الجمعة، 30 يناير 2009

 

 

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3174 du30.01.2009

 archives : www.tunisnews.net


حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

السبيل أونلاين:مصادرة معدات « راديو كلمة » بتسخير القضاء

حــرية و إنـصاف:مصادرة معدات إذاعة كلمة

راديو كلمة: من الحصار إلى التهديد بالقتل

المؤتمر من أجل الجمهورية:بيان:* لا لحصار راديو « كلمة »

الراية :الدوحة لحرية الإعلام يستنكر قمع الشرطة التونسية لإذاعة كلمة

النقابة التونسية للإذاعات الحرة:بيـــــــــــــان

الحوار.نت يتضامن مع راديو كلمة

كلمة:النظام التونسي يحصد شهادات التوبيخ على عدوانه على كلمة

كلمة:من وحي الحصار: قصة قصيرة بعنوان تعليمات

رويترز:حقوقيون تونسيون يطالبون عباس باطلاق سراح سجناء رام الله

العرب: تونس: شخصيات وطنية تدعو عباس للإفراج عن معتقلي حماس

كلمة:افتتاح حضيرة الرقابة قريبا لغربلة معرض الكتاب

صالح عطية:قبيل انتخابـات نوفمبـر القـادم: كيف تبدو حظوظ التحالفات في الاستحقاقات الرئاسية والبرلمانية صلب أحزاب المعارضة؟

الصباح:المفاوضات الاجتماعية:التوقيع على 33 اتفاقية مشتركـة و18 أخـرى في الانتظـار

الصباح:  وزير التنمية والتعاون الدولي حول الأزمة العالمية«الحكومة منشغلة وليست متخوفة»

كلمة:من تحف صحافتنا الوطنية، »من هنا…وهناك »…

إسلام أونلاين: »صفعة عثمانية » من أردوغان لشيمون بيريز في دافوس

رويترز:أردوغان يلقى استقبال الابطال لانسحابه من نقاش ساخن حول غزة

إسلام أونلاين:إسرائيل: بيريز لم يعتذر.. أردوغان: سجلنا المكالمة

عبد الباري عطوان:انسحاب اردوغان درس للعرب

راهول كومار:هل تواطأت كبري وسائل الإعلام في الأزمة المالية؟

آي بي إس: »جاؤا لدافوس لتقاسم ثروات العالم الثالث » مقابلة مع النقابيين الكولومبيين الفائزين بجائزة

آي بي إس : »العولمة المبنية علي السوق والربح، جريمة تفوق الخيال »مقابلة مع آي آي وين، مديرة منظمة الكرامة الدولية

الصباح: بكل هدوء حول «المطلب الديموقراطي»… هل من مراجعة؟

محمد العروسي الهاني :عندما يعلم رئيس الدولة بالأمر يبادر بأخذ القرار فورا

باتريك سيل: »إسرائيل » في مهبّ عاصفة سياسية

عرب 48:منظمة التحرير إلى أين؟../ المصريون:

الجزائر ترفض تسليم مصر أو عباس 200 مليون دولار تبرعا للقطاع

السبيل أونلاين:حقيقة استشهاد سعيد صيام في حوارٍ مع أسرته

الديوان:مسؤول في الـمخابرات الأمريكية يغتصب فتيات عربيات

الشروق:ديبلوماسية الإختطاف والإغتصاب والترويع والتجسّس!


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة  http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:


أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 04صفر 1430 الموافق ل 30 جانفي 2009 أخبار الحريات في تونس
1)    شكاية ضد وزير الداخلية و من سيكشف عنه البحث: على خلفية ما حصل في اليومين الأخيرين من اعتداءات من طرف أعوان البوليس السياسي أمام مقر المجلس الوطني للحريات بتونس تقدم صباح هذا اليوم الجمعة 30/01/2009 الأساتذة محمد عبو وعبد الوهاب معطر و سمير ديلو و عبد الرؤوف العيادي بشكاية لوكالة الجمهورية بتونس في حق كل من السادة عمر المستيري و زهير مخلوف و ظافر عطي و سليم بوخذير ضد كل من السيد رفيق الحاج قاسم وزير الداخلية و من سيكشف عنه البحث من أعوان البوليس السياسي موضوعها الاعتداء على الحرية الذاتية و الضرب من طرف موظف عمومي و التهديد بالسلاح و الاعتداء على الأخلاق الحميدة و الاعتداء على أمن الدولة الداخلي من طرف أعوان الأمن بتكوينهم لتجمع. 2)    تظاهرة تضامنية بدار المحامي بتونس: على هامش افتتاح محاضرات التمرين بقصر العدالة نظم فرع تونس للمحامين هذا اليوم الجمعة 30/01/2009 تظاهرة تضامنية لنصرة غزة حضرها وفد من اتحاد المحامين العرب و تناول الكلمة كل من نقيب المحامين بالعراق و الأستاذ محمد الصالح العرموطي من الأردن الذي أشاد بالموقف المشرف للمحامين و المحاميات بتونس في نصرة القضية الفلسطينية و أحيت فرقة الكرامة حفلا موسيقيا تخللته شعارات و هتافات لنصرة غزة مثل: – جهاد جهاد نصر أو استشهاد- غزة غزة رمز العزة – الموت لإسرائيل – هيهات منا الذلة – يا قسام يا حبيب دمر دمر تل أبيب – ثوار ثوار و الشعب المسلح سيكمل المشوار – صامدين صامدين في العراق و فلسطين – قدسنا إننا قادمون – الله أكبر الله أكبر الله أكبر –  و انتهى الحفل بالدبكة الفلسطينية و التصفيق و التكبير ، ثم غادر المحامون الحاضرون و انتقلوا إلى قصر العدالة للمشاركة في افتتاح محاضرات التمرين. و تم توزيع بيان صادر عن المحامين المتمرنين موجه إلى وزير العدل و حقوق الإنسان و عميد الهيئة الوطنية للمحامين للمطالبة بتحسين أوضاعهم و وضع حد لظاهرة التسخير الحيني و تقدمت نيابة عن زملائها المحامين الأستاذة نجاة العبيدي و سلمت نسخة من البيان لوزير العدل و حقوق الانسان. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


مصادرة معدات « راديو كلمة » بتسخير القضاء

 

السبيل أونلاين – خاص – تونس   صادرت اليوم الجمعة 30.01.2009 السلطات التونسية معدات « راديو كلمة  » ، واحتجزت الصحفي حاتم بوكسرة لساعات وصادرت هاتفه الجوال كما حاصرت منزل كل من زكية الضيفاوي وفاتن حمدي ووجه لهما أعوان البوليس السياسي كلاما نابيا ، وقد عطلت السلطات هواتف كل الصحفيين الموجودين داخل مقر « الراديو » أثناء عملية المصادرة ، وتذرعت السلطات بأن « راديو كلمة » لم يحصل على ترخيص رسمي ، في حين أن رئيسة التحرير سهام بن سدرين كانت توجهت لوزير الداخلية منذ سنة 1999 بمطلب رخصة بث ضمن ملف استوفى كل الشروط والإجراءات القانونية اللازمة ، ولكن الوزارة رفضت منح الترخيص للحصول على رقم في سجلات المحكمة التجارية لتنشط بشكل قانوني . ورغم ذلك استمرت هيئة التحرير في المطالبة بتمكينها من الترخيص ، ولكن تجاهل السلطة دفعها الى انشاء « راديو كلمة » سنة 2007 عبر شبكة الانترنت، وفي نوفمبر 2008 تعرض الى عملية قرصنة ادت الى اتلاف محتوياته بالكامل ، ويوم الإثنين 26 جانفي 2009 أعلن عن انطلاق البث من خلال القمر الصناعي « هوتبيرد8” على الذبذبة 11541 عمودي ، ضمن مجموعة « غلوبال مير » ، ويستمر البث من ايطاليا لمدة أربعة ساعات . وتجدر الإشارة أنه قطع خط الإنترنت على مقر « راديو كلمة » العديد من المرات كما تمّ تعنيف الصحفيين العالمين به وتهديدهم ومضايقتهم ، واغراء البعض منهم ، ووقع رفع قضية كيدية ضد الصحفية نزيهة رجيبة (ام زياد) ، وشنت السلطة الشهر الماضي (12/2008) حملة تشهير ضد سهام بن سدرين في الصحف التونسية الرسمية والقريبة من السلطة وبعض الصحف الأجنبية (المغرب – لبنان – سويسرا – الولايات المتحدة – المملكة المتحدة – فرنسا ) ، وخلال الأسبوع الماضي وقع اعتقال المسؤول التقني بـ »الراديو » ظافر عطي ليوم واحد ، وعشية يوم الإثنين 26.01.2009 واثر انطلاق البث قامت السلطة بمحاصرة مقر « راديو كلمة » ومنع الزوار من الدخول اليه ، كما وقع منع وتهديد الزائرين مثل المختار وسليم بوخذير واسماعيل دبارة ومروى الرقيق ووقع تعنيف الناشط الحقوقي ومراسل السبيل أونلاين زهير مخلوف .   وصبيحة اليوم الجمعة وقع احتجاز بالقوة العامة كل معدات « الراديو » بتهمة ممارسة النشاط الإعلامي بدون ترخيص ، وما يزال أعوان البوليس السياسي يرابطون على مداخل الممر المؤدي للمقر الى حد كتابة هذا التقرير .. فإلى متى تستمر السلطة التونسية في احتكار الفضاء العمومي ، وحرمان المعارضين والأصوات الحرة منه تحت مظلة استخدام القضاء لتجميل الإجراءات التعسفية ؟   (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 30 جانفي 2009)  


أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 04 صفر 1430 الموافق ل 30 جانفي 2009

حــرية و إنـصاف:مصادرة معدات إذاعة كلمة

في تطور خطير للحصار المضروب على مقري المجلس الوطني للحريات بتونس و إذاعة كلمة و التضييق على حرية الإعلام تنقل اليوم الجمعة 30/01/2009 السيدان حاكم التحقيق بالمكتب الثاني و مساعد وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس و عشرات من أعوان البوليس السياسي و دخلا بمعية الأعوان إلى منزل السيد عمر المستيري الكائن بالطابق الأول من العمارة الواقعة بنهج أبوظبي عدد 4 و قاما بمصادرة جملة من المعدات تتمثل في اجهزة حاسوب واجهزة كاميرا و عدد من الهواتف النقالة و آلة شحن للهواتف و أخرجا من كان بالمنزل و هم زكية الضيفاوي و فاتن حمدي و حاتم بوكسرة الذي وقع اعتقاله و اقتياده إلى جهة مجهولة، حصل ذلك على الساعة الحادية عشر في غياب صاحب المنزل السيد عمر المستيري الذي كان متواجدا بالمحكمة الابتدائية بتونس بصدد تقديم شكاية بالاستعانة بالأستاذ محمد عبو و في غياب زوجته السيدة سهام بن سدرين الموجودة حاليا بالنمسا، و قد كلف السيد حاكم التحقيق أحد أعوان البوليس السياسي لتحرير محضر أملاه عليه ، و تم في بداية الأمر منع الأستاذ عبد الرؤوف العيادي من الاقتراب من العمارة المذكورة حيث بقي يترقب صحبة الصحفي سليم بوخذير في سيارة بشارع الحرية أمام جامع الفتح لكن أحد الأعوان أقبل عليه بعد ذلك و أعلمه بأنه بإمكانه الحضور فاستفسر الأستاذ العيادي عن أسباب هذا التوجه و أعلمه السيد حاكم التحقيق بانه بصدد القيام ببعض الأعمال التي يستوجبها التحقيق في قضية منشورة ضد السيدة سهام بن سدرين تحت عدد /214477موضوعها إسداء خدمات إعلامية بدون ترخيص ثم أغلق حاكم التحقيق باب المنزل المذكور و نزل إلى الطابق الأرضي من العمارة حيث يوجد مقر المجلس الوطني للحريات بتونس و أذن بتفتيشه و معاينة ما احتوى عليه من معدات و وثائق. و تجدر الإشارة إلى انه سبق للسيد عمر المستيري أن تقدم منذ سنوات عديدة بطلب لبعث إذاعة حرة و مستقلة علما بأن قانون الاتصالات لا يستوجب الحصول على رخصة لبعث قناة إذاعية و ذلك طبقا للقانون عدد 1 من مجلة الاتصالات. و حرية و إنصاف 1-    تدين بشدة توظيف القضاء في تنفيذ سياسية تهدف إلى تعطيل نشاط حقوقي و إعلامي لخنق حرية التعبير و الانحراف بالإجراءات التي كان من المفروض أن يقع اتخاذها لمعاقبة المعتدين من أعوان البوليس السياسي الذين ارتكبوا جرائم الاعتداء بالعنف على السيد زهير مخلوف و التهديد بالقتل بواسطة سلاح أبيض ضد مدير إذاعة كلمة السيد عمر المستيري. 2-     تطالب بإطلاق سراح الصحفي و التقني حاتم بوكسرة وتطالب إرجاع المعدات التي تمت مصادرتها و رفع الحصار الأمني عن مقر المجلس الوطني للحريات ومقرات الجمعيات والمنظمات الحقوقية واحترام استقلالية القضاء كضامن للحريات والحقوق و علوية القانون. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


راديو كلمة: من الحصار إلى التهديد بالقتل

تعرض صبيحة اليوم السيد عمر المستيري مدير تحرير كلمة إلى التهديد بالقتل و ذلك عندما واصل تجاهل الاستفزازات الكلامية الموجهة إليه في كل مرة يدخل إلى مقر الراديو. إذ أشهر احد أعوان الأمن المرابطين أمام المقر سلاحا ابيض في وجهه بعد تلقيه إشارة هاتفية.  هذا ويبقى الفريق الصحفي المعتصم بالراديو محاصرا لليوم الثالث على التوالي في ظل ظروف سيئة من هرسلة متواصلة من طرف أعوان الأمن الذين يواصلون استفزازاتهم للموجودين في المقر ومنع كل من يريد زيارتهم وقد تم الاعتداء بالعنف اللفظي و المادي على كل من الأستاذ مختار العرباوي عضو المجلس الوطني للحريات و الصحفيين محمود الذوادي و سليم بوخذير. هذه هي صورة البوليس الذي أشهر السلاح الأبيض في وجه السيد عمر المستيري اضغط على الرابط التالي: http://www.kalimatunisie.com/ar/14/80/224/ (المصدر: مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 29 جانفي 2009)  


المؤتمر من أجل الجمهورية بيان * لا لحصار راديو « كلمة » تونس في 30 جانفي – يناير 2009
 
تضرب السطة البوليسية منذ أيام حصار متواصلا على مقر راديو « كلمة » المستقل ، وقد إنتشر أعوانها من البوليس السيساسي بجهة « الباساج » بالعاصمة وبمداخل نهج أبو ظبي مانعين كل من يحاول الدخول يحاول الدخول لى مقر الراديو بلى مقر الراديو بإستعمال العنف الشديد وبتلفظ البذاءة والسب والشتم وآخر ما عمدت إليه السلطة هو إشهار أحد الأعوان سكينا في وجه مدير الإذاعة السيد عمر المستيري يوم 29 جانفي الجاري في رسالة تهديد بإستهداف حياته .  وإذ يُذكّر المؤتمر من أجل الجمهورية بأن حرمان المواطن من حرية التعبير يُعد أحد ثوابت خيارات السلطة الإستبدادية في تونس المتورطة في جرائم التعذيب والقمع والفساد والتزوير ، فإنّه يلفت إنتباه جميع القوى الحرة بالداخل والخارج إلى ضرورة التصدي لإجرام النظام الذي ينفذه بواسطة فرق لا تراعي قانونا ولا تلتزم بضوابط ، كما أنه يعبر عن مساندته المطلقة لجميع مناضلي فريق راديو « كلمة » ويدعمه في نضاله من أجل إبلاغ الصوت المستقل وكشف حقيقة عصابة إرتهنت البلاد وتوخت الجريمة أسلوبا لإدارة شؤون البلاد .  * حزب المؤتمر من أجل الجمهورية

الدوحة لحرية الإعلام يستنكر قمع الشرطة التونسية لإذاعة كلمة

 
الدوحة – الراية : دعا مركز الدوحة لحرية الإعلام، السلطات التونسية إلي وضع حد لما أسماه (التنكيل الممارس ضد صحفيي الإذاعة المستقلة  » كلمة »). وجاء في بيان وصلت الراية نسخة منه أنه (في 27 يناير 2009، أقدم عناصر من الشرطة بلباس مدني علي محاصرة مقرها في تونس العاصمة مانعين أي شخص عن دخوله أو الخروج منه. وتعرّض أحد العاملين في الإذاعة للاعتقال فيما تم الاعتداء علي ضيف من ضيوف أحد البرامج). وفي هذا الإطار، أعلن المركز أنه (لا تزال السلطات التونسية ماضية في المجاهرة بتمسّكها بحقوق الإنسان وحرية التعبير فيما لا تتورّع عن عرقلة أي مبادرة تقوم بها الصحافة المستقلة. قبل الإطلاق الرسمي لإذاعة كلمة، كانت أجهزة الشرطة تسعي إلي مضايقة صحافييها باستمرار بإخضاعهم المؤسسة للمراقبة علي مدار الأسبوع. وقبيل الانتخابات الرئاسية ببضعة أشهر، لا تبشّر هذه الاعتداءات بالخير لصحافيي المعارضة). وبحسب البيان فقد أقدم عناصر من الشرطة بلباس مدني علي اعتقال ظافر عطي لعدة ساعات. ولم يتمكن من العودة إلي المؤسسة حيث يتواجد ثلاثة من زملائه منعوا عن مغادرة المقر. أما زهير مخلوف، الصحفي والمدافع عن حقوق الإنسان، المدعو إلي المشاركة في أحد برامج إذاعة كلمة، فقد تعرّض للاعتداء علي يد القوي الأمنية تحت أنظار عدة شهود عيان. وأشارت سهام بن سدرين من إذاعة كلمة  في نص البيان  إلي أنهم كسبوا الرهان (بإطلاق الساعة الأولي من البرامج البارحة بالرغم من كل الصعوبات التي نواجهها حالياً لبث هذه الإذاعة ومواصلة العمل فيها). وقال البيان الصادر عن المركز إنه (بفضل دعم مركز الدوحة لحرية الإعلام، يمكن الاستماع إلي راديو كلمة عبر القمر الصناعي (هوتبيرد 8، الموجة: 11.541، المعدل الرمزي: 22.000) والإنترنت (www.kalimatunisie.com (المصدر : صحيفة « الراية » (يومية – قطر) بتاريخ الجمعة 30 جانفي 2009 .) الرابط : http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=415523&version=1&template_id=20&parent_id=19

 


النقابة التونسية للإذاعات الحرة تونس في 30 جانفي 2009 بيـــــــــــــان
 
قامت مجموعة كبيرة من أعوان الأمن بالزي المدني في حدود الساعة الحادية عشرة وعشر دقائق من صباح اليوم الجمعة 30 جانفي 2009، بالتصدي للكاتب العام المساعد للنقابة التونسية للإذاعات الحرة زياد الهاني ومنعه من الدخول إلى مقرّ إذاعة «كلمة» الكائن بنهج أبو ظبي بتونس العاصمة. وعندما سألهم حول ما إذا كان تصرّفهم مرتكزا على سند قانوني، أكدّ له بعض الأعوان الذين أرغموه على مغادرة نهج أبو ظبي، بأنهم ينفّذون التعليمات  ولا سند قانوني لديهم. وكان المسؤول النقابي في زيارة تضامن لزملائنا العاملين في إذاعة «كلمة» الذين يخوضون منذ يوم الإثنين الماضي اعتصاما داخل مقرّ إذاعتهم احتجاجا على المضايقات التي يتعرضون لها. وإذ تدين النقابة التونسية للإذاعات الحرة الاعتداء الحاصل على كاتبها العام المساعد، ومصادرة أبسط حقوقه الدستورية في وقت تستعد فيه بلادنا للاحتفال بالذكرى الخمسين لإصدار دستورها، فهي تعبّر عن قلقها الكبير من تواصل سياسة التضييق على الحريات والتصرف خارج منطق الدولة وقانونها. كما تجدد النقابة التونسية للإذاعات الحرة تأكيد تضامنها مع الزملاء المعتصمين في إذاعة «كلمة»، ومطالبتها بتمكينهم من حقهم في ممارسة عملهم الإعلامي بحرّية. عن المكتب التنفيذي للنقابة الكاتب العام صالح الفورتي

 


