمساندةالمساجين السياسيين:معوّقون ذهنياً أمام القضاء… مسخرة حقيقية

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

السبيل أونلاين:إنعقاد جلسة النظر في قضية الشبان المعاقين..في انتظار الحكم

قرصنة جديدة لموقع الدكتور المرزوقي

سامي نصر:نقابة الصحفيين: مقاطعة واسعة لانقلاب مُعلن

عدنان الحسناوي:من أجل الإستقلالية للنقابة والكرامة للصحفيين بتونس

الموقف:المعارضة تحمل السلطة مسؤولية الأزمة

الموقف:الحركة الدورية للقضاة:الإدارة تواصل سياستها المجحفة إزاء أعضاء الهيئة الشرعية

رشيد خشانة:كفاءاتنا المنفية ….

صالح عطية:الاستحقاق الرئاسي والتشريعي هل تفرز الانتخابات القادمة مشهدا سياسيا جديدا؟

محمد الحمروني:الإنتخابات الرئاسية تكاثرت العراقيل وتضاءلت الرهانات

رابح الخرايفي:نائب الشعب يدافع عن مصالح ناخبيه

وات:وزير الاتصال يلتقى المجموعة المنبثقة عن مؤتمر 15 أوت الانقلابي

د. أحمد بوعزّي:الوالي والمرصد

الصباح:عيد ميلاد سعيد يا سيادة الرئيس

حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ نشرة الكترونيّة عدد 112 – 03 سبتمبر 2009

معز الجماعي:الإعلام وسياسة تهميش الشباب

جمال العرفاوي:تعدّد الزوجات : تكذيب الصحفي جمال العرفاوي لما كتبه أحد السلفيين الظلاميين بجريدة الموقف

تعدد الزوجات : الحزب الاجتماعي التحرري يكذب ما نشره أحد السلفيين الظلاميين على صفحات جريدة الموقف

سليم بوخذير:رحمك الله يا أيلي

الصباح:لا تستبعد الاستثناءات:وزارة الصحة تنفي إمكانية غلق المؤسسات التعليمية بسبب الانفلونزا

وسام التستوري: »المواطن وبلدية دار شعبان الفهري »

بسام بونني :حديث الجمعة دروس السيد برلسكوني

الموقف:كلينتون تجتمع بوزراء الخارجية المغاربيين

العرب أونلاين:الدكتور البشير التركي رحمه الله.. عالم ذرة تونسي رفع راية تونس وبقي في الخفاء

الصباح:استثمارات خارجية أ ب ب ABB عملاق اوروبي آخر في الطريق

آمال موسى:نقد عياض ابن عاشور للإسلام السنّي

د. رفيق عبد السلام:في ذكرى رحيل الصديق المفكر عبد الوهاب المسيري

خالد شوكات :الشيخ الثعالبي في بغداد

صبحي غندور:الديمقراطية فقط .. ليست هي الحل!

توفيق المديني:ليبيا انغلاق في الداخل وانفتاح على الخارج

القدس العربي:بسبب مشاركة البوليزاريو.. وتوقعات بأن تبدأ صحف الرباط هجوماً على القذافي

شريف الدواخلي :مصر.. سكان المقابر منسيون في رمضان!

فتوى الشيخ القرضاوي عن حكم دفع الزكاة للمشروعات التي تهدف لدعم المقدسيين ومدينة القدس


 

Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows( 

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

التقارير الشهرية لمنظمة « حرية وإنصاف » حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

               
    جانفي 2009  https://www.tunisnews.net/17fevrier09a.htm        
فيفري 2009    
    مارس 2009     https://www.tunisnews.net/08avril09a.htm           أفريل 2009      https://www.tunisnews.net/15Mai09a.htm 
    ماي  2009     https://www.tunisnews.net/15Juin09a.htm         
جوان2009
      جويلية 2009                                         

 
 

الحرية لجميع المساجين السياسيين الحرية للدكتور الصادق شورو الجمعية الدولية المساندةالمساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في  03 سبتمبر 2009

معوّقون ذهنياً أمام القضاء… مسخرة حقيقية


نظرت المحكمة الابتدائية بتونس اليوم الخميس 03 سبتمبر 2009 في القضية عدد 17766 التي أحيل فيها الشبان الثلاثة المعوّقون ذهنياً، بديل الجازي وصحبي حوّات وإلياس سلام بتهمة«..عقد إجتماع بدون رخصة..»، وقد حضر للدفاع عن الشبان الثلاثة الأساتذة : إيمان الطريقي و الطيب بن صالح، وقد حضر المحالون  الثلاث وبدت حالتهم الصحية متردية بصورة ملحوظة وقد أصاب الشاب صحبي الحوات نوبة عصبية حادة في قاعة المحكمة وأمام أنظار القاضي، وسقط على إثرها ليرتطم رأسه بأرضية القاعة، ما دعى إلى تدخل أعوان الأمن و حرس السجون إلى لإسعافه بعد إخراج جميع من في القاعة ، ولم تعد الجلسة للإنعقاد إلا بعد 25 دقيقة، حيث أكّد الأستاذ طيب بن صالح المحامي أن تهمة عقد الإجتماع بدون رخصة.. و » تدارس الفقه السلفي الجهادي » لا يمكن أن يستوفي شروطه لقاء عابر بين أصدقاء على مقربة من محطة ركاب ، وإلا إنسحبت التهمة على جميع من يلجؤون يومياً إلى المحطة للإنتظار عندها، كلما دعتهم الحاجة لإستعمال النقل العمومي…! كما لا يمكن أن يَعلم فحوى  » الإجتماع  » المنعقد بالطريق العام ، إلا من حضر هذا الإجتماع غير المرخص له من أعوان الأمن.. وإلا فمن أين للمرىء أن يبلغ إليه العلم بموضوع إجتماع غير مرخّص له يُعقد بين ثلاثة شبان معوّقين ذهنياً..!. على مقربة من محطة للركاب…لتدارس الفقه السلفي الجهادي..( مسخرة حقيقية)  فيما أكدت الأستاذة إيمان الطريقي على الحالة الصحية التي يعانيها الشبان الثلاثة وفق التقارير الطبية التي مكّنت هيئة المحكمة من نسخ منها ، ووفق تقارير طبية متخصصة فإن: بديل الجازي 🙁 يعاني من فصام في الشخصية)  يتعاط دواء: (Risperdal /2mg) ، صحبي الحوّات: (يعاني من إعاقة ذهنية) يتعاط دواء (gardenal100) و(laysanxia- goutte 5-5-10) ، إلياس سلام : ( يعاني من إعاقة ذهنية)  يتعاط أدوية ذات علاقة بأمراض عصبية ، وقد قرر القاضي إصدار الحكم بعد التفاوض.. ويذكر أن عائلات الشبان الثلاث قد وجّهت نداءاً بتاريخ 01 سبتمبر 2003 للرأي العام وللمنظمات الحقوقية المحلية والدولية للتدخل لإنهاء مأساة أبنائها الذين تعرّضوا للإيقاف والتعذيب في أقبية الداخلية والإهمال الصحي بسجن المرناقية . لجنة متابعة المحاكمات السياسية


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 13 رمضان 1430 الموافق ل 03 سبتمبر 2009 أخبار الحريات في تونس

نظرت صباح اليوم الخميس 03 سبتمبر 2009 الدائرة الصيفية بالمحكمة الابتدائية بتونس في القضية عدد 17766 التي أحيل فيها كل من الصحبي الحوّات وبديل الجازي وإلياس سلاّم من أجل عقد اجتماع بدون رخصة . وأثناء الجلسة سقط الشاب الصحبي الحوات نتيجة نوبة عصبية ألمت به مما اضطر القاضي إلى رفع الجلسة لمعالجته وتسبب ذلك في حالة حزن شديدة لوالدته. وبعد نصف ساعة تقريبا استعاد الشاب الصحبي الحوات وعيه واستؤنفت المحاكمة، وقرر القاضي المفاوضة والتصريح بالحكم. وقد بقيت عائلات المعتقلين الثلاثة إلى ساعة متأخرة أمام مبنى المحكمة لمعرفة الحكم الصادر في القضية إلا أن أعوان البوليس السياسي طلبوا منهم المغادرة والعودة في الغد للإطلاع على نص الحكم.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


إنعقاد جلسة النظر في قضية الشبان المعاقين..في انتظار الحكم


السبيل أونلاين – تونس – خاص   إنعقدت صباح اليوم الخميس 03 سبتمبر 2009 ، جلسة للنظر في قضية الشبان الثلاثة المعتقلين منذ 09 أوت 2009 ، و الذين يشكون من إعاقات ذهنية ، وهم كل من الصحبي الحوّات وبديل الجازي وإلياس سلاّم .   وقال مراسلنا في تونس زهير مخلوف أن التصريح بالحكم من المنتظر أن يصدر ، اليوم الخميس 03 سبتمبر 2009 ، حوالي الساعة السادسة مساء ، بعد أن رفعت الجلسة حوالي الساعة 14.45 من بعد الظهر للمفاوضة والتصريح بالحكم.   وقد تخلل الجلسة فقدان الموقوف الصحبي الحوّات وعيه في قاعة المحكمة ، مما إستدعى إخراجه من القاعة لإسعافه ، وقد سبب الموقف لوالدته حالة من الإنشغال الشديد مدة فاقت نصف ساعة ، إنتابتها خلالها نوبات من البكاء ، وقد توجهت لله تعالى بالدعاء على كل من فاقم مأساة إبنها المعاق ذهنيا ، والذى أعيد بعد أن إستعاد وعيه لإستكمال أطوار المحاكمة .   وقد رافع عن الموقوفين كل من الأستاذ عاطف ، والأستاذة إيمان الطريقي .   وسنوافيكم بكل جديد يصلنا ان شاء الله …   ملاحظة: خط الإنترنت مقطوع بالكامل عن منزل مراسلنا في تونس الأخ زهير مخلوف، جزئيا منذ شهر ماي 2009، وقطع بالكامل منذ 4 أوت 2009.   (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 03 سبتمبر 2009)

قرصنة جديدة لموقع الدكتور المرزوقي


من أراد أن يرى بشاعة القرصنة وضعف خيال المنفذين ونذالة معطي الأوامر المتخفين وراء الستائر فليلق نظرة على موقع الدكتور المرزوقي اليوم قبل أن نجد شيئا من الوقت نصلح فيه ما أفسده العابثون … وهذا قدرنا مع قوم تافهين ومرضى يظنون أنهم قادرون على ارهاب الوطنيين بمناظرهم البشعة التي تظل أجمل من أفعالهم وأخلاقهم. ولكن هيهات أن يمسوا من عزيمة الرجال .. فليعبثوا كما شاؤوا فصولة الطغيان والقرصنة توشك على الاندحار .. وسيعلم سفاحو الكلمة أي منقلب ينقلبون. http://www.moncefmarzouki.com/ عماد الدائمي


نقابة الصحفيين مقاطعة واسعة لانقلاب مُعلن


في حلقة جديدة من الأزمة التي تعيشها النقابة الوطنية للصحفيين منذ انعقاد مؤتمرها التأسيسي يومي 12 و13 جانفي 2008 انعقد مؤتمر استثنائي يوم السبت 15 أوت الماضي حضره 471 مشاركا، تم خلاله تنفيذ الإنقلاب المعلن على الهيئة الشرعية و »انتخاب » مكتب تنفيذي منصب برئاسة جمال الكرماوي الذي يعمل مكلفا بمهمة لدى الأمين العام للحزب الحاكم. وأكّدت مصادر قريبة من الإنقلابيين أنه تم الحسم مبكرا في المسؤوليات الرئيسية للمكتب الجديد والتي وضعت محمد بن صالح والهاشمي نويرة أحد عتاة المناوئين للنقابة خارج المكتب أي في موقع المناوبين. وأثار هذا « المؤتمر » الكثير من الجدل داخل القطاع وبين مختلف مكونات المجتمع المدني، فالبعض اعتبرها نهاية طبيعية لعدم انسجام المكتب التنفيذي وللخلافات الحاصلة بينه وبين المكتب الموسع الذي وصل إلى أروقة المحاكم، والبعض الآخر رأى في هذا المؤتمر انقلابا على الشرعية واعتباره صورة مطابقة لما حصل في جمعيات ومنظمات أخرى كرابطة حقوق الإنسان وجمعية القضاة وجمعية المحامين الشبان وغيرها. قضية الشرعية احتلت قضية الشرعية صدارة ما أثاره المؤتمر الاستثنائي الأخير، ففي الوقت الذي أشادت فيه مختلف وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية بالحضور المتميّز للصحفيين في هذا المؤتمر والذي بلغ حدود الـ 471  مشاركا نجد الفصل 39 من القانون الأساسي للنقابة يؤكّد على عدم شرعية المؤتمر الذي دعا إليه المكتب الموسّع وعدم اكتمال النصاب القانوني، إذ نص هذا الفصل على أنّه « إذا لم يتوفر النصاب القانوني عند انعقاد المؤتمر الاستثنائي، أي بحضور ثلثي المنخرطين ينبغي تعيين موعد ثان للمؤتمر يكون بعد خمسة عشر يوما من الموعد الأوّل وتكون قراراته نافذة المفعول مهما كان عدد الحاضرين»، والنصاب المطلوب هو 532 منخرطا. أكثر من ذلك شكّك العديد من الصحفيين في شرعية بعض المشاركين، فأكّد الزميل منجي الخضراوي عضو المكتب التنفيذي المكلف بالنظام الداخلي « أن السيد خليل الرقيق العضو برئاسة المؤتمر ومقرره ليس صحفيا ولم ينخرط إطلاقا بنقابة الصحفيين الاّ سنة 2009 كعضو منتسب فلا يحق له بالتالي المشاركة في أي عمل تقريري مثل المؤتمر ». مساعي فاشلة ولتجنّب انقسام النقابة وتفاقم الأزمة دعا المكتب التنفيذي أعضاء المكتب الموسّـع للاجتماع يوم الاثنين 10 أوت الجاري لبحث إمكانية إيجاد حلّ وفاقي في إطار القانون يخرج النقابة من أزمتها ويضمن وحدتها، وقدّم العديد من التنازلات. كما تم اقتراح يوم 19 أوت موعدا موحدا للمؤتمر الاستثنائي، لكن المكلفين بإعداد المؤتمر الاستثنائي الانقلابي قاطعوا الاجتماع ورفضوا المبادرة. واعتبرها الزميل  سفيان رجب في أحد تصريحاته  « مبادرة متأخرة جدا ولن تغير من الأمور شيئا وكان من الأفضل أن تمتد أيدي الجميع للصلح منذ البداية من اجل مصلحة واحدة وهي مصلحة الصحفيين » حسب تعبيره، وهو ما جعل المكتب الحالي يصر على عقد المؤتمر الاستثنائي الشرعي والقانوني في 12 سبتمبر 2009 مع دعوته كافة الزميلات والزملاء للالتفاف حول نقابتهم ومقاطعة المؤتمر الانقلابي المقرر يوم 15 أوت 2009 وعدم الاعتراف بنتائجه. ومن جهة أخرى، وبعد أن استوفى المكتب التنفيذي كل المحاولات الصلحية والتوفيقية مع المنقلبين تم الاستنجاد بالقضاء  ورفع قضية استعجالية لإبطال عقد مؤتمر يوم 15 أوت، إلاّ أن طلبه جوبه بالرفض ليعطي بذلك شرعية قضائية للمؤتمر الانقلابي. وحضر للدفاع عن المكتب التنفيذي  أكثر من 50 محاميا نذكر منهم العميد البشير الصيد والعميد السابق عبد الستار بن موسى ومختار الطريفي رئيس رابطة حقوق الإنسان وعبد الرزاق الكيلاني رئيس فرع تونس للمحامين و العياشي الهمامي وعبد الناصر العويني وعبد الرؤوف العيادي وشكري بلعيد ورضا بلحاج و جلال الهمامي وعمر الصفراوي والأزهر العكرمي و محمد الهادي العبيدي و فوزي بن مراد و نزيهة جمعة و أحمد الصديق و خالد الكريشي و بوبكر بالثابت و سعيدة القراش وراضية النصراوي و عادل المسعودي… وعدد المحامون الخروقات القانونية التي ارتكبها المنقلبون على النقابة بدءا بالدعوة غير القانونية لعقد المؤتمر باعتبار أن رئيس النقابة هو المخوّل الوحيد لدعوة المكتب التنفيذي الموسع للاجتماع قصد معاينة الشغور حسب الفصل 19 من القانون الأساسي للنقابة،  وصولا إلى تقديم مستندات تؤكّد قيام المنقلبين  بجريمة التدليس التي تتطلب إحالة الأمر للنيابة العمومية لفتح تتبع ضد  من قام بالتدليس، ولكن رغم كل ذلك قررت محكمة البداية في تونس رفض القضية المستعجلة. وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده المكتب التنفيذي يوم السبت 15 أوت الجاري أكّد الزميل ناجي البغوري رئيس النقابة  بطلان هذا المؤتمر وحمّل السلطة مسؤولية الانقلاب على النقابة. المجتمع المدني يستنكر عبّر العديد من مكونات المجتمع المدني عن استنكارهم للانقلاب على نقابة الصحفيين، فقد حمّلت  كل من حركة الجديد والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات والحزب الديمقراطي التقدمي في بيان مشترك السلطة مسؤولية الأزمة الحالية. ودعت الأحزاب الموقعة على البيان إلى الإقلاع عن التدخّل في الشؤون الداخلية للنقابة واحترام نظامها الداخلي بما في ذلك تراتيب الدعوة إلى مؤتمر استثنائي وتنظيمه. ووصفت مؤتمر 15 أوت بكونه عملية انقلابية على النقابة تذكر بالانقلاب الذي تعرضت له جمعية القضاة التونسيين، والحصار الذي تتعرض له رابطة حقوق الإنسان، وطالبت برفع يد الحكم عن شؤون النقابة واحترام استقلالية منظمات المجتمع المدني. وتوجّهت الأحزاب المذكورة بنداء إلى الرأي العام الوطني من أحزاب وجمعيات ونقابات وشخصيات وطنية كي تدافع عن استقلالية منظمات المجتمع المدني. كما عبّر الديمقراطي التقدمي في بيان له صدر يوم 18 أوت الجاري عن امتعاضه الشديد للانقلاب الذي نفذته عناصر موالية للسلطة على الهيئة الشرعية للنقابة بدعم مباشر من الحزب الحاكم، الذي شجع على التمرد وأشرف على الترتيبات المادية لعقد المؤتمر المزعوم. وأكّد الحزب مسؤولية الحكومة في الأزمة المفتعلة بقطعها الحوار مع المكتب الشرعي منذ شهر نوفمبر 2008 وفرض تعتيم منهجي  على مواقفه وبياناته في وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية، في حين أفسحت المجال للعناصر الانقلابية للتهجم على الشرعية وتبرير ضرب النقابة. واستنكر أيضا قرار رفض القضية الإستعجالية التي رفعها المكتب الشرعي من أجل إيقاف الانقلاب رغم الحجج الدامغة التي قدمها محامو النقابة. وأدانت رابطة حقوق الإنسان من جهتها المؤتمر الانقلابي الذي نفذته مجموعة من الصحفيين المنتمين للحزب الحاكم أو المقربين منه معتبرة أن حملة إسقاط المكتب التنفيذي الشرعي للنقابة تكثفت اثر نشره في بداية ماي الماضي وبمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، تقريرا انتقد فيه بشدة الاعتداءات على حرية الصحافة والصحفيين والرقابة  المفروضة على الإعلام وعدم الاستجابة للمطالب المشروعة للصحفيين وغيرها. وعبّرت الهيئة المديرة للرابطة عن تضامنها مع الصحفيين والمكتب التنفيذي الشرعي لنقابتهم وشجبت المؤتمر الانقلابي الفاقد لكل شرعية، ودعت السلطة ومختلف الفاعلين السياسيين إلى الكف عن التدخل في الشأن الداخلي للصحفيين وتركهم يديرون شؤونهم بأنفسهم في إطار نقابتهم المستقلة، وأكدت الحرص الدائم على ضرورة تدعيم حرية الرأي والصحافة وتوفير المناخ الملائم لممارستها. وحملت اللجنة الدولية لحماية الصحفيين ومقرها في الولايات المتحدة على المؤتمر ونددت بضرب القيادة الشرعية للنقابة. واعتبرت منظمة « مراسلون بلا حدود » مؤتمر 15 أوت فاقدا لكل شرعية وأن ما حدث للمكتب التنفيذي مؤشر سلبي للوضع الإعلامي ببلادنا المقبلة على انتخابات رئاسية وبرلمانية. كما رأت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في الإطاحة بنقابة الصحفيين حرمانا للمواطن التونسي من وجود صحافة حرة تنطق بلسانه. سامي نصر (المصدر: « الموقف » (أسبوعية ناطقة بلسان حال الحزب الديمقراطي التقدمي – تونس)، العدد 510 بتاريخ 28 أوت 2009)  


