الخميس، 26 أغسطس 2010

Home – Accueil

TUNISNEWS

10ème année, N°37447 du 26. 08 .2010  

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحفي الفاهم بوكدوس

ولضحايا قانون الإرهاب


كلمة:تجويع أعضاء الهيئة الشرعية لجمعية القضاة التونسيين

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان:إعـــــــــــلام

معزّ الجماعي:منع عدد من مناضلي جبنيانة و الشابة من الوصول إلى مدينة قابس

البديـل عاجل:نداء من والدة سجين الحوض المنجمي حسن بنعبدالله

البديـل عاجل:من هو حسن بن عبدالله؟

كلمة:فلاحون مستائون لعدم ادراج اراضيهم ضمن الأراضي المتضررة بالجفاف

كلمة:منتجو الحليب يشكون من رفض مراكز التجميع لمنتوجاتهم

حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ نشرة الكترونيّة عدد 149 – 26 أوت 2010

المرصد التونسي :يحدث في الإمارة النقابية بتطاوين :عضو مكتب تنفيذي يطرد من مكتب الكاتب العام ومحاولة للاعتداء عليه بحذاء.

منتدى:علي رمضان يضطر للإدلاء بتصريح جديد ضبابي و فضفاض و يواصل محاولة تمرير الإنقلاب على الفصل 10

منتدى:تصريحات علي رمضان شروع في الانقلاب على قانون المنظمة

توفيق العيادي:الفصل العاشر : أزمة الإتحاد … أزمة فصول أم أزمة عقول

الصباح:يوفر 20 مليون يوم عمل سنويا..قطاع الزيتون مهدد بالجفاف ومخاوف على أصول الأشجار

كلمة:إلغاء الاحتفال بمرور 75 سنة على تأسيس الرّشيديّة

الصباح:من الذاكرة الوطنية بورقيبة… رمضان والإفطار: السباحة ضد التيار

مغاربية:البرمجة الرمضانية تثير حفيظة التونسيين

الشيخ راشد الغنوشي في برنامج  » عفو التجربة » لقناة دليل الفضائية

خالد شوكات:العرب.. رجل مريض؟

د. علي محمد فخرو:الموضوعية العوراء

نواف الزرو :إسرائيل وحزب الله.. حرب الاستخبارات

محمد بن المختار الشنقيطي :الزوجة الإسرائيلية والجواري العربيات

العرب:مصر: لا تهديدات للسياح الإسرائيليين

الجزيرة نت:الشركة تشدد على أن الإجراء تقني اتصالات المغرب « تُطبّع » مع إسرائيل

القدس العربي:صورت المغربيات كمشعوذات يخطفن الخليجيين سلسلة كارتون كويتية تستنفر ساسة المغرب والكويت لتفادي تداعيات محتملة

الجزيرة نت:البرادعي وإخوان مصر.. شراكة فريدة

القدس العربي:الحزب الوطني يعلن ترشيح مبارك لانتخابات الرئاسة في العام 2011 ‘نعم اسم جمال مبارك مطروح مع آخرين’


Pourafficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

جويلية 2010

https://www.tunisnews.net/22Out10a.htm


تجويع أعضاء الهيئة الشرعية لجمعية القضاة التونسيين


حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 25. أوت 2010 بعد البيان التوضيحي الذي صدر عن الهيئة الشرعية لجمعية القضاة التونسيين ردا على تصريح رئيس المكتب غير الشرعي للجمعية الصادر بجريدة الصباح يوم 15 أوت 2010، استمرت حملة الاستهداف والتجويع ضد الهيئة الشرعية لجمعية القضاة، حيث ذكر المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية أن وزارة العدل وحقوق الإنسان عمدت في شهر جويلية 2010 إلى اقتطاع مبلغ 800 دينار من أجرة القاضي احمد الرحموني الرئيس الشرعي للجمعية، واتخذ قرار الخصم حسب بيان المرصد بناء على تقرير من المتفقد العام بوزارة العدل وحقوق الإنسان اثر استجواب مبني على تقرير سابق من رئيس المحكمة دون تمكين المعني بالأمر من الاطلاع على فحوى التقريرين ومواجهتهما. كماجاء في نفس البيان أن الوزارة اقتطعت مبلغ 1200د من أجرة القاضي الرحموني لشهر أوت 2010 دون استجواب ودون إعلام. وقد علمنا أنه تم اقتطاع مبلغ 1100 د من مرتب القاضي حمادي الرحماني عضو الهيئة. وتخضع القاضية ليلى عبيد زوجة القاضي الرحموني لممارسات مشابهة وكذلك بقية أعضاء الهيئة الشرعية للقضاة حيث يتم عقابهم من حين لآخر بالخصم من مرتباتهم، وكذلك نقلهم تعسفيا وابعادهم عن أماكن سكناهم، وذلك حسب ما ورد في البيان التوضيحي للهيئة الشرعية لجمعية القضاة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 25 أوت 2010)


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان 26 أوت 2010 إعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام


دخل عمال شركة المقاطع الكبرى بنزرت – فرع الهوارب في اعتصام مفتوح ابتداء من اليوم  بمقر التفقدية الجهوية للشغل بالقيروان، مطالبين بتحسين ظروف الشغل وبتوفير الحماية الأساسية. وكان عمال الشركة قد دخلوا في إضراب عن العمل منذ أكثر من أسبوعين ، اثر تعرّض زميلهم – وهو نقابي – لاعتداء بالعنف الشديد من قبل مسؤوله المباشر. إلى ذلك يواجه عمال المقاطع بصفة عامة مخاطر جمة نتيجة غياب التجهيزات الصحية الأساسية والحماية الضرورية أثناء الشغل. وقد تصاعدت وتيرة حوادث الشغل في السنوات الأخيرة  بسبب تضاعف الإنتاجية و كثافة الطلب لتحسين البنية الأساسية للطرقات، دون أن يؤثر ذلك كثيرا على تحسين الأجور أو توفير الوقاية اللازمة.

وهذه بعض حوادث الشغل في مقاطع الهوارب في الثلاث سنوات الأخيرة (المصدر: عمال المقاطع).

 

الاسم

سبب الحادث

نتيجة الحادث

· بوجمعة الديواني

· فتحي السالمي

· فرج النصري

· الهادي العقرباوي

· عزالدين الخليفي

· سالم بن حسين الخليفي

       – السيد بن إبراهيمالخليفي

· خميس البلومي

· منصف الخليفي

– سلسلة نقل الصخور

-انقلاب آلة حمل الصخور

– إصابته بصخرة

– انقلاب آلة حمل الصخور

– سلسلة نقل الصخور

– سقوط صخور

– استعمال آلة اللحام دون حماية

– استعمال آلة اللحام دون حماية

– سقوط صخرة

الوفاة

الوفاة

الوفاة

الوفاة

تمدد في الذراعين

بتر  الأطراف

ضرر بالعينين

سقوط  دائم بإحدى عينيه

بتر أصابع اليد

 

 

إننا نجدد دعوتنا الملحّة  للسلطة كي تلزم  أصحاب المقاطع باحترام قواعد السلامة وبالحفاظ على سلامة البيئة في منطقة الهوارب التي تضررت نتيجة انتشار الغبار واستعمال المفرقعات  وكذلك باحترام قوانين الشغل.

عن هيئة الفرع مسعود الرمضاني


منع عدد من مناضلي جبنيانة و الشابة من الوصول إلى مدينة قابس


عاجل : اتصل بي الآن رفاقي ( نزار بن حسين ،رشاد شوشان ، محمد فرح ، محمد بكار ، عبد الرزاق المكشر ) و ابلغوني  ان عدد مهول من قوات الشرطة اعترضت طريقهم في مدينة المحرس و منعتهم من الوصول الى ولاية قابس …. و مازلوا إلى حد الآن محجوزين في مركز الشرطة رغم انهم أكدوا لرئيس المركز أن هدف الزيارة خالي من أي طابع سياسي و مقتصر فقط على زيارة رفيقهم « معزّ الجماعي » للاطمئنان على صحته بعد تعرضه الى حادث مرور مروع ليلة البارحة .

معزّ الجماعي


نداء من والدة سجين الحوض المنجمي حسن بنعبدالله


 

سِتة أشهر تمضي دون ظلك الذي هو ظلي.

سِتة أشهر بلياليها لا يتردد فيها سوى صدى صوتك بيننا.

لا زلت أنتظرك متحدّية الموت، فلي الإيمان بأنك ستكون بين أحضاني قبل أن يسرقني الرحيل الأخير.

يوما بيوم أصارع الأمراض والفراق على أمل لقائك، فمتى ينتهي كابوس غيابك عني.

هكذا مرّت 6 أشهر ولا يزال ابني رهن الإعتقال في سجن « زرّوق » بقفصة من أجل تهمة كيدية وملفقة غابت فيها أدنى شروط المحاكمة العادلة. وها هو عيد الأفراح على الأبواب فهل سيكون حزينا وقاتما.

إني والدة حسن بنعبدالله المحكوم عليه ظلما بأربع سنوات سجن نافدة من أجل حقه في الشغل:

 أطالب سلطة الإشراف بإخلاء سبيله. 

 أناشد كافة مكونات المجتمع المدني في تونس وكافة الأحرار في العالم للوقوف إلى جانبي وجانب إبني.  مساندتي الدائمة في محنتي، خاصة و أن حسن هو سندي الوحيد.

خديجة بنعبدالله والدة السجين حسن بنعبدالله الرديف في 24 أوت

(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 25 أوت 2010)


من هو حسن بن عبدالله؟


ولد حسن بنعبد الله بمدينة الرديف سنة 1975، وزاول تعليمه بالمعهد الثانوي 2 مارس 1934، ثم التحق بجامعة صفاقس في قسم اللغة والآداب العربية سنة 1998 لينظمّ إلى الإتحاد العام لطلبة تونس كعضو بالمكتب الفيدرالي، وكان مرشّحه في انتخابات المجالس العلمية لدورتين متتاليتين، عرف خلالها بدوره البارز في مختلف المحطّات النضاليّة التي شهدتها الجامعة التونسية في تلك الفترة، وقد كان له دور فاعل في محاولة حل أزمة إتحاد الطلبة، كان عضوا باللجنة الجهويّة بصفاقس لمساندة حركة 18 أكتوبر ليتعرّض للإيقاف والتعنيف من طرف البوليس السياسي.

تحصّل حسن بنعبد الله على شهادة الأستاذية سنة 2004 ليلتحق بطابور المعطّلين عن العمل من أصحاب الشهائد العليا، فساهم في تأسيس اللجنة الجهويّة لأصحاب الشهائد المعطّلين عن العمل بقفصة ليشغل منصب نائب منسّق، ثم كان له دور بارز في تأسيس اللجنة المحليّة بالرديف فشغل صفة المنسّق، وشارك في اعتصامات أصحاب الشهائد في مدينة قفصة والرديف للمطالبة بالشغل فتمّ اعتقاله أكثر من مرّة وتعنيفه من طرف المجرم محمد اليوسفي في مناسبتين متتاليتين. كما ساهم في تأسيس مجموعة الرديف لمنظمة العفو الدولية وأنتخب منسقا لها.

لعب حسن بنعبدالله دورا محوريّا في تأطير التحرّكات الاحتجاجية السلميّة بالرديف منذ 5 جانفي 2008، فقد كان يوجّه المعطّلين في اعتصاماتهم ومسيراتهم المطلبيّة في شكلها السلمي تحت سقف الإتحاد المحلّي للشغل بالرديف إلى جانب المناضلين الملتزمين بقضايا التشغيل والتنمية بالرديف، فكان إلى جانب عدنان الحاجي وبشير العبيدي والطيب بنعثمان وعادل الجيار وعبيد خليفي وطارق حليمي. كما كان للتغطية الإعلامية التي قام بها بصفته مراسلا للبديل طوال تحركات الأهالي دورا كبيرا في إيصال صوتهم إلى الرأي العام الوطني والخارجي وفي كسر الطوق الإعلامي الذي حاولت فرضه السلطات حول حركتهم. كان الحكم القضائي في حق حسن بنعبدالله قاسيا وانتقاميّا، 10 سنوات سجن، ولا يعدو الأمر إلاّ أن يكون عقابا له على تغطيته لانتفاضة الحوض المنجمي وعلى أنشطته ونضاله في صلب الجمعيات وإتحاد الطلبة ثم إلى جانب المعطّلين من الشباب الذي يعاني التهميش والإقصاء، وهو ما عبّر عنه في حواره مع قناة الحوار التونسي بتاريخ 17 فيفري 2008.

يقبعُ حسن بن عبد لله مراسل البديل ومنسّق اللجنة المحلّية بالردّيف ونائب منسّق اللجنة الجهوية للدفاع عن أصحاب الشهائد المعطّلين عن العمل في سجن « زرّوق » بقفصة، وكانت محكمة الاستئناف قد أيّدت يوم 27 أفريل 2010 الحكم الصادر بحقّه بـ4 سنوات وشهر نافذة..

(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 25 أوت 2010)


فلاحون مستائون لعدم ادراج اراضيهم ضمن الأراضي المتضررة بالجفاف


حرر من قبل المولدي الزوابي في الإربعاء, 25. أوت 2010 صرح عدد من المزارعين بان مصالح وزارة الفلاحة استثنت تدخل الصندوق الوطني للضمان في عدد كبير من المناطق المتضررة بسبب الجفاف بالنسبة للموسم الفلاحي 2009 /2010. وعبر بعضهم عن استيائه من الاستثناء الذي طال كثيرا منهم في عدد من جهات البلاد من بينها بنزرت وباجة وسليانة وسيدي بوزيد وصفاقس وقابس والقصرين والكاف وجندوبة ونابل واريانة وغيرها مضيفين ان عدم ادراج اراضيهم ضمن قائمة المناطق المتضررة والتي تجاوزت الخمسمائة منطقة اكثر من نصفها بلغت نسبة الاضرار به 100 % ، سيزيد من اتعابهم ومعاناتهم لاسيما فيما يتعلق بالاستعدادات للموسم الفلاحي القادم اضافة الى ان عليهم ديون للبنوك والجمعيات وان تلك الجهات لم تقتنع بدرجة الضرر الذي لحقهم باعتبار وان التقريرالذي قدمته مصالح وزارة الفلاحة لم يتضمن مناطقهم المتضررة. واضاف بعضهم ان مصالح وزارة الفلاحة لم تعتمد معايير حقيقية لتحديد المناطق المتضررة ودرجاتها المتفاوتة كما انها اقتصرت فقط على المناطق المتضررة بسبب الجفاف متهمينها بعدم الشفافية. وفي ذات السياق افادت مصادر مطلعة ان وزارة الفلاحة تتعمد تغييب الية تعويض كان معمول بها في السابق في مثل هذه الحالات تعرف « بصندوق الاجاحة » غير انها لاتعمل بها رغم حصولها على دعم من عدد من الجهات. جدير بالذكر ان » شهادات الاجاحة » تمكن المتضررين من تدخل الصندوق الوطني للضمان وذلك بجدولة القروض وبتحمل الفوائض الناجمة عن تلك القروض وجدولتها حسب ما جاء في الامر عدد 1901 لسنة 2010. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 25 أوت 2010)


منتجو الحليب يشكون من رفض مراكز التجميع لمنتوجاتهم


حرر من قبل المولدي الزوابي في الإربعاء, 25. أوت 2010 صرح منتجون للحليب ان بعض مراكز التجميع بولاية جندوبة من بينها البراهمي والريابنة والعزيمة وغيرها رفضت خلال أيام 23 و 24 و 25 اوت الجاري قبول الاف الليترات من الحليب بتعلة ان مر كزية الحليب بالشمال الغربي « لينو » غير قادرة على قبول تلك الكميات المنتجة. وأفادت مصادر مطلعة ان رفض مراكز التجميع وشركة « لينو » للحليب المنتج يحصل أحيانا في اشهر، مارس و افريل وماي لوفرة الانتاج ولكنه لم يسبق ان تمّ في مثل هذه الاشهر المعروفة بتراجع الانتاج. من جهة اخرى صرحت مصادر نقابية ان ادارة الشركة بررت الرفض بضعف كثافة الحليب وهو ما دفع ببعض المنتجين الى التخلص من الكميات التي بحوزتهم في الطرق والاودية، فيما التجات شركة « لينو » الى تعيين مختصين تابعين لها للوقفو على عمليات قبول الحليب في مراكز التجميع مباشرة لاسيما امام رفض اصحاب تلك المراكز تكبد خسائر قالوا بانهم في غنى عنها. جدير بالذكر ان معدل قبول مركزية الحليب يوميا يتجاوز 350 الف لتر وان معدل انتاج الجهة في مثل هذه الاشهر يتراجع بنسبة لاتقل عن 30 بالمائة حسب مصادر فلاحية. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 25 أوت 2010)

 


حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ نشرة الكترونيّة عدد 149 – 26 أوت 2010


ندوة افريقية: شارك الرفيق محمد جمور عضو الهيئة التأسيسية لحزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ، وذلك بدعوة من الحزب الشيوعي في جنوب افريقيا، في اشاغل الندوة الثانية حول الديمقراطية في افريقيا التي انعقدت في مدينة جوهنزبورغ من 19 الى 21 أوت الجاري. وصادق المشاركون على عدد من اللوئح منها لائحة مساندة فلسطين ولائحة مساندة كوبا ولائحة مناهضة حضور الولايات المتحدة العسكري في القارة الافريقية عبر « الافريكوم ». وقرّر المشتركون الالتقاء بصفة دورية وانشاء كتابة عامة دائمة. كما قرّروا تنظيم لقاءات خاصة في افريقيا الجنوبية تعني بالشباب وبالمرأة. ويتقدّم حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ بالشكر للحزب الشيوعي في جنوب افريقيا وللمؤتمر الوطني الافريقي على الاستقبال الاخوي الذي خصّا به ممثل الحزب.