الحوار.نت يتضامن مع راديو كلمة
 
يطيب لأسرة تحرير الحوار.نت أن تعلن تضامنها الكامل مع أسرة راديو كلمة في تونس بعد تعرضه في الأيام المنصرمة إلى حلقة جديدة من حلقات القهر الذي تسلطه السلطة الحاكمة هناك ضد كل صوت حر ومعلوم أن  » كلمة  » تلك الجريدة الإلكترونية التونسية المحظورة شأنها شأن كلمات أخرى كثيرة من مثل تونس نيوز والحوار.نت والفجر نيوز والنهضة نت والسبيل أون لاين وغيرها .. لا قت من صنوف الترهيب من زبانية السلطة الحاكمة في تونس ما لاقت فما زادها ذلك إلا ثباتا على نهج الكملة الحرة التي أفلحت في إزعاج أعداء الكلمة الحرة. إن فريق الحوار.نت يدعو إلى التضامن مع راديو كلمة بكل قوة كما يدعو إلى رفع التضييقات التي تفرضها السلطة الحاكمة ضد كل صوت حر نشدانا لإنفتاح سبل الحريات والديمقراطية والرخاء بين أيدي شعبنا الأبي الكريم في تونس. فريق الحوار.نت


النظام التونسي يحصد شهادات التوبيخ على عدوانه على كلمة

نشرة لطفي حيدوري    أدانت منظمة مراسلون بلا حدود بأشد العبارات إقدام عناصر من الشرطة على محاصرة مقر الإذاعة المستقلة كلمة الحديثة الولادة. منذ 27 جانفي الجاري .وقالت المنظمة في بيانها إنّ السلطات التونسية لا تتورّع عن عرقلة حرية الصحافة. واعتبرت ما حصل يترجم نية الحكم على « كلمة » بالصمت، مذكّرة أنّ الصحافيين المستقلين والناشطين في مجال حقوق الإنسان هم الذين يدفعون ثمن التشدد السياسي في تونس. واعتبرت لجنة حماية الصحافيين من نيويورك في بيان صدر يوم 28 جانفي أنّ حملات الدعاية لتقديم النظام التونسي في صورة المتسامح لن تفلح في تغيير وصف أدائه كواحد أبرز الأنظمة العربية المعادية للصحافة المستقلّة.  وطالب بيان لمرصد حماية المدافعين عن حقوق الإنسان يوم الأربعاء السلطات التونسية باحترام الإعلان الأممي لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان واحترام مواثيق حقوق الإنسان. وتوجهت منظمة الخط الأمامي من « دبلن » برسالة إلى الوزير الأول محمد الغنوشي تطالبه بالتحقيق في ظروف اعتقال الصحفي ظافر عطي والتهديدات التي تعرض لها وإنهاء الحصار المضروب على مقر إذاعة كلمة. كما طالبت الخط الأمامي بضمان أن يقوم المدافعون عن حقوق الإنسان في تونس بأنشطتهم دون ترهيب أو قمع أو ملاحقات قضائية. و يشار إلى أنّ حملة السلطات الأمنية على إذاعة كلمة المستقلة جاءت يوما بعد احتفاء الصحف الحكومية و الموالية لها باختيار صحيفتين موريتانيتين الرئيس بن علي « رجل إفريقيا » لسنة 2008 ومنحه ميدالية في الغرض… الشهادة الصحفية الموريتانية دعّمتها السلطات بقمع صحفيين تونسيين.
(المصدر: مجلة « كلمة » (أليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 29 جانفي 2009)  


من وحي الحصار: قصة قصيرة بعنوان تعليمات

نشرة زكية الضيفاوي    في مقهى « الكون » جلسنا ذات صباح نتحاور في صمت ، كنا خمسة أصدقاء لا نفترق الماسي و لا تحول بيننا الخصومات . نلتقي دائما بلا مواعيد محددة و لا نفترق لا أثناء ساعات النوم . و كان من عادتنا التخاطب دون كلام فكل منا يتفاعل مع الآخرين يبادله نفس الأحاسيس و نفس الشعور دون أن يجليهم بينهم النظر دون استفهامات نتفق على كل شي و تناسق معنا ذاك الصباح دفي الشمس الشتوية و دقة النسيم الصباحي فكان اللقاء حميما جدا لو لم تعكره صرخة أمر جمعت بين التظاهر بالقوة و استبطان الخوف من شي غير مرتقب « تفرقوا بسرعة ». انتبهنا فإذا مجموعة من الأشخاص تحيط بنا من كل ناحية مصرة العزم على تفريقنا دونما موجب . حوالي 10 شبان من ذوي العضلات المفتولة و البطون المنتفخة و العقول المتكلسة تراوحت ارتسمت وجوههم بين من يريد طردنا بلطف ون هو مستعد لاستعمال العنف لتنفيذ الغرض المطلوب وفيق ثالث يترنح موقفه بين الموقفين. التقت عيون الأصدقاء الخمسة لأول مرة في نظرة جدية لتفصح أحوال بعضهم البعض سعيا للخروج بكلمة واحدة ، و بتلاقي العيون تقابلت الحيرة و الغموض و تولدت الأسئلة : من هؤلاء . لماذا يريدون تفريقنا هكذا . و أي قانون يمنعنا من الجلوس معا في مقهى و ما فائدة المقاهي إن لم تكن مقرات لمجالسة الأصدقاء و الأحبة و تجاذب أطراف الحديث. و بسرعة تأكدنا من أي المحيطين بنا ليسو ألا  » أعوان امن » كما عرفوا بأنفسهم ، أو هم أعوان « تعليمات » كما سماهم احد الأصدقاء في سره فاتفق خمستنا حول التسمية و فهمنا أنهم مكلفون بفض جلستنا التي رأوا فيها « اجتماعا غير مرخص فيه ». ودون تنسيق بيننا تكاثفت جهودنا لإقناعهم بان المهمة الأساسية لأعوان الأمن هي تطيق القوانين وليست تنفيذ التعليمات و أن القانون لا يمنع الأصدقاء من الجلوس في المقاهي التي لا تسمح ظروفها بعقد اجتماعات سرية لكن يبدو أن خطابنا أثار ثائرة أعوان الأمن الذين فقدوا بسرعة السيطرة على غضبهم وقرروا استعمال القوة  لتفريق المجتمعين فكان أن: سكبت القهوة على الطاولة حتى تقاطرت على الأرض رذاذا . دبست علبة السجائر بقدم حاقدة فتناثر التبغ فتاتا تذروه  نسمات الصباح . و مزق الكتاب أربا لتدوسها أقدام حماة الأمن . و كسر القلم فساح حبره على الأرض سيولا لوث بعضها الملابس الأنيقة لمن تعمدوا إراقة الحبر هباء. …..هكذا تفرق الأصدقاء و فض الاجتماع لأجد نفسي وحيدة أجوب الشوارع جارة ثقل جسد أنهكته اللكمات.
 
(المصدر: مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 29 جانفي 2009)


حقوقيون تونسيون يطالبون عباس باطلاق سراح سجناء رام الله
تونس (رويترز) – طالب نشطاء في تونس في مجال حقوق الانسان يوم الجمعة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالافراج الفوري عن جميع المعتقلين في سجون الضفة الغربية. وقال أكثر من 120 تونسيا من محامين ومعارضين وناشطين حقوقيين وقعوا على رسالة وجهوها الى عباس « اننا لا نرى اي مبرر لسجن المقاومين بالتزامن مع العدوان الصهيوني وفي ظل حاجة الوطن الى كل ابنائه ». وعبر الموقعون على النداء عن « انشغالهم بتواصل اعتقال رجال من خيرة ابناء الشعب الفلسطيني في سجون السلطة الفلسطينية برام الله » في اشارة الى معتقلين من حركة المقاومة الاسلامية (حماس). وتقول حماس ان السلطة الفلسطينية تحتجز ما يزيد عن خمسمئة معتقل من حماس في رام الله وفي كل مدن الضفة الغربية. وتطالب بالافراج عنهم كشرط لاستئناف الحوار الوطني بينما يرفض عباس القول بأن هناك في سجون رام الله ما يسمى بالمعتقلين السياسيين ويؤكد ان هناك معتقلين بسبب حوادث امنية. وطالب النداء عباس « بتدارك الأمر وبأن لا يضيف ظلم ذوي القربى لظلم العدو ». وكسبت حماس تعاطفا عربيا شعبيا واسعا على حساب السلطة الفلسطينية خلال الهجمات الاسرائيلية على غزة والتي استمرت 22 يوما وخلفت 1300 قتيل. ومن بين الموقعين على النداء الموجه الى عباس قياديون في حركة النهضة الاسلامية المحظورة واعضاء في الحزب الديمقراطي التقدمي وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية المعارضة اضافة إلى محامين. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 30 جانفي 2009)  

 تونس: شخصيات وطنية تدعو عباس للإفراج عن معتقلي حماس

 

 
تونس – محمد الحمروني  دعت مجموعة من الشخصيات الوطنية التونسية محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية برام الله إلى استعمال صلاحياته والأمر بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين من أبناء حركة «حماس» في الضفة الغربية. وعبرت المجموعة التي تتكون من 119 شخصية وطنية تونسية تنتمي إلى مختلف الشوارب والاتجاهات الفكرية والسياسية عن بالغ انشغالها لتواصل اعتقال «رجال من خيرة أبناء الشعب الفلسطيني في سجون السلطة الفلسطينية برام الله». وقالت المجموعة في عريضة نشرتها على أحد مواقع الإنترنت إنه «رغم ما يشق الصف الفلسطيني من اختلاف في وجهات النظر وتباين في الرؤى، فإننا لا نرى أي مبرّر لسجن المقاومين بالتزامن مع العدوان الصهيوني وفي ظل حاجة الوطن لكل أبنائه». ومن أبرز الموقعين على الرسالة المهندس حمادي الجبالي والبروفيسور المنصف بن سالم وعجمي الوريمي من حركة النهضة، وعبدالوهاب معطر ومحمد عبو وعبدالؤوف العيادي عن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، وزكية الضيفاوي وأحمد زكريا الماقوري من التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، إلى جانب عدد من المساجين السياسيين السابقين والناشطين الحقوقيين من أبرزهم الدكتور سامي براهم والباحث فوزي الصدقاوي. وشدد الموقّّعون على العريضة على أنهم ومن «منطلق التجربة السابقة في سجون معتقلات تونس يدركون حجم الألم الذي يعانيه المعتقلون في سجون السلطة برام الله، مستغربين تواصل الاعتقالات حتى خلال الحرب التي شنها الكيان الصهيوني على غزة وما بعدها». هذا وتتواصل في تونس الفعاليات والأنشطة الداعمة لغزة وإن بوتيرة أقل بكثير عما كانت عليه خلال أيام العدوان الأخير. (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 30 جانفي 2009)

افتتاح حضيرة الرقابة قريبا لغربلة معرض الكتاب

نشرة لطفي حيدوري  تنقضي في الأسبوع الثاني من شهر فيفري المقبل آجال طلب المشاركة في الدورة السابعة والعشرين من معرض الكتاب الدولي بتونس الذي سينطلق يوم 24 أفريل 2009. المشاركة في المعرض تستوجب من العارضين، ناشرين ومكتبات ملء استمارة طلب وتوجيهها إلى إدارة المعرض قبل الأجل المذكور مرفقة بقائمات عناوين الكتب المعدّة للمشاركة بها. وبحسب النظام الداخلي لمعرض الكتاب يمكن لإدارته أن تطلب ما تراه من العناوين الواردة بالقائمات المقدّمة قصد الإطلاع عليها قبل الموافقة على عرضها أو ترويجها في المعرض.  هذا ما يعني انطلاق ورشة ضخمة بمصالح الرقابة بوزارة الداخلية لا نعرف من معاييرها سوى الهاجس الأمني الذي يستبعد الكتاب على هويته إمّا عنوانه أو كاتبه أو مراجعه أو حتى بسبب منع كتاب في نفس السلسلة. الغريب في نظام المعرض نصّه على أنّه يحقّ للإدارة رفض مشاركة أي دار نشر دون إبداء الأسباب. الكشافة التونسية تبحث عن  الحل في مقرات الشعب الدستورية زار وفد من القيادة العامة للكشافة التونسية يومي 24و25 جانفي الجاري جهة جندوبة لتفقد الأفواج الكشفية بها واجتمع  يوم السبت 24 بعدد قليل من الكشفيين الذين اشتكوا من عدة مشاكل أهمها ـ عدم توفر المقرات ـ نقص في التاطير والترشيد ـ اتساع الهوة بين مبدأ استقلالية المنظمة واستغلال أطر نواديها كمنابر دعاية للحزب الحاكم ومناشداته الانتخابية ـ عزوف الشباب من العمل الكشفي ولئن أقر الوفد القيادي بهذه المشاكل إلا أنه لم يقدم لها حلولا بل نصح الافواج المحرومة من المقرات بالتنسيق مع الشعب التجمعية لاستغلال مقراتها.
(المصدر: مجلة « كلمة » (أليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 29 جانفي 2009)  


قبيل انتخابـات نوفمبـر القـادم: كيف تبدو حظوظ التحالفات في الاستحقاقات الرئاسية
والبرلمانية صلب أحزاب المعارضة؟

 
صالح عطية
 
تونس الصباح: لا يبدو في الأفق، وحسب بعض المعلومات المتداولة هنا وهناك صلب الأحزاب، وجود إمكانية لأي تحالفات حزبية خلال الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، المقررة في نوفمبر من العام الجاري.. ويجمع المراقبون للمشهد السياسي، بأن عملية التحالف تبدو الأكثر تعقيدا وصعوبة بين الأحزاب، ممّا يرجح إمكانية دخول الأحزاب السبعة المعارضة، الانتخابات القادمة بشكل منفرد، معوّلة على قدراتها وإمكاناتها التي قد لا تكون كبيرة لـ »مواجهة » الاستحقاق الانتخابي.. فثمة حالة من التشتت التي تعاني منها المعارضة التونسية، سواء تلك التي تصنّف ضمن خانة « الموالاة »، أو تلك التي تسمي نفسها « معارضة ديمقراطية ».. محاولات فاشلة فقد شهد « اللقاء الديمقراطي » الذي ضم حزب الوحدة الشعبية والاتحاد الديمقراطي الوحدوي والحزب الاجتماعي التحرري وحزب الخضر للتقدم، فشلا ذريعا ممّا أدى إلى « تفككه » بسبب خلافات حول جملة من الملفات بينها قيادة هذا « التحالف » والعلاقة مع السلطة، وأجندة عمله وتحركه، والأفق السياسي لهذا « اللقاء ».. وكانت النتيجة انفراط عقد هذا التحالف بصورة تدريجية وفق ما عكسته تصريحات بعض مكوناته، وفي مقدمتها السيد أحمد الإينوبلي، الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الوحدوي.. ووفق بعض المعلومات التي حصلت عليها « الصباح »، فإن تداعيات ما يمكن تسميته بـ « التصدّع » صلب هذا « اللقاء الديمقراطي »، ما تزال ماثلة إلى اليوم، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار، الخلافات التي لم تهدأ بين بعض رموزه على خلفية التباينات التي شقت هذا التحالف منذ نشأته.. ولا يبدو من خلال بعض المؤشرات، أن تنجح هذه الأحزاب في نحت تحالف بديل، ثنائي أو ثلاثي قبيل الانتخابات القادمة، في ضوء عدم توفر أرضية يمكن أن تجمع بعض مكونات « اللقاء الديمقراطي » على أجندة انتخابية واحدة، على الرغم من أن « الوضع التنظيمي » لبعض هذه الأحزاب ما يزال هشّا وغير قادر على خوض استحقاق انتخابي، بما يجعل توحيد الجهود أمرا لا بد منه، بحساب المصلحة الانتخابية والسياسية للحزب.. تنسيق خارج الاستحقاق الانتخابي وينظر المراقبون بشكل جدّي إلى التنسيق الجاري حاليا بين حركة الديمقراطيين الاشتراكيين والاتحاد الديمقراطي الوحدوي في مناسبات عديدة، سيما خلال الحرب على غزّة وما بعدها، وهو تنسيق مرشح لأن يتطور خلال المدة القادمة، بالنظر إلى وجود أرضية مشتركة بين الحزبين فيما يتعلق بقضايا عديدة، إلى جانب اشتراك الحزبين في ذات الأسلوب السياسي المتبع في طرح القضايا وزاوية النظر إليها.. لكنّ أوساطا من داخل الحزبين، قالت لـ »الصباح »، بأن الالتقاء بين الديمقراطيين الاشتراكيين، سيقتصر على بعض الفعاليات السياسية والتنظيمية، لكنه لن يشمل الاستحقاق الانتخابي، على اعتبار أن الـ « ح.د.ش » تساند مرشح التجمع الدستوري الديمقراطي، الرئيس زين العابدين بن علي في مستوى الاستحقاق الرئاسي، كما تعوّدت الحركة على دخول غمار الانتخابات التشريعية معوّلة على إمكاناتها وقدراتها ورصيدها الذي راكمته منذ العام 1981، تاريخ أول مشاركة انتخابية ناجحة لهذه الحركة، فيما يشارك الاتحاد الديمقراطي الوحدوي في الانتخابات الرئاسية بمرشح، هو الأمين العام، أحمد الإينوبلي، وهو يبحث كذلك عن إمكانية لتوسيع رقعة وجوده في البرلمان، من خلال تقديم قائمات منفردة في جميع الدوائر الانتخابية للحصول على أكثر ما يمكن من المقاعد في مجلس النواب، وهو ما يجعل فرص التحالف الانتخابي مع الديمقراطيين الاشتراكيين ضئيلة إن لم نقل صعبة للغاية في ضوء الاختلاف بين وجهتي الحزبين في هذه الانتخابات.. وضع معقّد في الزاوية الثانية، زاوية الأحزاب المصنّفة « ديمقراطية »، تبدو الصورة مشوّشة وغير واضحة المعالم.. فقد اختار الحزب الديمقراطي التقدمي، ترشيح عضو مكتبه السياسي والمكلف بالعلاقات الخارجية صلبه، السيد أحمد نجيب الشابي، للانتخابات الرئاسية على الرغم من أن القانون الاستثنائي للانتخابات الذي أقره مجلس النواب، لا يوفر له هذه الإمكانية، بما يجعل ترشحه ذو صبغة سياسية صرف، الأمر الذي جعل بعض الأحزاب الأخرى التي كانت تعوّل على تفاهمات مع الديمقراطي التقدمي، (ونعني هنا حركة التجديد والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات)، « تصرف نظرها » عن إمكانية التحالف معه، على أساس أنها لم ترض بأن تكون « تابعة » له، بعد أن قرر الحزب ترشيح أمينه العام من دون « استشارتها »، حسب قول بعض رموز هذين الحزبين.. وكانت حركة التجديد ـ في المقابل ـ سارعت بالإعلان عن تشكيل « تحالف »، هو في الحقيقة سليل المبادرة الديمقراطية التي كانت الحركة شاركت بها في الانتخابات السابقة، وهي تضم بعض الحساسيات الشيوعية التي تلتقي مع التجديد في عديد المقاربات السياسية والاجتماعية.. وهو ما يعني أن إمكانية التحالف مع بعض مكونات ما يعرف بـ « المعارضة الديمقراطية »، لم تعد ممكنة بالنسبة لحركة التجديد، خصوصا بعد أن أعلن أمينها الأول، السيد أحمد إبراهيم، نيته الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.. في ذات السياق، لا يبدو أن التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، مهيأ للدخول في تحالف مع أي من هذه الأطراف، ليس بسبب اختلافات إيديولوجية أو سياسية، ولكن على خلفية معطيين اثنين على الأقل : + رغبة أمينه العام، السيد مصطفى بن جعفر في الترشح للاستحقاق الرئاسي، بعد أن اعتبر أن نص القانون الاستثنائي، يخوّل له تقديم ترشحه، على أساس ما وصف بـ « غموض » مضمون هذا النص، وانفتاحه على إمكانية التأويل القانوني.. + أن المشهد السياسي لم يعد يسمح بتحالف في الرئاسية، طالما أن حركة التجديد والحزب الديمقراطي التقدمي، اختارا سياقا آخر، يتمثل في المشاركة بمرشح معلن.. وهكذا تتجه الأمور صلب « الأحزاب الديمقراطية » إلى دخول الاستحقاق الرئاسي بشكل منفرد، بعد أصبحت إمكانية « المرشح المشترك » التي راجت خلال الفترة الماضية، أمرا مستحيلا وبعيد المنال.. على أن بعض هذه الأحزاب، تتحدث حاليا عن إمكانية « التحالف » في مستوى الانتخابات التشريعية، بالنظر إلى أنها تتطلب الكثير من الإمكانيات البشرية، بالإضافة إلى أن هذه الأحزاب تلتقي حول جملة من القضايا والمطالب، بل هي تشترك في كيفية النظر إليها من زوايا مختلفة، وهو ما يرجح إمكانيات التحالف فيما بينها أو بين البعض منها على الأقل.. وهكذا يبدو وضع الأحزاب السياسية المعارضة، مشتت بين تحالفات غير ممكنة إن لم نقل مستحيلة، ومشاركات فردية قد لا تكون ناضجة بالقدر الكافي في ضوء وجود عوامل ومعطيات عديدة تحول دون ذلك..  (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 30 جانفي  2009)  


