الخميس، 15 سبتمبر 2011

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

11 ème année, N°4095 du 15.09.2011  

archives :www.tunisnew .net


إيلاف:أردوغان يصل الى تونس

بناء نيوز:تونس تسعى لإعادة المعتقلين الخمسة في سجن غوانتانامو

الصباح:غدا أول قضية أمام المحكمة العسكرية ضد الرئيس المخلوع و42 من جماعته

بناء نيوز:سعود الفيصل في زيارة قصيرة لتونس: هل يتم تسليم المخلوع وزوجته؟

الصباح:من أجل تهمة التدليس بحث تحقيقي ضد الصادق القربي وزير التربية سابقا

بناء نيوز:في حفل فخم حركة النهضة تكشف اهم ملامح برنامجها الانتخابي

الصباح:العميد عبد الستار بن موسى أول رئيس لرابطة حقوق الإنسان بعد الثورة؟

النشرة:مسؤول أوروبي: للعمل مع حكومة تونس لاسترجاع اموال منهوبة من بن علي

كلمة:دعوات للحكومة التونسية للتخلي عن قانون الإرهاب

الصباح: بعد تعمدهم الصيد في المياه الإقليمية التونسية بحارة مصريون في انتظار محاكمة عسكرية

كلمة:الأحزاب الممثلة في الهيئة تتفق على مبادئ وفاقية تعرضها اليوم على الرأي العام

كلمة:انسحاب الحزب الجمهوري من القطب الحداثي

الشروق:سليم الرياحي لـ «الشروق»: «النهضة» خصمنا وسنهزمها: لا بدّ من استفتاء أو اتفاق وطني جامع قبل الانتخابات لمنع عودة الدكتاتورية

الصحافة:محسن مرزوق الأمين العام للمؤسسة العربية للديمقراطية ورئيس اللجنة التنفيذية لمركز الكواكبي

الشروق:عبد الجليل حذر من سرقة الثورة الليبية: خلافات حادة بين الاسلاميين والليبراليين تعصف بـ«الانتقالي»

آسيا العتروس:ممنوع من الحياد :أردوغان… العربي؟ د. بشير نافع:النظام العربي في مواجهة ربيع الثورات العربية د. فهمي هويدي:نلاحقهم بالكراهية واللعنة منير شفيق:انظروا إلى ما يجري في السودان أيضاً


Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

تابعوا جديدأخبار تونسنيوز علىالفايس بوك

الرابط

http://www.facebook.com/pages/Tunisnewsnet/133486966724141



تونس: وصل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ليل الاربعاء الخميس الى تونس، المحطة الثانية في جولته على دول « الربيع العربي » والتي بدأها في مصر وسينهيها في ليبيا، وكان في استقباله خارج المطار حشد ضم المئات تقدمهم الزعيم الاسلامي التونسي راشد الغنوشي. ويرافق اردوغان في زيارته وفد يضم وزراء ورجال اعمال، وقد كان في استقباله في المطار رئيس الوزراء الباجي قائد السبسي الذي اجتمع واياه لبضع دقائق في صالون الشرف في المطار. وخارج المطار احتشد ما بين 300 الى 400 شخص حاملين العلمين التركي والفلسطيني ومرددين هتافات مرحبة برئيس الوزراء الزائر، وذلك وسط اجراءات امنية مشددة. وتقدم الحشود رئيس حزب النهضة الاسلامي راشد الغنوشي الذي سلم عليه اردوغان بحرارة. والنهضة سيكون بحسب استطلاعات الرأي الاوفر حظا في انتخابات المجلس التأسيسي المقررة في 23 تشرين الاول/اكتوبر، وهو حزب اسلامي يقول انه يريد ان يطبق في تونس النموذج التركي. والخميس سيعقد اردوغان اجتماعات مع السلطات الانتقالية التونسية وسيلتقي ايضا قادة ابرز الاحزاب في البلاد. وكان اردوغان لقي في مصر ترحيبا شعبيا حارا وتعامل معه المصريون باعتباره نجما ساطعا فيما اعتبره الناشطون « بطلا » بسبب مواقفه الداعمة للفلسطينيين في مواجهة اسرائيل. وبعد مصر وتونس يزور اردوغان ليبيا، البلد العربي الثالث الذي سقط النظام فيه اثر انتفاضة شعبية.
(المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 15 سبتمبر2011)

تونس تسعى لإعادة المعتقلين الخمسة في سجن غوانتانامو مطالبات للحكومة التونسية باسترجاع التونسيين الخمسة المعتقلين في سجن غوانتانامو


تونس – بناء نيوز – نور الدين فردي قال مختار الطريفي في المؤتمر الدولي حول دفع الثورة التونسية إلى الدفاع عن سجناء تونس في غوانتنامو « نطالب الحكومة التونسية باسترجاع التونسيين الخمسة المعتقلين في سجن غوانتانامو والقيام بالضغط اللازم على الحكومة الأمريكية لأن الدولة التونسية مسؤولة على كل التونسيين في أي مكان وفي أي حالة. وإن ما وقع في هذا السجن يستدعي يقظة ضميرنا. » وأكد غازي الغرايري عضو هيئة تحقيق أهداف الثورة في مؤتمر صحفي عقدته اليوم 14 سبتمبر 2011 منظمة روبريف الدولية أنه لا يعقل ولا يمكن تحت اي ذريعة حتى وإن كانت الحرب على الارهاب أن تنتهك حقوق الانسان. واعتبر انه من حيث المبدأ لا يمكن لوم الولايات المتحدة في احداث سجن غوانتانامو ونحن في تونس لنا قانون سيء الذكر وهو قانون 10 ديسمبر2003. واعتبر أن « مفهوم الإرهاب هو مفهوم ضبابي ومطاط ولا يمكن تبرير سجن اشخاص دون محاكمة عادلة ونحن اليوم في تونس نعيش عهدا ثوريا ونريد ان نضرب نحن المثال بإلغاء قانون 2003 كي لا تجد الحكومة الأمريكية ذريعة في عدم إطلاق سراح التونسيين بغوانتنامو، وبقدر ما ننادي أن يعود المعتقلون إلى وطنهم لا يمكن أن تعاد محاكمتهم من جديد بمقتضى قانون العفو التشريعي العام ». وأشار كمال بن حسن ممثل وزارة العدل أن هناك مساعي جدية لاسترجاع التونسيين المعتقلين في غوانتنامو و »تونس بعد الثورة قطعت مع الماضي ومع العفو التشريعي العام يمكنهم استرداد حقوقهم المادية والعودة إلى الوطن، والحكومة التونسية باتصال مع الحكومة الأمريكية وأن تونس بعد 14 جانفي أصبحت مكانا آمنا بعد توقيع تونس على البروتوكول الاختياري لمناهضة التعذيب ». وصرّح مراد العبيدي ممثل عن حركة النهضة أن « المنطق العام في تونس قد تغيّر وأصبح المعجم السياسي يتكلم تونسيّا والمشهد السياسي التونسي يحتمل واقعين تغيّر على مستوى حرية التعبير وكذلك على مستوى الحراك السياسي بعد سنوات من القمع والاستبداد وهذا مؤشر إيجابي على أن تونس لن تعود إلى سنوات الاعتقال والنفي من أجل الأفكار، وعلى المجلس التأسيسي القادم أن يدفع في اتجاه حلحلة قضية المعتقلين التونسيين في سجن غوانتنامو ». وأبرز حمة الهمامي ممثل حزب العمال أنّ مسألة كرامة التونسيين ليست في محل مزايدة وأننا نعتني بكرامة التونسيين داخل تونس وخارجها، « فالولايات المتحدة تعطينا دروس في حقوق الإنسان وسجن غوانتنامو يشهد بعكس ذلك وفي تونس نريد أن نضغط على الولايات المتحدة فيجب علينا أولا أن نلغي ما يسمى « قانون الإرهاب » لتكون الحكومة التونسية في موقع أفضل للضغط على الولايات المتحدة وعلى الأحزاب والمجتمع المدني والشعب التونسي بصفة عامّة أن تقوم بحملة وطنية لمناصرة التونسيين المعتقلين ». وأكد رابح الخرايفي ممثل عن الحزب الديمقراطي التقدمي أن أحداث الثورة كادت أن تنسينا التونسيين المعتقلين وسجن غوانتنامو هو حالة فريدة في انتهاك حقوق الإنسان من قبل الولايات المتحدة ففي السابق طالبنا بإطلاق سراح المعتقلين على أن لا تستلمهم الدولة التونسية في عهد بن علي أما بعد سقوط الاستبداد والبلاد تعيش في ثورة فاصبح بالإمكان اليوم أن يعودوا إلى وطنهم، ويجب تشكيل وفد من الحكومة والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني لزيارة سجن غوانتنامو والاطلاع على أوضاع التونسيين الخمسة المعتقلين هناك ». وفي ختام الندوة أرسل سامي الحاج معتقل سابق في سجن غوانتنامو رسالة خطية تلى محتواها لطفي الحاجي مدير مكتب قناة الجزيرة بتونس، وعبّر فيها عن شكره وامتنانه لتونس الحرّة واعتبر أن العالم المتحضّر كان يتجه نحو المثالية في مجال حقوق الإنسان إلا أنه في السنوات الأخيرة شهد العالم انتكاسة على مستوى حقوق الإنسان خاصة حرب على ما يسمى « الإرهاب » وخصوصا سجن غوانتنامو الرهيب « الذي أفقد الولايات المتحدة صورتها في مجال حقوق الإنسان نادى في هذه الرسالة بإطلاق سراح كل السجناء وتقديم اعتذار مع محاكمة المسؤولين عن التعذيب في هذا السجن تحقيقا لمبدا أنّ المجرم لا يفلت من العقاب »، وأكد في هذه الرسالة على تضامنه مع المعتقلين التونسيين وقضيتهم العادلة. هذا وتجدر الإشارة أنه كان من المقرّر أن يحضر هذا المؤتمر الدولي كلّ من سهام بن سدرين رئيسة المجلس الوطني للحريات وراضية النصراوي رئيسة المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب وممثل حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات وممثل عن وزارة الخارجية وعبد الله بن عمر معتقل سابق في سجن غوانتنامو، إلا أنهم تخلفوا عن هذا الموعد  

(المصدر: موقع بناء نيوز الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 14 سبتمبر 2011)

<



ذكر ممثل وزارة الدفاع أمس خلال اللقاء الاعلامي بالوزارة الأولى أنه سيتم النظر غدا 15 سبتمبر في أول قضية بالمحكمة العسكرية بتونس وتهم هذه التهم 43 شخصا منهم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ووزيري داخلية سابقين. وتتعلق القضايا التي تنظر فيها المحكمة العسكرية بشهداء اقليم تونس (تونس الكبرى) ونابل وزغوان وبنزرت وسوسة الذين استباح النظام السابق دماءهم أيام الثورة. وقد تمت احالة هذه القضايا على المحكمة العسكرية بتونس بعد استكمال الابحاث واحالتها على دائرة الاتهام التي أحالتها بدورها الى المحكمة العسكرية. تمرد وفساد مالي من جهة أخرى، قال ممثل وزارة الدفاع إنه قد تمت عملية تجاوزات من خلال عدم تطبيق الضابطة العدلية لبطاقات الجلب لا سيما فيما يتعلق بجلب ضابط خلال عملية قتل للشهداء… قضية أخرى برزت في الآونة الأخيرة وتتعلق بقضية فساد مالي في صلب وزارة الدفاع الوطني… وتتعلق هذه القضية التي تم اكتشافها، في الاستيلاء على أملاك تهم وزارة الدفاع ومسجلة باسم تعاونية وزارة الدفاع لكن تم التفريط فيها لفائدة الرئيس المخلوع وعائلته وجماعته بمعاليم رمزية، أي بالدينار الرمزي… من جهة ثانية، تتعلق قضية الفساد المالي بتفريط وزارة الدفاع في جزء من ميزانيتها لفائدة الرئيس المخلوع وجماعته وذلك من خلال القيام بصرف عائداتها على تهيئة هضبة سيدي بوسعيد… اضافة الى قيامها ببناء القصر الرئاسي بالحمامات… كما تم اقتناء «يخت» عليسة من الميزانية واعطاءه لبن علي ـ وقد تم انفاق كل هذه الأعباء المالية من ميزانية وزارة الدفاع الوطني من خلال خروقات مالية وفساد مالي. ويذكر أن الفساد المالي سهل من جهة أخرى شراء معدات طبية عن طريق المستشفى العسكري… كما هناك ديون متخلدة على ذمة الحزب المنحل التجمع الدستوري الديمقراطي وتهم أساسا التصرف في طائرات عسكرية وسيارات على ذمة وزارة الدفاع… وقد تم شراء هذه المعدات كي تستفيد منها الوزارة، لكن التجمع هو من استغلها… وتهم قضايا الفساد المالي أساسا وزراء الدفاع من 1991 الى 1998 وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع ان هؤلاء الوزراء «سيحاسبون» كما سيحاسب كل المسؤولين عن جملة هذه القضايا. صناعة الأسلحة وذكر المتحدث باسم وزارة الداخلية من جهة أخرى أنه تم اكتشاف مواطن يقوم بصنع الأسلحة في حفوز من ولاية القيروان. كما تم حجز مجموعة من الأسلحة بحوزة عدد من المواطنين. ابتسام جمال (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 سبتمبر 2011)

