TUNISNEWS
8 ème année, N°3055 du 03.10.2008
حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس
الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان فرع توزر ـ نفطة : بـــــيــــــان
الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان فرع توزر ـ نفطةنفطة في : بـــــيــــــان
الهيئة الوطنية للمحامين الفرع الجهوي للمحامين بتونس:بيـــــــــان:مساندة لنقيب العراق الشرعي الاستاذ ضياء السعدي
إيلاف:تونس: تشديد الحصار على قيادات منظمة حقوقية
مغاربية:مراسلون بلا حدود تشجب سوء المعاملة المتكرر ضد صحفي الجزيرة في تونس
جهاد المبروك تفتك حقها الدستوري في التعليم
محسن الشاوش و عز الدين صابرعضوا جامعة سوسة للحزب الديمقراطي التقدمي : تبرؤ من من و من ماذا
مجموعة من الأساتذة المبرزين : إلى متى تظل مطالب الأساتذة المبرزين طي النسيان؟
مرسل الكسيبي :تعقيبا على ماكتبه الزميل عماد الدائمي بشأن الوسط التونسية
صــابر :اجابة السيد بشير العبيدي كانت على سؤال آخر
الملاحظ الموضوعي : من لا يريد فتح المساجد لا يرخص و لا يشجع على بنائها
زياد الهاني:تحيّـة إلى القاضية وسيلة الكعبي في رباط العزّ
محمد شمام:كيف تعاملت حركة النهضة مع مفهوم الدولة الحديثة الوطنية القائمة على أصول علمانية ؟
الشرق: الرئيس التونسي يكرّم طالبة متحجبة في قصر قرطاج
الصباح:هذه أبرز مشاريع القوانين المعروضة على اللجان البرلمانية في انتظار المصادقة عليها في جلسة عامة نيابية
أمال الهلالي: شباب شعاره الخبز قبل الكبرياء
CNN: مصادر: نجم تونس طارق ذياب يمثل أمام محكمة السبت
نبيل شحتي: أحفاد عقبة بن نافع يتعرّضون لاستفزاز غير المسلمين في الشهر الكريم
مغاربية: تنظيم مائدة مستديرة في تونس لمناقشة مسائل الشباب والتطرف
الصباح: تدهور مصادر الماء في تونس: تملح التربة والاستغلال المفرط للمياه الجوفية من أهم الأسباب
أ ف ب : أوج وانحطاط الملاكمة التونسية
عادل معيزي:عيد طفولتي
محمد العروسي الهاني:الأعياد الدينية مناسبات لدعم التضامن والصفح والتسامح
صالح بشير: مستقبل كيانات المشرق العربي
السبيل أونلاين : كيف أكون صادقا مع ربي العظيم
قنطرة:فشل « مؤتمر مناهضة الأسْلمة » في كولونيا: كنائس كولونيا تنتصر لمآذن مساجدها….
عز الدين عناية:سياسة الأنجلة في المغرب العربي
توفيق المديني:حرب القوقاز … وانفجار الأزمة الأوكرانية
قنطرة:ونستون تشرشل: « حملة صليبية على مملكة المهدي »لحظة ميلاد الحركات الإسلاموية الجهادية؟
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين
21- هشام بنور
22- منير غيث
23- بشير رمضان
24- فتحي العلج
|
16- وحيد السرايري
17- بوراوي مخلوف
18- وصفي الزغلامي
19- عبدالباسط الصليعي
20- الصادق العكاري
|
11- كمال الغضبان
12- منير الحناشي
13- بشير اللواتي
14- محمد نجيب اللواتي
15- الشاذلي النقاش
|
6- منذر البجاوي
7- الياس بن رمضان
8- عبد النبي بن رابح
9- الهادي الغالي
10- حسين الغضبان
|
1- الصادق شورو
2- ابراهيم الدريدي
3- رضا البوكادي
4-نورالدين العرباوي
5- الكريم بعلو
|
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 03 شوال 1429 الموافق ل 03 أكتوبر 2008
أخبار الحريات في تونس
1) إضراب تضامني لبعض عائلات مساجين الرأي: يوم عيد الفطر المبارك قامت بعض عائلات مساجين الرأي بإضراب عن الطعام ليوم واحد تضامنا مع أبنائهم المساجين للمطالبة بإطلاق سراحهم و للفت نظر الجهات الرسمية و المنظمات الحقوقية لمعاناتهم. 2) منع تلميذات محجبات من الدراسة لمدة ساعتين: وقع اليوم الجمعة 3 أكتوبر 2008 منع عدد من التلميذات المحجبات من الدخول إلى قاعات الدروس في كل من المعهد الثانوي بشنني مدينة قابس و المدرسة الإعدادية ببوشمة ضواحي مدينة قابس و قد دام المنع ساعتان و بعد ذلك سمح لهن بالدخول مع إجبارهن على إمضاء التزام يقضي بالتخفيف من تغطية الشعر و ارتداء فولارة دون شدها بالإبر. 3) وفاة السجين السياسي السابق السيد فيصل قربع انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الجمعة 26/09/2008 السجين السياسي السابق السيد فيصل قربع أصيل مدينة قربة من ولاية نابل عن سن تناهز ست و أربعين سنة و تم دفنه بمقبرة المكان يوم 27/09/2008. علما بأن الفقيد دخل السجن سنة 1991 وقضى به سنتين و هو متزوج و أب لولد و بنت. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان فرع توزر ـ نفطة
نفطة في : 03 أكتوبر 2008
بـــــيــــــان
انطلاقا من اعتقاده الراسخ في جدوى الحوار البناء في الوصول إلى حل المشكلات والقضايا مهما كانت عويصة ومعقدة ومن رفضه المطلق للحلول الأمنية والمبنية على العنف ، فإن فرع توزر ـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان يعتبر أن قضية الحوض المنجمي وخصوصا معضلة مدينة الرديف هي مسألة اجتماعية صرفة محورها الأساسي حق كل مواطن في شغل قار طبقا لمقاييس موضوعية وفي كنف الشفافية والوضوح ضمانا للمساواة بين المواطنين وحفاظا على مناخ اجتماعي سليم . وعليه فإن هيئة الفرع تدعو السلط المعنية إلى تسوية وضعية أهالي الحوض المنجمي والاستجابة لمطالبهم المتعلقة بتشغيل أبنائهم المعطلين عن العمل حفاظا على كرامتهم ، وإلى إخلاء سبيل الموقوفين والمحاكمين في علاقة بقضية الشغل كحق مقدس وبشفافية وموضوعية الإنتداب. تطالب بمعاقبة المتسببين الحقيقيين طبقا لقوانين البلاد في كل ما حدث بالحوض المنجمي من أحداث كما يدعو إدارة السجن المدني بالقصرين إلى تمكين السجين عدنان الحاجي من أدويته طبقا لتعليمات طبيبه وتمكينه من القيام بفحوصاته الطبية الدورية خارج السجن حتى لا يتسبب الإهمال الحاصل فيما لا يحمد عقباه . عن فرع توزرـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الرئيس شكري الذويبي ………………………………………………………………………….. الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان فرع توزر ـ نفطة نفطة في : 03 أكتوبر 2008
الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان فرع توزر ـ نفطة نفطة في : 03 أكتوبر 2008 بـــــيــــــان
يستغرب فرع توزر ـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان شديد الإستغراب عدم تمكين المناضل السياسي والحقوقي منصف اللموشي من جواز سفره الذي مضى على تقديم الأوراق اللازمة لإحضاره إلى مركز الشرطة بنفطة أكثر من سنة علما وأن السيد منصف اللموشي لا موانع قانونية تحول دون تمكينه من جوازه الذي هو حق من حقوق كل مواطن تونسي . وأمام هذا التصرف غير العادي والتمشي اللاقانوني الغريب جدا من قبل السلطة الأمنية في البلاد فإن هيئة الفرع . 1. تنكر على المتسبب في حرمان المواطن منصف اللموشي من جواز سفره خرقه لقوانين البلاد ولدستورها ويدعو السيد وزير الداخلية إلى معالجة وتسوية هذه الوضعية بتمكين المتظلم من جواز سفره في أقرب وقت ممكن. 2. يدعو كل المدافعين عن حقوق الإنسان وجميع الأحزاب السياسية وهيئات المجتمع المدني المناضلة من اجل إرساء هذه الحقوق إلى تسخير كل ما في وسعها ليعود هذا الحق لكل من حرم منه لأسباب غير قانونية.
عن فرع توزرـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الرئيس شكري الذويبي
الهيئة الوطنية للمحامين الفرع الجهوي للمحامين بتونس
تونس في :03/10/2008 بيـــــــــان
مساندة لنقيب العراق الشرعي الاستاذ ضياء السعدي
ان مجلس الفرع الجهوي للمحامين بتونس و بعد باطلاعه على المستجدات المتعلقة بوضعية نقابة المحامين العراقيين المتمثلة في صدور قرار عن مجلس القضاء الأعلى العراقي و القاضي بإلغاء القرار الجائر الذي عزل بموجبه النقيب الشرعي للمحامين العراقيين الأستاذ المحامي ضياء السعدي ، و بعد بلوغ المجلس عبر مكالمة هاتفية بين رئيسه الأستاذ عبد الرزاق كيلاني و نقيب العراق الأستاذ ضياء السعدي أعلن فيها هذا الأخير عزمه العودة للعراق من منفاه القسري بسوريا و مباشرة مهامه كنقيب المحامين العراقيين و ذلك رغم المخاطرة الكبيرة بسبب تدهور الوضع الأمني بالعراق فان مجلس الفرع يؤكد على : – تأييده المطلق للمحامين العراقيين في نضالهم المشروع ضد الاحتلال و أعوانه و في الدفاع عن استقلالية نقابتهم و تمسكهم بهيئة النقابة الشرعية و على رأسها النقيب الشرعي الأستاذ ضياء السعدي . – يحذرون أعوان الاحتلال و القوات الأمريكية من مغبة المساس بحياة النقيب و تعريضه للأذى و يطالبون بتوفير الحماية اللازمة له و لأعضاء النقابة و مقرها و عدم التدخل في شؤونها . – يهيبون بكل نقابات و هيئات المحامين و المنظمات الحقوقية العربية و الدولية توفير الدعم المادي و المعنوي لنقابة المحامين العراقيين و النقيب الشرعي الأستاذ ضياء السعدي و الضغط على الإدارة الأمريكية و السلطات العراقية الحالية لحماية النقيب من أي مكروه . عن مجلس الفرع رئيس الفرع عبد الرزاق كيلاني
تونس: تشديد الحصار على قيادات منظمة حقوقية
إسماعيل دبارة إسماعيل دبارة من تونس: حاصرت عناصر الأمن التونسي خلال أيام عيد الفطر رئيس منظمة حرية و انصاف للدفاع عن حقوق الانسان محمد النوري و كاتبها العام عبد الكريم الهاروني و عددا آخر من أعضاء مكتبها التنفيذي. و قال عبد الكريم الهاروني الكاتب العام الجديدي للمنظمة في اتصال هاتفي مع « ايلاف » لازلت أتعرّض إلى حصار أمني مشدد بلغ في الأيام الأخيرة حد الإقامة الجبرية حيث يُحاصر منزلي يوميا بسيارتين و دراجة نارية تابعة للبوليس السياسي ليلا و نهارا و تتم ملاحقتي أين ما اتجه بما في ذلك لأداء الصلاة في المسجد أو زيارة والدتي في المقبرة . كما أمنع من دخول مقر المنظمة مثل بقية أعضاء المكتب التنفيذي و وصل الأمر حد منع زيارة أصدقائي في بيتي على غرار ما حصل يوم السبت الماضي مع الأستاذ محمد ألنوري رئيس المنظمة و عضوين من المكتب التنفيذي ». و يتابع الهاروني : »ليلة أمس، و على الساعة الحادية عشر ليلا تدخل عدد كبير من أعوان البوليس السياسي في أحد المقاهي بضاحية الكرم لمّا كنت أجلس رفقة شقيقي والسيد حمزة حمزة عضو المكتب التنفيذي للمنظمة و أرغمونا على مغادرة المقهى مانعين السيد حمزة حمزة من إيصالنا إلى منازلنا على متن سيارته ، و أمام احتجاجنا على هذه المعاملة اللاقانونية و غير المتحضرة أجابنا أعوان الأمن بأنها » تعليمات ». (المصدر: موقع ايلاف ( بريطانيا) بتاريخ 3 أكتوبر 2008)
مراسلون بلا حدود تشجب سوء المعاملة المتكرر ضد صحفي الجزيرة في تونس
شجبت منظمة مراسلون بلا حدود يوم الإثنين 1 أكتوبر سوء المعاملة المتواصل الذي يتعرض له مراسل الجزيرة لطفي حجي على يد قوات الشرطة التونسية. وقال البيان إن حجي « تعرض للتهجم البدني من قبل رجال أمن بلباس مدني أربع مرات ما بين 20 سبتمبر و27 منه » وقالت المنظمة إن حجي « لم يُسمح له بالعمل بحرية أبدا » وأضافت أنه بعد رفض إصدار بطاقته الصحفية ومنعه من فتح مكتب للجزيرة في العاصمة تونس « تلجأ السلطات الآن لاستخدام القوة من حين لآخر لإقصاء هذا الصحفي المستقل ». وقد وقعت الأحداث الأربعة كلها لما قام حجي بزيارة الحزب التقدمي الديمقراطي المعارض لتغطية الإضراب عن الطعام الذي دخلته الأمينة العامة للحزب مية جريبي ومدير التحرير بجريدة الموقف الناطقة باسم الحزب « الموقف » نيب الشابي. ونُقل عن حجي قوله إن مثل هذه الأحداث « للأسف شائعة في تونس ». جريبي والشابي بدآ إضرابا مفتوحا عن الطعام يوم 20 سبتمبر احتجاجا على المتاعب القانونية التي خلقها صاحب مقر الحزب. (المصدر: موقع « مغاربية » (ممول من طرف وزارة الدفاع الأمريكية) بتاريخ 2 أكتوبر 2008)
جهاد المبروك تفتك حقها الدستوري في التعليم
واصلت جهاد المبروك حقها الدستوري في التعليم بمعهد محمود المسعدي بنابل و ذلك بعد أن تنازل المدير عن مطلبيه اللاقانونيين :الاول اصراره على تعرية رأسها و الثاني اصراره على أن يمضي و ليها على وثيقة تثبت أن ابنته كانت غائبة و لم يقع طردها… وجهاد تشكر الله أولا ثم كل من وقف معها في محنتها هذه من شخصيات وطنية تذكر منهم خاصة السادة:أنور القوصري ومحمد النوري و محمد عبو وعبد الله الزواري فرج الله عليه من منفاه و معز الجماعي و حمزة حمزة وزياد بن سعيد و فوزي الصدقاوي و غيرهم ممن لم تستطع ذاكرتها الاحتفاظ بأسمائهم …كما تشكرالمواقع الالكتونية التي ساندتها وتذكر منها: السبيل أونلاين و كلمة ، والاخوان نت والجزيرة توك و ملتقيات شباب الازهر ومنتدى عمرو خالد ، الحوار نت و غيرهم . كما تهيب خاصة بالوقفة الكبيرة لمنظمة حرية و انصاف وللحزب الديمقراطي التقدمي وللجنة الدفاع عن المحجبات بتونس. شكرا للجميع مرة أخرى الإمضاء :جهاد المبروك
بعد اطلاعنا على ماورد في شبكة الانترنيت بموقع تونس نيوز تحت عنوان » توضيح و إعلان تبرئ » بتاريخ 2 اكتوبر 2008 و الممضى من طرف السيد حسان يونس عضو جامعة سوسة للحزب الديمقراطي التقدمي نرجو نشر التوضيح التالي – إن البيان الصادر على نشرية تونس نيوز بتاريخ 30 سبتمبر 2008 تحت عنوان الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة سوسة و الممضى من طرف أعضاء الجامعة محسن الشاوش و عز الدين صابر و حسان يونس قد تمت مناقشته ثم تنقيحه من طرفنا جميعا و قد اقترح السيد حسان يونس حذف فقرة كاملة ارتآها غير مناسبة فتم له ذلك. – القول بأنه وقع الزج باسمه في هذا البيان دون علمه و دون موافقته لا يستقيم بدليل انه هو الذي نقح و حذف ما لم يستسغه ( الفقرة المشطوبة مازالت شاهدة على عدم صدقه في ما قاله ). – إن إمضاءه بخط يده يفند ما ادعاه و يمكن لكل من يهمه الأمر الاطلاع على الوثيقة الأصلية الممضاة من طرف السيد حسان يونس متى أراد ذلك. – إن القول البيان هو شكل من إشكال الإساءات لحزبنا العتيد فإننا ندعو كل المهتمين بالشأن السياسي أن يطلع عليه و قد دعونا فيه كل المناضلين الصادقين إلى التمسك بثوابت الحزب و ثقافته الديمقراطية و التصدي لمحاولة الزج به في صراعات لا تخدم سوى اللاهثين وراء منافع ذاتية . فهل هذه إساءات للحزب أم ضغوطات مورست على الشاب حسان يونس دفعته إلى التراجع عن مواقفه حتى لو كلفه ذلك التخلي عن مصداقيته و مبادئه. سوسة في 3 أكتوبر 2008 إمضاء محسن الشاوش – عضو جامعة سوسة للحزب الديمقراطي التقدمي عز الدين صابر- عضو جامعة سوسة للحزب الديمقراطي التقدمي
إلى متى تظل مطالب الأساتذة المبرزين طي النسيان؟
