الخميس، 2 سبتمبر 2010

Home – Accueil

 

TUNISNEWS

10ème année, N°3754 du02. 09 .2010  

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحفي الفاهم بوكدوس

ولضحايا قانون الإرهاب


السبيل أولاين:عريضة لأهالي بنقردان تدين التجاوزات الأمنية وتطالب بفرص التنمية الإقتصادية

كلمة:نقص الفرينة المدعمة يسبب اغلاق عدد من المخابز

كلمة:الشركة التونسية للبنك تعتزم التفويت في حصّتها بالبنك الفرنسي التونسي

الصباح::بسبب عدم تحيين شرط المعدل الأدنى ـ إمد ـ يحرم الطلبة الراسبين من مواصلة التمتع بالمنحة

كلمة:اجتماع لمدير مجمع شال بإفريقيا مع مسؤولين تونسيين

الصباح:الحزب الاشتراكي الدستوري مؤتمر المنستير «الأول» ومجموعة المستيري محمد العيادي

:رسالة تضامن مع اسرة منظمة الكرامة لحقوق الانسان  -جنيف سوسرا بعد  حجب موقعها  في تونس

الوسط التونسية:ضباط تونسيون يعبرون عن قلقهم وبرلماني تونسي يهين هيبة الجيش الوطني…

محمد العيادي :نحو نظام تربوي يساهم في نشر مبادئ حقوق الإنسان وقيم المواطنة

الشيخ راشد الغنوشي في برنامج « عفو التجربة » لقناة دليل الفضائية – ج6

العرب:في الذكرى الـ41 للثورة الليبية: خروج القذافي عن النمط المألوف جعل مواقفه الداخلية والخارجية تشد إليها الإنتباه (1 من 2)

الجزيرة.نت:اتهامات للمغرب بتعذيب إسلاميين

القدس العربي:مصر: جمعية التغيير تطالب بمقاطعة الانتخابات والبدء بمظاهرات وعصيان مدني للضغط على مبارك

العرب:مسؤول أميركي سابق ينتقد اصطحاب مبارك لنجله

الجزيرة.نت:جلسات المفاوضات تبدأ وسط شكوك

عبد الباري عطوان:مفاوضات الاستسلام النهائي؟

الجزيرة.نت:محادثات الخريف المباشرة

الجزيرة.نت:أميركا أنهت قتالها بالعراق دون نصر

القدس العربي:بلير يعترف بأنه كذب للحصول على ما أراد ويكشف عن أسرار جنسية


Pourafficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

جويلية 2010

https://www.tunisnews.net/22Out10a.htm


عريضة لأهالي بنقردان تدين التجاوزات الأمنية وتطالب بفرص التنمية الإقتصادية


 

السبيل أونلاين – بنقردان (تونس) – خاص سجلت مصادر السبيل أونلاين ظهور عريضة لأهالي بنقردان بعد الأحداث الأخيرة التى شهدتها المدينة الحدودية مع ليبيا ، بسبب اغلاق المعبر الحدودي « رأس جدير » ، وقد أدان أهالي المنطقة التجاوزات الأمنيّة ، كما تضمنت العريضة جملة من المطالب الشعبيّة الموصولة بالحقّ في التنمية والتشغيل وبإشكاليّات المعبر الحدودي بين ليبيا وتونس .

وأكد الأهالي على أن مصدر عيشهم مرتبط بالتجارة مع ليبيا في ظل ضعف المصادر البديلة وتهميش المنطقة في برامج التنمية ، وتردي الخدمات وغياب البنية التحتية . وادانوا المعالجة الأمنية لقضيتهم وعسكرة المدينة وتجاوزات قوى البوليس ، كما أدانت العريضة غياب الاعلامي الرسمي خلال الأزمة وتعاطي المسؤولين مع الحدث بصورة قاصرة وسطحية .  
وعبّر أهالي بنقردان عن شعورهم بالغبن في المعاملة على الحدود بين المواطنين التونسيين وأشقائهم الليبيين وطالبوا بالمساواة بين الطرفين ، كما طالبوا بالحق في العيش الكريم والتنمية الاقتصادية من دون تهميش وبعيدا عن التواكل على « الآخرين » .
وهذا نصّ العريضة :
عريضـــــة
نحن أهالي مدينة بنقردان الممضين أسفله نعلن ما يلي :
شهدت مدينة بنقردان توتّرا شديدا واضطرابا غير مسبوق نشبا عن غلق معبر رأس جدير الحدوديّ الحيويّ بين تونس وليبيا أمام السّلع الدّاخلة إلى بلادنا ضمن الحراك التجاري البينيّ المعهود في الجهة منذ أكثر من عشرين سنة، وقد نجمت عن هذا الغلق الفُجائيّ حالة من الإحباط والاحتقان واليأس في نفوس النّاس وخاصّة لدى الشباب الذين أحسّوا بأنّهم وحيدون متروكون تَكِلُهم دولتهم في كسب قوتهم وقوت أسرهم إلى دولة أخرى، وبأنّهم مستهدفون في خبزهم اليوميّ.
وقد تنامت هذه الحالة تدريجيّا للأسباب التالية :
– ارتباط لقمة العيش في بنقردان بالتجارة الهامشيّة غير المهيكلة مع القطر الليبيّ وضآلة الموارد البديلة.
– تهميش مدينة بنقردان في برامج التنمية الاقتصاديّة والاجتماعيّة الوطنيّة وتدنّي نصيبها من فرص التشغيل، ممّا ولّد حالة من البطالة المقنّعة أدّت بالشباب إلى مزالق كثيرة.
– تخلّف المدينة في البنية التحتيّة والمرافق العامّة وتردّي مستوى الخدمات.
– الشعور المختزن بالدونيّة والغبن في شروط العبور بين الطرفين : فالتونسيّ يطالَب بضريبة على المركوب ويستظهر بمعلوم للمرور. أمّا الليبيّ فيمرّ دون قيد أو شرط، مع احترامنا للإخوة الليبيّين.
– استباحة قوّات الأمن للحرمات والأعراض والبيوت واعتداؤها على الأشخاص بالضرب والاعتقال والترويع وعلى الممتلكات والمحلاّت التجاريّة والمؤسّسات التربويّة بالتخريب والعبث، الأمر الذي أجّج غضب الأهالي.
وفي ظلّ هذا الوضع المشحون نعبّر عن :
– إدانتنا لعسكرة المدينة وللمعالجة الأمنيّة لمطالبنا المشروعة في التشغيل والعدالة الاجتماعيّة والتنمية. – تنديدنا بالانتهاكات المختلفة التي ارتكبتها القوى الأمنيّة. – شجبنا لصمت الإعلام الرّسميّ عمّا حدث في المدينة من احتقان وتجاوزات خطيرة في حقّ النّاس. – استنكارنا لتعاطي الجهات المسؤولة مع الأزمة بصورة سطحيّة وقاصرة.
وبناء على ما تقدّم نطالب بما يلي:
– حقِّنا في العيش الكريم والسّلم الأهليّ بعيدا عن الإقصاء والتهميش والتواكل على الآخرين. – حقِّنا في التنمية الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة كسائر مدن البلاد ممّا يضمن لنا ولأبنائنا العزّة والكرامة. – ضرورة معالجة الوضع معالجة حقيقيّة وعميقة تراعي خصوصيّات الجهة الطبيعيّة والبشريّة والاقتصاديّة، وذلك بتطوير قطاع الفلاحة والصيد البحريّ وبعث مشاريع تنمويّة ومناطق صناعيّة وسياحية تستوعب الشباب العاطل. – إعادة الاعتبار للمواطن التونسيّ وتسويته بالمواطن الليبيّ في تنظيم العبور بين الطرفين الشقيقين، إمّا بدعوة السّلط الليبيّة إلى مراجعة العراقيل الجمركيّة المفروضة أو باللّجوء إلى مبدأ المعاملة بالمثل إذا اقتضى الأمر. وإنّنا إذ نعرض هذه المطالب المشروعة نؤكّد تمسّكنا الشديد بها في نطاق القانون والإيمان بمبدأ المساواة في العدالة والتنمية بين كلّ التونسيّين.
(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 02 سبتمبر 2010)  


نقص الفرينة المدعمة يسبب اغلاق عدد من المخابز


حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 01. سبتمبر 2010 يشتكي أهالي مدينة مليتة الواقعة بجزيرة قرقنة من فقدان مادة الخبز، و يضطر السكان إلى انتظار استقدامه من مدينة الرملة الواقعة على مسافة تزيد عن عشرة كلم من مليتة. ويعود السبب حسب مصادر من المدينة إلى رفض المدير الجهوي للتجارة بمدينة صفاقس تمكين المخبزة الوحيدة المنتصبة في المدينة من الكميات اللازمة من الدقيق.  وطالب صاحب المخبزة بتدعيم كمية الفارينة المخصصة لمدينة مليتة والتي يتضاعف عدد سكانها صيفا. ولكن المدير الجهوي أصر على عدم الاستجابة لطلبه مقابل تدعيم كمية الفارينة المسلمة لمخابز مدينة الرملة مما اجبر المخبزة الوحيدة في مليتة على غلق أبوابها وهو ما عسّر من ظروف عيش أهالي المدينة الذين يضطرون أما إلى انتظار الخبز القادم من المدن المجاورة أو الانتقال اليها قصد توفير حاجياتهم المعيشية.  يذكر أن صلاحيات واسعة منحت للمديرين الجهوين للتجارة في توزيع مادة الفارينة، ويشتكي عدد من أرباب المخابز في عدد كبير من الجهات من نقص مادة الدقيق المدعمة مما يضطرهم إلى العمل إلى حدود منتصف النهار فحسب. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 01 سبتمبر 2010)
 


الشركة التونسية للبنك تعتزم التفويت في حصّتها بالبنك الفرنسي التونسي


حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 01. سبتمبر 2010
أعلنت الشركة التونسية للبنك عن اعتزامها التفويت في حصّتها من البنك الفرنسي التونسي والبالغة 78,16 بالمائة، وأصدرت في ذلك طلب عروض. وذكرت في بلاغ لها نشرته، أن المترشّح يجب أن يكون مستثمرا استراتيجيا قادرا على إدارة البنك وتطويره، واشترطت أن يكون شخصا تونسيا أو مجموعة يديرها تونسيّ.  
جدير بالذّكر أن البنك الفرنسي التونسي هو عبارة عن بنك دولي يعمل من خلال شبكة من 7 فروع.    
وكان البنك الفرنسي التونسي قد عانى من صعوبات عدّة وجرت عدّة محاولات لخصخصته على مرّ السنوات لكنها فشلت لعدم التوصّل إلى ثمن مناسب، آخرها الإعلان الأخير لمحافظ البنك المركزي يوم 23 جوان الماضي عن اعتزام الدولة خصخصة البنك. 
وقد عبّر بنك « أودي » اللبناني عن رغبته في اقتناء البنك الفرنسي التونسي وأجرى مفاوضات، ذكرت مصادرنا أنها فشلت بسبب الشرط الذي أعلنته الشركة التونسية للبنك المتعلّق بالجنسية التونسية للمشتري.  وهو ما يحصر المرشّحين في دائرة المتنفّذين القريبين من قصر الرئاسة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 01 سبتمبر 2010)


