Home – Accueil –
TUNISNEWS
8 ème année, N° 2802 du 25.01.2008
حرّية و إنصاف: تشييع منجي العياري إلى مثواه الأخير الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: .. المنجي العياري .. في ذمة الله ..! حركة النهضة بتونس:الشهيد المنجي العياري ضحية جرائم سلطة السابع من نوفمبر حرّية و إنصاف: سابقة خطيرة حرّية و إنصاف: توفيق الزاير و مضايقات المراقبة الادارية حرّية و إنصاف: أخبار الحريات الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: فصلان ..من مسلسل المحاكمات اليومية ..! لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس: البوليس التونسي يخلغ حجاب الطالبة حنان الكوكي في الطريق العام بالقوة الحزب الديمقراطي التقدمي – جامعة بنــزرت: تضامن مع غزة وتنديد بالحصار النقابــات الأساسية لعملة وموظفي وأساتذة المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس: لائحة اجتماع عام لنصرة غزة أعضاء المكتب الفيدرالي ببنزرت: توضيــــح الإتحاد العام لطلبة تونس :المكتب الفدرالي بكلية الحقوق صفاقس:بلاغ إعلامي نقابي من سوسة: أخبار نقابية من سوسة عبدالله الـزواري: السيد المنجي العياري شهيد آخـر ينضم إلى قائمة الشهداء في تونس الوسط التونسية: السجين السياسي السابق المنجي العياري يغادر الحياة بعد أن أنهكه مرض السرطان موقع تونس أونلاين يتعرض إلى عملية قرصنة رويترز:إطلاق أول منظمة لدمج السجناء المفرج عنهم في المجتمع التونسي رويترز: تونس تفرج عن 14 متهما في قضايا الإرهاب أ ف ب:الرئيس التونسي يعلن عن اجراء إصلاحي لدعم حقوق الانسان أخبار تونس: الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية تصبح مؤسسة تتمتع بالاستقلالية ومعززّة الصلاحيات يو بي أي: تونس وموريتانيا تشددان على أهمية دعم العمل العربي المشترك منصف المرزوقي: هل آن الأوان لتغيير الخطاب؟ فوزي بالحاج علي: أوقفوا جرائم » منتزه قمرت » نصر الدّين بن حديد: من تحت الأخلاق؟؟؟ من فوق القانون؟؟؟ عبدالحميد العدّاسي: أسبوع الضحك في تونس الموقف: في منبر الحوار لهيئة 18 أكتوبر: جدل ساخن حول الإسلام والديمقراطية محمد صالح فليس للوحدة: أمامنا واجب التوضيح المشترك للخيار اللائكي خالد العقبي: بمناسبة مرور نصف قرن على وفاته : بعض ملامح الحسّ التحرّري لدى العلاّمة محمد الخضر بن الحسين عبد السّلام بو شدّاخ، : كيف نستفيد من الاحداث وممن سبقونا من اهل الايمان وحسن التدبير ؟
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين لا تزال معاناتهم وماساة عائلاتهم متواصلة بدون انقطاع منذ ما يقارب العقدين. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين اعتقلوا في العامين الماضيين ف رجا قريبا عاجلا- آمين
21- رضا عيسى
22- الصادق العكاري
23- هشام بنور
24- منير غيث
25- بشير رمضان
|
16- وحيد السرايري
17- بوراوي مخلوف
18- وصفي الزغلامي
19- عبدالباسط الصليعي
20- لطفي الداسي
|
11- كمال الغضبان
12- منير الحناشي
13- بشير اللواتي
14- محمد نجيب اللواتي
15- الشاذلي النقاش
|
6- منذر البجاوي
7- الياس بن رمضان
8- عبد النبي بن رابح
9- الهادي الغالي
10- حسين الغضبان
|
1– الصادق شورو
2- ابراهيم الدريدي
3- رضا البوكادي
4-نورالدين العرباوي
5- الكريم بعلوش
|
أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير
حرّية و إنصاف
33 نهج المختار عطية تونس 1001
الهاتف/الفاكس : 71.340.860
Email :liberte_equite@yahoo.fr
***
تونس في 25 جانفي 2008
إنا لله و إنا إليه راجعون
تشييع منجي العياري إلى مثواه الأخير
شيّع جمع غفير من المناضلين السياسيين و الناشطين الحقوقيين عشية اليوم االجمعة 25/01/2008 جثمان المناضل السياسي و أحد أعضاء حركة النهضة الفقيد منجي العياري إلى مثواه الأخير بمقبرة الجلاز و قد حضر تشييع الجنازة جمع غفير من المساجين السياسيين السابقين ومن أقارب و أهالي الفقيد.
و قد توفي الفقيد منجي العياري رحمه الله نتيجة إصابته بمرض السرطان الذي أصيب به في السجن و استفحل بعد خروجه نتيجة الاهمال الصحي و التعطيلات الادارية .
حرية و إنصاف :
1) تتقدم بأحر التعازي إلى كافة عائلة الفقيد سائلة المولى عز و جل أن يرحمه رحمة واسعة و أن يتغمد ذويه بجميل الصبر و السلوان.
2) تطالب بوضع حد لهذه المأساة التي مات بسببها عدد كبير من المسرحين من أبناء حركة النهضة و تطالب بإطلاق سراح بقية المساجين السياسيين و سجناء الرأي نظرا للظروف الصعبة التي يعانون منها داخل السجون كانعدام العناية الصحية اللازمة خاصة و أن أغلبهم أصيبوا بأمراض مزمنة يصعب علاجها داخل السجن.
3) تحمل السلطة المصير البائس للسجناء المسرحين الآيلين إلى نفس النتيجة .
عن المكتب التنفيذي للمنظمة
الأستاذ
محمد النوري
“ أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين “ “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 25 جانفي 2008 و يتواصل النزيف.. : .. المنجي العياري .. في ذمة الله ..!