تبنى الاتحاد العام التونسي للشغل في إطار المفاوضات الاجتماعية مطالب عدة قطاعات بخصوص المنحة الخصوصية وهي قطاع الأطباء ومدرسي التعليم العالي ومتفقدي التعليم الثانوي ومتفقدي التعليم الأساسي وقطاع القيمين وقطاع أعوان الصحة العمومية. وقد تقدم طرفا المفاوضات اللجنة العليا للمفاوضات وسلطة الإشراف أشواطا مهمة في ذلك. وفي مقابل ذلك وقع إهمال المنحة الخصوصية التي طالب بها في مناسبات عديدة قطاع الأساتذة المبرزين التابعين للتعليم الثانوي والعالي وتم التفويت في حقوقهم المادية رغم توجيههم العديد من الرسائل إلى الجهات المعنية بالاتحاد وخاصة قبل انطلاق المفاوضات إضافة إلى العرائض والتحرّكات والمقالات الصحفيّة التي نشرت في الموضوع قصد التحسيس بمطالبهم وعرضها على الرأي العام. من المعلوم أن الأساتذة المبرزين ينتمون إلى السلك المزدوج ويشكلون قطاعا خصوصيّا وليس لهم هيكل نقابيّ مستقلّ داخل الاتحاد العام التونسي للشغل يعرّف بمشاكلهم المهنيّة ويدافع عن مطالبهم. وقد فسّر البعض تجاهل مطالب المبرّزين بقلّة عددهم وانشغالهم بالبحث الجامعي، ولهذا السّبب تقاسمت كلّ من نقابة التعليم الثانوي ونقابة التعليم العالي مشاكلهم بشكل مناسباتي واهتمّتا بجزء من انشغالاتهم. وبذلك مثّلتا إطارين قانونيين ومنبرين إعلاميّين يعبّر فيه المبرزون عن آرائهم واستحقاقاتهم. ولكن رغم كلّ المناشدات والتشكّيات من التجاهل والإهمال لم تبرمج اللجنة العليا للمفاوضات هذه المطالب ولم تتطرّق إليها رغم تدهور المقدرة الشرائيّة وتعثّر سير البحث لدى معظمهم بسبب عدم توفّر الإمكانيّات الماديّة. من هذا المنطلق نرفع هذا التظلّم من هذا التجاهل إلى قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل ممثلّة في أمينه العام ومكتبه التنفيذي من أجل تدارك هذا السهو. وندعوهم إلى أن ينظروا إلى انشغالات الأساتذة المبرزين بجديّة، وأن يقع إنصافهم وتمكينهم من ورشة عمل علميّة من خلال يوم دراسي وطني يتدارسون فيه مشاكلهم ويعبّرون من خلاله عن تطلّعاتهم واستحقاقاتهم لاسيما وأنّهم لا يقترحون مطالب كماليّة ترفيهيّة كما يعتقد البعض بل حاجات ضروريّة لصنفهم. وطالما أنّهم يلتزمون بالنضال داخل الاتحاد من أجل تحسين المقدرة الشرائيّة لكلّ مواطن وحفظ كرامة كل عامل وتوفير منظومة اجتماعية تضمن العيش الكريم من جهة الصحة والسكن والتعليم والشغل. تتمثل مطالب الأساتذة المبرزين في ما يلي: -الفصل بين الأساتذة المبرزين والأساتذة الأول في قيمة الزيادة في الأجور توافقا مع الاختلاف في الشهادة العلمية المتحصل عليها وإفرادهم درجة تخص صنفهم توافق ما لهم من درجة إدارية مميزة عن الأساتذة الأول. – إفراد الأساتذة المبرزين بمنحة خصوصية تمكنهم من التنظير مع مساعدي التعليم العالي وتساعدهم على انجاز بحوثهم الجامعية والتوفيق بين مباشرتهم للتدريس واهتماماتهم العلمية. -التخفيض في عدد ساعات التدريس المطالب بها من 15ساعة إلى 12 ساعة وذلك لتوفير الوقت الكافي للبحث العلمي وضمان الإفادة والإضافة والجودة في التكوين في المؤسسات التابعين لها. -فتح آفاق الارتقاء المهني وذلك بتشريع درجة جديدة وهي أستاذ مبرز أول فوق الرتبة بعد أن تم إيجاد درجة أستاذ مبرز أول تماما مثلما حصل مع صنف الأساتذة الأول. -أخذ شهادة التبريز بعين الاعتبار أثناء المناظرات الجامعية وإعادة الاعتبار إليها في المنظومة التربوية والكف عن التعامل مع الأساتذة المبرّزين بحساسية من طرف الإطار الإداري والبيداغوجي وإشراكهم في تجارب الإصلاح التربوي والتجديد البيداغوجي والاستفادة من مؤهلاتهم وخبرتهم في وضع البرامج وتأطير الأساتذة المتربصين. نرجو أن تجد هذه المطالب والانشغالات طريقها إلى التجسيم وأن يتفهمها أولو الأمر وخاصة اللجنة العليا المتابعة للمفاوضات الاجتماعية التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل ومصالح وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا ووزارة التربية والتكوين. ولكم جزيل الشكر وفائق التقدير مجموعة من الأساتذة المبرزين
تعقيبا على ماكتبه الزميل عماد الدائمي بشأن الوسط التونسية
اطلعت ظهيرة هذا اليوم الجمعة الثالث من أكتوبر 2008 على النص الذي كتبه الصديق عماد الدائمي بشأن التعديلات أو التحويرات التي طرأت على الخط التحريري للوسط التونسية وانني بهذا الصدد بصفتي مؤسسا للصحيفة ومديرا لشؤونها أود توضيح مايلي : 1- اننا في صحيفة الوسط التونسية نعتز متواضعين بما أنجزناه على مدار ثلاث سنوات من نتائج ميدانية في مجال المشهد الاعلامي التونسي والمغاربي ونعتبر أن تجربتنا قابلة للنقد والمراجعة شأنها في ذلك شأن كل التجارب الاعلامية التونسية , العربية أو الأجنبية. 2- من حقنا في صحيفة الوسط التونسية أن نختار خطا تحريريا متمايزا عن بقية المنابر الاعلامية الاليكترونية أو حتى المطبوعة , اذ ليس من المعقول أن تكون صفحاتنا تكرارا لما ينشر في المنابر والمواقع التونسية الأخرى دون أن نحتفظ لمنبرنا بحق الاختيار أو الانتقاء عند النشر , بمايترتب عن ذلك من ترشيد للخطاب الاعلامي و السياسي وبما يعزز من مناخات التقارب والمصالحات الوطنية الشاملة . 3- ليس عيبا لدينا أن نوفر المناخ العام الذي يساعدنا ويساعد غيرنا على العودة الى التراب الوطني مع انهاء حالة القطيعة والخصومة مع نظام سياسي كان من الخطأ التعامل معه من منطلق المغامرات الطلابية أو المغالبات غير الواقعية في وقت تأكد فيه للجميع – الا من شذ طبعا – فضائل تعزيز مناخات المصالحة والوحدة الوطنية في ربوع المنطقة العربية ومحيطها الاسلامي والدولي . 4- لم نخف ولن نخفي حرصنا على ازالة مناخات التوتر والاشتباك بين السلطة والمعارضة واننا نعتبر أن للاعلام وظيفة رسالية في ذلك لاتتعارض قطعا مع ميثاق شرف المهنة . 5- اننا نحرص في صحيفة الوسط التونسية على تقديم المشهد التونسي والعربي والدولي من منطلق الموضوعية ونقر في شجاعة بما يعترضنا على هذا الدرب من صعوبات ولاسيما اذا ما تعلق الأمر بتغطية المربع السياسي والحقوقي في الدائرة العربية العربية . 6 – ان تجربة الوسط التونسية الاعلامية تتأثر قطعا بموازين القوى السياسية ولاتخفي تأثر وسائل الاعلام بالوسط السياسي الحاكم أو المعارض , بل انها تشكك في مقولة الاستقلال التام لأي وسيلة اعلامية حتى ولو تعلق الأمر بقناة الجزيرة وشبكتها الدولية , اذ لايخفى على الجميع أن لهذه الأخيرة أجندة خاصة في تعاملها مع الأوضاع القطرية-نسبة الى دولة قطر- في مقابل تحرر التغطية المغاربية وفرملة التغطية المتعلقة بشؤون المنطقة الخليجية مخافة اثارة الطبقة الحاكمة بدولة قطر وهو مانظنه أمرا مشروعا اذا ما أخذنا بعين الاعتبار مكان البث والجهات المالية المانحة . 7 – حق الاختلاف في الرؤى الفكرية والسياسية يبقى أمرا مشروعا ومجاله قطعا مقالات الرأي ولاعيب حينئذ أن يتبنى محررو الوسط أو كتابها رؤى متقاربة تحظ على انهاء الصراع الحاد بين مكونات الساحة السياسية التونسية . 8 – نأمل أن يتفهم الأخ العزيز عماد الدائمي احترامنا له ولوجهة نظره , كما احترامنا لآخرين أبدوا انزعاجهم لكسر الاحتكار الذي مارسته بعض الفضاءات الاليكترونية التونسية , واننا بهذا الصدد سنعمل جاهدين على اثراء المشهد بفقه إعلامي جديد يذيب جبل الجليد بين الحاكم والمحكوم ويرسي فضاء حرا وهادئا ومتنورا للإعلام الهادف . 9 – سنسعى جاهدين وفي تدرج الى نقل تجربة الوسط التونسية الى داخل التراب الوطني لنقف عن قرب على المنجزات والثغرات , متطلعين في ذلكم الى اثراء المشهد الاعلامي التونسي ومتشوفين الى علاقة طبيعية بين الحاكم والمحكوم بعيدا عن مثالب التخوين والتآمر والتيئيس التي وقع فيها جزء من الفعل السياسي والإعلامي المعارض. 10 – نؤكد مرة أخرى على تطور وعينا السياسي والفكري كما معارفنا وخبراتنا الاعلامية وهو مايجعلنا نلح في مثل هذا التوقيت على مراجعة تجاربنا في هذه المجالات دون خضوع لمنطق الاستفزاز والحملات التشويهية التي تهدف الى ادخال الجميع الى بيت الطاعة الطهوري المتجلبب بالنقاء المعارض في غير مراعاة لمنطق النسبية وحق الاختلاف في التفاعل مع مكونات الفضاء العام … 11 – أخيرا اننا نمتلك الشجاعة في النقد وتغطية الوقائع والأخبار كما ممارسة الفعل المعارض الجاد وهو مافعلناه , واننا نمتلك الشجاعة في اعلان أي خطوة تقارب أو ائتلاف أو تعاون مع السلطات اذا قدرنا أن المصلحة الوطنية والظرف الاستراتيجي والتاريخي يقتضي ذلك . وان احترامنا للقراء سيجعلنا على قدر عال من الشفافية في ذلك وكل شيء بأوان … وختاما أجدد الشكر للصديق العزيز عماد الدائمي على هذه المشاكسة النقدية كما أعبر عن امتناني لكل من نقد الوسط بدافع الغيرة والمحبة وأعاهد القراء على المضي قدما في مسيرة الاعلام الحر وأنسنة المشهد الفكري والسياسي في تونس والمنطقة. الإمضاء: مرسل الكسيبي،
رئيس تحرير صحيفة الوسط التونسية بتاريخ 3 أكتوبر 2008
بسم الله الرحمان الرحيم
اجابة السيد بشير العبيدي كانت على سؤال آخر
قرأت إجابة السيد بشير العبيدي ، من باريس ، حول التسائل الذى طرحته ، بخصوص محاربة السلطة التونسية للإسلام ؟ أولا أشكره على الإجابة .. وأود التأكيد أنه يسعدنى أن تكون الإجابة بالنفي ، ولكن وفق مبدأ العدل الذى تحدثنا عنه ، وليس وفق الأماني التى غرق فيها البعض . أما ثانيا فإننى أرى إجابته لا تتعلق بموضوع السؤال وإنما تتعلق بطبيعة السلطة التونسية وعلاقتها بكل المعارضة وليس فقط الإسلاميين ، وهذا ما أشرت إليه بأنه موضوع لسؤال آخر . ما ذكره السيد العبيدي صحيح بخصوص سياسة السلطة تجاه المعارضة التونسية ، وإستهداف السلطة معارضيها من كل التيارات لا ينكره أحد ، وهو واقع تونسي معيش . أما رغبة أي سلطة في التحكم والسيطرة وإحتكار العنف وغيرها من أسس ومبادىء الدولة التى نظر لها الفلاسفة ، وتطورت في الغرب (الذى بدأ اصلا التنظير لتجربة الدولة الدكتاتورية كما فعل الفيلسوف جون لوك ) ، فقد كانت في دولنا تجربة مشوهة إعتمدت إحتكار العنف ولم تتطور بل إرتكست حتى كرست نظام شمولي استبدادي ، وعلى كل هذا موضوع نظري شائك ، لا يهمنا فيه غير الإشارة إلى أن تجربتنا في الدولة ما بعد الإستقلال ، أفرزت دولة الإستبداد وعجزت عن تطوير نفسها كما فعلت التجارب الغربية . أنا أميز بين رغبة السلطة في البقاء في سدة الحكم بإستخدام القوة ضد كل معارضيها ، وبين رغبة السلطة في محاربة الظاهرة الإسلامية بكل تجلياتها بما فيها الحركة الإسلامية كإطار تنظيمي وكتيار سياسي عام ، وقد تجد لهاتين المواجهتين دوافع مشتركة ، منها مثلا أن السلطة تريد البقاء وتعتبر ان كل القوى مهما كان توجهها هي تهديد لإستمرارها في الحكم والسيطرة وان كان وهما تغذيه عوامل داخلية في السلطة نفسها ، ولكن هناك تفاصيل لكل هدف خاصة حين أصبحت الحرب على « الإرهاب » هي حرب على الإسلام ، والسلطة تتمعش ماليا وسياسيا من ذلك . كما أن تجربة السلطة التونسية منذ ما بعد الاستقلال إلى الآن تلح في طلب الإجابة الشافية على سؤالي ، والذى اقدر أنه أهم مركز صراع قائم في تونس ، ومن دون تفكيكه لن تستقر البلاد على أي توافق ، مهما حاول المخلصون الذى بدا بعضهم يائسا ، ومهما حاول المتسلقون أن يجعلوا من أنفسهم بساطا لأحذية السلطة . نحن اذن نتحدث على ظاهرة أخرى وسؤال آخر يخص موقف السلطة التونسية من الظاهرة الاسلامية ، وهذه السياسة الرسمية تجاه الإسلام تحتاج إجابة شافية من البعض ، كي يستتبعوا إجابتهم على السؤال ، بما يحتاج من تحليل يستوعب الواقع المعاش وليس الأماني وأحلام اليقضة . هناك جانب يعول عليه البعض وهو أن الحركة الإسلامية التونسية قامت بمغامرات سياسية ، واخطاء في التعامل مع الواقع حتى وصل بهم التحليل الى التسليم الى أن اصبحت السلطة ملاذهم ، بل رشحوا أنفسهم بلا مواربة الى أن يكونوا واجهة من واجهاتها ، وهو ما يمثل ركونا الى الظالم نسأل الله العافية .فأخطاء الحركة الإسلامية ، أصبحت كلمة حق يراد بها باطل ، وكأن السلطة بريئة ، ولم تبيت النية والخطط لإستباحة الإسلاميين . تشخيص الحالة التونسية ، في علاقة السلطة القائمة بالإسلام أصبحت ضرورة منهجية ، ولو كان الجواب بالإيجاب فليس خطره أشد من الفعل نفسه ، فهل يا ترى مصادمة المواطنين واستهدافهم في دينهم إيمانهم يعد أمرا متجاوزا ، وليس له مجاذير خطيرة على البلاد !!!.. وماذا نفعل لو إعتمدت السلطة محاربة الإسلام ؟؟؟..طبعا السلطة لو سألتها ستجيبك بالنفي القاطع ، بل ستقول أن رئيسها حامى الحمى والدين ! أنا لا يعنيني هنا الإجابة على السؤال الذى طرحته وما يعنيني بداية هو طرح السؤال ، عساه يفيد في تقييم المشهد التونسي من هذه الزاوية بمبدأ الواقعية وليس بالأمنيات وحدها. شكرا مرة أخرى ، وان كنت لم تجب على سؤالى كما بينت لك ، فقد أتيت على إجابة لسؤال مهم هو الآخر أوردته عرضا في مقالتي السابقة حول طبيعة السلطة وعلاقتها بكل المعارضة بمن فيهم الإسلاميين . مع أجمل التحيات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته صــابر : سويســرا
من لا يريد فتح المساجد لا يرخص و لا يشجع على بنائها
جاء بنشرية تونس نيوز بتاريخ 2 أكتوبر2008 تحت عنوان ً معركة المساجد بعد معركة الحجاب في تونس : سياسة إغلاق المساجد تنكيلا بالمصلين ًخبر يدعي غلق المسجد الجامع ًالفلاحً بطريق منزل شاكر ومنع افتتاح جامع النور بطريق قرمدة بصفاقس . إن ما جاء في المقال المذكور ينم عن جهل لقانون المساجد المتعارف عليه الذي يسمح بفتح المساجد التي انتهى بناؤها عندما ترسم ضمن المعالم الدينية ويقع تسمية الإطار المشرف عليها. إن المسجد الجامع الفلاحً مرسم بالخارطة المسجدية و المعالم الدينية بوزارة الشؤون الدينية إلا أنه لم يقع بعد تسمية الإطار الديني المشرف عليه ولكن احتفالا بشهر رمضان الكريم وبصفة استثنائية تقرر تمكين المواطنين من آداء شعائرهم طيلة شهر الصيام ووقع مؤقتا تكليف رئيس هيئة بناء الجامع يالإشراف عليه حتى تسمية الإطار الديني المشرف. أما في ما يخص جامع ًالنورً بالمنطقة البيضاء بطريق قرمدة الذي انتهت أشغال البناء فيه مؤخرا فهو موجود ضمن الخارطة المسجدية ولم تتم بعد إجراءات ترسيمه بوزارة الشؤون الدينية [ المتعلقة بملكية الأرض و السجل العقاري …] التي على إثرها تتم تسمية الإطار الديني المشرف . مع الملاحظة إلى من كلف نفسه مهمة « مراقب » أن لا يبني استنتاجاته و أحكامه على معطيات خاطئة تؤدي به إلى اختلاق معارك وهمية لخدمة قضايا سياسية خاسرة تتستر بعباءة الدين.لأن من لا يريد فتح المساجد لا يرخص ولا يشجع على بنائها وصيانتها ورعايتها.