تونس، اذاعة جديدة: سينطلق بداية من النصف الثاني من سبتمبر المقبل بثّ قناة اذاعية خاصة جديدة، « شمس أف أم ». وهي تتبع شركة « تونيزيا برودكاستينج » التي ترأسها سيرين بن علي، ابنة الرئيس التونسي. وستكون « شمس أف أم » ثالث اذاعة خاصة في تونس الى جانب « موزاييك أف أم »، التي انطلق بثها سنة 2003 وهي لبلحسن الطرابلسي، اخ زوجة الرئيس، واذاعة « الزيتونة للقرآن الكريم » وهي لمحمد صخر الماطري صهر الرئيس.

تونس، تبادلات تجارية: كشف تقرير أن تبادلات تونس التجارية مع ثماني دول عربية هي مصر وسوريا واليمن والاردن ولبنان والمغرب وفلسطين والسودان سجلت تراجعاً خلال النصف الأول من العام الحالي بقيمة 350.3 مليون دينار تونسي اذ بلغ حجمها الاجمالي518.3 مليون دينار بنحو 358 مليون دولار، مقابل 868.6 مليون دينار خلال نفس الفترة من عام 2009. وأفاد تقرير احصائي قدم خلال الملتقي الاقليمي الثالث للاتحاد العربي لنقاط التجارة الذي عقد فى تونس حول موضوع « نقاط التجارة العربية ودورها في تعزيز وتطوير التجارة العربية البينية الكترونيا » أن تغطية تكلفة واردات تونس بعائدات صادراتها تراجعت إلى 110.9% خلال النصف الأول من العام الجاري 2010 مقابل 120.2% خلال نفس اللفترة من العام الماضي، كما أوردت وكالة الأنباء القطرية « قنا ». ولم يكشف التقرير لا عن قيمة عائدات صادرات تونس إلى هذه البلدان ولا عن قيمة تكلفة وارداتها.

ليبيا، نفط: ينتظر أن تبدأ شركة « بي بي » البريطانية قريبا التنقيب عن النفط في المياه العميقة بخليج سرت الليبي، بينما تسعى إلى تعويض ما تكبدته من خسائر بسبب التسرب النفطي في خليج الولايات المتحدة. وقالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية الاثنين الفارط على موقعها الإلكتروني إن الشركة -التي تضررت سمعتها بسبب ذلك التسرب- ستشرع هذا الخريف في حفر أول بئر بخليج سرت، ووصفت عملية التنقيب بأنها واحدة من عمليات الاستكشاف الكبرى التي تنفذها. وأضافت أن الحقل البحري الذي ستتم فيه عملية التنقيب يساوي مساحة بلجيكا، مشيرة إلى أن البئر الأولى التي ستباشر « بي بي » (بريتش بتروليوم سابقا) حفرها ستكون بعمق يزيد بمائتي متر عن عمق بئر ماكوندو في خليج المكسيك التي انفجرت في أفريل الماضي، متسببة في أكبر تسرب نفطي في تاريخ الولايات المتحدة.

فلسطين، اعتقال: قام جهاز الأمن الوقائي التايع لاجهزة أمن « السلطة الفلسطينية » ظهر يوم الثلاثاء 24 اوت 2010 باعتقال احمد المشعطي القائد العسكري لكتائب الشهيد ابو على مصطفى بمحافظة نابلس. عملية الاختطاف تمت بعد ان حاصر عناصر من الأمن الوقائي مرتدين الزي المدني احد المحلات التجارية في سوق الباله القريب من المجمع الشرقي في نابلس حيث كان يتواجد الرفيق المشعطي، وقد تم اعتقاله ونقله في سيارة مدنيه ترافقها مجموعه من افراد الاستخبارات العسكرية والامن الوقائي. وقالت المصادر ان قائد كتائب الشهيد ابو علي مصطفى والمعتقل المشعطي هو من الملاحقين والمطلوب تصفيتهم بقائمة التصفيات لدى الأحتلال، وانه ملاحق منذ عام 2006 بعد ان أفرج عنه في العام 2005 من سجون الآحتلال بعد قضاء سبع سنوات في المعتقل. والجدير بذكره ان الاعتقال ياتي في سياق خطوات التنسيق الأمني بين سلطة عباس والاحتلال لاجتثاث المقاومة في الضفة الغربية المحتلة فقد سبق ان قامت الاجهزة الامنية بالضفة الغربية باعتقال العديد من قيادات وكادرات الفصائل الفلسطينية المقاومة وعلى رأسهم الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القائد أحمد سعدات ورفاقه الاربعة أبطال عملية اغتيال الوزير الصهيوني العنصري زئيفي. عن اجراس العودة.

فنزويلا، تأميم: وافق البرلمان الفنزويلي الاسبوع الماضي على تأميم شركة « سيجوروس لابريفيسورا » إحدى أكبر شركات التأمين في البلاد والتي أغلقتها السلطات في ديسمبر 2009 للاشتباه في قيامها بأنشطة غير قانونية. ووافق البرلمان الفنزويلي أيضا على جزء من مشروع قانون إصلاح القطاع المصرفي يحظر على البنوك امتلاك شركات اعلامية.

كولومبيا، قواعد عسكرية: ابطلت المحكمة الدستورية الكولومبية مفعول الإتفاقية التي وقعتها كولومبيا مع الولايات المتحدة في نوفمبر 2009 للترخيص لقوات عسكرية أمريكية بإستخدام سبع قواعد في البلاد، والتي أبرمت دون موافقة البرلمان والمحكمة الدستورية، وجاءت بمثابة صدمة لهما وللشعب، الذين أخفت عنهم الحكومة الشروط السلبية الصارمة الواردة فيها.وأعلنت المحكمة الدستورية في قرارها أنها « تحققت من أن الأمر لا يتعلق بمجرد إتفاقية مبسطة (حسب إداعاءات الحكومة) ولكن بأداة قانونية تنطوي على إلتزامات جديدة على الدولة الكولومبية « ، وبالتالي « يجب أن تخضع لموافقة البرلمان ثم لمراجعة المحكمة الدستورية » قبل إبرامها. وكانت حكومات دول أمريكا الجنوبية قد اعلنت أن التراخيص الممنوحة للقوات الأمريكية في سبع قواعد عسكرية كولومبية تشكل خطرا علي المنطقة، وإعتبرت إن التواجد العسكري الأمريكي فيها يمثل قاعدة مراقبة تتحكم فيها الولايات المتحدة.

تأمين وقرصنة: جنت شركات التأمين العالمية ارباحا كبيرة من بيع بوليصات تأمين السفن من وقوعها في أسر القراصنة. وتزايد الطلب على بوليصات التأمين مع ارتفاع قيمة الفدية التي يتم تحويلها عبر شركات التأمين. وشركات التأمين البريطانية هي كانت أكثر المستفيدين وهو ما يفسر رفض الحكومة للوثيقة التي تعمل على صياغتها الأمم المتحدة لحظر دفع الفدية لاطلاق الرهائن.عن جريدة « إربي كا ديلي » الروسية 25 أوت 2010.

الأزمة الاقتصادية: يبدو إن الحالة السائدة في سوق العقارات الأمريكية والأنباء المقلقة من أوروبا تنذر ببداية أزمة جديدة كالتي حدثت قبل عامين. وأشارت صحيفة « فيدومستي » الروسية إلى أن عجز القطاع بلغ في الربع الأول أعلى مستوياته في عشرة أعوام مشكلا 48 % من مجمل القروض العقارية، وأن 8 حالات ركود من أصل 9 عاشتها الولايات المتحدة كانت بسبب القطاع العقاري حيث تكاليف بناء وتجهيز المباني يشكل 15 %  من الناتج المحلي. ويرى خبراء أن الاقتصاد الامريكي قد يكرر ذات المصير الذي عاشته اليابان وأن يقع في حالة كساد قد تمتد لعقدين. عن جريدة « فيدومستي » الروسية 25 أوت 2010. قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ info@hezbelamal.org للاتصال بنا : aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى SUBSCRIBE  للإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها  aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى UNSUBSCRIBEلفسخ الإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها   http://www.hezbelamal.org/ موقع حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ


يحدث في الإمارة النقابية بتطاوين : عضو مكتب تنفيذي يطرد من مكتب الكاتب العام ومحاولة للاعتداء عليه بحذاء.


طالب النقابيون في تطاوين  ومنذ صعود المكتب التنفيذي الحالي إلى دفة القيادة أي منذ قرابة 3 سنوات  بعقد هيئة إدارية جهوية لتدارس الوضع النقابي في الجهة  لكن القيادة النقابية الجهوية  كانت تتهرب باستمرار من هذا المطلب  واخيرا  تمت الاستجابة  الى بعض من هذا المطلب بعقد مجلس جهوي  وخلال هذا المجلس طفت على السطح الخلافات والتجاذبات التي تشق  المكتب التنفيذي الجهوي الى حد أن بعض النقابيين طالب بعقد مؤتمر استثنائي .

بعد هذا المجلس عمد الكاتب العام للاتحاد الجهوي الى تهميش وإقصاء كل معارضيه بمن  فيهم  أعضاء المكتب التنفيذي  الجهوي وأصبح يعقد الاجتماعات دون تشريكهم واستشارتهم  وبالتالي  تحولت اجتماعات المكتب التنفيذي الى اجتماعات على مقاس الكاتب العام  او ما اصبح يعرف بالمكتب التنفيذي المصغر .

واخر  ما وقع ان عضو   المكتب التنفيذي  المكلف بالقطاع الخاص دخل الى مكتب الكاتب العام  لترتيب جلسة  في شان نقابي يخص قطاعه إلا أن الكاتب العام حاول طرده وتصاعدت وتيرة النقاش في المكتب عندها  نزع عضو المكتب التنفيذي المكلف بالنظام الداخلي ونزع حذائه وهم بضرب زميله عضو المكتب المكلف  بالقطاع الخاص لولا تدخل كاتب عام نقابة اساسية  كان حاضرا لهذا المشهد النقابي السوريالي علما ان الكاتب العام خلال هذا النقاش الساخن حلف بأغلظ  الإيمان ان عضو المكتب المكلف بالقطاع الخاص  لن يحضر معه أي اجتماع  على طاولة واحدة مهما فعل .

تذكرنا هذه التصرفات وهذا المشهد ببعض من تصرفات  ملوك اوروبا  في القرون الوسطى مثل ملك فرنسا  الذي قال ذات مرة  » القانون هو انا  » وقد  خلفت  هذه الواقعة  استياءا كبيرا  لدى الشارع النقابي في تطاوين  وتندرا  أيضا بما ان بعض النقابيين اصبح يتحدث عن الإمارة النقابية في تطاوين بما ان الكاتب العام يتصرف وفقا لاهوائه  ودون الرجوع إلى قوانين  المنظمة  وأخلاق النقابيين. هل يتحرك الاتحاد العام لوقف  هذه المهزلة ؟  ويوقف هذه العربدة عند حدها …

نقابي تطاوين — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoiretunisien des droits et des libertés syndicaux


علي رمضان يضطر للإدلاء بتصريح جديد ضبابي و فضفاض و يواصل محاولة تمرير الإنقلاب على الفصل 10 عبر إعادة هيكلة الاتحاد  *****

علي رمضان لـ «الشروق»: أعضاء المركزية النقابية لم يطرحوا إلغاء الفصل 10


تونس « الشروق » :

تحكم المشهد النقابي الداخلي منذ مدة تجاذبات كثيرة هيمنت خلالها ملفات وعناصر كثيرة منها ما يتعلق بالهيكلة الحالية إضافة إلى موضوع الفصل 10 من القانون الأساسي الخاص بتمديد المدة النيابية لأعضاء المركزية النقابية.

وقد أثارت تصريحات السيد علي رمضان مسؤول النظام الداخلي ردود فعل كثيرة ومتباينة داخل وخارج الساحة النقابية.

« الشروق » حاورت علي رمضان المسؤول عن أهم الأقسام «السيادية» في الاتحاد في كل المواضيع والملفات التي تشغل بال الساحة النقابية وعن حقيقة موقفه من الهيكلة ومن الفصل 10 ومن المعارضة النقابية.   أثارت تصريحاتكم مؤخرا حول الفصل 10 ردود فعل متباينة ومعارضة لتوجهكم.

ما هي قراءتكم الحقيقية حول هذا الموضوع ؟

ـ لعلك تقصد ما ورد بجريدة «الصباح» فقد جاء ذلك التوضيح متأخرا ولقد كانت الغاية منه وضع المسألة في إطارها فالقضية الأساسية والمطروحة بإلحاح هي تطوير هيكلة المنظمة التي باتت أكيدة في ظل ما تشهده الحركة النقابية من متغيرات وتحولات.

إن النقد الذي أبديته كان موجها للذين يختزلون هيكلة المنظمة وما تطرحه من إشكاليات في الفصل العاشر بل في نقطة منه.

وحتى أضع الأمور في نصابها أستطيع أن اجزم أن أعضاء المكتب التنفيذي لم يطرحوا في أي هيكل من الهياكل الدعوة إلى إلغاء الفصل العاشر وخاصة النقطة المتعلقة بتحديد عضوية المكتب التنفيذي بدورتين وهو فصل لا يختزل في هذه النقطة وينبغي أن أوضح لك أن الفصل العاشر يضبط إضافة إلى الدورتين تركيبة المكتب التنفيذي وعدد أعضائه ومهامه والمشمولات والعلاقة بالهياكل.

ولابد أن أشير في هذا السياق أن تنقيح الفصل العاشر يندرج ضمن رؤية شمولية لإعادة الهيكلة التي كانت إحدى قرارات مؤتمر جربة الاستثنائي وكذلك المجلس الوطني بطبرقة وتم عرضها في مؤتمر المنستير لغاية مراجعة هيكلة الاتحاد ككل غير أن المزايدة الانتخابية والجو العام المشحون الذي ساد المؤتمر لم يسمحا بنقاش هادئ ورصين للمسألة. أضف إلى ذلك أن بعض العناصر واصلت في أسلوب المزايدة واتخذت من الفصل 10 «حصان طروادة» لتنسج الشائعات والادعاءات حتى تلهي القيادة والمنظمة بصفة عامة عن اداء دورها في معالجة الملفات الجوهرية والعمل على إرباكها والتشكيك في ما تحقق من مكاسب.

وإنني بصفتي المسؤول عن النظام الداخلي للمنظمة مدعو إلى إعداد مقترحات عملية ترفع إلى المكتب التنفيذي للنظر فيها وتعديلها ثم عرضها لاحقا على سلطات القرار للبت فيها فهذا موكول إلى قواعد المنظمة وهياكلها ومن الطبيعي أن تخلق مثل هذه المواضيع ردود أفعال متباينة ومتداخلة، بعضها هادئة وبعضها متشنجة وهي في كل الحالات تعد ظاهرة صحية تعمق الممارسة الديمقراطية داخل الاتحاد ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون عامل تفرقة أو شقاق، واعتبر هذا النقاش قوة دفع للمنظمة و مراكمة للخيار الديمقراطي وهذا محل اعتزاز النقابيين وافتخارهم.

