الخميس، 16 أغسطس 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2641 du 16.08.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


 
المجلس الوطني للحريات بتونس: اعتداء بالعنف الشديد والعنف اللفظي على المحامين ورموز المجتمع المدني خلال محاكمة عمر المستيري

مجموعة عمل للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير في شمال أفريقيا:  على الحكومة التونسية أن تكف يدها عن الصحافة وحرية التعبير إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل: لن يكلفنا النضال أكثر مما كلفنا الصمت عبد الله الزواري: نماذج واقعيٌة من الاضطهاد الدٌيني في السٌجون التٌونسيٌة  صفحة « الوفيات » بجريدة « الصباح »:الذكرى الاولى لوفاة المرحومة السيدة التركي حرم عمر الهاروني محمد عمامي: المركزية وباء العمل النقابي بتونس معز الجماعي: تعقيب على مقال(القتل،أرادوا) الصادر في جريدة أخبار الجمهورية محمد العروسي الهاني:الإعلام دوره الإصلاح وإنارة العقول وإبراز الحقائق للشعب وقراءة التاريخ بصدق ونزاهة بلحسن عبد السلام: المعذرة يا السيد بن حسين:المحترم الفاضل السيد الطاهر بن حسين جريدة الشعـب: النص الحرفي لمحضر الاتفاق: بين وزارة التربية والتكوين والنقابة العامة للتعليم الاساسي أم أسيل :فداك أيها الشعر الشبكة العربية للصحافة: حوار مع سهير بلحسن صحيفة « الوطن »:سهى عرفات تنسحب من مشروع تربوي في تونس بقيمة 40 مليون دولار أخبار مكتوب:  شبان عرب يشاركون في مسابقة من تنظيم إسرائيلي صحيفة « الراية »: »كلمة رجال » لمعز كمون: فيلم يثير الجدل والنقاش ويطرح قضايا مسكوتاً عنها صحيفة « الحياة »:مصر: تزايد حالات التعذيب يثير انتقادات حقوقية ونفياً حكومياً صحيفة « القدس العربي » :حكومة رام الله ترتكب جرماً فادحاً في حق الشعب وقضيته موقع سويس إنفو:مسؤول أمريكي كبير يتوجه إلى ليبيا لتعزيز العلاقات صحيفة « القدس العربي » :ندوة حول الهوية الامازيغية في ليبيا لأول مرة منذ 37 عاما موقع الجزيرة.نت:أول فضائية ليبية خاصة تبدأ البث من طرابلس     موقع سويس إنفو:سيف الإسلام يُطلق قناته الفضائية تمهيدا لدور سياسي أكبر صحيفة « القدس العربي » :هيئات تعني بحقوق الإنسان تناشد الأسد السماح للمعارض سيف بالسفر خارج البلاد صحيفة « الحياة »:معلمة ألمانية مسلمة تخوض حرباً بسبب الحجاب إسلام أونلاين »:قضاء ألمانيا يحظر حجاب الممثلة جريس كيلي 

الجزيرة.نت:مسؤول أميركي: أميركا بزيفها ستنهار كما انهارت روما


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


المجلس الوطني للحريات بتونس
 
   تونس في 16 أوت 2007

اعتداء بالعنف الشديد والعنف اللفظي على المحامين ورموز المجتمع المدني خلال محاكمة عمر المستيري

·       قام محامي السيد محمد بكار- الذي رفع قضية ضد السيد عمر المستيري مدير تحرير مجلة كلمة- بالاعتداء بالعنف الشديد على الأستاذ عبد الرؤوف العيادي والدكتور خليل الزاوية داخل قصر العدالة بتونس أمام قاعة الجلسة، حيث مثل عمر المستيري هذا اليوم 16 أوت 2007، بعد أن قرّر رئيس الجلسة تأجيل النظر في القضية إلى يوم 28 أوت.  كما قام أحمد الباطيني أحد رموز ميليشيا الحزب الحاكم داخل قطاع المحاماة بشتم رئيس فرع تونس للمحاماة الأستاذ عبد الرزاق الكيلاني واصفا إيّاه بالعمالة لأمريكا. وتعرّض بالاعتداء اللفظي واستعمال أقذع النعوت ضد السيدة نزيهة رجيبة رئيسة تحرير مجلة كلمة. كما تطاول على الأستاذ مختار الجلالي والسيد عمر المستيري متلفظا بعبارات سوقية ضد كل الحاضرين من رموز المجتمع المدني الذين حضروا المحاكمة. وواصل تهديده أمام قصر العدالة مستهدفا بالخصوص الأستاذين العيادي والكيلاني. وقد حدث كلّ ذلك على مرأى ومسمع من عدد غفير من أعوان الأمن بالزي الرسمي والبوليس السياسي، الذين قاموا بتأمين اعتدائه وإعانته على التخلّص من التتبّعات العدلية. وذلك بالرغم من مطالبة الدكتور خليل الزاوية والسيدة نزيهة رجيبة والأستاذ مختار الطريفي بالتدخل لردع المعتدي وتحرير محضر ضدّه دون جدوى. ·       هذا وكان رئيس المحكمة السيد محرز الهمامي قد أخذ قرار تأجيل المحاكمة بطلب من محامي المدّعي بعد 8 ساعات من الانتظار وذلك دون أي موجب لأنّه سبق تأجيل المحاكمة بطلب من نفس الجهة لنفس السبب يوم 2 أوت الماضي. وقد احتجّت هيئة الدفاع على هذا التأجيل غير المبرر. معتبرين هذا القرار مناورة لاستبعاد حضور المراقبين التونسيين والأجانب الذين تمكّنوا من حضور هذه المحاكمة بالرغم من توقيتها الاستثنائي. وبالفعل فقد تم استبعاد الأستاذ حسين زهوان، رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان الذي أنابته منظمة الخط الإمامي من قبل السلطات التونسية بوضع عراقيل أمام سفره إلى تونس عبر الخطوط الجويّة التونسية. كما رفضت السلطات التونسية منح التأشيرة إلى مراقبين مصريين من بينهم المحامي محمود هاشم ومحمود عبد الفتاح. وقد حضر المحامي المغربي عبد العزيز عتيقي عضو المنظمة المغربية لحقوق الإنسان عن مرصد حماية النشطاء. والأستاذ حسين باردي عن الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان. والسيدة هاجر سموني رئيسة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة مراسلون بلا حدود لمراقبة المحاكمة. كما فوّض الاتحاد الدولي للصحافيين الأستاذ عبد الرؤوف العيادي للنيابة عنه. والمجلس الوطني للحريات : –      يستنكر بشدّة هذه الاعتداءات الخسيسة من قبل ميليشيا الحزب الحاكم في قطاع المحاماة التي تعوّدت الاستهانة بحرمة القضاء. ويطالب هيئة المحاماة بإحالة المدعو أحمد الباطيني على مجلس التأديب وأخذ الإجراء المناسب لصيانة هيبة المحاماة وأخلاقياتها. –      يدين موظفي وزارة الداخلية الذين عاينوا كامل وقائع الاعتداء ولم يتدخّلوا. بل احتمى بهم المتلبّس ثمّ رافقوه إلى مكتبه القريب من المحكمة. –       يحيّي المجتمع المدني التونسي لوقفته للدفاع عن حرية التعبير في تونس بمناسبة هذه المحاكمة. كما يحيّي المنظمات الدولية التي وقفت إلى جانب المجتمع المدني التونسي. –      يستنكر العراقيل الفجّة التي وضعتها السلطات الأمنيّة التونسية أمام قدوم مراقبين من الجزائر ومصر. –      يعتبر أنّ الخروقات العديدة للإجراءات التي شابت هذه المحاكمة منذ انطلاقها والاعتداءات بالعنف والاستفزازات التي انتهت بها اليوم، دليلا قاطعا على صبغتها السياسيّة والدور الأمني البارز فيها وانتفاء كل شروط المحاكمة العادلة منها. عن المجلس الناطقة الرسمية سهام بن سدرين

 
آيفكس – أنباء من الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير 16 أغسطس / آب  2007 تونس

** استمرار التحقيق مع صحفي تونسي بارز **

** الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان – HRInfo ** ** المرصد الوطني لحرية الصحافة و النشر و الإبداع في تونس – OLPEC **  

 
المصدر: مجموعة عمل للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير في شمال أفريقيا « وجفينا »

على الحكومة التونسية أن تكف يدها عن الصحافة وحرية التعبير

طالبت اليوم ،مجموعة عمل للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير في شمال أفريقيا « وجفينا » أن تسقط الحكومة التونسية الاتهامات الجائرة التي يمثل بسببها مدير تحرير مجلة كلمة ، الصحفي عمر المستيري أمام جهات التحقيق في قضية سب وقذف (غير قانونية وتجاوزت مدتها القانونية) رفعها أحد المحامين المقربين من الحكومة التونسية. وكانت إحدى المحاكم قد أجرت تحقيقا مع الصحفي عمر المستيري في الثاني من شهر أغسطس الحالي ، ثم أجلته لجلسة اليوم لاستكمال التحقيق ، في الشكوى المقدمة من أحد المحامين المقربين من الحكومة التونسية ، يتهم فيها عمر المستيري بقذفه ، في مقال نشره المستيري في شهر سبتمبر الماضي ، وعلى الرغم من صحة ما جاء بمقال المستيري حول إعادة قيد هذا المحامي الذي تم شطبه من جداول نقابة المحامين ، فإن هذه الشكوى أيضا قد جاءت بعد مضي الفترة القانونية بأكثر من أربعة شهور . وتؤكد مجموعة عمل حرية الصحافة « وجفينا » أنه بات واضحا أنه أولى بالحكومة التونسية أن توقف انتهاكاتها المتعددة لحرية الصحافة بدلا من محاولة إخفاء هذه الانتهاكات بمحاكمات معيبة وجائرة للصحفيين والكتاب التونسيين . يذكر أن محرري مجلة كلمة تونس هم مجموعة من الصحفيين والنشطاء الذين قرروا أن يمارسوا حقهم في الكتابة الصحفية والنقد دون خوف من المناخ البوليسي في تونس ، فكان أن تم حجب مجلة كلمة تونس عن مستخدمي الانترنت في تونس ، ورغم ذلك فإن الحكومة التونسية ما تزال تتحرش بهم ، وكان أخر هذه التحرشات منع فريق تحريرها من دخول مقر الجريدة في يونيو الماضي والاعتداء على بعض العاملين بها . وقالت وجفينا سوف نستمر في فضح الممارسات البوليسية والانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيين في شمال إفريقيا وضمنها تونس ، طالما استمرت تحرشات الحكومات العربية بحرية التعبير والصحفيين. http://www.hrinfo.net/mena/wgfena/2007/pr0816.php لمزيد من المعلومات برجاء الاتصال ب: جمال عيد المدير التنفيذي الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان شارع 105 ميدان الحرية – المعادي – القاهرة – مصر ت / فاكس : 5249544 إيميل : info@hrinfo.net        : gamal4eid@yahoo.com الموقع: www.hrinfo.org


إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل

بـــيــــان لن يكلفنا النضال أكثر مما كلفنا الصمت

 
تونس في 16 أوت 2007 لا شيء يدعوا نشطاء الدفاع عن الحق في الشغل، الإقدام على أشكال نضالية قد تتطور إلى أقصاها في المستقبل، سوى قناعتهم المبدئية بهذا الحق وبأولويته كمقوم لكرامة الإنسان وكحد أدنى لا يجوز التنازل عنه من الزاوية الإنسانية، إذ به فقط يتحصن من الآفات التي تتهدد المجتمع كالإنحراف والجريمة وغيرها. ومن هذا المنطلق، وبالتوازي مع الإقصاء الممنهج الذي تسلكه السلطة تجاه كل مكونات المجتمع المدني وهيئاته المستقلة وكل الهياكل التي تنادي بضرورة التشريك في الشأن العام والخيارات والبدائل التي من الممكن أن تحمي الوطن من خطر التبعية وتنهض بقواه الحية،  تتنزل دعوتنا إلى إضراب عن الطعام ليوم (الجمعة 17 أوت 2007 ) إحتجاجا على وضعيات ما فتئت تتردى لأصحاب الشهادات المعطلين عن العمل وعن الأسلوب المتخلف الذي تجابه به سلطة الإشراف مطالبهم، خاصة عندما يتم تعويض الحوار والنقاش بالإعتداء والإيقاف ومواصلة سياسة الإنتداب عبر منطق الو لاءات والمحاباة وإقصاء منخرطي إتحاد أصحاب الشهادات وكل منخرطي الهياكل الجهوية. إن إقدامنا على هذا الشكل النضالي هو خطوة أولى في إتجاه إعلان أشكال احتجاجية أخرى حتى نلفت الإنتباه للوضعية الإجتماعية المادون إنسانية لجيوش المعطلين من حملة الشهادات ولضرورة أن تأخذ المسألة مأخذ الجد من أجل حماية هذه الفئة من مزالق قد تتهدد مجتمعنا. هذا ونوجه دعوة ملحة للمعطلين من أجل الإلتفاف حول هياكلهم التي قد تمثل نواتات لبناء مشروع أرقى، ودعوة شاملة لكل هيئات المجتمع المدني من أجل التخلي عن حيادها المغشوش والإنتقال من « التضامن » السلبي إلى التنبني الفعلي لهذه القضية العادلة. المنسق العام الوطني سالم العياري 96157104


نماذج واقعيٌة من الاضطهاد الدٌيني في السٌجون التٌونسيٌة

 