..لا تزال قائمة ضحايا سياسة القتل البطيء مفتوحة ..فبعد ..عبد المجيد بن الطاهر و الهاشمي المكي و أحمد البوعزيزي.. انتقل المنجي العياري إلى رحمة الله صابرا محتسبا و كان آخر ما نطق به قوله : » لا إلاه إلا الله .. و الهدي هدي محمد .. » تم تشييع الشهيد إلى مثواه الأخير و كانت نفس العبارات على ألسنة كل الحاضرين من المساجين السياسيين المسرحين و من أصدقاء الفقيد العزيز ..إلى متى تتواصل المجزرة بحق خيرة شباب البلاد ..!؟ أما آن لجميع الضمائر الحية أن تطالب بفتح تحقيق فوري و مستقل يحدد المسؤوليات في إصابة المساجين السياسيين بالأمراض الخطيرة و يحاسب المسؤولين عن منعهم من العلاج ..!؟ .. مرة أخرى .. أما آن لجميع الضمائر الحية أن تصرخ بصوت واحد : … كفى قتلا ..! كفى تعذيبا..! عن الجمعية الهيئـــــــة المديـــــــــــــرة
الشيخ راشد الغنوشي حركة النهضة بتونس هاتف:00447966077062 بسم الله الرحمن الرحيم الشهيد المنجي العياري ضحية جرائم سلطة السابع من نوفمبر
تنعى حركة النهضة بقلوب ملؤها الأسى واللوعة أحد أبنائها البررة الأخ الشهيد المنجي العياري الذي وافاه الأجل يوم الجمعة 25 جانفي 2008 إثر مرض عضال أصابه في السجن جراء الإهمال الصحي من طرف سلطة السابع من نوفمبر. وقد تكشّفت النتائج البشعة لهذا الإهمال بتتابع ضحاياه الواحدة تلو الأخرى فبالأمس القريب فارقنا الأخ أحمد البوعزيزي ولا ندري من ستكون الضحية الجديدة ذلك أن المرشحين كثر ـ إن حركة النهضة تحمل السلطة من جديد المسؤولية الكاملة عن كل الذين ماتوا نتيجة سياسة التشفي والقهر الذي لحق بالمساجين داخل وخارج السجن ـ تطالب السلطة برفع كل العراقيل الإدارية والقانونية ليتمكن الإخوة ضحايا الإهمال الصحي من التداوي ـ تدعو كل الأحزاب الوطنية والمنظمات الحقوقية أن يقوموا بحملة وطنية للتعريف بمأساة المساجين السابقين المرضى وللتشهير بسياسة الإهمال الصحي المتبعة من طرف السلطة ـ تتقدم إلى عائلة الشهيد بأحر التعازي راجية من الله العلي القدير أن يلهمهم جميل الصبر والسلوان وأن يسكن الشهيد فراديس الجنان قال تعالى : « ولا تحسبّن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون » لندن
25 جانفي 2008 رئيس الحركة الشيخ راشد الغنوشي
أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير
حرّية و إنصاف
33 نهج المختار عطية تونس 1001
الهاتف/الفاكس : 71.340.860
Email :liberte_equite@yahoo.fr
***
تونس في 25 جانفي 2008
توفيق الزاير و مضايقات المراقبة الادارية
تلقى السجين السياسي السابق السيد توفيق الزاير مكالمة هاتفية من مسؤول بمنطقة الأمن ببوسالم يعلمه من خلالها أنه أبطأ في مكوثه بالعاصمة قائلا له بالحرف: « الواحد سنضع النقاط على الحروف عند عودتك من العاصمة « ، علما بأن السيد توفيق الزاير يتواجد بالعاصمة منذ 24/01/2008 لإجراء فحوصات و تحاليل بأحد المستشفيات و يقيم بنزل المصمودي الذي فرضت عليه الإقامة به كلما حلّ بالعاصمة و قد أوكلت مهمة مراقبته إداريا إلى مركز شرطة نهج شارل ديغول بتونس .
و تجدر الاشارة إلى أنه أفرج عن السيد توفيق الزايري من السجن في 25 جويلية 2007 بعدما قضى أكثر من ستة عشر عاما بمختلف السجون التونسية تسببت له في أمراض مختلفة نذكر منها :
– انسداد شرايين الساق اليسرى
– سل الغدد و الرئتين
– وجود كمية من الماء في الجانب الأيسر
– وجود كمية من الماء بين الغشاء و القلب
– كسر في أسفل الكتف الأيمن
و قد صرح السيد توفيق الزاير أنه في حالة تعرضه لأية مضايقات إثر رجوعه من رحلة العلاج فإنه سيدخل في إضراب مفتوح عن الطعام و يعتبر أن هذه المضايقات ستؤدي إلى تعكير وضعه الصحي.
و حرية و إنصاف :
ترى أن التعسف في تطبيق الأمر القاضي بتحديد مقر إقامة بعض السجناء المسرحين في إطار المراقبة الادارية يؤدي إلى التضييق عليهم و تعكير حالتهم الصحية و حرمانهم من أبسط الحقوق المتمثلة في حقهم في العلاج و حريتهم في التنقل.
و تطالب برفع المراقبة الادارية عن كل المسرحين من المساجين السياسيين و خاصة المرضى منهم الذين يحتاجون إلى رعاية صحية متواصلة و منتظمة حتى لا يكون مصيرهم كمصير لطفي العيدودي و الهاشمي المكي و أحمد البوعزيزي و منجي العياري الذي وافته المنية فجر هذا اليوم الجمعة 25/01/2008.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة
الأستاذ محمد النوري
أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير
حرّية و إنصاف
33 نهج المختار عطية تونس 1001
الهاتف/الفاكس : 71.340.860
Email :liberte_equite@yahoo.fr
***
تونس في 25 جانفي 2008
سابقة خطيرة
في سابقة خطيرة لم تشهدها البلاد دٌعي السجين السياسي السابق السيد عبد الحميد بن صالح بن علي الطرودي إلى مركز الأبحاث و التفتيشات بالمنيهلة ليسجل في حقه محضر لارتكابه « جريمة » الدعاء لإخوانه المحاصرين في غزة و ذلك يوم الأربعاء 23/01/2008. و قد تم نقله إلى منطقة الحرس بالعوينة أين حرر ضده نفس المحضر و أخبروه أن الدعاء في المسجد ممنوع و هو شكل من أشكال التحريض و طلبوا منه تقديم الاعتذار و الإمضاء على المحضر فرفض الاعتذار و أمضى.
و حرية و إنصاف
1) تستغرب لجوء المؤسسة الأمنية إلى مصادرة حق الدعاء لإخواننا المحاصرين في غزة بل وذهبت إلى تجريم فعل الدعاء و كتابة محضر في شأنه .
2) تندد بسياسة التخويف و الترويع المنتهجة ضد المساجين السياسيين السابقين و محاولة طمس أي شكل من أشكال التعبير عن الانتماء للأمة العربية و الاسلامية ولو عن طريق الدعاء.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة
الأستاذ محمد النوري
أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير
حرّية و إنصاف
33 نهج المختار عطية تونس 1001
الهاتف/الفاكس : 71.340.860
Email :liberte_equite@yahoo.fr
***
تونس في 25 جانفي 2008
أخبار الحريات
1) جابت شوارع مدينة بنزرت اليوم الجمعة 25/01/2008 مسيرة عفوية تضامنية تجمّع فيها العديد من التلاميذ من مختلف معاهد بنزرت للتنديد بالاعتداء الفظيع الذي تعرضت له التلميذة شيراز الآمي التي تدرس بمعهد فرحات حشاد ببنزرت من قبل أحد المنحرفين الذي شوّه لها وجهها بواسطة شفرة حلاقة.
2) قام ثلاثة من أعوان أمن الدولة اليوم الجمعة 25/01/2008 بالاتصال بمقر إقامة السجين السياسي السابق السيد الصحبي عتيق و حين لم يجدوه توجهوا إلى مقر عمل زوجته السيدة زينب حيث أشعروها بضرورة حضور زوجها إلى مقر إدارة أمن الدولة دون أن يسلموها استدعاء رسميّا، و قد سبب لها ذلك احراجا أمام زملائها و إدارة عملها.
3) في سابقة غير مسؤولة قام مدير معهد المدعو عادل الفهري بحرمان التلميذة زينب بوملاسة من جائزتها و شهادة تميّزها الدراسي حيث تحصلت على معدل يفوق 20/17 بتعلة تعرضها للعقوبة بالطرد لمدة ثلاثة أيام لارتدائها الحجاب و لما تأكد زملاؤها من عزم المدير على حرمانها من الجائزة قاموا بإرجاع الجوائز التي تحصلوا عليها في حركة تضامنية شارك فيها 11 تلميذا و تلميذة.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة
الأستاذ محمد النوري
“ أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين “ “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 25 جانفي 2008
كشف الحساب..لقضاء .. »يكافح الإرهاب » ..! : فصلان ..من مسلسل المحاكمات اليومية ..!
* نظرت الدائرة الجنائية 27 بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي المنوبي حميدان اليوم الجمعة 25 جانفي 2008 في : القضية عدد 10511 التي يحال فيها : حسين بن بريك و فاضل الهويملي و بوسعيد الطرابلسي و بلال ميلاد و إصلاح عيساوي و محسن الجملي و كريم المشيشي و و طارق الورتاني و أيوب بن عمار و عبد الباسط المؤذن المحالين بموجب قانون 10 ديسمبر 2003 » لمكافحة الإرهاب » على خلفية اتهامهم بالتفكير في الإلتحاق بالمقاومة العراقية و تحول بعضهم إلى سوريا سعيا للمشاركة في المقاومة ، و قد تولى الدفاع عنهم الأساتذة عبد الفتاح مورو و سمير بن عمر و منير بن عمار و مختار العيدودي ، و قد قرر القاضي حجز القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم إثر الجلسة .