بوضوح هل انتم مع الفصل 10 أو ضد الفصل 10 ؟

ـ أولا إن مهمتي ومهمة أعضاء المكتب التنفيذي هو العمل على احترام القانون الأساسي والنظام الداخلي ولست من الذين يتعاملون بانتقائية وانتهازية مع فصول القانون الأساسي وأحكامه ولا هي مسألة شخصية أو ذاتية فأنا حريص على تطبيق القانون الأساسي والنظام الداخلي دون تجزئة، ومن المفروض أن يقع الحديث عن الفصل 10 في كليته ومن جميع عناصره ليشمل كل الجوانب خاصة وان الانتقادات والاحتجاجات تتجه غالبا إلى المكتب التنفيذي مشيرين إلى المركزية المشطة والعلاقات البيروقراطية في التعامل مع بقية الهياكل.

أما إذا كنت تشير إلى هذا الفصل من جانب عدد الدورات النيابية لعضوية المكتب التنفيذي فأنا مع مبدأ التداول على المسؤولية وضرورة تقنينها وإنني لا أتعامل مع هذا الموضوع من منطلق ذاتي محكوم بالصراع على المواقع.

ما حقيقة وصفك بما يعرف بالمعارضة النقابية خارج هياكل الاتحاد بأنهم فاشلون خاصة وانك كنت سابقا وجها من وجوه المعارضة النقابية وكنت خارج هياكل الاتحاد إلى حين عودتك في مؤتمر جربة الاستثنائي ؟

ـ لابد أن نبتعد بداية عن المقارنة السطحية بين المعارضة في إطار المنظمات الجماهيرية وفي الاتحاد بالخصوص والمعارضة للسلطة السياسية والاختلاف واضح في طبيعة الصراع داخل مكونات المجتمع المدني والاتحاد جزء منها وبين أحزاب المجتمع السياسي فلكل جزء منهما منطلقاته وآليات إدارة الصراع داخله وأهدافه.

فالاتحاد العام التونسي للشغل باعتباره منظمة نقابية جماهيرية تمثل بالأساس طرفا اجتماعيا نشأت للدفاع عن مصالح العمال الوطنية والاجتماعية فمن الطبيعي أن تشهد خلال سيرورة النضال المعقدة تنوع الحساسيات المختلفة والمواقف المتعددة بسبب اختلاف المنطلقات وطرق التناول ولئن ظهر ذلك في البداية فقد تجلى بأكثر حدة بعيد الاستقلال وتواصل في الستينات والسبعينات والثمانينات والى الآن.

و إننا نعتبر أن الاختلاف والتنوع مثلا على الدوام عاملي إثراء لمسيرة الاتحاد النقابية وتطويرا لمواقفه وبرغم ذلك فإن القاعدة الأساسية في التعامل كما بينها التاريخ وأكدها الواقع المعيش تقوم أساسا على الوفاق والتضامن لبناء المواقف الاجتماعية الضرورية لتحقيق المكاسب الملموسة والحفاظ عليها وتدعيمها من خلال النضالات والمفاوضات غير أن ما شهده الاتحاد من أزمات حادة (خاصة 78 و85) سببها خرق المبادئ النقابية والانقلاب الأمر الذي شرع للنقابيين النزهاء الخروج عن القاعدة وتشكيل معارضة نقابية تعمل بعيدا عن الهياكل المنصبة من قبل السلطة فيما عرف بالشرفاء.

فقد اجمع النقابيون المخلصون في فترة 78 على التمسك بالقيادات الشرعية وبمقررات المؤتمر الرابع عشر وباستقلالية المنظمة وقاطعوا الهياكل المنصبة في الداخل والخارج باستثناء جماعة الإفتكاك، وتشكلت المعارضة خارج الهياكل المنصبة.

أما في 1985 فقد تمسك النقابيون المخلصون مرة أخرى بهياكلهم الشرعية ضد الشرفاء وواصلوا عملهم بشكل مواز دفاعا عن استقلالية المنظمة ولم تمنعهم السجون ومطاردات البوليس والبطالة والتضييقات من مواصلة المشوار النقابي دون كلل أو تباك أو استجداء لأحد مما شكل معارضة نقابية بعيدا عن التوظيف الفئوي الضيق. وقد تمكنت من رد الاعتبار للمنظمة الشغيلة واستقلالية قرارها رغم ما شاب ذلك من محاولات التأثير على نتائج مؤتمر سوسة من خلال المناورات التي لجأ البعض إليها سعيا إلى ضرب استقلالية المنظمة.

إن خط التبعية لضرب استقلالية الاتحاد وديمقراطيته نتجت عنه خاصة مؤتمر الكرم 93 ممارسات غير نقابية لضرب الخط النضالي ونهج الاستقلالية والديمقراطية من خلال تزكية السحباني أمينا عاما للمؤتمر وتنصيب نفسه رئيسا له وقد كنت بمعية مجموعة من المناضلين النقابيين النزهاء ضحية لذلك وقد شكل اغلبنا معارضة نقابية خارج الهياكل تفاعلت مع المواقف النضالية لبعض الهياكل النقابية داخل الاتحاد لخلق الظروف المواتية لمسار التصحيح النقابي لاحقا وانجاز مؤتمر جربة الاستثنائي على قاعدة الوفاق النقابي لإنقاذ المنظمة.

من هنا ينبغي التأكيد على الفرق الشاسع بين خط المعارضة النقابية التي عرفها تاريخ الاتحاد طوال مسيرته وما يزال باعتبار المعارضة والاختلاف في الرأي عامل قوة ودفع للمنظمة وبين هؤلاء الذين لفظتهم المنظمة لاختلاسات مالية وتجاوزات أخلاقية نظرت فيه لجنتا المراقب المالية والنظام وبت فيها المكتب التنفيذي فأولئك إذن لا يمكن اعتبارهم معارضة بل همهم الوحيد هو إرباك المنظمة لا تصحيح مسارها واللهاث وراء استرجاع المواقع والامتيازات.

هل من المنطقي بالنسبة إليك التحدث عن إمكانية ترشحكم في المؤتمر القادم في حين أن القانون الأساسي لا يسمح لك بذلك ؟

ـ أولا إني مطالب بصفتي الأمين العام المساعد المسؤول عن النظام الداخلي باحترام القانون وإنني لا أقبل لنفسي أي سلوك غير قانوني عن قصد أو عن غير قصد ومسألة الترشح لا ترتبط برغبة شخصية أو خاصة، وان ما ورد في تصريحي مؤخرا لم يكن صياغة دقيقة لما قلته حيث اعتبرت أني إلى الآن لا أعيش على وقع فكرة تجديد الترشح سواء بقى الفصل 10 أم نقح، وبالتالي لا مجال لطرحها والمزايدة بها أو عليها.

هل ترى أن الوقت حان فعلا لإعادة النظر في هيكلة الاتحاد العام التونسي للشغل ؟

ـ أولا إن مسألة الهيكلة ولئن طرحت خلال مؤتمر جربة الاستثنائي فإن الفكرة ظلت تراوح مكانها دون تفكير جدي ومعمق في صياغة مشروع بديل لتطوير هيكلة الاتحاد وهو ما ضيع علينا كثيرا من الوقت للبحث في هذه المسألة نتيجة الفهم الخاطئ وغياب الإرادة الفعلية لتطوير المنظمة وعلينا أن نتدارك ما فاتنا من الوقت الثمين وبكثير من الجرأة والشجاعة لبلورة مشروع تحديث المنظمة على أسس عصرية تتماشى والمتغيرات والمستجدات التي تشهدها الحركة النقابية وطنيا وعالميا.

واليوم ولكي لا نحشر في زاوية عدم الفعل خشية اتهامنا بمناسبة كل خطوة نخطوها باتجاه تطوير هيكلة المنظمة بأننا سنرتكب المحظور علينا التقدم عمليا بمشروع تطوير هيكلة الاتحاد لأن الهيكلة الحالية تشكو عديد النقائص والثغرات وقد عاينت بحكم مسؤوليتي مفارقات عجيبة لابد أن الفت الانتباه إليها هنا وهي تحتاج إلى ضبط تشريعي يؤدي إلى حل هيكلي من ذلك :

1) التمثيلية النقابية في سلطات القرار الوطني والجهوي (هيئة إدارية/ مجلس قطاعي/ مجلس جهوي/ مجلس وطني/ مؤتمر).

فتصور أن أكثر من ثلث أعضاء الهيئة الإدارية لقطاع ما لا يمكنهم المشاركة في أشغال المؤتمر الوطني لقطاعهم لا بصفتهم نوابا ولا ملاحظين بسبب طريقة إسناد النيابات وهم المؤهلون والأكثر قدرة على محاسبة المكتب التنفيذي القطاعي المتخلي.

2) الهيآت الإدارية كلها غير مخولة قانونا لمحاسبة المكاتب التنفيذية إذ كل ما لها من صلاحيات هو الدعوة لعقد مجلس قطاعي أو جهوي أو وطني لمحاسبة المكتب بشرط توفير الثلثين أضف إلى ذلك أن تركيبة المجلس الوطني للاتحاد لا تسمح بمشاركة أعضاء الاتحادات الجهوية والجامعات والنقابات العامة في أشغاله وهم الذين يعملون بشكل مباشر مع أعضاء المكتب التنفيذي الوطني ويحضرون أشغال الندوات السنوية للأقسام ويعدون مشاريعها وبرامجها.

3) تمثيلية المرأة والشباب في الهياكل حيث لم تسمح الهيكلة الحالية بتمكين هاتين الفئتين من التواجد في الهياكل بما يتناسب وتطور حجمهما في الاتحاد.

4) وضع القطاع الخاص ورغم تناميه المتسارع فان تمثيليته في الهياكل المسيرة وغيرها من التشكيلات ضعيفة خاصة وان شروط الأقدمية في غياب استمرار الشغل لابد أن تراجع في اقرب الآجال لضمان التوازن والعدل في التمثيلية ضمن هياكل الاتحاد.

واعتمادا على هذه العينات وغيرها كثير نقيم الدليل على الحاجة الملحة لاتخاذ تدابير عملية لإصلاح هيكلي حقيقي بعيدا عن الحسابات الضيقة والصراع على المواقع حتى نضمن شروط استمرارية المنظمة وتطورها وتجويد أدائها.

أجرى الحوار: سفيان الأسود

النشرة الإلكترونية لجريدة الشروق التونسية يوم  الأربعاء 25 أوت 2010 http://www.alchourouk.com/ المصدر  :  إعادة نشر منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية  » الرابط  : http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p  


تصريحات علي رمضان شروع في الانقلاب على قانون المنظمة


كما كان منتظرا جاءت تصريحات ومواقف علي رمضان الأخيرة ( الصباح 13/08/2010) لتعلن وبكل وقاحة الشروع في الانقلاب على قانون المنظمة النقابية وهي تصريحات تعبر عن موقف البيروقراطية النقابية الانقلابية التي أعلنته بالتصريح والتلميح (انظر حديث رضا بوزريبة في الغرض) وقد تعددت ردود الفعل المنددة بعلي رمضان لما أتاه من خرق سافر لقانون المنظمة وثوابتها التي تحدث عنها بإطناب في تصريحه المذكور .

لقد ذكر المسؤول عن النظام الداخلي أن »الفاشلين اختزلوا هيكلة الاتحاد في فصل وحيد (يعني الفصل العاشر) » وهو قول صحيح في المطلق لكن ما الذي يريده علي رمضان وجماعته فعليا من مراجعة الهيكلة النقابية للاتحاد غير الانقضاض على الفصل 10 وما صرح يه رضا بوزريبة في وقت سابق يؤكد هذا التوجه الذي برز في مؤتمر المنستير من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة التي خطط لها وأشرف عليها جراد ورمضان وشعبان ومن لف لفهم لولا يقظة النقابيين « الفاشلين » على حد تعبير علي رمضان. فهل ينسى النقابيون كيف صمتت البيروقراطية وأزلامها على مناقشة قضية هيكلة الاتحاد خلال أشغال المؤتمر لأن الجماعة في الحقيقة غير معنية بالهيكلة بل بإلغاء الفصل العاشر بأسلوب انقلابي خلال مؤتمر المنستير 2006 وربما خلال المجلس الوطني والمؤتمر القادمين للاتحاد ولذلك فالاختزال هو أسلوب المتباكين اليوم على الهيكلة النقابية  هم البيروقراطية وأزلامها من انتهازيين أطرافا كانوا أم أفرادا.

ادعي علي رمضان المسؤول عن النظام الداخلي في التصريح المشار إليه « أن مؤتمر المنستير أوكل للمجلس الوطني النظر في إعادة الهيكلة… » ليس هناك شك في أن هذا زعم مفضوح لرجل تخطي كل الخطوط الحمر في التعامل مع المسائل النقابية فهو يكذب على النقابيين ويزور الحقائق والقرارات فكيف للنقابيين أن يصدقوا هذا المسؤول عن النظام الداخلي الذي يعد « أمين سر » المنظمة النقابية والمؤتمن على تطبيق قوانينها ؟ إنها الطامة الكبرى أيها النقابيون.  لقد أوضح عديد النقابيين عبر شهادات موثوقة ما دار من نقاش وكيف رفض المؤتمرون بأغلبية ساحقة إحالة موضوع الهيكلة على المجلس الوطني للاتحاد وتمسكوا بالايقاء على الفصل العاشر وتم تدوين ذلك في محاضر الجلسات على مرآى ومسمع من الجميع. إن كل من يعمل خارج هذه الحقائق ويزعم عكس ذلك إنما يستخف بإرادة النقابيين و يستبلههم و لا يستحق أن يكون محل ثقة الشغالين أو مسؤولا في منظمة شعارها الديمقراطية والاستقلالية والنضالية ولنا أن نستغرب الصمت المريب على ادعاءات علي رمضان من أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد و بقية الهباكل النقابية.

يقول علي رمضان متحدثا عن المعارضة النقابية إن « حقيقة هؤلاء تكمن في البحث عن موقع ومنفعة لا غير… » ويضيف  » إن الأشخاص زائلون والمنظمة باقية » هناك جانبان مهمان « تنبه » إليهما علي رمضان « بعبقرية فذة وروح زهدية » أولهما أن المعارضة النقابية تبحث عن مواقع ليس إلا وبالتالي لا تحمل مشروعا حقيقيا لإصلاح الأوضاع النقابية لأته يعتقد في قرارة نفسه أن التصحيح النقابي قد اكتمل وأن الاتحاد يسير على أحسن الوجوه منذ أن حل هو أي علي رمضان محمولا على الأكتاف « عائدا مظفرا « إلى الاتحاد في مؤتمر جربة بعد فشله في مؤتمر الكرم2 لسنة 1993 وتحوله من نقابي « فاشل » إلى نقابي معارض « مناضل » جدا و »ديمقراطي »جدا؟؟؟ فهل يغيب على التقابيين دور علي رمضان قي تصفية النقابيين المعارضين لسياسة البيروقراطية النقابية ومواقف التزكية للخيارات السياسية والاقتصادية للسلطة وهروبه من مواجهة المواقف الحاسمة عبر صمت الصم والبكم ودعمه للنقابيين الانتهازيين. وثاني النتائج التي « توصل إليها » هي أن التداول على الكراسي أمر طبيعي وسنة من سنن الحياة لأنها لا تدوم ويكمن همه في حرصه على استمرار المنظمة النقابية وديمومتها بالتضحية من أجلها و »نكران الذات » وهو درس مهم للنقابيين وفي مقدمتهم هو لكنه سرعان ما سقط في تناقض مفضوح مع تلك « الحقائق « حين سئل  عن ترشحه للمؤتمر القادم وأجاب « مازال لم يحدد ترشحه من عدمه … » ؟؟؟ متجاهلا أن القانون الأساسي للمنظمة لا يسمح له ولزملائه السبعة بالترشح وكأن عقله الباطني قد حسم قضية الفصل العاشر الذي يمنعه من الترشح وهكذا نتبين أن تزوير الحقائق ودوس القانون أمر طبيعي في ذهن علي رمضان وجماعته وربما اعتقد في لحظة أن المجلس الوطني قد حسم أمره وأن الفصل العاشر أصبح من الماضي  والقرار قد اتخذ حين أقر بترشحه في المؤتمر القادم فأي منطق هذا ؟ وأي قيادة نقابية هذه التي تتمسك بالاستمرار في قيادة المنظمة النقابية وهي تعبث بالقانون وتسطو على إرادة النقابيين …؟ وهل يأتمن النقابيون والعمال على مصالحهم لهؤلاء الانقلابيين الذين لا يترددون لحظة في تزييف كل شيء من أجل الكراسي و المنافع والجاه إنه الانقلاب على المنظمة أيها النقابيون فلتتجندوا للتصدي لتلك المشاريع الاستبدادية المتخلفة.