المفاوضات الاجتماعية
التوقيع على 33 اتفاقية مشتركـة و18 أخـرى في الانتظـار
تونس ـ الصباح: تم أول أمس التوقيع على دفعة هامة من ملحقات الاتفاقيات المشتركة في القطاع الخاص، وذلك خلال حفل بالوزارة الأولى أشرف عليه الوزير الأول ورئيس الاتحاد الوطني للصناعة والتجارة، والأمين العام للإتحاد التونسي للشغل، كما حضر هذا الحفل عدد هام من أعضاء المكتب التنفيذي للمنظمتين. إمضاء 33 إتفاقية من جملة 51 وأفادت مصادر مطلعة من الإتحاد العام التونسي للشغل أنه قد تم أول أمس إمضاء 33 اتفاقية مشتركة في القطاع الخاص، وهي نسبة تعتبر محترمة من جملة الاتفاقيات التي يبلغ عددها 51 اتفاقية. وأكدت هذه المصادر أن المفاوضات، وأن اتسمت بطولها الذي فاق التسعة أشهر، إلا أن ما تم التوصل اليه من اتفاق بشأن 33 منها كان هاما ويعكس الحرص الكامل على تلازم البعدين الاقتصادي والاجتماعي الذي تستند إليه سياسة البلاد في توجهاتها العامة. كما أفادت أن الـ 33 اتفاقية التي تم إمضاؤها أول أمس تهم نسبة عالية من الشغيلة في هذه القطاعات بما يبلغ 80 في المائة تقريبا من عدد العمال في القطاع الخاص. ومثلت أيضا نسبة الزيادات في الأجور مستوى محترما تماشيا مع الوضع الاقتصادي في البلاد، واستجابة للمقدرة الشرائية التي عرفت هي الأخرى ضغوطات في السنتين الأخيرتين. العمل على إنهاء التفاوض مع موفي فيفري وأكدت مصادرنا أن حفل إمضاء الاتفاقيات كان فرصة للأطراف الاجتماعية للتأكيد على تسريع المفاوضات في القطاعات المتبقية، وذلك بالعمل على تقريب وجهات النظرأكثر فأكثر والاحاطة بالمفاوضين ومتابعة عملهم في هذا الاتجاه. وبينت أن هناك صعوبات في التفاوض في بعض القطاعات ومن أبرزها قطاعات المعادن والبنوك وبعض القطاعات المدعمة، ويجرى العمل حثيثا على تجاوز الخلافات التي دبت بشأنها داخل لجان التفاوض، وذلك بدعم من اللجنة المركزية للمفاوضات. وبخصوص الـ33 اتفاقية التي تم أول أمس إمضاؤها علمنا أنها ستحال في القريب العاجل على مجلس النواب للمصادقة عليها، ثم ستنشر مباشرة في الرائد الرسمي، وذلك دون انتظار بقية الاتفاقيات الـ18 التي لا تزال محل تفاوض. وأشارت مصادرنا إلي أن التفاوض يجري أيضا بنسق سريع حول الاتفاقيات الاطارية المشتركة على مستوى اللجنة المركزية للمفاوضات، كما تتقدم المفاوضات في القطاع العام بشكل هام. وينتظر التوصل إلي إنهاء المفاوضات في دورتها السابعة الحالية مع نهاية شهر فيفري القادم. علي الزايدي   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 30 جانفي  2009)  


  وزير التنمية والتعاون الدولي حول الأزمة العالمية
«الحكومة منشغلة وليست متخوفة»
تونس الصباح: اعتبر وزير التنمية والتعاون الدولي السيد محمد النوري الجويني أمس في مؤتمر صحفي عقده في مقر الوكالة التونسية للاتصال الخارجي حضره عشرات الإعلاميين وكبار المسؤولين في الوزارة أن الأوضاع الاقتصادية في تونس ـ بعد تعدد مظاهر الأزمة الاقتصادية العالمية « تدعو الى الانشغال بالنسبة لبعض القطاعات لكنها لاتدعو الى الخوف.. والحكومة منشغلة وليست متخوفة ».. وأورد الجويني أن « مضاعفات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية قد تستمر اكثرمن عام.. لكن المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية في تونس ستظل اجمالا جيدة.. فقد قدرت قيمة الاستثمارات الاجنبية عام 2008 بـ3 مليار دولار مقابل 2 مليار في 2007.. وقدر النمو الاقصادي الاجمالي العام الماضي والمتوقع للعام الجاري بـ5 بالمائة (وهو عمليا بلغ نسبة 6 فاصل 3 بالمائة في صورة عدم احتساب الفلاحة التي كان موسمها « متواضعا » وقطاع المناجم والمحروقات الذي مر بدوره بتقلبات..) كما تم خلال العام المنقضي احداث اكثرمن 80 الف موطن شغل.. وتطور الاستثماربنسبة 17بالمائة كما وقع دعم التجارة الخارجية من قبل مؤسسات الدولة والترفيع في الانتاجية لترفيع فرص احداث مواطن الشغل (وتم تكليف السيد الصادق بن جمعة الوزيرالسابق برئاسة لجنة وطنية لمتابعة تطورالانتاجية في البلاد ).كما سيقع رصد 500 مليون دينار للتنمية المندمجة جهويا في المناطق ذات الاولوية.. بما فيها المناطق الداخلية الفقيرة نسبيا. الاستثمار العربي والاجنبي بتونس في ارتفاع وتعقيبا على عدد من الأسئلة أورد الوزير ان تونس من بين الدول القليلة في المنطقة التي لن يتراجع الاستثمار العربي والأجنبي فيها..واشارالى الاتفاق الذي وقع توقيعه مع مؤسسة ارباص بخصوص مصنع مكونات الطائرات بتونس الذي سيكون الاول من نوعه في افريقيا.. كما تجري تونس حاليا مفاوضات مع مؤسسات معنية بتطوير استثماراتها في قطاعات الصناعات الميكيانيكة والكهربائية بتونس .فيما سيكون من أبرز استثمارات المرحلة القادمة تخصيص 250 الف مترمربع من اريانة الغزالة الى النحلي وصولا الى منوبة لإحداث جهة تكنولوجية متطورة جدا ومركبات تكنولوجية عامة وخاصة (مضاعفة مساحة الاستثمار الحالي في فضاء الغزالة 5 مرات..).. اضافة الى مشاريع متقدمة جدا ستساهم بدورها في تشغيل الشباب وحاملي الشهائد العليا والمهندسين مثل المرفأ المالي ومدينة تونس للاتصالات.. صناديق التمويل العربية والإسلامية والإفريقية والدولية وأورد الوزير أن من بين خيارات تونس في المرحلة القادمة توفير التمويل الملائم للاقتصاد دون اللجوء الى السوق المالية العالمية..وفي هذا السياق جرت اتصالات واتفاقان مع البنك الافريقي للتنمية والبنك الاسلامي والبنك الدولي ومؤسسات مماثلة.. لضمان تمويلات اضافية لحاجيات المالية للمشاريع في تونس دون اللجوء الى التداين والتمويل العمومي الدولي.. وأورد الوزيرأن للحكومة برنامج خاص للعاطلين عن العمل لمدة طويلة وبرامج خصوصية في مستوى البنية الاساسية مع إقرار الترفيع بشكل استثنائي في الاستثمار العمومي ليساهم في تشغيل المؤسسات التونسية وتحقق نموا اضافيا فضلا عن قرارات لتشجيع الاستثمار الخاص والاستثمار الخارجي والمحافظة على حصص السوق.. المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي وتعقيبا على الأسئلة الخاصة بالعلاقات مع الاتحاد الأوروبي وعلاقات التعاون مع دوله ومفوضية الاتحاد ببروكسيل بعد اندلاع الأزمة الاقتصادية العالمية أنه « لا إضافة كبيرة ولا نقص كبيرفي العلاقات الاقتصادية مع جل البلدان الأوربية.. هناك مشاورات سياسية مع المفوضية الأوربية.. بخصوص دعم اندماج اقتصاد تونس في الاقتصادي العالمي.. « لكننا نأمل تسريع المفاوضات بين تونس والمفوضية الأوروبية بخصوص قطاعي الخدمات والفلاحة.. وهي مفاوضات تشهد بعض البطء خاصة بالنسبة للقطاع الزراعي.. لضمان تحريرها.. بعد أن قامت تونس بخطوات عديدة في هذا الشأن من بينها تحرير قطاع النقل الجوي وخدماته.. علما أن التجارة الخارجية التونسية أصبحت أكثر تنوعا من حيث هيكلتها.. وأصبحت بنسبة 72 بالمائة مع الاتحاد الأوربي مقابل 80 بالمائة سابقا.. نسبة الخسائر وماهي انعكاسات الازمة الاقتصادية العالمية على المؤسسات التونسية وخاصة على قطاعي النسيج ومكونات السيارات؟ ردا على هذا السؤال أورد الجويني أن » شهر ديسمبر يشهد دائما تقلصا وركودا نسبيا..و بالنسبة لقطاعي النسيج ومكونات السيارات كان النقص هذا العام اكثر من المعتاد.. وحسب التقديرات فان نسبة الخسائر تراوحت بين 4 و7 بالمائة.. بالنسبة للمؤسسات الصناعية التي تعمل مع مؤسسات كبيرة في الخارج.. وقد لجأ بعضها إلى العطل الممدة لبيع المخزون.. وبعضها التجأت إلى تقليص عدد الساعات واستفادت من الإجراءات الحكومية ومن بينها تحمل الدولة نصف أعبائها الاجتماعية بالنسبة للعمال المطرودين أو المحالين على البطالة الفنية.. الاستفادة من الأزمة وهل  يمكن لتونس أن تستفيد من الأزمة الاقتصادية العالمية مثلما فعلت بعض الدول الشقيقة التي نجحت في توظيف الأزمة العالمية لإغراء مؤسسات أوربية للانتصاب جنوبي المتوسط لتستفيد من نقص تكاليف الإنتاج ومزايا الاستثمار في تونس والدول العربية؟ تعقيبا على هذا السؤال الذي القته الصباح أورد الوزيرمحمد النوري الجويني أن تونس ماضية في مسار حث المستثمرين الاوربيين والعرب والعالميين على الاقبال اكثرعلى استثمار اموالهم فيها.. في نفس السياق أكد الوزيرأن المشاريع المتفق عليها مع الاماراتيين ماضيية وبالنسبة ل »سما دبي » بدأت إجراءات تحويل ملكية الارض وتمت المصادقة على القسط الاول من المشروع.. ومشروع ابوخاطر ماض، مشروع المرفأ المالي تم استكمال المسرب الرئيسي له وسيعرض على اللجنة العليا للصفقات قريبا.. نفس المجموعة ستنجز ضمن تكتل ثلاثي مشروعا استثماريا كبيرا في مجال الاتصالات ونحن بصدد انتظار مشروعهم العملي.. بعض المشاريع الأخرى ستتواصل لكن بأقل سرعة على غرار نوايا مشاريع توسعة اخرى.. من بينها المشروع الالماني في سليانة الذين من المتوقع أن يشهد بطءا نسبيا في الانجاز.. وهي مشاريع نوايا وليس لدينا اتفاقات نهائية حولها.. اهتمام خليجي وعربي متزايد واعتبر محمد النوري الجويني أن: الوضع الاقتصادي في تونس بصورة عامة ا ليس سهلا لكن الاستثمار لن يتوقف.. لأننا لسنا في مرحلة انهيار شامل للاقتصاد العالمي بل في مرحلة انكماش نسبي.. وأورد أن « هناك استعداد من قبل المجموعات الخليجية للاستثمار أكثر في تونس لأنها منطقة مضمونة أكثر من عديد الدول المتقدمة الغربية.. ولان كل المؤشرات تؤكد أن الاقتصاد التونسي لن يتأثر كثيرا بالأزمة.. والأرقام الجملية للمعاملات الاقتصادية السنوية في تونس حوالي 50 مليار وفي تونس 15 مليار استثمار بينها 3 مليار استثمار خارجي.. و35 مليار من الواردات وحوالي 30 مليار صـادرات.. وآلاف مواطن شغل.. وهناك اهتمام قطري متزايد بالمشاريع السياحية في المهدية وتوزر.. وقد زار وفد قطري تونس في المدة الماضية وسيزورها وفد جديد قريبا.. وهناك نوايا مشاريع خليجية اخرى بصدد البحث.. لزمة جديدة للهاتف القاروالجوال والانترنيت واكد الوزيروجود مشروع اسناد لزمة جديدة للهاتف.. تشمل الهاتف القار والجيل الثالث من الهاتف الجوال وخدمات الانترنيت.. ويوجد 19 مشغل عالمي مهتمون بهذه اللزمة الى حد الان.. أي أن اللزمة ستكون شاملة بخلاف اللزمة السابقة.. وكراس الشروط قدم الجانب التكنولوجي على الجانب المالي في الترشحات  للزمة.. في نفس الوقت ستدعم الحكومة قطاع انتاج الكهرباء ومع فتح باب التنافس من قبل الخواص في تونس.. وفي سياق المساهمة في تحسين القدرات للمؤسسات التي تعتزم الانتصاب بتونس أعلن الوزيرردا على سؤال للصباح أن مؤسسات عديدة ستستثمرفي تونس من بينهاFidelity investment  التي سوف تفتح مقرا لها في تونس كما سيزور وفد من مجموعة safran  الى تونس الاسبوع القادم.. وستشغل مهندسين تونسيين وتقنيين وخبراء..الى جانب مؤسسة اخرى للتحليل المالي والخدمات المالية.. وهو ما يعني أن تونس تحتاج الى مضاعفة عدد المهندسين من 3500 الى 7 الاف وصولا الى 10 الاف.. الاستفادة من الأزمة بعد قمة الكويت وما ذا عن استفادة تونس من فرص الاستثمار الاقتصادي العربية الجديدة التي وفرتها القمة العربية بالكويت ومشاركة تونس فيها بوفد كبير تراسه الرئيس زين العابدين بن علي شخصيا (في زيارة الى الخليج هي الاولى من نوعها)؟ ردا على هذا السؤال اورد الوزيرأن » القمة العربية جاءت في ظرف سياسي طغت عليه قضية العدوان الإسرائيلي على غزة.. لكن البرنامج الاقتصادي الذي انبثق عن القمة طموح والاهم هو تنفيذه لأنه شمل كل المجالات التنموية والاجتماعية والاقتصادية.. وتونس مستعدة للمساهمة في تنفيذ هذه الخطة والعمل على إيجاد آليات مع الاستفادة من الآليات الموجودة. وقد تم تكليف المجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة العربية بالمتابعة و نأمل أن تتاح له فرص الانجاز.. كما نرحب بقرار قمة الكويت الترفيع في رأس مال الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية ومبادرة الكويت بـ500 مليون دولار في راس مال الصندوق ». كمال بن يونس  (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 30 جانفي  2009)  


من تحف صحافتنا الوطنية، »من هنا…وهناك »…

نشرة نقاش في مواطنة, « …كتّابنا على رصيف الفكر عاطلون من مطبخ السلطان يأكلون .. بسيفه الطويل يضربون كتّابنا ما مارسوا التفكير من قرون لم يُقتلوا .. لم يُصلبوا .. لم يقفوا على حدود الموت و الجنون كتّابنا يحيون في إجازةٍ .. و خارج التاريخ يسكنون …. جرائد الصّباح ما تغيّرت الأحرف الكبيرة الحمراء ما تغيرت الصّور العارية النكراء ما تغيرت و الناس يلهثون .. تحت سياط الجنس يلهثون تحت سياط الأحرف الكبيرة الحمراء يسقطون الناس كالثيران في بلادي.. بالأحمر الفاقع يؤخذون… »(نزار قبّاني) و املأ الفراغ بما لا يناسب من هنا وهناك بطاقة صدرت في جريدة الحدث بتاريخ الأربعاء 21 جانفي  تحدثت في هذه المرة عن المراهقة ذات 18 عاما ابنة حاكمة ولاية ألاسكا الأمريكية التي أنجبت طفلا طمئننا صاحب المقال عن صحته بقوله أنها جيدة، في نقله عن المجلة الأمريكية صاحبة الخبر. لا تظنوا أن كاتب البطاقة قد اجتهد ليترجم لنا هذا الخبر الذي هو في غاية الأهمية عن المجلة ليقدم لنا مادة فريدة من نوعها تضيف للقارئ، إنّ بعض الظن إثم في حق هذه البطاقة المسخرة للسطو على مقالات منسوخة من الأنترنات بالحرف الواحد بغية ملأ فراغات صحيفة الحدث بمواضيع لا تهم القارئ التونسي في أي شيء دون أن يتم ذكر الموقع الذي أخذت منه و لا تاريخ صدور المقال.   و الطريف في الأمر إلى جانب تفاهة موضوع البطاقة بالطبع هو أن هذا الخبر نشر في الموقع بتاريخ 30 ديسمبر2008 و احتاجت تقنية انسخ و ألصق ((copier-coller الشهيرة لدى صحافتنا إلى واحد وعشرين يوما من الإعداد لكي ينتقل المقال من الموقع إلى الصفحة الحادية عشر في جريدة الحدث. هذا هو الإعلام الجاد و المستقل بل المستقيل عن كل مبادئ و أعراف العمل الصحفي..   يمكنكم رؤية المقال المسطو عليه عبر هذا الرابط   http://www.egypty.com/window-world-details.aspx?window_world=2082 (المصدر: مجلة « كلمة » (أليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 29 جانفي 2009)  


« صفعة عثمانية » من أردوغان لشيمون بيريز في دافوس

 

