الخميس، 24 أغسطس 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2285 du 24.08.2006

 archives : www.tunisnews.net


الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان:بيــــــان
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بلاغ
وكالة الأنباء السعودية:معضلة تصدير زيت الزيتون التونسي
الصباح التونسية :فـي ضـوء تعـدد المبـادرات حول الرابطة هل حان الوقت لعقد ندوة وطنية للخروج من المأزق؟
المختار اليحياوي: الحزب الإجتماعي التحرري مثال لفشل التعددية المسيرة
الهادي بريك: مشكلة المرأة التونسية مشكلة حرية بالاساس  
محمد العروسي الهاني: ذكرى تبيعات معضلة 23 أوت 1990 و المقاييس المطلوبة في المسؤولية و شروطها
رشيد خشانة: الإصلاحات في ليبيا .. هل تنطلق هذه المرة؟

أخبار ليبيا: السلطات (الليبية) تعوض سجناء الإخوان المفرج عنهم وتسوي أوضاعهم
موقع مؤسسة القذافي للتنمية:كلمة الأخ/ سيف الإسلام القذافي ، رئيس مؤسسة القذافي للتنمية في الملتقى الأول لفعاليات المنظمة الوطنية للشباب الليبي…

زهير الخويلدي:قيام المقاومة تباشير من أجل فلسفة المستقبل
د. سليم بن حميدان :التشفي: قراءة نقدية في خطاب الرئيس السوري
الطاهر العبيدي: عـائــدون…
يوستن جوردر : »شعب الله المختار »: مقال الكاتب النرويجي التي أغضب إسرائيل
أحمـد مطـر: الى السيد حسن نصر الله ولأبناء الجنوب اللبناني – الجهاتُ الأربعُ اليومَ: جَنـــوب!


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


 لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين »  

حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:

 


بعد عملية القرصنة الجبانة والحقيرة التي نفذها « أحدهم » أو « إحداهن » انطلاقا من جهاز كمبيوتر موجود في الجامعة التكنولوجية بمدينة درسدن Dresden بألمانيا (وتابع لبرنامج بحث علمي يتعلق بكيفية إخفاء الهوية على الإنترنت (*)) على الساعة التاسعة و21 دقيقة مساء السبت 19 أوت 2006 ، تتوجه أسرة « تونس نيوز » بالشكر والتقدير إلى كل السادة والسيدات الذين راسلونا
أو هاتفونا للاطمئنان والسؤال والتشجيع.

إن تضامنكم وتقديركم يزيد من خجلنا ويضع أعباء ومسؤوليات إضافية على أكتافنا..

شكرا لكم جميعا ونسأل الله دوام الحفظ والتوفيق وأن نكون دائما في مستوى ثقتكم الغالية.  

(*) يمكن الإطلاع على تفاصيل المشروع على الرابط التالي:

 

الأخوة المشرفين عن نشرية تونس نيوز الموقرة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : آلمني ما لحق بصحيفتكم الغراء من قوم يعملون في الظلام كالخفافيش , وفعلهم القبيح يكشف جبنهم وحقيقة أمرهم , عدوهم الصدق والأمانة والوضوح , لأنهم تربوا على الكذب والنفاق والخداع , وجريمتهم هذه تدل أن تونس نيوز وأخواتها , أفقدتهم صوابهم بسبب صدقها وشفافيتها ووضوح رؤيتها  , وهذ ا السلوك يقلقهم ويفضح زيفهم وتزويرهم . لاشك أن هذا الإستهداف الحقير سيزيد  من إصرار وعزم إدارة الموقع للثبات على  هذا الطريق القويم , لأن تونس نيوز للتونسيين بمثابة الشمعة  التي يستضيئون بها في ظلام دائم إستمر طويلا . إخوتي الكرام : إلى الأمام , لاخوف , دعائي لكم بالحفظ وعين الله تحرسكم من كل سوء . أخوكم في الله المحب / عبد الحميد الحمدي / الدنمارك

بسم الله الرحمان الرحيم  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبابى فى إدارة تونس نيوز العزيزة علمت لاحقا بخبر تعرض إيميل مراسلات تونس نيوز إلى قرصنة سخيفة وقد ساءنى ذلك وإنى أعبر عن مساندتى المطلقة لكم والتى أحتفظ بها لكم دائما وأتمنى أن تتجاوزوا الأمر سريعا لتعود المراسلات كعادتها والله أسأل أن يوفقكم وييسر أمركم ويحفظكم ربى معاكم…والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته صـــابر : سويســـرا 

بسمه تعالى تحية الى الاخوة العاملين و المشرفين على تونس نيوز ان عملكم الرائع في خدمة شعبكم ووطنكم وايمانكم العميق بسلطة الكلمة و حرية التعبير جعل منكم هدفا للحاقدين و المغرضين. اننا نشد على اياديكم ونسال لكم الله تعالى الثبات و التوفيق. السيد عماد الدين الحمروني

 

 
Dear colleagues We are sorry about the last « accident »
Dhaouadi mahmoud Secrétaire général Syndicate of Tunisian journalists


 
الرابطـــة التونسيـــة للدفـــاع عن حقــــوق الإنســـان تونس في 23 أوت 2006 بيــــــان
 
شهدت الأسابيع الأخيرة عدة مبادرات وتحركات في شكل عرائض وبيانات وتصريحات صحفية وكان محورها الوضع الراهن للرابطة وخطورته. وقد تدارست الهيئة المديرة هذه التحركات بمختلف تعبيراتها وتنوع أصحابها، واعتبرت أنه من الضروري تقديم التوضيحات التالية مساهمة منها في إنارة الرأي العام ورفعا لكل التباس وغموض.   1- تسجل أن هذه الحركية تؤكد مرة أخرى ما عبرت عنه في عديد المرات وفي الأشهر الأخيرة     بالخصوص من ضرورة العمل على تجاوز الوضع الذي تشهده الرابطة من منع عقد مؤتمرها الوطني السادس في سبتمبر وماي  الفارطين، ومن سعي متواصل من طرف السلطة إلى شلّ نشاط الرابطة وطنيا وجهويا وذلك بالخصوص بضرب حصار أمني مشدد على مقرها المركزي وإغلاق مقرات فروعها ومنع دخولها حتى عن المسؤولين المنتخبين لتلك الفروع ومنع القيام بأي نشاط داخلها. وقد أكدت الرابطة أن تواصل هذا الوضع لا يخدم مصلحة الرابطة ولا مصلحة البلاد.   2- تسجل بكل استغراب وأسف أن العديد من وسائل الإعلام فتحت صفحاتها طوال مرحلة الأزمة وخاصة منها هذه الأسابيع الأخيرة لأصحاب المبادرات والمواقف المتباينة مع الهيئة المديرة دون تمكين رئيس الرابطة أو أعضاء هذه الهيئة من التعبير عن وجهة نظر الرابطة من مجمل القضايا المطروحة.وفي نفس الوقت تمكن مجموعة من المنخرطين من قاعة بأحد النزل  لعقد اجتماع حول الرابطة في حين تمنع الهياكل المنتخبة لهذه المنظمة من الاجتماع حتى في مقراتها.   3- وإذ تسجل التفاف كل الرابطيين المساهمين من قريب أو من بعيد في هذه المبادرات والتحركات حول قيادتهم الشرعية المنبثقة عن المؤتمر الوطني الخامس، فهي تؤكد على وجوب وعيهم بأن أولوية الأولويات تتمثل في مطالبة السلطة، الطرف الحقيقي الثاني المعني بالأزمة، وبكل وضوح بإيقاف التتبعات العدلية ورفع التضييقات والعراقيل التي وضعتها لشل نشاط الهيئة المديرة الشرعية والهياكل الجهوية.   4- تؤكد أن السعي للإيهام بأن الوضع الذي تمر به الرابطة إنما يعود إلى خلافات داخلية وانعدام الحوار في صفوفها يمثل هروبا من واقع يعرفه الخاص والعام وطنيا وعالميا ويقرّ به. هذا الواقع يتلخص في عدد من الإجراءات  العملية والملموسة التي اتخذتها السلطة السياسية وصلت إلى درجة منع مجرد الاحتفال بالذكرى التاسعة والعشرين لتأسيس الرابطة أو إقامة موكب تقبل التعازي على إثر وفاة المرحوم عادل العرفاوي إضافة إلى إجراء له خطورة قصوى تمثل في غلق مقرات الفروع دون موجب قضائي أو قانوني أو حتى إداري.كل ذلك إضافة إلى عشرات القضايا العدلية واحتجاز بريد الرابطة وغلق موقعها على الانترنات والاعتداء بالعنف على مسؤوليها ومناضليها وغير ذاك من العراقيل.   5- تؤكد أن الرابطة التونسية كانت دوما ولا تزال المنظمة الوطنية غير المهنية الوحيدة التي تتعايش في صلبها انخراطا وتحملا للمسؤولية كافة الحساسيات الفكرية والسياسية المتواجدة في البلاد وهو ما يمثل مفخرة للرابطيين ولتونس ويجعل من الرابطة مكسبا وطنيا ينبغي المحافظة عليه وتدعيمه فعليا. فلا مناص من أن تشهد الرابطة داخلها اختلافات في الرؤى والمواقف والتقييمات تفضي وفاقيا إلى المواقف التي تتبناها الرابطة. والهيئة المديرة تحرص على ضرورة تكريس وحماية حق الاختلاف داخل هياكلها ويشهد كل من واكب أعمالها في السنوات الأخيرة وخاصة الأشغال التحضيرية للمؤتمر السادس التي كان مقررا عقده في سبتمبر 2005 وبالخصوص الندوات الإقليمية التي انعقدت في كل من بنزرت والمهدية وجندوبة وقابس وتونس العاصمة وجمعت هيئات كل الفروع، والمجالس الوطنية المتعاقبة على مدى جدية النقاشات وعمقها حول كافة المواضيع والمحاور التي تهم نشاط الرابطة وتسيير شؤونها وتموقعها على الساحة الوطنية وعلاقاتها بالخارج وتمويلها. وما مشاريع النصوص التحضيرية التي كانت ستعرض على المؤتمر السادس للنقاش والمصادقة واتخاذ القرارات والتعديلات التي يتفق عليها المؤتمرون نيابة عن المنخرطين إلا دليل على ذلك.   6- إن الهيئة المديرة التي تجتهد دوما من منطلق الوفاء لثوابت الرابطة، وهي تخطئ وتصيب ،تعتبر أن كل قراراتها قابلة للنقاش بصفة منظمة داخل هياكل الرابطة وفي إطار الديناميكية الديمقراطية المبنية على ثوابت لا يمكن تجاوزها : التعايش والوفاق بين الرابطيين و استقلالية الرابطة وقيامها بدورها كاملا في الدفاع عن حقوق الإنسان ونشر ثقافتها.       وقد أكدت الهيئة المديرة في عديد بياناتها أن أحد أهداف السلطة من غلق مقرات الرابطة هو عزل هياكلها عن منخرطيها وعن عامة المواطنين  خاصة بعد  ما احتضنته  تلك المقرات من اجتماعات وندوات ،وقد كررت الهيئة المديرة المطالبة برفع الحصار المضروب على المقرات  لكي يعود التواصل بين المسؤولين في الرابطة والمنخرطين وعموم الذين يقصدون الرابطة.   7- وتعتبر الهيئة المديرة أن من واجبها توضيح مسألة كثر حولها الجدل في بعض الأوساط وهي مسألة العلاقة   بالخارج والتمويل الأجنبي.   في المجال الأول، تكتفي الهيئة المديرة بالرجوع إلى ما ورد حول هذا الموضوع في مشروع الورقة التي كانت ستعرض على المؤتمر في سبتمبر الفارط : « أولت الهيئات المديرة المتعاقبة أهمية لدعم موقع الرابطة في الشبكة الدولية والمتوسطية والعربية للمنظمات غير الحكومية العاملة في مجال حقوق الإنسان مستندة إلى رصيدها النضالي وإشعاعها المحلي والإقليمي، ويبقى تعزيز هذا الدور من أولويات قيادة الرابطة بحكم الاقتناع بأن النضال الحقوقي له صبغة كونية…   أما عن العلاقة بالهيئات الحكومية والبعثات الدبلوماسية الخارجية فإن الأمر يتطلب من الرابطيين تحديد منهج واضح لا لبس فيه يتمثل في اقتصار هذه العلاقة على الجانب البروتوكولي بعيدا عن كل ما يفهم منه صلات خاصة بحكومات أجنبية. إن الرابطيين معنيون مثل غيرهم باستقلال القرارالوطني ويقدرون التضحيات التي قدمتها الأجيال السابقة من أجل تحقيق استقلال البلاد وهم يغارون على سمعة بلادهم ومصالحها العليا ولذلك فهم يتحملون مسؤولياتهم كاملة في أداء دورهم مع تمسكهم باليقظة التامة تجاه المواقف الرسمية للحكومات الأجنبية والخاضعة بطبيعة الحال إلى تقدير لمصالح دولهم الخاصة ». فهل هناك وضوح أكثر من هذا في رفض أي توظيف للرابطة من طرف أية هيئة حكومية أجنبية أو بعثة دبلوماسية ؟ وهل هناك وضوح أكثر من هذا في التأكيد على موقف رابطي وطني يغار على سمعة البلاد ومصالحها العليا؟    أما في المجال الثاني الخاص بالتمويل الأجنبي، فالهيئة المديرة تؤكد على أن هذا الموضوع طرح في العديد من المناسبات داخل هياكل الرابطة وأكدت الهيئة المديرة مرات متتالية أن الرابطة لا تحبذ اللجوء إلى التمويل الخارجي، بل هي دعت وما زالت تدعو إلى بعث قانون لتمويل الجمعيات من ميزانية الدولة على غرار ما هو معمول به بالنسبة إلى الأحزاب على أن يكون التمويل مقننا عادلا ولا يخضع بأي شكل من الأشكال لمعيار الولاء للسلطة. والهيئة المديرة إذ تستغرب « تهمة التمويل الأجنبي » للرابطة في حين يعرف الجميع أن عديد الجمعيات المحسوبة على السلطة والحزب الحاكم تعتمد على عدة تمويلات أجنبية بما في ذلك من مصادر أقل ما يقال فيها أنها مشبوهة.   8- تتوجه الهيئة المديرة بتحية إلى القيادات السابقة من رؤساء وأعضاء سابقين بالهيئة المديرة للرابطة        وشخصيات وطنية من مختلف الأوساط، الذين بادروا ببعث لجنة وطنية لمساندة الرابطة وتؤكد لهم استعدادها التام للتعامل والتعاون مع هذه اللجنة بما فيه خير هذه المنظمة العريقة التي بنيت وترعرعت بفضل مجهودات وتضحيات أجيال متتالية. وتؤكد لهم الهيئة المديرة ولكل الرابطيين وأصدقاء الرابطة والرأي العام الوطني استعدادها الكامل للقيام بدورها من أجل إخراج الرابطة من هذا الوضع الخطير الذي يهددها في وجودها ومستقبلها، ونحن نكرر دعوتنا للسلطة من أجل فتح حوار مسؤول وعميق تطرح فيه كافة الإشكالات، الهدف منه الحفاظ على الرابطة كمنظمة حقوقية مستقلة عن الجميع تلعب دورها كاملا في ميدان الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية.

عـن الهيئــة المديــرة الرئيـــس  المختــار الطريفـــي

 


أنقذوا حياة محمد عبو أنقذوا حياة كل المساجين السياسيين

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف: 71.340.860 الفاكس: 71.351831 تونس في: 23أوت 2006

بلاغ إنا لله و إنا إليه راجعون

 

انتقلت الى جوار ربها مساء يوم الثلاثاء 22 أوت 2006 المغفور لها فاطمة بنت صالح بن البشير السويبقي والدة السجين السياسي السيد نورالدين بن عبد المجيد بن الطاهر قندوز المعتقل حاليا بالسجن المدني بالناظور ولاية بنزرت تنفيذا  لحكم بالسجن مدته 30 سنة قضى منها 15 سنة .و شيع جثمانها الطاهر عصر يوم الأربعاء 23 أوت 2006 إلى مقبرة الجلاز بتونس و قد أحضر ابنها السجين السياسي من السجن المذكور لحضور موكب الدفن و تقبل التعازي. و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين التي حضر عدد من أعضائها موكب الدفن تتوجه بأحر التعازي إلى عائلة الفقيدة سائلة العلي القدير أن يتغمدها برحمته و أن يرزق أهلها جميل الصبر و السلوان. رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري

 

 

معضلة تصدير زيت الزيتون التونسي

 
تونس 29 رحب 1427 هـ الموافق 23 أغسطس 2006م واس   يواجه قطاع زيت الزيتون في تونس صعوبات في عملية التصدير نتيجة الغلو في الاسعار الأمر الذي جعل كميات هامة من هذه المادة المنتجة خلال الموسم الماضي والتي تقدر بـ / 100 ألف طن / لا تزال رهن خزانات المعاصر في انتظار التصدير .   وأفادت مصادر معنية بأن واقع هذا القطاع أثار حفيظة الفلاحين ورجال الأعمال والمصدرين وأصحاب المعاصر لاسيما وأن موسم الزيتون القادم بات وشيكا وأشارت في هذا السياق إلى تدني أسعار هذه المادة على المستوى المحلي من 6.500 دينار تونسي / 5 دولارات / إلى 4.200 دينار تونسي / 3.15 دولار / للتر الواحد بعد الصعوبات التي ظهرت في عمليات التصدير إلى الخارج.   وفي إطار البحث عن حلول لهذه المسألة عقدت ندوة في صفاقس وسيدي بوزيد بالجنوب التونسي شارك فيها وزير التجارة والصناعات التقليدية التونسي منذر الزنايدي الذي استمع إلى شكاوى المزارعين والمصدرين والصعوبات التي تواجههم .   وأكد الوزير أن الحكومة تجري اتصالات مع عديد البلدان والأسواق إلى جانب بحث جملة من المقترحات الخاصة بالأسعار لتصدير الكميات المكدسة لدى الفلاحين وأصحاب المعاصر.   (المصدر: وكالة الأنباء السعودية (الرسمية) بتاريخ 23 أوت 2006) الرابط: http://www.spa.gov.sa/details.php?id=384528

 

حادث مرور بالحنشة يخلف قتيلا وجريحين في حالة خطيرة

 

 جد اول امس على الساعة الواحدة بعد الزوال حادث مرور فظيع بالطريق الرئيسي رقم (1) الرابط بين تونس وصفاقس على مستوى المفترق المؤدي الى منطقة الملالفة وسيدي حسن بالحاج التابعة الى معتمدية الحنشة من ولاية صفاقس.   وتتمثل صورة الحادث في اصطدام سيارة خفيفة من نوع 504 مع سيارة اجرة الاولى كانت في اتجاه تونس والثانية في اتجاه صفاقس. وقد خلف هذا الحادث الاليم قتيلا وهو مرافق سائق سيارة 504 عمره 28 سنة اصيل منطقة بئر علي اضافة الى 3 جرحى اثنان منهم سائقا السيارتين حالتهما خطيرة للغاية.   اذ نقلا الى المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة على جناح السرعة من قبل حرس المرور بالحنشة ويبدو ان السرعة كانت السبب المباشر لحصول الحادث رغم ان السرعة محددة في تلك الطريق لوجود منعرج خطير.   محمد يحيى بن رجب   (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 24 أوت 2006)


الجمعة 25 اوت الفاتح من شهر شعبان 1427 هجرى

  يعلم مفتي الجمهورية في بلاغ اصدره يوم الخميس ان يوم الخميس 24 اوت 2006 هو تمام الثلاثين لشهر رجب 1427 هجرى وان يوم الجمعة 25 اوت 2006 هو الفاتح من شهر شعبان 1427 هجرى   (المصدر: موقع « أخبار تونس » بتاريخ 24 أوت 2006)


 
فـي ضـوء تعـدد المبـادرات حول الرابطة

هل حان الوقت لعقد ندوة وطنية للخروج من المأزق؟

 
تونس ـ الصباح
تعددت المبادرات لاخراج الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان من المأزق الذي تردت فيه.. وشهدت الاسابيع بل الاشهر القليلة الماضية، عدة مبادرات بعضها صدر عن شخصيات سياسية وحقوقية بشكل منفرد، والبعض الاخر، صدر عن مجموعات رابطية، فيما تتهيأ منظمات اخرى لاطلاق مبادرات جديدة في غضون الايام القليلة القادمة.. وادخلت هذه المبادرات المختلفة، ديناميكية صلب الرابطيين والسياسيين والاعلاميين، بشكل جعل موضوع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، الموضوع الاكثر استهلاكا خلال هذه الصائفة..   وعلى الرغم من اهمية هذه المبادرات التي كشفت عن حجم الرابطة وثقلها الحقوقي في المشهد السياسي، وحجم المحيطين بها بدء من جيل المؤسسين الى «الرابطيين الجدد» ان صح القول، على الرغم من كل ذلك، تبقى هذه المبادرات غير كافية للخروج من الازمة التي مر عليها الان ما يزيد عن اربع سنوات… وربما يجوز القول، بأن هذه المبادرات التي تكاد تصل حد «التخمة»، دخل بعضها نفق المزايدات السياسية او الرابطية، بحيث باتت الازمة ذاتها مهددة بمزيد التأزم، سيما وان اصحاب هذه المبادرات انما ينتمون الى وجهة النظر التي تنتصر الى الهيئة المديرة الحالية، او الى المجموعة التي التجأت للقضاء لحسم صراعها وخلافاتها مع الهيئة…   لقد ابانت هذه المبادرات والمقترحات، عن تجاذب بين تيارين اثنين حول الرابطة: تيار يدافع عن «استقلالية الهيئة المديرة» وينتصر لخياراتها في دمج الفروع والمضي نحو المؤتمر من دون فتح الباب لانخراطات جديدة، وتيار يقف على الارض المعاكسة تماما من خلال اصراره على فتح باب الانخراطات وتجديد الفروع وعدم دمجها…   وواضح من خلال هذا السجال الذي انطلق منذ المؤتمر السابق، ان معركة التيارين تتلخص في مفهوم الاستقلالية، فلكل طرف رؤيته واجندته الخاصة لاستقلالية الرابطة..   لقد غفلت السجالات المختلفة حول الرابطة عن قضايا عديدة على درجة كبيرة من الاهمية، على غرار تمويل الرابطة، وما اصبح يعرف بـ«الوجوه القديمة» و«الجيل الجديد»، وعلاقة الرابطة بالسلطة، بل وعلاقة الرابطة بالسياسة، وهي كلها موضوعات مثيرة للطرح والجدل، على الرغم من ان بعضها يبدو مثل العلكة التي يجري مضغها بمناسبة ومن دون مناسبة.   ويبدو ـ في تقديرنا ـ ان الوقت قد حان لعقد «ندوة وطنية» تجمع كل الرابطيين من مختلف المشارب والتوجهات، يحضرها التياران المتنازعان، وتشارك فيها جميع القواعد والاطارات والكفاءات، ويساهم فيها جامعيون وشخصيات سياسية معروفة باعتدالها ووسطيتها، تجتمع كلها تحت مظلة الرابطة، وبشكل علني، وتحت انظار عدسات المصورين والصحفيين، يتم خلالها النقاش حول الرابطة والفروع وعملية الدمج والاستقلالية والتمويل وعلاقات الرابطة بجميع الاطراف، وغير ذلك من الموضوعات، في شكل «كشف حساب» علني، على ان تنتهي هذه الندوة الى مقترحات تجمع عليها كل الاطراف، وتكون بمثابة الاجندا التي يلتزم بها الجميع لاخراج الرابطة من مأزقها..   ولاشك ان سبيل النجاح لهذا المقترح، وشرط انجاح هذه الندوة، توفر ارادة جادة من الجميع من السلطة وهيئة الرابطة وحلفائها وشركائها الى جانب المختلفين معها من الشق الثاني…   لقد حان الوقت لكي يذهب الجميع نحو طاولة واحدة، يجلسون، يتناقشون، يتجادلون، يختلفون، في اطار خلفية واحدة هي الخروج من المأزق الراهن، بعيدا عن الاتهامات المتبادلة، والمزايدة الشخصية والسياسية، ومن دون صراخ او اي شكل من اشكال التشنج.   فهل ترى هذه الاطراف جميعا، مستعدة لمثل هذا المقترح؟   أمل، فهل يتحقق؟!   صالح عطية   (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 24 أوت 2006)


 

الحزب الإجتماعي التحرري مثال لفشل التعددية المسيرة

 
قد تكون فضيحة ما حصل في الحزب الاجتماعي التحرري هذه الصائفة مؤشرا بليغا على مدى عمق المأزق الذي تردت إليه الحياة السياسية في تونس اليوم و رذالة أوضاعها. فالحزب الاجتماعي التحرري لم ينجح على مدى الثمانية عشر سنة التي مضت على تأسيسه سوى في تكريس الصورة التي يحملها عنه كل التونسيون اليوم كرمز للموالاة للسلطة حتى جاوز فيها الحزب الحاكم نفسه. و عندما نتوقف على ما حصل يوم 5 جويلية الماضي عندما قامت فرق من البوليس السياسي بمحاصرة أعضاء مكتبه السياسي و رؤساء جامعاته و ممثليه البلديين و البرلمانيين و نشطائه لمنعهم من مجرد الوصول إلى مكان لم يعلن عنه حيث يجتمع تحت الحراسة أيضا بعض الأنفار في ما اعتبروه مؤتمرا للحزب تم بمقتضاه إفتكاك الحزب من إطاراته و منخرطيه تكون استراتيجية الموالاة قد جلبت لهذا الحزب جزاء سنمار. و هكذا يدرك اليوم المستأسدون بالسلطة و الجاه و عرابو الإستبداد أنهم ليسوا أقل عرضة للإضطهاد و الحصار مهما بالغوا في التذلل و حني الجباه و أنهم أقل من أن يقام لهم أي اعتبار.

و إذا كان السيناريو الذي رتب للحزب الاجتماعي التحرري لا ابتكار فيه حيث تطول القائمة عن ذكر من جرب عليهم فآخرهم و ليس بأقلهم جمعية القضاة التونسين فإن المصير الذي اقتيد له هذا الحزب يتنزل في سلسلة سبقه فيها أحزاب و منظمات حتى أنه من الأحرى التساؤل إذا كان هناك من نجا منه.  فوضعية التنظيمات في بلادنا لا تعدو أن تكون تحت هيئات منصبة فاقدة لأية مصداقية أو مضطهدة تحت الحصار الحديدي المفروض على كل ألأحزاب و الجمعيات و النقابات قانونية كانت أو محضورة. و تتعرض مختلف مكونات المجتمع المدنى من صحفيين و قضاة ومحامين و أساتذة جامعيين و نشطاء حقوقيين و نقابيين إلى أشكال يندى لها الجبين من صنوف التعسف و الإضطهاد بما يقوم شاهدا على فشل استراتيجية التعتيم و المغالطة حول حقيقة النظام و طبيعة المستقبل الذي يعدنا إليه.