من أجل الإستقلالية للنقابة والكرامة للصحفيين بتونس


بقلم: عدنان الحسناوي تفجرت أزمة داخل النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين عقب إصدار المكتب يوم 4 ماي 2009 لتقرير بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة تحدث فيه عن انتهاكات للحريات و لحرية التعبير و الصحافة و خروق للقوانين قامت بها الحكومة . قامت عناصر تنتمي للحزب الحاكم و بمساعدة عناصر تعرف لدى عموم التونسيين بولائها لحكومة الحزب الحاكم , و بالدعم من الحكومة و خاصة من وزارة الاتصال والعلاقات مع مجلس النواب ومجلس المستشارين و وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية بتنصيب مكتب تنفيذي جديد برئاسة عضو في التجمع الدستوري الديمقراطي و ذلك في اجتماع غير قانوني يوم 15 أوت 2009. تؤكد كل التقارير الدولية أن البلاد تحت الحكم الفردي في ظل رئيس يتمتع بصلاحيات واسعة بمقتضى دستور 1959 الذي وضع بالقياس على رجل له مكانة خاصة في الأمة كما صرح الوزير الأول السابق الهادي نويرة سنة 1971 و أصبح له الحصانة القضائية بمقتضى التعديل الدستوري لسنة 2002 , و نظام يقوم على السيطرة المطلقة للحزب الحاكم ( التجمع الدستوري الديمقراطي ) على مؤسسات الدولة و منظمات المجتمع المدني ومنذ الستينيات من القرن الماضي حيث قام الرئيس السابق الحبيب بورقيبة بدمج مؤسسات الدولة ببعضها و دمجها بالحزب و تعهد العناصر الحزبية الموالية بالنفوذ المطلق و من ناحية أخرى ضرب إستقلالية المنظمات الأهلية ليكون النظام هو الرئيس و الذي بالحزب يسيطر على الدولة و المجتمع . و في هذا المناخ السياسي العام الذي هو نتاج لسياسية منهجية من قيادة الحزب الحاكم و بتنفيذ من الحكومة التونسية و ذلك قصد البقاء في المناصب السياسية العامة لا بالاحتكام لإرادة الشعب عبر صناديق الاقتراع و في عملية نزيهة و شفافة وفقا للمعايير الدولية بل عبر زرع الخوف و الرعب و انتهاك الحريات و التهرب من صيانة الحقوق و خاصة تلك التي جاءت في العهد الدولي للحقوق المدنية و السياسية و خرق القانون و الدستور , و في ظل التمتع بالإفلات من العقاب . و في وضعية الأغلبية من الصحفيين التونسيين يعملون في مؤسسات إعلامية حكومية أو شبه حكومية يتحدى المكتب التنفيذي و يقرر عقد المؤتمر الاستثنائي في يوم 12 سبتمبر 2009 بحضور ممثل عن الإتحاد الدولي للصحفيين . و بعد رفض الدائرة الإستعجالية بالمحكمة الإبتدائية بتونس , الدعوى القضائية التي رفعها المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين لإبطال المؤتمر الاستثنائي الذي دعت إليه مجموعة من أعضاء المجلس الموسّع للنقابة, و في إنتظار صدور الحكم في القضية المرفوعة من المكتب المنصب في إجتماع 15 /08/2009 ضد المكتب التنفيذي من أجل إخلاء المقر و تسليم الوثائق و التي تأجلت ليوم 4/9/2009 . و لأنه أولا: لا حرية التعبير و لا صحافة حرة بلا نقابة مستقلة…و لا تنمية بدون ديمقراطية و لا تقدم بالسرعة مطلوبة في الإصلاح السياسي بدون حرية التعبير والصحافة…و بالتالي لا تنمية بدون نقابة مستقلة . و ثانيا : لا نصر على الإرهاب بدون دور للإعلام …و لا وصول للنجاح في الجهود الدولية لإرساء السلام الدائم في هذا الجزء من العالم و الإعلام لا وظيفة له غير الدعاية للحكومة ومن دون أي نقد لأداءها و خداع الرأي العام بالترويج للكراهية تحت عنوان دعم » المقاومة » في فلسطين و لبنان و العراق و في نفس الوقت و بإسم الخصوصية الثقافية- الحضارية و السيادة الوطنية يكون التهرب من نشر ثقافة السلام و قيم الحرية و مبادئ حقوق الإنسان و في تناقض مع إلتزام الحكومة بدعم المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب و التي تشجع هذا النوع من التظليل للرأي العام عبر إسناد المنح المالية المباشرة و أموال الإشهار و لخدمة مصلحتها عبر سياستها في توظيف مكافحة الإرهاب و إستئصال كافة أشكال التعصب لتصفية خصومها السياسيين و مع كل هذا يكون لهذه الحكومة الحصول على الدعم المالي و سكوت المجموعة الدولية على ما تقوم به من إنتهاك منهجي لحقوق الإنسان…نقابة مستقلة هي حاجة أساسية لكسر أغلال الاستبداد و التحرر من الخوف و عليه التقدم في بناء السلام الدائم. و ثالثا : الخلاف بين السيد رئيس النقابة وأعضاء المكتب التنفيذي و الصحفيون الصامدون و بين الإنقلابيون أتباع الحزب الحاكم المسيطر على دواليب الدولة و المسيطر عليه من رئيس الجمهورية , هو بين جيل يريد السلطة الرابعة للصحافة و الكرامة للصحفيين و بين بقايا عهد الستينيات من القرن الماضي الذين يريدون صحافة السلطة. عندما أتذكر أوقات حلمت فيها بالحرية لتونس و مع كل كلمة قرأتها في نصوص جون لوك و إبراهم لينكون لا يمكن لي اليوم و الخلاف قد قسّم الأصدقاء من الصحفيين و بالتالي وجب الإختيار إلا أن أكون مع الشرعية و المكتب المنتخب بعد سقوط القناع بتنصيب جمال الكرماوى رئيسا . عدنان الحسناوى نشر هذا المقال في: ** مدونة مستقبل الحرية بتونس, مدونات كاتب: الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان – مصر http://www..adnen.katib.org/node/182 ** مجتمع الإعلام العربي http://community-ar.menassat.com/profiles/blog/show?id=2332576:BlogPost:16424 ** شبكة الصحفيين الدوليين- أمريكا https://www.ijnet.org/ar/ijnet/answers/من_أجل_الإستقلالية_للنقابة_و_الكرامة_للصحفيين_بتونس ** أصوات: المعهد الديمقراطي الوطني– أمريكا http://www.aswat.com/ar/node/1331


المعارضة تحمل السلطة مسؤولية الأزمة


نبهت أحزاب المعارضة الديمقراطية الثلاثة (الديمقراطي التقدمي والتجديد والتكتل) إلى أن انقلاب 15 أوت 2009 في النقابة الوطنية للصحافيين  التونسيين « خطوة تصعيدية تذكر بالانقلاب الذي تعرضت له جمعية القضاة التونسيين، والحصار الذي تتعرض له رابطة حقوق الإنسان » وطالبت الأحزاب في بيان مشترك  برفع يد الحكم عن شؤون النقابة واحترام استقلالية منظمات المجتمع المدني. وقالت في البيان إنها تابعت بانشغال كبير التطورات الحاصلة في النقابة وخاصة المناورات التي تحاك منذ فترة لتدجينها عبر الإطاحة  بمكتبها التنفيذي الشرعي، المنتخب  ديمقراطيا في المؤتمر الأخير،  واستبداله بعناصر موالية  للسلطة. كما دعت إلى الإقلاع عن التدخّل في الشؤون الداخلية للنقابة واحترام نظامها الداخلي بما في ذلك ما يتعلق بتراتيب الدعوة إلى مؤتمر استثنائي وتنظيمه. وتوجّهت في بيانها بنداء إلى الرأي العام الوطني من أحزاب وجمعيات ونقابات وشخصيات وطنية كي تدافع عن استقلالية منظمات المجتمع المدني وترفض الوصاية والتدخل في شؤونها الداخلية.
(المصدر: « الموقف » (أسبوعية ناطقة بلسان حال الحزب الديمقراطي التقدمي – تونس)، العدد 510 بتاريخ 28 أوت 2009)  


الحركة الدورية للقضاة

الإدارة تواصل سياستها المجحفة إزاء أعضاء الهيئة الشرعية

 


أكدت مصادر مهتمة بالشأن القضائي أنّ الحركة القضائية هذه السنة  لم تخرج عموما عن سابقاتها إذ تحكمت فيها رغبة الإدارة وسارت بها في الاتجاه الذي يمكنها من السيطرة الكلية على الجهاز القضائي من جهة، وعلى الهيكل الممثل للقضاة  من جهة أخرى. فقد تواصل تثبيت أعضاء الهيئة الشرعية للقضاة في مناطق تبعد في بعض الأحيان 400 كلم عن محل سكنى أبنائهم وأزواجهم، وما يعنيه ذلك من صعوبات اجتماعية وإنسانية وعملية، خاصة بالنسبة للقاضيات اللاتي يكابدن الأمرين على هذا المستوى منذ أن تم نقلهن سنة 2005. وكان وزير العدل أكد في رده على سؤال خلال الندوة الصحفية التي عقدها يوم 26 ماي 2009 تعلق بنقلة القضاة عامة ونقلة بعض أعضاء « المكتب الشرعي » للقضاة خاصة  وبضرورة مراعاة الحالة الإنسانية للقاضيات، أكد أنّ نقل القاضي لا يكون إلا بطلبه… وأن طلب النقلة يُعرض بصفة آلية على المجلس الأعلى للقضاء إذا مكث أي قاض ثلاث سنوات في إحدى المحاكم النائية دون أن يتم نقله. كما ذكر أن ترقية القضاة تخضع لمعايير موضوعية من بينها الكفاءة والأقدمية.. وحاجات المحاكم بالنسبة للرتب وميزانية الوزارة. وعندما تفوق الطلبات الحاجات، فان المجلس الأعلى للقضاء لا يمكن أن يقبل جميع المترشحين للنقل والترقيات. فيقع اللجوء إلى تقييم التفقدية العامة للكفاءة حسب معايير موضوعية، من بينها عدد القضايا التي فصل فيها وطريقة الفصل. غير أن مصادر مقربة من الهيئة الشرعية تساءلت إذا كان طلب السيدات عضوات الهيئة عُرض آليا على المجلس السنة الماضية أو هذه السنة خاصّة في ضوء رفض الاستجابة إلى طلب نقلتهن وقد أمضين أربع سنوات في المحاكم التي عينّ فيها عقب الانقلاب على الجمعية سنة 2005. وتم حينها نقل السيدة كلثوم كنو الكاتب العام للجمعية من مستشار بمحكمة الاستئناف بتونس إلى حاكم تحقيق بالمحكمة الابتدائية بالقيروان، كما نقلت في نفس السنة السيدتان وسيلة الكعبي وليلى بحرية تباعا من مستشارة بمحكمة الاستئناف بتونس إلى حاكم تحقيق بقابس ومن مستشارة بمحكمة الاستئناف بتونس إلى قاضي الأطفال بابتدائية القصرين، علما أن السيدتين كنو والكعبي هما المرأتان الوحيدتان اللتان تقومان بوظيفة حاكم تحقيق خارج تونس العاصمة التي لا توجد بها غير حاكمة تحقيق واحدة. وغير خاف على أي مطلع على الشأن القضائي ما تمثله هذه الوظيفة من أعباء مرهقة للرجال فضلا عن النساء. ولكن يبدو أن إسنادها للسيدتين المذكورتين هو من توابع العقوبة، مثلما أضافت هذه المصادر . ولعل الحيف الذي تعانيه هؤلاء النسوة يبدو أكثر  وضوحا عندما نتمعن في الحركة التي تشمل النساء القاضيات. فمن المعتاد أن تقع حركة النساء القاضيات سواء كانت مجردة من الترقية أو مرتبطة بها في دائرة ضيقة جدا بحيث لا ينتج عنها تنقل متعب أو اضطرار إلى تغيير مقر الإقامة، فعلى مستوى الرتبة الثالثة مثلا تنقل المستشارة بمحكمة الاستئناف بتونس إلى مستشارة بمحكمة التعقيب بتونس أو من مستشارة بمحكمة التعقيب إلى رئيسة دائرة بمحكمة الاستئناف بتونس. ولا يكاد الأمر يختلف مع الرتبتين الأولى والثانية، وهو ما دفع القاضيات إلى التصريح، في بيان أصدرنه بمناسبة اليوم العالمي للمرأة (نشر بـ « الموقف عدد 489) إلى اعتبار أن ما تعرضن له من نقلة إنما تم على خلفية صلتهن بالنشاط الجمعياتي في صلب الهيئة الشرعية للقضاة. والملفت أن الأمر لم يتوقف على « الإبعاد » وما يعنيه من عزل القاضيات عن أطفالهن وأسرهن، إذ شملت هذه الإجراءات استثناءهن من الترقية وإخضاعهن مرارا وتكرارا مع بقية أعضاء الهيئة الشرعية لشتى أنواع الحيف والإهانة وبإفرادهن بنظام مراقبة على الحضور بالمحاكم استثناء من كل القضاة » كذريعة « لجرهن لاستجوابات مهينة ومتكررة بالتفقدية العامة بوزارة العدل وحقوق الإنسان ولاقتطاع مبالغ هامة من أجروهن شهريا بغاية استهدافهن في أرزاقهن وفي أقوات أطفالهن، مما أضر ضررا فادحا بأوضاعهن المادية حتى أنهن يكدن يعملن دون أجر » وهو ما اعتبرنه « مخالفة للطبيعة السيادية للوظيفة القضائية ». الولاء أولا لذلك يؤكد العارفون أن تثبيت القضاة المبعدين في أماكنهم، وترقية العناصر المقربة من الإدارة واقتصار نقلتهم في دائرة لا يتجاوز محيطها الـ80 كلم وتشمل محاكم دوائر استئناف نابل وبنزرت، كل ذلك يبقى عملية وقائية لإبعاد أعضاء الهيئة الشرعية وتشتيتهم عن مراكز الثقل والتأثير. لكن من شأن ذلك، مثلما يؤكد البعض، تكريس وضع من المفاضلة غير الموضوعية بين القضاة من نفس الرتبة الذين تتوفر فيهم شروط الأقدمية والكفاءة، مما ولد لدى المنتظرين طويلا للترقية  أو النقلة التي تقرّبهم من مقرات سكناهم الأصلية،  شعورا بانسداد الآفاق وإحساسا بالغبن لحرمانهم من العمل في ظروف اقل إرهاقا أو لحرمانهم من الأثر المادي للترقية. ويعتقد كثيرون أن هذا الواقع سيستمر على حاله طالما انه لم يقع انتخاب لجنة دائمة من بين أعضاء المجلس الأعلى للقضاء ممثلة لجميع الرتب تتركب وجوبا من نواب القضاة المنتخبين تتولى أعداد مشروع الحركة في جلسات تحضيرية بعد الاستشارة المسبقة للرؤساء المباشرين مع تشريك جمعية القضاة التي لا بد أن تكون بعيدة عن هيمنة الوزارة إضافة إلى ضرورة مناقشة  الحركة بين جميع أعضاء المجلس في جلسات متعددة قبل عرضها على المصادقة. وفي غياب ذلك ستظل الحركة  تستعمل للمعاقبة والمجازاة بعيدا عن أي قواعد موضوعية. ويتساءل المتابعون إلى متى تستمر معاناة القاضيات وزملائهن أعضاء الهيئة الشرعية للقضاة؟ وأي مصداقية بعد هذه الممارسات والإجراءات لما تردده الدعاية الرسمية من الحرص على استقلال القضاء؟ محسن المزليني (المصدر: « الموقف » (أسبوعية ناطقة بلسان حال الحزب الديمقراطي التقدمي – تونس)، العدد 510 بتاريخ 28 أوت 2009)


كفاءاتنا المنفية ….  


أمضى أكثر من عشرة آلاف منفي تونسي ما يزيد عن العشرين سنة في المهاجر المنتشرة في أصقاع العالم بعيدا عن عائلاتهم ووطنهم. وطبقا لتصريحات عدد من المسؤولين في الحكومة فإن هؤلاء لن يستطيعوا العودة إلى بلدهم إلا بعد تسوية وضعهم مع القضاء، أي أن السجن  في انتظارهم أسوة بما حصل للدكتور أحمد العش الذي لم يعد يحتمل التشريد والنفي عن وطنه (رغم مركزه العلمي المرموق في فرنسا) فاستقل الطائرة وهبط في مطار قرطاج. لم يجد الدكتور العش الترحاب أو مجرد القبول البارد، وهو الذي ظل ممنوعا من حقه في جواز تونسي، بل سيق فور إلى المحكمة وصدر في حقه حكم بالسجن أربعة أعوام. هذا المثقف المعروف هو أنموذج للنخب التونسية المشردة التي تُرك التعامل معها لعقل أمني ضيق الأفق، فكانت النتيجة إهدار عشرات الآلاف من الطاقات ما أحوج تونس إليها اليوم وهي تتطلع لبناء نهضتها. وأينما سافر المرء فإنه يصادف عشرات الخبراء والكفاءات التونسية النابهة في مختلف الميادين التي تُعطي عصارة علمها للبلدان الأجنبية مُكرهة لأن باب العودة إلى وطنها موصد في وجهها لأسباب سياسية. ولاشك أن البلدان التي تُفرط في ثروة من هذا الحجم قليلة في العالم  فمنذ رحيل الأنظمة الإستبدادية من معظم المناطق عاد المنفيون إلى أوطانهم وانتهى عصر الملاحقات والتشريد. تتعلل السلطة بوجود أحكام عدلية ضد كثير من هؤلاء المنفيين فيما يتوجس آخرون منهم ممن لم يتعرضوا للمحاكمة من إخضاعهم للمساءلة القضائية حال عودتهم إلى البلاد، في ظل قضاء غير مستقل وسيطرة مطلقة للأجهزة الأمنية. والسؤال الذي يتردد دوما إزاء هذا المأزق الذي وضع الحكم بلادنا في أتونه هو : إلى متى ستستمر هذه اللعبة الشيطانية؟ وكم ستدفع تونس من طاقات مشردة ينتفع الآخرون بخبرتها ويُحرم منها الوطن الذي أنجبها، فضلا عن المآسي الإجتماعية والإنسانية التي تتجرعها آلاف العائلات نتيجة الفصل القسري والتشريد؟ إنه سؤال من النوع الذي لا يملك أحد الإجابة عليه، بمن فيهم أركان الحكم الذين لا يعرفون متى ولا كيف يستطيعون السيطرة على المقصلة التي تدور بلا توقف. لكن تونس لا يمكن أن  تتحمل هذا الهدر المنهجي لقسم هام من طاقاتها إرضاء لقلة من الإستئصاليين الذين لم يدركوا بعدُ أن العالم تغير وأن بضاعتهم باتت غير قابلة للتداول في أي مكان من العالم. لقد آن الأوان لوقفة جسورة ومراجعة جوهرية لخيارات لم تحصد منها البلاد سوى المآسي ولم تقُدها إلا إلى المآزق والمطبات. رشيد خشانة (المصدر: « الموقف » (أسبوعية ناطقة بلسان حال الحزب الديمقراطي التقدمي – تونس)، العدد 510 بتاريخ 28 أوت 2009)


الاستحقاق الرئاسي والتشريعي هل تفرز الانتخابات القادمة مشهدا سياسيا جديدا؟

 