* القضية عدد 10478 التي يحال فيها كل من : محمد باشا و سيف الدين بن كحلة بتهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و استعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخله و خارجه و إعداد محل لاجتماع و إيواء أعضاء وفاق و أشخاص لهم علاقة بالجرائم الإرهابية و المشاركة في الإنضمام خارج تراب الجمهورية إلى تنظيم اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و تلقي تدريبات عسكرية خارج تراب الجمهورية بقصد ارتكاب جرائم إرهابية داخل تراب الجمهورية وخارجه ،و المحكومين ابتدائيا بـ 5 سنوات سجنا و قد تولى الترافع الأستاذ سمير ديلو أصالة عن نفسه و نيابة عن الأستاذة راضية النصراوي و إثر إعذار المتهمين اللذين طلبا البراءة قرر القاضي حجز القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم إثر الجلسة . عن لجنة متابعة المحاكمات الكاتب العام للجمعية الأستاذ سمير ديلو
بسم الله الرحمان الرحيم لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس تونس في25.01.2008
البوليس التونسي يخلغ حجاب الطالبة حنان الكوكي في الطريق العام بالقوة
في تطور خطير للغاية بشأن الإنتهاكات بحق المحجبات في تونس , أقدمت صباح اليوم الجمعة 25 جانفي – يناير 2008 عناصر من البوليس ترتدي لباس مدني بمنطقة حي الخضراء بتونس العاصمة وعلى مرأى ومسمع المارة على خلع حجاب الطالبة حنان الكوكي المرسمة بالمرحلة الثالثة شعبة علم الوراثة بكلية العلوم بتونس من على رأسها بالقوة وإلقاءه أرضا وذلك أثناء توجهها إلى الدراسة , وهي الآن تعيش حالة الصدمة والذهول . وقد إنطلقت أطوار الحادثة حين عمد أحد أعوان البوليس إلى إعتراض سبيل الطالبة حنان الكوكي صباح اليوم الجمعة حين كانت في طريقها إلى الجامعة وإنتزع محفظتها وقام بتفتيشها ثم إنتزع حجابها من على رأسها بالقوة ورمى به على الأرض , علما بأنّها كانت ترتدي » فولارة تونسية » , ثم قام بجرها لإرغامها على الصعود إلى سيارة الأمن تحت وابل من التهديد والكلام السوقي . و أمام توسلاتها و صراخها وقع إخلاء سبيلها , وقد توعدتها عناصر البوليس بمزيد من الإعتداءات وبإقتحام منزلها و أخذها عنوة , هذا وقد إحتجزت هذه العناصر من الطالبة حنان الكوكي بطاقة التعريف الوطنية ( بطاقة الهوية ) و بطاقة الطالب ورخصة النقل و جميع وثائقها الشخصية الأخرى . وقد عبرت الطالبة حنان الكوكي ضحية هذا الإعتداء عن عزمها تقديم شكوى رسمية ضد هذه العناصر الأمنية الموتورة لمقاضاتهم أمام أنظار العدالة . ولجنة الدفاع عن المحجبات بتونس تعبر عن منتهى سخطها تجاه هذا الإعتداء الآثم الذى يعكس همجية البوليس , وإستخفافه بحرمة أعراض التونسيات بل والتطاول عليها , وإننا لنحذره من هذا السلوك المشين الذى لن يجلب إلا ردود الفعل الغير منضبطة وهو المسؤول عنها أولا وأخيرا , كما تعبر عن تضامنها الكامل مع الطالبة التونسية حنان الكوكي وتقف إلى جانبها في رفع شكوى لمقاضاة الجناة . تناشد كل المحامين التونسيين الشرفاء المدافعين عن حقوق أبناء شعبهم في تونس الوقوف إلى جانب الطالبة حنان الكوكي والمبادرة إلى تبني قضيتها وأخذ الوكالة عنها لتقديم شكوى لدى المحكمة والترافع عنها , وإن هذا عهدنا بالمحامين التونسيين الوطنيين الشرفاء وإن أسماءهم كالأعلام لا تحتاج منا ذكرها , وإننا بإنتظار أن تلقى دعوتنا منهم الإستجابة . تدعو كل المنظمات والهيئات المحلية والعربية والدولية والشخصيات الحقوقية إلى التدخل لصالح الطالبة حنان الكوكي وكل المحجبات التونسيات اللاتي يواجهن ضغوط شديدة وإعتداءات مستمرة بسبب تمسكهن بحقهن في إختيار لباسهن . تناشد كل الدعاة والمشائخ وعلماء الإسلام عبر الأقطار والأمصار إلى نصرة المحجبات التونسيات في محنتهن وأخذ المبادرة في القضية دون تأخير للتخفيف عنهن هذه الظروف الصعبة والضغوط الشديدة التى تعيشها الفتاة والمرأة المحجبة في تونس اليوم . عن لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس البريد : protecthijeb@yahoo.fr
الحزب الديمقراطي التقدمي
جامعة بنـــــزرت
تضامن مع غزة وتنديد بالحصار
نظمت جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي مساء يوم الخميس 24 جانفي 2008 اجتماعا عاما تضامنيا مع غزة المحاصرة دعت إليه عامة المواطنين والنقابيين ومختلف حساسيات المجتمع المدني. وقد لبّى الدعوة عدد كبير من هؤلاء الذين توجهوا بالشكر إلى الجامعة التي أتاحت لهم فرصة الاجتماع والتعبير عن آرائهم ومشاعرهم تجاه ما يرتكبه الكيان الصهيوني في حق الفلسطينيين أوّلا وفي حق كل العرب ثانيا، ورأوا أن الاجتماع كان من المفروض أن ينعقد في مكان أكبر وفضاء عمومي أوسع لضمان حضور أكبر عدد ممكن من المواطنين. وقد بدأت التدخلات بالتنديد بالاتحاد العام التونسي للشغل وقياداته التي من المفروض أن تفتح مقرات الاتحاد في كل مكان وتقود الجماهير في مسيرات مساندة للفلسطينيين وتنديد بالحصار المفروض عليهم ورأت أن الحصار السياسي الذي يعيشه التونسيون لا يقل خطورة عن الحصار الذي يعيشه أهل غزة. كما عبّر بعض الحاضرين عن استيائهم الكبير من سكوت التونسيين وسلبيتهم إزاء مجازر العدو وانتهاكه لكافة حقوق أهل غزّة الصامدة واكتفاء السلطة بإصدار البيانات والبلاغات في الوقت الذي هبّت فيه معظم الشعوب العربية إلى الشوارع في مظاهرات سلميّة تنديدية تحفظ ماء الوجه على الأقل وتضغط على الرأي العام العالمي لوضع حدّ للتجاوزات الصهيونية الخطيرة في غزّة وفي القطاع. وحاولت بعض التدخلات تفسير حالة « الاستقالة » التي عليها عديد التونسيين وأرجعتها إلى التمشي الذي سارت عليه السلطة طيلة العشريتين الماضيتين والمتمثل في احتكار القرار ونشر ثقافة تمييعية تهميشية تنفر الجميع من العمل السياسي خاصة بعد إقصاء المعارضة والزجّ بقيادات حركة النهضة في السجون. واقترحت أن الحل يجب أن يكون جذريا بمحاولة إعادة الوعي للتونسيين خصوصا وللشعوب العربية عموما وإقناعها بفرض مواطنتها وحقها في المشاركة السياسية وتقرير مصيرها. وتراوحت المقترحات العملية بين القيام بحملة تبرعات لإخواننا الفلسطينيين الذين يعيشون ظروفا لا إنسانية قاسية، وبين تنظيم مسيرة سلمية تنديدا بالحصار وضغطا على الحكومات العربية التي تمارس التطبيع السرّي والعلني على حد سواء. وأجمع الحاضرون في الأخير على ضرورة التصدي لكل أشكال التهميش التي تمارسها الحكومات العربية على شعوبها بما يجعلها عاجزة عن الدفاع عن نفسها وعن تقرير مصيرها. سعاد القوسامي