الملاحظ الموضوعي
تحيّـة إلى القاضية وسيلة الكعبي في رباط العزّ
زياد الهاني هذا العيد تذكّرتها.. ففرحت لها وأنا مستشعر فرحتها.. هي لا تعرفني شخصيا ولا أنا، لكن تبلغني أخبارها .. لذلك أعرف حجم معاناتها، وأدرك رحمة العيد بها وهي تعود من رباط عزْها بمدينة قابس، لتحضن طفليها الصغيرين الذين تكابد في فراقهما وهما المحتاجان أشد الحاجة إليها.. وزوجها الذي تمنعه ظروف تدريسه بالعاصمة من الانتقال إلى حيث هي.. فرحت لها لأنها ستوقد موقد مطبخها وتطبخ لأسرتها الصغيرة بيديها، وهي التي تأبى أن تشعل موقدا في غير بيت أسرتها.. أحدثكم عن امرأة لم تساوم على شرف موقفها.. أحدثكم عن سيدة فضلت مواجهة « النفي » في بلدها على أن تبدّل قناعتها، وتتخلى عن تمسكها بالدفاع عن استقلاليـة مهنتها التي لا يمكنها إلاّ أن تكون مستقلـة.. أحدثكم عن سيّـــدة الرجال.. أحدثكم عن ماجدة من بلدي تختزن قيم الرجولة.. الرجولة ليست قضيبا تذبله صولة الأيام، أو سطوة كرسي نفوذ زائـل لا محالة.. الرجولة وقفة عـزّ وكبرياء.. وهي تقف شامخة بكل كبرياء.. وكيف لها أن لا تكون كذلك، وهي تنتخي للدفاع عن شرف أقدس مهنة واستقلالها: القضاء.. أحدثكم عن القاضية الفاضلة السيدة وسيلة الكعبي عضو المكتب التنفيذي الشرعي للجمعية التونسية للقضاة.. شرف وواجب علىكل واحد منّا أن يعمل في أيّ موقع من مواقع الكدّ في هذا الوطن المتعدد التضاريس.. لكن عندما تنتزع أمّ من طفليها، وتُـفرّق عن زوجها.. عندما تُـنقل قاضية بغير رضاها ودون مراعاة لظروفها.. وعندما تلحقُ نقلتها تنقيحات على القانون الأساسي للجمعية التونسية للقضاة التي أبعدت عنها قيادتها بشكل انقلابي، لمنع القضاة العاملين خارج العاصمة من الترشح لعضوية هيئتها المديرة.. فالتفسير واحد لا غير.. نحن أمام عمليّـة نفي متعمّـد وقسري لكسر إرادة الاستقلالية.. لكن القاضية السيدة وسيلة الكعبي ثبتت وصمدت.. وكذلك فعلت القاضية السيدة كلثوم كنّـو، والقاضي الرئيس أحمد الرحموني وبقيّـة زملائهم.. من حق السيد بشير التكاري وزير العدل أن « يفخر بإنجازاته » العبقرية في ملف جمعية القضاة.. من حقه أن يطرب لسطوة مركزه وبهرجه الخدّاع ومنافعه.. لكن رُويــدك، لا يخدعنك الربيع!؟ هؤلاء القضاة ليسوا بالزعماء الساعين لإلهام الجماهير وقيادتها.. ولا هم بالطامحين للعب دور بطولة .. من خلال معاناتهم ومكابدتهم وصبرهم وتحدّيهم في صمت يُــرهب خصومهم، هاهم يصنعون واقعا جديدا.. واقع لا زيف فيه ولا شعارات.. الجمهوريّــة.. لكلّ هؤلاء السادة القضاة الأفاضل أقول.. عيدكم سعيد وكلّ عام وأنتم وأُسـركم بألف خير.. صحيح أنّـي لا أعرفكم.. لكن ثقوا أنى وكثيرين مثلي نحبّـكم ونقدّركم ونوقّـركم.. دمتم لنا.. دمتـم لبلدكم تاجا على رأسه، وغُـرّة في جبينـه، ووقفة عـزّ أمام التاريخ نفاخـر بها الأجيـال
(المصدر: موقع زياد الهاني الإلكتروني بتاريخ 3 أكتوبر 2008)
حتى لا يشوش على الواجب الشرعي – الحلقة الحادية عشرة أدعو إلى محاكمة للأحداث وفق المنهج القرآني (8) كيف تعاملت حركة النهضة مع مفهوم الدولة الحديثة الوطنية القائمة على أصول علمانية ؟
–محمد شمام تفاعلا مع موقف الأخ الفطناسي بالدعوة إلى محاكمة قرآنية للأحداث وفق المنهج القرآني، كانت هذه الحلقة الحادية عشرة في هذه السلسلة. وستكون هذه الحلقة في عدة أجزاء ، كان الأول منها في وقفات مباشرة مع موقف الأخ الفطناسي، وتناول الثاني مقدمات في الواقع وفي المنهجية، والثالث طبيعة محكمة الإسلام وحقيقتها ومناخها وروحها التي بقدر إدراكنا لها بقدر ما يحصل لنا فقه محكمة الإسلام وفقه تناولها للقضايا والأحداث، وتناول الرابع محاكمة حركة النهضة إلى مهمتها الأصلية من زاوية أسسها، والخامس يواصل هذه المحاكمة ولكن من زاوية الإعلان والصدع بدعوة الإسلام وتبليغها، وواصل الجزء السادس محاكمة حركة النهضة إلى مهمتها الأصلية من زاوية تعاملها مع خطة الاستئصال التي تعرضت لها ومدى ثباتها وسلامة سعيها لفك الانغلاق. تمهيد حركة النهضة التونسية هي حركة من حركات الإسلام، همها إقامة الإسلام دعوة والتزاما ، فيما يليها من بلاد المسلمين (وهي تونس) ، متظافرة في ذلك مع كل الامكانيات التونسية الخيرة. هذه هي مهمتها الأصلية وهي مهمة كل الأنبياء والرسل ، ومهمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فأين هي منها الآن؟ أين هي من مهمة إحياء الإسلام وإحياءا على منهاج النبوة ؟ وحتى نجيب على هذا السؤال سوف نحاكمها إلى مسيرة نبينا صلى الله عليه وسلم في نسقها وسياق تطورها العام ، متوقفين عند العديد من العينات والمحطات بما تتجلى به الروح العامة والقيم والضوابط التي كانت تحكم تلك المسيرة. لقد مرت دعوة الإسلام في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم – بعد أن شرفه الله بالنبوة والرسالة – من زاوية أدائها وتطورها بمراحل خمسة. ولقد مرت محاكمة حركة النهضة إلى المرحلة التأسيسة لدعوة الإسلام، وإلى مرحلة إعلان الدعوة والصدع بها وتبليغها في أهل مكة، وإلى مرحلة خطة استئصال مسيرة النبوة حتى الانفراج وانفتاح الآفاق. وبدأنا في الجزء السابق وهو السابع محاكمتها إلى مرحلة التمكين لدعوة الإسلام وتأسيس نموذجه المجتمعي، وسنتم هذه المحاكمة إلى هذه المرحلة في هذاالجزء الثامن والذي يليه (فضلنا أن يكون في جزأين بالنظر لطوله في حين كان المبرمج جزءا واحدا) وذلك في العناصر التالية: 1.فساد منهجية التقطيع : ضرورة الفهم التكاملي لأحداث ومراحل مسيرة النبوة 2.حقيقة دستور المدينة: هل كانت دولة المدينة دولة وطنية أم إسلامية ؟ 3.دور الشدائد في عملية التخريج 4.حقيقة صلح المدينة 5.حقيقة حجة الوداع – حقوق الإنسان لقد رأينا في الجزء السابق ، المرحلةَ من مسيرة النبوة في ذاتها؛ ونحن هنا – في هذا الجزء الثامن – سنتناول العنصرين الأولين من محاكمة حركة النهضة إلى تلك المرحلة. فساد منهجية التقطيع : ضرورة الفهم التكاملي لأحداث ومراحل مسيرة النبوة منهجية التقطيع ليست هي المنهجية الجزئية والتجزيئية لأن هذه الأخيرة منهجية تستصحب أرضية الإسلام وروحه ومقاصده العامة، ولكن هذه منهجية تقطع الكل وتتناوله قطعة قطعة، تقطيعا يضيع الأرضية، ويزهق الروح، ويغفل عن النسق العام وسياقه ومقصوده . إن هذه المنهجية تأخذ القطعة لذاتها مقطوعة عن كل ما سبق ، لتصبح هي مرجع ذاتها ومستند نفسها ، بكل ما يعنيه من اتباع للهوى ، واعتماد أسلوب الانتقاء تبعا لفكرة يحملها صاحبها مسبقا – في الغالب – هي تقاطيع من المنظومة الغربية. وإذا كانت القطعة من المنظومة الإسلامية قد جردت من أرضية الإسلام وروحه ومقاصده ، فإن القطعة من المنظومة الغربية حتى وإن جردت من أرضيتها وروحها ومقاصدها فسرعان ما ستجد كل ذلك في الواقع لتفشيها فيه وهيمنتها عليه فتندمج معه، بل إن القطعة من المنظومة الإسلامية لن تلبث هي ذاتها أن تتلبس بأقدار كبيرة من أرضية المنظومة الغربية وروحها ومقاصدها . ولذلك فيمكن التناول التجريدي في الدوائر الضيقة والمعزولة عن الواقع كالندوات والمؤسسات الداخلية… ولكن بمجرد الدخول بها في الواقع ستجد القطعة الغربية روحها ونسقها الغربي بشكل موضوعي، ولا يكون الفصل بينهما إلا فصلا متكلفا ومتعسفا لن يلبث أن يغيب؛ ولن تلبث القطعة من المنظومة الإسلامية أن تتلبس بأقدا من كل ذلك. بهذه المنهجية التقطيعية الانتقائية تصبح مواثيق المدينة دستورا مدنيا ديمقراطيا بل ووطنيا، ويصبح صلح الحديبية مناورة وتنازلا عن بعض الدين من أجل السياسي، ويصبح خطب حجة الوداع إعلانا لحقوق الإنسان، وتصبح آية « لا إكراه في الدين » إعلانا لحرية المعتقد، وآيات « إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات…” إعلانا للمساواة بين الرجال والنساء وهكذا. إن القرآن كل متكامل يفسر بعضه بعضا ويكمل بعضه بعضا، وما سيرة النبوة إلا الترجمة العملية في المستوى الفردي والأسري والجماعي، وما هي إلا التنزيل على الواقع المعاش وقتها فقد كان صلى الله عليه وسلم « خلقه القرآن ». إنه إذن كما لا يجوز أخذ القرآن تفاريق وأجزاء وتقاطيع، لا يجوز أيضا أخذ السيرة كذلك. وحركة النهضة والغة في هذا الأسلوب وهذا التقطيع إلى عنقها بل يوشك أن يغمرها فتنزلق وتضل الطريق. إنه حتى لا نحيد عن الفهم السليم لمسيرة النبوة من الضروري أن ندرك أن أحداثها ومراحلها لا يطوي لاحقها سابقها، ولكن هي حلقات يدعم بعضها بعضا ، مهامها مطلوبة باستمرار ، والسابق منها هي أصول وأسس لما بعدها . ولهذا فإن مراجعة حركة النهضة مع أصل مهمتها تقتضي محاكمتها إلى كافة تلك المراحل النبوية بمهامها وأساليبها وروحها ومقاصدها وضوابطها . بهذا التكامل والترابط ينبغي أن تفهم أحداث وأطوار وتطورات مسيرة النبوة ، وأن يستفاد منه في أي بناء جديد. وفيما يلي وبالمنهجية التكاملية ستكون لنا وقفات أربعة عند حقيقة دستور المدينة، ودور الشدائد في عملية التخريج ، وحقيقة صلح الحديبية، وحقيقة حجة الوداع. حقيقة دستور المدينة: هل كانت دولة المدينة دولة وطنية أم إسلامية ؟ العمل السياسي كما يمارس الآن استدعى مفهوم « المواطنة » الذي يقول بأن الجامع بين التونسيين هو الوطن وليس الدين، كما استدعى مجموعة أخرى من مفاهيم الحداثة ، وهي في جملتها منظومة واحدة إذا جذبت واحدا منها جاءتك البقية . فكيف تعاملت حركة النهضة مع هذا الواقع؟ وأين هي من أصالة مشروعها، وتأصيل المفاهيم المستحدثة ، وتأصيل السياسة والعمل السياسي ؟ وقد يكون من الأنسب طرح هذا الإشكال طرحا أكثر أصولية كالتالي : الدولة الحديثة هي دولة وطنية وقومية تقوم على أصول علمانية، فكيف يستطيع الإسلاميون أن يتجاوزوا هذا المأزق؟ وكيف يمكن أن يقيموا دولة إسلامية في هذا الوعاء الذي صممه الخصوم؟ لقد تعاملت حركة النهضة ببساطة مع كل هذا ، وسلمت بأن المواطنة هي الأساس في الحقوق والواجبات على التونسيين ، بل وعملت على تأصيل ذلك بـ »وثيقة المدينة » التي عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قبائل المدينة المختلفة بما فيها قبائل يهود. وزعمت بالمنطوق أو المفهوم أن من لم يهاجر إلى المدينة لم ينل حق المواطنة ، وأن كل من هو موجود في الدولة الإسلامية بشكل دائم غير طارئ فهو مواطن فيها. إن مفهوم المواطنة هذا هو نابع بالنسبة إليها من الإسلام، وبذلك فإن لسائر الناس الحق في أن يشكلوا تنظيماتهم ومؤسساتهم، ولهم الحرية في إبداء آرائهم بما في ذلك في نقد الإسلام . وما دامت الأغلبية مسلمة وحريصة على الإسلام فلن يستطيع المواطنون غير المسلمين أن ينالوا من الإسلام ولا من المسلمين. 1 – هل قامت دولة المدينة على أساس الدين أم على أساس الوطن؟ لقد مثّلت الهجرة من مكّة إلى المدينة منعرجا حاسما ، إذ حوّلت الإسلام من دعوة محاصرة ومعذّبة – محصور مجهودها فى الثبات والصمود كدعوة وتبليغ وصدع برسالة الإسلام ، وفي العمل على تثبيت المؤمنين والتهوين عليهم والبحث لهم عن مخارج وقتية – إلى أرض وأهل وأنصار يقام فيها وبهم ومعهم دولة ومجتمع ، فهل أقيمت هذه الدولة وهذا المجتمع على أساس الدين أم على أساس الوطن؟ 2 – دولة المدينة ليست شيئا آخر غير تطبيق وتنزيل للقرآن إن دولة المدينة هي ولا شك تطبيق للقرآن وتنزيل له على المدينة وأهلها، خاصة وأن هذه الدولة لم تكن لها إكراهات لا من داخلها ولا من خارجها تضطرها لأن تكون شيئا آخر غير تطبيق وتنزيل للقرآن. إن من يعيش مع القرآن لا يجد فيه إلا أن أساس الحقوق والواجبات والعلاقات والقيم هو الرابط في الله، فهل يعقل أن يكون تنزيل ذلك على المدينة غير ذلك؟ وأن يتحول إلى أن أساس الحقوق والواجبات والعلاقات والقيم هو الوطن؟ 3 – القرآن جعل الدين هو أساس العلاقة بين البشرية لقد تحدث على جميعها بكل شعوبها وقبائلها، وجعل أساس العلاقة بينها هو الدين « يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ». لقد أراد الإسلام أن تكون العلاقات بين مكونات البشرية مفتوحة من أجل التعارف، ووجه البشرية للاستفادة من بعضها أساسا في ما يتقدم بها ويسمو بها في علاقتها بربها « إن أكرمكم عند الله أتقاكم ». 4 – دولة الإسلام الأولى لم تتكون وتتأسس بوثيقة المدينة إن دولة الإسلام الأولى لم تتكون وتتأسس بوثيقة المدينة بل ببيعة النصرة التي ترتكز على بيعة الإسلام الأولى. تلك البيعة كانت بيعة تأسيس دولة الإسلام برئاسة رسول الإسلام. ولم يشارك اليهود في هذا التأسيس ولا في هذا الانتخاب للرئيس ، إذ ليسوا هم – في اعتبار أنفسهم وفي إعتبار قبيلتي الأوس والخزرج السكان الأصليين للمدينة – إلا لاجئين مقيمين أذِن لهم في الإقامة . ولذلك من المهمات الأولى التي قامت بها القيادة الجديدة هو تنظيم وضبط هذا التواجد في الدولة الإسلا مية الناشئة وذلك بالعهد والميثاق الذي أبرم معهم. ومثلهم في ذلك كمثل اللاجئين والمقيمين في بلاد الغرب في هذا العصر من أهل الإسلام وغيرهم، حيث أن لهم حقوق وواجبات يتساوون فيها مع أهل البلد ، ولكن ليست لهم بعض الحقوق والواجبات الخاصة بأهل البلد مثل بعض حقوق الانتخاب لسلطة البلد رئاسة وبرلمانا… إن ميثاق المدينة لا يعدو كونه إجراءات ترتيبية منظمة للحقوق والواجبات، لاعلاقة لها بتأسيس الدولة ، بله أن تصبح الوثيقة المؤسسة لها وأساسها التي لم يشارك فيها اليهود. ولأن اليهود سمح لهم واعطوا حق الإقامة فإنهم لما نقضوا عهودهم تم إجلاؤهم ، فهل يعقل ذلك لو كانوا أعضاء في دولة الإسلام. 5 – لم تكن الهجرة هجرة إلى وطن الهجرة التي كانت فرضا على المسلمين حتى فتح مكة ، لم تكن هجرة إلى وطن ولكن هجرة تحرر من الكفر والجاهلية ومن الأوطان والدنيا ومن الآباء والعلاقات إلى الإسلام وأهل الإسلام ومجتمع الإسلام ونظام الإسلام. إن الإسلام الذي يمكن للمسلم أن يعيشه في غير مجتمع الإسلام هو إسلام الفرد ، وبعضه قد يحال دونه، وبذلك يكون غير عامل بكل الإسلام وخاصة الإسلام المجتمعي الذي لا يوجد وقتها إلا في دولة ومجتمع المدينة. انظروا كيف تكلم القرآن على الهجرة والمهاجرين، بل من لم تكن هجرته للإسلام تكون هجرة باطلة مردودة حتى أمر بامتحان النساء المهاجرات للمدينة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10)} (سورة الممتحنة). بل إن الآية جعلت رابطة الزوجية مرتكزة على رابطة الدين ، فإذا انعدمت انفصمت عرى الزوجية إلا في حدود وبشروط . فهل يمكن أن تكون الرابطة في الوطن أقل شأنا من ذلك؟ وهل يعقل أن تتأسس في الأصل على غير رابطة الدين إلا استثاءات محدودة ومشروطة ؟ وبهذا صرح الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور » إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى من هاجر إليه « . فهل يقال بعد هذا أن أساس الحقوق والواجبات في المدينة كان على أساس الانتماء للوطن؟ إن هجرة المسلمين كانت هجرة تكميل لدين، ونصرة لمجتمع إسلامي ناشئ، وهروبا من واقع الفتنة والكفر في الدين، ولذلك لما عم الإسلام وفتحت البلاد وتمكنت دولة الإسلام ومجتمع المسلمين سقطت فرضية الهجرة، وقال صلى الله عليه وسلم :” لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية « . 6 – اعتبار وثيقة المدينة هي المؤسسة لدولة الإسلام يجعلها دولة شكلانية مسطحة إن اعتبار وثيقة المدينة هي المؤسسة لدولة الإسلام ومجتمعه، هو قطع لدولة الإسلام الناشئة عن جذورها وأصولها وأرضيتها، وإفقادها لمضمونها وحقيقتها وروحها ومقاصدها، لتؤول إلى دولة شكلانية إجرائية مسطحة لا عمق لها ولا روح ولا مضمون. إن إبراز وثيقة المدينة عند الحديث عن دولة الإسلام الناشئة هو إبراز للشكليات والاجراءات الذي يصبح مهدرا ومضيعا للحقيقة. وللتدقيق فإن ما يطلق عليه بوثيقة المدينة فهو في أصله شيئ
(المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 3 أكتوبر 2008)
الرئيس التونسي يكرّم طالبة متحجبة في قصر قرطاج
