الخميس، 24 سبتمبر 2009

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس 

Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

9 ème année, N 3411 du 24.09 .2009

 archives : www.tunisnews.net


الحزب الديمقراطي التقدمي:بلاغ عن تعمد إسقاط 12 قائمة من قائمات الحزب

السبيل أونلاين:السلطة تسقط جل القوائم الإنتخابية للحزب الديمقراطي التقدمي

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس عرض الشاب معز بوسنينة ومن معه على التحقيق

السبيل أونلاين:ملابسات مقتل الشاب لطفي القرميطي في احد مركز الشرطة بالقصرين 

لجنة حماية الصحفيين تطالب بإنهاء حملة التشهير التونسية ضد قناة الجزيرة

السبيل أونلاين:أحد أعوان الحرس يستغل نفوذه ويمارس التعذيب بحق مواطنة وإبنها

المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين:بلاغ إعلامي

الرابطة التونسيـة للدفاع عن حقوق الإنسان: بيــــــــــان

المؤتمر من أجل الجمهورية:بلاغ : تعاطفا مع أهالي الرديف المنكوبين

 الحزب الديمقراطي التقدّمي :بيـــــــان

ا ف ب:حزب تونسي معارض يدعو الى الافراج عن معتقلي منطقة الفيضانات

  البديل عاجل:أخبار الرديف بعد الفيضانات التي اجتاحت المدينة

رويترز:عدد قتلى فيضانات تونس يرتفع الى 21 قتيلا

  محمد الحمروني :امطار طوفانية في تونس

ا ف ب:17 قتيلا وثمانية جرحى والعديد من المفقودين اثر فيضانات في جنوب تونس

أرابيكا:البنية التحتية المبلولة (في قلب عاصمة الجنوب صفاقس)

اضراب اليوم 23 /09 / 2009 في معهدي ابن ضياف وعلي الدوعاجي بالمرسى

سليم بوخذير:تابعوا الأستاذ حمة الهمامي على قناة « الجزيرة مباشر »

السبيل أونلاين:تونس تطارد النسخة العربية من كتاب  »صديقنا الجنرال زين العابدين بن علي »

بسام بونني:الديمقراطية هي الحلّ !

حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ نشرة الكترونيّة عدد 115

وقفة مع كتاب « القلائد » (ج 3) والأخير

احميدة النيفر:أزمة الجامعات العربية: هل نعولم أنفسنا؟ (2/2)

توفيق المديني:أبعاد إلغاء نشر الدرع الصاروخية الأميركية

محمد يتيم:نظرية الاستبداد عند عبد الرحمن الكواكبي من مقاومة الاستبداد إلى بناء نظرية في طبائع الاستبداد

بشير موسى نافع:خطوة أخرى في العلاقات السورية-التركية 

مفجر فضيحة سرقة أعضاء الشهداء الفلسطينيين من قبل إسرائيل يتحدث لـ «العرب»

الجزيرة.نت:أمير قطر: ميثاق الأمم ضمان للسلم

صبحي غندور:أوباما على قمّة هرم .. لكنّه ليس الهرَم كلّه

حسن كروم:تطبيق الشريعة  هو الحل للازمة الاقتصادية؟


 (Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


               
    جانفي 2009  https://www.tunisnews.net/17fevrier09a.htm        
فيفري 2009    
    مارس 2009     https://www.tunisnews.net/08avril09a.htm           أفريل 2009      https://www.tunisnews.net/15Mai09a.htm 
    ماي  2009     https://www.tunisnews.net/15Juin09a.htm         
جوان2009

      جويلية 2009                                         


الحزب الديمقراطي التقدمي 10 نهج إيف نوهال – تونس

بلاغ عن تعمد إسقاط 12 قائمة من قائمات الحزب


تم اليوم إشعار رؤساء قائمات الحزب الديمقراطي التقدمي بإسقاط اثني عشر قائمة من أصل أربعة عشرة قائمة قدمها الحزب في اليوم الأول لفتح باب الترشحات. ولم يُعط الوُلاة في الدوائر المعنية أي تعليل يُبرر طعنهم في القائمات التي قدمها الحزب، رغم أن جميع المترشحين مرسمون بالقائمات الإنتخابية ودونوا في ملفات الترشح أسماء مكاتب الإقتراع التي هم مسجلون فيها وأرقامها. إن هذا الإسقاط الجماعي لقائمات الحزب يكتسي طابعا سياسيا واضحا، وهو يندرج في سياق محاولة الإقصاء والتقزيم التي يتوخاها الحكم مع الديمقراطي التقدمي، والتي سبق أن تجلت بوضوح في إقصاء مرشحه للرئاسية من السباق الإنتخابي. ويعتبر الحزب أن الإسقاط السياسي المتعمد لقائماته التشريعية يدل على تهرب الحكم من خوض معركة انتخابية ومن مواجهة منافسيه في الملعب الديمقراطي، كما يؤكد خوفه من الفريق الذي يطرح خيار الإصلاح السياسي بُغية الإبقاء على الديكور التعددي، في تضارب مطلق مع نضج الشعب التونسي وأحقيته بخوض تجربة انتخابية في كنف الحرية والشفافية. وتعتبر الهيأة التنفيذية للحزب أنها في اجتماع مفتوح لمتابعة التطورات، وقد دعت المكتب السياسي لاجتماع طارئ من أجل اتخاذ القرار المناسب.  
تونس في 24 سبتمبر 2009 الأمينة العامة مية الجريبي


السلطة تسقط جل القوائم الإنتخابية للحزب الديمقراطي التقدمي

 


السبيل أونلاين – تونس – خاص   بعد تقديم « الحزب الديمقراطي التقدمي  » قائماته الإنتخابية في 26 دائرة في مختلف أنحاء البلاد ، وقع اليوم تسليم الوصل النهائي لقائمتين فقط ، وهما قائمتي قابس والكاف ، بدون تعليل أسباب رفض قبول بقية القوائم .   وفي تجاوز للقانون تم إعلام رفض قبول القوائم عبر الهاتف .   جدير بالذكر أن « الحزب الديمقراطي التقدمي » يمكّنه القانون من إعادة تقديم قوائم جديدة في الدوائر التى وقع رفض القبول فيها ، وذلك في غضون اليومين المقبلين « الجمعة والسبت » .   ويُعد رفض القوائم الإنتخابية مؤشرا على إنغلاق السلطة وتكريسها لسياسة إقصاء الحزب ، المعترف به .   من مراسلنا في تونس – زهير مخلوف   ملاحظة: خط الإنترنت مقطوع بالكامل عن منزل مراسلنا في تونس الأخ زهير مخلوف ، جزئيا منذ شهر ماي 2009، وقطع بالكامل منذ 4 أوت 2009 . (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 24 سبتمبر 2009 )


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 05 شوال 1430 الموافق ل 24 سبتمبر 2009

أخبار الحريات في تونس عرض الشاب معز بوسنينة ومن معه على التحقيق


تم صباح اليوم الخميس 24 سبتمبر 2009 عرض الشاب معز بن سالم بن عمار بوسنينة وصابر الرحيلي وصابر المستوري على قاضي التحقيق بالمكتب السادس بالمحكمة الابتدائية بتونس للنظر في القضية عدد 16215 من أجل تهمتي الانضمام إلى تنظيم ارهابي وإعداد محل لعقد اجتماعات. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


ملابسات مقتل الشاب لطفي القرميطي في احد مركز الشرطة بالقصرين


السبيل أونلاين – تونس – خاص   لقي الشاب لطفي القرميطي ( متزوج ووالد لفتاة ) مصرعه بعد تعرضه للضرب المبرح من طرف قوات الأمن المناوبة في مركز الشرطة بحي الزهور بولاية القصرين ليلة 23/09/2009   وأكد شهود عيان أن الضحية بعد تعرضه للضرب أثناء التحقيق فارق الحياة مما اجبر الأعوان على رميه من شرفة المركز و الادعاء بأنه حاول الانتحار لكن شهود عيان أكدوا أنهم شاهدوا الضحية وهو يلقى به من على الشرفة من طرف الأعوان في حين تواصل فرقة امن الدولة البحث عن بعض شهود العيان قاموا بتصوير العملية.   وعند انتشار الخبر نزل أهالي الضحية وأصحابه وهاجموا مركز الشرطة واحرقوا سيارات الأعوان الرابضة أمام المركز وتوجهوا لمقر المنطقة الجهوية للشرطة بالقصرين وأضرموا النار أمامها وهاجموها بالحجارة مما أدى إلى تكسير اجزاء كبيرة من واجهة المنطقة .   وقد تم تشييع جنازة الفقيد أمس في أجواء غضب جماهيري كبير ، أدى إلى رمي الحجارة على واجهات المستشفى ، وأثناء العودة هاجموا مقر دورية للمرور وسط المدينة .   وتجدر الإشارة إلى أن قوات الأمن رابضة إلى حدّ هذا اليوم الخميس 24 سبتمبر 2009 ، مخافة تجدد الاشتباكات . من أبو حمد الغيور – تونس (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 24 سبتمبر 2009)  


لجنة حماية الصحفيين تطالب بإنهاء حملة التشهير التونسية ضد قناة الجزيرة  

نيويورك، 24 أيلول/سبتمبر 2009 – تعرب لجنة حماية الصحفيين عن استنكارها لحملة التشهير المدعومة من الحكومة التونسية ضد قناة الجزيرة الفضائية التي تتخذ من قطر مقراً لها. وقد نجم عن هذه الحملة تأثير سلبي على حرية التعبير في تونس.   قال صحفيون للجنة حماية الصحفيين إن وسائل الإعلام التي تخضع لسيطرة الحكومة شرعت في مهاجمة قناة الجزيرة منذ تموز/يوليو، عندما غطت القناة مؤتمراً في جينيف حول حق المعارضين التونسيين المنفيين في العودة إلى وطنهم، وبثت مقابلات مع ناقدين بارزين للرئيس زين العابدين بن علي.   وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، « بدلاً من دعم حملة التشهير المخزية ضد زملائنا والتي ترمي إلى الترهيب، ينبغي على الحكومة التونسية إنهاء حربها الشعواء على الصحافة المستقلة في تونس وفي الخارج. إن أحد أهداف هذه الحملة هو إسكات جميع الأصوات المعارضة في الوقت الذي يجري فيه استخدام الإعلام التونسي، وبكل صفاقة، للترويج لفترة رئاسية خامسة مدتها خمس سنوات للرئيس زين العابدين بن علي خلال الانتخابات المقبلة التي ستجري في تشرين الأول/أكتوبر ».   وقال مراسلو قناة الجزيرة للجنة حماية الصحفيين إن القناة حاولت الاتصال مع تونسيين للحصول على تعليقاتهم حول هذه التغطية الإخبارية، فلم توفق في الاتصال مع بعضهم بينما رفض آخرون التصريح بأية تعليقات.   وقال صحفي تونسي للجنة حماية الصحفيين، وطلب عدم الإفصاح عن هويته خشية من انتقام حكومته، « إن التأثير السلبي الأشد لحملة التشهير المهينة هذه والتي لا سابقة لها، هو مناخ الخوف الذي نشرته بين العديد من التونسيين الذين رفضوا خلال الأسابيع الماضية المشاركة في مقابلات مع قناة الجزيرة ». وأضاف هذا الصحفي إن الحكومة تريد « السيطرة على هذه المحطة الإخبارية وكأنها إحدى وسائل الإعلام التونسية المشاكسة ».   زعمت صحيفة « كل الناس » الأسبوعية الخاصة والقريبة من وزارة الداخلية في عددها الأخير الذي صدر يوم السبت وعلى صدر صفحتها الأولى أن كل شيء في قطر، بما في ذلك وسائل الإعلام، يخضع لسيطرة إسرائيل. كما نسبت اقتباساً زائفاً للسيد وضاح خنفر، مدير قناة الجزيرة، يصف فيه القناة التي يعمل بها والتي تعد أكثر المحطات الفضائية الإخبارية انتشاراً في المنطقة، بأنها « قناة أمريكية إسرائيلية ناطقة باللغة العربية ». وقال صحفيون محليون ومدافعون عن حقوق الإنسان للجنة حماية الصحفيين إن صحيفة « كل الناس » وشقيقتها الصحيفة الأسبوعية « الأحداث » متخصصتان بمهاجمة أبرز ناقدي الرئيس بن علي.   نشرت صحيفة « كل الناس » سلسلة قصص صحفية على صفحتها الأولى بعنوان  « حقيقة الجزيرة العارية »، وظلت تهاجم فيها الأسرة القطرية الحاكمة التي أسست قناة الجزيرة في عام 1996 – وهي المحطة التلفزيونية الأشد تاثيراً في العالم العربي، وزعمت الصحيفة أن القائمين على المحطة والصحفيين العاملين فيها يعيشون في عالم سفلي شائن تسوده الدعارة والجنس وأنهم يخضعون لتأثير أمريكا وإسرائيل. ولغاية الآن لم يصدر عن قناة الجزيرة ولا السلطات القطرية رد فعل علني على هذه الحملة من الإهانات والترهيب.   شاركت وسائل إعلام أخرى في حملة التشهير ضد قناة الجزيرة، بما فيها صحف مملوكة من قبل الحزب الحاكم، وصحف يملكها صهر الرئيس بن علي، وهو رجل الأعمال والسياسي الصاعد صخر الماطري، وقناة « هانيبال » الفضائية المؤيدة للحكومة. وقد أدت التغطية الناقدة التي تقدمها قناة الجزيرة إلى قيام السلطات التونسية بإغلاق سفارتها في قطر لمدة عدة أشهر في عام 2006، كما واصلت رفض منح بطاقة اعتماد صحفية لمراسل قناة الجزيرة في تونس السيد لطفي حجي.   وقال محمد عبو، وهو محامي حقوق إنسان بارز ومدوّن، للجنة حماية الصحفيين « لا يوجد شك أن تغطية قناة الجزيرة لتونس أخذت وبصفة متزايدة تثير غضب مسؤولين كبارا، وخصوصا مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية، ومع تواصل انحدار مصداقية وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الحكومة ».   وفي أحيان عديدة استهدفت حملات التشهير المدعومة من الحكومة أيضا محمد عبو وصحفيين ناقدين آخرين مثل عبدالله زواري، وسهام بنسدرين، ونزيهة رجيبة. وفي يوم الجمعة، قامت الشرطة السياسية باحتجاز عبدالله زواري لمدة ثماني ساعات تقريباً وهددته بتشويه سمعته عبر نشر شريط فيديو على شبكة الإنترنت يظهر ما زعمت أنه سلوكه الجنسي إذا لم يتوقف عن الكتابة بصفة ناقدة عن الحكومة. وكان عبدالله زواري قد أُجبر حتى شهر آب/أغسطس الماضي على العيش على بعد مئات الأميال من أسرته ولمدة سبعة أعوام. وقال للجنة حماية الصحفيين إن المراقبة التي تقوم بها الشرطة حول منزله عادت يوم السبت، وبصفة تعسفية، إلى سابق عهدها.   وفي عام 2009، كتبت لجنة حماية الصحفيين رسالتين إلى الرئيس بن علي للاحتجاج على الاعتداءات المتزايدة على الصحفيين، وطالبت بإنهاء الرقابة الإدارية الطويلة والتعسفية على السيد عبدالله زواري. وفي وقت مبكر من هذا الشهر، استنكرت لجنة حماية الصحفيين استخدام الإدارة الحكومية والقضاء لإقالة مجلس نقابة الصحفيين التونسيين الوطنية والذي تم انتخابه بصفة ديمقراطية.      URL:  http://cpj.org/ar/2009/09/013629.php   


أحد أعوان الحرس يستغل نفوذه ويمارس التعذيب بحق مواطنة وإبنها


السبيل أونلاين – تونس – خاص   للإطلاع على شهادة السيدة سعيدة مرابط – الرابط على اليوتوب : http://www.youtube.com/watch?v=eY1XQruGaPY   في حادثة خطيرة ، أقدم أعوان مركز الحرس بنابل على إعتقال شاب ووالدته ، يوم السبت 19 سبتمبر 2009 ( وهو آخر أيام شهر رمضان المبارك ) ، على خلفية إشكال عقاري بين الشاب ووالدته من جهة وأحد أعوان مركز الحرس .   فقد مارس العون المدعو لمجد وهو طرف في القضية ، التعذيب ضد السيدة سعيدة مرابط ونجلها نادر مرابط بعد إعتقالهم ، وذلك بمشاركة أربعة أعوان من مركز الحرس بمدينة نابل .   وقد قامت المواطنة سعيدة مرابط بإستخراج شهادة طبية ، تثبت تعرضها للتعذيب والضرب ، منحها إياها طبيب الصحّة العمومية راحة بـ 15 يوما . وأدلت بشهادة حيّة لمراسلنا في تونس زهير مخلوف ننشرها مرفقة لنص الخبر .   وقد أكدت السيدة مرابط تعرضها لأبشع أنواع التعذيب والإعتداءات الجسدية واللفضية ، وهي مقرّة العزم على تتبع الأعوان المعتدين عدليا . وقد قامت بتسجيل شكوى لدى وكيل الجمهورية بمحكمة قرمبالية من ولاية نابل ووكلت محامي في القضية . كما قدمت شكوى أخرى إلى المنطقة المركزية للحرس بالعوينة ضد أربعة أعوان ذكرت منهم لمجد وعبد الله .   نشير إلى أن إبنها ليس طرفا في القضية العقارية ، وهو الآن موقوف بدون موجب قانوني ، وقد جاوز مدّة الإحتفاظ القانونية . وتخشى والدته على حياته خاصة أنها عاينت تعذيب إبنها .   ومن المفارقات التى شابت هذه القضية تولي مركز الحرس بمدينة نابل البحث فيها بدل مركز الشرطة بمدينة المعمورة أين يوجد العقار موضوع الخلاف . وقد إستغل العون لمجد نفوذه من أجل التأثير على مجرى البحث ، وتحويل ملف القضية من دائرة مخول لها التحقيق إلى دائرة ترابية أخرى .   من مراسلنا في تونس – زهير مخلوف   ملاحظة: خط الإنترنت مقطوع بالكامل عن منزل مراسلنا في تونس الأخ زهير مخلوف ، جزئيا منذ شهر ماي 2009، وقطع بالكامل منذ 4 أوت 2009 .   (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 24 سبتمبر 2009)


المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين بلاغ إعلامي

 


استكملت المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين خلال الأسابيع القليلة الماضية بناءها الهيكلي تنفيذا لقرارات المؤتمر التأسيسي وعملا بتوصياته. حيث جرى انتخاب أعضاء الهيئة الإدارية الممثلين لأعضاء المنظمة في كل المهاجر، ثم انعقدت الدورة الأولى لتلك الهيئة يومي 29 و30 أوت بباريس. وانطلق المكتب التنفيذي في أعماله بهدي من قرارات المؤتمر والتوصيات المنبثقة عن تلك الدورة. وقد تداولت الهيئة الادارية بالنقاش العميق مختلف القضايا التي تهم هيكلة المنظمة وتوجهاتها وبرنامجها العملي خلال الفترة القادمة في ظل أجواء ايجابية سادتها روح الصراحة والمسؤولية. كما نظرت في مقررات المؤتمر التأسيسي المنعقد بجنيف بتاريخ 20 و21 جوان 2009 .وتوّجت أعمالها ونقاشاتها بعدة مقررات أهمها:    – إتمام القانون الأساسي للمنظمة والمصادقة عليه بالإجماع.    – إقرارها لائحة داخلية  تحدد القواعد العامة للتسيير داخل المنظمة و تضبط العلاقة بين هياكلها .    – انتخابها  للسيد عبد الرؤوف الماجري رئيسا للهيئة الإدارية. أما عن المكتب التنفيذي فقد بدأ بعقد سلسلة من الاجتماعات الدورية المكثفة، توازع في أولاها المهام بين أعضائه على النحو التالي: – نور الدين الختروشي :رئيس – كمال العيفي : كاتب عام  – رشيدة النفزي : التوثيق والذاكرة المهجرية – الطاهر العبيدي وعماد الدائمي : الإعلام والاعلامية – سليم بن حميدان :الشؤون القانونية والمالية – لطفي الهمامي :العلاقات العامة  
إن المكتب التنفيذي إذ يثمن أشغال الهيئة الإدارية ويحي كافة أعضائها الذين توافدوا على العاصمة الفرنسية من عدة  دول وإذ يسجل الروح النضالية والأخوية العالية التي سادت مداولاتها فإنه يؤكد التزامه بمقرراتها وتوصياتها ويعاهد كل أعضاء المنظمة في القارات الخمس العمل بكل ما أوتي من قوة وعزيمة من أجل تحقيق العودة الكريمة والآمنة لكل المهجرين. المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين الرئيس: نور الدين الختروشي باريس في 23 سبتمبر 2009