<



تونس – بناء نيوز. اختتم الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية بالمملكة العربية السعودية زيارة خاطفة إلى تونس لم يعلن عنها سابقا. الزيارة لم تدم غير ساعات اجتمع خلالها برئيس الجمهورية المؤقت فؤاد المبزع والوزير الأول في الحكومة الانتقالية الباجي قائد السبسي. وكان برفقة المسؤول السعودي نائبه الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز. ومن المعروف عن الدبلوماسية السعودية انها فاعلة وناجزة وتتوفر على الامكانيات والوسائل اللازمة لسياستها. وتطرقت المحادثات إلى « العلاقات الثنائية والقضايا المطروحة أمام العالم العربي والتحديات التي تواجه دوله مجتمعة وفرادى » وإلى وقوف المملكة إلى جانب شقيقتها تونس وتعاونها معها. وكانت الحكومة التونسية قد طلبت من نظيرتها السعودية تسليمها الرئيس الهارب وزوجته لمقاضاتهما بالتهم المنسوبة إليهما منفردين أو متضامنين وهي المتعلقة بالقتل العمد وحمل السكان على مهاجمة بعضهم بعضا بالسلاح والاستيلاء على الأموال العمومية ومسك واستهلاك المخدرات وتهم أخرى.. وايدت الحكومة التونسية طلبها ذاك بالمؤيدات القانونية كما طلبت القبض على الهاربين من منظمة الشرطة الدولية انتربول. ويرى مراقبون أن هذه الزيارة قد تنبئ عن استعدادات إيجابية من قبل المملكة خاصة أنها الأولى لمسؤول سعودي بعد ثورة 14 جانفي، كما لوحظ ان الزيارة الفجئية جاءت قبيل ساعات من الحلول المنتظر في هذه الآونة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بتونس في زيارة تستمر يومين ويرافقه فيها وفد رفيع من المسؤولين ورجال الأعمال.  
(المصدر: موقع بناء نيوز الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 14 سبتمبر 2011)

<


من أجل تهمة التدليس بحث تحقيقي ضد الصادق القربي وزير التربية سابقا


على إثر القضية التي تقدم بها8 محامين في حق أستاذ فلسفة الى وكيل الجمهورية بالمحكمة الإبتدائية بتونس ضد الصادق القربي وزير التربية والتكوين سابقا ومدير جهوي للتربية والتكوين بأريانة خلال الدراسية لسنة 2006 و2007 ومدير معهد ثانوي بحي التضامن في السنة الدراسية لسنة2006 و2007 من أجل تزوير وثائق رسمية والمشاركة في ذلك تم فتح بحث تحقيقي وتعهدت فرقة الأبحاث الإقتصادية والمالية بالقضية وتم استدعاء الشاكي لسماع أقواله كما تم توجيه استدعاء الى المشتكى بهما. وجاء بعريضة الشكوى أنه وقع انتداب الشاكي كأستاذ معاون صنف »أ » في مادة الفلسفة ووقع تعينه لمباشرة عمله بمعهد العهد الجديد بحي التضامن وكانت مباشرته لعمله متسمة بالتوفيق والتميزوأنه حسب ما ورد بالشكاية أظهر خلال مباشرته لعمله أنه متمكن من الآليات البيداغوجية وذو كفاءة عالية في تدريسه للمادة موضوع اختصاصه وخول له نجاحه عند مباشرته لعمله من الحصول على عدد مهني يساوي 75/100 وذلك بتاريخ 18 جوان 2007 أي مباشرة إثر حفل اختتام السنة الدراسية. وفوجئ بتاريخ 11 سبتمبر 2007 بإعلام موجه اليه من المدير الجهوي للتربية والتكوين بأريانة مضمونه عدم تجديد انتدابه للتدريس فرفع قضية لدى المحكمة الإدارية طعنا في إلغاء وإبطال قرارعدم تجديد انتدابه فقدمت وزارة التربية والتكوين الى المحكمة الإدارية عددا مهنيا للشاكي يساوي 40/100 وهوعدد مغاير للعدد الحقيقي الذي أسند له سابقا( 75/100). وورد بملف الدعوى أيضا أن وزارة التربية في شخص من يمثلها قانونا أقدمت على افتعال وثيقة الإعلام بالعدد المهني المدلى به أمام المحكمة الإدارية وذلك من خلال اعتماد آلة « السكانار » لنسخ امضاء الشاكي الوارد بالوصل المصاحب للإعلام الأصلي بالعدد المهني الحقيقي الممضى من الشاكي بتاريخ18 جوان 2007 وتقديم الإعلام المفتعل على أنه الإعلام الفعلي والوحيد الواقع تسليمه له وجدية ذلك الإعلام بما تضمنه من إمضاء مدلس ومفتعل بالصورة التي تم ذكرها سابقا. صباح الشابي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 سبتمبر 2011)

<


في حفل فخم حركة النهضة تكشف اهم ملامح برنامجها الانتخابي لاخلاف على الهوية.. والنظام برلماني .. و7 في المائة نمو


تونس- بناء نيوز- رضا التمتام تحت شعار « تونس كما نراها » أعلنت حركة النهضة اليوم 14 سبتمبر 2011 عن برنامجها الانتخابي وسط حضور عدد من السفراء وممثّلي البعثات الدبلوماسية والهيئات الإقليمية والدولية. وتضمّن برنامج الحركة 365 نقطة تعلّقت أساسا بتصّورات الحركة للوضعين السياسي والاقتصادي لتونس ما بعد الثورة إذ تناول البرنامج في جزئه الّأول المبادئ والموجهات العامة وتولى رئيس الحركة راشد الغنوشي عرض هذه النقاط التي أكّد فيها مدنية الدولة التونسية وتجذّرها الإسلامي والعربي كما شدّد على طبيعة الناظم الجمهوري للدولة. وأضاف الغنوشي أن حركة النهضة عازمة على إرساء قيم الحرية والعدالة والتنمية باعتبارها جوهر الإسلام وتكريمٌ للإنسان. مؤكدا في نفس الوقت سعي الحزب على إرساء روح التوافق بين كافة مكوّنات المجتمع التونسي خلال الفترة القادمة. نظام برلماني وفي ما يتعلق بالباب السياسي للبرنامج ذكر نورالدين البحيري رئيس الدائرة السياسية بالحركة أن النهضة عازمة على إرساء نظام برلماني يعيد السلطة فعلا للشعب عبر غرفة برلمانية تتولى ممارسة مهامها التشريعية والرقابية. كما أكّد إقرار الحركة بتحديد المدّة النيابية لجميع المؤسسات السياسية بما يضمن عدم الاستبداد ثانية ويضمن التجديد المتواصل للمشهد السياسي. وقال البحيري إن الحركة ستقوم بتطهير القضاء وتطوير المهن المساعدة له وتحريرها من جميع الضغوط إضافة إلى دعم مؤسسات المجتمع المدني وتفعيل دوره خاصة من خلال اعتماد مبدأ التصريح في تكوين الجمعيات. انفتاح على الدول الصاعدة على مستوى العلاقات الخارجية أشار البحيري الى سعي حزبه على تفعيل جميع العلاقات الإقليمية والدولية من خلال السعي على الحصول على مرتبة شريك مميّز مع الاتحاد الأروبي وإنشاء منطقة تجارة حرة بالمغرب العربي ستضم مصر. اضافة الى توّجه نحو الانفتاح على الدول الصاعدة على غرار الصين وتركية وماليزيا والبرازيل. أما بالنسبة للبرنامجين الاقتصادي والاجتماعي لهذا الحزب الذي تحصّل على التأشيرة في فيفري الماضي فقد عُنون بـ »عدالة و تنمية و رفاه  » وتضمن 294 نقطة تعلّقت أغلبها بخطط الحزب وتصوراته التنموية لتونس خلال الفترة القادمة إذ جاء في المنوال الاقتصادي تحدّيات ووعود بالتخفيض في نسبة البطالة إلى حدود 8,5% وتحقيق معدّل نمو يقدّر ب7% مع حلول سنة 2016. وجاءت أغلب النقاط مؤكدة على دعم التنمية الجهوية والتوزيع العادل للثروات ومكافحة الفساد والرشوة إضافة إلى إعادة هيكلة عديد القطاعات على غرار القطاعين السياحي والثقافي إلى جانب صياغة تصورات جديدة للقطاع التشغيل والأسرة والتربية. وقال رضا السعيدي المشرف على إعداد البرنامج الاقتصادي إنّه سيتم التعامل بتوازن بين القطاعين العام والخاص بالإضافة إلى إدراج مشروع الصيرفة الإسلامية بتونس كآليات تمويل جديدة. وأكد الأمين العام للحزب حمادي الجبالي آن البرنامج يبقى مفتوحا أمام الجميع من أجل « الإضافة والتعمّق والإثراء والنقد » مشيرا إلى أن ما تقدّمت به النهضة اليوم « ليس برنامجا خاصّا بها بل هو برنامج كل فرد في تونس ». أبو يعبر المرزوقي: مشروع إسلامي حديث واعتبر محمد أبو يعرب المرزوقي رئيس قائمة الحركة عن دائرة تونس 1 أن برنامج الحركة يؤكد أن النهضة بلغت اليوم ذروة ما وصل إليه الفكر الإسلامي إذ رأى أن البرنامج ليس من المشاريع إسلامية تقليدية فقد ركّز على الشؤون الدنيوية والعمل على إرساء مناهج حياة واضحة تُستمد من الإسلام، ولم يقتصر على الأفكار التقليدية التي ترتكز على العبادة وتُهمل الشؤون العامة للناس. الكحلاوي:برنامج شامل رغم الإفراط في الثقة ورأى أحمد الكحلاوي ان برنامج الحزب « من اهم البرامج المطروحة على الساحة الوطنية إذ جاء شاملا وتضمن مشروعا يحفظ هوية هذا البلد يضمن تقدمه ورقيه ضمن خطة لبناء تونس جديدة تحتضن جميع أبنائها دون إقصاء أو تهميش. كما لم يخف نقده للتفاؤل الشديد في صلب الحركة والذي يبرز جليا من خلال الأرقام التي قدمت في البرنامج وهو ما اعتبره رهانا يصعب تحقيقه. المحظي : برنامج مبني على أسس علمية وذكر الشاب النفطي المحظي عضو الهيئة التأسيسية للحركة أن ما قدمّه حزبه اليوم يعتبر مشروعا كبيرا سيحقق النهضة الفعلية لتونس في السنوات القادمة. كما قال « إن البرنامج الذي تم وضعه بطرق علمية ومبني على دراسات معمّقة وليس على مجموع من القراءات السطحية كما هو حال لدى عدد من الأحزاب المنافسة » وكان الأمين العام للحزب المهندس حمادي الجبالي قال خلال افتتاح الندوة الصحفية ان حوالي 182 خبيرا أشرفوا على إعداد هذا البرنامج الانتخابي من مختلف الاختصاصات وليسوا جميعهم من منخرطي الحركة. كما تولى صياغة هذا البرنامج ح رئيس مركز الدراسات والتخطيط الخاص بالحركة رضا السعيدي الذي انطلق في الإعداد لهذا البرنامج منذ أن كان في السجن. (المصدر: موقع بناء نيوز الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 14 سبتمبر 2011)

<



هل يكون العميد السابق للهيئة الوطنية للمحامين الأستاذ عبد الستار بن موسى أول رئيس للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، بعد الثورة؟!.. ذلك ما يوحي به ويؤكده المشهد الحقوقي في بلادنا الآن، استنادا إلى ما يحظى به بن موسى من تقدير ومصداقية واحترام في المشهدين الحقوقي والسياسي، وهو المطلع بوصفه، محاميا، على تفاصيل وجزئيات المنظومة القانونية والحقوقية في بلادنا.. وعلمت «الصباح» من مصادر حقوقية، أنه سيتم بعد غد خلال اجتماع للهيئة المديرة المنتخبة التي أفرزها صندوق الاقتراع للمؤتمر الأخير للرابطة، والتي تضم 25 عضوا، التوافق، بالخصوص، حول الرئيس المقبل للرابطة ونوابه، والكاتب العام وأمين المال وبقية الاعضاء المكوّنين للمكتب التنفيذي.. وأكدت مصادرنا، أنه في صورة عدم التوافق حول الرئيس، سيتم الالتجاء إلى الانتخاب، ويكون صندوق الاقتراع هو الفيصل، إذ يبدو أن الأستاذين عياشي الهمامي، وأنور القوصري قد يزاحمان العميد عبد الستار بن موسى حول رئاسة الرابطة. ويرى الملاحظون، والمهتمون بالشأن الحقوقي في تونس الجديدة، أن العميد عبد الستار بن موسى أهل لتحمّل مسؤولية رئاسة الرابطة، وهو قادر بمعية بقية أعضاء المكوّنين للمكتب التنفيذي على خدمة الأهداف الحقيقية للرابطة، والنأي بها عن أية مظلة حزبية، وعن أيّ توظيف سياسي، ووضعها، بالتالي، تحت الشمس، خدمة لحقوق الإنسان التونسي، بكل نزاهة وشفافية وعدل، ودون أيّ تدخـّل أو وصاية… وفي سياق متصل، علمت «الصباح» أن رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان المتخلي الأستاذ مختار الطريفي، قد يكون يعد نفسه لتحمّل مهام أخرى، قد تكون سياسية وذلك بعد انتخابات المجلس الوطني التأسيسي. عمار النميري (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 سبتمبر 2011)

<



أكد الممثل الخاص للاتحاد الاوروبي المكلف بمنطقة جنوب المتوسط برناردينو ليون « عزم الاتحاد على العمل مع الحكومة التونسية على استرجاع الأموال « المنهوبة » من قبل الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي والمقربين منه من البنوك الاوروبية ».
وكشف المسؤول الاوروبي في تصريح صحافي عقب لقائه مع وزير العدل التونسي الأزهر القروي الشابي عن « نية الاتحاد تشكيل وحدة تنسيق لهذا الغرض ببروكسل تضم خبراء في المجال لتسهيل استرجاع هذه الاموال »، متطرقاً الى « المكانة المحورية التي يوليها الاتحاد لعلاقاته مع تونس الثورة »، مؤكدا عزم الاتحاد على « الارتقاء بهذه العلاقة الى مستوى الشريك المتقدم ».  
واشار الى « الاجتماع المقرر عقده يومي 28 و29 أيلول الجاري بتونس لتجسيد هذا التعاون وتحقيق أهدافه على ارض الواقع في مختلف المجالات »، معربا عن « ارتياح الاتحاد للجهود التي تبذلها الحكومة الانتقالية لارساء قضاء مستقل باعتباره يشكل رسالة قوية للمستثمرين الاجانب لاقامة مشاريعهم هنا »، مضيفاً أن « الهدف العاجل للاتحاد الاوروبي هو الرجوع بمستوى الاستثمارات الخاصة الى ما كانت عليه قبل الثورة مشيرا الى تراجع هذه الاستثمارات بنسبة 30 بالمئة ». (المصدر: موقع النشرة الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 14 سبتمبر 2011)