تونس – قدس برس حضر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، حفل ليلة القدر الذي أقيم في قصر قرطاج وسط العاصمة، حيث قام بتوزيع جوائز في عدد من المجالات الإسلامية. وأسندت جائزة رئيس الجمهورية العالمية للدراسات الإسلامية لسنة 2008 للدكتورة رونق حسن حسني الأستاذة بجامعة هيريوت وجامعة دورهام بالمملكة المتحدة، والأستاذ دانيال نيومان أستاذ بمدرسة اللغات الحديثة والثقافات بجامعة دورهام بالمملكة المتحدة. كما تولّى الرئيس التونسي تسليم جوائز الفائزين في مسابقة تونس الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره، والتي فاز فيها بالمرتبة الأولى كمال صميدة من تونس يتلوه مشارك من أندونيسيا واثنان من تونس وآخر من قطر. وكرم رئيس الدولة خلال هذا الموكب الفائزين بالمراتب الثلاث الأولى في المسابقة التونسية لحفظ القرآن الكريم، ومن بينهم طالبة متحجبة حصلت على المرتبة الثالثة. وتسلمت الطالبة مريم بالرزاقة جائزتها من يد رئيس الدولة أمام كاميرا القناة التلفزية الحكومية التي بثت الصور. وظهرت هذه الطالبة في القصر الرئاسي بحجاب إسلامي، في الوقت الذي تفرض فيه مؤسسات تعليمية في المدارس الثانوية والجامعات تشديدات صارمة على المحجبات وصلت حد المنع من التسجيل ومن دخول المؤسسات. وأرجع باحث إسلامي تونسي، قيام الرئيس بتسليم جائزة لمحجبة داخل القصر الرئاسي، إلى ما وصفه الفجوة التي يتعامل بها الرئيس مع المحجبات، وبين بعض مديري المدارس الثانوية ‘الذين لا يزالون ينتهكون الحرية الشخصية لتلميذاتهم في مطلع كلّ سنة دراسية’. وقال صلاح الدين الجورشي، في تصريح لـ’قدس برس’، إن هذا السلوك ‘كشف عن غياب ثقافة حقوقية لدى هؤلاء الذين أصبحوا في الفترة الأخيرة أقلّية، حيث أنّ زملاء لهم كثر يمارسون سلوكا متسامحا في مؤسساتهم التعليمية’. (المصدر: صحيفة ‘الشرق’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 1 أكتوبر 2008)
من بينها تنقيح قانون الخدمة الوطنية وتنظيم الإشهار بالملك العمومي..: هذه أبرز مشاريع القوانين المعروضة على اللجان البرلمانية في انتظار المصادقة عليها في جلسة عامة نيابية
تونس ـ الصباح: ينتظر أن يتم خلال الاسبوع الثاني من شهر أكتوبر الجاري افتتاح الدورة العادية النيابية الخامسة والاخيرة للمدة النيابية الحادية عشرة. وكانت بعض اللجان البرلمانية قد شرعت بعد في عقد عدة اجتماعات لتدارس عدد من مشاريع القوانين المعروضة على مجلس النواب في انتظار أن يتم عرضها على جلسة عامة نيابية لمناقشتها والمصادقة عليها. ومن أبرز مشاريع القوانين المعروضة على اللجان مشروع تنقيح قانون الخدمة الوطنية، مشروع قانون يتعلق بالاشهار بالملك العمومي، مشروع تنقيح بعض أحكام مجلة الحقوق العينية، وآخر يتعلق بإحداث المعهد الوطني للاستهلاك. فضلا عن مشروع قانون يتعلق بتيسير المعاملات للاشخاص الحاملين لاعاقة عضوية.. تندرج أحكام مشروع القانون المتعلق بتنقيح القانون عدد 1 لسنة 2004 المؤرخ في 14 جانفي 2004 المتعلق بالخدمة الوطنية، في إطار تشجيع الشباب وخاصة منهم حاملي الشهادات العليا على أداء الخدمة الوطنية، وذلك بتمكينهم من الانتفاع بتأخير في الحد العمري الاقصى المشترط للمشاركة في المناظرات الوطنية وتمكين المنتدبين للعمل بمصالح الدولة أو المؤسسات والمنشآت العمومية من التمتع بتنفيل في الاقدمية لمدة تساوي المدة المقضاة فعليا في الخدمة العسكرية المباشرة. تنظيم الاشهار بالملك العمومي أما مشروع القانون المتعلق بالاشهار بالملك العمومي للطرقات وبالاملاك العقارية المجاورة له التابعـة للاشخاص الهادف إلى تنظيم إشغال الملك العمومي للطرقات التابع للدولة أو الجماعات المحلية لغاية إشهارية، وتنظيم وضع المعلقات وإقامة اللافتات والركائز الاشهارية..كما تهدف إلى إخضاع هذا الصنف من الاشهار إلى قواعد تنظيمية تضمن السلامة على الطرقات والمحافظة على الامن العام وعلى الجمالية الحضارية. وقد تم إخضاع وضع اللافتات والركائز الاشهارية إلى ترخيص من رئيس الجماعة المحلية المعنية. تيسير عملية تحيين الرسوم العقارية وتنظر اللجان أيضا في مشروع قانون يتعلق بتنقيح بعض أحكام القانون عدد 34 لسنة 2001 المؤرخ في 10 أفريل 2001 المتعلق بتحيين الرسوم العقارية. وتهدف أحكام هذا المشروع إلى إرساء مبدإ التقاضي على درجتين في مادة تحيين الرسوم العقارية إلى جانب إدراج وجوبية إنابة محام لتقديم مطالب التحيين لدى المحكمة العقارية وتدقيق الاختصاص الموكول إلى دائرة الرسوم المجمدة، وذلك بهدف توفير ضمانات إضافية للمتقاضين وتيسير عملية تحيين الرسوم العقارية وإخراجها من الجمود وإدخال العقار ضمن الدورة الاقتصادية. كما يتم النظر في سياق متصل في مشروع قانون متعلق بتنقيح وإتمام بعض أحكام مجلة الحقوق العينية، وترمي أحكامه إلى حذف الطعن بالمراجعة في الاحكام الصادرة في مادة التسجيل العقاري بفرعيها الاختياري والاجباري اعتبارا لمحدوديتها، وإقرار وسيلة الطعن بالتعقيب في أحكام المحكمة العقارية بهدف توحيد القضاء في هذه المادة وتوفير ضمانات إضافية للمتقاضين. إحداث المعهد الوطني للاستهلاك ومن المقرر أن تنهي اللجان البرلمانية المعنية النظر في مشروع قانون متعلق بإحداث المعهد الوطني للاستهلاك، الذي يتنزّل في إطار تنفيذ النقطة 14 من البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية « حماية اكبر للمستهلك ». وذلك بإحداث مثل هذه المؤسسات التي من شأنها أن تنظّم المعاملات التجارية وتستجيب لمطالب المستهلك وتطلّعاته خاصة في ظل وفرة السلع والخدمات المعروضة في أسواق تتّسم بالمنافسة. تفعيل عمليات التحكّم في الطاقة إضافة إلى مشروع قانون متعلق بتنقيح وإتمام القانون عدد 72 لسنة 2004 المؤرخ في 2 أوت 2004 والمتعلق بالتحكّم في الطاقة. الذي يهدف إلى مزيد تفعيل عمليات التحكّم في الطاقة والتشجيع على الاستثمار في هذا المجال قصد تحقيق أهداف البرنامج الرباعي للتحكّم في الطاقة الرامي إلى اقتصاد في الطاقة يقدّر بـ20% في سنة 2011 نظرا للوضع الطاقي الصعب نتيجة الارتفاع المشطّ في أسعار المحروقات على المستوى العالمي والعجز في الميزان الطاقي على المستوى الوطني رغم المجهودات التي تبذلها الدولة في المجال. تيسير المعاملات للاشخاص الحاملين لاعاقة عضوية كما ينتظر أن تتم عرض مشروع قانون بتيسير المعاملات للاشخاص الحاملين لاعاقة عضوية، على المصادقة خلال جلسة عامة نيابية، وهو يندرج في إطار مزيد تدعيم حقوق الفئات ذوي الاحتياجات الخصوصية من خلال تبسيط وتيسير الاجراءات المتصلة بالتزاماتهم القانونية التي يحررها عدول الاشهاد وذلك بالاقتصار على شاهد واحد عند التعريف بالهوية والتعريف بالامضاء وإبرام عقود التفويت في المكاسب دون التخلي عن الضمانات الهادفة إلى حمايتهم وتأمين الانتفاع بحقوقهم كاملة. وجاء مشروع القانون المذكور ليعزز المنظومة التشريعية المتعلقة بالاشخاص حاملي الاعاقة العضوية، وذلك من خلال تنقيح أحكام الفقرة الثانية من الفصل 378 من مجلة الحقوق العينية وأحكام الفصل 23 من القانون عدد 60 لسنة 1994 المتعلّق بتنظيم مهنة عدول الاشهاد، وإضافة فقرة جديدة بالعدد 6 من الفصل 3 من القانون عدد 103 لسنة 1994 المتعلّق بالتعريف بالامضاء والاشهاد بمطابقة النسخ للاصل. وهو يرتقي إلى ما دعت إليه النصوص القانونية الدولية وخاصة منها اتفاقيّة حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة وبروتوكولها الاختياري التي حثت على اتخاذ تراتيب تيسيرية معقولة لفائدة هذه الفئة من الاشخاص والتي لا تفرض عبئا غير متناسب أو غير ضروري. المحافظة على أشجار النخيل وتنظر اللجان أيضا في مشروع قانون متعلق بالمحافظة على أشجار النخيل، وهو يندرج في إطار تحيين التشريع الجاري به العمل من أجل الحفاظ على هذه الثروة الوطنية. ويؤكد على الاهمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لنخيل التمور وجدوى وضع هذا الاطار القانوني للمحافظة على موروثنا الجيني من هذا النوع من الاشجار..إضافة إلى مشروع قانون متعلق بإصدار مجلة الموانئ البحرية، يهدف إلى توحيد وتحيين النصوص التنظيمية المتعلقة بالموانئ البحرية التجارية وموانئ الصيد البحري وتوسيع مجال تطبيقها لتشمل الموانئ الترفيهية مع اعتبار خصوصيات كل صنف من الموانئ.. كما يتم تدارس مشروع قانون يتعلق بالموافقة على تعديل الاتفاقية المتعلقة بإحداث مجلس التعاون القمرقي، وهو يهدف إلى تمكين الاتحادات القمرقية أو الاقتصادية من الحصول على صفة العضوية بالمنظمة العالمية القمرقية. علما بأن بلادنا سبق أن صادقت على هذه الاتفاقية بمقتضى القانون عدد 8 لسنة 1967 المؤرخ في 8 مارس 1967. رفيق بن عبد الله (المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس) بتاريخ 2 أكتوبر 2008)
شباب شعاره الخبز قبل الكبرياء
أمال الهلالي من تونس هم أطباء ومهندسون وأساتذة كانوا فيما مضى ينهلون من منابع العلم ويحملون القلم والورقة شأنهم شأن آلاف مؤلفة من زملائهم من حاملي الشهائد العليا الذين حلموا بعد التخرج في الحصول على مراكز ووظائف مرموقة تتلائم وطبيعة شهائدهم لكنهم مع الأسف عوضوا الفكر بالساعد بعد أن سدت أمامهم كل الأبواب في الحصول على عمل محترم وأمام قلة الحيلة والبطالة واكتظاظ سوق الشغل لم يجدوا بدا من النزول عن كبريائهم وثقافتهم لينضموا لبقية الشباب الذين ودعوا مقاعد الدراسة واقتحموا عالم الشغل باكرا.هؤلاء الكوادر لن تجدههم خلف المكاتب الفاخرة أو الجدران المكيفة والمنمقة بل سيعترضونك بالصدفة في أحد الأسواق الشعبية أو حضائر البناء أما قلة قليلة فقد اختار التعويل على نفسها وفتحت مشاريعا خاصة.’إيلاف’ التقت ثلة من هؤلاء الكوادر الجامعية في فضاءات مختلفة وكان التحقيق التالي: شهائد على الرفوف ‘ليتني لم أدرس ولم أدخل يوما معهدا أو كلية وليتني انضممت منذ زمن إلى رفاق الحي الذين اختاروا ميدان التجارة وصاروا الآن من أصحاب رؤوس الأموال وأصغرهم يملك سيارة وفيلا فاخرة في أحد الأحياء الراقية بالعاصمة, أما أنا فقد ضاع عمري في الدراسة لأكثر من 20سنة ولم أظفر بغير شهادة ركنتها على الرفوف بعد أن عجزت لأكثر من 7سنوات على اجتياز مناظرة’ الكاباس’ في مادة الجغرافيا وتبخرت بعد ذلك كل أحلامي وأحلام العائلة في حصولي على وظيفة حكومية قارة لمؤازرة والدي في تحمل مصاريف إخواتي الخمسة لذلك قررت أن أنزل عن كبريائي وأكون واقعيا واقتحمت ميدان التجارة لأقتنع بعد ذلك أن العمل مهما كان نوعه ليس عيبا مادام يضمن لي ولعائلتي الكرامة والخبز’. حالة وسام ليست سوى نموذج مصغر لمئات من الحالات اليومية التي يعيشها خريجوا الكليات في تونس والذين اصطدموا بواقع مرير وبأن سوق الشغل لم تعد تستوعب هذا الكم الهائل من المتخرجين سنويا إضافة إلى فرض امتحان’ الكاباس’وحده الذي يخول لهم الالتحاق بالمدارس والمعاهد للتدريس والذي صار كابوسا مزعجا عند أغلب المتخرجين. محسوبية وأكتاف سامي تخرج منذ 4سنوات من كلية الآداب والعلوم الإنسانية فاختصاص الفلسفة ورغم حرصه كل سنة على اجتياز امتحان’الكاباس’ غير أن الفشل والإخفاق كانا مصيره في كل مرة.يقول محدثي : ‘لا أدري لماذا وضعت هذه المناظرة هل لمساعدة المتخرجين أم لتضييق حظوظهم في الظفر بعمل’. ويضيف بلهجة مستاءة:’مع الأسف ومع احترامي لبعض الكفاءات فان سيطرة’ الأكتاف’ الواسطة والمحسوبية أفقدت مثل هذه المناظرات وغيرها طابع المصداقية وساهمت في تضييق الخناق على بقية المتخرجين الجدد الذين يعرفون مسبقا ماذا سينتظرهم بعد التخرج؟؟؟’. حالة محمد 33 سنة ليست أفضل من سابقيه فقد تخرج منذ 7سنوات في مجال الهندسة الكهربائية ولكنه لحين هذه اللحظة لم يظفر بأي عمل محترم يليق بشهادته واشتغل في عدة مجلات فلاحية بحكم تواجده في مسقط رأسه بجهة الساحل كعامل موسمي في معصرة الزيتون وعامل في حضيرة للبناء يقول محمد:’ لقد ظنننت أنه باختياري لشعبة علمية قد تجاوزت عقدة الآداب والعلوم الإنسانية لكن حساباتي كانت خاطئة وكلما ظفرت في إحدى الصحف بطلب شغل و اتصلت بالمؤسسة المعنية إلا ووضعوا شرطا أساسيا لاحياد عنه ألا وهو عنصر الخبرة فقلي بالله عليك من أين ستأتي الخبرة وهم يسدون أمامنا أبواب الشغل’ويستطرد’لقد تأكدت الآن أن الشهادة العلمية في عصرنا ليست سوى درجة ثقافية لاتنفع إلا للتزويق على الجدران ولاتؤهل حاملها للعمل’. منية تخرجت منذ سنتين كصيدلانية من كلية الصيدلة بالمنستير غير أنها قررت مواصلة الدراسة قصد التخصص لأن أملها في الحصول على شغل حكومي بدأ يتلاشى أما فيما يتعلق بفتح مشروع صيدلية خاصة بها فقد أكدت أن ذلك يتم وفق تنظيم زمني تفاضلي حيث يقع وضع لائحة تفاضلية للصيادلة ويقع تحديد عدد الصيدليات بالنظر للعدد الجملي للسكان في أي قرية أو محافظة.أما زميلتها لبنى فقد ارتأت فتح مصنع للخياطة في مسقط رأسها بجهة قصر هلال مشغلة أكثر من 60 فتاة بعضهن متخرجات وحاملات للشهائد. مشاريع خاصة خلافا لتلك النظرة التشائمية التي طبعت تصريحات الشبان عبر لنا عمر عن مدى سعادته بالحصول على قرض من صندوق التضامن الاجتماعي والذي بفضله استطاع انجاز مشروع فلاحي متخصص في تربية النحل وزراعة العلف في مسقط رأسه بتالة مؤكدا أنه لو نجح في اجتياز مناظرة الكاباس وتحصل على وظيفة حكومية سوف لن يجني من المال مايجنيه الآن من هذا المشروع .محدثي دعا كل الشباب المتخرج إلى القيام بمشاريع خاصة في ظل القرارات والبرامج الحكومية المشجعة على انتصاب الشبان للحساب الخاص فضلا عن تأطيرهم ومتابعتهم في انجاح مشاريعهم. وغير بعيد عن عمر فقد أنشأ أحمد الحاصل على شهادة المحاماة مشروعا خاصا متمثلا في جمع القوارير والأكياس البلاستيكية القابلة للرسكلة صحبة صديق له وأعرب عن مدى سعادته بنجاح هذا المشروع الذي فتح مواطن رزق له و لأبناء جهته. بالرغم من المجهودات المبذولة من قبل الدولة لتوفير مواطن شغل لحاملي الشهائد العليا وبالرغم من تنوع البرامج والهياكل للتشجيع على بعث المشاريع الخاصة غير أن سوق الشغل تبقى من سنة لأخرى عاجزة عن استيعاب الدفعات الهائلة من المتخرجين الجدد والذين يتضاعف عددهم سنة بعد سنة. من جانب آخر أجمع أغلب الشباب الذين قمنا باستجوابهم أن الشهائد العليا فقدت مكانتها وأنهم ضيعوا زهرات شبابهم في الدراسة ليجدوا نفسهم بعد ذلك على قاب قوسين أو أدنى من البطالة والخصاصة. (المصدر: موقع إيلاف (بريطانيا) بتاريخ 3 أكتوبر 2008)
مصادر: نجم تونس طارق ذياب يمثل أمام محكمة السبت
تونس(CNN)– قالت مصادر مقربة من نجم كرة القدم التونسي طارق ذياب إنّه سيمثل السبت أمام المحكمة بتهمة « محاولة رشوة موظف. » وسبق لصحف مثل « أخبار الجمهورية » و »الصباح » واسعتي الانتشار في تونس أن أشارتا إلى أنّ طارق ذياب خضع إلى التحقيق بشأن التهمة. وأضافت المصادر أنّه تمّ احتجاز سيارة طارق، مؤقتا لمدة قاربت الشهر، قبل أن يستعيدها. وأوضحت أنّ أوراق القضية « تدّعي أنّ طارق عرض رشوة على عون أمن » مكلف بالمرور، حيث لم يظهر له طارق ذياب وثيقة التأمين. لكن نفس المصادر اعتبرت القضية « تلفيقية » على خلفية خلاف طارق ذياب مع وزير الرياضة السابق عبد الله الكعبي. ونقلت المصادر عن طارق نفيه للتهمة أمام قاضي التحقيق، زيادة على عدم العثور على أي دليل يسند الادعاءات التي بني عليها أساس القضية حيث لا وجود لأموال ولا وجود لشهود يثبتون أنّ طارق ذياب أساء الأدب مع عون الأمن، متوقعة أن يحكم بتبرئة اللاعب السابق. وقبل أسابيع، أقال الترجي الرياضي التونسي نجمه السابق طارق ذياب من منصب نائب الرئيس، غداة رفضه مصافحة وزير الرياضة التونسي عبد الله الكعبي، الذي أقيل لاحقا وعيّن سفيرا. ورجّحت مواقع رياضية ساعتها أن يكون القرار قد تمّ اتخاذه « بالضغط على رئيس النادي » للانتقام من طارق الذي رفض مصافحة وزير الرياضة الكعبي أثناء مراسم تسلّم الترجي لرمز كأس تونس لكرة القدم. وطارق يعدّ أفضل لاعب في تاريخ الترجي وتونس عامة، حيث أنه الوحيد الذي حصل على الكرة الذهبية الأفريقية عام 1977، كما تمّ اختياره لاعب القرن في تونس. وسبق لطارق ذياب أن استقال سابقا من عضويته في الترجي، ورأس فريفه الأول نادي أريانة، قبل أن ينقطع عن العمل الرياضي. وكان طارق قد وجّه انتقادات لاذعة للمسؤولين على الرياضة في تونس بسبب تنامي العنف، وكذلك سوء التسيير، لاسيما فيما يتعلق بملف المنتخب التونسي لكرة القدم تحت قيادة المدرب السابق الفرنسي روجيه لومير. كما سبق لطارق أن انسحب من الترجي عندما كان عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم الحالي سليم شيبوب.