الرابطة التونسيـة للدفاع عن حقوق الإنسان Ligue Tunisienne pour la défense des Droits de l’Homme تونس في 24 سبتمبر 2009  بيــــــــــــــــــــــــــان  

تتابع الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بانشغال كبير أخبار الفيضانات التي اجتاحت جهات عديدة من البلاد  و خاصة منطقة المناجم ومدينة الرديف بالتحديد حيث تسببت السيول الجارفة في كارثة ذهب ضحيتها حتى الآن 17 مواطنا ومواطنة حسب التقديرات الرسمية  المعلنة يوم أمس الأربعاء (وأكثر من 20 حسب مصادر أهلية بالمنطقة) ،كما اعتبر أكثر من عشرة أشخاص في عداد المفقودين ، هذا دون اعتبار الخسائر المادية الكبيرة التي تسببت فيها الأمطار وسيلان الأودية ،وقد سجل تدمير العشرات من المساكن والمحلات في الأحياء الشعبية التي تفتقد إلى كل وسائل الحماية الضرورية في مثل هذه الحالات…                                        والرابطة إذ تقدم لأهالي الضحايا في الّرديف وغيرها أحر تعازي جميع الرابطيين ،فهي تطالب بايلاء المناطق المهددة عناية خاصة لحمايتها من الكوارث الطبيعية. وبهذه المناسبة الأليمة ، تعتبر الرابطة أن إطلاق سراح مساجين الحوض المنجمي يمثل مقدمة ومساهمة في تضميد جراح أهالي المنطقة ،وتؤّكد من جهة أخرى على ضرورة تنظيم حملة وطنية لمساعدة أهالي الرديف بصفة خاصة وتعويض الخسائر التي تكبدوها وإعادة إعمار ما هدمته الفيضانات في أسرع الآجال. عن الهيئة المديرة                             الرئيــس المختــار الطريفــي


بلاغ : تعاطفا مع أهالي الرديف المنكوبين


على اثر الفاجعة الأليمة التي ألمت البارحة بأهالينا في مدينة الرديف، يتقدم المؤتمر من أجل الجمهورية بأصدق التعازي لأسر الضحايا الذين قضوا في الفيضانات الكبيرة التي شهدتها المدينة. كما يعبر عن خالص تعاطفه مع العائلات المنكوبة التي فقدت منازلها وأملاكها وأضحت بين عشية وضحاها في وضع قاتم من البؤس والفاقة. ونحن اذ ندعو التونسيين جميعا داخل البلاد وخارجها لأن يهبوا للمساهمة في دعم بني وطننا المنكوبين، فاننا نحمل السلطات المسؤولية الكاملة على تأخر المساعدات الانسانية وعلى تأزيم الأوضاع النفسية لهؤلاء المواطنين عبر ضعف التفاعل الرسمي مع الكارثة التي حلت بهم وعبر رفض الدعوات المتواترة لاطلاق سراح العشرات من أبنائهم المعتقلين ظلما وعدوانا منذ الحركة الاحتجاجية الاجتماعية التي انطلقت من هذه المدينة المنكوبة قبل أكثر من سنة ونصف، كاشارة تعاطف حقيقي غير مصطنع. عن المؤتمر من أجل الجمهورية منصف المرزوقي


الحزب الديمقراطي التقدّمي

تونس في 24 سبتمبر 2009  بيـــــــان


عل إثر الفيضانات التي اجتاحت عدة ولايات في جنوب البلاد وغربها وخاصة منطقة الرديّف مما أدّى إلى سقوط أكثر من عشرين ضحية بين أموات ومفقودين، يقدّم الحزب الديمقراطي التقدّمي تعازيه الصادقة لعائلات الضحايا ويقّدّم تحياته إلى أعوان جيشنا الوطني وأعوان الحماية المدنية على المجهود الذي يقومون به للبحث عن المفقودين وإنقاذ الأحياء ويحمّل الحكومة التأخير في تقديم الإغاثة والنجدة للمواطنين في المناطق المنكوبة. ويدعو كافة مناضلي الحزب في كامل الجهات إلى تقديم المساعدات العينية والمعنوية للمنكوبين والاتصال بالهلال الأحمر التونسي والتضامن الاجتماعي لمساعدتهما في عملهما، ويكلّف الأخ محمد الهادي حمدة عضو المكتب السياسي بالتنقّل على عين المكان لتقدير الأضرار وإعلام الحزب ليقوم بما يستطيع القيام به لمساعدة المنكوبين. كما يتوجّه الحزب بالخصوص بعبارات المواساة لعائلات مساجين الحوض المنجمي وبالأخص النساء والأطفال الذين يفتقدون في هذا الظرف بالذّات سواعد ذويهم الذين تحتجزهم السلطة ظلما في سجون بعيدة عن أهاليهم مما يزيد من معاناتهم. مع العلم أن ديار البعض منهم قد سقطت على من فيها من جرّاء الأمطار. ويتوجّه الحزب بنداء عاجل للمجتمع المدني للضغط من أجل إطلاق سراح مساجين الحوض المنجمي فورا لتمكينهم من المشاركة في الإنجاد وإعادة البناء وحضور دفن أقربائهم من الضحايا. عن الهيأة التنفيذية د. أحمد بوعزّي  


حزب تونسي معارض يدعو الى الافراج عن معتقلي منطقة الفيضانات

 


تونس (ا ف ب) –   دعا حزب تونسي معارض السلطات الخميس الى الافراج « فورا » عن قادة حركة احتجاج شهدتها منطقة قفصة جنوب تونس العام الماضي وذلك اثر الفيضانات التي شهدتها المنطقة ليل الثلاثاء الاربعاء وخلفت 17 قتيلا على الاقل.   وتوجه الحزب الديمقراطي التقدمي (معترف به) في بيان حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه ب « نداء عاجل » الى المجتمع المدني من اجل « الضغط لاطلاق سراح مساجين الحوض المنجمي فورا لتمكينهم من المشاركة في الإنجاد وإعادة البناء وحضور دفن أقربائهم من الضحايا ».   واضاف البيان ان منازل بعض المساجين « قد سقطت على من فيها من جراء الامطار ».   ولقي 17 شخصا مصرعهم وجرح ثمانية آخرون في فيضانات نجمت عن امطار غزيرة في الساعات ال48 الماضية في مناطق جنوب ووسط شرق تونس وخصوصا في مدينة الرديف التي تقع في ولاية قفصة على بعد نحو 350 كلم جنوب غرب العاصمة ويقطنها نحو 60 الف نسمة، بحسب « حصيلة اولية » اوردتها وكالة تونس افريقيا للانباء (حكومية).   وقدم الحزب المعارض « عبارات المواساة لعائلات المساجين وبالاخص النساء والاطفال » وقال بانهم  » يفتقدون في هذا الظرف سواعد ذويهم الذين تحتجزهم السلطة ظلما في سجون بعيدة عن اهاليهم مما يزيد من معاناتهم ».   وحمل الحزب « الحكومة التونسية (مسؤولية) التاخير في تقديم الاغاثة والنجدة للمواطنين في المناطق المنكوبة » على حد قوله غير انه اشاد في المقابل ب « اعوان الجيش الوطني والحماية المدنية على المجهود الذي يقومون به للبحث عن المفقودين وانقاذ الأحياء ».   وكانت اندلعت حركة احتجاج اجتماعي في كانون الثاني/يناير 2008 اثر ما اثير عن تلاعب في مناظرة توظيف في شركة فسفاط قفصة اكبر مؤسسة في المنطقة الغنية بالفسفاط والتي تفوق فيها نسبة البطالة المعدل العام في البلاد (14 بالمئة).   واعتقل نحو 38 تونسيا اثر اضطرابات استدعت تدخل الجيش بعد مقتل متظاهر بالرصاص في السادس من حزيران/يونيو 2008 بمدينة الرديف ابرز معاقل التحرك الاحتجاجي الذي استمر لعدة اشهر على خلفية البطالة والغلاء والفساد والمحسوبية.   واطلق سراح خمسة معتقلين في حين ادانت المحكمة الاخرين باحكام تتراوح بين عقوبة السجن لمدة عامين مع وقت التنفيذ والسجن عشر سنوات مع النفاذ.   (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية( أ ف ب ) بتاريخ 24 سبتمبر 2009 )


أخبار الرديف بعد الفيضانات التي اجتاحت المدينة


الرديف يوم 23 سبتمبر 2009   
تعرضت مدينة الرديف من محافظة قفصة والتي تعدّ 27.000 نسمة ليلة الثلاثاء 22 سبتمبر 2009 إلى أمطار غزيرة وصلت إلى ما يفوق 164 مم مشفوعة برياح عاتية، حيث عمّت السيول الجارفة كل المدينة، وخلّف هذا الإعصار 22 ضحية وفقدان العشرات وعدد من الجرحى والمصابين بكسور يفوق 15 مصاب، وخسائر مادية شملت المنازل وأغراضها والمحلات التجارية والجسور…  ومن أسماء الضحايا التي استطعنا الحصول عليها: 1- وسيلة بنت الحاج العربي مغزاوي. 2- سليم بنبلقاسم خليفي. 3- عبد المجيد بنصر بنبلقاسم خليفي. 4- وزوجته صحراء بنت الطيب. 5- وابنه علي بن عبد المجيد. 6- فاطمة فجراوي زوجة عبد الله بريشني الطبابي. 7- وابنتها. 8- عدي بن عثمان بن عبد الرحمان بالأسود، ابن السيد عمار بنعثمان شقيق المناضل الطيب بنعثمان أحد قادة انتفاضة الحوض المنجمي السجين حاليا. 9- الربعي الطبابي. 10- رضا بن الطيب طبابي. 11- مبارك بنمبارك العميدي. 12- وزوجته. 13- علجية الطبابي زوجة صالح بن بوساحة الطبابي. 14- وابنتها سنية زوجة حسن بن محمد بن أحمد المرزوقي. 15- وابنتها الصغرى الجاري البحث عنها حد كتابة هذه الأسطر. 16- حفصية بن أحمد ماجدي زوجة الأخضر بن الساسي. 17- الطيب بالعياشي الزنايدي. 18- وابنته العطرة بنت الطيب بالعياشي الزنايدي. 19- رقية بنت ابراهيم الخليفي.  في مطالعتنا الميدانية شملت كل الأحياء في مدينة الرديف تبيّن لنا أن عدد المنازل التي جرفتها السيول أو حطمت جزء منها أو هي الآن على وشك السقوط ناهز 2000 مسكن، علما وأن المدينة تعد 5000 عائلة وفقا للإحصائيات الأخيرة. وأن عدد المواشي والدواب يفوق 750 رأس… أمّا الدواجن فحدث ولا حرج… وبلغ عدد السيارات التي جرفتها السيول 45 سيارة… أما المحلات التجارية فأكاد أجزم أنها تقريبا كلها المتواجدة في سوق المدينة (السوق المركزية، المحلات المجانبة لشارع الحبيب بورقيبة، والمحاذية لوادي حومة السوق إلى حدود محطة القوافل..) وفي الأحياء (حومة السوق، نزلة السوافة، حي المغرب، حومة الطرابلسية، الحي الأوروبي..).  السكك الحديدية الرابطة بين مدينة الرديف والمتلوي مقطوعة منذ ليلة الثلاثاء.  سور المستشفى المحلي بالرديف الشرقي هدمته هو أيضا الأمطار. علما وأن هذا المستشفى لم يكن في وسعه أن يستوعب عدد الضحايا والمصابين جراء السيول الجارفة. كيف له ذلك وهو يفتقر إلى أبسط مقومات المستشفيات في تونس « بن علي ». فثلاجات الموتى عددهم 02 الشيء الذي جعل ممرّضي المستشفى يكدّسون الضحايا في باحة القسم ملزمين أهالي الضحايا بالإسراع في عملية الدفن.. الرديف في 24 سبتمبر 2009  صباحا: وأثناء توزيع المساعدات التي وصلت متأخرة، والتي تمثلت في الماء، مواد غذائية، أغطية وأفرشة، على المتضررين، شهدت عملية التوزيع « فوضى عارمة » حيث أنها لم تتم وفق التنظيم الذي يجب أن تكون عليه. وفي محادثاتنا مع البعض من سلط الإشراف حول هذه الوضعيات، قالوا لنا أنهم لم يستطيعوا أن يحصروا عدد المتضررين وأماكن سكناهم. فقلت في داخلي: أين هي شعبكم التجمعية وعمدكم الذين كانوا يعلمون عنا كل صغيرة وكبيرة، لا بل يعلمون حتى ألوان ومقاسات ألبستنا الداخلية…؟؟؟  فرقة الأنياب تصل ظهر هذا اليوم بكلابهم للبحث عن المفقودين الذين جرفتهم السيول بعد أن نفذ صبر المواطنين في البحث والتفتيش.  لم تسكت مآذن المساجد في كل الأحياء في مدينة الرديف منذ ظهر يوم أمس الأربعاء 23/09/2009 حتى اليوم عن إعلام المواطنين بتوقيت ومقابر دفن الضحايا… والعويل لازال يملأ أحياء وسماء المدينة…  شباب مدينة الرديف الأبطال أبلوا البلاء الحسن كعاداتهم في عملية الإنقاذ ومساعدة المتضررين ابتداء من الساعة السادسة صباحا من يوم الأربعاء 23 سبتمبر 2009 حتى هذه اللحظة، في حين لم تتدخل أو بالأحرى لم تصل فرق النجدة الرسمية إلا بعد الظهر وبشكل محتشم لا يرقى إلى مستوى ما هو مطروح. وللعلم فإن الضحايا الـ19 تم انتشالهم من قبل الشبان الأبطال. فشكرا لهم، ولهم كل التحايا.  فيالق البوليس المتعددة والمتنوعة كانت على أهبة الإستعداد منذ صبيحة يوم الأربعاء، خاصة بعد احتجاج المتضررين أمام المعتمدية على تباطؤ سلط الإشراف في عملية الإنقاذ.  المدرسة الإعدادية حي النجاح والمباني المجاورة لها التي يناهز عددهم 30 منزل بما فيهم منزل المناضل عدنان الحاجي، أحد قادة انتفاضة الحوض المنجمي بالرديف، هدّت السيول الجارفة أسوارها وأجزاء مهمة من الغرف وكافة محتوياتها.  الإذاعة والتلفزة التونسية وبحضور الوزراء الثلاثة الذين وصلوا إلى مدينة الرديف عصر يوم أمس الأربعاء 23 سبتمبر 2009 قامت بتصوير ما حل بالمدينة سواء كان ذلك بالكاميرا المحمولة جوا أو التحتية ولمدة ساعة كاملة، لكن ما نشر على شاشتها ليلة أمس لا يتعدى 30 ثانية.  مساء اليوم الخميس 24 سبتمبر 2009 الساعة 4.30 مساء وصول الوزير الذي أوفده رئيس الجمهورية للمرّة الثانية لتقييم الأضرار، إلى قاعة الأفراح السابقة مقابل منزل معتمد المدينة، والذي أشرف على عملية توزيع بعض المساعدات، حيث تجمّع العديد من الشبيبة التي تراوحت أعمارهم بين 08 سنوات و17 سنة، وفي مناوشات بينهم وبين فرق التدخل العديدة العدد والعدة، رفعت الشبيبة شعار  » بالروح بالدم نفديك يا عدنان » و »شادين .شادين لإطلاق المساجين »…  في تبديت القرية التي تبعد 14 كلم عن مدينة الرديف. وهي موطن شهيد انتفاضة الرديف المجيدة هشام بنجدو وبالتحديد في « السواني »، ووادي حاشي وبيت بنجدو جرفت السيول العارمة ليلة الثلاثاء 22 سبتمبر 2009 كل المحاصيل الشتوية لهذه المناطق الشبه مفقرة.  حافلات التدخل والبوليس المدجج بالأسلحة تتقاطر على مدينة الرديف بأعداد غفيرة ومن كل الولايات « المحافظات » (باجة، الكاف، القيروان، نابل، قابس، قفصة) إلى حد كتابة هذه الأسطر. ولا يزال البحث جاري عن المفقودين… الذين هم طبعا في عداد الأموات… مراسلة من الرديف (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ  24 سبتمبر  2009)

عدد قتلى فيضانات تونس يرتفع الى 21 قتيلا


تونس 24 سبتمبر أيلول (رويترز) – قالت مصادر أمنية وطبية لرويترز اليوم الخميس ان أربعة اشخاص اخرين على الاقل قتلوا جراء فيضانات وسيول عارمة ومفاجئة اجتاحت عدة مناطق في تونس ليرتفع عدد الضحايا الى 21 قتيلا.   وأعلن مسؤولون حكوميون أمس الاربعاء مقتل 17 شخصا واصابة ثمانية نتيجة سيول اجتاحت منطقة الرديف الواقعة بجنوب البلاد في حصيلة أولية.   وقال مصدر طبي رفض نشر اسمه لرويترز انه كان هناك اربعة قتلى آخرين بمدينة الرقاب بوسط البلاد بسبب الفيضانات من بينهم امرأة وابنتها.   وأكد مصدر أمني محلي لرويترز مقتل الاربعة وقال انهم كلهم من منطقة السعيدة بالرقاب. وأضاف ان بالوعات صرف المياه جرفتهم.   وقال ان الجهود تجري حاليا لاعادة فتح الطرقات بعد أن تعطلت الحركة تماما أمس الاربعاء بالمدينة.   وبث التلفزيون الحكومي في تونس اليوم صورا عن جهود وحدات الجيش والحماية المدنية لاعادة الحياة الى طبيعتها ومحاولة البحث عن المفقودين.   وقال سكان انهم لم يشهدوا مثل هذه الفيضانات منذ أكثر من 20 عاما.   وتسببت امطار غزيرة في حدوث سيول في عدة أودية وقطع العديد من الطرق بجنوب ووسط البلاد.   وقال شهود عيان لرويترز ان أسقف الكثير من المباني والبيوت سقطت خصوصا بالرديف نتيجة الفيضانات الجارفة التي اجتاحت مناطق عديدة منذ فجر اول أمس.   وذكر الشهود ان مستوى المياه تجاوز مترين وان كثيرا من الامتعة أصابها التلف جراء المياه الجارفة.   وصعد كثير من الاهالي الى الطوابق العليا لبيوتهم او بيوت جيرانهم.   وسارع الرئيس زين العابدين بن علي بارسال وفد حكومي مكون من ثلاثة وزراء الى الرديف اكثر المناطق تضررا لمعاينة الاضرار ومواساة العائلات المنكوبة وتقديم المساعدات الاولية.   ودعا معهد الارصاد الجوية بتونس الى توخي الحذر في الطرقات بسبب سوء الاحوال الجوية الذي قد يتسبب في عواصف وفيضانات اخرى في شمال البلاد.     