بنزرت في 25/01/2008 توضيــــــــح
نحن أعضاء المكتب الفيدرالي بكلية العلوم ببنزرت – المعهد التحضيري للدراسات الهندسية ببنزرت و المعهد العالي للتجارة و المحاسبة ببنزرت و علي اثر تصفحنا لصفحات الواب
(www.tunisnews.net) تعرضنا إلى بيان بيوم 24/01/2008 ممضى من طرف المكاتب الفيدرالية ببنزرت هو في الحقيقة غريب عنا و لا يعبر عن مواقف المكاتب الفيدرالية و عند تقصي هذا الخبر تبين لنا أن الكاتب الحقيقي لهذا البيان هو طالب مرسم بكلية العلوم ببنزرت و منخرط في صلب الاتحاد العام لطلبة تونس و بما لن هذا الطالب ليس لديه الحق في كتابة البيانات و البلاغات الإعلامية فسوف نرفع هذا الأمر باسم المكاتب الفيدرالية إلى قيادة الاتحاد العام لطلبة تونس للنظر في الأمر. كاتب عام مكتب فيدرالي كلية العلوم ببنزرت : اسكندر الدخلي كاتب عام مكتب فيدرالي المعهد التحضيري للدراسات الهندسية ببنزرت : رياض الورغي كاتب عام مكتب فيدرالي للمعهد العالي للتجارة و المحاسبة : رمزي الخميسي
الاتـحــاد العـام التونــسي للشغــل الاتـحــاد الـجهـــوي للشغــل بصفــاقـــس النقابــات الأساسية لعملة وموظفي وأساتذة المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس
لائحة اجتماع عام لنصرة غزة
نحن عملة وموظفو وأساتذة المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس المتجمّعون اليوم 22 جانفي 2008 في ظل التصعيد الخطير للعدوان الصهيوني على شعبنا الفلسطيني بغزة وخنقه للقطاع بغلق كل المعابر وإيقاف إمدادات الوقود و الدواء والتموين قصد قطع شريان الحياة فيه والقتل البطيء لشعبنا الفلسطيني المجاهد بتواطئ مع الإدارة الأمريكية وسكوت عربي رسمي مشبوه نعلن ما يلي: 1- إدانتنا لسياسة الإبادة الجماعية التي يمارسها العدو الصهيوني في حق شعبنا في غزة ولعجز الأنظمة العربية على اتخاذ الخطوات السيادية لرفع الحصار والعزلة عنه 2 2 – ندعو الاتحاد العام التونسي للشغل لتفعيل تضامنه مع إخواننا في غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة كما عودنا بمواقفه القومية المشرفة لنصرة قضايانا العربية والإسلامية 3- ندعو الاتحاد الجهوي للشغل لبعث لجنة جهوية لمساندة ونصرة إخواننا المحاصرين في غزة وللمساهمة في فك الحصار المضروب على القطاع وبالعمل على تنظيم قافلة من المساعدات والإعانات من عمال تونس التوّاقين للقيام بواجبهم القومي والإسلامي. 4- نعتبر أن نصرة الشعب الفلسطيني واجب قومي وإسلامي لصد العدوان الصهيوني والامبريالي الأمريكي على المنطقة العربية لإبقائها تحت هيمنته السياسية والاقتصادية والتي تعتبر فلسطين الخط المتقدم منه في المواجهة. ﴿وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ لطفي قوبعة كمال الكامل عارف المعالح كاتب عام نقابة العملة كاتب عام نقابة الموظفين كاتب عام نقابة الأساتذة
الإتحاد العام لطلبة تونس المكتب الفدرالي بكلية الحقوق صفاقس
بلاغ إعلامي صفاقس في 25/01/2008
أصدرت المحكمة الابتدائية ببنزرت يوم الثلاثاء 22/01/2008 حكمها في شأن الرفيق ربيع الو رغي بثلاثة أشهر و 16 يوما سجنا نافذا على خلفية تهم واهية تعود مناضلونا بها مع العلم أن الرفيق سبق و أن طرد من الدراسة و حوكم بسبب نشاطه النقابي صلب الإتحاد العام لطلبة تونس .وقد تخللت المحاكمة أحداث عنف أمام المحكمة بسبب منع عديد الطلبة إضافة إلى ممثلي الإتحاد العام لطلبة تونس بجهة بنزرت من الدخول إلى المحكمة إذ تم الاعتداء على الرفيق علي بوزوزية عضو المكتب الفدرالي بكلية العلوم ببنزرت حيث صدمته إحدى سيارات البوليس السياسي في محاولة منهم لمنعه من الدخول للمحكمة مما نتج عنه أضرار بدنية جسيمة و خاصة على مستوى كتفه الأيسر. ونحن في المكتب الفدرالي للإتحاد العام لطلبة تونس بكلية الحقوق بصفاقس ندين هذه المهزلة التي تورط فيها القضاء مع البوليس السياسي ونؤكد على أن سياسة المحاكمات و السجون غير قادرة على إرهاب المناضلين و أن محاولة الهروب إلى التضييق و الحصار و القمع ما هي إلا محاولة يائسة لإخفاء ما بلغته الجامعة و البلاد من ظواهر غريبة كالرشوة و المحسوبية و الفساد المستفحل في كل المؤسسات و نطالب بالآتي: – إطلاق سراح الرفيق ربيع الو رغي و إيقاف جميع التتبعات بحقه. – فتح تحقيق قضائي نزيه في الإعتداء الذي وقع على الرفيق علي بوزوزية. – ندعو جميع الأطراف و مكونات الإتحاد العام لطلبة تونس للمضي قدما و الإسراع بإنجاز المؤتمر الموحد. و نؤكد مرة أخرى على أن سياسة القمع و الحصار لن تجدي و أن الحل يكمن في فتح باب الحوار الجدي و المسؤول مع المنظمة الطلابية . الإتحاد العام لطلبة تونس المكتب الفدرالي بكلية الحقوق صفاقس الكاتب العام مطاع خذر
الحزب الديمقراطي التقدمي جامعـــة بنـــــزرت 40 نهـــج بلجيـكـــــــــا دعــــــــــــوة
تتشرف جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي بدعوتكم لحضور الندوة التي تعقدها حول العفو التشريعي العام والتي سيــحاضـر خلالـــها كل مـــن الأستـــــاذين : راضية النصــــراوي وسمـــــير ديــــــلو وذلك يوم السبت 26 جانفي 2008 على الساعة الثالثة بعد الزوال بمقر الجامعة.