فبينما كان عبد الرحمان التليلي يضرب عن الطعام في السجن بعد أن قضى ما يزيد عن السنتين من عقوبة بالسجن بتسعة سنوات و هو الذي كان يعتد بعلاقته الحميمية الخاصة برئيس الجمهورية اضطر الأستاذ منير الباجي إلى إعلان دخول الحزب الذي يرأسه في عطلة مفتوحة قبل أن يعلن استقالته مفضلا الإعتناء بحديقة بيته كما صرح على مصير سلفه و قد تأكد له أن أجهزة النظام لن تترك له على رأسه غير دور الدمية التي حركتها منذ تأسيسه و أن لا أحد داخل حزبه بقي قابلا به.

لقد قد ترأست الشخصيتان منذ ما بات يعرف بالتحول نسبة إلى النظام الحالي حزبان معارضان دفعا إلى تاسيسهما من طرف الهيئة التي أطاحت بالرئيس بورقيبة بعد أن كان الأول عضوا في اللجنة المركزية للحزب الحاكم (التجمع الدستوري الديموقراطي) و الثاني في الهيئة القيادية لحركة الديموقراطيين الاشتراكيين التي كانت تعتبر أهم حركة معارضة في البلاد. و قد كان مرسوما لهما الوقوف في وجه أهم تياران في البلاد يمكن أن يكون لهما وزن أمام النخبة الأمنية الصاعدة للحكم بعد أن تقرر مصير الإسلاميين الذين لا تزال قيادتهم تقبع في السجون أو مشتتة في المنافي بين مختلف العواصم الأوروبية كلاجئين سياسيين.

فحزب الإتحاد الديموقراطي الوحدوي الذي منح ترخيص تأسيسه للأستاذ عبد الرحمان التليلي كان مهيئا لجمع و تأطير الحساسيات القومية حتى لا يتشكل منها تنظيمها خارج رقابتها أو يقع استقطابها من طرف الأستاذ البشير الصيد العميد السابق للمحامين و الذي أدخل السجن إذاك لعدة سنوات. و في نفس الوقت تكفل الحزب الاجتماعي التحرري باستيعاب التيار اللبرالي الذي تبدو حركة الديموقراطيين الاشتراكيين مؤهلة للانفتاح عليه و التي أكره مؤسسها الأستاذ أحمد المستيري على اعتزال الحياة السياسية بعد أن كان قبل ذلك قائد الجناح اللبرالي في الحزب الحاكم الذي تمكن من نيل الأغلبية و السيطرة عليه في مؤتمر المنستير الأول الذي لم يعترف بورقيبة بنتائجه و طلب إعادته بما يحقق له النتيجة التي تلائمه.

ولكن أهم ما يرمز له الرجلين أنهما كانا المنافسين الذين إختارهما الرئيس زين العابدين بن على لمواجهته في الانتخابات الرئاسية السابقة بعد أن كان السجن مصير كل من يتجرأ على التصريح بنية الترشح لمنافسته في الدورات الأولى كما حصل للدكتور المنصف المرزوقي و الأستاذ عبد الرحمان الهاني على سبيل الذكر.

و ربما لا يختلف السيناريو الذي وقع التعامل به مع الحزب الاجتماعي التحرري في شيء عن ذلك الذي واجهته قواعد و إطارات حزب الوحدة الشعبية في التسعينات عندما أدخل الأمين العام الذي انتخبه السجن ليعاد المؤتمر و ينتهي بأن ينصب عليه محمد بو شيحة، و لا عن ذلك الذي حصل للديموقراطي الوحدوي منذ سنة على خلفية سجن رئيسه سوى أن السيد منير الباجي منذ قيام حزبه حرص على إدارته كخلية تابعة للحزب الحاكم ونحى به جانبا عن كل الملفات التي تؤرق المعارضة الديموقراطية واكتفي بالمحاصصة بالحد الأدنى في المقاعد التي خصصها النظام بعنوان المعارضة في الانتخابات التشريعية والبلدية حتى أصبح لا يكاد يظهر له وجود سوى في هذه المناسبات حتى ينال ما ينوبه من تمويلات.

لقد بدأت أول المؤشرات لما حصل عندما فوجئ منخرطي الحزب و الرأي العام بمنح نائب رئيس الحزب و ممثله لدى مجلس النواب المنجي الخماسي تأشيرة لتأسيس حزب جديد يعنى بالبيئة. و قد تكون السلطة ارتأت رمي عصفورين بحجر واحد و ذلك بضرب مجموعة الزيتوني اليسارية التي أعلنت عن تأسيس حزب للدفاع عن البيئة وضلت تنتظر الترخيص القانوني لسنوات بعد تقاربها مؤخرا مع ما يعرف بالمبادرة الديموقراطية الذي تسعى من خلالها حركة لتجديد و بعض المستقلين إلى بناء « حزب ديموقراطي فاعل ». كما قد تكون السلطة استخلصت من قراءتها للوضع داخل الحزب بعزلة أعوانها و خطر خروجه عن نطاقها في وضع اتسم بتكاثر الانتقادات الدولية و انفلات عديد التشكيلات المعارضة و ترفيعها في سقف مطالبها. ولكن الواضح أن استراتيجية السلطة تجاه التحرري كانت قد تحددت و أن عملية الاستنساخ الحاصلة له مع الخماسي لم تكن سوى المرحلة الأولى من تنفذها.

هذه المفاجئة استنفرت قواعد الحزب المطالبة بعقد المؤتمر و تسليم الأستاذ الباجي للأمانة العامة. وبينما تأكد وجود وفاق شبه شامل في إطار هيئة الإعداد للمؤتمر التي تعززت بانضمام المنسلخين السابقين عن الحزب تحت اسم حركة الإصلاح للحزب الإجتماعي التحرري التي كان ينشطها كل من المنذر ثابت و محسن النابلي منعت السلطة انعقاده في موعده الأول يومي 14 و 15 ماي2006. ثم تسارعت الأحداث حيث أعلن الأستاذ منير الباجي استقالته من الحزب بتصريح صحفي بينما اكتملت الصفقة مع الأستاذ المنذر ثابت الذي انسلخ عن الحزب منذ بداية التسعينات ليجد التحرريون أنفسهم خارج الأطر الشرعية لحزبهم يترصدهم المخبرون و يتعقبهم البوليس السري حيث لم تبقى سوى المقاهي للقاءاتهم و تشاورهم تحت أعين المخبرين.

عندما ننظر للواقع السياسي في بلادنا على هذا النحو وهو يدور على هذا النسق بين طموحات المغرورين و أطماع المناورين منذ نصف قرن بينما كل العملية مسرحية تديرها أيادى خفية تنصب و تعلى شأن من ترى و تعزل و تلقي في غياهب السجون من لا تريد لا نجد من حزب الموالاة و استراتيجية مغازلة الطغاة سوى الالتقاء على إقصاء الشعب التونسي لتأبيد إذلاله و المشاركة في نهب خيرات بلاده و الحيلولة دونه و الإمساك بزمام مصيره و تحرره من سيطرة و استغلال مضطهديه.

لذلك عندما أرى اليوم أصحاب الحزب الاجتماعي التحرري تعصف بهم الحيرة و هم لا يصدقون ما يحصل لهم و ينضرون حولهم فلا يجدون غير الشامتين و الجبناء المتحللين حتى من مجرد الحديث معهم ندرك أن كل ألائك الباحثين عن بناء قصور لأوهامهم سينتهون إلى نفس المصير و أنه لا خير في نخبة تواطأت على إقصاء شعبها عن ممارسة حقوقه و تنصلت من قضاياه و همومه و تاجرت بحقوقه و لا تخجل من الصمت و الإنتقائية في الدفاع عن الحرية و مبادئ الديموقراطية.

المختار اليحياوي – تونس 25 أوت 2006

 

 

مشكلة المرأة التونسية مشكلة حرية بالاساس

   الحلقة الثالثة  

 
مات بورقيبه  ولم يقتطف من خلفه عبرة واحدة من تجربته . لم يكن بورقيبة بكل المقاييس زعيما عربيا عاديا من جوانب كثيرة وكذا لم يكن مشروعه الثقافي السياسي الشامل مشروعا تغريبيا عاديا سيما بمقاييس حشد الشروط اللازمة لنجاحه وبمقاييس مساهمته في صنع الحاضر التونسي . لقد سبق بورقيبة رجال من طراز فريد عال راموا الاصلاح فكانت حصيلة إصلاحاتهم محدودة . أجل يمكن لك أن تقول بإطمئنان بأنه بعد موت بورقيبه ـ أي أزاحته عن الحكم ـ بعقدين كاملين ظل مشروعه هو المستند ثقافيا وسياسيا وإجتماعيا . أمر شبيه جدا بما يقال عن مصطفى كمال في تركيا  » يحكم تركيا من قبره بعد موته بعقود طويلة  » . سوق ذلك ـ مع شيء من التوسع أحيانا ـ يجعل المرء يزاول التفكير والتأمل في ذلك الامر. إذ المطلوب من الانسان ـ كل إنسان مطلقا ـ تدبر التاريخ لاقتطاف العبرة والانتفاع بالدرس . ربما لا يتسع المقام هنا لضيقه لتحليل أسباب تواصل المشروع البورقيبي بعد موته . هي في الحقيقة محاولة لاحياء المشروع البورقيبي الذي وجهت له الحركة الاسلامية سيما في عقد الثمانينات رصاصة الرحمة مهتبلة ضربات سابقة من لدنها كانت توجه سرا أو قل في البنية الاجتماعية التحتية للمجتمع دون ضوضاء وضجيج وكذا تراكمات كثيرة من لدن تجارب إسلامية وغير إسلامية سابقة سبقت الاشارة إليها فيما سبق من هذه الحلقات . إزاحة بورقيبة التي أرادها خلفه ومن دفعه على ذلك ـ سيما من قوى خارجية أمريكية وأوروبية ـ إنقاذا للمشروع البورقيبي كانت في الحقيقة إعلان وفاة لذات المشروع . سوى أن الذي دفع صاحب الانقلاب ومن معه من مهندسي التجربة الجديدة إلى إستثمار المشروع البورقيبي ثقافيا وسياسيا هو إفتقادهم لمشروع يمكن أن يلتف حوله الشعب أو حد أدنى منه على الاقل أو يجعل الدوائر صاحبة المصلحة في المجتمع الدولي ينظرون بعين الرضى عن الخلف الجديد .   جرعة واحدة غليظة من الحماقة الجديدة لخلف بورقيبة كانت كافية لقتل تجربة بورقيبه:   تأسس الحكم الجديد إذن على وراثة المشروع البورقيبي ثقافيا وسياسيا مع إضافة جرعة واحدة وبذلك بنى مشروعه الجديد على : الديمقراطية وحقوق الانسان . أي على خلفية كون الذي أزاح بورقيبة عن الحكم هو إنهيار تجربته بسبب دوسه المتكرر غير المبرر لتلك القيم . ولكن لم تمض سوى شهور قلائل جدا على التجربة الجديدة حتى إكتشف الناس بأن الحكم الجديد ليس سوى نسخة هجينة من التجربة البورقيبة تقتات على مشروعها الثقافي سيما في مركزية المرأة ولكنها عبأت تجربتها الجديدة منذ الايام الاولى بجرعات مغلظة ثخينة من أسوإ ما تمتلئ به تجربة وتمثل ذلك في أمور منها :    غياب مؤسسة الدولة أو إختزالها في شخص الرئيس  : رغم أن بورقيبه كان هو الدولة كما صرح بذلك بعظمة لسانه .. فإن التجربة الجديدة إحتفظت بأسوإ ما في تلك التجربة فغدا الحاكم الجديد هو الدولة حتى لو لم يصرح بذلك علما بأن شيئا من معطيات شخصيته تمكنه سيما مقارنة مع بورقيبة من أن يصبح هو الدولة والانكى من ذلك هو سرعة سقوط مؤسسة الدولة ليتوزع النفوذ على العائلات الحاكمة تقتسم النفوذ المالي والاداري والامني في البلاد بمثل ما يقول المثل التونسي العامي  » على عينك يا تاجر » . وهو الامر الذي لم يحصل في عهد بورقيبة سوى في آخر أيام حكمه بسبب عوامل كثيرة وليس بهذه الصفاقة على كل حال. ومن تلك الامور أيضا :    الحضور القوي المباشر للسلطة الامنية بشكل غير مسبوق في تاريخ البلاد والاكيد أن ذلك يعزى إلى الشخصية الامنية العسكرية لخلف بورقيبه وهو حضور سرعان ما حل محل الدولة ومؤسساتها وطبع الحياة الاجتماعية والسياسية والاجتماعية في البلاد بطابع العنف والاكراه والقسوة وبذا ظلت على مدى عقدي الحكم الجديد ميزانية الامن هي الاولى بخلاف ما عليه التجربة البورقيبية التي جعلت من ميزانية التربية هي الاولى دوما ولعل ذلك مؤشرا كاف شاف على الفرق بين التجربتين أو على نوع الوجهة الجديدة التي سارت في طريقها تونس . لا بل لعل معدل الحضور البوليسي الرسمي ـ دون الفرق المدنية الخاصة التي تتنازع السلطة وهي بالالاف المؤلفة ـ في تونس هو الاعلى عربيا وإسلاميا على مدى العقدين الاخيرين إذ يصل إلى معدل بوليس رسمي واحد عن كل مائة مواطن تونسي وهو معدل تفتخر به الدول النامية فضلا عن المتقدمة في مستوى الخدمات الاجتماعية للمواطن من مثل توفير طبيب لكل مائة مواطن أو مهندس أو إطفائي الخ … ـ ومن تلك الامور أيضا :    وأد التجربة السياسية الثرية التي فرضت على بورقيبة في أواخر سنوات حياته وهي تجربة يذكرها التونسي بكل توق وشوق . تجربة وئدت في الايام الاولى للعهد الجديد ولم يتميز عن ذلك إسلامي عن شيوعي عن قومي عن نقابي بل حتى عن مثقف عادي لا يزاول السياسة . وأد تلك التجربة السياسية إقتضى بالضرورة وأد التجربة الاعلامية التي أحدثت حركية فكرية وعلمية في عصر  » الانفتاح البورقيبي  » المفروض عليه بسبب عوامل كثيرة .  ومن تلك الامور أيضا :   وأد التجربتين النقابية والحقوقية : لم يكن عبثا أن يقدم العهد الجديد على إلغاء أكبر تجربتين عربيتين عراقة وكفاحا إذ يعد ذلك إستجماعا لشروط الاستفراد بتفكيك المجتمع وإحكام السيطرة على سائر فعالياته والتمهيد لابتلاعه بالكلية . إذ مثل إتحاد الشغل سيما بقيادة المرحوم عاشور أكبر عائق أمام التجربة البورقيبية أن تصل إلى مبتغاها وكذا رابطة حقوق الانسان ولفيف آخر كبير من الحقوقيين والاعلاميين والمراقبين .  ومن ذلك أيضا :    رهن البلاد لتعليمات البنك الدولي الذي يضخ القروض بسخاء مقايضة لتوجيه الاقتصاد في خدمة الشروط الغربية وهي سياسة أفضت بعد سنوات قليلة إلى حركة تفويت واسعة في كثير من المؤسسات التحويلية والخدمية إلى شركات أجنبية في تقاسم نفوذ وأرباح مع العائلة الحاكمة في تونس كما أفضت بالضرورة إلى طرد آلاف من العمال الذين لم يجدوا ـ كما كان الحال في عهد بورقيبة ـ إتحادا عماليا قويا يطالب بحقوقهم . وكل ذلك أفضى لاول مرة في تاريخ البلاد إلى حركة هجرة واسعة النطاق إلى أروبا كما أفضى إلى نشوء ظواهر غريبة عن المجتمع التونسي من مثل إرتفاع معدلات العنوسة والجريمة وظاهرة الامهات العزباوات  . ومن تلك الامور كذلك :   القضية القومية للامة العربية الاسلامية : تحرير فلسطين ـ ولئن لم تكن القيادة الجديدة لتونس ليست الوحيدة ولا الاولى التي تعمل مخالبها السامة في تلك القضية بحثا عن الرضى الصهيوأمريكي .. فإن تونس لم تظفر بمبرر واحد مهما يكن واهيا لتفعيل مسارات التطبيع مع العدو الصهيوني بشكل خياني صفيق . فلا هي من  » بلاد الطوق  » ولا حتى في سياسات بورقيبية سابقة يجب التكفير عنها . وهو ما يؤكد بأن مضي العهد الجديد في تفعيل التطبيع لا يعدو أن يكون من باب الاستحقاقات المفروضة لمعركة الحريات أو معركة الدولة مع المجتمع.   مفخرة العهد الجديد بين أقرانه عربا ومسلمين وغيرهم  : تجفيف منابع التدين .   كل ما سبق ذكره مما ميز العهد الجديد سيما بالمقارنة مع التجربة البورقيبية التي يزعم الانتماء لها لم يكن ليساوي لا حجما ولا كيفا مفخرته التي ظل لسنوات طويلة يسوقها ويروج لها في كل المحافل الدولية مستغلا حالة دق طبول الحرب ضد ما سمي بالاصولية والتطرف وإنهماك الناس في أزمة البوسنة وما حولها ومخلفات حروب الخليج المتتالية . وكذا ترتب الاوضاع الدولية الجديدة لاول مرة على قاعدة القطبية الواحدة وآثارها الرهيبة . لم تكن تلك المفخرة سوى خطة تجفيف منابع التدين .   وبذا يتبين لك بأن العهد الجديد بدد كل الورقات التي يمكن أن تكون رابحة إستخلاصا من المشروع البورقيبي ثقافيا وسياسيا معا إذ ألجأته حماقته إلى إضاعة فرصة إستئناف المشروع البورقيبي حتى على ما فيه من حماقات عظمى مصادمة لناموس التغيير الاجتماعي الناجح كما أدت به ذات الحماقات إلى تعبئة ذات المشروع ـ الذي خضدت شوكته الحركة الاسلامية ـ بجرعات أمنية عسكرية وأخرى خيانية في الملف القومي وإنسحاق تام في وجه الارادة الصهيوأمريكية وإطلاق ليد العائلة الحاكمة في ثروات الناس .   وبذا يتبين أن تجربة العهد الجديد قتلت المشروع البورقيبي مرتين وقبرته مرتين بل أضافت إلى سوآته سوآت أخرى فغدت التجربة التونسية في ظل العهد الجديد سياسيا وإعلاميا وثقافيا هجينة لا تصلح لوراثة شيء ولا تصلح ليرثها شيء . والنتيجة الباهرة : صعود صحوة إسلامية تونسية جديدة متوثبة ملونة لا يقودها سوى تنظيم الاسلام للحياة من رحم خطة تجفيف منابع التدين . والدرس التاريخي مرة أخرى : ذات موسى عليه السلام الذي تربى في ميزانية التربية البورقيبية ليثور على صاحبه ويخلعه .. يتربى تحت مدافع تجفيف المنابع وأي ثورة أشد تأججا من ثورة صحوة تدين عظمى فوق أرض أريد لها أن تكون جرداء كسيبيريا الستالينية ؟   وإلى لقاء تال أستودعكم من لا تضيع ودائعه ودائعه .   الهادي بريك ـ ألمانيا

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين تونس في 22/08/2006  بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري كاتب عام جمعية الوفاء و رئيس لشعبة الصحافة الحزبية سابقا

الحلقة الثانية و الأخيرة

ذكرى تبيعات معضلة 23 أوت 1990 و المقاييس المطلوبة في المسؤولية و شروطها

أواصل الحديث حول معضلة يوم 23 أوت 1990 و أتجنب كلمة مظلمة تقديرا للشرفاء الأوائل الذين راهنوا على هذا السلك العتيد الذي تحدثت فيه بإطناب و بشرح ضافي و شامل في 3 حلقات متوالية أيام 15 جوان و 23 و 30 جوان 2006 بما في ذلك

الرسالة المفتوحة الشجاعة للتاريخ التي و جهتها لرئيس الدولة

بمناسبة الذكرى الخمسين لتونسة الإدارة الجهوية و إحداث سلك الولاة و المعتمدين يوم 23 جوان 1956 هذا السلك الذي عوّض سلك المراقبين و القياد و الكواهي و الخلفوات في عهد الحماية الفرنسية

و راهن الزعيم الحبيب بورقيبة على هذا السلك

الذي ساهم في بناء الدولة العصرية و شارك في البناء الإقتصادي و التشريعات الإجتماعية الرائدة و المشروع الحضاري الرائد لتعميم التعليم و مجانيته و بناء النظام الجمهوري و الجلاء العسكري و الزراعي و كان في مستوى الرسالة الملقات على عاتقه … أشرت إلى كل ذلك بإطناب و قدمت إقتراحات عملية هادفة و جريئة سواء بواسطة الرسالة المفتوحة للتاريخ الموجهة لرئيس الدولة مباشرة أو بقية الحلقات المشار إليها

كلامك يا هذا … و في النظام الجمهوري رأي المواطن محترما

و بالإضافة إلى نشر الحلقات الثلاثة عن طريق موقع الأنترنات تونس نيوز موقع من لا صوت له موقع من لا منبر له نظرا لتقاعس دور الإعلام و الصحافة في بلادنا و التي أصبحت تخشى حتى الحديث عن تاريخ تاسيس سلك الولاة و المعتمدين و تونسة الإدارة الجهوية فهل يعقل أن تمر الذكرى دون الإشارة إليها 

الذكرى الخمسين 23 جوان 1956

لماذا لست أدري أين نحن سائرون و إلى أين ذاهبون قلت رغم نشر المقالات الثلاثة بموقع الأنترنات تونس نيوز
وجهت نسخ من المقالات إلى بعض المسؤولين الكبار برآسة الجمهورية خاصة المسؤول الفاعل السيد وزير الدولة الناطق الرسمي بإسم رئيس الدولة و الرسائل الاصل مضمونة الوصول لسيادة الرئيس عسى ان يظفر بالإطلاع عليها إذا كتب الله لها الوصول و ما جعلني دوما أتساءل عن هذا الأمر هو عدم الرد و الصمت الرهيب و هذا يوحي باشياء غامضة و قد أشرت في رسالتي رقم 7

يوم 26 جويلية 2006 الرسالة المفتوحة لرئيس البلاد

قلت أنّ التجربة من عام 1992 – 1999 سبعة أعوام أعطتني فكرة أنّ الرسائل التي ترد على رئاسة الجمهورية تجد العناية و الإهتمام و هذا ما قلته يوم 26 جويلية 2006 ثم جاءت 7 أعوام شحت شحا كبيرا لست أدري و الذي يراجع فحوي الرسائل المفتوحة المشار إليها يجد الشرح الضافي لماذا نخفي الرسائل لماذا نصمت طويلا لماذا لم نرد على رسائل المناضلين بينما رئيسنا قال أنّ التجمع الدستوري الديمقراطي

لا يضيق صدره من أي راي مهما كان نوعه

قولا جميلا و هو ينطبق على كل مضامين الحوار سواء بواسطة الإعلام و الصحافة أو في منابر الحوار أو بواسطة الرسائل المفتوحة لكن في الحقيقة لم نجني أي ثمرة من الرسائل المفتوحة التي وجهتها في ظرف 8 اشهر من 26/12/2005 إلى يوم 16/08/2006 هذا من ناحية الرسائل و الكتابة في الإعلام الإلكتروني العصري و الأنترنات، أو الرسائل المباشرة

أما في خصوص معضلة 23 أوت 1990

التي تحدثت عنها طويلا في الحلقة الأولى يوم 21/08/2006  فإني اقول أنه حان الوقت بأن يكون السلك العتيد محمي حماية كاملة مثل السلك في فرنسا له قوانين و نواميس و تقاليد راسخة و شروط و حماية دائمة أخلاقية و قانونية و في الممارسة لسلك عتيدا قويا محترما مهابا مبجلا فاعلا قادرا راسخا ثابتا لا يتأثر بعوامل ظرفية و لا بسياسية وزير جديد و لا بسياسة فلان أو إنتماء لشخص أو ولاء لشخص ما عدى الولاء للوطن و للنظام الجمهوري و مبادىء الجمهورية تلك هو السلك العتيد حتى بعد الإحالة على المعاش في سن التقاعد الوالي و المعتمد في فرنسا على غاية من التقدير و الاحترام و الصيفة لا تنزع من المنتمين للسلك و المواطن و المسؤول يقدرون كل المنتمين للسلك … في فرنسا و ليس المعتمد تحت رحمة فلان يرضا عليه أم لا يرضى و في النقل تكثر المحاولات أعطيني هذا و لا نحب هذا … هذا متاعنا و هذا لا .. هزوه علينا
هذا كان خطيبا لا معا و ناشطا و هذا في الحوار و الإجتماعات حارا و قويا و هذا يعمل كثيرا و هذا متواضع مع المواطنين و هذا مصلي متدين يخاف الله وهذا زوجته ترتدي خمارا أو محرمة على راسها و هذا نظيفا … و هذا صريح و هذا مخلص للوطن و هذا يترك الجماعة و يصلي المغرب مع العلماء… و هذا أحرجهم و كما قال أحدهم لمعتمد ناشط ماذا فعلت في جهتك أجابه المعتمد إنجازات كبرى و مشاريع و فرحة شعبية و مساندة و رضاء و هذا لفائدة الوطن و النظام أجابه الوالي لا أخدم الوالي و حافظ على خبزتك… تعجب المعتمد من هذا الكلام و شك في وطنية المجيب … و تلك صورة و عينات و الله واقعية و صحيحة

أما البقاء في المركز لمدة طويلة و في العاصمة أو الترقيات فلها أبواب و أساليب و فنيات لا يمكن الخوض فيها في هذا المقال

و احيانا تقول فلان معنا غير قادر على آداء الرسالة و ربما يصلح لمهنة أخرى و إذا به يتدرج بتفوق و بسرعة و يصل بعد مدة مشرفا كبيرا و مسؤولا أولا و كما يقولون عرفك أعني رئيسك لا حول و لا قوة إلا بالله

أحدهم و صل بسرعة لأنه من ذوي القربى. و الآخر بخدمة أشخاص … و الثالث و الرابع بشتى الوسائل و العلاقات و الأقرباء

و يبقى المخلص الجاد النظيف الصبور الوطني الوفي الوديع الصافي  أقل حظا و أكتفي بهذه الإشارة …
أما الحديث عن الصعوبات فحدث و لا حرج و لا خوف … و المقاييس ليست النجاح في التنمية و الإنجازات و المشاريع و الإتصالات و الإجتماعات و تنقية الأجواء و لا في الخطب ليلا نهارا و لا في العمل الشاق و لا في الإخلاص المفرط و لا في عديد المشاريع بسرعة و لو كانت كبيرة و تصل في مجال العلم بناء 5 مدارس و 7 مساجد في جهة واحدة  ليست هذه المقاييس كما هو في فرنسا … و اشرت إليها بل المقاييس البخت و الظروف و العوامل و الرياح و الوسائل و العلاقات و المجارات و المجاملات و غيرها و نقل الكلام من حلالك و حرامه و أشياء أخرى … و بالتالي صاحب الكرامة و الشهامة و المبادىء و الثوابت يجد صعوبة في حياته المهنية و الاجتماعية و هذا بيت القصيد