الجمعة. يناير. 30, 2009 انسحب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان غاضبا من إحدى جلسات منتدى دافوس الاقتصادي العالمي في سويسرا احتجاجا على عدم إعطائه الفرصة للرد على كلمة مطولة للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز برر فيها المجزرة الإسرائيلية في قطاع غزة. ففي جلسة حول غزة بالمنتدى دافوس مساء الخميس، تحدث في البداية أردوغان لمدة 12 دقيقة موجها كلامه للرئيس الإسرائيلي قائلا « ما دمت تقوم بإلقاء القنابل وتتعلل بالصواريخ و(حركة المقاومة الإسلامية) حماس، ماذا فعلت خلال مدة ستة أشهر من التهدئة غير قتل 28 فلسطينيا وقطع الكهرباء والطعام ». وأضاف « نحن كبشر يجب علينا التفكير في هذه المواقف، وأؤكد على عدم وجود أي توجه غير إنساني لموقفي في دعم الناس في غزة، فأنا لست ضد السامية ولا ضد أي دين كان، وذكركم بأنكم تؤخرون المساعدات الإنسانية للهلال الأحمر التركي على المعابر ». وحول اعتقال البرلمانين والوزراء الفلسطينيين، قال أردوغان « طلبت من أولمرت إطلاق سراح البرلمانيين والوزراء, فرد قائلا آنذاك « عباس يغضب لو فعلنا هذا », فقلت له إذن أطلق الأسرى العاديين فقال: إذا تركتهم تعرض محمود عباس لأزمة ثم وجدت بعد هذا اللقاء قتل الناس بدون هوادة  في غزة ». كما أعرب عن دهشته من المقارنة بين قوة إسرائيل والفلسطينيين, قائلا « هل هناك أسلحة لدى الفلسطينيين مماثلة لما هو موجود لدى إسرائيل بما فيها أسلحة الدمار الشامل؟ بالطبع الجواب لا، حتى أنهم يضربون مراكز الأمم المتحدة والمدارس والمساجد بالصواريخ والقنابل ». بدوره، تحدث الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز لمدة 25 دقيقة شرع خلالها في عرض مبررات وذرائع للعدوان الإسرائيلي على غزة قائلا: إن حماس هي من دفعت إسرائيل لهذه الحرب، بعد أن أطلقت صواريخها على البلدات الإسرائيلية، وكان بيريز يتكلم بحدة وينظر إلى أردوغان مباشرة بين الحين والآخر. وحين صفق بعض الحضور بقوة لبيريز على كلمته، بدت علامات الغضب الشديد على وجه أردوغان، فقاطع بيريز وقال بحدة : موجها كلامه للحضور:  « عار عليكم أن تصفقوا على عملية أسفرت عن سقوط آلاف الأطفال والنساء على يد الجيش الإسرائيلي في غزة ». « أنتم أدرى الناس بالقتل » وأضاف رئيس الوزراء التركي  موجها كلامه هذه المرة لبيريز: « السيد بيريز، أنت أكبر مني سنا وقد استخدم لغة قوية، وهذا يعنى وجود أزمة نفسية لديك »، وتابع موجها حديثه إلى بيريز بحزم: « أتذكر الأطفال الذين قتلوا على الشاطئ ولم يكن هناك صواريخ تطلق منها.. عندما يتعلق الأمر بالقتل فأنتم أدرى الناس بالقتل ». بينما رد عليه بيريز مشيرا إليه بأصبعهً: « كانوا سيقومون بمثل ما نقوم به لو كانت الصواريخ تسقط على إستانبول »، في إشارة إلى الصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية على البلدات الإسرائيلية دون أن تحدث خسائر تذكر. واستدرك أردوغان قائلا « أذكرك أن التوراة تمنع القتل وكثير من يهود العالم شجبوا كل هذا القتل واستخدام القوة المفرط ». تدخل أمريكي! وهنا تدخل منسق الجلسة، ديفد إيغناتيوس، كاتب العمود الشهير بصحيفة واشنطن بوست الأميركية، والمعروف بتوجهاته الداعمة لإسرائيل، ليقاطع أردوغان قائلا إن الوقت انتهى، ثم قاطعه بيديه مرة ثانية فحاول أردوغان الرد عليه بطلب عدم مقاطعته لمنحه فرصه للرد، خصوصا وأن الوقت الذي استغرقته مداخلته (12 دقيقة) لم يكن متوازنا مع الوقت الممنوح لبيريز (25 دقيقة). وبعد أن وجد أردوغان نفسه في موقف الممنوع من الحديث، انتفض غضبا وجمع أوراقه قائلا: « شكرا أنتم لا تتركون لي فرصة كي أتحدث.. لقد تحدثت نصف مدة بيريز فحسب.. لن أحضر إلى دافوس مرة أخرى ». وبينما قام أردوغان ليغادر القاعة بدا على الرئيس الإسرائيلي الارتباك ملتفتا حوله دون أن ينطق بأي تعليق. ووقف الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وصفق بحرارة لأردوغان قبل أن يصافحه فيما غادر أردوغان القاعة وسط تصفيق من بعض الحضور. وعقب مغادرة أردوغان وقف موسى يتلفت يمينا ويسارا، فأشار له الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالجلوس، فأخذ مكانه في الندوة مرة أخرى. وقال أردوغان خلال موتمر صحفي عقب الندوة مبررا موقفه: « بيريز تحدث لمدة 25 دقيقة، وكان يتكلم بشكل يغلب عليه الحدة وينظر إلي مباشرة بطريقة لا تتلاءم مع الحرية العامة ». وأضاف: « عندما بدأت الكلام لم يسمح لي أحد أن أعبر عن أفكاري.. لذا كانت ردة فعلي أن غادرت الاجتماع ». وعلق مراقبون أتراك على الواقعة قائلين أن أردوغان وجه « صفعة عثمانية » إلى بيريز، مستندين إلى ما هو معروف في التراث العثماني، فحين يفحم شخص آخر مستندا إلى المنطق والعقل، فيقال أنه وجه إليه « صفعة عثمانية ». وتم تكريم أردوغان في ندوة سبقت الجلسة التي شهدت الواقعة بالمنتدى الاقتصادي أمس الخميس، باعتباره أفضل دبلوماسي. « زاد الطين بلة » وفي تعليقه على الحادثة أشاد ليث شبيلات، رئيس جمعية مناهضة الصهيونية بالعاصمة الأدرنية عمان، بموقف رئيس الوزراء التركي، قائلا إن: « موقف أردوغان ينبئ بتقدم نحو المواقف المستقلة عن الإرث التركي العلماني ». كما انتقد شبيلات بشدة حضور الأمين العام لجامعة الدول العربية الندوة مع الرئيس الإسرائيلي. وقال: « كيف يسمح العرب بأن يجلس عمرو موسى هذه الجلسة مع قادة إسرائيل »، مضيفا أن جلوس عمرو موسى بعد خروج أردوغان « زاد الطين بلة »، وقال متحدثا عن الساسة والحكام العرب: « هؤلاء لا يدرون ماذا يفعلون ». وكان أردوغان قد هاجم في وقت سابق أمس الأربعاء العدوان الإسرائيلي على غزة، واعترض على تصنيف حركة المقاومة الإسلامية « حماس » ضمن قائمة « المنظمات الإرهابية »، داعيا في الوقت نفسه الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى إعادة النظر في تعريف المنظمات الموجودة في الشرق الأوسط تحديدا.
(المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 30 جانفي   2009)  


أردوغان يلقى استقبال الابطال لانسحابه من نقاش ساخن حول غزة

 

 
 
 اسطنبول (رويترز) – استقبل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان استقبال الابطال لدى عودته الى اسطنبول يوم الجمعة بعد ان اتهم اسرائيل بانها « تعرف جيدا كيف تقتل » خلال نقاش ساخن في المنتدى الاقتصادي العالمي. وانسحب أردوغان يوم الخميس من نقاش ساخن حول الهجوم الاسرائيلي على غزة وقال انه ربما لن يعود ابدا للمشاركة في التجمع السنوي للاغنياء والاقوياء. ودافع الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس بشراسة عن الهجوم الذي شنته بلاده على غزة خلال الشهر الماضي وتساءل بصوت مرتفع وهو يشير بأصبعه عما كان أردوغان سيفعله لو ان الصواريخ اطلقت على اسطنبول كل ليلة. ورد أردوغان الذي بدا عليه الغضب وهو يجلس الى جوار بيريس في الاجتماع الذي ضم ايضا الامين العام للامم المتحدة بان جي مون والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى « حين يتعلق الامر بالقتل انتم تعرفون جيدا كيف تقتلون. » ولعبت تركيا العلمانية التي تقطنها غالبية مسلمة ولها علاقات تاريخية طيبة مع اسرائيل والعالم العربي على السواء دورا في وقف اطلاق النار في غزة هذا الشهر من خلال الضغط على حركة المقاومة الاسلامية (حماس) لتعلن وقف اطلاق النار. وأحتشد الوف من الاتراك يوم الجمعة في مطار اتاتورك باسطنبول ليكونوا في استقبال أردوغان لدى عودته من دافوس وهم يحملون الاعلام التركية والفلسطينية ويرددون « تركيا فخورة بك. » وقال أردوغان في مؤتمر صحفي في المطار صباح يوم الجمعة بعد ان تبادل أطراف الحديث مع مستقبليه « شعبنا ينتظر نفس رد الفعل من اي رئيس لوزراء تركيا. « القضية قضية تقدير لبلادي ومكانتها لذلك كان من الواجب ان يكون رد فعلي واضحا. لم أكن لاسمح لاحد بتسميم هذه المكانة خاصة كرامة بلادي. » وقال اردوغان ان موقف تركيا لم يكن ضد الشعب الاسرائيلي أو اليهود بل ضد الحكومة الاسرائيلية. ووراء الستار تباينت ردود فعل الاتراك تجاه انسحاب اردوغان من الجلسة. وقال دبلوماسيون سابقون ان من شأن ذلك اثارة توترات بين اسرائيل وتركيا قد تضعف موقف تركيا كوسيط في الشرق الاوسط. وخرج ألوف من أنصار حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الفلسطينة التي تسيطر على قطاع غزة والتي تعرضت لهجوم اسرائيلي عنيف لاطلاقها صواريخ على الدولة اليهودية في شوارع القطاع يحملون صور اردوغان. وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس في بيان ان حماس تشيد بالموقف الشجاع لرئيس الوزراء التركي اردوغان. وقال فؤاد كيمان استاذ العلاقات الدولية بجامعة كوك لمحطة تلفزيون ان.تي.في التركية « كان هناك شعور لدى العرب وسكان الشرق الاوسط ان هناك حاجة لان يرفع احد صوته بهذا الشكل أمام اسرائيل. » وكان بيريس قد سأل اردوغان بشكل مباشر في دافوس « ماذا تفعل اذا ضربت اسطنبول بمئة صاروخ كل ليلة.. » ورد اردوغان بقوة على سؤال بيريس الذي كرره أكثر من مرة في جلسة النقاش « الرئيس بيريس.. انت اكبر مني سنا وصوتك عال جدا. السبب الذي يدفعك الى رفع صوتك هو شعورك بالذنب. ولن أرفع أنا صوتي بهذا الشكل عليك انت تعرف هذا. حين يتعلق الامر بالقتل انتم تعرفون جيدا كيف تقتلون.أنا أعلم جيدا كيف قصفتم وقتلتم أطفالا على الشواطيء. » وعلق الرئيس التركي عبد الله جول يوم الجمعة على هذه المشاحنة قائلا « يجب الا ينتظر أحد من رئيس الوزراء التركي ان يبتلع عملا فيه عدم احترام. لقد كان رد فعله ضروري. » وقال بيريس يوم الجمعة انه يأمل ألا تتضرر العلاقات مع تركيا بهذه المناقشة الحامية وأضاف انه اتصل باردوغان هاتفيا بعد الجلسة. وقال بيريس للصحفيين في دافوس « لا نريد صراعا مع تركيا. نحن في صراع مع الفلسطينيين. » وكانت تركيا قد انتقدت اسرائيل بشدة بسبب هجومها على غزة الذي قتلت فيه القوات الاسرائيلية أكثر من 1300 فلسطيني. وفقدت اسرائيل 11 جنديا وثلاثة مدنيين. وصدم أسلوب اردوغان في الحديث اسرائيل وفسره البعض كمحاولة لتعزيز شعبيته قبل انتخابات محلية في مارس اذار وسط ناخبين متعاطفين بدرجة كبيرة مع الفلسطينيين. وقال ديفيد هاريس رئيس الجالية اليهودية الامريكية في بيان « نوبة غضب رئيس الوزراء اردوغان في دافوس القت بالبنزين على نار معادات السامية. » من بول دى بندرن (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 30 جانفي 2009)


إسرائيل: بيريز لم يعتذر.. أردوغان: سجلنا المكالمة

 

أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة أن الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز قد اتصل به هاتفيا ليبلغه اعتذاره عن الموقف الذي دعا أردوغان للانسحاب من منتدى دافوس الاقتصادي العالمي على إثر مشادة بينه وبين بيريز بشأن غزة، بينما نفت الرئاسة الإسرائيلية حدوث هذه المكالمة. واعتبرت صحف إسرائيلية حادثة مغادرة أردوغان منتدى دافوس غاضبا وما تلاها من تفاعلات دبلوماسية بمثابة « أزمة دبلوماسية عابرة، غير مرشحة للتصعيد ». ونقلت صحيفة « حريت » التركية عن أردوغان تأكيداته خلال مؤتمر صحفي عقده في إستانبول بعد عودته من دافوس، أن الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز اتصل به وقال: إنه « يأسف جدا لهذا الحادث »، وأضاف أردوغان أنه تم تسجيل هذا الاتصال الهاتفي. وقالت وكالة أنباء « الأناضول » الرسمية التركية إن بيريز اعتذر هاتفيا لأردوغان في محادثة استغرقت خمس دقائق، وفي اتصاله قال بيريز: « أنا آسف جدا لما حدث، إلا أن الأصدقاء قد يحدث بينهم بعض المشادات والمساجلات، إنني دائما أكن كل الاحترام للجمهورية التركية ولرئيس وزرائها »، بحسب ما ذكرته الأناضول. وقالت صحيفة « هاآرتس » الإسرائيلية إن بيريز أضاف: « إنني أعتبر نفسي صديقا لتركيا، ولرئيس الوزراء أردوغان ». وحول ارتفاع حدة صوت بيريز خلال مساجلته مع أردوغان خلال الجلسة التي شهدت انسحاب الأخير من منتدى دافوس، ذكرت إذاعة « سي.إن.إن تركي » أن بيريز أبلغ أردوغان أن العلاقات بين تركيا وإسرائيل « علاقات حيوية »، وأضاف بيريز أن صوته قد ارتفع « ليس لأنه غاضب، ولكن لكي يكون صوته مسموعا بشكل أفضل ». إلا أن الصحف الإسرائيلية تناقلت اليوم تصريحات لمتحدث باسم الرئاسة الإسرائيلية نفى فيها « بشدة » أن يكون بيريز قد اتصل بأردوغان للاعتذار له عما حدث مساء أمس في دافوس. وانسحب أردوغان غاضبا من إحدى جلسات منتدى دافوس الاقتصادي العالمي في سويسرا، احتجاجا على عدم إعطائه الفرصة للرد على كلمة مطولة للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز برر فيها المجزرة الإسرائيلية في قطاع غزة. حتشد آلاف الأتراك في مطار أتاتورك بمدينة إستانبول صباح اليوم الجمعة  لاستقبال رئيس الوزراء التركي. وحمل المحتشدون الأتراك الأعلام التركية والفلسطينية ولوحوا بلافتات كتب عليها « مرحبا بعودة المنتصر في دافوس » و »أهلا وسهلا بزعيم العالم »، ورددوا شعارات مناوئة لإسرائيل . وعقب وصوله ، قال أردوغان في مؤتمر صحفي في المطار: « شعبنا ينتظر نفس رد الفعل من أي رئيس لوزراء تركيا ». وأضاف: « القضية قضية تقدير لبلادي ومكانتها، لذلك كان من الواجب أن يكون رد فعلي واضحا، لم أكن لأسمح لأحد بتسميم هذه المكانة خاصة كرامة بلادي ». مواجهة علنية وفي تعليقات الصحف الإسرائيلية حول الحدث قالت صحيفة « هاآرتس »: « إن محاولة تخفيض التوتر بين تركيا وإسرائيل بسبب عملية الرصاص المصبوب تحولت مساء يوم الخميس إلى مواجهة علنية بين الرئيس شيمون بيريز وبين رئيس وزراء تركيا في منتدى دافوس الاقتصادي ». وأكدت الصحيفة أن الأزمة الجديدة تأتي في إطار البرود الذي شاب العلاقات بين البلدين بسبب العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، والذي استمر لمدة 22 يوما، وما أعقبها من انتقادات حادة وجهها أردوغان لإسرائيل، ولاسيما رئيس الوزراء إيهود أولمرت. أما صحيفة « معاريف »، فقد ذهبت لأبعد من ذلك في تعليقها على هذه الحادثة؛ حيث اعتبرت أنها زادت من حدة التوتر في العلاقات بين تل أبيب وأنقرة. وأضافت الصحيفة أن بيريز تهرب من تساؤلات طرحها عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية حول موقف إسرائيل من عملية السلام في الشرق الأوسط، وركز خطابه للرد على كلام أردوغان بشأن العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة. وذكرت الصحيفة أنه كان من المقرر أن يجرى لقاء اليوم الجمعة بين أردوغان وبيريز على هامش المنتدى، بهدف تخفيض حدة التوتر بين البلدين بسبب عملية الرصاص المصبوب، إلا أنه ألغي بسبب هذه الحادثة. من وسيط.. لعدو أما « يديعوت أحرونوت » فقد أشارت إلى أن هذه الحادثة تسببت في أزمة دبلوماسية أخرى بين إسرائيل وتركيا، واستطردت الصحيفة: إن أردوغان الذي نسج خلال السنوات الأخيرة « علاقات طيبة للغاية » مع إسرائيل، وقام بدور الوسيط بين سوريا وإسرائيل، تحول في الآونة الأخيرة إلى ألد أعدائها الدبلوماسيين، مشيرة إلى تصريحاته الحادة بشأن الحرب على غزة. ودعا أردوغان في وقت سابق لإبعاد إسرائيل عن الأمم المتحدة لمخالفتها قوانين مجلس الأمن الدولي الذي انتقده أردوغان على « سلبيته » إزاء ما يجري في قطاع غزة من مجازر، التي وصفها أردوغان بـ »نقطة سوداء في تاريخ الإنسانية ». ففي لقاء جمع بينه وبين قيادات حزبه « العدالة والتنمية » في العاصمة أنقرة يوم التاسع من يناير الحالي، طالب أردوغان مجلس الأمن بمعاقبة إسرائيل، وقال في الاجتماع: « الصمت الدولي في وجه تحدي إسرائيل للقرارات الدولية غير مقبول، ويجب على مجلس الأمن أن يفرض عقوبات على إسرائيل لردعها عن الاستمرار في العدوان ». كما رفضت الحكومة التركية طلبات من السفير الإسرائيلي لدى أنقرة، لترتيب زيارات لكل من رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، ووزيرة خارجيته تسيبي ليفني، ما لم يتوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وقالت وزارة الخارجية التركية ردا على طلب ليفني زيارة تركيا لشرح مبررات الحرب على غزة: « إذا كان هذا هو سبب الزيارة فلا تأتي »، بحسب ما ذكرته صحيفة (هاآرتس) الإسرائيلية في حينه. وبحسب ما نشرته صحيفة (زمان) التركية وقتها، فإن رد فعل الخارجية التركية توافق مع رفض أردوغان الرد على اتصال هاتفي من أولمرت؛ احتجاجا على العدوان على غزة. (المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 30 جانفي   2009)


انسحاب اردوغان درس للعرب

عبد الباري عطوان لم نفاجأ بانسحاب السيد رجب طيب اردوغان رئيس وزراء تركيا من ندوة عقدت في اطار فعاليات منتدى دافوس الاقتصادي بسبب عدم السماح له بالرد على مغالطات شمعون بيريس رئيس الدولة العبرية، حول عدوانها الأخير على قطاع غزة، ولكننا فوجئنا ببقاء السيد عمرو موسى امين عام الجامعة العربية على المنصة نفسها التي يجلس عليها بيريس، ودون ان يبادر بالتصدي له وفضح اكاذيبه. السيد اردوغان لم يتحمل مرور سموم بيريس دون رد مفحم ، خاصة انه دافع عن عدوان ادى الى استشهاد اكثر من الف وثلاثمائة وخمسين شخصا، ثلثاهم من الاطفال والنساء، وادعى ان اسرائيل حريصة على السلام، وحمّل حركة ‘حماس’ وفصائل المقاومة الاخرى مسؤولية ما حدث، ولكن المشرف على ادارة الندوة رفض اعطاءه الكلمة تحت ذريعة انتهاء الوقت، مما يكشف عن مدى تستر مثل هذه الملتقيات على المجازر الاسرائيلية، والانحياز بالكامل للذين يرتكبونها. وهذه ليست المرة الاولى التي يظهر فيها رئيس وزراء تركيا فروسيته ومعدنه الاسلامي الاصيل، فقد وقف كالجبل في مواجهة الحملات الاسرائيلية التي تعرض لها لانه انتصر لضحايا المجازر في قطاع غزة، وادان اسرائيل بأقوى الكلمات. بيريس معروف بالكذب، وتزوير الحقائق، فقد ادعى اكثر من مرة ان اسرائيل لم تقتل الاطفال في القطاع، وقال انها تقدم على عدوانها من اجل حماية اطفال اسرائيل، وعندما ووجه بالصور الموثقة لاطفال مزقت اجسادهم الصواريخ الاسرائيلية ادعى ان هؤلاء قتلوا بطريق الخطأ. لا نعرف كيف استشهد هؤلاء بطريق الخطأ، فسماء غزة ليست مثل سماء لندن ملبدة بالغيوم، والطائرات الاسرائيلية كانت تحلق بحرية مطلقة، ورؤية واضحة، دون اي مضايقات ارضية، فالمقاومة الفلسطينية لا تملك، وللأسف الشديد، مضادات ارضية ولا صواريخ للتصدي للطائرات، اي ان احتمالات الخطأ معدومة كليا. بيريس ركز في كلمته في دافوس على حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها في مواجهة الصواريخ الفلسطينية، ولكنه تجاهل حقيقة ناصعة وهي ان المسألة ليست في حق اسرائيل في الدفاع عن النفس مثل اي شخص آخر، وانما في ما اذا كانت تملك الحق في فعل ذلك بالاستخدام المفرط للقوة مثلما شاهدنا في قطاع غزة مؤخرا. وما يحز في النفس ان هذه الأكذوبة التي تبرر قتل الاطفال والنساء صدقها وكررها الرئيس الامريكي الجديد باراك اوباما، وكأنه لا توجد بدائل اخرى مثل البدائل السلمية، التي لم يتحدث احد عن ضرورة اللجوء اليها لتجنب المجازر والتدمير الكامل لحياة مليون ونصف المليون فلسطيني من ابناء القطاع، وتشريد خمسين الفا منهم على الاقل، يعيشون حاليا في العراء بسبب الجدل العقيم حول الجهة التي يجب ان تشرف على اعادة الاعمار. السيد اردوغان قال ما لم يقله الزعماء والمسؤولون العرب المشاركون بصفة دائمة في هذا المنتدى، لاظهار اعتدالهم وحضاريتهم في اجراء حوارات مع المسؤولين الاسرائيليين، والجلوس معهم في لقاءات جانبية، ومجاملتهم في المناسبات الاجتماعية وحفلات الاستقبال والعشاء، وكأن هؤلاء اصدقاء يمثلون دولة شقيقة. لا نعرف كم مسؤولا عربيا من المشاركين في منتدى دافوس صافح بيريس والوفد المرافق له، ولا نستغرب ان يكون السيد موسى الذي كان جالسا الى جانبه في الندوة نفسها قد فعل ذلك، وهو يدرك تماما، اي السيد موسى، ان الدماء الطاهرة لاطفال غزة التي سفكها جيش بيريس وطائراته ما زالت طرية لم تجف بعد. مشكلتنا ان النظام الرسمي العربي ليس متواطئا فقط، لا بل هو مشارك ايضا في العدوان الاسرائيلي، ويتضح ذلك بجلاء من خلال سلوك مندوبيه وممثليه في المحافل الدولية، واستقبالاتهم الحارة للمبعوثين الأمريكيين، مثل جورج ميتشيل، دون أن يقدموا على الاحتجاج على تصريحاته وتصريحات رئيسه ورئيسته المنحازة بالكامل إلى المجازر الاسرائيلية. فالسيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية دشنت مهمة السناتور ميتشيل قبل يومين بالتأكيد على حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها، في أول مؤتمر صحافي تعقده، وقالت ان الصواريخ الفلسطينية على أرضها (أي اسرائيل)، لا يمكن ان تمر دون رد. أما رئيسها أوباما فقد ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك عندما قال بالحرف الواحد ‘إذا سقطت الصواريخ على مكان تنام فيه طفلتاي، فإنني سأفعل كل شيء من أجل ايقافها’، وكان يشير بذلك إلى أطفال اسرائيل، وليس إلى أطفال قطاع غزة الذين يذبحون بالصواريخ والقنابل الفسفورية الاسرائيلية التي تلقيها طائرات (اف 16) الأمريكية الصنع على مدارسهم التي احتموا بها ظناً ان علم الأمم المتحدة سيحميهم منها. أوباما لم يقل كلمة واحدة عن المستوطنات وسرقة اسرائيل للأراضي والمياه الفلسطينية في الضفة الغربية، وهو صمت لا يتماشى مع تصريحاته النارية حول التزامه بقيام دولتين تعيشان جنباً إلى جنب في أمن وسلام واستقرار. أردوغان وليس القادة العرب، الذي بات يملك الشجاعة، وهو الحليف الأقوى لواشنطن، ويتصدى للتزويرين الأمريكي والاسرائيلي في كل المحافل الدولية دون استثناء، رغم ان هذه المواقف الشجاعة قد تكلفه وبلاده الشيء الكثير، مثل اغلاق الباب نهائياً امام مساعيها للانضمام إلى الاتحاد الاوروبي. فالرجل يتماهى مع شعبه ومشاعره، هذا الشعب الذي تظاهر بالملايين في شوارع أنقرة واستانبول، ويستند إلى تراث اسلامي عريق لا يخجل منه بل يتباهى به، وانعكس في قوله انه واحد من أحفاد الامبراطورية العثمانية. شكراً للسيد أردوغان، نقولها للمرة الألف، ومن قلب مفعم بالمرارة والاحباط من قيادات تدعي انها عربية ومسلمة، تصمت على مجازر غزة تواطأً، وتغلق المعابر في وجه ابناء القطاع المحاصرين المجوّعين. نقول أيضاً شكراً لهؤلاء الناشطين والمحامين الذين يطاردون السفاحين الاسرائيليين الذين ارتكبوا المجازر في قطاع غزة، وخاصة مجزرة اسرة العثامين شمال القطاع، ومجزرة الشاطئ، ومجزرة اغتيال الشهيد صلاح شحادة وافراد أسرته. فهؤلاء هم العرب والمسلمون الحقيقيون، والذين تجري في عروقهم دماء العزة والكرامة والعدالة، وهي قطعاً ليست من فصيلة دماء معظم الزعماء العرب. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 30 جانفي 2009)