أخبار نقابية من سوسة
-تتواصل التجاوزات بالإتحاد الجهوي للشغل بسوسة في وقت نحتفل فيه بذكرى تأسيس الإتحاد وفي وقت يدعي فيه المشرفون على تسيير المكتب التنفيذي بسوسة على ان النزاهة والديمقراطية هي القاعدة فهاهو مؤتمر نقابة التعليم الثانوي بسيدي عبد الحميذ يؤجل بدون أسباب واضحة
فمنطق التبعية في الإتحاد الجهوي هو الفيصل فبلاغ المؤتمر لم يقع نشره رغم أن القانون الداخلي يتص على أن المؤتمر يقر في المكتب التنفيذي ويسجل بكراس محاضر الجلسلات والسبب الرئيس لعدم النشر هو الخلاف الناشب حاليا بين الكاتب العام ا والمكلف بالنظام الداخلي
* كثر الحديث في الكواليس عن وجود « كاتبين عامين » كاتب عام موجود في المكتب الذي يحمل لافتة « الكاتب العام » وكاتب عام فعلي في الطابق العلوي ويوجد على باب مكتبه لافتة « المكلف بالمالية » حيث أن الأخ المكلف بالمالية والذي هو قريب الأخ علي رمضان يستعد للكتابة العامة وهو الذي يقرر المؤتمرات ويسعى لكسب الأنصار كيف لا وهو المكلف بالمالية؟؟؟؟؟
كما أن الأخ المكلف بالمالية يصرح في الكواليس بأنه هو الكاتب العام المنتظر وهو يعد القائمة منذ الأن وعلى شكون يرض…..؟؟؟
*لاحظنا في الفترة الأخيرة أن العديد من المؤتمرات تقام في الخفاء وبدون حتى بلاغات ولسائل أن يتسائل هل هكذا تكون الديمقراطية؟ كما أن الملاحظ في القائمات الخاصة بالنصويت يلاحظ أن الترتيب المعتمد على القائمة هو الترتيب الذي يعتمد مبأ التبعية فأنصار المتب التنفيذي تسجل أسماؤهم من 1 إلى 7 والمغضوب عليه أو عدم الموالين في المؤخرة .
وفي الخير لإغننا إذ نسجل بكل إرتياح قراءة الأخ أمين المال للمكتب التنفيذي لمقالنا الفارط وحديثه في الكواليس عن فحواه فإننا نسأله عن سبب سهره ليلتين لتنظيم أموره خاصة بعد أن سمعنا بأن اللجنة المالية كانت سنزوره يوم 22/01/2008 ؟فإننا نؤكد على اننا سنواصل إصدار سلسلة مقالاتنا هذه حتى يتعرف الجميع على خفايا الإتحاد الجهوي
بدر الدين
نقابي من سوسة
بسم الله الرحمان الرحيم
السيد المنجي العياري شهيد آخـر ينضم إلى قائمة الشهداء في تونس
« يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية «
جرجيس، في25 جانفي2008 انتقل إلى رحمة الله تعالى السيد المنجي العياري السجين السياسي السابق اليوم الجمعة 25 جانفي 2008 على الساعة التاسعة صباحا بتوقيت تونس…. والسيد المنجي العياري هو من مواليد 1953، متزوج و له من الأبناء أربعة، ولدان (27 سنة و 25 سنة) و بنتان (24 سنة و 20 سنة) … علما بأن الشهيد المنجي العياري كان قد أوقف في مرة أولى في محنة 1987… و كان يعمل قبله مصرحا قمرقيا… كما أوقف مرة ثانية في شهر أفريل 1991 و حكم عليه بتسعة أشهر سجنا، ثم أوقف مرة ثالثة نهاية 1992 وحوكم مجددا بثلاثة عشر سنة سجنا.. غادر السجن يوم 5 نوفمبر 2004…. » في السجن كان شأنه شأن بقية سجناء الرأي: اضطهاد و تنكيل و تشف و تعذيب و إهمال صحي، إقامة رديئة في غرف تفتقر لكل شروط البيئة السليمة: رطوبة و انعدام تهوئة و التدخين المستمر واكتظاظ لا يطاق، و تغذية لا توفر الحد الأدنى من حاجيات الجسد، إهمال طبي لا نزال نرى نتائجه المرعبة من أمراض فتاكة نهمة أودت بحياة العديد من المساجين السياسيين داخل السجون الصغيرة وخارجها وها هو المنجي يلتحق بأخيه الشهيد أحمد البوعزيزي الذي ارتحل عنا منذ أقل من نصف شهر.. » لم تكن ظروفه المادية تسمح بإجراء فحوص دقيقة تقتضيها حالته، فهو كالمئات – بل الآلاف – من مساجين الرأي لا يحظون بأي رعاية صحية مهما كان نوعها في بلد إذا نقل مريض في حالة حرجة إلى القسم ألاستعجالي في أحد مستشفياتها العمومية، يجب أن يثبت قبل الفحص، أنه مضمون اجتماعي أو لديه من أين يدفع مستحقات العلاج..بل وصل الأمر إلى حجز المريض في انتظار الدفع، بل حجزت جثة ميت حتى يدفع أهلوه ما عليه.. و عاودته الآلام… عاودته الآلام إلى أن نقل إلى مستشفى « شارل نيكول » في العاصمة في أواخر شهر فيفري 2007 ( يوم 28 منه تحديدا) و هناك أدرك أطباؤه حقيقة مرضه و خطورته.. إنه سرطان في الأمعاء الغليظة…… وكان المنجي الشهيد قد أجرى عملية جراحية في الرابع و العشرين من شهر ماي الماضي… » كما خضع مؤخرا لعلاج بالأشعة، و قد اضطر الطبيب المعالج إيقاف هذا العلاج عند ملاحظته تكسر الصفائح في دمه… و تكون صلاة الجنازة اليوم الجمعة 25 جانفي 2008 عصرا بمسجد الإمام مالك الوردية السادسة (الكبارية) ثم تنقل إلى مقبرة الجلاز… تغمد الله الفقيد في واسع رحمته و اسكنه فراديس جنانه، و رزق عائلته و أخوانه و أحبته جميل الصبر… لتقديم التعازي: المنزل: 4 نهج 10382 الهاتف: 0021621151637 عبدالله الـــــــــــزواري (المصدر: موقع « الفجر نيوز » (ألمانيا) بتاريخ 25 جانفي 2008)
السجين السياسي التونسي السابق المنجي العياري في ذمّة الله
إنا لله وإنا إليه راجعون محمد المنجي العياري في ذمّة الله
تلقينا بمزيد الأسى والحزن نبأ وفاة الأخ المجاهد و سجين حركة النهضة السابق و أحد مؤسسي العمل الإسلامي بجهة الكباريّة بتونس الأخ الفاضل محمّد المنجي العياري الذي وافته المنية اليوم الجمعة، 17 محرم 1429 (25 جانفي 2008) على الساعة الثامنة و خمسين دقيقة صباحا بمحلّ سكناه بالكباريّة. وبمناسبة هذا المصاب الجلل تتقدم أسرة الحوار نت و كلّ إخوانه بأصدق التعازي لزوجته و أولاده وكل أفراد عائلة الفقيد سائلين الله تعالى أن ينزل عليهم السكينة وجميل الصبر والسلوان وأن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة وأن يدخله فراديس الجنان إنه غفور رحيم. وكانت آخر وصيّة الشهيد أن يدفن بجانب الأخ الشهيد عامر دقاش رحم الله جميع الشهداء . هاتف للتعزية : 0021621151637 و ستكون صلاة الجنازة بإذن الله اليوم بجامع الإمام مالك عصرا ثمّ يدفن بمقبرة الجلاز بتونس العاصمة (المصدر: موقع « الحوار. دوتش » (ألمانيا) بتاريخ 25 جانفي 2008)
السجين السياسي السابق المنجي العياري يغادر الحياة بعد أن أنهكه مرض السرطان انا لله وانا اليه راجعون
عاجل- مرسل الكسيبي (*)