<



أجمع المشاركون في المؤتمر الدولي لمنظمة  » روبريف  » تحت شعار « دفع الثورة التونسية إلى الدفاع عن سجناء تونس في غوانتنامو » على أن الدولة التونسية مدعوة إلى إلغاء قانون سنة 2003 لمكافحة الإرهاب حتى تكون مؤهلة للتفاوض بندية مع السلطات الأمريكية بشأن ملف الإفراج عن التونسيين المعتقلين بغوانتنامو. وأكدت منظمة « Reprieve » الدولية التزام الأحزاب السياسية المشاركة بالمؤتمر بإنهاء احتجاز التونسيين في معتقل « قوانتنامو » خلال المؤتمر الذي عقدته صباح اليوم الأربعاء بالعاصمة بحضور عدد من مكونات المجتمع المدني من أحزاب سياسية ومنظمات وطنية والهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي وممثلين عن وزارة العدل التي عبرت عن استعدادها للعمل على ملف المعتقلين في « غوانتنامو » وجعله في صدارة أعمالها. وقالت السيدة « غادة دملاوي » عن منظمة « Reprieve » بلندن لراديو كلمة أن المنظمة تهتم بملف اثنين من السجناء التونسيين وهما « هشام السليطي » و »عادل الحكيمي » الذين تحصلا على قرار عفو، مؤكدة أن المؤتمر جاء لدفع الثورة التونسية إلى الدفاع عن مواطنيها في معتقل « قوانتنامو ». وتتابعون في الريبورتاج التالي تصريحات بعض الحاضرين في المؤتمر (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – تونس)، بتاريخ 14 سبتمبر 2011)

<


بعد تعمدهم الصيد في المياه الإقليمية التونسية بحارة مصريون في انتظار محاكمة عسكرية


تم قبل شهر رمضان المعظم حجز مركب صيد بحري مصري من قبل أعوان الجيش الوطني لتعمّدهم اصطياد الأسماك في المياه الإقليمية رغم الراحة البيولوجية التي يتمتع بها البحارة.. هذا المركب حاول طاقمه إغراق خافرات الجيش أثناء عملية التصدي لهم لكن وبعد جهود كثيفة تمت السيطرة عليهم وإيقاف البحارة وتم الاحتفاظ بهم في انتظار صدور حكم قضائي في شأنهم. بعد أيام قليلة وفي موفى شهر رمضان وبسواحلنا التونسية تم حجز المركب الثاني الذي اقتحم المياه الإقليمية ليبلغ عدد البحارة الموقوفين بالميناء العسكري بصفاقس حوالي العشرين بحارا ويبلغ عدد الموقوفين بالمحكمة العسكرية الستة تقريبا لمحاكمتهم من أجل اجتياز السواحل التونسية ومقاضاة من حاول إغراق خافرات أعوان الجيش.. مصدر موثوق به وفي اتصال هاتفي معه وجه نداء عاجلا للسلط المسؤولة والجهات المعنية وعلى لسان البحارة بضرورة توفير الأكل والمؤونة للبحارة المتواجدين على متن المركبين المحجوزين. البحارة ورغم ما يقدمه لهم أعوان الجيش من طعام إلا أنهم باتوا في حاجة ماسة لعناية خاصة ريثما تصدر المحكمة العسكرية حكمها العادل أو على الأقل الإذن بنقلهم إلى ميناء الصيد البحري بصفاقس. دنياز المصمودي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 سبتمبر 2011)

<



علمت كلمة من مصادر قريبة من بعض الأحزاب الممثلة في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة أن المشاورات التي يقوم بها رئيس الهيئة عياض بن عاشور بصفته الشخصية مع الأحزاب، قد نجحت في التوصل إلى إيجاد مخرج للتجاذب و الجدل الذي يميز الساحة السياسية حول مسالة الاستفتاء. و علمت كلمة انه تمت بلورة وثيقة من قبل هذه الأحزاب تتكون من خمس نقاط ستعرض اليوم خلال ندوة صحفية تنظم للغرض. و تفيد بعض بنود الوثيقة حسب مصادرنا أن الأطراف الداعية للاستفتاء ستتنازل عن دعوتها مقابل التزام الأطراف الرافضة بتحديد مدة عمل المجلس المنصوص عليها في مرسوم انتخاب المجلس التأسيسي و هي سنة واحدة و أن تكون مهمة المجلس التأسيسي الرئيسية صياغة دستور جديد للبلاد. كما علمنا أن النية تتجه إلى تعيين حكومة تصريف أعمال بقيادة شخصية مستقلة مع العلم أن هذا الخيار لم يحسم فيه بعد. و تكون المهمة الرئيسية لهذه الحكومة الإعداد لانتخابات تشريعية و رئاسية. يذكر أن بلادنا تشهد منذ أكثر من شهر تجاذبا سياسيا بين أطراف تدعو إلى استفتاء الشعب حول مدة و صلاحيات المجلس التأسيسي و بين أطراف رافضة تعتبر أن الاستفتاء هو التفاف و انقلاب على إرادة الشعب الذي سينتخب مجلسه التأسيسي يوم 23 أكتوبر القادم. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – تونس)، بتاريخ 14 سبتمبر 2011)

<



أعلن الأمين العام لصاحب الطابع أمس انسحاب حزبه من القطب الديمقراطي الحداثي ، واتهم حركة التجديد بمحاولة فرض هيمنتها للحصول على كل المقاعد في المجلس التأسيسي و على تفردها في اتخاذ القرار وتوزيع المقاعد . من جهته أكد السيد عبد العزيز بلخوجة القيادي في حزب الوفاق الجمهوري و أمين عام الحزب الجمهوري قبل الاندماج مع حزب الوفاق الذي تم خلال شهر افريل الماضي أن الجناح الذي يمثله في الحزب متمسك بالعمل ضمن القطب الحداثي معتبرا أن حركة التجديد لم تستأثر بكل المقاعد بل كان نصيبها 11 قائمة فيما وزعت باقي المقاعد على باقي مكونات القطب. وتمسك الجناح الذي يمثله عبد العزيز بلخوجة بمواصلة العمل مع باقي المكونات السياسية الممثلة في القطب الحداثي وهو ما اعتبره عدد من المراقبين انفصالا للحزبين بعد اندماج و تنسيق دام حوالي خمسة اشهر. من جهة أخرى تعذر علينا الاتصال بأحد قيادي حركة التجديد لمعرفة موقف الحركة من انسحاب الحزب الجمهوري. يذكر أن القطب الحداثي الذي يظم عددا من الأحزاب السياسية و المبادرات الشعبية و الشخصيات المستقلة شهدت انسحابات عديدة مثل انسحاب حركة الوطنيين الديمقراطيين و حزب العمل الوطني الديمقراطي لخلافات مبدئية حسبما اعلنه الحزبان في بلاغات الانسحاب. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – تونس)، بتاريخ 14 سبتمبر 2011)

<


سليم الرياحي لـ «الشروق»: «النهضة» خصمنا وسنهزمها:

