(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
حرّية و إنصاف
سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق منجي العياري
33 نهج المختار عطية تونس 1001
الهاتف/الفاكس : 71.340.860
Email :liberte_equite@yahoo.fr
***
تونس في 17 جانفي 2008
بيان منظمة حرية و إنصاف
بعد وفاة البوعزيزي
حرية و إنصاف
المساجين السياسيون بتونس
سبعة عشر سنة كاملة من القتل البطيء
دخل المساجين السياسيون دوامة من الظلم في تونس استمرت 17 سنة سقط بعضهم فيها قتلى تحت التعذيب و في ظروف غامضة و قضى آخرون بسبب الاهمال سواء داخل السجون أو خارجها.
انتهجت السلطة سياسة انتقامية ضد المساجين السياسيين أثناء إقامتهم بالسجن و اعتمدت كل أشكال القمع و الارهاب و التعذيب و التنكيل و الاذلال و سوء المعاملة و تسليط العزلة المغلظة عليهم و النقل التعسفية من سجن لآخر و الاهمال الصحي المتعمد و الحرمان من الرعاية الصحية الضرورية و التباطؤ في العلاج و عدم الاسعاف في الوقت المناسب و سوء المتابعة الصحية ، وقد ضاعف من تدهور الأوضاع الصجية للمساجين السياسيين ظروف الاقامة السيئة و سوء التهوية و كثرة الرطوبة و التدخين و رداءة الأكلة المقدمة إليهم و عدم وجود طاقم طبي كفؤ يناسب عدد المساجين ، إذا أضفنا لكل ذلك الاضرابات عن الطعام التي أنهكت الأجسام و التي شنها المساجين السياسيون للمطالبة ببعض الحقوق المشروعة و البسيطة .
نكون قد أتينا على جوانب المأساة في حلقة الموت البطيء التي استكملت دائرتها و استحكمت و أنتجت كل هذا العدد من الضحايا الذين سبقوا إلى الموت و أصبحوا وصمة عار في جبين كل من تسبب في وفاتهم بالسجون ، و نذكر من بين الضحايا الذين توفوا بسبب الاهمال و سوء الرعاية الصحية كلا من:
1- اسماعيل خميرة توفي في 10/11/1994
2- عزالدين بن عائشة توفي في 15/02/1994
3- الشاذلي بن حريز توفي في 1994
4- رضا البقجاوي توفي في 1994
5- علي الحيدري توفي في 1994
6- سحنون الجوهري توفي في 25/01/1995
7- جميل وردة توفي 1997
8- مبروك الزرن توفي في 6/5/1997
9- عبد القادر الصويعي
توفي في 1995
و قد توفي في إضرابات عن الطعام في السجون التونسية كل من :
1- علي المزوغي توفي في 1997
2- رضا الخميري توفي في 1997
3- عبد الوهاب بوصاع توفي في 2002
كما توفي تحت التعذيب بالسجن المدني 9 أفريل بتونس :
– السيد المولدي بن عمر
جانفي 1992
و لم تنته محنة السجناء الاسلاميين عند هذا الحد بل تواصلت مأساة الموت البطيء إثر الخروج من السجن و ذلك بالمضايقات و الانتهاكات و الاهمال الصحي المتعمد و الحرمان من وثائق الهوية و من دفاتر المعالجة الذي نتج عنه التأخير في تلقي العلاج في الوقت المناسب مثلما حصل لكل من فتحي الورغي و منير الشرقي و أحمد البوعزيزي ، و عدم الترخيص في التنقل للمعالجة بالعاصمة أو بالمدن الرئيسية التي توجد بها مستشفيات تتوفر فيها المعدات الضرورية مثلما هو الحال بالنسبة للمرضى بأمراض مزمنة كأحمد العماري و مختار اللموشي و محمود البلطي و فتحي العيساوي و طارق الكواش و عبد الحميد الشارني و صلاح الدين العلوي و ابراهيم الزغلامي و عبد الله الزواري ، و لترهيبهم و محاصــــرتهم و الامعان في حرمانهم من المعالجة يقع تقديمهم بدون أي موجب لمقاضاتهم من أجل مخالفة قرارت المراقبة الادارية و يزج نتيجة لذلك بالقضاء لإصدار أحكام جديدة ضد من أطلق سراحهم من المساجين السياسيين مثلما حصل للسيد محمد الصالح قسومة الذي يعاني من انزلاق في الفقرات و إعاقة على مستوى الجهاز التناسلي و آلام حادة على مستوى الركبتين و اتساع في القصبات الهوائية .
و الغريب أنهم حينما يقع الترخيص لهم في التنقل يفرض عليهم الاقامة بأحد النزل دون الترخيص لهم في الاقامة لدى أحد الأقارب أو الأصدقاء مثلما هو الحال لتوفيق الزاير ، ففي الفترة الممتدة بين 20 سبتمبر و 6أكتوبر 2007 أقام السيد توفيق الزاير في نزل المصمودي بتونس العاصمة في الغرفة عدد 121 من أجل مواصلة العلاج في مستشفيات العاصمة . و لمدة ثلاثة أيام و للمرة الثانية و بتاريخ 29 نوفمبر 2007 اضطر توفيق الزاير للاقامة بنفس النزل بالغرفة عدد 121 و للمرة الثالثة و لإتمام تراتيب علاجه بالعاصمة و من تاريخ 1 جانفي 2008 اضطر للاقامة بنزل المصمودي بالغرفة 108 و أكره على عدم مغادرته و إلا سيفقد حقه و يحرم من مواصلة العلاج، و في تاريخ 30 أكتوبر 2007 تم إعلامه من طرف أعوان الأمن بمنطقة بوسالم بأنه محروم من زيارة طبيبه بالعاصمة في الموعد المحدد سابقا دون أي تبرير أو تفسير إلا كلمة » هذه تعليمات » فهل هناك تعليمات بأن يحرم المساجين السياسيون من العلاج و هل هناك تعليمات بأن لا يخرج المساجين السياسيون من السجن إلا إلى القبر؟ كما نطق بها سابقا أحد المسؤولين بالادارة العامة للسجون ؟ و هل يقدر كل المساجين السياسيين على تسديد مصاريف الاقامة بالنزل كما اضطر لذلك توفيق الزاير أم سيلجؤون للاقامة عند قريب لهم و يدفعون ثمن ذلك إرجاعهم إلى السجن مرة أخرى كما حدث لمحمد الصالح قسومة حين أقام عند ابن عمه ؟
و من شدة الضغط الأمني و التضييق على الرزق وجد المساجين السياسيون أنفسهم أمام الفاقة و الفقر و عدم القدرة على العلاج مما تسبب في إصابة بعضهم باختلال ذهني و اضطرابات نفسية مثلما هو الحال بالنسبة لفيصل قربع و كمال البجاوي و حبيب الفني و الأمين القاني و بشير القايدي و حمودة بوسهيلة و القائمة تضم الكثير …و قد أدى الاختلال الذهني و الاضطراب النفسي ببعضهم إلى الانتحار مثلما هو الحال بالنسبة لمحمد علي فداي الذي ألقى بنفسه من أعلى سور القصبة بمدينة بنزرت سنة 1997 و عبد الرزاق بربرية الذي وجد مشنوقا في منزله بمدينة بنزرت سنة 1997 و لطفي بن عمار العميري الذي وجد مشنوقا في شجرة زيتون بسيدي الظاهر من ولاية نابل و ذلك سنة 1997 ، و الجدير بالذكر أن هؤلاء الثلاثة قد سلطت عليهم أشنع أنواع الضغوطات حتى أن الأخير و هو لطفي العميري حرم بالقوة من اجتياز امتحان دراسي و أصيب باختلال ذهني أدى به إلى الانتحار.
و بعد خروج المساجين السياسيين من السجن و بسبب العوز المادي و انعدام التغطية الاجتماعية و افتقادهم لدفتر العلاج و بطاقات الهوية و من شدة الضغوطات المسلطة عليهم في كسب الرزق و الحرمان من الشغل و المضايقة بالمراقبة الادارية و الأمنية تفاقم وضعهم الصحي و اشتد بهم المرض و هو ما أدى إلى وفايات مبكرة لكثير منهم مثلما هو الحال بالنسبة ل :
1- عبد المجيد بن طاهر
2- كمال العزيزي ( 2003)
3- رامي بن عزيزة 7 فيفري 2007
4- لزهر نعمان ( 2000)
5- علي الدريدي أوت 2005
6- مبروك الرياحي ( 2005)
7- شرحبيل العش 15 ماي 2007
8- علي نوير 1998
9- نجاة الماجري 2006
10- جلال الجبالي 28 ماي 2004
11- عبد الجواد عبود 2006
12- لطفي الكثيري 16 أكتوبر 2005
13- لطفي العيدودي
14- محمد الناصر الشارني
15- حسن القنوني
16- عبد الكريم الزرقي
17- يونس النعيمي 1995
18- التيجاني الدريدي
19- الاخضر السديري الذي صدر بشأنه عفو يوم 19 مارس 2002 و لكن بعد فوات الأوان إذ توفي يوم 30 مارس 2002
20- الحبيب الردادي الذي صدر بشأنه عفو يوم 19 مارس 2003 و توفي يوم 22 مارس 2003 و هو في حالة غيبوبة بالمستشفى .
21- الهاشمي المكي الذي صدر بشأنه عفو يوم 14 مارس 2006 بعد أن استفحل مرضه لمّا كان بالسجن و توفي يوم 15 جويلية 2006 و قد وجه الفقيد الهاشمي المكي من فراش موته صيحة فزع بخصوص الوضع المأساوي الذي يعيشه المساجين السياسيون مطالبا السلطة بوقف سياسة الموت البطيء المتعمد و تمنى أن يكون آخر ضحية لهذه السياسة الممنهجة و لكن لا مجيب !!
و ها هو الفقيد أحمد البوعزيزي يلتحق بكوكبة الضحايا و الشهداء ليصبح دليلا آخر و ليس أخيرا ( على ما نظن !!!) على السياسة الممنهجة في القتل البطيء ، و رغم أن المناضل البوعزيزي تمنى أن يكون آخر المتضررين من هذه السياسة لكن لا مجيب !!! و قد وافاه الأجل المحتوم يوم 13 جانفي 2008 عن عمر يناهز 54 سنة و في قلبه لوعة و حرقة على هذا الوطن الذي لم ينصفه و لم ينصف غيره من المساجين السياسيين و كان دائما يردد : » أن لا ديمقراطية بدون الاعتراف بالاسلاميين كرقم في المعادلة الوطنية » .
و لا بد من التحذير لوجود حالات بالسجن تعيش مأساة الموت البطيء فها هو رضا البوكادي و منذر البجاوي و الصادق شورو و محمد نجيب اللواتي و بوراوي مخلوف و غيرهم كثير يعانون من الأمراض التي قد تقودهم للموت إذا لم يسعفوا حالا و خارج السجن برعاية فائقة و كبيرة ، و ها هو المنجي العياري و زياد الدولاتلي و حبيب فرح و نور الدين الحرباوي و فتحي الورغي و توفيق الزاير و فتحي العيساوي و محمد الصالح قسومة و جمال العرفاوي …و غيرهم كثير يتعرضون للاهمال و الحرمان من التغطية الاجتماعية و الرعاية الصحية و لم يخرجوا عن دائرة الضوء الحمر للموت البطيء المسلط على المساجين السياسيين في تونسنا الحبيبة.
و حرية و إنصاف بعد هذا التقرير تطالب :
1) بإطلاق سراح جميع المساجين السياسيين و مساجين الرأي
2) سن عفو تشريعي عام
3) إجراء تحقيق حول التعذيب في تونس و اتخاذ الاجراءات الجنائية ضد الممارسين له و ضمان عدم إفلاتهم من العقاب
4) الكشف عن مآل المفقودين الثلاثة كمال المطماطي و فتحي الوحيشي و عباس الملوحي
5) توفير الضمانات الكافية للموقوفين أثناء الاحتجاز و الاستجواب لوضع حد لأعمال التعذيب
6) ضمان استقلال القضاء و عدم الزج به في القضايا السياسية
7) توفير العلاج المجاني لضحايا التعذيب و جبر أضرارهم و التعويض لهم
8) إنهاء التعامل الأمني و كل أشكال التضييقات المعنوية و وضع حد لسياسة التنكيل و الهرسلة و الاذلال و التشفي المسلطة على المساجين السياسيين المسرحين.
9) وضع حد للمراقبة الادارية و التجاوزات التي تحصل بسببها
10) تمكين المهجرين و المنفيين من حقهم في الرجوع إلى أرض الوطن و وقف كل التتبعات ضدهم
11) إجراء بحث جاد و مستقل في كل حالة وفاة تحدث داخل السجن أو في أماكن الاعتقال و نشر نتائج التحقيقات
12) احترام معايير و شروط الاقامة في السجون من حيث المساحة و مواصفات المراقد و التهوئة و النظافة و العلاج و النظام الغذائي و تطوير الممارسة لتمكين السجناء من مواصلة الدراسة و الحرية في ممارسة الشعائر الدينية بدون تضييق داخل السجن و حرية المراسلة و سريتها و إنهاء العزلة و السجن الانفرادي و السماح باقتناء الصحف المستقلة و إدخال الكتب و ممارسة الأنشطة الثقافية و الرياضية.
13) توسيع دائرة تدخل قاضي تنفيذ العقوبات
14) منح جوازات السفر لكل المسرحين من المساجين السياسيين و مساجين الرأي
15) السماح للمنظمات و الهيئات الحقوقية المحلية و الدولية بزيارة مراكز الاعتقال و السجون
16) السماح للمنظمات و الهيئات الحقوقية المحلية بمراقبة تطبيق المعاهدات الدولية لحقوق الانسان التي صادقت عليها تونس
17) إعادة النظر في الأحكام الصادرة في القضايا السياسية و رد الاعتبار لمن هضم حقه من جراء تلك الأحكام
18) إلغاء أحكام الاعدام في القضايا السياسية بما في ذلك القضية المعروفة بقضية سليمان
عن المكتب التنفيذي للمنظمة
الأستاذ محمد النوري
أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير
حرّية و إنصاف
سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق منجي العياري
33 نهج المختار عطية تونس 1001
الهاتف/الفاكس : 71.340.860
Email :liberte_equite@yahoo.fr
***
تونس في 17 جانفي 2008
تعلم حرية و إنصاف أنه :
· وقع الافراج اليوم الخميس 17/01/2008 عن السجين السياسي السابق السيد محمد الصالح قسومة الذي أحيل اليوم على أنظار ناحية السواسي بتهمة مخالفة تراتيب المراقبة الادارية.
· و وقع أمس الأربعاء 16/01/2008 إطلاق سراح سجين الرأي السيد وليد العيوني بعد بعد قضاء ما يناهز السنة بالسجن.
· كما وقع الحكم بعدم سماع الدعوى في حق السيد بدر الدين الفرشيشي أحد أبطال حرب التحرير البوسنية إبان الاحتلال الصربي.
· يمثل غدا الجمعة 18/01/2008 القلم الحر الصحفي سليم بوخذير أمام المحكمة الابتدائية بصفاقس.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة
الأستاذ محمد النوري
وأخيرا..محمد الصّالح قسومة.. يغادر السجن ..!
متابعات إخبارية كشف الحساب..لقضاء .. »يكافح الإرهاب « : تواصل المحاكمات ..اليومية ..!
مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس تطالب بالإفراج عن الصحفي سليم بوخضير و الذي سيمثل للمحاكمة في 18 يناير
قضية الطلبة الموقوفين بسوسة: حوصلة وآخر التطورات
أخبار تونس الحبيبة
التقرير الصحفي الأسبوعي – السبيل أونلاين – الجزء الثالث
السلطات التونسية تعتقل طلابا بعد اعتصامهم احتجاجا على رداءة الطعام
القضاء التونسي يبرئ تونسياً حارب في البوسنة من تهمة الإرهاب
الرئيس التونسي يتلقى رسالة من الزعيم الليبي
اتفاقية تعاون بين’الالكسو’ومفوضية الأمم المتحدة لتحالف الحضارات
في البعد النقابي: على هامش إضراب أساتذة الثانوي
حول مفاهيم وأساليب النضال… وأدواتها
تونس ـ الصباح: مرة اخرى يتحرك اساتذة الثانوي خلال هذه السنة الدراسية الحالية، ويعلنون الاضراب عن التدريس.. وآخر هذا، الاضراب ما تم الاعلان عن القيام به امس. ولعل المتتبع للقطاع التربوي يشعر بعدم استقراره نتيجة خلاف دائم بين وزارة الاشراف والنقابات الممثلة لرجال التعليم حول جملة من المطالب التي يرفعها الطرف النقابي من ناحية، ويدعي ان الحوار بشأنها معطل مع الوزارة، بينما تشير هذه الاخيرة الى فتح قنوات الحوار، والى ان بعض هذه المطالب مغلوطة او مبالغ فيها.
وبعيدا عن وجهات نظر الطرفين بخصوص جملة المطالب المرفوعة، وطبيعة الخلاف حولها، واسباب انسداد الحوار بشأنها، وتأويل كل طرف لاسباب الخلاف، نود ان نتطرق هذه المرة الى الاضراب ومفاهيمه وبعده كأداة عمل نقابي يمكن اللجوء اليها كوسيلة للضغط على الطرف الاخر.
ولعلنا كمتتبعين للشأن النقابي في قطاع التعليم الثانوي، نشعر على ضوء الاحداث ان وسيلة الاضراب اصبحت الاكثر اعتمادا في مواجهة وزارة التربية والتكوين من أجل تحقيق مطالب القطاع. ولعل الاغرب في هذا انه ومع كل اضراب، تتضارب نتائج المشاركة فيه بين ما تقدمه الوزارة من نسب مشاركة فيه، وبين ما تعلن عنه النقابة، ويكون في كل مرة البون شاسع، حيث تقلل الوزارة من نسب المشاركة في الاضراب بينما تعلن النقابة عن مشاركة واسعة فيه. ولا شك ان بين كلا النتيجتين المعلنتين عن الاضراب تبقى الحيرة، ويغيب التصديق لما اعلن عنه هذا او ذاك.