بقلم: صالح عطية تونس/الصباح  – هل يمكن للاستحقاق الانتخابي المقرر في الخامس والعشرين من شهر أكتوبر القادم ان يفرز مشهدا سياسيا بتحالفات جديدة؟ أم أن الخريطة الحزبية ستحافظ على «طاحونة الشيء المعتاد»، بحيث تبقي على موازين القوى ذاتها؟ بعبارة أخرى هل ان المشهد السياسي مقبل على تغيّر في علاقات اطرافه ومكوناته، أم ان الاستحقاق الانتخابي، سيعيد ترتيب العلاقات الموجودة، من دون ان يؤثر على المواقع «التراتبية» التي اكتسبتها بعض الأحزاب عبر مسارها النضالي في البلاد؟ لا بد من تسجيل ثلاثة مؤشرات لافتة، سبقت الاستحقاق الانتخابي لفترات زمنية متفاوتة. * فشل ما عرف بـ«اللقاء الديمقراطي» الذي نشأ بصورة فجئية، ثم سرعان ما تلاشى بشكل غير متوقع ايضا، لا من حيث الأسباب ولا من حيث التوقيت.. وما يزال الغموض يلفّ الأسباب التي عجلت بفشل هذا التحالف، في ضوء تصريحات مكوناته التي لا تكاد تجمع على سبب واحد.. ما يعني ان عملية ولادة هذا التحالف لم يتوفر فيها النضج الذي تحتاجه… وضم «اللقاء الديمقراطي» الاتحاد الديمقراطي الوحدوي وحزب الوحدة الشعبية والحزب الاجتماعي التحرري وحزب الخضر للتقدم.. ولا شك ان فشل هذا التحالف قد يجعل من الصعب التقاء هذه الأحزاب او بعضها على الأقل في اطار مختلف، مهما كانت تسميته او أفقه.. * التصريح الذي صدر مؤخرا عن  السيد عبد العزيز بن ضياء المستشار الخاص لرئيس الجمهورية والناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية والذي استبعد فيه امكانية تحالف الحزب الحاكم مع أي من الاحزاب السياسية، بما شكل اجابة واضحة على بعض التطلعات التي عبّرت عنها بعض رموز احزاب المعارضة، سواء من خلال مقترح «الأغلبية الرئاسية» او عبر سيناريو تحالف يجمع الحزب الحاكم (التجمع الدستوري الديمقراطي) بعدد من الأحزاب التي توصف بـ(الموالاة) او بـ(الاحزاب الوفاقية).. * عدم وجود تنسيق نشيط بين ما يعرف بـ«الاحزاب الديمقراطية» ونعني هنا الحزب الديمقراطي التقدمي وحركة التجديد والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات.. فاذا استثنينا «البيان الثلاثي» حول الانتخابات الذي صدر قبل اسابيع قليلة، فان المرء لا يكاد يلحظ نشاطا مكثفا او تنسيقا في مستوى المواقف والأنشطة بين الأحزاب الثلاثة.. بل ان المعلومات المتوفرة لدينا تشير الى وجود تباينات بين هذه الاحزاب سواء فيما يتعلق بـ«الأجندا» التي يفترض اعتمادها في الانتخابات المقبلة، او بالكيفية التي ينبغي ان يكون عليها التنسيق بين هذا «المثلث الحزبي» فيما يخص «الرئاسية» والأسلوب الذي يتوجب اتباعه في «التشريعية» باعتبار خصوصية كل منهما.. واذا أضفنا الى ذلك وجود «عقدة تاريخية» لدى أحزاب المعارضة بخصوص اقامة تحالفات، بعد أن فشلت في الثمانينات محاولات (الترويكا) ثم (الرباعية) في التسعينات، يدرك المرء ان المؤشرات الراهنة تنبئ ببروز تحالفات حزبية بوسعها أن تغيّر البعض من ملامح المشهد السياسي القائم في البلاد.. لكن هل ان المخاض الجديد الذي تمر به الاحزاب سواء في علاقة بالاستحقاق الرئاسي، او بـ«التشريعية»، يمكن أن «ينحت» صورة عن تشكل مغاير للمرحلة المقبلة؟ بين «المعسكر الوفاقي».. تبدو العلاقات بين الأحزاب متنافرة الى حد بعيد فيما يخص الانتخابات الرئاسية.. ففيما يتعلق بـ«المعسكر» الوفاقي»، يمكن التوقف عند معطيين اثنين: ** الأول وجود ثلاثة احزاب على خط المساندة لمرشح التجمع الدستوري الديمقراطي، الرئيس زين العابدين بن علي، ونعني هنا حركة الديمقراطيين الاشتراكيين والحزب الاجتماعي التحرري، وحزب الخضر للتقدم.. وهي مساندة لم ترتق الى الآن الى مستوى «التحالف» فيما بينها. ** الثاني وجود حزبين مرشحين للانتخابات الرئاسية، وهما حزب الوحدة الشعبية والاتحاد الديمقراطي الوحدوي، في مستوى أمينيهما العامين السيدين محمد بوشيحة وأحمد الاينوبلي.. وبالطبع ستكون لكل حزب أجندته الخاصة في الاستحقاق الرئاسي، سيما وان لكل منهما اهدافه وخلفيته وأرضيته الفكرية والسياسية المختلفة عن الثاني. أما في «المعسكر الديمقراطي»، كما يطلق على نفسه فما تزال الصورة مشوشة الى حد الآن بين مكوناته الثلاثة، وهي الحزب الديمقراطي التقدمي وحركة التجديد والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات.. محاولات «الديمقراطيين» فقد طرحت الأحزاب الثلاثة في وقت سابق من العام الجاري، فكرة «المرشح المشترك» للمعسكر الديمقراطي، غير ان التوافق حول هذه  المبادرة، فشل بسبب نزوع كل طرف لكي يكون هذا «المرشح المشترك». وحصلت في هذا السياق تجاذبات خفية بين هذه الاحزاب قبل ان يتجه كل طرف نحو خيار مختلف، وهو الترشح الفردي، فيما اختارت حركة التجديد الدخول الى الاستحقاق الرئاسي ضمن تحالف يساري سمي (المبادرة الوطنية ـ التجديد).. ومع اعلان مرشح الحزب الديمقراطي عن انسحابه من الانتخابات الرئاسية، تلاشى المعسكر الديمقراطي لينتهي به المطاف الى مرشح معلن باسم (المبادرة ـ التجديد)، والى «مرشح مفترض»، الى حد الآن، هو السيد مصطفى بن جعفر، رغم وجود جدل قانوني واسع حول شرعية هذا الترشح.. وبالنتيجة فان الفشل رافق التحالفات سواء في الشق «الوفاقي» أو الطرف «الديمقراطي» بما يزيد اضعاف المرشحين للرئاسية من بين احزاب المعارضة.. لكن هل ان الفشل في التحالف في الاستحقاق الرئاسي سينعكس ـ بالضرورة ـ على هواجس التحالف في الانتخابات التشريعية؟ بعبارة اخرى، هل تكون «التشريعية»، حافزا للمعارضة لكي تعيد صياغة تحالفاتها على نحو يجعلها أكثر فاعلية؟ اتجاهات المشهد الحزبي… لا يبدو  المشهد الحزبي متجها نحو تحالفات مرتقبة.. فقد اختارت احزاب الوحدة الشعبية والاتحاد الديمقراطي الوحدوي وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين والحزب الاجتماعي التحرري وحزب الخضر للتقدم، دخول الانتخابات التشريعية بشكل منفرد بعد ان فشلت امكانيات التحالف فيما بين بعضها البعض، وسط رهان اساسي للمشاركة في الانتخابات بقائمات في جميع الدوائر، بقطع النظر عن برامج وسياقات التنافس  الانتخابي.. في ذات السياق لا توجد مؤشرات عملية على امكانيات التحالف في اوساط ما يسمّى «الاحزاب الديمقراطية»، بعد ان اختار التكتل الديمقراطي التعويل على كوادر الحزب في جهات عديدة يمتلك فيها جامعات، وعلى المستقلين في الدوائر التي تعوزه فيها الامكانيات البشرية، كما اتجه اهتمام حركة التجديد للتعويل على تحالفه مع مكونات ما يعرف بـ«المبادرة الوطنية»، فيما قرر الحزب الديمقراطي التقدمي المشاركة في التشريعية بصورة منفردة.. ما يعني من الناحية العملية دخول جميع الاحزاب السباق الانتخابي التشريعي من دون أية تحالفات مهما كان شكلها وأفقها.. ولا شك ان هذا «الجمود» في مستوى التحالفات الحزبية، يسمح بالقول بان المشهد الحزبي مرشح للمحافظة على نفس موازين القوى الراهنة (اذا ما حاز الحديث عن موازين قوى صلب المعارضة).. وتكون الأحزاب السياسية من خارج الحكم قد خسرت امكانية جديدة لاكتساب مواقع في المشهد السياسي، اذا ما سلمنا بكون السياسة هي «فن اكتساح المواقع»، سيما وان الانتخابات تمثل الاطار الأهم الذي يوفر امكانية الاكتساح هذه والا فان العمل الحزبي والسياسي يكون منتجا لنفس الوضع، وان تغيرت التواريخ والأحداث.. (المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 3 سبتمبر 2009)


الإنتخابات الرئاسية تكاثرت العراقيل وتضاءلت الرهانات


محمد الحمروني فتح يوم 26 أوت الجاري الباب لتقديم الترشّحات للانتخابات الرئاسية. وستعيد هذه المناسبة الجدل الدائر حول شروط الترشح وهو جدل مازال محتدما منذ الإعلان عن التنقيح الدستوري الذي وضع شروطا اعتبرت مفصلة على مقاس الأستاذ احمد نجيب الشابي لإقصائه ولكي تفرض السلطة على بقية الأحزاب مرشحيها لمنافسة مرشح التجمع في الانتخابات القادمة. وبناء على التنقيح الدستوري الأخير فإنّ المرشحين الذين تتوفر فيهم الشروط « القانونية » ممن أعلنوا عزمهم خوض غمار الانتخابات القادمة هم على التوالي السادة زين العابدين بن علي الرئيس المنتهية ولايته ومرشح الحزب الحاكم لهذه الانتخابات، ومحمد بوشيحة الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية، واحمد الاينوبلي الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الوحدوي واحمد إبراهيم السكرتير الأول لحركة التجديد. وبعد أن استبعد القانون نهائيا أي إمكانية لترشح الأستاذ الشابي للرئاسية القادمة ترك الباب مواربا أمام إمكانية ترشح الدكتور مصطفى بن جعفر، الأمين العام للتكتل من اجل العمل والحريات، وهو الأمر الذي سيبت فيه المجلس الدستوري، ذلك أن التنقيح الأخير اشترط في المترشح للانتخابات الرئاسية أن يكون أمينا عاما منتخبا منذ سنتين على الأقل عند إجراء الانتخابات. ولم يوضح التعديل الطريقة التي بها يتم اختيار المترشح للانتخابات في قيادة حزبه، وهو ما جعل الدكتور بن جعفر يدلي بتصريحات متضاربة أحيانا حول ترشحه فمرة يؤكد أن القانون أقصاه ومرة يؤكد انه ينوي الترشح، وفي جميع الحالات فان عددا من المراقبين يرون أن ترشح الدكتور بن جعفر سيخضع لاعتبارات سياسية أكثر من أن يكون استجابة لشروط قانونية. و بناء على ما تقدم يمكن رسم خارطة الترشحات الرئاسية كالتالي: هناك من جهة مرشح السلطة والى جانبه نجد مرشحين من أحزاب الموالاة هما بوشيحة والاينوبلي وهما أعلنا أن ترشحهما ليس لمنافسة الرئيس الحالي!   وفي الجهة المقابلة هنا مرشح يجد المتابعون للشأن السياسي صعوبة في تصنيفه في المعارضة « الجادة » على اعتبار انه من الاحزاب البرلمانية، وهو أي الحزب يتمتع بالامتيازات التي تتمتع بها « الموالاة » ولكنه حزب يصر وفق ما أكده سكرتيره الأول على أن تمثل مشاركته في الانتخابات الرئاسية القادمة مشاركة جادة، وفي جانب ثالث هناك مترشح لم يحسم امره بعد ويبقى ترشحه رهن ما سيقرره المجلس الدستوري. وكان بالإمكان أن يكون المشهد مختلفا وأكثر ثراء وتنوعا، وفق عدد من المتابعين للشأن السياسي في البلاد، لو كان الحزب الديمقراطي التقدمي حاضرا عبر مرشحه الأستاذ الشابي، ذلك أن التقدمي يعتبر من ابرز الأحزاب المعارضة وكان خلال السنوات الأخيرة ابرز الفاعلين السياسيين في البلاد فخلق المبادرة وقاد المعارضة « الجادة » في أكثر من مناسبة لعل أبرزها إضراب الجوع الذي بات يعرف بحركة 18 أكتوبر 2005، إلى جانب خوضه عدة نضالات وإضرابات جوع، إضافة إلى انفتاحه على تيارات سياسية واجتماعية مختلفة وذات امتدادات شعبية هامة. وعلاوة على ذلك فان شخصية الأستاذ الشابي بما تتمتع به من رصيد نضالي وتجربة سياسية تمتد على ما يقرب من الأربعين سنة وما يتمتع به من تعاطف داخليا واحترام خارجيا، كانت ستجعله الأقدر على المنافسة الجادة لمرشح الحكم ولهذا السبب بالذات تم تفصيل التعديل الدستوري على القياس. يبقى أن إعلان ترشيح الأستاذ الشابي، وبغض النظر عن الجدل الذي أحدثه داخل حزبه وفي الساحة السياسية، كان السبب في توسيع دائرة الترشحات، وهو الهدف الرئيسي للمبادرة التي أعلن منذ ترشيحه أنه يريد عبرها النضال من اجل ضمان حق الجميع للترشح للانتخابات الرئاسية بعيدا عن التنقيحات الاستثنائية التي باتت قاعدة تلجأ إليها السلطة كلما حان موعد الانتخابات لإقصاء المنافسين الجادين لمرشحها. غير أن الإقصاء من الترشح لن يكون العقبة الوحيدة امام المرشحين للرئاسة .. بل ان المحاصرة والمنع من استعمال الفضاءات العمومية وحرمان المرشحين من القيام بحملتهم الانتخابية بنفس الطريقة التي سيسمح بها لمشرح السلطة سيكون السمة الأبرز لهذه الانتخابات وفق ما تدل عليه اغلب المؤشرات إلى حد الآن. وفي هذا السياق أكد الأستاذ إبراهيم في أكثر من مناسبة تعرضه للمضايقة والمنع من استعمال الفضاءات العامة وحجز صحيفة حزبه الطريق الجديد. وفي آخر ندوة صحفية له أعاد إبراهيم اتهام الحكم بـالـ »تضييق » على أنشطة حزبه وعلى الصحيفة الناطقة باسمه، وطالبه بتوفير « حد أدنى » من شروط التنافس النزيه. وأضاف السكرتير الأول أن السلطة « تضغط » على « كل » النزل داخل تونس العاصمة وبعض المدن الداخلية لمنعها من تأجير مساحات لعقد اجتماعات الحزب، مؤكداً أن ذلك دفع حزبه لإلغاء ثلاثة أنشطة سياسية « مهمة » خلال أسبوع واحد. بل انها منعته حتى من تعليق لافتة دعائية لمرشحه للرئاسية القادمة كانت موضوعة على إحدى شرفات المقر المركزي للحركة. وتعرض الديمقراطي التقدمي من جانبه منذ الإعلان عن ترشيح الأستاذ الشابي لحملة واسعة من التضييقات على أنشطته ومقاره بما فيها المقر المركزي. وبلغ الأمر حدّ تهديد الحزب بعقد لجنته المركزية في الشارع بعدما أغلقت أمامه كل الفضاءات العمومية. كما حوصرت جريدة « الموقف » الناطقة باسمه ومنعت من التوزيع وسحبت أعداد منها من الأكشاك وترافق ذلك مع رفع نحو 12 قضية بالحزب والصحيفة. في مقابل ذلك، وفي حملة انتخابية قبل الأوان، غطت صور مرشح التجمع الشوارع وملأت اللافتات المساندة له كل الفضاءات بما في ذلك الشركات والدواوين والمؤسسات الاقتصادية العامة والخاصة. بالإضافة إلى ذلك يتمتع مرشح التجمع بتغطية إعلامية واسعة في القنوات الإذاعية والتلفزية على رأسها قناة تونس 7 الفضائية، في وقت لم يحظ رؤساء الأحزاب المعارضة بدقيقة واحدة من التغطية التلفزية على القناة التي يمولها المواطن عبر فواتير الكهرباء والغاز.  فأي نصيب سيحظى به المنافسون لمرشح السلطة وسط انخرام موازين القوى الكلي لفائدة الحكم؟ (المصدر: « الموقف » (أسبوعية ناطقة بلسان حال الحزب الديمقراطي التقدمي – تونس)، العدد 510 بتاريخ 28 أوت 2009)  


نائب الشعب يدافع عن مصالح ناخبيه

 


قرب موعد انتخابات مجلس نواب الشعب تونس فكثر حديث الناس حول هذا الموضوع وحول من سيمثلهم في المدة النيابية الممتدة من سنة 2009 إلى سنة 2014. لقد امتزج هذا الحديث بمرارة ،فالتجارب الماضية بينت للناس أن النائبين عن ولاية..جندوبة مثلا وهي المعنية بهذا الحديث لا يعرفونهم الناس إنهم نكرة اغلبهم مسقطين عليهم ،ليس مشهود لهم بالتصاقهم بمشاكل الناس .إنٌ الاتصال الوحيد واليتيم يدوم خمسة عشر يوم مدة الحملة  الانتخابية. إن دور النائب في دائرته :دائرة جندوبة مثالا على كل شخص يقدُم نفسه مرشحا لنيابة الشعب في دائرة جندوبة الانتخابية أن يكون مقيم في الدائرة ويستند إلى رصيد سياسي واجتماعي ومهني وحقوقي واخلاقي يخوله ان يسمع أصوات ناخبيه دون طمع وخوف وان يعرفه الناس بحسن أخلاقه وصدقه ونزاهته وتواضعه ومحافظا عن الأمانة ،محاربا للفساد ،يعيش مع الناس مشاكلهم ويعمل على حلها معهم. يثبت هذا الأمر عبر كتابة المقالات والزيارات الميدانية والعمل في الجمعيات. رابح الخرايفي


وزير الاتصال يلتقى المجموعة المنبثقة عن مؤتمر 15 أوت الانقلابي

تونس 2 سبتمبر 2009 (وات) استقبل السيد رافع دخيل وزير الاتصال والعلاقات مع مجلس النواب ومجلس المستشارين ظهر الاربعاء بمقر الوزارة اعضاء المكتب التنفيذى الجديد للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين يتقدمهم السيد جمال الدين الكرماوى رئيس النقابة. وأبرز السيد رافع دخيل خلال هذا اللقاء ما يوليه الرئيس زين العابدين بن علي من فائق عناية لقطاع الاعلام وما يحيط به الاسرة الاعلامية من موصول رعاية ودعم تجسيدا لحرص سيادته على تمكين الاعلام الوطني من مقومات الفعالية والاشعاع التي تتيح له مواكبة حركية التنمية والاصلاح في تونس اليوم. وتقدم بالمناسبة بتهانيه الى أعضاء المكتب التنفيذى الجديد للنقابة معربا عن الاستعداد للتواصل والتعامل معه وموءازرته في اطار علاقة شراكة تكفل تدارس الملفات ومشاريع الطلبات التي يطرحها. ودعا الى العمل على تمتين الصلات بالصحافيين وموءسساتهم والتقدم بتصورات عملية وواضحة تخدم القطاع والاسرة الاعلامية وتسهم في دعم صورة تونس واشعاعها. وأعرب عن التطلع الى ان تحقق النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين في تركيبة مكتبها التنفيذى الجديد النجاحات المأمولة. وقدم السيد رافع دخيل خلال اللقاء بسطة حول سياسة الوزارة في مجال تطوير المشهد الاعلامي والمتجهة اساسا نحو اعادة هيكلة موءسسات القطاع واحكام توزيع الادوار بين القطاعين العام والخاص فضلا عن تعميم الثقافة الرقمية وتطوير الاشهار والدراما ودعم صحافة الاختصاص وتعزيز مجال التكوين. ولاحظ ان تطوير المشهد الاعلامي مسوءولية تتقاسمها كافة الاطراف المتدخلة من موءسسات واعلاميين ووازرة الاشراف التي تحرص على دفع حركية المشهد الاعلامي وتطوير مضامينه وتوخي نهج جرىء في تناول المواضيع والملفات بأنواعها. ومن جهتهم اكد اعضاء المكتب عن الالتزام التام بالخيارات الوطنية وبتصحيح مسار عمل النقابة بما يستجيب لتطلعات الصحافيين التونسيين وطموحاتهم. واكدوا العزم على متابعة العمل لاعادة القيمة الاعتبارية للنقابة واسترجاع الثقة بين هذا الهيكل ومنخرطيه وضبط برامج عمل انية واخرى متوسطة المدى. واعربوا عن الارتياح لما شهده الموءتمر الاستثنائي من حضور هام للمشاركين في اشغاله مثلت دليلا قاطعا على التفاف أوسع الصحفيين حول هذا الهيكل وتمسكهم به. ونادوا في هذا الاطار بمزيد تيسير عمل الصحافيين بما يساعدهم على أداء واجبهم المهني على أفضل الوجوه الممكنة داعين الى تسوية الوضعيات الاجتماعية والمهنية العالقة وايلاء العناية الضرورية للصحافيين الشبان.كما أثاروا محاور تتصل بقطاع السكن واعادة تهيئة مقر النقابة ومراجعة قانونها الاساسي ودعم الرصيد المالي لصندوق التازر ولصندوق النقابة. واكد السيد رافع دخيل في خاتمة اللقاء ان الوزارة تحرص على تدارس ما طرح من مقترحات ومطالب بما يدعم دور الهيكل النقابي في الارتقاء باوضاع الصحافيين وتطوير اوضاع المهنة.

 
(المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 3 أوت 2009)


الوالي والمرصد


يقول الشاعر منوّر  صمادح رحمه الله: شيئان في وطني خيبا أملي – الصدق في القول والإخلاص في العمل. لقد أصبحنا في تونس أبطال  العالم في المغالطة، نقول قولا ونفعل عكسه، فكل شيء يظهر من الخارج كامل الذات والصفات مثلما هو في البلدان المتقدّمة لكنه في الحقيقة مجرّد ديكور. فالتعذيب في تونس ممنوع لكن سبعة عشر عنصرا من مساجين الحوض المنجمي صرّحوا بأنهم عذّبوا ودوّن حاكم التحقيق ذلك ولكن النيابة العمومية لم تحرّك ساكنا، رغم أن القانون التونسي يمنع التعذيب. وبإفلات زبانية الحوض المنجمي من التتبعات وبالتالي من العقاب أصبحت تونس معروفة في العالم بأنها تعذّب الموقوفين بصورة آلية، ولم ينفع الديكور في هذا الميدان لتحسين صورتها. فالواقع المعيش في مجال الإيقاف التحفظي أقرب لما يقع في البلدان التي تحكمها دكتاتوريات وأبعد ما يكون عن البلدان التي تحترم حقوق الإنسان. وكما فشلنا في ميدان التعذيب فقد فشلنا في تحسين صورة تونس في ميدان الانتخابات الذي صرّح بشأنها وزراء داخلية سابقون بأنها غير نزيهة وأن وزارة الداخلية تتلاعب بالأصوات وتدلّس النتائج. في الظاهر انتخاباتنا تعدّدية مثلما يقع في كل البلدان الديمقراطية لكنها في بلادنا منظّمة من طرف وزارة الداخلية التي يشرف عليها رئيس لجنة التعبئة بالحزب الحاكم المكلّف بإنجاح قائمات التجمّع في التشريعية. ولا أتحدّث هنا عن الانتخابات الرئاسية لأنها محسومة منذ أن بدأت المناشدة في ديسمبر 2006. والولاة في تونس لا يتصرّفون مثل ولاة البلدان الديمقراطية فهم يقومون بالدعاية لمرشّح الحزب الحاكم على لافتات عملاقة ينشرونها على الجسور التي تعلو الطرق السيارة ويمضونها حتى يضمنون مصالحهم الخاصة. يتناسون أن شروط الانتخابات الديمقراطية الدنيا هي حياد الإدارة وبالأخص وزارة الداخلية، وهذا التجاوز الذي يقوم به الولاة تجاه المواطنين يدلّ على أن الانتخابات القادمة لن تكون نزيهة وديمقراطية كما قيل لنا في عدة خطابات، وهي دليل على أننا لسنا في بلاد  متقدّمة، لأن الشرط الأساسي لنكون دولة متقدّمة هو احترام القانون والقانون الانتخابي بالأخص الذي يقول « يحجّر على كل عون من أعوان السلطة العمومية أن يوزّع برامج المترشحين أو مناشيرهم »  فماذا يفعل والي بن عروس لمّا يمضي مخالفته للقانون بصفة علنية عندما بقيامه بالدعاية لمرشح بعينه؟ نحن ننشر هذه الصورة التي التقطناها على الطريق السيارة الجنوبية ليطّلع عليها أعضاء المرصد الذي عيّنه رئيس الجمهورية والذي لا يتعامل إلا مع  الجهة التي عينته، ليشاهد هذا التعدّي الصارخ على قانون الانتخابات. وماذا تراه سيفعل هذا المرصد المسكين، هل سيرفع تقريرا محايدا لرئيس الدولة يخبره بتحيّز الإدارة ويعلمنا بذلك، أم تراه سيسكت ويكون شاهد زور لأنه يخشى ردّة الفعل؟ ننتظر لنرى ماذا سيفعل ثم نحكم له أم عليه. د. أحمد بوعزّي