لا بدّ من استفتاء أو اتفاق وطني جامع قبل الانتخابات لمنع عودة الدكتاتورية


تونس (الشروق) صعد إسمه بسرعة البرق على سطح المشهدين السياسي والإعلامي. إنّه سليم الرياحي رئيس حزب الاتحاد الوطني الحر:كيف يردّ على ما يروّج عن شخصه وحزبه؟ وما مواقفه من جملة القضايا الوطنيّة؟ «الشروق» حاورته.
أكثر ما يُميّز رئيس حزب الاتحاد الوطني الحر هو ثقته بنفسه وبقدراته وعزمه على إنجاح «مشروعه» السياسي والحزبي، يقول إنه لن يتأخّر وسيُواصل رهانه على تدعيم «الاتحاد» بكلّ الوسائل والإمكانيات المشروعة والمتاحة وفق تصوّرات تتّجه أساسا إلى استقطاب الشباب والتموقع الثابت على خارطة المشهد السياسي الوطني.
إلى ذلك أكّد سليم الرياحي أنّه إنسان شفّاف ونزيه وهو لا يعير اعتبارا لما يروّجه البعض من باب النميمة السياسية والحسد على ما لقيه حزبه من انتشار ونجاح.
ليس لكم ماض سياسي معروف ، وفجأة ملأتُـم الساحة السياسيّة والإعلاميّة وأصبحتم حديث القاصي والداني؟
الدخول إلى العمل السياسي حق لكلّ مواطن ولا يُمكنه أن يكون حكرا على أحد بعينه، وأنا لي رغبة وقوّة عطاء وتطلّع وأرى أنّ المرحلة مواتية لخدمة الشأن الوطني عبر حزب سياسي ، ومن واجبي أن أضع إمكانياتي وخبرتي وعلاقاتي في الداخل والخارج لأساعد وطني في مثل هذه المرحلة التاريخيّة الهامّة.
ثمّ أنا مولود في عائلة سياسيّة فوالدي مناضل وجدي كذلك ، وقد عاشت عائلتي مرحلة من الكبت السياسي وحدث علينا ضغط وبقي والدي 30 سنة في المنفى كان معارضا لنظامي بورقيبة وبن علي إذ هو الأمين العام لحركة الوحدويين الأحرار وقد سعى النظام إلى إغتياله وهو بالخارج 3 مرّات، وحاليا هو في تونس بفضل الثورة واختار أن يترك المجال للشباب لكنّه مستعد دوما لتقديم الاستشارة.  
أنا شاب مقتنع ورأيت أنّ الشباب في الدوائر الحكوميّة ومواقع القرار الوطني كان مغيّبا، واليوم هو عصر الشباب الّذي صنع هذه الثورة ويجب أن يكون هو في القيادة والتسيير، صحيح نحن نحترم أصحاب الخبرة والكفاءة ولكن تونس في مرحلة بناء جديدة ولا بدّ لها من نفس جديد يكون في أوّل قاطرته الشباب أوّلا وأخيرا.
هناك كلام كثير عن مصادر «مشبوهة» لتمويل أنشطة وفعاليات وتحركات حزب الاتحاد الوطني الحر..من أين أتت وضخّت كلّ هذه الأموال؟
ملفنا المالي جاهز وبه حديث عن مصادر التمويل ونحن لا نخشى شيئا على الإطلاق ، وأنا شخصيّا مستعدّ لفتح حساباتي البنكيّة كاملة لتنكشف مصادر تمويلي أمام الرأي العام ولكن أنا دائما أشترط أن يتم ذلك بتحقيق العدالة والمساواة بين كلّ الأحزاب في الكشف في آن واحد عن مصادرها الماليّة ، وأنا أُطالب بذلك وأراه ضروريّا لكي تتوضّح الصورة وأنا على يقين من أنّه في حال التزم الجميع بنشر حساباته وتمويلاته فإنّ سليم الرياحي ومن ثمّ حزب الاتحاد الوطني الحر سيكون أنظف وأنزه حزب على الإطلاق لأنّنا لا نُخفي شيئا.
الحزب حاليا يموّل من أموالي الخاصة وفي المرحلة اللاحقة سيتمّ تمويله عبر المنخرطين، لقد خصّصت مبلغا ماليّا مُحترما لانطلاق عمل الحزب وتركيز هياكله، أنا قمت بدوري كمؤسّس لهذا الحزب وبعد ذلك على المناضلين أن يعملوا ويموّلوا حزبهم.
أمّا عن أموالي فهي من أعمالي مع عدد من الشركاء من دبي وبريطانيا وليبيا في مجالات مشاريع الإعمار والبنية التحتيّة وشركات النفط ، وليس لديّ ما أُخفيه.
يُعاب عليكم تركيزكم على «قوّة المال» وانتداب مستشارين من لبنان وفرنسا لتسيير جزء من شؤون الحزب والتعويل على المساعدات الاجتماعيّة لجلب تعاطف الناس مع حزبكم؟
أبدا هذا غير صحيح، بالنسبة للمساعدات هذا أمر خاص بي وكنت مُلزما به منذ سنوات فارطة والمواطنون في عدّة مدن وقرى يعرفون ذلك ، كيف اليوم لمّا أسّستُ حزبا سياسيّا أتخلّى عن ما كنت مُتعهّدا به ؟.
الناس يعرفون كلّ شيء بقي أنّ «الخصوم» (سامحهم الله) استخدموا هذا «العمل الخيري» لأنّني أصبحتُ معروفا على الساحة الوطنيّة وأصبحت بعض الأطراف لا تُخفي قلقها وانزعاجها منّي ومن حزبي. وما أؤكّده لكم ولقراء «الشروق» الغرّاء أنّ سرعة نجاحنا هي دليل على فشل الآخرين ودليل كذلك على أنّ الشعب يتغيّر معنا ويُريد القطع مع الماضي بكلّ وجوهه وسلوكاته ، لذلك فهم يُقبلون على الانخراط ومساندة الاتحاد الوطني الحر لأنّه الأقرب إلى تطلّعاتهم ورغباتهم في التغيّر والتخلّص من إرث الماضي السيّئ.
أمّا الخبرة والاستشارة فهي مطلوبة لأنّ عالم السياسة تغيّر ولا بدّ من استحداث طرائق جديدة في التعريف بالأحزاب والسعي لاستقطاب المناضلين والمناصرين.
تقولون إنّكم نجحتم في كسب تعاطف العديد من المواطنين..البعض يرى أنّ الكثير من الوافدين على حزب الاتحاد الوطني الحر من المنبهرين بـ«قوّته المالية والإشهاريّة»..ألا تتخوّفون من الانتهازيين؟
قدّمنا 32 قائمة لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي (تخلّفنا فقط عن قائمة إيطاليا) وهذا دليل على نجاعة عملنا ، اليوم لنا 50 ألف منخرط ولنا تواجد في 150 معتمديّة وهدفنا أن نُغطّي كلّ معتمديات الجمهورية مع موفى شهر سبتمبر الجاري.
كما أريد الإضافة أنّ توفير وسيلة نقل لكلّ مكتب جهوي هو أمر معقول وليس من مظاهر قوّة المال أو الرشوة السياسية كما يراها البعض ، كيف يكون لرئيس الحزب إمكانيات ويحرم منها مناضلي الحزب ولا يُساعد على تمويلهم؟ ، والحزب اليوم يستقطب الشباب المتحمّس والّذي يطلب التغيير الحقيقي والجذري وكلّ شاب لمّا يقرّر أن ينجح فإنّه سيجد الأبواب مفتوحة أمامه وسيُمكنه بالمثابرة أن يصل إلى ما يرنو إليه.
نعم الانتهازيون موجودون في المجتمع وهذا أمر طبيعي ومألوف فما بالك في الشأن السياسي حيث الكثير من المطامح والأهواء ، ولكن نحن جادّون في التمييز بين الانتهازي والمناضل الصادق لينال كلّ حقّه ، ولا أخفيك سرّا أنّنا في الاتحاد الوطني الحر كشفنا بعض الأسماء من الانتهازيين ووقع استبعادُهم ، أنا حريص على أن يبقى الحزب نظيفا خال من أمثال هؤلاء واليوم كلّ من في الحزب هو من المناضلين ومن المتطوّعين باستثناء العدد القليل المتفرّغ للشؤون الإداريّة للحزب فهؤلاء وقع انتدابهم من بين الكفاءات وخريجي الجامعات ولقد ساهم حزبنا من ثمّ في توفير عدد من مواطن الشغل من بين العاطلين عن العمل. وعملية الانضمام للحزب مفتوحة لمن يرغب ولكلّ من هو مقتنع بالحزب وأهدافه، كما أنّ هناك أشخاصا نتّصل بهم نحن ونسعى لاستقطابهم وإقناعهم بالدخول في الحزب.
لقد تعمّدت عدّة أطراف تغييب الشباب بعد الثورة، وحزبنا سيكون منبرا لهؤلاء الشباب على إختلاف إيديولوجياتهم لكي يسمعوا أصواتهم ويتصدّوا لسارقي الثورة. أنظر الى قائماتنا الانتخابية تجد أن عنصر الشباب فيها هو الطاغي حيث أن معدل الأعمار هو حوالي 37 سنة.
ذكرتم أنّ بعض الأحزاب منزعجة منكم ومن صعودكم على الساحة..من تقصدون؟
هناك قلق كبير من العديد من الأحزاب وخاصة من حركة النهضة التي نعتبرها خصما صحيحا ، كما هناك الأحزاب الّتي أقول أنّها «أحزاب الهزيمة» وهي أحزاب ما قبل 14 جانفي –ويعرفها الجميع- التي كانت تتعايش مع نظام بن علي وتعتبر نفسها أنّها الوريثة الشرعيّة لنظام حكمه كما أنّها ترى أنّ السلطة كعكة للتقاسم والمحاصصة لها وبينها لوحدها.
هذه أحزاب تبحث عن السلطة وعن الكراسي بكلّ الأساليب والوسائل وينظرون إلى المسؤوليات القياديّة وكأنّها «حق» للشيوخ دون غيرهم من الشباب أو الفئات ، من أمثال مصطفى بن جعفر (وآخرون) الّذي يعتقدُ أنّ الوقت حان للجلوس على كرسي الرئاسة وأنّ الفرصة فرصته هو دون غيره ، هؤلاء جميعا يخافون من هروب كرسي الرئاسة منهم.
لكنّكم أنتم كذلك تبحثون عن السلطة…وإلاّ لماذا تفعلون كلّ هذا الحراك المالي والسياسي والإعلامي؟
السلطة ليست هدفنا المركزي، لكن يبقى الوصول إليها مطمحا مشروعا لأيّ حزب ، ونحن نراهن على قبول الناس لنا وعلى صناديق الاقتراع لتحقيق أهدافنا دون اعتماد طرق أو أساليب أخرى. ولكنّكم تتحرّكون دون برامج واضحة ودون طرح مرجعيات وطروحات وبدائل حتّى أنّ البعض يتحدّث عن ظاهرة إعلاميّة وإشهاريّة إسمها حزب الاتحاد الوطني الحر وتمّ تلخيصها في العبارة الشهيرة «توّه»؟ لقد بدأت في إعداد البرنامج الاقتصادي والاجتماعي قبل أن أتحصّل على تأشيرة العمل القانوني للحزب، وهذا ما يدلّ على أنّ لنا أفكارا وبرامج ، لقد خصّصنا جزءا من جهدنا للتعريف بالحزب وقريبا سيتمّ الإعلان عن كامل برنامجنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي خلال ندوة صحفيّة ، وهو برنامج قام بإعداده خبراء من تونس من أبرز ما هو موجود على الساحة في مختلف تلك الميادين والقطاعات.
أمّا عن المرجعيّة، فنحن لا نؤمن بالإيديولوجيّات المُحنّطة الّتي أتعبتنا كثيرا في الصراعات والتجاذبات والنزاعات الجانبيّة ، الاتحاد الوطني الحر حزب سياسي برغماتي وواقعي يمثّل مختلف فئات الشعب التونسي ويحاول أن يجد حلولا لها جميعا وأفكاره وسطيّة ومعتدلة منطلقة من الواقع التونسي.
نحن حزب وسطي مبني على الفكر الإصلاحي التونسي ، وبالنسبة إليّ فإنّ أمر الهويّة محسوم منذ البداية، فأنا فخور جدّا بهويتي التونسية ذات المرجعية العربية الإسلامية المعتدلة والمتسامحة. وأرفض كلّ مشروع مجتمعي يرنو إلى تغريب التونسي عن هويته سواء بالزجّ به في متاهات الماضي أو بدفعه دفعا لإستهلاك هويّة مستوردة من وراء الصحاري والبحار.
لكن ما هو طرحكم الاقتصادي مثلا، هل أنتم ليبراليون أم اشتراكيّون أم ماذا ؟
نحن ندعو إلى ليبراليّة إجتماعيّة يكون فيها للدولة التزام أمام الفئات الضعيفة وخاصة في مجال القطاعات الأساسيّة ومنها مجانية التعليم والحق في الصحّة وفي ظروف العيش الكريم، هذا مع التطلّع إلى إقتصاد تشاركي بين الدولة والقطاع الخاص ممّا سيُشجّع على الاستثمار والمبادرة وخلق مواطن الشغل ويحقّق الأهداف التنمويّة المأمولة.
الليبراليّة الاجتماعية لم آت بها من الخارج ، صحيح هناك في بريطانيا حزب العمّال الّذي به نوع من هذه الليبراليّة، ولكن قمنا باستنتاج هذه الرؤية وهذه المرجعية الاقتصاديّة من واقعنا التونسي. يُقال الكثير عن علاقاتكم بالخارج وخاصة بريطانيا وأبناء العقيد القذافي..
أنا لي علاقات واسعة مع العديدين بحكم أعمالي في الخارج وكذلك مؤسسو الحزب لهم علاقاتهم، ونحن سنستثمر هذه العلاقات لخدمة الأهداف الوطنيّة.
حزب الاتحاد الوطني الحر يتمتّع بعلاقات جيّدة جدّا مع رجال أعمال من الخليج وليبيا وبريطانيا في العديد من القطاعات والميادين وهم سيُساعدوننا في استقرار الأوضاع في بلادنا عبر المشاريع المشتركة وذات الجدوى.
ليس لنا اختيار في العلاقات لنا تواصل مع أحزاب فرنسيّة وأوروبيّة وبريطانيّة ولا نرفض أيّ علاقة ما دامت هي في صالح بلادنا وشعبنا. وبالنسبة لما يُقال حول علاقتي بأبناء العقيد القذافي ، ففي كلمة واحدة فإنّ الأيام القادمة ستؤكّد أنّه لا علاقة لي مع هذه العائلة بل على العكس فقد حصلت لي أضرار بسببهم.
محليّا، هل لكم علاقات مع أحزاب معيّنة ؟ وماذا عن ما يروج حول ارتباطكم بالتجمّع المنحل؟
أبدا، نحن نعمل لوحدنا حاليّا وليست لنا أيّة صلة لا بالتجمّع المنحل ولا بالأحزاب الدستوريّة ، ولكنّنا لا نرفض التعاون والتنسيق مع من يضع مصلحة تونس فوق كلّ اعتبار والتي تُشاطرنا نفس الرؤية والتصورات السياسيّة وطرق وأساليب تنفيذ أجندة الإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي.
تعتبرون النهضة خصمكم الأوّل وليست لكم الثقة في بقية الأحزاب بل وكأنّكم تتّهمونها بالسعي لافتكاك السلطة ؟
نعم، النهضة أكثر من خصم نحن نعتبرها المنافس الأوّل لنا في الانتخابات المقبلة وفي الساحة السياسيّة أيضا وسنهزمها بعون الله ، كما أنّنا نرى هذه الحركة خطرا إذا لم تتخلّ عن ازدواجية التعامل والخطاب ونحن نرفض حاليا التواصل معها حول أيّ شأن من الشؤون، عليها أن تتخذ منهجا واحدا وفي اعتقادي هذه الحركة عليها أن تتغيّر على مستوى الوجوه والأفكار لأنّنا نعتقد أنّها لا تمثّل الشعب التونسي أو «الإسلام التونسي» هذا قاسم مشترك لا يجب احتكاره من حزب دون آخر.
وفي العموم أنا لا أرى فرقا بين كل تلك الأحزاب (الـ»ما قبل 14 جانفي) فليس هناك شيئا اسمه الأقدميّة النضاليّة ، ماذا جلبت نضالية تلك الأحزاب للشعب التونسي؟، جلبت الهزيمة والتعايش مع دكتاتوريّة لأكثر من 20 سنة، لا غير، ثمّ ليست تلك الأحزاب من صنعت الثورة. فالثورة جاء بها الشباب، كما أنّ تونس ليست ملكا لهم وليسوا هم ورثة لأيّ كان.
لاحظ ،أنا قدّمت فكرة ووجدت أناسا معي وهذا دليل على نجاحنا وعلى أنّ الشعب التونسي يريد التغيير والقطع الفعلي مع الماضي، وهذا ليس قوّة منّا فحسب بل ضعفا في تلك الأحزاب.
نحن حاليا نعمل لوحدنا لأنّه ليس لنا ثقة في بقية الأحزاب التي تتعامل خفية مع حركة النهضة وتتفاوض معها لكسب الوصول إلى السلطة والكرسي الرئاسي، وسنبقى هكذا دون علاقات إلى أن نجد الأحزاب التي تتعامل بطريقة شفّافة ونزيهة وتتخلّى عن منطق الكواليس والمؤامرات.
وفي تقديرنا إذا استطاعت النهضة أن تحصل على أغلبية الأصوات في المجلس التأسيسي عندها السلام على الديمقراطية. ستغرق تونس من جديد في مستنقع الحزب الواحد الذي سيحتكر جميع السلطات التشريعية والتنفيذية ويعين رئيس البلاد ويتحكم بمستقبل البلاد على مدى عشرات السنين المقبلة.
وما هو مقترحكم لكي لا تعود البلاد إلى منطق الحزب الواحد؟
لمواجهة خطر العودة الى منطق الحزب الواحد هناك حل واحد هو إجراء استفتاء يحد من صلاحيات المجلس التأسيسي المطلقة كما يحد من مدته الزمنية. في الدستور مبادئ مقدسة يجب أن لا يمس بها تحت أي غطاء وهي أن تونس جمهورية ديمقراطية عربية دينها الإسلام تؤمن بالحريات ومنها حرية المعتقد والتعبير وحقوق المرأة والمساواة بين المواطنين والجهات. وحده الاستفتاء او اتفاق وطني جامع قبل الانتخابات يضمن عدم المس بهذه المبادئ الدستورية.
ولكنّ مهما حصل هناك ثابتة وحيدة هي أن الاتحاد الوطني الحر سيحارب ديكتاتورية الحزب الواحد بالأساليب الديمقراطية ويدعو كافة الناخبين الى اليقظة وخاصة ان هناك 52% منهم لم يحددوا خياراتهم الانتخابية بعد وبالتالي ما زال المجال الأول كبيراً أمامنا لقطع الطريق على كل من يرغب في احتكار الأغلبية في المجلس التأسيسي واحتكار البلاد للخمسين سنة الآتية. إنّ استمرار الاتحاد الوطني الحر في وتيرة صعوده الأخيرة هو الضمانة لمنع احتكار حزب واحد مستقبل الشعب التونسي.
الإشهار السياسي ملف أحرجكم كثيرا ، ويرى عديدون أنّ هيئة الانتخابات سحبت لكم أهمّ أدوات عملكم في التعريف بحزبكم وأهدافه؟
الحديث عن الاشهار السياسي لم يكن دارجا في العهد السابق لأنّه كان هناك حزب وحيد مهيمن على كلّ شيء ولكن اليوم في ظل التعدديّة والتنافس طُرح هذا الموضوع لغايات عديدة منها محاصرة حزبنا والتضييق عليه ،لقد سبقنا آخرون إلى الإشهار السياسي لماذا لم يقع التحجير عليهم والتضييق عليهم؟؟؟، نحن بدأنا حملة بصفة متأخرّة عن الجميع (6 أوت).
المسألة عندنا واضحة لمّا عُرف الاتحاد الوطني الحر وأصبح حزبا مزعجا لأحزاب أخرى كانت ترغبُ في الهيمنة على المشهد السياسي تمّت إثارة الموضوع واستنفار مختلف الوسائل وانتقاد الاشهار السياسي، نحن تحدّثنا عن الشباب وعن تطلّعات الناس والمواطنين بعد الثورة والمآلات الممكنة للثورة وسعينا للتعريف بحزبنا.
الهيئة المستقلة للانتخابات فصّلت قانون منع الإشهار على مقاسنا ، وهو إجراء غير قانوني بالمرّة ولا يستند إلى أيّ شرعيّة ونحن نرفضه جملة وتفصيلا وقمنا برفع دعوى قضائيّة ضدّ الهيئة، لماذا يمنعون الإشهار السياسي الآن وهم يقولون بأنّ الحملة الانتخابيّة تبدأ يوم 2 أكتوبر ، نحن لنا التزامات مع مؤسّسات وشركات.
وأنا أتّهم هيئة الانتخابات بأنّها أقرّت إجراء منع الإشهار السياسي لخدمة أحزاب أخرى وخاصة حركة النهضة لأنه الحزب الوحيد الذي لا يستخدم الاشهار هو النهضة واليوم هو يلقى دعم ومؤازرة الهيئة. وكيف ستتصرّفون إذن حيال هذا الموضوع؟
نحن اليوم في حيرة ، القانونيون يقولون لنا إنّه لا وجود لأيّ سند قانوني ونحن لا نريد أن نظهر بمظهر الخارج عن القانون ، نحن بصدد الاستشارة مع خبرائنا لاتخاذ الموقف المناسب. لكن الإشهار السياسي يوقع عدم تكافؤ وتوازن بين الأحزاب القويّة والأحزاب الضعيفة ماديّا؟
المواطن التونسي أذكى من أن يتأثّر أو يُغيّر رأيه بمجرّد إعلان إشهاري، التونسيون أذكياء ولا يُمكن التلاعب بهم أو خداعهم بمجرّد تلك الإعلانات.  
ما رأيك في التقديرات التي تقول بأنّ حركة النهضة ستضمنُ أكثرية المقاعد في المجلس التأسيسي وخاصة أنّ استطلاع الرأي الذي قام به حزبكم يؤكد حصولها على 120 مقعداً ؟ وما هي تطلعاتكم الانتخابيّة في مثل هذه الوضعيات أو التقديرات؟
بلادنا بحاجة الى أناس لديهم الشجاعة السياسية لقول الحقائق ولطي صفحة الديكتاتورية. عندما نسمع البعض يدعون من الآن انهم ضمنوا اكثرية المقاعد في المجلس التأسيسي عندها يحق لنا أن نخاف على الديمقراطية. إن انتخابات 23 اكتوبر ستغيّر وجه تونس. يجب ان نتحلى بالشجاعة لقول الأمور كما هي. والحقيقة هي اننا لم نتخلص من ديكتاتورية شبه عائلية لنقع من جديد في ديكتاتورية الإشهار السياسي باسم الدين. بالطبع تونس جمهورية عربية دينها الإسلام ونحن متمسكون وفخورون بهذه الهوية، ولكن لنتصارح، لا يمكن استيراد نموذج حكم من الخارج تحت غطاء ديني. إن الأنظمة التي تستغل الدين تشكل خطراً على الحياة الديمقراطية.
قررت ان أكسر الصمت لأقول عالياً إن خطر العودة الى منطق الحزب الواحد لم يكن جدياً مثل ما هو اليوم حيث تشير الاحصاءات على إمكانية أن يحتكر حزب واحد غالبية الأصوات في المجلس التأسيسي. عيون العالم شاخصة علينا ولن نسمح بأن تصبح تونس مثالاً خاطئاً يحتذى وحكراً على الأحزاب الدينية دون غيرها، بعدما كانت السباقة في إطلاق شرارة الثورات الديمقراطية في العالم العربي.  
نحن مع حرية جميع الأحزاب في العمل السياسي بكل ديمقراطية ولكننا سنقف في وجه أي حزب آخر يحاول أن يستأثر بالأغلبية ويعرض الديمقراطية للخطر ، ولن نتراجع عن هذا الموقف ويمكنكم ان تعتمدوا على تصميمي واستعدادي لكل التحديات.
وفي تقديرنا فإنّ معظم الأحزاب الأخرى مكوّنة من الشخصيّات القديمة التي تنسب نجاح الثورة لنفسها ، وغالبيّة المترشحين للتأسيسي قادة الأحزاب، وأنا لست مثلهم و لن أترشّح لأي منصب سياسي حاليّا و سأظلّ مجرّد داعم ومساعد للجيل الصاعد المنبثق من رحم الثورة.
بقي أنّني أؤكّد لكم أنّ تواجد الاتحاد الوطني الحر في المجلس الوطني التأسيسي أمر محسوم ، نحن لا يهمّنا العدد ولكن الأكيد جدّا أنّنا سنصنعُ المفاجأة، إن 23 أكتوبر ليس غاية في حد ذاتها و لكنه البداية في خدمة الوطن تتطلّب التضحيات، بعدما تمتّعت الطبقة الحاكمة بالثروات وتخاذلت عن أداء واجباتها تجاه هذا الوطن. خالد الحدّاد (المصدر: جريدة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 سبتمبر 2011)