علمت الوسط التونسية قبل دقائق بنبأ وفاة السجين السياسي السابق المنجي العياري بعد صراع طويل مع مرض السرطان الذي أنهكه بعد اصابته به في السجن على مستوى الأمعاء . هذا وبلغ الوسط منذ قليل أن روحه الطاهرة قد صعدت الى بارئها على الساعة التاسعة من صباح يوم الجمعة 25 يناير 2008 , وقد تحول وفد من الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين الى منزل الفقيد قصد مواساة أفراد عائلته في مصابهم الجلل . يذكر أن المنجي العياري- رحمه الله- كان قد قضى سنوات طويلة وراء القضبان على خلفية صراع سياسي بين السلطات التونسية وحركة النهضة المحظورة التي حوكم الالاف من أعضائها والمنتمين لها بداية التسعينات في اطار صراع حاد مازال يلقي بظلاله على المشهد الوطني العام . هذا ويعد الفقيد ثاني ضحية جراء الظروف السجنية القاسية في ظرف لم يتجاوز الأسبوعين , حيث غادر الفقيد أحمد البوعزيزي الحياة بعد معاناة طويلة مع نفس المرض العضال قبل حوالي نصف شهر من رحيل الفقيد المنجي العياري . جدير بالذكر أن الرصيد الحقوقي لتونس يتعرض لكثير من الانتقادات من قبل شبكات حقوق الانسان المحلية والدولية , وهو ما دعا الرئيس بن علي للاعلان عن تعزيز صلاحيات الهيئة العليا لحقوق الانسان في خطاب ألقاه وسط حضور ديبلوماسي هام يوم أمس الخميس 24 يناير 2008 . وتطالب المنظمات الحقوقية التونسية والأحزاب السياسية المعارضة باطلاق سراح كل من تبقى من سجناء الرأي كما سن عفو تشريعي عام يضع تونس على سكة الاصلاح الحقوقي والسياسي . وتعد تونس من البلدان المغاربية سريعة النمو وهو ماجعلها تتبوأ صدارة الترتيب على الصعيد الاقتصادي المغاربي والافريقي , غير أن منتقديها يعيبون على السلطات مقابلة المنجز التنموي بكثير من التجاوزات الحقوقية والتعثر على مستوى وتيرة الاصلاح والتنمية السياسية , وهو ما جعل المعارضة تشدد من الانتقاد والضغط أملا في دخول البلاد أجواء معقولة من الانفتاح السياسي . (*) رئيس تحرير صحيفة الوسط التونسية (المصدر: صحيفة الوسط التونسية (ألمانيا) بتاريخ 25 جانفي 2008)
موقع تونس أونلاين يتعرض إلى عملية قرصنة
تونس أونلاين نت – ألمانيا في 23 جانفي 2008 – تعرض موقعنا « تونس أونلاين » صباح اليوم إلى عملية قرصنة جبانة أتلفت كل محتوياته، و يبدو أن هذه الخطوة تأتي في إطار عمل تخريبي قرصني يائس يقوم به زبانية النظام التونسي يستهدف شل جهودنا في فضح الظلم و القهر و الاستبداد المسلط على شعبنا في تونس. و يبدو أن هذه الجهود باتت تشكل بالفعل هاجسا ً أمنيا ً وتقض مضاجعهم .. بالطبع لن يفت مثل هذا الأسلوب في عزيمتنا ولن ينال من معنوياتنا بل والحق الحق أن مفعوله في نفوسنا على العكس تماما ً فهو يؤكد لنا أن ضرباتنا التي نوجهها إليهم مؤلمه وموجعه وأننا بالتالي نسير في الاتجاه الصحيح … وهكذا وكلما قاموا بعمل تخريبي وقرصني ضد مواقعنا ازددنا إيمانا ً وإصرارا ً على المضي في طريق النضال بكلمة الحق .. الكلمة المنيرة .. والكلمة الكاشفة .. والكلمة الفاضحة .. والكلمة الساخرة ! على السواء ! ونحن إذ نعلن عن تعرض موقعنا العزيز (تونس أونلاين ) لهذا العمل التخريبي القرصني نعتذر لكل من راسلنا ولم ننشر مساهمته، حيث أننا قمنا بتحديث النسخة الاحتياطية للموقع الصادرة بتاريخ 19 جانفي 2008 www.tunis-online.net (المصدر: موقع تونس أونلاين نت (ألمانيا) بتاريخ 23 جانفي 2008)
تونس تفرج عن 14 متهما في قضايا الإرهاب
تونس (رويترز) – قالت جمعيات مدافعة عن حقوق الانسان يوم الجمعة 25 جانفي 2008 ان السلطات التونسية أفرجت عن 14 شابا اعتقلوا بموجب قانون الارهاب بعد وقت قصير من اصدارها احكاما بالاعدام وبالسجن المؤبد على أعضاء جماعة سلفية. وقالت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين في بيان حصلت رويترز على نسخة منه ان الشبان الأربعة عشر غادروا سجن المرناقية الواقع في ضواحي العاصمة تونس بعد قرار صادر عن المحكمة الابتدائية ومحكمة الاستئناف. وتكافح تونس حليفة واشنطن الوثيقة الارهاب لمقاومة الخطر المتزايد للجماعات الاسلامية المتشددة في ظل التهديد الذي بات يشكله تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي على المنطقة برمتها. ويأتي الافراج عن المعتقلين بموجب قانون مكافحة الارهاب المطبق في تونس منذ عام 2003 بينما تحاكم السلطات عشرات الشبان الاخرين بتهم الانضمام الى تنظيمات ارهابية داخل تونس وخارجها. ويذكر ان اغلب الشبان المفرج عنهم لا تتجاوز اعمارهم 25 عاما ومن بينهم انور الفرجاني وحمزة الصفاقسي ووليد واسامة بنور وهم طلبة وتلاميذ. وتبدي تونس التي عكر هدوءها في أوائل العام تبادل نادر لاطلاق النار بين قوات الامن واسلاميين سلفيين متطرفين اسفر عن مقتل 14 مسلحا صرامة واضحة ضد التطرف الاسلامي. ويقدر المحامي سمير بن عمر عدد المعتقلين بتهم متعلقة بقانون مكافحة الارهاب بحوالي الف شخص. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 25 جانفي 2008)
إطلاق أول منظمة لدمج السجناء المفرج عنهم في المجتمع التونسي
تونس (رويترز) – أعلن في تونس عن اطلاق أول منظمة تعنى بادماج المساجين المفرج عنهم في المجتمع عبر مساعدتهم على انشاء مشاريع وايجاد فرص عمل ضمن خطط لدرأ خطر التطرف عن السجناء المفرج عنهم. وقالت (جمعية ادماج المساجين المفرج عنهم) في بيان ارسل لرويترز انها تهدف « لادماج المساجين والاطفال الجانحين المفرج عنهم في النسيج الاجتماعي ». وأضافت المنظمة غير الحكومية أن مهمتها ستتثمل في « مساعدتهم على ايجاد مواطن شغل أو بعث مشاريع صغرى عبر إقامة علاقات شراكة وتعاون مع الوزارات والمؤسسات والهياكل والمنظمات والعائلات قصد رصد امكانيات الشغل والادماج المتاحة ». واستبدلت تونس في السنوات الاخيرة بعض عقوبات السجن بعقوبات بديلة تتمثل في اشغال لصالح المجموعة الوطنية. ويقول محللون إن تونس تسعى الى رعاية المساجين المفرج عنهم لتجنب خطر التطرف وانضمامهم الى جماعات متشددة في حالة عدم عثورهم على فرص عمل كريمة بعد انتهاء عقوبتهم في السجون. وتعتزم منظمة ادماج المساجين المفرج عنهم اعداد دراسات وبحوث حول مسألة ادماج السجناء في المجتمع. وقال نعمان بن عامر الكاتب العام للمنظمة انه سيتم الاستعانة بمختصين في علم النفس وعلم الاجتماع لرعاية المفرج عنهم. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 25 جانفي 2008)
الرئيس التونسي يعلن عن اجراء إصلاحي لدعم حقوق الانسان