المنتدي الإجتماعي العالمي: هل تواطأت كبري وسائل الإعلام في الأزمة المالية؟
 
بقلم راهول كومار بيليم, يناير (آي بي إس) – أكد إغنانثيو رامونيت، مدير جريدة « لو موند ديبلوماتيك » الفرنسية السابق، أن « تداعي كبري وسائل الإعلام جاء نتيجة تحالفها مع الأوساط المالية، وكونها بدورها قد إستخدمت أساليب ممثالة” للتمويل. وأضاف رامونيت أن الأزمة الإقتصادية العالمية أضعفت كبري الجماعات الخاصة، فقد تلقت النيوليبرالية ضربة قاتلة وإضمحل نفوذ وسائل الإعلام خاصة المطبوعة منها. وبدوره صرح ألتاميرو بورجيس من جمعية فيرميليو، أن « الجانب الأعظم من المؤسسات الإعلامية مذنب أيضا في الأزمة، لأن أغلبها ساندت الأوضاع التي قادت إلي هذا الإنهيار. فقد لعبت كبري وسائل الأعلام دورا هاما في الحفاظ علي هيمنة الشركات بل وتمتينها ». وتمشيا مع هذه الآراء المطروحة في إطار المنتدي الإجتماعي العالمي في مدينة بيليم البرازيلية (27 يناير-أول فبراير)، قال برناردو كوشينسكي من جامعة ساو باولو، أن وسائل الإعلام قد هولت لدي تصوير الأزمة ولكن مع إخفاء الحقائق. وشرح كوشينسكي « لقد أنشات مصارف في البرازيل وحدات تحليل إقتصادي، إستمالت صحفيين بعينهم وغذتهم بمعلومات إنفردوا بها. هذه الجماعة (المصارف) سعت بالتعاون مع الصحفيين، إلي تحييد الإنتباه للفوضي الإقتصادية نحو مسائل أخري ». كما تناول النقاش قضية مصادر تمويل وسائل الإعلام التي تكتسب أهمية حاسمة خاصة بالنسبة لمنظمات الإعلام الحر والبديل، وهي التي تنمو علي شبكة انترنيت وعلي صورة محطات إذاعية أهلية محلية أيضا. فقال جوناس فالنتي من منظمة « إنتر فويسيس » الإذاعية، أن الصحافة الحرة تمثل ضرورة حتمية في إطار النظام العالمي الراهن، لأنها تدافع عن حقوق الإنسان وتفسح المجال لأصوات متعددة بين متابعيها. وأفاد فالنتي أن « وسائل الإعلام التجارية في البرازيل تتركز في مجرد ست شبكات تتحكم في 90 من السوق. أما تلك الأخري التي تنتج تحقيقاتها بوسائلها، فتواجه صعوبات في عرض وجهات نظرها. البرازيل تأوي 180 مليون نسمة في حاجة إلي مناخ أكثر ديمقراطية ». ومن ناحيته، تناول جوسيه سوتير من الرابطة البرازيلية لمحطات إذاعات الجماعات (الأهلية)، قضية الضغط الذي تتعرض له منظمات الإعلام الحرة. وذكر كمثال أن السلطات قد أغلقت ثمان محطات إذاعة مستقلة في بيليم حيث يجتمع المنتدي الإجتماعي العالمي الآن، لدواعي فنية. كذلك فقد أورد ريناتو روفاي من مجلة « فوروم »، أمثلة علي العقبات التي تواجهها صغار المنظمات الإعلامية، ومنها أن « صحيفة في ساو باولو قد إتهمت المجلة بنشر إعلانات لمؤسسات عامة، في حين لا تستطيع كبري وسائل الإعلام العيش دون أعلانات حكومية. في الواقع لا يريدونا أن نحصل علي موارد”. هذا ولقد كانت مسألة تمويل وسائل الإعلام الحر موضع آراء ووجهات نظر متباينة. فإرتأي عدد من المشاركين أن الحكومات يجب أن تساعدها ماليا، فيما إعترض آخرون علي هذا المبدأ، ودافع البعض الآخر عن ضرورة البحث عن سبل تمويل جديدة مبتكرة. فشددت إيفانا بينتيس من جامعة ريو دو جانييرو، علي ضرورة أن تغض وسائل الإعلام البديل النظر عن الإعتماد علي الدولة كمصدر للتمويل، فيما حثت ماريا بيا ماتا من الفرع الأمريكي اللاتيني للجمعية العالمية لإذاعات الجماعات، الحكومات علي الإقرار بحق التواصل والإعلام كحق إنساني. وقالت ماتا أن « بوليفيا وغيرها من دول أمريكا اللاتينية أقرت بأن إذاعات الجماعات (الإذاعات الأهلية) هي بدورها حق في التواصل والإعلام ونصت علي هذا الحق دستوريا. ربما علينا أن نشكل تحالفات مع الحكومات والأحزاب السياسية من أجل تقوية حركتنا والتقدم بها ». وختاما، شجع الخبراء المشاركون علي إستخدام الشبكات الرقمية كوسيلة لتوسيع نطاق حركة الإعلام الحر.
 
(آي بي إس / 2009)


المنتدي الإقتصادي العالمي:

« جاؤا لدافوس لتقاسم ثروات العالم الثالث » مقابلة مع النقابيين الكولومبيين الفائزين بجائزة
 
دافوس – بقلم غوستافو كابديفيلا , يناير (آي بي إس) – أكد إثنان من قادة المنظمات النقابية الكولومبية، أن كبار رجال الأعمال والحكام قد جاؤا إلي المنتدي الإقتصادي العالمي لتقاسم العالم وخاصة العالم الثالث، وأن الرئيس الكولومبي علي سبيل المثال، آتي إلي دافوس ليري كيف يمكن الإستمرار في تسليم موارد الطاقة في البلاد. كما أكد فريدي لوثانو زعيم نقابة عمال المناجم وزميله خايرو كيروث وكلاهما من كولومبيا، أن الشركات ورجال الأعمال يلتقون لإستغلال موارد العالم الثالث، وهو ما يفعلوه أيضا في الدورة الحالية للمنتدي الإقتصادي العالمي في منتج دافوس السويسري من 28 إلي 31 يناير. وذكّر النقابيان بواقعة إجلاء جماعة كاملة من الأهالي المنحدرين من أصل أفريقي، تضمن أكثر من 800 عائلة، لتسهيل توسع أنشطة مجموعة من الشركات العالمية في مناجم الفحم في ثيريخون شمال غربي كولومبيا، وذلك في عهد الرئيس أندريس باسترانا (1998-2002). وأشار لوثانو أن حكومة باتسرانا، شأنها الآن حكومة الرئيس الحالي إلفارو أوريبي، وكلاهما نيوليبرالية، وتعتبران « من أنصار الشركات العالمية والدفاع عنها »، قد « وقفتا إلي جانب هذا الشركات ». وفيما يلي أهم ما ورد في المقابلة التي أجرتها وكالة انتر بريس سيرفس مع النقابيين الكولومبيين، الذين فازا بجائزة « العين العامة الإيجابية » التي تمنحها المنظمة غير الحكومية السويسزية « بيان بيرن » ومنظمة « غريين بييس » العالمية. وفي المقابل، منحت المنظمتان جائزة « عين دافوس » التي تعتبر « أوسكار العار »، لشركة المناجم الأمريكية « نيومونت »، وشركة الطاقة السويسرية « بي كي دبليو »، للأضرار البيئية التي تسببها عملياتهما في غانا وألمانيا علي التوالي. آي بي اس: ما هي الصورة التي كانت لديكما عن منتدي دافوس؟. لوثانو: كنا نعلم أن كبار الشركات العالمية وحكام الدول العظمي، يجئيون لدافوي لبحث كيفية تقاسم الكرة الأرضية وبالأخص العالم الثالث. يأتون لهذا الغرض ليس إلا. وكمثال، رئيسنا موجود هنا ونعتقد أنه جاء للنظر في كيفية مواصلة « تسليم » موارد الطاقة الكولومبية. آي بي اس: وهل تغيرت الصورة الآن؟. لوثانو: كلا. فالمعروف أن منتدي دافوس ليس سوي وسيلة لإستمرار الشركات العالمية في إستغلال البلدان النامية، وخاصة تلك التي تملك موارد المناجم والطاقة، لمواصلة سلبها ونهبها لها. آي بي اس: ما هو وضع التنظيمات والأنشطة النقابية في كولومبيا؟. لوثانو: النشاط النقابي في كولومبيا محفوف بمخاطر كبيرة. فتعيش البلد وسط نزاع داخلي منذ وقت طويل. وفي هذا نأتي نحن -المدافعون عن حقوق الإنسان والقادة النقابيون- ضحية إستهداف اليمين المتطرف في كولومبيا. كيروث: كمثال، نذكّر بأنه في المتتصف الثاني من العام الماضي فقط، أجبر النزوح القهري وخروقات حقوق الإنسان المتصلة بالنزاع المسلح الدائر في كولومبيا، 270,000 مواطنا علي هجرة أراضيهم وديارهم. كما تم إغتيال 45 زعيم نقابي في العام الماضي وحده. آي بي اس: ما الذي حدث في منجم ثيريخون، وهل ما حدث هو حالة منعزلة في كولومبيا؟. كيروث: لقد أقهروا 800 عائلة في عام 2000 علي النزوح الإجباري عن قرية تاباكو بإقليم غواخيرا. وتم ذلك علي أيدي شركة « انتركور كاربوكول » التي كانت تملك منجم ثيريخون، وبمشاركة الدولة التي وفرت قوات الأمن. والنتيجة أن تناثر الأهالي المجبرون علي النزوح في كافة أنحاء الساحل الشمال للبلاد وإستقلعوا من وسطهم وثقافتهم، وتجاهلت السلطات سواء الوطنية أو المحلية كل ما حدث علي مرأي منها. عندئد قررنا في نقابة « سينتاكربون » التركيز علي الدفاع عن مصالح الأهالي المقيمين في المناطق المجاورة لموقع إستغلال الفحم. وأقمنا تحالفات مع منظمات غير حكومية وعمالية وحقوقية من دول مختلفة، كسويسرا وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا وغيرها. وأخيرا أسفرت حملة الإدانات الدولية والإتصالات مع المساهمين بالشركة العالمية مالكة المنجم، عن إقناع المسئولين بوجود المشكلة والأضرار الناجمة عنها وضرورة تقديم التعويضات. وتدخلت لجنة دولية مكونة من شخصيات مستقلة، أشارت علي الشركة بتعويض الأهالي. آي بي اس: … هل هذه هي حالة منعزلة في كولومبيا؟. كيروث: كلا، فهي حالة عادة ما تتكرر في بلدنا حيثما تعمل شركات عالمية في إستغلال المناجم وموارد الطاقة.
 
(آي بي إس / 2009)


المنتدي الإجتماعي العالمي: « العولمة المبنية علي السوق والربح، جريمة تفوق الخيال » مقابلة مع آي آي وين، مديرة منظمة الكرامة الدولية

 
روما – بقلم ميرين غوتييريث, يناير (آي بي إس) – شددت مديرة منظمة « الكرامة الدولية » الحقوقية علي رفض المجتمع المدني للعولمة المبنية فقط علي قيم السوق والربح بإعتبارها « جريمة تفوق أبعادها الخيال »، وقناعتها بأن المنتدي الإجتماعي العالمي المنعقد في البرازيل، سيعرب عن التضامن القوي “مع أشقائنا وشقيقاتنا في غزة ». وأضافت آي آي وين في مقابلة مع وكالة انتر بريس سيرفس عشية مشاركتها في أعمال المنتدي بمدينة بيليم البرازيلية (27 يناير-1 فبراير)، أن « الأزمة الإقتصادية العالمية الحالية تؤكد أهمية هذا المنتدي، ويجدر بالمنتدي الإقتصادي العالمي المجتمع في سويسرا أن ينصت إليه”. وكانت آي آي وين قد عملت مع المجلس الأوروبي ونسقت المنتدي العالمي لإستئصال الفقر، إضافة إلي هيئات في بريطانيا واليابان، ومنظمة التنمية والتعاون الإقتصادي التي تضم أغني 30 دولة في العالم. وفيما يلي أبرز ما ورد في المقابلة مع مديرة « الكرامة الدولية » ومقرها هولندا، وهي المنظمة المتخصصة في مساندة الأفراد والجماعات الناشطة في الدفاع عن حقوق الإنسان في العالم. آي بي اس: المنتدي الإجتماعي العالمي هو حركة مناهضة « لنوع العولمة القائمة علي قيم السوق والربح دون غيرها »، وفقا لعضو اللجنة الدولية للمنتدي روبرتو سافيو. لنبدأ بالحديث عن الأزمة المالية العالمية. آي آي وين: الأزمة المالية دليل مؤسف علي هذا. لا يمكن الإستمرار في المضاربة في « الكازينو » العالمي إلي ما لا نهاية. فالفقاعة ستنمو أيضا إلي ما لا نهاية. هذه التصرفات المتهورة للمسئولين عن العلميات المالية تشكل جريمة تتجاوز أبعادها الخيال. من المثير للغضب حقا أن تهرول الحكومات لإنقاذ تلك المؤسسات المالية التي إستغلت هي ذاتها الناس وأدت تصرفاتها إلي هذا الأزمة. من الواضح أن تدخل الدول أصبح الآن حاجة ضرورية في مواجهة الفوضي التي خلقتها الأزمة. آي بي اس: هل تعتقدين أن كل هذا سيؤدي إلي نوع جديد من الرأسمالية؟. آي آي وين: بعد بعض الترقيعات علي صورة خطط إنتشال وخطط تحفيز، سيكون هناك خطرا حقيقيا من أن تعود الأمور إلي كانت عليه، أي أن يعود الرأسماليون إلي عقيدة الأسواق، والمراهنة في الكازينو العالمي، والدخول مرة أخري في حلقة المضاربة. علينا كمجتمعات مدنية أن نأتي ببدائل قابلة للتنفيذ بما يتجاوز الإيدولوجيات. هذا هو التحدي، فنحن « شطار » في الإعتراض وعلينا أن نكون أكثر شطارة في الإقتراح. آي بي اس: تسعي منظمة « الكرامة العالمية » لبناء جيل جديد من منظمات حقوق الإنسان غير الحكومية، يكون هدفها إحداث تحولات إجتماعية مستدامة. فما هو دور المنظمة في المنتدي الإجتماعي العالمي؟. آي آي وين: مساندة الشركاء في الحركة الإجتماعية في أفريقيا وآسيا والأمريكتي، بغية تمتين التحالفات الموجودة ، وإقامة تحالفات جديدة، والإتفاق علي عمل مشترك في المستقبل. آي بي اس: ما الذي تتوقعيه من الدورة الحالية للمنتدي الإجتماعي العالمي وسط كل ما يحدث في غزة ، والأزمة المالية…؟. آي آي وين: لا شك أننا سنأتي برؤية قوية بشأن القضايا العالمية السائدة، وعلي رأسها الوضع في غزة، والأزمة المالية. وأنا علي يقين من أن المنتدي سيصدر بيانات قوية للإعراب عن التضامن مع أشقائيا وشقيقاتنا في غزة، وتجديد النداء للسلام في الشرق الأوسط وتحقيق حلم الدولة الفلسطينية. آي بي اس: أتي الرئيس باراك أوباما برسالة أمل، ما الذي تتوقعيه من الإدارة الأمريكية الجديدة؟. آي آي وين: بعد شهر العسل، ستواجه الإدارة الجديدة حقيقة أن هناك عددا كبيرا من المصالح المستترة خاصة من جانب الشركات الكبيرة النفوذ. أخشي ما أخشاه أن تكون جذور التفرقة والتمييز والظلم ضاربة في أعماق الواقع إلي حد لن يكون فيه من السهل إحداث تغييرات جوهرية.
 