تونس في 24 آوت 2010 نقابي حر   المصدر  :  منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية  » الرابط  : http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p  


الفصل العاشر : أزمة الإتحاد … أزمة فصول أم أزمة عقول   25 أوت 2010 


توفيق العيادي

لا شك أن الإتحاد العام التونسي للشغل قد مثل منذ نشأته في أربعينات القرن الماضي ركيزة أساسية وحجر زاوية في تبني قضايا الشغيلة والدفاع عنها والإهتمام بالقضايا الوطنية والنضال من أجل دولة حداثية , سعيا لتحقيق قدر من الديمقراطية يعبر ضمنه المواطن التونسي -والعامل منه بالخصوص -عن رأيه ويدافع ضمنه عن مصالحه دون خوف أو خشية من أحد وقد دفع النقابيون في كل الأجيال المتعاقبة ثمن ذلك من حياتهم وحرياتهم  حماية ودفاعا عن المكتسبات التي تحققت في ظل وبفضل هذه المنظمة العتيدة … كما لا تزال هذه المنظمة (اتحاد الشغل ) تشكل ملاذا لمعظم الوطنيين والمناضلين والحالمين بقدر من الكرامة والحرية والعزة للوطن والمواطن .. وهي أيضا قبلة لكل من ضاقت بهم سبل السياسة -وما أضيقها في بلدنا -فتوافدوا على منظمة يعتبرونها مكسبا لا يمكن التفريط فيه – وليس أدل على ذلك من أحداث أواخر السبعينات و منتصف الثمانينات – وما كان من هذا الإقبال إلا أن زادت المنظمة بهم قوة وازدادوا هم بها صلابة ما جعل من هذه المنظمة قادرة على صد كل محاولات الإقتحام والتهميش والتبعية لتبقى هيكلا مدافعا عن العمال وضعاف الحال , حريصا على احترام الديمقراطية وتداول المسؤولية , داعما للحوار في قضايا الشأن الوطني ضد كل أساليب التفرد والإحتكار.

إن منظمة بحجم الإتحاد العام التونسي للشغل وبتاريخه النضالي والوطني لا يجوز لها إطلاقا أن تتحول من مدافع عن الديمقراطية إلى مشوه لها ومن مناهض لإحتكار القول والموقع إلى مكرس له ومن جامع وموحد لصفوف النقابيين إلى شاق ومبعثر لها . يحدث ذلك عندما يتم التلاعب بالقصد والإضمار في قوانين المنظمة بالزيادة أو بالنقصان لفائدة شخص أو مجموعة أشخاص استنادا إلى حجج أقل ما يقال فيها أنها واهية.

إن بعض الدعوات الصريحة أو الخفية للتلاعب بقوانين المنظمة يمثل خطأ فادحا وخطرا محيقا لا بالمنظمة فقط وإنما بالبلاد ككل لجهة كونه ( التلاعب ) سيمثل تراجعا وارتدادا عن خطوات وأشواط دفع التونسيون لقطعها أثمانا باهظة , كما سيزيد من إهتزاز الثقة بين المنظمة (ممثلة في مركزيتها ) وبين قواعدها وبقية هياكلها ويدفع بالجميع في دوامة يأس من جدوى العمل النقابي ينضاف إلى حالة اليأس العامة من جدوى العمل السياسي ما قد يسبب حالة من الفراغ يستفيد منها السماسرة والتجار .   من هذا المنطلق إذن نناشد الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل  السيد عبد السلام جراد والسادة أعضاء المكتب التنفيذي الأمناء العامون المساعدون بأن لا يسمحوا بمثل هذا التلاعب وفاء لمبادئ المنظمة والتزاما بالخيار الديمقراطي وتكريسا لمفهوم التداول على المسؤولية وأن يتخذوا  من نيلسن مانديلا   أسوة لهم في ذلك .. لا الزعماء العرب.   المصدر  :  منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية  » الرابط  : http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p


يوفر 20 مليون يوم عمل سنويا ..قطاع الزيتون مهدد بالجفاف ومخاوف على أصول الأشجار


يعيش قطاع الزيتون حالة جفاف حادة، حيث يتعرض منذ سنتين متتاليتين إلى نقص كبير في الأمطار، خاصة أن نسبة 90 في المائة من الأراضي التونسية المزروعة زيتونا تقع في مناطق شبه جافة هي الساحل والوسط والجنوب التونسي. ولئن لم تسجل صابة هذا الموسم من الزيتون سوى نتائج قريبة من المتوسط نتيجة تأثرها بالعوامل المناخية الحادة التي عرفتها، حيث لم تتعد كميات الأمطار التي شملتها معدل 60 مليمترا على أكثر الجهات خلال الـ 9 أشهر الأخيرة، فإن تأثير نقص الأمطار طال خلال هذه الفترة شجرة الزيتون ذاتها باعتبارها تعيش عطشا حادا دام لعدة أشهر. وتعتبر نسبة 95 في المائة من الزياتين التونسية بعلية، ترتوي من الأمطار، وهي تتأثر بانحباسها كلما كانت السنة جافة مثلما هي عليه هذا الموسم. ويمثل القطاع مرتكزا أساسيا في الفلاحة ، حيث أنه الأوسع على مستوى مساحاته نظرا لسعة أراضيه التي تحتل معظم مناطق ولايات الساحل لتمتد إلى كامل الوسط والجنوب التونسي وأجزاء من الجهات الشمالية للبلاد، وهي تمسح في مجموعها 16 فاصل 4 مليون هكتار، يوجد بها ما يناهز 188 مليون شجرة منتجة. كما أنه تشغيلية هذا القطاع السنوية تصل إلى 20 مليون يوم عمل، تستقطب في نشاطاتها المختلفة 269 ألف ما بين فلاحين ويد عاملة فلاحية. ونظرا للظروف الصعبة التي يمر بها قطاع الزيتون عامة، فإن فلاحي هذا القطاع يعيشون تخوفات كبيرة على أصول الزيتون ذاتها، مما حدا بالعديد منهم إلى تطعيم الزياتين بكميات من مياه الآبار الجوفية والسطحية، وخاصة منها الزراعات الحديثة من مشاتل الزيتون التي لا تتحمل عطشا متواصلا على امتداد أشهر طويلة. وعملية ري أشجار الزيتون التي شجعت عليها وزارة الفلاحة والموارد المائية في عديد الجهات، من خلال دعم للفلاحين، ويساندها كذلك اتحاد الفلاحين تبقى متصلة ـ حسب ما أفادنا به بعض المطلعين ـ خاصة بأنواع مشاتل الزيتون الصغيرة التي تمت زيارتها خلال السنوات الأخيرة، وهي من فصيلة أجنبية اسبانية وأمريكية يجرى اعتمادها لتجديد قطاع الزيتون دون سواها. أما بخصوص غابات الزيتون الأخرى، فإن عملية ريها تتطلب إمكانيات واسعة، وكميات تقدر بعشرات الملايين من الأمتار المكعبة من المياه، علاوة على كلفتها العالية جدا من العتاد واليد العاملة، كما أنها قد تتطلب أيضا مدة زمنية طويلة لتغطية كافة الجهات المزروعة زيتونـا، علاوة على الامكانيات المحدودة من مياه السدود التي تبقى الحاجة ملحة إليها للشراب وري أنواع الزراعات الفلاحية الأخرى ذات الأولويـة. ولعل الأمل يبقى قائما في أمطار خريفية خلال الأسابيع القليلة القادمة لتبديد مخاوف الفلاحين بخصوص الوضع الحرج الذي تمر به غابات الزيتون التي نال منها العطش إلى حد كبير. علي الزايدي أنواع الزيتونة في تونس وخصوصياتها تتعدد أصول الزيتون في تونس لتشمل أنواعا متعددة مثل  » الناب » و »الزرص » على وجه الخصوص وغيرها من الأنـواع المهجنة، غير أن النسبة الكبرى من زراعات الزيتون تبقى قائمة على ما يعرف بـ « الشملالي ». وهذا النوع الأخير من الزيتون تصل نسبة زراعته إلى 70 في المائة، ويحتل مناطق الساحل وشواطئها وكذلك سهول الوسط الرملية والجنوب التونسي. أما نوعية « الناب » و »الزرص » المشار إليها فإن نموها يكون خاصة في جهات الأراضي الطينية التي تكون مائدتها المائية قريبة على اعتبار أنها لا تقبل بجفاف حاد، مثل نوعية الشملالي التي تقاوم حالات نقص الامطار. وتتوفر بتونس أنواع أخرى من الزيتون يعرف في الوسط الفلاحي يزيتون الطاولة، وهو يتميز بحجمه الكبير ، ويبقى إستهلاكه موجها إلى التصبير والملوحيات، ويوجد منه فصائل كثيرة لعل أبرزها ما يعرف بالأكتوبري. كما تم مؤخرا زراعة أنواع من الزيتون المجلوبة مشاتلها من أسبانيا وأمريكا (كاليفورنيا)، وهي نوعية لها خصوصيات أخرى من حيث حجم الشجرة الصغير، مردوديتها السنوية العالية، لكنها تبقى أشجارا سقوية. ع. الزايدي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 26 أوت 2010)


إلغاء الاحتفال بمرور 75 سنة على تأسيس الرّشيديّة


حرر من قبل نزار في الإربعاء, 25. أوت 2010

تمّ الغاء فعاليّـات الاحتفال بالذّكرى 75 لتأسيس الفرقة الموسيقيّة الرّشيديّة المزمع انعقادها في هذا الشّهر، ورفضت إدارة الفرقة الاحتفال بهذه المناسبة احتجاجا على السّلطات الّتي ارتجلت في عمليّة الاستعداد للإحتفال، معتبرة أنّ الفرقة الرّشيديّة تستحق اهتماما أكبر بها وحفلا محترما بعيدها الخامس والسّبعين بعيدا عن المجهودات الشّخصيّة والارتجال ولامبالات المسئولين. وقال المدير الفنّي للفرقة في تصريح لعدد من وسائل الاعلام: « مثل هذا الموعد لا يمكن أن يحتمل الارتجال والإعداد المتسرّع دون تنسيق أو تخطيط ». وكان من المفترض أن تقام أيام احتفاليّة تشارك فيها وفود مغاربيّة تتخلّلها معارض وثائقيّة وعدّة نشاطات. وتعتبر الرّشيديّة من أعرق الفرق الموسيقيّة التّونسيّة وهي مدرسة موسيقيّة قدّمت الكثير للموسيقى العربيّة منذ تأسيسها. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 25 أوت 2010)


من الذاكرة الوطنية بورقيبة… رمضان والإفطار: السباحة ضد التيار


في بيان ثالث ألقاه يوم 26 فيفري 1960 أمام إطارات جهة الساحل في قصر بلدية سوسة أقر الزعيم الحبيب ضمنيا بأنه يسبح ضد التيار «إني أعرف أن هناك أناسا يحيطونني بالعطف والتقدير والإكبار ولكنهم يتألمون عندما يرونني أخوض هذه المعركة الجديدة(…). تعرضت في بيان يوم 5 فيفري بمناسبة قرب شهر رمضان إلى العادات التونسية المألوفة في مثل ذلك الشهر، ودعوت إلى ترك تلك العادات. وذكرت أني لا أدعو إلى ترك الصيام وانما قلت ان رمضان يجب ألا يقعد المواطنين عن العمل المنتج الصالح وإنه عندما يفضي الصوم إلى جعل الأبدان عاجزة عن القيام بالأعمال المألوفة وعن المساهمة في الجهاد الاقتصادي والاجتماعي فإنه لا حرج من الإفطار». أحكام الدين ومن ثمّة ينطلق في تهجمات عنيفة على «الذين يرتدون الجبة والبرنوس والعمامة بدعوي أنهم من رجال الدين وانهم متضلعون في أحكامه، ناطقون بلسانه، مجتهدون في شعابه، وهؤلاء نقول لهم اننا نعرف أحكام الدين ونشرحها للناس وهي جلية لا تستدعي مقدارا كبيرا من العلم، فالدين الإسلامي دين سماحة ووضوح يتيسر لكل فرد أن يفهم مزاه ومرماه دون حاجة إلى مراجعة الكثير من المصففات والحواشي، وقد أكد لي كثير من الشيوخ أن لي الحق بوصفي رئيسا للدولة أن أبحث عن المصلحة حيثما وجدتها، فإذا وجدتها في العمل المستمر والحماس المتّقد والإخلاص في ذلك العمل، فإن الدين لا يمكن أن يكون حائلا دون ذلك، وقد أقمت الحجة على أن الدين كما يستفاد من السيرة النبوية يؤيد هذه النظرية. أما أولئك الذين يقولون خلاف هذا، فهم يأتون إفكا وبهتانا، وقد اجتمعت بكم اليوم لأحدثكم عن مظاهر الدعاية المغرضة…». وكان يقصد بذلك مواقف الرفض التي قوبلت بها الدعوة إلى الإفطار رغم محاولة إيجاد غطاء ديني والزج بالمشائخ والفقهاء في تلك المسألة «ولا يسعني إلا أن أنوه بكل اكبار وتقدير بالمواقف النزيهة التي وقفها الكثير من المشائخ والفقهاء. رموز الزيتونة وفي المقابل استهدف بعض رموز الزيتونة، وعلى رأسهم الشيخ محمد الطاهر بن عاشور الى وابل من التهجمات الى حد اتهامهم بـ«التساهل عندما أفتوا بإباحة الفطر للجنود الذين حاربوا لفائدة فرنسا المستعمرة أثناء الحرب العالمية الثانية»، واستظهر بوثيقة تلك الفتوى، ووثيقة أخرى قال انها تنص على فتوى أخرى في «إباحة الفطر للعملة الذين كانوا يعملون لفائدة فرنسا أثناء الحرب العالمية الأولى». ويظهر واضحا من السياق الذي استظهر فيه الزعيم الحبيب بورقيبة بتلك الوثائق أنه كان في حالة قصوى من الحنق لاداركه بلا شك أنه لم يستطع فرض ما كان يريد فرضه وانتزاعه من الفتاوى وهو الذي كان في ذهنه أن يقتدى به آخرون في المجتمعات الاسلامية «وقد علمت أن المسؤولين في الباكستان وغيرها يتطلعون الى ما أنجزته تونس في هذا الميدان، وأبلغني سفرائي في الخارج أن الأغلبية الساحقة من المفكرين لدى تلك الشعوب تتفق معنا في الرأي ولكنهم يحجمون عن قطع الخطوات الايجابية، قائلين ان ما يستطيعه بورقيبة في تونس لا يستطيعونه في بلدانهم». تراجع..! وأنهى الزعيم الحبيب بورقيبة بيان 26 فيفري 1960 بتأكيد تمسكه بمواقفه مع شيء من التراجع «إننا لم نفرض الافطار على الناس، ومن استطاع الصيام فإن الله يجزيه خيرا اذا شاء أن يجمع بين العمل والصوم. أما من لم يستطع ذلك، ومال الى الافطار، فإنه يجب ألا يتعرض الى أذى يجعله يركن الى الافطار في معزل عن الانظار ويسلك مسالك النفاق مما يحط من قدر الدين ومقامه». رؤية الهلال وأعلن الزعيم الحبيب بورقيبة في ذلك البيان عن قراره رؤية الهلال بالطرق العلمية «كان الأمر متوقفا في الحجاز في بدايات الاسلام على رؤية الهلال بالعين المجردة لانعدام وسيلة أخرى، أما اليوم فلنا أن نضبط ساعة ظهور الهلال بدقة نتيجة ضبط سير القمر ودورانه لاسيما بعد ان اهتدى العلماء الى توجيه الصواريخ الى القمر دون أن تحيد عن طريقها الممتد آلافا من الكيلومترات. وقد ذكر لي بعض الاخوان أن البايات كانوا يتشاءمون من العيد يوم الجمعة ويتطيرون منه ويعتقدون أن العام لا ينقضي حتى يلقوا حتفهم، هذا ما وصلنا اليه وهذا هو الحضيض الذي بلغناه»… محمد علي الحباشي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 26 أوت 2010)


البرمجة الرمضانية تثير حفيظة التونسيين 2010-08-25 هناك انقسام في صفوف المشاهدين التونسيين حول أحد البرامج التلفزيونية.هل هي كوميديا أو تسخر من صفاقس؟


منى يحي وجمال عرفاوي من تونس لمغاربية – 25/08/10 [جمال عرفاوي] المسلسل التلفزيوني التونسي يوسف الصديق وبرامج رمضانية أخرى تثير جدلا حادا.