(المصدر: موقع سي أن أن بالعربية (دبي) بتاريخ 3 أكتوبر 2008) الرابط:
http://arabic.cnn.com/2008/sport/10/3/tunisia.tarak
أحفاد عقبة بن نافع يتعرّضون لاستفزاز غير المسلمين في الشهر الكريم التونسيون يروّجون لمدينة القيروان
تونس – نبيل شحتي »رفعنا تقارير وأبلغنا السلطات العمومية ووزارة السياحة التونسية بضرورة التحرك العاجل لحماية سكان ومعالم مدينة القيروان التاريخية من تجاوزات واستفزازات السياح الأجانب غير المسلمين… » بهذه العبارة الحارقة عبر السيد »محسن التميمي » إمام مسجد عقبة ابن نافع وعضو بمجلس النواب التونسي عن قلقه إزاء تجاوزات السياح على حرمة مدينة القيروان ومعالمها الإسلامية. ودلك بإيعاز من أصحاب الوكالات الخاصة للسياحة والأسفار الذين لا يهمهم شيء سوى السعي وراء الربح على حساب المقدّسات الدينية. يقول السيد محسن التميمي في تصريح لـ »الخبر » إن سكان مدينة القيروان المحافظة ضاقوا ذرعا من التجوال اليومي للسياح الأجانب وعوراتهم ظاهرة للعيان، بحيث وصلت استفزازاتهم إلى حد محاولة الولوج إلى داخل مساجد المدينة دون احترام قدسية هذه المواقع الدينية الإسلامية، وحرمة شهر رمضان الكريم ». وما زاد سخط إمام مسجد عقبة ابن نافع العتيق هي استفزازات السياح الأجانب غير المسلمين عند حلول موعد صلاة الجمعة؛ حيث تراهم يتدفقون بالعشرات نحو المساجد العتيقة للمدينة عراة، مما يستدعي من السلطات العمومية التونسية التحرك لإعادة تنظيم الأوضاع وردع تجاوزات أصحاب وكالات السياحة والأسفار، الذين يحاولون زعزعة وتدمير وظيفة مدينة القيروان الدينية المحافظة، التي أسس فيها عقبة ابن نافع في السنة الـ50 هجري إبان الفتوحات الإسلامية في شمال افريقيا عاصمة للمغرب العربي. الشهر الكريم ينتهك أمام أعين القيروانيين يعيش سكان القيروان المدينة المضيافة والمحافظة على أصول الدين والشريعة ضغوطا رهيبة من طرف السياح الأجانب من غير المسلمين، وحتى المسلمين؛ حيت يتراءى لك وأنت تجوب أزقة وشوارع هذه المدينة العتيقة خلال شهر رمضان، مظاهر مسيئة ووضعيات غير أخلاقية يصورها أجانب من مختلف الأجناس ممن قدموا إلى تونس للسياحة في عز الشهر الكريم، فتراهم يلبسون لباسا مكشوفا ويتناولون تبغا ويأكلون أشهى المأكولات غير مبالين بقداسة هذا الشهر الكريم واحترام لمشاعر مسلمي المدينة. لم تثن هذه الاستفزازات عزيمة التونسيين، وهم مشكورون على ذلك؛ حيث وضعوا لمواجهة هذه الضغوط برنامجا حكوميا يهندس له ممثلون عن الديوان القومي التونسي للسياحة للنهوض بمدينة القيروان التاريخية والترويج لها كي تكون رابع مدينة إسلامية في العالم بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس. وما جعل التونسيين يروّجون لهده الفكرة هو عظمة وتاريخ هذه المدينة التاريخية المحافظة، التي يحاول سكانها ومسؤولوها وضع استراتيجية ناجعة لجلب السياح العرب والمسلمين خلال شهر رمضان بعدما عرفت المدينة ركودا سياحيا رهيبا في عز فصل الصيف؛ حيث غادر وقاطع الآلاف من السياح المسلمين المدينة عائدين إلى بلدانهم، خاصة الجزائريين والليبيين؛ حيث سجل الديوان القومي التونسي للسياحة خلال الفترة الممتدة من جانفي إلى نهاية أوت قدوم 2049 شخص منها 688 شخص خلال أوت الماضي، في حين سجل خلال الأسبوعان الأولان من شهر سبتمبر تقلصا رهيب في الوافدين لم يتعد أصابع اليد الواحدة. بينما زارها أكثر من 50 ألف أجنبي خلال السنة الجارية منهم 7000 في شهر أوت فقط. القيروان مدينة الثلاثمائة مسجد عتيق يعود تاريخ مدينة القيروان التي تبعد عن العاصمة التونسية بحوالي 180 كيلومتر، حسب السيد »محسن التميمي » إمام مسجد عقبة ابن نافع، إلى العام 50 للهجرة، أي حوالي 670 ميلادي، عندما قام عقبة ابن نافع بإنشائها وكان هدفه محاولة تثبيت أقدام المسلمين ونشر الدعوة الإسلامية في هذه البلاد. تسمى القيروان أيضا مدينة الثلاثمائة مسجد عتيق، فحين النظر إليها من الجو تبدو القباب التي تشير إلى المساجد وأضرحة الأولياء والزوايا متناثرة هنا وهناك، مما يخيل لك وكأنما في كل بيت بني مسجد أو زاوية. وتعد القيروان أولى المدن الإسلامية في المغرب العربي، فكانت تلعب دورين هامين في آن واحد هما الجهاد والدعوة، حيث بقيت حوالي أربعة قرون عاصمة الإسلام الأولى في افريقيا والأندلس ومركزا حربيا للجيوش الإسلامية ونقطة ارتكاز رئيسية لإشاعة اللغة العربية. ولهذه الأسباب وغيرها قرر القائد الإسلامي عقبة ابن نافع بناء مدينة القيروان في القرن الشمالي لإفريقيا في مكان تتوافر فيه شروط الأمن الدعوي والحركي للمسلمين. وانطبقت كل الشروط، حسب السيد »محسن التميمي »، المطلوب توافرها في منطقة مليئة بالأحراش والوحوش والحيات؛ فقال رجال عقبة ابن نافع، حسب محدثنا، »إنك أمرتنا بالبناء في شعاب ونحن نخاف من السباع والحيات وغير ذلك من دواب الأرض! » وكان في عسكر عقبة ابن نافع خمسة عشر رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجمعهم وقال »إني داع فأمنوا » وبالفعل دعا الله عز وجل طويلا والصحابة والناس، ثم قال عقبة مخاطبا سكان الشعاب »يا أيتها الحيات والسباع نحن أصحاب رسول الله، فارحلوا عنا، فإن نزلنا ومن وجدناه بعد ذلك قتلناه »، فحدث بعدها العجب؛ حيث خرجت السباع من الأحراش تحمل أشبالها والذئب يحمل جراءه والحيات تحمل أولادها »، فنادى عقبة في الناس »كفوا عنهم حتى يرحلوا عنا »، واستمر بناء القيروان قرابة الخمس سنوات، حتى أصبحت جوهرة المغرب العربي. وشيد عقبة ابن نافع بها جامعا كبيرا أصبح منارة العلم وقبلة طلاب العلم والشريعة. (المصدر: صحيفة ‘الخبر’ (يومية – الجزائر) الصادرة يوم 30 سبتمبر 2008) الرابط:http://www.elkhabar.com/quotidien/?ida=125334&idc=32
تنظيم مائدة مستديرة في تونس لمناقشة مسائل الشباب والتطرف
في مائدة مستديرة جديدة للنقاش في العاصمة التونسية، تطرق المشاركون من خبراء وشباب إلى العوامل التي تؤدي بالشباب إلى الانزلاق تحت الايديولوجيات المتطرفة. كتبه جمال العرفاوي من تونس أطلق المشاركون من خبراء السياسة والقانون في ندوة حول الشباب والتطرف دعوات ملحة بضرورة فتح الآفاق أمام الشباب والإنصات باهتمام إلى مطالبهم وإشراكهم في صنع القرار. عُقدت الندوة يوم 26 سبتمبر في العاصمة للتطرق لقضايا الشباب والتطرف. وشارك في الندوة التي نظمتها مؤسسة دي في ميديا ومجموعة دار الصباح الإعلامية بالتعاون مع برنامج مبادرة ميبي الأمريكية متخصصون في الحقلين السياسي والاجتماعي بحضور قياديين شبان يمثلون عدة أحزاب سياسية من مختلف التيارات، بالإضافة إلى رجال قانون والأمين العام للاتحاد العام لطلبة تونس. وقال الإعلامي رضا الكافي الذي أدار الحوار إن اللقاء سيدور حول ضرورة الإجابة عن سؤالين اثنين « الأول حول الأسباب السيكولوجية والسوسيولوجية والاقتصادية والسياسية التي تغذي التطرف لدى الشباب أما الثاني فإنه يهم البحث في العلاج اللازم لهذه المشكلة الخطيرة التي تربك المجتمعات العربية الإسلامية وتؤخر نموها ». وقال الكافي إن التطرف يسيطر على الشخص « أينما تحول رفض وجهة نظر الطرف الآخر إلى عنف شفوي وبدني ». وخلال تطرقه للأسباب التي تحمل الشباب على التطرف أكد فتحي التوزري أستاذ علم النفس وعضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي « أن الشباب الذي يعد الشريحة الأكبر في المجتمع التونسي يتعرض لصعوبات كثيرة تعيق تطلعه نحو أفق أفضل بسبب البطالة ومشاكل أخرى. التوزري قال إن الأوضاع الدولية المتوترة « تثير في الشباب مشاعر القومية والدينية مما يحمله على الانسياق وراء الشعارات الراديكالية الجذابة ». أما هشام سكيك عضو المكتب السياسي لحركة التجديد المعارضة فقد تحدث عن حالة عزوف الشباب التونسي فقال « نحن لم نر منهم أية رغبة للتطلع في المشاركة السياسية على خلاف سنوات السبعينات. لقد تربوا على الطاعة وسط عائلاتهم وفي المدرسة ». أما النائب السابق والمحامي مختار الجلالي فقد أكد « بأنه من الطبيعي أن يتأثر الشبان بأي شيء يمينا أو يسارا لأنه يحب الأعمال البطولية ». لكن الجلالي الذي ترافع في قضايا ضد ملاحقة الشباب القضائية تحت قانون الإرهاب تساءل « حول ما إذا كنا لا نصنع إرهابيين بسبب الفراغ المفزع الذي يعيشه الشباب ». وقال إن أهم مساحة لدينا هي مساحة الفراغ مما يجعله سريع التأثر بمشايخ الدين الذين يخوضون في مسائل تقشعر لها الأبدان فيتلقفها دون دراية أو تحليل ويجد فيها ضالته المنشودة ». أما عبد الوهاب محجوب، أستاذ السيكولوجيا بالجامعة التونسية، فقد دعا إلى عدم تحميل المسؤولية إلى الدعاة الإسلاميين « علينا أن نسأل أنفسنا ماذا قدمنا لشبابنا من علوم حتى ينساقوا وراء هؤلاء؟ هل قدمنا لهم تغذية تربوية سليمة تعتمد على القراءة المتأنية والتحليل العلمي لنحميهم من السقوط في فخ التطرف ». وقال عز الدين زعتور، الأمين العام للاتحاد العام لطلبة تونس إن الشباب لا يهتم بالشأن العام وبعالم السياسة ودعا إلى تمنيع الشباب بأفكار عن قيم العقلانية والالتزام المدني وزعم « لن يتأثر على الإطلاق بأيمن الظواهري ». أما إيمان بلهادي ممثلة الشبيبة النسائية بالاتحاد الوطني للمرأة التونسية فدعت إلى ضرورة الابتعاد عن النظرة التشاؤمية لمستقبل الشباب التونسي مؤكدة بأن آخر المسوح أكدت أن 96 بالمائة من الشباب المشارك أكد رفضه للعنف والتطرف « مما يؤكد أن التطرف في مجتمعنا ليست ظاهرة بل تؤمن به أقلية وهو ناتج عن أسباب اقتصادية واجتماعية وثقافية مما يولد رفض الآخر ومعاداة الاختلاف والتنوع الثقافي والديني ». إيمان دافعت عن الحل الأمني الذي تعتمده السلطات في مواجهة التطرف والذي تعرض إلى انتقادات الكثير من المتدخلين « المعالجة الأمنية ضرورية هي شر لا بد منه ولكنها بالطبع غير كافية ». « فعملية تجفيف منابع التطرف تقتضي معالجات اقتصادية واجتماعية كالقضاء على البطالة وجيوب الخصاصة ونشر ثقافة التسامح والقبول بالآخر ». إيمان دعت الجميع بألا يكونوا متطرفين « ونحن نناقش قضية التطرف ». (المصدر: موقع « مغاربية » (ممول من طرف وزارة الدفاع الأمريكية) بتاريخ 2 أكتوبر 2008) الرابط:http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/ar/features/awi/features/2008/10/02/feature-02
تدهور مصادر الماء في تونس: تملح التربة والاستغلال المفرط للمياه الجوفية من أهم الأسباب
تونس الصباح: بلغت الكلفة الجملية لتدهور الماء بالبلاد التونسية وفق دراسة حديثة كشفت عن نتائجها وزارة البيئة والتنمية المستديمة نحو صفر فاصل 6 بالمائة من الناتج المحلي الخام أي 207 فاصل 5 مليون دينار.. فعلى ضوء نتائج الدراسة الأولى التي تم إعدادها سنة 2004 والتي قدرت كلفة تدهور البيئة بحوالي 2 فاصل 1 بالمائة من الناتج المحلي الخام وبينت أن أهم نسبة للتدهور البيئي ترجع بدرجة أولى إلى تدهور الموارد المائية تم إعداد دراسة حول تقييم كلفة تدهور المياه بالبلاد التونسية.. وقد تم خلال هذه الدراسة التعمق في تحليل كلفة تدهور المياه وذلك بالتدقيق خاصة في تأثير الملوحة والتغدق والترسب بالسدود والمياه المستعملة والمعالجة بطريقة غير كافية على مردود الفلاحة السقوية وتأثير تلوث المياه على إنتاج قطاع الصيد البحري والصحة البشرية والسياحة والتنوع البيولوجي والإفراط في استغلال المياه الجوفية لتلبية متطلبات أهم القطاعات الاقتصادية. وأفضت نتائج الدراسة المتعلقة بتدهور المياه بالبلاد التونسية إلى تحديد النسبة الجملية لكلفة تدهور وهي تتوزع على الفلاحة السقوية بنحو 97 فاصل 9 مليون دينار أي ما نسبته صفر فاصل 19 بالمائة من الناتج المحلي الخام.. وعلى الاستغلال المفرط للمياه الجوفية والذي قدر بنحو 44 فاصل 4 مليون دينار أي ما نسبته صفر فاصل 13 بالمائة من الناتج المحلي الخام.. كما تتوزع هذه الكلفة على قطاع السياحة وقدر المبلغ بنحو 37 فاصل 6 مليون دينار أي ما نسبته صفر فاصل 11 بالمائة من الناتج القومي المحلي الخام.. وتبلغ كلفة تدهور الماء في قطاع الصحة نحو 33 فاصل 5 مليون دينار أي ما نسبته صفر فاصل 10 بالمائة من الناتج المحلي الخام. كما كشفت الدراسة أيضا أن كلفة تدهور الماء في قطاع الصيد البحري ناهزت 16 فاصل 7 مليون دينار وهو ما يساوي صفر فاصل صفر 5 بالمائة من الناتج المحلي الخام كما تتوزع الكلفة على التنوع البيولوجي وحددت بنحو 7 فاصل 3 مليون دينار أي ما نسبته صفر فاصل صفر 2 بالمائة من الناتج المحلي الخام.. أسباب تدهور الماء أبرز التقرير أهم أسباب تدهور الماء بالبلاد التونسية والمتمثلة في تملح التربة المترتب عن الطرق المعتمدة في الاستغلال الفلاحي والاستغلال الفلاحي والاستغلال المفرط للمياه الجوفية. وللعمل على تقليص الكلفة الحالية لتدهور الماء تم خلال الدراسة تقديم اقتراحات عدة تتعلق خاصة بتدعيم مصادر التلوث وتكثيف آليات التشجيع على مقاومة التلوث وتنمية إعادة استعمال المياه المعالجة وتحسين التنسيق بين الهياكل المتدخلة في مجال الماء. وتجدر الإشارة في ما يتعلق باستغلال المياه المعالجة أن دراسة أخرى قدمت جملة من المقترحات لتحويل المياه المعالجة بالمناطق الممتدة بين تونس الكبرى وولاية القيروان والتي يمكن أن تحتضن مناطق سقوية كبرى وأول هذه المناطق هي منوبة تونس الغربية وزغوان سهل بوشة عين عسكر وتمتد على 3 آلاف هكتار لزراعة الشعير والعلف والدرع وتوجد المنطقة الثانية بزغوان خط الفحص الناظور صواف وتمتد على أكثر من 10 آلاف هكتار لزراعة العلف وخاصة الشعير وتوجد المنطقة الثالثة في سوسة سهل كندار وتمتد على أكثر من 10 آلاف هكتار لإنتاج زيت الزيتون وتطوير زراعة النباتات في بعض المراعي أما المنطقة الرابعة فتوجد بالقيروان وتحديدا بمنطقة العلم وتمتد على 10 آلاف هكتار من الأراضي الدولية والخاصة وترمي إلى دعم الأشجار المثمرة والزراعات العلفية وحماية المائدة المائية.. سعيدة بوهلال
(المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس) بتاريخ 2 أكتوبر 2008)
أوج وانحطاط الملاكمة التونسية