 
بقلم: عبد الله الزواري ينصٌ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادٌة 18على ضمان حرٌية المعتقد والتٌعبٌد والتٌفكير والعاطفة إذ ينصٌ على إن׃ » لكلٌ شخص الحقٌٌ في حرٌية التٌفكير و الضٌمير و الدٌين. ويشمل هذا الحقٌ حرٌية تغيير ديانته و عقيدته وحرٌية الإعراب عنهما بالتٌعليم  والممارسة و إقامة الشٌعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سرٌا أم مع الجماعة ». و ينصٌ دستور الجمهورية التٌونسية في الفصل الخامس على أن׃ « الجمهورية التٌونسية تضمن حرٌية الفرد آو حرٌية المعتقد وتحمي حرٌية القيام بالشٌعائر الدٌينية, ما لم تخل بالأمن العام“. و ينصٌ الأمر عدد 1876 لسنة 1988 المؤرٌخ في 4 – 11 – 1988 في الفصل64    » لا يمنع السٌجين من أداء شعائره الدٌينية مدٌة إقامته بالسٌجن « . و أضاف الفصل 65: » تنظٌم لفائدة المساجين برامج للإرشاد الدٌيني و الأخلاقي بواسطة وعٌاظ مختصٌين أو بواسطة الإطار التٌربوي التٌابع للإدارة العامٌة للسٌجون و الإصلاح.   أما القانون عدد 51 لسنة 2001المؤرٌخ ب 14 ماي 2001, فلم يتعرٌض إطلاقا لمسألة أداء الشٌعائر الدٌينية, خلافا للأمر عدد1876 السٌابق ذكره, الذي تعرٌض لها بصيغة عامٌة في الفصل 64, وخصٌ ذوي الدٌيانات الأخرى غير الإسلام في الفصل57 حيث قال׃  » يمكن لرجال الدٌيانات المرخٌص لهم من طرف الإدارة العامٌة للسٌجون و الإصلاح زيارة المساجين و إقامة الطٌقوس الدٌينية.وتقع هذه الزٌيارة بمكتب معدٌ للغرض و بمحضر أحد أعوان السٌجن “. جميل أن ترفع مؤسٌسة من المؤسٌسات شعار الإصلاح… و أجمل من ذلك أن تسهر على وضع الخطط و البرامج الكفيلة بتحقيق ذلك الإصلاح المنشود…لكن القبح كلٌه، و البشاعة كلٌها، تلك الازدواجيٌة المقيتة بين رفع شعار ما، و الإصرار على سلوك طريق لا يمكن أن يؤدٌي إلا إلى نقيضه، وكلٌ ذلك عن تفكير و رويٌة و تشاور و إمعان نظر…فهل أنٌ ما يعتبره البعض إصلاحا يمكن أن يكون فسادا عند آخرين ؟..آلا يمكن أ ن يكون ذلك طورا من الأطوار، التي تمرٌ الآمٌة في التٌساؤل المأثور « كيف أنتم إذا أصبح المعروف منكرا و المنكر معروفا ؟ ». ونحن إذ نخصٌ هذه المرٌة شعائر الدٌٌين و مظاهره، وكيف تمٌٌٌ التٌعامل معه في العشريٌة المنصرمة، فإنٌنا لا ندٌعي تقصٌي كلٌ أوجه التٌعامل، أو كلٌ الأحداث، بل نكتفي بما عاينٌاه مباشرة، أو ما بلغنا و نحن على يقين من وقوعه، مجانبين في ذلك كلٌ تهويل أو مبالغة، مقتصرين في ذكر الأسماء على الأحرف الأولى، ولن نتردد في ذكر الأسماء كاملة عند الاقتضاء. و يتساءل المرء بما يمكن أن يخرج المتأمٌل في التٌعامل مع شعائر الدٌين و مظاهره؟ ما أثر تلك العهود و المواثيق الدٌولية؟ بل ما أثر الدٌستور و جملة القوانين في الواقع ؟أين نحن من تلك الشٌعارات الجملية التي تتغنٌى باحترام حقوق الإنسان ؟. أين نحن من تلك الأصوات التي تتباهى بمناسبة و بغير مناسبة بالتٌوقيع على الاتٌفاقيات الدٌولية بدون تحفٌظ ●؟ ما حقيقة إعادة الاعتبار للدٌين الإسلامي في الفضاء ألسجني؟. كيف نحمي الدٌين الإسلامي ؟ و ممٌن نحميه ؟؟ من المفرٌِطين أو من المُفْرطين ؟ من الذين يقيمون الشٌعائر ؟ أم من الذين يتصدٌون لها ويعطٌلونها ؟.. أسئلة كثيرة تطرح . و لنعد إلى التٌعامل مع شعائر الدٌين و مظاهره و مختلف المراحل التي تتدرٌج فيها . الصٌلاة : على قدر أهمٌية هذه الفريضة في الإسلام, على قدر الاضطهاد والعذاب, الذي سلٌط على سجناء الرٌأي, خصوصا بسببها. فقد عُمٌِم منع أقامة الصٌلاة جماعة في كافٌة السٌجون, قبل صدور الأحكام في المحكمتين العسكريٌتين(القضيتين76110و76111)في أواخر أوت (آب ) 1992. وكان تنفيذ هذا الإجراء يتٌسم بالصٌرامة البالغة.. ولا مجال هنا للحديث عن صلاة الجمعة, فهذه الفريضة, و إن أقيمت في فترة من الفترات في بعض السٌجون, فإنٌها لا تعدو أن تكون حالة شاذٌة لا غير… علما بأن كل الإجراءات و المضايقات, إ ن لم نقل كلٌها, كانت تنطلق من السٌجن المدنيٌ بتونس العاصمة (المعروف بالحبس الجديد أو حبس 9 أبريل), ومنه   تنتشر في بقيٌة السٌجون. وكان ذلك في عهد الرٌائد السٌيٌد إدارته, ر المأسوف على عهده ولا على إدارته, بمساعدة أهمٌ معاونيه, بل أبنائه, كم يسمٌيهم عامٌة المساجين و هم (ب.ك) – (ع. ع ) – (ف.ر) … منعت صلاة الجماعة منعا باتٌا, وأقيمت الصٌلاة أفذاذا. لكن المقاومة و التصدٌي لتنفيذ هذه الإجراءات جعلت الإدارة تتراجع لتقنع بإقامة الصلاة أزواجا…   و لا شكٌ أنٌ كثافة عدد سجناء الرٌأي بسجن العاصمة, كانت وراء قبول الإدارة بإقامة الصلاة أزواجا..و في سجون أخرى كانت الصٌلاة تقام أفذاذا في غرف, و تقام أزواجا في غرف أخرى, و ذلك بقدر إصرار السٌجناء على التمسٌك بالصٌلاة أزواجا, و تصدٌيهم   للتٌرتيبات, التي تريد الإدارة فرضها. و مثال ذلك سجن برج الرومي في عهد السٌيٌد (ب.ك) في سنة 1993 و ما بعدها  , الذي سمح لمساعديه بالتٌفنٌن في اختلاق الترتيب الغربية المنظٌمة لإقامة الصٌلاة, من ذلك منع إقامة زوجيــــــــن  ( paires 2) للصٌلاة في نفس الوقت بحيث إذا صلٌى الزٌوج الأوٌل صلاة المغرب مباشرة إثر الأذان , فإن الزٌوج الأخير يؤدي نفس الصٌلاة عند آذان العشاء .و كان ذلك سنة 1994 ) غرفة 5-6-7-8- أو جناح ب حاليٌا (وأذكر هنا أن ٌالمدير المذكور سعى إلى فرض الصٌلاة أفذاذا, وشرع في إكراه السٌجناء على ذلك بجلبهم إلى السٌجن المضيٌق والتٌهديد بتعنيفهم إن تمسٌكوا بالصٌلاة أزواجا ونجح في إرهاب عدد منهم, و جاء دور غرفة 10 [غرفة 2 جناح س حاليٌا] و بدأت مرحلة التٌهديد, لكن السٌجين الأوٌل الممتحن تمسٌك بالصٌلاة أزواجا, وبعد البدء في تعنيفه بقليل وفي اللٌحظة التي خامره هاجس الانصياع لما يراد منه إذا بجلاديه يتراجعون ويسمحون له و للمقيمين معه في نفس الغرفة بالصٌلاة أزواجا, وهذا ما قصٌه عليُ السٌجين الممتحن نفسه (ن.ر.) بعد الحادثة بأسابيع قليلة و كان ذلك في أواخر 1993. أما في الغرف والأجنحة, التي منعت فيها الصٌلاة أزواجا, فالويل كل الويل لمن يوافق ركوعه أو سجوده.. ركوع مصلٌ آخر أو سجوده (غرف 1- 2- 3-4 التي كان يشرف عليها السٌيٌد ب.د), لأنٌ ذلك يعتبر صلاة جماعة. ومن تجرٌأ و سمحت له نفسه بذلك يكون جزاءه العذاب الأليم في الجناح المضيٌق), ومكثه به في غرفة انفراديٌة مدٌة 10 أيام, مع فقده آليٌا فراشه (سريره), ليعود من جديد إلى النٌوم على الإسمنت (أو ما يعرف بلغة السٌجن الـكـُـدس ● ) لمدٌة أشهر تطول أو تقصر, حسب واقع الاكتظاظ و عدد النٌائمين على الإسمنت ( أو في الكدس) السٌابقين له. ومن المناسب هنا ذكر الجناح المضيٌق بإبراز أهمٌ خواصٌه, فهو مجموعة من الغرف الانفراديٌة الضٌيٌقة, و إن كان البعض منها فيه دورة مياه و مياه صالحة للشٌراب… فإنٌ الجناح المضيٌق في كل من سجن الرٌومي و المهديٌة و قابس و بنزرت المدينة و صفا قس , تفتقر إلى المرافق الأساسيٌة (دورة مياه , ماء ) , رغم اشتراط القانون عدد51-2001 توفٌرها في هذه الغرف (كما يشترطها أمر1876) … وقد تكون إقامة الصٌلاة مثنى مثنى مسموحا بها في عهد مدير معيٌن, و يأتي مدير آخر فيمنعها, وهو ما فعله الملازم الأوٌل آنذاك (ع.ع) في سجن برج الرٌومي , حيث عمد إلى منع الصٌلاة أزواجا سنة 1999 . وكان مسموحا بها قبل ذلك, و قد كيد لسجين الرٌأي (م.ج) بأداء الصٌلاة جماعة ( أي مثنى ), فجلب إلى السٌجن المضيٌق, و بعد الوليمة– وليمة القدوم عبارة عن حصٌة تعنيف مغلٌظ, يشرف عليها السٌيٌد المدير في أغلب الأحوال, وقليلا ما يترك هذا «الامتياز » لأحد مساعديه — أُدخِل السٌجين إلى غرفة ضيٌقة تفتقر إلى دورة مياه, و إلى الماء حيث مكث فيها ما يقارب العشرين يوما ( و هو ضعف العقوبة القانونية ). و أخرج من سجن العقاب يوم زيارة عائلته له. و سألته أمٌه العجوز عن سبب عدم تمكينه من مقابلتها في الأسبوعين الماضيين فأجاب بكلٌ تلقائيٌة بأنٌه كان معاقبا لإدانته بإقامة الصٌلاة جماعة… فقطع الحارس الذي يراقب الزٌيارة و يستمع إلى الحوار المقابلة,  وأعلم السٌيٌد المدير في الحين بالحوار الذي دار بين السٌجين و أمٌه, فأصدر أوامره بإعادة السٌجين إلى الجناح المضيٌق (السيلون). وهناك من جديد, والمدير يصرخ « المرٌة القادمة اشكي بي للٌي خلقك ». كما عوقب السٌجين (م.ع) بالبقاء ما يقارب الشٌهر في السٌجن المضيٌق, من أجل نفس السٌبب. وكانت أمراضه المزمنة والعديدة (القرح – السٌكري…) شفيعا له دون الوليمة. . و قد بلغت الفتنة أوجها عندما بادر أحد مديري السٌجون و هو السٌيٌد ( ر.ع ) بإصدار تعليمات تقضي بمنع صلاة الصٌبح قبل التٌعداد الصٌباحي للمساجين… و يعني ذلك في الواقــع منع إقامة صلاة الصٌبح قبل السٌاعة الثٌامنة و النٌصف صباحا. و كان ذلك في الثٌلاثيٌة الأخيرة من سنة 1995. و انتاب سجناء الرٌأي شعور بأن الدٌين في ذاته أصبح مستهدفا, و لم يعد الأمر مجرٌد مضايقات واستفزاز يسلٌطها خصم سياسيٌ على غريمه, مستغلا نفوذه وما يتمتٌع به من سلطة… وأصرٌ سجناء الرٌأي على تأدية الصٌلاة في وقتها, و أصرٌ السٌيٌد المدير على تنفيذ تعليماته. و أصبحت حصٌة العمل الإداريٌ الصٌباحيٌ حصٌة تأديب و تعنيف, حيث يقع تجميع السٌجناء في ساحة الجناح المضيٌق, وأحيانا أمامه, ويزوٌد الأعوان بالهراوات الغليظة, و تتواجه الفئتان لمدد زمنيٌة تطول أو تقصر, حسب رغبة السٌيٌد المدير, فئة مجرٌدة من كلٌ شيء ما عدا إيمانها بعدالة قضيٌتها و صبرها ومصابرتها, في زمن عـــــــزٌ فيه النٌصير… و فئة أخرى مدجٌجة بأنواع الأسلحة: الهراوات الغليظة, و التٌعتيم الإعلامي البغيض, و التواطؤ السٌياسيٌ المقيت, و ابتسامات السٌيٌد المدير المعبٌرة عن رضاه وتشجيعه… و تبدأ الجولة بالتضرٌع إلى الله و التٌكبير و لفحات الهراوات و لسعاتها و الرٌكلات و الصٌفع           و الشٌتم و السٌبٌ… لتنتهي بعد « حيـــــــــــــــــــن من الدٌهر  » بالأنين        و الحمد… و ينتهي دور مجموعة ليبدأ دور مجموعة أخرى… و تتتالى الأيٌام ثقيلة, كئيبة, ثقيلة… وأصبحت حصص  » التٌأديب » و « الإصلاح  » الصٌباحيٌة النٌقطة الأولى في جدول الأعمال اليوميٌ للإدارة. وأمام مصا برة السٌجناء رأى السٌيٌد المدير « معاقبتهم  » بنقلهم إلى سجون أخرى, ليتخلٌص من هذه الورطة, و انطفأت فتنة أداء صلاة الصٌبح إلى حين, فقد وقع تأجيلها إلى حين استجماع القوٌة المثاليٌة لفرضها من جديد… تجنٌبا لانفراد سجن واحد بهذه التٌقليعة, و هو ما وقع لسجن قابس في خريف 1995. و كانت بداية صائفة 1996 موعدا للاشتعال الفتنة من جديد, لكن هذه المرٌة في سجون عديدة, مثل قابس , و جندوبة , و بنزرت المدينة, و برج الرٌومي … و ما كان في الخريف الماضي بادرة فرديٌة أصبح في صائفة 1996 سياسة عامٌة…),اق المؤمنون الأمرٌيــــــن, و تنوٌعت أساليب التصدٌي, من شدخ الرؤوس, إلى إضرابات الجوع (الرٌومي, مدينة بنزرت ) إلى شرب مواد التٌنظيف (معجون أسنان, معجون حلاقة, شمبوان و مسحوق الغسيل مثل أومو…) , مع الإصرار على إقامة الصٌلاة في وقتها .. و كما فوجئت الإدارة باتٌساع مساحة التصدٌي, فوجئت كذلك بشكل التصدٌي الأخير (شرب مواد التنظيف ), الذي لم يكن رائجا بين سجناء الحقٌ العامٌ, خاصٌة و قد كان يمارس جماعيٌا, مما يضطرٌ الإدارة إلى نقل السٌجناء, الذين عمدوا إليه إلى مستشفيات لإجراء عمليٌة تنظيف للمعدة… و اضطرٌت الإدارة إلى الإنصات إلى صوت العقل, و نداء الحكمة, و خَََفَتَ لهيب هذه الفتنة أيضا بعد حيـــــــــــن. و أذكر هنا من بين الذين وقعت نقلتهم (ت.ث من برج الرٌومي) و (م.ح من سجن بنزرت المدينة) إلى سجن جندوبة. كما أذكر من بين الذين اضطرٌوا إلى شرب موادٌ التٌنظيف كلا من (ر.ن ) و (ت.ص). و كان يقطنان غرفة 5 في سجن جندوبة. و في أحد عيدي سنة 1996 أدٌى بعض سجناء الرٌأي صلاة العيد في جناح »ج » بسجن تونس, و بلغ الأمر إلى الإدارة, التي سلٌطت عليهم عقوبة تستحقٌ الذٌكر, مع أنٌها عاقبت بها كثيرا من سجناء الرٌأي, لعلٌ من أبرزهم الدٌكتور منصف بن سالم, و طبيب الفقراء ( أ. أ.)  و المهندس (ع.ج.) والمناضل الكبير ( م.ع.) وتتمثٌل هذه العقوبة في إيوائهم   بالتٌداول و لمدٌة 15يوما في غرفة الشواذٌ جنسيٌا (غرفة 8 جناح د1)… ومن الذين سلٌطت عليهم هذه العقوبة أذكر السٌجين (ع. م.) أمٌا الدٌعوة إلى الصٌلاة فجريمة لا تغتفر, يستحقٌ القائم بها أفظع العقوبات و أقســــــــاها..      و أذكر هنا أنٌه في صائفة 1993, وفي إالعامٌ.ة طبٌقتها الإدارة لسنوات طوال, أراد بعض المسؤولين مضايقة سجيني الرٌأي (ص.ش) و (ش.ب) فآوت معهما ثلاثا من مساجين الحقٌ العامٌ. و هم (س.ولد العيٌارية ) و (م.س) و (…) لكنٌ هؤلاء وجدوا من الرٌحمة و التفهٌم  وحسن المعاملة و لين العريكة لدى السٌجينين المذكورين ما جعلهم يقرٌرون إقامة الصٌلاة  و الاستقامة. و نظرا لكونهم موجودين  في السٌجن المضيٌق , و لا يوجد معهم من يشي بهم للإدارة فإنٌهم كانوا يقيمون الصٌلاة جماعة (خاصٌة الصٌلوات التي تقام خارج الوقت الإداري . وفي شهر أوت (آب) 1993,  و إثر آذان المغرب مباشرة, و أثناء تأديتهم للصٌلاة جماعة, أطٌلع عليهم الملازمان الأوٌلان (ن.ع)  و (ف.م. الذي كنٌى نفسه ب » شارون » ) من كوٌة المراقبة في أعلى الباب (judas ) فوجداهم متلبٌسين « بالجريمة «. ثمٌ فتحا الباب وأخرجا السٌجناء ليتحصٌلا منهم على  إقرار  بأنٌهم أدٌوا الصٌلاة جماعة , و هو ما كان , فوقع مباشرة إيوائهم في غرفة المعاقبين بعد نزع ثيابهم الشٌخصية و ارتداء زيٌ العقاب, و من الغد مثلوا أمام لجنة        » التٌأديب »  الٌتي قرٌرت معاقبة سجين الرٌأي و الأستاذ الجامعي الٌذي أمٌ المجموعة في الصٌلاة وذلك بضربه عشرات الجلدات( فلقة) مع إيوائه بالسٌجن المضيٌق لمدٌة عشرة أيٌام, و قد تولٌى تنفيذ هذه العقوبة الملازمان الأوٌلان المذكوران آنفا…و أيٌ كمد أصابهما و هما الذان لم يفلحا في اغتصاب أنٌة أو صيحة أو تأوٌه من أستاذنا رغم أنٌهما لم يدخٌرا شيئا من غلظتهما و شراستهما و قسوتهما و نقمتهما عليه و على فكره و عقيدته…و احتجاجا على هذه الخسٌة و الحقارة شنٌ الأستاذ (ص.ش) إضرابا عن الطٌعام نقل بسببه إلى المصحٌة.. .. و لذلك كانت الاستجابة لإقامة الصٌلاة تمثٌل شجاعة نادرة , قلٌما يقدم عليها السٌجين , مما اضطرٌ الكثيرين من الذين اقتنعوا بضرورة إقامتها إلى التٌقية…و اذكر هنا الشٌاب(ن.ص.) أصيل الجنوب الغربي , و(ن.غ.), أصيل الشٌمال, اللذان بقيا أشهرا عديدة يقيمان الصٌلاة وهما مضطجعان على فراشيهما متظاهرين بالنٌوم, وكان ذلك في غرفة 8  ب سجن الهوارب عام 1995. ومن التٌدابير الغريبة التي سنٌها بعض المديرين لعلٌ من أبرزهم    (ر.ع.) و (ب.ك.) في تثبيط مساجين الحقٌ العامٌ عن إقامة الصٌلاة ما دأب عليه من نقلة المصلٌين منهم من غرفة إلى أخرى بحيث يفقد السٌجين فراشه (السٌرير) عند نقلته و يبدأ دوٌامة الانتظار- انتظار دوره في الحصول على فراش من جديد وقد يقضٌي عدٌة أسابيع أو أشهر و هو يفترش الأسمنت ليحصل على ما اعتبره أمر 1876 في فصله العاشر حقٌا من حقوقه يتمتٌع به مباشرة عند دخوله السٌجن, غير أنٌه لن يتمتٌع بثمرة انتظاره طويلا لأنٌه سينقل من جديد إلى غرفة أخرى إن لم ينقل قبل ذلك..و من  » الجرائم » التي لا يحقٌ لنا أن نغفل عنها « جريمة » إيقاظ المصلٌين بعضهم بعضا لأداء صلاة الصٌبح. كان هذا العمل ممنوعا يستوجب العقاب, ولا غرابة في ذلك, إنٌما الغرابة في أنٌ إيقاظ سجين لسجين آخر لمشاهدة الأفلام الخليعة التي تبثٌها القنوات الإيطالية الخاصٌة الملتقطة صيفا وفي الأيٌام التي تسمح العوامل المناخيٌة بذلك لا يتعرٌض لنفس العقاب.. و لا يفوتنا هنا أن نذكر منع الإدارة الاغتسال في الغرف…لكن ما حيلة ذلك الشٌاب الذي أصبح جنبا؟ هل ينتظر دورة الاستحمام العامٌ التي قد تأتي بعد أسبوع أو أسبوعين و قد لا تأتي إلا بعد عدٌة أسابيع…كان الاغتسال في الغرف ممنوعا منعا باتٌا في سجون عديدة مثل سجن تونس و برج الرٌومي و المهديٌة…وكان الوشاة و المخبرون الذين يقدٌمون »خدماتهم من أجل شطر رغيف زائد يلطٌفون به عضٌة الجوع, أو حبٌة أسبرين لتسكين ألم ضرس..أو من أجل ابتسامة يحظى بها من المشرف على الجناح, أو أحد أعوانه…كان هؤلاء الوشاة لا حصر لهم..فهم في كلٌ مكان يراقبون ويحصون الأنفاس, و ينتظرون أيٌ شيء يمكٌنهم من تحقيق « طموحاتهم الوضيعة »..لذلك ترى السٌجين الذي يعتزم الاغتسال يتستٌر و يتلطٌف كي لا يُشعِر أحدا بما يزمع القيام به..فتراه يختار الوقت المناسب مثل بثٌ مقابلة رياضيٌة, أو مسلسل تلفظي, ينشغل عموم المساجين بمتابعته..ثم ٌيخفي المنشفة تحت ثيابه, ويتسلٌل إلى دورة المياه…ثمٌ ينزع ثيابه ويضعها في سلٌة محجوبة عن الأنظار, ويتظاهر بقضاء حاجته البشريٌة… و يسكب الماء على جسده بلطف من قارورة أعدٌها للغرض,  تجنٌبا لإحداث أي صوت يمكن أن يشي به( سيلان الماء ), و يؤجٌل غسل شعر رأسه لكي لا يقبض عليه متلبٌسا بجريمة الاغتسال, أليس في بلل الشٌعر دليل قاطع على التورٌط…وبعد عملية تمويه تطول أو تقصر يتمٌ غسل رأسه خارج دورة المياه, مشعرا من حوله بأنٌه يريد التخلٌص من القشرة… وكلٌ هذه الاحتياطات قد لا تؤدٌي إلى تجنيبه « وليمة  » قي السٌجن المضيٌق, ثمٌ10 أيٌام في غرفة انفرادية,في ظروف تبرأ التعاسة منها… ولا تزال صلاة الجماعة تثير بعض المسؤولين, الذين ما فتئوا يتصدٌون لها.و أذكر هنا السيٌد (ع. س.) الذي منع صلاة الجماعة في جناح «ج » بالسٌجن المدنيٌ بتونس في خريف 2001,   و السٌجين ( أ.غ.) ذاق الأمرٌين من تعليمات المسؤول المذكور و استفزازاته ممٌا جعله يفضٌل العزلة و الجناح المضيٌق على الجناح المذكور….. أمٌا سجناء الحقٌ العامٌ الٌذين يريدون أداء صلاتهم في السٌجن المضيٌق, عند تسليط هذه العقوبة عليهم, فإنٌهم قد يؤمرون بعدم أداء الصٌلاة تماما, كما وقع للسٌجين (س.س.) في سجن برج الرومي ربيع عام 1999 في عهد السٌيٌد (ع.ع.). الصٌوم: نلاحظ بدءا أنٌ عدد سجناء الحقٌ العامٌ الذين يؤدٌون هذه الفريضة قليل جدٌا و يزداد هذا العدد تقلٌصا مع تقدٌم الشٌهر .. و من أبرز ما يحضرني في مسألة الصٌيام ما أقدم عليه السٌيٌد مدير السٌجن المدنيٌ بالمهديٌة الملازم أوٌل (س.