وبعيدا عن الاضراب ونتائجه، وما يدور حوله، نود ان نشير الى ان مفهوم الاضراب في النضال النقابي ليس هدفا في حد ذاته، ولا هو ايضا الشكل الوحيد الذي تشير اليه الابجديات النقابية. فالاضراب وسيلة او اداة من بين جملة من الادوات المتعددة، ولا يتم اللجوء اليه الا متى كانت المطالب في حجمه، ومتى انسدت آفاق الحوار، وفشلت كل الوسائل الاخرى المتعددة للاقناع.. لكن ان يقع اللجوء الى الاضراب من أول وهلة، وان يعتمد دوما كشكل من اشكال الضغط، وكذلك لابسط الاسباب، فانه ينقلب الى وسيلة ضد مستعمليه، ويتحول الى خلاف داخل الطرف الذي يعتمده. وهذا ما لم تدركه النقابة العامة للتعليم الثانوي، وتقيس حجم التحرك ووسيلة الدفاع عن المطالب بالشكل النضالي الذي يتلاءم مع المطلب.
أحد ابرز المطالب التي تطرحها نقابة الثانوي، وشنت من اجلها الاضراب هو ما تعلق برفت بعض الاساتذة المعاونين، وعدم تمكينهم من العودة الى العمل خلال السنة الدراسية الجارية. وبقدر ما يتعاطف الجميع مع طلب عودة هؤلاء الاساتذة للتدريس، فانه حسب رأينا لا يمكن شن اضراب عام في الثانوي والاعدادي من اجل هذا المطلب خلال يومين.
وهنا نسأل النقابة هل يتلاءم الاضراب كشكل من اشكال الاحتجاج على الوزارة مع هذا المطلب الذي يمكن حله بوسائل اخرى، وهل ادركت النقابة تكاليف هذا الاضراب على المجموعة الوطنية، وحجمه وذلك من اجل مسألة بسيطة يمكن الحوار حولها، وايجاد حلول لها بسبل اخرى غير الاضراب؟
إن الاضراب وان كان حقا مشروعا تضمنه مجلة الشغل، والقوانين ودستور البلاد، فانه حسب رأينا يفرغ من محتواه، عندما يستعمل في غير محله، وعندما يصبح وسيلة يقع اللجوء اليها لابسط الاسباب.
ونعتقد حسب راينا، وحسب آراء بعض رجال التعليم الذين تحدثوا الينا، ان اهتزاز العمل النقابي في بعض القطاعات، وبداية فتوره، وعدم جدواه يأتي من مظاهر التصعيد غير المقنعة حتى للقاعدة، والضغط عليها، ودفعها باتجاه اعتماد اسلوب الاضراب لابسط الاشياء.
ولعل عدم رضا اطراف واسعة من الاساتذة بقرار اضراب امس واليوم الذي دعت اليه النقابة اكبر دليل على بداية خلاف بينها وبين قاعدتها الاستاذية. فقد شارك العديد من الاساتذة في الاضراب لكنهم كانوا في قرارة انفسهم غير مقتنعين، بل مكرهين على ذلك. وقد كان من الاجدى ان تعتمد النقابة شكلا آخر في التعبير عن رفضها لموقف الوزارة من الاساتذة المبعدين، كأن يحمل الاساتذة شارة حمراء، او يضربون لمدة ساعة، او يدعون لاجتماعات تحسيسية. فكل هذه وسائل تعبير يمكن اعتمادها، اما الاضراب فهو شكل راق لا يمكن اللجوء اليه الا متى كانت المطالب المرفوعة في حجمه، ومتى تعطل باب الحوار بالكامل. وبعد كل هذا نود ان نشير ايضا الى ان العمل النقابي قد تطور في ظل هذا الواقع العالمي الجديد، وبات التعبير عن عدم الرضا يأخذ اشكالا اخرى جديدة، قد يطول شرحها.
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 17 جانفي 2008)
في صفاقس
طالب يقتل زميلته ثم يطعن نفسه
جدت صباح أمس بصفاقس وفي حدود الساعة الحادية عشر جريمة قتل متبوعة بحالة انتحار ذهبت ضحيتها طالبة وزميل لها.
ويتعلق الأمر بطالبة تبلغ من العمر 20 عاما وتدرس بكلية العلوم بصفاقس (اختصاص كيمياء) وهي أصيلة منطقة سيدي بوزيد ..
وتشير المعلومات الأولية إلى أن الطالب عمد إلى تسديد عدة طعنات إلى الطالبة إثر نشوب خلاف بسيط بينهما وذلك أمام المطعم الجامعي بطريق المطار وقرب المدرسة الإعدادية التي لا تبعد عن كلية العلوم سوى مئات الأمتار.
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن الفتاة فارقت الحياة على عين المكان متأثرة بالطعنات الحادة التي تلقتها.
القاتل ينتحر
ولم تتوقف أحداث هذه الجريمة عند هذا الحد إذ عمد الطالب وهو أصيل منطقة القيروان ويبلغ من العمر حوالي 25 سنة إلى طعن نفسه وفارق الحياة رغم جهود المصالح المختصة لمحاولة إسعافه .
ويذكر أن الشرطة العدلية بصفاقس الجنوبية تحولت بسرعة على عين المكان بمجرد سماعها بوقوع الجريمة.
محمد يحيي بن رجب
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 17 جانفي 2008)
منحة من كوريا لتونس
تونس – واس – منحت الوكالة الكورية للتعاون الدولي دعما ماليا لتونس بقيمة 728 ألف دينار تونسي ما يعادل 600 ألف دولار.
وستخصص المنحة للمساهمة في إنجاز مشروع تنمية غابات الفلين في ثلاث ولايات في شمال ووسط تونس هي بنزرت وباجة وجندوبة .
وكانت مدينة طبرقة التونسية قد استضافت الأسبوع الماضي ورشة عمل حول تنمية غابات الفلين في نطاق التعاون العلمي بين تونس وكوريا.
(المصدر: وكالة الأنباء السعودية (واس) بتاريخ 17 جانفي 2008)
نتيجة معروفة
حول نظافة وسائل النقل العمومي عقدت الوزارة المعنية جلسة عمل حضرها ممثلو الصحافة.. وقد تبين خلالها انه تم داخل هذه الوسائل تسجيل قرابة 13 ألف حالة اخلال بالنظافة.
وهذا الرقم المزعج هو طبعا نتيجة تحقيق أجرته الوزارة.. وقد كان بامكانها ان تتجنب هذا المجهود الذي ذهب خسارة.
لأن الأمر معروف وأنا أتحدى ايا كان من منبر هذه الصحيفة.. ان يدلنا على وسيلة نقل عمومية واحدة نظيفة!
محمد قلبي
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 17 جانفي 2008)
المحامي التونسي محمد عبّو لـ »آفـاق »:
السلطة ترى في التّشدّد مخرجا وحيدا للبقاء في الحكم
تونس- حوار سفيان الشّورابي
أكد المحامي التونسي محمد عبّو بأن تسلط النظام التونسي أدّى إلى « مزيد التخلّف على جميع الأصعدة والتسبّب في آلام للكثير من التونسيين ». ودعا عبو في حوار مع موقع « آفاق » إلى تكوين جبهة سياسية تسعى من أجل تحقيق تغيير سلمي يضع أسس القطع النهائي مع الاستبداد ».
ويُعتبر عبّو من أشهر السجناء السياسيين التونسيين الذين عانوا من تبعات مواجهة النظام السياسي التونسي. موقع « آفـاق » حاور الأستاذ عبّو حول عدد من المسائل التونسية. فكان كعادته جريئا وصريحا.
وفيما يلي نص الحوار:
آفاق: تتعرضون منذ إطلاق سراحكم إلى الكثير من المضايقات. فيما تتمثل؟
عبّو: هناك ملاحقة تتراوح بين المراقبة والرغبة في التّخويف وكذلك محاصرة المكتب الذي أباشر فيه مهنتي صحبة زميليّ عبد الرؤوف العيّادي والعيّاشي الهمّامي بما جعل الأمر يتحوّل إلى محاصرة اقتصادية لازالت في بلادنا من الوسائل التي يمارسها النظام ضدّ خصومه رغم أنّها تجعل الناس يشعرون بعدم الأمان، وتخيفهم على أموالهم ومصالحهم وتجعلهم يزهدون في الاستثمار. وكذلك الأمر بالنسبة للمستثمرين الأجانب ولكن يبدو أنّ هذا ليس من أولويات الأجهزة الأمنيّة في تونس.
آفاق: أستاذ، كيف بدا لكم المشهد السياسي في تونس بعد قضائكم لسنتين في السجن؟
عبّو: لا أخفي عليكم أنّي لاحظت بعد غياب أنّ هناك تطوّر إيجابي في عمل المعارضة يبرز في الكتابات المنشورة بما في ذلك في « الموقف » و »مواطنون ». حيث أصبح ملف الفساد مثلا من المسائل المطروحة علنا. وكذلك فإنّ العلاقة بين مختلف الأطراف قد تطوّرت فحركة 18 أكتوبر رغم نقائصها تمكّنت من جمع من كانوا يتصارعون فيما بينهم ناسين معركتهم ضدّ الإستبداد القائم.
منذ سنوات كنّا نقول أن التحالف مع الإسلاميين وجلبهم لمزيد الإعتدال وللحوار وهم الذين يمثلون جزءا لا يستهان به في المجتمع، أمر ضروري. لأن المعارضة بدونهم ضعيفة وإقصائهم قد يدفع لتشدّد لا نرضاه لتونس. ساعاتها لم نقنع أحدا بفكرتنا ولكن الآن يبدو أن الزمن قد فعل فعله وتجسّد حلمنا وإن بقي هذا الحلم في بدايته فهناك مؤشرات على أن الحركة قد تتطوّر إلى جبهة سياسية تطرح على نفسها تحقيق تغيير سلمي يضع أسس القطع النهائي مع الاستبداد.
آفاق: ما تزال الحكومة التونسية محافظة على نهج التشدّد في التّعاطي مع خصومها ومعارضيها. ما هو مردّ ذلك؟
عبّو: أعتقد أن السلطة الحاكمة ترى في التّشدّد المخرج الوحيد المأمون للبقاء في الحكم فالسّماح بحرّية الإعلام مثلا يعني فتح ملفات محرجة للحاكم، والسّماح بهذه الحرية يعني فضح مشروع الرئاسة مدى الحياة والتصدّي له .
لذلك يبقى التخويف والرّدع الخارج عن القانون وسيلة لإبقاء الوضع كما هو ولو أدّى ذلك لخسائر اقتصادية كبرى ولمزيد التخلّف على جميع الأصعدة وللتسبّب في آلام للكثير من التونسيين.
آفاق: لماذا تمتنع السلطة السياسية في تونس عن إنجاز إصلاحات ديمقراطية جوهرية؟
عبّو: كما ذكرت لكم، السلطة تحسّ بأنّها مضطرّة للتشدّد والإنغلاق لذلك تمتنع عن القيام بإصلاحات ديمقراطية جوهرية. لكن أرى مع ذلك أنه لو وصل الضغط الدّاخلي والخارجي إلى درجة معيّنة، فإنّ السلطة في تونس ستجد نفسها مضطرة للقيام بإصلاحات. فالسؤال هو متى تشعر السلطة بأنّ عدم القيام بإصلاحات جدية يؤّي إلى الإنهيار، ومتى يقتنع الذين ينفذون أوامر بارتكاب جرائم في حق التونسيين أنهم سيعاقبون لا محالة على جرائهم وأن الحلّ بالنسبة لهم يكمن في احترام القوانين وعدم تنفيذ التعليمات غير الشرعيّة.
آفاق: هل تعتقدون في إمكانية الإتّفاق على مرشّح واحد من المعارضة للإنتخابات الرئاسيّة؟
عبّو: بلغني أن هناك تفكير داخل الحزب الديمقراطي التقدّمي في إعلان ترشح الأستاذ أحمد نجيب الشابي لمنصب رئاسة الجمهورية، وفي تصوّري لا بدّ قبل ذلك من خوض معركة تنقيح الدستور لإلغاء الشّرط التعجيزي ذي الصّلة وبعد ذلك، فإنّه رغم انتمائي لحزب آخر فإنّي لا أمانع في دعم الأستاذ الشّابي على أساس المشروع المذكور أعلاه.
والأمر سيّان بالنسبة للسادة والسيدات المنصف المرزوقي ومصطفى بن جعفر وحمّة الهمّامي وسهام بن سدرين المهمّ هو اختيار شخص قادر على تجميع أكثر ما يمكن من المعارضين. علما وأن ترشيح شخص وتقديمه في الدّاخل والخارج كممثّل للمعارضة التونسية أو حتّى كزعيم لها سيكسب المعارضة الجدّيّة مصداقيّة ويجعلها فعلا تطرح نفسها كبديل جاهز.
آفاق: لم يعد يفصلنا على الإنتخابات الرئاسيّة و التشريعيّة سوى سنتين، ما هو تقييمكم؟
عبّو: أعتقد أنّ تغييرا جوهريا في السياسة يستوجب ضرورة تغيير الأشخاص. ونحن في تونس نجمع كمعارضة على أن التغيير يجب أن يكون سلميّا تماما كما نؤمن بأنّ من يحكم لن يسلّم في السلطة في إطار انتخابات نزيهة. ومن هنا يأتي تشتّت المواقف فيما يخصّ انتخابات 2009 وأعتقد انّه لا بدّ من البحث عن حلّ رغم الصعوبات. فما دمنا لا نملك مشروع انقلابات وثورات فليس لنا إلا مشروع الدّخول كجبهة في لعبة الإنتخابات والضغط من أجل القيام بالإصلاحات الدستوريّة والتشريعيّة اللازمة، ومنها فتح باب الترشّح لمنصب رئيس الجمهوريّة ثمّ الضغط من أجل سحب البوليس من الحياة السياسية، وخضوع الجميع للقانون، وإرساء حالة من الامان في البلاد تجعل المواطنين يقبلون على التعبير عن آرائهم واختياراتهم بكل حرية. ويثقون بأنّهم لن يتضرّروا في قوتهم ولا في مصالحهم وبأنّهم لن يلقوا في السجون إذا ما خاضوا حملات لهذا المرشّح أو ذاك.
بالإضافة إلى ذلك فلا بدّ من دعم أممي ودعم من المجتمع المدني الدولي لمراقبة الإنتخابات لغياب الثقة في الرقابة الوطنيّة كما هو معلوم للجميع.
هذا المشروع يمكن أن تدخل به المعارضة الجدّية لانتخابات 2009. وفي صورة عدم تحقّقه كاملا ينسحب الجميع قبل الاقتراع، ويرفع بشكل جماعي وجدّي شعار عدم شرعيّة النظام ويتواصل النّضال السلمي ضدّه، وعندها من المرجّح أن يأتي بنتيجة.
آفاق: أتعتقدون في إمكانيّة وحدة الحركة الديمقراطيّة في تونس؟
عبّو: أعتقد أنّه بعد تراجع الإيديولوجيات الذي أصبح والحمد لله أمرا ملاحظا في تونس كما في العالم، لم يبق يفصل بين مناضلي الحركة الديمقراطية إلا خلافات شخصيّة يراد لها أحيانا أن تتخذ شكل صراع فكري أو مبدئي دون أن تنطلي الحيلة على أحد. وهذه الخلافات إذا تدخّل أصحاب النّوايا الحسنة يمكنها أن تتوقّف. وإذا ما ثبت أنّنا فشلنا في التّوحّد قبل 2009 وثبت أنّ هذا الفشل مردّه عوامل داخليّة في المعارضة، فإنّه سيكون على الشباب الذي لم يتورّط في أحقاد الماضي والذي لا وقت له لإضاعته في صراعات واهية أن ينجز مشروع تغيير المعارضة وإحالتها على التقاعد قبل التفكير في تغيير السلطة. أعتقد أنّ هذه فرصة للجميع ليثبتوا عدم صحّة ظنّ شقّ من الرأي العام المتشائم بهم.
آفاق: حكم القضاء التونسي مؤخّرا بإعدام و سجن شبّان متّهمين بالتحضير للقيام بعمليّات إرهابيّة، ما هو تقييمكم؟
عبّو: أعتقد أنّ تغيير النّظام بالقوّة أمر مستحيل إلى جانب آثاره الكارثيّة والمآسي التي يتسبّب فيها. فإلى الآن تعاني عائلات الذين قتلوا في الجبل من الشقّيّن آثار هذه الكارثة. إلاّ أنّه على النّظام أن يفهم أنّ عليه أن ينتصر على الإرهاب كدولة تطبّق القوانين وتردع في حدود ما تسمح به هذه القوانين، وتمتنع من جهتها، عن ارتكاب الجرائم تجاه مواطنيها، وتضمن حقوقهم حتى لا يبحث تونسي واحد مهما قسا قلبه عن مبرّر لرفع السّلاح ضدّها.
ومن جهة أخرى فقد قتل على حدّ علمي كلّ الذين حملوا السّلاح في الجبل، أمّا البقيّة فتطرح أسئلة جدّيّة حول مدى انخراطهم الفعلي في الأعمال المسلّحة و حول أهدافهم. كما أنّهم قد تعرّضوا جميعا لتعذيب وحشي لم يفكّر من ارتكبه لحظة في أنّه قد قوّى بفعله حجج دعاة العنف وهو ما يجب التحقيق فيه قبل إصدار الحكم و تسليط العقوبة على من أجرم.