(المصدر: وكالة أنباء رويترز بتاريخ 24 سبتمبر 2009 )  


امطار طوفانية في تونس


تونس – محمد الحمروني     أوقعت الأمطار الغزيرة التي اجتاحت عددا من محافظات الجنوب الغربي لتونس عددا من القتلى وتسببت في انهيار المنازل وبعض المؤسسات العمومية.   ووفق بعض المصادر الخاصة بالعرب، فإن تواصل نزول الأمطار الغزيرة على امتداد نحو 36 ساعة متواصلة أدى إلى إغراق مدينة «الرديف» من محافظة «قفصة» (350 كلم جنوب العاصمة تونس) بالمياه، خاصة أن المدينة تقع وسط سلسلة من الجبال وتمثل منخفضا تتجمع فيه المياه. وفي اتصال هاتفي مع «العرب» أكد عبدالرزاق داعي الكاتب العام لجامعة «قفصة» التابعة للحزب الديمقراطي التقدمي المعارض أن عدد الوفيات المؤكدة حتى الآن هو 2، أحدهما حارس السوق المركزية لمدينة الرديف، وقد حاصرته الأمطار لما كان عائدا من عمله قبل أن تقوم بجرفه وإغراقه، والثانية امرأة متقدمة في السن يبدو أن الأمطار داهمتها وحاصرتها في المنزل. وأوضح داعي أن عددا لم يحدد بعد من المنازل تهدم بفعل الأمطار التي ألحقت أضرارا كبيرة بعدد من المؤسسات العمومية على غرار مقر «التجاري بنك» الواقع بقلب مدينة الرديف والذي انهار سقفه هو أيضا بفعل المياه الغزيرة التي انهالت عليه. وأضاف أن الأمطار ما زالت حتى كتابة هذا المقال تنهمر بغزارة على محافظات الحوض المنجمي ككل (الرديف وأم العرائس ومنطقة «قفصة» المدينة) وهو ما يعني إمكانية ارتفاع أعداد الضحايا والخسائر البشرية والمادية. بعض المصادر غير المؤكدة تحدثت أيضا عن 6 مفقودين نتيجة هذه الفياضات بينما ذهبت مصادر أخرى إلى أن العدد قد يفوق الـ 10. وبعد تأخر وصول طواقم الإنقاذ إلى المنطقة، أطلق الأهالي في اتصالات هاتفية نداء استغاثة إلى الأحزاب الوطنية والجمعيات الحقوقية، أكدوا فيها أن عددا كبيرا من الأهالي باتوا بلا مأوى.. مشردين وسط «بحر من المياه المتدفقة من كل جانب» فيما بدأ آخرون رحلة «الهروب» من المدينة إلى المناطق المجاورة الأقل تضررا. وتعاني المدينة من اهتراء البنية الأساسية كالطرق ومجاري المياه، وذلك بسبب الإهمال المتعمد الذي تعرضت له منذ الاستقلال إلى الآن باعتبارها منطقة معروفة بأنها مناوئة للحكم. كما تعاني أحياء المدينة من تداعي منازلها للسقوط بسبب سوء الأوضاع الاجتماعية للأهالي وعدم قدرتهم على صيانتها علاوة على إنشاء منازل جديدة تكون قادرة على مواجهة مثل هذه الظروف المناخية الصعبة. وشهدت المحافظة عدة انتفاضات أبرزها ما بات يعرف بأحداث «قفصة» التي وقعت سنة 1980 وهي عبارة عن انتفاضة مسلحة ضد حكم بورقيبة تمت بدعم ليبي مباشر للمتمردين. وفي يناير الماضي انطلقت بالمحافظة احتجاجات تطالب بالحق في الشغل والعيش الكريم. وتواصلت تلك الاحتجاجات لما يقارب من 8 أشهر وشارك فيها أغلب الأهلي وانتهت بتدخل الجيش ووقوع ما يزيد عن 3 قتلى.   (المصدر: جريدة العرب ( يومية – قطر) بتاريخ 24 سبتمبر 2009 )  

17 قتيلا وثمانية جرحى والعديد من المفقودين اثر فيضانات في جنوب تونس


بواسطة نجاح مولهي (AFP)   تونس (ا ف ب) – لقي 17 شخصا مصرعهم وجرح ثمانية آخرون في فيضانات تلت امطارا غزيرة في في الساعات ال48 الماضية في مناطق جنوب ووسط شرق تونس وخصوصا في مدينة الرديف.   وافادت وكالة تونس افريقيا للانباء (حكومية) ان هذه الفيضانات التي نجمت عن هطول الامطار « بصورة متواصلة » طوال ليل الثلاثاء الاربعاء على الرديف، ادت الى « وفاة 17 شخصا وثمانية جرحى وفق حصيلة أولية ».   واضافت ان « البحث يتواصل عن عدد من المفقودين »، بدون ان تذكر عددهم.   وتقع مدينة الرديف في ولاية قفصة جنوب غرب تونس على بعد نحو 350 كلم عن العاصمة ويقطنها نحو 60 الف نسمة ومناخها صحراوي جاف.   واوضحت الوكالة ان الامطار التي هطلت « فاقت كمياتها 150 مليمترا في زمن قياسي » وادت الى فيضان الاودية وقطع الطرقات.   واضافت ان « فرق النجدة والجهات المعنية تدخلت لتنظيم عمليات الانقاذ والاغاثة لفائدة المتساكنين المنكوبين الذين اجتاحت المياه مساكنهم ».   واظهرت صور للتلفزيون التونسي مشاهد لفيضان الاودية في مناطق عدة من تونس وخصوصا في الرديف، وللاضرار التي طالت العديد من المنازل والمتاجر ولسيارات جرفتها السيول.   من جهتها نشرت الصحف المحلية الخميس صورا للاضرار التي لحقت بالطرقات والمنشات والمؤسسات العمومية والخاصة نتيجة الامطار التي وصفتها ب »الطوفانية ».   وكتبت صحيفة « الشروق » ان بين ضحايا الرديف « زوجين توفيا على سريرهما الذي طاف بجثتيهما فوق الماء فيما نجا ابنيهما » وامراة « تجاوزت الستين لقيت حتفها اثر سقوط جدار الغرفة عليها ».   كما جرفت المياه « طالبة تبلغ 22 عاما كانت غادرت منزلها لامتطاء الحافلة في اتجاه صفاقس للالتحاق بمؤسستها الجامعية فلقيت حتفها ».   واضافت ان « منسوب المياه ارتفع في الرديف ليتجاوز المترين في بعض الاماكن » وطالت الاضرار العديد من السيارات ومحتويات وسلع محلات تجارية.   من جهتها كتبت صحيفة « الصباح » ان « تهاطل اربك الامطار حركة المرور في عديد من المدن والجهات، وقطع العديد من الطرقات في جهات الشمال والجنوب والوسط وبعض الجهات الساحلية ».   وقالت وكالة الانباء التونسية ان الرئيس التونسي زين العابدين بن على امر صباح الخميس « بارسال طائرة اخرى محملة بالمساعدات لفائدة ضحايا هذه الفيضانات والمتمثلة في اغطية وافرشة ومواد اساسية ».   وكان اعضاء الحكومة وصلوا مساء الاربعاء الى الرديف « لمعاينة الاضرار ومواساة العائلات المنكوبة وتقديم المساعدات الاولية للمتضررين ».   من جهة اخرى شكل الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) « غرفة » لمتابعة « تطور الاوضاع عن كثب ».   ودعا الاتحاد في بيان، هياكله الى التجند لمساعدة « اهالي المناطق المنكوبة وتوفير كل الدعم والحماية للجهات المتضررة ». كما اعلن الغاء حفل معايدة بمناسبة عيد الفطر.   وعلاوة على الرديف شهدت العديد من المناطق التونسية الاخرى في جنوب البلاد ووسطها وشمالها تساقط كميات كبيرة من الامطار مصحوبة بعواصف رعدية ورياح قوية تجاوزت سرعتها احيانا 100 كلم في الساعة.   وشملت هذه الاحوال الجوية السيئة مدن توزر (جنوب غرب) وقابس (جنوب شرق) وصفاقس (جنوب) والمهدية (وسط شرق) والقيروان (وسط) و بنزرت (شمال غرب) وتراوحت كميات الامطار التي هطلت فيها بين 130 و200 مم في غضون ساعات قليلة.   وغمرت المياه الطوفانية بعض المحلات والمساكن وتسببت في تعطيل حركة المرور في عدد من الطرقات ومحاصرة العديد من الاشخاص داخل منازلهم ومكاتبهم.   كما اقتلعت الرياح القوية اعمدة كهرباء وعشرات الاشجار.   واكتفت هدى (42 عاما) التي تعذر عليها الخروج من مكتبها في احد المعاهد وسط مدينة صفاقس (ثاني اكبر مدن تونس) بالتقاط صور للسيارات التي غمرتها المياه وللاشجار التي عصفت بها الرياح والقت بها في ساحة المعهد الثانوي الذي تعمل فيه في انتظار « الفرج »، كما قالت لوكالة فرانس برس.   وتستخدم اجهزة الحماية المدينة والمصالح المعنية منذ الاربعاء المضخات وشافطات عملاقة لضخ المياه في مختلف الجهات المتضررة في اتجاه البحر او مناطق خلاء وذلك من اجل اعادة فتح الطرقات امام حركة المرور وفك الحصار عن المساكن والمباني.   كما شملت الإجراءات مراقبة ارتفاع منسوب المياه بالسدود وفتح مجارى المياه ومسالك الأودية القريبة من التجمعات السكنية توقيا من فيضانها وتوفير كميات من اكياس الرمل لمنع تسرب المياه الى الاحياء والتجمعات السكنية والمناطق الصناعية.   واشارت ادارات الرصد الجوي الى تواصل الطقس الغائم الخميس باغلب المناطق التونسية مع « امطار متفرقة بالشمال والوسط الغربي حيث تكون مؤقتا رعدية ومحليا غزيرة » مع هبوب رياح قوية.   ودعت « المواطنين الى ملازمة الحذر واليقظة المستمرة ومتابعة البلاغات والنشرات الجوية الموجهة إلى العموم بصفة دورية ».   من ناحية اخرى دعا حزب تونسي معارض السلطات الخميس الى الافراج « فورا » عن قادة حركة احتجاج شهدتها منطقة قفصة جنوب تونس العام الماضي وذلك اثر الفيضانات .   وتوجه الحزب الديمقراطي التقدمي (معترف به) في بيان حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه ب « نداء عاجل » الى المجتمع المدني من اجل « الضغط لاطلاق سراح مساجين الحوض المنجمي فورا لتمكينهم من المشاركة في الإنجاد وإعادة البناء وحضور دفن أقربائهم من الضحايا ».   واضاف البيان ان منازل بعض المساجين « قد سقطت على من فيها من جراء الامطار ».   وقدم الحزب المعارض « عبارات المواساة لعائلات المساجين وبالاخص النساء والاطفال » وقال بانهم  » يفتقدون في هذا الظرف سواعد ذويهم الذين تحتجزهم السلطة ظلما في سجون بعيدة عن اهاليهم مما يزيد من معاناتهم ».   وحمل الحزب « الحكومة التونسية (مسؤولية) التاخير في تقديم الاغاثة والنجدة للمواطنين في المناطق المنكوبة » على حد قوله غير انه اشاد في المقابل ب « اعوان الجيش الوطني والحماية المدنية على المجهود الذي يقومون به للبحث عن المفقودين وانقاذ الأحياء ».   وكانت اندلعت حركة احتجاج اجتماعي في كانون الثاني/يناير 2008 اثر ما اثير عن تلاعب في مناظرة توظيف في شركة فوسفات قفصة اكبر مؤسسة في المنطقة الغنية بالفوسفات والتي تفوق فيها نسبة البطالة المعدل العام في البلاد (14 بالمئة).   واعتقل نحو 38 تونسيا اثر اضطرابات استدعت تدخل الجيش بعد مقتل متظاهر بالرصاص في السادس من حزيران/يونيو 2008 بمدينة الرديف ابرز معاقل التحرك الاحتجاجي الذي استمر لعدة اشهر على خلفية البطالة والغلاء والفساد والمحسوبية.   واطلق سراح خمسة معتقلين في حين ادانت المحكمة الاخرين باحكام تتراوح بين عقوبة السجن لمدة عامين مع وقت التنفيذ والسجن عشر سنوات مع النفاذ.   (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية بتاريخ 24 سبتمبر 2009 )  

البنية التحتية المبلولة (في قلب عاصمة الجنوب صفاقس)

http://fatma-arabicca.blogspot.com/2009/09/blog-post_5470.html  

(المصدر: مدونة « أرابيكا » التونسية بتاريخ 23 سبتمبر 2009)


اضراب اليوم 23 /09 / 2009 في معهدي ابن ضياف وعلي الدوعاجي بالمرسى

 


نحن اساتذة معهدي ابن ضياف وعلي دوعاجي بالمرسى  المجتمعين اليوم 23 /09 / 2009 وامام ظروف العمل التي يستحيل فيها القيام بواجبنا والناتجة علئ تقسيم المعهد والمتمثلة فى غياب الماء والكهرباءوعدم جاهزية القاعات وعدم توفر دفتر المنادات نعلن دخولنا فى ا ضراب عام كامل يوم الاربعاء 23 /09 /2009 ونعبر على استعدادنا لمواصلة النضال حتى تتوفر ظروف عمل تحفظ كرامتنا و تسمح لنا بالقيام بواجبنا على احسن وجه الكاتب العام زهير مغزاوى المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicals


تابعوا الأستاذ حمة الهمامي على قناة « الجزيرة مباشر »

 


 يستضيف برنامج « مباشر مع » على قناة « الجزيرة مباشر »غدا الجمعة 25 سبتمبر 2009 الأستاذ حمة الهمامي الناطق الرسمي لحزب العمل الشيوعي التونسي ، تابعوه على الساعة السابعة مساء ، كما يعاد بثه أكثر من مرة .     (المصدر: مراسلة واردة إلى « تونيس نيوز » من السيد سليم بوخذير)

 

تونس تطارد النسخة العربية من كتاب  »صديقنا الجنرال زين العابدين بن علي »


السبيل أونلاين – تونس – خاص   يتحدث كتاب  »صديقنا الجنرال زين العابدين بن علي »، الذي يقع في 274 صفحة، عن نظام حكم زين العابدين بن علي وتجاوزاته• إذ ويتناول في ثلاثة أقسام تضم عشرة فصول وملاحق، رواية مخالفة لسيرة الرئيس التونسي الرسمية، إذ يحوي الكتاب معلومات كثيرة عنه بعضها شخصي للغاية• وهي تعكس، حسب رأي الكاتبين، نفسية محددة تتجلى أيضا في أسلوب الحكم• ومن ذلك على سبيل المثال حرصه على  »صبغ شعره بالزيت » .   وفي هذا السياق يورد الكتاب أن السلطات التونسية أتلفت عام 1997م ملحق مجلة  »لونوفيل أفريك آزي »، الأسبوعية التي حوت صورة رئيس الدولة بشعر خطه الشيب، ومن الأمور  »الشخصية » الأخرى التي تعرض لها الكاتبان مسألة التحصيل العلمي للرئيس حيث ينفيان حصوله على أي مؤهل علمي، ويؤكدان أنه لم ينه دراسته، بل ترك مقاعد الدراسة في الصف الخامس، أي قبل تحصيل البكالوريا بثلاث سنوات• مما دفع بأسبوعية  »ليكسبرس » الفرنسية إلى أن تطلق عليه لقب  »بكالوريا ناقص “3 ويناقض المؤلفان في هذا الصدد ما نقله الكاتب الصحفي جان دانييل، رئيس تحرير مجلة  »نوفيل أوبسرفاتور » الفرنسية من أن زين العابدين بن علي درس الحقوق بعد استقلال تونس .   ويتابع المؤلفان مسيرة بن علي حيث يؤكدان أن حماه الجنرال كافي أرسله في دورة في المدرسة العسكرية العليا للاستخبارات والأمن في  »بلتيمو » بالولايات المتحدة، وأنه تسلم الأمن العسكري التونسي بعد انتهاء الدورة .   ويلاحق الكاتبان مسيرة الرئيس التونسي منذ تعيينه ملحقا عسكريا في الرباط، إلى مدير للأمن الوطني عام 1978، إلى تعيينه سفيرا لتونس في العاصمة البولندية عام 1980، وحتى عودته إلى تونس عام 1984 رئيسا للإدارة الوطنية للأمن، حيث تابع ترقيه إلى منصب وزير دولة، ثم وزيرا مفوضا، ثم وزيرا للداخلية، ثم رئيسا للوزراء عام .1987 ويلاحظ المؤلفان أن صعود الرئيس التونسي في المناصب حصل في مراحل مواجهة دامية في أحيان كثيرة مع المعارضة التونسية القومية العربية والنقابية والإسلامية• ويضم الكتاب عددا هائلا من المعلومات عن تونس ورجالاتها في المرحلة موضوع الكتاب، مما يوحي بامتلاك المؤلفين أرشيفا خاصا ومما يوحي بأنهما اعتمدا على معلومات المعارضة التونسية، وربما على معلومات من داخل المؤسسة الفرنسية• ويشير الكتاب إلى أنه في عشية  »انقلاب زين العابدين الشرعي » على الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة، كشف بورقيبة لابنة أخيه نيته في إقالة زين العابدين بن علي من رئاسة الوزراء وتعيين محمد الصياح بدلاً عنه• وهو ما سرع، حسب الكاتبين، بعملية الإطاحة بالرئيس التونسي الأسبق يوم 7 نوفمبر .1987 .   ولا يتجاهل الكاتبان  »الربيع الديمقراطي » الذي ساد في تونس فور تسلم بن علي الحكم حيث عمل على إطلاق سراح كثير من المعتقلين السياسيين ومن ضمنهم الحبيب عاشور الزعيم التاريخي لنقابة عمال تونس  »الاتحاد العام التونسي للشغل »، إضافة إلى التصالح مع قيادات من الحركات التونسية المعارضة منهم على سبيل المثال الهادي البكوش، مؤسس حركة الديمقراطيين الاجتماعيين .   كما اتخذ الرئيس الجديد سلسلة من الإجراءات التي أشار إليها الكاتبان على أنها أسست دولة القانون، إذ ألغى نظام توقيف الأشخاص فحدده بأربعة أيام فقط، وألغيت محكمة أمن الدولة التي حاكمت أعضاء الحركات الإسلامية التونسية، وألغى التعذيب  »رسميا » وسمح بتأسيس فرع لمنظمة العفو الدولية، وهي الإجراءات التي دفعت بالكثير من مثقفي تونس إلى تأييد الرئيس بن علي، بل نقل عن راشد الغنوشي، زعيم الحركة الإسلامية في تونس، بعد إطلاق النظام الجديد سراحه، قوله  »أثق في الله وفي بن علي » .   غير أن الكاتبين أشارا إلى أن حملة الرئيس الجديد كانت، حسبهما، سطحية، ليؤكدا على أن انتخابات الثاني من أفريل عام 1989 جرت في أجواء تزوير شامل، حصل بموجبه نواب الحكومة على كل مقاعد البرلمان، بينما حصل الرئيس زين العابدين على ما لا يقل عن 20,99% من أصوات الناخبين• لقد أظهرت  »انتخابات » عام 1989، حسب الكاتبين، الاتجاه العام لتطور الحياة السياسية في تونس وما آلت إليه الأوضاع هناك حتى يومنا هذا .   مطــاردة كتــاب   تواصل السلطات التونسية ملاحقة كتاب  »صديقنا الجنرال زين العابدين بن علي•• وجه المعجزة التونسية الحقيقي »، فقد طلبت السفارة التونسية في بيروت من السلطات اللبنانية المختصة منع توزيع الكتاب في مكتبات لبنان• ورغم الردود الإيجابية التي تلقتها، إلا أنها لم تبادر إلى الطلب من المكتبات التوقف عن بيعه• والسبب هو أن السلطات لا تستجيب لطلب وقف توزيع أي كتاب إلا إذا صدر من مرجعية دينية وطنية .   كما طلبت السلطات التونسية سحب  »صديقنا الجنرال » من السلطات الأردنية التي بادرت إلى حظر توزيعه• ومن المعروف أن السلطات الأردنية سبق لها أن لاحقت إصدارات دار  »قدمس » السورية حيث منعت توزيع عدة كتب منها  »الملك عبد الله وشرق الأردن بين بريطانيا والحركة الصهيونية »، و »جذور الوصاية الأردنية »، و »الحركة القومية العربية بعيون عثمانية » .   وكانت السفارة التونسية في دمشق قد احتجت في وقت سابق لدى وزارة الإعلام، على إجازتها تداول كتاب  »صديقنا الجنرال » في السوق السورية• وجرى سحب الكتاب من الأسواق السورية، كما استهجنت أوساط ثقافية ردة الفعل التونسية، لأن الكتاب صدر في فرنسا منذ نحو عامين ولم تحتج عليه هناك• وحين دخل إلى سورية طالبت بسحبه على اعتبار أنه يمثل خرقاً للاتفاقيات الموقعة بين البلدين .    (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 24 سبتمبر 2009)

حديث الجمعة – صحيفة الموقف الديمقراطية هي الحلّ !