(المصدر: « الموقف » (أسبوعية ناطقة بلسان حال الحزب الديمقراطي التقدمي – تونس)، العدد 510 بتاريخ 28 أوت 2009)  


عيد ميلاد سعيد يا سيادة الرئيس

 


بمناسبة احتفال سيادة الرئيس زين العابدين بن علي بذكرى عيد ميلاده، يسر مجموعة «دار الصباح» وعلى رأسها السيد محمد صخر الماطري أن تتقدم إلى سيادته بأطيب التهاني وأجمل التمنيّات بموفور الصحّة ومزيد النجاح والتوفيق.
(المصدر: الصفحة الأولى بجريدة الصباح ليوم 3 سبتمبر 2009)


حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ نشرة الكترونيّة عدد 112 – 03 سبتمبر 2009

 


 02 سبتمبر 1969: وفاة هو تشي مينه مؤسس الدولة الفييتنامية الشمالية ورائد النهضة القومية في الهند الصينية. تونس، جامعة صيفية:تعقد المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدّم جامعة صيفيّة يومي السبت والأحد 05 و06 سبتمبر بالمركب الثقافي بالمنزه السادس. وستتناول جملة من المواضيع السياسية والاجتماعية والاقتصادية. و يأتي هذا النشاط ضمن الاعداد لاستحقاقات 25 أكتوبر. وسيترأس جلسات الجامعة كل من العميد عبد الستار بن موسى والرفيق محمد الكيلاني المسؤول الاوّل في الحزب الاشتراكي اليساري، والرفيق عبد الرزاق الهمامي رئيس الهيئة التأسيسية لحزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ. تونس، المهدية: يقدّم الاستاذ علي المحجوبي كتابه الذي صدر تحت عنوان « العالم العربي: تخلف فاستعمار فمقاومة » وذلك يوم السبت 05 سبتمبر بمقرّ حركة التجديد في مدينة المهديّة. تونس الحوض المنجمي:تعرّض الشاب مظفّر العبيدي إلى سوء المعاملة بسجن قبلي حسب ما ورد في بيان صادر عن اللجنة الوطنيّة لمساندة اهالي الحوض المنجمي. من جهة أخرى، أقرّت محكمة التعقيب الاحكام الصادرة عن محكمة الاستئناف في حقّ نشطاء الحوض المنجمي. حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ يدعو مجددا إلى الافراج عن هؤلاء السجناء وإلى الاعلان عن عفو لصالح كلّ من وقع تتبعه لعلاقة مع حركة الحوض المنجمي. تونس، مرصد الانتخبات:صدر بيان عن الاستاذ عبد الوهاب الباهي رئيس المرصد الوطني للانتخابات يعلم من خلاله العموم بأنّه بامكان المواطنين والمترشحين الاتصال بالمرصد كامل أيّام الاسبوع بمقرّه الكائن بـ103 شارع الحريّة تونس العاصمة أو عبر الهاتف (71281814) او الفاكس (71849577). فلسطين، شهداء: أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الاسبوع الفارط الذكرى السنوية الثامنة لاستشهاد القائد أبو علي مصطفى (27 اوت 2001) الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بلدة عرابة، مسقط رأس الشهيد، خلال مهرجان جماهيري حاشد. كما عقد المكتب الاعلامي للجبهة الشعبية ورشة عمل تحت عنوان  » ناجي العلي ..تنبؤات وأحداث » في قاعة الشهيد أبو على مصطفى بمكتب الشعبية بخان يونس وذلك بمناسبة الذكري الثانية والعشرين لاستشهاد فنان الكاريكاتير ناجي العلي (29 اوت 1987). قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ info@hezbelamal.org للاتصال بنا : aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى SUBSCRIBE  للإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها  aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى UNSUBSCRIBEلفسخ الإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها   http://www.hezbelamal.org/ موقع حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ  


الإعلام وسياسة تهميش الشباب

يلاحظ المتتبع لبرامج وسائل الإعلام المرئية في تونس (تونس7، قناة21، حنبعل، نسمة) تعمّد هذه القنوات تهميش الشباب التونسي وستطيح وعيه من خلال المادة الإعلامية التي تتوجه بها إلى الفئة العمرية بين 18 و 35 سنة. فغياب برامج حواريّة وتثقيفية خاصّة بالشباب والتركيز على الجانب الترفيهي من خلال البرامج الترفيهية والرياضية، هو السمة الأبرز في هذه القنوات، حتّى لتبدو برامجها نسخة مطابقة  للأصل من السياسة التي تنتهجها السلطة في التعامل مع الشباب حيث يغيب فيها كل طرح جدّي لمشاغل واهتماماتنا شبابنا الحقيقيّة، ويطغى التمييع والتسطيح. إن غياب برامج تلفزية تطرح القضايا الحقيقية للشباب من خلال منابر حوار مفتوحة تجمع بين الشاب والمسئول في حوار شفاف وصريح، لن يساعد السلطة على تحليل ودراسة ما يعانيه الشباب من مشاكل وتحديد سياسة راشدة لمجابهتها، إنما بالعكس سيساهم في اتساع الفجوة بين الشباب والحكومة و يجعل الأخيرة في مواجهة من ناحية تحدي أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل، وتنامي ظاهرة التطرّف الديني، والحرقة وغيرها من الأمراض الاجتماعية التي أخذت تصيب الجسم الشبابي للمجتمع بكثافة. كما نستطيع الإشارة إلى بعد آخر من أبعاد تهميش الشباب في تونس يترجم عكس ما دعا له الرئيس الحالي بعد أحداث « سليمان » سنة 2006 بضرورة أن تلعب الأحزاب السياسية دورا هاما في تأطير الشباب وحمايته من الانزلاق في خانة الإرهاب والتطرف. فللأسف كان ذلك النداء مثله مثل الشعارات الجوفاء التي يرفعها الفريق الحاكم دون تطبيقها. من ذلك تغييب الشباب المتسيس والمنتمي لأحزاب سياسية معارضة مستقلّة من الفضاءات الإعلامية الرسمية وشبه الرسمية يضاف إلى سلسلة المضايقات التي يتعرّض لها الشباب المعارض من ترهيب من أجل إجبارهم على الانسحاب من الحياة السياسية والدفع بهم إلى الانخراط في السلبية العامة التي تريد السلطة فرضها على جميع أفراد الشعب التونسي. ومن المفارقات أن الرئيس الحالي يفتخر في المحافل الدولية بإنجازات فريقه لفائدة الشباب. وهو على علم وأشرف مباشرة على اعتقال شباب الحوض المنجمي على خلفية مطالبتهم بحق الشغل للجميع  والزج بهم في السجن بعد تلفيق التهم، واحتكار حزبه لكل الفضاءات والمنابر الشبابية. الحكومة التونسية أصبحت اليوم في مواجهة حقيقية ومباشرة مع الشباب الذي أصبح خلال الأشهر الأخيرة يظهر تململا نسبيا و نوعا من الرفض ضد السياسة التي تتعامل بها السلطة معه. هذا الرفض، وإن لم يخرج إلى حد الآن من حيّز العالم الافتراضي (الانترنت) لكنه يتطور وقد يفرض نفسه ميدانيا. كأن الشباب التونسي في بحثه عن إعلام بديل يتّسع لصوته، خلق لنفسه فضاءه الإعلاميّ الذي يستوعب تطلّعاته، أو وجد في الشبكة العنكبوتية، رغم التضييقات عليها وشدّ الخناق، فسحة تستجيب لما يحلم به الشاب في كلّ زمان ومكان. معز الجماعي (المصدر: « الموقف » (أسبوعية ناطقة بلسان حال الحزب الديمقراطي التقدمي – تونس)، العدد 510 بتاريخ 28 أوت 2009)

تعدّد الزوجات : تكذيب الصحفي جمال العرفاوي لما كتبه أحد السلفيين الظلاميين بجريدة الموقف

دفاعا عن الحقيقة دفاعا عن زوجة الأمين العام


جمال العرفاوي عندما يتحول الأمر إلى ما يشبه المهزلة فان التوضيح أصبح ضروريا خاصة وان المخطئين ما زالوا يصرون على خطأهم ويبحثون عن أعذار واهية لا طائل من ورائها وتنطلق على آثرها سلسلة من الكذب والبهتان , وهو ما يجعلني شخصيا اعتبر أن ما قالوه في السابق كذبا وما سيقولونه لا حقا كذبا. , حظرت قبل نحو أسبوعين ندوة عقدها الحزب الاجتماعي التحرري بمناسبة يوم الوطني للمرأة التونسية وتابعت أدق تفاصيل الندوة التي ترأستها الصديقة روضة السايبي زوجة الأمين العام للحزب الاجتماعي التحرري ويومها تدخلت سيدة ذكرت اسمها وطالبت كما نقلت في مقالي المنشور بموقع مغاربية بعودة تعدد الزوجات في تونس. فكان رد السيدة روضة السايبي وخلافا لما نقلته صحيفة الموقف في عددها الأخير صارما وقالت حرفا على حرف انه لا مجال في تونس اليوم للعودة إلى الوراء وتحدثت باطناب عن نضالات نساء تونس كما عبرت عن مخاوفها من تصاعد التيار الأصولي الرجعي , هكذا جرت الأحداث أمامي ونقلت البعض منها في مقالي و ولست ادري من أين جاء محرر الموقف بهذه المعلومة التي تختلف اختلافا كليا عما حدث في الندوة. , و انأ اكتب ما يشبه الشهادة لما حدث و إنما هدفي هو إنارة الرأي العام الذي تعرض إلى مغالطة متعمدة وخطيرة فالسيدة روضة السايبي معروفة آب عن جد بمواقفها التي لا تحتمل أي تأويل في المدافعة عن الحداثة وعن حرية المرأة ورفضها بالضرورة لجريمة تعدد الزوجات , رجاء أن يعدل أصحاب المواقف المتسرعة مواقفهم وهذا اقل ما يمكن فعله خاصة و أنني طالعت الكثير من التعاليق المتسرعة والمتشنجة أحيانا , إنها شجاعة لا توصف حين نعترف بأخطائنا. ’ جمال العرفاوي المصدر : صفحة الصحافي جمال العرفاوي على الفايسبوك http://www.facebook.com/home.php?#/note.php?note_id=153472962677&id=1493765249&ref=mf المصدر  :  إعادة نشر منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية «  الرابط  : http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p  


تعدد الزوجات : الحزب الاجتماعي التحرري يكذب ما نشره أحد السلفيين الظلاميين على صفحات جريدة الموقف المنشور في جريدة الزور الموقف بتاريخ 28 أكتوبر 2009 والذي يتحدث عن دعوة زوجة الأمين العام لتحرري لتعدّد الزوجات خبر كاذب

 


أعلى مراحل الختل السياسي الكذب   فإضافة إلى كونه ينافي المبادئ السياسية فإنه يفقد صاحبه أي قيمه أو مصداقية. و قلب الحقائق صفة المفلسين الذين ضاقت عليهم الديمقراطية بما رحبت فراحوا يضربون في الزوايا المظلمة المعتمة على غير هدى. لقد عهدنا منهم كيل الشتائم حتى صار سمتهم الاحياء الخطابي. و تعودنا على أراجيفهم التي تصور المنجذ نقائص و العمران خرابا. لكن أن يصل تخبطهم إلى درجة قلب الحقائق رأساً على عقب و طمس المعلومة بل تغييرها فهذا التزييف المخل بالأدب. إذا كان الناجح عرضة للذم من النواقص، فالأكيد أن نجاحات الحزب الاجتماعي التحرري و في زمنٍ وجيز قد أخرج حقد أولئك من قمقمه لأن إشعاع التحرري يطال زوايا ظلامتهم التي تعنكبت لطول ما نسجوا فيها من خزعبلات و دسائس و إن قيم الحداثة و التنوير تقض مضاجعهم و هم الذين يعتنقون بلا وجل أطياف الظلام و الظلامية و ينفثون معهم عقد الفتنة و دسائس الفرقة. إن الحزب الاجتماعي التحرري المشيح بوجهه عن أولئك ماض في أداء رسالته السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و لن يغيره كذبهم الملتبس بآهات البكاء على ديمقراطيتهم الموهومة المزعومة فماذا ننتظر منهم؟ وهم الذين انتقلوا إلى درجة أعداء النجاح كحال كذبهم المنشور في جريدة الزور الموقف بتاريخ 28 أكتوبر واللذي يتحدث عن دعوة زوجة الامين العام لتحرري في كلمة خلال إجتماع بمناسبة عيد المراة بمراجعة منع تعدد الزوجات ؟ و هذا الكلام المردود على أصحابه المتلذذين صداه نتاج علاقتهم الاثمة مع  المتطرفين دعاة تعدد الزوجات ينبع من أعماقهم،أما مواقف كل أطياف العائلة التحررية فنبراسها التقدم و التنوير لا المخاتلة و محاولة الالتفاف على المواقف و إن المرأة عندنا هي عنوان الحداثة و اصرارنا مبدئي في الدفاع عن مكاسبها. و السيدة روضة السايبي رئيسة منظمة المرأة التحررية و خلال الاجتماع بمناسبة عيد المرأة كانت قد أكدت على وجوب تدعيم ما تحقق للمرأة و الخروج به عن دائرة المزايدة بالشعار لا سيما و أن قوى الشد إلى الوراء في ترصد دائم و الأكيد فإن أولئك الذين خالفوا ليعرفوا قد التبست عليهم السبل و انقلبوا بفعل تكلسهم و عطالتهم من دهاقنة نضال إلى دجالي زور و ضلال.   المصدر : صفحة السيد وائل الردادي، من شباب التحرري، على الفايس  بوك http://www.facebook.com/notes.php?id=1128604572#/note.php?note_id=140543282496&id=715044492&ref=mf المصدر  :  إعادة نشر منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية «  الرابط  : http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p  


رحمك الله يا أيلي


 فقد الإتحاد الدولي للصحافيين والأسرة الإعلامية العالمية واحدا من أنبل الصحافيين وأصدق الصحافيين وأطيب الصحافيين الزميل العزيز « أيلي » العضو القيادي بالإتحاد الدولي وأحد أبرز من بذل العرق النبيل على مر سنوات طويلة مساندا نضالات الصحافيين التونسيين من أجل حرية حقيقية للإعلام والإعلاميين في بلادنا .  مُصابنا جلل في فقدان العزيز »أيلي » الذي وافاه الأجل المحتوم مساء الأربعاء 2 سبتمبر 2009 وهو في عز العطاء ، فألف رحمة على روحه الطاهرة وإنا لله وإنا إليه راجعون . * مراسلة خاصة من السيد سليم بوخذير


لا تستبعد الاستثناءات: وزارة الصحة تنفي إمكانية غلق المؤسسات التعليمية بسبب الانفلونزا قاعات عزل للتلاميذ المصابين في المدارس والمعاهد


تونس ـ الصباح استبعدت إدارة الطب المدرسي والجامعي إمكانية غلق الكتاتيب والمحاضن والمدارس والمعاهد والكليات ومبيتات الطلبة والاحياء الجامعية « إلا عند الاقتضاء » مستندة في ذلك على ما أدلت به منظمة الصحة العالمية.  وأشارت المنظمة إلى أن إغلاق أبواب الدراسة لئن سيقلص مستقبلا من إنتشار فيروس A/H1N1  فإنه لن يمنع من تزايد امكانية انتشاره في أوساط أخرى خاصة منها الاوساط الاسرية وعلاقات الاتراب.  وصرحت وزارة الصحة العمومية أنها بصدد وضع اللمسات الاخيرة على مشروع الخطة القطاعية التي درست من خلالها سبل التوقي من كافة مخاطر فيروس انفلونزا الخنازير وتطوراته على المستوى الوطني والجهوي على حد السواء. خطط قيد الدرس كما أكدت أن الخطة الوطنية لمجابهة الفيروس التي أفرزتها 6 اجتماعات متتالية جمعت مختلف الاطراف ذات الصلة لن تشمل القطاع الصحي فقط بل ستشمل كافة القطاعات الاخرى أيضا لا سيما منها التربية والتكوين والتعليم العالي والتدريب العسكري وغيرها لتصبح بذلك خططا قطاعية يتوزع مضمونها على ثلاث محاور رئيسية.  وتشترك هذه الخطط القطاعية التي باشرت كل وزارة على حدة إعدادها وكذلك بالتنسيق مع بقية الاطراف والهياكل الاخرى في الاعتماد على جدوى الارشاد والتوعية وفاعليتهما وذلك بالاستئناس في مرحلة أولى بمعلقات ومطويات وومضات تحسيسية غايتها التعريف بالمرض وبطرق الوقاية منه وكيفية العدوى.  على أن تركز هذه الخطط في محورها الثاني على التنسيق بين كافة الاطراف المتدخلة والجهات الرسيمية ذات الصلة وفي مرحلة متقدمة سيتم التكفل بالحالات المسجلة.  ومن جهتها أشارت إدارة الطب المدرسي والجامعي إلى أنها قد دأبت على إعداد معلقات ومطويات قصد تحسيس التلاميذ والطلبة أينما وجدوا في الوسط المدرسي والجامعي وفي المبيتات وغيرها. ولمزيد رصد هذا المرض وتبين تطوراته على امتداد السنة المدرسية والجامعية 2009 / 2010 تم إقرار برامج إحاطة وتوجيه وإرشاد قبل العودة المدرسية وأثناءها لتتواصل بعدها في مراحل لاحقة أيضا.  فانطلقت الادارة في حملات التأطير والتوجيه منذ بداية الصائفة موعد بداية انتشار المرض لتتواصل قصد مزيد الارشاد والحماية منه.  كما حرصت وزارة الصحة العمومية بالتنسيق مع وزراة التربية والتكوين وبقية الاطراف الاخرى على إعداد اجتماع بين المربين ومديري المؤسسات التربوية والتعليمية ومختصين سيعقد في منتصف هذا الشهر لتسليط الضوء على كيفية التعامل مع هذا الفيروس خاصة في الفضاءات التي يكثر فيها الاختلاط على غرار الوسط المدرسي والجامعي وغيرهما تزامنا مع العودة إلى مقاعد الدراسة.  ولاحكام التنسيق بين هذه الهياكل والاحاطة أكثر بتطورات هذا المرض تم التفكير في إرساء خلية رصد ومتابعة داخل كل مؤسسة تربوية تعززها في ذلك خلايا متابعة جهوية في كافة ولايات الجمهورية تعمل بالتنسيق في ما بينها لتوفير معطيات فورية ومحينة بخصوص الفيروس قصد متابعته بصفة أشمل.  كما تم اقتراح التركيز أكثر على مزيد تبسيط المعلومات والاجابة عن الاستفسارات التي يطرحها التعايش في محيط ينتشر فيه هذا الفيروس وذلك من خلال التعويل على جهد المربين في توعية تلاميذ المدارس الابتدائية بتخصيص 15 دقيقة من كل حصة دراسية لتقديم بسطة حول مرض انفلونزا الخنازير وعلاماته وكيفية الوقاية منه وكيفية التعامل معه ومع المصابين به ومن ثم التكفل بالحالات المسجلة وكيفية التصرف معها. عزل حتى الشفاء  وعن كيفية التعامل مع الحالات التي يتوقع تسجيلها في الوسط المدرسي والجامعي على حد السواء أعلنت إدارة الطب المدرسي والجامعي تخصيص قاعة عزل في كل مؤسسة تربوية لتجنب مزيد انتشار المرض حال التفطن إليه يتم إيواء المصاب الذي تظهر عليه عوارض الفيروس الاولية في انتظار التثبت منها أكثر. في حين أشارت إلى صعوبة تخصيص فضاء عزل في الفضاءات الضيقة على غرار الكتاتيب.  وأوضحت أن هذا العزل يليه مباشرة إعلام الولي وإبلاغ السلط الصحية بظهور الاعراض المميزة لفيروس انفلونزا الخنازير والتي لا تختلف في ظاهرها عن أعراض نزلة البرد المعتادة أو ما يعرف باسم الانفلونزا الموسمية اللتان تتزامنان خلال أواخر السنة الحالية ومطلع السنة القادمة ومن بين تلك الاعراض المشتركة ارتفاع درجة الحرارة المفاجئ والسعال والشعور بألم في العضلات والاحساس بإجهاد شديد.  من جهة أخرى التزمت إدارة الطب المدرسي والجامعي في اتخاذها قرار عزل الحالات التي يتم التفطن إليها بما ينص عليه الامر ساري المفعول عدد 534 لسنة 1994 المؤرخ في 28 فيفري 1994 والصادربالرائد الرسمي للجمهورية التونسية في شهر مارس 1994 المتعلق بالتدابير الواجب اتخاذها داخل مؤسسات التعليم ودور الحضانة ورياض الاطفال والكتاتيب لغاية الوقاية من الامراض المعدية.  وينص الفصل الاول من هذا الامر المرجعي في مثل هذه الحالات على إمكانية اتخاذ تدابير الابعاد الوقتي من مؤسسات التعليم العمومي والخاص ومن دور الحضانة ورياض الاطفال والكتاتيب للتلاميذ والاعوان المصابين بأمراض معدية من ذلك الاصابة بفيروس انفلونزا الخنازير الذي يستوجب بالقياس على ما نص عليه جدول توضيحي مرافق لهذا الامر والمتعلق بالنزلة الوبائية إبعاد التلميذ أو العون المريض وقتيا حتى الشفاء السريري.  وشددت إدارة الطب المدرسي والجامعي على ضرورة إشعار المصالح الصحية المحلية والجهوية عند ظهور حالات متجمعة في حدود 3 حالات فما فوق قصد اتخاذ الاجراءات اللازمة. وهو المستوى الذي سيقع اعتماده لتمييز الاستثناء عن المعتاد ولتحديد درجة خطورة انتشار الفيروس من عدمها في الاوساط المدرسية والجامعية وهو المؤشر الذي سيعتمد لتحديد إن كان ذلك سيحيل إلى غلق الكتاتيب والمحاضن والمدارس والمعاهد والكليات ومبيتات الطلبة والاحياء الجامعية عند الاقتضاء أم لا. على ان لا تتجاوز المدة سبعة ايام وهي الفترة الفعلية للمرضى.  وبالاضافة إلى استثناءات غلق أبواب الدراسة وإبعاد المصاب من جهة قصد ضمان سير السنة الدراسية والجامعية على أكمل وجه وفي ظروف طيبة تدرس الجهات المعنية من جهة أخرى إمكانية إعادة النظر في تقييم غيابات المريض بالفيروس قصد تجنيبه الحرمان من اجتياز الامتحانات جراء الغياب.  كما ينتظر التعويل على قائمة تعويضية في صورة إصابة الاطارالتربوي والمدرسي والاعوان بالمرض على أن يتم التعويل أكثر على تفهم بقية الاطراف الاخرى لا سيما منها الاسرة ومعاضدة الجهد الجماعي للتقليص من إمكانية انتشار الفيروس على نطاق أوسع مما هو عليه في الوقت الحالي. وليد بوزيان  (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 03 أوت 2009)