قد يتغير المحتوى من سنة لأخرى لكن هناك سمتان حول برامج القنوات الحكومية والخاصة خلال شهر رمضان المبارك وهي ارتفاع نسبة المشاهدة والجدل حول البرامج.

و اثار مسلسل « نسيبتي العزيزة » الذي تبثه قناة نسمة تي في ذات توجه المغاربي، جدلا واسعا بين التونسيين، بسبب استعمال احدى بطلات هذه السلسلة، الممثلة « منى نور الدين » وهي ام زوجة البطل في المسلسل، اللهجة المحلية لمحافظة صفاقس بالجنوب الشرقي للعاصمة التونسية.

بعض سكان صفاقس لا يرون هذا الجانب الفكاهي.

يقول مراد كمون من جهة صفاقس « ما يقدمه المسلسل صورة مغلوطة عن سكان المنطقة واعتداءا على ثقافتهم، لذا يجب وقف المسلسل ».

فيما يرى بعض النقاد أن المسلسل يتهكم على اللهجة المحلية.

وهو الرأي الذي فنده، مروان بلغيث، موظف حين قال لمغاربية « هذا غير صحيح، انا زوجتي من صفاقس، وهم في تلك المدينة يتكلمون بتلك الطريقة ».

و بسرعة، تكونت مجموعات على الصفحة الإجتماعية الفايس بوك، فاقت 8 آلاف من جهة صفاقس، طالبوا بوقف بث المسلسل وسحب الإشهار منه.

من جهتها سارعت قناة نسمة تي في في استضافة الممثلة منى نور الدين، لتوضيح موقفها في برنامج « ناس نسمة » الذي يديره المنشط فواز بن تمسك.

واعتبرت منى نور الدين في حوارها بالبرنامج انها لا ترى أي مانع في تقمص شخصية من إحدى الجهات التونسية، مشيرة الى ان توجه القناة المغاربي يدفعها الى التعريف باللهجات المحلية لكل الجهات والمدن التونسية بهدف تقريب الشعوب.رو نفت الممثلة التونسية وجود أي سوء نية لتشويه صورة أبناء الجهة.

و في آخر تطورات هذه القضية فقد وصف بيان صادر عن القناة تلقت مغاربية نسخة منه، الجدل القائم حول المسلسل، ب »زوبعة في فنجان ». و ارود البيان « أربعة من أبطال المسلسل (سفيان الشعري وسوسن معالج وفرحات هنانة وخالد بوزيد) من أصل صفاقسي علاوة على اشتراك فرحات هنانة في كتابة السيناريو مع يونس الفارحي.

و لم يسلم بدوره مسلسل « كايتينغ » للمخرج سامي الفهري الذي تبثه قناة تونس 7 العمومية من سهام النقاد، والمواطنين التونسيين سواء في الصحف او الشارع او صفحات الفايسبوك. وهذه المرة ليست اللهجة المحلية هي السبب . واشتكى بعض المشاهدين من احتواء المسلسل على ايحاءات جنسية، و لغة اعتبروها لا تتماشى وشهر رمضان الكريم.

حسيبة الساحلي صحفية تونسية قالت إنه عوض المسلسلات التافهة مثل كاستينغ فإن « المسلسلات الدينية على غرار المسيح ويوسف الصديق فعلا اعمال رائعة وتستحق المشاهدة ».

لكن يوسف الصديق هو الآخر موضوع دعوى قضائية. (المصدر: موقع « مغاربية »الإلكتروني (ترعاه القيادة العسكرية الأمريكية الإفريقية المشتركة) بتاريخ 25 أوت 2010)


الشيخ راشد الغنوشي في برنامج  » عفو التجربة » لقناة دليل الفضائية http://www.vimeo.com/14447711


العرب.. رجل مريض؟


خالد شوكات GMT 6:02:00 2010 الخميس 26 أغسطس يتحدث محللون عن قرب قيام دولة حوثية في صعدة اليمن، كما يضغط قادة ما يسمى باليمن الجنوبي سابقا منذ سنوات إلى إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل سنة 1990، و فك الارتباط مع صنعاء في أقرب الآجال. و في هذه الصنعاء يبدو أن الرئيس علي عبد الله صالح مصر أن لا يغادر الحكم حتى ينقض عروة عروة كافة إنجازاته، الوحدة والديمقراطية و الاستقرار، وما فتئ نظامه يتذرع بأسباب شتى في تسويف المطالب الإصلاحية الحقيقية، مرة بحجة الحوثيين، وأخرى بحجة الحراك الجنوبي، وثالثة بحجة القاعدة.

و على الضفة الأخرى لباب المندب، عاد الصومال إلى عصور ما قبل الدولة، و غدا أرضا مراحا لتنظيمات دينية متطرفة، وساحة أخرى يصفي فيها إبن لادن حساباته مع الولايات المتحدة، و لم يفلح الرئيس الإسلامي المعتدل شريف أحمد في تجاوز عقدة من سبقه من رؤساء قرروا بعد عام أو اثنين الفرار بجلدهم، وتحقيق سابقة في العالم العربي، أن يستقيل الرئيس من نفسه،كما فعل عبد الله أحمد يوسف، لا غيلة أو كالبعير على فراش الموت.

و إلى الشمال الغربي من هذا البلد العربي الأفريقي المسلم، سينتهي السودان على أيدي نظامه الإسلامي الورع والتقي إلى التلاشي، فبعد قيام دولة الجنوب في سنة 2011 إن جرى الاستفتاء طبعا، ستقوم دولة دارفور، وربما دول أخرى كثيرة، ما دام الفريق عمر البشير ما يزال يعتقد في انقلابه ثورة إنقاذ، وما دام أعوانه من قادة الحركة الإسلامية يزينون له السربال الذي سربله الله إياه حتى لا ينزعه، إلى آخر نبض في القلب إن شاء الله.

مصر رأس العرب ضائعة بامتياز، والمصريون تطحنهم الأزمات، ولم تفلح « زهرة الخشخاش » المسروقة، وكافة أنواع الحشيش، في أن تنسيهم البطالة والفقر والخصاصة و الهوان والتوريث و فيروس سي، و قد ارتهن مستقبلهم بصحة السيد الرئيس و طموحات الإبن غير الضال و مصالح طبقة المفسدين من محدثي النعمة وانقسام المعارضة و عدم إجماعها على مشروع وطني للتغيير وتربص الفتنة الطائفية في ظل ضمور المشاعر الوطنية.

أما ليبيا فقد أعادها السيد العقيد، وهو ليس رئيسا كما يزعم، إنما يرأس الشعب نفسه بنفسه، إلى زمن ما قبل المؤسسات والدولة والدستور والقانون، وكل زائر لها يحار في من يملك السلطة فيها، فيما يقول المعارضون أن أخطر ما في موضوع الحكم الجماهيري العتيد أنه كرس ثقافة الفوضى، وإن كتب للشعب الليبي الإفلات من مصير التوريث المراد، فإن أمامه عقودا حتى يستعيد النفس العادي لمجتمع يعيش في القرن الحادي والعشرين. و في تونس يبدو الرئيس زين العابدين هو الحقيقة الوحيدة في الحياة السياسية، وأن ما دونه من حكومة وبرلمان ومجالس محلية بلا نكهة أو طعم أو رائحة، وعلى الرغم من أن مسلسل التوريث لم يتضح بعد على غرار الوضع في مصر، وبدرجة أقل في ليبيا، فإن العائلة الرئاسية مصممة على أن لا يفلت المستقبل من أيديها، تماما كما هو الحاضر، و أسوأ ما في الوضع تشبث النظام بممارسة ذات المسرحية في كل مرة، دون أن ينتبه إلى أن الإخراج السيء عاد ممجوجا و استعباط النخب لم يعد مقبولا، أما الذين يناشدون الرئيس بأن يستمر في الحكم إلى ما لا نهاية، فكل عارف يدرك أنهم لا يناشدونه إنما ينشدون مصالحهم المتباينة منه، و كل الشك في أنهم له مخلصون، ولا ريب في أنهم أول المنقلبين إن حدث للسيد الرئيس مكروه لا قدر الله، وعلى أي فإنه ليس بحاجة إليهم للاستمرار في الحكم، إن أراد هو ذلك ومكنه الله من الصحة و البأس والإرادة والغلبة، فتلك هي مصدر الشرعية. 

وتنام الجارة الجزائر على صفيح ساخن، فعلى الرغم من وجود احتياطي لدى الدولة يقدر ب150 مليار دولار، فإن معاناة غالبية الجزائريين الاقتصادية والاجتماعية مستمرة، تماما كما الحكم الذي استقر في برزخ بين الديكتاتورية والديمقراطية وبين العسكر ورئيس الجمهورية. وعلى الرغم من تقلص رقعة الحركة أمام الجماعات المسلحة الإرهابية، فإن جذوتها لم تنطفئ بعد، وما تزال غاراتها مستمرة بين الفينة والأخرى. وفي الجنوب حيث الصحراء الكبرى الشاسعة تؤسس قاعدة بن لادن لنفسها إمارات وجيوبا، وفي الشمال ما تزال مطامح لدى بعض القبائليين في تحقيق حكم ذاتي يضعف مركز الدولة الجزائرية.

و يرواح المغرب الأقصى مكانه، بين ملكية لا ترغب في التفريط في طبيعتها الإطلاقية إلى حالة دستورية، يسود فيها الملك ولا يحكم، و صحراء غربية لم ترض بحل الحكم الذاتي، و يؤكد قادة حركتها الانفصالية البوليزاريو على قرب قيام دولتها المستقلة. كما تحلم أقاليم ذات غالبية أمازيغية، في نيل مزيد من الصلاحيات السلطوية على حساب السلطة المركزية، أما الواقع الاجتماعي والاقتصادي فيؤكد أن الفجوة الشاسعة بين فقراء المملكة وأغنيائها لم تجسر بالرغم من طفيف الإصلاحات السياسية، وأن الخيار الإصلاحي كان خادعا، بعد أن لم يعد ممكنا السير في خيارات ثورية راديكالية.

و آخر السرب في مغرب العالم العربي موريتانيا، قد عاد إلى مداره العربي الشمولي، بعد أن ندم الموريتانيون على خيار الديمقراطية والانتخابات النزيهة والشفافة، وسرعان ما قفلوا راجعين إلى المربع الأول، حيث شرعن القائد العسكري انقلابه على الشرعية وعاد بالخديعة رئيسا شرعيا منتخبا، و أصبح له في أقل من طرفة عين حزب حاكم و منظرون ديمقراطيون و بطولات في التصدي للإرهاب و مواجهة القاعدة.

و في بلاد المشرق العربي، لا يملك العراق الغارق في حروبه الداخلية أي ضمانة في مواجهة مشاريع التقسيم والفتنة الطائفية، كما تخضع سوريا لحكم الأقلية الطائفية، و يرواح لبنان مكانه بين أخطار الحروب الأهلية والحروب الخارجية، أما الأردن فليس سوى إرادة ملكية، في ظل حكومات متعاقبة لا يجد الناس وقتا لحفظ أسماء وزرائها و اعتماد دائم لميزانية الدولة على المساعدات الخارجية. وأخيرا فإن القضية الفلسطينية أضحت قضيتين، سلطة الضفة الغربية وإمارة حماس الإسلامية، وإسرائيل تلعب على حبال الانقسام الفلسطيني والعجز العربي و التواطؤ الدولي.

بلدان الخليج العربي مأزومة بدورها، فشبح الأزمات الاقتصادية بدأ يطل برأسه عليها بعد طفرة نفطية استمرت عقودا، وهي محاطة بمعصم متفجر من حركات التمرد و الإرهاب والعنف، كما هي على مرمى حجر من التهديدات الإيرانية و الفتن الطائفية والصراعات الحادة بين التيارات الإصلاحية و التيارات الدينية المتشددة، فضلا عن أسئلة عميقة حول حقيقة نضج المشاعر الوطنية فيها، باعتبارها دولا حديثة الوجود في مجملها، إلى جانب إشكالية انتقال السلطة فيها بعد موت المؤسسين و الوارثين و تولي أجيال جديدة للحكم فيها.

لم يفلح العرب في حسم أي من الأسئلة الكبرى التي طرحت عليهم بعد رحيل المستعمر، فهم لم يحسموا أمرهم و ينخرطوا في بناء دولة أمة أو دولة قومية تكون وعاء لنهضتهم، كما هو حال جيرانهم من فرس وترك وغيرهم، ولم يستقروا إلى الآن أو يقتنعوا بهوية وطنية قطرية، حيث تبدو الدولة القطرية العربية الراهنة في طريقها إلى الانهيار بعد إدراكها عجزا تاما على كافة الأصعدة.

لم يحسم العرب أيضا أمرهم في موضوع طبيعة الدولة أو الدول التي أقاموا، فهم لم يتحولوا إلى العلمانية أو الحداثة أو الديمقراطية، و فشلوا في بناء نماذج هوية سياسية وعقائدية بديلة حيث لا يمكن توصيف دولهم بالإسلامية أو الدينية أو الثيوقراطية.

واقع العرب مائع جدا و مستقبلهم محفوف بالمهالك و أخطر ما في الموضوع أنهم افتقدوا القدرة منذ عقود على انتاج مشاريع نهضوية جديدة قادرة على مد الأجيال الجديدة ببعض الأمل، و مع الجهد العظيم الذي بذل في تحطيم المشاريع النهضوية السابقة، قومية وإسلامية وليبرالية و يسارية، فإن أي جهد فكري أو سياسي أو ايديولوجي ملموس لم يبذل في سبيل تقديم بدائل أو بديل..إننا أمة فقدت بوصلتها القديمة و أعدمت القدرة على امتلاك بوصلة جديدة، و دول طوائف تدور الحياة فيها حول « معتضد » أو « معتمد » أو « معتصم »، أو بالأحرى حول « هر » يحكي انتفاخا صولة « الأسد »، أسد على الشعب وفي الحروب نعامة.      * كاتب تونسي http://www.elaph.com/Web/opinion/2010/8/591706.html (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 26 اوت 2010)


الموضوعية العوراء


د. علي محمد فخرو لا شيء يفجع الوجدان أكثر من محاولات بعض مثقفي الأمة العرب لاختزال الأمور بصورة تجعل مناقشة قضايا الأمة العربية الكبرى وكأنها تجري تحت عباءة أو في الظل الحالك السواد. وهكذا، ففي أيام متقاربة واجهت موقفين يجسدان مثل تلك الفواجع.

في الموقف الأول أصر أحدهم على أن مأساة هذه الأمة هي في مجتمعاتها المتخلفة وأنه آن الأوان أن نتوقف عن اللوم الدائم لسلطات الدول، إذ كما تكونوا يول عليكم. كذا في لحظة غفوة للضمير أو العقل نسي المتحدث تاريخ الاستبداد عبر القرون وما فعله ذلك الاستبداد من بطش وترويع وشراء ذمم وإفساد وتجهيل وغواية وتعويد على الطاعة لأناس المجتمعات العربية فأحالها إلى مجتمعات عاجزة مغلوبة على أمرها وانتهازية تعتمد على سلطة الحكم لإطعامها وإبقائها حية راضية بعيش الخراف في مراعي الدولة الريعية. نسي متحدثي أنه بعد الاستقلال عقدت الآمال على سلطات الدولة العربية الوطنية في أن تقود مجتمعاتها المتخلفة الخارجة لتوها من حكم الاستعمار نحو التقدم والنهوض. لكن حصيلة عقود طويلة من الحكم الوطني هي ما نراه اليوم أمامنا: أمة مجزأة تنخر أجزاءها القطرية ديدان الصراعات المذهبية والقبلية والعائلية والعرقية، تنمية اقتصادية تابعة مشوهة غير إنتاجية وغير معرفية، فساد مالي وسياسي وإداري، غياب للكثير من مقومات الديمقراطية وحقوق الإنسان، توزيع جائر لثروات الوطن المادية والسياسية والرمزية. فهل حقاً أننا يجب أن نتوقف عن لوم الدولة المسؤولة عن كل ذلك وأكثر من ذلك وأن نتجه إلى المجتمع لنلومه على وجود الأمية والفقر المدقع والتنمية المشوهة والتخلف الثقافي والابتذال الاعلامي وحكم الأقليات ورجوع الاستعمار؟ ألسنا هنا نصرخ في وجه الحصان المنهك المضرج بدمه ونتناسى اليد التي تحمل السوط والكرباج؟

إذا كنا نريد أن نناقش تحت ضوء الشمس فعلينا عندما نعدد منجزات الدولة العربية، وهي بلا شك موجودة ومعترف بها، أن لا نغفل ذكر سقوطها المذهل في بناء مجتمعات حيوية وقادرة على العطاء ومساعدة النفس والتصرف باستقلال ودون وصاية.