بسبب عدم تحيين شرط المعدل الأدنى ـ إمد ـ يحرم الطلبة الراسبين من مواصلة التمتع بالمنحة


يحرم الرّاسب الذي ينتمي إلى نظام أمد من مواصلة التمتع بالمنحة الجامعية، ذلك أن مواصلة التمتع بها بعد الرسوب يقتضى ألا يقل المعدل السنوي على 8 من 20 حسب النظام القديم. وبما أن الحصول على نسبة 80 بالمائة من المعدل يمكّن من النجاح في نظام إمد، فالراسب بالضرورة يقل معدله على النسبة المذكورة، وهو ما يحرمه من مواصلة التمتع بالمنحة الجامعية. يتمتع بالمنحة الجامعية كل الطلبة الجدد الذين لا يقل الدخل الخام السنوي لأوليائهم على الأجر الأدنى السنوي المهني المضمون لمختلف المهن في القطاعات غير الفلاحية الخاضعة لمجلة الشغل، والذي حدد هذه السنة بـ3128 دينارا لسنة 2009. وتسند منحة إضافية للطلبة الممنوحين المدعوّين إلى إجراء تربصات إجبارية مبررة دون أجر لمدة شهر واحد، على غرار منحة التكلفة الإضافية المخصصة لتغطية نفقات اللوازم المدرسية. منحة مستقرة وعن تذمر عديد الطلبة من عدم الترفيع في المنحة الجامعية منذ سنوات، بينما ترتفع تكاليف العيش من سنة إلى أخرى، أوضح السيد المولدي العباسي مدير ديوان الخدمات الجامعية بأن « المنحة هي مساعدة رمزية يتمتع بها الطالب، ولا يمكن أن نتكفل بكل مصاريفه الجامعية، مع ضمان السكن والأكل ». وأضاف محدثنا بان تكلفة السكن والأكل ترتفع من سنة إلى أخرى، وبالتالي فان مصاريف الديوان في تصاعد مع ما تتطلبه أسعار المواد الغذائية وما إلى ذلك من لوازم توفرها للطالب الذي يتمتع بالاكل والسكن تقريبا مجانا، إذا ما قارنا المبلغ المطالب بتسديده، بتكلفة الخدمات. وتعرض مطالب الطلبة الجدد الناجحين في الباكالوريا على السلط الجهوية لتقييمها والتثبت من مدى صحة البيانات الواردة بها. كما يمكن عرض التصاريح بدخل الأولياء على المصالح المختصة للمراقبة الجبائية إذا ارتأت الإدارة ضرورة ذلك. قروض الصناديق وعلى عكس ما يعتقده مئات الطلبة، فان القروض الجامعية تسند من قبل صناديق الضمان الاجتماعي ويقتصر تدخل ديوان الخدمات الجامعية للشمال في هذا المجال على إسنادها للطلبة أبناء رجال التعليم من أساتذة ومعلمين وقيمين وموظفين وعملة وزارتي التربية والتكوين والتعليم العالي في حدود الحصص المتفق عليها مع نقابات التعليم. ويشترط على المترشحين للحصول على القروض من طرف الصناديق الاجتماعية، أن يتجاوز الدخل الخام السنوي للأولياء المصرح به 4 مرات الأجر الأدنى السنوي المضمون لمختلف المهن في القطاعات غير الفلاحية الخاضعة لمجلة الشغل. وينبغي على الطالب إمضاء عقد يضبط مبلغ القرض ومدة الانتفاع به وكذلك شروط تسديده. كما يجب على ولّه أن يمضي على وثيقة تعهد بالضمان يلتزم فيها بتسديد كامل مبلغ القرض الجامعي. آجال الصرف وبالاستفسار عن آجال صرف هذه المنح والقروض خلال السنة الجامعية القادمة أفاد مدير ديوان الخدمات الجامعية للشمال أن الانطلاق في صرف القسط الأول من المنح الجامعية للطلبة الجدد والطلبة القدامى سيتم وفق تاريخ وصول شهادة الترسيم وذلك مطلع شهر أكتوبر 2010 على أن يتم صرف القسط الثاني خلال شهر جانفي 2011 وصرف القسط الثالث خلال شهر أفريل في حين يصرف القسط الأخير خلال شهر جوان. وستتمع الجامعات التابعة للديوان بالقسم الأوفر من الاعتمادات المخصصة للمنح والقروض لتصل إلى حدود 60 بالمائة من جملة تلك الاعتمادات باعتبار ارتفاع عدد الطلبة المستفيدين بها والمنتمين إلى ولايات تونس وأريانة وبن عروس ومنوبة ونابل وزغوان وبنزرت والكاف وسليانة وجندوبة وباجة. ذكرى بكاري (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 02 سبتمبر 2010)


اجتماع لمدير مجمع شال بإفريقيا مع مسؤولين تونسيين


حرر من قبل التحرير في الإربعاء, 01. سبتمبر 2010
علمت كلمة أن مدير مجمع شال بإفريقيا حل أمس الإربعاء بتونس وعقد اجتماعا مع كل من وزير الصناعة ووزير الشؤون الاجتماعية كما علمنا أن الاجتماع كان للبحث في السبل الكفيلة بإيجاد مخرج للازمة الاجتماعية لمجمع شال تونس كما انه من المنتظر أن يعقد اجتماعا مع أعضاء الجامعة العامة للنفط والمواد الكيميائية للبحث في الأزمة.
جدير بالذكر ان الجامعة العامة للنفط قد قررت إضرابا بثلاث أيام داخل مجمع شال الذي خاض عددا من الإضرابات الاحتجاجية من أجل ضمان حقوقهم المادية بعد أن تعرضوا للضرر المادي والمعنوي جراء تخلى شركة شال عن نشاطها في تونس. كما يذكر أن شركة شال عملت في تونس لمدة 80 عاما تقريبا وهي من اكبر الشركات متعددة الجنسيات في العالم و قد أعلنت الآن تخليها عن النشاط في 19 دولة افريقية. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 01 سبتمبر 2010)


الحزب الاشتراكي الدستوري مؤتمر المنستير «الأول» ومجموعة المستيري


انعقد المؤتمر الثامن للحزب الاشتراكي الدستوري في المنستير على امتداد خمسة أيام بداية من 11 أكتوبر 1971، وهو المؤتمر الذي انعقد بعد ثماني سنوات من مؤتمر المصير سنة 1964 ببنزرت.
الديمقراطية الغربية
افتتح الرئيس الحبيب بورقيبة المؤتمر بخطاب قال فيه بالخصوص «ان الديمقراطية طريق وعرة خادعة ينبغي التقدم فيها بخطى ثابتة ولو اعتبرها البعض وئيدة بطيئة، فسياسة الشعوب تتطلب الأناة والتبصر الشيء الكثير، وكذلك ان نحن أردنا الاسراع في تطوير الأوضاع السياسية بأكثر ما تطيقه عقلية الشعب وتتقبل درجة النضج التي بلغها فإننا نكون قد عرّضنا البلاد لمخاطر الديمقراطية الغربية التي لا تلائم أوضاعنا ولا تتناسب ومقدار وعي الجماهير عندنا».
وهكذا كان الحسم منذ انطلاق المؤتمر في مسألة الخيار الديمقراطي رغم تمسك مجموعة من المؤتمرين بخطاب 8 جوان 1970 وما تضمنه من توجهات على درب الانفتاح السياسي واعتماد الخيار الديمقراطي في مستوى الحزب على الاقل.
وعلى إثر انتخابه بالاجماع رئيسا للحزب في اليوم الأخير من المؤتمر أعلن الزعيم  الحبيب بورقيبة «وعليه فلي الثقة التامة في الهادي نويرة ليخلفني في رئاسة الجمهورية يوم أن ألتحق بجوار ربي، ثم يخلفه رجال أكفاء أمثال أحمد المستيري ومحمد المصمودي وغيرهما». والواضح أن الرئيس الحبيب بورقيبة أراد بذلك أن يلمّح إلى أن الهاجس المسيطر لدى أحمد المستيري لم تكن الديمقراطية بل الخلافة. وحول هذه النقطة بالذات، عمد الرئيس الحبيب بورقيبة في مناسبة لاحقة إلى مكاشفة الرأي العام في خطاب ألقاه يوم 12 أفريل 1973 حول تعديل الدستور بأن «التكالب على الحكم بلغ بأحدهم الى أن طلب مني تعيينه وزير دولة وأنا في حالة احتضار».
وكان يقصد أحمد المستيري لما كان وزيرا للدفاع الوطني سنة 1967 وهي السنة التي أصيب أثناءها الرئيس الحبيب بورقيبة بأزمة قلبية حادة. وانتهى مؤتمر 1971 وظل في أدبيات الحزب ووثائقه «المؤتمر الذي انكشفت فيه نوايا وبرزت أطماع» (لمحة عن تاريخ الحزب الاشتراكي الدستوري ـ منشورات كتابة الدولة للاعلام ـ مارس 1975).
وجاء في ميثاق الحزب المنبثق عن المؤتمر الثامن (مؤتمر المنستير الأول) أن «الديمقراطية لا تتحقق مع التسرع والاندفاع وإن المؤتمر يصرح بأن الطور الذي ستواجهه الأمة في مستقبلها القريب يقتضي المضي قدما في بناء مجتمع ينظمه عقد قومي أساسه الأخلاق الفاضلة وقوامه ثقافة أصيلة خلاقة ودعامته التضامن بين المواطنين والتعاون على عمل الخير وأن أهداف الحزب المرحلية يجب أن تكون محل اتفاق كافة الدستوريين داخل تشكيلاتهم دون الانسياق مع المصالح المحلية أو الجهوية أو التهافت حول الاجتهادات الفردية مهما كانت قيمة الأفراد أو مستوى الأشخاص، لذلك يصرح المؤتمر بضرورة الوقوف في وجه كل دعوة صريحة أو متسترة ترمي الى تفرقة الأمة تحت شعارات الطبقية أو الاقليمية أو الطائفية».
وجاء في احدى وثائق المؤتمر الموالي (مؤتمر الوضوح 12 ـ 15 سبتمبر 1974): «يأتي مؤتمر 74 بعد فترة من اللبس والغموض صنعتها أيادي البعض من الذين استجابوا لنداء الأهواء دون تقدير للمصلحة العامة ونسجت خيوطها أيدي الطامعين من الذين تسللوا بين صفوف الدستوريين وراحوا يبثون التفرقة وينشرون روح العصبية بين أبناء الوطن الواحد تحت شعاري الديمقراطية والحرية واستغلوا أزمة المرض التي كان يعاني منها المجاهد الأكبر وظنوا أن الحكم سيسقط في أيديهم كالثمرة الناضجة، لذلك بذلوا كل ما يملكون من جهد قصد تحويل المؤتمر الثامن عن اهدافه المرجوة، لكن منيت جهودهم بالفشل..».
ومما يذكر أن المستيري والمحسوبين عليه فازوا بأغلبية الأصوات في انتخابات اللجنة المركزية في المؤتمر الثامن، فقد انتخب المستيري بـ788 صوتا، وفاز بالمرتبة الثانية بعد الباهي الأدغم الذي انتخب بـ793 صوتا.
محمد علي الحباشي  
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 02 سبتمبر 2010)