قال الله تعالى : من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا  صدق الله العظيم

و كم من معتمدا ناجحا ناشطا قويا في الحق مخلصا في العمل نظيفا في السلوك يبقى في معتمديات بعيدة و نائية و لم يرتقي إلى سلم آخر إذا ستره الله … وبقى في منصبه و كم من معتمد آخر اقل نشاط و إكتفى بهذه الإشارة … يجد البخت و يبقى في العاصمة 10 أعوام أو أكثر و بعضهم يجد السلم مفتوح ليصعد إلى الأعلى … و المثل يقول إذا سألتم الله فإسلوه البخت
و نحن نقول نسأل الله العفو و العافية و الفوز بالجنة  و النجاة من النار

ختاما نتمنى من الله تعالى أن يطلع رئيسنا على هذه الخواطر

و أعتقد انه سيبادر باتخاذ قرارات حازمة وجريئة و هامة تضع حدا لكل نقاط الضعف و السلبي و تضمن الشفافية و العدل المنشود و يرفع المظالم القديمة كما فعل الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه مع المناضل حمادي بلوزة و مع المناضل علي الشحيمي رحمهم الله  قال الله تعالى : و في ذلك فليتنافس المتنافسون  لمثل هذا فليعمل العاملون صدق الله العظيم
الخاتمة و التفائل و المقترح
 إعتبارا لدور السلك و أهميته و بناء على ما تقدم ذكره في المقالات السابقة خلال شهر جوان 2006 بمناسبة الذكرى الخمسين لتونسة الإدارة الجهوية لسلك الولاة و المعتمدين يوم 23 جوان 1956 و لم يسعف الحظ هذا السلك العتيد لأخذ حقه في الذكرى الخالدة التي أشرت إليها رغم ان كل الذكريات الاخرى اخذت حضها من العناية و الإهتمام حتى الفن كما ينبغي ؟ و في هذا الإطار فإني أجدد الإقتراحات الرامية و الهادفة لتحسين الوضعية المادية و المعنوية لأفراد السلك سواء المباشرين أو المتقاعدين و اقرار

زيادة هامة في مرتباتهم و منحهم التي لم تتحسن منذ نوفمبر 2000 و لم تتطور

و إذا كانت بقية الوظائف لها نقابات مهنية تدافع على حقوقها فإنّ واجب الحكومة و مجلس النواب النظر بعين الإعتبار لوضعية السلك المقدم في الواجهة و المناضل في الصفوف الأمامية و العامل بالليل و النهار و في كل الظروف الصعبة و الحالكة هذا السلك عليه واجبات قام بها و له حقوق يجب المطالبة بها و هذا ليس بدعة و حتى لا ينطبق المثل ( متقدم في الواجهة ومتأخرين في الراتب) …
و هذا ما أشرت إليه في المقالات السابقة ليت شعري لو فسحنا المجال و تركنا الرسائل تصل إلى صاحب القرار سيادة الرئيس لأنه قرار سياسي وأعتقد بذلك أنّ الحال يكون أفضل و أحسن و إنّ الضرورة تدعو إلى الإسراع بتكوين و دادية أو جمعية للمعتمدين تكون لسان الدفاع عنهم:

قال الله تعالى : إن أريد إلا الإصلاح ما إستطعت و ما توفيقي إلا بالله و قال هل جزاء الإحسان إلا الإحسان صدق الله العظيم

ملاحظة هامة : تسعة عشر آية قرآنية في المقالين عسى أن تؤثر في إخواني أصحاب القرار

و ذكر بالقرآن من يخاف وعيد  صدق الله العظيم

و كل عام و سلكنا بخير يتمتع بحقوقه في كنف الشفافية و العدل و الإنصاف و لا فضل لواحد على الآخر إلا بما قدمه للوطن من تضحيات جسام أما ما عدا ذلك فإنه ثغرات مؤلمة موجعة لا تدوم و المثل يقول لودامت لغيرك ما آلت إليك. فلنتق الله في هذا الوطن.  

 بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري كاتب عام جمعية الوفاء     و رئيس لشعبة الصحافة الحزبية سابقا

 

الإصلاحات في ليبيا .. هل تنطلق هذه المرة؟

swissinfo  24 آب/أغسطس 2006 – آخر تحديث 20:00     تباعدت التأويلات لتصريحات سيف الإسلام القذافي الذي طالب بسن دستور للبلد وحمل على « حالة الفوضى » الناجمة عن سيطرة « اللجان الثورية » على الحياة السياسية. البعض رأى فيها مؤشرا إلى خطوات انفتاحية مرتقبة، فيما شكك آخرون في صدقيتها واعتبروها منسجمة مع الدور المرسوم لمُطلقها بوصفه « الكُوَة » التي يلجأ لها الحكم لتنفيس الإحتقانات. وكان سيف الإسلام الذي يرأس مؤسسة خيرية تحمل اسم والده، انتقد في كلمة ألقاها يوم الأحد 20 أغسطس 2006 في اجتماع شبابي في سيرت (500 كلم شرق العاصمة طرابلس) ما اعتبره « التفافا على النظام الديمقراطي » نافيا أن تكون ليبيا « تحت سلطة الشعب »، خلافا لما دأب والده على إعلانه في خطبه منذ إرساء « النظام الجماهيري » في ليبيا سنة 1976. وذهب الإبن إلى حد انتقاد سجن المعارضين و »بهدلة » المخالفين في الرأي باسم الشعب، وغياب حرية الإعلام بل أكد أن « الصحافة معدومة في ليبيا أصلا، إذ هي لا تعني شيئا عندما يسيطر عليها أربعة صحف باهتة وركيكة يكتب فيها عدد محدود من الأشخاص ». توقيت استثنائي ظاهريا لم تخرج تلك الإنتقادات من حيث الجوهر عما أطلقه سيف الإسلام في الماضي من دعوات جسورة لإصلاح الأوضاع في ليبيا ووضع البلد على سكة الإنفتاح السياسي والإقتصادي. غير أن جديد تصريحات سرت، التي أتت قبل عشرة أيام من انطلاق الإحتفالات بالذكرى السابعة والثلاثين لجلوس والده على سدة الحكم مطلع الشهر المقبل، يكمن في أنه عزا حالة الفوضى السائدة في ليبيا إلى « غياب الدستور والقوانين والمرجعية الثابتة وعدم وجود خطط مستقبلية للنظم الإدارية ». وغير خاف أن هذا التشخيص يتضمن اتهاما واضحا للجان الثورية التي تمسك البلد بقبضتها منذ أكثر من ثلاثة عقود وإقرارا بفشلها في تأطير الناس، مما حمله على الدعوة في التصريحات نفسها إلى « إعادة تأسيس (سنَ) دستور ثابت للمائة سنة المقبلة ». طبعا هذا كلام يتجاوز النقد القشري الذي تُطلقه أحيانا أجنحة في أنظمة الحكم العربية لامتصاص الغضب، فهو يطرح مسألة أساسية تخص إعادة العمل بالدستور الذي ألغي منذ الإطاحة بالملكية في سبتمبر 1969، واستطرادا إنهاء العمل بالشرعية الثورية التي أرسى القذافي نظامه على أركانها. لكن لاشيء يدل على أن هذه ليست رغبة القذافي الأب أيضا. فتصريحات سيف الإسلام ربما تعكس مبادرات قد يكون معمر القذافي نفسه يستعد للإعلان عنها شخصيا أو بالوكالة لتجديد شباب حكمه وضخ دماء جديدة في شرايينه التي شاخت بفعل التربع نحو أربعة عقود على رأس هرم السلطة. ومن هذه الزاوية يمكن أن تشكل التضحية باللجان الثورية وحتى بالمؤسسات المنبثقة من « النظام الجماهيري » مثل « مؤتمر الشعب العام » (البرلمان) عنوان مقايضة قابلة للتسويق داخليا وخارجيا. فعلى الصعيد الداخلي تزامنت تصريحات سيف الإسلام « الجسورة » مع تكثيف عودة المعارضين إلى البلد عبر اتصالات ومفاوضات سرية على مدى الأشهر الماضية. وكان الشرط الرئيسي للسماح لهؤلاء بالعودة من الخارج هو التخلي عن فكرة الإطاحة بالنظام. ومن أبرز وجوه المعارضة العائدين طبقا لتقرير نشرته صحيفة « الشرق الأوسط » محمد صالح بويصير نجل وزير الخارجية الليبي الذي لقي حتفه في حادث إسقاط إسرائيل لطائرة مدنية ليبية فوق صحراء سيناء سنة 1973 والرئيس السابق لمنظمة ألفا «التحالف الليبي – الأميركي من أجل الحرية»، بالإضافة إلى رمضان أبو زعكوك أحد مؤسسي « الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا ». وفي هذا السياق أفيد أن السلطات الليبية أسقطت الاتهامات الرسمية بحق من عادوا كما أعادت لهم منازلهم التي كانت مصادرة قبل سنوات، وأنها في طريقها إلى إعادة النظر في عودة ممتلكاتهم التي كانت قد استولت عليها بعد خروجهم من ليبيا. مخاوف « النومونكلاتورا » بهذا المعنى تحمل مبادرة سيف الإسلام طعم « الباكورة السياسية » حتى وإن لم يتجسد ما أعلن عنه في غضون الأسابيع المقبلة، بسبب المعارضة الشديدة ل »النومونكلاتورا » الخائفة من خسارة امتيازاتها، والتي وصفها هو نفسه بكونها تحالف بين « مجموعة من الموظفين في الدولة وبعض القطط السمان (في القطاع الخاص) في تزاوج غير مقدس لخلق مافيا ليبية ». ويُعتبر هذا التطور سفينة ذات وجهين: الأول اقتصادي والثاني سياسي، إذ خصص أربعين في المئة من التصريحات المنقولة عنه للتأكيد على ضرورة الإنفتاح الإقتصادي متقصدا مهاجمة البيروقراطية الحزبية والإدارية التي تشكل معاقل المعارضة للإصلاحات الإقتصادية والتي سبق أن أطاحت برئيس الوزراء القريب من سيف الإسلام شكري غانم. ومن اللافت أن دفاع سيف الإسلام عن برنامج خصخصة القطاع العام بما في ذلك قطاعي الإتصالات والمصارف، اللذين أعلن أنهما سيُفتحان أمام الشركات الأجنبية اعتبارا من العام المقبل، تزامن مع إعلان وزير االإقتصاد والتجارة الصافي الطيب الصافي قبل فترة قصيرة اعتزام الحكومة إعادة هيكلة الإقتصاد الليبي بما يمنح دورا محوريا للقطاع الخاص المحلي والأجنبي. وشدد الوزير في « المؤتمر الثاني حول ممارسة الأنشطة الإقتصادية » الذي عُقد في طرابلس على أن ليبيا « في حاجة للخبرات الأجنبية خاصة في مجال الإدارة المصرفية والنقدية »، داعيا في الوقت نفسه إلى « عدم التحسس والخوف من من الإستثمار الأجنبي ». وفي هذا السياق وضعت الحكومة الليبية مؤخرا لوائح لتنظيم وإدارة المناطق الحرة بمساهمة مستثمرين أجانب، وتشكل المنطقة الحرة في مصراتة التي تفتتح قريبا الخطوة الأولى في هذا السبيل. الأمريكيون يتربصون أما على الصعيد الخارجي فتتقاطع تصريحات سيف الإسلام مع الدعوات الأمريكية لإطلاق قطار الإصلاحات الإقتصادية والذي يمني الأمريكيون أنفسهم بالإستفادة منه سعيا لتعزيز مواقعهم أمام الشركات الأوروبية والآسيوية التي انتهزت غيابهم طيلة عشرين عاما لتستأثر بالسوق الليبية، وخاصة قطاع النفط استكشافا وإنتاجا. وكان هذا الموضوع في قلب المحادثات التي أجراها المسؤولون الأمريكيون الذين زاروا ليبيا وآخرهم وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للديموقراطية والشؤون الدولية باولا دوبريانسكي التي اختتمت زيارة رسمية لطرابلس على رأس وفد كبير في اليوم الرابع من العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان (17 يوليو 2006). وشكلت زيارة دوبريانسكي علامة قوية على مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية، خصوصا أن كثافة الإستثمار الأميركي في ليبيا وكثرة الوفود الليبية الرسمية والخاصة التي باتت تزور الولايات المتحدة أعطيا إشارة قوية على حدوث نقلة في العلاقات بين الحكومتين. ومن علامات هذه النقلة أن الوفد المغاربي الوحيد الذي حضر أخيرا فعاليات المنتدى الإقتصادي السنوي العربي – الأميركي في هيوستن كان وفدا ليبيا فيما غابت بلدان معروفة بعلاقاتها العريقة مع أميركا مثل المغرب وتونس. كما أن العقيد القذافي بات يقبل بأدوار الوساطة الحرجة التي يتحاشاها حلفاء واشنطن مثل وعده بالتدخل لدى كوريا الشمالية لإقناعها بالتخلي عن الأسلحة النووية والإقتداء بالتجربة الليبية في هذا المجال. ولم يُخف سيف الإسلام التطابق الواضح بين برنامجه الإصلاحي والأجندة الأمريكية فقد شكا في اجتماع سرت الأخير مع الشباب من العراقيل التي اصطدم بها والمتمثلة في اتهامه بكونه يسوَق « مشروعا امبرياليا أمريكيا من صنع المخابرات المركزية الأمريكية »، بالإضافة لاعتبار ما يطرحه من إصلاحات مدخلا لتخريب البلد، وهو بلا شك يغمز من قناة « اللجان الثورية » المتحفظة على كل إجراء إصلاحي والمتحفزة لمقاومته وإفشاله. قوة تغيير أم إسفنجة للإمتصاص؟ مع ذلك لا يمكن للمراقب إنكار الشعبية التي باتت تحظى بها دعوات سيف الإسلام الإصلاحية ليس فقط لدى النخبة (حيث بادرت جماعة الأخوان المسلمين بالإعلان عن دعمها لها) وإنما لدى رجل الشارع أيضا، بوصفها تمنح بارقة أمل بالتغيير بعد ثلاثة عقود من الإستبداد المطلق وملاحقة المعارضين وتخوين الأحزاب وضرب الرأي المخالف. وفي هذا الإطار اعتبر الجامعي المستقل زاهي بشير المغربي أستاذ العلوم السياسية في جامعة بنغازي أن « ظاهرة سيف الإسلام وما يقوم به من مساع وحركات ومبادرات ذات منحى إصلاحي هي معقد آمال كثير من الليبيين. فإصلاح النظام من داخل أحد أجنحته ومراكز النفوذ فيه قد تكون طريقة ليبيا المُبتكرة في التغيير السلمي والإصلاح السياسي والإقتصادي تجنبا لهزات اجتماعية ومغامرات سياسية لايحتملها البلد ». بالمقابل ترى تيارات أخرى في ليبيا أن هناك تقاسم أدوار بين أركان النظام تُسند بموجبه لكل جناح وظيفة محددة بما يحول دون انهيار الحكم في ظل التيارات الإقليمية والدولية القوية المنادية بالإصلاح والديمقراطية. ولا ينفي هؤلاء وجود صراع حقيقي بين الأجنحة لكنهم يشددون على أن بروز تيار سيف الإسلام ضروري لاستمرار النظام، لأنه يقطع الطريق أمام بدائل محتملة من خارجه ويرسم سقف التغيير الذي سيعقب استقالة معمر القذافي أو منحه دورا فخريا، إذ سيبقى زمام الأمور في دائرة مقفلة، وتحديدا بأيدي الأسرة على نحو يُبعد شبح المحاسبات ويخفف من حدة تصفية الإرث السابق. رشيد خشانة – تونس (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 24  أوت 2006)


 

السلطات (الليبية) تعوض سجناء الإخوان المفرج عنهم وتسوي أوضاعهم

عبدالله عزالدين وبوحنك وشامية يعودون إلى وظائفهم في جامعتي بنغازي وطرابلس

 
أفادت مصادر خاصة بـ أخـبار ليـبـيا أنه في خطوة غير مسبوقة عاد ثلاثة من أبرز شخصيات « الإخوان المسلمون » في ليبيا إلى وظائفهم في جامعتي قاريونس (بنغازي) والفاتح (طرابلس).   وكان الدكتور عبدالله عزالدين (إعدام) والدكتور سالم بوحنك (إعدام) والدكتور عبدالله شامية (سجن مؤبد) ضمن سجناء الإخوان الذين أفرج عنهم ضمن عفو خاص في مارس الماضي بعد أن قضوا ثماني سنوات في السجن لأسباب سياسية.   وتؤكد المصادر ـ دون أن تذكر التفاصيل ـ أنه تم تعويض الدكاترة الثلاثة بالكامل عن السنوات التي قضوها في السجن وانقطعوا فيها عن وظائفهم. وأن هذه الخطوة جاءت ضمن نتائج حوارات واتصالات مكثفة دارت داخل ليبيا خلال الأشهر الماضية بين ممثلين عن السلطات الليبية وجماعة الإخوان.   إلا أنه من القضايا التي مازالت عالقة تعويض بقية السجناء وعددهم 150 سجينا وتسوية أوضاعهم وأوضاع عائلاتهم التي تضررت من سجنهم بدرجات متفاوتة.   يذكر أن الدكتور عبدالله عزالدين أعيد إلى وظيفته كأستاذ في كلية الهندسة (نووية) بجامعة طرابلس، والدكتور سالم بوحنك أعيد إلى كلية العلوم (كيمياء) جامعة بنغازي، والدكتور عبدالله شامية عاد إلى كلية الإقتصاد بجامعة بنغازي كذلك.   (المصدر: موقع « أخبار ليبيا » بتاريخ 24 أوت 2006) الرابط: http://www.justice4libya.com/index.php?option=com_content&task=view&id=2628&Itemid=93

وثيقة مهمة   كلمة الأخ/ سيف الإسلام القذافي ، رئيس مؤسسة القذافي للتنمية في الملتقى الأول لفعاليات المنظمة الوطنية للشباب الليبي…