(آي بي إس / 2009)


بكل هدوء حول «المطلب الديموقراطي»… هل من مراجعة؟

بقلم: صالح عطية بعد نحو سبع سنوات من الدعوة الامريكية لـ »الديمقراطية في العالم العربي »، يبدو أن العقل السياسي الامريكي استفاق من غفوته، ليكتشف أن هذا المسعى غير ذي جدوى في عالم عربي شديد التعقيد.. وتفيد معلومات موثوقة في هذا السياق، أن رئيس وزراء بريطانيا السابق، طوني بلير، الذي يتزعم منذ فترة الرباعية المكلفة بمسألة السلام في الشرق الاوسط، همس في أذن الرئيس الامريكي السابق، جورج دبليو بوش، بأن على أوروبا والولايات المتحدة « أن تترك العالم العربي لتفاعلاته الداخلية، على اعتبار أن الارضية لارساء الديمقراطية في هذه البقعة من العالم، غير متوفرة بالشكل الكافي »، ونصح قرينه بوش لدى توديعه قبل بضعة أيام، بأن يتخلى عن فكرة إرساء الديمقراطية في العالم العربي، وهو ما يبدو أن بوش اقتنع به على الرغم من كونه كان في أيامه الاخيرة في البيت الابيض.. ولا شك أن قسما من النخب عندنا، في الوطن العربي برمته، كان يعوّل على هذه « الديمقراطية الامريكية »، وكان البعض من الشخصيات والفاعلين في المشهد السياسي، ـ ولعلهم ما يزالون يفعلون ذلك إلى الان ـ يحصون تصريحات المسؤولين الامريكيين والاوروبيين في جولاتهم المغاربية والعربية، وتراهم يفتّشون عن بعض الكلمات التي تتضمنها تصريحاتهم الصحفية، خاصة ما تعلق منها بدفع المسار الديمقراطي، وتلك الكلمات التي تكاد تتكرر في كل زيارة أو جولة حول تحسين أوضاع حقوق الانسان وحرية التعبير والاعلام، وهي الكلمات والتصريحات التي كانت تعطي « شحنة معنوية وسياسية » لبعض المعارضين ممن اعتقدوا بأن هذه التصريحات، ستكون الوقود الذي سيطلق العنان للديمقراطية في بلداننا، أو على الاقل سيكون بمثابة ورقة الضغط على الجهات الرسمية لكي تمضي باتجاه الموضوع الديمقراطي واستحقاقاته.. صحيح أن المشهد العام في بلداننا بحاجة ماسة إلى معالجة ديمقراطية جادة، تشمل مختلف الملفات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والاعلامية، بل حتى أسلوب إدارة الدولة والمجتمع والاجهزة والمؤسسات، غير أن التعويل على « الدور الخارجي » في التوصل إلى « المطلب الديمقراطي »، قد لا يكون مفيدا في السياق النضالي العام من أجل « الديمقراطية واستحقاقاتها ».. لسنا هنا بصدد تقييم المطلب الديمقراطي على المسار الامريكي أو الاوروبي، ولن نتخذ من الوعود الامريكية بالديمقراطية في العراق أو أفغانستان أو فلسطين أو غيرها من العواصم الافريقية والاسيوية، مسوّغا لمناقشة تهافت التعويل على « الحرص » الامريكي لدمقرطة المنطقة العربية، باعتبار أن التجربة الامريكية في هذا المنحى، تؤدي ـ بل أدت ـ إلى نتائج عكسية تماما، لانها كانت تجربة متأرجحة و »ملغومة » بجملة من الحسابات المختلفة، بعضها سياسي والبعض الاخر مصلحي يتراوح بين الاني (التكتيكي) والاستراتيجي.. لن نقيّم المطلب الديمقراطي في علاقته باستحقاقات المشهد السياسي في بلداننا، فذلك من باب « تحصيل حاصل »، وهو أمر لا يختلف عليه اثنان من حيث المبدأ على الاقل، غير أن ما يهمنا في هذا السياق، هو هذه « القناعة » التي ترسخت في أذهان البعض من الفاعلين السياسيين، بوجود أمل في الديمقراطية بدعم أو بضغط أمريكي من شأنه تسريع خطى المطلب الديمقراطي، لكي يكون عنوانا لمرحلة ورقما في أجندة وأسلوبا في إدارة الشأن العام، تحقيقا لما بات يعرف بـ »الحكم الرشيد » في بلداننا.. ويبدو من خلال هذه الرؤية الامريكية الجديدة للمسألة الديمقراطية في العالم العربي، أن المطلوب من بعض المعارضين خلال المرحلة المقبلة، هو « فك الارتباط » بين الحاجة الوطنية للديمقراطية، والاجندة الخارجية لهذه المسألة.. وربما لا نبالغ إذا ما قلنا بوضوح، بأن نخبنا ضيعت الكثير من الوقت في التعويل على دعم أمريكي أو أوروبي من أجل الديمقراطية، بحيث صرف الكثير من الوقت والجهد والفكر، في المطالبة بديمقراطية لم تملك نخبنا ناصيتها، بل لم تكن متحكمة حتى في مقاساتها، ديمقراطية يراد لها أن تكون بهوية ودعم أمريكيين.. سوف يقال إن الديمقراطية شأن كوني وليست مسألة أمريكية أو أوروبية، ونحن نقول إنه حان الوقت لكي نناقش هذا الموضوع بصراحة ومن دون أية صفصطة فكرية أو لغوية، من شأنها الابتعاد بنا عن لبّ الموضوع تحت مفردات لم تستفد منها بلداننا ولم تدفع باتجاه بناء ديمقراطي وطني حقيقي وجادّ.. يتعيّن علينا أن نقف على أرضنا قبل أن تمتدّ أعناقنا وعقولنا إلى هناك، حيث تجارب أخرى أنتجتها مخاضات أخرى مختلفة في سياقاتها وأهدافها وأدواتها ومضمونها.. ومن المؤكد أن الاجيال القادمة ستسأل نخبنا ـ سواء الحي منها أو الميّت ـ عن الجهود التي بذلتها في بناء الديمقراطية وليس عن الجهود التي تم بذلها في « استيراد » هذا النموذج أو ذاك من أوروبا أو أمريكا، أو في استجداء « المطلب الديمقراطي ».. ليست هذه دعوة شوفينية ـ مثلما قد يذهب البعض ـ للانكفاء على أنفسنا، وإنما هي دعوة ومناشدة لكي تبدأ نخبنا في التفكير بجدّية في المطلب الديمقراطي ضمن أفق جديد، بعيدا عن « التعويل الخارجي » مهما كانت وعوده وأجندته، وبصرف النظر عن مدى جديتها ومصداقيتها المزعومة.. إن ما يجري من تحولات اجتماعية عميقة في مجتمعاتنا، وما يدور من حولنا من تغيّرات جيو سياسية واقتصادية هائلة، تجعل من اللازم، بل إن الامر يرتقي إلى مستوى الواجب الوطني، (من دون مزايدة على أحد في المسألة الوطنية)، من أجل مناقشة هذا الموضوع بصراحة ووضوح وشفافية ومسؤولية عالية، وستكون نخبنا عندئذ قد خطت خطوة هامة باتجاه « تبيئة » (على حدّ تعبير المفكّر المغربي محمد عابد الجابري) المطلب الديمقراطي أو لنقل « تعريبه » مثلما عربنا العلوم والاداب والطب والرياضيات وغيرها.. فهل تقدم نخبنا على هذا الامر، أم تبقى على تشبثها بـ »الامل الخارجي »، لانه الايسر والاسرع، لكنه لن يكون الاثبت في كل الاحوال، والتجارب من حولنا خير دليل على ذلك؟؟..   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 30 جانفي  2009)  

 
 

تونس في 30 جانفي 2009 بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين بقلم محمد العروسي الهاني 

الرسالة عــــ544دد
على موقع تونس نيوز عندما يعلم رئيس الدولة بالأمر يبادر بأخذ القرار فورا
 
أشرت في عديد المرات و في أغلب المقالات التي نشرتها عبر هذا الموقع الممتاز الديمقراطي الذي له الفضل الأكبر في إبراز مقلات الخير و الجرأة و الشجاعة وقول الحق و أكدت في مقالاتي التي تتعلق بحرية الرأي و التعبير و بالتالي                                                               حرية الإعلام المرئي و المسموع و المكتوب و نشر الكتب و المجلات و النشريات أن رئيس الدولة لو يطلع على فحوى و مضمون الرسائل عبر مواقع الأنترنات أو عن طريق الصحف اليومية و هذه الأخيرة تفسح المجال للمواطنين و القراء و الكتاب و المناضلين الأحرار أعتقد أن سيادة الرئيس لا يتوانى في اخذ القرار الذي يراه صالحا لفائدة شريحة  أو الأشخاص أو الفيأة الاجتماعية التي      أثارت الصحافة المكتوبة مشاغلها أو موقع الانترتنات الذي نشر المعطيات أو التلفزة التي فتحت أبوابها للمواطن أو الإذاعة التي بادرت بحرية و تلقائية و عفوية و دون تعليمات أو توصيات لإتاحة الفرصة للمواطن قصد التعبير عن مشاغله و مشاغل الجهة التي ينتمي إليها أو الفئة التي ينتمي أليها و يدافع عنها أو القرية التي ينتسب إليها وهي في حاجة ماسة إلى الضروريات مثل الماء الصالح للشراب والنور الكهرباء و الطريق و غير ذلك , وقلت في مقالاتي الأخيرة الصادرة عبر موقع تونس نيوز من عدد 450 إلى عدد 544 أن الرئيس لن يبخل و لن يتأخر في أخذ القرار و المبادرة عندما تصله المعلومة بأمانة و صدق و المحيطين الذين يبلغون له المعلومة بوضوح أو المقالات التي تنشر أو الرسائل . و إن الرسائل لها شأنها و مدلولها و لو كانت توجه إلى رئاسة الجمهورية مباشرة كل هذه الآراء و الإشارات و المقترحات الجريئة التي تجد كل الدعم و التشجيع و النشر بأمانة عير موقع تونس نيوز و كنت أتمنى من الأعماق أن يطلع عليها رئيس الدولة و أكدت مرارا و بكل وضوح و صراحة و مسئولية أن أكبر معضلة و مشكلة هي :                                                              إخفاء الرسائل على رئيس الدولة و عدم إبلاغها سواء كانت عن طريق البريد أو الفاكس أو عبر رسائل الإعلام الإلكتروني و كتابي بعنوان الوفاء الدائم للرموز الزعماء و الشهداء تطرق إلى هذه المعضلة و المشكل الذي حيرت كل الأحرار و المناضلين و أصحاب الأقلام الجريئة و الشجاعة و المتحمسة لدعم حرية الرأي و التعبير و إفساح المجال لحرية الإعلام. و قد أشرت مرارا أن سيادة الرئيس لا يعلم بهذه التصرفات التي تمت بصلة إلى شعاراتنا و سياستنا و ثوابت حزبنا حزب التحرير و البناء و الإنجاز و قد تعلما في مدرسة الحزب الصراحة و الوضوح و الشفافية و حب الغير و الدفاع عن الشرائح الاجتماعية ومساعدة ضعفاء الحال و الإنصات إلى مشاغل الناس هذه ثوابت حزبنا و تقاليدنا الوطنية .                                                                                               لماذا اليوم نخفي الحقيقة على رئيسنا و لم نعلمه بكل ما ينشر و قد كتبت عديد المقالات حول هذه المواضيع و ربما حجز كتابي حسب ما علمت من رئيس ديوان وزير الثقافة و المحافظة على التراث أ ن الرسائل المفتوحة في كتابي أقلقتهم و أضجعنهم و جعلتهم أكثر حساسية و كتابي أشار الى مسألة الرسائل التي لم تصل الى رئيس الدولة و قد صدر كتابي يوم 23-07-2009 و بادرت بإهداء النسخة الأولى منه إلى رئيس الجمهورية قصد التفضل بالإطلاع عليها و أعتقد أنه لو إطلع رئيس الدولة على ما جاء في كتابي لبادر سيادته بإرسال رسالة شكر لصاحب الكتاب و هذه طريقته و أسلوبه تشجيعا للكتاب و دعما لهم لكن أعتقد أن كتابي لم يرى النور و لم يصل إلى مكتب الرئيس و الدليل على ذلك : أن الرئيس عندما بلغ له أمر المعتصمين بالإذاعة و التلفزة من أجل تسوية وضعيتهم أذن حالا وزير الاتصال المكلف بالعلاقات مع مجلس النواب و المستشارين بتسوية الوضعية في أسرع وقت و فعلا حل الوزير فورا بمقر الإذاعة و التلفزة و اجتمع بالمعنيين بالأمر و استمع إلى مشاغلهم و مطالبهم و أبلغهم بحرارة و عطف و عناية الرئيس زين العبدين بن علي و حرصه على إيجاد الحلول الملائمة في أسرع وقت ممكن و قبل موفى شهر فيفري للصنف الأول   2009 و موفى شهر مارس 2009 بالنسبة للصنف الثاني و العمل على تسوية وضعيتهم بصفة جذرية و إدماجهم ضمن الأسرة العاملة في مؤسسة التلفزة الوطنية و قد عبروا عن تقديرهم و إكبارهم و عرفانهم بالجميل لسيادة الرئيس الذي آذن بحل مشاكلهم و إدماجهم فورا و العناية بظروفهم الاجتماعية و هذا درسا آخر من سيادته لكل المسئولين الذين لم يهتموا حتى لمقابلة المعتصمين و الحوار معهم و اليوم جاء الدرس من أعلى هرم الدولة فهل بعد هذا الدرس درس آخر أمام كل المسئولين لم يتحركوا إلا إذا تحرك رئيس الدولة ؟؟؟                 ختاما أقول و أكرر أن الرئيس عندما يعلم بموضوع يبادر بمعالجته و لعلى كتابي المحبوس يجد طريقه إلى مكتب الرئيس حتى يعطي الدرس الجديد لمن يهمه الأمر في وزارة الثقافة و المحافظة على التراث الذين كانوا ملوكيين أكثر من الملك أي أنهم أصحاب القرار و تجاهلوا إن صاحب القرار هو الرئيس بن علي الذي لا يرضى بمثل هذه الممارسات وهي لا تتماشى مع قراراته فيما يخص إلغاء الإيداع القانوني للكتب . قال الله تعالى :  » و ما ربك بغافل عما تعملون  »

صدق الله العظيم و الــــســــــــلام محمد العروسي الهاني الهاتف: 22022354


 

« إسرائيل » في مهبّ عاصفة سياسية

 

باتريك سيل صحيفة الحياة اللندنية يتجّه الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع في 10 شباط (فبراير)، بحالة ذهنية جماعية مضطربة ومن دون أن يكونوا مستعدين بالشكل المناسب لاتخاذ الخيارات المهمة التي ستترتب على هذه الانتخابات. ويشكّل ذلك خبراً سيئاً بالنسبة إلى « إسرائيل » وجيرانها وإلى مستقبل عملية السلام. سيسعى الناخبون الإسرائيليون للإجابة على الأسئلة الثلاثة التالية على الأقل: كيف ستنعكس نتائج حرب غزة السلبية على « إسرائيل »؟ وماذا تنوي إدارة باراك أوباما فعله على صعيد العلاقات الأميركية – الإسرائيلية؟ ومن هو المرشح، من بين السياسيين الثلاثة أو الأربعة المتنافسين على منصب رئاسة الوزراء، الذي سيكون أفضل من يؤتمن على مستقبل « إسرائيل »؟ على رغم أن معظم العالم نظر إلى الحرب في غزة على أنها عمل إجرامي ضد مدنيين عزّل، فقد نتجت عنها موجة مغالاة في القومية في « إسرائيل »، بعد أن اعتُبرت انتصاراً قومياً. كما فرح الإسرائيليون الذين لم يبالوا كالعادة بمعاناة الفلسطينيين، بقدرة جيشهم على ضرب مجتمع عربي. وأراد الكثيرون أن يُستكمل الهجوم الضاري إلى أن يتمّ القضاء على حركة «حماس» و«محو قطاع غزة عن الخريطة». وأظهرت الحرب، إضافة إلى العجرفة والجنون اللذين يميزان علاقة « إسرائيل » بجيرانها، وجود كره عميق للعرب بين فئات المجتمع كافة بما في ذلك ما كان يعرف سابقاً باليسار السياسي والأدبي. وكانت ترجمة ذلك سياسياً بتحوّل الناخبين الإسرائيليين إلى اليمين. ومن المرجح أن ينتج عن صناديق الاقتراع تطوّران. الأول هو أن يتقدم حزب «الليكود» برئاسة بنيامين نتنياهو الذي يعارض السلام وإقامة دولة فلسطينية، على حزب «كاديما» الوسطي برئاسة تسيبي ليفني، هذا الحزب الذي لا يملك نوايا سلمية. أما التطور الثاني فهو أن يحظى حزب «إسرائيل بيتنا» برئاسة أفيغدور ليبيرمان، وهو حزب قومي متشدد وفاشي، بفرصة أن يحلّ مكان حزب العمل برئاسة إيهود باراك، ليصبح ثالث حزب على الساحة السياسية. وعندما تخف حدة الحماسة القومية، من المرجح أن يواجه الإسرائيليون واقعاً مؤلماً وهو أن نتيجة الحرب ستكون عكس ما أراده كل من باراك وليفني وإيهود أولمرت، رئيس الوزراء المستقيل. وسيعي الإسرائيليون حينها أن هذه الحرب ساهمت في تعزيز قوة حركة «حماس» وإعطائها الشرعية عوضاً عن القضاء عليها. ومن غير المرجح أن تحول حالة الهياج الديبلوماسي في « إسرائيل » دون إجراء اتصال محتمل، بقيادة فرنسا، بين الاتحاد الأوروبي وحركة «حماس»، يليه حوار بين الولايات المتحدة والحركة، كما أوصى وزير الخارجية الأميركي الأسبق جيمس بيكر وشخصيات نافذة أخرى في أميركا. وعوضا عن استمرار حصار « إسرائيل » لقطاع غزة، ستواجه ضغطاً كبيراً بهدف فتح المعابر. وعوضا عن إجبار حركة «حماس» المهزومة على إطلاق سراح الجندي غلعاد شاليت، لا شك أن « إسرائيل » ستوافق على مبادلته بألف سجين فلسطيني على الأقل في حال قررت أخيراً أن تدفع ثمن تحريره عوضاً عن تركه يتعفن في السجن. باختصار، عوضاً عن وضع عملية السلام جانباً كما أمل المستوطنون الذين يستولون على الأراضي والقوميون المتشددون، عزّزت الحرب الجهود الدولية بغية التوصل إلى حلّ شامل للنزاع العربي – الإسرائيلي، فضلاً عن انسحاب « إسرائيل » من سائر الأراضي التي استولت عليها في العام 1967. والأمر الأكثر إيلاما بالنسبة إلى رجال الحرب الإسرائيليين هو التغيير الكبير الحاصل في سلوك البيت الأبيض. فينبغي على الإسرائيليين أن يتفاهموا مع رئيس أميركي يسعى لاستعادة العلاقات مع العالم العربي والإسلامي، هذه العلاقات التي تأذّت جراء حرب جورج بوش الابن على العراق ودعمه الأعمى للحربين التي شنتهما « إسرائيل » في لبنان وفي غزة و«حربه العالمية على الإرهاب» التي شنها من دون تمييز والتي يُنظر إليها على أنها حرب على الإسلام. وكان أوباما قد أجرى هذا الأسبوع مقابلة مع قناة «العربية» أعلن فيها أنه «يتوجب عليّ أن أقول إن الولايات المتحدة ستعمل من أجل خير العالم الإسلامي وستتكلم معه بلغة الاحترام. فأنا عشتُ في أسرة تضم أفراداً مسلمين وترعرت في بلد مسلم. كما تكمن مهمتي إزاء العالم الإسلامي في القول له بأن الأميركيين ليسوا أعداءه». فلم يسبق لأي رئيس أميركي أن تكلم بلغة مماثلة. وقال أوباما بالتحديد: «أظن أنه من الممكن أن نشهد ولادة دولة فلسطينية غير مقطعة، وتسمح لشعبها بالتنقل بحرية وبإقامة علاقات تجارية مع البلدان الأخرى وصفقات تجارية تساعد شعبها على أن يعيش حياة أفضل…» فلم يسبق لأي رئيس أميركي أن وجه أي انتقاد لسياسات « إسرائيل » الحالية وممارساتها. وقد وصل مبعوث باراك أوباما إلى الشرق الأوسط السيناتور السابق جورج ميتشيل إلى المنطقة، داعياً إلى السلام والتسامح والتوصل إلى تسوية الأراضي. فقد حاول استباق نتائج الانتخابات التي ستجري في 10 شباط (فبراير). ويترتب على الزعماء الإسرائيليين الذين سيتم انتخابهم، أن يتجاوبوا مع مناخ سياسي حولهم بات متغيّراً جذرياً. إن سياسات « إسرائيل » فوضوية ومتصدّعة في العمق. ويأتي ذلك نتيجة النظام الانتخابي الذي يقوم على التمثيل النسبي الواسع على مستوى الدولة وهو نظام موروث عن الجماعة اليهودية في فلسطين «ييشوف» التي كانت قائمة قبل قيام « إسرائيل » عندما كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وهي بمثابة تعبير عن رغبة عدد كبير من المجموعات في جعل صوتها مسموعاً. وينص النظام على أن يكون عدد المقاعد التي تتسلمها كل لائحة مناسباً لعدد الأصوات التي تفوز بها في الانتخابات. ويحق لكل لائحة تفوز بنسبة 2 في المئة على الأقل من الأصوات بالحصول على مقعد في الكنيست. وينتج عن ذلك عدد كبير من الأحزاب الصغيرة، يمثّل كل منها مجموعة تملك مصلحة خاصة وأحياناً آراء متطرفة. وعلى خلاف الديموقراطيات الغربية مثل بريطانيا أو فرنسا أو الولايات المتحدة، لا يستطيع أي حزب إسرائيلي أن يحكم بمفرده. ويُشترط أن يُجري أي من الأحزاب الثلاثة أو الأربعة الأساسية سواء «الليكود» أو «كاديما» أو حزب العمل أو «إسرائيل بيتنا» ائتلافاً مع الأحزاب الأخرى، ليتسلم زمام الحكم. ويجب أن يبحث الحزب عن شركاء ائتلاف بين خصومه و/ أو الأحزاب الأصغر أمثال حزب «شاس» وهو الحزب الديني القومي و«التوراة الموحدة» وحزب «ميريتس»، ناهيك عن الأحزاب العربية التي تعاني المشاكل والتي لم ينجح الضغط العنصري في منعها من المشاركة في الانتخابات. من السهل رؤية كيف أن الائتلافات الضعيفة تستطيع أن تحدّ من حرية تصرف أي حكومة إسرائيلية لا سيما عندما يتعلق الموضوع بالتفاوض على السلام. وينبغي على جورج ميتشيل أن يعالج هذا الوضع الحرج. فجلب « إسرائيل » إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى حلّ، سيتطلب قدراً كبيراً من الكفاءة والعزم والضغط لا سيما في حال ترأس بنيامين نتنياهو الحكومة الإسرائيلية المقبلة. يستطيع المرء أن يقرّ بأن باراك أوباما، على خلاف كل الرؤساء الذين سبقوه، عازم منذ بداية عهده على ممارسة الضغوط للتوصل إلى سلام عربي – إسرائيلي. وهو يحظى بسلطة ذاتية منقطعة النظير وبدعم سياسي داخل الولايات المتحدة. وتعتمد « إسرائيل » من جهتها بشكل كبير على الدعم الأميركي، سواء على الصعيد المالي، أو العسكري والسياسي إلى حدّ أنها قد تخطئ في حال شكّلت حكومة إسرائيلية لمواجهته أو لعدم إرضائه. قد يكون ذلك أفضل مؤشر إيجابي وربما الوحيد على مستقبل منطقة مضطربة في العمق. * كاتب بريطاني متخصص في شؤون الشرق الأوسط   (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم  30جانفي  2009)  