رسالة تضامن مع اسرة منظمة الكرامة لحقوق الانسان  -جنيف سوسرا بعد  حجب موقعها  في تونس


الأساتذة  المحترمون  والإخوة الكرام أسرة  منظمة الكرامة لحقوق الإنسان- جنيف سوسرا بعد التحية وخالص التقدير والشكر على مجهودكم وعملكم الدؤوب  لنصرة قضايا حقوق الإنسان في العالم العربي  والتصدي لكافة أنواع الانتهاكات  خاصة الجسيمة منها , يؤسفني إعلامكم  أن موقع المنظمة على شبكة الانترنت  قد وقع  حجبه انطلاقا من تونس  ولهذا يصعب مستقبلا على الزوار التونسيون الدخول إليه إلا عبر استعمال تقنية البر وكسي . ولأني احد المواطنين التونسيين المنخرط  في المنظمة  والمتابع لأنشطتها اعبر  لكم بعد هذا الحجب غير المبرر  عن تضامني اللامشروط علما  وان هذا الحجب أصابني بانزعاج  بالغ لأني كنت على قناعة تامة  أن المنظمة  وبما اكتسبته من إشعاع  وحرفية  سيكون لها أصدقاء وأعضاء كثيرون في تونس .  أما بعد هذا الحجب فان الدخول إلى الموقع أصبح شبه مستحيل ولن يكون ممكنا إلا للماهرين في استعمال التقنيات المضادة للحجب. على كل أتمنى  أن لا يؤثر  هذا الحجب  على عمل المنظمة  وان تواصل تغطيتها للشأن الجقوقي التونسي  بكل الحرفية  والموضوعية  كما عهدناها سابقا  وان نعمل سويا  على تجاوز  تبعات عملية الحجب  على  المتابعين  التونسيين  للمنظمة  وأنشطتها  وذلك بكل الوسائل المتاحة . أجدد لكم كل الدعم والمساندة في رسالتكم من اجل إنسان عربي أكثر كرامة وواقع عربي أكثر إنسانية وعدل. مع خالص احترامي وتقديري واصدق التحايا.
محمد العيادي تونس  


ضباط تونسيون يعبرون عن قلقهم وبرلماني تونسي يهين هيبة الجيش الوطني…

 


مرسل الكسيبي*-صحف-الوسط التونسية :
في تسجيل مرئي نادر يقع بثه هذه الأيام على شبكة الفايسبوك العالمية , أعلن رجل الأعمال « الكندي » ذي الأصول التونسية السيد طارق المكي عن تلقيه لرسالة من مجموعة ضباط بالجيش التونسي , يعبرون فيها عن عميق قلقهم من خطورة الأوضاع بالبلاد التونسية . وذكر السيد المكي بأن أصحاب الرسالة أشاروا الى معاناة الجيش :  » شأنه في ذلك شأن الشعب التونسي « , مؤكدا في هذا السياق على أن نخبة من ضباط الجيش التونسي طلبوا منه وبالحاح تبليغ تذمرهم من سوء الأوضاع في ظل تكرر الاهانات . ويعرض السيد المكي في التسجيل المذكور الى قصة طبيب الأسنان د.فتحي الفرجاوي الذي يشغل منصب رئيس بلدية وعضو مجلس النواب ورئيس مصلحة جهوية عليا للصحة , ويشرح من خلال بوابة الأخير على الفايسبوك , التي يعرضها على الشاشة , قصة تردي مستوى التعليم في ظل نظام الرئيس بن علي , من خلال أخطاء لغوية فادحة ارتكبها هذا الأخير حين تقديمه لبطاقة موجزة عن مسيرته المهنية . وفي موضع لاحق من التسجيل المرئي , يكشف السيد طارق المكي عن صور شخصية للدكتور الفرجاوي , كانت قد التقطت له على ظهر قطع حربية بحرية وجوية تونسية , ويذكر بأن الأخير قام بعرض هذه الصور وبشكل مثير للاستغراب على بوابته على الفايسبوك , ثم يقوم بعرض هذه الصور من خلال شرح بياني على الشاشة … ويظهر الشخص المذكور وعضو البرلمان من خلال الشرح المرئي على متن طائرة « هركيل » العسكرية الأمريكية الصنع , وفي موضع اخر على ظهر طائرة ا ف 5 المقاتلة , وفي صورة أخر ى على متن سفينة مسح جغرافي عسكرية بجانب علبة خمور من نوع « سلتية », وفي مواضع أخرى على متن قطعة بحرية عسكرية سريعة , في حين بدى في صورة أخرى حاملا لصاروخ جو أرض من نوع « ستينغر » , وهو ماأكدته شروحات السيد المكي حين تعليقه على الصور المنشورة بالشبكة الاجتماعية العالمية : فايسبوك. وفي موضع اخر يبدو المسؤول التونسي المشار اليه في التسجيل المرئي في مركز تدريب عسكري للقوات الخاصة , في حالة استعراضية لقدرات على الرماية , وهو ماأثار استغراب صاحب الشريط حول سر العلاقة بين طب الأسنان وكل هذه الفروع من قطاعات الخدمة المسلحة .. ويقول السيد المكي بأن سياحا أجانب أرادوا تصوير قصر رئاسي بالحمامات , فوقع تحذيرهم والاساءة اليهم كما افتكاك أدوات التصوير منهم بطريقة غليضة , ليتساءل عن كيفية السماح لشخص مدني بأخذ صور في مواقع عسكرية استراتيجية ومن فوق قطع حربية لاتسمح البروتوكولات العسكرية للجنرالات بقيادتها أحيانا كثيرة . ويذهب السيد طارق المكي في نهايات التسجيل الى ضياع هيبة الدولة , وتحول البلاد الى ماوصفه بال »سرك » , ليشير الى تردي مستوى من يقع تعيينه من مسؤولين في عهد الرئيس بن علي , والى استبعاد الكفاءات وأصحاب الذمم الذين يرفضون التزلف.  ويختم التسجيل بالاشارة الى تذمر نخب وضباط الجيش التونسي الذين لفتوا انتباهه الى هذه الاهانات , ليتوجه لهم في نهاية كلمته شاكرا . تقرير مرسل الكسيبي بتاريخ 31 أوت 2010  


نحو نظام تربوي يساهم في نشر مبادئ حقوق الإنسان وقيم المواطنة الخميس 02-09-2010 م الموافق 23-9-1431 هـ

 


محمد العيادي خاص ـ شبكة مساواة للتربية على حقوق الإنسان والثقافة المدنية يعتبر  النظام التعليمي  التربوي عاملا أساسيا في نجاح  أية حملة  تهدف إلى نشر مبادئ حقوق الإنسان وقيم المواطنة على نطاق واسع لأن هذا النظام يستهدف  جمهورا عريضا من الناشئة  ولأن غرس هذه المبادئ  والقيم لديهم أسهل بكثير من غرسها لدى فئات عمرية أخرى.
فإلى أي مدى يساهم النظام التعليمي العربي في نشر هذه المبادئ؟ وهل هناك إجراءات  لمزيد تفعيل هذه المساهمة  وإنجاحها ؟
إن مجتمعاتنا  العربية الإسلامية  رغم ثرائها ألقيمي  ومخزونها الحضاري تغيب فيها مبادئ حقوق الإنسان  وقيم المواطنة  خاصة  المبادئ  القائمة  على حق الاختلاف  واحترام الأخر  والعيش المشترك وقيم المواطنة خاصة  من حيث احترام واجبات  المواطنة مثل  احترام أملاك المجموعة  والحفاظ  على البيئة  والمساهمة  بايجابية في  سلامة المحيط ولتجاوز بعض نقائص وسلبيات  هذا الوضع يمكن  الاعتماد على النظام التعليمي لخلق أجيال  جديدة أكثر التزام  بهذه المبادئ  والقيم .
أدرجت كثير من الأنظمة التربوية  العربية في برامجها  التعليمية  مواد ومقررات  تدرس مبادئ حقوق الإنسان   وقيم  المواطنة  لكن هذه العملية  تبقى  قاصرة  على الوصول إلى الهدف الأساسي وهو غرس هذه القيم لدى  الناشئة  وتحويلها إلى سلوك لا مجرد مقررات دراسية- تعليمية   إذا لم تصاحبها إجراءات أخرى,  من ذلك أن تكون المقررات  والمواد المدرجة  ذات أهمية في البرامج من حيث  الضوارب والتوقيت أي أن لا تكون مواد اختيارية  هامشية وذات توقيت غير ملائم .
من الضروري أيضا أن يرتبط تدريس هذه المواد والمقررات  بتمارين تطبيقية حتى يتجاوز تدريسها البعد النظري  ويدخل بشكل أو بأخر إلى الجوانب السلوكية  للناشئة  وذلك من خلال تدريبات  عملية فمثلا يمكن طرح إشكاليات أو وضعيات  من الواقع  المعيشي وتشريك الناشئة  في البحث عن حلول تراعي مبادئ حقوق الإنسان وقيم المواطنة ثم العمل على أن يسلك الناشئة  هذه الحلول والسلوكيات في حياتهم اليومية   وفي تعاملهم   مع بعضهم سواء داخل المدرسة أو خارجها .
يمكن أيضا  الاستعانة  بنظام  الحوافز والجوائز لتكريس هذه المبادئ  والقيم مثل إنشاء جائزة سنوية  في كل مؤسسة تربوية لأفضل عمل  من إنتاج الطلاب  حول موضوع حقوق الإنسان وقيم المواطنة  كما يمكن الاستعانة  بالأنشطة الثقافية  والترفيهية الموازية داخل المؤسسات التربوية لنشر هذه المبادئ والقيم مثل تكوين نوادي  ذات علاقة  بهذه المبادئ والقيم  والعمل  على دعمها  ونشرها على أوسع نطاق  في المؤسسات  التربوية والتعليمية .
إن  نجاح  أنظمتنا التربوية � التعليمية  في نشر مبادئ حقوق الإنسان وقيم المواطنة وزرعها لدى الناشئة  كفيل  بخلق جيل جديد من الموطنين  يغلب  عليهم التوازن المجتمعي   واحترام الأخر  والمحافظة على أملاك المجموعة  والتعامل بايجابية  مع كل واجبات  المواطنة   ومبادئ حقوق الإنسان . * نقابي  وحقوقي  تونسي، من أسرة تحرير مساواة. 
 