 
  سرت 20/08/2006   بسم الله…
أولاً نحيي كل الأخوة الذين تحملوا عناء السفر ، ومشقة الترحال والقدوم إلى هنا.   لو سمحتم الهدوء لأن الوقت قصير والوقت يداهمنا وهناك كلام مهم نحاول أن نقوله اليوم في أسرع وقت لأن ظروف الكثير من الإخوان لا تسمح، ولأن الكثير من الإخوان حضروا من مناطق بعيدة .. طبعاً بالنسبة لتجمع اليوم والذي يضم شرائح وفئات من أعضاء منظمة الشباب الليبي التي فيها عدة منتديات وروابط واتحادات لكل الشباب في ليبيا ينتمي إلى جهة منها ، فبالتالي اليوم هي نخبة أو عينة تمثل مختلف شرائح الشباب الليبي.. طبعاً هذه المنظمة مثلما أنتم تعرفون تضم في عضويتها أكثر من (400) ألف شاب ليبي ، واليوم الحضور الكريم هنا يمثل جزءاً من هذه العضوية.. طبعاً الهدف من هذا اللقاء اليوم والكلام الذي سنقوله اليوم هو طبعاً تتويج للقاءات التي كلكم تعرفونها عندما اجتمعنا في كل أنحاء ليبيا وفي أكثر من منطقة وفي أكثر من مدينة وفي أكثر من قرية ، وأعتقد أن كل أو أغلبية الاخوة الحاضرين التقينا من قبل وتكلمنا وناقشنا وسألنا وانتقدنا لمدة أكثر من سنة مثلما أنتم تعرفون واتفقنا أنه بعد بلورة الأفكار وتنتهي هذه الجولات لابد من نهاية وبداية للمشروع الذي نحن نتكلم عنه  » معاً من أجل ليبيا الغد » فبعد أن تم إستكمال هذه الجولات مثلما أنتم تعرفون تم توزيع مجموعة من العينات أو الأسئلة أو استبيان أو استطلاعات الرأي حتى يعرف الواحد من أين يبدأ ، فبعد أن تم أكثر من حوالي عشرين لقاء في مختلف أنحاء ليبيا وكلها موثقة ومسجلة وكل الإخوان طبعاً كل واحد قابلته في منطقته، وتم توزيع هذا الإستبيان وجاءت النتيجة وبعد ذلك بدأ ذلك العمل وإعداد خطط وعمل ، والآن جاء الوقت لنعلن فيه البداية…   طبعاً الكثير قد يتساءل ويقول كيف وما علاقة سيف الإسلام بهذا الموضوع وكيف.. الدولة فيها مؤسسات وما دور سيف الإسلام هذا … هل هو اليد الخفية، هل هو ولي العهد، حاكم ، ملك غير متوج.. هل..هل..هل أكيد ستطلع استفسارات وأسئلة خاصة بعد ما يتم عرض الكلام الذي الآن نحن بصدد عرضه .. فنحب ان نرد على هذه الاستفسارات مسبقاً ومن الآن حتى نوفر عناء التحليل والتفكير.. باختصار نحن في ليبيا عندما كان علينا حظر أوربي وحظر أممي وحظر أمريكي وحظر عربي .. كان عندنا أكثر دولة في العالم عليها كوكتيل من الحظر هي ليبيا… وكانت ليبيا هي قبلة النصابين والمحتالين والسماسرة من جميع أنحاء العالم… وكل واحد يأتي ويبتز ليبيا وهو لايهمه الشعب الليبي ولا تهمه ليبيا وليس مهتماً بالحظر والحصار يرفع عن ليبيا .. وكل واحد يأتي ويكذب علينا أنا أعرف الكونغرس الأمريكي ، الرئيس الأمريكي صاحبي، الوزير الأمريكي نلعب معه في الكرة، وأصبحنا نحن هذا خذ مليونأ، هذا خذ عشرة ، هذا اجعل له طائرة خاصة ، هذا احمله، هذا أتى به سنة أثنتين ثلاثا ، أهو السنة القادمة ، أهو بعدها ، أهو فيه تقدم ، اهو خير، ومرة يأتي لنا أخوتنا العرب « يلهدوا علينا نصيب » ، ومرة يأتي النصارى ، كل مرة يأتي لنا أشكال ولا الحظر ارتفع… لكن عندما الليبيون أهلها وأولادها أبناؤها ،وأنا لا أتكلم عن سيف الإسلام هو فاوض وها هي مؤسسة القذافي ساهمت في التفاوض، أنا بنفسي لا أملك قدرات خارقة ، أنا حتى عندما تكلمت وعندما فاوضت كان هناك طاقم وهناك أناس وهناك فرق من الليبيين فاوضوا وذهبوا وتعبوا.. الجنود المجهولون هم الذين قاموا بهذا العمل الحقيقة وكانت فيه أناس موجودة حاضرة هنا.. الحقيقة أنا اشتغلت حتى عندما فاوضنا القوة التي كنا معها في صراع والتي كنا معها في صدام، أنا لم أفاوضها بنفسي سيف الإسلام فقط، كان معي أناس هنا شباب ليبيون وجزء منهم موجود في هذه القاعة وهم الذين ساهموا في رفع الحظر وفك الحصار وليس السماسرة… فحتى حل الأزمات الخارجية وحل وفك الحظر والحصار لم يتأت هذا الموضوع إلا عندما الشباب الليبي والليبيون أخذوا زمام المبادرة وهم الذين حلوا مشكلتهم بأنفسهم بدليل أن مشاكلنا بقيت سنوات في أيدي السماسرة والنصابين والمحتالين ولم تحل المشكلة ، وعندما جاء أهلها في سنة واحدة مثلما أنتم تعرفون تخلصنا من كل أنواع هذا الحظر والحصار والحمد لله… الهدف من رفع الحظر وحالة الحرب مع الغرب، ومع أمريكا ومع أوربا ليس معناها أن سيف الإسلام يحكم أو نظاما يطول عمره، هو كان الهدف  منها أن الليبيين تكون عندهم حياة أفضل، عندما ينتقل من طرابلس وبنغازي يكون في طائرات جيدة يتحرك فيها، عندما يذهب يريد ان يدرس في أمريكا أو بريطانيا لا يوجد من يعرقله ويتحصل على قبول… تأتي شركات العالم تستثمر عندك …الخ.   الهدف منه هو رفع مستوى معيشة الفرد في ليبيا ، هذا هو الهدف من هذا العمل.. بعد ما تمت هذه المرحلة قلنا خلاص الآن الحمد لله تخلصنا من هذا الكابوس وهذا الإزعاج الذي كان جاثماً على صدورنا لمدة سنوات طويلة.. والحمد لله الآن لم تعد ليبيا في حالة حرب مع الدول العظمى، ونحن لسنا في حالة مواجهة وليس هناك حظر ولا حصار والمعارك تخلصنا منها ، والآن جاء الإلتفات إلى الداخل لمعركة النهضة والتنمية والبناء.   طبعاً أول ما بدأت عملية الإصلاح وعملية الحركة إلى الأمام كانت فيه بعض العراقيل وبعض المنغصات، هذا ليس سراً ، هذا نعرفه نحن الليبيين ويعرفه الناس في الخارج وموجود في الصحافة وفي الشارع الليبي وفي  » المرابيع » وفي كل مكان، هذا ليس سراً.. تقول والله نريد أن نلغي الجمرك، لماذا المواطن الآن مسكين يدفع جمركاً.. نخفف عنه .. يتنحى الجمرك.. يطلع لك واحد يقول لك هذا باع سيادة ليبيا، ليبيا لم تعد عندها سيادة .. ما دخل السيادة في هذا الموضوع.. نحن الدولة ليست مستحقة لجمرك المواطنين  » رقاد الأرياح » .. قال لك هذا تفريط في سيادة ليبيا .   تأتي ليبيا تلقى بعض إخوتنا في الجبل وإلا الطوارق وإلا في الجنوب يقول لك نحن لدينا أسماء خاصة بنا ونريد أن نسمي عليها أولادنا ، يقول له ممنوع،  لا هذا اسمك ولا تسميه،وأنت لو تسميه يطلعون لك ألف تهمة .. تأتي تريد أن تتكلم عنه ، يقول لك هذا والله مشروع إمبريالي وبالك المخابرات الأمريكية.. أي مخابرات أمريكية واحد يريد أن يسمي ولده على جده أو على الوالي متعهم..  » مالك وماله ».   وبعد ذلك جاء موضوع المساجين … ليبيا كانت السجون فيها تعج بالمساجين ، قلنا خلاص هذه حقبة إنتهت … الآن حتى الناس والظروف التي سجنوا فيها تغيرت الآن  … ولابد أن يخرجوا من السجن- هذا أنا أحكي عن السنوات الماضية- قعدوا يبعثون للقائد في رسائل وتكلموا أن سيف الإسلام إذا أخرج المساجين ستنهار الدولة… الآن والحمد لله المساجين طلعوا وليست هناك مشكلة ولا انهرنا، ومحتفلون ومبسوطون وفرحون.   نأتي إلى موضوع الإعمار أنتم تعرفون أننا بدأنا وقلنا لابد الآن خلاص يبدأ فيه إعمار والتخطيط العمراني الحديث … أول ما بدأت الناس تمسح البناء المخالف وتمسح كذا وتدخل في الخرب التي كانت في طرابلس وتبدأ في الإعمار ونصبح مثل دول العالم الأخرى التي سبقتنا حتى إخواننا في الخليج تجاوزونا بمراحل .. قلنا على الأقل نلحق بهم..  أول ما جاءت الناس تبني يضربون أمين شعبية طرابلس بطلقة في رجله يتركونه إلى عند اليوم مسكين معاقاً، ويقولون هذه الثورة، ونحن قلنا والقائد… مادخل هذه في هذه ، وتوقفت عملية الإعمار والبناء في طرابلس إلى عند اليوم، وإلى عند امس نتيجة هذه الحادثة.   نأتي على موضوع النفط.. النفط معروف في ليبيا كانت شركات النفط تأخذ حصة كبيرة في الإمتيازات النفطية في ليبيا، وكل شركة كان لديها مطوف وكان عندها سمسار ، ويأخذ حصته، لما صدر التشريع الجديد في القانون أن هذه الشركات مناقصة وحرة وشفافة وتدفع نقوداً للمجتمع مقابل المناقصات وتنقص في حصة الشركات الأجنبية وتزيد في حصة المجتمع ، قالوا هذه لا، هذه ستخربون النفط وهذه مؤامرة وهذا إحتيال ، وهكذا .. إذن ما هو واقعنا الآن؟ واقعنا الآن بصراحة وبكل شفافية، ونحن في ليبيا الآن مافية… طبعاً كل هذا الكلام  الآن وليس بعد ساعة الآن… ليس لديك أنت صحافة حرة.. لا توجد صحافة حرة… ولا توجد صحافة أصلاً .. لا توجد صحافة في ليبيا ابداً … نضحك على أنفسنا ونكذب على أنفسنا عندما نقول نحن عندنا صحافة.. هل فعلاً ليبيا فيها سلطة شعبية وفيها ديمقراطية مباشرة حقيقية.. أنتم كلكم الذين أمامي تعرفون النظام الديمقراطي الذي نحلم به، هذا غير موجود في الواقع، فيه التفاف وفيه سوء استعمال لكلمة ديمقراطية وفيه « كولسة » وهذا لا أقوله أنا، تقولونه أنتم، أقوله أنا وتقوله اللجنة الشعبية العامة وحتى أمانة مؤتمر الشعب العام وحتى أي شخص .. كل الناس التي تفقه.. هذا إتفاق.. أنا لا أتهم أحد.. الناس كلها تفقه… الشيخ الزناتي نفسه لو تسأله يقول نعم هذه مشكلة… في ليبيا نحكي زمان لا نضحك على أنفسنا ونقول إن ليبيا هي النعيم الأرضي أو الفردوس.. أي فردوس !! أنت لاتوجد عندك بنية تحتية .. طرابلس 17% فقط منها بها بنية تحتية لا توجد مجاري.. الماء إلى عند أمس هناك مدن لا يوجد بها ماء .. زوارة إلى عند أمس ذهبت بنفسي فتحت محطة وعاركت فيها مائة مرة.. قلت لهم ياناس قلنا أقل شيء الناس تريد أن تشرب ماء.. يقولون أقل حاجة لا نريد سيارة لا نريد طائرة لا نريد أميركان اكسبريس، فقط أعطونا ماء ، صبوا لنا الماء.   إذن من هو المستفيد من الوضع القائم… نقول نحن إن الصحافة الآن مملوكة للشعب .. هم خمسة أشخاص كل واحد يكتب في المقالات.. الشركات مملوكة للشعب.. هي يملكها عشرة أشخاص عشرون شخصاً الذين هم المدراء العاملون للشركات العامة.. هو مدير شركة عامة يحسب نفسه أنه يملك هو الشركة العامة ويقول إنها مملوكة للشعب.. نحبس الناس ونبهدلهم وباسم الشعب ، وتزور القرارات والتوصيات ونقول باسم الشعب .. وبقى المستفيد هم مجموعة الموظفين بالدولة وبعض القطط السمان الظاهرة التي ظهرت الآن في ليبيا.   والآن اصبحت القصة واضحة وأصبح التزاوج غير المقدس بين القطط السمان في ليبيا وبين التكنوقراط الليبيين الموظفين بالدولة، واصبح هناك تنسيق بينهم، وأصبحت هناك ما يسمى بالمافيا الليبية، وهذه موجودة ومعروفة وتعرفون أسماءهم، وأنا أعرف أسماءهم… هذا هو الوضع الحالي..   أنظروا النموذج مثلاً العرب مثلاً عملوه في جنوب لبنان في حزب الله، لماذا انتصروا، أسباب بسيطة « نصر الله » ولده مات في المعركة ، لم يمت سكران في فندق في أوربا أو عمل حادثاً في سيارة بي ام.   حزب الله كلهم شباب ، الشباب هم الذين هزموا إسرائيل، وليس الشياب كبار السن والناس المتقاعدين ، وليس المتقاعدين الذين لهم عشرون سنة أو خمسة عشر عاما .. حزب الله انتصر لأن هناك جدية .. أناس تشتغل تجهز الصواريخ وتجهز الخطط… تجهز وتتدرب .. وليس مثل حالاتنا نحن فقط نتكلم فقط نتكلم ونتكلم سفسطائية ونناقش وننتقد.. كلام فقط لا توجد جدية.. هذا النموذج الناس تحكي عن الحل.. إذن ماهو الحل؟ .. الحل واحد هو العمل الجماعي المشترك كلنا مع بعضنا من أجل ليبيا الغد.   70% من سكان ليبيا هم الشباب ، ومعمر القذافي بالنسبة لليبيين هو أب.. معمر القذافي ليس فقط أباً لسيف الإسلام ، ولكن هو أب للجميع.. أب لكم أنتم كلكم.   ولهذا القائد اشتغل عشرات السنوات وزرع عشرات السنوات والآن جاء وقت الحصاد ، أنه كوّن جيلاً وشباباً هم أنتم.. الآن دوركم، فمن زرع حصد، الآن وقت الحصاد.. ومعمر القذافي من غيركم أنتم وبدونكم أنتم بسواعدكم وبعقولكم وبقدراتكم وكفاءاتكم لا يقدر أن يغير في ليبيا.   طبعاً نبدأ الكلام بهذه المفكرة والاستبيان الذي قامت به مؤسسة القذافي مع جامعة الفاتح.. الذين ردوا علينا 13938 من أصل 15000. 13304 الذين ردوا بنعم ، و619 قالوا لا والباقي لا إجابة ..فهذا الرد وهذه نتائج الاستبيان الموجود هنا والذي اسمه ( معاً من اجل ليبيا الغد) .. الأغلبية العظمى الساحقة تقول نعم لهذا البرنامج وهناك 4 في المائة قالوا لا … وحتى الذين قالوا لا كتبوا يقولون انه مستحيل تتحقق حاجة، ولهذا ليس هناك داع نتعب أنفسنا.. وآخرون قالوا البدائل الأخرى صعب تحقيقها ..الخ . ولا تنسوا أن هذا الكلام الموجود في هذه المذكرة هو أصلا قررته المؤتمرات الشعبية من مدة طويلة والذي من قبل يذهب إلى الأدراج وإلى الأرفف والخزائن.   يعني رأيكم الذي قلتموه في الاستبيان هو أيضاً في الواقع هو قراراتنا نحن في المؤتمرات الشعبية منذ فترة طويلة، ولكن لم تجد أو تر النور أبداً ، وبالتالي ما سيعرض الآن هو نتاج عمل جماعي وقرار جماعي وشعبي ، وبالتالي من هنا نبدأ نتكلم عن المرحلة الإنتقالية والاستثنائية.   الآن نختتم هذه المقدمة بهذه الجملة ونبدأ في عرض البرنامج    ماذا نقصد من كلمة إستثنائية وانتقالية وسياسة الخطوط المتوازية.. الآن نحن لازم نعترف يعني ليبيا في غياب دستور في غياب مرجعية دستورية في غياب قوانين دستورية، أنت لا عندك مؤسسات في ليبيا ثابتة ومعروفة ولا العلاقات بهذه المؤسسات مربوطة بقوانين ومحمية بدستور، ولا نحن نعرف كم نريد شعبية، ولا نحن نعرف هل نريد أمين اللجنة الشعبية أو أمين مؤتمر الشعبية أو نريد عشرين أمانة أو خمس أمانات أو المقر يكون في سرت أو في طرابلس وكل هذه الأمور بحيث نكون واضحين ….هذه غير واضحة الآن ..ولكن جاري العمل عليها بحيث ننظم امرنا.. أعرف أنا على الأقل المائة السنة القادمة ليبيا كم فيها شعبية أو منطقة إدارية..الإدارة في ليبيا المائة عام القادمة أين تكون مستقرة ، ليس يوما في الجفرة ويوماً في سرت ويوماً في طرابلس .. أين المائة عام القادمة ، لازم نعرف المائة عام القادمة الذي يأتي في هذا المنصب التنفيذي، والذي أنا ومستقبل أسرتي وأولادي سيكون في يده وقراره يؤثر فينا، يجب أن نعرف كيف وضعي معه وكيف نضعه، كيف التصعيد، واحد يقول لا.. هل نرجع إلى الخلف ترجع ملكية وراثية أو الفوضى الحالية.. الاثنتان مرفوضتان.. وتحدثنا في هذا الكلام كم مرة ، لكن أيضاً نحن الليبيين لا نستطيع أن ننتظر ونقول والله خلاص نضع قدماً على قدم ونقول ياأنت ها الفرق وها اللجان وها الخبراء من العالم وفي ليبيا ونضع مرجعية دستورية ونعرف أمورنا وبعد ذلك ننطلق .. الإنسان الذي ليس له ماء ولا مجار ولا تعليم ولا صحة والذي ممنوع عليه العلاج في الخارج هذا لا يستطيع أن ينتظر.. نقول له انتظر ، إبق بمرضك حتى تستكمل أمورنا..   لا.. خطوط متوازية … هذا العمل على الحل الدائم من جهة وفي جهة أخرى يبدأ العمل من الغد، ولهذا خطة اليوم هي اسمها غداً تبدأ باكراً.   الآن نأخذ القطاعات بعجلة ونبدأ بقطاع التعليم .. واضحة أمامكم جامعاتكم ومدارسنا معروفة ولا تستحق شرحاً… المستهدف هنا لدينا .. خمسة الاف مدرسة هذه لابد في خلال الثلاثة سنوات القادمة هذا التحدي أنها كلها تطورها وتصبح مدارس نموذجية فعلاً والآن يبدأ العمل الآن في مائتي مدرسة في هذا العام في مختلف أنحاء ليبيا تصبح مدارس نموذجية لا فرق بينها وبين مدرسة في اليابان، وهذا كلام أنا مسؤول عنه.   تطوير المناهج الدراسية ..مناهجنا كلها قديمة وبائدة ولم تعد تواكب العصر، حتى الطالب الليبي عندما يخرج إلى الخارج يبقى في مشكلة، يقولون له هذا منهج العصر الحجري أين وجدتموه؟ … جامعاتنا ومدارسنا .. لا عندنا دوريات علمية، لا عندنا كتب وليس هناك اختلاط بالعالم.. معزولون.. نحن لسنا كوريا الشمالية..هذا البرنامج الذي كنا سعينا فيه والحقيقة بذلنا فيه جهداً..برنامج خطة المليون جهاز حاسوب لمليون طفل ليبي.. طبعاً حتى تكون ليبيا أول الدول المستفيدة من هذا البرنامج..حسب البرنامج أن 50 بالمائة حسبما متفق عليه من هذا المليون ممكن تغطية حكومة أمريكا.. قالوا نحن متبرعون بالنصف.. فقلنا الحاجة التي « بلاش » لا نردّها .. والنصف الآخر ستتولاه الدولة في ليبيا لمليون حاسوب .. ومكتوب سوف ينتهي بعد 18 شهرا تنفيذ هذا البرنامج وأيضاً من الأمريكان هناك برنامج ربط لمدة سنة مجانية عن طريق القمر الصناعي ربط موضوع الإنترنت.. وأحضرنا الشخص المسؤول عن هذا البرنامج وقابل القائد من كم يوم.. فالعملية انطلقت، عملية مليون حاسوب لمليون طفل ليبي.   الصحة : طبعاً الوضع الحالي لا داعي لأن اشرحه لأنه معروف و لا داعي لأن نطيل فيه .. هذه بعض الإحصائيات الخاصة بليبيا مقارنة بالعالم لكي تكون عندكم فكرة .. المستهدف أول حاجة عندكم 20 مستشفى تسمية مركزياً تسميه جامعياً هي العمود الفقري لقطاع الصحة في ليبيا .. عملنا له برنامجاً مع مستشفى أجنبي .. كل مستشفى في ليبيا مركزي ستكون إدارته من خلال مستشفى أجنبي .. كل مستشفى في ليبيا مركزي ستكون إدارته من خلال مستشفى أجنبي آخر إلى أن نحن نتعلم الإدارة والتنظيم والفاعلية وكيف نسيّر أمورنا بعد أربع أو خمس سنوات .. لا تنسوا أن بالفوضى الحالية مستشفى بنغازي الذي به 1250 سريراً ، عرب بنغازي سموه مستشفى 1200 سنة 1500 سنة لأن له عشرات السنوات وهو واقف.   طبعاً بالنسبة للناس الذين يشتغلون في هذه المؤسسات مثل ما تكون هنا موجودة أنهم تكون عندهم مزايا خاصة لأنه متفرغ لهذه المرافق الصحية وبالتالي أنت لابد أن يكون وضعك المادي مرتاحاً بحيث أنت تتفرغ .. ليس مثل قبل يشتغلون في المستشفيات الجامعية يضطر يسرق من المستشفى الجامعي والمركزي ويأخذ المعدات الطبية لعيادته الخاصة ، وإلا أنت تأتي إليه ويقول لك تعال في العشية في عيادتي الخاصة ، لأنه هو هنا وهنا يشتغل في مصلحة في المركزي ويأخذ راتباً وعنده  عيادة خاصة في العشية فيأخذ معدات ويأخذ الزبائن .. لا ، أنت تبقى في المستشفى المركزي و لا تتحرك ، ولكن هذا مرتبك .. واضحة الصورة.   طبعاً هناك مشكلة أخرى ، ليبيا للأسف لاحظنا انتشار الأمراض الخبيثة – عفاكم الله – وهذه الأمراض نتيجة أن ليبيا أصبحت للأسف الشديد في المدة الأخيرة محطة للبضائع التي تنتهي صلاحيتها والمغشوشة والتي العالم يريد أن يتخلص منها .. فالتجار جيب جيب جيب وكدس وعدي إبعتوه إلى ليبيا والشعب يستهلك وبعد ذلك نجد أمراض السرطان ، وبعد ذلك أمراض السرطان العلاج في الخارج أوقفناه .. فالناس تبقى تموت فأنتم تحكمون عليهم بالإعدام .. هذا الوضع الحالي .. هذا المستهدف فيما يخص الرقابة والتفتيش على الأغذية والأدوية لأن هذا الموضوع خطير جداً جداً جداً ..  في  ليبيا  الذي  يأتي  يأتي  بدواء  والذي  يأتي  يأتي  بأكل ونحن نستهلك ، وهذا سبب رئيسي لإنتشار الأمراض الخبيثة في المجتمع الليبي .. طبعاً هناك أسباب أخرى لكن هذا من ضمن الأسباب .   طبعاً هناك موضوع تسجيل المواطنين بالمرافق السياحية باستخدام البطاقة الذكية ، أيضاً هذا الموضوع مهم جداً ، وموضوع التأمين.   قطاع الأمن العام : الأمن العام علاقة يشوبها الضعف والثقة والإحترام .. نحن نعرفها كلها .. ليبيا كلها لا يوجد بها معمل للبحث الجنائي .. ليبيا كلها لا يوجد بها – ممكن واحد فقط – طبيب للطب الشرعي .. هذا فيما يخص المستهدف في موضوع قطاع الأمن العام .. هذا طبعاً البرنامج الذي الآن تم العمل به فيما يخص قطاع الأمن العام .. هناك إبرام إتفاقيات الآن موجودة الآن عملناها بين ليبيا والدول الأخرى للرفع من كفاءة رجل الأمن والشرطي الليبي .. أيضاً كيف تعلم الشرطة في ليبيا .. الآن الشرطي في ليبيا لابد تكون هناك معايير ومواصفات خاصة للشرطي ، ليس كل واحد يكون في الشرطة .. كيف تكون لديك معامل للبحث الجنائي وكيف تكون قيافة الشرطي الليبي.   الآن قطاع الإتصال الخارجي والتعاون الدولي .. فيما يخص هذا القطاع كانت هناك مشكلة في الماضي بالنسبة لموضوع العمل في الخارج .. ليبيا يا اخوان كان عندها أكبر عدد سفارات في العالم بعد روسيا والولايات المتحدة ، فكان هذا إهداراً للمال العام .. عندنا عدد كبير نحن بعد الولايات المتحدة وروسيا في عدد السفارات في العالم ، و كان السفراء يتم انتقاؤهم وإختيارهم بطريقة أنتم تعرفونها فيها محسوبية وفيها وساطة .. الآن السفراء لابد أن تكون مهيأ من الناحية الدبلوماسية وفيه معهد للتأهيل الدبلوماسي في ليبيا حتى تشرّف وجه ليبيا في الخارج .. وتقليص عدد المكاتب الشعبية و أن تبقى في الأماكن المهمة .. والأموال التي تم توفيرها تزيد بها مرتبات العاملين الآخرين في بقية المكاتب الشعبية وتحسن بها وضع المكاتب في العالم ، بدل ما عامل قرابة مائتي سفارة ووضعها تعبان.   الآن هناك بعض القطاعات .. هناك مثلاً موضوع 750 شركة أجنبية في ليبيا الآن .. منذ الغد هذه الشركات ملزمة بمشاركة الليبيين ، وإلا لا تشتغل هنا .. لم تعد هناك سلعة تدخل إلى ليبيا إلا بعد أن يكون لها وكيل .. وحتى موضوع الوكالات الآن سيتم إعادة النظر فيه .. غير معقول أن أربعة ليبيين يملكون 90 بالمائة من وكالات السلع الإستهلاكية والمعمرة في ليبيا .. هذا غير ممكن .. طبعاً فيه 76  شركة  صغيرة  الآن سيتم  تمليكها .. سنحكي عن موضوع التمليك كيف .. 91 شركة متوسطة و 21 شركة كبيرة هذه الآن منذ الغد يبدأ فيها العمل ، أو من أمس بدأ فيها موضوع التمليك.   هناك موضوع آخر ومهم الذي هو عندنا نعلن عن خطة البناء الكبيرة والإسكان ترتفع أسعار مواد البناء وعلى رأسها الإسمنت وهذا عمل مشكلة.   طبعاً البرنامج الموجود الآن والذي سأتكلم عنه بالتفصيل فيما بعد و هو موضوع خلال عشر سنوات لابد أن يكون هناك مليون شركة ليبية جديدة يتم إنشاؤها في ليبيا .. الليبي يكون عنده ثلاث و أربع شركات .. انظر ليبيا كيف وضعها الآن الحالي أسوأ وضع حالي في الدول النفطية .. انظر الإمارات .. الإمارت يعني 68 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي لديهم يأتيهم من السياحة من التجارة من استثماراتهم في الخارج ، و 32 فقط من ناتجهم يأتي من النفط .. هذا في الإمارات .. حتى كلام القائد إذا كنتم تتذكرون حكى عنه أكثر من 30 سنة و لم نستطع أن نحققه حتى الآن .. ليبيا هي أسوأ وضع في الدول النفطية مقارنة بالسعودية والكويت والجزائر .. أيضا الآن في ليبيا أنت تريد أن تسجل شركة تريد 100 يوم ، فيما بعد تذهب شهراً .. 30 دقيقة تسجل شركة .. هذا سيكون واقعاً ، لم تعد هناك أسئلة أنت من سيشاركك ، أنت من معك ، أنت من وراءك ، أنت احضر ورقاً ، احضر كذا .. سجل شركتك ودبّر رأسك أنت والناس الذين تشتغل معهم ، هذه ليست مشكلة شخص آخر ، هذه مشكلتك ، والناس الشركاء الذين معك لا أحد يوجع لك رأسك .. طبعاً هذا الموضوع يحتاج أيضاً إلى برنامج وطني كبير : كيف تهيء الشباب وتمكنهم وتجعلهم قادرين وتساعدهم وتأخذ بيدهم في موضوع إنشاء الشركات ، و أنه كيف يأخذ التمويل وكيف يأخذ قروضاً ، و أنه كيف يبدأ و أنه كيف ينجح و أنه كيف ينافس .. هذا يريد إعداداً ، وهذا هو البرنامج الذي يبدأ .. مثلاً هنا الحاجة العجيبة المستثمر الأجنبي عنده إعفاءات ، نأتي أنا سيف الإسلام أنت عاد منّا وفينا لا تستحق .. كيف يأتي واحد من سنغافورة تعطونه إعفاء والليبي لا .. كيف تجيء هذه .. وأيضاًً موضوع الوكالات ، الوكالات الآن أنا عملت دراسة يعيش منها آلاف العائلات توزع عليها .. لكن الوضع الحالي أربعة أشخاص يملكون كل الوكالات .. هذا كلام لا يجوز .. الوكالات وتوزيعها يعني بشكل أفقي بحيث تستفيد منها مئات أو آلاف العائلات في ليبيا وليس أربعة أشخاص .. الآن هناك خلل في موضوع الوكالات التجارية ، خلل حقيقي .. كذلك انظروا إلى موضوع المصارف ، هذه أي واحد منكم الآن أنتم الذين موجودون داخل هذه القاعة  يريد أن يذهب إلى المصرف ويرغب في الحصول على تمويل ، تواجهه مجموعة  مشاكل  موجودة  أمامكم ، وكلما  تتحدث مع  المصارف  يقول  لك  نحن بالعكس نحن قرض ونمول .. لمن تقرضون ؟ ..  يقول لك والله أقرضنا مؤسسة النفط ، أقرضنا مصنع الحديد مثلاً ، ( ورقاد الأرياح ) المواطنون البسطاء ؟ .   يقول لك هؤلاء لهم الله .. هذه موجودة الآن أمامكم ، وهذه بناءً على دراسة وضعت وموجودة على أرض الواقع واضحة .. انظروا الآن وضع ليبيا مع بقية الدول في هذا الموضوع ، دائماً في أقل مستوى .. هناك آلات السحب الذاتي تذهب و تأخذ نقوداً وحدك وتضع .. الدولة الوحيدة التي لا توجد بها هذه البطاقات الخاصة بالأئتمان هي ليبيا ، ممكن نحن وكوريا الشمالية فقط .. هذا الوضع الحالي الآن .. والمستهدف ، المستهدف أنك أنت بالتالي تصبح مركزاً مالياً إقليمياً  ..  نهاية هذه السنة البنوك كلها سيتم تخصيصها بحيث تصبح خارج سيطرة الدولة والبنك المركزي ، أيضاً تنافسها البنوك الأجنبية ، والليبيون يعملون مصارف خاصة بحيث في نهاية هذه السنة سيتحرك قطاع البنوك بالكامل وتتخلص البنوك من السيطرة والتحكم من قبل البنك المركزي و الدولة .   طبعاً فيه موضوع مهم هنا ،  وهو ما يخص المصارف والذي هو الضمانات لابد أن تتغير .. تعمل لي ضماناً مائة بالمائة من أين سأوفره ؟ . أنا  » راقد ريح  » وسعر الفائدة أنت عامله مرتفع ، من سيسدده ؟ هناك مشاكل .. أنت المصرف لابد أن تعمل ضمانة من المشروع نفسه .. المشروع يضمن نفسه .. سعر الفائدة لابد أن يتغير حتى يمكن للناس أن تأخذ قروضاً .. أما الآن من يستطيع أن يأخذ قرضاً ؟ مستحيل .. هذا موضوع مهم ونعرفه .. الآن انظر قال لك عزوف المصارف عن تمويل باعثي المشروعات موجود .. هذا حقيقة بالوضع الحالي لا يمكنكم أنتم الموجودين في هذه القاعة أن تحصلوا على قروض وتعملوا مشاريع وتعتمدوا على أنفسكم .. مستحيل هذا .. هذا الوضع هنا مكتوب أنه في بداية السنة القادمة ، ولكن أؤكد لكم أنه من نهاية هذه السنة.   قطاع المواصلات .. الوضع الحالي هذه بعض الإحصائيات .. الآن المستهدف أيضاً خصخصة ليبيانا والمدار وشركات مد الخطوط الأرضية وخدمات الإنترنت .. الخ .. هذه كلها ستكون للشباب لليبيين و لا تتبع الدولة .. وطبعاً هذا المستهدف لمليون خط هاتف ومليون و مليون ومليون ومشروع عشرة آلاف كيلو متر ألياف بصرية ،وموجودة التواريخ .. بالله  يا إخواننا  المهم أنكم ترون التواريخ الموجودة .. هذه تواريخ نحن ملتزمون بها .. كلنا مع بعضنا سننفذها في هذا التاريخ .. يعني انظروا التواريخ هنا موجودة في كل فقرة أمامها تاريخها .. ليس كلاماً على الفارغ دائماً ، كلاماً عاماً سنعمل و سنعمل ، هذا محدد بزمن .   بالنسبة لقطاع النفط  طبعاً بعد الإصلاحات الجارية فيه الآن.. ليبيا في وقت من الأوقات إذا استمرينا على وضعنا الحالي كنا ممكن نستورد النفط وليس نصدر النفط .. لكن الآن بهمة الشباب الليبي الموجود في هذا القطاع هم واعدون أنه خلال الثمانية الأشهر القادمة يصبح إنتاج ليبيا مليوني برميل من النفط .   بالنسبة لقطاع النفط من الآن وصاعداً معروف بالنسبة إلى بعض الحقول التي موجود بها نفط ومعروفة وبعض مشاريع البتروكيماويات وبعض الشركات النفطية المربحة هذه لن نسمح للأجانب بتملكها أو أنهم يأخذونها ، هذه ستكون لليبيين و لأول مرة .. هذه الشركات الآن التي خلال هذه السنة – ممكن نحن كلنا نملك فيها نحن الموجودين في القاعة والذين في الخارج والذين في بنغازي وفي طرابلس وفي البردي وفي سبها .. هذه الشركات القائمة الآن موجودة – و بعد ذلك سنحكي كيف يكون موضوع التمليك .. هذا موضوع مهم جداً .. ليس التمليك الأول الذي كان فيه قولان .. هذا فيما يخص العاملين في هذا القطاع سيكونون 77 ألفاً ، طبعاً الليبيين .. فيه حاجة هنا فيما يخص موضوع مرتبات قطاع النفط ، أما الذين يشتغلون في الشركات الوطنية .. لكن الليبيين إلى حد قريب كان الذين يشتغلون في الشركات الأجنبية النفطية كان ممنوعاً على الأجنبي أنه يعطي راتباً لليبي مثل الأجنبي ، يعني هما الاثنان مهندسان في الحفر مثلاً هذا يأخذ 15 ألف دولار في الشهر وهذا يأخذ مائتي دينار .. الشركة تريد أن تعطيه نحن نقول لها لا تعطه .. مع أن هما الاثنان يشتغلان و عندهما نفس الشهادة ونفس الكفاءة ونفس الشركة .. الآن بالنسبة لسقف هذه المرتبات هذا يخص الذين اشتغلوا في الشركات الوطنية .. أما الليبيون الذين اشتغلوا مع شركات أجنبية فالشركات الأجنبية مجبرة أن تعطيهم مثلهم مثل زملائهم الأجانب .. هذا موضوع الكهرباء والمياه ، وأنا أحكي أكثر حاجة على موضوع المياه لأن هذا فعلاً موضوع مشكلة .. تأتي إلى منطقة تناقشهم ، يقول لك أول حاجة قبل أن تناقشنا وفر لنا الماء نريد أن نشرب ، بعد ذلك  نتحدث عن  المواضيع الباقية ، ولهذا ذهبنا إلى درنة وسوسة وإلى الزاوية وإلى زوارة وعملت بسرعة قياسية جدا … قبل التفاوض … التفاوض والتعاقد .. غير التفاوض فقط … يحتاج إلى سنتين ثلاث والتعاقد سنتين وتبقى الناس المحتاجة خمس سنوات ينتظرون المياه … هذه غير منطقية ، هذه كلها موجودة بتاريخها  » مش حوش في الماء  » هذا كله لحل مشكلة المياه التي هي أكبر مشكلة في ليبيا ، وأنتم تعرفون ذلك وأعتقد أن معظم المناطق التي زرناها وتلاقينا فيها أول موضوع الإخوان يطرحونه هو موضوع المياه … طبعا عندما نقصد مدينة طبرق وضواحيها نقصد بها إلى السلوم والبردي هذه موجودة كلها التي هي تحت التعاقد وتحت التنفيذ … هذه الإحصائيات الخاصة بليبيا طبعا … هذه طبعا مشكلة انقطاع الكهرباء ومشكلة الكهرباء واضحة كل محطة ومتى يتم تنفيذ بنائها واضحة ومحددة .. كل محطة ومنطقتها أين وكم إنتاجها ومتى زمن الانتهاء من تنفيذها … المستهدف هذا أيضا من الغد … المشاريع الزراعية و التابعة  للدولة هذه كلها توزع على المواطنين … طبعا واضحة توزيع المناطق … هذه الاماكن معروفة وكثير من الإخوان سألتموني عن هذه المشاريع وهذه المزارع ، وهل ستملك لنا أم لا ؟ أم تبقى للدولة … هناك نقطة هنا مهمة هنا فيه  » نكته  » لما كنا في مدينة اجدابيا وكنا نحكي ، فجاء واحد من الاخوان وأكيد موجود هنا اليوم فقال : اسمع … مليون كمبيوتر … مليون خط هاتف …. نحن نريد مليون قنطار علفة … العلفة هي المهمة …. فقال نحن كلنا  » البوادي   » نعيش على  هذه الخدمة ، ونحن العلفة عندنا أهم من الكمبيوتر … فقلت له يا حاج ربما نعطيك قرضا وتصنع قاربا وتأخذ السمك … قال هذه لا أصنعها … قلت له رب دواجن ، قال لا ، توجد انفلونرا الطيور .. قلت له ما الحل ؟ … قال العالم كله يعطي دعما لمربي الحيوانات خاصة في اوقات الجفاف وقلة الامطار .. وهذا من حقنا … فعلا هذا من حقهم مع مليون كمبيوتر مليون قنطار علفة .   فيما يخص قطاع السياحة المهم … المستهدف الآن في قطاع السياحة… المشكلة التي حصلت المدة الماضية في هذا المجال … التي قلنا إذا كل الاماكن … الآن السياحة ستنطلق الآن من الشهر القادم بناء الفنادق والمرافق السياحية  …. لكن نحن عملنا مشكلة وكثير من الاخوان عرفوها … اذا اعطينا كل الاماكن والاراضي المهمة على الساحل الليبي وفي الجنوب لاجانب نحن الليبيين ماذا بقى لنا ؟ بالتالي الليبيون عندهم مشكلة … قالوا انتم كل الاماكن الجيدة في المدن وعلى الشواطئ  تم تخصيصها لمستثمرين أجانب .. اذن بعد خمس سنوات ، عشر سنوات المستثمر الليبي ماذا بقي له ؟ … ولهذا الآن وضع برنامج أن الأراضي المهمة والتي هي ذات جودة معينة هذه لليبيين … سيدخل أحنبي يجب أن يدخل معه ليبي.   سأجيب على كل الاسئلة … الوضع الحالي للشباب والرياضة ، هذا الذي امامكم الآن ، لكي ننطلق الى المستهدف إذا كان الوضع الحالي  معروفا ، فيما يخص دعم الاندية الرياضية …  توجد هنا مشكلة في ليبيا … الاندية الرياضية أصبحت حقيقة كل منطقة في ليبيا عندها نادي … وكل مدينة عندها نادي … بالنسبة للاندية  التي موجودة الآن ،  وهناك بعض الاماكن لا توجد بها أندية …الآن هناك موضوع أنا اسميه التسول الرياضي …. كل نادي ماشي يبحث يقول انا اذهب لفلان وعلان ، وهذا يحصل لي دعما وهذا يحصل لي كذا ، ويا سيف الإسلام ارجوك نريد فلانا هو رئيس النادي … لماذا ….ما دخله في الرياضة . يقول لك لا هذا مسؤول في الدولة أو ضابط بالك يحصل لنا دعما ويوفر لنا الامكانيات  ويوفر لنا لاعبين ، ويوفر لنا كذا … هذا نادي مغضوب عليه … هذا نادي مرضي عليه … هذا نادي جيد … وهكذا … وصارت فيه مشاكل … باختصار شديد في الموضوع  لحل النوادي ، لأن الليبين لا بد أن يتقسموا … موجودون في قرى كل هذه المدن والقرى موجودة فيها أندية رياضية ، وبالتالي كل ليبي هو عضو في نادي  ورياضتك تمارسها في هذا النادي … في هذه المؤسسة الرياضية .   البرنامج الآن الحل …. وهذا أفضل حل للخروج من موضوع التسول الرياضي …. ولا نعد نحتاج … لماذا نحتاج لفلان او نمشي لسيف الاسلام أو فلان أو نريد الضابط الفلاني او المسؤول الفلاني …. الأندية الآن نعتبر أنفسنا نحن بدأنا من الصفر ، الدولة والمجتمع يتكفل باعادة تأهيل وبناء هذه الاندية بشكل لائق وشكل نموذجي ودعمها الآن كأنها تقام ولأول مرة وتعطي الدعم حتى تقف على ارجلها وتصل المستوى  المطلوب … وبعد ذلك في ليبيا يوجد برنامج ، وهذا الآن سائرون فيه ، ويبدأ من الغد … نبدأ فيه غدا ان شاء الله … هو ان الشركات الاجنبية العاملة في لبيبا والشركات الليبية المحلية تتوزع على هذه الاندية وهي تقوم بالدعم لها  … ولا تعد انت تستحق لا لسيف الاسلام ولا زيد ولا عبيد في هذا الموضوع ….طبعا بالاضافة  الا ان لا بد فيه مراكز رياصية للناس … يعني مرات انت تعمل مكانا عاما للرياضة الذي عنده دخل محدود لا يقدر ان يأخذ عضوية في نادي رياضي خاص ، العضوية غالية عليه .   العالم كله يعمل في مراكز رياضية لكي تتريض الناس فيها … وتكون شعبية ، حتى الذي دخله محدود يقدران يشترك فيها ويمارس الرياضة فيها …. هذه غائبة في ليبيا … وهذه تعمل في المدن خاصة في المدن الرئيسية ، بالاضافة الى الاندية بالاضافة الى المدن الرياضية .   فبالنسبة للاندية الرياضية  من اليوم فصاعدا لن تبحث عن احد ولا هناك داعي نريد الضابط الفلاني ولا هناك داعي نريد المسؤول الفلاني ولا هناك داعي نتملق احدا ولا فيه داعي ان تجروا وراء احد …. هذه اندية فيها كل الليبيين وهذه أموال الليبيين ولا يوجد احد يتجمل عليكم ….   الآن هناك موضوع المدن … نحن في ليبيا عندنا مشكلة … أصبحت الآن  فيه حاجة اسمها البناء العشوائي والبناء خارج المخططات ، وان كل واحد يبني على كيفه  ، وزمان اتوا خوتنا المصريين عملوا لنا طرازا مختلفا ، جاء بعدهم الكوريون عملوا لنا بناء كوريا … اتينا نحن الشركات المحلية عملنا حاجة … وأصبحت  فوضى عارمة … هذا الموضوع كله الآن أنتم مثلما تعرفون يجب أن ينظم وأنتم تعرفون ان نحن مررنا على معظم المدن في ليبيا ورأيناها وطرنا فوقها بالطائرات واستطلعناها ، والآن لأول مرة في اكبر عملية تخريط واكبر عملية تخطيط عمراني في العالم موجودة في ليبيا لعلمكم الخاص والفرق منتشرة  في كل مكان لإعادة هيكلة و اعادة تجميل واعادة تكوين المدن الليبية  من جديد ، لأن المدن الليبية أصبحت مثل الجسم  » المسخ  » العجين ذاهبة هكذا لا تعرف اين حدها ولا أين مركز المدينة ، كلها داخلة في بعضها فوضى عارمة ، واعتقد كلكم تعرفون العمل الذي هو جار في هذا الموضوع …  طبعا بالنسبة لشركات البناء والمكاتب الهندسية ، الأجانب القادمون ممنوع مكتب هندسي أو شركة بناء او تخطيط لا بد ان  تتشارك مع الليبيين وكل منطقة بمكاتبها ومهندسيها الذين فيها ، والا نحن نبقى طول عمرنا نأتي الى الكوريين  ويأتينا الاتراك والقبارصة ويبنون عندنا ونحن لا نتعلم ولا نستفيد  .. الناس نعرفهم اتوا عاملين حقيبة اصبحوا مليونيرية  واصبح عندهم شركات عابرة للقارات ، كلها من اموالنا نحن ، ونحن لم نعملها لوحدنا … هذا ما يخص قطاع الاسكان والتخطيط العمراني … الخطوط العريضة والرئيسية للخطة هذا موضوع مهم موضوع 420الف وحدة سكنية هذا مثل الفيل الأبيض دائما يتكلمون عنه … مرة نسميها 20ألف وحدة سكنية / ومرة نسميها 40 الف وحدة سكنية ، ومرة نسميها 100 ألف وحدة سكنية ، ولم نعرفها ، ومرة يقولون طلعت في طرابلس ومرة في بنغازي … قالوا لا طلعت لا أعرف أين ….  » مثل الغولة  » مشروع قديم جدا .   فالآن الاسكان كي تكون الفكرة واضحة عند ذوي الدخل المحدود الذين منهم 300 ألف مواطن يقيمون في المناطق التي نسميها مناطق متخلفة  …. هؤلاء هم المستهدفون بال420 ألف وحدة سكنية …   والآن بالله لو سمحتم  تركزون على المدة الزمنية وعلى الارقام وأيضا  فيما يخص القرض الاسكاني ، لأننا الآن سنحاول أن نتحكم في الاسعار في ليبيا ، ولكن أسعار مواد البناء وخاصة الاسمنت مرتفعة في العالم كله ، فعندما تأتي وتقول لي اصنع لي بيتا  بـ 200 دينار المتر المسقوف ، يعني أنت حكمت علي أن أعيش في كوخ العصر الحديث … فالأكواخ الجديدة الآن لم تعد صفيحا …. ولكن منزل ب 200 دينار .. وأنا أرى حتى بـ 400 في المستقبل … سيعاد فيها النظر بالتأكيد … الآن هناك ذوو الدخل المحدود … هؤلاء مسؤولية الدولة …. والآن مشروع  الــ 420 ألف وحدة سكنية …. السكن الاستثماري … مثل ما وقعت مجموعة  »  تعمير  »  هنا بعشرين مليارا في منطقة الوادي الشرقي … يأتي أناس من الخارج ….. يشاركون ليبيين … يأتون لوحدهم يستثمرون … مسموح … وهذه نقطة مهمة … يأتي الليبيون  … شركات أفراد  … تقول فقط التزم بالمخطط و المواصفات المعمارية والهندسية .. وأنت أجر وبع …. لا يكلمك احد …. أنا المهم عندي الفئات ذات الدخل المحدود … هذا مسؤولية الدولة … لا نتركك تحتاج … ولكن أيضا تريد أن تبني وتؤجر لأجانب لليبيين لشركة لسفارة ، هذا مسموح … لم تعد هناك قيود عليه … هذه نقطة مهمة جدا .   يعني ليبيا يكون فيها ثلاث أنواع من السكن … أو المؤسسات الإسكانية … ذوو الدخل المحدود .. والسكن الاستثماري لليبيين .. أكرر لليبيين .. وللأجانب .. وأيضا السكن الخاص … كل واحد يصنع بيته لوحده .   هناك مشروع الطريق الساحلي … هذا من ضمن تخصصاتي … باعتبار مؤسسة القذافي عندها جمعية لحقوق الإنسان … أكبر جريمة وهي جريمة صامته  في ليبيا هذه … تفضلوا انظروا عدد الضحايا من الطرق مقارنة بالدول الأخرى … هؤلاء الضحايا من غير الجرحى ومن غير الخسائر المادية.   هذا فيما يخص الطريق الساحلي …. هذا المستهدف الآن الحالي لو سمحتم انتبهوا إلى العبارة المجودة فيه … فيه عبارات مهمة .. هذا الموضوع الذي تتحدثون عنه وهو الإنماء الاقتصادي …. نأتي إلى إحدى النقاط المهمة …. الآن ليبيا لديها رقم كبير جدا خاصة بعد ارتفاع أسعار النفط من العوائد النفطية … الآن موجودة عدة محافظ ، إذا هذه المحافظ تركناها تشتغل بالوضعية المعتادة ، والتي هي الدولة لديها محفظة و لديها شركة و تستثمر في العالم كله ، إذن هنا لم يحدث شيء ، الآن الوضع الحالي كيف ؟ و هذا تحد كبير … هذه المحافظ التي ستمكننا نحن الليبيين، و هذا كلام مهم جدا لأنني سأتكلم عنه اليوم بشكل مختصر ، لأن الوقت لا يسمح ، لكن بعدها ستأتيكم التفاصيل … نحن نتيجة أن القطاع الخاص و النشاط الخاص توقف في فترة معينة في ليبيا و خاصة في الثمانينات و الناس التي لديها حتى مدخرات أو عندها أصول تمت مصادرتها أو أخذها و توقفت عن الإنتاج ، فنحن وجدنا فجأة بعد رجوع الليبيين لمزاولة القطاع الخاص أنك أنت ليس لديك مدخرات كافية ، فأنت كيف تريد أن تستثمر ؟ وكيف تريد مشاركة الأجنبي ؟ هنا جوهر الموضوع كله يكمن في هذا الموضوع … حسنا أنت تريد بيع « ليبيانا » و بيع « المدار » الآن وبيع المصارف و تريد ان تفتح حقول النفط للاستثمار فيها .. جيد .. لكن نحن الليبيين ليس لدينا مدخرات كافية ، كيف نحن سنتمكن من امتلاك هذه الأصول ؟ من خلال هذه الصناديق .. هذه الصناديق هي التي في الأول تستثمر و بعد ذلك تحول لك أنت الملكية بالية مالية ستعرض عليكم بالتفصيل ، لأن من غير استعمال عوائد النفط لتمكين الليبيين من التملك في هذه الأصول و في هذه المنشات ، الليبيون نحن غالبيتنا العظمى لا توجد عندنا مدخرات كافية تمكننا من أن نساهم في عملية الخصخصة  و الإنتاج و نأخذ هذه القروض  … نحن معظمنا لا يوجد عندنا مدخرات كافية وليس عندنا رأس المال الكافي لهذا الموضوع ، و لهذا تنطلق الآن مبادرة المليون محفظة استثمارية وهي موجودة أمامكم واضحة .   صندوق التشغيل هذا الآن عندك  أنت مشاريع إعمار و إسكان و طرق و سياحة وإلى أخره ، هذه كلها تمتص جزءا كبيرا من البطالة ، و هذه المحافظ تمكنك أنت من المشاركة في هذه العملية ، ولكن مازال هناك أناس أحيانا لا يتمكنون من الحصول على فرصة عمل .. هذا هل نحكم عليه نحن مثلما هو الان كان العلاج في الخارج تم توقيفه و الآن سيفتتح بشكل جديد حقيقي لأنك أنت إذا أوقفت العلاج بالخارج و قلت لابد كل الناس يعالجون في الداخل فقط ، المعنى انك حكمت على كثير من الناس بالإعدام … نفس الشيء فيما يخص موضوع التشغيل … هناك الكثير من الناس لن يتمكنوا من أول يوم أو أول شهر أو ثاني شهر  … ما هو الحل ؟.   الحل هنا موجود … صرف منحة للباحثين عن عمل … كيف يصير .. هذه فكرة موجودة …. موجودة في العالم كله … أنت عاطل عمل يأتونك مرة يعطونك منحة … يسجلونك … ثم يقولون لك تعال هناك نقص في الحرفة الفلانية تعال تدرب فيها لأن عليها طلبا … ثم يكلمونك يقولون لك وجدنا لك عملا .. مرة و أثنتين و ثلاثا .. و بعد ذلك إذا الشخص يقولون له تدرب ولم يتدرب … قالوا له تعالى وجدنا لك شغلا ، ولم يأت ، تقطع عليه المنحة .. لكن المرة الأولى الذي لم يتحصل على منحة حكمت عليه بأن يشحت أو يسرق  … واضح موضوع التشغيل .   فيما يخص موضوع المرتبات … العالم كله يتكلم عن الحد الأدنى للأجور …. هناك حد أدنى في كل دولة لا يجب أن الأجور تنزل تحته … يفترض مند الغد أن يكون الحد الأدنى للناس التي تشتغل في القطاع العام و يشتغلون في الدولة … ممنوع أقل من 200 دينار يعني أي مرتب أقل من 200 دينار من الغد يفترض أن يكون تاريخا …. خلاص ماض غير موجود لأن العالم كله يتحدث عن شيء اسمه الحد الأدنى للأجور .. بالنسبة للناس الذين يشتغلون في القطاع الخاص ممنوع من الان اقل من 250 دينارا … هذا اقل شيء.   فيما يخص موضوع المرتبات الآن الفكرة الآتية  … هي واضحة انك أنت موضوع مساهمة الدولة في تقاعدك تريد أن تتركه يستمر ، يستمر … تقول أنا تقاعدي لا أريد الدولة أن تساعدني  فيه … أعطوه لي نقدا ، وأنا سأصنع تأميني الخاص … الآن ستتكون صناديق تأمين خاص ، و بالتالي يصبح الموظف يتقاضى 13 شهرا و ليس 12 شهرا … واضحة  .. فموضوع النظام التقاعدي  .. أي واحد يقول إن الدولة لا تساهم لي ، معناها لا تساهم ، ولكن يأخذ راتب 13 شهرا بدلا من 12 شهرا   أو يقول أنا دع البرنامج ذاهبا مثلما هو .. طبعا الآن قطاعات كثيرة الآن ( تحررت ) الأجور التي لديها النفط و المستشفيات التعليمية مثل الشركات التي الآن موجودة الخدمية و الإنتاجية و أيضا هناك حتى في المراكز القيادية ، ومعروفة لماذا هو المعاش .. عندما تقول معاش أساسي .. لم يعد في حاجة 200 دينار هذا اقل راتب أساسي أو غير أساسي انتهت أقل من 200 لا يوجد …   هناك موضوع أخر أيضا أحب أن أشرحه و يكون مهما جدا لأن هذا أكثر موضوع الآن حساسية ، و هذا الموضوع الوحيد الذي نحن ممكن نذهب فيه و نرد ونذهب و نأكل و نقيس و نذهب و نجرب و ممكن أيضا في فترة نقول لا ، لا يعجبنا ، أو ممكن ينجح نجاحا باهرا و يستمر .. انظر الآن هذا  حجم الدعم الخاص بالدولة أكرر مرة أخرى ال200 دينار هذه بغض النظر عن أي واحد، أساسي قلنا أقل هذا الحد الأدنى، ممنوع لا يوجد أقل من    200دينار، هذه واضحة لا أعيدها.. يعني حتى أفهمكم يعني واحد يأتون ويعطونه راتبا 199 دينارا يرفع قضية شكوى معناه هذه جريمة.. انظر الذي في المنتصف هذا الفاقد يعني هناك مرتبات وهمية.. يعني هذا أشياء ضائعة.. فيه نصب.. فيه احتيال .. فيه سرقة.. دعم المفروض أن يأتي إليكم، يأتي لنا كلنا، لكن اختفى في النصف…من يأخذه؟.. يأخذه أناس محتالون.   واضحة هذه أمامكم.. قروض.. هذا متوسط دخل الفرد.. تفضل هذا دعم الدولة.. هذا الدخل الكلي المفترض للعاملين، يعني أنت المفترض أن يأتي لك الدخل الكلي 808 دنانير.. انظر الفاقد أين..210.. هذه ضائعة.. مفقودات نتيجة النصب والاحتيال والأسماء الوهمية والناس التي هي ميتة..انظروا الفاقد انتبهوا بالله للأرقام يا شباب انتبهوا للأرقام بالله انتبهوا أرجوكم..   الآن انظر عدد سكان ليبيا عام 2003 كان الرقم خمسة ملايين فاصلة كذا.. عام 2006 أصبح خمسة فاصلة كذا..المساهمون الذين نحن نحكي عنهم المساهمون ستة ملايين..يعني نحن عندنا الفاقد مليون فاصلة واحد وهميون…هؤلاء ليسوا ليبيين غير معروفين من أين..   هده نقطة مهمة نحن الليبيين عددنا خمسة ملايين، وهنا المساهمون ستة ملايين، يعني أن هناك شعبا آخر ساكنا معنا نحن لا نعرفه   الآن الفكرة.. هل نحن نستمر في الدعم بوضعه الحالي.. الدعم يعني وجود شعب آخر مليون و 200 ألف شخص وهمي معنا…أو نحن الليبيين نقرر وهذا كلام مهم..لان هذا لم يقرره سيف الإسلام.. نقرره كلنا نحن الليبيين…هدا قرار مهم جدا.   القرار المهم بالنسبة للدعم….هل يستمر الدعم وأنت مفترض انك تأخذه…لكن الذي يصل لك هو هذا، أو نتخلص منها.. تقول بدل أن تعطيني هذا الدعم اعطني فلوسا نقديا…زد لي راتبي…وأنا حر أتصرف كما أشاء..كل هدا الدعم الذي تتحدثون عنه…وهو 8،9 مليار…توزع المرتبات وتأخذه الناس نقديا…بعد ذلك انا اشتري به سكر…قمح…ادرس به…ادخره…أوفره…أنا حر…هناك أمران مهمان….إما أن يستمر الوضع الحالي ويستمر الشعب يوكل ويعطي في بنزين مخفض لمليون و200 ألف آخرين وهميين..أو أن يعطوا لنا في أيدينا الأموال ونتصرف فيهم كيفما نشاء…ولكن هناك نقطتين….نقطة…إذا الليبيون اقروها في المؤتمرات الشعبية ولكن لم تنفذ، لكن المؤتمرات عرض عليها هذا الموضوع ان الدعم بدل أن تعطيه لي أنت نقديا، تقول لي أنت خذ خمسة كيلو سكر.. و2كيلو شاي…لا …أنت أعطيني النقود وأتصرف كيف أشاء…. ربما أنا لا أحب السكر كثيرا…لا أحب الخبز كثيرا…أنا حر لا تتدخل في… لكن في نفس الوقت ستكون هناك فئات…مثلا هناك واحد راع قاعد في الصحراء يرعى… لا هو موظف ولا يأخذ مرتبا…لا يشتغل  في قطاع خاص …كيف يكون وضعه…هذا السؤال؟…يأتي عشرة…عشرون….ثلاثون ألفا…أربعون ألفا مثلا…يقولون نحن لسنا موجودين…لا نتقاضى مرتبات..انتم الذين تتقاضون مرتبات تستفيدون…لكن أنا راع قاعد في الصحراء ليس عندي مرتبات كيف اصنع…هنا….إذا الخطة طبقت…دور صندوق الضمان الاجتماعي يعطيك الدعم مباشرا…وأيضا إذا هذه الخطة تطبق بالتدريج وكل مرة نجد أن هناك فئة تتضرر، نأتي بصندوق التضامن كي يساعدها …وهكذا بالتدريج حتى في الأخير هذا الدعم الذي وضعته الدولة لليبيين نأخذه نحن نقديا وفي مرتباتنا ونحن أحرار نتصرف فيه ونتخلص من المليون و 200 ألف شخص وهمي الذين يأكلون رزقنا.   فيما يخص الحكومة الالكترونية الآن فيما يخص ربط كل مدن ليبيا بالألياف البصرية وأيضا بشبكات النقال وبغيرها، الآن ليس هناك داع وليس لك دخل أنت المقر الإداري في طرابلس أو في سرت أو في، أو في، أنت عبارة عن كل شي من بيتك تسجل شركتك وتشكي ويردون عليك ويكلمونك هذا الآن خاصة في وجود انه في كل بيت جهاز كمبيوتر وكل بيت مربوط بالألياف البصرية..أنت ليس هناك داع تأخذ ورقة وتخرج من سبها وتأتى لطرابلس وترجع وتعمل حادثا في الطريق وتسكن يوما في الفندق، وبعد ذلك الشعب الليبي ليس عنده رقم وطني، وكل ليبي عنده بطاقة واحدة فيها كل شي فيها بطاقته الصحية وفيها البطاقة الشخصية ورخصة القيادة كله في بطاقة واحدة..    نأتي الآن إلى موضوع سياسي….موضوع الديمقراطية المباشرة الذي هو طبعا الآن أنت الموضوع تعرفونه… من يضع جدول الأعمال….كيف يتم وضعه….قانون يذهب قانون يخرج…نعطيكم مثالا بسيطا في موضوع قانون الصحافة….لما اجتمعنا نحن بالصحفيين وعملنا اجتماعا مع إخواننا في الصحافة وعملوا مشروع قانون نقابة الصحفيين وعملوا ميثاق العمل الصحفي وهذا ذهب إلى مؤتمر الشعب في المؤتمر الشعب العام، ووزعوه على الناس وبعدما وزعوه على الناس على المؤتمرات الشعبية اقر رجع أتضح أن القانون الذي ذهب أصلا الذي عملته لا النقابة ولا أمانة الصحافة، وبعد ذلك اكتشفنا أن أمانة مؤتمر الشعب العام هي نفسها ليس عندها أي علم وكيف أتى لها القانون، فهناك فوضى حتى لا نتهم يمينا ويسارا الناس، هي أصلا هناك فوضى موجودة حاليا وتدني المشاركة في الحضور والصياغة الركيكة، ولما تأتي المؤتمرات نقفل البلاد شهرا ، الناس لم تعد تشتغل…   المستهدف: نريد أن نعمل ديمقراطية مباشرة. الديمقراطية المباشرة إلكترونية كلها بالنقال وكلها بالكمبيوتر، ليس هناك داع كلنا نجتمع ونحضر ونضيع وقتا، الصحافة والإعلام هذا موضوع خاص بالصحفيين، من الغد تبدأ الأكشاك والصحافة الأجنبية والصحافة العربية والصحافة الليبية، والناس تقرا..ولا يحكمون علينا انه لازم نقرا ثلاث صحف ركيكة ليبية…الشعب الليبي لازم تحكم عليه انه لازم كل ليبي وليبية يقرؤون ثلاث صحف ركيكة وعندما تقرؤها والصبح تأخذها في يدك يبقى الحبر في يدك يتعبك…هذه انتهت خلاص.   بالنسبة لمبادرات المليون… وهذه هي النقطة التي جاءتني في الورقة حاليا فيما يخص سيارات الشباب هناك نقطة هذه اجعلوها مسك الختام…بالنسبة لسيارات الشباب…العينة…عينات السيارات موجودة وخارج هذه القاعة التي ستأتيكم موجودة وخارج هذه القاعة….شاهدو عيناتكم ، ومثلما وعدتكم وقلت لكم انتهت الآن خلال آخر واحد سيستلم سيارته الذين اخذوا نقودكم وراحت عليكم خلال الثلاثين يوما.. من اليوم انتهت.   (المصدر: موقع مؤسسة القذافي للتنمية بتاريخ 24 أوت 2006) الرابط: http://www.gdf.org.ly/arabic/main.htm