غ.) سنة 1997. ففي أوٌل يوم من شهر رمضان عمد المدير المذكور إلى بثٌ شريط سنمائيٌ إباحيٌ و خليع جدٌا في منتصف النٌهار, عبر شبكة الفيديو… كما أعاد الكرٌة من الغد, الشٌيء الذي استفز كافٌة المساجين وأحدث لديهم امتعاضا شديدا. وقد شعرت الإدارة بذلك عن طريق مخبريها و عيونها وتوقٌف الأمر عند ذلك… ومن أبرز ما يتحجٌج به المساجين المفطرون انعدام الأكلة المناسبة ,وهم محقٌون في ذلك. وشعورا من الإدارة بوجاهة ذلك سمحت بدخول القفف- قفف المؤونة- إلى المساجين في كلٌ أيٌام الأسبوع طيلة شهر رمضان, بخلاف غيره من الشٌهور,حيث يسمح بدخولها في ثلاث أيٌام فقط من الأسبوع. ورغم أنٌ الإدارة العامٌة للسٌجون و الإصلاح خصٌصت للمساجين ما يفي بتوزيع نصف لتر من الحليب و شيئا من المسفوف في خمسة أيٌام من الأسبوع, على أن يقع توزيع شيء من المسفوف مع الزٌيت و السٌكٌر في اليومين الباقيين, فإنٌ القلٌة القليلة من المديرين من يحترم ذلك… و أكثرهم يكتفي بتوزيع المسفوف مع شيء من زيت نباتيٌ من أردأ الأصناف, وفي حديث لي مع الوكيل(ع.ت.) في رمضان 1999 عن الأكلة واحتجاجي على عدم توزيع الحليب لمدٌة طويلة , أجاب المسؤول بكلٌ وقاحة أنٌ عدد الصٌائمين لا يتجاوز سجناء الصٌبغة الخاصٌة (أي سجناء الرأي), وقليل جدٌا من سجناء الحقٌ العامٌ, لذلك فإنٌ الإدارة تفكٌر في الكفٌ عن توزيع السٌحور.. و من المفيد أن نذكر هنا أنٌه طيلة شهر رمضان لا غضاضة أن يسهر المساجين إلى حدود انتهاء بثٌ التلفزة التونسيٌة لبرامجها دون أيٌ قيد أو تخفيض للأصوات, صوت التلفزة أو أصوات المساجين, لكن بمجرٌد انتهاء الإرسال التونسيٌ يصبح أيٌ صوت أو حركة يعرٌض صاحبه للمؤاخذة  و العقاب وهو ما وقع للسٌجين(ب. ب. و جمع من رفاقه)في الأيٌام الأولى من شهر رمضان 1994 في سجن برج الرٌومي لأنٌ الصٌائمين في العموم يفضٌلون تناول السٌحور قبل الفجر بقليل وهو ما يعني تناوله بعد انتهاء الإرسال بثلاث ساعات تقريبا…أمٌ صلاة التٌراويح فإنٌ الإدارة – برج الرٌومي – لم تدٌخر جهدا لمنعها فكنت ترى الأعوان – أعوان الحراسة الليليٌة يلهثون من غرفة إلى أخرى بحثا عن المخالفين أمٌا داخل الغرف فكلٌ شيء مباح: الغناء الشٌعبيٌ, الميسر, الشٌطرنج و…..حتٌى الفاحشة, ألم يكتف السٌيٌد (ب.خ.)مدير سجن جندوبة سنة 1996 وفي الليالي الأولى من شهر رمضان بصفع شابٌين أصيلي (س) قبضا عليهما متلبٌسين ولم يقضٌيا ولو نصف ساعة في السٌجن المضيٌق… تلاوة القرآن الكريم: في بداية رحلة العذاب (1990-1991) كان من المسموح به جلب كتب التٌفسير,  وكتب السٌيرة, والفقه و أصوله, وكتب اللٌغات. ثمٌ بدأت الانتكاسة بعد صدور الأحكام في المحكمتين العسكريتين و تربٌع السٌيٌد (أ.ح.) على كرسيٌ المدير العام ٌفي أواخر صائفة 1992 ثمٌ منع جلب الكتب, وفي مرحلة موالية سحبت الكتب التي سبق أن جلبها أصحابها, وحجزت في حملات تفتيش , نظٌمت للغرض, ولم تكتف الإدارة بذلك, بل عمدت إلى حجز المصاحف,التي تضمٌ بين دفٌتيها زيادة عن سور القرآن الكريم شرحا للألفاظ,أو أسباب النٌزول     ( مثل تفسير الجلالين أو شرح ألفاظ القرآن الكريم لمخلوف…).ثمٌ تلت مرحلة أخرى, عمدت فيها الإدارة إلى حجز المصاحف التي تحتوي على دعاء ختم القرآن (نعم هكذا),فترى كثيرا من السٌجناء الذين بلغهم هذا الإجراء يعمدون إلى تقطيع تلك الصٌفحات , سعيا منهم للاحتفاظ بالمصحف. وأذكر هنا حالة السٌجين (ش.م.) بالسٌجن المدني بتونس, ولا يزال المتصفٌح للمصاحف يجد الكثير منها قد نزعت منها تلك الصٌفحات… وفي مرحلة أخرى عمد الملازم أوٌل (ع.ع.), مدير سجن صفاقس, إلى منع جلب المصاحف ثمٌ و صادر الموجود منها لدى المساجين, وذلك سنة 1994-1995, كما فعل ذلك (ش.ب.)في سجن بنزرت المدينة سنة 1993. ويا ليت الأمر وقف عند هذا الحدٌ في سجن صفاقس..كان حفظ القرآن الكريم الشغل الشٌاغل لكثير من سجناء الرأي وكذلك البعض من الحقٌ العامٌ, وقد حرموا من الكتب الفكريٌة, ووسائل التٌثقيف المختلفة, ومن مواصلة دراستهم, بل حرموا من وسائل الإعلام الرٌسميٌة و شبه الرٌسميٌة…فترى هؤلاء يلقنون بعضهم بعضا السٌور, لأنٌه حفظونها, وقد يجازف البعض بكتابة الآيات التي يريد حفظها في ورقة صغيرة, بعد أخذ الاحتياطات الضٌروريٌة, كأن ينسخ الآيات في بيت الخلاء (القلم ممنوع و الورق ممنوع كذلك…) ويتكتٌم بعد ذلك عند الاطٌلاع عليه, لأنٌهه مهدٌد, عند التفطٌن إليه, بزيارة السٌجن المضيٌق, والإقامة فيه لمدٌ 10 أيٌام, بعد الوليمة بطبيعة الحال…وقد حدٌثني السٌجين (ك. ر.) بأنٌه و إخوانه الموجودين معه في إحدى غرف سجن فاقس اشتبهت عليهم آية من سورة النٌساء, واختلفوا في قراءتها, ولم يحسم الأمر, و لم يتيقٌنوا من وجه القراءة الصٌحيحة إلاٌ عند قدوم السٌجين (ع.م.) إلى سجن صفاقس, قادما إليه من سجن الهوارب, إذ كان يملك مصحفا, وكان يحسن حفظ السٌورة المذكورة..وقد عمد كثير من المديرين إلى حجز المصاحف, أذكر من هؤلاء كذلك(م.ح.) مدير سجن رجيم معتوق آنذاك(1994-1995), و(ف.ب.ن.)مدير سجن القيروان (1994-1995)….و حدٌث عن المصاحف المحجوزة     و لا حرج… وإن كانت تلاوة القرآن من المقربات إلى ربٌ العزٌة, فإنٌها في السٌجون التوٌنسيٌة مجلبة لأنواع شتٌى من العقوبات, من ذلك أنٌ العريف أوٌل (ع.ر.), هدٌد السٌجين ( ق.ب.س.), الذي كان يتلو القرآن بصوت مسموع, هدٌده بوضعه في بالوعة المياه المستعملة و الأقذار, إن سمع صوته مستقبلا ( ولهم سوابق في تسليط مثل هذا النٌوع من العقاب). وكان هذا في شهر جويلية/يوليو1995 في السٌحن المدني بالهارب. أمٌا أولائك الذين كانوا في غرفة1 من جنـــــاح]هـ ـ H] بالسٌجن المدني بتونس, فقد حُِرموا كلٌهم من أسرٌتهم لأنٌ السٌيٌد الوكيل آنذاك و السٌجين حاليٌا ) ع.ح.), رأى في تلاوتهم للقرآن رموزا يريدون تمريرها إلى سجناء الرٌأي في جناح [ج – G ] .أمٌا السٌيٌد ب.غ., الذي اشتهر باسم (ب. م.) فكان صاحب صولات وجولات في الجناح المضيٌق بسجن تونس, إذ كان يزعجه الاستماع إلى القرآن الكريم, ولا يتورٌع عن اختلاق الدوٌاعي التي تسمح له بالتفنٌن في معاقبة المساجين. وانتهى به الأمر إلى استغناء الإدارة عنه نظرا لتجاوزه الحدٌ  » المعقول » في اختلاقه الوقائع لتوريط سجناء الرأي ولإبراز كفاءته لكن كم تراه دسٌ من دسيسة وكاد من مكيدة قبل التخلٌي عنه؟ وقد يكون هناك سبب آخر وراء الاستغناء عنه. كما أنٌ حصص الإملاءات القرآنية ممنوعة تماما, مثلها مثل كلٌ الأنشطة الجماعيٌة… وقد علٌق الوكيل أوٌل (ح.ع.) على حرص سجناء الرأي على حفظ القرآن بالقول:»لستم في السٌعوديٌة, والله لن تخرجوا من السٌجون إلا بعد انقضاء أحكامكم كاملة«. تلميحا إلى أنٌ حفظ القرآن الكريم يعدٌ من الأسباب التي تجعل السٌجين يتمتٌع بالعفو… و لا يجوز لنا أن نختم هذا العنصر دون ذكر فعل شنيع أقدم عليه من سمٌى نفسه ب »شارون », و كان يومها مديرا لسجن حربوب بولاية مدنين في الجنوب التٌونسيٌ, فقد سمح لنفسه بالدٌوس على المصحف على مرأى و مسمع من العامٌ و الخاصٌ. ونفس الممارسة قام بها (ش.ب.) الذي تولٌى إدارة سجن قابس ثمٌ صفاقس وهو ما بلغنا عمٌن عاين هذا الفعل الشٌنيع السٌجين (ي.د.). فأين الإدارة العامٌة وأين المتفقٌد العامٌ للسٌجون و الإصلاح وأين الغيورون وذوو الضٌمائر الحيٌة من أعوان السٌجون؟ ٌإنٌ الدٌفاع عن الدٌين أو عن شعائره يعتبر دليلا كافيا لانتماء من يقوم بذلك إلى حركة النٌهضة التي تسعى السٌلطة إلى استئصالها و إبادة أعضائها و المتعاطفين معها  ومؤيٌديها. سبٌ الجلالة: إن كان من المؤسف تفشٌي ظاهرة سبٌ الجلالة في المجتمع التٌونسيٌ عموما, فإنٌ هذه الظٌاهرة في الفضاء ألسجني قد استشرت بصفة مفزعة ومع ذلك فهي لا تقابل بأيٌ استهجان أو ردع لها, بل تجد شيئا من التٌشجيع بغضٌ الطٌرف عن مرتكبها و عدم تحرٌج الأعوان, بل من الضبٌاط و المسؤولين من التفوٌه بها, و أسوق هنا بعض الوقائع: في شهر جوان / حزيران 1994 شنٌ السٌجينان (ق.ب.س.) و (ب.ل.) إضرابا عن الطٌعام بسبب تعمٌد السٌيٌد ( م.ح.) مساعد مدير السٌجن المدني بالمهدية سبٌ الجلالة أثناء تأديتهم للصٌلاة – صلاة المغرب- داخل الغرفة (غرفة 17)… أمٌا السٌيٌد (هـ.ز.) مدير سجن المهديٌة سنة 1992- 1995, الٌذي كان قد أبدى شيئا من التٌفهٌم, عندما طلب منه المساجين التٌصدٌي لتفشٌي ظاهرة سبٌ الجلالة, وكان حينذاك يؤدٌي زيارة لغرفتي 6 و7 و 8 في السٌجن..لم يتوان هو نفسه عن إتيان ذلك في غرفة 8, الٌتي زارها مباشرة بعد غرفتي6 و 7, أي بعد دقائق معدودة من الوعد الذي قطعه على نفسه للمساجين… وكثير هم المديرون و مساعدوهم وأعوانهم, الذين لا يرون أيٌ حرج في سبٌ الجلالة,  و لا يستنكفون من ذلك أبدا…ألم يعاقب (م.ز.) مدير برج الرٌمي سنة 1991السٌجين (ع. م.), وبعد تقييد يديه ورجليه, بأن وضعه على سرير حديديٌ دون حشيٌة, وهو عار تماما, وشرع في جلده , طالبا منه سبٌ الجلالة, إن أراد لنفسه السٌلامة. (وهو ما يذكٌر بما كانت تفعله قريش ببلال بن رباح, الذي كان يعذٌب ببطحاء مكٌة, ومعذٌبوه يطلبون منه الكفر برسالة محمد عليه الصٌلاة و السٌلام, وهو يردٌ عليهم أحد, أحد..). ولا يزال في سنة 2003 من يتباهى من مسؤولي السٌجون بسبٌ الجلالة و أذكر هنا السٌيٌد « باديس » مساعد المدير بسجن صفاقس الجديد ( سجن طينة). وفي الوقت الذي يعاقب فيه السٌجين, وبكلٌ صرامة, عن ابتسامة, أو تعليق بسيط, أثناء شريط الأنباء في التٌلفزة, فإنٌ أعذارا عديدة تقدٌم عند سبٌه الجلالة, مثل « هل هو في مسجد حتٌى نعاقبه على الكفر؟..أو الادٌعاء بأنٌه يمرٌ بظروف قاسية, وأنٌها هي السٌبب فيما يصدر عنه.» لكنٌ تلك الأعذار لا تلتمس للٌذي يعلٌق على الأخبار الرٌسميٌة و التي تأخذ قداسة أكبر من قداسة الدٌين و لفظ الجلالة.. الإرشاد الدٌيني و الأخلاقي: أمٌا ما ورد في أمر 1876 في الفصل 65 و الذي ينصٌ على « تنظٌم لفائدة المساجين برامج للإرشاد الدٌيني و الأخلاقي بواسطة وعٌاض مختصٌين أو بواسطة الإطار التٌربوي التٌابع للإدارة العاملة للسٌجون و الإصلاح » فإنٌه لا يعدو أن يكون حبرا على ورق.  نعم كانت هناك في بداية المحنة بعض البرامج للإرشاد الدٌيني و الأخلاقي في بعض السٌجون, لكن سرعان ما توقٌفت بعد ذلك. فهل ينتظر من واعظ أن ينهى عن الصٌلاة و أن يأمر بالتٌصدٌي لصلاة الجماعة و أن يشجٌع على سبٌ الجلالة وأن يدعو إلى الفواحش. و قد تكفٌل بهذه المهامٌ الإطار التٌربوي للإدارة العامٌة للسٌجون و الإصلاح و بعض وجوه  » الفنٌ و الثٌقافة  » بعد ذلك. ألم يكن السٌيٌد (س.ق.)المرشد النٌفساني بسجن الهوارب سنة1993 – 1994 تحت إدارة (ف.ر.) يجمع سجناء الرٌأي ويشرح لهم أن اللٌواط ممارسة عاديٌة لكنٌ الفكر ألظلامي الدٌيني يستقذره و يستبشعه لا غير, ولا بأس من تعاطيه, وممٌن عايش هذه الأجواء اكتفي بذكر (س.ب. – ح.س. – خ.ز. ) من الغريب يقرؤوا كتبهمٌجين التٌونسيٌ المسلم بما يتمتٌع به السٌجين اليهوديٌ أو المسيحيٌ في السٌجون التونسيٌة إذ أنٌ من حقٌ هؤلاء أن يقيموا طقوسهم وشعائرهم بحضور رجال دياناتهم وتؤدٌى هذه الطٌقوس في مكاتب أعدٌت للغرض.و لهم أن يقرؤوا كتبهم المقدٌسة… لكنٌ السٌجين التونسيٌ المسلم فيمنع من صلاة الجمعة و يمنع من صلاة الجماعة و يمنع من تأدية الصٌلاة جملة ويعاقب على ذلك أشدٌ العقاب, و يحجز كتابه المقدٌس ويعرٌض نفسه للويل والثٌبور إن نسخ بضع آيات بخطٌ يده ليحفظها… وقد جاء في الفصل57 من أمر 1876 ما نصٌه:  » يمكن لرجال الدٌيانات المرخٌص لهم من طرف الإدارة العامٌة للسٌجون والإصلاح زيارة المساجين و إقامة الطٌقوس الدٌينيٌة. وتقع هذه الزٌيارة بمكتب معدٌ للغرض وبمحضر أحد أعوان السٌجن ». و من المفارقات أن نجد العهود والمواثيق الدٌوليٌة تسعى إلى أن يتمتٌع كلٌ إنسان بكافٌة الحقوق والحرٌيات دون تمييز بسبب العنصر أو الدٌين أو اللٌون أو اللغة أو الرٌأي السٌياسيٌ كما تحرص بالخصوص على حفظ حقوق الأقلٌيات بالتٌنصيص على حقٌها في أداء شعائرها. وقد ورد في القواعد النٌموذجيٌة الدٌنيا في معاملة المساجين  وفي القاعدة السٌادسة بالذٌات : » لا يجوز التٌمييز بين السٌجناء على أساس العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدٌين أو الرٌأي سياسيٌا كان أو غير سياسيٌ أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثٌروة أو المولد أو أي وضع آخر. قبل أن يضيف:  » من المستحبٌ, مع ذلك وكلٌما اقتضت الظٌروف المحلٌيٌة ذلك, احترام المعتقدات الدٌينية والمدركات الثٌقافيٌة للفئة التي ينتمي إليها السٌجناء «.  أليس من العار أن يطالب التٌونسيٌ في بلده بحقٌه في أداء شعائره الديٌنيٌة أسوة ببني بلده من ذوي الدٌيانات الأخرى.ألا يكون من العبث المطالبة بالتٌنصيص على حقوق الأكثريٌة في التٌعبٌد قبل الاطلاع على هذا الواقع المرير أمٌا بعد ذلك فليس هناك أمر بديهيٌ خاصٌة في ظلٌ أنظمة لم تحسن غير إفراغ أيٌ تشريع أو ميثاق أو قانون من كلٌ محتوى إيجابيٌ يحفظ حقوق الفرد                    و الجماعة…و ما واقعنا عنٌا ببعيد… السجٌادة و السٌبحة و اللٌباس التٌقليديٌ: في سعيه للتٌصدٌي لكلٌ ما له علاقة بالدٌين, و لو من بعيد, ارتأى السٌيٌد (ف.ر) مدير سجن الهوارب حجز كل السٌجٌادات. و قام بحملات تفتيش للغرض… وعمد السٌيٌد المدير , بعد حجزها , إلى تزيين المكاتب الإداريٌة المختلفة بها, فتراها معلٌقة , أو ملقاة على الكراسي , في مكاتب التٌنشيط , و في المصحٌة و غيرها من المكاتب , لكن لا يجوز للمعتقلين أن يصلٌوا عليها . و كذلك فعل (ر.ع.)مدير سجن المسعدين الذي قد يكون آذاه برد أرضيٌة مكتبه فوضع سجٌادة محجوزة تحت قدميه وذلك ما عاينه السٌجين ( أ. ع.). وهل يليق بالسٌيٌد (ع. ع.)مدير سجن برج الرٌومي أن يغفل عن مثل هذه الأعمال, فقد حجز سجٌادتي في آب 1999 ولم يسمح لي باسترجاعها يوم نقلتي من هناك, بما يعني أنٌها استُغِلٌت لأغراض أخرى. أما السٌبحة فشأنها شأن السٌجٌادة فقد منعت طيلة سنوات, وفي كل السٌجون تقريبا, و إن كانت السٌبحة مصنوعة في السٌجن بأيدي السٌجناء أنفسهم من موادٌ بسيطة كالعجين أو نواتات حبٌات الزٌيتون المصبٌر. وكذلك الأمر بالنٌسبة للأزياء التٌقليدية التٌونسية (الجبٌة و الشٌاشية…) فقد منع مبكٌرا (من كافة السٌجون التٌونسية , و لا يزال الأمر كذلك , في كثير من السٌجون . و إن كان السٌيٌد المدير (ن.ع) مدير سجن المسعدين قد ارتأى سنة 1995 الاحتفال بيوم اللٌباس التقليدي, فوقف أمام مصوٌر السٌجن متوسٌطا سجينين و سجينتين و هم يرتدون اللٌباس التٌقليدي, و وشٌحت مجلة «الأمل », التي تصدر عن الإدارة العامٌة للسٌجون و الإصلاح غلافها الخارجي بتلك الصٌورة, لم ير هذا المدير بالذٌات مانعا في حجز كل تبٌان طويل, و منع دخولها إلى سجن المسعدين, ممٌا أدٌى بالكثير إلى الإحجام عن الذٌهاب للاستحمام جملة. هذه بعض ملامح التٌعامل مع شعائر الدٌين و مظاهره في السٌجون التٌونسية, ونحن على يقين من أنٌ هناك من الممارسات الكثير لم يبلغنا عنها شيء, ولعلٌها أشدٌ فظاعة ممٌا أوردنا في هذه العجالة, لكن حسبنا أن شرعنا في عملية التٌوثيق لهذه الفترة, و عساها تكمل الصٌورة, و يطٌلع من يريد الاطٌلاع على واقع مرير, حرصت الإدارة طويلا على التٌعتيم عليه, بمعاقبة كلٌ من سمحت له نفسه بنقل شيء من حياته التٌعيسة في غياهب السٌجون إلى العالم الخارجي… لكن هل يمكن أن يدوم ذلك؟ كلا. إن المصلحة العليا لبلدنا تقتضي جرأة و شجاعة و حزما و مروءة, في توثيق هذه الحقائق الأليمة.. جرأة في بسط كلٌ الملفٌات للدٌرس دون تستٌر على أيٌ منها, و تشريك كل الأطراف الموجودة على السٌاحة لتقديم- رأيها و رؤيتها.. و شجاعة في تحميل كلٌ من تجاوز حدود صلاحيٌته, و تعسٌف في استعمال نفوذه, و السٌلطة المنوطة به, – مسؤولية الآلام و الجراح التي تسبٌب فيها… و حزما في تنفيذ ما يتوصٌل إليه بفضل تلك الجرأة و تلك الشٌجاعة.- ومروءة تمكٌن من طيٌ صفحة الماضي, على أن لا ترى تلك الممارسات تعود من جديد… و لِمَ كلٌ ذلك؟ لأنٌ نتيجة واحدة قد يصل إليها المتأمٌل في شعائر الدٌين ومظاهره في السٌجون التٌونسية, تتمثٌل في التٌنكيل بسجناء الرٌأي, والانتقام منهم, بقطع النٌظر عن العهود والمواثيق الدٌولية و ودستور البلاد, وكلٌ القوانين المنظٌمة للأوضاع داخل السٌجون, وإن أدٌى ذلك إلى الدٌوس على المقدٌسات, وانتهاك حرمات الديٌن و شعائره. ذلك التٌنكيل, الذي كان يمثٌل العملة الرٌائجة, و البضاعة الناٌفقة, وجواز السٌفر نحو رضا المسؤولين, والارتقاء في السٌلٌم الوظيفي, وصكٌ الغفران عن التٌقصير…لكن فات هؤلاء المسؤولين أنٌهم أقدموا بسياستهم تلك, على خطوة من الخطورة بمكان, حيث إنٌهم نقلوا الصٌراع من المجال السٌياسي إلى المجال العقدي, بل قد سمحت المؤسٌسة من حيث لم تشعر, أو لم تقدٌر خطورته, إلى بعض رجالها بممارسة قناعا تهم الخاصٌة تحت غطاء رسمي.. ومن المفيد أن نلاحظ إنٌ معاملة سجناء الرٌأي كانت في العموم تمثٌل انعكاسا لما يستجدٌ من أحداث على السٌاحة القطريٌة أو الإقليميٌة أو الدٌوليٌة, وكانت تتأثٌر سلبا في الأغلب, و إيجابا أحيانا بالأحداث أو ما يصدر هنا أو هناك من بيانات و مقالات و أخبار…وقد تدرٌج هذا التٌنكيل إلى أن بلغ أوجه سنة 1995, وهذا لا يعني أبدا أن ٌصفحة الانتقام و التشفٌي قد طويت  بعد ذلك, وأنٌ المعاملة قد تحسٌنت في السٌنين الموالية… ألا يحقٌ للكثير أن يترحٌم على عهد لم يخل أيٌ سجن فيه من مسجد تقام فيه الصٌلاة, صلاة الجمعة وصلاة الجماعة, ولا تزال المنابر و المحاريب في كلٌ من النٌاظور والكاف والهوارب… شاهدة على ذلك, وكان المرشدون الدٌينيون يزورون السٌجون أسبوعيا, لتقديم مواعظهم و دروسهم, ويستمعون إلى أسئلة المساجين و يجيبون عليها…ألم يكن الأستاذ عبد الفتٌاح مورو ( وكان وقتها قاضيا ) يزور السجٌٌن المدني بالعاصمة كواعظ ومدرٌس وعندما لاحظ الحرج الحاصل للمساجين بسبب حضور بعض الأعوان – قصد حمايته- حصص الوعظ تلك في المسجد (جناح أ حاليا) لم يتردٌد في التماس مغادرة الأعوان المكان لأنٌه لا يحتاج لحماتهم و ليبقى مع المساجين دون حضورهم وكان له ذلك… ألا يحقٌ لنا أن نتساءل لِمَ تعدٌ الإدارة مكتبا لإقامة الٌطقوس والشٌعائر المسيحيٌة و اليهوديٌة وفي الوقت نفسه تغلق المساجد وتمنع إقامة الشٌعائر الإسلاميٌة وتعاقب أشدٌ العقوبات على إقامة صلاة الصٌبح في وقتها, كما تعاقب من صلٌى جماعة؟ ونحن إذ نذكر كلٌ هذه المآسي بكلٌ ما فيها من مرارة و فظاعة إنٌما نسعى بذلك إلى إرساء تعامل سليم لا مجال فيه لاستغلال النٌفوذ و التٌعسٌف وتجاوز القانون و انتهاك العهود و المواثيق الدٌولية رغم المصادقة الرٌسميٌة عليها دون تحفٌظ عسانا بذلك ننتقل من رفع الشٌعارات الجميلة إلى ترجمتها في الواقع فيحصل بذلك ما يطالب به الجميع: التٌناغم التٌام بين الشٌعار و الممارسة… عبدالله الــــــــــزواري الجوال: 0021621530601 abzouari@yahoo.fr (المصدر: موقع « نهضة إنفو » (أوروبا)، تصفح يوم 16 أوت 2007)