الشيخ راشد الغنوشي في برنامج « عفو التجربة » لقناة دليل الفضائية – ج6

 


 


في الذكرى الـ41 للثورة الليبية: خروج القذافي عن النمط المألوف جعل مواقفه الداخلية والخارجية تشد إليها الإنتباه (1 من 2)

 


الخميس سبتمبر 2 2010  
 41 عاما على الثورةتونس – خاص بـ من رشيد خشانة – أطلق الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في الذكرى الحادية والأربعين لوصوله إلى سدة الحكم مبادرتين الأولى موجهة إلى الإتحاد الأوروبي والثانية إلى الداخل الليبي. واختار روما حيث نزل ضيفا على صديقه رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني، ليُوجه رسالة إلى الأوروبيين مفادها أنه مستعد لأن يكون شريكا في مكافحة الهجرة غير الشرعية بشرط تقديم خمسة بلايين يورو سنويا على الأقل لكي يعمل على وقف الهجرة غير الشرعية إلى ايطاليا (واستطرادا باقي أوروبا الغربية) انطلاقا من الأراضي الليبية. وعلى رغم الجدل الحاد الذي أثارته ملابسات الزيارة بين القوى السياسية الإيطالية، ما زال الإقتراح محل أخذ ورد بين العواصم الغربية المعنية على ما قال لـ دبلوماسيون غربيون. والمهم أن الإتحاد الأوروبي في سبيله إلى ضم ليبيا رسميا إلى شركائه المتوسطيين في إطار « سياسة الجوار الجديدة »، وسيفتتح قريبا سفارة في ليبيا أسوة بسفاراته في دول الضفتين الجنوبية والشرقية للمتوسط. أما الرسالة الثانية فموجهة إلى المعارضين في الداخل والخارج إذ أعلن المدير التنفيذي لمؤسسة القذافي يوسف صوان الثلاثاء ان ليبيا ستفرج عن 37 إسلاميا من ضمنهم سائق سابق لأسامة بن لادن وأعضاء من « الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة ». كما أعلن مصدر قريب من « مؤسسة القذافي » لوكالة الأنباء الفرنسية انه سيتم الإفراج قريبا عن 150 إسلاميا آخرين. وهذا يدل على خطوة حاسمة نحو تخلي الجماعة التي أعلنت انضمامها لـ »القاعدة » في 2007 عن هدفها المتمثل بإطاحة نظام العقيد القذافي واقامة دولة اسلامية مكانه. ويمكن للمراقب أن يستخلص من هاتين الحركتين أن الحكم الليبي بات طليق اليدين في الداخل والخارج وأنه يستعد لمنح نفسه عمرا ثانيا في حال رحيل العقيد القذافي، بتوريث الحكم لأحد أبنائه والمحافظة على أعمدة النظام. ولفهم مسار تشكيل السلطة التي حلت محل نظام الملك ادريس السنوسي سألت  الباحث توفيق المنستيري المتخصص بتاريخ ليبيا المعاصر، والذي عمل أكثر من ثلاثين سنة في « المركز القومي للبحث العلمي » الفرنسي وفروعه في مدينة « أكس » الجامعية، عن أركان النظام الذي أقامه « الضباط الأحرار » في الأول من ايلول (سبتمبر) 1969، فقال إن المجتمع الليبي كان آنذاك قبليا وبدويا بنسبة 75 بالمائة. واقتصرت المدن تقريبا على طرابلس وسبها وبنغازي. كانت ليبيا بلدا قليل السكان، إذ لم يكن عددهم يتجاوز مليونين ونصف مليون ساكن في تلك الفترة، وكبير الثروة. وأشار إلى تحولين أساسيين هما قيام الجمهورية العربية الليبية في 1969 وإعلان « سلطة الشعب » في مؤتمر كبير عُقد في 3 آذار (مارس) 1973. وتضمن الإعلان فكرة الجماهيرية وتكريس شعار « من تحزب خان » وظهرت خاصة المرجعية الإشتراكية للنظام، لكنها اشتراكية من نوع خاص. أضاف المنستيري أن العناصر البدوية في الثورة أبعدت الحضر وتخلصت منهم سريعا، لأن البدوي لا يفهم ما معنى حدود أو قانون وضعي … وهو يتهرب عادة من المدينة، ولا يثق إلا في بدوي مثله ». وتابع: « تم البناء حجرا حجرا، وكان القذافي هو المنظر طيلة المرحلة الأولى قبل أن يأتي المنظرون الحاليون أمثال رجب بودبوس ومهدي امبيرش، وفهمنا من خلال متابعة مسار النظام الجديد عن كثب طيلة السبعينات أننا بإزاء نظام بدوُقراطي إن صحت الترجمة من Bedouinocratie ولسنا بصدد نظام ثيوقراطي أو أوتوقراطي أو أي نموذج من النماذج المعروفة في العلم السياسي الكلاسيكي، إذ كانت الدولة غائبة stateless لذا اهتممنا بهذا الجديد فلا رئيس بل هناك قائد، ولا أحزاب بل لجان شعبية تُسير الإدارة ولجان ثورية هي الثورة، ثم شكلوا بعد ذلك لجان المراقبة. هكذا رصدنا تكوين نظام سياسي من نوع خاص من دون الحكم له أو عليه. كان نظاما لافتا للإهتمام في نظريته التي وزعت الأدوار بين ثلاثة أهرامات: – الإدارة التي كانت بأيدي اللجان الشعبية وهي لا تعين ولا تُنتخب وإنما تُختار بواسطة « التصعيد »، وهي التي تُصعد اللجنة الشعبية العامة أي الحكومة وهو مصطلح مرفوض لديهم، وتختار أمينها أي رئيس الوزراء، ويشمل هذا الركن البلديات أيضا إذ لا وجود لرئيس بلدية. وعلى رأس هذا الهرم يوجد « مؤتمر الشعب العام » الذي كان يترأسه في أحيان كثيرة القذافي نفسه حتى عقد الثمانينات، ثم صار آخرون يتولون المنصب. – اللجان الثورية التي لا يعرف أحد كيف يتم « تصعيدها » ولا كيف يُنتقى أعضاؤها، وهي تحكم لكنها لا تُسير الدواليب بالمعنى الإداري، ولا تتفق أحيانا مع « اللجان الشعبية » وحتى مع « القائد » فتضطره إلى التراجع عن بعض أفكاره. – لجان المراقبة التي تشكلت في الفترة الأخيرة بسبب عدم التفاهم بين اللجان الشعبية والثورية، وهي أيضا جهاز لا يعرفه أحد. هذا نظام جيد على الورق لأنه يُتيح للشعب أن يدير شؤونه بنفسه أي يكرس الديمقراطية المباشرة، لكننا مع كل أسف اكتشفنا في الثمانينات أن كل ذلك صوري أو افتراضي بلغة اليوم، لأن الحكم يرجع في الواقع إلى « القائد » والجيش والقبائل، وهي قبائل مسلحة. وبدأ رفاق سلاح القذافي يبتعدون عنه ويهربون وأبرزهم عبد السلام جلود الذي احتمى بقبيلته في نهاية المطاف، مثلما أن القذافي محمي من قبيلته هو الآخر. وكما قال هو في الجزء الأخير من « الكتاب الأخضر » عن سلطة الشعب فالنفوذ الحقيقي يرجع في النهاية إلى الأقوى، بمعنى أن البقاء لـ »الأصلح ».وعُدت أسأله: كيف تُحدد طبيعة النظام السياسي في ليبيا طيلة العقود الأربعة الماضية، وما هي أهم سماته؟ فأجاب: « هو نظام استبدادي يختفي وراء مظهر جذاب وظريف أحيانا Sympathic ، ولاشك أن خروجه المتكرر عن النمط المألوف يجعل مواقفه الداخلية والخارجية تشد الإنتباه وتبدو مواقف أقل ما يُقال عنها أنها شاذة، وتنزعج منها الدول العربية الأخرى. فلو ضربنا مثلا بموقفه من المرأة لوجدنا أن التشريع الليبي مُقتبس من قانون الأحوال الشخصية التونسي مع احترامه للعادات الإجتماعية وللمرجعية الإسلامية، ويظهر ذلك خاصة في مسألة تعدد الزوجات فبمقتضى القانون الليبي ينبغي على الرجل الذي يرغب في الزواج من ثانية أن يصطحب زوجته الأولى إلى المحكمة لكي تُوافق على الزيجة الثانية أمام القاضي، وكذلك الشأن بالنسبة الى الطلاق فإذا قرر الزوج الإنفصال عن زوجته يبقى البيت لها. ويمكن القول أيضا إن التطور نفسه حصل في مجال التعليم الذي تم تعميمه ونشره في كل المناطق. وبما أن المجتمع بدوي وأهله يرتحلون كثيرا، تم إيجاد مدارس متنقلة ترتحل مع القبيلة ويُدرس فيها معلمون من أبناء القبيلة. وهذا يعني أن القذافي عندما يُقيم في الخيمة اثناء سفراته إلى الخارج فتلك الرسالة ليست موجهة إلى المجتمعات الغربية وإنما إلى الليبيين ومفادها أنني لم أغادر القبيلة. قد يبدو لنا الأمر فولكلوريا لكنه رسالة قوية إلى جماعته فهم لم يختاروا رئيس دولة بل « قائدا ». لاحظ أنه يتمسك بتلك الهوية القبلية ويرفض النمط الإجتماعي الحضري ولهذا أبعد كل الوزراء المنتمين إلى المدن واحدا بعد الآخر. بهذا المعنى أعاد النظام الجديد إنتاج الزعامة القبلية، ولاحظ المنستيري أن « البدو هم الذين بأيديهم السلطة كما يريدون لها أن تكون وكما يتصورونها ». سألته: ما هي انعكاسات ذلك على بنية الدولة؟ فأجاب: « لما جاء القذافي إلى الحكم كانت ليبيا فدرالية مؤلفة من ثلاث محافظات هي برقة الملتفتة إلى المشرق العربي وكانت تحت سيطرة البريطانيين أيام الإحتلال، وطرابلس الملتفتة إلى تونس، وفزان في الجنوب وعاصمتها سبها وهي أفريقية الهوى والإرتباطات، ومن هنا جاء التوجه الأفريقي للنظام الليبي. كانت البلاد كونفدرالية في البدء، ثم صارت فدرالية فسعى القذافي إلى كسر هذه التقسيمات وواجه صعوبات، إلا أنه اختار سرت عاصمة سياسية وليست إدارية لأنها تقع في الوسط. وتقول الروايات التاريخية إن سرت نشأت بعدما اتفقت الدولة الرومانية التي كانت تحكم المشرق انطلاقا من الإسكندرية والدولة البونية التي كانت تحكم الحوض الغربي للمتوسط انطلاقا من قرطاج على وضع علامات حدودية بينهما، فأرسلتا عداءين أولمبيين أحدهما انطلق من الإسكندرية والثاني من قرطاج في لحظة واحدة وفي اتجاهين متقابلين. وكان الإتفاق أن توضع العلامات حيث يلتقيان فتلك هي الحدود. لكن القرطاجيين تذاكوا وأرسلوا عداءهم قبل الوقت المتفق عليه فكان اللقاء في سرت. فالقذافي ألغى المحافظات الثلاث قبل اختيار سرت عاصمة سياسية، ثم اضطر إلى العودة إلى نظام الولايات لكن بتقسيم مختلف لمحو الحدود السابقة، خصوصا أن اللجان الشعبية لا تحترم تلك الحدود. ومن خلال تلك التجربة صار أكثر تشبثا بفكرة الوحدة، وهي وحدة تتدرج عبر أربع حلقات: الليبية والعربية فالأفريقية ثم الإسلامية، وهي فكرة تحولت إلى هاجس مرضي يُلح عليه باستمرار. وأفضل مثال على ذلك الهزيمة التاريخية في تشاد والخسائر الكبيرة التي تكبدتها ليبيا في جميع المستويات أمام فرنسا.
(المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 2 أوت 2010)