قيام المقاومة تباشير من أجل فلسفة المستقبل
 
زهير الخويلدي
 » الأنا تضع نفسها حين تقاوم » [فخته][1] « فأينما  توجد سلطة توجد مقاومة  » [فوكو][2]

إذا كان غرضنا هو صنع المستقبل والتشجيع على الصبر والوعي والإبداع والدفاع عن حق الأمة في الوجود بالاستماتة والاستثبات فانه من اللازم أن تكون فلسفتنا المنبعثة من ركام القرون الوسطى وحطام الاستبداد ورحم الاستعمار فلسفة مقاومة ونظرية في الثورة والنضال تتقن لعبة السياسة وتضع يدها على سياسة اللعبة العالمية وذلك بالاقتدار على الجمع بين حنكة السياسيين وأخلاق العلماء وشجاعة المحاربين من المدافعين عن الكرامة وكذلك بإعادة تعريف السياسة تعريف راشدا والتوجه على التو نحو الممارسة والفعل من أجل تحرير الأرض وصون العرض والذب عن الأوطان. ما يسترعي الانتباه أنه قد شاع رأي فاسد حول المقاومة مفاده أنها مجرد رد فعل ورجع صدى, فسلطة الاحتلال هي الوجه والفعل والمقاومة هي القفا والشكل الأقصى للانفعال,وبالتالي نعثر على تسلط وتوسع لإرادة الطغيان من جهة يقابله رفض وعصيان وتمرد على هذه السلطة الغاشمة من جهة أخرى. على هذا النحو يزعم مروجو هذه الدعوى أن المقاومة تشكل بالنسبة للسيطرة الاستعمارية الامبريالية  والتوسع الاستيطاني الصهيوني وجهها الآخر المنفعل على الدوام والمعرض للهزيمة اللامتناهية ومعنى ذلك أن مجهود المقاومين ليس بالضرورة سيكلل بالنجاح حتى وان توفرت فيه مجموعة من الشروط والمبادئ. وقد عزز أصحاب هذا الرأي موقفهم بمجموعة من الحجج والبراهين التاريخية والفكرية مثل: – نهاية التاريخ وموت الآلهة. – ميلاد الإنسان الأخير وخلع الفرد الواعي من عرشه وتبعيته لللاوعي . – لا نقدر على الإفلات من قبضة العولمة الاختراقية, فالعالم أصبح قرية صغيرة. – لا وجود لخارج مطلق بالنسبة للسلطة وحتى المقاومة لابد أن تكون من داخل هذه السلطة ومن أجل إكسابها المزيد من المشروعية. – الاستعمار هو مكر العقل الكلي على مسرح التاريخ وهو المكر الذي لا راد له. – دخول عصر إمبراطوري يتميز بانتكاسة مفهوم الدولة الأمة وسطوع نجم اللاوطنية الجذرية وانتشار إيديولوجيا ما بعد القومية. فهل يعقل ألا تقوم مقاومة من طرف أمة تتعرض للعدوان وتستهدف بناها التحتية من طرف الاستعمار؟  من ينهي سلطة الاحتلال ؟ هل هو الضحية الذي وقع عليه الفعل بإيمانه بحق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها وبإيمانه بحقه المشروع في المقاومة أم الجلاد المعتدي عندما يوبخه ضميره يستيقظ فيه صوت الروح ويعود إلى رشده ويستعيد ما في جبلته من إنسانية ؟  لماذا تريد الامبريالية وربيبتها الصهيونية أن تربط اسم المقاومة لدينا بتهمة الإرهاب؟ أليس الإرهاب مجرد كلمة اخترعتها الفئات المسيطرة من أجل الهيمنة على الآخرين؟ هل نتنصل من المقاومة كي لا نتهم بالإرهاب أم ينبغي الإشادة بها وإسنادها بالفلسفة التي تنقصها؟  ولكن أليس من اللائق بالنسبة الينا أن نعلن دون مواربة ولا تردد أنه: حيث تكون سلطة استعمارية استيطانية تقوم مقاومة وصمود وتصدي؟ ما يجدر ملاحظته هو اقتران خطر الاستعمار بقيام نقاط مقاومة كثيرة تناهض هذه العولمة وتقوض أركان المعتدين وتكيل لهم الصاع صاعين ويحركها المبدأ الحقوقي الكوني: العين بالعين والسن بالسن والبادء أظلم, وتلعب نقط المقاومة هذه في العلاقات السلطوية الدولية دور الخصم والهدف والدعامة  والمتكأ وتؤدي مهمة الدليل والمرشد والسند الشرعي والسبب الموضوعي للشعوب المضطهدة والمظلومة, ترفض منطق الغطرسة وتحاول فرض قوة المنطق وترى أن الحق يعلو ولا يعلى عليه, تفكك علاقات المصلحة والهيمنة وتستبدلها بعلاقات التعايش وحسن الجوار وأخلاق الضيافة على أساس احترام متبادل وإنصاف.  اللافت للنظر أن المقاومة ليست خديعة أو وعد لا ينبغي أن يوفى به بل هي ترتسم كالمقابل العنيد الذي لا يمحي للاحتلال وتشكل الطرف النقيض في علاقات الهيمنة والقوة الضاربة للذين اغتصبت ديارهم واكتووا بنار العولمة الملتهبة. إذ يقول روجي غارودي في هذا السياق:  « لم تنجح إرشادات الكنيسة والثورات الاقتصادية والسياسية في تغيير الإنسان والعالم فقد مر مبشرون سماويون عاجزون وثوار كثر أرادوا تغيير كل شيء إلا أنفسهم ويجب أخيرا تصور ما بعد العصرية. العصرية تقوم على الظن بان العلم والتقنية هما معيارا التقدم الوحيدين (…) نحن نعيش تحت احتلال جديد احتلال غريب بالنسبة للإنسان: انه احتلال وسائل الإعلان والتلفزيون. يجب تنظيم شبكات مقاومة لللامعنى وتحويل جهود كل الذين يريدون أن يكون لحياتهم معنى. حياتهم كلها: العمل، الانتاج، الخلق، الفنون. »[3] والحق أنه لا توجد مقاومة واحدة بل عدة مقاومات: 1- هناك المقاومات الممكنة التلقائية المنعزلة والمستكينة والميالة إلى الصلح والمتضاربة وهي المقاومات السلمية الهادئة الثقافية والاجتماعية والسياسية(المعارضة) بالمشاركة من خلال الهوية السردية في صنع العالمية. 2- وهناك المقاومات الضرورية المشروعة, غير المحتملة والعنيفة في نظر الدوائر الأجنبية والهادفة إلى مصلحة محددة سلفا وهي طرد الاحتلال ومناهضة العولمة بكل ما أعدت لها من قوة. نقط المقاومة هذه حاضرة في كل مكان من شبكة السلطة الغازية, فلا وجود لمثلث واحد للموت أو مكان وحيد منعزل رافض لتواجد الأجنبي هو مكان التمرد المطلق وإنما روح الصمود متغلغلة في كل الأنفس وبوصلة المقاومة تمثل المعين الذي لا ينضب للانتفاضة, تهذب جميع التمردات وتجعل أشكال النزاعات توطئة من أجل ثورة شاملة. ثمة مقاومات الآن في الحضارة المهددة بالاندثار لحظة القطيعة الكارثية وليس مجرد مقاومة واحدة, إنها حالات واستراتيجيات تنتمي إلى أنواع كثيرة وتقوم بها أطياف عديدة ولا تتوخى أسلوبا واحدا ولا تتبع منهجا مشتركا بل إنها لا تمتلك هدفا بعينه لوجودها فهي تتحرك فوق برك من الوحل وأراضي ملغمة وتقطن فوق حقل من القوى المتصارعة والمتحركة. يقول ادغر موران : « Pire, il est possible qu’une nouvelle grande barbarie déferle et qu’il nous faille abandonner tout espoir d’hypercomplexité. Mais, même alors, amour fraternel, intelligence consciente, là où ils seront à l’œuvre, constitueront non seulement la véritable résistance, mais le resourcement et le recours permanent dans la lutte interminable contre la cruauté. »[4] لكن ماذا تعني بالنسبة إلينا في الحضارة العربية الإسلامية  » فلسفة المقاومة  » ؟ ما المقصود بقيام المقاومة من وجهة نظر عربية إسلامية ؟ إذا عدنا إلى لسان العرب نجد المصطلحات والدلالات التالية: – المقاومة إقامة أي سكن ومرابطة ومكوث دون مبارحة مهما كانت الضغوط. – المقاومة هي من صنع قوم أي أمة وملة وجماعة للدفاع عن حقها في الحياة. – المقاومة تنطلق من مقام أي أرض وإقليم ووطن تصون سيادته من كل انتهاك. -المقاومة هي فعل قيام أي نهوض وحركة وهبة واحدة للجسد الواحد ضد الرضوخ و الاستسلام. – المقاومة هي استقبال للقيامة أي البعث والمعاد والنشور بالخروج من الجحود إلى الشهود. نحصل عن النتيجة التالية: « المقاومة هي إقامة قوم في مقام من أجل القيام ليوم القيامة ». من هو المقاوم؟ و بعبارة أخرى من ذا الذي يستحق اسم المقاوم؟ كلنا نقاوم وليس هناك استثناء في فعل المقاومة وكل متخل هو مقعد ولا ينتسب إلى هذه الأمة إلا من الواجهة الخلفية, والمقاوم هو الإنسان الحر حرية فردية مطلقة الذي يعمل من أجل دنياه  وآخرته ومن أجل مقامه وقومه وهو الذي استطاع أن يعيد وحدة الفكر والقول والعمل إلى بنية شخصيته فأصبح يفكر كما يريد و يقول ما يفكر فيه ويعمل كما يقول ثم لا تكون عاقبة عمله غير الخير والمنفعة للناس والبر بهم. اذ  » تقتضي ثقافة المقاومة التوحيد بين المستويين, القول والعمل, الفكر والوجدان, الداخل والخارج, من أجل توحيد شخصية المقاوم وتوحيد طاقاته فيصبح كالسيف القادر على القطع دون أن ينكسر الحد. »[5] لكن نقاوم بماذا ؟ ماهي أدوات المقاومة؟ الجهاد والكفاح والثورة من أجل التحرير والاستقلال. الإصلاح والمعارضة الراديكالية من أجل التنمية والتجديد  والتوحد. الثورة الثقافية والفكرية من أجل التحضر والإبداع والتطوير.  إن المقاومة عمل متكامل يقترن فيه القلم بالسيف ويشترك أثناءه الدعاء باللسان مع العمل بالجوارح والتصديق بالقلب ويرتبط عنده التضحية بالمال بالمغامرة بالنفس. تبدأ من الإنسان والمجتمع والأرض والدولة وتنتهي إلى العلم والفكر والمعرفة والايديولوجيا. لابد إذن أن يشتمل فعل المقاومة على المنظومة الرباعية التالية: اللغة والقوم والدين والفلسفة. – استعادة لغة الضاد من جهة توهجها الروحي استعمالا وتكلما وخلقا وترجمة ما تحويه اللغات الأجنبية إليها هو فعل مقاوم. – أن ننظر إلى العرب على أنهم قومية موحدة وأمة واحدة وننادي بتكوين وطن عربي واحد يكون كالبنيان المرصوص والجسد الواحد من خلال مفهوم الهوية القصصية القرآني هو فعل مقاوم. – التمسك بالدين الإسلامي الحنيف وقراءته قراءة ثورية تقدمية على ضوء حاجيات العصر والنهل من معينه الذي لا ينضب للرد على التحديات هو فعل مقاوم.   » وأفضل للمقاومة الآن جعل العمل جزءا من الإيمان. فمن لا عمل له لا إيمان له. ومن يكتفي بالتعاطف مع المقاومة الفلسطينية ( واللبنانية) يؤيدها بالدعاء بالنصر ويشجب قسوة العدو فإن إيمانه ناقص… »[6] – أن نعتز بالفلسفة العربية وننظر إلى ما أنتجه أجدادنا من علوم وصنائع بعيون الإعجاب والافتخار وأن نعمل على تحقيقها ونقدها واستئنافها على أسس ومناهج جديدة هو نوع من المقاومة. ماهي مقاصد المقاومة ؟ فنحن نقاوم من أجل ماذا ؟ هل المقاومة فعل عبثي يائس من مداومته ونجاحه أم أنها مشروع مستقبلي وتأسيسي يحرر الحياة حيثماهي أسيرة في المعمورة؟ إننا نقاوم من أجل:  – فداء الوطن وجهادا في سبيل لله. – التضحية من أجل الآخر الانساني بالدفاع عن حقه في حياة عادلة وكريمة وآمنة مع المحافظة على الوجود الذاتي. – الدفاع عن العقيدة والأرض والوطن ومقدرات الأمة. – من أجل لاشيء, المقاومة فعل منزه عن كل غرض , فهو غائية دون غاية. – تحقيق العهد الذهبي للأمة وهو موعود به في المستقبل أكثر منه متحقق في الماضي. – الوصول بالأمة إلى الرباط والوحدة والاعتصام  بالعروة الوثقى, » فالبيت المنقسم لا يقوم ».  لكن لابد من التمييز بين مجموعة من المصطلحات المتقاربة والملتبسة والتي هي كلمات حق أريد بها باطل مثل: التخريب والمقاومة,التعصب والانتماء, الإرهاب والعنف المشروع(حق الرد),المحافظة والأصالة, الاستعمار والتنوير,الاستبداد والشورى,التغريب والتحرير.     ماهي مكاسب المقاومة؟ المقاومة هي صمام الأمان والدرع الواقي للأمة حققت توازن الرعب مع العدو وجسدت أحسن ما يكون مقولة الثأر الحضاري ووفرت إمكانية هائلة للنهوض واللحاق بركب الأمم المتطورة. إن المقاومة الشرسة فاجأت الغزاة وفضحت أدواتهم غير المشروعة وكلفتهم خسائر مادية جسيمة ولم تساوم على حساب كرامتها ومبادئها وقيمها.  » المقاومة لا تقوم إلا على مفهوم الجبهة الوطنية المتحدة و »الجمع بين الفرق » وليس « الفرق بين الفرق », التعددية على مستوى النظر والواحدية على مستوى العمل. الحق النظري متعدد والحق العملي واحد. وقد قامت الحركة الوطنية في فيتنام وكوبا على هذا التصور. وكانت كل مقاومات الاحتلال جبهات وطنية متحدة في فرنسا أثناء الاحتلال النازي وفي الجزائر أثناء حرب التحرير وهو أحد مكتسبات المقاومة الفلسطينية, ثورة الاستقلال في نهاية عامها الأول… »[7] لا ريب أن المقاومة حق مشروع وخطوة رئيسية على طريق الإصلاح الديمقراطي والنهوض الحضاري لأنها صرخة حق في مواجهة الظلم والاستكبار, إنها ثورة في وجه العدوان ونصرة للمظلوم. إن الجهاد واجب مقدس ضد الاحتلال الامبريالي الصهيوني في العراق وفلسطين ولبنان, فإذا كنا جزء لا يتجزأ من أمة عربية إسلامية واحدة, تاريخها واحد ونضالها واحد ومصيرها واحد فإن « ما أخذ منا بالقوة لا يسترد إلا بالقوة, وإن الحق بغير القوة ضائع وان أمل السلام بغير إمكانية الدفاع عنه هو استسلام ».[8] إن نقاط المقاومة وبؤرها مشتتة تختلف كثافتها حسب الزمان والمكان وهي كذلك موزعة في الوطن بطريقة لا انتظام فيها. في غالب الأحيان نجد أنفسنا أمام نقط مقاومة متحركة مؤقتة تقحم في المجتمع صدعا متنقلا فتعدد وحدات وتضم شتات جماعات وتحدث انفصاما في الأفراد ذاتهم وتشتتهم وتعيد صياغتهم راسمة على أجسادهم ونفوسهم أمارات ومناطق لا تمحي. إن تبعثر نقاط المقاومة هو الكفيل باختراق التراتبيات الاجتماعية وبتذرية الوحدات الفردية, انه يحدث انفصاليات كبرى وجذرية وانقساما ثنائيا هائلا , عندئذ  عندما تقوم جماعات وأفراد ويهبون هبة رجل واحد ليواجهوا بصفة نهائية موجات الطوفان وليتحدوا جحافل الجراد التي تغطي الأفق, من أجل أن يوقظوا بعض المناطق من الجسد وأن ينعشوا بعض اللحظات من الحياة ويحيوا بعض أنواع من السلوك والتصرفات اللازمة للانتفاضة والمواجهة والتصدي فأن لا صوت يعلو على صوت المقاومة والصمود.  ما من شك أن التنظيم الاستراتيجي لهذه النقاط الرافضة والبؤر الملتهبة هو الذي يجعل مشروع المقاومة العادلة والدائمة ممكنا. إن فلسفة المقاومة تقاوم بدورها وتنتج مواجهات مع ثقافة الهزيمة وفكر الاستسلام ومع الفلسفات البائسة تلك التي تقوم بإخضاع الفلسفي لإكراهات غير فلسفية وتسبب البربرية والكارثة والجحيم بالنسبة للإنسانية والمعمورة, إذ » ليس ثمة بربرية غير فلسفية », فالانفتاح والتسامح والعيش الكريم كلها إيديولوجيا العولمة ما انفكت تنتج الظلم والقهر والفقر للآخر,كما أن التنوير قد أدى إلى الاستعمار, أما كوننا مواطنين إمبراطوريين نعيش اللاوطنية الجذرية بعد فشل مشروع الدولة الأمة وبروز السياسات ما بعد القومية فهذا أضغاث أحلام الليبرالية الجديدة ومن تحالف معهم من طفيليين ومحافظين جدد. على خلاف ذلك تؤكد فلسفة المقاومة على أحقية الإضراب بالنسبة لكل فيلسوف وعلى ضرورة مرابطته ومآزرته للشعب, « فأن نتفلسف هو أن نبدع وأن نبدع هو أن نقاوم ماهو سائد » (دولوز/غتاري),كما أن « الحق في التفلسف هو الحق في المقاومة وهو كذلك الحق في المواطنة والانتماء »(دريدا). الكف عن حراسة الماضي والتوقف عن الدفاع عن الميراث والشروع في صنع المستقبل باستثمار الحاضر وتوظيف التراث توظيفا ايجابيا تلك هي المهمة المناطة بالفلسفة العربية من حيث هي فلسفة مقاومة وذلك هو الأمر القطعي الذي ينبغي أن يتمثله الكاتب عندنا إذا ما أراد أن يكون قارئ رسالة الإسلام وطبيب للحضارة الشرقية. إن الكتابة بلغة الضاد هي من أجل هؤلاء الأميين الذين بدأت انطلاقتهم بالامتثال للأمر القطعي:اقرأ , وان الكلام والجهر بالقول والمناداة بأعلى الصوت هو من أجل المصابين بالعي والذين في قلوبهم مرض وان التفكر والتعقل والتدبر هو من أجل فاقدي الرشد و عميان البصيرة. إن الكتابة الملحمية لا تفيد معنى تشبيهيا بل قضية صيرورة إذ ليس المفكر العربي اليوم معتوها أو لاواعيا أو أميا وإنما يصير كل ذلك ولا يكف عن فعله هذا وينتزع نفسه من حالة احتضاره ويبعث من رماده. فنحن كعرب لا نكتب فقط من أجل حاضرنا وماضينا ومصيرنا بل نكتب ونفكر من أجل الآخرين أنفسهم حتى نصير كائنات أخرى. إن الآخر حاضر دائما في الفكر العربي الإسلامي لا نتيجة شفقة وإنما كمنطقة للتبادل معه حيث ينتقل شيء ما من هذا إلى ذلك.  إن الإبداع الفلسفي يكون بمطابقة الفيلسوف العربي لعصره وضمان الاستمرارية للفكر الفلسفي الإسلامي في عصور إزدهاره وإعادة الاعتبار للحركة الفكرية الأولى التي نشأت وازدهرت في بلاد المشرق بين القرنين الثالث والخامس الهجريين أي التسع والحادي عشر الميلاديين وذلك مع الكندي (796-873م) والفارابي (870-950م) وابن سينا (980-1037م) وعرفت مفكرين أحرارا مثل أبوبكر الرازي وابن الراوندي والتوحيدي والمعري والسجستانى والرازي والتي شهدت دفعة جديدة في الأندلس والمغرب على يد ابن باجة توفي (عام 1138م) وابن طفيل (1185م) وابن رشد( 1198م). وكذلك نفض الغبار عن الحركة الفلسفية الثانية التي انطلقت في المشرق من مدرسة ابن سينا الإشراقية والتي مثلها السهروردي والطوسي والشيرازي.  غير ان الفيلسوف العربي لا يبدع بقدر عودته إلى الماضي وابتعاده عن تاريخ الفلسفة الراهن بل بقدر الاندراج فيه والانخراط في القضايا التي يطرحها على الإنسانية ويهتم بما هو كوني universel. إنها علاقة الاحتكاك التي تكون بها الفلسفة العربية مع اللافلسفة ومع اللامعقول وتنحت بها هذه الصيرورة المزدوجة التي تشكل شعب المستقبل والأرض الجديدة للفكر. فعلى الفيلسوف العربي أن يصير لا فيلسوف حتى تصير اللافلسفة أرض الفلسفة العربية وشعبها.  « إن الفلسفة بالمعنى الواسع للكلمة أنجزت وتنجز إعادة أقلمتها ثلاث مرات: مرة في الماضي في إطار اليونان والشرق ومرة في الحاضر في إطار الدولة الديمقراطية الغريبة ومرة في المستقبل في إطار الشعب الجديد أو الأرض الجديدة للفكر »[9] وهي أرض العروبة والإسلام وفى مرآة المستقبل هذه يتغير شكل الفلسفة عما كان عليه عند الإغريق والغرب بطريقة متميزة لأن الصيرورة هي التي تقذف من تحت الإغريق والدول الغربية شعبا وأرضا جديدة لعالم لا يعرف النهاية ودائما في طور إنجاز نفسه. أليس من صميم التفلسف والفلسفة أن يصير الفيلسوف أجنبيا عن نفسه ولغته الخاصة وأمته؟ أليس هذا هو أسلوب الفلسفة العربية المعتاد في أن تترحل دائما خارج أرضها لتعود إليها ؟ إن الشعب الجديد للفلسفة يكمن داخل المفكر نفسه بوصفه صيرورة شعب,إذ بقدر ما يكون المفكر داخلا في الشعب فإنه يغدو صيرورة لا تقل محدودية منه وليس في استطاعة المفكر أن يخلق شعب بأكمله بل كل ما في إمكانه هو مناداته بكل قوة وحثه على المجيء ولا يمكن للشعب أن يخلق ذاته ويهتم بالأجيال إلا تحت الآلام المبرحة والمخاض العسير وكذلك لا يستطيع أي شعب أن ينشغل بالفلسفة إلا في هذه الوضعية القصوى كحالة المعاناة والتدهور والحرب.  لذلك ينبغي أن تحتوي كتب الفلاسفة العرب على قدر يصعب تحمله من المعاناة تجعلنا نستشعر مجيء شعب يشاركها في هذه المحنة وينخرط معها في المقاومة -مقاومة الموت والعبودية والعار والخيانة- للتصدي لما هو مرفوض كليا, التصدي للعنصرية والبربرية والطغيان والفاشية والشوفينية. إن عار الإنسان بإنسانيته لا يعانيه في الحالات القصوى العرب والمسلمون ولا مواطنو العالم الثالث وحدهم وإنما يمتد إلى جميع سكان العالم لمعايشتهم ظروف تافهة من ابتذالية الحياة وانحطاطها. يشكل هذا الشعور بالعار والإحساس بوطأة الفضيحة وتوبيخ الضمير وطلب الشفاء والتطبب من الدوافع القوية لإبداع الفيلسوف المقاوم عندنا وفي أنحاء المعمورة, فالفيلسوف باعتباره طبيب للحضارة ومبتكر لأنماط جديدة ومحايثة للوجود هو وحده الذي يشخص هذه الصيرورات داخل كل حاضر يمضي ويعمل على التصدي للقيم الزائفة ويواجه أشكال الحياة المرتهنة بالسوق والاستهلاك وتجارة النفط والسلاح, فإذا كان من اللازم أن تكون الفلسفة العربية فلسفة مقاومة وصمود لماذا تساقطت في تاريخ لم تأتي منه أو بالأحرى لا تأتي منه إلا لتغادره؟ إن الفلسفة العربية تحتاج في الحقيقة إلى لافلسفة تفهمها وما ينقصها هو فهم لافلسفي لكي يكتمل فهمها لنفسها، إنها ينبغي أن تتجاوز لحظة الحديث عن البداية والنهاية وتركز إنتباههما على لحظة من صيرورتها أو من تطورها إذ تصبح مدعوة للزوال ما إن تتحقق. لهذا تحتاج الفلسفة عند العرب وفي دار الإسلام وفي دول الجنوب إلى مسطح المحايثة لاقتطاع جزء من السديم يغوص فيه الدماغ البشري ليستخرج منه ظل الشعب الآتي حتى يستدعيه الفكر الحر إذا أراد أن يوقف نكبته الوجودية الكبرى وينقذ نفسه من المؤامرة المطلقة التي تشنها الامبريالية الحضارية.  من هذا المنظور ليست فلسفة المقاومة كلمة تقال بل هي شهادة على العصر والتصريح بالحق والفصل بينه وبين الباطل وهي كذلك حكم على الواقع ثم الكشف عن حقيقته والفيلسوف المقاوم هو هذا الشاهد على العصر والشهيد من أجله والمشهود له بالانتصار إلى الحق, فليست الشهادة فقط إظهارا للواقع على أنه حقيقة بل هي أيضا فعل شعوري يعبر عن وجود الفيلسوف ووفائه للحقيقة وتمسكه بالمبدأ وتحمله المسؤولية في كل حالة ويكون الفيلسوف « رسول » الحق و »نبي » العصر إذا حقق رسالة الفلسفة, فماهي رسالة الفلسفة حتى تكون شهادة ؟ وما هو دور الفيلسوف حتى يكون شاهدا وشهيدا ومشهودا له؟ من البين أن الفلسفة ليست مجرد عرض النظريات ونشر الثقافة والإطلاع على الحقائق لتغطية الواقع وتغليفه بها بل هي كشف الواقع وتعريته وفضح أشكال التشويه والاستغلال التي يتعرض لها الناس في هذا الواقع, اذ « ليست رسالة الفكر الحديث بلغة العلماء, عرض النظريات على المستوى العلمي الخالص…(بل) هي التعبير عن الواقع بأسلوب مباشر يفهمه الواقع نفسه ويؤثر فيه »[10]. على هذا النحو فإن رسالة الفلسفة هي إبداع المقاومة والانخراط في مجاهدة النفس ومغالبة أهوائها والقيام بأفعال مناورة وتصدي وصمود بالتحليل المباشر للواقع وعرض الواقع بنفسه كحركة وفكر وانتقال من طور إلى آخر. إن هدف الفلسفة ليس تفريغ الواقع من مضمونه وتصريف طاقاته هذرا وتمييع انتفاضاته واستغلال نقاط قوته لإعادة إنتاج الوضع الساند، وليس مشروع المقاومة تسكين الواقع وتجميل أوضاعه المأساوية وتزينها لغاية الإبقاء عليه والمحافظة عليه كما هو بإشباع حاجاته الثانوية وامتصاص أوجاعه بالتعبير المكبوت عن معاناته و »التردد بين التذمر المكبوح في الحلقات الخاصة والرضا الفاضح والموافقة العلنية في الواجهات الاجتماعية والحلقات العامة ». إن رسالة فلسفة المقاومة هي بلوغ مضمون الواقع وتطويره وجر عجلة تنميته إلى حدودها القصوى والمساهمة في دفع حركته التحديثية نحو الأمام بالتصدي للخيانة والعار ورفض المساومة والابتزاز وكل أشكال الاستقالة والتنازلات, لذلك تظهر فلسفة المقاومة كفلسفة رفض واعتراض وتمرد وعصيان.عندئذ يستطيع الفكر العربي اليوم أن يرفض ويعترض وأن يثبت وجوده بالنفي والسلب والاحتجاج والتحطيم والمجاهرة بالحق.  لقد آن الأوان أن يبحث الفيلسوف المسلم عن دور له في المجتمع وأن يدير بنفسه شؤون المدينة وأن يتحكم في مصيرها ويتحمل مسؤوليته في ذلك. آن له أن يفضح مظاهر الاضطراب الفكري والهشاشة النظرية والضعف التأسيسي وكل أشكال الاغتراب الثقافي وأن يعي أزمة الفلسفة عند العرب وأزمة حضارتهم ويبذل الجهد لتجاوزهما. علاوة على ذلك « تقتضي ثقافة المقاومة تحديد الصلة وظيفيا بين الوحي والواقع وأنماط وطرق وآليات تغييره وكيفية إدارة الصراع مع المشركين والمنافقين والحانثين بالعهود مثل اليهود حتى تقوم ثقافة المقاومة على منطق الجدل  ولا يوجد كتاب يمكن أن يستنبط منه حكم بتحريم الصلح مع بني اسرائيل مثل القرآن الكريم.. »[11]  إن الفيلسوف العربي اليوم هو المفكر الشاب الذي استطاع أن يعي تراثه وأن يبصر واقعه وان يشخص أزماته ويفهم طبيعة التحديات ويوفر الشروط لتجاوزها وان يدفع بمجتمعه إلى التكاتف والنهوض والتقدم. ولا بد أن يحترس من المخاطر والإغراءات التي تمنعه من تحقيق مناطه سواء كانت خارجية مثل إغراءات السلطة وإرهابها وغواية المناصب وشهوة كسب المال وحب الشهرة والمجد أو كانت داخلية مثل التطلع والتكسب والانعزال والهجرة والتصوف وان يلتجئ إلى الحوار واللغة باعتماد الكلام المسموع أم المقروء في التعبير وأن يراوح بين تأليف الكتب وإنتاج المقالات ويجمع بين التخصص الدقيق والثقافة العامة وأن ينتقل من مجرد عرض النظريات الفكرية إلى تحليلها وتفكيكها ونقدها وإعادة تركيبها في ضوء العصر وبالاتفاق مع أصول التراث وأن يجمع بن الإصلاح والتنوير والثورة والتغيير من خلال التضافر بين النضال المسلح والمعارك الفكرية تصديقا لائتمار اللوغوس بالكلام والسيف بالقلم مع نبذ التشاؤم والحث على التفاؤل وذلك بفتح الآفاق ونبذ الانفعالات السلبية والقوى الارتكاسية وتنمية الانفعالات الايجابية وتطوير القوى الفاعلة. فهل من ضرورة لكي نتفلسف نحن العرب اليوم؟   » يجب أن نفهم ماهو هدف شعب ما أو أمة ما. فإذا كان الهدف يتمثل في أن نعيش فقط بين الأمم لا غير فلا ضرورة هنا إذن للتفلسف بما أننا سنستهلك أفكار غيرنا وعلوم غيرنا وتكنولوجيا غيرنا ونستهلك إن شئنا كل ما نريده مستوردا من غيرنا. أما إذا أردنا أن نكون فاعلين في عالمنا هذا وأن تكون لنا في الآن نفسه إرادة الحياة وإرادة القوة فعلينا أن نتعلم العلوم لنحذقها ونسيطر على التكنولوجيا لنستعملها أحسن استعمال من ناحية ولتكون لنا فيها إضافات من ناحية أخرى. وكل ذلك يستدعي أن نرتقي بالفكر إلى أعلى مستواه أعني التفلسف. ولكن التفلسف يفيد التعقل بيد أن التعقل لا يفيد الاستسلام ولا الاستكانة بل هو نضال يومي ومقاومة مستمرة ضد الاستبداد وضد كل اللامعقول في العالم. إذن التفلسف ضرورة ملحة لنا لأنه مجلي إبداعنا في ميادين العلم والفكر والمعرفة. »[12]  من هذا المنطلق تقوم الفلسفة العربية على الفعل والتعقل والنظر والعمل وعلى الإيمان بالواقع والتجربة والنظر إلى التاريخ والإنسان على أنهما مضمون الوحي وغاية الخلق وتؤمن هذه الفلسفة بالعقل وترفض الأسرار والطلسمات المؤدية إلى الفناء والغيبوبة وتستثمر الحدوس الإشراقية والخيال الخلاق في إنشاء النظريات العلمية وتلتزم بنظام الطبيعة وتحترم نواميس الكون وتربط الفكر بالأرض والجهاد بالمقاومة وتسبق الكفاح على النواح لأن:  « السيف أصدق أنباء من الكتب      في حده الحدّ بين الجد واللعب ».  إن مادة الفلسفة العربية ليس موجودة في كتب الطبقات التراثية الصفراء والفهارس والتفاسير والموسوعات بل حية في النفوس ومبثوثة في العقول ومستخلصة من الواقع ومازالت تحث على العمل وتدعو إلى الجهاد وتمثل سندا أخلاقيا وروحيا للمقاومة والرفض، وفي هذه ينبغي أن نرفض أن تكون الفلسفة العربية مجرد تأمل أو بناء نظري بل هي مقاومة ونظرية في الثورة وهو معنى الإحساس بالرسالة والاستماع إلى الصوت المرسل إلينا وتحمل المسؤولية إزاءها والتضحية من أجلها والاستبسال حتى يقع تطبيقها على أرض الواقع. لننصت إلى أبي نصر الفارابي ماذا يقول عن ذلك التكليف الذي بعهدة الفيلسوف الحق :  « ليس ينبغي للفاضل أن يستعجل الموت بل ينبغي أن يحتال في البقاء ما أمكنه ليزداد من فعل ما يسعد به ولئلا يفقد أهل المدينة نفعه لهم بفضيلته وإنما ينبغي أن يقدم على الموت إذا كان نفعه لأهل المدينة بموته أعظم من نفعه لهم في مستقبل حياته… »[13] هكذا يلتقي كل من الأدب والشعر والفلسفة والدين في هذه النقطة أي في تأسيس أرض وشعب جديدين للفكر كأمرين ملازمين للمقاومة والإبداع وهكذا ينادي الكاتب لهذا المستقبل الجديد ولهذا الشعب ولهذه الأرض بالظهور والبروز والقدوم. إن العار قد دخل إلى الفكر في أسوء لحظة عندما سقط في حضيض التقليد وتعرض للغزو الغربي والاستعمار الصهيو-أمريكي فأصبح مولع بتقليد الغالب ومحاذاته حذو النعل بالنعل وضاع بين مسالك إعادة الأقلمة الفاقدة لمعالم توجيهية فأخطأ الشعب والأرض اللذان ينبغي أن ينادي عليهما بالمجيء. إن العرق المنادي به ليس هو العرق الذي يدعي نقائه حتى وإن كان العرق العربي وإنما هو العرق المقموع المضطهد اللاشرعي النمط الفوضوي المترحل والقاصر دون أمل في إصلاحه. صحيح أن فلسفة المقاومة شأن خاص بالعرب والمسلمين اليوم لأنهم هم وحدهم في الواجهة وهم وحدهم على مرمى حجر من النار ولكنها فلسفة ذات منزع كوني تطمح إلى أن تكون أممية جديدة تعلم العالم قيم الصداقة وحسن الضيافة والجيرة الطيبة والمروءة والكرم ونجدة المظلوم وإغاثة الملهوف ونصرة المحتاج وتنصح الذين ظلموا أنفسهم بضرورة احترام الإنسانية في كل شخص. إن الساعة قد حانت لنتساءل عما هي الفلسفة العربية الإسلامية ونبين أنها بحاجة إلى توضيحات ومراجعات من قبل شخصيات مفهومية ورموز مجاهدة ونقاط مقاومة تساهم في تحديدها وحسم الخلاف بشأنها وتوضيح معالم رسالتها. من هذه الزاوية يشكل المتوحد الصديق واحد من « إخوان الصفاء وخلان الوفاء » عين مثال على قيام الفيلسوف المرابط عندنا، « فالنابت » هو هذا الشخص الذي يشهد على أصل عربي لحب الحكمة لأنه إذا كانت الحضارات الأخرى تتوفر على حكماء فإن العرب أكدوا موت الحكيم واستعاضوا عنه بالفلاسفة أصدقاء الحكمة المتدربين على الموت والمتفننين في تعقل أمر الوجود. لكن يا ترى هل أن هذا الشيخ المجاهد الذي يفكر عبر القصص وعن طريق الصور ويعيش منتظرا قدوم الآخرة هو حقا صديق الحكمة؟ إن السؤال مهم مادام الصديق لا يعني شخصا خارجيا،ولا مثالا متعاليا أو ظرفا تجريبيا وإنما مقولة حية وتجربة معيشية تنبذ الحضور داخل الفكر كشرط لإمكانية إبداعه، لقد أجبر العرب الصديق مع انبثاق القول الفلسفي على تجاوز العلاقة مع الذات والآخر وإقامة علاقة مع الكوني والكلى والماهوي.لكن ما معنى الصديق حينما يصبح شرطا لممارسة الفكر مع العرب؟ أليست الفلسفة العربية حوارا حرا بين الأصدقاء تحت الشكل المختصر لصراع الأجوبة مع الأسئلة؟  لنر الآن ما إذا كان مقام الإنسان في العالم اليوم هو مقاما إمبراطوريا تحكمه سلطة ليست لها حدود ولا مركز ولا إقليم تنهج نهج الحرب المترحلة وتعتمد سياسة الفوضى البناءة وما اذا كان العربي قادر أن ينحت من كيانه « شخصية الفرد المقاومIndividu Résistant   وأن يعزم على إنتاج  إمبراطورية مضادةContre-Empire  وينشر عولمة انسانية عادلة وبديلة ؟ »[14] لكن هل يمكن أو هل يجب اعتبار الفلسفة المستقبلية بالمعنى الواسع للكلمة عربية اسلامية ؟ كيف يحلّ القرآن محل اللوغوس الإغريقي ليغير من دلالة الفكر ووجهته ويجعله يفكر بشكل مختلف عبر الصور؟ وكيف تنزع لغة الضاد الحجاب عن كبد الحقيقة وتميط اللثام عن معنى المعنى من اللغات الآمرة الأجنبية الأخرى؟ إن الإسلام قدم صورة جديدة للفكر الفلسفي ورسم مسطح آخر للمحايثة ووهب مادة جديدة للكينونة ولعل كبار الفلاسفة في الإسلام ليسوا تقريبا سوى « رسل » يبتعدون ويقتربون من لغز دوار المحايثة التي غدت سجنا لا يخلصنا منه إلا الإلهي المتعالي. لقد « جاء الإسلام كي يحدث ثورة في حياة العرب , ثورة المستضعفين, الفقراء والعبيد ضد المستكبرين والأغنياء والسادة. وأسس نظاما يقوم على البيعة العامة واختيار الناس لإمامهم فالإمامة عقد وبيعة واختيار… »[15] أضف الى ذلك أن اللغة العربية يمكن أن نعترف لها بالقوة في أن تكون أداة لأفكار ذات قيمة شمولية بالقياس إلى الماضي الحضاري التي كانت فضاء التعبير الثقافي عنه. إن الفيلسوف العربي لابد أن يعمل من أجل تقوية وضع اللغة العربية من أجل اكتسابها القوة التي بفضلها تسمح للفلسفة من الإبداع والتكاثر والانتشار والتأثير وتتبادل هذا التأثير مع أفكار فلاسفة آخرين والتواصل معهم. إن كانت المحايثة في الإسلام هي أرض المولد بما هي وطن الفكر الجديد ألا نكون بذلك قد أوشكنا على الانتقال إلى مسطح جديد مغاير للمسطح الإغريقي والمسطح الغربي الحاضر فنجد أن الصداقة قد أصبحت كالمزاحمة والبغضاء والتنافس غير النزيه شروط توليدية للفلسفة وقد غدا الحب كالعنف هو الذي يكرهنا على التفكير ويحثنا على التوجه نحو الفكر. وإن حرم الفيلسوف العربي من أن يكون محاميا عن إنسان مهدد في كل مكان فلم لا يسمح له كما كان في الماضي أن يكون قاضيا ملتزما بأحكام العدالة الإلهية دائما وأبدا؟ وهل سلطة الفيلسوف هي سلطة المدعى أم سلطة المشتكي؟ لا تهدف الفلسفة العربية إلى المعرفة فالمسلم يعرف بالفطرة وعن طريق الشرع كل شيء وليست الحقيقة هي التي تستوحيها هذه الفلسفة فالحقيقة موجودة والشيء لا يمكن معرفة حقيقته قبل إنجازه وبنائه بل تسعى هذه الفلسفة إلى مقاومة العار الذي لحق بالإنسانية نتيجة الدمار الذي خلفته وحشية الفرد الغربي الذي أخذته العزة بنفسه فنسي نفسه واستكبر في الأرض ولم يعد يهمه في الأرض أحد. من هنا فإن مقصدها الأسني هو الفعل والعمل والممارسة خصوصا و »إن الكوجيتو الإسلامي ليس « أنظر تجد »[16] بل هو كوجيتو فاعل أي ليس ذات عارفة أو فكر متأمل فحسب بل « إني عامل » أو »قل اعملوا », يعطي الأولوية للعمل على النظر وللوجود على الفكر »[17]. زيادة على ذلك » كان خلق الأفعال عند المعتزلة أي قدرة الإنسان على الفعل سابقا على العقل والنقل في أصل العدل. الإنسان يفعل أولا ثم يعقل ثانيا. »أنا حر فأنا موجود« , الكوجيتو العملي سابق على « أنا أفكر فأنا إذن موجود », الكوجيتو النظري. »[18] إن الفيلسوف العربي سيغدو بشخصيته الفريدة شيئا آخر وعنصرا غير متوقع يتخذ حجما تراجيديا وساخرا لا يصنعه بمفرده بل يساهم في صنعه الرأي العام انه فارس الإيمان، المراهن الذي يلعب النرد والمشدود بحبل الآخرة إلى المتعالي الذي لا يكف عن إعادة شحن المحايثة بنظام تواصل, انه فيلسوف مقاوم للعولمة الظالمة التي تصدر الحروب والإرهاب المؤسس وتعمم الفقر والتعسف. المقاومة فعل وممارسة وعمل ولكنه: » ليس العمل الأهوج غير المدروس, العمل العشوائي الارتجالي والذي أدي إلى هزيمة يونيو حريزان 1967 بل هو العمل المخطط المدروس الذي أدى إلى عبور القناة واقتحام خط بارليف عام1973. هو عمل المقاومة في جنوب لبنان والذي استطاع تحرير الجنوب من احتلال دام ما يقرب من العقدين من الزمان. هو عمل المقاومة الفلسطينية والعمليات الاستشهادية التي قضت على نظرية الأمن بالقوة والسلاح في الكيان الصهيوني. هو عمل المقاومة في الجزائر أثناء حرب التحرير الوطني وعمل المقاومة في فيتنام, السراديب والصواريخ ضد أعتى آلات الحرب الفرنسية أولا والأمريكية ثانيا. العمل هو عمل التدبر والروية, العمل الشعوري الواعي الذي يقوم على النية وقدرة العقل على التنظير والتخطيط للمستقبل والإعداد له »[19] هل بقي مجال للتشكيك في إمكانية قيام فلسفة عربية إسلامية في ثوب الصمود والمقاومة ؟ فبأي معنى يمكن أن نعتبر العرب غدا إقليم الفلسفة المقاومة والإسلام ارض الفكر المناضل مستقبلا ؟ أليست المقاومة من حيث هي فهم الماضي ونقد الحاضر وبناء المستقبل هي قدر العرب والمسلمين إذا ما أرادوا أن يستأنفوا التقول الفلسفي بشكل عالمي؟   المراجع:   Antonio Negri. Michael Hardt   Empire   Traduit par D.A.Canal, Paris.  Exils Editeur 2000. Edgar Morin , la méthode  . 2. la vie de la vie.  Paris,   Ed Seuil 1980.   أبو نصر الفارابي : فصول منتزعة , دار المشرق ص,ب:946 بيروت لبنان . جيل دولوز + فيليكس غتاري : ما هي الفلسفة   ترجمة مركز الإنماء القومي/ المركز الثقافي العربي طبعة1997. روجي غارودي : حفارو القبور، منشورات عويدات بيروت 1993. ميشيل فوكو :  « جنيالوجيا المعرفة  »    ترجمة أحمد السطاتي / عبد السلام بنعبد العالي   دار توبقال الدار البيضاء 1988. فخته : نداء إلى الأمة الألمانية 1808. فتحي التريكي : حاوره حكمت الحاج مجلة ايلاف2003. طه عبد الرحمان :  فقه الفلسفة – القول الفلسفي  المركز الثقافي العربي الدار البيضاء 1999. حسن حنفي : ثقافة المقاومة  مجلة المستقبل العربي  2/2006ص 94/95عدد 324. حسن حنفي : من النص إلى الواقع، مركز الكتاب للنشر مصر الجديدة، ط1 القاهرة .2004 حسن حنفي وأبو يعرب المرزوقي : النظر والعمل والمأزق الحضاري العربي الراهن دار الفكر المعاصر دمشق سورية 2003. حسن حنفي : قضايا معاصرة في فكرنا المعاصر، دار الفكر العربي طبعة ثالثة القاهرة 1987.   [1]  فخته  نداء إلى الأمة الألمانية 1808 يقول أيضا : »إنني ليست من هؤلاء العلماء المحترفين,إني لا أستطيع أن أعيش على التفكير فحسب بل أريد العمل…إن علي واجب إذن أنا موجود »  ميشيل فوكو « جنيالوجيا المعرفة « ترجمة أحمد السطاتي / عبد السلام بنعبد العالي دار توبقال الدار البيضاء 1988[2] [3] روجي غارودي، حفارو القبور، منشورات عويدات بيروت 1993 ص69. [4] Edgar Morin  la méthode   2. la vie de la vie    Ed Seuil1980   P450  حسن حنفي ثقافة المقاومة  مجلة المستقبل العربي ص98  2/ 2006عدد 324[5]  نفس المرجع ص98[6]  نفس المرجع  ص99[7]   من خطابات المصلح القومي الكبير جمال عبد الناصر.[8] [9] دولوز + غتاري. ما هي الفلسفة   ،ص122 [10]  حسن حنفي. قضايا معاصرة,  دار الفكر العربي طبعة ثالثة القاهرة 1987 ص13  حسن حنفي ثقافة المقاومة  مجلة المستقبل العربي ص102 2/ 2006عدد 324 [11]  فتحي التريكي  حاوره حكمت الحاج مجلة ايلاف2003[12]   [13] أبو نصر الفارابي. فصول منتزعة تحقيق فوزي متري نجار (فصل(77 ص 84 [14] Antonio Negri. Michael Hardt   Empire   Traduit par D.A.Canal, Paris.  Exils Editeur 2000  p20.    حسن حنفي ثقافة المقاومة  مجلة المستقبل العربي  2/2006ص 94/95عدد 324[15]  ترجمة طه عبد الرحمان في كتابه فقه الفلسفة للكوجيتو النظري الديكارتي: أنا أفكر إذن أنا موجود ص22.[16] [17]  حسن حنفي: من النص إلى الواقع، مركز الكتاب للنشر مصر الجديدة، ط1 القاهرة 2004 ص22.  أبو يعرب المرزوقي و حسن حنفي النظر والعمل والمأزق الحضاري العربي الراهن دار الفكر المعاصر دمشق سورية 2003ص293[18]  نفس المرجع ص293/294[19]