الذكرى الاولى لوفاة المرحومة السيدة التركي حرم عمر الهاروني

(16 أوت 2006)

 
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين. بقلوب خاشعة وعيون دامعة وإيمان راسخ بقضاء الله وقدره وبصبر جميل على تحمل المصائب وعلى فراق من نحب نتذكرك في جميع المناسبات وخاصة يوم 16 أوت حين ودعتنا دون عودة ولكن روحك الطاهرة ستظل ترفرف في صدورنا مما يقوينا ويصبرنا. فالإيمان بأن الموت حق وان من تفرد بدوام البقاء وكتب على مخلوقاته الموت والفناء ولم يشاركه احد في خلده حتى الملائكة والأنبياء هو الله سبحانه وتعالى، مما يعزينا ويلهمنا الصبر والسلوان. فلا نقول إلا ما يرضي الله دون ان ننسى طيفك الذي يحوم حولنا وصوتك الذي مازال يرن في آذاننا ونصائحك التي صرنا نعمل بها وأختام القرآن التي دربتنا على تلاوتها. نامي هانئة مطمئنة في مثواك الأخير جعله الله لك روضا من رياض الجنة وجمعنا وإياك في دار النعيم محشورين في زمرة خير خلق الله المصطفى الكريم. اللهم ارحمها واغفر لها وأكرمها واسكنها دارا خيرا من دارها وأهلا خيرا من أهلها واجعل قبرها روضا من رياض الجنة يا ارحم الرحمين يا رب العالمين.  

زوجك عمر الهاروني وابناؤك: كريم (المعتقل منذ عام 1991، التحرير)، كريمة، ماهر، إلياس وهند

إنّا لله وإنّا إليه راجعون (المصدر: صفحة « الوفيات » بجريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 16 أوت 2007)


 

المركزية وباء العمل النقابي بتونس

محمد عمامي

          ما يحدث اليوم في عدة قطاعات عمالية من تنافس بين سلط الإشراف والبوليس من جهة ولجنة التجريد النقابي للإتحاد العام التونسي للشغل من جهة أخرى لخنق النشاط النقابي يحث على البحث في الآلية التي تجعل البيروقراطية النقابية بنسختها الراهنة أكثر تحكما في القطاعات والجهات والهياكل من كل المستويات رغم وهنها وتهافتها مقارنة بالقيادة التاريخية التي أحالها النظام البوليسي على التقاعد الإجباري.

        المركزية في خدمة البيروقراطية النقابية والنظام القائم

        منذ انتصاب النظام البورقيبي، خضع الإتحاد العام التونسي للشغل لحروب دامية قصد السيطرة عليه واستعمال وزنه الاجتماعي وشرعيته التاريخية لتزكية سياسات الدولة وفرض الأمر الواقع على الشغالين وعموم الشعب. وكان لكل حرب رجالها من داخل جهاز الإتحاد ومن خارجه. ولكن مع كل هجوم كانت النتائج عكسية إذ تتحرر القطاعات أكثر وتزداد حيويتها وتتناسل نضالاتها وتبدأ دورة أخرى من البحث عن تلك السيطرة بوسائل أكثر دهاء وتعاط مع الضغوط.

         في الواقع ما كان يسمح بتلك القدرة على المقاومة وتحويل الهزائم إلى دوافع جديدة للنضال هو ذلك الهامش من استقلالية القطاعات عن المركز بحيث لا يملك المكتب التنفيذي ولا الزعيم – ولو كان الحبيب عاشور- أن يعدم النضالات مهما كان تعامله مع الضغوط أو المغريات التي تقدم له. فلنذكر على سبيل المثال أن الغالبية الساحقة للإضرابات سنة  1977 والتي رد عليها النظام أخيرا بهجوم 26 جانفي 1978 لم يصادق عليها المكتب التنفيذي، وأعلن في كل مرة عدم شرعيتها وتبرأ منها ولكنه لم يستطع أن يلغيها. ولم يكن من الممكن لقيادة المركزية أن تلتزم بإلغاء الإضرابات لسنوات مهما كان المقابل لأنها لا تملك حق القرار بدل القطاعات.

         إن ما يجعل البيروقراطية الهزيلة والمرتشية الراهنة تتحكم في كل إمكانات وهياكل ومقرات وأطر الإتحاد إنما هي سلسلة التحويرات والتعديلات الهيكلية والقانونية التي فرضها في صلبه مسار من القمع والإكراه و الهرسلة والتفكيك طوال ما يزيد عن  العشرين سنة. ولقد كان مؤتمر سوسة 1989 محطة مفصلية في هذا المسار، مهدت لما بعده من مؤتمرات ضيقت أكثر فأكثر من صلاحيات الهياكل القطاعية خاصة وهياكل القرار عامة وكثفت جميع السلطات بيد المكتب التنفيذي والأمين العام بالخصوص.

         فما معنى أن تصبح هيئة إدارية قطاعية غير قانونية بمجرد انسحاب أحد المشرفين عليها من ضمن أعضاء المكتب التنفيذي المركزي، ومن ثم يصبح قرارها باطلا ويعاقب من يطبقه؟ لماذا تكون، أصلا، رئاستها من خارج القطاع ؟ وما معنى أن يصدر المكتب التنفيذي قرارات للمكاتب التنفيذية الجهوية بمحاصرة تحركات القطاعات وأن تسخّر أموالها بالذات لإفشال تحركاتها؟ أي وضع شاذ هذا الذي أصبحنا عليه بفعل المركزية ؟

 

         المسكوت عنه من تاريخ الإتحاد العام التونسي للشغل.

          في كل مناسبة تصم المركزية آذاننا بتمجيد مؤسس الإتحاد العام التونسي للشغل في إعادة أبدية لخطاب دعائي ركيك لا يفيد في تقييم التجربة النقابية ولا في استخلاص الدروس منها. فهم لا يذكرون كيف تأسس الإتحاد وما هي العوامل التي جعلت الزعيم ورفاقه – المنسيين-  ينجحون في بناء قوة نقابية تضم بعد 5 سنوات من تأسيسها 120 ألف منخرط (أعلن عن ذلك في المؤتمر الرابع مارس 1951). إن الأتحاد لم يخلق مركزيا بل تأسس كاتحاد لـ 3 اتحادات نقابية حرة هي اتحاد النقابات الحرة بالجنوب (تأسست في نوفمبر  1944 مقرها صفاقس) واتحاد النقابات الحرة بالشمال مقرها تونس (1945) والفيدرالية العامة للموظفين. وهي بدورها اتحادات لنقابات حرة. وهنا يبرز الإتحاد العام التونسي للشغل المؤسس في جانفي 1946 كما نعلم بوصفه اتحاد اتحادات لنقابات حرة، وهو ما يعبر عنه بلغة أخرى: « بالكونفيدرالية ». أي باتحاد فدراليات ولا يشبه في شيء هذا الغول البيروقراطي الجاثم على صدر النقابات القطاعية و الجامعات  والنقابات الجهوية،  أو بلغة أخرى: « الفدراليات ».

            بعض المقترحات السريعة لاستعادة استقلالية النقابات.

            بفعل سنوات طويلة من التزاوج بين البيروقراطية النقابية والبيروقراطية الدستورية ثم البوليسية، يستحيل على الجهاز المركزي للإتحاد العام التونسي للشغل أن يسلم اليوم بما كان تاريخيا أمرا بديهيا. زد على ذلك العون الكبير الذي قدمه بيروقراطيو اليسار المنصهرون في ذلك الجهاز، ساحبين منهج المركزية البيروقراطية الحزبية المقدسة لديهم، ليصبح الإتحاد بمثابة الحزب الأشد بقرطة من ضمن أحزاب المعارضة من أجل الرئيس. لذلك فالمعركة حول الاستقلالية ستكون مباشرة وطويلة، ولكنها مصيرية ولا يمكن تلافيها.  وهي معركة ستتفاوت الأدوار فيها من قطاع لآخر. وحركة قطاعات التعليم يمكن أن تتطور في هذا الإتجاه وسيكون لذلك الأرجح تأثير مباشر على البريد والتيليكوم والصحة… وهي كلها قطاعات مرشحة للعب دور طليعي فيها.

             إن معركة الإستقلالة تتطلب وضوحا في الأهداف والمطالب. فالبداية حسب رأيي هي:

* البدء فورا في عقد الإجتماعات والندوات واستغلال المؤتمرات لصياغة تصورات قطاعية مستقلة للعلاقة بالمركز، بما في ذلك تحديد الصلاحيات ونسبة المساهمة المالية والسيادة على الإنخراطات.

*البدء فورا في خلق فضاءات نقاش مكتوبة على الأنترنات مثل « ضد التجريد » و منشورة (نشريات قطاعية، جهوية، محلية، أساسية).

*التحسب للرد على حملات القمع المزدوجة (سلطة – بيروقراطية) والتضامن بين القطاعات.

*المطالبة فورا بحل لجنة النظام وإرجاع سلطة القرارات التأديبية إلى الهياكل الأساسية فالقطاعية وفي الأخير إلى المجلس الوطني والمؤتمر العام للإتحاد العام التونسي للشغل.         


 

تعقيب على مقال(القتل،أرادوا) الصادر في جريدة أخبار الجمهورية

معز الجماعي تفاعلا مع مقال السيد المنصف بن مراد بعنوان (القتل، أرادوا) الصادر بجريدة أخبار الجمهورية عدد881 ،تطرق خلاله إلى الشاب المغربي الذي فجر نفسه أمام حافلة سياحية .إني أوافق و أيد السيد منصف على إدانة هذه العملية و كل الهجمات الإرهابية لأنها ليست الطريقة السليمة لإصلاح العالم العربي و إنهاء الحكم الدكتاتوري فيه و أكد على ضرورة رفض المشرمع السلفي . صاحب المقال طالب المجتمع المدني و الأحزاب بتأطير شبابنا و حمايتهم من السقوط في خانة التنظمات الإرهابية محملهم المسؤلية في ذلك بعدم إهتمامهم الغير كافي بمشاكل و طموحات الشباب ، و هنا لم يشير لا من بعيد و لا من قريب إلى دور السلطة و مساهمتها في إنجاح ما يطلبه .كيف يريد السيد منصف بن مراد نجاح مكونات المجتمع المدني في ما يطلبه داخل وضع غير ديمقراطي تحاصر فيه السلطة أنشطة الجمعيات المستقلة و الأحزاب الحقيقية .لا أريد سرد تفاصيل التضيق علي مكونات المجتمع المدني لأن السيد منصف مطلع علي كل هذا و تطرق إليه عديد المرات في مقالته ،لكن أريد الوقوف مثال بسيط و هو ما نتعرض إليه نحن شباب الحزب الديمقراطي التقدمي من مضايقات أخرها محاولة منع الجامعة الصيفية برفض منحنا فضاء عمومي و الضغط علي شركة سياحية لفسخ عقد أمضته معنا لإحتضان أشغال الجامعة لمدة 3 أيام. كيف سنقنع شبابنا بنبذ العنف و التطرف و ضرورة الحوار لتحقيق أهدافهم و طموحاتهم و السلطة ترفض ماتقي ل 70 شابا يريدون مناقشة قضايا وطنية و فكرية ، فهذه الممراسات المتخلفة هي التي تزرع التغلغل و النقمة في صفوف شبابنا ولو لا الحداثة المقتنع بها الشباب الديمقراطي التقدمي لأنزلق في الفكير و البحث عن ردة فعل متطرفة ،و من منطلق إيماننا بالقضية التي نناضل من أجلها و التمسك بحقنا بالطرق القانونية و السلمية نحن مصميمون على عقد الجامعة الصيفية في موعدها بأي طريقة و مهما كلفنا الأمر بدون الجوء إلى ما تستدرجنا إليه  السلطة من غير أن تعلم (لإرهاب). -ملاحظة : أنشر هذا التعقيب على الأنترنات و ليس عبر جريدة أخبار الجمهورية لأن سبق و أن أرسات تعقيب علي مقال للسيد منصف بن مراد أنتقد فيه إرتداء الحجاب و لم ينشره فكيف يريد لجريدته أن تكون صحيفة الجرأة و هو يرفض النقد و إحترام الرأى الخالف.