أمّا بالنسبة للإعدام فأذكر أنّ فرنسا قبل إلغائه سنة 1981 كانت قد ألغته منذ سنة 1848 بالنسبة للجرائم السياسية أي التي ترتكب لغاية سياسية أو تستهدف مصلحة سياسيّة للدولة.
وإن كانت طبّقته في مستعمراتها فإنّ من وقع إعدامهم تحوّلوا بعد ذلك لأبطال تطلق أسماؤهم على الميادين وشوارع المدن وأرجو أن لا يخلق الإستبداد جيلا رمزه شخص يريد أن يقتل ويقتل.
آفاق: عندما قام النظام التونسي باعتقالكم على إثر نشركم لمقالات تنتقده، وقف المحامون بجميع ألوانهم و انتماءاتهم إلى جانبكم، لماذا لم يتم نفس الشيء مع الزميل الصحفي سليم بوخذير؟
عبّو: أعتقد أن من أهمّ أسباب تحريك قضيّتي هو انتمائي لقطاع المحاماة المعروف بانخراط جزء لا يستهان به من المنتمين له في الدّفاع عن حقوق كلّ الضحايا وتحلّيهم بقيم التضامن مع زملائهم إذا كانوا على حق. وهو أمر يؤسفني أن أقول انّه غير قائم لدى المنتمين لصاحبة الجلالة الذين يرفض الكثير منهم تحدّي الخوف، وطرح قضيّة حرّية الصحافة بشكل جدّي والذين عمد البعض منهم ـ لتبرير خوفه من القيام بما تجرّأ عليه سليم بوخذير من كشف لملفّات حسّاسة دون إذن من أحد ـ إلى تشويه سمعة زميله بنعته بالتّهوّر في حين أنّ الرّجل لم يدع إلى ثورة أو فوضى.
كما أنّه لم يردّ الفعل أبدا على الإعتداءات العنيفة التي سلّطت عليه في قلب العاصمة بل كان يكتفي بالصّراخ ورفع الشعارات عند كل اعتداء. في حين أنّ غيره من دعاة السّلم كلّما سلّط عليهم اعتداء من الأجهزة وكانوا في حالة انفعال إلاّ وتوعّدوا بحمل السكاكين في المستقبل.
آفاق:أضيف الصحفي التونسي المقيم بالولايات المتحدة الامريكيّة كمال العبيدي إلى قائمة التونسيين المحرومين من جواز السّفر، لماذا تتعمّد السّلطة القيام بمثل هذه التّصرّفات؟
عبّو:: السيّد كمال العبيدي معروف بانتقاده للأنظمة الإستبداديّة ومنها النّظام التونسي وحرمانه من جواز السفر يدخل في عقليّة الإنتقام والعقوبة التي يتعامل بها النّظام القائم مع من يخالفه ويفضح تجاوزاته. لكن الغريب في الأمر هو أنّ النّظام يعرف أو يجب عليه أن يعرف أنّ فعلة كهذه تشوّه صورته ومن ورائه صورة البلاد دون أن يجني في المقابل أي ربح فكمال العبيدي لن يتخلّى عن واجباته المهنيّة و الوطنيّة لمجرّد حرمانه من جواز سفر.
آفاق: شغلتم سابقا منصب عضو الهيئة المديرة بجمعيّة المحامين الشبّان، كيف تقيّمون وضع المحاماة في تونس اليوم؟
عبّو: المحامي الشّاب اليوم يلتحق بالمهنة وهو يعتقد أن الكفاءة والإجتهاد لا يكفيان وأنّ أمامه الانخراط في التّجمّع الدستوري الديمقراطي (الحزب الحاكم) الذي سيضمن له نيابة الشركات المملوكة للدولة، والتي تساهم فيها وحتّى المؤسّسات الخاصّة. وفي المقابل يعرف أنّ ممارسته لحقّه في إبداء الرأي والاستقلالية عن السلطة قد تجلب له الفقر والحرمان. لذلك نجد شبابا قد انضمّ لبعض الشيوخ والكهول المعروفين بإثارة الهرج في جلسات المحامين وبالاعتداء على زملائهم وبالانحراف الأخلاقي، يدعم صفوفهم ولا يتوانى عن ممارسة العنف وسبّ الجلالة واستعمال العبارات النابية والتهديد تنفيذا لقرارات حزبيّة.
وما دمنا كمحامين وهياكل لا نضغط في اتّجاه إيقاف تدخّل السلط العموميّة والحزب الحاكم في توزيع القضايا على المحامين، وغلق باب الصراع على اقتسام الغنائم فإنّ القطاع سيعرف مزيد التّشنّج. كما أنّ بعض المستقلّين عن السلطة يساهمون بدورهم في تعكير الأجواء عندما ينسّقون مواقفهم في ظلّ أحزاب سياسيّة هي لسوء حظ المحاماة وسوء حظ السياسة لا تمارس عملا سياسيّا يذكر خارج القطاع وتقنع بالتّخفّي في النّقابات والجمعيّات والهيئات المهنيّة.
(المصدر: موقع » آفـاق » (واشنطن) بتاريخ 15 جانفي 2008)
الرابط: http://www.aafaq.org/news.aspx?id_news=3896
قتلوك وما قتلوك ولكن
بقلم: محمد العكروت
قتلوك و ماقتلوك ولكن شبّه لهم أرادوا قتلك مثلما أرادوا قتل غيرك من إخوانك رجالات الحركة الإسلاميّة المعاهدة حكموا علينا وعلى حركتنا حركتك ياشهيد أحمد بالإعدام ولكن إرادة الله أقوى وأكبر ولن يفلحوا أبدا بل بقتلك حكموا على أنفسهم بالموت لأنّ موتك حياة لك ولحركتك فأنت حتّى بين أهلك وبين إخوانك وإن ذرفوا عليك الدّموع غدا سيواروا جسدك الطّاهر التّراب ولكن لن تتوارى عن أعين من أحبّك ضمير شعبك الّذي أحببته عن ضمير أمّتك الّتي ناضلت من أجلها فأنت أخلاق وقيم ومبادئ فمن يستطيع قتلك إذا فأنت الحيّ وهم الأموات .
لماذا قتلوك يا أبا العزّ؟
قتلوك لأنّك مناضل و مناهض من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا و كلمة أهل الباطل هي السّفلى قتلوك لأنّك دافعت عن قيم الحقّ والعدالة والحرّيّة للجميع قتلوك لأنّك دافعت عن حقّ » الغلابة « والمستضعفين في العيش الكريم حقّهم في العمل حقّهم في التّنظيم حقّهم في القول حقّهم في اختيار من يحكمهم حقّهم في اقتسام خيرات البلاد بالسّويّة حقّهم في الصّحّة و في التّداوي حقّهم في السّكن اللاّئق حقّهم في التّعليم و حقّهم حقّهم حقّهم…
متى قتلوك ياأبا العزّ ؟
قتلوك منذ أن حكموا عليك بأكثر من نصف قرن (أي بطريقة أخرى حكموا عليك بأكثر من المؤبّد) ظلما وزورا دون جرمٍ ارتكبته غير رفع صوتك عاليا في وجه الظّلم والإستبداد … قتلوك منذ أن حكموا عليك بالأكل في أوانٍ غير صحّيّةٍ تأكل في أوانٍ بلاستيكيّة .كم ناضلت يا شهيد أحمد كم دخلت في إضراباتٍ عن الطّعام من أجل أن تأكل و سائر إخوانك وسائر المساجين في أوانٍ صحّيّةٍ هل بحقٍّ منعوا عنك و عن إخوانك وحتّى عن سائر مساجين الحقّ العامّ الأواني الفخّاريّة أو الزّجاجيّة أو حتّى الألمنيوم حفاظا على………………………
لا والف لآ لأنّهم يدركون أنّ الأضرار التي يرتكبها بعض الحمقى من المساجين بهذه الأواني لا يمكن منعها والدّليل أنّها مازالت متواصلة بنفس الوتيرة أو أكثر وهم يدركون كذلك أنّ الأضرار الّتي يمكن أن تحصل بسبب الأواني البلاستيكية أكثر بكثيرٍ من حوادث معزولة قد يتضرّر منها بعض الأفراد لكنّ الأكل في أواني بلاستيكية إذا أضفنا إليه سياسة التجويع و الهرسلة والتّنكيل والتنغيص…….. قد تضرّر منها الجميع أي جميع المساجين فكل من عاش السجن لمدّة طويلة هو مهدّد بالمرض الخبيث وشتّى أنواع الأسقام والعلل فالكلّ ينتظر دوره ولا نعرف من سيلحق بك قريبا فنحن إخوانك المساجين محكوم جميعا علينا بالموت البطيء مع تأجيل التّنفيذ وكل ينتظر دوره فأنت في قائمةٍ طويلة ممّن سبقوك من إخوانك (سحنون الجوهري ، لخضر الزّديري ، لزهر نعمان ، مبروك الزّرن ، الهاشمي المكيّ، والقائمة طويلة ممّن سبقك أو من الّذين سيلحقون بك بسبب المخلّفات السِّجنيّة قتلوك منذ أن منعوا عنك رسائل زوجتك المناضلة والمجاهدة ورسائل بناتك الفضيلات أو منذ أن أرادوا أن تغمد قلمك ومنذ أن حرموك القرطاس والقلم والكتاب حتّى ما تحصّلت عليه وإخوانك بعد إضرابات الجوع المتكرّرة وكان قليلا وقليلا جدّا وغير نهائيٍّ إنّهم يتراجعون عن وعودهم وعن تلبية حقوقك في أيِّ لحظة بسبب و بدون سبب قتلوك منذ ومنذ ومنذ …
كيف قتلوك يا شهيد أحمد يا أبا العزِّ؟
كانوا يتمنّون أن يحكموا عليك بالإعدام رميا بالرّصاص أو شنقا ولكن منعهم من ذلك مانع أو ربّما ظنّوا أنّه حكيم كي يحرموك من وسام الشّهادة في سبيل الله (في سبيل الوطن في سبيل الحرّيّة خيروا أن يقتلوك بطريقة عزّتك و كرامتك وأنفتك يشفوا غيظهم من بناتك و زوجتك و سائر أهلك وأحبابك ولكن شبِّه لهم فلم تمت يا شهيد فأنت حيٌّ ترزق بإذن الحيِّ القيّوم الذي لا تأخذه سنة ولانوم
قد تواريت عنّا شامخا عزيزا مرفوع الرّأس قد تذرف عنك الدّمع زوجتك ولكنّها ستبقى دائما عزيزةً مكرّمةً أبيّةً و وفيّةً لك ولبناتك فحبُّك إيّاها وتربيتك لها لن يضيعا. قد تذرف عنك الدّمع إبنتاك ولكنّهما ستبقيا تفاخران بك و بنضالاتك و جهادك فما وصلهنّ من رسائلك ومن كلماتك العذبة ونصائحك القيِّمة سيبقى محفورا في قلوبهنّ . قد يذرف عنك الدّمع أحبابك و إخوانك ولكنّك ستبقى دائما أمامهم لا خلفهم تنير لهم الطّريق فأنت شمعة لن تنطفئ فبسيرتك وشمائلك قبل السّجن وداخل الأسوار الحديديّة وأثناء محنة مرضك تستحقّ أن تؤلّف فيها الكتب والمجلّدات كي تخلد ذكراك للأجيال القادمة، تستحقّ أن يستلهم منها الشّعراء دواوينهم وأهل المسرح مسرحيّاتهم وأهل السّيِنما المسلسلات فأنت بطل فلمٍ وبطل مسلسل و رمز لوحة زيتيّة ولحن في أغنية و و و و… فأنت رمز للجميع.
هل قتلوك ياأبا العزِّ؟ هل قتلوك ياشهيد أحمد ؟
المعذرة يا حبيب قلبي ياشهيد أحمد قد استعملت كلمات القتل والموت لأنَّ العبارات خانتني ولم أجد الكلمات المناسبة فأنت حيُّ لن تموت بشهادة العزيز الجبّار <<ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون>> فأنت حيًّ في قبرك ترزق وأنت حيُّ في قلوب إخوانك وأنت حيٌّ في ضمير أمّتك وأنت حيٌّ في قلوب كلِّ المناضلين والمدافعين عن الحقِّ و الحرِّيَّة والكرامة مهما اختلفت أفكارهم ومعتقداتهم .
من الميت يا شهيد أحمد ؟
أنت تعرف وأنا أعرف والكلّ يعرف. من قتلك يعرف أن الميِّت هو من أراد أن يحجب النوّر ، ان يطفِئ الشّمس . أعرف يا شهيد أحمد لطيبةُ قلبك و سماحة خلقك و لقلبك الكبير المشحون بالإيمان وبحبّ الخير للجميع أنّك لا تتمنّى الموت حتّى لمن أراد لك ألف ميتة . تتمنّى له وتدعو له بالتّوبة والرجوع إلى الحقِّ والرّجوع إلى الفضيلة الرجوع إلى الله فقلبك المؤمن الطّاهر لا يعرف الغلّ ولا الحقد ويتمنّى الخير خير الهداية والصّلاح
أخيرا يا شهيد أحمد أعتذر إلى الله ثمّ إليك لأنّ كلماتي لن تفيك ما تستحقّ أعتذر لذلك إلى كلّ الشهداء الذين قصرت في حقّهم المعذرة يا أختي يا زوجة الشّهيد و يا بنتا الشّهيد و إلى كلِّ أهل الشّهيد وإلى كلّ أحبابه و إلى زوجات وبنات وأمّهات و أخوات و أحفاد وأبناء وأحباب كلّ الشّهداء لأنّ عزاءنا عزاء واحد . وأدعو الجميع إلى الفرح لا إلى الحزن فزغردي يا زوجة الشّهيد وكبِّرا وهلِّلا يا بنتا الشهيد فأخونا أحمد وكلّ إخواننا الشهداء هم فخرنا واعتزازنا بدمائهم الزكيّة ستنبت الأزهار في هذه التّربة الطّيّبة . فدم الشّهداء لن يضيع . دمهم هو الأسفلت الذي سيعبّد به الطّريق إلى النصر . ومن يكرم الشهيد يتّبع خطاه .
(المصدر: موقع الحوار. دوتش (ألمانيا) بتاريخ 16 جانفي 2008)
حـصـاد الأسبوع
للصحفي المنفي في وطنه: عبد الله الزواري
الثلاثاء 16جانفي2008
1 علمــت:
1- المرء كلمة تقال بعده (وللدقة، يُقال: إنما المرء حديث بعده، التحرير): سمعوها كثيرا لكن هل فقهوا حقيقتها و معناها؟؟ هل فقه معناها الذين تجسسوا على أحمد البوعزيزي قبل إيقافه سنة 1991 وتابعوا تحركاته بالليل و النهار و أخبروا عنه و وشوا به ؟؟ هل فقهه الذين أوقفوه و عذبوه و أذاقوه من أصناف الآلام أنواعا و تفننوا في انتزاع ما يعلم بالسياط,…؟؟ هل فقهه الذين نكلوا به و أهملوه فلم يسعفوه و لم يعالجوه؟؟ هل فقهه الذين حرموه من فرصة علاج خارج البلد؟؟؟ هل فقه كل هؤلاء معنى هذه الكلمة و معناها،و لعلهم و قد رأوا جنازته- أو أخبروا بها- و هي تنقل إلى المقبرة و عدد الحاضرين الذين لم تسخر لهم السيارات و الحافلات بل اقتطعوا ثمن تنقلهم من قوت أطفالهم وحليبهم.. لعل في ذلك ما يجعلهم يقرون بعجزهم و ضلال الطريق الذي سلكوه… أحمد البوعزيزي عاش كبيرا و مات كبيرا و سيبقى كبيرا.. سيبقى أحمد كبيرا عند جلاديه قبل أخوانه و أصدقائه… سيبقى يضج مضاجعهم و يؤرق ليلهم ، و يدوس ضمائرهم … و ليذكروا أن أحمد ينتظرهم و هم عما قليل – و إن طال- به لاحقون، و هناك عند العدل تجتمع الخصوم، و هل عنده ينفع مال أو بنون؟ و هل ينفع عنده حج أو مصحف يطبع أو مسجد يبنى أو صدقة من غلول؟؟؟…
2- قد يكون إضراب الأساتذة يوم الأربعاء 16 جانفي من أنجح الإضرابات التي خاضوها في السنوات الأخيرة.. المسألة تمسهم من قريب و لا شك، و إجابة واضحة للإدارة… إن الإضراب حق مكفول.. حق للأستاذ المرسم كما هو حق للأستاذ الذي لا يزال في بداية المشوار ولم يرسم بعد… وسنسمع هذا المساء كما تعودنا دائما في نشرات الأخبار الإحصائيات التي تمد بها الإدارة و سائل الإعلام و ملخصها: مشاركة هزيلة في الإضراب لا تتعدى… لكن المواطن الذي لا شأن له بالسياسة و قد رجع كل ابنائه الدارسين في المعاهد الإعدادية و الثانوية و أخبروه بسبب رجوعهم، سيقول متهكما لعلهم يتحدثون عن كميات الحليب المتوفرة في السوق أو عن عدد المقبوض عليهم من المهاجرين سريا أو عن…
2 – تـدبرت:
» سلوا القبور عن سكانها ، و استخبروا اللحود عن قطانها ،تخبركم بخشونة المضاجع ، و تُعلمكم أن الحسرة قد ملأت المواضع ، و المسافر يود لوانه راجع ، فليتعظ الغافل و ليراجع ». ابن الجوزي
3– سمعت
1- كانت الإجراءات القمرقية حاسمة هذا العام و تقضي بحجز كل الكتب التي في حوزة الحجيج العائدين إلى البلد عن طريق البر باستثناء » المصاحف »..