الموقف الثاني كان في شكل استماع لمناقشات عن أهمية تشكيل الوعي السياسي للانتقال نحو الديمقراطية. لقد كان قائد المناقشة مبدعاً وعميقاً وشاملاً في عرضه النظري المتميز بشأن متطلبات ووسائل البناء الديمقراطي المطلوب. وكانت إشاراته إلى تجارب الأمم الأخرى في حقل التحولات الديموقراطية بالغة الدقة والأهمية.

لكن المستمع ظل ينتظر الإجابة على سؤال محوري بالنسبة للموضوع المطروح. والسؤال هو: هل أن بنية وتركيبة الأنظمة السياسية العربية عبر الوطن العربي كله ستسمح ببناء ذلك الوعي السياسي الديمقراطي أم أنها بطبيعتها ستكون حاجزاً يمنع بناء المتطلبات الضرورية لانتقال المجتمعات العربية نحو الديمقراطية؟ بعيداً عن المماحكات السياسية وسوء الفهم في أرض العرب المنكوبة بألف علة وعلة، ذاك السؤال هو في قلب تلك المناقشات، ولكنه لا يطرح ويترك في الظل المعتم.

إن تكون الوعي السياسي الوطني الجامع للمواطنين أحتكم في المجتمعات الديمقراطية العريقة إلى مرجعية فكرية سياسية وإلى ميزان حكمي معقول يتمثلان في مبدأ المواطنة. ومبدأ المواطنة يستدعي تساوي الناس أمام القانون وتساوي الفرص الحياتية الممنوحة لهم في التعليم والصحة والإسكان والعمل والمكانة الاجتماعية، ويستدعي بالتالي وجود مستوى معقول من العدالة في المجتمع. وهو مبدأ لا قيمة له إلا إذا طبق في الواقع وأحس بوهج تواجده الجميع. فهل استطاع النظام السياسي العربي الرسمي بناء تلك المرجعية، مرجعية المواطنة المطبقة، حتى ينطلق الوعي السياسي منها؟

ثم هل يمكن الحديث عن المواطنة دون أن يسبقه توافق مجتمعي حول أسس شرعية الحكم وحول دستور ينبثق من إرادة الناس وحول الأسس السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي ستحكم حياة بشر المجتمع ومؤسساته؟ من هنا فان أي حديث عن الإنتقال إلى النظام الديمقراطي لا يلازمه حديث صريح وموضوعي عن معوقات ذلك الإنتقال سيكون حديثاً نظرياً ويدور حول نفسه في خطاب الأحلام. لكن هذه البديهة يتجنب مواجهتها بعض المثقفين العرب حتى لا يحرجوا أنفسهم مع هذه الجهة أو تلك.

لقد كان الكاتب الأمريكي هنري ثورو يقول بأن قول الحقيقة يحتاج لاثنين: أحدهما يتكلم والثاني يستمع. فإذا كان المثقفون العرب يودون أن يستمع الناس لما يقولون فعليهم قول الحقيقة كاملة، بحلاوتها ومرارتها، بضحاياها وبجلاديها. ومنذ قرون نصح الفيلسوف اليوناني أرسطو الكتاب بأن يتحدثوا كما يتحدث الناس العاديون، فهلا نزل أولئك المثقفون العرب من أبراجهم الهادئة المسترخية إلى أماكن صخب الناس ليعرفوا ماذا يقول هؤلاء الناس؟ إنهم يقولون بأنهم، كما كل البشر، يريدون التقدم وتحسن الأحوال والسلام الاجتماعي ومستوى الحياة، ولكن هناك من يمنعهم أو يضن عليهم. مسؤولية المثقف العربي أن يكشف النقاب عمن يمنعون أو يضنون لا أن يخفيهم تحت العباءة أو في الظل الحالك السواد، ثم يوجه الاتهام للمحرومين والمهمشين كجزء من موضوعية عوراء. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 25 أوت  2010)


إسرائيل وحزب الله.. حرب الاستخبارات


نواف الزرو – قنبلة استخبارية من الوزن الثقيل – لماذا لم ننتصر على حزب الله؟ – العمى الاستخباري – عنصر القوة والتفوق – الثقوب السوداء – استخلاصات

هناك في الكيان الصهيوني تشكل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية الركيزة الأساسية للدولة والجيش والحروب والانتصارات أو الهزائم، بل إن الإنجازات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية التي « أسطروها » (حولوها إلى أساطير)، وخاصة على صعيد الاغتيالات والعمليات الخاصة، تحققت بالنسبة لهم بفضل فعالية أجهزة الاستخبارات.

فمن وجهة نظر المؤسسة الاستخبارية الإسرائيلية، يساوي جاسوس واحد أكثر من ألف جندي في أرض المعركة، كما قال نابليون بونابرت في زمنه، وربما أصبح يساوي اليوم في أعقاب الهزائم الإسرائيلية عشرة آلاف جندي في الميدان، إذ بدون الجاسوس -أي المعلومة- يبقى الجندي أعمى لا يرى شيئا. وهذا هو المحرك لبحث جديد لمعهد الأمن القومي الإسرائيلي حول الميول القائمة في البيئة الإستراتيجية التي يجب على الاستخبارات الإسرائيلية الاستعداد لها في العقد المقبل.

يقول البحث وهو بعنوان « الاستخبارات الإسرائيلية.. إلى أين؟ »، إن « المبنى القائم حاليا لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية هش للغاية، ولا يستطيع مواجهة التحديات الجسام القائمة أمام الدولة العبرية ».

وقد تجلت هشاشة الاستخبارات الإسرائيلية عمليا وميدانيا هناك في لبنان أثناء حرب صيف 2006 وما قبلها وما بعدها، وكذلك هناك في سوريا حينما ظهر زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله فجأة إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد والإيراني محمود أحمدي نجاد، والأخطر من جهة إسرائيل هو نجاح حزب الله في اختراق المؤسسة العسكرية والاستخبارية الإسرائيلية.

قنبلة استخبارية من الوزن الثقيل

فحينما ظهر نصر الله مطلع العام الجاري إلى جانب الأسد ونجاد علنا في دمشق، أثار ظهوره عاصفة من التحليلات وصلت حد التخيلات، وعجت بها الصحف الإسرائيلية ولسان حال معظمها يتساءل « كيف وصل المطلوب الأول والأكثر متابعة على الإطلاق من قبل المخابرات الإسرائيلية إلى دمشق؟ ». كما أثار ظهوره حفيظة الكثير من الخبراء الإسرائيليين، وسخروا من قدرات الموساد، وكيف أنه لم يعرف عن تمكن نصر الله من مغادرة لبنان والوصول إلى دمشق والعودة منها سالما، وربط بعضهم بين هذا الفشل وبين إخفاقات الاستخبارات الإسرائيلية المتلاحقة في لبنان منذ هزيمة إسرائيل أمام حزب الله في صيف 2006.

وفي مؤتمره الصحفي الأخير الذي قدم فيه القرائن التي تدخل إسرائيل في دائرة الشبهة باغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري، فجر نصر الله قنبلة أمنية استخبارية إعلامية من العيار الثقيل لم تهز فقط أركان نظرية المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري، وإنما قلبت الحسابات الإسرائيلية الأميركية وغيرها التي كانت تراهن على إدانة الحزب باغتيال الحريري وإصدار قرار ظني بحقه.

وكان من أهم ما فجره نصر الله أيضا كشفه النقاب عن ذلك السر الأمني الكبير المتعلق بنجاح حزب الله في التسلل إلى أجهزة العدو الإلكترونية، والتقاط موجات بث طائرات الاستطلاع الإسرائيلية، وتقديم قرائن معلوماتية متصلة مترابطة عن نشاطات العدو الاستخبارية والاغتيالية في لبنان منذ مطلع التسعينيات، وصولا إلى اغتيال الحريري.

وفتح نصر الله في هذا السياق ملف حرب الاستخبارات المحتدمة بين الطرفين على أوسع نطاق، بل تبين أن هذه الحرب الخفية هي الأساس والمنطلق لأي حرب أخرى، بل وأبعد من ذلك، فإن إسرائيل وحلفاءها يرمون بكل ثقلهم الاستخباري التجسسي ضد حزب الله في لبنان منذ صيف 2006، لغايات التحضير لعدوان واسع النطاق تحسم فيه إسرائيل حربها مرة واحدة وإلى الأبد كما يخططون.

لماذا لم ننتصر على حزب الله؟

فمنذ هزيمة إسرائيل في حرب 2006 أصيب جنرالاتها ومحللوها وكبار باحثيها بالذهول، ولم يستفيقوا من هول الهزيمة الإسرائيلية، فأعلن الجنرال بنيامين بن إليعازر آنذاك أن « الحكومة الإسرائيلية ذهلت من قدرة حزب الله على البقاء ».

وكشف الجنرال متان فيلنائي النقاب عن حالة الذهول لديهم بقوله « لم نستوعب مع من نقاتل، وهذا جزء من التهور »، واعترفت المؤسسة العسكرية بما قالت إنه « الصفعة التي تلقيناها من حزب الله أضاعت قوة ردعنا ».

وكشف عضو الكنيست الجنرال احتياط ران كوهين أن « المستوى السياسي اتخذ قراراته بشكل متسرع، بدون معرفة من سيذهب إلى القتال، وكيف يمكن تحقيق الإنجازات ». ولفت كوهين إلى « أن الإخفاقات تكمن في عدم معرفة الجيش بقدرات حزب الله القتالية ».

وفي إطار التفوق الاستخباري المذهل لحزب الله، وفي إطار هذا المناخ الانهزامي، أخذوا يتساءلون أيضا تباعا: كيف حدث ذلك؟ لماذا لم ننتصر في الحرب؟ ما العمل مع حزب الله الذي تحول إلى تهديد رادع لإسرائيل؟

ما العمل مع نصر الله الذي بات يحظى بمصداقية قيادية شخصية لا نظير لها على امتداد الساحة العربية والإسلامية، بل والإسرائيلية إلى حد كبير؟ أين مخبأ الأمين العام للحزب الذي أصبح يشكل نصف الإعلام ونصف المعركة؟ كيف يمكن التخلص من الحزب وأمينه العام؟ وغير ذلك من الأسئلة والتساؤلات الكبيرة التي تقض مضاجع المؤسسة العسكرية الأمنية الاستخبارية والسياسية الإسرائيلية.

العمى الاستخباري

واستتباعا، وفي سياق كتابات بحثية وتقييمية مختلفة حاول كتابهم ومحللوهم الرد على الأسئلة الكبيرة عن الهزيمة، فطلب دمان رئيس قسم التطبيقات في سلاح البحرية الإسرائيلية المقدم روبي سان من 24 ضابطا برتبة مقدم فما فوق تعبئة نماذج، ومنح الجيش الإسرائيلي وحزب الله نقاطا من 1 إلى 10 على أدائهما في الحرب على لبنان صيف 2006.

واتضح من النتائج أن حزب الله يتفوق على الجيش الإسرائيلي في مجالات الاستخبارات والإستراتيجية وعقيدة القتال، في حين تتفوق إسرائيل على الحزب في مجال وسائل القتال والتنظيم (يديعوت أحرونوت 29/9/2009)

ورأى الخبير الإسرائيلي في الشؤون الإستراتيجية رونن برغمان « أن الحرب التي تورطت فيها دولة إسرائيل كشفت قصورين فادحين: أولهما انهيار مفهوم التسلط الجوي، ويقوم على حسم أي معركة جوا مع الاستعانة بقوة برية صغيرة. والثاني فشل استخباراتي ذريع سيُكتب الكثير عنه بنسبة أكبر مما كتب عن الإخفاق في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 ».

وكرس برغمان حيزاً واسعاً في يديعوت أحرونوت لتناول ما وصفه بالعمى الاستخباري، وقال « إن الاستخبارات الإسرائيلية فشلت في اختراق حزب الله فشلاً ذريعاً رغم أن مئات من عناصرها عملت في هذا الاتجاه ».

وأضاف « أن عدم النجاح في اختراق مركز صنع القرار في حزب الله، انعكس جلياً في النتائج التي تمخضت عنها الحرب ».

فعلى خلاف إستراتيجياتهم ومخططاتهم ومفاهيمهم الأمنية المرتكزة إلى حد كبير على تفوقهم الاستخباري والتقني المزعوم وإلى ما يسمى « قدرة الردع » والتفوق العسكري المطلق، وعلى خلاف ثقتهم العالية بالنفس وغطرستهم العسكرية المرتكزة أيضا على تفوقهم الجوي وأجهزة استخباراتهم واعتقادهم بإمكانية الحسم العسكري السريع في أي مواجهة حربية مع أي طرف عربي.. نجح حزب الله وفقا للمعطيات والمعلومات والاعترافات الإسرائيلية وغيرها، في إلحاق هزيمة ثقيلة بالثالوث الاستخباري الإسرائيلي الأسطوري كما يزعمون: الموساد والشاباك والاستخبارات العسكرية.

عنصر القوة والتفوق

إن ما حصل للجيش الإسرائيلي هناك في جنوب لبنان في الواقع يشبه الهزيمة التي مني بها الجيش الأميركي في فيتنام، وتلك التي مني بها « الجيش الأحمر » في أفغانستان. وبرأي المحلل الإسرائيلي في يديعوت أحرونوت رون بن يشاي، فإن « وقف إطلاق النار منع وقوع هزيمة أكبر بكثير في القتال البري ». وللهزيمة الإسرائيلية الحارقة ظروف وعوامل عديدة، ولكن أبرزها كان التفوق الاستخباري لحزب الله الذي تمثل من جهة أولى في نجاحه المطلق في تنظيمه الداخلي وفي انتشاره وقدرته على إخفاء القيادات والمقاتلين والأسلحة الصاروخية، وتمثل ثانيا في قدراته الاستخبارية المتميزة على مستوى رصد وملاحقة وتفكيك أخطر شبكات التجسس اللبنانية العاملة لصالح الموساد الإسرائيلي.

وفي هذه المسألة تحديدا اعترفت مصادر أمنية إسرائيلية « أن جهاز الأمن الخاص لحزب الله استطاع تفكيك أخطر شبكات التجسس التابعة للموساد التي عملت في بيروت والجنوب اللبناني ».

وقالت المصادر « إن عملاء الموساد الذين ألقي القبض عليهم في بيروت هم الأخطر في منطقة الشرق الأوسط والأكثر تدريبا على أحدث الأجهزة الإلكترونية، وإن مهمتهم كانت تحديد الأماكن والمخابئ السرية والشقق البديلة التي يستخدمها زعماء الحزب، ووضع علامات إلكترومغناطيسية وفوسفورية على الأماكن التي يجب أن يستهدفها القصف الصهيوني، إضافة إلى زرع أجهزة التصنت في أماكن متعددة في الضاحية الجنوبية ».

وتمثل تفوق حزب الله كذلك في المفاجآت الكبيرة التي هزت أركان إسرائيل وجيشها مثل مجزرة دبابة الميركافا المشهورة، وتدمير البارجة الإسرائيلية، وإطلاق الصواريخ نحو أهداف عسكرية دقيقة في شمال فلسطين المحتلة وغير ذلك.

ولعل الصفعة الاستخبارية الشديدة الأولى التي وجهت إلى الجيش الإسرائيلي جاءت في أعقاب عملية الصواريخ التي أطلقت على « كفار جلعادي » وأدت إلى مقتل 12 جنديا.

الثقوب السوداء

في قاموس المصطلحات الاستخبارية هناك ما يسمونه « الثقوب السوداء »، وفي العمل الاستخباري الإسرائيلي ظهرت جملة « ثقوب سوداء » في حرب صيف 2006، كان أبرزها كما يستفاد من التحليلات العسكرية الإسرائيلية:

– أن الاستخبارات الإسرائيلية لم توفر للجيش معلومات كافية عن منظومة الصواريخ المضادة للمدرعات التي في حوزة حزب الله.