<



‎الثقافة السياسية المهيمنة هي ثقافة غير ديمقراطية، والثورات العربية فتحت أفقا هاما لتغيير أوضاع حقوق الإنسان نحو الأفضل نطالب السلطات الانتقالية بأن تتحمل مسؤوليتها في العودة إلى إرادة الشعب
‎شدد الأمين العام للمؤسسة العربية للديمقراطية ورئيس اللجنة التنفيذية لمركز الكواكبي الناشط الحقوقي محسن مرزوق على أن مسألة الاتفاق على خارطة طريق للانتقال الديمقراطي في تونس تحدد على الأقل مدة المجلس التأسيسي وصلاحياته ثم تاريخ الانتخابات الرئاسية والتشريعية العادية على ضوء الدستور…هي ليست مسألة ضرورية بل حيوية…وأعرب عن اعتقاده بان من يرفضها الآن لسبب او دافع سيندم على ذلك. ‎وبخصوص الثورات العربية أكد مرزوق أن مقولة الربيع العربي هي استعارة مشيرا إلى أنه مهما اختلفت الوقائع فالأكيد أن هناك حركة تاريخية عامة في اتجاه الحرية بالمنطقة العربية، ولاحظ أنه قد تكون في بعض تجاربها أحداث عنيفة وفي الأخرى تدخل خارجي….ولكن بشكل عام…المسار هو في اتجاه الحرية. أعداء الثورات العربية الآن هم بعض أبنائها بالأساس. ‎ـ أستاذ محسن برزتم خلال السنوات الأخيرة كناشط حقوقي في العالم العربي، نريد أن نتعرف على تجربتكم الحقوقية، وكيف تبدو لكم حقوق الإنسان في المجتمعات العربية؟ ‎بدأت عملي في إطار الحركة الحقوقية العربية منذ سنة 1993. وقبل ذلك كنت مناضلا في الحركة التلمذية والطلابية التونسية. وعرفت الاعتقال والتعذيب والمعتقل. وكرست جانبا هاما من مراهقتي وشبابي للنضال المباشر مع أجيال من التلاميذ والطلبة من أجل الحرية في تونس. ‎لذلك لم يكن التحاقي بالحركة الحقوقية العربية سوى مسار طبيعي تعلمت منه الكثير جدا. لأن الفرق بين التجارب الطفولية والهاوية التي عشناها والعمل على المستوى العربي والدولي شاسع جدا. تمكنت من مقاربة تجارب متعددة والمقارنة بينها واستطعت الإطلالة على معارف ومناهج جديدة وحديثة في قضايا حقوق الإنسان والانتقال الديمقراطي. وذلك بدعم من نساء ورجال من الكون الفسيح اشكرهم جميعا وسأبقى مدينا لهم حياتي كلها. ‎أما بصدد قضايا حقوق الإنسان العربي فالمسالة شائكة ومعقدة. فالثورات العربية فتحت أفقا هاما لتغيير أوضاع حقوق الإنسان نحو الأفضل إذا استطعنا طبعا استغلالها بشكل ايجابي ودفعها في اتجاه انتقال ديمقراطي حقيقي. ‎هناك مجالات انتهاكات أساسية لحقوق الإنسان مازالت قائمة: ‎- الانتهاكات الناتجة عن الحروب وخاصة عن تواصل الاحتلال الصهيوني البغيض للأرض العربية وفلسطين خاصة ‎- الانتهاكات المتعلقة بالحقوق الأساسية السياسية والاقتصادية والاجتماعية بمختلف أنواعها وأجيالها ‎- الانتهاكات المتعلقة بحقوق المرأة ‎- الانتهاكات المتعلقة بحقوق الطفل ‎مازال أمامنا في الوطن العربي إذن عمل كبير جدا جدا من أجل الرقي بحقوق الإنسان. ‎ـ كيف عايشت ثورة تونس من الخارج، وكيف يبدو لك أداء الثورة وسياقاتها السياسية والاجتماعية بعد عودتك الى تونس؟ ‎تابعت جزءا منها في تونس والجزء الآخر من خارجها. لا أستطيع وصف ذلك. بالنسبة لي كان حلما ناضلت من اجله 32 سنة. وناضل أناس آخرون أكثر مني ودفعوا تضحيات اكبر طيلة أجيال وأجيال. ‎المشكلة أن نخبنا لم تكن مستعدة لما حصل. هناك غياب استعداد تاريخي بنيوي، شكلي ونوعي. النخب السياسية اليسارية في أغلبها مازالت في مستوى منطوق السبعينات. الإسلاميون خرجوا من حقبة محن مؤلمة ووجدوا أنفسهم في سياق نوعي مختلف….النخب الحاكمة انهارت….الجموع التي كانت تتهرب من العمل السياسي اندفعت لتؤسس أحزابا ولتنخرط في العمل السياسي ….حالة النخبة السياسية الآن كمن حبس في الظلام عقودا وفجأة خرج للضوء الساطع….إنهم تحت صدمة الرؤيا….يتعثرون…لا يرون جيدا…يصطدمون بالجدران…يسقطون في حفر…ويحاولون التعلم بسرعة…بعضهم استطاع أن يجد على الأقل طريقا له في المحور السياسي والبعض الآخر قد يجد قريبا وقد لا يجد مطلقا ويبقى في الهامش….مشكلة الثورة التونسية الأساسية هي الهوة بين ما حققه الشعب من علو وتحليق من جهة والضعف الكمي والنوعي للنخب السياسية من جهة أخرى…مفارقة تاريخية….وفي هذه الحالة من التباعد هناك أيضا حالة استعجال لمهام مطروحة بقوة…وغياب شجاعة سياسية وقوة إرادوية واضحة تدفع المسار…هناك ضعف للثقافة الديمقراطية وعنف لفظي…عموما هناك مؤشرات ايجابية تخص أحزاب وشخصيات ولكنها في حدود الأقلية…… ‎السياسي بقي متخلفا عن المتطلبات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية وعن المعقولية العامة لبناء الدولة ما هي برأيكم مميزات الثورة التونسية بالمقارنة مع الثورات العربية الأخرى؟ ‎تشترك الثورة التونسية مع غيرها أنها كانت مزيجا من انتفاضة شعبية وتحرك أمني حاسم. ولكنها تختلف عنها بأنها مع الثورة المصرية نجحت في إزاحة رأس السلطة بأقل ما يمكن من الخسائر مقارنة بالوضع في ليبيا وسوريا واليمن. ‎التشابه بين ثورتي مصر وتونس يعود للتشابه بين تاريخ الدولتين وحركات الإصلاح والتحديث القديمة فيها. ‎رغم ذلك أعتقد أن النخب المصرية أكثر تجربة وحنكة وحكمة من أغلب النخب التونسية. مفهوم «الربيع العربي» أثار جدلا واسعا في أوساط السياسيين والنشطاء خاصة وأن هناك من يتحدث عن تدخل قوى أجنبية واستعمال مفرط للعنف، برأيكم هل يطرح ذلك تساؤلات حول عملية الانتقال الديمقراطي وهل يمس من مصداقيتها؟ ‎مقولة الربيع العربي هي استعارة. ومهما اختلفت الوقائع فالأكيد أن هناك حركة تاريخية عامة في اتجاه الحرية بالمنطقة العربية. قد تكون في بعض تجاربها أحداث عنيفة وفي الأخرى تدخل خارجي….ولكن بشكل عام…المسار هو في اتجاه الحرية. أعداء الثورات العربية الآن هم بعض أبنائها بالأساس. تبدو الأحداث في ليبيا مختلفة عما يجري في تونس وفي سوريا وفي اليمن خاصة على إثر تدخل قوات الحلف الأطلسي ومشاركة الإسلاميين، هذا دفع بعدد من الملاحظين الغربيين بالقول بأن ليبيا لا تمثل جزءا من الربيع العربي، ما رأيكم؟ ‎ليبيا جزء من الربيع العربي لأن ما حصل فيها كان نتيجة طموحات شعب. أما تدخل قوات الحلف الأطلسي فهذا يشكل طبعا مشكلة كبرى…ونرجو أن يتوفق أشقاؤنا إلى معالجة هذه المسالة بحكمة حتى لا يدفع الليبيون ثمنا لتدخل قوات الأطلسي الى جانبهم بحكم تجربتكم على المستوى العربي كيف تبدو لكم آفاق الثورة السورية والثورة اليمنية؟ ‎مفتوحة على كل الاحتمالات…لا يمكن التنبؤ…ولكن الوضع الحالي لا يمكن أن يتواصل…فالوضع المقبل سيكون مختلفا تماما….قد يكون ايجابيا إذا ذهب في اتجاه الانتقال الديمقراطي وقد يكون كارثيا اذا ذهب في اتجاهات أخرى. لو نعود إلى تونس، كيف تشخصون مسارات الثورة التونسية واستحقاقاتها؟ وهل هناك مخاطر تتهدد عملية الانتقال الديمقراطي في تونس، وماهي؟ ‎قلة تجربة جانب كبير من النخب، ضعف الالتزام والثقافة الديمقراطية، ضعف الأحزاب، العنف، الوضع الاجتماعي والاقتصادي….إذا لم يحصل مسك قوي بالوضع الآن من أجل تعديله…نحن ذاهبون في اتجاه صعوبات وعواصف…بناء على المعطيات الحالية….أنا متشائم جدا…جدا. هل ترون أن مسالة الاستفتاء ضرورية لتأمين عملية انتقال ديمقراطي سليمة؟ ‎مسألة الاتفاق على خارطة طريق للانتقال الديمقراطي تحدد على الأقل مدة المجلس التأسيسي وصلاحياته ثم تاريخ الانتخابات الرئاسية والتشريعية العادية على ضوء الدستور…هذه ليست مسألة ضرورية بل حيوية…واعتقد ان من يرفضها الآن سبب او دافع سيندم على ذلك…وفي كل الحالات إذا كان وضع خارطة طريق ممكن بوسيلة أخرى غير الاستفتاء سأكون أول من يتبناها. نحن تقدمنا بمقترح وليس من المعقول التعامل معه بهذه الطريقة المؤسفة من طرف البعض. ‎على آية حال، فانه من الضروري توضيح النقاط التالية: ‎أولا: نذكر أننا توجهنا بنداء لرئيس الجمهورية المؤقت والحكومة المؤقتة إلى العودة لإرادة الشعب بالدعوة لاستفتاء شعبي في نفس يوم انتخاب المجلس التأسيسي، في 23 أكتوبر 2011، وذلك: ـ لحصر مهام المجلس الـتأسيسي في وضع دستور تونس الجديد على أن ينهي أعماله في ظرف ستة أشهر ـ لتحديد تاريخ انتخاب رئيس جديد للدولة وتنظيم انتخابات تشريعية تنهي الوضع الانتقالي المؤقت في تاريخ لا يتجاوز 6 اشهر بعد وضع الدستور الجديد ـ تجديد العمل بالتنظيم الوقتي الحالي للسلطات العمومية حتى انتخاب رئيس جديد للدولة وتنظيم انتخابات تشريعية تجنبا لمزيد زعزعة الوضع الاقتصادي والأمني الذي لا يحتمل ترتيبات تجريبية مؤقتة إضافية ـ تحول المجلس التأسيسي المنتخب بعد وضعه الدستور إلى مجلس رقابي على أداء الحكومة المؤقتة مهمته التحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية ‎ثانيا: نذكر ان هذا الموقف ليس جديدا علينا بل كنا عبرنا عنه منذ مدة طويلة. لهذا السبب، فالرجاء التوقف عن قراءته بعيون نظريات المؤامرة السخيفة ‎ثالثا: من الغريب جدا الرد على مقترح الاستفتاء بالقول انه تجاوز لإرادة الشعب او لسلطة المجلس التأسيسي. فنحن طالبنا باستفتاء الشعب التونسي صاحب السيادة ولم نطالب باستفتاء شعب قواتيمالا. لذلك فالاستفتاء الذي نادينا به هو تجسيد لإرادة الشعب وليس العكس. ‎رابعا: لماذا يخاف المعترضون على هذا الاستفتاء من قرار الشعب التونسي؟ فإذا كانوا هم على حق، سيرفض الشعب في الاستفتاء خطة الطريق ويقول سأعطي كل الصلاحيات للمجلس التأسيسي يفعل ما يشاء. عوض ذلك يقوم المختلفون مع الاستفتاء بالحديث باسم الشعب دون ان يفوضهم. إنهم هم من في الواقع يريدون، باسم البحث عن الوفاق بين الأحزاب، تعويض إرادة الشعب دون موجب حق. ‎خامسا: يريد البعض ممن لا يتحدثون إلا بنظرية المؤامرة كونهم هم من يتقنها ولا يفقه في العمل غيرها أن يختزل دعوتنا للاستفتاء بالرغبة في الإبقاء على الحكومة الحالية فقط. وللتوضيح فنحن دعونا للحفاظ مؤقتا على التنظيم الحالي للسلطات العمومية اي الدستور الصغير المتوافق عليه. وهو قانون لم يسم اسم رئيس الحكومة و لا أعضاءها. بمعنى أننا لم نستثن توجه تغيير الحكومة. وفي كل الحالات ربطنا الحكومة المؤقتة المقبلة برقابة المجلس التأسيسي الذي يستطيع المصادقة على أعضائها. وفي كل الحالات نحن طالبنا بالواقعية وبعدم الدخول في التجريبية في وضع الحكومات المؤقتة رحمة بتونس واقتصادها وأمنها. ‎سادسا: ان خطة الطريق التي عرضناها هي التي تحد من إمكانية تواصل الحكومات المؤقتة والوضع المؤقت كونها تطالب بانتخاب رئيس جمهورية وبرلمان عاديين في ظرف سنة من بدء المجلس التاسيسي عمله. حيث يضع دستورا في 6 أشهر تمهيدا لانتخابات حرة وعامة بعد 6 أشهر ينتخب الشعب خلالها رئيسه وبرلمانه. ‎أما معارضونا فهم يتحدثون عن مدة 3 سنوات وحتى 4 للمجلس التأسيسي تحكم تونس فيها حكومة مؤقتة ورئيس مؤقت. ومن جهة ثانية فإن الذين يرفضون الاستفتاء يغفلون انه في صورة انتخاب مجلس تأسيسي لا توجد فيه أغلبية ويعجز جراء خلافاته عن التقدم فإن الحكومة الحالية ستبقى طيلة ذلك الوقت من عدم الاتفاق الذي قد يتواصل سنوات. وان دعوتنا للاستفتاء حول خارطة طريق محددة هدفه تحديدا تجنب مثل هذه الوضعيات. يقولون قد يحدث هذا وقد لا يحدث. وسؤالنا لماذا نقامر بمستقبل تونس السياسي؟ أليس من الأجدى وضع خارطة تقدم سريع تقودنا في ظرف سنة واحدة لبناء مؤسسات عادية للشروع في الإنقاذ الاقتصادي والإصلاحات العميقة؟ ‎سابعا: يراهن معارضو الاستفتاء على احتمال فوزهم في الانتخابات لأخذ السلطة فورا وتشكيل حكومة جديدة واستلام الرئاسة. وقد صرح السيد راشد الغنوشي انه اعد حكومة ظل!!! وهذه إمكانية لن تحصل على أغلب الظن. وأن حصلت فلا مانع أن تكون أمام هذه الأغلبية تفويض محدد من الشعب حتى لا تستبد وتطيل المؤقت خدمة لمصالحها الخاصة. ‎ثامنا: إننا نعتقد أن القوى الأخرى ذات المصلحة في أن لا يقع تنظيم استفتاء يضع خارطة انتقال ديمقراطي محددة للسلطة هم ممن لا يريد للثورة أن تنجح في تونس لأن الثورة أفقدتهم امتيازات سابقة لا يريدون التخلي عنها. هؤلاء يفضلون مجلسا دون مدة ولا صلاحيات يمططونه كما يريدون لأن الوقت والانفلات الأمني والوضع الاقتصادي الصعب يعمل لصالحهم للالتفاف على كل المسار. ‎تاسعا: نعبر عن استغرابنا من صمت رئيس الحكومة والرئيس المؤقت أمام الدعوة للاستفتاء الذي صارت ترفعه قوى عديدة ومتنوعة. أننا نطالبهم بدعوة الشعب لحسم هذا الخلاف. ونرفض طرق التسويات الحزبية في الغرف المغلقة. الشعب وحده وليس الرئيس أو رئيس الحكومة من يقرر في اي اتجاه نمضي ويحسم هذا الخلاف. ‎عاشرا: يقول البعض أن الوقت صار متأخرا لتنظيم الاستفتاء الآن ولو توفرت الإرادة السياسية ستصير مسالة الوقت محلولة.. بصفتكم ناشطا حقوقيا بارزا تعتني بنشر ثقافة حقوق الإنسان، ما هو مدى تمثل المجتمع التونسي لثقافة حقوق الإنسان خاصة في مثل هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ البلاد؟ ‎ما زال أمامنا طريق طويل نقطعه قبل ذلك. ولكن الثورة التونسية فتحت بابا يمكن استغلاله للعمل في دعم ثقافة حقوق الإنسان. هل هناك ثقافة سياسية في تونس يمكن أن تمثل أرضية لتأمين انتقال ديمقراطي يضمن حق الاختلاف في ظل دولة مدنية ومجتمع تعددي ديمقراطي؟ ‎الثقافة السياسية المهيمنة هي ثقافة غير ديمقراطية….وهذا عادي في الظروف الحالية بعد سنوات الاستبداد الطويلة…ولكن في كل الحالات الثقافة تتطلب وقتا لتبنى ويتوسع تأثيرها على السلوك…الثقافة السائدة حاليا هي عائق في طريق الانتقال الديمقراطي وليس العكس. ‎أجرى الحديث منور مليتي (المصدر: جريدة « الصحافة » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 سبتمبر 2011)