« المواطن وبلدية دار شعبان الفهري »
 الحلقة الأولى…

لئن نوشك على الاقتراب من الحلقة الأخيرة من المسلسل الدرامي »المواطن وبلدية دار شعبان الفهري »حتى نتفاجأ بانبعاث حلقات جديدة مثيرة للاهتمام و المتابعة أكثر فأكثر من سابقاتها. و كالعادة لا تكمن الأهمية  في البطولة  المشتركة  للأبطال المعهودين »رئيس العصابة » عفوا رئيس البلدية’,أعضاء المجلس البلدي,موظفي البلدية و المواطن الذي لاحول له ولا قوة…بقدر ما تكمن أهميتها في محتوياتها التي كادت أن تكون قوانين مسننة تطبق من دون تردد. ومن هنا نطرح الإشكاليات القائمة اللامنتهية و الروتينية متى سينجلي عصر التسلط ’الاستبداد والقوة ونمارس فعليا الديمقراطية؟ اللتى لا طلما سمعنا عنها ولم ندركها إذا كان مسؤولي البلدية يطبقون قوانينهم الخاص فمن المسؤول عن تطبيق القوانين المشرعة بالمواثيق الرسمية؟ ظواهر إدارية اجتماعية خطيرة أصابت مجتمعنا المدني بعلل كبيرة على أصعدة متعددة ولاسيما منها ترد الأجواء المعاملتية في ما بين الإدارة و المواطن و على سبيل الذكر لا الحصر نأخذ بلدية دارشعبان الفهري كمثال مناسب لمثل هذه الأوضاع المأسوية,إذ أن هذه الأخيرة كتلة من المشاكل اللامحدودة و لا يمكن أن تكون إلا أسوء قدوة,فهكذا يريدونها مسؤوليتها أو بالأحرى جروها إلى ذلك.إذ أن مقابلة رئيس البلدية تحتكر فقط لا غير على الأثرياء وأصحاب الطبقة الميسورة الحال نسبيا إضافة إلى المقربين إليه,وويل للمواطن العادي الضعيف الفقير و المسكين إذا أراد مقابلة الرئيس لضرورة تستوجب ذلك,إلا أنه يبقى على هذا الأمل الزائف مدة تتراوح بين الشهرين أو الثلاثة أشهر « يموت خلالها من يموت و يولد خلالها من يولد »من تاريخ المطلب الذي يقدمه بصفة قانونية.من أين له أن يحظى برؤيته ولا يملك لا مالا ولا جاها ولا حسبا ولا نسبا وكيف له أن يكون من المقربين المبجلين أصحاب الحقوق و الكرامات و الحريات وما هذا إلا ومضة من مشهد طال (عمت فيه التراجيدية الهزلية),خطير نظرا لانتشاره السريع و اللاوعي بنتيجته الأخطر إذا ما صار تعميما مطلقا في ما بين المواطنين. ولننحدر قليلا في السياق عينه ولنسلط الضوء على ما هو أكثر خطورة, آفة أصابت الأخضر و اليابس.و نعنى بذلك نفوذ الموظف البسيط الذي أصبح يتمتع به و ماانفك حتى استنبط عبره قانونا إن لم يكن قوانين خاصة به غريبة يطبقها متى يشاء و كيف ما يشاء و على من يشاء… و حتى عند أبسط الخدمات كاستخراج وثيقة مضمون مثلا نجد عطلا’ في الحقيقة لا يستحق استخراجه أكثر من ثلاث دقائق بينما نبقى في الإنتضار أكثر من ثلاثين دقيقة’في صف يكاد ذيله يعانق الباب الرئيسي للدخول.و ما ذلك إلا نتيجة الإهمال المفرط و اللامبالاة الواضحة للواجبات الوظيفية الإدارية’وعندما نتكلم نحن كمواطنين يملكون حقوقا تخولهم أن يغيروا السيئ بالأحسن’نسمع « رب عذر أقبح من ذنب »فالوقاحة صارت علانية يقودها الاستهتار.هذا من جهة ومن جهة ثانية فقد حفظنا المحفوظات عن ظهر قلب التي يرددها الموظفين بالإدارات ولاسيما منها البلديات و نخص بالذكر بلديتنا المذكورة. « ارجع الجمعة الجاية »ومازالت الجمعة لم تأت بعد’ »ناقص ورقة كملها وإيجا »ولا ندري أساسا ماهية الورقة »اللي شصححلك ميش موجود تحب ترجع ولا تستني »ومن أصله لا وجود لرجل الغامض…وغيرها من المقاطع و التي جميعها تنصب في ذات الوادي ألا وهو « الرشوة »فإن كنت لبيبا من الإشارة تفهم و منحت ما قدر لك فتأكد من أنك ستعود فرحا مسرورا للبيت وخدمتك تكون في مستوى جيد.و أما إن كنت لست لبيبا فيالك من مسكين فأنت مواطنا عفيفا يتمتع بحس الإنسانية ومع هذا ستعود جارا أذيال الغيبة و الإحباط وخدمتك في أسوء حالها أساسا لا خدمة لك… و من هنا ندرك أن الواجب الأول الذي من المفروض أن يعي بالسهر على راحة المواطن و تيسير شؤونه في ظروف حسنة و منع أي مظهر من مظاهر التميز العنصري و الحد منه إنما هو في الواقع الواجب الأخير الذي ليس بعده آخر. و دائما السؤال يطرح نفسه بنفسه من المسؤول عن التدهور الملحوظ بإدارة البلدية؟؟؟ و يتولد سؤالا ثان هل الموظف المثالي اندثر وصار خيالا علميا؟؟؟ ولكن هيهات هيهات فمنذ القرن الثامن عشر وجميعنا يسعى وراء تحقيق العدالة’المساواة و الحرية في كنف الديمقراطية’حتى أن تونس اتخذتهم رموزا لشعارها لأنها رمت من خلالهم إلى أهداف سامية تعي بالإنسانية جمعاء فالمواطن إنما هو إنسان ما دام حيا يرزق فقلبه حي ينبض بالأمل لنيل غد أفضل. فالمشاكل البلدية العديدة و المتعددة التي لازالت مستمرة تستوجب وقفة حقيقية ’صادقة و نبيلة لاتخاذ قرار فوري ’قطعي وحازم اتجاه هذا المسلسل الكوميدي وللحد من تفشيه أكثر فأكثر. فالبلدية ملك عام مشترك محركها الأساسي المواطن وخدمته يجب أن تكون على رأس القائمة بدرجة أولى.و ما أجمل « لا » عندما تكون يكون سيدا أمام الكلمات فلا للتمييز و العنصرية ولا للتقصير و الاستهتار ولا للإهمال وهتك الحقوق ولا للموظف السيئ بالبلدية ولا للعضو الأسوأ بالبلدية ولا لرئيس الأكثر سوء’رئيس بلدية دار شعبان الفهري. http://www.facebook.com/testouri.wissem?ref=profile وسام التستوري  


حديث الجمعة دروس السيد برلسكوني


بسام بونني – صحفي تونسي مقيم بالدوحة على « نسمة تي في »، خرج علينا رئيس الحكومة الإيطالية، سيلفيو برلسكوني، بدروس راوحت بين الأخلاق والتاريخ والمجتمع والمال والسياسة. النفس اليميني المتطرف كان أيضا حاضرا فقد اغتنم رجل الأعمال متعدد المواهب فرصة مشاركته في برنامج « ناس نسمة » ليهاجم مهرّبي المهاجرين غير الشرعيين من الدول المغاربية نحو السواحل الجنوبية لأوروبا، وخاصة إيطاليا، واصفا منظمات تهريب الأشخاص ب « التنظيمات الإجرامية التي تتاجر بآمال البؤساء وتطلعاتهم إلى مستقبل أفضل »، داعيا إلى عدم إعطاء « الثقة » في المهربين ومراكبهم « غير الآمنة ». كلام معقول وصحيح إلى حدّ بعيد لولا أن السيد برلسكوني نسي الوجه الآخر من المشكلة والذي تلخصه المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في اعتداء الحكومة الإيطالية على أبسط حقوق المهاجرين غير الشرعيين. ويبدو أن السيد برلسكوني نسي أو تناسى أن صفة « غير شرعية » لا تحرم المئات من المهاجرين من معاملة لائقة. ولا داعي في التوغل أكثر في مسببات الهجرة غير الشرعية والتي تتحمل الجكومات الغربية ومن بينها حكومة السيد برلسكوني قسطا كبيرا من مسؤولية استفحالها. لم يتوقف السيد برلسكوني عند هذا الحد بل نصّب نفسه ملقِّنا وأعلن للجميع بأن « نسمة تي هي دفع قوي للرفاه والحريات والديمقراطية » في منطقة المغرب العربي. ولو ورد مثل هذا التصريح على لسان أحد المغضوبين عليهم من « ذوي الأجندات المشبوهة » لرأينا سيلا من المقالات فحواها أننا « لا نتلقى دروسا من أحد ». وأظن أنه لو قُدّر لنا فعلا ألاّ نتلقى دروسا من شخص ما بعينه فلن يكون سوى السيد سيلفيو برلسكوني ذاته. فهو آخر المؤهلين لذلك. لن أتطرق هنا إلى سجله القضائي الذي يُغلق كل مرة بقدرة قادر رغم حجم الاتهامات الموجهة ضده وأحيانا بالأدلة الدامغة كانتماءه إلى « بروباغندا دويي »، المحفل الماسوني الضالع في استراتيجية التوتر التي سادت إيطاليا طيلة سبعينات القرن الماضي وعلاقاته ب »كوزا نوسترا »، المافيا الصقلية … ولا إلى حياته الشخصية التي أضحت على لسان القاصي والداني … ولا حتى إلى الوضع الاقتصادي المزري الذي بلغته إيطاليا وتلخصه نسبة الفقر التي تجاوزت 13.2% من إجمالي السكان. سأقتصر على علاقة السيد برلسكوني بالإعلام، فالرجل نصّب نفسه ملقِّنا وهو يخاطب ملايين الجماهير عبر قناته – يمتلك أسهما في قناة « نسمة تي في » – في وقت تبثّ القناة برامجها دون أيّ سند قانوني. وهو اختصاص برلسكوني منذ أن بدأ « ملحمته » الإعلامية بداية ثمانينات القرن الماضي … بل وكان يبحث في كلّ مرّة عن دعم سياسي لإحكام سيطرته على الإعلام الإيطالي. فرئيس الحكومة الراحل، بيتينو كراكسي، تدخل شخصيا عام 1984 ليمنع حظر قنوات برلسكوني من البث في روما وتورينو وبيسكارا. أما الرئيس الفرنسي الراحل، فرانسوا ميتيران، فقبل سنة من الانتخابات البرلمانية لعام 1986، كان مهووسا بفكرة الهزيمة الساحقة التي تسحب منه مفاتيح الإعلام الذي كان حكوميا آنذاك باستثناء قناة « كنال+ ». فاستنجد بالسيد برلسكوني وسلمه صلاحيات تكوين ما سماه حينها « فضاء إضافيا للحريات ». وكانت قناة « لا سانك » أو « الخامسة ». كما لاحظتم طبعا استنجد يساريان – أي السيد كراكسي وميتيران – ببرلسكوني المتربع منذ سنوات على عرش اليمينية في إيطاليا. ولا يمكن الحديث عن علاقة السيد برلسكوني بالإعلام دون الإشارة إلى إلحاقه هيئة الإعلام السمعي والبصري المستقلة بوزارة الاتصال وهو ما جعل منه ملكا دون منازع للإعلام الإيطالي. فبتدخل وزارة الاتصال، يصبح برلسكوني، مالكُ امبراطورية « ميديا سات »، رقيبا في نفس الوقت على القنوات الحكومية وعلى رأسها شبكة « راي ». ولم يتوان رئيس أي. سي. ميلان في استخدام صلاحياته فأقصى من القنوات الإيطالية الصحفيين الشهيرين إنزو بياجي وميكيلي سانتورو. يطول الحديث على السيد برلسكوني بل ومن الممكن تأليف كتب وإخراج أفلام ومسرحيات على أحد أكثر الشخصيات الأوروبية إثارة للجدل. عموما أكد الرجل من خلال مشاركته في برنامج « ناس نسمة » مقولته الشهيرة بأن « الغرب أرقى من العالم الإسلامي » … في اللعب بالقوانين طبعا وتركيع القضاء وإسكات المعارضين والتهرب من دفع الضرائب ووووو … ذلك هو غرب السيد برلسكوني الذي نرفض أن نتلقى منه دروسا …  


كلينتون تجتمع بوزراء الخارجية المغاربيين

رشيد خشانة تجري حاليا اتصالات بين واشنطن والعواصم المغاربية لترتيب اجتماع بين وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووزراء خارجية المغرب والجزائر وتونس خلال الشهر المقبل في نيويورك على هامش المداولات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة. ولم يتسن معرفة جدول أعمال الإجتماع الذي سيكون الثاني بعد الإجتماع الذي عقدته كلينتون مع الوزراء الثلاثة على هامش اجتماع المانحين لدعم إعادة إعمار غزة في شرم الشيخ الشهر الماضي. وأفيد أن الوزراء الأربعة اتفقوا على تكثيف اللقاءات في المستقبل مما اعتبر بداية تكريس للرؤية التي دافع عنها خمسة عشر خبيرا ومسؤولا سابقا في الخارجية الأميركية حثوا إدارة الرئيس أوباما على إيلاء اهتمام أكبر لشمال أفريقيا في وثيقة أعدوها بطلب من البيت الأبيض. وكان وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي قال لوكالة الأنباء الجزائرية بعد لقاء شرم الشيخ الثلاثي مع كلينتون إن المحادثات تطرقت للعلاقات المغاربية الأميركية بلدا بلدا وتوقع أن يركز الإجتماع الثاني على بحث مسائل تتعلق بالتعاون الإقتصادي والأمني والتكوين. أما الوزيران الآخران فلزما الصمت. ويندرج هذا الإهتمام الأمريكي بمنطقتنا في نطاق بداية مراجعة لرؤية الولايات المتحدة للمغرب العربي الذي باتت تعتبره منطقة استراتيجية لمصالحها وليس ملحقا بالشرق الأوسط. وكان السفير الأميركي في تونس روبرت غوديك قال ردا على سؤال لـ »الموقف » قبل مغادرته تونس ن إدارة الرئيس أوباما تعتزم العمل بالتوصيات الواردة في تقرير خاص أعده مسؤولون سابقون في الحكومات الأمريكية المتعاقبة ويرمى لإعادة النظر في الموقع الهامشي الذي مُنح للمغرب العربي في السياسات الأميركية. وأوضح غوداك ردا على سؤال في آخر لقاء مع الصحفيين قبل نهاية مهامه في تونس أن تغيير السياسة يتطلب وقتا، لكنه أكد أن الإدارة الحالية ماضية في تقويم الرؤية السابقة وإيلاء اهتمام أكبر لشمال أفريقيا. وكانت إدارة أوباما كلفت في أفريل الماضي فريقا رفيع المستوى بدراسة آفاق تغيير التعاطي الأميركي مع المغرب العربي لجعله منطقة اهتمام استراتيجية، أسوة بالشرق الأوسط، وليس مجالا مُلحقا بالمشرق العربي. وأعد الفريق دراسة شاملة ومكثفة في 15 صفحة صدرت في أواخر مارس 2009، في نشرة مشتركة بين معهد بوتوماك للدراسات السياسية في جامعة أرليغتن وبرنامج إدارة النزاعات في جامعة جون هوبكينز بواشنطن تحت اسم « مشروع ورقة عن سياستـ »نا » في شمال أفريقيا » North Africa policy paper project.. لكن الغريب أن الوثيقة لم تشد اهتمام الإعلام ورجال السياسة في تونس رغم دلالاتها الكبيرة. أما العنوان الكبير الذي تصدر الدراسة بعد المقدمة فهو غني عن التعليق ومضمونه « لماذا تستحق المنطقة المغاربية الإهتمام: المعاهدات والفرص والخيارات من أجل التزام أمريكي حقيقي في شمال أفريقيا ». غير أن المبادرة لا تستمد أهميتها من موضوعها الجديد فحسب، وإنما أيضا من تشكيلة الفريق الذي سهر على إعداد الورقة، مما يُؤشر إلى أننا قد نكون بإزاء انعطاف في السياسة المغاربية للولايات المتحدة في عهد أوباما. المشرفان على الدراسة هما ستيوارت أيزنستات وزير الدولة للزراعة سابقا الذي عمل مستشارا للرئيس جيمي كارتر بين 1977 و1981 ووليم زارتمان رئيس المعهد الأميركي للدراسات المغاربية. أما المشرف الفخري (الذي شارك في اجتماعات الفريق) فهو الجنرال ويزلي كلارك قائد قوات الأطلسي سابقا (بين 1997 و2001 أي في عهد الديمقراطي كلينتون)، وتُعرفه المراجع الأميركية على أنه قائد عسكري ورجل سياسي. ديموقراطيون وجمهوريون وضم الفريق 13 عضوا بين أكاديميين وسفراء سابقين ومسؤولين سياسيين وعسكريين في الإدارات الديموقراطية السابقة. وهم يشتركون في معرفتهم الدقيقة بقضايا المنطقة منذ عقود واطلاعهم عن كثب على التحديات التي تواجهها وإدراكهم للعوائق التي تعطل إقامة علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة. ومن الأعضاء البارزين في فريق العمل نذكر وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت التي قادت الديبلوماسية الأميركية بين 1997 و2001 على عهد كلينتون ورئيس المركز الدولي لدراسات الإرهاب يوناه ألكسندر ومدير دراسات الشرق الأوسط في جامعة فوردهام جون أنتليس ونواب وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط السابقون تشستر كروكر وروبرت بلليترو وديفيد ويلتش وإدوارد ووكر والسفيرة روبن رفائيل ومساعد وزير الشؤون الخارجية الأسبق لحقوق الإنسان والديمقراطية لورن كرينر وهو الرئيس الحالي للمعهد الجمهوري الدولي. ويدل وجود جمهوريين في الفريق على أن الوثيقة لا تعكس موقف فريق الديموقراطيين في الإدارة الأميركية فقط وإنما تشكل رؤية وفاقية وتأليفية للحزبين، وهذا أحد تجليات منطق المؤسسات التي تخدم المصلحة القومية بغض الطرف عن التباعد التكتيكي في الرؤى بين الفريقين. وأول ما يلفت الإنتباه في الوثيقة هو التواصل بين المشاريع الأميركية تجاه شمال أفريقيا، على الأقل على صعيد الإدارات الديموقراطية، فنائب وزير الخارجية السابق للشؤون الإقتصادية ستيوارت أيزنستات (وزير الزراعة لاحقا) هو الذي صاغ المشروع الشهير الذي يحمل اسمه وطاف به على العواصم المغاربية في سنة 1998 داعيا إلى إقامة سوق مشتركة مغاربية واعدا باسم إدارة كلينتون بتكثيف الإستثمارات الأمريكية في شمال أفريقيا وتوسيع المبادلات التجارية مع بلدانها. ما جديد الوثيقة بالنسبة الى ذلك المشروع؟ يقول مؤلفو الدراسة موجهين كلامهم إلى إدارة الرئيس أوباما « إن للولايات المتحدة مصالح معتبرة في المنطقة المغاربية تستوجب التركيز على تأمين الإستقرار لها والأمن لكل بلد من بلدانها من أجل تمكينها من التقدم نحو تكامل اقتصادي وسياسي اقليمي أكبر، وتعاون أوسع مع الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي، ما يُتيح توسيع الحريات السياسية وتنشيط التنمية الإقليمية ». واعتبر مؤلفو الدراسة أن المغرب العربي وُضع في موقع هامشي في السياسة الخارجية باعتباره المنطقة المنسية بين الشرق الأوسط وأفريقيا، مُبرزين موقعه الإستراتيجي في المتوسط وفي الطرف الغربي للعالم الإسلامي، ومخاطر تنامي الإرهاب فيه والفرص الإقتصادية والثروات الطبيعية التي يمنحها للولايات المتحدة. وأكدوا أن الولايات المتحدة لا تخدم مصالحها بإرجاء الإهتمام المعتبر والكامل بالمنطقة، « فمن دون مقاربة مفهومة ومنهجية لتعزيز التكامل المغاربي ستتزايد التهديدات للأمن والإستقرار في اتحاد المغرب العربي ». واستدلت على ذلك بدراسة صدرت في 2008 عن معهد بيترسون للإقتصادات العالمية وأظهرت الفوائد التي يمكن أن يحققها التكامل الإقتصادي للبلدان وكذلك للتعاون عبرالأطلسي. ولفتت الوثيقة الإنتباه إلى أن شمال أفريقيا بقي يُنظر إليه في الولايات المتحدة على أنه منطقة تخضع للمسؤولية الأوروبية، « على رغم عراقة علاقاتها التاريخية مع الولايات المتحدة وأهميتها من حيث موارد الطاقة والأمن والإستقرار والتجارة والتنمية، ومجالات عدة أخرى ». وعلى هذا الأساس حث أعضاء الفريق الإدارة الحالية على أن تتغلب على الصعاب و »تتجاوز الإهمال السابق وتأخذ مشعل الزعامة لتطوير المستقبل المغاربي ». ورأوا أن هذا التوجه « سيمكن من بلورة سياسات أقوى للتجارة والإستثمار الداخلية والخارجية وتعاون فعلي أكبر في مكافحة الإرهاب وروابط أوثق بين الدول والمجتمعات المدنية، بالإضافة لإيجاد الآليات الحازمة للتقليل من الفوارق، وهي أمور تفيد البلدان المغاربية نفسها وتخدم كذلك المصلحة الأميركية ». (المصدر: « الموقف » (أسبوعية ناطقة بلسان حال الحزب الديمقراطي التقدمي – تونس)، العدد 510 بتاريخ 28 أوت 2009)  