 
التشفي

قراءة نقدية في خطاب الرئيس السوري

 
 د. سليم بن حميدان   كان الرئيس السوري بشار الأسد العربي الأكثر فرحة وانتشاء بالانتصار التاريخي الذي حققته المقاومة اللبنانية في حربها الأخيرة ضد إسرائيل.   سرّ هذه الفرحة العارمة والفريدة ليس نكبة إسرائيل وبداية العد التنازلي لإمبراطورية الشر الأمريكي والهيمنة الغربية في المنطقة والعالم، فذلك أمر يشترك فيه مع كل عربي ومسلم، بل مع كل حرّ نزيه في العالم مهما كان دينه أو عرقه.   السر يكمن في فرصة التشفي والثأر من خصومه في لبنان وتحديدا قوى 14 آذار، كما من  » أنصاف الرجال » الذين انكشفت عوراتهم وزهق باطلهم وبان عجزهم وجبنهم أمام كل العرب.   موقف، في اعتقادي كما في معايير السياسة والعقلانية، فاقد للحكمة بل عار من الصواب تماما. لقد كان أجدى ببشار الأسد أن ينظر بعين القائد لشعبه لا بغريزة الثأر والانتقام من خصومه. كان أنفع لسوريا أن تستثمر النصر الأخير، والحرب قد بدأت الآن فعلا، في تقليص طوق الخصوم من حولها وتوسيع دائرة الأصدقاء.   لم يكن الأمر يستوجب كلفة عالية وإنما هي مجرد كلمات رقيقة حانية لمن هم أقرب للعجز والارتباك منهم للخيانة والعمالة، هذا فيما يتعلق بلبنان وقوى 14 آذار طبعا.   أما على الصعيد العربي، فإن سبة « أنصاف الرجال » ليست في محلها إطلاقا، لا لأنها تجن عليهم إذ هم أبعد من الربع عن الرجولة، بل لكون المسؤولية والظرف يستدعيان كظم الغيظ والعفو عن المجرمين. كلمة دبلوماسية طيبة ربما كانت أجدى لسوريا التي تحتاج إلى تحييدهم وكف أذاهم إذ لا يرجى من عمالتهم برء بل ربما تزيدهم السبة حقدا وتآمرا على المقاومة وأنصارها داخل أوطانهم وخارجها.   تجاه أمريكا والغرب عموما، كان أجدى لسوريا أن تستثمر الانتصار بتحويله فتنة بين إسرائيل وحلفائها. صحيح أن أمريكا هي التي قادت الحرب وأن إسرائيل ليست إلا أداة في تنفيذها، لكن الأصح هو وقوف البيت الأبيض والنخب الغربية عموما على حقيقة فشل إستراتيجية المراهنة على إسرائيل لحماية مصالحهم في المنطقة.   ملامح الأزمة القادمة في العلاقات بين الغرب وإسرائيل كان بالإمكان تعميقها لو خاطب الرئيس السوري الشعوب الغربية وعقلاءها مبرزا لهم خطورة المواقف الرعناء والظالمة لحكوماتها الداعمة لكيان عنصري وغاصب.   كان أوقع في آذان السامعين لخطابه بل في عقولهم وقلوبهم لو تحدث الرئيس السوري في « عكاظية التشفي » عن الحق العربي والسلام العالمي وحوار الحضارات وجنون الحكومات الغربية ودعا شعوبها للتحرر من اللوبيات الصهيونية التي تسيطر عليها وتوجهها نحو الجحيم الكوني والانحطاط القومي .   لقد كانت فرصة تاريخية لإبراز الوجه الحضاري للصراع وأن المقاومة الممتدة من أفغانستان وكشمير إلى السودان والصومال مرورا بإيران والعراق وفلسطين وسوريا ولبنان، ليست إرهابا، كما تصورها لهم وسائل إعلامهم المتصهينة، وإنما هي مقاومة شرعية ذات مضمون إنساني تهدف لتحرير الأرض وتقرير المصير وبناء عالم الحق والكرامة والرفاهية لكل شعوب الأرض لا للرجل الأبيض فحسب.     أخيرا، لا آخرا، كان خطاب الأسد فرصة لإعادة بناء شرعية حكمه، داخليا، على غير أسس التوريث والعنف. لقد وفر له الانتصار الأخير للمقاومة، بفضل الدعم الرسمي، شعبية ورصيدا يمكنانه قطعا من تكوين إجماع حقيقي حول شخصه عبر فتح نظامه سياسيا على كل القوى الاجتماعية وتجاوز البنية الطائفية للدولة. كان بالإمكان تحقيق ذلك دون كلفة باهظة عبر إطلاق سراح كل المساجين السياسيين وإعلان عفو تشريعي شامل ومرحلة جديدة في الحياة السياسية عنوانها الكبير « الديمقراطية والحريات » في غير ثوبها التقليدي الزائف.   للأسف، لم يختر الرئيس السوري أيا من هذه الأفكار بل آثر الانتقام وإشفاء الغليل والسخرية من « الأعداء » تماما كما يفعل الأقوياء جدا فخالف بذلك موعظة ساقها في خطابه مفادها أن « القوي جدا عادة ما يفقد توازنه ».   إن الخطاب الأخير لبشار الأسد تعبير آخر عن محنة السياسة العربية ووقوعها في أسر البنية التقليدية المنتجة للعقل القبلي المحكوم بقيم الثأر وعكاظيات النصر.