اتهامات للمغرب بتعذيب إسلاميين


 
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن اعتقال السلطات المغربية سبعة أعضاء بارزين من جماعة العدل والإحسان دون مذكرات توقيف، ثم ظهور ادعاءات بتعرضهم للتعذيب في مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، أمر يثير التساؤلات حول كيفية معالجة السلطات المغربية لتلك القضية.  
وبحسب بيان أصدرته المنظمة أمس، اعتقل أعضاء العدل والإحسان خلال مداهمة منازلهم فجرا في مدينة فاس بناءً على شكوى تقدم بها عضو سابق في الجماعة يوم 21 يونيو/حزيران الماضي يتهمهم فيها باختطافه وتعذيبه في الشهر السابق، متهمين إياه باختراق الجماعة للتجسس لحساب الحكومة.
واعتبرت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش سارة ليا ويتسن أن الطريقة الصحيحة للتحقيق في شكوى مواطن ضد مواطنين آخرين تكون باحترام مبدأ قرينة البراءة.
وأشارت إلى أن « عمليات التفتيش والاعتقال فجرا بدون إذن قضائي، توحي بأن العدالة ليست من الأولويات ».
انتهاكات حقوقية
وأفاد أهالي المعتقلين للمنظمة الحقوقية بأنه بدلا من استدعاء المتهمين لسؤالهم عن الشكوى، اقتحمت أعداد كبيرة من الشرطة بلباس مدني منازل الرجال في وقت مبكر من 28 يونيو/حزيران، واعتقلتهم دون إبراز مذكرات اعتقال، كما فتشت منازلهم وصادرت الكتب والأقراص المدمجة وذاكرات التخزين وأجهزة الحاسوب دون إظهار أي أوامر تفتيش.  
وقال الرجال لمحاميهم عندما التقوهم لأول مرة يوم 1 يوليو/تموز الماضي إن الشرطة وضعتهم خلال الأيام الثلاثة السابقة، في زنزانات انفرادية وهم عراة ومعصوبو الأعين دون طعام، وتعرضوا للضرب والتهديد بالاغتصاب.
وعلقتهم الشرطة -كما زُعم- في وضعية « الطائرة »، وتعرض بعضهم للصعق بالكهرباء واعتداءات أخرى في أماكن حساسة. وأكد السبعة أن الشرطة أجبرتهم على توقيع محاضر لم يُسمح لهم بالاطلاع عليها.
وقالت هند زروق زوجة أحد المعتقلين ومُنسقة أهاليهم، إن الأهالي لاحظوا وجود كدمات وعلامات أخرى تشير إلى إمكانية وقوع التعذيب أو سوء المعاملة أثناء زيارتهم الأولى للرجال يوم 5 يوليو/تموز الماضي في سجن عين قادوس بمدينة فاس. وسيقرر قاضي التحقيق بعدما يستكمل تحقيقاته، ما إذا كان سيحيل القضية إلى المحكمة.
ولم تعلم الأسر بمكان وجود الرجال المعتقلين حتى 30 يونيو/حزيران الماضي، في انتهاك للمادة 67 من القانون الجنائي القاضي بتقديم الشرطة هذه المعلومات على الفور.
ومنح مكتب الوكيل العام لمحامي الدفاع إذنا للقاء موكليهم يوم 30 يونيو/حزيران لكن الشرطة منعتهم، وسمح لهم باللقاء في اليوم التالي لدى مثولهم أمام المحكمة، أي عقب توقيع الاعترافات.
وأعلن وزير الاتصال المغربي خالد الناصري يوم 5 يوليو/تموز الماضي أن « ما جرى في فاس مؤخرا يتعلق بهيئة ليس لها كيان قانوني.. جميع المواطنين مطالبون باحترام القانون والالتزام به، بما في ذلك الحكومة نفسها، والحكم بين الجميع هو الضوابط القانونية ».
وتؤكد جماعة العدل والإحسان أن السلطات المغربية اعتقلت 5733 من أعضائها -بما في ذلك 899 من النساء- في الفترة ما بين 24 مايو/أيار 2006 و9 مايو/أيار 2009، على خلفية اتهامات يتعلق معظمها بالمشاركة في مظاهرات واجتماعات غير مرخص لها. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 02 سبتمبر  2010)


مصر: جمعية التغيير تطالب بمقاطعة الانتخابات والبدء بمظاهرات وعصيان مدني للضغط على مبارك


2010-09-01
 
لندن ـ ‘القدس العربي’ ـ من خالد الشامي: طالبت الجمعية الوطنية للتغيير امس القوى الوطنية بمقاطعة الانتخابات التشريعية المقررة بعد شهرين، في حال اصر النظام على عدم تقديم ضمانات لنزاهتها، ودعت في بيان ارسل لـ’القدس العربي’ الى تصعيد الضغوط على النظام عبر المظاهرات والاحتجاجات والعصيان المدني، لاجباره على تقديم الضمانات المقبولة، كما دعا الى تشكيل لجنة للتنسيق بين احزاب المعارضة.
وهذه المرة الاولى التي تدعو فيها الجمعية الى العصيان المدني، بينما اقتربت حملتها لجمع التوقيعات على بيان التغيير من المليون توقيع.
وقالت الجمعية ان المشاركة في الانتخابات بدون ضمانات بنزاهتها لا يعد قبولا بالتزوير فقط وإنما يعد أيضا مشاركة فيه، وانها تهيب بجميع القوى الراغبة في التغيير بذل كل ما في وسعها لبناء إجماع وطني مطلوب بإلحاح في هذا المنعطف التاريخي، وتؤكد قناعتها بأن الشعب لن يتسامح مع أي قوة سياسية تتواطأ مع النظام وتقوم بعقد صفقات رخيصة معه لإجهاض حالة الحراك الراهن وفتح الطريق لتمرير مشروع التوريث، ومن ثم فعليها أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية بأمانة وإخلاص. ويأتي بيان الجمعية بعد تصريحات لصفوت الشريف الامين العام للحزب الحاكم اعلن فيها رفض الحزب تقديم اي ضمانات، واشار الى ان ‘الاخوان’ لن يحصلوا على 88 مقعدا كما حصل في الانتخابات الماضية.
وكانت احزاب الوفد والتجمع والناصري غير المنضوية تحت مظلة الجمعية اعلنت اشتراطها ضمانات النزاهة لخوض الانتخابات. ويمثل البيان ضغطا على الاخوان باعتبارهم اهم الاطراف الفاعلة في الجمعية، الى جانب حزب الغد وحزب الجبهة الديمقراطية، ليلتزموا بموقف الجمعية ويقاطعوا الانتخابات.
وكانت جماعة ‘الاخوان’ قالت انها ستخوض الانتخابات في حال عدم توافر اجماع من المعارضة على مقاطعتها، وربطت قرارها النهائي بصدور موقف موحد للمعارضة.
ويتوقع مراقبون ان تشارك احزاب الوفد والتجمع والناصري في الانتخابات، رغم عدم حصولها على الضمانات المطلوبة سعيا الى الفوز بجزء كبير من مقاعد الاخوان، في ترتيب يضمن للحزب الحاكم ان يواصل الاحتفاظ باغلبيته المريحة في المجلس الجديد.
وكان تنشيط ‘الاخوان’ لحملة جمع التوقيعات على بيان ‘الاصلاح’ التي اطلقتها الجمعية في اذار (مارس) الماضي ادى الى اقتراب عدد الموقعين من المليون بعد ان كان اقل من مائة الف شخص.
ويرى المراقبون ان الانتخابات المقبلة قد تمثل مناسبة جديدة للتذكير بمدى الانقسامات داخل صفوف المعارضة، في حال عدم اتفاقها على موقف موحد. وتكتسب الانتخابات التشريعية هذه المرة اهمية خاصة، بسبب الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، التي يتعين على كل حزب ان يملك مقعدا برلمانيا واحدا على الاقل ليتمكن من المشاركة فيها.
وذكرت الجمعية انه منذ قيام رئيس الدولة بتأسيس حزب برئاسته عام 1978، جرت انتخابات تشريعية كثيرة فاز فيها جميعها بأغلبية ساحقة، تجاوزت في كل مرة ثلثي عدد مقاعد مجلس الشعب.
واعتبرت ان هذا في حد ذاته أكبر دليل على لجوء الحزب الحاكم إلى تزوير الإرادة الوطنية ليتمكن من إحكام هيمنته على مقدرات البلاد. وذكرت بأن الانتخابات التشريعية الجديدة تسبق انتخابات رئاسية يجمع المراقبون على أنها تمثل نهاية لمرحلة في تاريخ مصر وبداية لمرحلة جديدة. وان الحزب الحاكم يصر على إجرائها بنفس أساليبه المعروفة في التزوير، بينما يأمل الشعب أن تتخذ أحزاب وقوى المعارضة موقفا حاسما لإجباره على التخلي عن ممارساته القديمة وتقديم ضمانات تسمح بإجراء انتخابات نزيهة وشفافة يشرف عليها القضاء المصري وتخضع لرقابة مؤسسات المجتمع المدني على الصعيدين المحلي والدولي. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 02 سبتمبر  2010)

 
 


مسؤول أميركي سابق ينتقد اصطحاب مبارك لنجله


2010-09-02 القاهرة – DPA  علق نائب مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش إليوت إبرامز على اصطحاب الرئيس المصري حسني مبارك نجله إلى الولايات المتحدة في زيارته التي يجريها حالياً للمشاركة في إطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بالقول إن مبارك «يرتكب خطأ كبيرا». وأضاف في تصريحات لصحيفة «المصري اليوم» المستقلة نشرتها أمس الأربعاء أن وجود جمال، الذي لا يشغل أي منصب رسمي، بين أعضاء الوفد المصري قد يراه عدد كبير من المصريين محاولة لوضع نجل الرئيس داخل المشهد السياسي الدولي بالقوة». وكانت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية ذكرت الثلاثاء إن جمال مبارك سيقابل مفاوضين إسرائيليين خلال المحادثات، ربما يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه من بينهم، مضيفةً أن اصطحاب الرئيس مبارك نجله إلى واشنطن يعد «مؤشراً واضحاً على إعداده للخلافة في مصر». (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 02 سبتمبر 2010)