2- إقامة حجيجنا في الأراضي المقدسة تخضع لحراسة مشددة… لم يكن من الممكن بالإمكان إرسال أعوان الأمن بأزيائهم الرسمية، فكان العلم الرسمي الذي يزين صدور بعض « الحجيج أو المطوفين أو الحراس » كافيا لإقامة هذا الحراسة المرئية و غير المرئية.. و إن كان المرء هناك يستطيع أن يزور إخوانه الحجيج من الكويت أو نيجيريا أو ماليزيا دون عراقيل تذكر فإن زيارة الحجيج التونسيين هناك و خاصة في أماكن إقامتهم قد تكون غير ممكنة التحقيق..
3- زراعة حب الخال في خد شاب سعودي ب1000ريال و ذلك للظهور بمظهر جديد (نيولوك) أمام أصدقائه وزملائه في العمل ولتغيير شكله. ويقول الشاب (ح.س. المالكي) أنه لم يتخذ هذا القرار إلاَّ بعد تفكير طويل فاق السنتين، وبعد ما اكتشف أن زراعة حبة الخال سوف تغيّر في شكل وجهه ومعالمه، وخاصة خدّه الأيمن؛ ليكون أجمل من شكله الأول، قرر إجراء العملية التجميلية. وأضاف: ذهبت إلى أحد المستشفيات الخاصة بالدمام، وتم استقبالي، وعملوا الفحوصات المعتادة لأي شخص يرغب في عمل عملية جراحية. وبعد الكشف المبدئي والفحوصات الأولية أخذت موعدًا في اليوم الذي يليه ودخلت المستشفي، وتم أخذ حبة الخال من الظهر، وبالتحديد من أعلي الكتف، وزرعها في خدّي الأيمن. وقد نجحت العملية، وأخذت عدة مواعيد للمراجعة..
العملية علي حسب قوله تجميلية استمرت فقط حوالي 3 ساعات لزراعة حبة الخال.
4 – رأيــت:
و تختلف العادات:
دار الحديث عن العادات السيئة التي ترسخت في المجتمع… قال محدثنا: هذه بلدة كان سكانها منذ اربعين يتسابقون إلى ركوب الحافلات، وسيلة النقل العمومي الأرفق ثمنا، و في طفرة الهجرة إلى الغرب و تدفق العملة الصعبة من حلالك و من حرامك، أصبح ركوب الحافلة منقصة… فتراهم يتدافعون على سيارات التاكسي التي قارب عددها 400 سيارة في بلدة لا يتجاوز عدد سكانها مع ضواحيها الستين ألفا… ناهيك أنه لا يوجد خط نقل عمومي قار بين المدينة و ضواحيها، و لو لا النقل المدرسي لما وجدت حافلة واحدة تعمل في هذه المنطقة… علما بأن خطوط النقل العمومي المدرسي تتوقف في العطل المدرسية طويلة كانت أو قصيرة بل تتوقف حتى أيام الآحاد.. و في الصيف تنظم بعض الخطوط للعمل بين الشاطئ و بعض الضواحي فقط..
و أضاف محدثنا لكن قريبا منا في جربة.. العكس تماما،، قلما تجد ابناء البلد يستقلون سيارات التاكسي.. بل أغلبهم يتنقلون في الحافلات لذلك تجد خطوطا قارة بين البلدات الكبيرة ( حومة السوق وميدون و أجيم) و بقية الضواحي…
5 – قــرأت:
كتب الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله مقالة نشرت سنة 1956 في مجلة الإذاعة تقول :
نظرت البارحة فإذا الغرفة دافئة والنار موقدة ، وأنا على أريكة مريحة ، أفكر في موضوع أكتب فيه ، والمصباح إلى جانبي ، والهاتف قريب مني ، والأولاد يكتبون ، وأمهم تعالج صوفا تحيكه ، وقد أكلنا وشربنا ، والراديو يهمس بصوت خافت ، وكل شيء هادئ ، وليس ما أشكو منه أو أطلب زيادة عليه . فقلت » الحمد لله » ، أخرجتها من قرارة قلبي ، ثم فكرت فرأيت أن » الحمد » ليس كلمة تقال باللسان ولو رددها اللسان ألف مرة ، ولكن الحمد على النعم أن تفيض منها على المحتاج إليها ، حمد الغني أن يعطي الفقراء ، وحمد القوي أن يساعد الضعفاء ، وحمد الصحيح أن يعاون المرضى ، وحمد الحاكم أن يعدل في المحكومين ، فهل أكون حامدا لله على هذه النعم إذا كنت أنا وأولادي في شبع ودفء وجاري وأولاده في الجوع والبرد ؟، وإذا كان جاري لم يسألني أفلا يجب علي أنا أن أسأل عنه ؟ وسألتني زوجتي: فيمَ تفكر ؟، فقلت لها . قالت : صحيح ، ولكن لا يكفي العباد إلا من خلقهم، ولو أردت أن تكفي جيرانك من الفقراء لأفقرت نفسك قبل أن تغنيهم . قلت : لو كنت غنيا لما استطعت أن أغنيهم ، فكيف وأنا رجل مستور ، يرزقني الله رزق الطير ، تغدو خماصا ً وتروح بطاناً ؟ لا ، لا أريد أن أغني الفقراء ، بل أريد أن أقول إن المسائل نسبية ، وأنا بالنسبة إلى أرباب الآلاف المؤلفة فقير ، ولكني بالنسبة إلى العامل الذي يعيل عشرة وما له إلا أجرته غني من الأغنياء ، وهذا العامل غني بالنسبة إلى الأرملة المفردة التي لا مورد لها ولا مال في يدها ، ورب الآلاف فقير بالنسبة لصاحب الملايين ؛ فليس في الدنيا فقير ولا غني فقرا مطلقا وغنىً مطلقا ، وليس فيها صغير ولا كبير ، ومن شك فإني أسأله أصعب سؤال يمكن أن يوجه إلى إنسان ، أسأله عن العصفور : هل هو صغير أم كبير ؟، فإن قال صغير ، قلت : أقصد نسبته إلى الفيل ، وإن قال كبير ، قلت : أقصد نسبته إلى النملة .. فالعصفور كبير جدا مع النملة ، وصغير جدا مع الفيل ، وأنا غني جدا مع الأرملة المفردة الفقيرة التي فقدت المال والعائل ، وإن كنت فقيرا جدا مع فلان وفلان من ملوك المال .. تقولون : إن الطنطاوي يتفلسف اليوم .. لا ؛ ما أتفلسف ، ولكن أحب أن أقول لكم إن كل واحد منكم وواحدة يستطيع أن يجد من هو أفقر منه فيعطيه ، إذا لم يكن عندك – يا سيدتي – إلا خمسة أرغفة وصحن » مجدّرة » ( وهو طعام من البرغل أي القمح المجروش مع العدس ) ، تستطيعين أن تعطي رغيفا لمن ليس له شيء ، والذي بقي عنده بعد عشائه ثلاثة صحون من الفاصوليا والرز وشيء من الفاكهة والحلو يستطيع أن يعطي منها قليلا لصاحبة الأرغفة والمجدّرة .. والذي ليس عنده إلا أربعة ثياب مرقعة يعطي ثوبا لمن ليس له شيء ، والذي عنده بذلة لم تخرق ولم ترقع ولكنه مل منها ، وعنده ثلاث جدد من دونها ، يستطيع أن يعطيها لصاحب الثياب المرقعة ، ورب ثوب هو في نظرك عتيق وقديم بال ، لو أعطيته لغيرك لرآه ثوب العيد ولاتخذه لباس الزينة ، وهو يفرح به مثل فرحك أنت لو أن صاحب الملايين مل سيارته الشفروليه طراز سنة 1953 – بعدما اشترى كاديلاك طراز 1956 – فأعطاك تلك السيارة . ومهما كان المرء فقيرا فإنه يستطيع أن يعطي شيئا لمن هو أفقر منه ، إن أصغر موظف لا يتجاوز راتبه مئة وخمسين قرش ، لا يشعر بالحاجة ولا يمسه الفقر إذا تصدق بقرش واحد على من ليس له شيء ، وصاحب الراتب الذي يصل إلى أربعة جنيهات لا يضره أن يدفع منها خمس قروش ويقول » هذه لله » ، والذي يربح عشرة آلاف من التجار في الشهر يستطيع أن يتصدق بمئتين منها في كل شهر . ولا تظنوا أن ما تعطونه يذهب بالمجان ، لا والله ، إنكم تقبضون الثمن أضعافا ؛ تقبضونه في الدنيا قبل الآخرة ، ولقد جربت ذلك بنفسي ، أنا أعمل وأكسب وأنفق على أهلي منذ أكثر من ثلاثين سنة ، وليس لي من أبواب الخير والعبادة إلا أني أبذل في سبيل الله إن كان في يدي مال ، ولم أدخر في عمري شيئا ، وكانت زوجتي تقول لي دائما : » يا رجل ، وفر واتخذ لباتك دارا على الأقل » ، فأقول : خليها على الله ، أتدرون ماذا كان ؟ !! لقد حسب الله لي ما أنفقته في سبيله وادخره لي في بنك الحسنات الذي يعطي أرباحا سنوية قدرها سبعون ألفا في المئة ، نعم : {كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ} ، وهناك زيادات تبلغ ضعف الربح : {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ} ، فأرسل الله صديقا لي سيدا كريما من أعيان دمشق فأقرضني ثمن الدار ، وأرسل أصدقاء آخرين من المتفضلين فبنوا الدار حتى كملت وأنا – والله – لا أعرف من أمرها إلا ما يعرفه المارة عليها من الطريق ، ثم أعان الله برزق حلال لم أكن محتسبا فوفيت ديونها جميعا ، ومن شاء ذكرت له التفاصيل وسميت له الأسماء . وما وقعت والله في ضيق قط إلا فرجه الله عني ، ولا احتجت لشيء إلا جاءني ، وكلما زاد عندي شيء وأحببت أن أحفظه وضعته في هذا البنك . فهل في الدنيا عاقل يعامل بنك المخلوق الذي يعطي 5%ربحاً حراماً وربما أفلس أو احترق ، ويترك بنك الخالق الذي يعطي في كل مئة ربح قدره سبعون ألفا ؟، وهو مؤمن عليه عند رب العالمين فلا يفلس ولا يحترق ولا يأكل أموال الناس . فلا تحسبوا أن الذي تعطونه يذهب هدرا، إن الله يخلفه في الدنيا قبل الآخرة ، وأنا لا أحب أن أسوق لكم الأمثلة فإن كل واحد منكم يحفظ مما رأى أو سمع كثيرا منها ، إنما أسوق لكم مثلا واحدا : قصة الشيخ سليم المسوتي رحمه الله ، وقد كان شيخ أبي ، وكان – على فقره – لا يرد سائلا قط ، ولطالما لبس الجبة أو » الفروة » فلقي بردان يرتجف فنزعها فدفعها إليه وعاد إلى البيت بالإزار ، وطالما أخذ السفرة من أمام عياله فأعطاها للسائل ، وكان يوما في رمضان وقد وضعت المائدة انتظارا للمدفع ، فجاء سائل يقسم أنه وعياله بلا طعام ، فابتغى الشيخ غفلة من امرأته وفتح له فأعطاه الطعام كله ! ، فلما رأت ذلك امرأته ولولت عليه وصاحت وأقسمت أنها لا تقعد عنده ، وهو ساكت .. فلم تمر نصف ساعة حتى قرع الباب وجاء من يحمل الأطباق فيها ألوان الطعام والحلوى والفاكهة ، فسألوا : ما الخبر ؟، وإذا الخبر أن سعيد باشا شموين كان قد دعا بعض الكبار فاعتذروا ، فغضب وحلف ألا يأكل أحد من الطعام وأمر بحمله كله إلى دار الشيخ سليم المسوتي ، قال : أرأيت يا امرأة ؟ وقصة المرأة التي كان ولدها مسافرا ، وكانت قد قعدت يوما تأكل وليس أمامها إلا لقمة إدام وقطعة خبز ، فجاء سائل فمنعت عن فمها وأعطته وباتت جائعة ، فلما جاء الولد من سفره جعل يحدثها بما رأى ، قال : ومن أعجب ما مر بي أنه لحقني أسد في الطريق ، وكنت وحدي فهربت منه ، فوثب علي وما شعرت إلا وقد صرت في فمه ، وإذا برجل عليه ثياب بيض يظهر أمامي فيخلصني منه ويقول » لقمة بلقمة » ، ولم أفهم مراده . فسألته عن وقت هذا الحادث وإذا هو في اليوم الذي تصدقت فيه على الفقير ، نزعت اللقمة من فمها لتتصدق بها فنزع الله ولدها من فم الأسد . والصدقة تدفع البلاء ويشفي الله بها المريض ، ويمنع الله بها الأذى وهذه أشياء مجربة ، وقد وردت فيها الآثار ، والذي يؤمن بأن لهذا الكون إلها هو يتصرف فيه وبيده العطاء والمنع ، وهو الذي يشفي وهو يسلم ، يعلم أن هذا صحيح ، والملحد ما لنا معه كلام . والنساء أقرب إلى الإيمان وإلى العطف ، وإن كانت المرأة –بطبعها- أشد بخلا بالمال من الرجل ، وأنا أخاطب السيدات وأرجو ألا يذهب هذا الكلام صرخة في واد مقفر ، وأن يكون له أثره ، وأنت تنظر كل واحدة من السامعات الفاضلات ما الذي تستطيع أن تستغني عنه من ثيابها القديمة أو ثياب أولادها ، ومما ترميه ولا تحتاج إليه من فرش بيتها ، ومما يفيض عنها من الطعام والشراب ، فتفتش عن أسرة فقيرة يكون هذا لها فرحة الشهر . ولا تعطي عطاء الكبر والترفع ، فإن الابتسامة في وجه الفقير ( مع القرش تعطيه له ) خير من جنيه تدفعه له وأنت شامخ الأنف متكبر مترفع ، ولقد رأيت بنتي الصغيرة بنان – من سنين – تحمل صحنين لتعطيهما الحارس في رمضان قلت : تعالي يا بنت ، هاتي صينية وملعقة وشوكة وكأس ماء نظيف وقدميها إليه هكذا ، إنك لم تخسري شيئا ، الطعام هو الطعام ، ولكن إذا قدمت له الصحن والرغيف كسرت نفسه وأشعرته أنه كالسائل ( الشحاذ ) ، أما إذا قدمته في الصينية مع الكأس والملعقة والشوكة والمملحة ينجبر خاطره ويحسّ كأنه ضيف عزيز . ومن أبواب الصدقة ما لا ينتبه له أكثر الناس مع أنه هين ، من ذلك التساهل مع البياع الذي يدور على الأبواب يبيع الخضر أو الفاكهة أو البصل ، فتأتي المرأة تناقشه وتساومه على القرش وتظهر » شطارتها » كلها ، مع أنها قد تكون من عائلة تملك مئة ألف وهذا المسكين لا تساوي بضاعته التي يدور النهار لييعها ، لا تساوي كلها عشرة قروش ولا يربح منها إلا قرشين ! فيا أيها النساء أسألكن بالله ، تساهلن مع هؤلاء البياعين وأعطوهم ما يطلبون ، وإذا خسرت الواحدة منكن ليرة فلتحسبها صدقة ؛ إنها أفضل من الصدقة التي تعطى للشحاذ . ومن أبواب الصدقة أن تفكر معلمة المدرسة حينما تكلف البنات شراء ملابس الرياضة مثلا ، أو تصر على شراء الدفاتر الغالية والكماليات التي لا ضرورة لها من أدوات المدرسة ، أن تفكر أن من التلميذات من لا يحصل أبوها أكثر من ثمن الخبز وأجرة البيت ، وأن شراء ملابس الرياضة أو الدفاتر العريضة أو » الأطلس » أو علبة الألوان نراه نحن هينا ولكنه عنده كبير ، والمسائل – كما قلت – نسبية ، ولو كلفت المعلمة دفع ألف جنيه لنادت بالويل والثبور ، مع أن التاجر الكبير يقول : وما ألف جنيه ؟! سهلة ! سهلة عليه وصعبة عليها ، كذلك الخمس قروش أو العشر سهلة على المعلمة ولكنها صعبة على كثير من الآباء . والخلاصة يا سادة : إن من أحب أن يسخر الله له من هو أقوى منه وأغنى فليعن من هو أضعف منه وأفقر ، وليضع كل منا نفسه في موضع الآخر ، وليحب لأخيه ما يحب لنفسه ، إن النعم إنما تحفظ وتدوم وتزداد بالشكر ، وإن الشكر لا يكون باللسان وحده ، ولو أمسك الإنسان سبحة وقال ألف مرة » الحمد لله » وهو يضن بماله إن كان غنيا ، ويبخل بجاهه إن كان وجيها ، ويظلم بسلطانه إن كان ذا سلطان لا يكون حامدا لله ، وإنما يكون مرائيا أو كذابا . فاحمدوا الله على نعمه حمدا فعليا ، وأحسنوا كما تحبون أن يحسن الله إليكم ، واعلموا أن ما أدعوكم إليه اليوم هو من أسباب النصر على العدو ومن جملة الاستعداد له ؛ فهو جهاد بالمال ، والجهاد بالمال أخو الجهاد بالنفس . ورحم الله من سمع المواعظ فعمل بها ولم يجعلها تدخل من أذن لتخرج من الأخرى
6 – نقلــت:
وفاة فيليب آجي، الذي كان يرعب وكالة المخابرات،
فيليب ب. لآجي صاحب كتاب » من داخل الوكالة: يوميات وكالة المخابرات المركزية » توفي يوم الاثنين 7 جانفي 2008 في لاهافان العاصمة الكوبية عن عن 72 سنة من العمر.. إننا محزونون لوفاته..
هذا الضابط القديم في وكالة المخابرات الأمريكية الذي ساهم فطيلة 12 سنة في العمليات التي قادتها وكالة الجوسسة في عدة بلدان في أمريكا اللاتينية قدم استقالته سنة 1968 بعد قليل من مذبحة تلاتيليكو في المكسيك بسبب خلافه المتصاعد مع الأنشطة السرية التي تقوم بها الوكالة..