 


بقلم بسام بونني « من الأفضل الحفاظ على الاستقرار في مصر بدلا من تحويلها إلى ديمقراطية لا تلائم الشرق الأوسط من شأنها إضعاف الدول المستقرة الأخرى ». عندما يتحدّث الجنرال عاموس جلعاد فيجب أخذ تصريحاته على محمل الجدّ ودراستها واستعياب أسبابها ومسبباتها وخلفياتها. فالرجل ليس رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية فحسب كما يتمّ تقديمه للإعلام بل هو أهمّ لاعب سياسي في إسرائيل. فإليه تعود أهمّ الملفات كالتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار عقب محرقة غزة والجندي الأسير جلعاد شاليط والاتصالات  مع القيادة الأمنية في مصر و »التهديد النووي » الإيراني والتأثير السوري في المنطقة وحزب الله. باختصار هو الرجل الذي تدور حوله الأحداث دون أن تتأثر مكانته في دوائر صنع القرار بالهزّات السياسية التي تصيب الداخل الإسرائيلي. جلعاد يعي ما يقول بل ويعنيه. كما أنه اختار الوقت المناسب، من المنظور الإسرائيلي، للتعبير عن رأيه في مسألة التغيير في العالم العربي وبالذات لدى أهمّ فاعل عربي في المنطقة، إذ تأتي تصريحاته في وقت لم يعد فيه على الطاولة سوى نصّين لدراما واحدة يتحتم على مصر أن تكون مسرحا لها، الأولى أن يرث الابن أباه والثانية أن يستلم مسؤول عسكري بارز الحكم، عملا بمقولة « إنّ الحكم في مصر لا يمكن أن يخرج عن دائرة المؤسسة العسكرية ». هي الديمقراطية إذن التي تزعج إسرائيل ومصالحها الأمنية أي في النهاية مصيرها. وقبلها، كانت إسرائيل تخشى كلّ عقل يفكّر في العالم العربي وكلّ دعوة لتغليب المنطق. ومن هذا المنطلق، كانت الحملة التي استهدفت الرئيس الراحل، الحبيب بورقيبة، عقب خطاب أريحا التاريخي الذي كان أوّل مشروع لحلّ الصراع العربي الإسرائيلي على أساس قرارات الشرعية الدولية ووصف ساسة إسرائيليون الزعيم آنذاك ب »أخطر وأدهى عدوّ » لهم. في الفكر الجابوتنسكي، أي في الشق الصهيوني الأكثر تطرفا، هناك نقطة هامة مازالت تتصدّر أبرز عناوين السياسة الإسرائيلية وهي أنّ مصير إسرائيل أن تبقى دولة تحظى بطبيعة استثنائية في المنطقة أي أن تفترض وجود عدوّ ما في كلّ لحظة من لحظات الدولة. كانت مصر وسوريا ثمّ الأردن فلبنان والعراق ففلسطين خارج الخط الأخضر وبالتحديد قطاع غزة انتهاء إلى إيران. وبالنظر إلى زوال كلّ خطر افتراضي على أمن إسرائيل نلاحظ تنصيب نظام سياسي بلا مشروع سياسي أو يفتقد للشرعية ويستقوي على شعبه من خلال لا مبالاة الدول الكبرى حيال التجاوزات التي يرتكبها. والعكس صحيح. فإيران لم تتحوّل إلى عدوّ، من المنظور الإسرائيلي، إلاّ حين سحب الشارع البساط من تحت الشاه واستثمرت الدولة في العلم والفنون والثقافة والإعلام وفتحت صفحة سياسية جديدة أهم مظاهرها ممارسات ديمقراطية، ليس أقلّها انتخابات نزيهة وتداول على السلطة، وإن لا يحظى رئيس الجمهورية بصلاحيات واسعة، مقارنة بمؤسسة مرشد الثورة أو مجلس الخبراء. والخطر الذي من شأنه أن يهدّد إسرائيل من خلال « دمقرطة » الشرق الأوسط هو تحوّل المعاملة بينها وبين دول المنطقة من معاملة عمودية تملي تلّ أبيب من خلالها شروطها إلى معاملة أفقية. ولعلّ العلاقات الإسرائيلية التركية هي أفضل دليل على ذلك. فأنقرة تتعامل مع تلّ أبيب بندّية وبمساندة شعبية منقطعة النظير لأنّ قيادتها السياسية منتخَبة. وب »دمقرطة » الشرق الأوسط سيتحوّل التطبيع إلى إحراج حقيقي لإسرائيل يسحب منها ورقة الطبيعة الاستثنائية كما ذكرنا آنفا. وما يفوت الدول الغربية وإسرائيل أنّ استقرار الدول العربية لا يعني بالضرورة استقرار الشعوب. فالاستقرار في نسخته الرسمية العربية جاء بيد من حديد دون أن يمنع ظهور بؤر توتر داخلية. وقد اعترف الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، في خطاب له في لندن في نوفمبر 2003 بأنّ معادلة القمع مقابل الأمن في الدول العربية لم يكسب الغرب إلاّ بعضا من الوقت دون أن يضع حدّا للتهديدات الأمنية التي استفحلت منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وكان هذا الخطاب نقطة البداية لمشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط والذي باء بفشل ذريع لعدم تناسبه مع طبيعة المجتمعات العربية وتزامنه مع تدهور علاقات واشنطن بالدول العربية، بما في ذلك الدول الحليفة، ونقمة الشارع العربي على سياسة الإدارة الأميركية غير المأسوف عليها في المنطقة. لكنّ كلّ ذلك لا يمنع من القول إنّ الديمقراطية لم تعد مجرّد ترف في العالم العربي بل هي قضية أمن عربي. فبها يُسحب البساط من تحت كلّ النظريات المتطرفة العنيفة التي تعجّ بها منابرنا. ومن خلالها يتمّ إدماج كلّ القوى الفكرية، مهما كانت اختلافاتها، في فضاء واحد لا يحكمه سوى القانون، القانون الحقّ الذي يرعى المصلحة الفردية والعامّة على حدّ سواء. وبواسطة الديمقراطية تنتفي كلّ المبررات التي يقدمها الغرب لذبح هذا الشعب العربي أو ذاك. وعبرها، تُحلّ كلّ القضايا العالقة ومن بينها قضية الصراع العربي الإسرائيلي. بعبارة أخرى، عندما تطبّع الأنظمة العربية علاقاتها بشعوبها ستخشى إسرائيل حينها التطبيع العربي معها وسيتحوّل الطريق إلى واشنطن مباشرة إلى واشنطن دون وجوب المرور عبر تلّ أبيب.


دعت إلى إصلاح سياسي يرتكز على خمس نقاط تونس: أحزاب المعارضة تسعى لطرح بدائل اجتماعية واقتصادية في أفق الانتخابات الرئاسية والتشريعية

 


تونس – المنجي السعيداني تسعى أحزاب المعارضة في تونس إلى طرح بدائل للملفات الاجتماعية والاقتصادية العالقة، في أفق الانتخابات الرئاسية والتشريعية، التي ستعرفها البلاد يوم 25 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. ومن بين أهم الملفات المطروحة هناك ملف البطالة، وخصوصا بطالة أصحاب الشهادات الجامعية، ومعظمهم من الشباب، وتحسين مستوى عيش التونسيين، والرفع من مستوى الدخل الفردي، إلى جانب القضاء على جزء كبير من انعدام التوازن الجهوي بين المدن الساحلية والمدن الداخلية. وقال المنجي اللوز، عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي (يساري معارض)، إن الحزب سيطرح خلال الفترة المقبلة مجموعة من الإصلاحات الأساسية، التي يمكن تلخيصها في خمس نقاط هي: إصلاح النظام المالي والمصرفي، وإخراجه من بوتقة العتمة وعدم الشفافية، وإصلاح النظام الجبائي، وإجبار أصحاب الثروات على دفع الضرائب، وإصلاح نظام التعليم والتكوين والبحث العلمي بشكل يجعل منتوج المؤسسة التعليمية ملائما لطلبات الاقتصاد التونسي، وإصلاح نظام الإعلام وتدعيم استقلالية القضاء بشكل يسمح بمراقبة الثروات، وتجريم كل عمليات الفساد المالي وسوء التصرف، إضافة إلى الإصلاح السياسي، الذي يتضمن الإصلاح الدستوري والتشريعي والمؤسساتي. وأوضح اللوز أن هذه النقاط الخمس يمكن أن تضمن نسبة نمو سنوية إضافية لا تقل عن نقطتين، وهو ما سيساهم فعليا في تقليص نسب البطالة وعدد العاطلين عن العمل. ومن جهته قال خليل الزاوية، عضو المكتب السياسي لحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات (يساري معارض)، إن الحزب منحاز إلى عالم العمال ولديه مأخذ على مسار التنمية المعتمد حاليا، مبرزا أن الخضوع التام لإملاءات البنك العالمي وتخصيص المؤسسات العمومية أظهر جانبا كبيرا من القصور. إضافة إلى كون الاعتماد على نماذج تنموية تقليدية مثل النسيج والسياحة والمناولة الاقتصادية لا يمكن أن تضمن نموذجا متوازنا للتنمية. ويرى الزاوية أن ملفات البطالة والتشغيل الهش وتعديل مشاريع المناولة تعتبر من بين أهم الملفات المطروحة على الحزب، بيد أنه أكد على غياب المعلومات والإحصائيات الرسمية الضرورية التي تمكن التكتل الديمقراطي من العمل على بلورة طرح بديل متكامل. ويعتقد برهان بسيس، المحلل السياسي التونسي، أن الحديث عن بديل اجتماعي واقتصادي لدى أحزاب المعارضة التونسية فيه الكثير من المغالاة. وهذه ليست مشكلة المعارضة التونسية فحسب، باعتبار أن حدود التمايز بين الحكم والمعارضة ليست بعيدة، فكم من معارضة، يقول بسيس، التزمت بنفس برامج الحكومة عند وصولها إلى السلطة باعتبار أن قانون السوق الاقتصادي لا يترك للآيديولوجيا وللحسابات السياسية خيارات كثيرة للتمايز. ويضيف بسيس أن المعارضة التونسية تعرف هشاشة وضعفا بشأن الاهتمام بطرح بديل اقتصادي واجتماعي يرقى إلى مستوى الجدية التي تخرج عن لغة الشعارات والمفاهيم الفضفاضة التي يشارك فيها الجميع، دون أن يكون لهذه المعارضة قدرة فعلية على ترجمة هذه المفاهيم إلى برامج إجرائية مفصلة. ولاحظ بسيس أن أحزاب المعارضة غالبا ما تحتمي بالسياسة للتغطية عن ضعفها في الملفات الاجتماعية والاقتصادية، وعزا ذلك إلى طبيعة منشأ معظم أعضاء تلك الأحزاب. إلى ذلك، أعلنت جميع الأحزاب السياسية التونسية دخولها غمار الانتخابات التشريعية المزمع تنظيمها يوم 25 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، في كل الدوائر الانتخابية البالغ عددها 26 دائرة، التي تتكون من 212 مقعدا برلمانيا. ويتوقع أن يصل عدد القوائم الانتخابية المرشحة 234 قائمة، بينما يتوقع أن يصل عدد المرشحين إلى حدود 1449 مرشحا دون الأخذ بعين الاعتبار إمكانية ترشح قوائم مستقلة. يذكر أنه أخيرا تم الإعلان عن تكوين أول قائمة انتخابية مستقلة في منطقة الحوض المنجمي (ولاية قفصة). وكان الاتحاد الوحدوي الديمقراطي (قومي عربي)، أول حزب يعلن قوائمه الانتخابية، كما وضع امرأتين على رأس قائمتين انتخابيتين، وقدر معدل أعمار رؤساء القوائم فيه بـ47 سنة. أما بالنسبة لحزب الوحدة الشعبية المعارض (توجه اشتراكي)، فقد أسند رئاسة ثلاث قوائم انتخابية إلى نساء، ويبلغ معدل أعمار رؤساء القوائم أيضا 47 سنة، كما أعاد ترشيح 12 رئيس قائمة من بين 26، سبق لهم الترشح في انتخابات 2004. وتقدم حزب الخضر للتقدم، الحديث النشأة، بقوائم تتكون معظمها من الشباب، حيث يترأس قائمتين انتخابيتين شابين لا يتجاوزان ربيعهما الـ25 سنة، بينما لم يتجاوز معدل أعمار رؤساء القوائم 42.8 سنة. ومن المنتظر أن تواصل بقية الأحزاب التونسية بما فيها التجمع الدستوري الديمقراطي (الحزب الحاكم) الإعلان عن قوائمها الانتخابية، وذلك حتى يوم السبت المقبل. وتتنافس 9 أحزاب قانونية (8 أحزاب معارضة مرخص لها إلى جانب الحزب الحاكم) على المقاعد البرلمانية البالغ عددها 212 مقعدا، موزعة بين 75 في المائة من المقاعد مخصصة للتجمع الدستوري الديمقراطي (الحاكم)، أي 159 مقعدا، في حين تتنافس ثمانية أحزاب معارضة فيما بينها على 25 في المائة من المقاعد، أي 53 مقعدا. (المصدر: « الغد » (يومية – الأردن) بتاريخ 24 سبتمبر 2009) الديمقراطية هي الحلّ ! بقلم بسام بونني


حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ نشرة الكترونيّة عدد 115 – 24 سبتمبر 2009

 


تونس، ترشّح: قدّم السيد أحمد إبراهيم مرشح المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدّم يوم الخميس 17 سبتمبر بمقر المجلس الدستوري بباردو طلب ترشحه للانتخابات الرئاسية التي ستجرى يوم 25 اكتوبر 2009. ورافق المترشح مجموعة من المناضلين نذكر من بينهم السيدة سناء بن عاشور رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات والسيدة راضية الدريدي رئيسة جمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية والسفير أحمد ونيس والاستاذ العياشي الهمامي والمناضل الشيوعي عبد الحميد بن مصطفى وعدد غفير من انصار حركة التجديد. وحضر وفد عن الحزب الاشتراكي اليساري يرأسه الرفيق محمد الكيلاني المسؤول الأول للحزب. كما حضر وفد عن حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ يتقدّمه أعضاء الهيئة التأسيسية الرفاق عبد الرزاق الهمامي ومحمد جمور ومحسن الخلفاوي ومحسن بن حمد. وكان في استقبال الموكب رئيس المجلس الدستوري السيد فتحي عبد الناظر وأعضاء المجلس ورئيس المرصد الوطني للانتخابات الاستاذ عبد الوهاب الباهي. وألقى السيد أحمد إبراهيم كلمة طالب فيها باطلاق سراح سجناء الحوض المنجمي وبضرورة احترام حرية التعبير والتنظم وبالحق في استعمال الفضاءات العمومية ووسائل الاعلام حتى تتمكن المبادرة الوطنية من تقديم برنامجها إلى المواطنين. تونس، فياضانات: توفي أمس الأربعاء 18 شخصا وجرح أكثر من 8  في جهة الرديف اثر هطول امطار وفيضان وادى ام العرائس وقطع الطريق الرابطة بين ام العرائس والرديف، كما الحقت الأمطار اضرارا كبيرا في مناطق أخرى. حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ يعبرّ عن تضامنه مع عائلات الضحايا والمنكوبين ويطالب الجهات المسؤولة باتخاذ المزيد من التدابير لتفادي مثل هذه الكوارث في الرديف وفي كافة جهات البلاد. تونس، تعزية: يتقدّم حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ بأخلص تعازيه إلى السيدة سناء بن عاشور رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات وإلى الاستاذ عياض بن عاشور وكافة افراد عائلتهم اثر وفاة والدتهم. تونس، قوائم مستقلة: أصدر الحزب الاشتراكي اليساري يوم 20 سبتمبر بيانا أعلن فيه عن نيّته في تقديم قوائم مستقلّة للانتخابات التشريعية القادمة. تونس، أنفلوانزا الخنازير: أعلنت إحدى المدارس في تونس لأول مرّة عن تسجيل إصابات بمرض أنفلوانزا الخنازير في الوقت الذي عاد فيه أكثر من مليوني تلميذ إلى مقاعد الدراسة. وجاء في بيان صادر عن المعهد الفرنسي بتونس (بيار منديس فرانس) أنّه وقع تسجيل عشر إصابات بفيروس « أتش 1 أن 1 » المعروف بأنفلوانزا الخنازير. وقال البيان « لقد أثبتت خدمات الصحة إصابة عشرة من طلبتنا بفيروس (أتش 1 أن 1) من بينهم أربعة يدرسمون في الفصل السادس الذي تمّ غلقه لمدة ستة أيام وسيفتح يوم الإثنين المقبل 28 سبتمبر 2009 وفقا لتعليمات وزارتي الصحة التونسية والفرنسية ». ودعا هذا البيان جميع التلاميذ إلى ضرورة التمشي بالإجراءات الوقائية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية ونشرت في معلقات داخل أقسام المعهد. عن موقع وابمانادجر 23 سبتمبر 2009. تونس، استيراد قمح: اشترت الوكالة التونسية للحبوب يوم الأربعاء الفارط 100 ألف طن من القمح الصلب بتكلفة 271,64 دولار للطن الواحد. وسيصل القمح في شحنتين الأولى يوم 20 ديسمبر والثانية يوم 25 جانفي القادم. نقابات بريطانيا، مقاطعة: قرر اتحاد  نقابات العمال في بريطانيا مقاطعة البضائع الصهيونية المنتجة في المستوطنات « غير الشرعية » في الضفة الغربية، وقال مسؤولون في اتحاد النقابات البريطانية شاركوا في المؤتمر السنوي العام للاتحاد يوم الخميس 17 سبتمبر في ليفربول شمال انجلترا، ان المقاطعة تشمل السلع المنتجة في المستوطنات « غير الشرعية » في الضفة الغربية. ويضم الاتحاد 58 نقابة ويمثل حوالى 6.5 مليون عامل بريطاني. ويطالب القرار الحكومة البريطانية بالغاء جميع صفقات السلاح مع الكيان الصهيوني والعمل على تعليق اتفاق التجارة بين تل ابيب والاتحاد الاوروبي. كما يأتي هذا القرار تنديدا بالحرب الأخيرة على غزة كما وصفها بيان للاتحاد، الذي يشجع الشركات البريطانية على سحب استثماراتها من الشركات الصهيونية التي تدعم الإستيطان. عن روسيا اليوم. البرازيل، مقاطعة: اوصت اللجنة البرلمانية للعلاقات الخارجية والدفاع الوطني في البرلمان البرازيلي  بضرورة عدم المصادقة على اتفاقية التجارة الحرة / فتا / بين ميركوسور والكيان الصهيوني حتى تقبل بقيام « دولة فلسطينية على حدود 1967 ». واشارت الى ان هذا القرار هو فعل صريح للضغط على الكيان للامتثال للقانون الدولي، ورفضا لسنوات من الضغط الصهيوني المتواصل. واعتبرت اللجنة ان هذا القرار يشكل ضربة هائلة لاقتصاد الصهيوني والعلاقات الخارجية، وتشكل كتلة ضاغطة لضرورة عدم التوقيع على الاتفاق، الذي وقع في عام 2007، وقد توقف العمل به بسبب عدم التصديق عليها من جانب البلدان الأعضاء في السوق المشتركة. وتعتبر « ميركوسور » واحدة من أكثر دول العالم بسرعة توسيع الأسواق وخامس اكبر اقتصاد في العالم، وقد بلغت الصادرات الصهيونية الى ميركوسور ما يقرب من 600 مليون دولار في عام 2006. عن وكالو ب.ن.ن 16 سبتمبر 2009. الولايات المتحدة، الدرع الصاروخي: يبدو أن إدارة أوباما قد أدركت أن 10 صواريخ اعتراضية في بولندا لا تستطيع أن تحمي أوروبا والولايات المتحدةَ من صواريخ إيرانية عابرة للقارات لا وجود لها أصلا. كما أنها لن تستطيع في أي حال، التصدي للصواريخ الاستراتيجية الروسية، متعددة الرؤوس. ذلك أن الهجماتِ الصاروخيةَ الروسية، تـنفَّـذ بأسراب من الصواريخ، بعضها يحمل رؤوسا نووية، وبعضها الآخر يستخدم للتمويهه. وإذا كان من الممكن عملياً إسقاطُ صاروخٍ ما بواسطة صاروخ معترض، فإن من شبه المستحيل تحديد الصاروخ الذي يحمل رأسا نوويا، من بين حزمة من الصواريخ المرافقة. وبناء على هذه الحقائق رأت إدارة أوباما أن من العبث الاستمرار في هذا المشروع باهظ التكاليف. حيث أن الولايات المتحدة أنفقت حتى الآن 50 مليار دولار على مشروع الدرع الصاروخية وأن استكمال المشروع يتطلب 60 مليارا أخرى. إدارة أوباما اختارت أسلوبا وذلك عن طريق نشر صواريخ باتريوت في اليابان وكوريا الجنوبية و في تركيا والعراق والكيان الصهيوني وعلى متن السفن الحربية التي تجوب البحر المتوسط. عن روسيا اليوم. كوبا، فنزويلا: اعلن الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز ان اكثر من الف طبيب كوبي جديد سيصلون الى فنزويلا في اكتوبر المقبللتعزيز الاجراءات الصحية وخدمة المعوزين. وسيعزز 1111 طبيباً كوبياً و213 طبيباً فنزويلياً، منظومة الطب العام والوقائي، وسيرافقهم 257 متخصصاً في مجالات الاشعة والتنظير الباطني. وفي اواخر 2008، كان 13 الف طبيب و3 الاف طبيب اسنان واكثر من 4 الاف ممرض وحوالى 10 الاف متخصص في الشؤون الصحية من كوبا، يعملون في اطار برنامج «داخل الحي» الذي بدأ عام 2003 بدعم من الحكومة الكوبية، والذي يستند الى شبكة من 6500 مستوصف موزع في كل البلد. ويُرسل الاطباء الكوبيون الى كراكاس، في مقابل تبرّع فنزويلا بالنفط لكوبا. ضدّ تحرير قطاع الأغذية: نادي تحالف من 125 منظمة غير حكومية في 50 دولة، وزراء تجارة 36 دولة اجتمعوا في الهند بداية هذا الشهر برفض أي توجه لزيادة تحرير قطاع الأغذية، والعمل في المقابل علي تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الريفية وحماية حياة المزارعين. وشدد تحالف المنظمات الأهلية علي أن سياسات منظمة التجارة العالمية قد تسببت في « فشل النظام الزراعي في العالم، وتقلبات قوية في أسواق السلع، وعدم الحصول علي طعام مغذي وفي متناول الأيادي، وتنامي الجوع، وتهاوي دخل المزارعين ». وأشار ممثلوا المجتمعات المدنية أن هذه السياسات قد « توجت أزمة الغذاء العالمية الحالية، حيث يموت 30000 شخصا يوميا من تبعيات الفقر، والكثيرون منهم بسبب سوء التغذية والجوع”. وذكروا بتقديرات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، بأن أزمة الأغذية العالمية قد أضافت نحو 150 مليون فردا إلي عدد الجائعين في العالم ». آي بي إس. قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ info@hezbelamal.org للاتصال بنا : aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى SUBSCRIBE  للإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها  aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى UNSUBSCRIBEلفسخ الإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها   http://www.hezbelamal.org/ موقع حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ


 

وقفة مع كتاب « القلائد » (ج 3) والأخير

 


أدعوكم إلى قراءة الجزء الثالث والأخير من قلائد صاحب « القلائد » رحمه الله وبارك في نسله من بعده، وقد شاء الله ثمّ نباهة الشيخ أن يكون هذا الجزء حافلا بالكثير من الدروس والعبر حتّى ليرغّبك في استحداث جزء رابع دون رغبة منك في انتهاء القلائد: ففيه الحديث عن القلب السليم، ذلك الذي يفوز صاحبه يوم لا ينفع مال ولا بنون! وفيه الحديث عن الملك والقضاء والسياسة وعن ثُمُر الارتحال ودراسة الأرض! وفيه الحديث عن القيم التي بها تتعارف الشعوب وعليها تتواثق وتتصاهر! وفيه الذكاء والنّباهة وحسن القول الذي به يتحقّق مراد المصلح والاقتصاد في الحديث وتخيّره! وفيه سماحة تعاليم الإسلام الخاصّة بالجار وكيف تأسر النّاس وتثمّن الجوار! وفيه – في كلمة – ما يحبّب في الشيخ المجاهد وما يرغّب في استكشاف آثاره!… أسأل الله أن يجازي الشيخ الدكتور المجاهد المبتلى المرحوم مصطفى السباعي ذاك الأشمّ الذي كان يردّد: « أقبح أنواع الجبن: الخوف من الجهر بالحقّ خشية من ألسنة المبطلين » ويقول: « عامل ربّك بالخضوع، وعامل أعداءه بالكبرياء، وعامل عباده بالتواضع »، خير الجزاء… كما أسأل الله في الختام أن تكونوا قد استفدتم من هذا التلخيص الموجز لكتاب « القلائد »، وأن أكون قد نلت من صالحيكم صالح الدعاء!…    حقيقة القلب السليم: جاء في « مفتاح دار السعادة » لابن القيم رحمه الله تعالى: والقلب السليم الذي ينجو من عذاب الله، هو القلب الذي سلم لربّه وسلم لأمره، ولم تبق فيه منازعة لأمره ولا معارضة لخبره، فهو سليم ممّا سوى الله وأمره، لا يريد إلاّ الله، ولا يفعل إلاّ ما أمره، فالله وحده غايته، وأمره وشرعه وسيلته وطريقته، لا تعترضه شبهة تحول بينه وبين تصديق خبره، لكن لا تمرّ (الشبهة) عليه (القلب) إلاّ وهي مجتازة تعلم أنّه لا قرار لها فيه، ولا شهوة تحول بينه وبين متابعة رضاه، ومتى كان القلب كذلك فهو سليم من الشرك، وسليم من البدع، وسليم من الغيّ، وسليم من الباطل.   مصر وأهلها: وصف ابن بطوطة، مصر وأهلها في « رحلته » فقال: هي أمّ البلاد، وقرارة فرعون ذي الأوتاد، ذات الأقاليم العريضة، والبلاد الأريضة، المتناهية في كثرة العمارة، المتباهية بالحسن والنّضارة، مجمع الوارد والصادر، ومحطّ رحل الضعيف والقادر، وبها ما شئت من عالم وجاهل، وجادّ وهازل، وحليم وسفيه، ووضيع ونبيه، وشريف ومشروف، ومنكر ومعروف، تموج موج البحار بسكّانها، وتكاد تضيق بهم على سعة مكانها وإمكانها، شبابها يجدّ على طول العهد، وكوكب تعديلها لا يبرح عن منازل السعد، قهرت قاهرتها الأمم، وتمكّنت ملوكها نواصي العرب والعجم، ولها خصوصية النّيل الذي أجلّ خطرها، وأغناها عن أن يستمدّ القطر قطرها، وأرضها مسيرة شهر لمجدّ السير، كريمة التربة، مؤنسة لذوي الغربة. ويقال: إنّ بمصر (أي القاهرة) من السقّائين على الجمال اثني عشر ألف سقّاء، وإنّ بها ثلاثين ألف مكار، وإنّ بنيلها من المراكب ستة وثلاثين ألفا للسلطان والرعية، تمرّ صاعدة إلى الصعيد، ومنحدرة إلى الإسكندرية ودمياط بأنواع الخيرات والمرافق. وأهل مصر ذوو طرب وسرور ولهو، وشاهدت بها مرّة فرحة بسبب برء الملك النّاصر من كسر أصاب يده، فزيّن أهل كلّ سوق سوقهم، وعلّقوا بحوانيتهم الحلل وثياب الحرير، وبقوا على ذلك أيّاما…   هل يستحقون هذا الإكرام؟: كان لعبدالله بن المبارك جار يهودي فأراد أن يبيع داره، فقيل له: بكم تبيع؟ قال: بألفين، فقيل له: لا تساوي إلاّ ألفا، قال: صدقتم ولكن ألف للدّار وألف لجوار عبدالله بن المبارك! فأخبِر ابن المبارك بذلك، فدعاه فأعطاه ثمن الدّار وقال: لا تبعها!…   على أيّ شيء أضع ابنتي عندك؟ ممّا جاء في « مفيد العلوم » للخوارزمي: جاء سفيان بن عيينة (المحدّث) ابنُ أخيه فقال: جئت إليك خاطبا لابنتك، فقال له عمُّه سفيان: كفء كريم، ثمّ قال: اقرأ عشر آيات من كتاب الله تعالى، فلم يستطع الشاب، قال: ارو عشر أحاديث، فلم يستطع، قال: أنشد عشرة أبيات شعر، فلم يستطع، فقال له سفيان: لا قرآن ولا حديث ولا شعر؟! فعلى أيّ شيء أضع ابنتي عندك؟ ثمّ قال له: لا أخيّبنّك، وأمر له بأربعة آلاف درهم…   الصفات المؤهّلة لتولّي القضاء: ذكر ابن قتيبة في « عيون الأخبار »: قال الرّشيد (قلت: للذي أراد أن يوليه القضاء): فيك ثلاث خلال: لك شرف والشرف يمنع صاحبه من الدّناءة، ولك حلم يمنعك من العجلة، ومن لم يعجل قلّ خطأه، وأنت رجل تشاور في أمرك، ومن شاور كثر صوابه، وأمّا الفقه فسنضمّ إليك من تتفقّه به، فولّي القضاء فما وجدوا فيه مطعنا…   الملك ثلاثة: وقرأت (قلت: الشيخ مصطفى السباعي رحمه الله هو من قرأ) في كتاب لابن المقفّع: الملك ثلاثة: ملك دين، وملك حزم، وملك هوى… فأمّا ملك الدِّين فإنّه إذا أقام لأهله دينهم فكان دينُهم هو الذي يعطيهم ما لهم، ويلحق بهم ما عليهم أرضاهم ذلك، وأنزل الساخط منهم منزلة الرّاضي في الإقرار والتسليم… وأمّا ملك الحزم فإنّه تقوم به الأمور، ولا يسلم من الطعن والتسخّط، ولن يضرّه طعن الضعيف مع حزم القوي… وأمّا ملك الهوى فلعب ساعة ودمار دهر…   ثقيل: قال بشّار في أحد الثّقال، وكنيته أبو عمران:   ربّما يثقل الجليـس وإن كـــا *** ن خفيفا في كفّة الميــــزان ولقد قلت حيـن وتّد في الأر *** ض ثقيل أربى على ثهلان(*) كيف لم تحمل الأمانةَ أرضٌ *** حملت فوقها أبا عمــــران   خصال عالم: اجتمع جماعة من أصحاب عبدالله بن المبارك، مثل الفضل بن موسى ومخلّد بن حسين ومحمد بن النضر، فقالوا: تعالوا نعدّ خصال ابن المبارك من أبواب الخير، فقالوا: جمع العلم (أي الحديث) والفقه والأدب والنحو واللغة والشعر والفصاحة والورع والإنصاف وقيام الليل والعبادة والشدّة في رأيه، وقلّة الخلاف على أصحابه.   وقال العبّاس بن مصعب: جمع ابن المبارك الحديث والفقه والعربيّة وأيّام النّاس (قلت: التاريخ) والشجاعة والتجارة والسخاء والمحبّة عند الفِرَقِ…   السياسة الحكيمة: ذكر ابن قتيبة في « عيون الأخبار »: قال الوليد لعبد الملك: يا أبتِ! ما السياسة؟ قال: هيبة الخاصّة مع صدق مودّتها، واقتياد قلوب العامّة بالإنصاف لها، واحتمال هفوات الصنائع…   يزوّج بناتِها ويُبقي لها دارها: جاء في « مفيد العلوم » للخوارزمي: كانت عجوز في جوار عبدالله بن طاهر؛ ولها أربع بنات، فقيل لها: أنت فقيرة فلو بعت دارك وتوسّعت بها على نفسك وعيالك؟ فقالت: نعم غير أنّي لا أبيع جوار عبدالله بن طاهر بالدّنانير؛ فانتهى إليه الخبر، فدعا عبدالله دلاّلة النّساء وقال لها: إنّ لي أربع بنات؛ فاطلبي لهنّ أزواجا كراما، ثمّ جهّزهنّ كلّ واحدة بمائة ألف..   نجابة ابن الزبير في صغره: ذكر ابن ظفر في « أنباء نجباء الأبناء »: ويروى أنّ عمر رضي الله عنه مرّ بعبدالله بن الزبير رضي الله عنهما وهو يلعب مع الصبيان، ففرّوا حين رأوا عمر، وثبت عبدالله، فقال له عمر: ما لك لا تفرّ مع أصحابك؟ فقال: لم أجرم فأخاف منك، ولم يكن في الطريق ضيق فأوسّع لك!.   كتُبُ العالم أولادُه المخلَّدون: قال ابن الجوزي في صيد الخاطر: فإذا علم الإنسان وإن بالغ في الجد بأنّ الموت يقطعه عن العمل، عمل في حياته ما يدوم له أجره بعد موته، فإن كان له شيء من الدنيا وقف وقفا، وغرس غرسا، وأجرى نهرا، ويسعى في تحصيل ذرّية تذكر الله بعده فيكون له الأجر، أو يصنّف كتابا من العلم، فإنّ تصنيف العالم ولده المخلَّد، وأن يكون عاملا بالخير، عالما فيه، فينقل من فعله ما يقتدي الغير به، فذلك الذي لم يمت.   إنّما يُثَابُ الإنسان على قدر عقله: ذكر بن قتيبة في « عيون الأخبار »: كان في بني إسرائيل رجل له حمار؛ فقال: يا ربّ لو كان لك حمار لعلفته مع حماري هذا، فهمّ به نبيّ، فأوحى الله تبارك وتعالى إليه: إنّما أثيب كلّ إنسان على قدر عقله!.   أسقط ثلاثة أرباع الكلام: ومن نفس المصدر لابن قتيبة: كان إبراهيم بن المهدي يطيل السكوت، فإذا تكلّم انبسط، فقيل له ذات يوم: لو تكلّمت؟ فقال: الكلام على أربعة وجوه: فمنه كلام ترجو منفعته وتخشى عاقبته، فالفضل منه السلامة. ومنه كلام لا ترجو منفعته ولا تخشى عاقبته، فأقلّ مالك في تركه خفّة المؤونة على بدنك ولسانك. ومنه كلام لا ترجو منفعته وتخشى عاقبته، وهذا هو الدّاء العضال. ومن الكلام كلام ترجو منفعته وتأمن عاقبته، فهذا الذي يجب عليك نشرُه.   قال: فإذا هو قد أسقط ثلاثة أرباع الكلام!…   ذكاء وبخل: قال الجاحظ في البخلاء: قال رجل لثمامة ابن أشرس: إنّ لي إليك حاجة. قال: وأنا لي إليك حاجة، قال: وما حاجتك إليّ؟ قال: لا أذكرها حتّى تضمن قضاءها. قال: قد فعلت، قال: فإنّ حاجتي إليك ألاّ تسألني حاجة، فانصرف الرّجل عنه.   ثلاثيات: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في ما رواه عنه البيهقي والبزار وغيرهما: « ثلاث منجيات: خشية الله في السرّ والعلانية، والقصد (أي الاعتدال) في الغِنَى والفقر، والعدل (كلمة الحقّ) في الرِّضَا والغضب. وثلاثُ مهلكات: شحٌّ مطاعٌ، وهوى متّبَعٌ، وإعجابُ المرءِ بنفسه »   وفي ما رواه الشيخان وغيرهما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: « ثلاث مَن كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحبّ إليه ممّا سواهما، وأن يحبّ المرء لا يحبّه إلاّ للّه، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يُلقى في النّار ».   عزمات: جاء في كتب التراجم: كان أبو مسلم الخولاني يقوم الليل، فإذا أدركه الإعياء ضرب رجليه قائلا: أنتما أحقّ بالضرب من دابّتي، أيظنّ أصحاب محمد صلوات الله وسلامه عليه أن يفوزوا به دوننا، والله لأزاحمنّهم عليه حتّى يعلموا أنّهم خلّفوا من بعدهم رجالا!…   متى تصمت ومتى تتكلّم: قال رجل لعمر بن عبدالعزيز: متى أتكلّم؟ قال: إذا اشتهيت أن تصمت، قال فمتى أصمت؟ قال: إذا اشتهيت أن تتكلّم!… ـــــــــــــــــــــــــــ (*): ثهلان: جبل

 


أزمة الجامعات العربية: هل نعولم أنفسنا؟ (2/2)