<



طرابلس (وكالات) بدأت الانشقاقات السياسية الجذرية تظهر على سطح المشهد السياسي الجديد في ليبيا، حيث كال الشق الاسلامي للشق الليبرالي تهم التأسيس لديكتاتورية جديدة فيما حذر رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل من «سرقة» الثورة الليبية يمينا أو يسارا.
وأعلن رئيس الانتقالي الليلة قبل الماضية في العاصمة الليبية طرابلس أن الاسلام سيكون المصدر الرئيسي للتشريع في ليبيا الجديدة مؤكدا أن الاسلام في ليبيا هو «اسلام وسطي».
وعيد… ورفض للايديولوجيات
وأضاف عبد الجليل أمام آلاف الليبيين الذين احتشدوا في ساحة الشهداء غداة وصوله الى العاصمة التي يزورها لأول مرة منذ سيطرة المعارضة المسلحة عليها في 23 أوت الفارط: لن نسمح، لن نسمح، لن نسمح بأية ايديولوجية متطرفة يمينا أو يسارا.
وتوجه الى الجمهور الحاضر قائلا له: أنتم معنا ضد من يحاول سرقة الثورة يمينا أو يسارا.
وحذر ذات المتحدث الثوار من شن أية هجمات انتقامية ضد بقايا حكومة القذافي داعيا اياهم الى الابتعاد عن انتهاك حرمة البيوت وعن الاساءة الى النساء والأطفال من عائلات المسؤولين السابقين.  
كما أشاد في سياق آخر بدور الدول العربية والغربية في دعم المعارضة الليبية المسلحة متوجها بتحية صادقة من «أعماقه» الى اخوته في دولة قطر والامارات والأردن والسودان وفرنسا التي كان لها دور فاعل لنصرة الحق والمظلومين حسب قوله ورأيه.
ووجه تحية شكر أخرى الى المملكة المتحدة وايطاليا والولايات المتحدة وكل دول حلف الأطلسي.
دعوة الى الاستقالة
وفي سياق متصل دعا القيادي الاسلامي الليبي علي الصلابي أمس رئيس المكتب التنفيذي بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل الى المبادرة بتقديم استقالته.
وحذر الصلابي من مغبة الابقاء على جبريل الذي انشق عن نظام معمر القذافي في بداية الثورة ـ قائلا: انه لو سمح الليبيون لجبريل والذين معه بأن يمارس عقليته لوقعنا في عصر جديد من الاستبداد والديكتاتورية مشيرا الى أن الليبيين لن يسمحوا بعصر جديد من الدكتاتورية بعد ان قدمت ثورتهم خمسين ألف شهيد.
وتابع في لقاء اعلامي ان هناك حربا منظمة من بعض أعضاء المكتب التنفيذي مثل محمود شمام ومحمود جبريل وعلي الترهوني وناجي بركات الذين يسعون الى تغييب الوطنيين والثوار الحقيقيين. وأوضح ان جبريل مع مجموعة من أمثال شمام وشلقم والترهوني يريدون أن يفصلوا لليبيين ملابس خاصة على المقاس الذي يرونه وأرادوا أن يأتوا بأناس على شاكلتهم ليسيروا شؤون الليبيين في مجالات الأمن والجيش ومجال الطاقة والنفط والطب والصحة وفي عموم الادارات للسيطرة والهيمنة ولم يشاوروا القوى الوطنية الفاعلة التي دفعت الغالي والنفيس من أجل الحرية.
وأضاف دائما في سياق الاتهام ان جبريل ومن معه أناس مرضى بالاستبداد والديكتاتورية والاقصاء وينظرون الى ما يحدث في ليبيا على أنه صفقة العمر ويسعون الى سرقة ثروات الليبيين وثورة الشعب الليبي.
مخاوف أطلسية
حيال هذا الواقع السياسي المتسم بالتوتر والانشقاقات حذر «الأطلسي» من خطر وقوع ليبيا في أيدي المتطرفين الاسلاميين ما لم يتم تشكيل حكومة مستقرة على محمل الجد. وقال الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي «الناتو» ان المتطرفين الاسلاميين سيحاولون استغلال أي ضعف في ليبيا مع توجه البلاد الى اعادة الإعمار…
لا يمكننا استبعاد هذا الاحتمال.. ولكننا نعتقد ان المجلس الوطني الانتقالي صادق في رغبته بنقل البلاد الى الديمقراطية. وأضاف ان الأمور ستتحرك بسرعة اذا ما تم عزل القذافي والأطلسي سينهي الحملة الجوية حالما يسمح الوضع بذلك. في هذه الأثناء أكد الثوار الليبيون عزمهم على «تحرير كافة المناطق الليبية الخاضعة لسيطرة كتائب القذافي خلال ثلاثة أيام». (المصدر: جريدة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 سبتمبر 2011)