تونس (ا ف ب) – اعلن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الخميس لدى استقباله اعضاء البعثات الدبلوماسية في تونس عن اجراءات مؤسساتية تهدف الى النهوض بوضع حقوق الانسان والحريات الاساسية. وقال في كلمة القاها في قصر قرطاج للمناسبة « سنعمل خلال هذه السنة على مزيد تطوير منظومة حقوق الانسان والحريات الاساسية في بلادنا تعزيزا لخياراتنا الوطنية في هذا المجال ووفقا لثوابت مسيرتنا الاصلاحية ». وقال في هذا السياق « سنطور الهيئة العليا لحقوق الانسان والحريات الاساسية وذلك بالارتقاء بالاحكام المنظمة لها الى مرتبة قانون وتمكينها كمؤسسة وطنية لحقوق الانسان من الاستقلال الاداري والمالي ». كما ستتم « مراجعة تركيبتها بما يدعم التواصل بين الدولة ومكونات المجتمع المدني وتعزيز اختصاصها تاكيدا لدورها في مجال النهوض بحقوق الانسان وحمايتها » على ما اضاف الرئيس التونسي. وهذه الهيئة التي تأسست في 1991 وتعد تقارير عن اوضاع حقوق الانسان ترفعها الى رئيس الدولة اضحت مؤخرا مؤهلة لتلقي شكاوى الافراد والجمعيات بشأن حقوق الانسان والحريات العامة. كما تتولى الهيئة زيارة السجون والاصلاحيات المخصصة لايواء القصر ورفع تقارير عنها. من جهة اخرى اشار الرئيس التونسي الى حيوية اقتصاد بلاده واهمية علاقاتها « الاستراتيجية » مع اوروبا. وقال انه « انطلاقا من الاهمية الاستراتيجية التي تكتسيها علاقاتنا بالفضاء الاوروبي تحرص تونس على مزيد من ترسيخ علاقات الصداقة والتعاون مع هذا الفضاء على الصعيدين الثنائي ومتعدد الاطراف وتسعى الي تطويرها واثرائها في سائر الميادين ». واضاف « ان دخول تونس مع مطلع هذه السنة في منطقة تبادل حر مع الاتحاد الاوروبي سيسهم في مزيد توسيع قاعدة التعاون المشترك وتنويعه والارتقاء به الى مستوى شراكة شاملة ومتعددة الابعاد ». واكد مجددا ترحيب بلاده « بالمبادرة الفرنسية لانشاء اتحاد متوسطي » التي طرحها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مضيفا انها تعمل « على الاسهام في وضع تصور متكامل له ولاهدافه ولمسار تفعيله ». « … لقد حققت تونس على مدى عشرين سنة من التغيير مكاسب ونجاحات على جميع الأصعدة في إطار مشروع حضارى وسياسي شامل وفي ضوء مبادئ الجمهورية وقيم دولة القانون والمؤسسات فترسخت الديمقراطية والتعددية وشاعت ثقافة حقوق الانسان في المجتمع وحقق اقتصادنا الوطني نسقا رفيعا من النمو وتمكنا من تدعيم روابط التضامن فى مجتمعنا الراسخ في هويته والمتفتح علي الحداثة وما تحمله من قيم التفاهم الإنساني والحوار والتسامح. (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب بتاريخ 24 جانفي 2008)
تونس : الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية تصبح مؤسسة تتمتع بالاستقلالية ومعززّة الصلاحيات
(أخبار تونس)– لدى إشرافه على موكب تقديم التهاني بمناسبة السنة الإدارية الجديدة لأعضاء السلك الديبلوماسي المعتمدين بتونس، أعلن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، يوم الخميس 24 جانفي/يناير 2008، تطوير الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية. وأكد بن علي أن هذه الهيئة ستصبح مؤسسة تتمتع بالاستقلالية ومعزّزة الصلاحيات. وجاء في كلمته في هذا الخصوص : « سنطوّر الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية وذلك بالارتقاء بالأحكام المنظمة لها إلى مرتبة قانون وتمكينها كمؤسسة وطنية لحقوق الإنسان من الاستقلال الإداري والمالي ومراجعة تركيبتها دعما للتواصل بين الدولة ومكوّنات المجتمع المدني وتعزيز اختصاصها تأكيدا لدورها في مجال النهوض بحقوق الإنسان وحمايتها » . وأضاف الرئيس بن علي في السياق نفسه : « سنعمل خلال هذه السنة على مزيد تطوير منظومة حقوق الإنسان والحريات الأساسية في بلادنا تعزيزا لخياراتنا الوطنية في هذا المجال ووفقا لثوابت مسيرتنا الإصلاحية ». ويشار إلى أن الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية، التي تمّ إنشاؤها بمقتضى أمر رئاسي يوم 7 جانفي/يناير 1991، تسهر على النهوض بحقوق الإنسان والحريات في تونس، وذلك بإبداء آرائها في المسائل المعروضة عليها من قبل رئيس الجمهورية، وباقتراح الإجراءات التي يتعيّن اتخاذها من أجل تعزيز وتوطيد هذه الحريات، وبإعداد دراسات وبحوث في هذه المجالات. وقد تمّ تدعيم دور الهيئة في مناسبات عديدة إثر إجراءات اتخذت بمبادرة من رئيس الدولة. ويتمتع رئيس الهيئة بصلاحيات قبول العرائض والشكايات حول المسائل المتعلقة بحقوق الإنسان والحريات الأساسية الصادرة عن المواطنين. ويقوم رئيس الهيئة أيضا بزيارات دون سابق إعلام إلى المؤسسات السجنيّة والإصلاحية ومراكز الاحتفاظ ومراكز إصلاح الأطفال، وهو يرفع تقارير في شأن كل زيارة إلى رئيس الجمهورية. وتصدر الهيئة، تقريرا سنويا حول حقوق الإنسان في تونس. (المصدر: موقع « أخبار تونس » (رسمي) بتاريخ 24 جانفي 2008)
يو بي أي: تونس وموريتانيا تشددان على أهمية دعم العمل العربي المشترك
تونس / 25 يناير-كانون الثاني / يو بي أي: شددت تونس وموريتانيا اليوم الجمعة على أهمية دعم العمل العربي المشترك،وعلى تمسكهما بإتحاد المغرب العربي بإعتباره »خيارا إستراتيجيا ». جاء ذلك خلال إجتماعات الدورة الخامسة عشرة للجنة العليا المشتركة للتعاون التونسية-الموريتانية،التي بدأت أعمالها اليوم بتونس برئاسة رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي،ونظيره الموريتاني الزين ولد زيدان. وقال رئيس الوزراء التونسي إن وجهات نظر البلدين » متطابقة بخصوص دعم العمل العربي المشترك وخدمة مختلف القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية،إلى جانب الأوضاع في العراق ولبنان والقضايا المطروحة على الساحة الإفريقية ». ودعا بالمقابل إلى مزيد تنسيق مواقف البلدين ،وإلى تبادل الآراء وتعميقها لتنفيذ مضامين إعلان تونس الصادر عقب قمة 5 + 5 والمقترحات الجديدة القائمة في الأفق المتوسطي. وإعتبر أن التحولات التى يشهدها العالم اليوم »تقتضي أكثر من أي وقت مضى التكاتف والتضامن وتعزيز سنة الحوار والتشاور وتنسيق المواقف بخصوص القضايا الراهنة ذات الإهتمام المشترك وتوحيد الجهود للتعامل مع التكتلات الإقتصادية والإقليمية ». وجدد في هذا السياق التأكيد على تمسك بلاده بإتحاد المغرب العربي بإعتباره »خيارا إستراتيجيا،ومطمحا حضاريا لا محيد عنه »،معربا في نفس الوقت عن أمله في أن يتم تركيز باقي المؤسسات الإتحادية وخاصة منها المصرف المغاربي للإستثمار والتجارة الخارجية ،حتى يساهم بدوره في تحقيق الإندماج المغاربي المنشود. ومن جهته، قال رئيس الوزراء الموريتاني إن بلاده »لا تدخر أي جهد من أجل الرقي بعلاقاتها مع تونس إلى أعلى مستويات التبادل المثمر والبناء إسهاما في تشييد وتقوية صرح التكامل والإندماج على مستوى الإتحاد المغاربي ». يشار إلى أن إتحاد المغرب العربي الذي يضم كلا من تونس وموريتانيا وليبيا والجزائر والمغرب،تأسس رسميا بعد التوقيع على معاهدة إنشاء هذا الإتحاد في مدينة مراكش المغربية في السابع عشر من فبراير/شباط عام1989 . وحددت هذه المعاهدة أجهزة وهيئات الإتحاد وآليتها، أهمها مجلس الرئاسة الذي يتألف من رؤساء الدول الاعضاء والذي تصدر قراراته بالاجماع ،بالإضافة إلى ضبط أهدافه التي تمحورت حول التعاون الاقتصادي والسياسة المشتركة فى مختلف الميادين. ورغم كثرة هيئات وأجهزة الإتحاد المغاربي ،فإنه لم يتمكن مع ذلك من عقد سوى ست قمم على مستوى مجلس الرئاسة منذ القمة التأسيسية (مراكش 1989)،حيث كانت الأولى في تونس ثم الجزائر و ليبيا،والدار البيضاء فنواكشوط، وأخيرا تونس في ابريل/نيسان 1994.