 احميدة النيفر    صِفرٌ مكعّب لوزير التربية الفرنسي! هذا ما أورده تعليق صحافي لافت نقلته عدة مواقع على الشبكة عن مجلة «الأكسبرس» الفرنسية. سبب هذه السخرية الغاضبة هي الأخطاء اللغوية الشنيعة التي جاءت في الملف الصحافي الموزع على رجال الإعلام عشية الندوة الصحافية التي عقدها الوزير بمناسبة انطلاق السنة الدراسية الجديدة. أن تصدر تلك الأخطاء المشينة في ملف رسمي عمومي من وزير تربية أمر لا يقبل. الأنكى من ذلك، أنها من قبيل الأخطاء التي لا يقبلها برنامج «وورد» للحاسوب، أي أنه قد وقع التنبيه إليها بشكل آلي ومع ذلك بقيت في النص المعلن. هكذا تكون تكنولوجيا الحاسوب قد كشفت جانباً من الإهمال الإداري في وزارة من مهامها سلامة التكوين اللغوي وهو ما يفضح تدني المستوى العلمي لبعض النخب الحاكمة وقلة اهتمامهم به. من ناحية ثانية يفيد الخبر أن أزمة التعليم الجامعي ليست خاصة ببلادنا العربية إلا أن حدّتها هنا بلغت مدى لا يقارن بالوضع في البلاد الأوروبية حيث يقع التصدي هناك لمثل هذه النقائص بجملة من العوامل من أهمها الرهان على ضرورة الجدل بين الجامعة والعولمة. حين نقرأ خبراً آخر عمّا يقع في عموم الغرب من ربط بين المكتبات والمدارس والجامعات والمؤسسات في شبكات إلكترونية تسهّل تبادل الخدمات والمعلومات وتقلل التكرار والازدواجية ندرك أهمية التفاعل الإيجابي بين المحلي والكوني منزَّلاً ضمن سياق الارتقاء بالمستوى العلمي والبحثي. أذكر أن النظام الجامعي الفرنسي، في أواخر الستينيات من القرن الماضي، كان يفرض، قبل ظهور هذه الشبكات التواصلية المعاصرة، ضرورة تأجيل تسجيل أية رسالة دكتوراة في أي مجال بحثي إلى أن تأتي الموافقة من المجمع العام للأطروحات التي تثبت أن الموضوع المقترح للرسالة وبتلك الإشكالية لم يُدرس في أيّة جامعة من جامعات البلاد وأنه ليس بصدد الدرس. ما يقع العمل به الآن في نفس هذه الوجهة بفضل التطور الهائل للتنظيم الإلكتروني ووسائل التواصل التي يتيحها يكشف عن قبول التحدي العولمي للقطاع الجامعي في الغرب من جهة ويعبّر في ذات الوقت عن فهم مختلف لطبيعة الجامعة. هناك، يُقبل التحدّي العولمي نتيجةَ الخصوصية التي تكتسيها الجامعة بصفتها المجال المتقدم لتطوير المعرفة وتعميق البحث العلمي والتدرب على اتخاذ المواقف الصائبة استجابة لمتطلبات المجتمع وحاجياته المختلفة. مؤدى ذلك يمكن اختزاله في عبارة: الجامعة هناك هي موطن التكوين على فعالية الإنتاج بمعناه الواسع الشامل. أما هنا فعموم الجامعات لا تقبل التحدّي العولمي لجملة من الأسباب يمكن اختصارها في كلمة: الجامعة هي مجال التكوين على فعالية الاستهلاك بما تفتحه للخريج العربي من إمكانيات الارتقاء الاجتماعي الشخصي بالدرجة الأولى. من هذه الزاوية يمكن أن نجيب عن الأسئلة المحرجة المتعلّقة مثلاً بتكرار ذات الموضوع في مستوى الرسائل الجامعية بين جامعة وأخرى بل أحيانا داخل ذات الجامعة. كيف يمكن قبول رسائل جامعية دون ضبط دقيق لإشكالية البحث الذي ستقوم به ودون إبانة مردود ذلك البحث بالنسبة إلى تقدم عموم التخصص الذي ينتمي إليه العمل الأكاديمي؟ كيف يفسَّر استنساخُ باحث، في بعض الجامعات، عملَ باحث آخر سابق له في جامعة أخرى من أجل مناقشته والحصول على رتبة جامعية؟ لماذا تكون الرسالة الجامعية لعديد الجامعيين العرب هي في مجال إنتاجه العلمي بيضة الديك فلا يُعرف له بعدها بحث يذكر وكأن إنتاج تلك الرسالة هو نهاية مطاف وليس بدايته؟ تعبّر هذه الأعراض وغيرها بوضوح عن أزمة الجامعة في البلدان العربية كما تكشف عن أشكال القصور عن اللحاق بالعديد من المؤسسات التعليمية العالمية. لا شك أن غموض الفلسفة التي تعمل الجامعة في البلاد العربية وفقاً لها يمثل عاملاً من العوامل الهامة لتفسير بقاء جامعاتنا خارج تصنيف مميّز في المستوى العالمي. إلى جانب هذا تشكو عموم الجامعات من ضعف علاقتها بمجتمعاتها وذلك بتعال غالب الخريجين عن مشاغل واقعهم الحقيقية وقلة اكتراثهم بتنمية المجتمع في إمكانياته المادية والتثقيفية والتوعوية. من هنا يمكن الشروع في الإجابة عن سؤال: هل نعولم أنفسنا؟ اختيار تفاعل الجامعة مع ظاهرة العولمة مدخل جدّي للحدّ من تلك العاهات التي ألمعنا إليها بما يرفع من كفاءة الخريج ويرتقي بمستوى الإبداع العلمي والمعرفي المُنتَج من الجامعة مفضياً بذلك إلى حظوظ أوفر لتحقيق تنمية شاملة للمجتمع. مع ذلك فإن التردد في قبول تحدي العولمة جامعياً يمكن أن يُفهم نسبياً لما يعنيه الانفتاح من إمكان الاستتباع الحضاري وما يؤدي إليه من مخاطر الثنائية والانشطار في الهوية أو تشظيها. معنى هذا التردد أن جامعةً معولمةً لن تبقى جامعة عربية أصيلة لكونها ستخِلّ بأحد أهم التزاماتها إزاء محيطها الاجتماعي والثقافي. مع ذلك فإن قبول تحدّي العولمة مع ما فيه من مجازفة فإنه أقدر على تمكين الخصوصية الثقافية الوطنية والقومية الثاوية في وعي مجتمعاتنا وفي لاوعيها من أن يشتد عودها من خلال التوجه الكوني أكثر مما لو استمر الأمر على ما هو عليه من انغلاق للمنظومة الجامعية وتشرّبها للروح الدفاعية التمجيدية المنهكة. ما يؤدي إليه التفاعل الإيجابي بين الجامعات العربية مع العولمة هو في جوهره تأهيل للخصائص الثقافية والفكرية والمنهجية بما يحقق تجاوز التردّي الجامعي وتخطّي عاهاته. تضاف إلى هذا الجانب الأول خصوصيةٌ ثانية متصلة بالجامعات العربية المهتمة بمجال الدراسات الحضارية والإنسانية، لقد قرر الفكر الخلدوني منذ قرون أن عموم التعليم هو «صنعة أساسية من صنائع العمران»، لكن الواقع العربي في المستوى الجامعي أعرضَ عن دلالة هذا المقصد الذي يتم في ضوئه صوغ الشخصية الحضارية للجماعة صياغة مشتركة. ما تحقق عربيا هو انشطار المؤسسة التعليمية إلى شقّين: شقّ مدنيّ يرمي إلى سعة الفكر في وجيز الوقت وغايته القصوى التنمية، وشق ديني قاعدته تركيز قيم التراث ونظامه الاجتماعي ومقصده عقديّ وخُلقيّ. اعتنت الكليات الجديدة ذات الاهتمام بـ «الإنسانيات» بـ «عبقرية المُحدَث» وحذق أفنان المعرفة الحديثة بالاطلاع على إنتاج الفكر الكوني إطلاعاً مباشراً، في حين انزوت الدراسات التراثية في معارف تقليدية تقتصر على نقل ما قاله المتقدّمون مع إضافة بعض الفنون الجديدة ظنّاً بأنّ ذلك يوجِد مَلَكة علميّة ويحصّن الهويّة الوطنيّة. ما تحقق فعلاً هو استحكام أزمة النخب الجديدة التي تؤكّد عجز المؤسسات التعليمية الحديثة عن تجاوز الفصام الثقافي الذي يطالَب معه الخريجون ببناء روح وطنية تتمثل التراثَ وتجاربَ الماضي بينما يكونون في ذات الوقت مندفعين إلى ولوج الحضارة العصرية في ظروف استثنائية تلزم استغناءهم عن جانب هام من خصوصياتهم الثقافية. في الشق الجامعي الآخر المختص بالدراسات الإسلامية والتراثية لم تظهر ثمار إضافة بعض المعارف الجديدة إلى جانب الأخرى التقليدية في توليد ملكة علمية وفكر معاصر. لقد أدّى الانشطار الجامعي في الدراسات الإنسانية والحضارية والشرعية إلى اختفاء الجدل بين الداخل والخارج المعرفيَيْن والثقافيين فلم تظهر معرفة متسقة تتجاوز النسيج المعرفي السابق من حيث التمكّن والراهنية. جماع هذين الجانبين من جوانب أزمة الجامعات العربية يمكن أن يلخص في ضرورة الإجابة عن سؤالين محوريين هما: أيّة حقيقة تسعى وراءها جامعاتنا اليوم، في عصر العولمة؟ كيف تصبح الجامعات العربية محضنا معرفيا وفكريا لصياغة أصالتنا الثقافية العربية الإسلامية بأكثر ما يمكن من الفاعلية التي يقتضيها الوضع المحلي والعالمي؟   • كاتب تونسي    (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر)  بتاريخ 24 سبتمبر 2009 )

 


أبعاد إلغاء نشر الدرع الصاروخية الأميركية

توفيق المديني من خلال إطلاق سياسة أميركية جديدة تجاه روسيا، متمحورة على مفهوم »إعادة الإقلاع »، حدّد الرئيس الأميركي باراك أوباما أولوية طموحة: الحصول على أفضل تعاون روسي حول الملف النووي الإيراني، الذي أصبح يشكل تهديدا للأمن العالمي حسب وجهة النظر الغربية. هل شكلت هذه السياسة الجديدة خلفية للقرار الأميركي بإلغاء نشر الدرع الصاروخية؟ في تغيير مهم للاستراتيجية الاميركية حيال ايران وروسيا في المرحلة المقبلة، أعلن الرئيس باراك أوباما يوم الخميس 17 أيلول الجاري، التخلي عن نظام الدرع المضادة للصواريخ، بوصفه مشروعاً مكلفاً، ومشكوكاً في فعاليته، حيث عمّق الانقسام بين الأوروبيين، ووتر العلاقات بين واشنطن وموسكو طيلة السنتين الأخيرتين. ليس من شك أن الدرع المضادة للصواريخ التي أرادت إدارة الرئيس الأميركي السابق نشرها في جمهوريتي التشيك وبولندا منذ إعلانها رسميا في كانون الثاني 2007، شكلت أزمة جيوبوليتيكية كبيرة في بداية هذا القرن. وكانت الدلائل كلها تشير أن الولايات المتحدة الأميركية ماضية لإقامة محطة رادارات على أراضي تشيكيا، ونصب عشرة صواريخ قادرة على اعتراض الصواريخ الباليستية في بولندا، حيث تقول الولايات المتحدة إن نشر هذه المنظومة يستهدف حماية أراضيها وأراضي حلفائها من أي هجوم إيراني أو كوري شمالي. ومنذ ذلك الوقت تحولت قضية الدرع الصاروخية الأميركية في أوروبا إلى مادة سجالية بين واشنطن وموسكو، بعد إعلان رئيس الوكالة الأميركية للدفاع المضاد للصواريخ هنري اوبيرينغ في بروكسل مع بداية سنة 2007 أن رادار القوقاز سيكون « متنقلاً »، وأن الدرع « تشمل راداراً محمولاً يمكن نصبه في أي منطقة، خلال أيام، وبسرعة كبيرة جداً ». وسيلتقط هذا « الرادار المتنقل »، الذي سيتم نصبه في منطقة القوقاز، الإشارات الأولى لأي صاروخ « معادٍ »، ليبثها الى المحطة الأميركية الرئيسية للرادارات، التي تنوي واشنطن اقامتها في تشيكيا، للتصدي لأي هجمات محتملة من ايران، أو كوريا الشمالية. ليس من شك أن قرار الولايات المتحدة الأميركية المضي قدماً بنشر نظام الدفاع الصاروخي كان له مضاعفات سياسية وعسكرية على العلاقات مع روسيا والصين والحلفاء الأوروبيين. ذلك أن نشر هذا النظام الصاروخي يضرب صفحاً عن معاهدة حظر الصواريخ المضادة (ABM) لعام 1972، ويقلب رأساً على عقب العقيدة النووية للحرب الباردة. لقد عاشت العلاقات الأميركية الروسية مرحلة صعبة منذ عشر سنوات بسبب اصرار واشنطن على فرض إملاءاتها على موسكو، سواء لجهة الضغط المكشوف على روسيا بهدف إجبارها على التخلي عن تعاونها مع إيران في المجال العسكري التكنولوجي ، وفي مجال القدرة النووية لأهداف سلمية، أو الضغط على مواقف روسيا من مسائل إقليمية أخرى، علما أن المستهدف من نشر نظام الدفاع الصاروخي الأميركي هو إيران وكوريا الشمالية والصين. على نقيض فلسفة المحافظين الجدد، واستراتيجية الرئيس السابق جورج بوش، التي كانت تقوم على مساندة « الثورات المخملية » الديموقراطية، وتطويق حدود روسيا من خلال إقامة القواعد العسكرية في محيطها، إضافة إلى الإفساح في المجال لانضمام كل من بولندا وجمهوريات البلطيق، وثلاث دول أعضاء في حلف فرسوفيا، إلى الحلف الأطلسي، إنتهج الرئيس الأميركي باراك أوباما في مجال السياسة الخارجية سياسة جديدة تقوم على الانفراج والمفاوضات من خلال البحث عن توافق المصالح مع موسكو بخصوص ملفات تقليص الأسلحة الاستراتيجية الهجومية، وإلغاء نشر عناصر الدرع الصاروخية الأميركية في أوروبا الشرقية، يتضمن هذا التغيير الدراماتيكي في قرار الرئيس الأميركي قدراً كبيراً من المراهنات. وإذا كان الرئيس أوباما يدافع عن نفسه لجهة عدم إبرام أي صفقة مع موسكو، فإنه بالمقابل يأمل من روسيا أن تنتهج سياسة إيجابية حول الموضوعات التي تهم الإدارة الأميركية، ولا سيما البرنامج النووي الإيراني، لجهة إقناع موسكو بالانضمام إلى واشنطن لوضع حد لأي طموحات نووية عسكرية إيرانية، وعدم تسليم روسيا صفقة الصواريخ « اس-300 » القادرة على حماية المنشآت النووية الإيرانية من أي هجوم إسرائيلي أو أميركي، كانت موسكو وقّعت مع طهران قبل سنتين، عقداً لتسليمها لكن الإعلان عن انجاز الصفقة لم يتم بعد. قرار أوباما سيزيد من الضغوطات الأميركية على موسكو لكي تقدم تنازلات في الملف النووي الإيراني، الأمر الذي سيعقّد علاقة روسيا مع إيران، وربما مع الصين، وبالمقابل سيحسّن علاقات الولايات المتحدة مع شركائها الأوروبيين في الأطلسي. وفيما يثير قرار الرئيس أوباما تجاه موسكو، قلق بلدان أوروبا الشرقية التي كانت دائما تنظر إلى واشنطن ولا تزال، على أنها الضامن الحقيقي لأمنها، أكد الرئيس الأميركي لحلفائه أن نظام « ايجيس » الجديد المضاد للصواريخ الذي تنوي واشنطن نشره في أوروبا، لم يعد يهدف إلى التصدي لصواريخ بعيدة المدى، وإنما لصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، وفق تعديل يهدف إلى « مواجهة الخطر الإيراني المباشر » الذي « يزداد بسرعة أكبر مما كان متوقعاً » خلافاً لتهديد امتلاك طهران صواريخ بعيدة المدى، الذي « يتحقق بخطى أبطأ. »   (المصدر:جريدة المستقبل(بيروت- لبنان) الخميس 24 أيلول 2009 – العدد 3432 – رأي و فكر – صفحة 20)  


نظرية الاستبداد عند عبد الرحمن الكواكبي من مقاومة الاستبداد إلى بناء نظرية في طبائع الاستبداد


بقلم: محمد يتيم (*) في يوم من أيام شهر يونيو سنة 1902 لفظ عبد الرحمن الكواكبي بعد عمر طويل من مناهضة الاستبداد أنفاسه بالقاهرة ، وهو الذي تنفس أول أنسام الحياة ونشأ في سوريا، وجاب البلاد الإسلامية يدعو إلى الإصلاح من مدخل إصلاح نظام السياسة أي من خلال مقاومة الاستبداد فعبد الرحمن الكواكبي الذي خبر أوضاع بلده وواقعها الاجتماعي والسياسي والثقافي من خلال خبرته الميدانية الناجمة عن عمله بالصحافة مند وقت مبكر من حياته ، وشغل العديد من الوظائف، فكان رئيسًا لقلم المحضرين في ولاية حلب، وعضوًا فخريًّا في لجنة امتحان المحامين، ورئيسًا للجنة الأشغال العامة، وقام بأعمال عمرانية وتجارية ، كما عمل بالقضاء فكان يقصده أصحاب الحاجات لقضائها، ويلجأ إليه أرباب المشاكل لحلها، بل كان رجال الحكم يستشيرونه أحيانًا فيبدي رأيه في جرأة وشجاعة وكان لا يقرُّ ظالمًا على ظلمه ولا يسالم جائرًا ، عبد الرحمن الكواكبي هذا كان يصطدم في كل أعماله بنظام الدولة واستبداد الحكام وفساد الإدارة، وكان سلاحه النزاهة والاستقامة والعدل ، فحاربه ولاة حلب ورجال الدولة في الأستانة، فَزوِّرت عليه التهم فقُدِّم للمحاكمة ، الأمر الذي جعله يهاجر سرًّا إلى مصر سنة 1316هـ/1899م لينشر فيها فصولاً من كتابه (طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد )، الذي طور فيه نظريته في الإصلاح القائمة على أولوية إصلاح النظام السياسي باعتباره مدخلا لإحداث النهضة والخروج من داء الانحطاط ، على اعتبار أن الفساد السياسي هو أصل كل فساد بما في ذلك فساد التربية والأخلاق. يقول عبد الرحمن الكواكبي في تفسير دوافع تأليف الكتاب:  » إنني في سنة ثماني عشر وثلاثمائة وألف هجرية هجرتُ دياري سرحاً في الشّرق، فزرتُ مصر، واتخذتها لي مركزاً أرجع إليه مغتنماً عهد الحرّيّة فيها على عهد عزيزها حضرة سميًّ عم النّبي ( العباس الثاني ) النّاشر لواء الأمن على أكناف ملكه، فوجدتُ أفكار سراة القوم في مصر كما هي في سائر الشّرق خائضةٌ عباب البحث في المسألة الكبرى، أعني المسألة الاجتماعية في الشّرق عموماً وفي المسلمين خصوصاً، إنما هم كسائر الباحثين، كلّ يذهب مذهباً في سبب الانحطاط وفي ما هو الدواء. وحيثُ إني قد تمحّص عندي أنّ أصل الدّاء هو الاستبداد السّياسي ودواؤه دفعه بالشّورى الدّستورية  »  » وقد استقرَّ فكري على ذلك ـكما أنّ لكُلّ نبأ مستقراًـ بعد بحث ثلاثين عاماً… بحثاً أظنّهُ يكاد يشمل كلّ ما يخطرُ على البال من سبب يتوهّمُ فيه الباحث عند النظرةِ الأولى، أنهُ ظفر بأصل الدّاء أو بأهمّ أصوله، ولكنْ؛ لا يلبث أنْ يكشف له التّدقيق أنّه لم يظفر بشيء، أو أنّ ذلك فرعٌ لا أصل، أو هو نتيجة لا وسيلة  » غير أن عبد الرحمن الكواكبي سرعان ما يدفع ما قد يتوهمه البعض بأن الكتاب عبارة عن خطاب سياسي موجه إلى نظام سياسي بعينه أو ردة فعل مباشر على اضطهاده ، بل إنه يلمح في مقدمة كتابه إلى أنه جاء ليملأ فراغا في مؤلفات علماء السياسة من القدماء والمحدثين ومن الكتاب الصحفيين في التأليف في قضية الاستبداد السياسي . ولذلك فهو يؤكد على الطابع النظري للكتاب وأنه يهدف إلى يناء منظومة نظرية تفسر أصل الاستبداد السياسي وآليات اشتغاله ( طبائع الاستبداد ) وآثاره الاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية ( مصارع الاستعباد )، ثم بعد ذلك مداخل معالجة هذه الآفة  » يقول الكواكبي في توضيح ذلك :  »وأنا لا أقصد في مباحثي ظالماً بعينه ولا حكومةً وأمَّة مخصصة، وإنما أردتُ بيان طبائع الاستبداد وما يفعل، وتشخيص مصارع الاستعباد وما يقضيه ويمضيه على ذويه… ولي هناك قصدٌ آخر؛ وهو التنبيه لمورد الداء الدّفين، عسى أن يعرف الذين قضوا نحبهم، أنهم هم المتسببون لما حلَّ بهم، فلا يعتبون على الأغيار ولا على الأقدار، إنما يعتبون على الجهل وفَقْدِ الهمم والتّواكل.. وعسى الذين فيهم بقية رمقٍ من الحياة يستدركون شأنهم قبل الممات ». ويقول أيضا:  »ولكنْ يظهر لنا أنّ المحرِّرين السّياسيين من العرب قد كثروا، بدليل ما يظهر من منشوراتهم في الجرائد والمجلات في مواضع كثيرة. ولهذا، لاح لهذا العاجز أنْ أُذكّر حضراتهم على لسان بعض الجرائد العربية بموضوع هو أهمّ المباحث السّياسية، وقلَّ من طرق بابه منهم إلى الآن، فأدعوهم إلى ميدان المسابقة في خير خدمة ينيرون بها أفكار إخوانهم الشرقيين وينبِّهونهم ـ لاسيما العرب منهم ـ لما هم عنه غافلون، فيفيدونهم بالبحث والتّعليل وضرب الأمثال والتّحليل (ما هو داء الشّرق وما هو دواؤه؟). وانطلاقا من تعريفه علم السّياسة بأنّه  »إدارة الشّؤون المشتركة بمقتضى الحكمة؛ يكون ـ مبحث الاستبداد حسب الكواكبي ـ أوّل مباحث السّياسة وأهمّها بحث باعتباره  » تّصرُّفا في الشّؤون المشتركة بمقتضى الهوى » . أما من الناحية المنهجية فإن صياغة نظرية مفسرة لنشوء وأصول وآليات اشتغال الاستبداد ومداخل معالجته تمر ضرورة عبر الإجابة عن الأسئلة التالية ما هو الاستبداد؟ ما سببه؟ ما أعراضه؟ ما سيره؟ ما إنذاره؟ ما دواؤه؟ و تتفرع عن هذه الأسئلة أسئلة ومباحث أخرى منها : ما هي طبائع الاستبداد؟ لماذا يكون المستبدُّ شديد الخوف؟ لماذا يستولي الجبن على رعية المستبدّ؟ ما تأثير الاستبداد على الدّين؟ على العلم؟ على المجد؟ على المال؟ على الأخلاق؟ على التَّرقِّي؟ على التّربية؟ على العمران؟مَنْ هم أعوان المستبدّ؟ هل يُتحمّل الاستبداد؟ كيف يكون التّخلص من الاستبداد؟ بماذا ينبغي استبدال الاستبداد؟ وسنسعى من خلال الحلقات القادمة بإذن الله إلى استعراض أجوبة عبد الرحمن الكواكبي مع بعض الإسقاطات التي يسمح بها الواقع العربي، مع مساءلة القدرة التفسيرية لنظرية الكواكبي وتقصي حدودها، والأسباب التي أدت إلى إخفاق محاولات النهوض عبر مدخل الإصلاح السياسي في العالم العربي. محمد يتيم (*) مفكر وكاتب من المغرب (المصدر: « التجديد » (يومية – المغرب) بتاريخ 23 سبتمبر 2009) الرابط: http://www.attajdid.info/def.asp?codelangue=6&infoun=52957&date_ar=2009/9/23  