و بعد ذلك، في سنة 1975، اشتهر فيليب في العالم كله إثر نشره لكتابه: « من داخل الوكالة: يوميات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية »، و فيه يكشف بالتفصيل » الأنشطة الإرهابية و الاضطرابات والتمرّدات التي تقوم بها حكومة الولايات المتحدة ضد الحكومات و الشخصيات التقدمية و الثورية في أمريكا اللاتينية و في الكارايبي » حسب ما أوردته اليومية الكوبية « قرانما »..
و بعد نشره كتابه الذي يصف الكيفية التي اتبعتها وكالة المخابرات و الحكومة الأمريكية للتحرك ضد الحكومات المنتخبة ديمقراطيا في الأريقوي و الأرجنتين و الشيلي، وجد نفسه مضطرا إلى مغادرة بلاده نحو أوروبا.. و أطرد تباعا من المملكة المتحدة ثم هولندا ثم فرنسا ثم ألمانيا الغربية ثم إيطاليا، كما سحب منه جواز سفره الأمريكي، و عندها تحصل على جواز سفر من جزيرة قرينادا إلى أن غزتها الولايات المتحدة عسكريا ثم تسلم جواز سفر نيكاراقوي إلى أن سقط الساندنيون..
و قد كشف آجي عن أسماء أكثر من 250 ضابط في وكالة المخابرات المركزية من ضمنهم أهم رؤساء الٌأقسام…و أقر جورج بوش الأب سنة 1982 « قانون حماية هوية رجال المخابرات » الذي يجرم مثل هذه المنشورات، قانون لم يطبق إلا في حالتين فقط: فيليب آجي و حديثا في قضية « بالم » …
و رغم الاضطهاد التي سلط على الكاتب و على كتابه من قبل السلط الأمريكية فإن كتابه « من داخل الوكالة: يوميات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية » نشر في 27 لغة و يمثل إلى الآن مرجعا في دراسة أنماط التدخل التي تلجأ إليها الإدارات الأمريكية ليس فقط ضد الحركات الشعبية و الثورية و إنما كذلك ضد مختلف الحكومات الديمقراطية عبر العالم و خصوصا في أمريكا اللاتينية.. و بعد « ووترقايت » كان قاعدة العمل للجنة التحقيق في مجلس الشيوخ الأمريكي التي يرأسها فرانك شورش و التي خلصت إلى إصلاحات واسعة لجاز المخابرات الأمريكية و للقوانين ذات العلاقة..
و في سنة 1978 و 1979 اختص فيليب آجي في التشهير بالتدخل الأمريكي عبر العالم و خصوصا بنشر مجلة Covert Action Information Bulletin و كتابين آخرين هما: « العمل القذر: وكالة المخابرات المركزية لأمريكية في أوروبا الغربية » و الثاني هو » العمل القذر2: وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في إفريقيا ».. و منذ 1980 يقيم فيليب آجي في العاصمة الكوبية حيث أنشأ وكالة أسفار لتسهيل دخول الأمريكيين الراغبين في زيارة الجزيرة سعيا منه لخرق الحظر المفروض على كوبا من قبل الولايات المتحدة منذ خمسين سنة…..
و هذا هو الرابط لمزيد الدقة:
http://www.michelcollon.info/articles.php?dateaccess=2008-01-14%2012:02:44&log=invites
7 – دعـاء:
إلاهي إن كان قلّ زادي في المسير إليك فلقد حسن ظني بالتوكل عليك…
و إن كان جرمي قد أخافني من عقوبتك، فإن رجائي قد أشعرني بالأمن من نقمتك…
و إن كان ذنبي قد عرضني لعقابك فقد أذنبني حسن ثقتي بثوابك…
و إن أنامتني الغفلة عن الاستعداد للقائك فقد نبهتني المعرفة بكرمك و آلائك…
و إن أوحش ما بيني و بينك فرط العصيان و الطغيان فقد أنسني بشررى الغفران و الرضوان…
عبدالله الــــــزواري
(المصدر: موقع الحوار. دوتش (ألمانيا) بتاريخ 16 جانفي 2008)
رسالة من مالك مقر الحزب الديمقراطي التقدمي بالمروج إلى وزير الداخلية
إلى معالي وزير العدل. من يساعدني على تنفيذ حكم القضاء؟
في الثقافة الإنتخابية: هل يضمن نظامنا الإنتخابي مشاركة سياسية أوسع؟
شواغل المجتمع السياسي في السنة الجديدة: انتخابات 2009، الحراك الإجتماعي، التفكيك القمرقي
الاتّحاد مات… عاش الاتّحاد
روبرتاج زيارة خاصة لعائلة السجين السياسي محمد ياسين الجلاصي
قضايا تربوية الخيانة الزوجية : بين نرجسيّة الآباء وهشاشة الأبناء !
الاتجاه المعاكس بين تونس وموريتانيا ومنطق الدعوة الى الانقلابات !!!
مرسل الكسيبي (*)
جمعت حلقة الاتجاه المعاكس الأخيرة على شاشة الجزيرة القطرية المتألقة بين ضيفين عكسا عمق الانقسام الايديولوجي والسياسي بين النخب العربية الرسمية والمعارضة .
الحلقة المذكورة والتي بثت بتاريخ 15 يناير 2008 اختير لها من قبل معد البرنامج ومقدمه د.فيصل القاسم ضيفان مختلفي الميول السياسية والأهواء , وهو ماانعكس على أجواء الحوار التي غلب عليها الصراع الخفي والمباشر أحيانا بين وجهة نظر جناح قوي داخل أروقة السلطة التونسية وبين جناح غير راشد وغير محنك داخل التيار الاسلامي العربي والمغاربي .
الحوار كان في منطلقاته تفاعليا مع ماتشهده كينيا اليوم من تطورات سياسية وأمنية خطيرة وتداعيات ذلك على المناخ السياسي العربي في ظل تعثر قاطرة الاصلاح الحقوقي والسياسي .
واذا كنا لانجادل اليوم في أهمية توسيع دائرة المشاركة السياسية وضرورة تعزيز مناخات الانفتاح ورفع حالة الاحتقان الحقوقي واشاعة مناخات العدل , فاننا نرفض اطلاقا وتأكيدا المنطق الذي تحدث به الأستاذ محمد غلام نائب رئيس حزب الاصلاح والتنمية الموريتاني والذي دعى من خلاله الجيوش وقادة الأمن للاطاحة بالحكومات العربية القائمة من أجل ارساء حالة موريتانية انتقالية في المنطقة العربية …!!!
منطق من المؤسف انبثاقه من بين ظهراني زعيم حزب يحمل تسمية الاصلاح والتنمية ويدافع بشراسة وحماسة عن تجربة حركة النهضة التونسية وزعيمها الذي أطنب في مدحه واطرائه الى حد التقديس والتبرك …!
لقد جاء السيد محمد غلام مشحونا بمعلومات ووثائق حرصت على تأجيج نار الاشتباك بين السلطة التونسية وبعض معارضيها ليكون بذلك محاميا فاشلا في الدفاع عن التجربة الاسلامية المعاصرة بعد أن قدمها من حيث لايشعر في صورة العمل الفوضوي والانقلابي الذي لاهم له الا القفز على السلطة طمعا في تحقيق الديمقراطية على ظهور المدرعات والدبابات !!!
لقد نسي السيد محمد غلام بأن التجربة التونسية المعاصرة منذ أن عرفت تونس استقلالها سنة 1956 هي أفضل وبكثير من حكم التجارب العسكرية العربية التي قادت كثيرا من البلدان الى تكديس الأسلحة وخوض الحروب الوهمية والصراعات العربية العربية أو العربية الافريقية أو العربية الغربية دون مراعاة لتطلعات الشعوب وطموحاتها الى العدل والحرية والرفاهية والبناء …
الدفاع عن العمل الانقلابي ومحاولة الترويج له على أساس أنه هو المخرج والحل لمنطقتنا وشعوبنا في مواجهة حالة التعثر في موضوع التنمية السياسية ليس الا لخبطة فكرية وذهنية لم تتعظ من تاريخ التجارب الانقلابية عبر افريقيا ومصر واليمن والعراق وغيرها من التجارب العربية أو تجارب شعوب أمريكا اللاتينية .
واذا كانت بعض الانقلابات تمثل استثناء انتقاليا نحو حالة ديمقراطية مثلما هو الشأن في موريتانيا الشقيقة أو قطر أو السودان -على عهد الفريق سوار الذهب- , فان ذلك لايعني أن عواقب هذه المغامرة يمكن أن تكون طريقا سالكا نحو اصلاح أوضاعنا الداخلية وتطويرها نحو الأفضل ومن ثمة التنعم بنسائم الرخاء الديمقراطي وادخال بلداننا وشعوبنا الى نادي الدول المتحضرة أو البلدان المتقدمة.
ان بلدا مثل تونس بما ينعم به من ثروات بشرية وطاقات فكرية وسياسية ومجتمع مدني نشيط وحزب حاكم عريق التجارب السياسية لايمكن أن تقبل بوكلاء بالنيابة عن مفكريها أو قادة أحزابها الشرعية أو المحظورة من أجل أن يدافعوا عن سجنائنا أو عن الحريات وحقوق الانسان بطريقة مشوهة وخطابية تنتهج البلاغة والتفتيش عن الأرقام كسبيل لاقناعنا بسبيل الانقلاب لاستحداث اصلاحات سياسية بطريق القوة ومسلك العنف !!!
لدينا في تونس اليوم نقائص وثغرات حقوقية وسياسية لم يخفها القادة الرسميون للدولة فمابالكم بالمعارضين , غير أننا نتفق كنخب عاقلة ورصينة على أن المسلك الانقلابي بما يمثله من مخاطر حقيقية لايمكن أن يكون الطريق من أجل توسيع دائرة الحريات أو فرض مناخ ديمقراطي مثالي ومكتمل الشروط .
ليكن في علم السيد محمد غلام بأننا نحترم تجارب الاخرين ونكبر ماتوصلت اليه الحالة الموريتانية من توسيع لدائرة المشاركة والاصلاح العام , غير أننا نحتفظ لأنفسنا كتونسيين بحق التأسيس لتجربتنا وتطويرها وتنميتها عبر تثمين مواطن الخير والانجاز فيها – وهي كثيرة جدا – مع النضال من أجل تحسين التجربة على الصعيد الحقوقي والسياسي عبر الأساليب النضالية المدنية المشروعة بعيدا عن اشاعة الفوضى والتحريض على منطق الانقلاب .
ان تونس اليوم تشعر بكثير من نخبها الحاكمة والمعارضة بأهمية تطوير المنجز السياسي وطي صفحة الصراعات السياسية الحادة التي مضت عليها عقود وسنوات دون أن تحمل الخير للصالح العام , وهي حريصة كبلد مستقل وبعون الله على استعادة المبادرة مغاربيا وعربيا على كافة الصعد , لتكون بذلك منجزاتها التنموية محصنة بفضاء ديمقراطي سيتسع كلما أحست النخب بقيمة المبادرة والمشاركة والنضال السلمي المثابر على طريق ترسيخ دولة القانون والمؤسسات .
فرصتنا اليوم كتونسيين كبيرة من أجل كسر الجليد بين الحكم والمعارضة وتصفية مخلفات حقبة سياسية تحتاج منا جميعا الى التعاون والتازر كبديل عن الاصطراع والاحتراب والحرص على تأجيج نار الخلافات بما يخدم مصلحة الأجنبي …, وهو مايعني أن حق المعارضة يبقى مشروعا وضروريا وأن ترسيخ الحريات واعلاء كرامة الانسان يبقى هدفا نبيلا غير أن ذلك لن يكون حتما عبر المسلك الكيني الذي نرى أثره خرابا ودمارا على كل الشاشات والفضائيات …
(*) كاتب واعلامي تونسي : reporteur2005@yahoo.de
(المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » (أليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 17 جانفي 2008)
سـواك حـار (64)
ســواك : صـابـر التونسي
والجمعية إذ تذكر بأنه من الواجب تضافر الجهود لضمان توفر شروط المحاكمة العادلة و تدارك الإنتهاكات الخطيرة التي شهدها الطور الإبتدائي (في قضية سليمان) ، فإنها تجدد الدعوة لنقض الأحكام الصادرة بالإعدام و مراجعة الأحكام الصادرة بالسجن لمدد طويلة جدا بناء على اعترافات انتزعت تحت وطأة التعذيب. (تونس نيوز: الجمعية الدولية م م س)
** لقد سبق للسيد وزير العدل وحقوق الإنسان أن صرح بأن لا وجود لشيء اسمه تعذيب في تونس! فمن نصدق الوزير المسؤول والعليم بخبايا الأمور، أم نصدق السيدة سعيدة العكرمي وجماعتها؟! … الأمر في حاجة إلى تحقيق وتدقيق!!
سيدي الوزير: أنا الطفل المسمّى مسلم بن فوزي المرواني عمري ثلاث سنوات مولود في 10 جانفي 2005 .كنت قد تقدمت بواسطة والدي فوزي المرواني … بملف لدى مركز الأمن الوطني بالكبارية … للحصول على جواز سفر يمكّنني من السفر للتداوي بالخارج غير أني فوجئت بعدم الإستجابة لمطالبي دون مبرر وبقيت كثير التردد على مركز الأمن المذكور دون طائل أسيرا لأساليب المماطلة التي أجدها في كل زيارة. (تونس نيوز: الطفل مسلم بن فوزي المرواني)
** جناية جناها عليك أبوك (يا بني) وما جنى عليك أحد غيره فهو الذي سماك « مسلم » وهو اسم لا يواكب العصر وفيه ما فيه من « تكفير » لغيرك من الأطفال! وأنت تعلم يابني أن أولى أولويات إدارتنا هي مقاومة « التكفير »! … أو لعل المطلب قد تعسر تنفيذه إذ يتعين عليهم أن يمنحوا كل الأطفال ـ المسلمين ـ جوازات سفر! وإدارتنا « كلها نظر« !!
شرعت العديد من الدول في سياسة الإلغاء التدريجي لعقوبة السجن، بعد أن ثبت فشل المؤسسة السجنيّة في تحقيق الأهداف الردعيّة أو الإصلاحيّة. ومن بين أهم مؤشرات هذا الفشل هو ارتفاع ظاهرة العود (العودة إلى الجريمة) … لأجل ذلك قدّمت العديد من الجهات المهتمة في القضايا السجنيّة والإجرامية بدائل عمليّة للعقوبات السالبة للحريّة… (« كلمة »: سامي نصر)
** « عندهم » تهدم السجون وتحول إلى متاحف، و »عندنا » تبنى وتتسع ليحشر فيها أكبر « كم » من « العصاة »! … وللسجن أهداف أخرى غير الردع أو الإصلاح ، منها القتل والتدمير!
من المعلوم أنّ وظيفة القضاء تقتضي النظر في القضية المتعهد بها بمنظار القواعد القانونية المنطبقة على صورة الحال سواء تلك التي تتصل بالجانب الإجرائي الشكلي أو تلك المتصلة بموضوع التهمة (الجانب الأصلي)، ثم إصدار الحكم المناسب الذي يكون حسما وإنهاء للنزاع الذي تولدت عنه تلك القضيّة. (« كلمة »: عبد الرؤوف العيادي)
** هذه وظيفة القضاء قبل أن ينزل من عالم « المُثُل » أما بعد نزوله وتكيفه مع الزمان والمكان، فإن وظيفته تصبح خدمة صاحب الكرسي والتنكيل بخصومه ومن لم يعجبه، قَطع له القضاء الأرضي تذكرة ـ باتجاه واحد ـ ليقيم حيث القضاء الأمثل!!
أحد المحامين من التجوّعيّين ممّن له باع وحسن اطّلاع روّج أنّ الدائرة التي ستتعهّد بالقضيّة في طورها الاستئنافي هي تلك التي يرأسها القاضي منّوبي حميدان. بل إنّه قطع شوطا في « بعد التنبّؤ » مضيفا أنّ الطور التعقيبي ستنظر فيه دائرة القاضي « الطاهر بوغارقة« . علّق أحدهم: « البعض يتلقّى كف القضاء، والآخر يقرأ كفّه ! » (كلمة : عبد الرؤوف العيادي)
** (هذه فقرة « مسوكة » وسبق وأن قلنا السواك على السواك يفسد اللثة!)
عندما صدرت الأحكام في قضايا قيادات حركة النّهضة أواخر شهر أوت من سنة 1992 عبّر كثير من المتابعين والمراقبين عن ارتياحهم، لأنّ التّخوّف الأعظم المخيّم على السّاحة السّياسيّة حينها، هو التّخوّف من أن يحصل ما لا يمكن إصلاحه: أي صدور أحكام بالإعدام، وتنفيذ البعض منها بصورة مستعجلة، والاحتفاظ بالبقيّة للإبتزاز والضّغط والمقايضة.. (الحوار نت: عبد الحميد الجلاصي)
** العبرة بالمسميات وليست بالأسماء، و »جماعتنا » يحسنون الإلتفاف للوصول إلى أهدافهم من غير إثارة للغبار!! … وبيان قولي في عدد القبور التي حفرت بعد محاكمة 1992
على إثر الإعلان عن نتائج المناظرة التي نظمتها شركة فسفاط قفصة لانتداب أعوان و إطارات ،نظم مساكني المدينة عدد من التحركات احتجاجا على النتائج التي طعنوا في شرعيتها و اتهموا إدارة الشركة بتزويرها. وتمثلت تحركات المواطنين الاحتجاجية في مسيرات جابت شوارع و أنهج كل المعتمديات (أم العرائس، الرديف، القصر…) (معز الجماعي: الحوار نت(
** سؤالي للمتظاهرين والمحتجين هو: أليس تزوير نتائج المناظرة هو نتيجة لتزوير الإنتخابات وتحريف الدستور؟ وأن المناظرات زُوّرت والمحسوبية تفشت و »الأكتاف » تطاولت منذ يوم التزوير الأول؟
(المصدر: موقع الحوار. دوتش (ألمانيا) بتاريخ 16 جانفي 2008)
لا خيار لنا الا زين العابدين بن علي
مهاجر تونسي
السلام عليكم و رحمة الله:
يحق للرئيس التونسي ان يترشح لولاية اخرى وذلك لكل هذه الاسباب:
1- هو الذي حول تونس من نوار و بلان NOIR ET BLANC الى COULEUR. و لذلك فكل المصورين في تونس و خارجها مدينين له بحياتهم و كاميراتهم. فلقد كانت تونس خرباء و صفراء وقحلاء ان صحت العبارة فجاء زيننا فاستحالت خضراء و الحق يقال. قال من قبله فرعون انا ربكم الاعلى و زيننا قال انا زينكم الاعلى فاصبح كل شئ مزين و مزيان و زين الزين.