يعود هشام بن عمار في آخر فيلم وثائقي له للعهد الذهبي للملاكمة وتعايش الملاكمين المسلمين واليهود والمسيحيين في تونس قبل الاستقلال. لكن هذه الرياضة عرفت تراجعا بعد رحيل الأجانب ومعظم اليهود. نص: كليا كلكوت تحت أضواء النيون، يلقن جاك شيش لملاكمين شباب سلسة من الضربات وتقنيات الملاكمة بناديه الباريسي الذي علقت على جدرانه صور عمالقة هذه الرياضة القتالية من عيار محمد علي ومايك تايسون، والفرنسي مارسيل سيردان. جاك شيش رجل نشيط ذو نظرة ثاقبة وهو من أصل تونسي يهودي. غادر التراب التونسي في خمسينات القرن الماضي ليتابع مشواره كملاكم في فرنسا. اليوم، يحظى شيش بزيارة فيليكس برامي صديقه وبطل فرنسا الأسبق برفقة السينمائي التونسي هشام بن عمار. تصفح الجميع ألبومات الصور وتبادلوا أطراف الحديث حول العهد الذهبي الذي شهدته الملاكمة التونسية. عاد هشام بن عمار إلى باريس بعد سنة من إنهائه لفيلم وثائقي ‘ شفت النجوم في القايلة’ الذي تطرق لتاريخ الملاكمة التونسية من أوجها إلى تقهقرها. فقبل استقلال تونس، كان المستعمرون الفرنسيون والمهاجرون المالطيون والإيطاليون والمسلمون واليهود – الذين كانوا يمثلون شريحة عريضة في المجتمع التونسي قبل الخمسينات- ينظمون مباريات في الملاكمة. وقد اقتحم جاك شيش عالم الملاكمة عن عمر 14 بعد مشاهدته لفيلم يروي قصة الملاكم الفرنسي من أصل مغربي مارسيل سيردان والذي اشتهر بقصته الغرامية مع المغنية الفرنسية الشهيرة إيديت بياف، لكن المشرف على النادي الذي سجل به لم يثق في صدق تحمس جاك شيش لممارسة الملاكمة. ويقول شيش ‘ لكني عدت وشاهدت، وها أنا هنا ستون عاما على مرور ذلك’. بالنسبة لهؤلاء الملاكمين، تعد ثلاثينات وأربعينات وخمسينات القرن الماضي فترة الأوج في عمر الملاكمة التونسية، إذ شهدت تألق أكبر الملاكمين التونسيين من قبيل البطل العالمي ‘يونغ بيريز’ الذي توفي في أحد المعسكرات النازية وكذلك صادوق عمران الملقب بـ’الملاكم ذو اليد الحديدية’ في تونس. لكل غايته من ممارسة الملاكمة يقول جاك شيش مبتسما ‘لتنظيم مباراة جيدة في الملاكمة، تجب مشاركة مسلم ومسيحي ويهودي’، ويضيف ‘ كان الجمهور يأتي لدعم طائفته، مما كان يتسبب في نشوب معارك لكنها كانت تنتهي بدون مشاكل. كنا نحتفل، كان ذلك رائعا’. ويروي هشام بن عمار أن الملاكمين كانوا يتعارفون، وكان كل ملاكم يمثل جهته وسط شجارات سبقت الاستقلال عام 1956 بخصوص السلطة . ‘كانت الطوائف أو المجموعات تتواجه لاختلاف مصالحها داخل المجتمع التونسي، فقد كان لكل طرف قاعته وشعاراته’. ويواصل ‘لكنهم كانوا يظهرون أنهم قادرون رغم الشجارات والملاكمة على التعايش’. الفقراء من جهتهم كانوا يمارسون الملاكمة من أجل العيش. ففليكس برامي الذي مارس الملاكمة لأول مرة في تونس وأصبح بطل فرنسا عام 1961، يؤكد ذلك عندما يتذكر خطواته الأولى بهذه الرياضة ‘كنت شابا، لم يكن لدي مال، اضطررت لممارسة الملاكمة من أجل والدي ومن أجلي’. انحطاط الملاكمة التونسية بعد الاستقلال خطت ممارسة الرياضة بتونس المستعمرة خطواتها الأولى عام 1910. في البداية لم يكن التونسيون المسلمون يهتمون بها بحسب هشام بن عمار، لكنهم نقلوا تدريجيا نضالهم ضد الاستعمار إلى حلبات الملاكمة. ويوضح بن عمار ‘ إبان فترة مقاومة الاستعمار، كان للمسلمين التونسيين رهان، كانت لهم قضية يدافعون عنها’، لكن حماسة الملاكمين التونسيين تراجعت بحصول تونس على الاستقلال. واستنادا إلى هشام بن عمار فإن خروج الاستعمار ورحيل الأجانب واليهود عن تونس كانت عوامل من بين أخرى تسببت في انحطاط وتراجع الملاكمة التونسية. ‘للأسف، فبالنظر لأحداث تلك الفترة، اضطررنا لمغادرة البلاد’، يحكي جاك شيش الذي غادر التراب التونسي عام 1955 ليستقر بباريس، لكنه يعود كل سنة إلى تونس للقاء أصدقائه ويتحسر على فترة وأماكن تنظيم مباريات الملاكمة عندما كان يعيش في تونس ‘ هذا شيء محزن، فلن تعود الأمور كما كانت عليه أبدا’. وبعد 1956، اتسعت الهوة بين المسلمين واليهود وبلغت أوجها عند اندلاع حرب الستة أيام عام 1967 والتي دارت بين إسرائيل ودول عربية. فبعدما كانت تونس موطنا لشريحة عريضة من اليهود قبل قيام دولة إسرائيل عام 1948، لم يعد يتواجد بها حاليا سوى 1500 إلى 2000 يهودي مقيم هناك. (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية( أ ف ب) بتاريخ 2 أكتوبر 2008)
عيد طفولتي
بقلم:عادل معيزي كان شهر رمضان في طفولتي شهرا طويلا جدا بأيامه القائضة ولياليه الضاجة في مدينتي الصغيرة المضاءة بروائح رمضانية مختلفة عن بقية اشهر السنة. كنت اقضي أيامه بين القراءة من حين الى آخر واللعب في فناء بيتنا المطل على سروة المدرسة التي تظل تذكرني خلال فصل الصيف بضرورة العودة اليها في مدخل الخريف… كنت أظل في البيت الى فترة قبيل آذان المغرب حيث كانت امي تدفع بنا انا وإخوتي الى اللعب في الرصيف حتى تمنع عنا بطش ابي الصائم وتحمينا من الشرر الذي كان يتطاير من عينيه فيضيء الأماكن المعتمة في الأركان … إلا انه لا بدّ لي من الاعتراف بأنني لم أتوصل سواء الآن او في ما مضى الى ربط العلاقة بين رمضان والغضب حتى كدت أجهش بالبكاء خوفا كلما صادفني شخص يُدعى رمضان. لم يكن ابي يغضب او يشتد به الاحتقان الا في شهر رمضان وكنت اسمع أمي تحذرني بالقول « احذر ان أباك مرمضن» مع ان ابي كانت له أسماء عديدة دون ان يكون من بينها رمضان، فكان يدعى من قبل أبناء قبيلته في القيروان ابا القاسم وفي مدينتنا التي لا يعرف احد من سكانها متى جاء إليها ولا لماذا – بسجل حياة نظيف وبلا موارد معروفة – كان يُدعى محمد القروي ولكنه كان يقصر توقيعه أحيانا على «ع.ل.ي» بأحرف فرنسية مشوشة قبل ان نعرف من هو في الحقيقة ومن أين أتى، إلى أن عرفنا عندما كبرنا من خلال أوراقه الرسمية انه يُدعى علي و عرفنا من حكايات أمي انه جاء بها من القيروان ليعمل نجارا في المصنع الوحيد بالمدينة. كنت أول شخص في الأسرة يعرف أن أبي اشترى لي ولإخوتي الأقمشة لخياطة ملابس العيد والأحذية اللمّاعة والجوارب الجديدة وبعض اللعب عندما دخلت في احد الليالي إلى غرفة نومه وفتحت درج الخزانة الذي سهت أمي عن ترك المفتاح به حيث كنت أحاول الاختباء عن أخي في لعبة الغميضة عندما كانت أمي جالسة عند باب بيتنا تتبادل الحديث مع صديقة زائرة. كنت احدث إخوتي طوال الليالي المتبقية من رمضان عن مشاهداتي وكانوا يُلحّون في السؤال عن التفاصيل : هل رأيت حذاء سلوى ؟ هل رأيت فستان آمال ؟ هل رأيت لعبة نجاة ؟ هل شاهدت جوارب الصحبي ؟ وماذا اشترى لمنيرة؟ ما هو لون حذاء رضا…؟ وعلى خلاف تعفّف أبي الاصطفائي عن الكلام كان لسان أمي أكثر طلاقة عندما لا تجد مخرجا من كثرة إحراجها بالأسئلة فتعلن الحقائق- التي ظللنا ننتظرها طويلا- لكل واحد منا في وجهه بعد أن تفشل في إخفاء المفاجآت السارة التي كان أبي يحرص على إخفائها في انتظار الوقت المناسب. وفي ليلة العيد يكون كل شيء جاهزا ولا يبقى سوى أخذنا إلى حلاق الحي لنظل ننتظر طابورا طويلا من المنتظرين قبلنا بينما أصوات مدافع العيد تلتهم بقية الصمت وتعلو على ضجيج المارة وباعة الأرصفة الذين لا يتوقفون على الهتاف داعين الناس الى سلعهم زهيدة الثمن وإذا عدنا قبيل منتصف الليل تتدبر أمي أمر استحمامنا الواحد تلو الآخر الى ان يتم كل شيء ونقيس الملابس والأحذية لبرهة قصيرة جدا من الزمن ثم ننزعها في انتظار الصباح… وكانت أكثر ذكرياتي إثارة للقلق في ذلك الزمن ان لا يأتي الصباح او أن لا يأتي العيد في الصباح وكم سأجمع من مال «العيدية» ونحن بلا أقرباء نزورهم عدا بعض الجيران، هل سيكفي لشراء اللعبة التي اشتهي والذهاب الى حديقة الألعاب التي لا أراها الا أيام العيد لأركب الأرجوحة وهل…؟ أظل أتحرق شوقا إلى أن يأخذني النعاس في لحظات الفجر الأولى. # # # في الصباح انهض متلعثم الخطى من طول السهر وقلة النوم تساعدني أختي على ارتداء ملابسي فيما أمي تمشط شعر اختي الصغرى وإذا جهزنا نجد أبي ينتظرنا ببشاشة غابت عنه طوال شهر رمضان نقف في طابور ونتقدم واحدا واحدا نقبله ونقول له : « عيدك مبروك بابا » فيبادلنا القبلات ويعطي كلاّ منا قطعة نقدية ثم تجهز أمي صحون الحلويات وتقدمها لنا لنأخذها الى بيوت الجيران علّنا نظفر ببعض القطع النقدية… كنت أقوم بواجبات العيد الصباحية بسرعة فريدة لأتخلص من كتيبة الإخوة والأخوات وامضي في الشوارع وحدي متجولا بين مفارش اللعب التي نصبها الباعة على الرصيف ادخل الى محلّ واخرج من آخر وصولا الى زقاق «سيدي عاصم» اين تصدمني روائح المشاوي مختلطة مع صراخ الباعة وأصوات مزامير الاطفال وفرقعة البالونات من حين لآخر والغريب وانا أفكر في الأمر الآن هو انني كنت مأخوذا بعزلة ما أجدها محببة لنفسي وانا امضي في الأزقة أشاهد حزن طفل على انكسار لعبته وقد اشتراها للتوّ وكآبة طفلة انفلقت بالونتها أتحاور مع نفسي مثل رجل كبير شجاع وواثق من نفسه ولكنّي لم استطع ان أقاوم أبدا الإغراء الدائم لخيالي ان تكون لي قرية مليئة باللعب والمزامير أوزعها على إخوتي وعلى الأطفال وأحقق لهم فرحا نادرا، أظل احلم الى أن يرسو مساء العيد على نفسي بكامل كآبته لأجد أمي تودّع زائرة وأبي غارقا في تأمله الكئيب لأدرك بعد سنوات طويلة انه كان يفكر في كيفية إرجاع المال الذي اقترضه وفي مصاريف العودة المدرسية ومصاريف المناسبات القادمة. ( المصدر: جريدة الصحافة ( يومية – تونسية )30- سبتمبر 2008)
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين الرسالة رقم 478
بقلممحمد العروسي الهاني
على موقع الديمقراطية
مناضل كاتب في الشأن الوطني والعربي والإسلامي
الأعياد الدينية مناسبات لدعم التضامن والصفح والتسامح
تحدث في الحلقة الأولى يوم 29/9/2008 عن معاني التسامح في الاعياد الدينية وضرورة العفو والصفح وفتح أبواب الرحمة والقلوب الرحيمة وأشرت في مقالي إلى ما فعله الملك النجاشي ملك الحبشة مع المسلمين في بداية عهد الإسلام ونشر الدعوة الإسلامية المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام وذكرت أن هذا الرجل المصلح صاحب القلب الرحيم أرضه مفتوحة لاستقبال للمسلمين المستضعفين وساعدهم ونصر دينهم ومنحهم الرحمة والاطمئنان والعيش في أمان في مملكته وقلت أن هذا الملك المصلح مسحي لكن قلبه عامرا بالإيمان والرحمة والتسامح قولا وعملا. وما قدمه للنجاشي للمسلمين في عهد بروز الدين الإسلامي أعطى صورة صادقة لدى المسلمين على تعلق هذا المصلح بالقيم والمبادئ السامية ، وقد نال إعجاب ورضاء الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم. ودعاء له بالخير والتوفيق والصلاح…. وما يوجد الآن في أوروبا من تعامل حضاري مع عدد هام من الجالية الإسلامية ومنحتهم الثقة والعيش الكريم وحق اللجوء السياسي هو مستمد من مبادئ الملك النجاشي أول من احتضن المسلمين وناصرهم ودعمهم معنويا وأدبيا وماديا وقلت في الحلقة الأولى ما احوجنا في بلداننا العربية اليوم إلى مثل هذه القيم خاصة وأمتنا العربية متمسكة بالدين الإسلامي وحكامها وقادتها مسلمون وهذا أكبر دعامة للمسلمين وللإسلام في حقيقة الأمر. نرجوا فهم هذه المعاني فهما عميقا بمفهوم قيم الإسلام وثوابت الدين وأقوال الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم الذي قال وهو لا ينطق على الهوى لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه صدقت يا رسول الله. ومن هذا المنطلق والمبادئ الخالد الذي دعمها الرسول سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام لقوله إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق أي أن الرسول لخص رسالته في كلمة. مكارم الأخلاق ومكارم الأخلاق كلمة جامعة شاملة لون نشرع في تحليلها والله مجلدات العالم لا تكفي لهذا المعاني الخالدة وأن من مكارم الأخلاق المعاملة الحسنة ورعاية المساكين والمستضعفين والمظلومين والاهتمام بمشاغلهم والإصغاء إليهم والوقوف إلى جانبهم ونصرتهم والدفاع عن حقوقهم هذا من مكارم الأخلاق الذي ذكرها الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم لكن نحن مازلنا في حاجة إلى فهم حديث رسولنا والعمل به باعتباره المرجع والأساس قال الله تعالى وإنك لعل خلق عظيم صدق الله العظيم. ومن مظاهر الأخلاق أن تهتم بمشاغل الناس وتقرأ مقالتهم وتنصت إلى حاجاتهم وتسمع إلى أقوالهم ولا نحقر الضعفاء والمساكين أصحاب الحقوق علينا. ومن مكارم الأخلاق أن نرفع المظالم على المستضعفين والفقراء وأن نحسن معاملتهم بالتساوي مع بعض الطبقات الأخرى أو الشرائح وأردت الحرص على كلمة الطبقات لأنها برزت مع الأسف في الأعوام الأخيرة وقد نلاحظ أن المواطن المسكين الذي تجبره الظروف القاسية وصعوبة العيش وضرورة السكن الشعبي المتواضع أن يفترض قرضا ضئيلا لا يكاد يذكر من جمعية تنموية بـ350 دينار ويعجز على تسديدها نظرا لأنه شيخ كبير تجاوز 66 سنة وعاطل عن العمل وليس له منحة المعاش هذا الشيخ المسن في العاشر من شهر رمضان المعظم الحالي 2008 يأتيه العدل المنفذ إلى المنزل بجهة بني خلاد ولاية نابل حاملا معه إنذار عاجل أو إبلاغ لحجز ما في البيت ورفعه حالا لبيعه مقابل الدين 350 دينار وفعلا حجز التلفاز والثلاجة و 3 أبناك للنوم هذا ما وجد في منزل الشيخ المسن صاحب الأسرة الكبيرة وماذا قال العدل المنفذ لصاحب المنزل إذا هذا الأثاث لم يكفي لخلاص الدين فأنت مطالب يدفع الباقي وبدون تعليق ؟؟؟ نتمنى هذا الحزم الذي لمسناه من هذا المنفذ والجمعية التنموية لم يقع التعامل معه مع الأشخاص الكبار الذين يقترضون عشرات المليارات وبعضهم حسب معلومات البنوك وتقاريرهم الأموال التي اقترضوها ميؤوس من استرجاعها ؟؟؟ إذا مكارم الأخلاق تفرض العدل والتعامل بالمثل ومواطن أخر في جهة رياض بوهلال – الجم حجز له الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بالمهدية شاحنته مورد رزقه لأنه لم يدفع مبالغ مالية مقابل رخصة نقل البضائع الموظفة على شاحنته القديمة التي أشتراها بأقل من 3 ألف دينار للحصول على لقمة العيش ولو 7 دنانير في اليوم لتسديد خبزة اولاده. * وعينة أخرى ذكرتها في ثلاثة رسائل لأعلى السلطة الرئاسية والوزارة الأولى موظف في شركة الكهرباء والغاز من جهة معتمدية الجم هو الآخر ووقع عزله من عمله يوم 10 أفريل 2008 ورغم المحاولات والاتصالات والمرسلات والرسائل المفتوحة لم يستجيب السيد المدير لطلب الصفح والعفو وقد مر على هذه المعضلة أكثر من 5 أشهر ونصف ولم يراعي هذا المدير ظروف هذا العون وأسرته الكبيرة وكيف عاش في رمضان المعظم وكيف جابها مصاريف العودة المدرسية لخمسة أطفال وكيف حصل له من مشاكل ومشاغل وطلبات من طرفا أولاده الخمسة بمناسبة فرحة العيد للأطفال المبارك. * أما العينة الرابعة فهي تتعلق بحرمان 87 أسرة في منطقة الحجارة و 33 أسرة من قرية البطاطحة عمادة الحجارة معتمدية الحنشة حرمانهم من الماء الصالح للشراب ومشروع إيصال الماء الصالح للشراب انجز عام 2000 عن طريق الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه. وشمل380 أسرة فقط من مجموع 510 عائلية والأسرة التي لم يشملها إيصال الماء هي الأقرب لخزان الماء أمر غير معقول ؟؟؟ ورغم الرسائل المفتوحة والفاكس والتحسيس المباشر والمقالات في الصحف لم تجد الأذان الصاغية وآخر رسالة في الغرض يوم الخميس 21 أوت 2008 قبل الزيادة التي أداها سيادة الرئيس إلى ولاية صفاقس لإعطاء إشارة تدشين الطريق السيارة مساكن صفاقس وقد حرصت على إبلاغها مباشرة للمكتب المكلف بإبلاغ الرسائل إلى سيادة الرئيس وهناك مصلحة خاصة مهتمة بذلك برئاسة الجمهورية .. * أما العينة الخامسة فهي تتعلق بموضوع التعطيب الحاصل والخلل الفادح والواضح للعيان في بعض الطرقات التي أنجزها صندوق التضامن 2626 عن طريق المقاولات الصغرى وخاصة الطريق الرابطة بين مركز بئر صالح ومنطقة الحجارة معتمدية الحنشة 26 كلم هذا الطريق أصبح جزء منه غير صالح ومعطب من جزأ عدم الرقابة الكافية عند إنجازه ومن العوامل التي زادت الطين بله استعمال الشاحنات الكبرى التي تمر يوميا محملة أطنان من الأتربة والحجارة لإنجاز الطريق السيارة ونظرا لضعف المواد التي وضعت عند إنجاز هذا المسلك وهشة البناء فقد انهار الطريق وأصبح الخلل بارزا وقد تم الشعار الوزارة بـ3 رسائل مفتوحة لكن السيدة الوزيرة غير مهتمة بهذا الأمر ولا يهمها إلا العناية بمظاهر ومداخل المدن والمثل يقول يا مزين من برة اشحالك من الداخل ؟؟؟ أواصل ذكر بعض العينات على سبيل الذكر لا الحصر * العينة السادسة هناك شبان متحصلون على شهادة الإجازة أو المرحلة الأولى من التعليم العالي من مناطق الظل وعدتهم وزارة التربية العام المنصرم بالتشغيل في مجال التدريس في التعليم الابتدائي على لسان رئيس ديوان الوزير بصفة رسمية ثم تراجعت الوزارة واعتمد تشغيل غيرهم ربما لمسائل جهوية أو معارف ؟؟؟ * العينة السابعة بعض الشبان المجازين ولهم شهائد في إعادة الاختصاص يعملون بصفة وقتية كمبسطين تابعين لوكالة التشغيل والعمل المستقبلي منذ 7 أعوام كاملة على حساب قرابة 6 أشهر في السنة دون عقود ولا ضمانات مثلهم مثل عمال الحضائر ؟؟؟ والغريب إن وزارة التشغيل تحرص على احترام عقود الشغل والمثل يقول دار النجار بدون أبواب ؟؟؟ * العينة الثامنة شبان وفتيات يحملون شهادة مهندس رئيس في مجال الفلاحة يعملون بصفة وقتية في بعض الإدارة الجهوية للفلاحة بمنح رمزية لا تتجاوز 230 دينار في الشهر مهندس قضى 5 أعوام في التعليم العالي وسنتين للحصول على الشهادة المعمقة و 7 في التعليم الثانوي و 6 من التعليم الابتدائي بعد 20 سنة تضحية وجهاد وأسرة كاملة ضحت بكل الأمكانيات وآخر ابنها أو ابنتها مصيرهم على هذا النحو ؟؟؟ * العينة التاسعة هناك شبان متحصلون على الإجازة والشهادة المعمقة ينتظرون 4 أعوام ولم يقع تشغيلهم وآخرون لهم علاقات ومعارف وأشياء غامضة يقع تشغيلهم حالا ؟؟؟ * العينة العاشرة هناك جهات محلية يقع استيعاب عدد هام من شبابها في مجال التدريس الابتدائي والثانوي وجهات أخرى شبابها عاطل عن العمل ولهم نفس الشهائد العلمية متى يقع وضع حد لهذا التفاوت والامتياز لجهة على حساب جهة أخرى؟؟؟ وتكون المعاملة حضارية وبكامل الوضوح والتعامل بالمثل وقد لاحظنا هذه الأشياء بكل لطف وأخلاق عالية على شاشة المستقلة مشكورا عميدها الدكتور محمد الهاشمي الحامدي على أتاحة هذه الفرصة لتوضيح الممنوع ذكره في صحفنا ؟؟؟ وأعتقد أن هذه العينات الحية التي ذكرتها ليس لرئيس الدولة علما بها ولا يرضى هذا العمل المنافي لقيم الجمهورية ؟؟؟ وقد ذكرتها في كتابي المحجوز منذ شهرين في أروقة المكتبة الوطنية حتى يقرأ ألف مرة لعل يعثرون على كلمة يقع تأوليها أو يعثرون على جملة يحللونها حسب ظنهم وحسب هواهم هذا هو وضعنا وهذه هي الممارسات اليومية التي يعاني منها المواطن التونسي؟؟؟ وعندما نتحدث مع بعض الزملاء نقول لهم أن رئيس الدولة ليس شمس تبزغ وتظهر للجميع كما يقول المثل التونسي وإن الرئيس عندما يعثر على بعض المعطيات والمعلومات لا يبخل بمعالجتها في الوقت لكن حتى تسمح الظروف بذلك. لأن الرسائل والمقالات التي تكتب يوميا على مواقع الانترنات لا يصل منها إلا 1 في المائة وتسع وتسعين في المائة يقع إخفائها لماذا وما هي الفائدة يا ترى ؟؟؟ وأعطي مثال في سنة 2004 زرت باريس ووجهت رسالة سريعة إلى رئيس الجمهورية السيد جاك شيراك حول وضعية تهم حالة والدي الذي قضى 8 سنوات في الجيش الفرنسي في الحرب العالمية الأولى 1914 وقد أسرع رئيس الجمهورية مشكورا بالرد عن الرسالة بكل عناية ورعاية لماذا لأن الرسائل تصل إليه دون حواجز أو موانع أو حسابات أقول هذا بكل صراحة ولا أخشى في الحق لومة لائم. وأعود لأقول أن لا تقدم لتونس ولازدهار إلا بالشفافية والمصداقية والحوار وحرية التعبير بكل وضوح وصراحة. وقد ذكرت أشياء في الرسائل المفتوحة يبكي لها القلب وتدمع العين ولكن لا من مغيث لماذا ؟؟؟ لأن بعض المسؤولين سامحهم الله يخفون الرسائل على الرئيس وهذا حالنا ومكارم الأخلاق تفرض علينا إبلاغ الأمانة. يا أصحاب السيادة والمسؤولية والامتيازات والسيارات الفخمة. قال الله تعالى : وأفو بالعهد إن العهد كان مسؤولا صدق الله العظيم
محمد العروسي الهاني مناضل له رأس مال كبير في حزب التحرير الهاتف : 354 022 22
مستقبل كيانات المشرق العربي
صالح بشير – كاتب تونسي مقيم بإيطاليا إن صح ما ذهبنا إليه في مقالة سابقة من أن «الصيغة اللبنانية» قد تكون مستقبل كيانات المنطقة المشرقية والنموذج الذي تسير نحو احتذائه، نظرا إلى افتقار تلك الكيانات إلى مقومات الوجود والاندماج الوطنييْن، تستعيض عنهما بتعايش، وإن من طبيعة نزاعية كملمح له أساسي وفارق، داخل كيان يتعذر تفكيكه أو إعادة النظر فيه، رغم أنه مصطنع واضطراري، تضمنه (التعايش) قوى خارجية حليفة لكل فئة من الفئات «المحلية» أو الأهلية أو راعية لكل منها، بحيث يبقى مآل مثل تلك الكيانات مشروطا، على نحو لا فكاك منه، بمساومات بين داخل (أو دواخل) وبين خارج (أو خوارج إن جاز هذا الجمع)، تفضي إلى السلام إن استتبت وإلى الاقتتال إن انخرمت. غير أن القول بذلك، وما قد يُستخلص منه من توقعات، لا يعدو أن يكون استجلاءً لمبدأ عام (أو أن ذلك ما يأمله) وتوصيفا لمنحى، وهو لذلك يظل منقوصا لأنه يُغفل التاريخ، وذلك ما يتعين تداركه. إذ إن بين «الصيغة اللبنانية» الأولى، والتي يبدو أنها استوت، بقوّة الأشياء، أصلا، وبين تلك التي قد تحاكيها مستقبلا، فارقا هو المتمثل في المدى الزمني، وهذا لم يكن تعاقبا خاما للأيام وللسنين، بل كان تاريخا، حافلا، بصفته تلك، بتحولات كبرى، بعضها عاصف، شهدتها المنطقة. والفارق الذي نعنيه ونراه أساسيا، اعتبارا لتلك التحولات ولما انجرّ عنها، أن «الصيغة اللبنانية» قامت مساومة بين خارج، هو الغرب، وبين «داخل»، هو المجال العربي، السوري (بمعنى الشّامي)، في طور أوّل ارتبط بالحقبة الاستعمارية، ثم المصري (في العهد الناصري)، في طور لاحق ملازم لفترة الحرب الباردة والاستقطاب الثنائي، وهكذا دواليك، في حين أنه من المرجح لكل مساومة كيانية من ذلك القبيل تنشأ مستقبلا أن تقوم، حصرا، بين خارج وخارج. ذلك أنه لم يبق من طرف إقليمي، منتمٍ إلى المجال العربي، دولةً قطباً أو حالة سياسية ضاغطة تعتمل «جماهيريا»، قادر على أن يستوي شريكا فاعلا، إن بالمبادرة وإن بالضغط، ضالعا في توزيع النفوذ على صعيد المنطقة. الموضوع اللبناني نفسه أضحى يعكس تلك الحالة المستجدة ويشهد عليها، فإذا كان الداخل العربي قد تمثل، طوال العقود الأخيرة، في سوريا، فإن هذه الأخيرة قد آلت في بلاد الأرز إلى انكفائها المعلوم، سحبت قواتها من ذلك البلد انصياعا لقرار أممي، ثم تمادت في الانكفاء حتى بلغت الإقرار بما امتنعت عن الإقرار به منذ أن انبعثت إلى الوجود «دولة» حديثة، أي حتى قبل أن يحكمها ثوريون قوميون وحدويون، نعني الاعتراف باستقلال لبنان وتبادل السفراء معه على ما هو سار معمول به بين دول يُفترض فيهما أنها متكافئة سيادةً. غير أن اللافت في الأمر هذا، وما يقع منه في صلب موضوعنا، أن الانكفاء السوري ذاك لم يتحقق فقط لصالح لبنان، ولكن كذلك، لصالح قوة خارجية، هي إيران التي انفردت بالتأثير واستأثرت بالفعل في المجال اللبناني عبر «حزب الله»، ذلك الذي اجترح، بوصفه المعبّر عن مصالح ومطامح فئة والناهض بتمثيلها، جديدا غير مسبوق في سياسات الطوائف، إذ هو ما عاد يكتفي بتحسين وتقوية موقع من يمثلهم في الدولة التي يُفترض أن تظل المرجعية المسلّم بها، بل استوى قوة محاذية لهذه الأخيرة، تنازعها صلاحياتها وتستحوذ على بعض منها شأن صلاحية إعلان الحرب أو الجنوح إلى السلام، ولا تتردد عن الاستظهار بولائها لسيادة أجنبية من خلال الجهر بالأخذ بمبدأ «ولاية الفقيه» وبالانضواء تحته.. قد يعود ذلك إلى أن انعدام القطب الإقليمي الداخلي، الموازي والموازن، يفضي إلى مثل ذلك الاجتراء ويزيّنه لدى من يُقدم عليه. مثل ذلك ما يبدو أنه ينتظر العراق أيضا، إذا ما قيض له أن ينبعث كيانا من جديد وأن يستعيد دولته، إذ لن تكون هذه الأخيرة، على الأرجح، وقد تبلورت الطوائف والمذاهب والأعراق وسواها من أشكال الانتماءات الأولية كائناتٍ وذوات سياسية، وتواجهت على نحو دموي كان له الأثر الأفعل في فرزها وإقامة «الحدود» بينها، غير نتاج مساومة، تتولى أطراف خارجية، ليس بينها طرف عربي، هي إيران والولايات المتحدة وربما تركيا، زمام رعايتها ودور الضامن لإرسائها أو المبادر إلى إجهاضها، إن دعاه اعتبارٌ إلى ذلك.. وقس على ذلك حال كل كيان من كيانات المنطقة يصيبه تفكك، غير مستبعد البتة، يعيده إلى عناصره الأولى. ذلك أن المنطقة تلك تواجه من جرّاء كل ذلك تحديين في آن، ناجمين عن الإخفاق في إنشاء الدول، أولهما أن تعميم «الصيغة اللبنانية» سيفضي -إن تحقق- إلى استفحال ظاهرة الكيانات التي لا داخل لها، طالما أن مقوماتها، في التئام فئاتها كما في تنازعها، ستتمثل حتما في استدخال القوى الخارجية. والثاني أن الأمر ذاك، معطوفا على انعدام قوة أو قوى إقليمية عربية توازن، وإن بالحد الأدنى، الأقطاب الإقليمية أو الدولية الفاعلة في المنطقة من شأنه أن يجعل هذه الأخيرة، برمتها، بلا داخل، بحيث إنها ستكون، مجرد موضوع أو مادة أولية لصيغٍ مساوماتية تخصها أو تخص كلا من كياناتها، ما يحيلها إلى مجرد مجال مفتوح، منفعل غير فاعل، لصراع الإمبراطوريات الصغرى والكبرى، المجاورة أو البعيدة، القائمة أو الصاعدة. ولكن ذلك يطرح سؤالا آخر، ليس هذا مضمار الخوض فيه، هو لماذا أخفقت كيانات المنطقة في أن تستوي أوطانا ودولا مندمجة، ولماذا فشل أكبرها، لثقل سكاني يتمتع به، أو لوزن نفطي أو لإشعاع ديني يحوز عليهما، أو لسوى ذلك من الأسباب الموضوعية للقوة، في أن يكون القطب الوازن المنشود، في أن يبلغ، من زاوية النظر تلك، ما بلغته إيران أو ما كان في متناول تركيا؟ فهل أن للفوات وللتخلف العربيين خصوصية قصرنا حتى اللحظة في النفاذ إلى كنهها؟ (*) ينشر بالتنسيق مع «مصباح الحرية»: www.misbahalhurriyya.org (المصدر: صحيفة ‘العرب’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 3 أكتوبر 2008)
:كيف أكون صادقا مع ربي العظيم – الشبكة الإسلامية – بتصرف السبيل أونلاين – الشبكة الإسلامية
الصدق مع الله تعالى لا يتحقق إلا بلزوم تقواه، والاستقامة على ما يحبه ويرضاه، بحيث تكون همة العبد متعلقة بربه ومولاه، فقد ذكر الله تعالى آية مشتملة ـ كما يقول ابن كثيرـ على جمَل عظيمة، وقواعد عميمة، وعقيدة مستقيمة، وهي قوله تعالى: » لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ثم قال سبحانه بعد هذه الأوصاف كلها: أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ « {البقرة: 177}. قال السعدي: أي: المتصفون بما ذكر من العقائد الحسنة، والأعمال التي هي آثار الإيمان وبرهانه ونوره، والأخلاق التي هي جمال الإنسان وحقيقة الإنسانية، فأولئك هم { الَّذِينَ صَدَقُوا } في إيمانهم، لأن أعمالهم صدقت إيمانهم . والمقصود أن الصدق مع الله مرتبة عالية لا يصل إليها الإنسان إلا ببذل نفسه لله، يحث يكون أمره تبعا لأمر الله، يحب ما يحب، ويكره ما يكره، ويفعل ما يأمر، ولذلك اشتُق من هذه الصفة الجليلة أعلى مراتب العبودية على الإطلاق بعد مرتبة النبوة، وهي مرتبة الصديقية. فلا بد لمن أراد الصدق مع الله أن ينظر في هذه الآية وما فيها من شرائع وشعائر، فيتمثلها واقعا عمليا في حياته. ولابد من توطين النفس على الالتزام والطاعة المطلقة لأمر الله، وإن كلفه ذلك الغالي والنفيس، ابتغاء مرضاته تعالى، بحيث يدخل العبد في السلم كافة ولا يتبع خطوات الشيطان، كما قال تعالى: » وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ « {البقرة: 207-208}. فإن الله عز وجل إنما وصف بالصدق من وفَّى العبودية حقها، كما قال سبحانه: » إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ « {الحجرات: 15} وقال: » لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ {الحشر: 8}. فإذا فعل العبد ذلك فليبشر بكل خير، كما قال تعالى: « فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ « {محمد: 21} فإن الجزاء من جنس العمل، كما قال صلى الله عليه وسلم: إن تصدق الله يصدقك. رواه النسائي والطحاوي والطبراني والحاكم والبيهقي، وصححه الألباني. ثم نذكر بقول النبي صلى الله عليه وسلم: من أراد أن يعلم ما له عند الله جل ذكره فلينظر ما لله عز و جل عنده. رواه أبو نعيم والحاكم وغيرهما، وحسنه الألباني. قال المناوي: زاد الحاكم في روايته: فإن الله ينزل العبد منه حيث أنزله من نفسه، فمنزلة الله عند العبد في قلبه على قدر معرفته إياه وعلمه به وإجلاله وتعظيمه والحياء والخوف منه، وإقامة الحرمة لأمره ونهيه، والوقوف عند أحكامه، بقلب سليم ونفس مطمئنة، والتسليم له بدنا وروحا وقلبا، ومراقبة تدبيره في أموره، ولزوم ذكره والنهوض بأثقال نعمه ومننه، وترك مشيئته لمشيئته، وحسن الظن به، والناس في ذلك درجات، وحظوظهم بقدر حظوظهم من هذه الأشياء، فأوفرهم حظا منها أعظمهم درجة عنده، وعكسه بعكسه . الشبكة الإسلامية – بتصرف
(المصدر: موقع السبيل أونلاين بتاريخ 3 أكتوبر 2008)
فشل « مؤتمر مناهضة الأسْلمة » في كولونيا: كنائس كولونيا تنتصر لمآذن مساجدها….