   

منظمة التحرير إلى أين؟../

 
 
زهير أندراوس  
خلال العدوان الإجرامي الذي نفذته الدولة العبرية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، كان واضحاً جداً اختفاء منظمة التحرير الفلسطينية عن المشهد السياسي، ولم نسمع أو نقرأ شيئاً عن موقفها من هذه الحرب المجنونة. المنظمة بتشكيلتها الحالية انضمت، بسبب التباين في مواقف الفصائل الفلسطينية المنضوية تحتها، وغير المنضوية تحتها، إلى معسكر المنظمات العربية الخاملة، التي أكل الدهر عليها وشرب، منظمة هرمة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان، لا تؤثر على الأجندة الفلسطينية، ولا يأخذها أحد على محمل الجد، على الرغم من أنّها الممثل الشرعي والوحيد للشعب العربي الفلسطيني، وأكثرية دول العالم تعترف بها وبدورها، خلافاً لسلطة رام الله المنقوصة. هذه المنظمة التي كان لها القول الفصل في أيّ شأن فلسطيني، باتت تعاني من مرض عضال، نتيجة الفيروسات التي هاجمتها من كل حدب وصوب، وأصبحت جسماً هلامياً، لا أكثر ولا أقل. العديد من الفصائل الفلسطينية تطالب منذ سنوات بإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية بهدف توحيد البيت الفلسطيني الممزّق، والذي أصبح للأسف الشديد، التشرذم ماركته التجارية المسجّلة. وإذا استمر تآكل موقع المنظمة، فإنّه في غضون فترة قصيرة سيتم الإعلان عن وفاتها، ولا نستبعد أن يتم دفنها مع جامعة الدول العربية، التي أقامها البريطانيون، والتي لا تفعل شيئاً، اللهم سوى إطلاق التصريحات الرنانة من أمينها العام، السيد عمرو موسى، الذي يتحرك وفق أجندة ما يُسمى بمحور الاعتدال العربي، الذي لا يألو جهداً في إدانة حماس وتحميلها مسؤولية العدوان على غزة، وتفضيل الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته، محمود عبّاس، على الطرف الآخر، بكلمات أكثر وضوحاً: الجامعة العربية، وهي أيضاً جسم هلامي، لا تفعل شيئاً، تدور في فلك الأنظمة العربية المتأسرلة والمتأمركة، وتعمل كل ما في وسعها من أجل تحويل الضحية إلى جزار، والجزار إلى ضحية. والجميع تابع تصدي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لجزّار قانا، الثعلب الأبدي شمعون بيرس، واتهمه بقتل الأطفال وغادر المنصة في مؤتمر دافوس الاقتصادي، فيما بقي السيد عمرو موسى، يجلس على المنصة وكأنّ الأمر لا يعنيه. واليوم، أكثر من أيّ وقت مضى، فإنّ الشعب العربي الفلسطيني بحاجة إلى هيئة خاصة تكون مرجعية للشعب الفلسطيني، وبما أنّ منظمة التحرير قائمة، فلا بدّ أولاً من محاولة إعادة هيكلتها وإعادة هيبتها، وعدم السماح لمجموعة عبّاس بالسيطرة على القرار الفلسطيني، لأنّ هذه السيطرة ستؤجج الخلاف داخل الساحة الفلسطينية، وستُعمّق الشرخ القائم بين الفصيلين المركزيين: حماس (المقاومة) وفتح (المفاوضات العبثية). وعلى الجميع أن يعلم، بما في ذلك قادة الحركتين المذكورتين، بأنّ القضية الفلسطينية أكبر من حماس وأكبر من فتح، ولا يمكن لشعب يرزح تحت نير الاحتلال أن يبقى على هذه الحالة من الخلاف والشرذمة وتراشق الاتهامات، نكتب هذه الأمور على الرغم من إيماننا بأنّ القناع قد سقط عن وجوه زعماء تيار الاستسلام عندما خاضت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة المعارك الضارية ضد جيش الاحتلال. والسؤال الذي يطرح نفسه: من الوارد جداً أنّنا لم ننتبه لمضامين الخطاب السياسي في خضم الإحداث وسقوط الضحايا في غزة، فرغم أنّ وسائل الإعلام المختلفة نقلت وما زالت تنقل آلاف الأخبار والأفلام المسجلة والمصورة، إلا أننّا لم نسمع عن أي دور لمنظمة التحرير الفلسطينية، سوى في سياق الانتقادات اللاذعة لمحمود عبّاس الذي ما زال يحتفظ بمنصب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ومؤخراً انتخب نفسه، مشكوراً، رئيساً لدولة فلسطين، التي لم نسمع عنها حتى كتابة هذه السطور. الحقيقة واضحة جداً، علينا الإقرار والاعتراف بأنّ منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني خلال نصف قرن تقريباً، قد استنفذت دورها التاريخي وأصبحت في سجل التاريخ الماضي. باعتقادنا المتواضع جداً، الحرب على غزة هي البداية الرسمية لفترة يُمكن تسميتها بفترة ما بعد منظمة التحرير الفلسطينية في التاريخ الفلسطيني الحديث، ومن الجدير في هذا السياق التنبيه إلى أنّ بعض الفلسطينيين وأكثر مثقفيهم إسهاماً في الدفاع عن دور ومكانة منظمة التحرير الفلسطينية في سبعينيات وثمانينات القرن المنصرم، مثل ادوارد سعيد وهشام شرابي وآخرون قد توصلوا إلى نتيجة نهاية منظمة التحرير قبل عقد أو أكثر بعد التوقيع على اتفاق أوسلو، بين الدولة العبرية وبين منظمة التحرير، ولكن على الرغم من ذلك فإنّ المنظمة واصلت في تلك السنوات، وخصوصاً تحت زعامة الرئيس الفلسطيني الراحل، الشهيد ياسر عرفات في العمل وتبوأ المحور المركزي، مقابل السلطة الفلسطينية وحتى حركة حماس، في تمثيل الفلسطينيين في المساعي السياسية لتحقيق إقامة دولة فلسطينية والتفاوض مع إسرائيل، وبموازاة ذلك، استمرت المنظمة بعملية التواصل مع اللاجئين الفلسطينيين الذين شُردوا من وطنهم في النكبة المشؤومة، ولم تتنازل قيد أنملة عن الثوابت الفلسطينية، وفي مقدمتها حق العودة، مضافاً إلى ذلك، استمرت المنظمة في تجنيد القدرات الفلسطينية والعربية في المواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي، وفرض الحصار على الرئيس عرفات حتى تسميمه واغتياله. الآن، تحوّلت القضية الفلسطينية إلى مسألة فتح معابر ونزاع بين فتح وحماس على من يتولى إعادة إعمار غزة بعد تدميرها من آلة الحرب الإسرائيلية، لا بل أكثر من ذلك، فقد فُرزت الأمور في الساحة الفلسطينية بين تيار مقاوم، تقوده حركة حماس، وبين تيار استسلامي، يقوده عبّاس والمحيطون به. وبالتالي فإنّ اليوم، قبل غد، على الفصائل جميعها، أن تتفق على إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية، حتى لا نفقد آخر مؤسسة تمثل الشعب الفلسطيني على كافة أطيافه، ومن المفضل إن تنضم حركة حماس المقاومة إلى المنظمة بهدف إحداث التغيير من الداخل، وتحويل المنظمة إلى مرجعية قوية للشعب العربي الفلسطيني، حتى لا نفقد البوصلة. أما بالنسبة لاقتراح رئيس الدائرة السياسية في حركة حماس، السيد خالد مشعل، بوجود تحرك لبناء مرجعية وطنية جديدة تمثل فلسطينيي الداخل والخارج وتضم جميع القوى الوطنية الفلسطينية وقوى الشعب وتياراته الوطنية، وأنّ منظمة التحرير الفلسطينية في حالتها الراهنة لم تعد تمثل مرجعية الفلسطينيين وتحولت إلى إدارة لانقسام البيت الفلسطيني، فإننّا إذ نوافق معه مبدئياً على هذا الطرح، فإننّا في الوقت ذاته نخشى من أن تستغل القوى الاستسلامية في الشارع الفلسطيني هذه المبادرة الصحية جداً لتكريس للشرذمة الفلسطينية، الأمر الذي يلعب في صالح إسرائيل ومعسكر المتواطئين والمتخاذلين من العرب، علاوة على ذلك، يثير لدينا هذا الاقتراح المخاوف العميقة من أن يُكرّس إلى الأبد الانقسام الفلسطيني، السياسي (حماس وفتح) والجغرافي، (أي بين قطاع غزة « المحرر » بفتح الراء والضفة الغربية المحتلة). من هنا، نقول، اقتراح مشعل هو اقتراح وطني وعملي يصدر عن قائد تنظيم مقاوم، وعلى حركة حماس أن تُقنع الفصائل الفلسطينية بتبني هذا الموقف، بهدف تحويله إلى قرار تُجمع عليه أكثرية الفصائل الفلسطينية، ولكي لا تسمح للانتهازيين من استغلال هذا الاقتراح لاتهام الحركة بأنّها ترسم سياساتها وفق الأجندة الإيرانية أو السورية، الإدعاء الذي لا يمت إلى الحقيقة بصلة، لأنّ حفاظ حماس وباقي الفصائل الفلسطينية على بعدها العربي والإسلامي يصب في نهاية المطاف في مصلحة الشعب العربي الفلسطيني.

(المصدر:موقع عرب 48بتاريخ 30 جانفي 2009)  


الجزائر ترفض تسليم مصر أو عباس 200 مليون دولار تبرعا للقطاع
 
كتب صبحي عبدالسلام (المصريون):  كشفت صحيفة جزائرية أن الجزائر لن تقوم بتسليم المساعدات المالية التي رصدتها للمساهمة في إعادة إعمار قطاع غزة للحكومة المصرية أو السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس. ونقلت صحيفة « اليوم » غير الحكومية عن مصادر مطلعة، قولها: الحكومة الجزائرية التي قررت المساهمة بمبلغ 200 مليون دولار لإعمار قطاع غزة لا يمكن أن تسلم هذه الأموال لمصر أو للرئيس عباس. وأشارت إلى أن الحكومة الجزائرية قررت مقاطعة مؤتمر القاهرة لإعادة إعمار غزة لاعتقادها أن المبادرة للدعوة لعقد المؤتمر هي مبادرة تقف ورائها أمريكا وإسرائيل حيت ستساهم الحكومتان في تل أبيب وواشنطن بمبالغ مالية كبيرة للمساهمة في إعادة إعمار غزة في محاولة للتغطية على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني. وأكدت المصادر أن الجزائر شديدة الحرص على أن تصل المساعدات والإعانات إلى المتضررين من أهالي غزة دون سواهم إلا أنها لم تجد الطريقة أو الجهة التي ستتولى توصيل الإعانات إلى القطاع. وكانت الحكومة الجزائرية قد أرسلت إعانات منذ عدة شهور لأهالي غزة المحاصرين قبل اندلاع الحرب الأخيرة إلا أن هذه الأموال والمساعدات لم تصل لهم مما جعلها تتخذ هذا الموقف الأخير. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي الجمعة قد أعلن يوم أمس أن مؤتمرا دوليا حول إعادة اعمار غزة سيعقد في مصر في الثاني من مارس المقبل. وقال زكي في بيان إن « مصر سوف تستضيف المؤتمر الدولي حول إعمار غزة في الثاني من مارس 2009 » مضيفا إن وزارة الخارجية المصرية « بدأت في اجراء اتصالات دبلوماسية مكثفة » بشأن هذا المؤتمر. وأوضح أن مشاركة الدول في المؤتمر حول اعادة اعمار غزة « ستكون على مستوى وزراء الخارجية » موضحا انه « يجري التشاور حاليا مع اطراف دولية واقليمية اخرى للنظر في الاسهام الذي يمكنها ان تقدمه للمؤتمر ». وأكد زكي أن المؤتمر « يعقد بالتنسيق الكامل بين الحكومة المصرية والسلطة الوطنية الفلسطينية » وأنه « سيركز على متطلبات واحتياجات إعادة الاعمار في غزة وسبل الوفاء بها وحشد الموارد اللازمة لها ». وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية إن المؤتمر « سيتطرق أيضا إلى الجوانب المتعلقة بتلبية احتياجات القطاع من المساعدات الإنسانية العاجلة ». وأشار إلى أن المؤتمر « قد يبحث كذلك في عدد من الأمور ذات الطابع السياسي التي من شأنها أن تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على جهود إعادة الاعمار وتنفيذها على الأرض » في إشارة إلى ضرورة الاتفاق على الجهة الفلسطينية التي سيتم التعامل معها من أجل التنسيق بشأن إعادة الاعمار وإلى فتح معابر القطاع من أجل ادخال المواد اللازمة لعمليات البناء. وتشدد السلطة الفلسطينية على أن تجرى إعادة الاعمار تحت إشرافها وليس تحت إشراف حركة حماس التي لا يعترف المجتمع الدولي بسلطتها. وتقترح حركة حماس من جهتها انشاء هيئة عربية-فلسطينية تتولى الاشراف على إعادة الاعمار او قيام جهات دولية مثل الاونروا بذلك. وقال ممثل الامم المتحدة الخاص في الشرق الاوسط جون هولمز في 22 يناير الجاري إن فتح المعابر هو إحدى « المشاكل التي نريد مناقشتها (مع اسرائيل) ». وأضاف « من الواضح أنه إذا اردنا إعادة الإعمار يجب توفير الأسمنت ومواد البناء والأنابيب وقطع الغيار. كل ذلك يجب أن يدخل وهذا أمر نصر عليه بشدة ». وأوضح المتحدث باسم الخارجية المصرية أن « مصر ستستقبل من الآن وحتى موعد انعقاد المؤتمر العديد من الوفود من السلطة الفلسطينية ومن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وأطراف أخرى معنية لمواصلة التشاور حول ترتيبات المؤتمر ». وأكد أان المؤتمر « سيؤدي إلى إطلاق عملية جادة ومنسقة لإعادة اعمار غزة ويغطي كامل المتطلبات التي ستطرحها عليه السلطة الفلسطينية ». (المصدر:جريدة المصريون ( يزمية – مصر ) بتاريخ 30 جانفي 2009 )

 

 
 
 