بسم الله الرحمان الرحيم  والصلاة والسلام على أفضل المرسلين الرسالة رقم 277 على موقع تونس نيوز

الإعلام دوره الإصلاح وإنارة العقول وإبراز الحقائق للشعب وقراءة التاريخ بصدق ونزاهة

 
بقلم محمد العروسي الهاني
تونس في 2007/08/14  
المحطات التاريخية التي عاشتها بلادنا خلال نصف قرن لا تحصى ولا تعدّ والأحداث الوطنية غزيرة ومتنوعة وأهم الأحداث الوطنية 18 جانفي 1952 عيد الثورة التونسية و 3 سبتمبر 1934 ذكرى إبعاد الزعماء إلى الجنوب التونسي وفي طليعتهم الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله ويوم غرة جوان 1955 عودة القائد البطل الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله إلى أرض الوطن حاملا ورافعا راية الوطن. وبشائر الإستقلال والسادة و 20 مارس 1956 ذكرى عيد الاستقلال التام و 25 جويلية 1957 ذكرى اعلان النظام الجمهوري و 3أوت عيد ميلاد الرمز الخالد 1903/08/03 و 13 أوت عيد المراة وإصدار مجلة الأحوال الشخصية و 15 اكتوبر عيد الجلاء عن قاعدة بنزرت و12ماي 1964 عيد الجلاء الزراعي وتأمين الاراضي الفلاحية و انهاء الاحتلال الفرنسي في يوم ذكرى إبرام الحماية يوم 1881/05/12 و 9 أفريل 1938 ذكرى الشهداء الأبرار. هذه المحطات التاريخية الهامة والمشرفة والوضاءة كلها صنعها حزب التحرير وبناها الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة في ملحمة رائعة لا ينكرها إلا جحود أو متكبّر وكنا منذ الإستقلال نستعدّ لها ونحتفل بها على أحسن ما يرام والإعلام يقوم بالتغطية الكاملة باعتبارها أفراح شعب وذكريات مجيدة لا تمحى من ذاكرتنا الوطنية والشعبية وكنا نشاهد ونتابع خطب الزعيم بورقيبة ونتشبّع بها ونتلذذها وهي غذاء روحي للشعب والتوجيهات التي تبث يوميا في التلفزة التونسية بعنوان من توجيهات الرئيس. كان الاخ عبد الرؤوف يعيش هو المشرف عليها واليوم هذا الشخص يكتب في جريدة الصباح على الاحداث الوطنية ولكن مع الأسف أصبح هذا الصحفي يتحاشى الحديث على بورقيبة وتاريخ هذا الزعيم العملاق – سبحان الله مبدل الأحوال ومغير الأمور وسبحان الله مقلب الأمور… ؟ و أعود لدور الإعلام هذه المحطات التاريخية التي كان يمجّدها إعلامنا التونسي طويلا وبعمق أصبح اليوم يمرّ عليها مرار الكرام وباحتشام شديد ويمرّ على خطب الرئيس مر سريع في أقل من ثانية حتى عيد الجمهورية الذكرى الخمسين 25 جويلية 1957 – 25 جويلية 2007 كل نشاط بورقيبة طيلة 30 سنة و 4 أشهر تم استعراضه في 5 دقائق لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم…هذا اعلامنا التونسي الذي نبكي عليه صاع من الدموع أما في المقابل أبنائنا وأصدقائنا في فضائيات عربية وفرنسية أعطوا حق بورقيبة وانصفوه وماقامت به قناة العربية بمجهودات أبناء تونس البررة خلال شهري مارس وأفريل 2007 يشرّف تاريخ تونس وما قامت به التلفزة الفرنسية خصم الأمس يعتبر هام ويشرف تاريخ زعيمنا الاكبر وعملاق التاريخ وما يقوم به هذه الايام السيد محمد الهاشمي الحامدي مدير قناة المستقلة هو شيء جميل وهام يبرز بطريقة ذكية تاريخ الرمز الخالد الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله وما الحوارات التي تبثّها حاليا القناة مع السيد محمد الصباح بالخصوص إلا تأكيدا على حرية الإعلام وحرية الرأي والتعبير. وما أحوجنا لمثل هذه الحوارات في تلفزتنا التونسي التي أسّسها الزعيم الراحل وقال الشاعر ليبت شعري وناديته حيّا لكن لا حياة لمن تنادي وأخير نشكر كل الفضائيات التي خصصت مساحات للحديث على مسيرة وزمن بورقيبة رحمه الله. قال الله تعالى :  » فلتكن أمة منكم يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ».  
صدق الله العظيــم وللحديـث معانـي ومقـاصد محمد العروسي الهاني

المعذرة يا السيد بن حسين

المحترم الفاضل السيد الطاهر بن حسين

 
تحياتي وبعد لقد اصبت في امرين وانت توجه لي الدعوة  للمشاركة في نقاش تلفزي بقناتكم « الحوار التونسي » مع السيد بوعبدلي. الامر الاول هو فعلا الاسم مستعار فانا أمضي فقط بــ »بلحسن عبد السلام » للفت انتباه صديق مولع بحب الأولياء الصالحين سيدي ابي الحسن الشاذلي وسيدي عبد السلام الاسمر. والامر الثاني قلة الشجاعة التي كشفتها فيا ولفت نظري لها … والغريب في الأمر يا سيدي انك بعد اكتشافك لعدم شجاعتي تتفضل بدعوتي للمشاركة في قناتكم أعني انك وضعتني في موضع المستجير من الرمضاء بالنار او كالهارب من القطرة جا تحت الميزاب … يا سي الطاهر قطرة « تونس نيوز » ولا ميزاب « قناة الحوار » …واقولها لك لو سمحت وبكل شجاعة لا أتشرف لا بقناتك ولا بالسيد بوعبدلي …وملفات المتضررين ستقدم للعدالة وهي الفيصل بيننا… وأتمنى من صميم قلبي أن تتقبل عدم قبولي لدعوة سيادتكم بكل روح رياضية والشيء من مأتاه لا يستغرب. بلحسن عبد السلام

فداك أيها الشعر

أم أسيل ليس هذا القصيد في وارد فخر وإنما في وارد هجاء لما نعايشه اليوم من امتهان للذمم والأقلام أنا ابنة غرناطة أنا ابنة تونس أنا ابنة اليمن امرأة لا تعرف الوهن سليلة ولادة وابن زيدون دون شعر لن أكون سليلة المتنبي سليلة جرير دون شعر أنا امرأة بلا مصير ركبت صهوة الشعر بلا خوف ومازلت إلى اليوم بحبه كلف سجلت اسمي على صفحة البحر فطار الاسم وحط على البدر سلوا البدر عني وعن شعري سيشهد البدر بأننا الطهر تدثرنا برداء العز نطلبه يوم باع الرجال العز بالترف سلوا البحر عني وعن حبري سيشهد البحر بأننا الصبر فلا ظلم ولا قهر يفرقنا تعاهدنا والعهد باق مع العمر فقلت أنا والبحر والبدر فداك ـ ولا فخر أيها الشعر .


النص الحرفي لمحضر الاتفاق:

بين وزارة التربية والتكوين والنقابة العامة للتعليم الاساسي

 

في إطار الحوار المتواصل بين وزارة التربية والتكوين من جهة والاتحاد العام التونسي للشغل والنقابة العامة للتعليم الأساسي من جهة اخرى وحرصا على مزيد العناية بظروف عمل مدرسي المدارس الابتدائية ومزيد تحفيزهم على البذل والعطاء وتتويجا لجلسات العمل بين الطرفين تم الاتفاق على ما يلي:

1 ـ تطبيقا لما  ور بالفقرة الثانية من محضر اتفاق غرّة نوفمبر 2006 اتفق الطرفان على تمكين مدرّسي المدارس الابتدائية المباشرين للتدريس من منحة خصوصية سنوية تمكّن المعلم من تغطية مصاريف اقتاء المستلزمات المدرسية (منحة خصوصية لمصاريف المستلزمات المدرسية) تسند هذه المنحة مرّة واحدة في بداية كل سنة دراسية وتبلغ قيمتها الجملية مائة وثمانين دينارا (180د) تصرف كما يلي:  القسط الاول في سبتمبر 2007 وقيمته ستون دينارا (60د).  القسط الثاني في سبتمبر 2008 وقيمته ستون دينارا (60د) يضاف الى القسط الأوّل،  القسط الثالث في سبتمبر 2009 وقيمته ستون دينارا (60د) يضاف الى القسط الأوّل والثاني. 2 ـ تطبيقا لما ورد بالفقرة السادسة من محضر اتفاق غرّة نوفمبر 2006 حول تطوير حركة نقل المدرسين تم الاتفاق على ما يلي:  المبادئ العامة: تتم حركة نقل المعلمين على أساس المبادئ التالية: ـ دورية الحركة كل سنتين، ـ التناظر على المراكز الشاغرة حسب مقاييس متفق في شأنها بين الطرفين (الإداري والنقابي) ويرتب المترشحون طبقا لمجموع النقاط المتحصل عليها اعتمادا على منظومة الاعلامية ـ الحرص على ان لا تفرز حركة النقل زيادة عن النصاب ولا يمكن ان تفرز حاجيات اضافية.  تحديد المراكز الشاغرة المتناظر عليها كما يلي: أ ـ المراكز الشاغرة فعلا والناتجة عن التقاعد أو الاعفاء او الوفاة او الالحاق او الاحالة على عدم المباشر أو الاستقالة. ب ـ المراكز التي يشغلها المعلمون خارج الحركة الدورية لمدة ثلاث (03) سنوات فأقل.  تتم حركةالنقل على أساس المبادئ والشغورات المذكورة اعلاه ويدعى الطرف النقابي جهويا للنظر في الشغورات على الاسس المذكورة أعلاه إضافة الى دعوته إثر إجراء الحركة الى الاطلاع على نتائجها كما تتم دعوة النقابة العامة اثر الحركة الى جلسة عمل مع المصالح المعنية بالوزارة للنظر في ملفات التظلم او الحالات الانسانية والاجتماية ان وجدت.  يتم تدارس الحالات الانسانية والاجتماعية وتقريب الازواج بين الطرفين على الصعيدين الجهوي والوطني بالتناظر بين ملفات المعنيين وفق مقاييس حركة النقل الدورية وفي حدود ما يتوفر من شغورات وفي ضوء التوازنات البيداغوجية.  تتم حركة المعلمين المكلفين بادارة مدارس ابتدائية كما جرت العادة. 3 ـ يسجل الطرف النقابي من ناحيته بارتياح شروع الوزارة في تطبيق ما ورد بالفقرةالخامسة من اتفاق غرة نوفمبر 2006 وذلك بانتداب الفوج الاول ممن عملوا بصيغة النيابة المسترسلة في رتبة معلم متربص. وتؤكد الوزارة من ناحيتها مواصلة انتداب الفوج الثاني خلال السنة الدراسية 2007 ـ 2008 والفوج الثالث خلال السنة الدراسية 2008 ـ 2009 وفق المقاييس والشروط المحددة بالفقرة الخامسة لاتفاق غرّة نوفمبر 2006 والتي تنصّ على: ـ «سحب هذا الاجراء على الذين قاموا بنيابات مسترسلة من سبتمبر 2002 الى 30 جوان 2006». ـ «اعتبار النيابة نيابة مسترسلة اذا كانت تساوي او تفوق ستة اشهر تدريس متتالية خلال سنة دراسية». هذا وتتولى الادارة العامة للمرحلة الاولى من التعليم الاساسي تقبّل ملفات التظلم في الغرض المقدمة من قبل النقابة العامة للتعليم الاساسي لدرسها ومعالجتها وفق المقاييس والشروط السالفة الذكر وبعد التثبت في الوثائق الادارية والمالية المدعمة لهذه الملفات.

ـ تونس، في 08 اوت 2007

 (المصدر:  جريدة « الشعـــــــــب » (يومية – تونس) الصادرة يوم 11 أوت 2007)


حرية الصحافة:

اسـتـغـلال ثـغـرات الـحـريـة

 
منذ ٢٦ أبريل/ نيسان الماضي، أصبحت الصحافية التونسية سهير بلحسن وعمرها ٦٣ عاما أول امرأة تترأس الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، كما أنها أول شخص من أصل عربي يتولى هذه المهمة. كانت هذه فرصة للشبكة العربية للصحافة لكي تسبر من خلال هذه المرأة أغوار وضعية حرية التعبير في العالم العربي وفي تونس، مسقط رأسها، حيث أثارت كتاباتها سخط النظام في حالات عديدة. ففي عهد الرئيس بورقيبة، منعت السيرة التي ألفتها سهير بلحسن عن الرئيس ولم يرفع هذا الحظر حتى عهد الرئيس ابن علي. أما في عهد حاكم قرطاج القوي، اظطرت سهير بلحسن إلى اللجوؤ إلى المنفى لمدة خمس سنوات، رجعت بعدها إلى تونس في ١٩٩٨ لتنشأ أسبوعية ثقافية أصابها الحظر سنة إنشائها. على الرغم من كل هذا، لا شيء يلطخ السيرة النضالية لهذه السيدة التي تتولى منصب نائب رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان منذ عام ٢٠٠٠.  الشبكة العربية للصحافة: كيف كان رد فعل النظام إزاء نبأ إنتخابكم؟ سهير بلحسن: بعد وقت قصير من انتخابي هذا، احتفلت الرابطة التونسية لحقوق الإنسان بعيدها الثلاثين يوم ٧ مايو / أيار الماضي. قررنا الاحتفال بهذه المناسبة لكن لم نجد ولو فندقا واحدا في تونس العاصمة ليستقبلنا تحت ذريعة أن كل الفنادق كانت ملئى. ومنذ سنة على الأقل، لم يسمح للرابطة بتنظيم أي مؤتمر، وكل فروعنا محاصرة من لدن الشرطة ولا يمكننا الوصول إليها. والمتظلمون لا يمكنهم الوصول إلى مقرنا مما يعني أن أنشطتنا مقوضة إلى حد بعيد. كان من المفترض أن ننظم مؤتمرنا منذ ٢٠٠٣ ولكن لم نستطع الإلتئام لمدة أربع سنوات. والمفارقة هي أن السلطات سمحت لنا بتنظيم الإحتفال بالعيد الثلاثين في مقرنا. فضلا عن هذا وعلى الرغم من التقاعس الذي أبدته الصحف التي تدعي الاستقلالية، استجوبتني كل من جريدة « الصباح » و » لوتان  » و »ارياليتي »  بمناسبة انتخابي على رأس الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان وتم بالفعل نشر المقالات في الافتتاحيات. في رأيي هذه عناصر تبشر بالخير. الشبكة العربية للصحافة: إن منصبك الجديد له نطاق عالمي، لكن كيف ستفيد رئاستك للفدرالية الدولية لحقوق الإنسان حرية التعبير والصحافة في تونس وفي العالم العربي؟ سهير بلحسن: من خلال منصبي الجديد، سيتم تسليط الضوء على تونس وسنستفيد من ذلك. هذا الإنفتاح النسبي الذي أسلفت ذكره، وألح على نسبية الإنفتاح لأن الفروع لاتزال محاصرة. وكوني أترأس الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، فهذا عامل يستقطب الانتباه بشكل أكبر اتجاه تونس. لكنني لا أعتبر نفسي تونسية بحصر المعنى، فأنا مواطنة عالمية، وكل الرابطات والبلدان متساوية. أجل، سأحافظ على طابعي التونسي لكن تونس لن تستأتر بالإهتمام على حساب البلدان الأخرى. أما في ما يخص العالم العربي، فهذا الانتخاب يكتسي أهمية بالغة ويحوي في ثناياه رمزا قويا حيث يوَلي أول امرأة تنحدر من منطقة تتحيز ضد النساء وثانيا منطقة من المناطق الأقل ديمقراطية في العالم. لقد انطلقت العمليات الديمقراطية في العالم بأسره باستثناء هذه المنطقة. وانتخاب امرأة من العالم العربي والإسلامي هو دليل على الإرادة في تدشين المسار الديمقراطي في المنطقة. نحن في الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان نشجع هذه العملية في المغرب والشرق الأوسط والخليج. تولي رابطات منطقتنا الأهمية لثلاثة مواضيع تحضى بالأولية ألا وهي تحرير المرأة وإحقاق العدالة والمصادقة على المحكمة الجنائية الدولية إضافة إلى العمليات الإنتخابية. الشبكة العربية للصحافة: ماهو وضع حرية الصحافة في هذه المنطقة؟ سهير بلحسن:  لو أردنا التطرق إلى هذا الموضوع لكان علينا بادئ ذي بدء التطرق إلى الوضعية في الصين وبرمانيا. في مجال حرية التعبير على صعيد العالم بأسره، لا تتنازل الأنظمة قيد أنملة ما لم تظطر إلى ذلك. على أي حال، سواء في إفريقيا أو في منطقة المغرب العربي والشرق الأوسط، تحتل تونس المرتبة الأولى في مجال قمع حرية التعبير. لما تجرأت تونس على تنظيم القمة العالمية للمعلومات توقعنا تحسنا في الوضعية لكن أصبنا بانتكاسة. إننا في تراجع، حيث أن أجيالا برمتهم، أي من تقل أعمارهم عن ثلاثين عاما، لم يعرفوا إلا صحافة مكمومة الفاه، والأخطر هو التراجع الذهني الذي يسفر عنه قمع الصحافة. فالشباب اليوم لا يمتلك الحس النقدي ولا تصور عام للوضع في البلاد ولا في المنطقة. فهم لايشاهدون إلا قنوات فضائية أغلبيتها تدعو للاستيلاء على السلطة أو إلى المعارضة العنيفة. إنهم يجهلون تماما مفهموم المعارضة السلمية. إن أساس حرية الصحافة اليوم هو تعليم حرية تعبير قائمة على الرفض والمعارضة مع استثناء العنف. أي سبيل لذلك؟ على الجرائد أن تتسلل من الثغرات المتبقية كما هو الشأن في مصر. وهذا ممكن بفضل أنترنيت على الرغم من أن بعض المواقع موصدة، فالمعلومات تنتشر. لكن الشباب لا يتوصل كلهم إلى شبكة الأنترنيت. واليوم، لا يتغذى الشباب بروح الانفتاح والتسامح الذي لا يمكنها أن تأتي إلا من الصحافة المحلية التي تتحدث عن الوضعية المحلية والتي تفتح باب النقاش وليس من خلال الصحف الأجنبية المستوردة. الحوار فقط هو الذي سيقودنا على درب الخروج من هذه الوضعية الخطيرة التي ندينها من خلال البيانات، لكن التنديد لا يكفي. عندما لا تنشر أي جريدة بيان التنديد فكيف تريدون أن تمر المعلومات وتنتشر؟ من جهة أخرى، يجب التنديد ببعض المؤسسات التي يمولها الاتحاد الأوروبي من أجل تنظيم دورات تدريبية للصحافيين بالاعتماد على صحافيين من قلب النظام. فهو يمتثلون لأومار السلطات في حين ليسوا مظطرين إلى تلبية رغبات النظام. إن كانت هذه الدورات التدريبية تقتصر على تشجيع الرقابة فهي لا تجدي نفعا. الشبكة العربية للصحافة: كنت صحافية سابقا (لدى « جون أفريك » ثم « رويترز ») كما أنشأت مجلة « 7 على 7 » أصابها مقص الرقيب بعد نشرك لمقالة عن بورقيبة. هل تنوين إدراة جريدة أخرى؟ سهير بلحسن: هناك ثغرات يجدر بنا إستغلالها.حاولت ذلك وأخفقت. إنني أكن الإعجاب لمن نجح في ذلك في المغرب والجزائر وحاول توسيع مجال الحرية. هكذا ننجح في التقدم نحو الأمام. أنا شخصيا أخفقت في هذه التجربة وكان علي أن أطوي هذه الصفحة لكي يتسنى لي أن أمضي قدما. الشبكة العربية للصحافة: طويت إذن صفحة الإعلام لكي تفتحي صفحة حقوق الإنسان. هل من وشائج بين المجالين في رأيك؟ سهير بلحسن: دور الصحافي هو القيام بالتحريات والنشر والإدانة والدور نفسه نضطلع به داخل الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان والرابطات الوطنية. نقوم بالتحريات ونوفر منبرا لمن لا منبر له وننشر تحقيقاتنا ونفضح الواقع. دور الصحافي كما أتصوره وكما مارسته يتشابه ودور المدافع عن حقوق الإنسان بشكل كامل. وانتخابي هو تتويج لمسار متهلل ومنشرح. الشبكة العربية للصحافة: أي نصيحة تسدينها لصحافي شاب في العالم العربي؟ سهير بلحسن: عليهم بالنضال. (المصدر: شبكة الصحافة العربية بتاريخ 30 ماي 2007) الرابط: http://www.arabpressnetwork.org/articles.php?id=1140&lang=ar

سهى عرفات تنسحب من مشروع تربوي في تونس بقيمة 40 مليون دولار

 
تونس ـ د ب ا (وكالة الأنباء الألمانية – DPA): انسحبت سهى عرفات التي جردها الرئيس التونسي زين العابدين بن علي هذا الشهر من الجنسية التونسية لأسباب غير معروفة من مشروع »مدرسة قرطاج الدولية«التي أنشأتها مع شريكتها التونسية أسماء محجوب باستثمارات بلغت 50 مليون دينار تونسي (حوالي 40 مليون دولار). وصرح محمد بوعبدلي مدير أبرز مدرسة ابتدائية خاصة في تونس في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أمس الأربعاء (15 أوت 2007، التحرير) بأن أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بعثت اليه قبل مغادرتها تونس رسالة بالفاكس أعلنت فيها انسحابها تماما من مشروع مدرسة قرطاج. وأوضح أن الرسالة التي وصلته من رقم فاكس مجهول في 10 يوليو الماضي ورد فيها: »أريد فقط أن أعلمك بأن السيدة عرفات انسحبت بالكامل من مدرسة قرطاج الدولية وتؤكد لك أنها لم تكن في أي حال من الأحوال وراء غلق معهدك«.  
خلاف مع بوعبدلي
وكان بوعبدلي اتهم مؤخرا سهى عرفات باستغلال علاقاتها والتسبب في غلق معهد »لويس باستور«الثانوي الفرنسي الخاص الذي يملكه لازاحته من منافسة »مدرسة قرطاج الدولية«التي تفتح أبوابها في سبتمبر المقبل. وقال بوعبدلي الحامل للجنسيتين التونسية والفرنسية ان وزارة التربية التونسية أذنت له منذ 2005 بفتح معهد »لويس باستور«بجانب المدرسة الابتدائية التي يملكها في قلب العاصمة تونس لكنها طالبته مؤخرا بغلق المعهد لأسباب »واهية«. ولم يستبعد بوعبدلي نشوب خلاف بين سهى عرفات التي غادرت تونس منذ نحو شهر وأسماء محجوب التي تقول مصادر انها مقربة من أسرة الرئيس التونسي. ولم يذكر المرسوم أسباب هذا الاجراء. (المصدر: صحيفة « الوطن » (يومية – الكويت) الصادرة يوم 16 أوت 2007)