جلسات المفاوضات تبدأ وسط شكوك


انطلقت في واشنطن مساء اليوم جلسات المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وذلك بعد حفل افتتاح جرى الليلة الماضية بمشاركة  زعماء الولايات المتحدة ومصر والأردن فضلا عن رئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية. وقد افتتحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المفاوضات قائلة إن حضور الجانبين يمثل في حد ذاته خطوة نحو السلام، مؤكدة أن بلادها ستظل باستمرار شريكا في محادثات السلام لكنها لن تفرض حلا. وتدور المفاوضات بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول قضايا الحل النهائي والتوصل إلى اتفاق شامل في غضون عام، وسط شكوك من الطرفين حول احتمال تحقيق اختراق كبير بسبب تباعد المواقف. وتستهدف هذه المفاوضات التي تأتي بعد توقف دام عشرين شهرا، التوصل إلى اتفاق شامل على قضايا الحل النهائي تمهيدا لقيام دولة فلسطينية مستقلة في غضون عام إلى جانب إسرائيل، ولكن ضمن شروط تحفظ أمن واستمرار الدولة العبرية. وأوضحت مصادر أميركية أن المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل -الذي قام برحلات مكوكية بين الطرفين لعدة أشهر- سيعقد مؤتمرا صحفيا بعد انتهاء المحادثات لاطلاع وسائل الإعلام على أي مستجدات على عملية السلام والخطوات التي تم تحقيقها. مضمون المباحثات وستتناول المفاوضات -بحسب ما ذكرته مصادر الخارجية الأميركية- جميع البنود الواردة فيما بات يعرف بقضايا الحل النهائي والتي تشمل وضع القدس وحدود الدولة الفلسطينية وحق العودة للاجئين والمستوطنات. وأوضحت مصادر مطلعة على مواقف الدول المعنية بالجولة الجديدة من المباحثات أن عقد هذه الجلسة يأتي قبل أيام من انتهاء قرار إسرائيل تجميد الاستيطان بالضفة الغربية والمحدد بالسادس والعشرين من الشهر الجاري مما سيضع الاستيطان على رأس الموضوعات الشائكة التي قد تهدد بتفجير المفاوضات. يُذكر أن الرئيس الفلسطيني كان قد هدد بالانسحاب من المباحثات في حال أصر الإسرائيليون على مواصلة الاستيطان، في حين استبق نتنياهو انطلاق المفاوضات ليصرح قبل توجهه لواشنطن بأنه لن يتقدم بأي تعهد بتمديد العمل بقرار تجميد الاستيطان. الشروط الإسرائيلية ولفت مدير مكتب الجزيرة بالقدس وليد العمري إلى أن الإسرائيليين متمسكون بعدة شروط أولها القدس عاصمة أبدية لدولتهم، ودولة فلسطينية مستقلة منزوعة السلاح على حدود أراضي 67 بالضفة الغربية مع احتفاظ إسرائيل بوجود عسكري على الحدود مع الأردن. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول رفيع المستوى بالوفد الإسرائيلي إلى واشنطن قوله إن القدس ستكون مطروحة على طاولة المباحثات، لكن رئيس الوزراء نتنياهو كان واضحا في تأكيد بقائها موحدة كعاصمة للدولة العبرية. وكان المسؤول الإسرائيلي يعقب على تصريحات وزير الدفاع إيهود باراك الذي تحدث لصحيفة هآرتس الإسرائيلية أمس الأربعاء عن إمكانية تقسيم القدس بين غربية تضم 13 حيا يهوديا يسكنه 200 ألف شخص، وشرقية تضم الأحياء العربية والتي استولت عليها إسرائيل في حرب 1967. من جهته هاجم رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية الأربعاء المفاوضات المباشرة في كلمة خلال حفل إفطار مع وجهاء وأعيان قطاع غزة، واصفا المفاوضات بأنها تجري تحت الضغط والإكراه ولا تحظى بغطاء وطني فلسطيني. يُذكر أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قد افتتح الأربعاء في البيت الأبيض رسميا المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بمشاركة وبحضور الرئيس المصري حسني مبارك وملك الأردن عبد الله الثاني. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 02 سبتمبر  2010)


مفاوضات الاستسلام النهائي؟


عبد الباري عطوان 2010-09-01 لا تحتاج مفاوضات السلام المباشرة التي تنطلق صباح اليوم في واشنطن بين السيد محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى عملية فدائية تستهدف مستوطنين اسرائيليين قرب مدينة الخليل لافشالها، او اخراجها عن مسارها، فهي فاشلة اصلاً او محكوم عليها بالفشل قبل ان تبدأ، اللهم الا اذا رضخ الجانب الفلسطيني لشروط نتنياهو بالكامل استجابة لضغوط امريكية وعربية، وهذا غير مستبعد على أي حال. مفاوضات السلام هذه بحاجة فعلاً الى عملية فدائية مثل تلك التي حدثت الثلاثاء، وفي مثل هذا التوقيت، لفتح اعين الاطراف المشاركة فيها الى الحقائق الاساسية التي تحكم الصراع، والاطراف الاخرى الفاعلة فيه، ورأي فئات الشعب الفلسطيني المختلفة من اقصى اليمين الى اقصى اليسار في هذه المفاوضات، ومدى تمثيل الطرف الفلسطيني لهذه الفئات التي يريد ان يتفاوض وربما يتوصل الى اتفاق سلام باسمها. في واشنطن تجري حالياً عملية تزوير للتمثيل الفلسطيني، مثلما تجري عملية ‘تنازل’ عربي عن جوهر القضية الفلسطينية، ورسم خطوط اول تحالف، او جبهة عربية اسرائيلية، برعاية امريكية، لمواجهة الخطر الجديد، الذي هو الخطر الايراني السوري وملحقاته. وقيام هذا التحالف الاستراتيجي الجديد لا يمكن ان يتم دون تقديم مغريات للطرف الاسرائيلي الذي سيكون رأس الحربة، في اي هجوم، لتدمير المنشآت النووية الايرانية. وهذه المغريات قد تتمثل في فرض صيغة تسوية بمواصفات اسرائيلية. نتنياهو فرض شروطه، بعد ان ضمن سحب الطرف الآخر لشروطه، ورضوخ واشنطن بالكامل لاملاءاته، واعاد التشديد عليها عندما اكد انه ابلغ الرئيس الامريكي اثناء الاجتماع به، انه لن يمدد فترة تجميد البناء في المستوطنات التي تنتهي في 26 من الشهر الحالي، واوعز لاحد مستشاريه الى التصريح بان القدس المحتلة ستظل عاصمة موحدة لدولة اسرائيل. الضيوف العرب على مائدة عشاء الرئيس اوباما التي ستدشن انطلاقة المفاوضات، يحملون اجندات محلية مختلفة، يريدون الحصول على مباركة امريكية لها، مقابل توفير مظلة للمفاوض الفلسطيني وربما الضغط عليه لاتباع اعلى درجات المرونة في التعاطي مع المطالب الامنية الاسرائيلية، ومراعاة حساسية وضع نتنياهو، والاعتبارات القائم عليها ائتلافه الحاكم، بما يؤدي الى استمراره والحيلولة دون انهياره. ولم يكن من قبيل الصدفة ان يصطحب الرئيس حسني مبارك نجله جمال الى واشنطن ليكون الى جانبه اثناء اللقاءات الرسمية مع الرئيس الامريكي وهو الذي لا يتمتع بأي منصب رسمي، ولن نفاجأ اذا ما ضمن له مقعداً رسمياً على مائدة حفل العشاء التي ستدشن انطلاق المفاوضات المباشرة. *** الرئيس مبارك يريد ايضاً تدشين عملية الخلافة لحكمه في العاصمة الاهم عالمياً، والحصول على مباركة نتنياهو لها، ألم يقل الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة الشؤون الخارجية، في مجلس الشعب المصري، وسكرتير الرئيس مبارك السابق لشؤون المعلومات ان مباركة اسرائيل ورضاء واشنطن امران ضروريان لتنصيب اي رئيس مصري جديد؟ العاهل الاردني، الملك عبدالله الثاني، يريد في المقابل نصيبه من أي تسوية مقبلة، خاصة من صندوق التعويضات لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وهو الصندوق الذي من المقرر انشاؤه لتعويض اللاجئين والدول المستضيفة لهم معاً، وفوق هذا وذاك، يتطلع العاهل الاردني الى ضمانات امريكية بعدم تحويل بلاده الى وطن بديل، ومنع اي تهجير جديد لفلسطينيي الضفة الغربية، او حتى فلسطينيي عام 1948 الى الاردن، وهو احتمال وارد في ظل اصرار جميع المسؤولين الاسرائيليين على يهودية اسرائيل كشرط لأي تسوية سلمية. نضع ايدينا على قلوبنا خوفاً من فشل هذه المفاوضات، وخوفاً من نجاحها في الوقت نفسه، لان الشعب الفلسطيني سيدفع ثمناً باهظاً في الحالين، ودون ان يملك القدرات او الدعم العربي اللذين يمكن ان يمكناه من تقليص الخسائر اذا لم يستطع منعها. فعندما يقول الدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين ان التوصل الى اتفاق سلام يمكن ان يتم في غضون شهر، وليس عاماً مثلما حددت الدولة الراعية، اي امريكا كسقف زمني لهذه المفاوضات، لا بد ان عريقات يعرف عن ماذا يتحدث، فلا أحد غيره على اطلاع على سير المفاوضات السرية منها والعلنية، وليس هناك من يتابع او يحاسب. الرئيس عباس قال انه قدم الى نتنياهو مشروع اتفاق متكاملاً جرى التوصل اليه مع ايهود اولمرت اثناء رئاسته للوزارة، ولم يتم التوقيع عليه بسبب ادانة الاخير في قضايا فساد مالي. واضاف الرئيس عباس بان نتنياهو لم يرد مطلقاً، بالسلب او الايجاب على هذا المشروع. ما نريد قوله ان احتمالات الفشل كبيرة ليس بسبب صلابة الموقف الفلسطيني، بقدر ما هو صلابة مواقف نتنياهو، ولكن علينا ان لا نستبعد حدوث ‘مفاجآت’، فقد تعودنا على عمليات التلاعب بالاعلام ووسائله لاطلاق قنابل دخان، بين الحين والآخر، لإخفاء ما يجري حقيقة في الغرف المغلقة. فالدكتور سلام فياض الذي يعكف على بناء البنى التحتية للدولة الفلسطينية كان يتحدث بثقة مطلقة عن قيام هذه الدولة في آب/اغسطس المقبل، وهو الموعد نفسه الذي حددته ادارة اوباما كسقف زمني للمفاوضات المباشرة الحالية. *** العملية الفدائية التي اسفرت عن مقتل اربعة مستوطنين في الخليل جرى امتصاصها وتطويق تداعياتها في واشنطن، فمن الواضح ان هناك اكتفاء بالادانات التي صدرت عن السلطة وزعيمها ونتنياهو والادارة الامريكية، والمضي قدماً في المفاوضات وفق الخطة المرسومة لسبب بسيط هو ان لا احد يريد ان يستوعب الرسائل التي تحملها، اولها وجود حالة غليان في الاراضي المحتلة نظراً لمسلسل الاهانات والاذلال الذي يتعرض له الفلسطينيون في ظل الاستيطان والحواجز والقمع المزدوج، اي الاسرائيلي والسلطوي، والتفرد في القرار دون اي مرجعيات او مؤسسات وطنية. وثانيها حال الانقسام الراهنة بين معسكر مفاوض، وآخر مقاوم، وثالثها التذكير بان هناك احتلالاً للارض نسيه الكثيرون في غمرة التنسيق الامني، ورابعها قدرة المقاومة ورجالها على اختراق هذا التنسيق والوصول الى اهدافهم في المكان والزمان اللذين يريدونهما. فالرئيس عباس يذهب للمفاوضات في ظل معارضة معظم فصائل منظمة التحرير، واكثر من نصف اعضاء اللجنة المركزية لحزبه الحاكم، ومعظم ابناء الشعب الفلسطيني في الشتات، وكان لافتاً ان السيد مروان البرغوثي الاسير والقيادي الفتحاوي الابرز حرص على التأكيد على معارضته من معتقله اكثر من مرة، ومع ذلك لا تثير هذه الآراء اي اهتمام لدى الرئيس عباس، ولا حتى للدولة الراعية لهذه المفاوضات والداعية لها، التي تدعي ان نشر الديمقراطية والحريات على قمة اولوياتها. امريكا لا تستطيع فرض تسوية او تمثيل على الشعب الفلسطيني، مهما امتلكت من المال واسباب القوة، فها هي تنسحب مهزومة ومثخنة بجراح الفشل من العراق، وها هي تخسر 25 جندياً من جنودها في اربعة ايام في افغانستان. فالطائرات والصواريخ والتكنولوجيا العسكرية الحديثة تنهزم امام ارادات الشعوب اذا ما اصرت على المقاومة والتمسك بحقها بالاستقلال والسيادة الحقيقيين. لا نعتقد ان الرئيس عباس يريد ان يذكره احد بالهزائم الامريكية في افغانستان والعراق، او الهزائم الاسرائيلية في لبنان والتي كان آخرها صيف عام 2006، ولكن لا ضير في ان نفعل ذلك، مستعينين بالعملية الفدائية الاخيرة في منطقة الخليل كجرس انذار، آملين ان لا نفسد عليه عشاءه الدسم هذه الليلة في معية مضيفه اوباما ومريديه من الزعماء والمسؤولين العرب. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 02 سبتمبر  2010)