الدكتور البشير التركي رحمه الله.. عالم ذرة تونسي رفع راية تونس وبقي في الخفاء

فقدت الساحة التونسية والعربية والعالمية يوم 14 اب/اغسطس 2009 عالم الذرة والمهندس التونسي البشير التركي الرئيس الاسبق للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن سن يناهز 78 سنة. ويتميز الفقيد بقيمة علمية واكاديمية مهمة اذ انه من اول المساهمين في انشاء الجامعة التونسية والتدريس فيها كما انه وهب نصف قرن من حياته لخدمة البحث العلمي ونشر الدراسات والاشراف عن المنشورات الفكرية والعلمية. كما انه سعى لخدمة بلاده خاصة وانه من النخبة القليلة المثقفة شارك في عملية تطهير البلاد من رواسب الاستعمار والتخلف والجهل. درس التركي بالمدرسة الصادقية بتونس العاصمة وأحرز على شهادتها عام 1949 وعلى شهادة الباكالوريا عام 1950. انتقل بعد ذلك إلى فرنسا حيث أحرز على إجازتين في الرياضيات و الفيزياء من جامعة تولوز عام 1954 وعلى شهادة مهندس من المدرسة القومية للمهندسين بتولوز عام 1956، وعلى الدكتوراه في العلوم « فيزياء نووية » بجامعة باريس عام 1959، عاد بعدها إلى تونس التي كانت تفتقد إلى مؤسسات بحثية حتى أن الجامعة التونسية لم تبعث بعد. فاسس البشير التركي عام 1960 مجلة « التجديد » وقد تولى أمانة مالها، غير ان المجلة احتجبت بعد سنة من تاسيسها لافتقارها لمصادر التمويل وغياب التشجيع الرسمي لها. ورغم العراقيل التي واجهها في بلاده، اذ ان تونس في ذلك الوقت لم يكن فيها اي بادرة من بوادر البحث العلمي، اصر التركي على المساهمة في تعصير البلاد وتاسيس هياكل ومؤسسات علمية وتعليمية، اذ شارك في تأسيس الجامعة التونسية غير أنه سرعان ما فصل من عمله بدون سبب ظاهر، فاتجه إلى النمسا حيث التحق بالوكالة الدولية للطاقة الذرية. وبعد سنتين طلبت منه العودة إلى تونس فأسس مؤسسة الطاقة الذرية ومركز تونس قرطاج للبحوث الذرية، وفي عام 1963 ترأس المركز العربي لتطبيق النظائر المشعة في القاهرة و ساهم في تأسيس مركز تِرْياست Trieste للفيزياء النظرية بإيطاليا. وفي عام 1966 عين رئيسا لمجلس المحافظين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي عام 1968 أسندت إليه رئاسة المؤتمر العالمي بمدريد لإصلاح الماء بالطاقة الذرية. وتوج مساره عام 1969 بانتخابه رئيسا للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالنمسا. وفي عام 1973 عين رئيسا مديرا عاما للمؤسسة الليبية للطاقة الذرية و مؤسس مركز تاجورة للبحوث النووية. وفي عام 1975 أسس مخبر الفيزياء لكلية الطب بتونس. وفي عام 1976 أسس مخبريْ الطاقة النووية و الطاقة الشمسية في جامعة عنابة بالجزائر. وفي عام 1981 فصل و بدون سبب من جامعة تونس إلا أن المحكمة حكمت لفائدته بإرجاعه إلى منصبه. و شارك في نفس العام في إنشاء الدكتوراه في الطاقة في جامعة قسنطينة بالجزائر.
(المصدر: « العرب أونلاين » (يومية – بريطانيا) بتاريخ 3 سبتمبر 2009) الرابط:http://www.alarabonline.org/index.asp?fname=\2009\09\09-03\442.htm&dismode=x&ts=03/09/2009%2009:19:11%20%D8%B5 تذكير وتنويه: من الغريب العجيب أن لا يُذكر رحيل هذا العالم الكبير في وسائل الإعلام التونسية لا من قريب ولا من بعيد.. وقد نقلت تونس نيوز في الإبان خبر الوفاة عن مدونة « فسقية » التونسية كما أعادت نشر مقالين للسيد مرسل الكسيبي عن العالم التونسي الراحل الدكتور البشير التركي في « الوسط التونسية »: 1-  د. بشير التركي يكشف قبل وفاته عن نسف المؤسسات العلمية والاعتداء على العلماء للحيلولة دون تطوير تونس لقدرات نووية سلمية  (24 أوت 2009) الرابط:http://www.tunisalwasat.com/wesima_articles/index-20090824-13901.html 2-  الرئيس الأسبق للوكالة الدولية للطاقة الذرية د.بشير التركي يواصل رواية صفحات مخفية من تاريخ تونس (28 أوت 2009) الرابط:http://www.tunisalwasat.com/wesima_articles/index-20090828-13918.html

استثمارات خارجية أ ب ب ABB عملاق اوروبي آخر في الطريق

 


يبدو ان العملاق السويسري السويدي في ميدان الطاقة آب ب تستعد لنقل جزء هام من نشاطها الى بلادنا، في دلالة جديدة على الاولوية التي اضحت تحتلها هذه الاخيرة بين المستثمرين الباحثين عن وجهات جديدة تضمن المردودية العالية للاستثمار الدولي وافضل ظروف العمل والنمو .  ويبدو ان الازمة الاخيرة فتحت لبلادنا آفاقا جديدة باعتبارها ملاذا آمنا لهذه الاستثمارات خاصة في ظل ما خلفته الازمة الاخيرة من احداث تناقلتها وسائل الاعلام الدولية مثل الاعتصامات وحركات احتجاز المسيرين والمديرين للشركات الدولية كلما تعلق الامر بادخال تعديلات او اصلاحات هيكلية على الشركات او المؤسسات الدولية الكبرى لمواكبة مقتضيات الازمات والتحولات التي تشهدها الاسواق التقليدية في اوروبا وحتى في الولايات المتحدة، وعليه فان التفكير في وجهات اخرى بديلة تضمن باستقرارها وبتشريعاتها وخاصة بقربها من اوروبا ومن الاسواق الكبرى العالمية، وبفضل كفاءة عنصرها البشري استمرار نمو وتطورهذه الشركات. وتعد مؤسسة آب ب الدولية ذات رؤوس الاموال السويسرية والسويدية من كبريات الشركات الاوروبية في مجال الطاقة والتي تفكر جديا في نقل جزء هام من نشاطها ومعاملتها من فرنسا بشكل اساسي الى تونس، وقالت الشركة في بلاغ نشر على النات ان برنامجها او خطة عملها للفترة القادمة والذي اختارت له اسم  » طموح 2010″ « Ambition 2010 » يتضمن الغاء ما لا يقل عن 540 فرصة عمل في منطقة الكلفادوس الفرنسية Calvados   وان الوجهة الجديدة لاحتضان هذه الفرص ستكون على اغلب الظن تونس . يشار في هذا الصدد الى ان رقم معاملات هذا العملاق الاوروبي ما فتىء يتطور في السنوات القليلة الماضية، وان ارباحها السنة الماضية قد بلغت ما يفوق 473 مليون اورو، وانها حصلت هذه السنة على عقود وفازت بصفقات تقدر قيمتها الجملية بـ80 مليون اورو. سليم ضيف الله (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 03 أوت 2009)  


نقد عياض ابن عاشور للإسلام السنّي

بقلم: آمال موسى يحوم الباحث المعروف عياض بن عاشور في كتابه الجديد « في أسس الأرتودكسية السّنية » حول فكرة مهمة جدا، شكلت جوهر أطروحة الكتاب ونواته الأساسية. لقد قدم ابن عاشور قراءة جديدة ذكية وغير مباشرة ضمنها رؤيته النقدية لمرتكزات النظرية السياسيّة في الإسلام السنّي التقليدي الوسيط، وذلك من خلال تفكيك العناصر المكونة للأنموذج السياسي السنّي والحفر فيما أسماه بمبادئ النظرية الدستورية للإسلام السني. ففي باطن مقولات قراءة ابن عاشور وإشراقاته الفكرية، نجد أن الأطروحة الأساس تعالج موقع الفرد في النظرية السياسيّة السنيّة ،ممّا يفيد أن الباحث ينتصر دون ادعاء أو مباشراتية لضرورة مراجعة منزلة الفرد وتطوير الخلفية الحقوقية لتلك المنزلة، وهنا نتحسس استفادة ابن عاشور من حقل انتمائه العلمي الأول المتمثل في القانون. ولعل استخلاص صاحب الأطروحة أن النظرية السياسيّة في الإسلام السني تستند إلى مفاهيم الطاعة ونظريات الإخضاع، يفي بأهداف البحث ويُشبع طموحاته ،باعتبار الحساسية التي ينتجها في كافة أنواع التلقي اليوم مفاهيم الإخضاع والطاعة ،ممّا يفيد أنه مطلوب اليوم من الإسلام السني إجراء عملية جراحية على نظريته السياسيّة ومراجعة بعض عناصرها ومحو البعض الآخر الذي لا يتماشى والأفكار الإنسانية الراهنة. ورغم أن الباحث حرص على إبراز أنه يتناول بالقراءة الإسلام السنّي الوسيط، فإن أغلب الظن أنه لا يفوت القارئ أن النظرية السياسية للإسلام السني الوسيط ليست في قطيعة وفي اختلاف كبير مع العناصر المؤسسة للتطورات السياسيّة للإسلام السني الراهن. وفي الحقيقة ما يُحسب لفائدة عياض ابن عاشور في هذا الكتاب أنه تحلى بكثير من الذكاء ومن الحيطة، مركزا على الوصف والتحليل بشكل يجعل القارئ يستنتج بمفرده رسالة المفكر دون حاجة إلى استنتاجات صريحة منه وهي طريقة علمية تحترم عقل القارئ وتشركه في إشكالية البحث. فالعناصر الأربعة التي تناول تفكيكها ابن عاشور والتي تؤسس مجتمعة النظرية السياسيّة السنيّة تتمثل في مسألة الإيمان وقرابة الدم والشرع بمفهوم القانون وأخيرا حالة الطبيعة. أما المبادئ النظرية الدستورية التي تولى صياغتها بشكل تأليفي، فقد حدّدها على النحو التالي: – مبدأ الامتثال والولاء الأعمى للسائس – مبدأ الامتثال الكامل للأمة – مبدأ سلطة المجموعة الدينيّة وكما هو واضح، فإن هذه المبادئ متنافرة فيما بينها إضافة إلى فقدان بعضها لصلاحيتها بحكم التطور التاريخي لمسألة حقوق الإنسان واحتكام العلاقة بين السائس والأمة إلى عقد اجتماعي سياسي تحكمه عدة تنازلات لصالح المجتمع والفرد. لذلك بعد الفراغ من قراءة الكتاب تفهم أن الرؤية المركزية التي يقدمها الباحث، تستبطن دعوة إلى نقد العقل السياسي في الإسلام السني وكيف أن القيام بالمراجعة اللازمة شرط من شروط تواصل مجد الإسلام السنيّ الذي يشكل مذهب أغلبية المسلمين. وبالتالي فإن المحافظة على « جماهرية » الإسلام السنيّ وتفوقه على المذاهب الأخرى من حيث التغلغل والاكتساح هي اليوم رهينة زعزعة الأسس التي تقوم عليها النظرية والممارسة السياسيتين للإسلام السني، زعزعة فكرية سياسية تضع في الاعتبار صالح الإسلام السني ومكانته وسعة انتشاره. ولعل نظرية الراعي والراعية هي من أول الأسس التي لابدّ من الإطاحة بها والتسلح في عملية الإطاحة هذه بالمفاهيم السياسيّة الجديرة بالأخذ وبالاقتباس. وأعتقد أن البلدان الإسلامية ذات المذهب السني قد بدأت تعي هذه الإشكالية وهو ما نراه يتجسد على مستوى النخب الفكرية للبلدان الإسلامية، التي تناضل من أجل إعادة تشكيل المنظومة القيمية السياسية والثقافية لمجتمعاتها وهي منظومة كما لا يخفى على أحد تأثرت بالعناصر المكونة للنظرية السياسية السنية بل هي نتاج لها. إن كتاب عياض ابن عاشور »في أسس الأرتودكسية السنية » يفتح شهيتنا لمزيد التعرف إلى رؤية صاحبه للنظرية السياسية الراهنة السنية وإلى أي حد هي متقاربة من حيث العناصر المكونة لها ومبادئها مع النظرية السياسية السنية الوسيطة. (المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 3 سبتمبر 2009)


في ذكرى رحيل الصديق المفكر عبد الوهاب المسيري

د. رفيق عبد السلام باحث بمركز الجزيرة للدراسات
قبل سنة فقط رحل عنا الصديق المفكر عبد الوهاب المسيري إلى الدار الآخرة، تاركا خلفه ميراثا فكريا بالغ الثراء والتنوع، تراوح بين أبحاثه الضخمة حول المسألة  الصهيونية إلى الرواية والنقد الأدبي، وبين  النص الفلسفي الصارم إلى الكتابة السياسة العامة وبين السردية الروائية والمذكرات الشخصية (التي أسماها سيرة غير ذاتية وغير شخصية).  كان المسري رحمه الله فعلا نموذجا حيا للمفكر الموسوعي الذي جمع بين أطراف الفكر من نواحيه المختلفة، في وقت ضمرت فيه الموسوعية أو كادت تختفي في عصرنا الراهن. فقد كان الرجل يحمل طموحا دفينا في صدره، يفوق إمكانات جيل بكامله، بله شخص بمفرده، أعني بذلك طموحه إلى تدارك حالة الفراغ المعرفي في الرقعة العربية الإسلامية الناتج عن ضعف المؤسسات البحثية بموازاة ضمور العلوم التقليدية وتشوه المعارف الحديثة الوافدة وذلك عن طريق أعماله الموسوعية التي غطت حقولا معرفية متنوعة. حاول المرحوم المسيري قدر جهده مد جسور التواصل بين النخبة التقليدية والنخبة الحديثة على خلفية استفادة كل منهما مما هو أفضل عند الطرف الآخر، كما عمل على تفعيل مختزنات الفكر الإسلامي بما يستجيب لتحديات العصر الراهن ويجيب عن قضايا الوجود الكبرى. لم يكن المسيري متبرما من كل ما هو قديم لمجرد كونه قديما أو تقليديا على ما يقال، كما أنه لم يكن مقبلا على كل ما هو جديد لمجرد كونه قد اكتسب صفة الجديد أو الحداثي، بل كان الرجل يمتلك وعيا ثاقبا وحسا نقديا عميقا مكنه من نخل ما يقع بين ناظريه من ظواهر ونصوص، نخلا يتخطى هذه الثنائية الحادة، من دون أن يقع تحت أسر الإدعاءات الكونة الحداثية التي سقط فيها القطاع الأكبر من المثقفين العرب.   أما على صعيد آخر فقد كان المرحوم المسيري مثالا حيا لما أسماه المفكر الإيطالي أنتوني جرامشي بالمثقف العضوي، أي رجل الفكر  الذي لا يستنكف عن المشاركة في الشأن السياسي ومعايشة هموم الناس من دون أن يفقد رصانته الفكرية وقدرته على تأمل الظواهر والأشياء، إذ لم يثنه المرض العضال الذي داهمه على حين غرة قبل عشر سنوات من وفاته تقريبا، كما لم تمنعه مشاغله الفكرية الواسعة ومشاريعه البحثية الطموحة، عن دخول عالم السياسة بكل تقلباتها وأعبائها، وكذا تحمل كلفتها الباهظة وتبعاتها الثقيلة. فقد جاسر المسيري بتولي رئاسة حركة احتجاجية جذرية مثل حركة كفاية التي وضعت على رأس مطالبها التغيير السياسي  ورفض توريث الحكم في مصر من دون لف أو مواربة. في آخر زيارة لي  إلى بيته في القاهرة استفسرته عن سبب هذه النقلة الفجئية التي أقدم عليها بولوجه الفجئي لعالم السياسية، فكان جواب الرجل واضحا وقاطعا، لقد بلغت أوضاع مصر درجة من الانهيار إلى الحد الذي ما عدت أحتمل معه ملازمة مكتبي والاكتفاء بالكتابة الباردة والمجردة على حد قوله، حينها أدركت أن المسيري، الذي ربطتني به  صلة متينة امتدت لما يربو عن العقد والنصف تقريبا، وهي صلة تمتزج فيها صحبة الطالب لأستاذه، بالاشتراك في الكثير من الهموم والمشاغل الفكرية، لا يتوانى عن المجاسرة بركوب الصعاب إذا تطلب منه الأمر ذلك. رغم أن المشهد الخارجي للمسيري قد يوحي إليك أحيانا بأنه ينتسب إلى وسط أرستقراطي لا صلة له بأهل مصر وفقرائها وحاراتها الصاخبة، خاصة حينما تتأمل ما يحيط بك من لوحات جمالة وتحف ثمينة وأثاث شرقي خلاب ازدان به بيته في مصر الجديدة، ولكن ما أن تقترب من الرجل وتعرف بواطنه بل ظواهره حتى تدرك أنه  بالغ الزهد والتعفف لا تشغله أموال ولا أي شيء من متاع هذه الدنيا، ليس تبرما منها أو إعراضا عنها، بل لأن همومه كانت أكبر وأوسع بكثير من مكاسب مالية أو حظوة اجتماعية. كان أكبر ما يشغل الرجل إنجاز مشاريعه الفكرية وإيصال شعلة التفكير وزرع روح النقد إلى طلابه ومريديه الذين ينتشرون في الكثير من العواصم العربية مشرقا ومغربا، وكان لي شرف أن أكون أحد هؤلاء منذ ما يربو عن العقد والنصف. كان المسيري رحمه الله يريد طي صفحة الزمن طيا واقتطاع أكثر ما يمكن من الأيام لإنجاز القدر الأكبر من مشاريعه الطموحة والتي لا تنتهي قبل أن تدركه المنية، وقد زرته قبل أسبوعين فقط من وفاته فوجدته منهك الجسم ثقيل الحركة ومع ذلك يتقد إصرارا عجيبا على العمل وتحدي الموت الذي بدأ يدب في جسمه. رغم أن أعمال المسيري لا تكاد  تحصى أو تعد، كما أن منجزاته الفكرية طالت مجالات متنوعة إلا أن إنجازه الأهم من دون شك يتمثل في تلك الروح التي بثها بين أجيال كاملة من الباحثين وأهل الفكر سواء في مصر أو في العالم العربي الأوسع، أعني بذلك روح الاجتهاد، والمجاسرة بطرح أسئلة جديدة، وطرق أبواب غير مسبوقة في قضايا الفكر والاجتماع والسياسة، بعيدا عن تلك الإدعاءات الحداثية المضللة التي تستبد بالكثير من المثقفين والكتاب العرب. كان للمسيري دور رائد في إطلاع القارئ العربي على مجمل الأدبيات النقدية الغربية للحداثة بدرجة عالية من الشمول والدقة، كما كان له فضل  تحفيز القارئ العربي على إعمال فكره وحاسته النقدية من دون إذعان للمقولات المهيمنة والشائعة، يبدو ذلك واضحا سواء أكان ذلك في الجزء الأول من موسوعته الضخمة التي خصصها لليهودية التي استغرقت ما يربو عن ربع قرن من حياته، أو في مجمل مؤلفاته الأخرى، وقد كان للمسيري فضل صياغة قاموسه الاصطلاحي الخاص الذي أضحى بعامل الوقت جزءا من المجال التداولي العربي الإسلامي من قبيل النموذج التفسيري، العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة، الحلولية والكمونية، الممتاية العلمانية، التحيز وغيرها، وإذا ما علمنا أن أولى خطوات التجديد في حقول العلوم الإنسانية تبدأ باشتقاق المصطلحات وبناء المفاهيم فقد كان الرجل مبدعا بامتياز. لقد رحل المسيري للقاء ربه، تاركا خلفه مكتبة  متنوعة وتراثا فكريا ثريا، بقي أن التحدي مطروحا اليوم على كاهل تلاميذه ومريديه من خلفه  لاستكمال المسار الفكري الذي اختطه ، ثم  بتعميق هذا المشروع الطموح الذي دشنه ووضع أسسه الأولى بمداد قلمه وجهوده المضنية. رحم الله المسيري رحمة واسعة.  