شبان عرب يشاركون في مسابقة من تنظيم إسرائيلي

تونس – سفيان الشّورابي يشارك أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 15 و 18 سنة، من عشر دول مطلة على البحر الأبيض المتوسط في مسابقة دعت إليها مجموعة من المنظمات المدنية من بينها مركز بيريز للسلام الإسرائيلي. ففي مسابقة هي الأولى من نوعها بعنوان « إضاءة حمامة بيكاسو للسلام »، يشارك أطفال إسرائيليون و فلسطينيون و تونسيون و اسبان و أتراك و غيرهم في التعبير عن آرائهم في السلام في مشروع « متميز يخدم ثقافة التسامح و السلام و التواصل بين شباب المتوسط »، على حد تعبير زياد الهاني، عضو الهيئة المديرة لجمعية الصحفيين التونسيين. و ورد في موقع المسابقة، بأن العمليْن الفائزيْن من الدول العشرة المشاركة سيتم نشرهما و توزيعهما على زعماء العالم. كما أنه من المنتظر أن تتم دعوة الفائزيْن للمشاركة في ندوة حول بناء السلام بمدينة مالقا الاسبانية يوم 22 نوفمبر المقبل. و تتركب لجنة التحكيم من ممثلين عن مؤسسة بيكاسو و صحيفة القدس الفلسطينية و مركز بيريز للسلام الذي يتمتع باتصال قوي بالمنظمات غير الحكومية العربية والإسرائيلية، و هي هيئة أنشأها شمعون بيريز (83 عاما)، احد مؤسسي إسرائيل ورئيس وزرائها الأسبق وهو الذي انتخب في 13 جوان 2007 رئيسا لإسرائيل. و من المعروف عنه، أنه عمل كدبلوماسي في وزارة الدّفاع الإسرائيلية وكانت مهمّته جمع السلاح اللازم لدولة إسرائيل الحديثة. ونجح بيريز، في السابق، في الحصول على المقاتلة « ميراج 3″، وبناء المفاعل النووي الإسرائيلي  نشاطات تطبيعية مكثفة و يعتبر مركز بيريز للسلام من بين المنظمات الإسرائيلية النشيطة التي تتوجه بشكل مكثف و منتظم إلى المجتمعات العربية، بهدف إزالة الحواجز المعنوية المتراكمة بفعل العداوات التاريخية، و الصراعات المستمرة التي ما تزال نيرانها مشتعلة إلى اليوم. فالمركز المذكور يدير منذ فترة من الزمن مشروع إرشاد زراعي لمزارعين أردنيين في الجانب الشرقي من غور الأردن في مزارع أردنية تصل مساحتها إلى 220 دونماً، ومجموعة من المزارعين الإسرائيليين الذين استأجرهم المركز في عدة مزارع بالجانب الأردني من غور الأردن للعمل بتلك الأرض. وروى صاحب مزرعة أردنية، طلب عدم ذكر اسمه، إلى جريدة « يديعوت أحرونوت » العبرية أنه وصل إلى مستعمرة « يردينا » الإسرائيلية في الجانب الغربي من الحدود، بحثـاً عن تقنيات لتحسين طرق العمل في مزرعته. و أضاف « أنا مهتم بتبادل المعلومات مع الإسرائيليين منذ فترة طويلة من الزمن، ويتركز اهتمامي على معرفة ما قد أستطيع تعلمه منهم ». كما عقد مؤتمرا في شهر أوت 2006 بجامعة تل أبيب تحت عنوان « أوجه التعاون الاقتصادي بين إسرائيل و الدول العربية » و ذلك بالاشتراك مع « معهد الدبلوماسية و الشراكة الإقليمية » و قد ركز في المداولات على دراسة « العلاقات الإسرائيلية/ المصرية.. نحو أفق جديد ». و كان لافتا للنظر ارتفاع مستوى المشاركة في المؤتمر سواء بأوراق بحثية و بالنقاش و في الحوارات و التعليقات و الإفادات من رجال الأعمال و المستثمرين و الخبراء في الأمن و الباحثين و الساسة و كان أبرز الحضور أيهود أولمرت نائب رئيس الوزراء و وزير الصناعة و التجارة وقتئذ، و إيلي كوهين مدير عام وزارة السياحة حاليا و رجل الموساد سابقا وغيرهم من رجالات الدولة. و تناول ذلك اللقاء موضوعات متعددة على غرار  » كيفية استيعاب المستوطنين الذين تركوا مستوطنات غزة بعد الانسحاب منها ليتمكنوا من الاستيطان في مجتمع صحراء النقب »، و  » توفير مورد مائي للفلسطينيين لاستزراع أراضي صحراوية فلسطينية تمكن من تعويض الفلسطينيين عن الأراضي التي اغتصبتها إسرائيل »، و  » توفير مورد مائي عن طريق التحلية بعيدا عن المصادر التقليدية لاستزراع صحراء النقب و توطين الموجة الجديدة من اليهود الروس و هؤلاء القادمون من أمريكا اللاتينية. » الخ. وفي سياق ذات صلة، نظم مركز بيريز للسلام مباراة في كرة القدم في 29 من شهر نوفمبر 2006 بمشاركة فريق فلسطيني إسرائيلي مشترك، لعب ضد فريق برشلونة الاسباني بكامل نجومه على استاد برشلونة بحضور عدد من الشخصيات الإسرائيلية والفلسطينية والعربية، وهو ما انتقده أمين صندوق الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جمال زقوت بشدة لمشاركة اللاعبين الفلسطينيين في فريق مشترك مع الإسرائيليين، ووصفهم بـ « المتسلقين »، ودعا حينها الشخصيات والوزراء الفلسطينيين إلى رفض المشاركة في حضور المباراة التي وصفها بـ »التطبيعية ».. و يرعى مركز بيريز للسلام دراسات و أبحاث و جهود التعاون و التطبيع مع الدول العربية.
 

المصدر: أخبار مكتوب بتاريخ 16 أوت 2007

 

« كلمة رجال » لمعز كمون:

فيلم يثير الجدل والنقاش ويطرح قضايا مسكوتاً عنها

 
 تونس- الراية- إشراف بن مراد للأسبوع الثامن علي التوالي يعرض الشريط السينمائي التونسي الجديد كلمة رجال للمخرج معز كمون وسط إقبال جماهيري كبير تجاوز عدد ال 50 ألف مشاهد. ويطرح الفيلم الذي أثار الكثير من الجدل والنقاش في مختلف الأوساط الثقافية والاجتماعية بتونس، بجرأة كبيرة وغير مسبوقة عدة مواضيع وظواهر اجتماعية هامة وخطيرة منها انتشار ظاهرة الزواج العرفي والخيانة الزوجية والتفكك الاجتماعي. علاوة علي ذلك يكشف الفيلم أسباب تردي الوضع الثقافي والفكري والعلمي ويقدم صورة واقعية عن الممارسات اللاإبداعية التي تسوده. ويعري بعض الممارسات الخطيرة التي تحدث في الجامعات ومنها تقديم الأطروحات المشكوك فيها.. ويشارك فيه نخبة من أبرز نجوم التمثيل في تونس منهم جمال سياسي وفتحي المسلماني وجميلة الشيحي ورمزي عزيز ولطفي الدزيري ونجوي زهير وهاجر حناشي وسوسن معالج وعبدالمجيد الأكحل وسفيان الشعري. ويذكر أن شريط كلمة رجال جمع بين رموز الابداع السينمائي والأدبي والموسيقي في تونس هم: منتجه حسن دلدول الذي يعد أحد كبار رموز السينما التونسية ورائد من روادها الكبار الذي كان وراء ظهور أغلب كبار العاملين في المجال السينمائي التونسي من مخرجين وتقنيين ومنتجين وممثلين. وعلي امتداد أكثر من 40 سنة أنتج- كلياً أو بالاشتراك- أكثر من 50 شريطاً سينمائياً طويلاً تونسياً وعربياً وأجنبياً منها علي سبيل الذكر السقا مات للمخرج صلاح أبو سيف و بيروت: اللقاء للمخرج برهان علوية. والطرف الثاني هو الأديب التونسي الكبير حسن بن عثمان صاحب رواية بروموسبور التي استلهم منها الفيلم، وهي متوجة بجائزة الكومار الذهبي التي تمنح سنوياً لأفضل رواية تونسية. والطرف الثالث هو الفنان والموسيقار التونسي القدير لطفي بوشناق الذي أشرف علي الجانب الموسيقي للفيلم وأنجز الموسيقي التصويرية وأدي له أغنية جنريك النهاية. والطرف الرابع هو مخرج الفيلم معز كمون الذي يحسب في تجربته السينمائية الأولي مع الأشرطة الطويلة ابتعاده عن الطابع الفولكلوري الذي تعاني منه السينما التونسية، وتعامله بمنتهي الواقعية والجدية مع الواقع التونسي المعاصر بلغة سينمائية فيه الكثير من الابتكار والابداع. وهو يمتلك تجربة مهنية ثرية بحكم عمله كمساعد مخرج منذ حوالي 20 سنة مع كبار المخرجين السينمائيين والمسرحيين التونسيين ومنهم النوري بوزيد وتوفيق الجبالي، والعالميين منهم المخرج جورج لوكاش في فيلمه حرب النجوم بجزأيه والمخرج انطوني مانقيلا في فيلمه المريض الانجليزي . وفي تصريح إعلامي عن نجاح الفيلم.. قال المخرج معز كمون: بكل صدق لم أكن أنتظر هذا النجاح الجماهيري الكبير لفيلمي، لأن الظروف التي أنتج وعرض فيها كانت ضده إلي حد ما، من ذلك أن عرضه تأخر أكثر من ثلاث سنوات اضافة إلي أن توقيت عرضه لم يكن مريحاً. (المصدر: صحيفة « الراية » (يومية – قطر) الصادرة يوم 16 أوت 2007)


رقص.. حتى الموت

 

 
تونس – د. ب. أ- (وكالة الأنباء الألمانية DPA) – تحول حفل زفاف في مدينة قرقنة (400 كم جنوب العاصمة تونس) الى مأتم بعد ان لقيت خالة العروس وهي عجوز في العقد الثامن من عمرها حتفها جراء إفراطها في الرقص على أنغام الموسيقى الشعبية التونسية. وذكرت صحف محلية أمس (15 أوت 2007، التحرير)، ان خالة العروس (77عاما) التي تعاني من مخلفات جلطة قديمة سقطت بين المدعوين مفارقة الحياة نتيجة سكتة قلبية أصابتها بفعل الإجهاد الناجم عن الرقص. (المصدر: صحيفة « القبس » (يومية – الكويت) الصادرة يوم 16 أوت 2007)


مصر: تزايد حالات التعذيب يثير انتقادات حقوقية ونفياً حكومياً

 
القاهرة – الحياة     منذ كشف واقعة تعذيب «عماد الكبير» التي كان بطلها سائق حافلة ركاب عذبه شرطيان وهتكا عرضه مطلع العام الجاري، لا يكاد يمر شهر من دون كشف حادث تعذيب في أنحاء مصر. غير أن الشهور الثلاثة الأخيرة شهدت عشرات من حوادث التعذيب بأيدي رجال الشرطة. وأصبحت حالات التعذيب الجديدة وقوداً يومياً للصحف المحلية وأحاديث المواطنين، ما أثار انتقادات حقوقية واسعة رافقها إصرار حكومي على أن الأمر ليس ظاهرة ولا يعدو كونه «ممارسات فردية». وشهد الأسبوع الماضي كشف ثلاث حالات تعذيب قُتل ضحاياها على أيدي الشرطة، أبرزها حادث مقتل الصبي محمد ممدوح (12 عاماً)، وهو بائع متجول توفي في المستشفى بعد تعذيبه في قسم شرطة المنصورة (شمال القاهرة)، إضافة إلى نصر أحمد عبدالله الذي قتله التعذيب على أيدي رجال شرطة احتجزوه رهينة بدل شقيقه المطلوب. وأدى قتله إلى مواجهات مع الأهالي فرضت السلطات بعدها حظر تجوال. وتشير تقديرات «المنظمة المصرية لحقوق الإنسان»، وهي أقدم كيان حقوقي في البلاد، إلى أن العام 2007 شهد حتى تموز (يوليو) الماضي نحو 26 واقعة تعذيب، بينها 3 حالات وفاة. وجاءت غالبية الحالات خلال الشهر الماضي الذي رصدت خلاله المنظمة 10 حالات تعذيب ووفاة داخل أقسام الشرطة، كان أبرزها حرق المواطن يحيى عبدالله عتوم داخل قسم شرطة سيوة. ودفعت هذه الحالات نواباً إلى المطالبة بإجراء كشف طبي على الضباط لبيان مدى ملاءمتهم نفسياً للقيام بالواجبات المنوطة بهم. وجاءت غالبية هذه المطالبات من كتلة «الإخوان المسلمين» التي يرى مراقبون أنها استغلت تلك الحوادث سياسياً في محاولة لإحراج السلطات. وقررت لجنة الأمن القومي في البرلمان إرجاء اجتماع عقدته لمناقشة وقائع التعذيب إلى حين الفصل فيها أمام القضاء. ودعت 17 منظمة حقوقية الحكومة إلى الإقرار بانتشار التعذيب في البلاد وتفشيه والاعتذار لأهالي الضحايا، كما طالبت بالبدء في «تغيير البنية القانونية والتشريعية التي تسبغ الحماية على الجلادين»، على أن تبدأ «الجهات المختصة في إجراء تحقيقات مستقلة يقوم بها مسؤولون مستقلون للتحقيق في تلك الوقائع، والعمل على تفعيل الإجراءات اللازمة لوقف التعذيب وإيقاف رجال الشرطة الذين ارتبطت أسماؤهم بتهم التعذيب، وتقديمهم للعدالة، وفتح المجال أمام منظمات المجتمع المدني للتفتيش على السجون وأقسام الشرطة وأماكن الاحتجاز». لكن وكيل جهاز مباحث أمن الدولة السابق فؤاد علام يرى أن مطالب هذه المنظمات يصعب تنفيذها، مشيراً إلى «وجود كثير من المنظمات المشبوهة التي تسعى إلى تشويه صورة البلاد». وانتقد وسائل الإعلام، معتبراً أنها «تسعى إلى التهويل وإبراز الخبر من دون متابعة نتائجه». وأشار علام إلى أن «القانون لا يُسقط بالتقادم قضايا التعذيب، وهو قانون كانت قدمته وزارة الداخلية لتؤكد موقفها المناهض للتعذيب». ونفى «وجود تعذيب منهجي في مصر». وأضاف: «لا تخلو عائلة مصرية من شرطي، فليتأكدوا من كل هؤلاء إذا كانت تصدر لهم أوامر بتنفيذ التعذيب». وحذر من «خطورة الهجوم على وزارة الداخلية»، مشيراً إلى أن «رجال الشرطة أصبحوا يؤدون عملهم وأياديهم ترتعش». ويعتقد مراقبون بأن ممارسة التعذيب لم تزد أخيراً عن السنوات الماضية، لكن زيادة الصحف المستقلة وانتشار وسائل إعلام بديلة مثل الإنترنت والمدونين نقلا هذه الوقائع إلى بؤرة الضوء. ويرى عميد كلية الإعلام السابق في جامعة القاهرة عضو المجلس الأعلى للصحافة فاروق أبو زيد أن «مسألة التوسع في النشر في قضايا التعذيب ترجع إلى زيادة هامش الحرية في البلاد، كما أن زيادة عدد المنظمات الحقوقية وإدراكها لأهمية الإعلام زادا من اهتمامها بهذا الجانب». لكن أبوزيد انتقد طريقة تعاطي وزارة الداخلية مع الإعلام، خصوصاً في قضايا التعذيب، مشيراً إلى أن «ردها يكون دائما بالنفي القاطع، ومع صدور حكم ضد المتهمين من الضباط بالتعذيب تؤكد أنه عمل فردي». ودعاها إلى «التعامل بشفافية مع الإعلام». (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 اوت 2007)
 

مسؤول أمريكي كبير يتوجه إلى ليبيا لتعزيز العلاقات

 
واشنطن (رويترز) – قال مسؤول امريكي كبير إن مبعوثا لوزارة الخارجية الامريكية سيزور ليبيا الاسبوع القادم لتعزيز العلاقات مع طرابلس وترتيب زيارة لوزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس. ومن المقرر ان يصل مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الادنى ديفيد ولش في اول زيارة يقوم بها الى هناك منذ تسوية قضية الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني الشهر الماضي. وقال مسؤول امريكي كبير عن زيارة ولش « نريد فترة فاصلة بعد قضية الممرضات البلغاريات حتى يمكننا اجراء محادثات جيدة مع القيادة الليبية. » وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه « نريد ان نتشاور معهم بشأن جميع الأمور ذات الاهتمام الاقليمي وبالطبع مناقشة كيفية المضي قدما في العلاقات الثنائية. » وقال المسؤول ان من الاهداف الاخرى وضع الاساس لزيارة الى ليبيا ستتم على الارجح قبل نهاية هذا العام تقوم بها رايس. ومثل هذه الزيارة ستكون علامة ملموسة على تحسن العلاقات. وقال « لدينا فرصة مهمة للغاية لاحياء ذكرى التغير في العلاقات. » واضاف « لم نحدد يوما لذلك لكن الهدف سيكون ان يحدث ذلك هذا العام. » وتحسنت العلاقات بين الولايات المتحدة وليبيا وهي منتج رئيسي للنفط تحسنا كبيرا منذ ان تخلت ليبيا عن اسلحة الدمار الشامل في عام 2003 . لكن قضية الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني الذين سجنوا ثماني سنوات لاتهامهم بتعمد اصابة أطفال بفيروس (اتش.اي.في) المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) سببت توترا في العلاقات. وقال الستة انهم ابرياء وقال خبراء دوليون في الايدز ان الاصابة حدثت على الارجح نتيجة للاحوال الصحية المتردية هناك. وبعد الافراج عن الستة في الشهر الماضي بعد محنة استمرت ثماني سنوات قالت الولايات المتحدة ان هذا الاجراء يمهد الطريق لاقامة علاقات أوثق مع ليبيا. وانتهزت فرنسا بالفعل وهي حليف للولايات المتحدة الفرصة حيث زار الرئيس الفرنسي طرابلس على الفور بعد الافراج عن الممرضات والطبيب وتوصل الى اتفاقيات بشأن التعاون النووي والعسكري. ولا يتوقع اقامة تعاون عسكري وثيق في جدول اعمال ولش الذي سيشمل على الارجح العلاقات التجارية والثقافية والتعليمية بالاضافة الى تطوير سياسة منح التأشيرات بين البلدين. وسيشمل جدول الاعمال ايضا موضوع اقليم دارفور بالسودان. ومن المتوقع ان يثير قضايا شائكة اخرى مع العدو السابق من بينها التعويضات النهائية لضحايا طائرة بان امريكان التي تم تفجيرها فوق لوكربي باسكتلندا في عام 1988 وهجوم في عام 1986 على مرقص في برلين الغربية يتردد عليه جنود امريكيون. ويحجب الكونجرس الامريكي تمويل انشطة دبلوماسية امريكية في ليبيا بسبب النزاع بشأن التعويضات ويتوقع ان يكون إقراره لأول سفير امريكي لدى ليبيا منذ عشرات السنين عملية قاسية للغاية. (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ  16 أوت 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