كان من المقرر أن تعقد أحزاب يمينية أوروبية متطرفة نهاية الأسبوع الماضي مؤتمرا معاديا للإسلام في مدينة كولونيا الألمانية، غير أن المعارضة الشعبية الواسعة والتغطية الإعلامية التنويرية والنقابات العمالية والكنائس قد أفشلت خطط هؤلاء اليمينيين المتطرفين. فرانك اوبرآل من كولونيا ينقل لنا صورة عن الأجواء هناك. http://www.qantara.de/webcom/show_article.php/_c-492/_nr-798/i.html (المصدر: موقع « قنطرة – حوار مع العالم الإسلامي » (ألمانيا) بتاريخ 29 سبتمبر 2008)
سياسة الأنجلة في المغرب العربي
بقلم: عز الدين عناية (*) بعد أن خسرت الكنيسة الوافدة أغلب مواقعها في بلدان المغرب العربي، مع اندحار الاستعمار الفرنسي والإسباني والإيطالي، الذي كانت تتوارى خلفه، والذي حاولت لاحقا أن تجهد نفسها في التملّص من تبعاته والتطهّر من إرثه، لتسلك سياسة مغايرة تتلاءم مع حقبة ما بعد الاستعمار. تحاول أن تعرض رسالتها في الراهن تحت مبرّر الشهادة الاجتماعية. وإن لم تحقق الكنيسة في سالف عهدها اختراقا يذكر، يبرّر ويشرعن حضورها في المنطقة، بفعل تلاحم النظر للكنيسة والاستعمار في المخيال الشعبي، وهو ما حدّ من توغّلها في الأوساط الاجتماعية، برغم امتزاج أنشطتها الخيرية والتبشيرية، التي امتدت على ما يناهز القرنين، قبيل الاستعمار وأثناءه. الكنيسة تستند في تبرير حضورها على ادعاء، يتلخّص في أن المنطقة تابعة تاريخيا لحيز المسيحية الرومانية، والحقيقة أن شمال إفريقيا ما تنكّر لماضيه المسيحي، فقد كان معقلا من معاقل هذا الدين الجليل، حيث صعّد عدة بابوات لسدّة البابوية وقدّم قوافل الشهداء والعلماء، بيد أن ما يجحده القساوسة أو يحاولون نكرانه، وهو التطور العقدي الذي مرت به المنطقة، من الديانات البدائية إلى التوحيد الخالص مع الديانة الإسلامية. فقد فرضت حقبة الاستقلالات على الكنيسة سياسة جديدة، هيمن فيها التعامل مع المغرب العربي ضمن معطيين: أحدهما برغماتي والآخر استراتيجي، يتمثل الأول في التسليم على مضض بهيمنة الإسلام والطابع العروبي على المنطقة، والثاني في مواصلة نقض تلك البنية الحضارية الموسومة بسمة بالغزو، مما يحوّل الإسلام والبعد العربي إلى دخيلين وطارئين، أملا في العودة بالمنطقة إلى فترة ما قبل الفتح الإسلامي. هذا الطرح نجده متطوّرا بالأساس مع أسقف الجزائر السابق هنري تيسيي، خصوصا في كتابه غير المنشور بالعربية: « مسيحيون في الجزائر: الكنيسة الواهنة » 2004. ولكن تلك السياسة الكنسية الحديثة قابلها نوع من الصحو التاريخي، عندما عبر أهالي المغرب العربي عن تعامل واع مع ذاكرتهم الدينية، لعل أبرز تلك المناسبات بتنظيم الملتقى العالمي للقديس أوغسطين، برعاية المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر، الذي هلّلت له الكنيسة واغتاضت منه. وإن أقررنا بعظمة القديس أوغسطين، فللتاريخ، كان الرجل اليد الطولى للإيديولوجيا الرومانية، ومن ألدّ أعداء الكنيسة المحلية الدوناتية الإفريقية. فالكنيسة الغربية اليوم الباحثة عن عودة للغرب الإسلامي، تحت مسوّغات تاريخية، تتنكر للمسيحية الدوناتية، كما تتنكّر للمسيحية التوحيدية الأريوسية، مصنفة إياهما في عداد الهرطقة والبدعة. وتستغل تردّي مبحث تاريخ الأديان ومقارنتها في جامعات المغرب العربي لتطرح مشروعيتها، ولذلك ما لم تع نخب المنطقة تراثها الديني، فسيبقى الفضاء الاجتماعي عرضة للاختراق وسيبقى تراثها نهبا للتوظيف. فما حققته الكنيسة في الفترة الاستعمارية من ضئيل التوفيق في قضم الوئام الديني في المنطقة، عبر تنشئة بعض الناكصين أمثال: برتيليمي بن ميرة وميشال العربي وروش الصغير في الجزائر، وجون محمد عبدالجليل في المغرب، تدعمها سياسة التجنيس الاستعمارية المكثفة التي اتبعتها فرنسا في تونس، لدفع الناس للتجنّس بالجنسية الفرنسية، وهو ما خلّف نفورا لدى الأهالي من المتجنّسين، فعزلوا اجتماعيا ودينيا، بلغ حد رفض دفنهم في مقابر المسلمين باعتبارهم خانوا الوطن وارتدوا عن الدين. حالة العزل تلك اغتنمتها الكنيسة الكاثوليكية لتحتضن أبناءهم تربويا، وليرحل جلّهم مع جحافل المستعمر، الأمر الذي جعلهم يعيشون حياة مفرْنَسة وتربية مسيحية. وإن كانت الكنيسة الكاثوليكية في الفترة الاستعمارية اعتمدت التنصير التحتي الشعبي، عبر بناء المياتم والمدارس وإنشاء القرى المسيحية المغلقة، كما الشأن بمنقلات وعطّاف بالجزائر. فإنها تحاول في الحقبة الحديثة احتضان المثقّفين، عبر مجلاتها ودورياتها ومراكز بحوثها ومكتباتها. يستقطب إليها الأساتذة والباحثون والطلاب ممن لهم منزع فرنكفوني أو ممن لا يعلمون. ولتدّعي الكنيسة، بفعل الأوضاع المأزومة التي تعيشها دول المنطقة، أنها معقل الحداثة، المدافع عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة والحريات الشخصية. والحال أن الكنيسة في مقرها التقليدي في الغرب، تعدّ معقلا للمحافظة والتناقض مع الحداثة والعقلانية والحرية. وإن توجهت الكنيسة الكاثوليكية، في خطابها إلى النخبة المثقّفة الهرِمة، في تونس والجزائر والمغرب، فلما تلمس لديها من هوى فرنكفوني دفين، هدفها في ذلك تحويل المجتمعات الإسلامية إلى مجتمعات متقبّلة للمسيحية، عبر مسوّغات حقوق الإنسان وحرية الضمير وما شابهها. فإن الكنائس الإنجيلية، ونظرا لتدني إلمامها بالواقع المغاربي، تحسبه أرضا بورا قد تفلح يوما ببذرة الإنجيل، فهي تندفع نحو الشرائح الدنيا، إغراء تارة وتشكيكا أخرى. وفي غمرة خشية أنظمة المغرب العربي من الإحياء الإسلامي، ولتعبر عن انفتاحها بطريقة انتهازية، كان التساهل مع موجات الأنجلة، بفسح المجال للنشاط الكنسي الممزوج بالعمل التربوي والاجتماعي. حيث تملك الكنيسة الكاثوليكية وحدها ما يفوق الألفي عون عاملين في المنطقة، بين أساقفة وقساوسة وشماسين وراهبات، مكلّفين بالخدمة الرسولية. سألت جامعيا مغاربيا عن سبل التعامل مع تحدّيات الأنجلة التي تتطلّع للمنطقة، فردّ بحسرة: جامعاتنا المغتربة لا حول لها ولا قوة، وختم قوله بـ »الله يبعّد علينا وْلاد لحْرام وبنات لحرام اللّي لا ينامو لا يخلّو مين ينام » « ربّنا أبعد عنّا أولاد الحرام وبنات ممن لا ينامون ولا يتركون من ينام ». (*) أكاديمي تونسي يعمل بإيطاليا (المصدر: موقع « الملتقى الفكري للإبداع » (لبنان) بتاريخ 30 سبتمبر 2008)
حرب القوقاز … وانفجار الأزمة الأوكرانية
توفيق المديني من أهم تداعيات الحرب الأخيرة في القوقاز، انفجار الأزمة الأوكرانية، وانهيار ائتلاف «الثورة البرتقالية» الموالي للغرب في أوكرانيا، فدخلت الجمهورية السوفييتية السابقة في أزمة سياسية جديدة. وكانت الرئاسة الأوكرانية تشتبه في أن رئيسة الوزراء القوية يوليا تيمو تشينكو وقّعت اتفاقا مع موسكو من أجل التسريع بسقوط الرئيس فيكتور يوتشينكو. الأزمة الجورجية ألقت بظلالها على الائتلاف الحاكم في أوكرانيا، إذ اتهم فيكتور بالوها.. الرجل المؤثر في إدارة الرئيس فيكتور يوتشينكو الذي وقف إلى جانب جورجيا، رئيسة الوزراء يوليا تيمو تشينكو بـ«الخيانة العظمى» لحساب الكرملين، جراء عدم إدانتها بشكل صريح استخدام روسيا القوة في نزاعها مع جورجيا، خلال شهر أغسطس الماضي. ويعكس هذا الاتهام غير المستند إلى أدلة حالة التوتر والمشاحنات السائدة منذ تسعة أشهر داخل الائتلاف الحاكم بين الرئيس الأوكراني فيكتور يوتشينكو ورئيسة الوزراء يوليا تيمو تشينكو، شريكته في «الثورة البرتقالية» العام 2004، اللذين تحولا إلى عدوين لدودين قبل الانتخابات الرئاسية المقررة العام 2010. وكانت أزمة القوقاز، وتزايد التوترات مع روسيا بعد حربها مع جورجيا، قد أسهمتا في زيادة انقسام الطبقة السياسية الأوكرانية بين كتلة منددة بموسكو ومصممة على الدفع باتجاه الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وأخرى حريصة على عدم إغضاب الجار العملاق روسيا. ومما لاشك فيه أن موسكو لم تعد تحتمل وجود الرئيس فيكتور يوتشينكو المدافع الشرس عن انضمام أوكرانيا إلى الأطلسي. ويحلم الكرملين بالتخلص منه، عبر دعم يوليا تيمو تشينكو التي من المرجح أن تتنافس مع الرئيس الحالي في الانتخابات الرئاسية المقبلة المتوقعة سنة 2010. في ظل الأزمة السياسية الحالية، أعلن رئيس البرلمان الأوكراني أرسيني ياتسينيوك منذ أيام عدة، حل الائتلاف البرلماني رسميا، ما يعني وصول البلاد إلى مفترق طرق، إما إقامة ائتلاف جديد بين تيموشينكو والموالين لروسيا في حزب «الأقاليم» الذي يتزعمه فيكتور يانوكوفيتش، الأمر الذي ينظر إليه مؤيدو الفريقين بعين ساخطة، أو إجراء انتخابات جديدة بعد انتخابات مبكرة أجريت سنة 2007. وتمنح القوانين الأوكرانية الرئيس حق حلّ البرلمان والدعوة إلى انتخابات اشتراعية جديدة في حال عدم توافر غالبية برلمانية كافية لتشكيل الحكومة خلال فترة أقصاها 30 يوما بعد تفكك الائتلاف. ويعتبر المراقبون أن حالة فيكتور يوتشينكو في أوكرانيا تذكرنا بسياسيين آخرين في عالم ما بعد الحقبة السوفييتية، الذين توقعوا الكثير من الغرب، وخاب ظنهم في النهاية. وربما حان الوقت لإلقاء نظرة أكثر واقعية على ما يجري في الاتحاد السوفييتي السابق. فخلال ما عرف بالثورة البرتقالية الأوكرانية في سنة 2004، لم ير كثيرون في الغرب إلا ما أرادوا رؤيته: شعب ينتفض على الفساد وسياسة التلاعب والضغوطات الروسية باسم التقدم نحو الديمقراطية والأسواق الحرة و الغرب. وفيكتور يوتشينكو الذي نجا من محاولة تسمم في سبتمبر 2004، كان النجم، وإلى جانبه رئيسة الوزراء يوليا تيموشينكو. أبعد من ذلك، اختار كثيرون في الغرب التغاضي عن واقع أن أوكرانيا، على غرار معظم الجمهوريات السوفييتية السابقة (باستثناء ثلاث دول صغيرة من البلطيق)، بقيت شديدة الارتباط بروسيا والجمهوريات الأخرى. ففي أوكرانيا، وهي جزء من الكيان السلافي في الإمبراطورية الروسية القديمة، مازال نصف السكان يتماهون مع روسيا من الناحيتين الإثنية والوطنية. فمنطقة القرم، وهي شبه جزيرة تقطنها غالبية من السكان من أصل روسي، غنية بالمعادن والنفط، لا تختلف كثيرا في وضعها الحالي عن أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا. وإذا كانت روسيا في الوقت الحاضر لا تطالب بضم جزيرة القرم، لأسباب جيواستراتيجية، (أغلبية السكان في القرم يطالبون بالانضمام إلى روسيا) فإن جزيرة القرم ستظل منطقة حساسة، ولاسيما في حال انضمت أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي. وهكذا، من السخف بمكان الاعتقاد أن الرئيس الحالي يوتشينكو قادر بمفرده على نقل أوكرانيا إلى المدار الغربي، وبالتالي انضمامها إلى الحلف الأطلسي، وتاليا للاتحاد الأوروبي، إذ لم يتوقف التدخل في السياسة الأوكرانية على روسيا، بل تعداه إلى أوروبا التي هي أكثر اهتماما بالغاز الروسي منه بالديمقراطية الأوكرانية. إن المقاربة الموضوعية للأزمة الأوكرانية تقتضي الابتعاد عن رؤية الأمور من زاوية عودة المقولات الايديولوجية المرتبطة بحقبة الحرب الباردة. فالمسألة الجوهرية تتمثل بمشكل القوميات القديم، الذي كان خزان البارود الكبير للقرنين الماضيين، وليس آخره، ما حصل من تشظّ للقوميات في يوغوسلافيا. وبشكل أدق بطبيعة العلاقة بين أوكرانيا وروسيا، وما أبعد من ذلك، مكانة وموقع روسيا في إدارة شؤون العالم. وكما قال مستشار الرئيس كارتر السابق للأمن القومي الأميركي زبيغينو برجينسكي: «إن روسيا من دون أوكرانيا تكف أن تكون إمبراطورية»، ولكنها «تصبح إمبراطورية أوتوماتيكياً مع وجود أوكرانيا تابعة، ثم تابعة». ويرى المحللون الاستراتيجيون في الغرب أن أوكرانيا دخلت مرحلة الزوابع الخطرة مع انتصار فيكتور يوتشينكو وانفجار الأزمة السياسية الأخيرة، إذ إن الدولة الأوكرانية عينها مهددة في وجودها. فهذه الأخيرة عبارة عن كيان سياسي هش، مثل العديد من الكيانات السياسية الهشة الموجودة في العالم. وبالنسبة الى العديد منها، فهو حافظ على وحدته السياسية إبان الحرب الباردة بفضل التوازن الاستراتيجي الذي كان قائماً بين الشرق والغرب. أما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، فقد استعادت حركة التاريخ دورتها، نحو الأفضل أو نحو الأسوأ. فهناك دول أوروبا الشرقية، وكذلك دول البلطيق التي كانت جزءاً من المنظومة السوفييتية وجدت ضالة استقرارها السياسي من خلال نيل عضويتها في حل شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي. وهناك دولة يوغوسلافيا السابقة التي تبلقنت، وتشظّت بفعل التناقضات الغربية مع بداية 1990. وإذا كان المؤرخون وعلماء الجغرافيا يقرون بوجود أمة أوكرانية وهوية أوكرانية، إلا أن البلاد مقسمة الآن الى قسمين متوازيين تقريباً على الصعيد الديموغرافي: قسم غني يقطنه السكان من أصل روسي وموال لروسيا، وقسم آخر أقل ثراء، بسبب تدمير الزراعة في ظل النظام الشيوعي السابق، وهو غير متجانس، وموال للغرب. والحال هذه، يمكن القول إن إسمنت الهوية الذي يلحم الكيان السياسي الأوكراني هش. فهذه الهوية الرخوة تأسست خلال تاريخ اتسم بالسيطرة الأجنبية الشديدة في معظم الأحيان، البولندية – الليتوانية، الروسية، أو أيضا النمسوية – الهنغارية، وحتى العثمانية، إضافة إلى الاحتلال النازي في عهد هتلر. وشهدت حدود البلاد ترسيمات عدة كما هي الحال في بولندا. لا شك أن إحداث تغيير مفاجئ في السياسة الخارجية لجهة التحاق أوكرانيا بالاتحاد الأوروبي، والانضمام إلى عضوية الحلف الأطلسي، سيقود إلى ردة فعل من جانب روسيا، وإلى إطلاق ديناميكية انفصال قد تقود الى حرب أهلية وتقسيم أوكرانيا. كما أن الاتحاد الأوروبي لا يبدو في الوقت الحاضر مستعداً جدياً لتحمل مسؤولية آفاق انضمام أوكرانيا إليه في المدى المنظور، أو في المدى المتوسط. أما إدارة الرئيس بوش التي تخوض صراعاً تنافسياً مع روسيا للسيطرة على أوكرانيا، فهي تبدو حذرة، وتتهيب من الإسقاطات المدمرة لجهة فك روسيا تحالفها مع الولايات المتحدة على صعيد جبهة الحرب على الإرهاب. كاتب من تونس
(المصدر: صحيفة أوان (يومية كويتية)الجمعة, 3 أكتوبر 2008)
ونستون تشرشل: « حملة صليبية على مملكة المهدي » لحظة ميلاد الحركات الإسلاموية الجهادية؟
اكتشف الغرب مجددًا من خلال إصدار جديد التقرير الإشكالي عن الحرب الذي كان ونستون تشرشل قد أرسله من السودان، حيث يؤرخ فيه لسير الحملات العسكرية في هذا البلد والدوافع التي تقف راء هذه الحملات. جوزيف كرويتورو في قراءة لهذا الإصدار الجديد. http://www.qantara.de/webcom/show_article.php/_c-471/_nr-711/i.html (المصدر: موقع « قنطرة – حوار مع العالم الإسلامي » (ألمانيا) بتاريخ 29 سبتمبر 2008)