2- الشعب التونسي يستبعد وان حصل يستنكر ان تخول لاحد من الآخرين نفسه ان يفكر في ترشيح نفسه للسلطة ببساطة لان الشعب التونسي يعتبرها جريمة في حق القائد الذي كما سبق و ذكرنا حول تونس من مهزلة الى مفخرة لكل الشرفاء (احم احم!!عفوا)و الشعب التونسي كذلك لم و لن يقترع الا للزين لانه القانون و الديموقراطية و الانسانية اجتمعوا جميعا في واحد اي رجل واحد من غيره.
3- نريد الزين رئيسا لانه هو الذي خلصنا من الارهاب فالعالم الاسلامي كله اتخذ من البيت الحرام قبلة للصلاة و العالم الغربي المناهض للارهاب اتخذ من تونس قبلة للدروس في كيفية القضاء على الارهابيين. هؤلاء المتديننين و ان صح التعبير الملتزمين بدينهم لا حياة لهم بيننا بل حتى في المساجد التى لجؤوا اليها هروبا من بحبوحة العيش التي وفرها لنا رئيسنا المبجل. فلتكن السجون ماوى لهم حتى نستريح من محاضراتهم و خطبهم عن الصلاة و الصيام و اهمية صلاة الفجر في جماعة و دروس الفقه و السيرة.فالحمد لله و للزين فقد تفقهنا في ديننا و اصبحنا نفرق بين الصلاة الجهرية و السرية و كم ندفع يوم العيد و كم ندفع ل26-26 حتى يكتبها لنا الله صدقة. و اصبحنا نعتمر بعشرات المرات عل الله يكتبها لنا حجة الخ الخ الخ من المزايا الدينية المترتبة عن التغيير و نحن نثمن ما قامت به سلطة السابع في دذا المجال.
4- يا رئيسنا please ترشح مرات و مرات حتى ينتعش اقتصادنا و نصبح اغنى دولة في العالم. الكل في تونس ينوه بالمعجزة الاقتصادية التي ما فتئتم تقومون بها ولا تزالون تفتؤون ان صحت العبارة و كل العبارات تجوز لخدمة السابع. شباب تونس سيصوت لك كيف لا و قد فتحت لهم آلافا مؤلفة من المقاهي حتى ينوهوا بما انجزت و ما ستنجز لهم. انت خيارهم الاوحد لانك عرفت كيف تزرع فيهم حب الكورة و السنما المحتشمة التي لا تعترف الا ب »النص اللوطاني » و حققت لهم امانيهم في العزوبية المطولة او الزواج المتاخر و الطلاق المبكر. و العلاقات الجنسية المحظورة التي لم تخطر لهم على بال. انت المثل الاعلى فلتبقى حتى يبقى الفساد سيمتنا و الفحش صبغتنا و الفجور غايتنا. اما عن العمل و الارتزاق فلما نعمل و انت راعينا و المتكلف « بينا »؟ « االي خدموا ماتوا« .
5- ترشح يا رئيسنا حتى لا يقطعوا عنا البرامج الهادفة و المحتشمة فلولاك ما كانت « الزيتونة » فهي القناة الوحيدة المعتدلة التي تحارب قنوات الارهاب و التطرف ك »الناس » و « الحكمة » و حتى المغلوبة على امرها « اقرا » صارت هدامة للشباب محرضة على الفتن و الانقلاب على امن الدولة. و لولاك ما كانت منجية السوائحي المحجبة المحتشمة الملتزمة المتفقهة جدددددددددددددددددا في دينها التي لا مثيل لها في العالم الاسلامي, و لو اجتمعوا جميعا على ان ياتوا بجملة واحدة مما تقوله من حكمة بالغة و اجتهاد مبين ما استطاعوا. و هذه البرامج المتميزة التي تذاع بين الحين و الآخر هي بالفعل عصارة تفكير محكم و تخطيط جهبذي لا يقدر عليه الا حاكم عادل و امام حكيم مثلكم فلتبقوا حتى لا يحتكر منابر الدعوة شيوخ مصر و السعودية و لنحاكيهم بامثال الشيخة السوائحي و المفتى له و بوهان بسباس.
6- نريدك ان تبقى يا رئيسنا حتى و ان بلغت من الكبر عتيا. فليس هنالك ادنى شك انك مازلت في ريعان شبابك, فلا موستاش و لا شعر ابيض مثلي و انا مازلت في العشرينات. فلو كنت انا في الحكم حاشى لله لاستغنيت عنه لك, كيف لا و انت الذي لم تنبت في شعره شيبة واحدة( اللهم لا حسد) فلتهنا و نحن وراءك في الانتخابات ان شاء الله.و عجل بالانتخابات فقد نهلك قبلك و انت ما زلت على سدة الحكم. و لربما من الافضل ان تدعو الى كل الانتخابات دفعة واحدة اي الانتخابات 2009 – 2014-2019 –2024 حتى نصوت لك قبل ان نموت يعلم الجميع اننا لن نجد افضل منك في حياتنا و في مماتنا و دامت تونس حرة مستقلة
7- نريدك رئيسا حتى يبقى القضاء قمة في العدل و الاستقلالية و عدم الانتهازية و حتى تستوي العدالة و الهمجية كما يحدث الآن في ساحات القضاء اين يحكم البوليس و تطغى الهمجية. و كما يحكم البوليس في المحامين و الاساتذة الجامعيين و في الشارع و الستاد و الليسيات. نريد الامن مستتب في كل مكان ايا سيادة الرئيس لا نريد دولة بلا امن. و الا اصبحنا كالجزائر. يجب ان يكلف على كل فرد في بلادنا 50 الف شرطي بدل عشرة حتى يستتب الامن و لا خيار لنا في دولة القانون الا الامن. الامن سيادة الريس سيضمن لي انني لن اصوت لغيرك(ومن غيرك؟) في ذلك اليوم المشهود الذي سيستحي فيه ال »1% » من الوقوف بندية امام ال »99% » فيندم لانه لا ضمان للديموووقراطية في تونس الا ب »100% » و هذا ما يجب ان ترنو اليه رئبسنا حتى و ان كلفك ذلك 60 سنة اخرى من عمرك وما ذلك عليك بعزيز. و في الختام ارجو ان « تلقالي خدمة » يا سيادة الريس بعد هذا التمجيد و الدعاية المشروعة لحقك الشرعي و الالاهي ان اردت في الاستحواذ و الانفراد بقلوب التونسيين و عقولهم وجيوبهم و اجسادهم و اصواتهم في الانتخابات ووو…… عدا ارواحهم فارواحهم تالله مسائلتك يوم القيامة و آخرهم و ليست بآخر روح الشهيد احمد البوعزيزي رحمه الله.
و السلام عليكم و رحمة الله
(المصدر: موقع الحوار.دوتش (ألمانيا) بتاريخ 16 جانفي 2008)
فـي الصميـم وضـع النقـاط علـى الحـروف ذكرى 18 جانفي 1952 عيد الثورة وانطلاق شرارة الكفاح المسلح في تونس
عدم سماع الدعوى
كيسنجر حينما يكذب
لقد قال ذات مرة، هنري كيسنجر، المتعجرف: يستطيع القويّ أن يكذب دون أن يكذّبه أحد ، معلنا أنّ القوّة هي الحقيقة الوحيدة. لهذا يكون الإرهاب ما اصطلحت السلطة الأمريكية علي أنّه إرهاب، تاركة المستضعفين يرثون ضعفا مضافا إلي ضعفهم، واستجداء متواترا لن يقيم قرابة أبدا بين الضعف والحقيقة، ولهذا يعاني العالم العربي سياسة أمريكية هي مزيج من غطرسة القوّة والنزعة الصليبية القديمة وروح اكتشافية مؤمنة تساوي ضمنا بين الفلسطينيين، والهنود الحمر الراقدين في مقابر لا عدد لها.. لذا، لم يكن المفكر الراحل إدوارد سعيد مخطئا، حين فسّر الهوي الأمريكي لإسرائيل بذاكرة جماعية أمريكية قديمة تري في الصهيوني في فلسطين إمتدادا لـ رواد الغرب الأمريكي القديم..
ومن هنا، قد لا أضيف جديدا إذا قلت انّ النّاس ليسوا من حجر، ولا هم أغبياء،إنّهم يرون استقلالهم مصادرا، وثرواتهم وأرضهم وحياة أبنائهم مستلبة، وأصابع الإتهام التي يرفعونها تتوجّه إلي الشمال:إلي المواطن الكبري للنهب والإمتياز. ولا مناص للترهيب من أن يستولد الترهيب. ولكن…كم صبر المقهورون !
إنّ أصوات غضبهم تُسمَع اليوم، والعذابات اليومية التي كانت تجري في أماكن قصيّة ذبيحة وصلت أخيرا إلي ـ ديار الطغاة.
محمد المحسن ـ تونس
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 17 جانفي 2008)
تعريف بالشيخ سيدي محمد منور المدني، شيخ الطريقة المدنية بتونس
1.حـياتـه:
السيّد مـحمّد الـمنوّر بن مـحمّد الـمدنـي بن خليفة خلف الله شيخ الطريقة المـدنيّة الحالي. وهو من مواليد يوم 28 ماي سنة 1937 بقصيبة المديونـي في ولاية الـمنستير بالـجمهوريّة التونسيّة.
كان قد حفظ القرآن الكريـم بالزّاوية المدنيّة على يد المؤدبِ السيد حامد الشّباب وعلى يد السيد علي البغدادي الجزائريّ وبعد ذلك درس بالفرع الزيتونـي بالـمنستير من 1953 إلى 1957 حيث تحصّل على شهادة « الأهليّة ». وإثر ذلك توجّه إلى دراسة علوم اللّغة العربيّة و الشرعيّة على يد والده الشيخ محمد المدني من سنة 1957 إلى 1959. و قد تزوّج سنة 1957 وأنـجب بنتين و ثمانية ذكور.
استهلّ حياته العملية بالاشتغال في الإرشاد الاجتماعي وتعليم الكهول منذ سنة 1963 إلى 1994. وهو حاليا متقاعد. كما شغل منصب « الإمام الخطيب » بجامع سيدي عبد الله المديوني في قصيبة المديوني من سنة 1960 إلى 1990. كما عمل منتجاً للبرامج الدينية بإذاعة المنستير الجهوية منذ سنة 1978 إلى اليوم. ولـمجازاته عن نشاطه العملي و العلمي تـحصّل على ثلاثة أوسمة شغل من وزارة الشؤون الاجتماعية وعلى وسام الشرف من وزارة الداخلية التونسية ومن العديد من الشهادات التقديريّة من الـمنظّمات والجمعيّات السياسية والثقافيّة. ولم ينفكّ طيلة حياته من إلقاء دروس ومحاضرات رمضانية في ولايات الوسط وكذلك فـي الجمعيّات والسجون والإصلاحيّات. ولذلك فهو يُعدُّ مرجعا دينيّا واجتماعيّا في المنطقة بأسرها.
و قد زار بيت الله الحرام مرّتين سنة 1955 وسنة 2001 واعتمر ثلاث مرات.
أما حياته الروحية فتميّزت بنشاط دؤوب منذ 1959 حيث لم يتوقّف عن استقطاب المريدين وتنظيم الدروس والاجتماعات في الزاوية المدنية في قصيبة المديوني و قد أدّى خدمةً جليلةً بالمحافظة على الرصيد المكتوب للشيخ محمد الـمدني والدِه فمنذ 1979 لم ينقطع عن نشره وتحقيقه. ويشرف بشكل رائع على الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف منذ 1969 حيث يلقي خطبة المولد.
2 . تعاليمه وآراؤه: ,,,,,(قريبا إن شاء الله).
(المصدر: الموقع الرسمي للطريقة المدنية العلاوية، تصفح يوم 16 جانفي 2008)
الرابط:http://madaniyya.com/article3,3
« أفريكوم » القيادة العسكرية الأمريكية في افريقيا:
حضور محسوم وغموض في الأهداف
تغطية: آسيا العتروس
تونس ـ الصباح : «لن تكون لنا قوات عسكرية دائمة في افريقيا ولن نخرق سيادة الدول ولن نتدخل الا اذا تمت دعوتنا» واذا كان حجم المساعدات الامريكية لافريقيا بلغ في 2007 تسعة مليار دولا فان 250 مليون فقط خصصت لمجال التعاون العسكري…
هذه خلاصة تصريحات السفيرة ماري كارلين ياتيس نائب قائد النشاطات المدنية العسكرية بوزراة الدفاع الامريكية خلال الفيديو كونفيرنس التي انتظمت امس بمقر السفارة الامريكية بمشاركة عدد من الصحافيين المحليين في محاولة لتحديد مهمة واهداف قيادة «افريكوم» وهي اختصار لعبارة africa command وهي تصريحات حاولت السفيرة الامريكية من البداية ان ترد من خلالها على المخاوف والانتقادات الموجهة لمثل هذا الحضور العسكري الذي بدات معالمه تتضح اكثر فاكثر بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر والحملة المعلنة على الارهاب لتشير من خلال تلك الارقام ان العمل الانساني والبرامج التقليدية في افريقيا تبقى الهدف من «افريكوم». وقد اوضحت السفيرة في مقدمتها بان الفيديو الكونفيرنس التي انتظمت امس انطلاقا من العاصمة الفرنسية باريس هي العاشرة في سلسلة ندوات مباشرة عبر الفيديو مع الاعلاميين في مختلف الدول الافريقية من المغرب الى اوغندا وغيرها في محاولة للتوضيح والرد على كل المواقف الرافضة لـ«افريكوم» وشددت السفيرة الامريكية على ان الامر لا يتعلق بمشروع او برنامج جديد بل بعملية روتينية واعادة تنظيم العمل في الادارة الامريكية وتوحيد القيادة العسكرية الامريكية في افريقيا مضيفة ان ما يروج بشان عسكرة السياسة الخارجية الامريكية امر سيتكرر في مثل هذه السنة الانتخابية. وكشفت بان الاعلان عن انشاء قيادة عسكرية جديدة للقارة الافريقية الذي تم في نوفمبر سيكتمل بحلول اكتوبر 2008 وان هذه القيادة ستدار انطلاقا من القاعدة العسكرية الامريكية في مدينة شتوتغارت الالمانية حتى اشعار اخر وهو ما لا ينفي امكانية انتقالها الى بلد افريقي حيث اوضحت السفيرة الامريكية ان اتصالات تجري مع اثني عشر بلدا افريقيا بشان مقر هذه القيادة الجديدة معتبرة ان الكشف عن هذه الدول من مشمولات الدول المعنية. وفي معرض ردودها على الصحافيين قالت السفيرة الامريكية ان مسؤولية القارة الافريقية كانت موزعة على ثلاث قيادات حيث كانت القيادة الوسطى تشرف على كل من مصر والسودان وايريتريا واثيوبيا وجيبوتي والصومال وكينيا في حين تشرف القيادة الاوروبية على بقية الدول الافريقية وتتولى قيادة المحيط الهندي الاشراف على مدغشقر وجزر سيشال والمنطقة الافريقية المطلة على المحيط الهندي.
وستشرف «افريكوم» على القارة الافريقية باستثناء مصر، الى ذلك شددت المسؤولة الامريكية على ان مهمة «افريكوم» ستركز على التعاون الامني بين بلادها والدول الافريقية والقيام بتدريبات مشتركة وفرض بيئة مستقرة في القارة و الاستمرار في مهام تقديم المساعدات الانسانية والاغاثة الطبية والغذائية للمناطق التي تعاني من النزاعات فضلا عن المساعدة في تنمية القدرات العسكرية للدول الافريقية من خلال التدريب والتاهيل والعمل مع المنظمات غيرالحكومية ومنظمة الاتحاد الافريقي. ولئن لم تنكر المسؤولة الامريكية اهمية النفط في المصالح الامريكية فانها شددت على ان الدول المنتجة للنفط تتلقى مقابلا لذلك وان عائداتها تصرف لفائدة شعوبها واعتبرت ان بلادها ليست في حالة تنافس مع العملاق الصيني الذي يجتاح افريقيا وان التعاون مع الصين في القارة السمراء ليس بالامر المرفوض عندما تكون الاهداف واحدة…
القضايا المرتبطة بظاهرة الارهاب كما بتجارة البشر والمخدرات والجريمة المنظمة والمصالح النفطية عناوين تضاف الى العناوين المرتبطة بالتعاون بين القارة السمراء وامريكا والامن والاستقرار التي حاولت السفيرة الامريكية اعتمادها لتوضيح مهمة «افريكوم» الجديدة التي لا تزال غير واضحة في كثير من الاذهان والتي تاتي لتؤكد الاهتمام المتفاقم بالقارة الافريقية التي طالما ظلت مرتبطة بالمستعمر الاوروبي السابق الذي كان ولا يزال المستفيد الاكبر من ثرواتها البشرية والطبيعية قبل ان تكتشف الصين الاهمية الاستراتيجية لافريقيا وتقرر امريكا تعزيز موقعها في هذا القارة التي تجاهلتها طويلا والتي ارتبطت في احيان كثيرة بالتجربة الفاشلة في الصومال والانسحاب الامريكي المهين للقوات الامريكية هناك.