الشيخ الثعالبي في بغداد


خالد شوكات صلة تونس بالعراق عريقة، أكثر مما يتصور غالبية التوانسة والعراقيين فيما أعلم. ولعل قلة يعلمون أن أشهر التمور التونسية، ولربما كانت الأجود عالميا، نسبتها إلى نهر « دجلة » المقدس، غير أن التونسيين ينطقونها ب »الجيم » المصرية، مضاف إليها كلمة نور، اشتقاقا من مقطع الآية الكريمة « نور على نور ». وقيل أن سكان بلاد الجريد في الجنوب الغربي للبلاد التونسية، وهي بلاد واحات، أصلهم متجذر يعود إلى العتبات المقدسة في النجف وكربلاء، وهم من جلب إلى تونس زراعة النخل، بعد أن فروا إليها بمذهب أهل البيت من عسف أبناء عمومتهم العباسيين. وقد كانت بلاد المغرب، كما خرسان المتطرفة، ملجأ التيارات الدينية المقموعة من شيعة وخوارج. و الذي يزور مدن وقرى الجريد التونسي، سيلحظ لا محالة أوجه تشابه كثيرة بين توزر والنجف، وكربلاء و نفطة، لعل أبرزها للعيان حجر « الطابوق » الذي هو مبنى كل دار وجدار، وعباءات النساء السوداء، ما بقي من أثر الحزن على الحسين عليه السلام وآل البيت المغدورين رضوان الله عليهم، في أرض الكرب والبلاء. و من الصلات غير المرئية، بلوى الشعر و تجديده، فقد أنجب الجريد للعرب أنجب شعراء القرن العشرين و أحد رواد الإصلاح والتحديث في الفكر والعقل، شاعر الحرية أبو القاسم الشابي، الذي مهد برأيي السبيل لرواد التحديث الشعري في العراق، وخصوصا منهم بدر شاكر السياب، ولا غرو في الأمر، فجذوة الاجتهاد والنقد والمراجعة مبثوثة في العراقيين، أولئك الذين مكثوا في أرض الرافدين أو غادروا إلى أفريقية، منذ المعتزلة والحشاشين إلى يوم الدين. و قد عثرت وأنا أقلب في صفحات الوصال بين تونس وبغداد، على السيرة العطرة للشيخ عبد العزيز الثعالبي في العاصمة العراقية، وهي سيرة مجهولة شعبيا على الرغم من تخليد الشعراء لها، فقد كان المرحوم معروف الرصافي يرى في زعيم الحركة الوطنية التونسية أخطب خطباء العرب في القرن الذي يعيش، وهو القائل في قصيدته الدالية « بين تونس وبغداد »: لنا (بثعالبيك) خير ملق  على أشتاتنا حبل اتحاد وأكبر حامل بيد اعتزام  لحب بلاده علم التفادي وأسمى من سما أدبا وعلما وأفصح من تكلم عن سداد و قد كان الرصافي صديقا حميما للشيخ الثعالبي، على الرغم من اختلافهما الفكري في أمور كثيرة، تعارفا في اسطنبول أولا على أيام العثمانيين، قبل تجديد الصلة في بغداد سنة 1925، عندما جاءها الزعيم التونسي لاجئا هاربا من اضطهاد الفرنسيين، ومكث فيها بضع سنين، قيل أنها خمسة أو ستة، ووجد فيها كل محبة وتقدير. لقد دعي الشيخ الثعالبي، الذي أسس في 1920 الحزب الحر الدستوري التونسي، إلى بغداد للتدريس في جامعة آل البيت، التي أسسها الملك فيصل الأول، وكانت قبلة النخبة العراقية آنئذ، فعمل بالجامعة إلى أن تقرر إغلاقها، وكانت دروسه في الفلسفة الإسلامية و مقالاته في الصحف العراقية محل تقدير وإجلال، كما كانت ندوته التي يقيمها في داره في محلة « البقحة » ببغداد القديمة، قبلة خيرة شعراء وأدباء و ساسة العراق في ذلك الوقت، من قبيل العلامة محمد بهجت الأثري والأستاذ الكبير فهمي المدرس و الشاعران العظيمان معروف الرصافي وجميل صدقي الزهاوي والزعيم السياسي ياسين باشا الهاشمي، وغيرهم كثير، حتى قيل أن مجلس الشيخ الثعالبي كان ثاني أهم مجالس دار السلام بعد مجلس علامة العراق الكبير محمود شكري الألوسي. و قد وصلت صلات الشيخ الثعالبي البغدادية، حد الملك فيصل الأول، الذي دعا الزعيم التونسي أكثر من مرة إلى قصره، إما طلبا للنصح أو تكريما للرجل. و مما روي بهذا الصدد، أن الشيخ الثعالبي قد سعى في الصلح بين العاهل العراقي و معروف الرصافي، بعد جفوة شهيرة كانت بينها، غير أن مسعاه لم يكلل بالتوفيق على الرغم من نجاحه في الجمع بين الرجلين. و في هذا الجهد قصة تستحق أن تروى، فبعد أن مهد الشيخ الثعالبي للقاء الرجلين، كان الحديث بينهما على غير المخطط عاصفا، حيث قيل أن الملك بادر معروفا بالعتاب لما حل بين يديه قائلا: أأنا يا معروف أعدد أياما وأقبض راتبا؟ (في إشارة إلى أبيات قالها الرصافي هجاء قبل سنين)، فرد معروف قائلا: أرجو أن لا تكون كذلك يا صاحب الجلالة. والحمد لله أن الرصافي لم يظهر على زمن صدام، ثم رحم الله الملك فيصل ما أوسع صدره. لقد مكث الثعالبي بعد هذه الحادثة سنين أخرى في بغداد معززا مكرما، كما عين بعد إغلاق الجامعة مفتشا في وزارة المعارف، حتى قرر بنفسه الرحيل في رحلات آسيوية وعربية، قبل أن تأذن له فرنسا بالعودة إلى أهله في حدود سنة 1937، وكانت عودته مهيبة، استقبل فيها من قبل تلاميذه ومريديه ومحبيه استقبال الزعماء العظام، بعد هجرة قسرية دامت قرابة خمسة عشرة عاما، كانت أطول فتراتها عراقية بغدادية. ويا للأسف الشديد، فإن قوما يافعا من التونسيين قد غرر بهم، فارتحلوا إلى العراق ليقتلوا بعض أهله العزل الأبرياء، بعد أن كان الجد الثعالبي قد أحيى أجدادهم بما أوتي من حكمة ومعرفة، ومن مفارقات الزمن أن حكومة فيصل الأول كانت أيضا حكومة محمية من قبل الأنجليز، غير أن سعة عقل الزعيم التونسي و معاصريه من المفكرين الإصلاحيين المسلمين والعرب، كانت ترشدهم إلى أن مقاومة الاحتلال يجب أن تبدأ بمقاومة الجهل والمرض والتخلف الفكري والديني والعقلي، لا أن تكون مطية لتكريس الجهل والمرض والتخلف كما يظن فقهاء الدم وعلماء القتل والإرهاب. كاتب تونسي  (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 3 سبتمبر  2009)  


الديمقراطية فقط .. ليست هي الحل!

صبحي غندور*   مظلومةٌ هي « الليبرالية » في المنطقة العربية، تماماً كما هي التسميات العقائدية والسياسية الأخرى. فكثيرٌ من الذين ينشطون الآن في بلاد العرب باسم « الليبراليين » هم يجسّدون في واقع الحال نهج وسياسة من كانوا يُعرَفون في الولايات المتحدة باسم « المحافظين الجدد » وليس نهج أو سياسة « الليبراليين » الأميركيين. التيّار « الليبرالي » الآن في أميركا (كان السناتور الراحل إدوارد كندي أحد أبرز رموزه) هو تيّار رافض لسياسة الهيمنة الأميركية وللتدخّل في شؤون الدول الأخرى ولحروب الإدارات السابقة في العالم، وهو التيّار الرافض لاستمرار الوجود العسكري الأميركي في العراق وأفغانستان، وهو التيّار الرافض للتمييز بين الناس على أساس الدين أو العرق أو اللون. أيضاً، هو تيّار يدعو في أميركا للعدالة الاجتماعية ولإنصاف الفقراء والمهاجرين الجدد ولصيانة الحقوق المدنية للأفراد والجماعات المؤلّفة للمجتمع الأميركي، كما أن رموزاً في هذا التيار تناهض الإحتلال الإسرائيلي. صحيحٌ أنّ نشأة « الليبرالية » ارتبطت بالنظام الرأسمالي، وبسوق « الاقتصاد الحر »، وبالتاريخ الأوروبي الاستعماري، وبالدعوة للتحرّر من كلّ القيود والضوابط التي كانت تفرضها الحكومات أو المؤسسات الدينية على حركة الأفراد ومعتقداتهم وأعمالهم، لكن هذه « المدرسة الليبرالية » تطوّرت وتغيّرت مع تطوّر العالم والمجتمعات، ومع المتغيّرات التي طرأت على العقائد الأخرى التي كانت تواجه « الليبرالية ». ولا أريد في هذا المقال، المحدود بعدد كلماته، أن أتعامل الآن مع الفكر الليبرالي عموماً، وما فيه من سلبيات وإيجابيات، وما عليه الكثير من الانتقادات في الجانبين الديني والسياسي، لكن ما أريده هو التوقّف عند نموذج من « المدرسة الليبرالية » العربية وهو الدكتور سعد الدين إبراهيم، أستاذ علم الاجتماع ومؤسّس مركز ابن خلدون في القاهرة، والذي استضافه مؤخّراً « مركز الحوار العربي » في واشنطن للحديث عن « الديمقراطية وتجارب النظم الشمولية ». فقد كان ملفتاً للانتباه أنّ محاضرة الدكتور سعد الدين إبراهيم تعاملت مع المسألة الديمقراطية، فقط في المجتمعات العربية التي شهدت حالات من الانقلابات العسكرية، مع تركيز شديد على التجربة الناصرية عام 1952 وكأنّها كانت بداية الانهيار لمصر وللأمّة العربية، بل وكأنّها حالة مستمرّة حتى الآن رغم مضيّ حوالي 40 سنة على وفاة جمال عبد الناصر، ورغم الانقلاب الجذري الذي حدث في السياسة المصرية أيام الرئيس أنور السادات، واستمرّ بعده. أيضاً، لم يُشِر الدكتور إبراهيم في حديثه بمركز الحوار إلى قضية المعاهدة المصرية مع إسرائيل أو إلى الآثار السلبية التي تركتها المعاهدة على أوضاع مصر الداخلية وعلى سياستها الخارجية، وعلى دورها العربي، ممّا دفعني إلى انتقاد ذلك بالندوة، وإلى التمنّي عليه (الدكتور سعد الدين) أن يخصّص إضافةً إلى جهده المعروف من أجل الديمقراطية، جهداً بشأن مخاطر المعاهدة مع إسرائيل حيث لا تنفصل مسألة الديمقراطية الداخلية عن التحرّر الوطني المطلوب في كلِّ بلدٍ عربي، وعن دور مصر القومي الغائب الآن بسبب المعاهدة مع إسرائيل. فالمشكلة الأبرز لدى دعاة « الديمقراطية فقط » في البلدان العربية أنّهم يفصلون هذا الشعار المهم عن قضيتيْ التحرّر الوطني والهويّة القومية، وبهذا تصبح الدعوة للديمقراطية « فقط » عذراً من أجل التدخّل الأجنبي واستباحة الدول كما حدث مثلاً في تجربة الاحتلال الأميركي للعراق. والغريب في الأمر، أنّ الدكتور سعد الدين إبراهيم تعمّد في بداية محاضرته أن يصف المرحلة، التي سبقت عقد الخمسينات من القرن الماضي، بالفترة التنويرية دون إشارةٍ أيضاً إلى ما كانت عليه مصر والبلاد العربية من هيمنة بريطانية وفرنسية وحكومات معظمها صنيعة الحقبة الاستعمارية، وفيها قمّة الفساد السياسي والاجتماعي وحكم الاقطاع والاستغلال. إنّ جماعة « المحافظين الجدد » أيام إدارة بوش كانت تؤكّد على المسألة الديمقراطية في البلاد العربية بينما هي تمارس الاحتلال في العراق وتدعم سياسة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وتتضامن  مع العدوان الإسرائيلي على لبنان. كانت « إدارة بوش غير الليبرالية » تقف مع عملية الديمقراطية في العراق وفلسطين ولبنان، لكنّها تعادي القائمين على عمليات المقاومة ضدَّ الاحتلال في هذه البلدان. كذلك الأمر في مسألة الهوية العربية لهذه الأوطان حيث كان طرح الديمقراطية منعزلاً عن الهويّة العربية بل أحياناً في المواجهة معها سعياً لاستبدالها في « هويات » طائفية أو أثنية ممّا لا يُضعف فقط الهوية العربية بل أيضاً الهوية الوطنية الواحدة، كما هو الحال في « النموذجين » العراقي واللبناني للطروحات الديمقراطية. ولم نلمس في تلك الحقبة أي تناقض في الممارسات أو الشعارات بين العرب « الديمقراطيين فقط »  المحسوبين على « الليبرالية »، وبين عتاة « المحافظين الجدد » في واشنطن!!. فصحيحٌ أنّ الديمقراطية هي حاجة ملحّة وضرورية لمعالجة الكثير من الأمراض الكامنة في الجسم العربي، لكنّها (أي الديقراطية) ليست مسألة منعزلة عمّا تعيشه أيضاً البلاد العربية من قضايا أخرى ترتبط بالتحرّر الوطني وبالعدالة الاجتماعية وبالوحدة الوطنية وبالهويّة العربية. إنّ التعامل مع المسألة الديمقراطية في المنطقة العربية لا ينفصل عن تحديات الوجود الإسرائيلي والقوى الأجنبية الكبرى وما لها من أطماع أمنية وسياسية وإقتصادية، يستلزم تحقيقها إشعال الصراعات داخل وبين بلدان الأمة العربية. إن « الديمقراطية » و »العدالة الاجتماعية » هما أساس لبناء المجتمعات من الداخل حينما يكون هذا الداخل متحرّراً من سيطرة الخارج.  لكن عندما يخضع شعب ما للاحتلال أو للسيطرة الخارجية، فإن مفاهيم ووسائل تطبيق الديمقراطية أو العدالة الاجتماعية، ستكون فقط بما يتناسب مع مصالح المحتلِّ أو المسيطر، لا بما يؤدّي إلى التحرّر منه أو من نفوذه المباشر.    في الأمَّة العربية مزيج مركّب من الأزمات يحتاج إلى مزيج أيضاً من الحلول. فبناء آليات ديمقراطية وانتخابات نزيهة لا يحقّق وحده فقط العدل السياسي والاجتماعي بين الناس، أو يصون وحدة المجتمعات، أو يمنع التدخّل الأجنبي، أو يحرّر الأوطان المحتلّة .. وهي كلّها حالات تعيشها أوطان عربية مختلفة من العراق إلى موريتانيا، مروراً بلبنان وفلسطين واليمن والسودان والصومال .. الأمّة العربية تحتاج إلى مشروع فكري نهضوي متكامل يقوم على التلازم والترابط بين شعارات الديمقراطية والتحرّر الوطني والعروبة والعدل الاجتماعي. وبتوفّر هذا المشروع، والمؤسسات والأفراد العاملين من أجله، يمكن بناء مستقبل أفضل للأوطان وللشعوب معاً. فالمشكلة ليست بتجارب النظم « الشمولية » فقط، وإنّما هي أيضاً بالأفكار والتجارب « الاجتزائية » التي تُجزِّئ الحلول المنشودة لأمَّةٍ جزّأها المستعمر الأجنبي منذ قرنٍ من الزمن، ويحاول ورثته الآن تجزئة المجزّأ ! فرفض الحكومات والنظم الشمولية يتطلّب الآن عربياً أفكاراً وحلولاً شمولية. *مدير « مركز الحوار العربي » في واشنطن.  alhewar@alhewar.com لقراءة مقالات صبحي غندور عن مواضيع مختلفة، الرجاء الدخول الى هذا الموقع http://www.alhewar.net/Sobhi%20Ghandour/OtherArabicArticles.htm  

ليبيا انغلاق في الداخل وانفتاح على الخارج


توفيق المديني تعيش ليبيا هذه الأيام أجواء الاحتفال بالذكرى الأربعين لوصول  العقيد معمر القذافي إلى السلطة ، وتفجيره «ثورة الفاتح »  من سبتمبر عام 1969 ، وذلك بحضور أكثر من 43 رئيس دولة و حكومة  إفريقية ، إلى جانب مراقبين عرب و أجانب ، شاركوا في قمة «استثنائية» للاتحاد الإفريقي مخصصة لبحث النزاعات في القارة الإفريقية، ولاسيما في الصومال، إضافة إلى مشاركتهم  أيضا في  احتفالات «ذكر ى ثورة الفاتح». على الرغم من مرور أربعة عقود من حكم العقيد القذافي ،لاتزال ليبيا تعيش من دون دستور ينظم الحياة السياسية في البلاد ويرسي دولة القانون .وخلال العقود الأربعة الماضية  الصاخبة غيرت ليبيا اسمها من مملكة إلى جمهورية في البداية، ثم إلى جماهيرية. وفي عام 1986،بعد العدوان الأمريكي الغاشم  على خيمة الأخ العقيد قائد الثورة و مخيمه في طرابلس الغرب، تم منح الجماهيرية صفة العظمى  ، نكاية ببريطانيا العظمى التي كان اسمها في  القاموس الجماهيري: «حاملة الطائرات الأمريكية». و في مرحلة السبعينيات  أصبح لليبيا كتابها الأخضر  أسوة بكتاب ماو تسي تونغ الأحمر،كما أصبح لليبيا ساحتها الخضراء الكبيرة جدا ً على غرار ساحة الاتحاد السوفييتي الحمراء في موسكو، التي يقع فيها جسد لينين المحنط الذي لا يزال يحملق في قبة، كانت ذات يوم محجا ً للشعوب السوفييتية، رغم أن الإمبراطورية السوفييتية  اندثرت و اندثرت معها الاشتراكية التي أكلتها فئران الفساد و البيروقراطية. فقد قامت السلطات الليبية طيلة العقود الثلاثة الماضية  على نبذ الديمقراطية واحتقارها ، باعتبارها فكرة «مستوردة » من الغرب.علما ً أن « الكتاب الأخضر» حل مشكلة الديمقراطية «إلى الأبد» ، فاعتبر العقيد القذافي «الحزبية »«خيانة». فقد أعلن مجلس قيادة الثورة معارضته للأحزاب السياسية و النظم الحزبية، و اعتبر أن الانضمام إلى أحزاب سياسية خيانة وطنية. لقد تخلى الحكم الليبي مؤخرا ً عن إحدى مقولات «الكتاب الأخضر»  الملهمة «شركاء لا أجراء» التي كان يٌحرِّم على الليبيين  تشغيل أي شخص بنظام الأجرة، ما عدا في قطاع الدولة. و كانت بنية السلطة الحاكمة في ليبيا و لا تزال بنية تسلطية  تسحق الرأي المخالف، وهي سلطوية  التصور المطلق، و تعتبر الفرد مجرد آلة تنفيذ، عليه أن يطيع القائد، ويُعظِّمه إلى درجة التقديس، بل وحتى يلتمس لديه التظلم و الدعاء،بصرف النظر عن الشعارات التي رفعتها بشأن «اللجان الثورية » ، و «سلطة الجماهير»الخ. فالسلطة الليبية التي بدأت «ثورية »لم تقدم الحد الأدنى من التنمية، و لا ممارسات «اللجان الثورية » التي سميت ديمقراطية في المجتمع، قدمت الحد الأدنى من الممارسة الديمقراطية. فلا يوجد مجتمع مدني مستقل في ليبيا، حيث أن المجتمع الليبي لا يتمتع بتراث مهم للتنظيم و المشاركة السياسيتين. فالأحزاب ممنوعة و محظورة بحكم القانون، و مؤسسات المجتمع المدني لا وجود لها إلا في إطار البنية الرسمية للدولة، و من خلال ما يطلق عليه «المؤتمرات الشعبية المهنية و النقابية»، و التي تتبع من الناحية التنظيمية المؤتمرات الشعبية الأساسية كبدائل للمجتمع المدني و مؤسساته وفقا ً لأطروحات الكتاب الأخضر و النظرية العالميةالثالثة. هذا من ناحية ، و من ناحية أخرى ما يتسم به  النظام السياسي الليبي كغيره من الأنظمة السياسية في البلاد العربية من سمة شخصانية السلطة و عدم استعدادها للتحاور أو التعاون مع أي منظمة أو مؤسسة غير حكومية أو غير مؤيدة للنظام أو مخالفة لمقولات الكتاب الأخضر و النظرية العالمية الثالثة، و هو الأمر الذي ادى في النهاية إلى ظهور الكثير من الحركات و الجماعات غير الشرعية كالتنظيمات السرية ، و حركات المعارضة و الجماعات الأصولية المتطرفة كبدائل لمؤسسات المجتمع المدني أمام المواطن الليبي وكان نجل الزعيم الليبي سيف الإسلام الذي يبدو أنه يعد نفسه لخلافة والده الزعيم الليبي معمر القذافي ، أعلن في 20 اغسطس 2007مشروعه للإصلاح القذافي الذي يقوم على دعوة ملحة لوضع دستور للبلاد، و إطلاق خطة تنموية اقتصادية بقيمة سبعين مليار دولار، وتحرير الصحافة من سيطرة الدولة وقيام مؤسسات مجتمع مدني قوي.غير أن مشروع الإصلاح هذا اصطدم بالمعارضة القوية من جانب التحالف المشبوه بين أجهزة الدولة البيروقراطية  ممثلة باللجان الثورية التي ينخرها الفساد و البرجوازية الطفيلية  أو ما يطلق عليها بالقطط السمان ، ممثلة المافيا الاقتصادية.   ففي الوقت الذي تستجيب فيه السلطات الليبية لمقتضيات الانفتاح على العالم الغربي ،أصبحت اللجان الثورية تشكل تهديداً خطيراً لمحاولات الانفتاح التي يقودها سيف الإسلام القذافي. و الحال هذه صرفت الولايات المتحدة الأمريكية و أوروبا  النظر عن موضوع الإصلاح السياسي في ليبيا ، وسكتت عنه سكوتاً مريباً ربما لأنهما لا تملكان حلفاء تستخدمانهما في اختراق المجتمع من الداخل وتخشيان من ظهور قوى جديدة لا تعطي ما يعطيه الفريق الحالي المنهك من العقوبات الدولية والمحاصر بالملفات الجنائية. ولعل الرسالة الأهم هي تلك الموجهة إلي المعارضات العربية، لا سيما الليبية منها ، التي راهنت علي الدعم الأميركي لها للإطاحة بالسلطة والوصول إلي سدة الحكم، فها هي الولايات المتحدة تتخلي عن هؤلاء، وتعيد العلاقات مع دولة كانت تصنفها  إرهابية ونظام غير ديمقراطي، دون أي شروط. لقد دفع الحكم الليبي من ثروة الشعب الوطنية  تعويضات مالية كبيرة جدا ً إلى الحكومات الغربية في سبيل التطبيع مع الغرب، و بالتالي شراء بقائه في السلطة . ولم تقدم الحكومة الليبية أي اعتذار للشعب الليبي ، بل إن الحكم الليبي لا يزال يمارس سياسة الانغلاق السياسي تجاه الداخل. إن التحدي الذي يواجه الحكم الليبي هو مسالة الإصلاح السياسي  الداخلي، و التي تطرح حاليا ً بقوة في ليبيا، لاسيما و أنه لا يمكن أن يظل هناك انفصام بين سياسة خارجية منفتحة على النظام الرأسمالي العالمي ، و نظام سياسي من طبيعة شمولية ينتمي إلى مرحلة  الحرب الباردة . و يتخوف الحكم الليبي  من أن تكون تكلفة التغيير الداخلي «غير إيجابية» على عكس الحصاد الإيجابي الذي اعترى السياسة الخارجية الليبية. (المصدر: صحيفة أوان (يومية – كويتية) ،رأي، بتاريخ 3 أوت 2009 )  