عـائــدون…
 
الطاهر العبيدي (*)   الطفولة هي السفينة والقبطان والمجداف، هي رمز الخلق والابداع، هي التنوير والتعمير والتبشير بغد يبشر بتجدّد الدماء، وتجدّد الوعي وتواصل الأجيال وبناء الجسور، والاستنهاض من تحت الاسمنت المنثور..   تصطدم الكلمات هنا علي الورق، وتحتاج اللغة المعدنية الي عملية تهوئة، تتصلب شرايين المفردات وهي تبحث في قاموس الطفولة، عن بقايا شعاع أمل أمام جدار الصمت اللغوي، وأمام جدار الفصل الاصطناعي، وأمام أنظمة منع التجول الفكري، ليكون المشهد مأزقا أمميا، حين تصبح الطفولة هدفا للتدمير العشوائي، وفريسة للقصف الذكي ، والتدمير المنهجي، ليتحول الانسان المدني، الي كائن حجري، تتجمّد فيه قيم العقل وقيم العدل وقيم النضج الانساني، لتستيقظ فيه براكين الحقد العدمي، وبشاعة الجرم العبثي، وعدم الفصل بين من يحمل بندقية ومن يحمل لعبة يدوية، لتكون المجزرة تلو المجزرة، وبينهما أطفال أجسادهم تحت الركام مبعثرة، علي حدود أنظمة مقوّسة الظهر متفرّجة… ففي الوقت الذي ينعم فيه أطفال العالم بالبحر والعطل الصيفية، تنهمر القنابل العنقودية، لتقصف الطفولة البريئة في قانا، وصيدا، وبعلبك… وغيرها من مدن الوجع العربي، في الزمن الانكساري والجرم الانساني…   أطفال العالم يتمتعون بحرارة شمس الصيف في المصائف والمضائف والغابات والشواطئ، وأطفال لبنان هناك مشرّدون في الحدائق في العراء هائمون، في الشوارع متناثرون، في المدارس مكدّسون، في الملاجئ مبعثرون، في الجوامع في الكنائس في الادارات في الساحات قابعون، يحلمون بسقف بيت، يحميهم من لسعات القيظ والحر، وزاوية ينشرون فيها لعبهم الطفولية، بعيدا عن روائح اللحم البشري المشوي، وغبار البيوت المهدّمة، والجسور المحطمة، والمباني المدمّرة، والأجساد المقطعة، والأحلام المفتتة، ومشاهد الصور المرعبة…   أطفال العالم في البحار والمسابح يستجمّون، وأطفال لبنان جياع هناك، لا خبز لا حليب ولا حلوي ولا دواء، وسبات تسكنه كوابيس وبكاء، وعيونهم معلقة في سماء لا تمطر سوي عناقيد الموت والدمار، وأرض تشتعل تحت سعال القذائف والدبابات…   أجساد غضّه أنهكها أزيز الطائرات، وقصف المدفعيات، وقعقعة الصواريخ العابرة للحدود والممرات، وحديث الحرب وصفارات الانذار، وولولة سيارات الاسعاف، والنيران المشتعلة في الأشجار والأحجار والبيوت والأجسام…   تلك هي بعض مشاهد واقع الدمار، من حرب مسعورة، تحاول قصف أحلام طفولة لبنان، تريد أن تسطو علي براءة الأطفال، لتكون الصورة أطفالا من مختلف الأعمار، يتوسّدون الانتظار، يترقبون انقشاع السماء ليعودوا الي مواطنهم هناك، ليرسموا علي كراساتهم المنهكة بقلم رصاص، بعض النداءات أو بعض البلاغات، أو بعض الكلمات منادين:   يا أهالينا في كل المواقع والمهاجر من وراء البحار هناك، يا أحبابنا وأصدقاءنا في كل المواقع والمنابر الشريفة، التي تحترم الرأي والرأي المضاد، وتحاول بناء العقل، وزرع الفعل الحضاري، وبذر قيم الدفاع عن العرض والأرض وتثوير الضمير، يا كل الصحف والجرائد التي تحترم البشر والعباد، وتشترك معنا في نفس المصير، يا كل المستيقظين في زمن السبات وزمن الفتات، وزمن النعاس وزمن السعير، يا كل هؤلاء، يا كل الأقلام الحرة المنتفضة علي الرسوب في المناطق الوسطي، ما بين الفعل والتنظير، ما بين النص والتحرير، ما بين الكلام والتحليل، ليكون الحرف الواعي شاهدا علي العصر، محتضنا لهموم ومتاعب الانسان، بعيدا عن المربّعات الجغرافية والحدود الاقليمية، يا تلك النصوص والكتابات الصاحية التي ترفض أن تكون تكرارا لهزائم العقل العربي، واجترارا للتحنط الاعلامي، ولا تروم الركود في نفس المكان وفي نفس الزمان وفي نفس الخطاب، يا كل الصحف والجرائد والمجلات الناضجة المحتضنة لأرض الآباء ، من أجل حصد الأعشاب الطفيلية وزرع نبات المعرفة وثقافة الحوار الجاد، من لبنان الكرامة والفداء نحن أطفال صغار خارجون للتو من رحم الركام، نرسم علي جبين التاريخ سمفونية الصمود والتحدي ومقاومة الاحتلال…   يا أهالينا في كل أرض ومكان، نحن أطفال صيدا، ومارون الراس، وقانا المكررة، وبيروت، والجنوب، والبقاع، وكل أطفال لبنان… نقول لكم اننا عائدون، عائدون، رغم القصف عائدون، رغم اللهيب عائدون، رغم التدمير عائدون، فما عاد الامس يشبه اليوم، ولا بقي التاريخ جامدا كما كان منذ سنين، فقد انتفض لبنان الارادة علي العقل العربي المهزوم، ورسم ملامح التغيير وعناوين الصمود وعدم الانحناء… اننا عائدون، وعبركم نقول ان التاريخ لا يصنعه المتخاذلون، وان التغيير لا ينجزه المترددون..   اننا يا أحبّاءنا عائدون، عائدون للبناء والتعمير، والقطع مع عهود القمم الجدباء، والخطب الجوفاء، والحلول الحدباء، وكل المفاوضات العرجاء…اننا عائدون، عائدون…   (*) كاتب تونسي، رئيس تحرير مجلة مرايا، باريس   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » الصادرة يوم 24 أوت 2006)


« شعب الله المختار »: مقال الكاتب النرويجي التي أغضب إسرائيل

 
بقلم: يوستن جوردر ترجمة: محيى الدين عبد الغنى (*)   طريق اللاعودة : لقد حان الوقت أن نبدأ في تعلم درسا جديدا : لا يجب أن نعترف بالدولة الاسرائيليه أكثر من ذلك .   أننا لم نعترف بنظام التميز العنصري بجنوب أفريقيا , و لم نعترف بنظام طالبان الافغانى , و لم يعترف الكثير بنظام صدام حسين في العراق , و لم نقبل بالتطهير العرقي الذي قام به الصرب في البوسنة , و علينا ألان أن نعود أنفسنا لفكرة : إن دوله إسرائيل في صورتها الحالية يجب أن تكون في ذمة التاريخ .   نحن لا نؤمن بما يقال أن لله شعبا مختارا . مثل هذه التصورات مثيره للسخرية، و لا نستطيع أن نعقلها بينما نراهم يرتكبون الجرائم . عندما يتصرف شعب و كأنه شعب الله المختار , فذلك ليس غباءا و عجرفة فحسب , ولكنه أيضا انتهاك ضد الانسانية , نحن نطلق عليها عنصرية .   حدود للصبر و التسامح:   إن هناك حدودا لصبرنا و حدودا لتسامحنا , فنحن لا نؤمن بتلك الوعود الالهية التي اتخذوها ذريعة للاغتصاب و الاحتلال و الفصل العنصري . عليهم أن يعلمو أننا تركنا  » العصور الوسطي  » وراء ظهورنا، إنه لمن المثير للسخرية أن هناك البعض من هؤلاء مازالوا يعتقدون أن آلهة الزهور والحياة و المجرات قد اختار بعض البشر ليكونوا أحباءه دونا عن باقي الخلق و أعطاهم صحف موسى الحجرية و الشجرة المقدسة ( في سيناء ) و أعطاهم مع كل ذلك تصريحا بالقتل .   أننا نسمى الذين يقتلون الأطفال : قتله الأطفال , و لا نقبل إطلاقا أي تفويض ألهى، أو سبب تاريخي يقال ليبرر تلك الأفعال الشريرة اللااخلاقية. أننا نريد فقط أن نقول : عار على الفصل العنصري , عار على التطهير العرقي , عار على القتل الارهابى للمدنيين سواء من حماس أو حزب الله أو دولة إسرائيل .   حرب بلا ضمير و لا أخلاق:   يجب أن يتحمل الأوربيون المسئولية الكبرى في اضطهاد اليهود و قتلهم في الهولوكوست , نعم لقد كان ضروريا من الناحية الاخلاقية و التاريخية أن يقام لليهود بيتا لهم , و لكن دولة إسرائيل بحربها اللااخلاقيه و أسلحتها المثيرة للاشمئزاز ذبحت و قضت على شرعيتها . مره بعد مره تنتهك دوله إسرائيل : حقوق الإنسان , المعاهدات الدولية و عدد لانهائي من قرارات الأمم المتحدة ولذا لا يجب أن تجد حماية لها من الأمم المتحدة . لقد دمرت إسرائيل بقنابلها اعتراف العالم بحقها في الوجود . وأقول لمن يتألم و تزعجه أفعالها : إن سنين الألم و الانزعاج قريبا ستنتهي . لقد صنعت دولة إسرائيل بنفسها بداية نهايتها مثلما صنعت الدولة العنصرية في جنوب أفريقيا إحداث مدينة سوويتو ( soweto) . لقد بلغنا منبع النهر و ليس لنا طريق آخر لنسلكه . لقد اغتصبت دولة إسرائيل شرعيتها و لن تستعيدها و تستعيد أمنها إلا عندما تلقى بسلاحها بعيدا .   دون جهاز مناعة و دون بشره تحميها:   لو استطاعت الكلمات و الأخلاق أن تزيل جدار الفصل العنصري الذي تبنيه إسرائيل، لذابت دوله إسرائيل و اختفت . أنها دوله بدون جهاز مناعة و بدون بشره تحميها . نحن لا نقصد بالطبع بنبوءتنا هذه المدنيين من اليهود , أننا نتمنى لهم كل الخير . و لكن ذلك لا يمنعنا من مقاطعة  » برتقال يافا  » طالما أنه يسمم أبداننا ويؤلم ضمائرنا , أنه من الممكن أن نعيش سنوات و سنوات دون البرتقال و دون العنب الأزرق العنصري .   أنهم يحتفلون بالنصر:   نحن لا نعتقد أن إسرائيل سوف تحزن لأربعين قتيلا لبنانيا في قانا، أكثر من حزنهم لأربعين سنه تاهوا فيها في صحراء سيناء منذ أكثر من ثلاثة الآف سنة . أننا نشاهد أن العديد من الاسرائيلين يحتفلون بالنصر، تماما مثلما احتفلوا بنصرهم عندما أوقع الرب عقابه على المصريين منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنه . في قصتهم هذه بدا رب إسرائيل و كأنه ا له سادي لا يشبع من الانتقام . أننا نسأل هل يعتقد الإسرائيليون أن نفس اسرائيلية واحدة أكثر قيمه من أربعين نفسا فلسطينية أو لبنانية ؟   لقد رأينا صورا لأطفال اسرائيلين صغار يكتبون تحيتهم على قنابل سوف تسقط و تقتل المدنيين في لبنان و فلسطين . إن منظر الإسرائيليات الصغيرات وهن يتبخترن و يرقصن من السعادة- بينما يكون الموت و الإرهاب في الناحية الأخرى من المواجهة- منظر يثير الاشمئزاز   سفك الدماء يخلف رغبه في الانتقام:     نحن لا نقبل شعارات الدولة الاسرائيليه , ولا نقبل دوامه الانتقام الدموي التي تدور هناك  » العين بالعين و السن بالسن « . نحن لا نقبل القانون الاسرائيلي الذي يقول  » عين اسرائيلية واحدة يقابلها ألف عين عربية  » أننا لا نقبل هذا العقاب الجماعي وإرهاب المدنيين للحصول على مكاسب سياسية .   لقد مضى ألفى عام على مجيء ذلك الحاخام اليهودي ( يقصد المسيح عليه الصلاة و السلام – المترجم) الذي رفض تلك القاعدة الباليه  » العين بالعين و السن بالسن  » , أنه هو الذي قال :  » افعلوا للناس الآخرين كل ما تريدون من الآخرين أن يفعلوه لكم ( أو أحب لأخيك كما تحب لنفسك – المترجم) .   أننا لا نقبل و لا نعترف بدولة يغزل نسيج بناءها من المبادىء اللااخلاقية , واللاانسانية، و بقايا حفريات اركيولوجيه من دين عنصري، و دين حربي يدعو للقتل . علينا أن نتذكر قول  » ألبرت شويتزر  » ( A.Schweitger ) : الانسانية هي ألا تضحى بحياة أي إنسان مقابل أي شيء أخر .   الرحمة و التسامح:   اننا لانعترف بممكله داوود القديمة كمثال لنا، و قانون أنساني للقرن الواحد و العشرين نبنى عليه خريطة الشرق الأوسط . إن الحبر اليهودي ( عليه الصلاة و السلام ) قالها منذ ألفى عام إن مملكة الرب لا يجب أن تبنى عن طريق الحروب , فمملكة الرب في أعماقها و بيننا  » إن مملكة الرب هي مملكه الرحمة و التسامح  » . إن هذا الحبر اليهودي قد نزع سلاح تلك الشعارات الحربية البالية و أسبغ عليها ثوبا إنسانيا، و لكن لحظ الانسانيه العثر نشأ في نفس وقته أول إرهابيون صهاينة .   إسرائيل لا تسمع:   على مدى ألفين من السنين بح صوتنا من إلقاء الدروس في الانسانية و الرحمة، لكن إسرائيل لا تسمع و لا تلقى بالا لأحد . لم يكن الفريسيون هم الذين ساعدوا الرجل الملقى على جانب الطريق بعدما هاجمة القراصنة و قطاع الطريق، لقد كان الذي ساعده رجلا من السامرين. و لو أردنا قولها اليوم لقلنا رجلا من الفلسطينيين.   بداية نحن بشر، سواء كنا مسيحيون أو مسلمون أو يهود , أو لنقل كما قال ذلك الحبر اليهودي ( عليه الصلاة و السلام ) : إن سلمتم على إخوتكم فقط فأي فضل تصنعون ؟ أننا لا نقبل خطف الجنود و لكننا و في نفس لا نقبل خطف شعب كامل أو أعضاء برلمان أو خطف أعضاء حكومة انتخبوا ديمقراطيا .   أننا نعترف بدوله إسرائيل التي أنشئت عام 1948 و لا نعترف بإسرائيل التي أنشئت عام 1967 , أنها دوله لا تعترف و لا تحترم و لا تنصاع للقرار الدولي الذي صدر عام 1948 . دوله إسرائيل شديدة الطمع تريد المزيد من المياة , المزيد من القرى و المدن الفلسطينية و سيقومون بمساعدة الله و أحرين إلى وضع حل نهائي للمشكلة، وذلك بإبعادهم خارج فلسطين . لقد قال هذا أحد السياسيون الإسرائيليون  » إن الفلسطينيين عندهم الكثير من الأوطان و ليس عندنا نحن الإسرائيليون إلا وطنا واحدا  »   الولايات المتحدة أم العالم؟   أو كما يقول أكبر المدافعين الحامين لدولة إسرائيل  » أمل أن يستمر الله في مباركة أمريكا . فقط طفلة امريكية صغيرة هي التي انتبهت و استغربت وتألمت من مثل هذا الدعاء , تحولت إلى أمها و قالت لماذا ينهى الرئيس خطابه دائما بقوله  » يبارك الله في أمريكا  » ؟ لماذا لا يقول  » يبارك الله في العالم « . ذات يوم تنهد متحسرا الشاعر النرويجي ( أظن أنه يقصد هنريك فيرجلا ند – Henrik Wergeland – المترجم ) و هو يتساءل : لماذا تتقدم الانسانية ببطء شديد إلى الأمام ؟ . لقد كان نفسه هو الشاعر الذي وصف الرجل اليهودي و المرأة اليهودية بأجمل الأوصاف , و لكنه رفض ان يقبل ادعائهم أنهم  » شعب الله المختار  » الشاعر الذي قال عن نفسه أنه من أتباع محمد ( عليه الصلاة و السلام )   السلام و السكينة و الرحمة و العطف:   أننا لا نعترف بإسرائيل هذا اليوم , هذه اللحظة التي نكتب فيها , هذه الساعة المليئة بالحزن و الغضب , و لكن لو سقطت و تفككت الدولة الاسرائيلية بسبب أفعالها و بدأ سكانها و أبناءها في النزوح والرحيل من الاراضى التي احتلوها و عادوا مره أخرى إلى  » الدياسبورا  » فسوف نقول : يجب أن نوفر لهم السلام و السكينة و الرحمة و العطف . سنقول دائما: أنها جريمة لا تقبل الأعذار والمبررات أن نضرب نازحين ليس لهم مكان يأويهم , الأمان و الحرية لهؤلاء الذين فقدوا دولتهم التي تحميهم ، لا تطلقوا النار عليهم , لا تستهدفوهم , أنهم مثل الحلزونات دون قواقع تحميهم , أنهم تماما مثل الخيام المليئة بالفلسطينيين اللاجئين , و مثل النازحون اللبنانيون لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم تماما مثل النساء و الأطفال و الشيوخ في قانا و غزة و صبرا و شاتيلا . سنقول للعالم : أعطوا النازحين الاسرائيلين بيتا يأويهم , أعطوهم اللبن و العسل , لا تدعوا طفلا إسرائيليا واحدا يدفع حياتة ثمنا، فالكثير منهم قد دفعوا الثمن من قبل.   (*) كيميائي مهاجر من مصر منذ أكثر من 28 عاما ومقيم في النرويج منذ أكثر من 26 عاما   ** الجريدة التي نشر بها المقال هي جريدة  » الافتن بوسطن » وهي من أكبر الصحف النرويجية وأشهرها   نشر المقال بتاريخ 5 أغسطس 2006 على الرابط التالي: http://www.aftenposten.no/meninger/kronikker/article1411153.ece   (المصدر: موقع « أخبار ليبيا » بتاريخ 24 أوت 2006) الرابط: http://www.justice4libya.com/index.php?option=com_content&task=view&id=2622&Itemid=95
 

 

الشاعر الكبير أحمد مطر الى السيد حسن نصر الله ولأبناء الجنوب اللبناني

 
   الجهاتُ الأربعُ اليومَ: جَنـــوب!
 
****   كُلُّ وقتٍ ما عدا لحظة ميلادكَ فينا هو ظِلٌّ لنفاياتِ الزمانْ كُلُّ أرضٍ ما عدا الأرض التي تمشي عليها هي سَقْطٌ مِن غُيارِ اللاّمكانْ كُلُّ كون قبل أن تلبسَهُ.. كان رمادا كلُ لونٍ قبل أن تلمسهُ.. كان سوادا كلُ معنىً قبل أن تنفُخَ في معناهُ نارَ العُنفوانْ كان خيطاً من دُخانْ لم يكن قبلكَ للعزَّةِ قلبٌ لم يكن قبلكَ للسؤددِ وجهٌ لم يكن قبلكَ للمجدَ لسانْ كلُ شيءٍ حَسَنٍ ما كان شيئاً يا جنوبيُّ ولمّا كنتَ.. كانْ!   ****   كانتِ الساعة لا تدري كم السّاعةُ إلاّ بعدما لقَّـنَها قلبكَ درسَ الخَفقانْ! كانت الأرضُ تخافُ المشيَ حتى عَلمتْها دَفقاتُ الدَّمِ في قلبكَ فنَّ الدّورانْ! لن تتيه الشمسُ، بعدَ اليومِ، في ليلِ ضُحاها سترى في ضوءِ عينيكَ ضياها! وستمشي بأمانٍ وستمشي مُطمئـناً بين جنْـبَيها الأمانْ! فعلى آثارِ خُطواتِك تمشي، أينما يمَّمتَ.. أقدامُ الدُّروبْ! وعلى جبهتكَ النورُ مقيمٌ والجهاتُ الأربع اليوم: جنوبْ يا جنوبيُّ.. فمِنْ أينَ سيأتيها الغروبْ؟! صار حتى الليلُ يخشى السَّيرَ في الليلِ فأَنّى راحَ.. لاح الكوكبانْ مِلءَ عيْنيكَ، وعيناكَ، إذا أغمضَ عيْنيهِ الكَرى، لاتغمضانْ!  
****   يا جنوبيُّ.. ستأتيكَ لِجانُ الجانِ تستغفِرُ دهرَ الصمتِ والكبْتِ بصوتِ الصولجانْ وستنهالُ التهاني من شِفاهِ الإمتهانْ! وستَغلي الطبلةُ الفصحى لتُلقي بين أيديكَ فقاعَ الهذيانْ وستمتدُّ خطوطُ النارِ، كُرمى لبطولاتكَ، ما بين خطابٍ أو نشيدٍ أو بيانْ وستجري تحتَ رِجليكَ دِماءُ المهرجانْ يا جنوبيُّ فلا تُصغِ لهمْ واكنُسْ بنعْليكَ هوى هذا الهوانْ ليس فيهم أحدٌ يملكُ حقَّ الامتنانْ كُلهم فوقَ ثناياهُ انبساطٌ وبأعماقِ طواياهُ احتقانْ! هم جميعاً في قطارِ الذلِّ ساروا بعدما ألقوكَ فوق المزلَقانْ وسقَوا غلاّية السائقِ بالزيتِ وساقُوا لكَ كلَّ القَطِرانْ! هُم جميعاً أوثقوا بالغدرِ أيديكَ وهم أحيوا أعاديكَ، وقد عُدتَ مِنَ الحينِ لِتُحيينا.. وتسقينا الحنانْ كيف يَمْتـَنّونَ؟ هل يَمتنُّ عُريانٌ لِمن عَراهُ؟ هل يزهو بنصرِ الحُرِّ مهزومٌ جبانْ؟!  
****   يا جنوبيُّ.. ولن يُصدِقكَ الغَيْرةَ إلاّ عاهِرٌ ليس لهُ في حلباتِ العهْرِ ثانْ بهلوانٌ ثُعْلبانٌ أُلعُبانْ دَيْدَبانْ مُعجِزٌ في قبحِهِ.. فاعجَبْ لِمنْ في جَنبهِ كُلُّ القباحاتِ حِسانْ كيف يبدو كلّ هذا القبْح فيمَن قد بَراهُ الحَسَنانْ؟! هوَ من إلْيَتِهِ السُّفلى إلى إلْيَتِهِ العُليا نفاياتُ إهاناتٍ.. عَليها شفتانْ! وهوَ في دولتهِ -مهما نَفخْناهُ وبالغنا بتوسيعِ المكانْ- دودةٌ من مَرْطَبانْ! سوف يُفتي: إنهُ ليس قَراركْ وسَيُفتي: مجلسُ الأمنِ أجارَكْ قلْ لهُ: في قبصةِ المجلس آلاف القراراتِ التي تحفظُ داركْ لِمَ لا يَمسَحُ عاركْ؟! قُلْ لهُ: مِن مَجلسِ الأمنِ طَلبْتَ الأمنَ قَبلي.. فلماذا أنت لا تجلسُ مثلي بأمانْ؟ قُلْ لهُ: لا يَقتلُ الجرثومَ.. إلا الغليانْ قُلْ لهُ: إن بذورَ النّصرِ لا تَنبُتُ إلاّ.. في ميادينِ الطِّعانْ قُلْ لهُ: أنتَ مُدانْ!    ****   يا جنوبيُّ وَهَبْتَ الرِّيحَ باباً مُشرَعاً من بَعدِما شرَّعتَ أسبابَ الهبوبْ فَأصِخْ.. ها هو ذا صوتُ صفيرِ الزَّهوِ يأتي مِن ملايين الثُقوبْ! لا تقُلْ إنكَ لا تعرِفُ عنها أيّ شيءٍ إنها.. نحنُ الشعوبْ! وقصارى ما يُرجّى مِن ثُقوبٍ أنَّ في صَفْرَتَها.. أقصى الوثوبْ! سوف تحتلُّكَ تأييداً وتعضيداً وتمجيداً ونَستعمرُ سَمعيكَ بجيشِ الهيَجانْ يا جنوبيُّ فَسَرِّحْنا بإحسانٍ وقُلْ: فات الأوانْ أنتمُ، الآنَ، تَجرَّأتُم على الزَّحفِ وإنّي، من زمانٍ، قد تجاوزتُ حدودَ الطيرانْ! وأنا استأصَلتُ مِنّي ورماً ثم تعافيتُ ومازلتُم تُقيمونَ جميعاً في خلايا السَّرطانْ! وأنا هدًّمتُ للشرِّ كياناً ولهُ في أرضِكُمْ.. مازالَ عِشرونَ كيانْ!  
****   يا ابنَ لُبنانَ بمضمارِ العُلا طالعْتَ طِرْسَ العِزِّ واستوعبتَ دَرسَ العُنفوانْ قُلتَ: ماذا يجلبُ النَّصرَ؟ فقالتْ نفسكَ الحُرةُ: إيمانٌ وصبرٌ وزِناد وبَنَانْ فتهيَّأتَ، وراهنْتَ على أن تَبلُغَ النَّصرَ .. وما خاب الرِّهانْ    ****   يا ابن لُبنانَ.. هَنيئاً وحْدكَ النّاجحُ، والعُرْبُ جميعاً.. سقطوا في الامتحانْ!     أحمـد مطـر?
 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.