«افريكوم» فكرة تعود الى التسعينات وقد اقرها وزير الدفاع الاسبق رونالد رامسفيلد قبل استقالته فافريقيا التي تمثل 35 بالمائة من مساحة العالم وتحتضن ربع سكانه ومن المرتقب توفر 25 في المائة من احتياجات امريكا للنفط في 2015 تزداد اهمية بالنسبة للمسؤولين الامريكيين…
وحتى الان فقد بلغت تكاليف «افريكوم» خمسين مليون دولار وقد حددت ميزانيتها للسنة القادمة بـ75 مليون دولار وقد نفت المسؤولة الامريكية رغبة بلادها في بناء قاعدة عسكرية في افريقيا على غرار ما يوجد في اوروبا واسيا او الخليج وتوجد القاعدة الامريكية الوحيدة في القارة الافريقية في جيبوتي او مخيم لوموني فيما توجد بعثات عسكرية متعددة، اما عن احتمالات تدخل «افريكوم» في دارفور او في الازمة الكينية او غيرها من الازمات في افريقيا فهو ما لم يتسن للمسؤولة توضيحه في اطار مهمة «افريكوم».. يذكر انه تم قبل ايام تعيين الجنرال ويليام وورد ذو الجذور الافريقية لقيادة «افريكوم»…
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 17 جانفي 2008)
مستشار يبلغ أوروبا بأنها انتهكت الحقوق بضم سعودي لقائمة إرهاب
لوكسمبورج (رويترز) – قال مستشار للاتحاد الاوروبي يوم الاربعاء في انتكاسة قانونية جديدة لنظام العقوبات الاوروبي ان الاتحاد الاوروبي انتهك حقوق رجل اعمال سعودي باتباع أمر من الامم المتحدة بوضعه في قائمة سوداء خاصة بالاهاب.
وقدم المحامي العام للاتحاد الاوروبي ميجيل بواريش مادورو توصية الى الاتحاد بالغاء لائحة تقضي بتجميد اموال ياسين القاضي (52 عاما) الذي اضيف اسمه الى قائمة الامم المتحدة للافراد المشتبه في انهم قدموا دعما مباشرا لاسامة بن لادن بعد هجمات 11 سبتمر ايلول عام 2001.
وأشار مادورو الى ان الامم المتحدة تفتقر الى الية لمراجعة قائمتها السوداء وقال ان الاتحاد الاوروبي كان يجب ان يبحث بنفسه حالة القاضي قبل ان يضيفه الى قائمته.
وجاء في بيان لمحكمة العدل التابعة للاتحاد الاوروبي تناول تفاصيل اسباب توصية مادورو « لا يمكن للاتحاد الاوروبي الاستغناء عن المراجعة القضائية السليمة عند تنفيذ اجراءات مجلس الامن (التابع للامم المتحدة). »
وقال البيان « المحامي العام بواريش مادورو يخلص الى ان هذه اللائحة المعنية تنتهك حق السيد القاضي في ممتلكاته وحقه في ان يستمع اليه وحقه في مراجعة قضائية فعالة. »
وتوصية المحامي العام غير ملزمة. واقترح مادورو ان تصدر محكمة العدل الاوروبية الان حكما مباشرا بشأن ما ان كانت الحقوق الاساسية للقاضي قد انتهكت.
وقال القاضي ان النتائج التي توصل اليها مادورو تخلي ساحته.
وقال في بيان صدر من خلال محاميه « في كل أنشطتي الشخصية والعملية والخيرية لم أدعم قط ولم أنو قط أن أدعم بأي شكل من الاشكال أسامة بن لادن او القاعدة. »
وأفاد محامو القاضي بأنه برئ الشهر الماضي من اي صلة بهجمات 11 سبتمبر ايلول من جانب محكمة سويسرية قضت بأنه لم يكن يعرف وما كان له ان يعرف ان المدفوعات التي قدمها لتمويل جامعة في اليمن عام 1998 قد تستغل في تمويل الهجمات.
وقال المحامون ان السلطات السويسرية رفعت كذلك امرا بتجميد حساباته برغم أنها ستظل مجمدة بموجب اجراءات الامم المتحدة.
وقال القاضي في البيان « في كل الاحوال التي اتيحت لي فيها فرصة عادلة للدفاع عن نفسي تمكنت من توضيح ان الادعاءات ضدي غير صحيحة. »
والتوصية التي قدمها خبير قانوني بارز هي ثاني طعن مباشر في نظام عقوبات الارهاب التي يطبقها الاتحاد الاوروبي في 13 شهرا.
وكانت محكمة اول درجة الاوروبية قد ابطلت في ديسمبر كانون الاول عام 2006 اجراءات الاتحاد الاوروبي الخاصة باضافة منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة الى قائمة سوداء اخرى وقضت بأن المنظمة لم تحصل على فرصة عادلة للدفاع عن نفسها ولم تقدم لها اسباب كافية لهذه الخطوة.
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 16 جانفي 2008)
البرلمان المصري يهدد بمقاطعة البرلمان الأوروبي بسبب انتقاده حالة حقوق الإنسان
القاهرة ـ رويترز: هدد رئيس مجلس الشعب المصري (البرلمان) امس بمقاطعة البرلمان الاوروبي اذا أصدر قرارا ينتقد حالة حقوق الانسان في مصر. ونسبت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية الي أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب المصري قوله ان البرلمان الاوروبي سيصوت اليوم الخميس علي القرار. ووصف ذلك بأنه تدخل سافر في الشؤون الداخلية لمصر.
وقالت الوكالة أعلن سرور باسم مجلس الشعب رفضه للغة الاستعلاء التي وردت في هذا المشروع الذي استخدم لغة غير معروفة في لغة البرلمانات .
وأضافت وهدد سرور بأن مجلس الشعب سوف يدرس قطع علاقته بالبرلمان الاوروبي وبالمجلس الاورومتوسطي وسائر اجتماعاتهما طالما ان البرلمان الاوروبي استخدم لغة الاوامر والاستعلاء رافضا لغة الحوار .
وأشارت الوكالة الي أن مشروع القرار يندد بعدم احترام مصر لحقوق الانسان. وتقول جماعات حقوق الانسان ان السلطات المصرية تنتهك حقوق الانسان بصورة منهجية ولا سيما من خلال الاحتجاز لفترات طويلة من دون تهم وانتهاك حقوق الناس في المعتقل.
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 17 جانفي 2008)
الأحزاب الإسلامية في الجزائر النقد الذاتي قبل التحالف
تسعديت محمد-الجزائر
في سابقة هي الأولى من نوعها، عقدت ثلاثة أحزاب إسلامية منذ حوالي أسبوعين اجتماعا لمراجعة وتقويم مسارها السياسي.
واختلفت التفسيرات والقراءات بشأن مرامي هذا الاجتماع الذي دعت إليه حركة مجتمع السلم (حمس) بعد نحو شهر من الانتخابات المحلية التي جرت في 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتي رأى بعض المراقبين أن آمال الإسلاميين فيها قد خابت.
قراءة المسيرة
وبينما وصفت وسائل الإعلام الاجتماع -الذي عقدته حمس وحركة النهضة وما يعرف بالجناح التقويمي لحركة الإصلاح الوطني- بأنه نواة لتشكيل تحالف بين الإسلاميين، أكد قياديون في الأحزاب المشاركة في الاجتماع أنه يهدف إلى « رصد المشاكل التي تعصف بالحركة الإسلامية في الجزائر ».
وأكد عبد الرزاق مقري نائب رئيس حركة مجتمع السلم أن الحركة حققت في الانتخابات المحلية نتائج مرضية، حيث ضاعفت رصيدها وانتقلت من تسيير 32 بلدية إلى مائة.
وقال مقري للجزيرة نت إن التيار الإسلامي تراجع على العموم، مما جعل الحركة تطرح الإشكالية على الحزبين الإسلاميين الآخرين. واعتبر الندوة « نقدا ذاتيا لوضعية الأحزاب الإسلامية وقراءة متأنية لمسيرتها ».
ونصح الأحزاب الإسلامية بالمراجعة الذاتية وتحسين أدائها و »الابتعاد عن الانشقاقات والخلافات الداخلية وتطوير الخطاب الإسلامي بما يتناسب مع المعطيات الجديدة ».
ويؤكد مقري أن « الظروف الحالية لا تسمح بتكوين تحالف دون أن تقوم الأحزاب بتنظيم بيتها الداخلي وتسود الديمقراطية » مشيرا إلى أن الاجتماع خلص إلى أن تراجع التيار الإسلامي يعود إلى « غياب الديمقراطية وتيئيس المواطن من التغيير مما أدى إلى تراجع نسب المشاركة في الانتخابات ».
التحالف البعيد
وإذا كان القيادي في حركة النهضة وممثلها في الإجتماع العلاوي بلمخي يتفق مع مقري على أن حديث الصحافة عن تحالف بين الإسلاميين الجزائريين « أمر سابق لأوانه » وما تزال تقف دونه عدة عراقيل، فإنه يختلف معه في تقويم وضع التيار الإسلامي ويرى أنه « لم يتراجع لأن جذوره ضاربة في المجتمع ».
ووصف بلمخي في حديث للجزيرة نت ما يقال إنه تراجع للتيار الإسلامي بأنه « حالة ظرفية سببها منهج تعامل الإدارة مع الإسلاميين والقوائم الانتخابية وحرمان البعض من الترشيح بذرائع أمنية » مضيفا أن « الأعمال الإرهابية التي عصفت بالجزائر أبعدت رجل الشارع عن الحركات الإسلامية ».
ومن جهته قال النائب عن « الجناح التقويمي لحركة الإصلاح الوطني » جمال بن عبد السلام إن الانتخابات الأخيرة لا يمكنها أن تكون مقياسا لتقييم التيار الإسلامي.
وتساءل عما إذا كان بمقدور أي تيار تعرض للتضييق والإبعاد وتجفيف المنابع ومصادر قوته أن يبقى نشطا كما حدث للتيار الإسلامي.
وأكد بن عبد السلام أن التيار الإسلامي « الوحيد الذي بإمكانه أن يصنع الحدث وأن يوجد التوازن في الساحة السياسية ».
وحسب المتحدث نفسه فإن انشقاق الأحزاب والخلافات الداخلية في حركة الإصلاح الوطني وسابقا في حركة النهضة من بين أسباب عزوف الناس عن التصويت.
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 16 جانفي 2008)
أردوغـان يسعى لرفع الحظر عن الحجاب قريبا
كشف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن سعي حكومته لرفع سريع للحظر المفروض على الحجاب في الجامعات والمؤسسات الحكومية دون انتظار تعديل دستوري مرتقب يلغيه، وذلك في تحرك يتوقع أن يفتح مواجهة جديدة مع القوى العلمانية في البلاد.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن أردوغان -الذي ترتدي زوجته الحجاب- قوله لدى عودته من إسبانيا الليلة الماضية « لا حاجة لانتظار الدستور الجديد لحل هذه المشكلة، بسيط للغاية سنجلس معا ونحلها بجملة واحدة ».
وأثناء زيارته العاصمة الإسبانية مدريد قارن أردوغان بين المسلمات في الدول الغربية التي تقطنها غالبية مسيحية، حيث لهن الحق في دخول الجامعة بالحجاب، في حين هن ممنوعات من ذلك في تركيا التي تقطنها غالبية مسلمة.
ويرى أردوغان أن مسألة الحجاب تدخل في إطار حرية التعبير، لكن حزب الشعب الجمهوري المعارض وعلمانيين آخرين والمؤسسة العسكرية يرون في الحجاب تهديدا للفصل بين الدين والدولة في تركيا.
لكن حزب الحركة القومية اليميني -وهو واحد من الحزبين المعارضين الرئيسيين– أعرب عن موافقته على تخفيف الحظر على الحجاب، وفي هذا السياق قال أردوغان « حزب الحركة القومية اليميني أبدى موافقته وإذا كان حزب الشعب الجمهوري لا يوافق فليكن، سنستمر مع المستعدين للتغيير ».
وكان حزب العدالة والتنمية الحاكم –ذو الجذور الإسلامية بزعامة أردوغان- لمح من قبل إلى أنه سيخفف الحظر المشدد على ارتداء الحجاب في الجامعات التركية بواسطة مادة في الدستور الجديد.
لكن الموافقة على دستور تركيا الجديد قد تستغرق عاما على الأقل، فيما يتعرض حزب العدالة والتنمية لضغوط من قاعدته الشعبية للتحرك سريعا.
تجدر الإشارة إلى أن حزب العدالة والتنمية دخل في أزمة مع القوى العلمانية والجيش على خلفية ترشح عبد الله غل لرئاسة البلاد العام الماضي ودخول زوجته المحجبة القصر الرئاسي، دفعته في نهاية المطاف للدعوة إلى انتخابات برلمانية مبكرة فاز فيها وتم على إثرها انتخاب غل رئيسا.
ومن المنتظر أن ينشر حزب العدالة والتنمية الحاكم مسودة الدستور الجديد للبلاد في المستقبل القريب قبل مناقشته في البرلمان ثم طرحه لاستفتاء عام.
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 16 جانفي 2008 نقلا عن وكالات الأنباء)
تراجع أوهام السيطرة الأمريكية الشاملة
د. بشير موسي نافع (*)
سجل لماركس قوله ان التاريخ يعيد نفسه بالفعل، فإن كان الحدث يتجلي مأساوياً في المرة الأولي، فإنه يأتي هزلياً في المرة الثانية. وربما لا تصدق هذه الرؤية الاستطلاعية للتاريخ كما تصدق علي السياسة الأمريكية في المشرق العربي خلال السنوات القليلة الماضية.
الصحيح، بالطبع، أن إدارة الرئيس بوش الابن لم تظهر اهتماماً خاصاً بالمنطقة العربية في الشهور الأولي من ولايتها الأولي. ليس ثمة شك في أن مجموعة المحافظين الجدد (الصغيرة، ولكن النافذة) كانت تعمل منذ ما قبل ارتباطها بإدارة بوش علي توظيف القوة الأمريكية لإخضاع عدد من الدول العربية وإضعافها. ولكن المحافظين الجدد مثلوا مركز قوة واحد، أو وجهة نظر واحدة، داخل الإدارة، ولم تكن لديهم خلال شهورها الأولي القدرة أو المسوغ علي دفع السياسة الخارجية الأمريكية باتجاه قناعاتهم. ما صنع التحول في السياسة الخارجية الأمريكية كان اجتماع عاملين رئيسيين: الأول، هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001، التي وقعت بعد أقل من تسعة شهور علي تولي إدارة بوش الحكم؛ والثاني، العقيدة السياسية لعدد من أركان الإدارة، محافظين جدد وغير جدد، مثل نائب الرئيس تشيني ووزير الدفاع رامسفيلد. فقد آمن هذانالمحاربان القديمان من محاربي الحرب الباردة أن الولايات المتحدة لم تستثمر انتصارها علي الاتحاد السوفييتي كما ينبغي، وأن إدارة الرئيس كلينتون قد أضاعت عقداً كاملاً من الفرصة التاريخية التي وفرها انتصار الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، علي الكتلة الشيوعية. وقد أصبح هدف رامسفيلد وتشيني، منذ اللحظة الأولي لتشكيل إدارة الرئيس بوش الابن، تحقيق السيطرة الأمريكية الشاملة علي الشأن العالمي، والسيطرة بكل الوسائل الممكنة وبغض النظر عن موقف ومصالح وحساسيات الأصدقاء في أنحاء العالم والحلفاء الاستراتيجيين في الغرب الأوروبي. هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) عززت من دور الأداة العسكرية السافرة لتحقيق هدف السيطرة الشاملة، وأقامت تحالفاً وثيقاً بين المحافظين الجدد وعدد من أبرز قادة إدارة بوش من مخضرمي الحرب الباردة.
الحرب علي أفغانستان وإسقاط نظام طالبان ومطاردة القاعدة كانت مجرد ردود فعل ضرورية أملتها الهجمات علي نيويورك وواشنطن. وربما نظر إليها البعض في إدارة بوش، علي أية حال، باعتبارها خطوة مساعدة، وإن كانت غير مخططة مسبقاً، لبسط النفوذ المباشر في مناطق لم يكن لواشنطن من نفوذ فيها. ففي لحظة التعاطف العالمي واسع النطاق مع الولايات المتحدة، والخشية من الغضب الامريكي، وجد عدد من دول آسيا الوسطي أن من المصلحة الارتباط بالتحالف ضد الإرهاب، لاسيما أن هذه الدول كانت تري في نظام طالبان مصدر تهديد لأمنها، وأن موقع الحليف الروسي السابق ودوره العالمي قد تراجعا إلي حد كبير. في سياق الحلقات المبكرة من الحرب علي الإرهاب، أقامت واشنطن للمرة الأولي قواعد عسكرية لها، أو حصلت علي تسهيلات لوجستية هامة، في الجوار الآسيوي لروسيا وعلي مشارف الصين الشرقية. ولكن البداية الحقيقية لمشروع السيطرة لم تكن أفغانستان، بل العراق. في غزو العراق، ظهرت استراتيجية السيطرة الشاملة كما لم تظهر من قبل. كان غزو العراق، أولاً، عملاً غير مبرر ولا مسوغ، ولم يحظ بأدني درجة من الغطاء الشرعي الدولي؛ وقد نفذ في مواجهة معارضة عالمية واسعة النطاق، حتي من شعوب ودول جمعها تحالف وثيق بالولايات المتحدة؛ وكما في أفغانستان، سرعان ما انتهي مشروع الاحتلال وإعادة بناء العراق علي الصورة الأمريكية إلي مأساة لا حدود لها وإلي فشل ذريع.