– أن الاستخبارات لم توفر أيضا معلومات عن وسائل قتالية متطورة لدى الحزب، مثل الصاروخ الذي قصف البارجة.

– عدم توفير معلومات استخبارية عن المنظومة المتطورة التي بناها حزب الله للقتال داخل القرى، وعدم تزويد القوات البرية بمعلومات كافية عن تحرك مقاتلي الحزب.

– فشل الاستخبارات في تزويد وحدات النخبة العسكرية بمعلومات دقيقة قبل عمليات الإنزال في بعلبك وصور التي فشلت جراء معلومات غير صحيحة زودت بها الاستخبارات وحدات النخبة.

– الفشل في تحقيق اختراق جدي لمركز صنع القرار في حزب الله بالضاحية الجنوبية لبيروت.

– عجز الاستخبارات حتى الآن، عن الرد على السؤال الأهم وهو: أين يقيم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله؟

بعد كل ذلك القصف المكثف المرعب للضاحية الجنوبية والمواقع الأخرى، أخفقت إسرائيل تماما في اصطياد أي قائد من قادة الحزب، وعندها دوت صرخة المحلل العسكري يوسي ملمان في هآرتس: أين يختبئ قادة حزب الله بحق الجحيم؟

استخلاصات

وفي فضاء حرب الاستخبارات المحتدمة، وفي إطار البحث الاستخباري الإسرائيلي المحموم عن مخبأ نصر الله وقيادات الحزب ومخابئ أسلحته الصاروخية وغيرها، أصيبت المؤسسة العسكرية والاستخبارية الإسرائيلية بحالة من القلق والارتباك والحيرة، ففرزت طواقم البحث والتقييم والاستخلاص، في الوقت الذي لم يتوقف فيه حزب الله بدوره عن التطور والتطوير بما يتناسب مع حجم التحديات والمواجهة مع تلك الدولة التي تبيت لحرب عدوانية جديدة على لبنان والمقاومة.

ولذلك فإن الاستخلاصات لدى الجانب الإسرائيلي تركز إلى حد كبير على الوجه الاستخباري لحزب الله، وهي كما أعدها مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي تجيب عن أسئلة عدة أهمها: كيف تنظر إسرائيل إلى تطور القدرات الاستخبارية لحزب الله؟ وهل ترى تناسقاً بين تعاظمه العسكري الموصوف وتعاظمه الاستخباري حيالها؟ وما هو دور استخبارات الحزب في مواجهة اعتداءات إسرائيل على لبنان؟ وكيف ترى مكانة استخباراته في أي حرب مقبلة؟ ولعل هذه المحاور بذاتها هي التي يركز عليها حزب الله بدوره، بمعنى تطوير القدرات الاستخبارية على صعيد الجبهة اللبنانية الداخلية، والخارجية على صعيد الكيان الصهيوني وجيشه ومؤسساته العسكرية والاستخبارية والتسليحية المختلفة، إضافة إلى عناصر « البطن الرخوة » لديه، أي الجبهة الداخلية الإسرائيلية التي تقلق المؤسسة السياسية والعسكرية إزاءها قلقا كبيرا متزايدا في ضوء انكشافها المرعب أمام حرب الصواريخ القادمة.

فعمل حزب الله الاستخباري كما يتبين وفقا للشهادات والقرائن التي يعززها بحث مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، عمل متوال وممأسس يشبه أسلوب عمل أجهزة الاستخبارات النظامية الكبيرة، إذ إن جمع المعلومات الاستخبارية الموجّهة، والعمل في أوساط جماهيرية مختلفة، إضافة إلى تطور خبرة مشغلي المصادر البشرية وكيفية تجنيدها، تدل على أن مسارات مأسسة الذراع الاستخبارية لحزب الله في السنوات الأخيرة، لم تتخلف عن مسارات مأسسة الذراع العسكرية.

وهذا كله يشير إلى تحول حزب الله من الناحية الاستخبارية والعملياتية، إلى جهة أكثر تركيزاً وخطورة ونجاعة وردعا. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 26 أوت 2010)

 


الزوجة الإسرائيلية والجواري العربيات   26/08/2010


محمد بن المختار الشنقيطي

هذا التعبير الذي يحمله عنوان المقال ليس مجازا من ابتكار الخيال الشعري، بل هو حقيقة صلبة من حقائق السياسة والإستراتيجية في واقعنا الحي.وصاحب هذا التعبير يعرف ما يتحدث عنه لأنه من صنَّاعه، إنه المليونير اليهودي حاييم سابان المعروف بنفوذه في السياسة الأميركية.فقد نقلت مجلة النيويوركي يوم 10 مايو/أيار 2010 عن سابان أنه قال مرة في جمع من الساسة الأميركيين والإسرائيليين « ربما يكون على الإدارة (الأميركية) أن تدرك أن علاقتها بزوجتها الإسرائيلية أكبر قيمة من علاقاتها الطارئة بجواريها العربيات ».وقد قال سابان هذا الحديث في بيت جو بايدن نائب الرئيس الأميركي الحالي في مارس/آذار الماضي قبيل زيارة بايدن لإسرائيل، فضحك الجميع لقوله، ثم أمر سابان مضيفه بايدن أن يصرح للجمهور الإسرائيلي في القناة الثانية الإسرائيلية، الساعة الثامنة مساء بتوقيت إسرائيل بأن العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل لا تقبل الانفصام، وهو ما نفذه بايدن حرفيا خلال زيارته.ولا يوجد وصف أصدق للعلاقات الإسرائيلية الأميركية، والعلاقات العربية الأميركية، من هذا الوصف.وإنما كان على سابان لو أراد الدقة أكثر أن يزيد على ذلك توضيحات ثلاثة: أولها أن الزواج بين أميركا البروتستانتية وإسرائيل اليهودية ليس زواجا بروتستانتيا ولا يهوديا، وإنما هو زواج كاثوليكي لا يقبل الفصام، حسبما يراه الطرفان اليوم على الأقل.  » التطفيف الأميركي الذي نعاني منه يوميا يرجع إلى عدم احترامنا للذات على الصعيد النظري، وعدم التزامنا بما نؤمن به من قضايا على الصعيد العملي  » وثانيها أن علاقة أميركا بجواريها العربيات المعروفات -من باب تغليب التذكير على التأنيث- بالمعتدلين (وليس المعتدلات) العرب، هي علاقة أي سيد بجاريته، يتمتع بها ويحتقرها، وليس لها أن تُسمِعه رأيا أو ترفع بين يديه رأسا.وثالثها أن الزوج هو إسرائيل وليس أميركا، وهو يحتقر زوجته كما يحتقر جواريه، ويستغل الجميع لإشباع أنانيته التي لا حدود لها.

ومن الأسباب الرئيسية لهذا الازدراء والابتذال الذي تتعامل به الولايات المتحدة مع حلفائها العرب -ودعك من أعدائها- ومستوى التقدير والتقديس الذي تتعامل به مع حليفها الإسرائيلي، الأداء العربي الرديء في السياسة والمال والإعلام، والأداء اليهودي القوي في هذه المجالات.فالتطفيف الأميركي الذي نعاني منه يوميا يرجع إلى عدم احترامنا للذات على الصعيد النظري، وعدم التزامنا بما نؤمن به من قضايا على الصعيد العملي، بينما التزم اليهود بقضيتهم وتراصوا خلفها وجهدوا في خدمتها.

وسنكتفي بمثالين هنا: أحدهما من عالم المال، والثاني من عالم الإعلام، لبيان الأداء اليهودي في هاذين المجالين، لعل في ذلك عبرة تضعنا أمام مسؤولياتنا.

أما المثال الأول فهو حاييم سابان نفسه، كما قدمته تلك المجلة الأميركية في تحقيق طويل جدا، وهي قصة ملؤها النجاح والصعود في السلم الاجتماعي الأميركي، ثم السيطرة والابتزاز للنخبة السياسية الأميركية.

ولد سابان في إسرائيل لأسرة يهودية إسرائيلية مهاجرة من الإسكندرية بمصر، وخدم في الجيش الإسرائيلي قبل أن ينتقل إلى فرنسا ثم إلى الولايات المتحدة، حيث حصل على الجنسية الأميركية، مع احتفاظه بجنسيته الإسرائيلية إلى اليوم.

وقد نجح سابان نجاحا باهرا في عالم الأعمال، وترجم ذلك إلى نفوذ سياسي كبير في الحزب الديمقراطي الأميركي.

وقد صرح سابان أكثر من مرة أن حماية إسرائيل هي شغله الشاغل وهمه الأهم، كما لخص في مؤتمر بإسرائيل منذ شهور وسائل التأثير في القرار السياسي الأميركي في ثلاث: « التبرع للأحزاب السياسية، والسيطرة على وسائل الإعلام، وتأسيس مراكز الدراسات ».

وقد طبق سابان هذا النهج بحذافيره، فهو أكبر متبرع للحزب الديمقراطي الأميركي، وقد تبرع مرة بسبعة ملايين دولار دفعة واحدة لبناء مقر للجنة الوطنية للحزب الديمقراطي.  » لو أن مقارنا قارن حياة سابان ودوره مع حياة بعض رجال الأعمال والساسة العرب، لفهم لماذا وضعنا أنفسنا موضع الجواري المبتذَلات في علاقاتنا بالولايات المتحدة  » وهو يملك العديد من شركات الإعلام والترفيه، ثم هو مؤسس « مركز سابان لدراسة الشرق الأوسط » الذي يديره الدبلوماسي اليهودي مارتن إنديك المعروف بصولاته وجولاته العربية. وقد تبرع سابان بعشرة ملايين دولار لتأسيس المركز.

وتكاد أسرة كلينتون (بيل وهيلاري) تكون زبونا تابعا لسابان تبعية مطلقة من خلال تأثير المال. فقد تبرع سابان بخمسة ملايين دولار لمكتبة بيل كلينتون، وخمسة ملايين أخرى لمؤسسة كلينتون . وقد كانت هيلاري تدير حملتها الانتخابية من داخل بيت سابان. ولم يكن كل ذلك من غير ثمن سياسي بطبيعة الحال.

ولو أن مقارنا قارن حياة سابان ودوره مع حياة بعض رجال الأعمال والساسة العرب لفهم لماذا وضعنا أنفسنا موضع الجواري المبتذَلات في علاقاتنا بالولايات المتحدة.

ويكفي أن يعرف القارئ أن أكبر مستثمر في مدينة نيويورك هو رجل أعمال عربي، وأن من مدينة نيويورك -وهي عاصمة المال والإعلام في العالم- انطلقت كل الشتائم والدعايات ضد البلد الذي ينتمي إليه رجل الأعمال العتيد، بل ضد الأسرة الحاكمة التي يحمل اسمها.. ومع ذلك لا نجد أثرا لماله في الإعلام الأميركي، أو أي إعلام دولي ناطق باللغة الإنجليزية.

وإذا كان سابان مثالا لرجل الأعمال اليهودي الملتزم بقضية قومه، فإن توماس فريدمان مثال للصحفي اليهودي الملتزم بقضية قومه كذلك.

 

فلننظر إلى مثال فريدمان وموقعه في صراع الكلمة بيننا وبين الصهاينة، وهو ليس أقل أوجه الصراع شأنا، لنرى الفرق الهائل ين أدائنا وأدائهم في هذا المجال، بعدما رأينا الفرق في عالم المال.

لقد أعد فريدمان نفسه وأعده قومه ليكون مختصا في الشؤون العربية وفي القضية الفلسطينية تحديدا، فبدأ حياته الإعلامية بدراسة اللغة العربية في القاهرة، ثم عمل مراسلا لصحيفة نيويورك تايمز في بيروت خلال أعوام الحرب الأهلية اللبنانية، ثم في القدس بعد ذلك.

وهو الآن كاتب في الشؤون الخارجية في نفس الصحيفة. ومركز اهتمامه النظري أمران: الشرق الأوسط الذي كتب عنه كتابه « من بيروت إلى القدس »، والعولمة التي خصص لها كتابه « سيارة اللكزس وشجرة الزيتون »، وكتابه « العالم مسطح ».

وقد نشر فريدمان الكثير من المقالات عن أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 جمعها في كتابه « تطلعات ومواقف.. استكشاف العالم بعد الحادي عشر من سبتمبر ».  » آن الأوان لتحمل المسؤولية على مستوى الفرد وعلى مستوى الحكومات، فنحن في مسيس الحاجة اليوم إلى الإعلام الدولي الناطق باللغات العالمية، ليسمع العالم صوتنا جهوريا واضحا، كما أننا في مسيس الحاجة إلى مراكز الدراسات والبحوث  » وقد افتتح فريدمان كتابه هذا بهذه العبارة « قبل أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 بكثير، كنت دائما أقول إن وظيفة كاتب في الشؤون الخارجية لدى صحيفة نيويورك تايمز هي أفضل وظيفة على وجه الأرض.. لأنها تجعلك سائحا صاحب موقف، والقوم يدفعون لك مقابل ذلك ».

ثم بيَّن فريدمان طريقته في العمل مع إدارة الصحيفة، والسر في كون عمله ممتعا « إني أنا الذي أقرر متى أسافر وإلى أين أسافر، وأتمتع بحرية كاملة في اتخاذ أي موقف أريده حول أي موضوع أختاره.. لقد قلت إنها وظيفة رائعة حقا.. إنني أتمتع بحرية لا حدود لها، وتحت يدي ميزانية لا حدود لها، من أجل استكشاف العالم من حولي ».

وتنطق هذه العبارات بالشروط الموضوعية التي يحتاجها الكاتب ذو الموقف لتحقيق ذاته وخدمة أمته: حرية كاملة وإمكانات مواتية.

لقد تسلح فريدمان بالحرية وبالإمكان، وحُرِم الكاتب والصحفي العربي منهما، فكان لا بد من اختلال ميزان القوة والنفوذ.

فرغم أن فريدمان صهيوني معتز بصهيونيته، « عاشق لإسرائيل رغم مساوئها » كما يقول في كتابه « من بيروت إلى القدس ».. فقد جعله موقعه المتميز في تلك الصحيفة المتميزة ملء سمع وبصر المسؤولين العرب، فهذا وزير الإعلام الكويتي يطارده بالهاتف في محطة المترو ليخبره بأنه (أي معالي الوزير شخصيا) يوزع مقالاته على الصحفيين المحليين ليترجموها إلى العربية، وهذا الملك عبد الله في الأردن يستدعيه في بيته دعوة أسرية، وينبهه إلى خطورة المؤسسات الخيرية الإسلامية ودورها في الإرهاب!

وذاك وزير الإعلام السعودي يتصل بالهاتف ليعتذر له عن كلمة لأحد الصحفيين السعوديين أشار فيها إلى النفوذ اليهودي في أميركا.. واللائحة تطول.

لقد آن الأوان لتحمل المسؤولية على مستوى الفرد، وعلى مستوى الحكومات، فنحن في مسيس الحاجة اليوم إلى الإعلام الدولي الناطق باللغات العالمية، ليسمع العالم صوتنا جهوريا واضحا، كما أننا في مسيس الحاجة إلى مراكز الدراسات والبحوث التي تخطط وتنظر وتنوِّر.

وبتعاضد جهود أهل المال مع حملة الهم والقلم نستطيع إنجاز الكثير، فما أكثر الطاقات المبدعة في أمتنا، وما أوفر المال في يديها!

إن أداء أمة من الأمم هو حاصل أداء أبنائها، ومكانتها بين الأمم هو حاصل مكانة أبنائها. فالكاتب الملتزم ورجل الأعمال الملتزم والسياسي المتلزم.. كلهم لبنات في هذا الصرح الذي نطمح إلى تشييده. ويوم تتعاضد جهود هؤلاء، كما تعاضدت ثروة سابان ودبلوماسية أنديك وقلم فريدمان، سنختط طريقنا إلى الكرامة، ونخرج أمتنا من مخدع ذلك الداعر الأفَّاق الذي يستمتع بها ويسفك دمها.