ندوة حول الهوية الامازيغية في ليبيا لأول مرة منذ 37 عاما

 
طرابلس ـ ا ف ب: شهدت العاصمة الليبية طرابلس يومي الثلاثاء وامس الاربعاء ندوة حول الهوية الامازيغية في خطوة غير مسبوقة، ناقشت الموروث الثقافي للغة الامازيغية وتاريخها في ليبيا حيث تم الغاء بعض التشريعات التمييزية بحقهم حديثا. والندوة التي عقدت تحت عنوان الامازيغية بين الاصالة والحداثة هي اول تظاهرة من نوعها منذ قيام الثورة الليبية قبل 37 عاما. يصل عدد الامازيغ، السكان الاصليين لشمال افريقيا، الي نحو 26 مليون نسمة رغم عدم وجود احصائيات دقيقة. ويشكل الامازيغ في ليبيا حاليا 10% من عدد سكانها وهم مرتبطون جغرافيا بأمازيغ شمال افريقيا لكن طموحهم لم يصل الي مرحلة الانفصال وتكوين دولة. وهم يعتبرون الاعتراف بلغتهم الامازيغية التي تكتب بحروف تيفيناغ ومساواتها باللغة العربية مطلبا اساسيا للحفاظ علي خصوصيتهم. ودعت البحوث التي القاها باحثون ليبيون في الندوة الي الحوار وفتح باب النقاش لتفهم مطالب الامازيغ في ليبيا بالاعتراف بالهوية واللغة الامـــازيغية واعـــادة كـــتابة التاريخ بما يكــفل احترام الـــرموز التاريخية والموروث الثقافي الامازيغي مع التأكيد علي وحدة النسيج السكاني لليبيا . واكد احد الباحثين ان اللغة الامازيغية لا تنفصل عن الهوية الليبية وان هذا التنوع الثقافي مصدر قوة وزخم ولا يفترض ان ينظر اليه باي حال كمصدر خوف من التفرق والفتنة وبالتالي نحكم علي الامازيغ بالاقصاء والخيانة رغم كل ما قدمته هذه الشريحة من مجاهدين ومناضلين علي مر العصور . واكد رئيس الكونغرس العالمي للامازيغ بالقاسم الوناس في كلمة تليت بالنيابة عنه علي المشاركين علي عدالة المطالب الامازيغية لانها مطالب شرعية وقانونية وليست مطالب لاخذ حقوق الاخرين ، معتبرا القول بأن الامازيغية هي اداة تفريق وعملة استعمارية هو قول مرفوض لأن التفرقة جاءت بسبب عدم احترام ابسط حقوقها . واكد الوناس ان الامازيغية عنصر توحد في شمال افريقيا ، مشيدا بهذه الخطوة الشجاعة والمبادرة الاولي في ليبيا التي تناقش موضوعا بالغ الاهمية لكل الليبيين . وحول مطالبة الامازيغ بالاعتراف بلغتهم، يدعو الباحث الليبي ابو القاسم الورفلي الي التعامل معها بانفتاح .ويقول ان مطالبهم مشروعة. والاعتراف باللغة والبعد الافريقي الامازيغي للهوية الليبية لا يتناقض مع هويتنا الاسلامية ولا مع انتمائنا الوطني ولا مع العروبة . يعيش الامازيغ، وهي كلمة تعني الاحرار والنبلاء ، الليبيون غرب البلاد بعيدا عن السهول ويفضلون العيش اما في الجبال او في الصحراء الكبري ومنهم الطوارق. وقد نعتهم الرومان بالبرابرة المتوحشين الشرسين اثناء مقاومتهم لهم. ويعتز الامازيغ برموزهم من ابطال التاريخ مثل طارق ابن زياد وهانيبعل الذي احرق روما. ولا تعترف ليبيا باللغة الامازيغية وتعتبرها لغة قديمة لا جدوي من تعلمها. ويعتبر الزعيم الليبي معمر القذافي ان الامازيغ هم نتاج هجرات عربية قديمة منذ الاف السنين من الجزيرة العربية. ولكن الباحث الامازيغي سالم مادي ينفي ذلك ويقول نحن لنا خصوصية تختلف تماما عن العرب ولم نعرف العربية الا بعد دخول الاسلام لشمال افريقيا. والامازيغية في ليبيا هي مخزون ثقافي لكل الليبيين ومناهجنا الدراسية همشت واقصت ما للجانب الامازيغي من موروث وجذور هي ملك كل الليبيين . ورغم اندماج الامازيغ في ليبيا بالنسيج العربي الاسلامي وعدم وجود تفرقة في حصولهم علي كافة حقوقهم السياسية والاجتماعية الا ان الدولة الليبية كانت تمنع تسمية مواليد الامازيغ بأسماء امازيغية وتسجيلها رسميا. ولكن هذا الوضع تغير في 2006 عندما نجح سيف الاسلام القذافي رئيس مؤسسة القذافي للتنمية في الغاء هذا التشريع الذي انتقده ووصفه بانه عنصري. وبات الامازيغ الذين احتفظوا باسماء مناطقهم الاصلية قادرين اليوم علي كتابة لافتات بلغتهم يقومون بتعليقها خلال احتفالاتهم الخاصة في مناطقهم. ويقول الباحث الليبي الامازيغي شيشنق عيسي لفرانس برس بعد لقائنا بسيف الاسلام وحوارنا معه حول الخصوصية الامازيغية التي كانت تعتبر خطا احمر لا يجوز الحديث عنه، بتنا الان نميط اللثام ونتحدث بحرية حول الملامح التاريخية للشخصية الامازيغية الليبية ونؤكد اننا كنا هنا منذ الاف السنين وان الحياة في ليبيا هي اقدم من وجود العنصر العربي . (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 اوت 2007)


أول فضائية ليبية خاصة تبدأ البث من طرابلس

     

 
بدأت قناة « الليبية » الفضائية البث لتصبح بذلك أول محطة تلفزيونية غير مملوكة للدولة تبث من العاصمة طرابلس منذ قرابة أربعة عقود.واستهلت المحطة بثها بآيات قرآنية، أعقبها تنظيم حفل فني منوع بمشاركة حشد كبير من الفنانين والسينمائيين العرب.وحضر من الفنانين المصريين محمود ياسين وشعبان عبد الرحيم وشيرين ، وأسعد فضة ونجدت أنزور من سوريا، ونبيهة كراولي وشاب جيلاني من تونس وديانا كرازون من الأردن.وحصلت شركة الغد للخدمات الإعلامية الليبية على ترخيص بتملك وإدارة وسائط إعلامية بينها إذاعة « الليبية » التي بدأت البث قبل سنة، وجريدتا « أويا » و »كورينا » وهما اسما « طرابلس » و »بنغازي » باللغة الرومانية القديمة.واعتبر مسؤول في الفضائية أن بدء البث يعني أن « الدولة الليبية شرعت فعلا  في خصخصة وسائل الإعلام ».وأضاف أنه « تم الحصول على الموافقة بفضل مساعدة سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي، الذي وعد قبل سنة بتحرير الصحافة ووسائل الإعلام ».ويغلب الطابع الفني والدراما على برامج الإذاعة وكذلك الأمر بالنسبة للقناة التي ستبدأ مع مطلع 2008 ببث نشرات إخبارية. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 15 أوت 2007 نقلا عن وكالة الصحافة الفرنسية)


سيف الإسلام يُطلق قناته الفضائية تمهيدا لدور سياسي أكبر

 
تونس – رشيد خشانة تبدأ قناة « الليبية » الفضائية التي يشرف على إدارتها سيف الإسلام القذافي البث يوم الأربعاء 15 أغسطس بعد بث تجريبي متقطع دام أكثر من سنة في خطوة مُكملة للدور المركزي الذي لعبه في أزمة الممرضات البلغاريات. وينطلق البث قبل أسبوعين من الإحتفالات الضخمة التي ستقام في مناسبة مرور 28 عاما على الإنقلاب الذي أوصل العقيد معمر القذافي إلى سدة الحكم. وأفادت مصادر ليبية أن الفضائية الجديدة ستبث برامجها عبر قمر « نايلسات » على التردد 12360 وستكون محتوياتها مختلفة عن القناة الرسمية « الجماهيرية »، ليس فقط من حيث الشكل وإنما أيضا في المضمون. غير أن سيف الإسلام حريص على ما يبدو على عدم الإبتعاد عن خط والده رغم فسحة الحرية النسبية التي سيمنحها للقناة، فهو يتبع في الملامح الكبرى الخط الرئيسي للسياسة الخارجية الليبية، وإن كان هناك اختلاف في التعاطي مع الشأن الداخلي. واستدل مسؤول على علاقة بالقناة الجديدة فضل عدم الكشف عن اسمه بالشريط الوثائقي الكبير عن الفاطميين الذي أعدته « الليبية » للبث قريبا وتم تصويره في تونس وليبيا ومصر. وأتى الشريط صدى للخطاب الذي ألقاه القذافي على هامش مشاركته في القمة الإفريقية الأخيرة والذي أشاد فيه بدور الدولة الفاطمية مطالبا بإحيائه. وكلفت « الليبية » مديرها العام السابق بشير بلاعو بالإشراف على تصوير الشريط، واعتمدت على عدد كبير من المؤرخين والخبراء الليبيين والتونسيين والمصريين للحديث عن تاريخ الفاطميين في مواقع تاريخية ارتبطت بتلك الحقبة خصوصا في عاصمتهم الأولى المهدية والقيروان والقاهرة، فيما تولى التونسي جمال الدين بالرحال إخراج الفيلم. ذراع إعلامية وليس توقيت إطلاق القناة الجديدة ببعيد عن أجواء المسار السياسي العام في البلد بعد تسوية أزمة الممرضات البلغاريات والتطورات التي استجدت في العلاقات مع الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي وخاصة فرنسا. فالفضائية الجديدة التي شرعت في البث التجريبي في رمضان الماضي هي إصبع من الذراع الإعلامية التي أنشأها سيف الإسلام باسم « شركة واحد تسعة 1/9 الإعلامية » (في إشارة إلى الإنقلاب الذي نفذه والده في الفاتح من سبتمبر 1969) والتابعة لمؤسسة القذافي للتنمية التي يديرها. وهي تشمل أيضا الإذاعة الخاصة « الليبية أف أم » التي بدأت البث الواسع في أبريل 2006 وموقع الليبية الإلكتروني الذي أطلق في فترة لاحقة. لكن الفضائية والإذاعة الخاصة توقفتا عن البث فجأة اعتبارا من 25 مارس الماضي، وأقفل موقع الليبية الإلكتروني في خطوة برهنت على تراجع قوة جناح سيف الإسلام، خاصة بعدما أضاء والده الضوء الأحمر لـ »الإصلاحيين » نزولا عند ضغوط الحرس القديم. والملاحظ أن تلك الحملة على الذراع الإعلامية للجناح المُصنف في خانة « الإصلاحيين » تزامنت مع اعتقال رجل الأعمال الليبي حسني بي، الذي وقع على عقود دعائية ضخمة مع شركة 1/9. تـردد لكن على رغم الإشاعات التي سرت في تلك الفترة عن دمج القناة الفضائية والإذاعة الخاصة « الليبية أف أم » في « إذاعات الجماهيرية » الحكومية وإقفال موقع الليبية الإلكتروني نهائيا، حافظت المؤسسة على استقلاليتها وتم تثبيت عبد السلام مشري في منصبه مديرا للشركة بعد معارضته القوية لقرار الضم. غير أن مشري أعفي من مهامه لاحقا وحل محله مدير إذاعة سبها (600 كيلومتر جنوب طرابلس) المحلية علي جبريل. وكان بشير بلاعو كلف قبل ذلك بإدارة القناة بشكل مؤقت لكن الإعتراضات التي ظهرت أدت إلى إلغاء تكليفه، مما ترك انطباعا بعدم الإستقرار في إدارة الفضائية الجديدة. ولوحظ أن الأوساط المحافظة حملت على الفضائية والإذاعة الخاصة بوصفهما اختارتا أسلوبا خارجا عن النمط المألوف وأصبحتا تُروجان لـ »الأغاني الهابطة »، وانتهت بفرض قفلهما للحد من التجاوب الذي لقيتاه من الجمهور المصاب بالملل والسخط من الإعلام الرسمي المٌتحجر. وهو قرار اتخذه معمر القذافي بنفسه على ما قالت مصادر مطلعة بُغية تهدئة « اللجان الثورية ». واعتبرت تلك الضربة نكسة لمشروع سيف الإسلام « من أجل ليبيا الغد » الذي شكل عنوانا لإصلاحات سياسية واقتصادية فرضتها النخبة الليبية في الداخل والخارج بعد 28 عاما من الحكم المطلق، وكذلك دعوات العواصم الغربية الشريكة لليبيا إلى تعديل أسلوب الحكم، وبخاصة إطلاق حرية الإعلام واحترام الرأي الآخر وصون حقوق الإنسان.  دور متنام أم محافظة على التوازن؟ بهذا المعنى تُعتبر العودة الإعلامية لسيف الإسلام مُكملة للدور المركزي الذي لعبه في أزمة الممرضات البلغاريات والتي أدت إلى تطبيع كامل للعلاقات مع كل من الولايات المتحدة وأوروبا. ورأت مصادر ليبية أن تصريحات سيف الإسلام الصحفية في شأن خلفيات الأزمة وإعلانه عن الصفقة التي انبنت عليها والتي استوجبت مطالبة الإشتراكيين في فرنسا بفتح تحقيق برلماني في الأمر، إضافة للإستياء الذي أثارته في أكثر من عاصمة أوروبية وخاصة برلين، هي خطوات لا يمكن أن تتم إلا بضوء أخضر من القذافي الأب. ورجحت المصادر أن سيف الإسلام مرشح للعب دور متنام في المرحلة المقبلة ربما تتبلور ملامحه مع مبادرات سيُعلنها والده في الخطاب التقليدي الذي يلقيه أواخر الشهر الجاري في ذكرى استلامه السلطة. غير أن نفس المصادر استبعدت بالكامل أن يتخلى عن جزء من صلاحياته رغم المطالبة المتكررة بسن دستور وإقامة مؤسسات سياسية. وعزت ذلك إلى محافظته على التوازن ليس بين « الإصلاحيين » ونومونكلاتورا « اللجان الثورية » وحسب، وإنما أيضا بين أبنائه المتنافسين على الخلافة بعدما وضع كلا منهم على رأس جهاز من الأجهزة المركزية في الدولة. (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 15 أوت 2007)


هيئات تعني بحقوق الإنسان تناشد الأسد السماح للمعارض سيف بالسفر خارج البلاد

 
دمشق ـ يو بي أي: ناشدت جهات تعني بحقوق الانسان الرئيس السوري بشار الأسد السماح للنائب رياض سيف الذي يعاني من حالة متطورة من سرطان البروستات بالسفر للعلاج في الخارج. وفي بيان صادر امس الأربعاء عن مجموعة من الجمعيات السورية التي تعني بحقوق الانسان والأبحاث القانونية وحرية التعبير ناشد الرئيس السوري بشار الأسد السماح للنائب السابق رياض سيف بالسفر للعلاج من حالة متقدمة في سرطان البروستات. وقال انه بحاجة الي علاج شعاعي متطور اذ أن العمل الجراحي لن يجدي نفعا والأمر لا يمكن أن يتم الا في دولة متطورة . وحسب البيان فقد كان سيف تقدم بطلب للسلطات الأمنية الا أنه وحتي تاريخه لم يلق منها سوي المماطلة والتسويف رغم اشتداد المرض عليه وتفاقمه والخوف من انتشاره بما يهدد حياته وحقه فيها . وقال البيان نناشد الرئيس بحكم صلاحياته الدستورية والقانونية السماح لسيف بالسفر لتلقي العلاج لأسباب انسانية أو سحب صلاحية منع السفر من يد الأجهزة الأمنية لأن المنع مخالف للدستور ولم يرد ذكره كعقوبة في القانون السوري . (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 اوت 2007)


معلمة ألمانية مسلمة تخوض حرباً بسبب الحجاب

 
برلين – اسكندر الديك     أعلنت المدرّسة الألمانية المسلمة ماريام فايس أنها ستستأنف حكم محكمة دوسلدورف الصادر أول من أمس الذي منعها من ارتداء الحجاب في المدرسة الرسمية التي تعلم فيها حتى ولو كان حجاباً عصرياً ومتماشياً مع الذوق الغربي. وقالت فايس لـ «الحياة» إنها لن تكل عن استئناف الأحكام حتى لو تطلب الأمر سنوات والذهاب إلى المحكمة الدستورية العليا. وأضافت أنها لن تفقد صبرها كما فعلت المعلمة الأفغانية الأصل فرشتا لودين قبل عام ونصف عام بعدما تعرضت إلى الكثير من المعاناة الجسدية والنفسية فيئست وتخلت عن متابعة قضيتها أمام المحاكم. ورفضت المحكمة الإدارية في دوسلدورف استناداً إلى علمانية الدولة وقوانين الولاية التي عدلت قبل سنة، حجاب المعلمة الشبيه بغطاء الرأس الذي كانت ترتديه الممثلة الشهيرة أميرة موناكو المتوفاة غريس كيلي. وقال رئيس المحكمة إن واقع أن ترتدي المعلمة فايس البالغة الثانية والخمسين من العمر الغطاء بصورة مستمرة «أمر يؤكد أنه إشهار لقناعاتها الدينية». وكانت محكمة أخرى في دوسلدورف منعت قبل شهرين معلمة من ارتداء قبعة نساء منطقة الباسك الفرنسية كبديل عن الحجاب. وتشغل فايس منصب نائبة رئيس المجلس الاسلامي الاعلى في المانيا. وعما إذا كانت تعتقد بأن غطاء غريس كيلي مقبول إسلامياً، قالت فايس لـ «الحياة»: «أعرف هذه الإشكالية، ولكنني أعرف كذلك أن الحجاب الإسلامي ممنوع الآن في قوانين الولايات، ولذلك أردت الوصول إلى مساومة مع المحكمة مقبولة من الطرفين». إلى ذلك، بدأت في مدينة فيسبادن في ولاية هسّن دعوى قضائية حول مدى تعارض قانون منع المعلمات من ارتداء الحجاب في المدارس الرسمية أقامتها محامية الولاية أوته ساكسوفسكي المكلفة مراقبة حسن تطبيق دستور الولاية. وتعتبر المحامية المذكورة أن المنع غير قانوني وتمييزي وتؤكد أنها ستعمل على إلغائه لأنه يركز فقط على منع الرموز المسلمة، ما يشكل اجحافاً في حق الدين الإسلامي. وأضافت أن القانون ينتهك كذلك مبدأ المساواة في التعامل لأنه يطاول النساء فقط. وانتقدت فايس بشدة قانون ولاية هسّن قائلة إنه «يتجاوز ما هو محرَّم في قوانين ولايتي شمال الراين ووستفاليا وبادن ـ فورتمبيرغ ولا يطاول المعلمات فقط، بل وجميع المسلمات في القطاع العام مثل الإدارات والعاملين لدى القضاة». وتختلف قوانين منع الحجاب من ولاية إلى أخرى في ألمانيا حيث سنَّت ثماني ولايات من أصل ١٦ تشريعات في هذا الصدد، لكن المحكمة الإدارية في بادن ـ فورتمبيرغ أسقطت القانون قبل سنة تقريباً لعدم شموله الراهبات في قطاع التعليم الرسمي، لكن حكومة الولاية استأنفت الحكم. وتعتبر ولاية برلين الوحيدة التي يمنع قانونها كل الرموز الدينية في المدارس الرسمية. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 اوت 2007)