تقويض الحكم القائم في كابول وبغداد، بكل سيئاته، كان بداية السياسة الكارثية؛ ولكن الأسوأ كان العبث الأهوج في البنية العرقية والطائفية للبلدين. سياسة الانتقام من البشتون في أفغانستان والانتقام من السنة العرب في العراق دفعت البلدين إلي حافة الهاوية، وتركتهما هناك. خلال السنة الأخيرة، أدركت قيادة الاحتلال استحالة المحافظة علي سياسة الانتقام الطائفي والعرقي وادعاء النجاح في وقت واحد؛ وفي محاولة لتدارك الجحيم من الانتشار في الجوار العربي والإسلامي كله، أجريت تعديلات جزئية علي النهج السابق للاحتلال، مرة باسم قوات الصحوة ، ومرة باسم المصالحة الداخلية ، وأخري باسم استيعاب العناصر المعتدلة . ولكن الخرق كان قد اتسع علي الراتق، كما يقول العرب. ولذا، وبالرغم من ادعاءات النجاح المتصاعدة في أفغانستان والعراق، فمن السذاجة توقع خروج البلدين من الوضع المأساوي الذي دفعتا إليه.الزيادات المتلاحقة في تعداد قوات الاحتلال في أفغانستان (بعد ست سنوات من إسقاط طالبان) وفي العراق (بعد أربع سنوات من إعلان النصر)، وتسليح عشرات الألوف من المجموعات المحلية خارج نطاق الدولة القائمة، لا يمكن أن يكون مؤشر نجاح. ولكن ما هو أكبر دلالة علي الإخفاق أنه حتي تلك العناصر والقوي المتحالفة مع الاحتلال، أركان الدولة الجديدة في أفغانستان والعراق، لا يمكن الادعاء بأن ولاءها الحقيقي يصب في اتجاه واشنطن.
منذ المأساة التي صنعتها سياسة التغيير بقوة الاحتلال وفرض السيطرة الشاملة بطوابير المدرعات والطائرات القاذفة، انقلبت السياسة الأمريكية في المجال العربي ـ الإسلامي إلي ملهاة. لم يأت الانقلاب في السياسة الأمريكية وليد قناعات جديدة لدي أركان الإدارة، المسؤولينعن التاريخ في صورته المأساوية، بل نتاج المواجهة الصريحة بين الطبقة السياسية الأمريكية، ممثلة في تقرير بيكر ـ هاملتون، وإدارة الرئيس بوش. رأت الطبقة السياسية الأمريكية أن السياسات المؤدلجة لإدارة بوش والوسائل التي وظفتها جاءت بنتائج مخالفة تماماً لأهداف السيطرة الشاملة التي تبنتها الإدارة، وأن تصحيحاً في السياسات والوسائل معاً بات ضرورياً للحفاظ علي موقع الولايات المتحدة ودورها. وسرعان ما بدأت إدارة بوش في التطبع بتوصيات بيكر ـ هاملتون.
كانت سورية الهدف الرئيسي التالي بعد احتلال العراق؛ ولأن التغيير الكلي للحكم السوري لم يكن مستحباً، فقد عملت الإدارة الأمريكية علي تغيير سياسات دمشق. ولكن دمشق لم تستجب للضغوط الأمريكية؛ ولذا، ومنذ اغتيال الرئيس الحريري علي الأقل، أخبرت واشنطن حلفاءها في المنطقة أن الهدف بات إسقاط النظام السوري. والمدهش، أن عدداً لا يستهان به من القوي السياسية السورية وغير السورية، إضافة إلي عدد من الأنظمة العربية بالطبع، بني سياسته تجاه دمشق علي أساس الانتظار الذي لن يطول لسقوط الحكم السوري، كما سقط الحكم العراقي من قبل. سياسيون لبنانيون كانوا يأتمرون لسنوات طوال بأمر ضباط سوريين من الصف الثاني أخذوا يتطاولون علي أعلي موقع في سورية؛ عبد الحليم خدام، رجل النظام السوري العتيق، سارع إلي القفز من السفينة؛ وأغلقت القاهرة والرياض أبوابهما أمام المسؤولين السوريين.
لم تسر الأمور بالسرعة التي أرادتها واشنطن، ولا حتي سياسة البتر الجراحي أثبتت جدواها. الحرب الإسرائيلية الهوجاء علي لبنان، التي لم تجد حتي من يشجبها بين الدول العربية والأوروبية الرئيسية، انتهت بهزيمة إسرائيلية فادحة. وحتي الضغوط الأمريكية الهائلة في مجلس الأمن، التي حاولت إنقاذ الكبرياء والمصالح الإسرائيلية بإصدار قرار دولي موات لمتطلبات أمن الدولة العبرية، لم تستطع منع إعادة بناء القدرات التسليحية لحزب الله، أو عزله عن حاضنته الشعبية في الجنوب اللبناني. أما التصاعد الهائل في الاستفزاز المسلح الذي تعهدته الأجهزة الفلسطينية الأمنية في غزة ضد حكومة حماس، والذي استهدف بلا مواربة إسقاط الحكومة والتخلص من الاستحقاق الذي فرضته نتائج الانتخابات الفلسطينية التشريعية، فقد انتهي بهزيمة بالغة للأجهزة الأمنية التي رعتها واشنطن لسنوات طوال، وبسيطرة حماس علي قطاع غزة. وحتي بعد شهور طوال من الضغوط والحصار والقصف الإسرائيلي المتواصل، لا يزال أهالي غزة واقفين علي أقدامهم. ولن يكون من المستغرب أن يشهد الوضع الفلسطيني انقلاباً آخر في السياسة الأمريكية، من عزل حماس وهزيمتها إلي تشجيع محمود عباس علي الحوار معها، علي الأقل من أجل قطع الطريق علي النفوذ الإيراني المتزايد بين الفلسطينيين.
لا النظام السوري انهار، ولا نجحت سياسة إضعاف وعزل القوي الفلسطينية واللبنانية المقاومة، ولا استطاعت السياسة الأمريكية فرض تصورها لمستقبل لبنان ورئاسته. وعلي الجبهة الإيرانية، التي احتلت رأس الأولويات الأمريكية خلال العامين الماضيين، ما تزال واشنطن تراوح بين الحرب والإحجام، فيما حلفاء واشنطن في المنطقة حائرون بين الخوف من الحرب وعواقبها والخوف من القوة الإيرانية المتصاعدة وتجلياتها. فإن كان هذا هو سجل الإدارة الأمريكية، فكيف يمكن تصور تحقق تنبؤات الرئيس بوش بالتوصل إلي اتفاق سلام فلسطيني ـ إسرائيلي قبل نهايةالعام الحالي؟ الحقيقة، أن رفض الانصياع للإرادة الأمريكية لم يعد مقصوراً علي نظامي الحكم في سورية وإيران، أو قطاعات من اللبنانيين والفلسطينيين والعراقيين والأفغان، بل أن الدولة العبرية أيضاً، الدولة التي يرتبط مجرد وجودها بالولايات المتحدة الأمريكية، تنحو كما يبدو إلي تجاهل رغبات الرئيس الامريكي. مهما كانت مصداقية النوايا والدوافع خلف سعي الرئيس إلي تحقيق السلام، فإن حقائق الواقع لا توحي بنجاح هذا السعي.
التغيير في سياسات إدارة بوش ووسائلها جاء متأخراً بلا شك، ولكن هذا ليس هو السبب الرئيسي وراء الانكفاء الهزلي في توجهات السيطرة الشاملة ونشر الجيوش وحاملات الطائرات والصواريخ. السبب الأهم علي الأرجح هو ما يعرفه دارسو التاريخ والسياسة منذ ولدت تقاليد دراسة التاريخ والسياسة: حدود القوة. عالم ما بعد الحرب الباردة، وحتي بعد الصعود النسبي لروسيا والصين، لا يعرف قوة كبري بحجم وإمكانيات الولايات المتحدة. هذه هي الدولة الأكثر ثراء ورفاهاً في العالم، الدولة التي تحتفظ بأضخم قوة عسكرية وأكثرها تقدماً، الدولة التي يتمتعأبناؤها بأفضل تعليم عالٍ، وبأفضل مراكز وفرص بحث علمي، والدولة التي تمتلك قدرة غير مسبوقة علي التأثير في ثقافة وعادات وأنماط استهلاك شعوب العالم أجمع. ولكن عالم ما بعد الحرب الباردة هو أيضاً عالم يزداد تعقيداً واستعصاء علي التحكم والسيطرة، عالم صعود الهويات القومية والدينية، وعالم الآمال الكبري للشعوب. في هذا العالم، ليس ثمة قوة بلا حدود، ولا حتي القوة الأمريكية، وفي هذا العالم بالتالي لم يكن لسياسة السيطرة الشاملة أن تحقق أهدافها.
(*) باحث عربي في التاريخ الحديث
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 17 جانفي 2008)
في الذكرى العشرين لتأسيسه:
من اختطف تنظيم «القاعدة»؟
خليل العناني (*)
عشر سنوات كاملة أوشكت أن تمر على قيام «الجبهة الإسلامية العالمية لمقاتلة اليهود والنصارى» التي أعلن عن قيامها في 22 شباط (فبراير) 1998، وعشرون عاماً مرت على وضع أولى لبنات «تنظيم القاعدة» عام 1988 بعد الخلاف الشهير الذي وقع بين أسامة بن لادن (ورفاقه المصريين) وعبدالله عزام أبو المجاهدين العرب في أفغانستان طيلة الثمانينات من القرن المنصرم.
ومنذ ذلك الوقت مرّ التنظيم بتحولات عديدة ليس أقلها إعلانه الحرب على الولايات المتحدة في 11 ايلول (سبتمبر) 2001 وما أفضت إليه من نتائج كارثية كانت إحدى ثمارها إنهاء الطبيعة الكلاسيكية للتنظيم باعتباره بناء هرمياً شبكياً يستطيع تسيير وحداته والسيطرة على عملياتها مادياً ولوجيستياً، كي يصبح مجرد «وعاء» فكري يلتحف به كل من يرغب في إحياء «الفريضة الغائبة».
فمن محاربة الاحتلال السوفياتي في أفغانستان طيلة الثمانينات، إلى الدفاع عن المسلمين «المستضعفين» في مشارق الأرض ومغاربها من خلال «جيش القاعدة» الذي أسسه بن لادن وأبو عبيد البنشيري (محمد أمين الرشيدي) وأبو حفص المصري (محمد عاطف)، وقع التحول الأول في مسيرة تنظيم «القاعدة» بتدشين «الجبهة الإسلامية لمقاتلة اليهود والنصارى» عام 1998، وتحوّلت الاستراتيجية «الوقائية» (حالة الجهاد الأفغاني) إلى أخرى «استباقية – هجومية» على غرار ما حدث في واشنطن ونيويورك عام 2001 ومن قبلهما في دار السلام ونيروبي في آب (أغسطس) 1998.
الآن ثمة ملامح لوقوع تحول «ثانٍ» في مسيرة تنظيم «القاعدة»، أهمها «اختطاف» المشروع الجهادي للتنظيم على أيدي تنظيمات صغيرة حصلت على «صك التسجيل القاعدي» خلال الأعوام الأخيرة وتسعى بكل جد للحلول محله. وهي تنظيمات تبدو أكثر تطرفاً وانحرافاً من التنظيم «الأم»، وتبدو وكأنها تقف على يمينه (يمين اليمين). في حين يقوم بعضها بتغيير أهداف واستراتيجيات التنظيم «الأصلي»، وإعادة تركيبها كي تلائم مشروعه «الخاص» وذلك على غرار ما يحدث في العراق والجزائر. ولربما يصبح تنظيم «القاعدة» بالنسبة الى هؤلاء مجرد مرحلة «جهادية» يجب تجاوزها من أجل تحقيق الحلم الأكبر في إقامة دولة الخلافة الإسلامية و «سحق قوى الإمبريالية والصهيونية».
وفي هذا الإطار يمكن رصد ثلاثة ملامح أساسية لهذه التنظيمات: أولها يتعلق بالهدف الذي تسعى إليه، وهو الذي تحول من مقاتلة اليهود والنصارى «أينما وجدوا» في حالة تنظيم «القاعدة»، إلى محاولة إقامة «الدولة الإسلامية» بأي ثمن، حتى وإن كان من خلال قتل غيرهم من المسلمين، وذلك على غرار ما يسعي إليه تنظيم «القاعدة» في العراق، الذي تحوّل بعد اغتيال أبو مصعب الزرقاوي من مقاومة الاحتلال الأميركي للعراق إلى السعي بكل جهد لإقامة «دولة العراق الإسلامية»، ودخل في مواجهات مسلحة مع غيره من فصائل المقاومة العراقية، فضلاً عن العشائر والقبائل السنية التي احتضنته في البداية ووفرت له المأوى والدعم. والآن يشن حرباً ضروساً ضد ما يسمى بـ «مجالس الصحوة» في العراق. وكم كان مفارقاً عدم استماع قادة «القاعدة» في العراق الى النصائح والتوجيهات التي أطلقها الزعيم الروحي لهذا التنظيم أسامة بن لادن قبل شهور قليلة وحث فيها المجاهدين في العراق على الابتعاد عن مواطن الاختلاف والفتنة.
ثاني الملامح يتعلق بالأدوات والاستراتيجيات التي تلجأ إليها هذه التنظيمات، والتي فاقت حدود الخيال ونضجت طيلة الشهور القليلة الماضية، وليس أقلها استخدام النساء والمعوقين والمسنين في العمليات الانتحارية. فعلى سبيل المثال بلغ عدد النساء اللاتي فجرن أنفسهن في العراق طيلة العامين الماضيين ما يقرب من عشرين سيدة حسب أخر الإحصاءات. كما أن أحد الشخصين اللذين شاركا في تفجيرات 11 كانون الاول (ديسمبر) 2007 في الجزائر كان يبلغ من العمر 64 عاماً.
والأكثر من ذلك لجوء بعض هذه التنظيمات الى تجنيد بعض الأوروبيين المنتمين حديثاً للإسلام ودفعهم لتفجير أنفسهم وذلك على غرار ما حدث قبل عامين مع البلجيكية موريال دوغوك التي فجرت نفسها في العراق.
ولا تعد ظاهرة دخول النساء على خط العمليات التفجيرية مكسباً لتنظيم «القاعدة» ومن يدور في فلكه، وهم الذين نجحوا في تحوير ثقافة الجهاد والاستشهاد في عقول هؤلاء، بقدر ما هي تعبير عن مدى الإفلاس الإنساني والأخلاقي الذي وصل إليه هذا التنظيم. بل بالأحرى هي انتصار لمعاني الهزيمة النفسية والاجتماعية التي باتت الملمح الأساسي في بلادنا التي تفتقد للحد الأدنى من الوعي الإنسانوي. ومن منا سينسى ساجدة الريشاوي التي سجلت اسمها بوصفها «أم الانتحاريات العرب»؟ وهي المرأة التي أثارت الدهشة حين أصرت على استكمال عملية تفجير نفذها زوجها في أحد فنادق عمان أواخر عام 2005 ولكنها فشلت.
ثالثها يتعلق بالمرجعية الفكرية والفقهية لهذه التنظيمات الجديدة، وهنا يمكن القول بأنها جميعاً تعاني فقراً شديداً في التوجيه التنظيري وتعتمد فحسب على حسّها العقائدي والايديولوجي المخلوط بالواقع السياسي كمحرض ومحرك على المضي قدماً في المشروع الجهادي «العالمي». والأدهى أن معظم الملتحقين حديثاً بهذه التنظيمات هم إما من أرباب السوابق والمجرمين الذين لا يحظون بقدر معرفي أو تعليمي معتبر (كما في الجزائر والمغرب) وإما من «التائبين» الذين عادوا لممارسة العنف الديني بشكل أكثر ضراوة (في السعودية والجزائر)، وذلك على عكس أولئك الذين التحقوا بالجهاد الأفغاني في الثمانينات وشكلوا النواة الصلبة لتنظيم «القاعدة» فيما بعد.
وليس غريباً، والحال كهذه، أن يدخل بعض هذه التنظيمات في حالة احتراب داخلي وذلك على غرار ما حدث في العراق طيلة العام الماضي، وما يحدث حالياً في الجزائر حيث تنتشر أعمال التصفية الجسدية لكل من يخرج على زعيم «تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي» عبد المالك دوردكال (أبو مصعب عبدالودود) أو يلقي السلاح كما هو الحال مع حسن حطاب ومختار بلمختار ومصطفى كرطالي.
وإذا كانت الحالة الجهادية تمر بمنعطف كل عشر سنوات (1988- 1998) فقد يشهد هذا العام تحولاً جديداً في مسيرة الحركة الجهادية، سواء من خلال قيام تنظيم أصولي أكثر يمينية من تنظيم «القاعدة» ذاته، وذلك في محاولة لإبقاء جذوة الجهاد متقّدة خاصة بعد التراجعات التي حدثت في صفوف التنظيمات الجهادية الكلاسيكية (مصر نموذجاً)، أو من خلال حدوث تحوّر مفصلي في حركة التنظيمات التابعة لتنظيم «القاعدة» كي يصبح كل منها تنظيماً «قاعدياً» بحد ذاته ولكن على طريقته المحلية (لبنان وموريتانيا ومصر والسودان والصومال).
وقد نشهد صراعاً حقيقياً بين عدد من التنظيمات الجهادية «الناشئة» من أجل حيازة «إرث» تنظيم «القاعدة» باعتباره «ماركة مسجلة» قد تغوي الكثيرين للانضمام إليها والعمل تحت لوائها استعداداً لدورة «جهادية» جديدة، وحينئذ قد يصبح الترحم على بن لادن والظواهري أمراً واجباً!
(*) كاتب مصري
(المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 جانفي 2008)