محادثات الخريف المباشرة


تتميز البيئة الإستراتيجية الدولية الراهنة بهلامية غير مسبوقة، وبغياب المؤشرات الكافية لدى المراقبين لسبر غور التوجهات المحتملة لدى صانعي القرار في المراكز الدولية والإقليمية، ناهيك عن المكونات الطرفية في المنظومة الدولية. ويمكن إرجاع هذه الهلامية إلى عمق التحولات على المستوى الدولي التي من شأنها أن تدفع الجميع إلى مواقع المحافظة ومقاومة الاستحقاقات الموضوعية، والقلق من التحولات والمراوحة بين الانتظار المخل والتحرك المختل وغير المنطقي. في هذه البيئة الهلامية تأتي دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى اجتماع يضم إسرائيل والسلطة الفلسطينية ومصر والأردن إلى جانب الرباعية الدولية يوم 2 سبتمبر/أيلول المقبل، ليضع الجميع أمام تساؤل الهدف والنتيجة والتحديات والفرص والاستحقاقات على جميع الأطراف. المراقبون والمحللون توزعوا في تعاطيهم مع دعوة أوباما لاستئناف المفاوضات المباشرة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، بين متفائل ومتشائم من نتائج وجدوى هذه الدعوة، خاصة أن تعقيدات المسألة الفلسطينية تضيف ارتباكاً على عملية التوقع والتحليل فوق ما أنتجته التحولات الدولية الراهنة من تعقيدات وارتباك. والمتراكم في الذاكرة عن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية من مراوحة في المكان وفشلٍ في تحقيق الأهداف، حصر التعاطي مع الدعوة بين المواقف الرافضة والمشجعة وبين المشاعر المتفائلة والمتشائمة. في معادلة الحراك الدولي، راوح الجميع وتخبط الجميع وحصلوا على المنافع الحدية المتوقعة من المراوحة والتخبط، ودفعوا الخسائر الحدية المحتملة وغير المحتملة، والجميع اليوم على شفا المراجعة أو شفير الهاوية. فنحن اليوم إزاء خريف خيارات لا خريف زمني فقط، وهذا ما سيضفي على هذه المحادثات مستوى من الجدية الاستثنائية تدركها كل الأطراف وتخشاها. وبتحفظ شديد يتحدث المراقبون والمعلقون دون أن تلامس التصريحات والتعليقات الآفاق والتحديات لمثل هذه المباحثات. مصدر الضبابية الأبرز والتحفظ الشديد يكمن في الخبرة التاريخية السلبية للمفاوضات على مدى التسوية في الموضوع الفلسطيني الإسرائيلي من أوسلو ومشتقاتها، حتى « واي بلانتيشن » وصولا إلى خريطة الطريق وليس انتهاء بمؤتمر أنابوليس. فهل يأتي هذا الاجتماع تكراراً في الزمن والشكل والمضمون ليؤكد ويعزز هذه الخبرة، أم أن تحولاً ما سيحدث وأن بيئة جديدة لا يمكن إلا أن تنجب تحولاً من نوع ما؟ تدفع ضرورات الفهم إلى تسليط الضوء على مكونات الدعوة والظروف المحيطة بالمدعوين، وشروطهم الخاصة إلى جانب البيئة الدولية الآنفة الذكر. فالدعوة للأطراف الأربعة المصرية والأردنية والإسرائيلية والفلسطينية فقط تعني أن الأمر ليس بروتوكولياً احتفالياً، ولا يشبه حفلات الألعاب النارية التي اعتدنا على حضورها، بل هو دعوة لأصحاب العرس فقط من وجهة النظر الأميركية، وإشارة إلى غيرهم بعدم التدخل إن لم يكن إحساساً بعدم قدرتهم على التدخل وإفساد عرس السلام الأميركي. كما أن الولايات المتحدة لم تفعل كما فعلت في مؤتمر أنابوليس الذي كان أقرب إلى تظاهرة لتحسين خريف بوش بعد فشل إستراتيجيته، وصدور إدانة واضحة لهذه الإستراتيجية تضمنتها وثيقة بيكر هاملتون. نتنياهو المعتاد على إفساد أي شيء لا يتناسب مع يمينيته وصهيونيته أدرك هذه المرة أنه أمام خيار صعب، وأن البيئة الإستراتيجية الدولية لم تعد ترحمه، وفي خريف الخيارات الإسرائيلية لم يجد في جعبته غير مخاوفه من التهديد الوجودي الذي تمثله البيئة الدولية موضوعياً، وليُخرج من هذه الجعبة طلقة « يهودية الدولة » كاعتراض غريزي على المخاطر المحتملة من تحرك الخيارات الدولية. وإذا كانت يهودية الدولة محاولة يائسة للتخلص من الخطر الديمغرافي الفلسطيني -وهي خطيرة في توجهاتها على شعبنا في فلسطين المحتلة عام 1948- فإنها لن تقدم حلاً على المستوى الإستراتيجي لمأزق المشروع الصهيوني. لكن من الواضح أن هذا الإصرار يأتي كمناورة داخلية نابعة من إدراك بأن تنازلاً ما سيتم تقديمه في المفاوضات المقبلة يحتاج إلى غطاء مكاسب يقدمه نتنياهو للناخب الصهيوني وللتحالف الحاكم الأكثر يمينية منه. عباس وسلطته لم يجدوا في جعبتهم غير غطاء عربي رث يقيهم مخاطر الإملاءات الأميركية الصهيونية التي ستقذف بهم بعيداً عن الحد الأدنى الذي بإمكانهم المناورة فيه، وهم يدركون أن نهاية النفق الذي دخلوا فيه لن تترك لهم فرصة الاختباء وراء شعارات الماضي لتنفيذ أجندات أبعد حدودها تقع خارج المصالح الوطنية الفلسطينية. السلطة منقسمة بين فتح وحكومة فياض، وكلتاهما لا ترى في الأخرى أكثر من عبء على مشروعها، وتنتظر الفرصة للانقضاض عليها. وكلتاهما بحاجة إلى أي تقدم على صعيد المفاوضات يسمح لها بإعادة إنتاج نفسها كحالة أكثر منها كتقدم في مشروع وطني. فنحن إذن إزاء مشروع بطرفين -طرف فلسطيني داع للتسوية مأزوم، وطرف صهيوني فاشيّ- دخلا مأزقاً تاريخياً ودخلا خريف خيارات قد يدفعهما إلى تقديم تنازلات من أجل خلق خيار ولو كان مفتعلا. فهل يعني كل هذا توفر الظرف المناسب للولايات المتحدة من أجل إبداع مزيج للتسوية لا يسمح لأي من الطرفين برفض؟. وهل هي اليوم في موقع القادر على فرض الإملاءات أم أن الأطراف بضعفها ومأزقها وهشاشتها الإستراتيجية جاهزة للقبول بها؟ نحن إزاء قوة إسرائيلية كبرى ترافقها هشاشة إستراتيجية استثنائية، وأمام سلطة فلسطينية هشة يرافقها عمق إستراتيجي موضوعي صلب ولكنها غير قادرة على استثماره. شرط فعالية اللوحة السابقة، وقدرتها على إبداع مزيجها التسوَوي وتمريره، يكمن في غياب القدرة لدى الأطراف المتضررة من الفاعلين الإقليميين والدوليين والمحليين على إبداع مزيجهم الاعتراضي، لكونهم أيضاً يقعون في نفس البيئة الخريفية على مستوى استنفاد الخيارات في سلتهم التقليدية. فصائل المقاومة الفلسطينية مثلاً لم تجد في جعبتها غير مطالبة الرئيس المصري والملك الأردني بعدم المشاركة في هذا اللقاء، رغم إدراكها خلو هذا الطلب من المعنى والجدية وفنتازيته كرد فعل من قوى مقاومة على حدث وصفته هي نفسها عند تبرير طلبها بعدم المشاركة بأنه مؤتمر ستكون له نتائج مدمرة على صعيد القضية الوطنية الفلسطينية. المؤتمر إذن ينعقد في بيئة إستراتيجية يمكن وصفها بتوازن العجز، وهي تسمح بالحركة لمن يستطيع استجماع بقايا قوة دون وجود معيقات حقيقية في طريقه رغم هشاشة القوة المحركة. ما يبدو في الأفق هو أن حركة ما ستنتج عن هذا المؤتمر مرجعيتها الأساسية خريطة الطريق التي لم يعد بإمكان نتنياهو ويمينه رفضها، ولم يعد بإمكان قوى المقاومة الفلسطينية والممانعة الإقليمية وضع الديناميت التقليدي الكافي لتفجيرها، ولا تملك السلطة الفلسطينية قدرة المناورة على هوامشها. أما الأطراف الإقليمية والدولية فستجد لها مساحات أخرى تحقق من خلالها مصالحها وتوازناتها التي يبدو أنها قيد الإنضاج تحت الطاولات عدا ما يبدو فوقها. بهذا تكون إسرائيل قد قدمت ما تعتقده ثمناً لسعي المجتمع الدولي نحو ترويضها، وتكون بهذا قد قدمت الثمن الأبخس لاستحقاق توازن الردع على حدودها الذي أنتج مأزقاً إستراتيجياً على صعيد دورها في المنطقة. وقد تعبر عن ذلك من خلال تجديد قرار تجميد البناء في المستوطنات ما عدا القدس طبعاً، وقد تفرج عن عدد من الأسرى وترفع بعض الحواجز، وتقوم بنقل بعض مناطق « ب » و »ج » لمصلحة السلطة الفلسطينية. وسيجد الكثيرون في هذا فرصة لتعزيز التفاؤل وأن أفقاً ما قد بات مفتوحاً على الحل. في المقابل ستجد فصائل المقاومة الفلسطينية نفسها في وضع لا تحسد عليه، غير قادرة على النسف أو العرقلة، وغير قادرة على قبول المزيج التسوَوي. الأردن ومصر من جهتهما لن يكونا قادرين على رفض المنتج الإسرائيلي الفلسطيني الأميركي، لكون الرفض قد يضعهما أمام خيار الانتقال إلى مواقع الإعاقة التي لا يريدانها ولا يستطيعانها، وإن كانا يدركان أن هذا المنتج التسووي سيكون على حسابهما في المدى الإستراتيجي. الصمت الشامل الذي أعقب المناخات الملتهبة وتكتيكات حافة الهاوية من قبل جميع الأطراف في بداية العام، يشي بنهاية هذه المناخات لصالح حقبة المحصلات والوصول إلى جرد الحسابات والحصول على الأثمان المقبولة والمعقولة للأطراف كل بحسب ما جمع من أوراق. مناخات التهديدات وتكتيكات حافة الهاوية الشاملة خرج منها العرب للأسف دون الحد الأدنى من القدرة على المساومة فكيف بالتصدي؟ فالمؤسسات والفصائل الفلسطينية في حالة شلل كلي، والسلطة تعيش حالة من انعدام الوزن ما عدا الوزن الموضوعي الناجم عن مأزق الآخر، في حين وضعت فصائل المقاومة نفسها مقيدة ومحشورة في زاوية هي اختارتها دون أن تدرك مخاطرها الإستراتيجية ونتائجها المفضية إلى الشلل. لم يصدر إلى الآن عن أي طرف ما يشي بقدرته على إفشال المنتج الأميركي الذي ستكون سماته الأساسية تحسينات على وضع السلطة الفلسطينية، وتنازلات إستراتيجية على صعيد القضية الوطنية الفلسطينية، وتنازلات إسرائيلية عن الخطوط اليمينية الصهيونية الحمراء، ومكسبا إستراتيجيا صهيونيا يتصل بإعادة إنتاجه وتدوير وظيفته بتقليصها في حدود « بينلوكس » الأراضي المقدسة الذي يشمل فلسطين والأردن، وإعادة إنتاج هذا الدور من خلال تكييف المحيط سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً بما يسمح بتوفير متطلبات البقاء للكيان الصهيوني الذي دخل خريف مشروعه السياسي المتمثل في إسرائيل المهيمنة. القوى الشعبية العربية والفلسطينية هي الطرف المتبقي والذي يعول عليه استثمار حالة توازن الضعف التي تمر بها الأطراف إذا أحسن استثمارها وأقدم بجرأة وشجاعة على رفض المنتجات السامة المتوقعة من مؤتمر الخريف، رغم أن التعويل راهناً على الحالة الشعبية في ظل شلل نخبها السياسية وتخبطها قد لا يخلو من مكونات تفكير تفاؤلي أكثر منه موضوعي. وهل تستقوي السلطة الفلسطينية بالوحدة الوطنية الفلسطينية لتقليل حجم التنازلات التي يمكن أن تفرض عليها في هذا المؤتمر وما بعده؟ وهل تملك قوى المقاومة إبداع مخرج لنفسها من هذا السجن الفصائلي الذي وضعت نفسها بداخله نحو أفق وطني أرحب يسمح لها لاحقاً بالعودة إلى مشروع المقاومة؟ لم يعد في مقدور عاقل -إلا من باب زرع الوهم- مطالبة النظام الرسمي العربي بمواجهة الاستحقاقات القادمة بالقوة، فهل يقدم النظام الرسمي العربي على تجميع نفسه تحت سقف ممانعة بالحد الأدنى، يبدو فيه مستجيباً للبيئة الإستراتيجية الدولية، ويجعل إسرائيل تدفع ثمن عملية الترويض بحدها الأقصى؟ الشعوب لن تجمع على الباطل القادم، ولن تسامح أي طرف على نكوصه وغرقه في حساباته الذاتية الضيقة، والثمن لن يكون على حساب طرف دون آخر. المؤتمر القادم له استحقاقات كبرى سيكون أقل منتجاتها حل المشكلة الفلسطينية على حساب الأردن، وإدماج الكيان الصهيوني ككيان طبيعي في المنطقة. وسيبقى سؤال الشعوب مفتوحاً ينتظر إجابتهم الحتمية في مواجهة الاستخفاف بحقوقهم الوطنية ومستقبلهم ومستقبل أجيالهم القادمة. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 02 سبتمبر  2010)