<


ممنوع من الحياد أردوغان… العربي؟


بقلم: آسيا العتروس ـ «لا تخافوا من العلمانية أنا رئيس وزراء بلد علماني ولكني مسلم…»رسالة واضحة و لا تحتمل أكثر من تفسير حملها أردوغان في أول زيارة له الى مصرالثورة محطته الأولى في الجولة التي يقوم بها عبر ربيع العالم العربي والتي تأخذه انطلاقا من اليوم الى محطته الثانية تونس مهد الثورات العربية التي لا يبدو أنها ستتوقف قريبا لتنتهي بأردوغان بعد غد الى ليبيا بعد نحو أسبوعين على سقوط نظام القذافي… جولة أردوغان لا يمكن أن تكون مجرد زيارة مجاملة وهو الذي يحل في المنطقة مصحوبا بستة من وزرائه الى جانب وفد يضم مائتين من رجال الأعمال الأتراك الذين يتطلعون الى دور جديد في المنطقة يتجاوزذلك الموقع التقليدي لوريث الامبراطورية العثمانية مع هذه الدول الثلاث بعد أن تخلصت من عقدة الخوف وقيود الاستبداد والفساد…
والأرجح أن الرجل التقى مستشاريه وحدد خياراته ووضع حساباته جيدا قبل أن يبدأ رحلته التي تتزامن مع ظهورأكثرمن أزمة على سطح الأحداث لعل أهمها الأزمة الراهنة في العلاقات بين تل أبيب وأنقرة على خلفية تقرير الأمم المتحدة حول العدوان الاسرائيلي على سفينة مرمرة التركية واصراراسرائيل على عدم الاعتذار للجانب التركي، ومنها الى الأزمة المتفاقمة بين مصر واسرائيل على خلفية أحداث سيناء وما الت اليه من تحركات ضد السفارة الاسرائيلية في مصر ومطالب بضرورة مراجعة اتفاقية كامب دايفيد للسلام المصري الاسرائيلي كل ذلك الى جانب اعلان اردوغان زيارة قطاع غزة و هي خطوة اذا ما أقدم عليها رئيس الوزراء التركي فانه سيعزز شعبيته وسيزيد في احراج اسرائيل وعزلتها واسقاط اخر أوراق التوت التي تتخفى خلفها.
وبذلك وفي غياب سوريا ومصر وفي ظل الفراغ الحاصل يتحول أردوغان الى رمز للكثيرين حتى أن بعض المعلقين التلفزيين لم يتوانوا عن القول بأنه لوكان بامكان أردوغان الترشح في أي انتخابات في الدول العربية لكان الفائز الاول في السباقات الانتخابية… والواقع أن نفوذ تركيا الجديد وهي العضو في الحلف الاطلسي لم يكن من فراغ بل كان نتيجة ما تحقق لتركيا من نمو اقتصادي وقدرة عسكرية بالاضافة الى موقعها الاستراتيجي وقد اختارت تركيا طريقها بعد أن تخلت عن حلم الانتماء الى الاتحاد الاوروبي واختارت بدلا من ذلك ان تكون في دورأمامي بدل البحث عن الارتماء في أحضان الاخرين…
 
من الصومال حيث أوشكت طائرته على السقوط اختار أردوغان أن يكون أول زعيم لبلد اسلامي يتنقل مع عائلته ليقف على حقيقة المشهد في الصومال ويدعو المجتمع الدولي الى الالتزام بوعوده في تخفيف شبح المجاعة التي تهدد ملايين الاطفال في منطقة القرن الافريقي…
والواقع أن شعبية أردوغان ليست وليدة الساعة بل ان شعبيته تفاقمت مع سجل المواقف الجريئة التي سجلها في مواجهته لدولة الاحتلال وهو ما لم يسبق لاحد من نظرائه في العالم العربي والاسلامي تسجيله على الاقل في السنوات الاخيرة وقد كان في ذلك المشهد الذي تناقلته فضائيات العالم في مؤتمر دافوس دوره في تعزيز شعبية أردوغان التي ما انفكت ترتفع منذ ذلك الحين.
وسواء كان أردوغان يدري أولا يدري فانه بات يدفع بالكثيرين في العالم العربي والاسلامي الى تحميله تطلعات وأحلام أجيال متعاقبة من العرب والمسلمين في الدفع الى اعلان الدولة الفلسطينية عندما يحين موعد تقديم السلطة الفلسطينية طلبها أمام صناع القرارفي العالم حتى لا نصطدم مجددا على وقع مزيد من خيبات الامل عندما يحين موعد الاختبار المصيري ونستفيق مع واقعنا المرير… Atrousessia16@yahoo.fr (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 14 سبتمبر 2011)

<



د. بشير نافع
تمثل زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية، السيد نبيل العربي، لدمشق تطوراً بارزاً في سياق الثورة السورية وفي السياق العام للثورة العربية. وبالرغم من أن الموقف الشخصي للعربي من الوضع في سورية لم يتغير، لم تكن هذه الزيارة كسابقتها، عندما وصل العربي إلى العاصمة السورية في أول زيارة لدولة عربية منذ تولى منصبه وأطلق تصريحات تضامنية مع النظام، بدون أن يلتفت إلى موقف ومعاناة الشعب السوري. هذه المرة، كان الأمين العام يحمل معه مبادرة أقرها مجلس الجامعة العربية الوزاري للتعامل مع الأزمة المندلعة في البلاد، يفترض أنها تشكل طوق نجاة عربيا، يعمل على إنقاذ النظام السوري من نفسه.
طبقاً لتسريبات صحافية، أقر عاملون في مكتب الأمين العام مصداقيتها، توفر المبادرة العربية للرئيس السوري فرصة قيادة عملية الإصلاح والتغيير في سورية خلال الثلاث سنوات القادمة، تجري بعدها انتخابات رئاسية. خلال زيارته القصير لدمشق (10 أيلول/ سبتمبر)، التقى العربي الرئيس السوري بشار الأسد، بدون أن يعرف على وجه اليقين المدى الذي ذهبت إليه المباحثات بين الأمين العام والرئيس. ولكن تصريحات لاحقة للعربي، بعد وصوله القاهرة، أشارت إلى أن اتفاقاً تم بين الأمين العام والرئيس السوري على الإسراع في عملية الإصلاح، وإلى رغبة الجامعة العربية في تعهد دور في عملية مفترضة لـ ‘المصالحة الوطنية،’ يمكن أن تشهدها سورية.
أثار قطاع واسع من المعارضين السوريين عدداً بارزاً من الملاحظات على المبادرة العربية وعلى تحرك نبيل العربي وتصريحاته اللاحقة، تبدأ من تجاهل مطالب التغيير الجذري التي ترفعها حشود المتظاهرين في المدن والبلدات السورية، مروراً بانخفاض سقف المبادرة العربية حتى عن إعلانات وتعهدات النظام السوري المتكررة حول مخططات الإصلاح في البلاد، وخلو تصريحات الأمين العام للجامعة من أية إشارة إلى المطالبة بتوقف النظام عن قتل شعبه، وليس انتهاء بالحديث عن مصالحة وطنية، بينما تستمر آلة القمع الدموي للنظام في العمل بلا هوادة. ولكن السؤال الهام هنا ليس الجدل حول المبادرة العربية وتحركات وتصريحات الأمين العام. السؤال هو لماذا هذه النهضة المفاجئة للجامعة العربية، بعد مرور كل هذا الوقت على اندلاع حركة الاحتجاج السورية، وحقيقة الدوافع خلف حركة النظام العربي وأهدافها، وما إن كان لهذه الحركة في الساحة السورية علاقة ما بالتطورات التي تشهدها الدول العربية الأخرى التي ثارت ضد أنظمتها؟ ليس ثمة من خلاص سياسي للشعوب العربية ودولها ما لم تتسلم الدول والشعوب مقاليد مصيرها، وتبني حائطاً صلباً أمام التدخلات الخارجية في الشأن العربي الداخلي. هذا أمر لا ينبغي أن يكون حوله أي قدر من الجدل والخلاف. ما جر العرب إلى هاوية الانقسام والصراع الداخلي، المكلف، سياسياً واقتصادياً وثقافياً، طوال العقود التسع التي مرت على ولادة الخارطة السياسية العربية الحديثة، لم يكن بروز خلافات بين الدول العربية. الخلافات العربية العربية المتكررة هي أمر طبيعي، ليس فقط لأن كل المنظومات الإقليمية في أنحاء العام تعرف مثل هذه الخلافات، ولكن أيضاً لأن الخارطة السياسية العربية ولدت قسراً، وولدت لتعكس مصالح القوى الإمبريالية وليس أهل البلاد، ورسمت بدون أخذ إرادة ورغبات الشعوب في الاعتبار. الكارثة ليست في الخلافات، بل في أن إدارة أغلب هذه الخلافات تركت للقوى الأجنبية. إن نجح العرب في التعامل مع قضاياهم البينية بأنفسهم، فسيكون النظام العربي قد حقق نصراً كبيراً وأنجز هدفاً طالما أخفق في تحقيقه. ولذا، فإن كان التحرك العربي في الأزمة السورية، حتى إن جاء متأخراً، يعمل على إيجاد حل عربي للأزمة، ينقذ سورية وشعبها ومقدراتها من مخاطر التدخل الأجنبي، فلابد أن يمنح هذا التحرك تأييداً شعبياً ورسمياً بلا حدود.
المشكلة أن ليس هناك الكثير مما يبعث على الاطمئنان في سجل علاقة النظام العربي بحركة الثورة العربية، المندلعة منذ نهاية العام الماضي، وتجلياتها المختلفة في عدد من البلدان العربية، وأن ثمة مؤشرات متزايدة على أن النظام العربي يقود ما يشبه الثورة المضادة ضد حركة الشعوب وخياراتها. لم تدخل الجامعة العربية في، ولم تتخذ موقفاً من، الثورتين التونسية والمصرية. وربما يمكن الاعتذار لهذا الغياب بأن كلا من الثورتين لم يستمر سوى أسابيع قليلة قبل أن تطيح بنظام الحكم في البلدين، أو أن الثورتين لم تأخذا مساراً من العنف والتأزم الذي كان سيستدعي التدخل العربي. ولكن الجامعة تدخلت، بالطبع، في ليبيا، وتدخلت في شكل مبكر نسبياً. تحولت الثورة الليبية سريعاً إلى ما يشبه الحرب الأهلية المسلحة، وبدا في لحظة ما أن النظام قد يلجأ إلى ارتكاب مجازر واسعة النطاق ضد شعبه. المهم، أن التحرك ضد النظام جاء أولاً من القوى الغربية، التي لجأت إلى مجلس الأمن الدولي لتقنين التدخل الخارجي. وما ان اتضح الموقف الدولي حتى قامت الجامعة العربية بعدد من الإجراءات التي استبطنت تقديم غطاء عربي للتدخل الخارجي. هذا السياق لتبلور الموقف العربي هو بالتأكيد ما يثير الشبهات حول مصداقية موقف الجامعة، وما إن كان النظام العربي قد انتقل إلى مرحلة جديدة، يعمل فيها على التصدي لقضايا العرب الداخلية بمعزل عن، ولمنع التدخلات الخارجية في الشأن العربي.
وهذا، أيضاً، ما يثير الأسئلة حول التحرك العربي الجديد تجاه الأزمة السورية. هل صممت المبادرة العربية، مثلاً، لمساعدة نظام الحكم على الاستجابة للمطالب الشعبية في التغيير، أو أنها تقصد إنقاذ النظام من نفسه ومن سياساته الخرقاء التي تدفع سورية إلى الهاوية؟ بكلمة أخرى، هل هذه مبادرة لتمهيد الطريق للتغيير، أم أنها مبادرة للمحافظة على النظام؟
المشكلة الأكبر في حركة النظام العربي الجديدة أنها تأتي في سياق من محاولة الارتداد على الربيع العربي واحتواء الحركة الجماهيرية واسعة النطاق.
في مصر، على سبيل المثال، حيث تجلت الحركة العربية الشعبية في أوضح صورها، يجر المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، الحاكم الفعلي للبلاد، أقدامه جراً في المرحلة الانتقالية، وكأنه لا يرغب في المغادرة وتسليم الحكم لممثلي الشعب، أو كأنه يخشى التخلي عن سلطاته. كان من المفترض أن تشهد مصر انتخابات برلمانية في أيلول/سبتمبر الجاري، ولكن الانتخابات، لسبب أو لآخر، أجلت إلى موعد جديد، قيل أنه نهاية تشرين الثاني/نوفمبر. والحقيقة، إن إعلاناً رسمياً لتحديد موعد الانتخابات لم يصدر بعد؛ وهو ما يعني أن أحداً لا يعرف جدول هذه الانتخابات الزمني على وجه اليقين. وما يترتب على على هذا الغموض أن المصريين لا يعرفون الآن متى سيتم اختيار الجمعية التأسيسية التي ستكلف بوضع مسودة الدستور، ولا موعد عقد الانتخابات الرئاسية لاختيار رئيس جديد للجمهورية. والأكثر مدعاة للقلق، أن المجلس العسكري بات يتصرف وكأنه المسؤول عن وضع الخطوط الأساسية لصورة مصر الجديدة، وليس على اعتبار أنه مجرد قائد لمرحلة انتقالية.
ثمة مبادئ دستورية أساسية تجري صياغتها، حتى قبل أن تجرى أية انتخابات، واتصالات حثيثة بالقوى السياسية لاستبعاد هؤلاء والتفاهم مع أولئك، بل وإعادة الحزب الوطني المنحل في أثواب حزبية جديدة، بينما عادت محاولات السيطرة على وسائل الإعلام ووضع حد للحراك السياسي الشعبي إلى ما كانت عليه قبل سقوط النظام السابق. ومن جهة أخرى، وبالرغم من أن المجلس العسكري لم يبدأ نقاشاً جاداً بعد حول وضع الجيش الدستوري في الجمهورية الثانية، تتداول الأوساط السياسية المصرية كل أصناف التوقعات حول ما تريده المؤسسة العسكرية وما لا تريده.
ولا يختلف الوضع في تونس، حيث تقود النخبة البورقيبية المرحلة الانتقالية، كثيراً عن الوضع في مصر. أما في اليمن، حيث أطاح اليمنيون بشرعية نظام عبد الله صالح منذ زمن طويل، تعمل الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية على تقييد عملية التغيير، انتظاراً لتأمين نظام الحكم الجديد. أما في ليبيا، حيث دارت معركة متعددة الأطراف لإطاحة نظام العقيد القذافي، فتجري محاولة حثيثة لاستبعاد المقاتلين الذي تحملوا العبء الأكبر في معركة تحرير ليبيا من قوات النظام وأجهزته، مما يهدد باندلاع حلقة أخرى من الصراع الداخلي.
خلف هذه الصورة بالغة الارتباك والتوتر ثمة خوف قديم/ جديد، خوف عربي رسمي وغربي مشترك، من صعود القوى الإسلامية السياسية إلى سدة الحكم، أو إلى موقع شراكة فعال ومؤثر. ما يوحد الساحة العربية السياسية، في أروقة الجامعة العربية وفي دوائر الحكومات الانتقالية، هو الخشية المتزايدة من عجز الأحزاب والتيارات السياسية الليبرالية من منافسة الإسلاميين ومنعهم من السيطرة على أنظمة الحكم الجديدة. مثل هذا الخوف، بالطبع، ليس مبرراً ولا مسوغاً بالتأكيد؛ ولكن هذه مسألة أخرى، على أية حال. المسألة الراهنة أن النظام العربي ككل، يدخل الآن شريكاً في التدافع المحتدم حول صورة العرب الجديدة، وحول ما إن كانت عملية التغيير التي ولدتها الثورات العربية ستكون من العمق والجذرية بحيث تنقل المجال العربي إلى حقبة تاريخية متقدمة. والمبادرة العربية حول سورية لا تخرج كثيراً عن هذا التوجه؛ فمن أجل منع الإسلاميين من السيطرة على مقاليد سورية، لا بأس من محاولة توفير طوق نجاة لنظام الحكم الحالي. ‘ كاتب وباحث عربي في التاريخ الحديث (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 سبتمبر 2011)