خطوة أخرى في العلاقات السورية-التركية

 


بشير موسى نافع (*) استقبلت اسطنبول العدالة والتنمية الرئيسَ السوري استقبالاً حافلاً في حفل الإفطار الرمضاني الذي دعي إليه. والواضح من حفل الإفطار أن دائرة المرحبين بالرئيس السوري تتسع، وأن ثمة إجماعاً ينمو في الدوائر السياسية والاقتصادية التركية على أن العلاقة بين البلدين باتت بالفعل علاقة استراتيجية. اجتمع في قاعة الإفطار أكثر من ثلاثة آلاف من الشخصيات التركية، في مقدمتهم رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان، الذي ألقى خطاباً ترحيبياً كبيراً، ذكّر بالتطورات المتسارعة على صعيد العلاقات بين البلدين واستعادَ التاريخ المشترك والطويل للشعبين. في رده، ألقى الأسد كلمة مطولة، مشيراً إلى ما تم إنجازه وإلى الصعوبات المتوقعة في مسار العلاقات؛ كما أكد على ثقة دمشق بالدور الذي تقوم به أنقرة على صعيد المباحثات السورية- الإسرائيلية المتوقفة. كانت أجواء لقاء الإفطار أقرب إلى الاحتفالية بلا شك، ولكن أحداً لا ينبغي أن يغفل دلالتها في منطقة تفتقد أي مستوى من الاحتفال في العلاقات الثنائية بين بلدانها. ولكن رغم الشكوك التي تحيط بالمشروع السوري-التركي، فإن ما نشهده يحمل إمكانات هائلة للبلدين وللمنطقة ككل. الخطوة التي أثارت التعليقات في زيارة بشار الأسد لاسطنبول كانت، بالطبع، التوقيع على اتفاقين رئيسيين: الأول، ويتعلق بفتح حدود البلدين للحركة والسفر بلا سمة دخول، وأقر الثاني تشكيل مجلس التعاون الاستراتيجي، بعضوية الوزراء أصحاب الشأن في توطيد عرى التعاون بين البلدين، ورئاسة رئيسي الوزراء السوري والتركي. أفق التعاون الذي تطرق إليه مسؤولو البلدين لا يتعلق بالتجارة والاقتصاد وحسب، بل وإمدادات الطاقة والصناعة والتعليم والفنون. إضافة إلى التنسيق السياسي عالي المستوى، يبدو ما تطرحه الخطوة الجديدة في العلاقات السورية-التركية أفقاً بلا حدود. ثمة عدد من العوامل التي يمكن أن يشار إليها في خلفية العلاقات السورية-التركية. هناك أولاً الأزمة الطاحنة التي تعرض لها الإقليم العربي-الإسلامي منذ 2001، لاسيما منذ غزو العراق واحتلاله. عارضت دمشق مشروع الغزو، وسرعان ما فوجئت واشنطن بحجم المقاومة العراقية والغضب العربي؛ وأصبحت سوريا، هذا إن لم تكن من قبل، محل استهداف أميركي. كان المحور العربي الثلاثي، سوريا ومصر والسعودية، قد انهار على خلفية من الاختلاف حول غزو العراق، ولأسباب أخرى، ولم يغب عن دمشق أن التحالف مع طهران يوفّر جزءاً من مظلة حماية ولكنه لا يعزز الدور السوري الإقليمي. في الوقت نفسه، كانت تركيا تدخل حكم العدالة والتنمية، مفتتحة الحقبة الجديدة بتصويت البرلمان ضد السماح للقوات الأميركية باستخدام الأراضي التركية لغزو العراق. من وجهة نظر دمشق، كانت تركيا خياراً مناسباً بلا شك، ودمشق وليس أنقرة هي التي بادرت إلى تطوير العلاقات الثنائية، التي تقدمت لأسباب سورية أولاً وتركية ثانياً. ولكن سياسة الانفتاح التركية على الجوار والتوجه المشرقي، على أية حال، لم تأخذ طابعاً استراتيجياً ومؤسسياً إلا بعد أن تعزز وضع أحمد داود أوغلو، مستشار رئيس الوزراء السابق ووزير الخارجية الحالي. الهدف الذي بدا مرحلياً في مطلع الاتصالات أخذ طابعاً أكثر جدية بعد ذلك. ما احتاجته العلاقات أولاً كان تأسيس الثقة بين القيادات السياسية, وهذا سرعان ما تحقق من خلال العلاقة الشخصية الوثيقة التي ربطت بين أردوغان والأسد. كلا البلدين كانا يبحثان عن فرص اقتصادية جديدة، وقد أدى إنشاء منطقة التجارة الحدودية الحرة إلى ازدهار اقتصادي غير مسبوق على جانبي الحدود المنسية. وليس هناك شك أن الدور الذي لعبته تركيا في استضافة وإدارة المفاوضات غير المباشرة بين سوريا والدولة العبرية قد عزز من ثقة دمشق بمصداقية الدور التركي. ومن الواضح أن تسارع خطوات التعاون دليل على أن العاصمتين مطمئنتين إلى أن ما أنجز حتى الآن كان بالتأكيد لصالح البلدين وشعبيهما. على المستوى التجاري، على الأقل، يميل الميزان بوضوح لصالح تركيا. ولكن الميزان التجاري يميل لصالح تركيا حتى في علاقاتها الاقتصادية مع دول مثل مصر والسعودية وإيران. حجم تركيا وحجم اقتصادها أكبر بكثير من حجم سوريا واقتصادها, والاقتصاد التركي يحتل موقع الدولة السابعة عشرة في العالم من حيث الناتج القومي. ولكن السوريين يتاجرون مع كل العالم، ومن الأولى أن تميل تجارتهم لصالح تركيا من أن تميل لصالح أميركا أو فرنسا أو الصين. ولدى سوريا ما تقدمه أيضاً، سواء على مستوى الصناعات التحويلية والمنتجات الزراعية، أو على مستوى خطوط أنابيب النفط والغاز، التي باتت تركيا مصباً رئيساً لإمداداتها الأوروبية. بالنسبة لتركيا، وبالنظر إلى أن اضطراب الوضع العراقي مرشح للاستمرار لسنوات طويلة قادمة، سوريا هي بوابة المشرق العربي، وبدون سوريا لن تستطيع تركيا بناء علاقات وثيقة واستراتيجية مع جوارها العربي. والأهم بالتأكيد هو السياسي, فسوريا لاعب رئيس في سياسات المنطقة، ومثل هذا الدور لا يمكن أن يقدر بثمن. ثمة من يجادل بأنه ليست هناك دولة في العالم لا تعمل على توسيع دائرة تأثيرها ونفوذها, وهذه المقولة هي في جوهرها صحيحة، ولكن الصحيح أيضاً أنه رغم حنين الأتراك -كالكثير من العرب- للماضي العثماني الإمبراطوري، فإن الأتراك يدركون أيضاً أنه ليس من تاريخ يمكن استعادته، وأن أقصى ما يمكن الطموح إليه أن يعاد بناء علاقات التعاون والثقة في الفضاء العثماني التاريخي، بدون سلطنة. مثل هذا الخيار لا يمكن أن يرفض عربياً, أما مساعي الهيمنة فلا تتحقق بدون فراغ، والحرص على أن تُسد مواطن الفراغ هو مسؤولية عربية، أولاً وقبل كل شيء. في خطابه أمام المجتمعين في حفل إفطار اسطنبول، أكد بشار الأسد على أن منطقة المشرق العربي-الإسلامي تعيش قدراً كبيراً من الاضطرابات، وعلى أن مصلحة شعوب المنطقة ودولها هي أن تعالج هذه الاضطرابات من قبل أبنائها أنفسهم، وليس من خلال التدخلات الخارجية، التي عادةً ما تزيد الأوضاع تفاقماً. ولعل وجهة النظر هذه تقع في أصل التقارب الحالي بين سوريا وتركيا. فقد بات معروفاً الآن أن سياسة العدالة والتنمية الخارجية تسعى إلى تصفية مشاكل تركيا مع محيطها، وأنها تعمل على تعزيز علاقاتها المشرقية، وأن لا تبقى أسيرة فكرة انضمامها إلى الوحدة الأوروبية. ولكن الإطار المرجعي لكل هذه السياسات هو اقتناع أنقرة العدالة والتنمية أن بإمكان شعوب ودول المنطقة التعامل مع، ووضع نهاية لأغلب مصادر الاضطراب والنزاعات الإقليمية. إن العلاقات السورية-التركية لم تصل في تقدمها بعد إلى نقطة اللاعودة في هذا المشرق العجيب، مشرق نظام ما بعد الحرب العالمية الأولى، لم تزل قوى التشظي والصراع حية تنشط، سواء تلك النابعة من التدخلات الخارجية، والمخاوف الداخلية المتراكمة، أو انقسام الهويات على بعضها البعض. والعلاقات السورية-التركية لم تصل حتى إلى ما يقارب الوحدة المصرية-السورية، التي أطاح بها انقلاب عسكري فج وغير شرعي، واستحال منذ ذلك الوقت إعادة بنائها. ما للسوريين والأتراك أن يأملوا فيه هو أن تكون خلف هذه الخطوات خيارات عقلانية وإرادة سياسية ثابتة وصلبة، وأن تستعصي الخيارات والإرادة معاً على التدخلات الخارجية. (*) باحث عربي في التاريخ الحديث (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 24 سبتمبر 2009)  


مفجر فضيحة سرقة أعضاء الشهداء الفلسطينيين من قبل إسرائيل يتحدث لـ «العرب» دونالد بوستروم: وصلتني تهديدات بالقتل لكنها لن تثنيني عن مناصرة القضية الفلسطينية


الجزائر – حسين بوجمعة  يكشف الصحافي السويدي كارل دونالد بوستروم -مفجر قضية قيام الجيش الإسرائيلي بنزع الأعضاء الحيوية للشهداء والمساجين الفلسطينيين والمتاجرة بها- في هذا الحوار الذي خص به «العرب» لدى زيارته الجزائر نهاية الأسبوع الماضي، وحظي بها بتكريم خاص، أنه سيعرج على الدوحة ضمن سلسلة زيارات تقوده إلى عدد من الدول العربية لشرح قضيته وطلب المساندة، خلال النصف الأول لشهر أكتوبر، حيث يستضيفه برنامج «بلا حدود» للجزيرة في الرابع عشر منه. وأكد بوستروم (صحافي محقق من مواليد 30 مايو 1954 وأب لثلاثة أطفال) الذي يتعرض لمقاطعة من قبل وسائل الإعلام السويدية التي باتت تمتنع عن نشر مقالاته، أنه أصبح مهددا في حياته عقب تلقيه لأكثر من 200 تهديد بالقتل، منذ نشره التحقيق الذي فضح فيه إسرائيل بارتكابها نوع آخر من الجرائم ضد الفلسطينيين يوم 17 أغسطس الماضي في صحيفة «أفون دابلات» السويدية. كما شدد على أنه رغم كل تلك المحاولات للتضييق عليه، فإن ذلك لن يثني من عزمه على المضي قدما في مناصرة القضية الفلسطينية العادلة، وإماطة اللثام عن الجرائم غير الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل في حق الفلسطينيين.  ما الهدف الرئيسي الذي جعلك تفكر في إجراء تحقيق عن إقدام الجيش الإسرائيلي تجاه الجثث، رغم علمك بحساسية الموضوع؟ – الدافع الرئيسي الذي جعلني أحقق في انتهاكات الجيش الإسرائيلي غير الأخلاقية في التعدي على جثث الفلسطينيين، هو البحث عن الحقيقة وإيصالها للرأي العام الدولي، على اعتبار أنني صحافي مختص بالصراعات الموجودة في العالم. وقد أثارت هذه القضية اهتمامي للتحقيق والتحري فيها لأول مرة سنة 1992، وذلك حينما كنت في مهمة بالأراضي الفلسطينية بغية إعداد كتاب حول «القدس». وقد اتصل بي هناك أربعة أشخاص يعملون في هيئات تابعة الأمم المتحدة، وأخبروني عن اختفاء عدد من الفلسطينيين فجأة ثم العثور على جثثهم وقد انتزع منها العديد من الأعضاء. وقد تمكنت خلال الخطوات الأولى من التحقيق والتحري في الموضوع، من الحصول على معلومات تفيد باختفاء 133 فلسطينيا في ظروف غامضة. غير أنني تمكنت بعدها من الحصول على قائمة تتضمن 52 جثة من هؤلاء المفقودين سرقت أعضاء حيوية منها. كما تحصلت أيضا على معلومات تؤكد أن أكثر من 100 عائلة استلمت جثث شهدائها بعد أن قد شقت بطونها وسرقت أعضاء حيوية منها.  ألم تكن خائفا من رد الفعل الإسرائيلي واللوبي الصهيوني بعد أن قررت نشر الحقائق التي توصلت إليها في التحقيق؟ – بشكل عام أنا لم أكن خائفا، لأنني صحافي مؤمن بعدالة القضية التي أدافع عنها، لكن في بعض الأحيان كان ينتابني شعور بالخوف من منطلق إدراكي جيدا أن اللوبي الصهيوني يتمسك جيدا بالإعلام العالمي، فضلا عن الضغوط التي كنت أتعرض لها، حتى قبل نشر «التحقيق»، لاسيما بعد أن رفضت إحدى الصحف الكبيرة بالسويد وتسمى «النهار» نشر «التحقيق» عندما عرضته عليها لأول مرة.  قلت في مؤتمر صحافي لك بالجزائر بأنك تلقيت تهديدات بالقتل، هل تعتبر أن تلك التهديدات كانت جدية، أم أنها مجرد تهديدات لثنيك عن الاستمرار في الدفاع عن القضية الفلسطينية؟ – بعض هذه التهديدات هي جادة وحقيقية، مع أن الشرطة السويدية طمأنتني بأنها لم تكن تهديدات جدية، لكن كما نعلم جميعا فإن «الشرطة» دائما تحاول التهوين من الأمور. * كيف كانت طبيعة التهديدات التي وصلتك؟ وكم كان عددها؟ – عدد التهديدات كان كبير جدا، تجاوز 200 تهديد، فلم أتمكن من حصرها كلها، لكن التهديدات الحقيقية بالقتل كانت ثلاثة، وقد وصلتني عبر البريد الإلكتروني. وقد جاء في إحدى تلك التهديدات الثلاثة «النازيون يجب أن يموتوا جميعهم، وقد جاء الدور عليك». لكن إيماني بالقضية يجعلني أنام وأنا مرتاح البال غير مبال بكل تلك التهديدات، ومع ذلك فقد أخذت بعض الاحتياطات، حيث أصبحت أغير أماكن نومي بشكل مستمر؛ لأن الاحتياط واجب.  هل طالبت الحماية بعد تلقيك كل تلك التهديدات؟ – أفضل حماية بالنسبة إلي، هي عندما يقف الناس إلى جانبي في هذه القضية ويظهرون تضامنا صريحا معها. كما أعتبر أن عشرات الآلاف من المكالمات الهاتفية والرسائل الإلكترونية التي تصلني بمثابة مواساة مهمة جدا. وأنا متأسف لعدم تمكني من الرد عليها كون الوقت لم يعد يسمح لي بذلك، فمنذ أن نشر التحقيق يوم 17 أغسطس الماضي، أجريت أكثر من 300 لقاء صحافي.  هل وجدت تضامنا واسعا في بلدك السويد؟ – لقد وجدت تضامنا كبيرا جدا من جميع الأصدقاء الذين أصبحوا أقرب إلى كثيرا. مثلما كان الأمر كذلك من عائلتي، إذ أصبحت بالنسبة إليهم رمزا ومثالا وصاحب قضية كبيرة، لذلك لم يترددوا في تقديم كل الدعم والتشجيع. فقد أصبح كل الناس يدعونني إلى الحفلات. وأنا سعيدا جدا بهذا الوضع وما كسبته هذه القضية. مقابل ذلك فإن رد فعل السلطات في السويد وبعض المسؤولين في قطاع الإعلام كان سلبيا، بل ذهب البعض منهم إلى درجة سبي وشتمي لكون إسرائيل احتجت رسميا واتهمتني بمعادة السامية.  كانت الجزائر المحطة الأولى في جولتك العربية لشرح القضية التي تدافع عنها، وخطورة التهديدات التي تلقيتها، فهل أنت متفائل بتحقيق ما تصبوا إليه عند العرب؟ – لقد تلقيت دعوات من عدة دول، ولكن أنا من اخترت شرح القضية في البلدان العربية، وفضلت أن تكون الجزائر المحطة الأولى من منطلق اقتناعي بأهمية الجزائر وتاريخها العريق. وكذا على اعتبار أن الموقف الجزائري تجاه القضية الفلسطينية لم يتغير. وقد حظيت باستقبال رائع سواء من قبل السياسيين أو الأسرة الإعلامية الجزائرية. إذ خصني عبدالعزيز بلخادم الممثل الشخصي للرئيس الجزائري والأمين العام لحزب جبهة التحرير باستقبال خاص في اليوم الأول لوصولي، وقد شجعني على العمل الذي قمت به. كما أن الصحافيين الجزائريين وقفوا إلى جانبي من خلال تكريم خاص من نقابتهم. بالإضافة إلى ذلك، فقد أطلقت حملة توقيعات مساندة من أجلي والتي تطالب بفتح تحقيق دولي في القضية وتوفير الحماية لي، وقد انخرط فيها نواب في البرلمان الجزائري ينتمون لأحزاب مختلفة وصحافيين. كما قامت صحيفة «الشروق اليومي» التي تعد الأولى في منطقة المغرب العربي من حيث التوزيع بإهدائي «برنوساً» والذي يمثل رمز الأصالة الجزائرية، في حفل تكريم خاص أقيم على شرفي. وستشمل جولتي العربية دولا أخرى وهي سوريا والأردن ولبنان ومصر. أما الأمر المهم الذي أحاول نقله إلى الحكومات العربية وإلى قادة الرأي في البلدان العربية، هو ضرورة العمل مع بعضها، لأجل إجبار إسرائيل على الاعتراف بجرائمها المرتكبة ضد الضحايا والمساجين الذين سرقت منهم أعضاءهم البشرية من أجل المتاجرة بها.  لقد قلت أيضا بأن الصحف السويدية قد باتت ترفض نشر تحقيقاتك، وأنك أصبحت مهددا في مصدر قوت عائلتك، فهل أنت نادم على نشر ذلك التحقيق الذي فضح وحشية الجيش الإسرائيلي؟ – أنا غير نادم، ولا أعتبر كل الذي حدث مشكلة، فأنا أحمل قضية من منطلق كوني لست صحافيا عاديا، وإنما صحافي صاحب قضية. وصاحب القضية دائما يكسب أصدقاء ويكون له أعداء. وبالتالي فأنا أنتظر المساعدة من هؤلاء الأصدقاء. لكن أنا متيقن بأن الوضع لن يستمر للأبد.  قلت أيضا إنه إلى غاية الآن لا أحد من السلطة الفلسطينية اتصل بك لتشجيعك، رغم أنك فجرت قضية تخدم الشعب الفلسطيني، فكيف كان وقع ذلك عليك؟ – عندما نشرت التحقيق، لم أكن أنتظر الشكر من أحد، وإنما من منطلق إيماني العميق بعدالة القضية الفلسطينية. كما أعتقد أن غالبية الشعب الفلسطيني هم إلى جانبي. لكن آمل أن تتحرك السلطة الفلسطينية من أجل المطالبة بتحقيق دولي وبتشكيل لجنة تقنية تتكفل بالموضوع؛ لأنه يحتاج إلى مختصين وخبراء في الجثث وفي الأعضاء البشرية. كما أنني مستعد لتزويدهم بكل ما أملك من حقائق.  هل لديك مشاريع أخرى بشأن القضية الفلسطينية؟ – طبعا، لقد بدأت مشواري المهني حول قضية فلسطين قبل أكثر من 25 سنة، فقد كانت أولى كتاباتي عن القضية الفلسطينية سنة 1984، وقد التقيت الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في مكتب خاص له في باستوكهولم سنة 1985. كما أنني مصمم على إكمال هذا المشوار مع هذه القضية العادلة. فقد زرت الأراضي المحتلة لأكثر من 30 مرة، وأعرفها جيدا. وكتبت حول القضية الفلسطينية خمسة مؤلفات، الكتاب الأول أسميته «المسيحية»، والثاني «الصراع» والثالث «الجدار» وكتاب رابع اسمه «إن شاء الله»، وآخر مؤلف عن «الإسلام».  ما رأيك في دور الإعلام العربي في نصرة القضية الفلسطينية؟ – رغم عدم إجادتي للعربية فإن المعلومات المتوفرة لدى تؤكد أن هناك قفزة كبيرة حققتها بعض الفضائيات العربية، على غرار «الجزيرة»، فالعالم بأسره أصبح في الوقت الراهن حذرا من القضايا التي تتناولها وسائل الإعلام التي أصبحت وسيلة جد مهمة لكشف الحقائق والتعبير عن الرأي المضطهد. وفي اعتقادي إن البلدان العربية تفتقد إلى استراتيجية فعالة لمساندة القضية الفلسطينية إعلاميا. فمثلا إيران لديها حوالي 10 آلاف موقع إلكتروني للدعاية، بينما لا يتجاوز عدد المواقع الإلكترونية للسلطة الفلسطينية الأربعة.  هل ستحاول الذهاب إلى فلسطين مجددا بعد كل ما حدث لك؟ – فلسطين هي مشروعي وقضيتي، لكن إسرائيل بعد نشر التحقيق حول أفعال جيشها أصبحت غير مرحب لديها.  وهل ستزور قطاع غزة؟ – أنا أعرف غزة جيدا وذهبت إليها مرات عديدة، وسأحاول زيارتها مجددا إن سنحت لي الفرصة. * كيف كان شعورك، وأنت تتسلم جائزة «التميز الصحافي» من قبل اتحادية الصحافيين الجزائريين؟ – أنا جد سعيد ومسرور بهذا التكريم. وأعتقد أنه أمر جيد أن يكون حولك صحافيون يشدون على يدك ويقفون إلى جانبك.  (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 24 سبتمبر 2009)  