أميركا أنهت قتالها بالعراق دون نصر


قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية إن الرئيس باراك أوباما أعلن عن انتهاء العلميات القتالية في الحرب على العراق دون أن تكون مهمة الولايات المتحدة في بلاد الرافدين قد اكتملت أو أن تكون قد انتصرت. وأوضحت أن أوباما أعلن بشكل رسمي عن أن احتلال العراق قد انتهى وأن المهمات الأميركية القتالية قد انتهت هناك أيضا، مضيفا أنه آن الأوان « لأن نقلب الصفحة ». وأضافت الصحيفة أن رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي أعلن من جانبه ما وصفه باستقلال العراق، واستعادته لسيادته بعد أكثر من سبع سنوات من الغزو الأجنبي الذي قادته الولايات المتحدة الأميركية عام 2003. ومضت لوس أنجلوس تايمز في تعليقها بالقول إن انتهاء العمليات القتالية الأميركية بالعراق لا يعني أن الولايات المتحدة قد انتصرت بالحرب أو أن المهمة الأميركية في بلاد الرافدين قد انتهت. رغبة إستراتيجية وتوسع الخارجية الأميركية من حجم وجودها في بغداد في ظل بقاء نحو خمسين ألفا من القوات الأميركية هناك إلى نهاية عام 2011 بعد انسحاب آخر القوات التي وصفت بالقتالية الشهر الماضي. وقالت الصحيفة إن للولايات المتحدة رغبة إستراتيجية تتمثل في تطلعها لأن ترى العراق دولة مستقرة صديقة مع دول الجوار، تماما مثل رغبة أميركا في استقرار دول الخليج أو مصر أو إسرائيل أو تركيا. وتركت الحرب على كل من العراق وأفغانستان تداعياتها السلبية على ما وصفته الصحيفة بضرورة اتخاذ الحذر إزاء تزايد النفوذ الإيراني بالمنطقة، موضحة أنه يتوجب على الولايات المتحدة أن تعمل جاهدة على إبقاء العراق حليفا قويا وأن تواجه النفوذ الإيراني في ظل وجود الأغلبية الشيعية في السلطة بالعراق. ومضت لوس أنجلوس تايمز في تعليقها بالقول إنه يعتبر من مصالح الولايات المتحدة أيضا تلك المتمثلة في ضرورة مساعدة العراق للتأكيد على عدم تمكين تنظيم القاعدة من زيادة حجم وجوده في بلاد الرافدين عن طريق ما وصفته بالأقلية السنية أو استقطاب « الجهاديين ». حالة تمزق وينتظر العراق تحديات ضخمة في ظل حالة التمزق وما وصفته بحالة الصراع الدموي الطائفي بين الشيعة والسنة والكرد، والذي لن ينتهي بخروج القوات الأميركية من البلاد. وأشارت لوس أنجلوس تايمز إلى ما أسمته حالة الفراغ السياسي الذي يشهده العراق في ظل عدم التمكن من تشكيل حكومة في البلاد، حيث لم تؤد الانتخابات البرلمانية التي جرت في مارس/ آذار الماضي إلى إفراز أغلبية لكتلة أو تحالف يمكنه تشكيل الحكومة. ورغم عدم قدرة الولايات المتحدة على السيطرة على العراق في فترة ما بعد الاحتلال، فترى الصحيفة أنه من الضروري أن تقوم إدارة أوباما بالتوسط بين الكتل العراقية المتنازعة والتشجيع على المصالحة بدلا من العودة إلى الحرب الأهلية. وقالت الصحيفة إن استقرار العراق يمثل نقطة هامة من أجل السلام بالمنطقة، ومن أجل الاقتصاد العالمي الذي يحتاج النفط العراقي والأسواق السليمة بالشرق الأوسط. وأشارت إلى أن كولن باول الذي تقلد منصب الخارجية الأميركية فيما بعد كان عام 2002 حذر الرئيس السابق جورج بوش إزاء الإقدام على غزو العراق، مضيفا أن التورط العسكري هناك ينطبق عليه قانون محال بيع الجِرار المتمثل في ضرورة شراء الزائر ما يقوم بكسره من الجِرار. وأوضحت لوس أنجلوس تايمز أن الولايات المتحدة تسببت في تمزيق العراق وأنها تتحمل المسؤولية المترتبة إزاء ذلك، وهي المسؤولية المتمثلة في ضرورة إصلاح البلاد التي مزقتها الحرب، وأن ذلك يعني استمرار التورط الأميركي المكلف في بلاد الرافدين. المصدر:لوس أنجلوس تايمز (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 02 سبتمبر  2010)


بلير يعترف بأنه كذب للحصول على ما أراد ويكشف عن أسرار جنسية


2010-09-02 لندن- أفادت صحيفة (ديلي ستار) الخميس أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير صدم الأمة حين اعترف في مذكراته (رحلة) بأنه كذب أثناء توليه السلطة للحصول على ما أراد، وكشف عن تفاصيل أسرار جنسية حميمة. وأشارت الصحيفة إلى أن بلير البالغ من العمر 57 عاماً كشف في مذكراته التي صدرت الأربعاء كيف أجبرته إدارة البلاد على تكبير الحقيقة إلى نقطة الانهيار واللجوء إلى الخداع. ونسبت إلى رئيس الوزراء البريطاني الأسبق والذي يشغل حالياً منصب مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط قوله إن السياسيين يُجبرون من وقت لآخر على إخفاء الحقيقة وثنيها وحتى تشويهها كلما تطلبت المصالح الإستراتيجية الأكبر ذلك. وقالت الصحيفة إن بلير صدم القراء بإماطته اللثام عن أسرار حميمة لحياته الجنسية، بما في ذلك التفاصيل المثيرة لما يجري في السرير مع زوجته شيري (55 عاماً) وكيف كان شهوانياً فيه. وأضافت إن بلير كتب في مذكراته، التي تغطي فترة توليه منصب رئيس الوزراء من 1997 إلى 2007، أنه أمضى ليلة عاطفية مع زوجته قبل أن يشارك في المنافسة على زعامة حزب العمال. وقال بلير إن شيري وضعته بين ذراعيها وهزته مثل طفل في مهد وخففت من قلقه وأوصلت إليه ما كان يحتاج إلى سماعه وجلته يشعر بأن ما كان على وشك القيام به هو الصحيح، واحتاج بأنانية للحب الذي منحته له شيري وكان شهوانياً في الاستجابة إلى غريزته. وفي موازاة ذلك، نسبت صحيفة الصن إلى بلير قوله في مذكراته إن النواب يلجأون إلى إقامة علاقة غرامية بسبب عامل التشويق والإثارة، لكن ذلك يعد سلوكاً غبياً وغير مسؤول. ووصف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق كيف أنه حاول تقبيل آنجي هانتر التي عملت مساعدة لديه لفترة طويلة عندما كانا في سن المراهقة و تسلل إلى فراشها خلال حفلة في شمال اسكتلندا ولكن من دون جدوى لأنها كانت بنظره مثيرة ومليئة بالحيوية والمرح. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 02 سبتمبر  2010)

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

19 juin 2005

Accueil TUNISNEWS 6 ème année,N° 1856 du 19.06.2005  archives :www.tunisnews.net اللقاء الإصلاحي الديمقراطي : الحركة والصحوة، والدعوة والسياسة – الخطوط

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.