<



د. فهمي هويدي
لا أستطيع أن أخفي شعورا بالارتياح والسرور لأن السفير الإسرائيلي ورجاله وعائلاتهم غادروا القاهرة وعادوا إلى بلادهم. وهو ذات الشعور الذي انتابني حين علمت بأن بعض رجال الأعمال الإسرائيليين المقيمين في مصر لحقوا بهم، وأنه بعدما أصبح وجود السفارة الإسرائيلية مشكلة في وضعها الحالي، فإنهم بدأوا في البحث عن مكان آخر لها يحميهم من غضب المصريين وكراهيتهم. وينبغي أن نعترف بأن الفضل في ذلك «الانجاز» يرجع إلى جموع الشبان الشجعان الذين فعلوا ما فعلوه دفاعا عن كرامة هذا الوطن ووفاء لدماء الشهداء الذين قتلهم الإسرائيليون.
ليس عندي أي دفاع عن الفوضى التي أثارها البعض في المنطقة المحيطة بمقر السفارة، ولا أتردد في القول بأن الذين تظاهروا أمام السفارة ليسوا هم الذين أحرقوا بعض السيارات أو اقتحموا بعض البيوت لنهب محتوياتها. بل يساورني شك في أن بعض الذين ارتكبوا هذه الأعمال دفعوا إليها لكي يشوهوا صورة الهدف النبيل الذي من أجله تجمع المتظاهرون لكي يعبروا عن احتجاجهم وغضبهم.
أدري أن فلسطين لم تتحرر بإنزال العلم أو هدم السور الذي أقيم لتأمين السفارة، كما أن سيناء لا تزال مرتهنة لدى الإسرائيليين. وللعلم فإن الذين تظاهروا لم يستهدفوا شيئا من تلك الأهداف الكبيرة، ولكن ما يهمني فيما جرى أن الجموع التي تظاهرت نقلت إلى الإسرائيليين رسالة مسكونة بالبغض والكراهية غيرة على كرامة المصريين التي أهدرت ودماء ابنائهم التي سالت، ورفضا لسياسات الاقتلاع والإبادة التي تمارسها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بحق الفلسطينيين.
حين بعث الشبان المصريون بتلك الرسالة المدوية، فإنهم أنجزوا ما عجز عنه أو صمت عليه آخرون. (الكاتب الإسرائيلي الوق بن قارون بين تركيا ومصر فقال إن الحكومة هناك هي التي طردت السفير الإسرائيلي أما في مصر فالمتظاهرون هم الذين طردوا السفير، في حين وقفت الحكومة جانبا ــ هآرتس 11/9). وحين أشهروا رسالة البغض والكراهية فإنهم عبروا عن المشاعر الكامنة في أعماق المصريين، بل العرب أجمعين، التي قمعتها لسنوات عدة الأنظمة المهزومة والمتواطئة، ضمن ما قمعته من أشواق وأحلام، تعلقت كلها بالعزة والكرامة ورفض الظلم والهوان. آية ذلك أنه بعد أيام قليلة مما فعله الشبان المصريون، فإن نظراءهم في الأردن خرجوا إلى شوارع عمان مطالبين بطرد السفير الإسرائيلي هناك.
لقد اشتكى السفراء الإسرائيليون الذين تعاقبوا على مصر طوال الثلاثين عاما الماضية (منذ توقيع اتفاقية السلام في عام 1979) من شعورهم بالعزلة الناشئة عن كراهية المصريين لهم. ذلك أن المواطن المصري العادي يعرف جيدا أن التعامل مع الإسرائيليين بمثابة «نجاسة سياسية» ينبغي أن ينفر منها ويتأبى عليها. وإذا كانوا قد اضطروا لكتمان ذلك الشعور في ظل النظام السابق، فإن ذلك الكتمان لم يعد له الآن ما يبرره. وعن نفسي فإنني منذ وقعت واقعة «الصلح» أصبحت أرفض مصافحة يد أي عربي أعرف أنه لوث يده بمصافحة الإسرائيليين ولم يكن مضطرا إلى ذلك. ولا أريد أن أروي تفاصيل المواقف التي تعرضت لها بسبب هذا القرار، ليس فقط لأنه مما اعتبرته أضعف الإيمان لدى أي مواطن مصري أو عربي لم يفقد بعد ذاكرته أو وعيه، ولكن لأن غيري فعل أكثر مما فعلت ودفع حياته وهو يدافع عن كرامة شعبه وعزة بلاده.
الظاهرة الجديرة بالملاحظة والدراسة أن أغلب الشبان الذين تظاهروا أمام السفارة كانوا دون الثلاثين من العمر، الأمر الذي يعني أنهم ولدوا في ظل اتفاقية السلام، وقد وجدت للظاهرة أكثر من دلالة. من ذلك مثلا أنها تعني أن السلام لا يتحقق بتوقيع الاتفاقيات وانهزام الحكومات أو انكسارها، ولكنه يظل بلا معنى طالما بقيت أسباب الصراع كما هي. منها أيضا أن كراهية الإسرائيليين باتت متأصلة في أعماق المصريين «وجيناتهم»، يتوارثونها جيلا بعد جيل، منها كذلك أن «تمثيلية» التصالح مع المصريين وإقامة السلام معهم لم تنطل على أحد، لأن جرائم الإسرائيليين لم تتوقف سواء بحق الجنود المصريين أو بحق عموم الفلسطينيين. من تلك الدلالات أيضا أن محاولة حصار الوجدان المصري وفصله عن العالم العربي، وتنشئة جيل منكفئ على ذاته ومنفصل عن محيطه، منيت بالفشل الذريع.
إنني أرحب بفكرة البحث عن مقر آخر للسفارة الإسرائيلية، وسأكون سعيدا لو أنهم اختاروا ذلك المقر خارج حدود بلادنا. أما إذا كان لا بد أن يكون على الأرض المصرية. فإنني أرشح لهم -مؤقتا- مقر الرئيس السابق حسني مبارك في شرم الشيخ، حتى يصبح «زيتهم في دقيقهم» كما يقال ــ لأننا نرفض الظلم والذل الذي أصبحت إسرائيل رمزا له، فينبغي أن نلاحقها بالكراهية واللعنة حتى تقوم الساعة. (المصدر: صحيفة « السبيل » (يومية – الأردن) الصادرة يوم 15 سبتمبر 2011)

<



منير شفيق
أنظار العالم تتجّه إلى ما يجري في ليبيا واليمن وسورية. ذلك أن الوضع الداخلي في البلدان الثلاثة ملتهب وأحداثه اليومية تتقدّم على ما عداها من أخبار.
على أن ما يجري في السودان يحمل من الأهمية والخطورة في نتائجه على مستقبل الأمة العربية، بخاصة، وعلى مستقبل العالمين الإسلامي والعالم ثالثي بعامّة، بما لا يقل أهمية عما يجري في الأقطار الثلاثة المذكورة. بل ربما، على المدى البعيد أن يكون أكثر أهمية وخطراً. وذلك لأن ما يجري في السودان لا يدور حول النظام مباشرة. وإذا مسّ الصراع حول النظام وحده القطر فقد يمسّه من بعيد، وربما، كمحصلة لتطورات ميزان القوى. أما ما يجري في السودان فمنذ البداية يتمحور حول وحدته ووجوده من حيث أتى، وليس حول النظام وخياراته. صحيح أن المعارضة في الخرطوم تركز على صراعها مع النظام، ولكن خارج الخرطوم فهدفه تقسيم السودان، وتوليد دويلات جديدة. وقد ترجم ذلك فعلاً، وبلا مجال للجدال، في فصل الجنوب عن السودان، وفي انتزاع الإعتراف السوداني الشمالي والعربي والإسلامي والدولي، باستقلاله، وولادة دولة جنوب السودان. مما لا يترك مجالاً للشك في أن ما يجري في السودان يدور حول وحدته ووجوده.
لم تكد الأيام المسرعة تمر على هذه الفاجعة والكارثة في تقسيم السودان حتى تحرّك جنوب كردفان من خلال حركة جهوية تطالب بتحرير كردفان، وراحت تلقى دعماً مباشراً من الحكومة الوليدة في الجنوب (فهذه قد ترى في مصلحتها تقسيم السودان الشمالي إلى عدّة دويلات لتصبح هي الدولة الأم الأكبر). هذا، وقد تلقى دعماً مباشراً وغير مباشر من القوى الدولية التي لعبت دوراً رئيساً في فصل الجنوب عن الشمال. فمن يتابع التصريحات الأميركية، خصوصاً حول ما يجري في جنوب كردفان يلحظ أن مخطط تقسيم السودان إلى عدّة دول جارٍ على قدم وساق. وقد راح يفيد من المناخ العام عربياً وإسلامياً ودولياً، والمنشغل في كل أمر هام عدا السودان.
أما دارفور فمشروع تقسيمه على أجندة القوى الدولية التي رعت تقسيم الجنوب عن الشمال. ولم يفقد دعماً من هذه الناحية غير من الدور الليبي بسبب سقوط القذافي. فالقذافي كان سباقاً في دعم التمرّد في جنوبي السودان، والعمل على فصله عن شماله. وقد لعب دوراً مشهوداً في تحقيق فصل الجنوب عن الشمال، وكان ذلك آخر إنجازاته قبل أن تندلع الثورة الشعبية في وجهه، والقذافي كان من أقوى داعمي التمرّد في دارفور وجنوبي كردفان وصولاً إلى ولادة دولتين جديدتين في شمالي السودان.
من هنا أمكن القول أن مشروع تقسيم شمالي السودان إلى عدّة دويلات فقد بسقوط القذافي سنداً قوياً وإن بقي السند الدولي والجنوبي السوداني على أشدّه.
لا أحد يستطيع أن يلوم أنظار العرب حين تركز على ما يجري في ليبيا واليمن وسورية. ولكن نسيان ما يجري في السودان نسياناً تاماً يحمل كل اللوم حتى الاتهام بالغفلة وقصر النظر إذا نجحت لا سمح الله مخططات تمزيق شمالي السودان إلى دويلات، أو دُفِع بالشمال إلى الفوضى حيث يصبح التقسيم بما يتجاوز كرفان ودارفور فلا ساعة مندم ولا مجال لمساعدة وإنقاذ.
المسؤولية الأولى تقع على عاتق السلطة وأحزاب المعارضة في الخرطوم، والقوى المختلفة الوحدوية في دارفور وكردفان للتوصل إلى اتفاق تاريخي تكون أولى أولوياته الحفاظ على وحدة السودان شمالاً، ومن ثم توحيد السودان شمالاً وجنوباً لاحقاً كذلك.
يمكن للحكومات السياسية والأيديولوجية والخلافات حول النظام وطبيعته أن تذهب حيث شاءت، عدا تعدّي الخط الأحمر حين تصبح وحدة البلد مهدّدة ويغدو وجوده أمام حطر التقسيم أو حتى الزوال من الخريطة؛ فعندئذ تصبح المسؤولية مشتركة، حتى لو كانت متفاوتة، في ضرورة الوصول إلى اتفاق تاريخي لا يساوم على وحدة البلد، لأن أي نظام يمكن أن يتغير في نهاية المطاف. أما إذا قامت الدويلات وتكرست التجزئة تضيق فرص استعادة الوحدة إلى أبعد الحدود أو إلى شبه المحال أحياناً.
هذا الدرس تعلمه العرب على مستوى وحدتهم الكبرى، فكيف لا يتنبهون إلى وحدة أقطارهم. وقد رأوا أمام أعينهم المشروع الأميركي-الصهيوني الشرق أوسطي، وهو يستهدف وحدة العراق ووحدة السودان، وهو يشجع كل حركة انفصال داخل كل قطر عربي وإسلامي أياً كان مرتكزها، سواء أكان دينياً، أم طائفياً، أم إثنياً، أم جهوياً، أم عرقياً، (في القطر الواحد) أم مذهبياً أم قومياً على المستوى الإسلامي. أما المسؤولية الثانية عربياً فتقع على مصر، ثم على الجامعة العربية إذ لا يجوز أن يتكرّر في دارفور وكردفان وغيرهما ما حدث مع جنوبي السودان. لأن عدوى الدويلات الإنفصالية قابل للإنتشار إذا لم يوضع له حد في الوقت المناسب وفوراً.
الملحوظة: لم يكد وضع النقطة الأخيرة على هذا المقال حتى تناقلت الأنباء باندلاع تمرّد في ولاية النيل الأزرق مدعوماً من أثيوبيا، الأمر الذي يؤكد أن خطر تجزئة شمال السودان يتعدّى دارفور وكردفان كثيراً.
حقاً إنه لمن قصر النظر والغفلة ألا يرى خطر تجزيء المجزأ العربي زاحفاً مع ما تحمله الثورات والمتغيرات العالمية والإقليمية الجديدة من وعود.
وحقاً إنه لمن قصر النظر والغفلة ألاّ يُصار إلى العمل لإنجاز توافق تاريخي على مستوى كل قطر عربي وعلى مستوى عام يؤكد وحدة القطر والوحدة العربية وتحرير فلسطين والتخلص من التبعية، وهو يؤكد على حق الشعب وكرامته والعدالة الاجتماعية والاحتكام إلى صناديق الاقتراع.
(المصدر: صحيفة « السبيل » (يومية – الأردن) الصادرة يوم 15 سبتمبر 2011)

<  

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.