أمير قطر: ميثاق الأمم ضمان للسلم

قال أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إن ميثاق الأمم المتحدة ضمان للسلم العالمي، ودعا إلى العودة إلى هذا الميثاق لأن فيه الحل لكل أزمات العالم بما فيها التغير المناخي. وأكد في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء اليوم بنيويورك أن العودة لمرجعية الأمم المتحدة « ليست ضرورية فقط لحل الأزمات المستعصية مثل أزمات الشرق الأوسط، ولكنها حيوية أيضا لتحقيق آمال لا يمكن بلوغها إلا بتوافق دولي شرعي داخل نظام متفق عليه ». واعتبر أمير قطر أن الوقت قد حان للرجوع إلى نظام الأمم المتحدة « إطارا يتسع للجميع وساحة معترفا بها من الكل وميثاقا ارتضته أمم الأرض كافة ». وأضاف الشيخ حمد أن نظام الأمم المتحدة « مكتمل في مؤسساته، لكن لا بد من تجديده بحيث يتطابق مع الحقائق المستجدة » في العالم.  » أزمات العالم الخطرة تفاقمت عندما قررت الدول المؤثرة على النظام الدولي أن تخرج بأهم قضايا الحرب والسلام والتقدم من إطار الأمم المتحدة إلى أطر أخرى خارجه وقال إن « العالم في حالة استعداد للتجدد والبحث عن مستقبل مختلف »، بعد كبريات الأحداث التي وقعت منذ الحرب العالمية الثانية مرورا بالحرب الباردة ووصولا إلى أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 والأزمة المالية العالمية في نهاية 2008. وأوضح أنه اتضح بعد هذه المنعطفات التاريخية أن « سلام ورخاء العالم يحتاج إلى ما هو أكثر من سلاح الأقوياء، ويحتاج إلى ما هو أكثر من ثنائية دولتين عظيمتين، ويحتاج إلى ما هو أكثر من انفراد بلد واحد بالنفوذ مهما بلغت درجة تقدمه »، و »يحتاج إلى إدارة أوسع وأشمل للطارئ الداهم من الأزمات ». وأكد أن أزمات العالم الخطرة « تفاقمت عندما قررت الدول المؤثرة على النظام الدولي أن تخرج بأهم قضايا الحرب والسلام والتقدم من إطار الأمم المتحدة إلى أطر أخرى خارجه ». وقال إن الذين طالبوا باحتكار القرار الدولي عليهم أن يدركوا أن العالم واحد يتساوى فيه الاهتمام حتى وإن تفاوت حجم القوة. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 24 سبتمبر 2008)  


أوباما على قمّة هرم .. لكنّه ليس الهرَم كلّه


صبحي غندور*   رغم مرور ثمانية أشهر على تولّي باراك أوباما منصب الرئاسة الأميركية، لم تحدث بعد تغيّرات فعلية كبيرة في السياسة الخارجية الأميركية، باستثناء القرار الأخير الذي أعلنته إدارة أوباما عن إلغاء مشروع الدرع الصاروخي في أوروبا الشرقية، والذي كانت إدارة بوش تعتزم تنفيذه وسط اعتراض روسي شديد ومخاوف أوروبية من تجدّد سباق التسلّح في أوروبا وعودة أجواء الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو. وقد تكون المنطقة العربية هي الأكثر من غيرها الآن إصابةً بخيبة الأمل من عدم حدوث تغيير فعلي في السياسة الأميركية، خاصّةً لجهة الصراع العربي/الإسرائيلي وعدم وجود موقف أميركي حازم ضدّ إسرائيل التي رفضت حكومتها التجاوب مع الطلب الأميركي (والدولي عموماً) بوقف بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلّة. لكن خيبة الأمل تحصل حينما تفوق التوقّعات الواقع فينتج الشعور بالإحباط من الطرف المؤمَّل منه. وهنا مكمن المشكلة عربياً، حيث كانت التوقّعات من إدارة أوباما أكبر بكثير ممّا هو عليه واقع الحال الأميركي والتغيير النسبي الذي حدث فيه من خلال انتخاب باراك أوباما رئيساً. فهناك حتماً تغيير قد حصل، لكنّه ليس بإنقلاب ولا بثورة، بل هو حركة تصحيحية في داخل النظام السياسي الأميركي حملت معها تباشير تغيير ثقافي واجتماعي داخل المجتمع الأميركي، وأدّت إلى وصول أميركي أسود، ابن مهاجر إفريقي مسلم، إلى قمّة الهرم المؤسّساتي الأميركي. وهذا الحدث الهام الذي جرى في الانتخابات الأميركية الأخيرة صنعته عوامل مشتركة ليست كلّها مؤيّدة لأوباما في كلّ برامجه الداخلية والخارجية، بل إنّ بعض هذه العوامل كان ردّة فعلٍ فقط على إدارة بوش أكثر ممّا هو حبّاً برؤية أوباما. أيضاً، فإنّ الأصوات التي حصل عليها أوباما كانت أكثر من النصف بقليل من عدد الذين شاركوا بالانتخابات، وهذا يعني وجود حوالي نصف عدد الأميركيين في خانة المعارضين لكل ما عليه أوباما من برنامج ورؤية ولون وأصول عرقية. كذلك، فإنّ مشكلة الرئيس أوباما الآن هي أنّ مؤيّديه كانو أشبه بتحالف أو جبهة قامت بين قوًى عديدة اتفقت فقط على دعمه في الانتخابات، لكنّها ليست قوّة واحدة فاعلة الآن بالمجتمع الأميركي، بل إنّ بعض هذه القوى المحسوبة على اليسار الأميركي والتيّار الليبرالي تريد الآن من أوباما أكثر ممّا فعل وبدأت تسحب تأييدها السياسي له، بينما نجد على جبهة المعارضين أصلاً لوصول أوباما للرئاسة مزيداً من التنظيم والحركة الشعبية التي تزرع الخوف من برنامج أوباما وتُشكّك حتى في شهادة ولادته الأميركية! هذا ظرفٌ صعب الآن بالنسبة لرئيس يريد على المستوى الداخلي إقرار برامج صحّية واقتصادية واجتماعية وتربوية ليس عليها إجماع وطني أميركي ولا توافق حتى داخل الحزب الديمقراطي نفسه، وهناك شبكات ضخمة من المصالح والشركات والمصانع تمارس نفوذها الضاغط داخل الكونغرس وعبر وسائل الإعلام لمنع أوباما من تنفيذ برامجه الإصلاحية الداخلية. وتظهر أيضاً مشكلة الرئيس أوباما داخل الولايات المتحدة حينما يتمّ التعامل مع الملف الأمني حيث تزداد الأصوات المعارضة لنهج أوباما الداعي لإسقاط شعار « الحرب على الإرهاب » والذي استغلّته إدارة بوش لتبرير حروبها العسكرية وإجراءاتها الأمنية، ولإقامة معتقل غوانتامو وممارسة وسائل التعذيب ضدّ المعتقلين. إنّ باراك أوباما يدعو إلى رؤية تتّصف بالاعتدال في مجتمع أميركي حكمه التطرّف لعقدٍ من الزمن تقريباً وجرت على أرضه أحداث 11 سبتمبر 2001، وهو مجتمع قام تاريخه على استخدام العنف، وما زال عدد كبير من ولاياته يرفض التخلّي عن اقتناء الأسلحة الفردية وفكرة الميليشيات المسلّحة. إنّ باراك أوباما يقف على قمّة هرم مؤسّساتي في أميركا، ولكنّه (أي أوباما) ليس الهرم كلّه، بل إنّ أدراج وقواعد هذا الهرم هي الأساس فيه، لا من يقف على قمّته. لذلك يحصل هذا التباطؤ في تنفيذ سياسات أوباما الداخلية والخارجية، ويحصل التراجع أيضاً عن بعض القرارات أو التعيينات، كما حدث حينما اعترض اللوبي الإسرائيلي والمؤيّدين له في الكونغرس على اختيار السفير السابق فريمان ليرأس مجلس وكالات المخابرات. فرغبات أوباما ليست أوامر ملكية أو تعبيراً عن حاكم مطلق الصلاحيات، بل هي تمنّيات ومشاريع تمرّ في أقنية عديدة قبل أن تصبح قرارات نافذة. والفارق كبير طبعاً بين من يملكون « الرغبة » وبين من يملكون « القدرة ». طبعاً، أميركا الداخلية والخارجية هي أفضل حالاً في ظلّ إدارة أوباما ممّا كانت عليه تحت إدارة بوش، أو ممّا كان يمكن أن تكون عليه لو استمرّ الحزب الجمهوري بالحكم في ظلّ تأثيرات أجندة « المحافظين الجدد » والقوى والشركات والمصانع التي تقف خلفها، إذ الخيار لم يكن بين الأسوأ والأفضل، بل بين الممكن والمرفوض إن لم نقل بين السيء والأسوأ! وإذا اتّفق العالم كلّه على هذه الخلاصة، فإنّ ذلك لا يعني اتفاقاً على وحدة المعايير للحكم على مدى نجاح أو فشل إدارة أوباما حتى الآن. ففي السياسة الخارجية نجد ارتياحاً أوروبياً على المستويين الرسمي والشعبي من سياسة أوباما، بينما كان المعيار لروسيا هو إلغاء مشروع الدرع الصاروخي، وقد حدث ذلك الآن. أمّا معايير الصين وإيران مثلاً فهي مختلفة تماماً عن ذلك، بل مختلفة حتى عن المعايير العربية التي يقف فيها الصراع العربي/الإسرائيلي في مقدّمة المعايير للحكم سلباً أو إيجاباً على تجربة أوباما في الحكم. وفي هذا المعيار، فإنّ أيَّ تغيير فعلي بالسياسة الأميركية لم يحدث بعد، بل هو يعود بالسياسة الأميركية في الشرق الأوسط إلى ما كانت عليه في ظلّ إدارة بيل كلينتون، من اهتمام بملفات الصراع وتحريك لمسارات التفاوض لكنْ في ظلّ الضغوط على الحكومات العربية لممارسة التطبيع الكامل مع إسرائيل قبل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلّة وتحرير الأراضي المحتلّة في العام 1967. إنّ إدارة أوباما تريد الآن « السباحة » في بحر الصراع العربي/الإسرائيلي لكنّها تخاف من أن « تتبلّل »، فهي لا تمارس الضغط المؤثّر على إسرائيل، وهو ممكن من خلال ما تحصل عليه إسرائيل من سلاح ومال ودعم سياسي أميركي، في الوقت الذي تمارس فيه إدارة أوباما ضغوطاً على الأطراف العربية وتضع فيه الشروط على الطرف الفلسطيني، ممّا منع حتى الآن من توحيد الجسم الفلسطيني وتشكيل وحدة وطنية فلسطينية. قد تكون إدارة أوباما « غير راغبة » أو « غير قادرة » على تغيير فعلي في سياستها بالشرق الأوسط، لكنْ ما سبب استمرار « عدم الرغبة » العربية والفلسطينية في تغيير واقع الحال القائم الآن على الانتظار والعجز والانقسام، مما يمنع توفر « القدرة » العربية للضغط على إسرائيل وواشطن معاً؟! إنّنا بحاجة إلى تغيير أنفسنا قبل أن نطالب بتغيير سياسات الآخرين تجاهنا. فمشاكلنا بدأت بسبب واقعنا السيء، ومفتاح الحلّ يكمن في تغيير أنفسنا نحو الأفضل لا الأسوأ !!   *(مدير « مركز الحوار العربي » في واشنطن)  E-mail: alhewar@alhewar.com  

تطبيق الشريعة  هو الحل للازمة الاقتصادية؟

 


 حسن كروم
 
بعد دراسة أسباب الأزمة المالية التي هزت أمريكا وأوروبا دعت كبرى الصحف الاقتصادية فيها والهيئات المالية الإدارية إلى تطبيق الشريعة الإسلامية كحل لاصلاح النظام المصرفي العالمي. – فقد كتب ‘بوفيس فانسون’ رئيس تحرير مجلة (تشالينجرا) موضوعا بعنوان ‘البابا أو القرآن’ تساءل الكاتب فيه عن اخلاقية الرأسمالية ودور ‘المسيحية كديانة والكنسية الكاثوليكية في التساهل في تبرير الفائدة مشيرا إلى ان هذا النهج الاقتصادي السيىء ادى بالبشرية إلى الهاوية، وتساءل الكاتب باسلوب يقترب من التهكم من موقف الكنيسة قائلاً: اظن أننا بحاجة اكثر في هذه الأزمة لقراءة القرآن لفهم ما يحدث بنا وبمصارفنا لانه لو حاول القائمون على مصارفنا احترام ما ورد في القرآن من تعاليم وأحكام وطبقوها ما حل بنا ما حل من كوارث وازمات وما وصل بنا الحال إلى هذا الوضع. – طالب رولان لاسكين رئيس تحرير صحيفة ‘لوجورنال دفينانس’ بضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية في المجال المالي والاقتصادي لوضع حد لهذه الأزمة التي تهز اسواق العالم من جراء التلاعب بقواعد التعامل والافراط في المضاربات الوهمية غير المشروعة وعرض لاسكين في مقاله الذي جاء بعنوان:’هل تأهلت وول ستريت لاعتناق مبادئ الشريعة الإسلامية؟’ المخاطر التي تحدق بالرأسمالية وضرورة الاسراع بالبحث عن خيارات بديلة لانقاذ الوضع. – اصدرت الهيئة الفرنسية العليا للرقابة المالية وهي أعلى هيئة رسمية تعنى بمراقبة نشاطات البنوك في وقت سابق قرارا يقضي بمنع تداول الصفقات الوهمية والبيوع الرمزية التي يتميز بها النظام الرأسمالي واشترط التقابض في أجل محدد بثلاثة أيام لا أكثر من إبرام العقد وهو ما يتطابق مع أحكام الفقه الإسلامي. والآن.. – يوجد أكثر من 300 بنك إسلامي ومؤسسات مالية في أكثر من 51 دولة على مستوى العالم مع رصيد يقدر بواحد تريليون والمتوقع ان يصل إلى 2 تريليون خلال 2013م. – نظام البنوك الإسلامية ظل صامدا في فترة الأزمة المالية العالمية ‘رئيس الغرفة التجارية ICCB’ في مجالات محبوبي رحمان 19/7/2009. – الفاتيكان نصح البنوك ان تدرس قواعد التحويل الإسلامي لتستعيد ثقة عملائها في هذا الوقت من الأزمة الاقتصادية العالمية. – السبب وراء حصانة البنوك الإسلامية ان خطة التمويل الإسلامي تعلو فوق الطمع الذي يمثل السبب الاساسي للازمة العالمية الحالية. – البنوك الإسلامية تشارك في مخاطر الاستثمار مع المقترضين والعكس صحيح ‘تقاسم المخاطر’ ‘نظرية الدليل الواضح في المعاملات’ والبعد عن المقامرة. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 24 سبتمبر  2009)  

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.