بسبب مشاركة البوليزاريو.. وتوقعات بأن تبدأ صحف الرباط هجوماً على القذافي

المغرب ينسحب من احتفالات ‘ثورة الفاتح’ بليبيا وبوادر أزمة في العلاقات بين الرباط وطرابلس


الرباط ـ ‘القدس العربي’ ـ من محمود معروف: تسببت مشاركة جبهة البوليزاريو في احتفالات الفاتح من أيلول (سبتمبر) في ليبيا بانسحاب الوفد الرسمي المغربي من الاحتفالات وظهور بوادر ازمة علاقات بين ليبيا والمغرب. وقالت وكالة الانباء المغربية الرسمية ان الوفد المغربي الذي مثل الملك محمد السادس، بدعوة من قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي، في الاحتفالات المقامة تخليدا للذكرى الأربعين لثورة الفاتح من أيلول (سبتمبر)، غادر مكان التظاهرة عندما لاحظ ضمن المدعوين حضور رئيس ما يسمى بـ’الجمهورية الصحراوية’ ‘المزعومة’. واضافت الوكالة ان تجريدة القوات المسلحة الملكية، التي كان من المنتظر أن تشارك في الاستعراض العسكري المنظم بالمناسبة، ألغت على الفور مشاركتها وقامت بالانسحاب.’ ووصل وفد مغربي كبير ضم بالاضافة الى الوزير الاول عباس الفاسي رئيس الوفد كلا من وزير الدولة (نائب رئيس الحكومة) محند العنصر ووزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري الى ليبيا لتمثيل العاهل المغربي الملك محمد السادس في الاحتفالات الليبية بالذكرى الاربعين لثورة الفاتح من ايلول (سبتمبر). وارسل المغرب للمشاركة في هذه الاحتفالات تجريدة عسكرية تتألف، حسب بلاغ سابق لأركان الحرب العامة للقوات المسلحة المغربية، من علم القوات المسلحة الملكية، ووحدة من اللواء الأول للمشاة المظليين للقوات المسلحة الملكية. وقال المغرب ان مشاركة التجريدة العسكرية ‘المحاطة بالرعاية المولوية (الملكية) السامية، تتوخى ‘تعزيز التطلعات المشتركة وتطوير العلاقات بين البلدين، وترسيخ الهوية العربية المغاربية للمملكة المغربية’. كما شارك المغرب الى جانب مصر وتونس وكرواتيا بملحمة موسيقية راقصة بعنوان ‘فارس ورجال’ قدمت قبل انسحاب الوفد المغربي. وبثت وكالة الانباء المغربية قبيل اعلان مغادرة الوفد المغربي للاحتفالات الليبية عدة قصاصات حول هذه الاحتفالات، ولا تزال صفحتها الاولى على موقعها على شبكة الانترنت تحمل هذه القصاصات. واعتبر الوفد المغربي ان حضور محمد عبد العزيز زعيم جبهة البوليزاريو ورئيس الجمهورية الصحراوية التي اعلنتها من طرف واحد في ساحة الاحتفالات الى جانب رؤساء دول عربية وافريقية واوروبية تصرف مسيء للمغرب ولمشاعر المغاربة. ويرفض المغرب الاعتراف بجبهة البوليزاريو او الجمهورية التي تشكلها طرفا في النزاع حول الصحراء الغربية ويعتبر ان الطرف الرئيسي بالنزاع هو الجزائر. وقالت وكالة الانباء المغربية ان الحكومة المغربية عبرت عن احتجاجها الشديد إزاء هذا الموقف المفاجئ خاصة وأنه قد سبق تقديم كل الضمانات وطلبت من السلطات الليبية تقديم التوضيحات الضرورية والمناسبة بخصوص هذا التصرف غير الودي إزاء مشاعر الشعب المغربي. وقالت مصادر مغربية مسؤولة ان المغرب ابدى تفهما لوجود محمد عبد العزيز في ليبيا للمشاركة في قمة الاتحاد الافريقي التي عقدت بطرابلس يوم الاثنين الماضي، بحكم عضوية ‘الجمهورية الصحراوية’ في الاتحاد الذي يعتبر امتدادا لمنظمة الوحدة الافريقية التي انسحب منها المغرب 1984 بعد قبول المنظمة لعضوية الجمهورية الصحراوية، الا ان المغرب صدم بحضور عبد العزيز لاحتفالات الفاتح من أيلول (سبتمبر) خاصة وان ليبيا نحت ومنذ 1984 وبعد سنوات من دعمها لجبهة البوليزاريو نحو الحياد بالنزاع الذي يميل احيانا باتجاه المغرب. ورفض المصدر الربط بين غياب العاهل المغربي الملك محمد السادس عن الاحتفالات الليبية ودعوة محمد عبد العزيز وقال ان العقيد معمر القذافي يعرف ان الملك اصيب بوعكة صحية منذ عدة ايام وان الاطباء نصحوه بالنقاهة والراحة وعدم الاجهاد. وأشاد الملك محمد السادس في برقية مطولة للقذافي بمناسبة الاحتفالات ‘بما حققه قائد الثورة للشعب الليبي الشقيق، بفضل حكمته وحنكته وبعد نظره، من مكاسب ومنجزات هامة على درب التقدم والازدهار والنهضة التنموية الشاملة، ومن حضور وازن وفاعل على مختلف المستويات إقليميا وقاريا ودوليا’. وقال ‘كما أعرب لفخامتكم الملك محمد السادس عن اعتزازي العميق بما يربطنا شخصيا من وشائج الأخوة الصادقة والتفاهم الودي والتشاور المثمر والموصول بخصوص مختلف القضايا الثنائية والجهوية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعن ارتياحي الكبير لما يجمع بلدينا الشقيقين من علاقات الإخاء التاريخي والتضامن الفاعل والتعاون المثمر في مختلف المجالات’. وأعرب الملك عن استعداده ‘لمواصلة العمل سويا معكم من أجل تعزيز علاقاتنا الثنائية المتميزة والرقي بها إلى مستوى شراكة نموذجية تشكل دعامة أساسية لبناء اتحاد مغربنا العربي على أسس متينة وسليمة قائمة على روابط الأخوة وحسن الجوار لتحقيق تطلعات شعوبنا الشقيقة إلى الوحدة والتضامن والتكامل والاندماج ‘. وعبر ‘للقائد معمر القذافي عن تقديره البالغ لمواقفه الوحدوية المشهود لها بالريادة والنابعة من ثاقب نظره وحرصه على احترام الثوابت والخصوصيات الوطنية للدول المغاربية الخمس ولمبادراته الخيرة ومساعيه المحمودة لدعم السلام والاستقرار والتنمية في القارة الإفريقية.’ وأتى انسحاب الوفد المغربي من احتفالات الفاتح من أيلول (سبتمبر) بعد يوم من تأكيد الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي خلال القمة الإفريقية ‘أن حل نزاع الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة البوليزاريو لا يمكن أن يتم إلا عبر تنظيم استفتاء لتقرير المصير بإشراف من الامم المتحدة.’ وقالت جبهة البوليزاريو ان القذافي قال في تعقيب له على خطاب محمد عبد العزيز أمام رؤساء دول المنظمة الإفريقية، ‘أن حل هذا النزاع يمكن فقط عبر ممارسة الشعب الصحراوي لحقه غير القابل للتصرف في إطار استفتاء عادل وشفاف بإشراف دولي.’ ويرفض المغرب مطالب جبهة البوليزاريو بإجراء الامم المتحدة لاستفتاء للصحراويين لتقرير مصيرهم في دولة مستقلة او الاندماج بالمغرب ويقترح منح الصحراويين حكما ذاتيا يتمتع بصلاحيات واسعة تحت السيادة المغربية كحل نهائي ودائم للنزاع. ويتوقع ان تبدأ الصحف المغربية اليوم الخميس بشن هجومات مكثفة على نظام حكم الرئيس الليبي معمر القذافي على ارضية الازمة الحالية لما بين النظام الليبي والصحف المغربية من حساسية منذ رفع الرئيس معمر القذافي لدعوى قضائية ضد صحف مغربية والحكم على ثلاث منها بغرامات مالية باهظة تتجاوز الـ 350 الف دولار. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  03 أوت 2009)  


مصر.. سكان المقابر منسيون في رمضان!


شريف الدواخلي القاهرة- نسج العنكبوت خيوطه الرفيعة على جدران منازلهم ليكون لهم صاحبا وانتشرت الحشرات فيها وكأنها لهم مؤنسً، وصارت الكلاب الضالة التي لا ينقطع نباحها شريكا لهم بالمسكن الذي شاركوا فيه الأموات رقدتهم.. إنهم نحو مليون ونصف مليون مصري لم يجدوا لهم مأوى سوى المقابر.. يشكون الفقر والإهمال لحالهم حتى في شهر الخير رمضان، عدا بعض المساعدات القليلة كان أبرزها إطلاق موقع عشرينات حملة بالتعاون مع جمعية « العالم بيتي » الخيرية لتوفير 550 شنطة رمضان و500 وجبة يومية لسكان المقابر. وفي مقابر الإمام الشافعي بحي الخليفة (شرق القاهرة) يقول عم سيد – مساعد تربي- الذي يعيش وأولاده الخمسة بحوش إحدى المقابر: « سمح لنا أصحاب المقبرة بالعيش هنا مقابل الاعتناء بالحوش، ونبقى بانتظار زيارة أهل الميت من وقت لآخر خاصة في الأعياد لنسترزق منهم ببضعة جنيهات، وزيارة بعض أهل الخير الذين يرأفون لحالنا وهم قليلون، حتى في رمضان الحالي لم يأتنا منهم إلا القليل ». أما أم محمود القاطنة في « الإمام الشافعي » أيضا والتي توفي زوجها وتعيش في بيت أقرب لبيت الزواحف من كثرة ما تلهو فيه من زواحف وحشرات فلا دخل لها سوى معاش 100 جنيه (18 دولارا) من وزارة الشئون الاجتماعية لا يكفي حاجتها الأساسية هي وبناتها الثلاث. وتحكي: « وزعت علينا فتاة كارت نحصل بموجبه على دعم عيني من أحد أعضاء مجلس الشورى (الغرفة الثانية بالبرلمان) بمناسبة شهر رمضان، وعندما ذهبت لمكتب النائب لأحصل على الدعم وجدته علبة سمن فقط، وهناك زحام شديد عليها ». طلبت من موظفي المكتب -تتابع أم محمود- « إعطائي السمن دون مزاحمة نظرا لكبر سني، لكنهم ردوا عليّ بأن المساواة بين أهل الدائرة واجب على نائب الشورى، ويجب أن أقف في الطابور مثل غيري، والحقيقة لا أحد يعيرنا اهتماما، لا أعضاء مجلس شعب ولا شورى ». أم هانم تتمنى الموت وتقسم أم هانم التي داهمتها الشيخوخة والعمى في آن واحد، ولا تستطيع حتى خدمة نفسها بعد أن تركها أولادها ضائعة في الدنيا « أتمنى أن أفتح القبر لأرقد مع الأموات وأرتاح من متاعب الدنيا، فليس لدي ما أعيش عليه سوى مساعدات زهيدة من الجمعية الشرعية، فضلا عن بعض التبرعات البسيطة لأهل الخير في هذا الشهر الكريم ». منزل عم سعيد -الذي فقد قدمه اليمنى في حادث- لا يختلف كثيرا عن جيرانه إلا أن عدد القوارض ربما أكبر قليلا، ويقطن معه أولاده الثلاثة وابنتاه، وعن معاناته يقول: « كنت عاملا في هيئة الآثار قبل أن يستغنوا عني، فاشتغلت صبي تربي لأنفق على أهلي، ويساعدني أبنائي الثلاثة في عمليات الدفن، علاوة على عملهم كشيالين للبضائع في منطقة الإمام الشافعي، وبرغم ذلك لا نستطيع أن نوفر حد الكفاف وما زلنا في حاجة لمساعدات كثيرة لنحيا بشكل آدمي ». روبابيكيا وعلى امتداد الطريق بين منطقة الإمام الشافعي والبساتين يسترعي نظرك ركام ضخم من « الكراكيب » على جانبي الطريق، ولو انحرفت ناحيته لفوجئت بشارع طويل يحيط بالمقابر عرضت فيه « الروبابيكيا » بجميع أنواعها، فضلا عن أكوام القمامة التي تعمي الأبصار، والأصوات الصاخبة التي تصم الآذان، فالناس في تلك المنطقة إما باعة جائلون أو شحاذون. ومن بين ركام القمامة تتحدث سماح قائلة: « المسئولون في مصر لا يكلفون خاطرهم ليعرفوا كيف نعيش، ماذا نأكل ونشرب أو نلبس، مما يزيد كراهيتنا لهم لأنهم يعاملوننا وكأننا درجة عاشرة، منبوذون لا يعبأ أحد بأمرنا، وحتى في شهر رمضان لا يقدم لنا الكثير نظراً لإحجام فاعلي الخير عن زيارتنا بعكس المناطق الحضرية التي تنال الكثير من الرعاية ». أما محمد – أحد الباعة الجائلين – فيقول إنه يعمل مع أبيه في أحد « أحواش » الإمام الشافعي عندما يكون هناك زيارة وفي غير ذلك يعمل بائعا في منطقة البساتين ليساعد والده في تحمل مسئولية الإنفاق بعد أن تخلى الجميع عنهم حتى أن المساعدات التي تعلن عنها الجمعيات الخيرية طوال اليوم لا ينال سكان القبور منها شيئا، على حد قوله. ولا تقتصر المشاهد السابقة على سكان مقابر الإمام الشافعي فقط، فما يعانيه هؤلاء يتجرعه سواهم من مليون ونصف مليون مصري (وفق عدد من الدراسات) يسكنون المقابر، وخاصة مقابر الإمام الليثي، والدراسة، والبساتين. حملة عشرينات وعلى الانترنت أطلق موقع « عشرينات » حملة لمساعدة سكان القبور خلال شهر رمضان الكريم، بالتعاون مع جمعية (العالم بيتي) الخيرية التي تعمل على خدمة سكان القبور في منطقة الإمام الشافعي. وتهدف الحملة إلى توفير 550 شنطة رمضان تضم كل منها (3 كيلوات أرز- 3 كيلوات سكر- 2 زجاجة زيت- علبة سمن وزن 1 كيلو- 1 كيلو مكرونة- صلصة- شعرية- عدس- تمر- شاي)، بالإضافة إلى مائدة رحمن تقدم 500 وجبة يومية لسكان منطقة الإمام الشافعي وما حولها. والحملة لا تقتصر على تقديم العون خلال شهر رمضان فقط، ولكن ستمتد للعيد ودخول المدارس وتستهدف إمداد 285 تلميذ وتلميذة من أطفال القبور باحتياجات المدرسة (ملابس- شنطة المدرسة- كشاكيل وكراسات وأقلام ومساطر)، وتقديم لبس العيد لـ355 طفل من أبناء أكثر الأسر فقراً. (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 03 أوت 2009)  

فتوى الشيخ عن حكم دفع الزكاة للمشروعات التي تهدف لدعم
المقدسيين ومدينة القدس، وعن حكم شد الرحال للقادرين من الفلسطينين

 


جواب السؤال الأول: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن اتبع هداه. (وبعد) الجهاد بالمال والنفس فرض على المسلمين: فإن الله سبحانه وتعالى فرض على المسلمين أن يجاهدوا بأنفسهم وأموالهم، إذا احتل العدو بلدا من بلادهم، وعجز أهل البلد أن يحرروا أرضهم. فإن عجز المسلم عن الجهاد بالنفس، فعليه أن يجاهد بماله، وأن يجاهد بلسانه، وأن يدعو لإخوانه المرابطين على أرض الجهاد والرباط، ويكون ردءا لهم من وراءهم. وقد نبهت كثيرا على أن ما يقدمه المسلم من مال لإخوانه المجاهدين المرابطين في أرض فلسطين: ليس تبرعا، ولا تطوعا، ولا تفضلا، ولا إحسانا منه، بل هو قيام ببعض الحق الواجب عليه. أما دفع الزكاة للفلسطينين، فقد بين الله مصارف الزكاة فقال: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة:60]، فالفسطينيون من مصارفها، وهم يستحقونها من أكثر من وجه، فمنهم الفقراء والمساكين، وهم كذلك أبناء سبيل، وهم مجاهدون في سبيل الله، وقد جعل الله سبحانه وتعالى من مصارف الزكاة الثمانية {وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ}، والمراد به الجهاد، فيعطى المجاهد من الزكاة ولو كان غنيا، تثبيتا له وإعانة على الجهاد.     دفع الزكاة للمشروعات المقدسية: ويدخل في هذا المعنى – {فِي سَبِيلِ اللَّهِ} – ما تقوم به مؤسسة القدس الدولية وغيرها من مؤسسات العمل الخيري، من مشروعات تهدف إلى نصرة الشعب الفلسطيني، وخصوصا في القدس، وتثبيته في أرضه. كما أن في الموارد الإسلامية الأخرى ما يمكن الإنفاق به على هذه المشروعات أيضا، مثل الجهاد بالمال، ومثل الصدقات التطوعية، والصدقات الجارية، ووصايا الأموات، والأوقاف، والمكاسب المحرمة على المسلم من فوائد البنوك وغيرها. جواب السؤال الثاني: أما شد الرحال إلى المسجد الأقصى لكل مستطيع من أهل فلسطين، ففيه تحصيل للثواب من أكثر من وجه: ثواب الصلاة في المسجد الأقصى: ففيه الصلاة في ثاني مسجد بني لعبادة الله على وجه الأرض، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: « المسجد الحرام ». قال: قلت: ثم أي؟ قال: « المسجد الأقصى ». قلت: كم كان بينهما؟ قال: « أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله، فإن الفضل فيه »[1]. وفيه ثواب شد الرحال إلى المسجد الأقصى، ففي الحديث المتفق عليه: « لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى »[2]. وفيه الخروج من خطيئته كيوم ولدته أمه، فعن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أن سليمان بن داود صلى الله عليه وسلم لما بنى بيت المقدس، سأل الله عز وجل خلالا ثلاثة: سأل الله عز وجل حكما يصادف حكمه فأوتيه، وسأل الله عز وجل ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأوتيه، وسأل الله عز وجل حين فرغ من بناء المسجد أن لا يأتيه أحد لا ينهزه إلا الصلاة فيه أن يخرجه من خطيئته كيوم ولدته أمه »[3]. المصلي في الأقصى له ثواب المرابط المجاهد في سبيل الله: كما أن المسلم الذي يخرج للصلاة في المسجد الأقصى – وهو يعلم أنه ربما اعتقل، وربما أصيب، وربما استشهد – مرابط له ثواب الرباط، الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: « رباط يوم وليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجرى عليه رزقه، وأَمِن الفتَّان »[4]. وهو كذلك مجاهد في سبيل الله له ثواب المجاهدين. لذا أدعو إخواننا الفلسطينين إلى مواصلة ما بدأوه، من فداء المسجد الأقصى بأموالهم وأنفسهم، فإن الله سبحانه وتعالى اختارهم ليرابطوا في هذه البقعة التي بارك الله حولها، ولم يفعل ذلك سبحانه إلا لحكمة. وقد روى أبو أمامة الباهلي، عن النبي صلى الله عليه وسلم: « لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم مَن خالفهم الا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك ». قالوا: يا رسول الله، وأين هم؟ قال: « ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس »[5]. وكثير من المسلمين من يتمنى أن يرزقه الله بصلاة مباركة في المسجد الأقصى المبارك، أو بشهادة على أعتابه. * * * نسأل الله أن يحرر المسجد الأقصى من قبضة اليهود، وأن ينصر إخواننا المجاهدين في – فلسطين عامة، وفي القدس خاصة – على عدوهم، وأن يثبت أقدامهم، ويربط على قلوبهم، ويهيئ لهم من أمرهم رشدا، وأن يفتح لهم فتحا مبينا، ويهديهم صراطا مستقيما، وينصرهم نصرا عزيزا.                                                                 يوسف القرضاوي   رئيس مؤسسة القدس ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين [1]- متفق عليه عن أبي ذر الغفاري.  [2]- متفق عليه عن أبي هريرة. [3]- رواه النسائي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وصححه ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في صحيح الجامع. [4]- رواه مسلم والترمذي والنسائي عن سلمان. [5]- رواه أحمد والطبراني في الكبير عن أبي أمامة، ورجاله ثقات.   
مكتب الشيخ القرضاوي  

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

28 juillet 2005

Acceuil TUNISNEWS 6 ème année, N° 1894 du 28.07.2005  archives : www.tunisnews.net مجموعة من الرابطيين المؤسسين لفرع تطاوين: توضيح للرأي

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.