قضاء ألمانيا يحظر حجاب الممثلة جريس كيلي

 
اعتبرت محكمة ألمانية في ولاية نورث راين فستفاليا أن ارتداء مدرسة مسلمة حجابا يشبه غطاء رأس الممثلة الأمريكية جريس كيلي بأحد أفلامها ينتهك حظر الحجاب المعلن في الولاية التي يقطنها نحو ثلث مسلمي ألمانيا البالغ عددهم 3.5 ملايين نسمة. وقضت محكمة في مدينة دوسلدورف شمال غرب البلاد برفض طلب المدرسة مريم بريجيت فايس (53 عاما) بالسماح لها بارتداء حجاب في المدرسة، بالرغم من أنها لا ترتدي حجابًا كاملا بل تكتفي بربط غطاء رأس على شعرها يسمح بظهور مقدمة الشعر. وفي هذا السياق قالت فايس إنها لا ترتدي الحجاب الإسلامي التقليدي، مشيرة إلى أنها ترتدي غطاء رأس « يتماشى مع الموضة » ومماثلا للحجاب الذي كانت ترتديه الممثلة الأمريكية جريس كيلي في فيلمها « تو كاتش آ سيف » (امسك حرامي) الذي تم عرضه عام 1995، لكن المحكمة لم تقبل مبررات مريم بأن حجاب جريس ليس حجابا تقليديا. وقال القاضي: إن غطاء الرأس المطلوب السماح بارتدائه يعتبر « رمزًا دينيًّا »، وهو أمر يخالف قوانين الولاية على حد وصفه. اضطهاد شديد ومن جانبها انتقدت مريم -وهي عضو في مجلس إدارة المجلس المركزي للمسلمين- القرار قائلة لرويترز: « هذا اضطهاد شديد ». وأضافت أن قوانين الولاية تنتهك حقها في الحرية الدينية، معلنة عزمها على إقامة دعوى استئناف. ومضت تقول: « هذا الحكم يستهدف المسلمات المتعلمات، ويمنعهن من مباشرة أعمالهن، ومن ثم فإنه يستثنيهن أيضا من المجتمع ». وكانت مريم التي تعمل مدرسة في مدرسة الولاية منذ عام 1980 اعتنقت الإسلام في بداية التسعينيات وبدأت ارتداء الحجاب عام 2006. وتحظر سبع ولايات من بين 16 ولاية ألمانية على المدرسات ارتداء الحجاب وهي سياسة تصفها جماعات حقوقية بأنها تمييز ضد المسلمين. ويأتي قرار المحكمة في أعقاب حكم مماثل أصدرته محكمة في ولاية بافاريا الجنوبية التي تسكنها أغلبية كاثوليكية؛ حيث أيدت الحظر الذي فرضته في يناير الماضي. كما عقدت محكمة في ولاية هيسه بغرب ألمانيا اليوم الأربعاء جلسة استماع للنظر في حظر ارتداء الموظفات الحجاب أثناء العمل لكن المحكمة لن تتوصل إلى قرار قبل عدة أشهر. ويشكو بعض المسلمين الألمان وغالبيتهم من الأتراك من تعرضهم للتمييز في التعليم وفي الحصول على وظائف مما يعزلهم عن التيار العام في المجتمع. وقد أصبح ارتداء الحجاب والنقاب قضية سياسية ساخنة في العديد من الدول الأوروبية. وأثارت فرنسا جدلا بحظرها ارتداء الحجاب في مدارس الدولة قبل عامين، فيما اتهمت بعض الجماعات الإسلامية في بريطانيا مؤخرا الحكومة بإيجاد مناخ يسوده الخوف من الإسلام بعد أن قال وزير الخارجية السابق جاك سترو: إن النقاب يجعل العلاقات مع الأقلية المسلمة أكثر صعوبة. (المصدر: موقع « إسلام أونلاين.نت » (الدوحة – القاهرة) بتاريخ  16 أوت 2007)


مسؤول أميركي: أميركا بزيفها ستنهار كما انهارت روما

   

 
نشرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية بقلم مراسلها جيريمي غرانت تقريرا لمسؤول أميركي يحذر فيه من انهيار أميركا كما حدث للإمبراطورية الرومانية بعد أن سرد أوجه التشابه بين الدولتين. فيما يلي نص التقرير المنشور: التزييف الأميركي المحبط يحذر أكبر مراقب حكومي في البلاد بأن الإدارة الأميركية تشهد سلسلة أزمات بسبب السياسات والممارسات المتغيرة إلى جانب العجز التجاري، والتمويل الضئيل والمزمن للرعاية الصحية والهجرة والالتزامات العسكرية عبر البحار التي تهدد بنشوب أزمة حقيقية إذا لم يتم التصدي لها في القريب العاجل. فقد أصدر المراقب العام ديفد وولكر تقييما كئيبا لمستقبل البلاد في تقرير له يأتي ضمن ما سماه « التزييفات المحبطة طويل الأمد ». وتشمل هذه التزييفات « أزمات الضرائب المرتفعة وانخفاض مستوى الخدمات الحكومية وإغراق البلاد على نطاق الواسع بديونها لصالح حكومات أجنبية ». وبالتوازي مع نهاية الإمبراطورية الرومانية، حذر وولكر من وجود « تشابه صاعق » بين الحالة الراهنة التي تمر بها الولايات المتحدة والعوامل التي أطاحت بروما بما فيها « انحدار مستوى القيم الأخلاقية والكياسة السياسية في الداخل، والمبالغة في الثقة بالنفس والمبالغة في التوسع العسكري في الأراضي الأجنبية، واللامبالاة المالية التي توليها الحكومة المركزية ». ويتابع وولكر أن « هذا التشابه يبدو مألوفا ومعاشا في أميركا. من وجهة نظري فإن الوقت قد حان لنتعلم من التاريخ ونتخذ الخطوات التي تجعل من الولايات المتحدة أول دولة في التصدي لاختبار الزمن ». أراء وولكر تحمل معان في غاية الأهمية لأنه شخصية غير حزبية مسؤولة عن مكتب المحاسبة الحكومية, وغالبا ما يوصف بالذراع المحقق في « التقدم الأميركي ». ورغم أن معظم دراسات التقدم الأميركي يقوم بها مشرعون، فإن زهاء 10% -كتلك التي احتوت على تحذيراته الأخيرة- بدأها المراقب العام نفسه. وفي مقابلة مع فايننشال تايمز قال وولكر إنه ذكر بعض هذه القضايا من قبل ولكنه الآن « سيرفع صوته عاليا ». وأضاف أن بعضها كان حساسا جدا « بحيث لا يسمح ربطها بأسماء آخرين في الحكومة » . جرس إنذار ويؤكد وولكر « إنني أحاول أن أدق جرس الإنذار وأطلق دعوة للصحوة ». « كمراقب عام لدي قدرة على النظر ببصيرة بعيدة المدى وتولي قضايا ربما يتردد فيها الآخرون، وفي معظم الحالات ربما لا يكونون في موقع للقيام بذلك ». وتابع وولكر الذي احتل منصبه إبان عهد إدارة بيل كلينتون قبل 15 عاما أن « أحد أوجه القلق يكمن في أننا دولة عظمى ولكننا نواجه تحديات جسيمة دون أن نتخذ خطوات جادة لمواجهتها ». الاختلال في الميزانية يعني أن الولايات المتحدة « على طريق يتجه نحو الانفجار في الديون ». وأضاف وولكر وهو مدير تنفيذي سابق في شركة بي دبليو سي (PwC) لتدقيق الحسابات أنه « مع تقاعد مواليد ما بعد الحرب العالمية الثانية الذي بدأ يلوح في الأفق، وتصاعد تكاليف الرعاية الصحية، وانخفاض معدلات الإيداعات والاعتماد المتزايد على المقرضين من الخارج، أصبحنا نواجه مخاطر مالية غير مسبوقة ». « ورخاؤنا يتطلب التركيز على بنيتنا التحتية. هناك حاجة إلى مليارات الدولارات لتحديث كل شيء بدءا بالطرق السريعة والمطارات وحتى المياه والصرف الصحي. انهيار الجسر الحالي في مينوبوليس كان جرس إنذار ونداء للصحوة ». وقال وولكر إنه سيعرض تقريره على المرشحين للرئاسة الأميركية الربيع المقبل. « إن عليهم أن يجعلوا من المسؤولية المالية وتحقيق المساواة بين الأجيال من أهم أولوياتهم، وإذا ما فعلوا ذلك أعتقد أنه سيكون لدينا فرصة لنقلب الأمور. ولكن المخاطر ستكون جسيمة إذا لم يفعلوا ». (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 15 أوت 2007 نقلا عن صحيفة فاينينشيال تايمز البريطانية)

حكومة رام الله ترتكب جرماً فادحاً في حق الشعب وقضيته

 
د. بشير موسي نافع (*) لم تعد أهداف الرئيس عباس والمعسكر الملتف حوله خافية علي أحد؛ كما أن ما يعتقد الرئيس الفلسطيني أنها مصادر قوته أصبحت واضحة كذلك. المشكلة أن الشر الذي يسكن أهداف الرئيس، والموقع الذي يحتله حلفاؤه في الصراع علي فلسطين، تجعل وسائله وسياساته أقرب إلي الجريمة في حق القضية الوطنية منها إلي أي شيء آخر. وهي ليست جريمة عباس وحسب، بل ورئيس وزرائه، وكل من يخرج للدفاع عن هذه السياسات. كما أغلب مراحل عمله في قيادة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، يقع عباس في الوهم الذي وقع فيه مرات من قبل. ليس من الواضح تحت أية ظروف علي وجه التحديد بدأت رؤية عباس لتسوية سياسية ـ سلمية للصراع علي فلسطين في التبلور. ولكن المؤكد أنه كان أحد الشخصيات السياسية الفلسطينية المبكرة التي سعت إلي بناء صلات بأطراف إسرائيلية رسمية وغير رسمية في السبعينات من القرن الماضي. لقد بات معروفاً في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية أن حرب تشرين الأول (اكتوبر) 1973، وما تلاها من تطورات، شكلت تحدياً كبيراً لمنظمة التحرير الفلسطينية. وهو ما أدي في العام التالي إلي تبني المنظمة برنامج النقاط العشر، الذي وضع الحركة الوطنية الفلسطينية علي مسار التسوية سريع الانحدار. ولكن ما سيتضح بعد ذلك، أن القيادة الوطنية لم تكن موحدة علي نهج واحد للتسوية. ففي حين وقف قطاع ملموس من القيادات الوطنية موقف المتوجس والحذر، وعارض ما استطاع التسرع في اتجاه التسوية، رأي قطاع آخر أن من المصلحة الالتحاق بالقاطرة العربية الرسمية، لاسيما تلك التي تقودها القاهرة. الخشية من تبلور اختلال فادح في ميزان القوي، بسبب عزم مصر الخروج من ساحة الصراع العربي ـ الإسرائيلي، وخشية أخري من تقدم الأردن لتسلم زمام المسألة الفلسطينية، ومن ثم حرمان المنظمة من أوهام مكاسب التسوية، دفعا قيادة منظمة التحرير إلي الانخراط في التوجه العربي الرسمي الجديد. بيد أن المواقف من عملية التسوية لم تقتصر علي التوجس والالتحاق بالتوجه العربي الرسمي؛ إذ كان ثمة نهج ثالث يمثله محمود عباس، يعمل علي تأسيس مسار فلسطيني منفرد في التفاوض مع الدولة العبرية: فلسطينيون وإسرائيليون، وجهاً لوجه، وبدون ضغوط الالتزامات العربية. لم يكن الطريق أمام هذا النهج سهلاً وممهداً؛ كان التفاوض المنفرد خياراً متساوقاً مع التصور الإسرائيلي، علي أن الإسرائيليين أرادوا التأكد من تخلي الفلسطينيين عن الكفاح المسلح، كما كانوا يسعون إلي تخفيض سقف التفاوض إلي أدني مستوي ممكن. ولكن نهج التفاوض المنفرد لم ينقطع علي أية حال. في مطلع التسعينات، تبلورت ظروف موضوعية جديدة، إقليمياً ودولياً، دفعت إدارة بوش الأب إلي تبني مشروع جاد لإيجاد تسوية للصراع العربي ـ الإسرائيلي، وهو ما تبلور أخيراً في مؤتمر مدريد. وبالرغم من أن مسار مدريد لم يرق إلي طموحات الفلسطينيين، وأن إطاره العربي لم يكن إطاراً صلباً ومتماسكاً بالقدر اللازم والضروري لحماية المصالح العربية المشتركة، فحتي هذا الإطار الهش لم يكن محل رضا من أنصار نهج التفرد. ولم يكن غريباً بالتالي أن تنطلق مساعي التفاوض المتفرد مع الإسرائيليين من خلف ظهر مفاوضي مسار مدريد الفلسطينيين والعرب، وبدون علم أي منهم أو من العواصم العربية. هذه المساعي هي التي جاءت بمفاوضات أوسلو، التي كان عرابها الفلسطيني ليس إلا محمود عباس. وفي حمي الابتهاج بتوقيع اتفاق أوسلو، والأوهام الهائلة التي أحاطت بوعوده، لم يخف عباس رغبته في إدارة الظهر للصحراء والوجه نحو المتوسط ، وكأن تاريخ الفلسطينيين وجغرافيتهم خيار مجاني يمكن التخلي عنه أو نسيانه، أو كأن ميزان القوي يسمح بمثل هذا التخلي. لم يستمع عرابو أوسلو لأي من الانتقادات التي وجهت له فلسطينياً أو عربياً، وبدا لبعض الوقت أن السلطة الفلسطينية قد ارتضت لعب دور الجسر والشريك للانتشار الإسرائيلي السياسي والاقتصادي والثقافي في كل المجال العربي ـ الإسلامي. ولكن تطوراً غريباً سيبرز خلال السنوات الأخيرة من تسعينات القرن الماضي؛ فمنذ أخذ مسار أوسلو في التعثر، بدأت أصوات عرابي الاتفاق، وعباس علي رأسهم، في إبداء الندم، والإقرار علناً بالخطأ الذي ارتكب في أوسلو. وما إن شاع انحياز عباس لصف عرفات في رفض القبول بالضغوط الأمريكية ـ الإسرائيلية خلال مباحثات كامب ديفيد 2000، ظن كثيرون، بمن فيهم كاتب هذه السطور، أن عباس تغير، وأنه أدرك بعد التجربة الطويلة عقم النهج الذي روج له طوال أكثر من عقدين. الحقيقة أنه إن كان الرجل قد تغير، فلم يتغير كثيراً. في جوهر رؤيته لمستقبل الصراع علي فلسطين، محمود عباس لا يكترث لانتماء فلسطين العربي ـ الإسلامي، ولا يري في الارتباط العربي، الرسمي والشعبي علي السواء، بفلسطين إلا عبئاً ينبغي التخلص منه؛ عباس لا يري جدوي إلا في تفاوض منفرد بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بغض النظر عن الخلل الهائل في ميزان القوي، وفي الأبعاد العالمية للمشروع الصهيوني. ولكن ثمة تطوراً أخطر طرأ علي رؤية عباس خلال السنوات الأخيرة، وهو استعداده للقبول بأن التهجير والانقسام الذي تعرض له الشعب الفلسطيني في 1948 نهائي ولا سبيل لمعالجته. ولذا، ففي كل محاولات استئناف أوسلو التي شارك فيها، مباشرة أو بصفة غير مباشرة، أبدي عباس استعداداً للتخلي عن حق العودة، أي التخلي عن أكثر من نصف الشعب الفلسطيني. هذا السياق الطويل من تداخل الأوهام، وتجاهل حقائق التاريخ وموازين القوي، والتغاضي عن ثوابت القضية الوطنية، هو ما يجب استدعاؤه لفهم موقف عباس من الوضع الفلسطيني الراهن. تصريحات عباس المتكررة حول حرصه علي وحدة الشعب الفلسطيني والدعوة إلي تراجع حماس عما يسمي الآن في خطاب معسكر الرئيس بالانقلاب علي الشرعية في غزة هي تصريحات لا تنم عن الهدف الحقيقي لعباس. ما يريده عباس هو استغلال أحداث حزيران (يونيو) في قطاع غزة لإضعاف حماس، للقضاء علي فعاليتها السياسية وقدرتها علي تشكيل معارضة فلسطينية جادة وتعددية لما يتصور الرئيس أن عليه اتباعه للتوصل إلي تسوية، وتجريدها من مكاسب الشرعية العربية والإسلامية والعالمثالثية التي حققتها قبل وبعد الفوز في انتخابات 2006 التشريعية. ولكن عباس يدرك أنه لا يستطيع تحقيق هدفه هذا بالارتكان إلي قوة حركة فتح وثقلها الشعبي. فتح، كما يعلم عباس وكما حرص أن تكون طوال سنوات، تعاني من أعباء الشيخوخة، من أثقال أوسلو، ومن الأوبئة الأخلاقية والسياسية التي ألمت بها من سلطة الحكم الذاتي. ويدرك عباس أيضاً أنه لا يستطيع اللجوء إلي النظام العربي، لاسيما دول الثقل الرئيسة، مثل مصر وسورية والسعودية؛ فقد أوضحت هذه الدول (علي اختلاف مواقفها) منذ البداية رغبتها في محاصرة الأزمة واستئناف الحوار بين الأطراف الفلسطينية المتدافعة. الخيار المتبقي هو الخيار الذي يلتقي أصلاً مع هدف تقويض وضع حماس وتجريدها من أدوات القوة: الخيار الأمريكي ـ الإسرائيلي. لم يدر عباس ظهره للدول العربية الرئيسية وحسب، بل ويستقوي بالموقف الأمريكي ـ الإسرائيلي علي العرب، ليعود بذلك إلي ما ميز تصوره للمسألة الفلسطينية وعلاقة الفلسطينيين بالمحيط العربي منذ بدأ مسيرة البحث عن تسوية قبل أكثر من ثلاثين عاماً. وهو لم يكتف بهذا، بل أوضح في تحالفه مع النفوذ الأمريكي ـ الإسرائيلي في الأمم المتحدة ضد مشروع البيان القطري استعداده للذهاب إلي أقصي مدي ممكن لتحقيق أهدافه. ولا يكترث عباس بالانقسام الفلسطيني، بل أنه يري في هذا الانقسام تخلصاً من عبء آخر يمكن أن يثقل خطاه نحو تحقيق أهدافه. الحقيقة أن الرئيس الفلسطيني يغرق من جديد في واحدة من سحب الأوهام التي طالما احتمي بها منذ انتهج طريق التسوية، معتقداً أن بإمكانه هذه المرة التوصل إلي حل نهائي للصراع علي فلسطين، أو علي الأقل إلي إطار لهذه التسوية. لقد عرف العالم خلال العقود الأخيرة سلسلة من حالات الحصار والتجويع التي فرضها النظام الدولي علي دول وشعوب بأكملها، من إيران في سنوات الحرب العراقية ـ الإيرانية، مروراً بالعراق في الفترة الفاصلة بين حربي الخليج الأولي والثانية، وكوريا الشمالية طوال أكثر من عقد من السنوات، إلي فلسطين في العامين الماضيين. وبالرغم من توفر التشريعات القانونية الدولية لتغطية حالات الحصار تلك، فقد تعرف الضمير العالمي دائماً علي الجريمة المستبطنة في حصار دولي يقصد به تجويع وإذلال شعب بأكمله. ولكن العالم لم يشهد حالة كتلك التي ينفذها عباس ورئيس وزرائه وبطانة المستشارين والناطقين الملتفين حوله، حالة حصار وتجويع يفرضه رئيس علي جزء من شعبه. وإلا، فكيف يمكن تفسير موقف المندوب الفلسطيني في الأمم المتحدة من مشروع البيان القطري؟ كيف يمكن تفسير قرارات فياض المتلاحقة بحرمان آلاف الموظفين في قطاع غزة من رواتبهم؟ كيف يمكن تفسير تواطؤ حكومة رام الله، بل وحثها كافة الأطراف المعنية، علي إقفال المعابر القليلة التي يتنفس منها أهالي القطاع؟ مهما بلغت محاولات التبرير السياسية من تذاكي، تتوفر في سياسة الحصار والتجويع التي يفرضها عباس وفياض علي فلسطينيي القطاع كل العناصر الضرورية للجريمة. هذه سياسات مجرمة بأي مقياس للجريمة. تعتبر القضية الفلسطينية، بالطبع، أكثر قضايا العالم الحديث تعقيداً وأطولها عمراً؛ وتاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية خلال القرن الأخير كان تاريخاً شائكاً ومحفوفاً بالمخاطر. وفي مثل هذه الظروف ليس من السهل دائماً التحكم في ما هو سيئ في النفس الإنسانية. والفلسطينيون، سيما المتخصص منهم، يعرفون مساوئ قادتهم، كما ميزاتهم الكبري، من الحاج أمين الحسيني إلي ياسر عرفات. ولكن التاريخ الفلسطيني لم يعرف زعيماً يحتقر شعبه ولا يكترث لآلامه، زعيماً يغرق في مشاعر الحقد والكراهية، زعيماً يجهل تقاليد شعبه وميراثه، وزعيماً يفتقد الشروط الأولية للزعامة، كما محمود عباس. القادة الوطنيون، سيما أولئك الذين ألقيت علي كواهلهم مسؤولية التحرر الوطني، يبذلون عادة من أنفسهم للحفاظ علي مقدرات شعوبهم، علي ما يمكن توفيره من أسباب راحتها، وعلي أقصي ما يمكن تحقيقه من مستويات وحدتها. وقد كانت قيادة عرفات، بكل سلبياتها، تعبيراً عن هذه الخصال. ما يمثله قادة رام الله اليوم، المخططون الرئيسيون بينهم والمهرجون، ليس حراسة ميراث عرفات، بل الانقلاب عليه. ستمر هذه الأزمة بلا شك، عاجلاً أو آجلاً، كما مر غيرها من الأزمات. ولكن مشكلة هؤلاء أن ثمة كثيراً مما قد يختلف عليه من سمات تميز الضمير الجمعي الفلسطيني؛ ما لا خلاف عليه هو عمق ذاكرة الفلسطينيين. (*) باحث عربي في التاريخ الحديث (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 اوت 2007)


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.