حقيقة استشهاد سعيد صيام في حوارٍ مع أسرته
 
السبيل أونلاين – متابعة أم مصعب : – ليس المهم كيف استُشهد وإنما المهم أنه حصل على ما تمنَّى – كان مَرِحًا وُيدخل السرور علينا في البيت ويلاعب أولاده باستمرار – تألَّم كثيرًا باعتقاله على يد سلطة أوسلو لصداقته مع كثيرٍ من قيادتهم مصعب : – طلب سلاحه قبل اغتياله بأسبوع وكان يرى أن الأطفال الشهداء ليسوا أحسن منه – تأثَّر كثيرًا باستشهاد الشيخ ياسين والرنتيسي وبكى على القيادي صلاح شحادة سعيد صيام رجل حماس القوي.. سعيد صيام هو الذي أعطى إشارة البدء في معركة الحسم العسكري في غزة.. سعيد صيام أحد صقور المقاومة وحماس.. سعيد صيام أحد عقبات الحوار الوطني الفلسطيني. هذا ما يردده الإعلام الفتحاوي عن الوزير الشهيد سعيد صيام الذين قابل محبِّوه ومعجبوه خبر استشهاده بفرحةٍ ممزوجةٍ بالحزن.. فرحة لأنه استشهد في ميدان المعركة، وهو- إن شاء الله- مع النبيين والصديقين والشهداء، وحزن لأنه رجل قلَّما تجد مثله؛ فهو كان وزير داخلية في أشد بقاع الأرض سخونةً؛ ضبط النظام في غزة؛ حيث العملاء والمنفلتون والمتآمرون. عندما جاء لزيارة مصر بعد تشكيل أول حكومة لحركة حماس أوقفته السلطات المصرية ولم تستقبله كوزيرٍ في حكومة مُعتَرَفٍ بها، رغم أنه كان في زيارة رسمية، فما كان منه إلا أن همَّ بالرجوع إلى وطنه مرةً أخرى، وعندما فطنت السلطات المصرية للخطأ تداركت الموقف وسيَّرت إليه المواكب لاستقباله. رفض المزايدة على قضيته وقضية وطنه.. كان شديدًا ولكن في الحق، لم يتهم بالسرقة أو الفساد أو تصفية الحسابات رغم أنه كان وزيرًا للداخلية.. جمع فصائل المقاومة في قوة واحدة لضبط الأمن داخل غزة والضفة، وهو ما أزعج جناح الضفة، وكانت المعركة ضده وضد كل رموز المقاومة. إنه الوزير الشهيد الذي أخرس باستشهاده كل الألسنة التي كانت تقول إن قادة حماس مختبئون في الخنادق ويضحون بأرواح شعب غزة. سعيد صيام كان إنسانًا متواضعًا محبوبًا، وكما يقول اللفظ المصري « راجل جدع »؛ له العديد من المواقف المحفوظة في ذاكرة أهله وأقاربه وجيرانه. قال عنه الدكتور موسى أبو مرزوق في لقاءٍ باتحاد الأطباء العرب بعد أول حكومة لحماس، واتهامها بالتربح على حساب الشعب الفلسطيني، فقال وهو يشير بيديه إلى أبو مصعب الذي كان يجلس بجواره؛ إنه طلب منه 200 دولار على سبيل السلف؛ لأنه مدين لأستاذ جامعي يسكن بجواره في غزة بهذا المبلغ، ولا يستطيع أن يسدده، وإن صيام انتهز فرصة لقائه بالدكتور موسى ليقترض منه المبلغ إلى حين ميسرة. هذا هو الوزير الشهيد أبو مصعب الذي نكشف عن جوانب أخرى من حياته في هذا اللقاء الذي أجريناه مع زوجته وابنه مصعب، وبدأناه بسؤالٍ عن سعيد صيام الزوج والإنسان. ** فقالت أم مصعب : حقيقةً.. كان الشيخ سعيد نعم الزوج والأب؛ كان الزوج المُحِبَّ والأب الحنون العطوف الذي لا تشغله أعباء عمله عني وعن أبنائه؛ يحب أولاده حبًّا عظيمًا، كان يعاملهم كأصدقاء، ويربِّيهم على الإيمان وحب الوطن، ويزرع في نفوسهم الشجاعة والكرامة، كان يلاعبهم ويمزح معهم، ويضفي على البيت جوًّا من المرح والسرور، وكان الزوج المخلص.. حياتنا كانت قائمةً على التفاهم والوفاق والسعادة. صحيحٌ أننا تأثَّرنا باستشهاده، ولكن كانت هذه أمنيته، وقد نالها، وقدَّر الله، وما شاء فعل، والحمد لله رب العالمين الذي شرَّفنا باستشهاده بعد أن تعلَّمنا منه الصبر والثبات والسلوان. * وكيف كان وقع خبر اغتيال الشيخ سعيد صيام على العائلة؟ ** أجابت أم مصعب: منذ اللحظة الأولى لتحديد موقع ومكان القصف شعرنا أنه المُستهدَف، وحمدنا الله على تشريفنا باستشهاده، وقد أنزل الله علينا الصبر والسلوان والطمأنينة؛ لأننا نعلم أن الطريق التي اختارها أبو مصعب هي إحدى الحسنيين إما الشهادة وإما النصر، وقد رزقه الله بالشهادة التي كان يتمنَّاها، ولطالما ألحَّ على الله بأن يرزقه إياها. ** ويضيف نجله مصعب: حين جاء خبر استشهاد الوالد- طبعًا كأي ابن- حزنتُ، ولكن استدركت الأمر وشكرت الله على هذه النعمة التي أنعمها الله على والدي التي لطالما تمنَّاها، وصحيحٌ أن والدي ترك فراغًا كبيرًا وعبئًا، ولكننا نسال الله أن يعيننا على حمل هذه الأمانة وإكمال رسالته التي غرسها فينا منذ الصغر. عملية الاغتيال * هناك روايات عدية رُويت عن حادثة الاغتيال، فما الحقيقة كما تعرفونها؟ ** قالت أم مصعب : سمعنا روايات وقصصًا كثيرة، ولكن أولاً وأخيرًا هذا قدر ومشيئة الله، وقد جاءه الأجل. ** ويضيف مصعب : تعلم أننا كنا في أجواء حرب، وكانت السماء مُلبَّدةً بالطائرات بمختلف أنواعها. صحيحٌ أن والدي أخذ بجميع الاحتياطات الأمنية، ولكن الفترة الأخيرة كانت ثقافة الشهادة مسيطرة عليه تمامًا وتراوده في كل وقت، وكونه وزيرًا للداخلية فكان يتابع كل كبيرة وصغيرة في ميدان الحرب فيما يخص الأمن وعمل الأجهزة والأمنية، وإعطاء التعليمات، وكل هذه الأمور تحتاج إلى تواصل؛ ولذلك يجوز أنه كان مراقبًا من الطائرات أو العملاء، وأخيرًا قدَّر الله وما شاء فعل. * في الأيام الأخيرة.. هل كان هناك تواصل مع الشهيد أبو مصعب؟ ** تقول أم مصعب: كان هناك تواصل بواسطة أخيه؛ حيث كان يخبرنا بأخبارهم وحالهم ويطمئننا على وضعه. * لو عدنا قليلاً إلى الوراء.. ما هي آخر اللحظات في حياة الشهيد أبو مصعب؟ ** يقول مصعب: عايشته قبل استشهاده بأسبوع؛ كانت ثقافة الشهادة مسيطرةً عليه في أيامه الأخيرة كما أسلفت، حتى إنه- وبشكلٍ غريبٍ- طلب مني في أحد الأيام، وبينما كنا في بيت أخيه العودةَ إلى بيتنا ومكتبه لنيل الشهادة بالطريقة التي اختارها الدكتور نزار ريان. كان يحدِّثني في اللحظات الأخيرة عن خططه لما بعد الحرب وإعادة بناء ما تم تدميره، كان حزينًا ومتألمًا ومتأثرًا جدًّا على الشهداء من المدنيين والأطفال، وفي آخر أيامه طلب مني إحضار سلاح الـ »كلاشنكوف » للنزول إلى جانب المقاومة والدفاع عن غزة. ** وتستطرد أم مصعب: في آخر لحظات حياته كان يتمنَّى الشهادة، وقبل الخروج من البيت طلب جواز سفره كإثباتٍ للتعرف عليه في حال استشهاده، وكثيرًا ما كان ينظر إلى صور الشهيدين أحمد ياسين والدكتور الرنتيسي الموجودتين في منزلنا ويحسدهما على الشهادة، وكان متخوفًا من ألا يرزقه الله الشهادة. أبو مصعب الإنسان * ما أبرز السمات التي كان يتميَّز بها الشهيد أبو مصعب؟ وأي السمات كانت أقرب لشخصيته وكيف أثَّرت على حياته؟ ** يقول مصعب: والدي كان يتميز بالهدوء والصمت، كان صامتًا في شخصيته قليل الحديث كثير الأفعال، وكان ينطلق من مبدأ أن الصمت (عبادة)، وفي الجانب الروحي كان يحرص على قراءةِ القران وصلاة الفجر جماعةً وقيام الليل، والصيام يومي الإثنين والخميس، كما كان يحرص على إيصال أي معلومةٍ روحانيةٍ أو دعوية بدون تجريح لمشاعر الآخرين، وأذكر عندما قال لي مرةً « إنني أصوم الإثنين والخميس منذ عشر سنوات »، وكأنه يريد أن يدفعني بطريقةٍ غير مباشرة للسير على ذاتِ الخطى، كما كان حريصًا ورحيمًا وحنونًا على إخوانه وجيرانه. وتضيف أم مصعب: كان يُعرَف بخفةِ ظله وحب المرح والفكاهة، وكانت الابتسامة لا تُفارقه رغم المسئوليات الجسام التي كان يقوم بها، ولم يكن في قلبه حقدٌ لأحدٍ من الجيران والأقارب، يحب أولاده ويُلاعبهم ويمزح معهم، ويُضفي على البيت جوًّا من المرح والسرور. * أبو مصعب حمل عبء الدعوة منذ نعومةِ أظافره.. كيف وفَّق بين ذلك وبين عمله كوزيرٍ للداخلية وقيادي لحماس واحتياجات البيت؟ ** تقول أم مصعب: بالفعل أبو مصعب شغل الكثير من المواقع والأماكن، لكن لم يُؤثِّر ذلك على الدعوة التي حمل عبئها منذ بداية حياته، كل وقته عمل، حباه الله بمميزات كثيرة، فكان خطيبًا مميزًا وإداريًّا ناجحًا، وسياسيًّا بارعًا، وقائدًا شجاعًا، وداعيةً مبدعًا لكن دون أن يؤثر ذلك على دوره في البيت وعلاقته بالأسرة أيضًا. * ما أبرز مراحل حياة الشهيد أبو مصعب؟ ** تقول أم مصعب : تخرَّج زوجي عام 1980م من دار المعلمين في رام الله حاصلاً على دبلوم تدريس العلوم والرياضيات، وفي نفس العام تزوجنا، بعدها أصبح عضوًا في اتحاد الطلاب بدار المعلمين برام الله ثم أكمل دراسته الجامعية في جامعة القدس المفتوحة عام 1996م التي حصل منها على شهادة بكالوريوس في التربية الإسلامية، ثم عمل مدرسًا في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في غزة من العام 1980م حتى نهاية عام 2003ٍم؛ حيث اضطر لترك العمل بسبب مضايقاتٍ تعرَّض لها من قِبل إدارة الوكالة على خلفية انتمائه السياسي، كما كان عضوًا في اتحاد الموظفين العرب في وكالة الغوث لعدة دورات، وترأس لجنة قطاع المعلمين لمدة سبع سنوات، وكان عضو مجلس أمناء الجامعة الإسلامية بغزة، وعضو الهيئة التأسيسية لمركز أبحاث المستقبل. وعمل خطيبًا وإمامًا متطوعًا في مسجد اليرموك في مدينة غزة، وعمل كذلك واعظًا وخطيبًا في العديد من مساجد غزة، ومن ثَمَّ تسلَّم دائرة العلاقات الخارجية لحماس وأصبح ممثل حماس في لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية، ثم أصبح بعد ذلك أحد أعضاء المجلس التشريعي ثم تولَّى منصب وزير الداخلية في الحكومة الفلسطينية العاشرة. كانت حياته بمجملها حافلة ومرتبطة بشكلٍ وثيقٍ بالمجتمع، فخلال عمله كمعلمٍ كان يحتك بشريحة كبرى من الطلبة مما كثف من مضايقات جيش الاحتلال آنذاك له، عرف أبو مصعب كأحد رجال الإصلاح الأشداء على الحق في مناطق غرب غزة، كان رجل شهم ودود ويتسع صدره للجميع. إبعاد واعتقال * ما أصعب المراحل التي عايشتها أم مصعب إلى جانب الشهيد؟ ** كثيرة هي الأوقات التي زلزلت حياتي، وكان أولها مرات الاعتقال التي تعرَّض لها في سنوات الانتفاضة الأولى، ومن ثَمَّ جاء قرار الإبعاد لمرج الزهور عام 1992م، وبعد عودة سلطة أوسلو ظننتُ أن الأمور ستأخذ مجرًى آخر رغم معارضة حماس آنذاك لاتفاق أوسلو ففوجئنا في العام 1995م بحادثة اعتقاله من قِبل جهاز الأمن الوقائي على خلفية انتمائه السياسي لحماس. وهذه المرحلة كانت الأكثر بؤسًا على حياة زوجي لا سيما أنه كان صديقًا للكثيرين من أبناء فتح، وكان دائمًا يؤازرهم ويشدُّ من عزمهم ورباطهم، ويُقدِّم لهم يد العون والمساعدة. ثم جاءت الانتفاضة الثانية، والتي دفع فيها الشعب الفلسطيني الكثيرَ من الدماء؛ حيث كان يشعر أبو مصعب بالحزن والهمِّ دائمًا بسبب الانتهاكات الصهيونية المستمرة على شعبنا، وعانى في ذلك الوقت من مضايقات وكالة الأونروا مما اضطره لترك العمل رغم تعلقه الشديد به. وعندما تسلَّم منصب وزارة الداخلية في الحكومة العاشرة ازدادت همومه وأحماله، ولعل هذه المرحلة كانت الأكثر صعوبةً في حياته، والتي استدعاه وضعها الأمني والإداري والمالي آنذاك لتشكيل قوة داعمة للأجهزة الأمنية، وهي (القوة التنفيذية)، والتي لاقت هجومًا شرسًا من قِبل الآخرين وروجوا عنها الشائعات لإضعافها وإسقاط الحكومة، وخاصةً وزارة الداخلية، ومن ثَمَّ جاءت مرحلة الحسم العسكري، وكان الجهد الأكبر ملقى على عاتقه في تلك المرحلة لا سيما أن أجهزة الأمن البائدة أضربت عن العمل بأوامر من عباس وحكومة فياض، ومن ثَمَّ كان صيف 2007م الأكثر أمنًا وأمانًا في قطاع غزة؛ حيث استطاع بحمد الله أن يكون ذلك الرجل الحديدي الذي قاد تلك المرحلة بنجاح. رفقاء الدرب * الزهار وهنية والرنتيسي والشهيد صيام كانوا كالجسد الواحد، كيف كانت العلاقة بينهم؟ وكيف تأثَّر برحيل بعضهم؟ ** تقول أم مصعب: كانت العلاقة بينهما علاقة قوية ومتينة، فكل منهم يحب الآخر حبًا عظيمًا، يلتقون على طاعةِ الله ويفترقون على محبته وطاعته، وكانوا كالروح الواحدة، يتجالسون لأشهر، واجتماعاتهم تطيل لأيامٍ أحيانًا، والشهيد تأثَّر كثيرًا باستشهاد الشيخ أحمد ياسين والرنتيسي والشهيد إسماعيل أبو شنب؛ حيث تعايش معهم فترة عمل، كما بكى كثيرًا على استشهاد الشيخ صلاح شحادة. * عندما كانت توجه للشهيد بعض الاتهامات بمسئوليته عن بعض الأحداث الداخلية، كيف كان يتابعها؟ وهل كانت تؤثر على نفسيته؟ ** يقول مصعب: كان يتوقع كل شيء، إلا أنه لم يتأثَّر بأيٍّ من الاتهاماتِ التي كان توجَّه له ولا يأبه لها، كما كان يؤمن بضرورةِ استمرار المشروع الإسلامي والوطني والدعوي وحمايته مهما كان الثمن، وكان واثقًا في تعامله مع الآخرين، يريد أن يخدم أبناء وطنه برموشِ عيونه من خلال القضاء على الفساد والفلتان الأمني الذي استشرى في تلك المرحلة. * ما أكثر شيء كان يحرص عليه الشهيد أبو مصعب؟ ** مصعب: أبي رحمه الله كان يحرص على أن يحوز رضى الله أولاً، وكان زاهدًا في الدنيا، ومن الأمور التي كان يحرص عليها العبادات وصلة الأرحام مع الأقارب والجيران. * ما العبارات التي أُثرت عن الشهيد وكان دائمًا يرددها؟ ** كان دائمًا يردد عبارة « كلنا مشاريع شهادة »، ويردد أبيات القصيدة « صبرنا صبر الخشب تحت المناشير » إلى جانب أنشودته المحبوبة « يا معشر الإخوان لا تترددوا عن حوضكم حيث الرسول محمد ». * سألت مصعب: هل كنت تتوقع استشهاد الوالد وتحمل عبء البيت؟ ** بالطبع كنت أتوقع استشهاده، وأصبحت لدينا قناعة بأن كل قيادات المقاومة هم مشاريع شهادة واستشهاد، وأن قيادة العالم تبدأ من هذا الطريق، والوالد كان شغوفًا بالشهادة ويتمناها باستمرار. * الكيان قال إن اغتيال أبو مصعب إنجاز كبير وقضى على نصف حماس، ما ردكم على هذا الادعاء؟ ** يقول مصعب: شهادة والدي كانت وقودًا جديدًا لدعم ومساندة المقاومة وزادت من شعبية الحركة جماهيريًّا وشعبيًّا، وبالتالي الاحتلال باغتياله القادة يُعجِّل من نهايته وهزيمته واندحاره. (غزة- كارم الغرابلي – اخوان اون لاين – 27.01.2009 ) (السبيل أونلاين العـ87ــدد 29 جانفي 2009 الموافق لــ 02 صفر 1430 هــ)

    

الجمعة 30 كانون ثاني2009 الديوان

مسؤول في الـمخابرات الأمريكية يغتصب فتيات عربيات

 
2009-01-30 05:13:05 كشفت أوراق التحقيق الذي أجراه محققون من وزارة الخارجية الأميركية أن اسم رئيس محطة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في الجزائر، المتّهم باغتصاب فتيات جزائريات، هو أندرو وارين، الذي يبلغ من العمر 41 عاماً. وأشارت إلى أن السفير الأميركي لدى الجزائر ديفيد بيرس طلب من رجل الاستخبارات مغادرة البلاد في شهر تشرين الأول الماضي، بعدما تقدّمت امرأتان جزائريتان بدعوى الاغتصاب ضده في أيلول الماضي، فيما كانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت أنها قد أعادته إلى واشنطن للتحقيق معه في الاتهامات الموجهة إليه. وذكرت الخارجية، في بيان مقتضب، أن «القضية الآن في يد وزارة العدل، وذلك من دون أن تشير إلى هوية الشخص المقصود أو إلى منصبه كعميل للاستخبارات». كما رفضت الـ«سي آي إيه» الاعتراف بإجراء مثل هذا التحقيق، أو الكشف عن اسم الضابط المتهم. وقال المتحدث باسم الوكالة مارك مانسفيلد «يمكنني أن أؤكد لكم أن الوكالة ستتعامل بجدية مع هذه الادعاءات ومتابعة أي تصرفات غير لائقة». من ناحيتها، رفعت وزارة العدل الأميركية الأمر إلى المحكمة المختصة، من دون الإشارة إلى عمل المتهم، فيما قال المتحدث باسم الخارجية روبرت وود، إن «الخارجية الأميركية لا تتهاون في أي اتهامات بسوء السلوك من قبل أي من موظفيها، وأن الشخص المقصود قد أعيد إلى واشنطن للتحقيق معه». كذلك كشفت التحقيقات الدبلوماسية عن أن الضحية الأولى اغتصبها وارين في أيلول عام 2007، بعدما دعاها إلى حفل أقامه لموظفي السفارة في مقر إقامته. وقالت المرأة في وقائع المحضر «إن وارين قدّم لها مشروباً، شعرت إثره بدوار شديد، فعرض عليها مكوث ليلتها في منزله. لكنها ما لبثت أن استيقظت في الصباح لتجد نفسها قد جُرّدت من ملابسها وأدركت أنها اغتصبت من دون وعي منها». وسردت الضحية الثانية لمحققي وزارة الخارجية الذين توجّهوا إلى الجزائر خصيصاً لهذه القضية، قصة مشابهة، إذ تعرّضت للاغتصاب من قبل وارين بعدما دعاها إلى جولة في منزله، وقدّم لها شراباً احتوى على عقار مخدّر ما جعلها تشعر بالدوار. وأشارت محاضر التحقيق إلى أن وارين اصطحبها إلى غرفة النوم وهي في حال تستطيع أن ترى وتسمع، إلا أنها لا تتمكن من الحركة، واغتصبها. في المقابل، رفض وارين، الذي يقال إنه كان قد أشهر إسلامه، تفتيش مقر إقامته في الجزائر، ما اضطر المحققين إلى طلب إذن قضائي من واشنطن للقيام بذلك، وعثروا على شريطي فيديو يكشفان عن بعض الأفعال الإباحية التي كان يقوم بها وتظهر فيه إحدى الضحيتين وهي في حال فقدان للوعي.

ديبلوماسية الإختطاف والإغتصاب والترويع والتجسّس!
 ج/ لعلامي   بعيدا عن التعميم والتعويم، أصبحت الجزائر تجني من بعض « ضيوفها » الأجانب ما لا يليق بمقامهم وبما لا تستحقه الدولة التي تستضيفهم على ترابها بكرمها وجودها، ولعل قضية « الإغتصاب » التي تورط فيها مسؤول سابق لمكتب « السي آي آي » الأمريكي بالجزائر، تضاف إلى سلسلة من التجاوزات والإنحرافات التي تورطت في صناعتها أياد أجنبية خارج الأعراف والتقاليد الديبلوماسية والقوانين السارية المفعول في ما يتعلق بتنظيم « حقوق وواجبات » الأجانب. في إنتظار نتائج التحقيق، في « فضيحة » الإغتصاب التي تناقلتها وسائل الإعلام، من بينها الصحافة الأمريكية، واجهت الجزائر لعدة سنوات « تورط » ما سمي بـ « الأيادي الأجنبية » في المآسي التي عرفها الجزائريون، فقد تورطت سفارات أجنبية في « التجسّس » على الجزائر، من خلال تنظيم جلسات عشاء ومآدب « إستخباراتية » من أجل جمع المعلومات من عند أحزاب وتنظيمات وشخصيات سياسية ووجوه إعلامية، في تدخل صارخ في الشأن الداخلي وضربا لأبجديات إحترام السيادة الوطنية.                                                     » أياد أجنبية « ، قد تكون نفسها، تورطت في ترويع الجزائريين بتحذيرات من إعتداءات إرهابية إفتراضية ووهمية، وبالتضليل والتغليط والتضخيم، وتسويد كل ما هو جزائري، وبترويج تقارير بوقائع مفبركة وأكاذيب دعائية عدائية، كان الهدف منها ليّ ذراع الدولة وإبتزاز الجزائر تحت الطاولة، خاصة في ظل تمسكها بمواقفها المبدئية والثابتة بشأن عدد من الملفات الإقليمية والدولية. سفارات في الجزائر، تحولت في مرحلة الأزمة، إلى مصانع لإنتاج الإهانة في حق الجزائريين طالبي تأشيرة السفر، فكانت الطوابير والأسئلة المشبوهة والتعامل التمييزي والتفاضلي، مؤشر آخر على التعامل مع الجزائريين بمكيالين لأهداف تبقى مشبوهة وغير مبررة.                                            وقد تورطت أيضا  « جهات أجنبية » بالجزائر، في التمرد على القوانين السارية المفعول، حيث « تجاوزت » في عدد من القضايا الخطوط الحمراء وصلاحيات المؤسسات الرسمية في الجزائر، وراحت تتعامل مباشرة مع أطراف لا علاقة لها بالقنوات الديبلوماسية الجزائرية، وهنا ينبغي الإشارة، إلى أن « أياد أجنبية » شككت في وقت سابق، في التفجير الإنتحاري الذي إستهدف مقر المفوضية الأممية بالعاصمة، قبل أن يهب تقرير لجنة التحري الدولية عكس ما إشتهته تلك الجهات المغرضة، فكان مثبتا ومدعما لتقرير مصالح الأمن الجزائري.       » أياد أجنبية  » كذلك، تورطت في « تهريب » أطفال صغار، منحدرين من ما يسمى بالزواج المختلط بين جزائريين وأجانب، وقد نقلت العديد من الحوادث المنفصلة والعديدة، عمليات « إختطاف » منظمة من طرف « كوموندوس أجنبي » نفذ إختطافات إستعراضية لأبناء جزائريين ذنبهم وجود « مشاكل » مع أزواجهم الأجانب، وفي أغلب الحالات، تم إستبعاد السلطات الأمنية والقضائية الجزائرية من مهمة الفصل القانوني في مثل هذه النزاعات. وترسم أوساط مراقبة علامات استفهام وتعجب أمام تفجير الإعلام الأمريكي لهذه « القنبلة »، في هذا الوقت بالذات، علما أن « الاغتصاب » كان قبل عدة أشهر، فلماذا انتظار أشهر لـ « فضح » مسؤول « السي آي إيه » ونشر غسيل « السيدتين الجزائريتين »؟، ولماذا بلّغت هذه الأخيرة لدى مصالح السفارة الأمريكية بدل أن تبلّغ السلطات الجزائرية؟، ولماذا « تسترت » وسائل الإعلام الأمريكية التي نقلت « الفضيحة »، عن الجنسية الألمانية التي تحملها إحدى « الضحايا »، وأخفت إقامة « الضحية » الثانية باسبانيا؟، ولماذا « تأخرت » مديرية حماية الديبلوماسيين بزيارة إقامة السفارة الأمريكية بالجزائر، إلى غاية مرور فترة طويلة من إيداع الشكاوى؟، وما هي خلفيات التلميح إلى إمكانية لجوء المتهم إلى نشر صور الفيديو في وقت لاحق عبر شبكة الأنترنيت؟  ( المصدر: صحيفة « الشروق » ( يومية- الجزائر ) الصادرة يوم 31 جانفي 2009)

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.