(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 26 أوت 2010)


مصر: لا تهديدات للسياح الإسرائيليين


2010-08-26 رفح (مصر) – شادي محمد نفت مصادر أمنية ما أعلنته صحيفة معاريف الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني الأربعاء بشأن وجود تهديد إرهابي لحياة السياح الإسرائيليين المنتظر سفرهم إلى سيناء خلال الأعياد اليهودية المقبلة. وقالت الصحيفة، في تقريرها، إن هيئة مكافحة الإرهاب الإسرائيلية ستصدر تعليمات جديدة شديدة اللهجة للتأكيد على السياح الإسرائيليين بعدم السفر إلى سيناء في فترة الأعياد المقبلة. وأضافت الصحيفة أن السلطات الإسرائيلية تخشى قيام عناصر من حركتي الجهاد العالمي وحماس بتنفيذ عمليات فدائية ضد السياح الإسرائيليين، وتابعت أن إطلاق الصواريخ على إيلات والعقبة من سيناء يؤكد تواجد هذه العناصر بسيناء وقدرتها على التحرك بسهولة. وقالت المصادر الأمنية المصرية إنه حتى الآن لم يتلق الجانب المصري أي إخطارات من السلطات الإسرائيلية بشأن هذا التحذير. وأضافت أن إسرائيل اعتادت إطلاق مثل هذه التحذيرات بين كل حين وآخر في محاولة للتأثير على حركة السياح بسيناء. وتابعت المصادر أن حركة السياح الإسرائيلية بطابا ونويبع تسير بشكل طبيعي وأنه لم تتأثر بما زعمته معاريف. وقال مسؤول سياحي بجنوب سيناء إن تأثير التحذيرات الإسرائيلية على حركة السياحة القادمة إلى سيناء عبر معبر طابا الحدودي يكون لفترة محدودة حيث تعود بعدها إلى معدلاتها الطبيعية. (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 26 أوت 2010)


الشركة تشدد على أن الإجراء تقني اتصالات المغرب « تُطبّع » مع إسرائيل


أدرجت شركة « اتصالات المغرب » ثلاث شركات إسرائيلية في إطار ما تسمى بخدمات التجوال الدولي للهاتف النقال (الرومينغ)، حيث أضحت إسرائيل ضمن الدول المشمولة بهذا الامتياز، وهو ما دفع بالمعارضة الإسلامية للمطالبة بإلغاء تلك العقود مهددة بطرح الموضوع أمام البرلمان. وبررت الشركة المغربية عقودها مع الشركات الإسرائيلية في قطاع الاتصالات -وهي شركة « بارتنر كومينيكاسيو » الفرع الإسرائيلي لشركة أورانج الدولية، وشركة سيلكوم، وشركة بيليفون- بوجود جالية يهودية مغربية كبيرة في إسرائيل. ونفت « اتصالات المغرب » أي تهم بالتطبيع، وقالت إن الخطوة ترمي إلى تسهيل وسائل الاتصال للمشتركين في خدمة الهاتف النقال. رغم ذلك، انتقدت المعارضة الإسلامية هذه الخطوة وقالت إنه تطبيع مجاني لا يفيد إلا الكيان الصهيوني، مهددة بطرح الموضوع أمام البرلمان المغربي. وقال نائب الأمين العام لـحزب العدالة والتنمية (إسلامي) لحسن الداودي إن « المغرب يقاطع الكيان الصهيوني، والشعب المغربي ضد أي تطبيع ». وفي تعليقه على قرار إدراج الشركات الإسرائيلية ضمن خدمة التجوال الدولي، قال الداودي « سياسة شركة اتصالات المغرب تسير ضد التوجه الرسمي وضد التوجه الشعبي للمغرب ». وقف المهزلة من جهته، قال منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة فلسطين والعراق خالد السفياني « من المفروض على الدولة المغربية أن توقف هذه المهزلة ». وأضاف « هناك سيادة وطنية وعلى الحكومة المغربية أن تتصرف انطلاقا من هذه السيادة مع أي كان حتى ولو كانت هناك أطراف أجنبية تمتلك أسهما في الشركة المغربية ». إجراء تقني في المقابل قال عضو اللجنة التنفيذية لـحزب الاستقلال (الحاكم) عبد القادر الكيحل إن الهدف من إبرام عقود التجوال الدولي (الرومينغ) مع تلك الشركات هو تخفيض التكلفة على المتصل. وأضاف الكيحل « الاتصال عبر الهاتف مع إسرائيل سيتحقق سواء عبر الأقمار الصناعية أو عبر خدمة الرومينغ ». ورفض تصنيف ما وقع ضمن التطبيع الاقتصادي، وقال إن المسألة لا تعدو أن تكون « إجراء تقنيا فقط »، مشددا على رفض الشعب المغربي للتطبيع مع إسرائيل خاصة في ظل هذه الظروف. وعن سؤال للجزيرة عن احتمال تأثير الأطراف الأوروبية المساهمة في رأسمال اتصالات المغرب في الدفع نحو التعامل مع إسرائيل، نفى الكيحل أن تكون جهات أجنبية هي التي اتخذت القرار. وأكد أن الطرف المغربي هو الذي يتخذ القرار التدبيري لاتصالات المغرب. يشار إلى أن مجموعة فيفاندي الفرنسية تمتلك 53% من أسهم شركة اتصالات المغرب وتمتلك الحكومة المغربية 30%، في حين أن 17% من الأسهم مطروحة للتداول أمام العموم في بورصة الدار البيضاء. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 26 أوت 2010)


صورت المغربيات كمشعوذات يخطفن الخليجيين سلسلة كارتون كويتية تستنفر ساسة المغرب والكويت لتفادي تداعيات محتملة


8/26/2010 الرباط ـ ‘القدس العربي’ من الطاهر الطويل: كادت سلسلة كارتونية كويتية أن تتسبب في أزمة بين المغرب والكويت، كونها اعتُبرت مسيئة للنساء المغربيات، وسارع مسؤولون كويتيون لتقديم الاعتذار إلى الرباط، بعدما لوّح مصدر حكومي مغربي بمتابعة القضية عن كثب. يتعلق الأمر بسلسلة تحمل عنوان ‘بوقتادة وبونبيل’ تقدمها قناة تلفزيونية كويتية خلال شهر رمضان الكريم، صورت في إحدى حلقاتها المغربيات على أنهن يستعملن السحر والشعوذة لخطف الرجال الخليجيين من زوجاتهم؛ حيث تطرقت الحلقة لوصول بطلي السلسلة إلى مدينة أغادير (جنوب) بهدف لقاء فتاتين مغربيتين، وتظهر والدتهما وهي تهيئ كأسي قهوة للضيفين وتستعد لوضع سائل غريب فيهما للتأثير عليهما بالسحر حتى يتزوجا بالفتاتين. وما ان بثت الحلقة حتى توالت التنديدات والاحتجاجات من حقوقيين مغاربة وكذا من مستعملي الإنترنت الذين اعتبروا العمل التلفزيوني المذكور مسيئا إلى كرامة المرأة المغربية، وأدلى وزير الاتصال (الإعلام) المغربي بدلوه في الموضوع، إذ قال لموقع إلكتروني إخباري عربي إن ‘الشعب المغربي له أنفته وكبرياؤه، والحكومة ستدافع بما يلزم من الجدية والحزم عن كرامة المغاربة رجالا ونساء’. وبعدما قدم المغرب مذكرة احتجاج إلى الكويت، سارعت القناة التلفزيونية الكويتية عبر صحيفة تابعة لها إلى تقديم الاعتذار، معربة عن تقديرها لكل المغاربة الذين فهموا الحلقة المذكورة من السلسلة خطأ وتناولوا ما ورد من مداعبات فيها بحساسية مفرطة’. كما أصدرت الوزارة الكويتية بيانا عبرت فيه عن أسفها الشديد لما تضمنته إحدى حلقات سلسلة ‘بوقتادة وبونبيل’ من إساءات إلى المغرب، مشيرة إلى أن ‘مثل هذه الأمور لا يمكنها أن تمس جوهر العلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين’. وتواصلت تداعيات القضية في الصحف المغربية، إذ وصفت صحيفة ‘الصباح’ اعتذار المجموعة الإعلامية الكويتية بـ’المحتشم’، لأنها تهربت من حقيقة الإساءة للمغرب والمغربيات، عبر الإشارة إلى أن الأمر لا يعدو أن يكون فهما خاطئا لمضمون السلسلة أو حساسية مفرطة لدى من تابعوها من المغاربة. وتحت عنوان ‘دولة ميخيات (شخصيات كارتونية) الشقيقة’ كتبت صحيفة ‘الاتحاد الاشتراكي’: ‘لقد تحولت دولة الكويت الشقيقة إلى دولة غير قادرة على إنتاج السخرية بشكل ذاتي إلى دولة تستطيع أن تفعل مع الضحك ما فعلته مع النفط، أي استنفاد طاقته والبحث عن منافذ أخرى’، وختمت الصحيفة على لسان مدير تحريرها بالقول: ‘الكويت لا تختزل في رسوم متحركة وميخيات لن يكون سوى دولة شقيقة، يمكن أن تكسر خاطرنا ذات يوم، لكنها تظل شقيقة مع ذلك’. صحيفة ‘المساء’ اعتبرت الموضوع مرتبطا بقضية تعدد الزوجات لدى الخليجيين، وكتب مديرها أن هذه القضية ‘يجب أن تُحل على المستوى الدبلوماسي بين المغرب ودول الخليج التي تعرف نموا مطردا لزواج مواطنيها الخليجيين بالمغربيات، أما اللجوء إلى الميخيات (الشخصيات الكارتونية) لتصوير المغرب كأرض للفتح والغزو وتقديم المغربيات كساحرات وسارقات رجال فهذا أمر فيه احتقار مبيت وتمريغ لكرامة شعب بكامله في التراب’. أما صحيفة ‘الأحداث المغربية’ فرأت أنه ‘كان الأولى بنا أن نتوفر في تلفزيوننا على برنامج ساخر مماثل نخصص حلقة منه ـ إذا رأينا أن ذلك أمر مهم للغاية ـ لكي نسخر بدورنا من تصرفات إخوتنا الخليجيين في بلادنا الذين نطلق عليهم دون أدنى حرج وصف ‘الحوالا’ (الأكباش).’ وتساءلت الصحيفة نفسها: ‘هل يعقل أن تكون لدولة الكويت، وهي دولة محافظة مقارنة مع المغرب، حصة تلفزية للسخرية اللاذعة تثير كل هذا الاحتجاج في العالم العربي، ولا نستطيع نحن عبر تلفزيوننا إلا تقديم الرداءات الفارغة؟’. وذكرت صحيفة ‘أخبار اليوم’ أنها ليست المرة الأولى التي يتسبب فيها عمل تلفزيوني كويتي في إثارة الجدل، إذ سبق للكوميدي داوود حسين أن قدم سلسلة من البرامج التي تحتوي على كثير من التهكم والإساءات لدول عربية عدة، مما جعل الموضوع يناقش سنة 1998 داخل البرلمان الكويتي. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 26 أوت 2010)


البرادعي وإخوان مصر.. شراكة فريدة


عقدت اثنتان من أكبر قوى المعارضة في مصر تحالفا بينما انطلقت الحملات غير الرسمية التي تسبق الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في وقت لاحق من هذا العام. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في عددها اليوم أن المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية وأبرز المنادين بالتغيير السياسي في مصر محمد البرادعي تحالف في صمت مع جماعة الإخوان المسلمين « المحظورة رسميا » على الرغم من أن أيا منهما لن يخوض غمار الانتخابات. وبموجب هذا الاتفاق، فقد وحَّد البرادعي –الذي سبق أن رفض الانضمام لأي من الأحزاب المرخصة حكوميا- جهوده مع الإخوان المسلمين في حملة لجمع توقيعات المصريين على نطاق القطر تهدف للحصول على دعم شعبي لمطالبهم بإجراء تعديلات على الدستور. ومع اقتراب موعد الانتخابات أواخر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، اندفع الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم وأنصار جمال ابن الرئيس حسني مبارك ووريثه في الحكم -على حد تعبير الصحيفة- للرد على هذا التحرك من جانب المعارضة بأن أطلقوا بدورهم حملة علاقات عامة « ضارية » ترمي إلى تعزيز موقفهم. ولقد ظل حزب المؤتمر الوطني مهيمنا على الحياة السياسية في مصر طوال العقود الماضية بينما ظل مبارك متربعا على سدة الحكم لمدة 29 عاما. وطبقا للصحيفة الأميركية، فإن ظهور البرادعي على المسرح السياسي بعد تنحيه من منصبه بالوكالة الدولية في ديسمبر/كانون الأول الماضي أدى إلى تعقيد حسابات الحزب الحاكم وأنصاره. وتقدمت الجمعية الوطنية للتغيير التي يتزعمها البرادعي بقائمة من سبعة مطالب من بينها إلغاء قانون الطوارئ الذي ظل معمولا به زمنا طويلا، وتعديل الدستور لإزالة العقبات التي تحول دون ترشح شخص مستقل لمنصب رئيس الجمهورية. على أن الصحيفة ترى أن تحالف البرادعي مع الإخوان المسلمين تتهدده بعض المخاطر. فقد تعثَّرت مساعي المعارضة الأخيرة لجعل النظام السياسي منفتحا بسبب الخلاف الفكري بين المعسكرين الإسلامي والعلماني. كما أن طريقة البرادعي المتحفظة أثارت تساؤلات حول مدى صلابته في إدارة أي حملة انتخابية مما قد يحد من أي مكسب قد يعود على جماعة الإخوان المسلمين من تحالفها معه. وقد تذمر كبار مساعدي البرادعي على الملأ من كثرة أسفاره إلى الخارج، بينما أعرب هو عن ضيقه من لعب دور المنقذ السياسي. المصدر:وول ستريت جورنال (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 26 أوت 2010)


الحزب الوطني يعلن ترشيح مبارك لانتخابات الرئاسة في العام 2011 ‘نعم اسم جمال مبارك مطروح مع آخرين’


8/26/2010 القاهرة ـ من ياسمين صالح ودينا زايد: قال مسؤولو الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر إن هناك إجماعا من الحزب لترشيح الرئيس حسني مبارك (82 عاما) للرئاسة في الانتخابات التي تجرى في 2011 لكن ابنه الاصغر جمال يمكن ان يكون من المرشحين مستقبلا. ولم يعلن بعد مبارك الذي تولى الرئاسة عام 1981 وتدور شائعات مستمرة حول صحته ما اذا كان سيسعى للفوز بفترة رئاسية جديدة. واذا لم يفعل فالرأي السائد هو ان نجله جمال (46 عاما) سيلقى تأييدا من المؤسسة الحاكمة لترشيح نفسه للمنصب. وينفي كل من الرئيس وابنه مثل هذه الخطط ويقول مسؤولون ان الرئيس بصحة جيدة. لكن التقارير الرسمية التي تسلط الضوء على مبادرات جمال في الحزب الحاكم وحملة من الملصقات الانتخابية المساندة له والتي ينفي الحزب انه يرعاها ساعدت على اذكاء هذه الاحاديث. وقال علي الدين هلال أمين الاعلام بالحزب لرويترز ‘نعم اسم جمال مبارك مطروح مع آخرين لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2011 لان القانون ينطبق عليه كما ينطبق على اخرين’. ‘الاسم الوحيد المطروح هو الرئيس حسني مبارك. لا مناقشة بشأن اي اسم الان واي مناقشة ستكون سابقة لاوانها’. وتماشت هذه التصريحات مع الخط العام للمسؤولين الذي يقول بحق جمال في الترشح كحق اي شخص آخر. لكن هذه التصريحات تسلط عليها الاضواء بشكل زائد وتحلل عن كثب كلما اقترب موعد الانتخابات ونظرا لشائعات مستمرة عن صحة مبارك منذ ان أجريت له جراحة ناجحة في المرارة في اذار/ مارس. وصرح صفوت الشريف الأمين العام للحزب في تصريح نشر امس الأربعاء بأن هناك اجماعا على ترشيح مبارك لكن مسألة الترشح ستتوقف على الرئيس نفسه. وصرح الشريف لمجلة المصور في مقابلة نقلتها أيضا وكالة أنباء الشرق الأوسط ‘نحن فقط ننتظر قرار الرئيس نفسه’. وكان الشريف وغيره من كبار المسؤولين أدلوا من قبل بمثل هذه التصريحات التي تدل على تأييد مبارك إلا أنه يجري متابعتها عن كثب تحسبا لأي مؤشرات مع اقتراب الانتخابات ووسط شائعات مستمرة بشأن صحة الرئيس. وتنفي السلطات دوما تقارير عن تدهور صحة مبارك وتصفها بانها كاذبة. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 26 أوت 2010)

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.