هل آن الأوان لتغيير الخطاب؟
جواب منصف المرزوقي الجمعة 25 كانون الثاني (يناير) 2008.
ثمة اليوم داخل « المؤتمر من أجل الجمهورية » تساؤلات، وحتى رغبةعند البعض بمراجعة مؤلمة في التوجه السياسي عموما وفي طبيعة خطابنا »الراديكالي » على وجه الخصوص. الدافع لهذا التساؤل موقف محبط عند البعض ( بنصب الباء) وموقف محبط ( بخفضها) عند البعض الآخر…ربما نتيجة الاحتكاك ، بل قل التسمم،ب »ميكروكوزم » سياسي مأزوم. ولأن المؤتمر ليس حزبا بقائمة منخرطين مغلقة وإنما شبكة مفتوحة لأناس يتقاسمون نفس القيم والأفكار، فإنني رأيت من واجبي طرح هذا السؤال على كل الجمهوريين والوطنيين : هل تقادم فعلا خطاب المؤتمر وهل آن الأوان لتغييره؟ ما الزبد وما الموجة ؟ منطلق النقاش فكرة أن خطابنا » ما عادش ماشي » بل أنه أصبح يقابل بالتهكم في بعض أوساط » ميكروكوزم » مطوّق بوليسيا ومخترق مخابراتيا، يمارس السياسة في رقعة منديل ،في ظل قواعد مغشوشة سنتها دكتاتورية تجمع بين قدر كبير من الغباء و قدر أكبر من الخبث. لكن ما أتلقاه من رسائل على موقعي، ومن مكالمات من أناس لا أعرفهم، والحفاوة البالغة التي يكرمني بها كل من يلاقوني في الشارع ، وتواصل دعوتي ودعوة قيادات المؤتمر للقنوات التلفزية الكبيرة والصغيرة -رغم ما تبذله السلطة من ظغوطات ل » قطع » لساننا -ووجود كتاباتي على المواقع التونسية والكثير من المواقع العربية…كل هذا يعطي انطباعا معاكسا بأن الخطاب « ماشي…على الأقل مطلوب . هنا على المرء أن يكون بالغ الحذر. قد يكون كل هذا زبد، والموجة لا واقعية وعقم ما ننادي به. لكن ماذا لوكان تهكم « الميكروكزم »، هو الزبد، والموجة العاتية هي خطاب المؤتمر الذي تجاوز حدود تونس ليصبح تيارا داخل الخطاب السياسي العربي المعاصر؟ كيف يمكن الفصل بين الاحتمالين؟ بداهة بتحديد مقياس ال » مشيان » ؟ هل هو قبول » الميكروكوزم » به وتوحده حوله ؟ هل هو تغلغله بين الشباب؟ هل هوفي ما يثير من زوابع فكرية ؟ هل هوفي خروج الجماهيرإلى الشارع ؟ يؤدي استعراض كل هذه الأسئلة إلى تساؤلات أعقد. مثلا ما قيمة » الميكروكوزم » الفعلية ؟ ما أهمية تجمعه حول أي خطاب ولو كان خطاب المؤتمر؟ بل هل من الممكن أن يتجمع أصلا حول أي خطاب، وهو المبني أساسا على الصراعات الشصية والحزبية ؟ وبخصوص التأثير، هل نعتبر أن الخطاب فشل لمّا لم تخرج الجماهير للشارع حال انتهائي من النداء للمقاومة من منبر الجزيرة في أكتوبر 2006… أم هل أنه بمثابة زرع لبراعم تحتاج لسنين حتى تنضج وبالتالي لا حكم قبل سنوات؟ آنذاك كم من سنوات قبل القول أننا دخلنا في أيدولوجية المهدي المنتظر؟ ولأن تواصل المسار،أوتغير وجهته ، أو توقفه، مرتبط بما نقرّر أنه أقرب الاحتمالين إلى الواقع، فلا بدّ لنا من الفصل بين » ماشي » أو » غير ماشي ». كيف ونحن لا نملك معطيات موجودة في طيات الغيب وفي إطار استحالة الاحتكام للفيصل الأكبرأي الانتخابات النزيهة (أو استطلاعات الرأي العلمية) ؟ المخرج الممكن هواستعراض تبعات الفرضيتين على الصعيد الشخصي والجماعي، ثم الخيار بينهما على أساس طبائع واستعدادات الشخص أو مراهناته. لنبدأ بتصور تبعات قبول مقولات : طلّق عنك هذه المواقف الجذرية ، فهذا شعب ميت وهذاوضع عالمي لا يسمح بالتغيير، وقدرنا الاستبداد لأننا شعوب متخلفة موبؤة إلى الأبد الخ . أمامك في هذه الحالة ثلاثة خيارات : – أن تنسحب من الساحة السياسية وحتى الاجتماعية ساخطا ، ناقما ، متألما، يائسا، بائسا. أن تستسلم وتدخل في سلك متسولي الإصلاح ( حتى بافتعال شيء من التشدد و الكبرياء ) ومنخرطا في اللعبة موهما نفسك والآخرين بقدرتك على استغلالها وتفويضها . أن ترفع التحديات وتقاوم . بديهي أن أنبل خيار هو الأخير…وأنه لا يقارن بخياري الانسحاب أو الاستسلام . كل من خبروا الحياة يعرفون أن الصعاب عندما لا تدمّرالشخص ترفعه ودورها في شحذ العزيمة واستنفارطاقات الخلق .لذلك كانت نصيحتي ولا تزال : إن وصلت مفترق طرقات اختر أصعبها. ما أبلغ مقولة لاوتسو » وبالصعب يكون السهل وبالسهل يكون الصعب ». ما أروع أيضا مقولة كيرجارد » ليس الطريق هو الصعب وإنما الصعب هو الطريق » . إلا أنه من البديهي أن الأمر في المستوى الذي يشغلنا ليس أن تكتسب نفوسنا « عضلات » معنوية شبيهة بعضلات الجسد عند هواة رياضة كمال الأجسام. فالموضوع هو رفع التحديات وقبول كل الصعاب ،لا لجمالية الموقف ، وإنما لإنجاز هدف سياسي قابل للتحقيق : الاستقلال الثاني. هذا ما يؤدي بنا الآن لتصور تبعات التخلي عن خطاب المقاومة على الصعيد السياسي العام . بالطبع لن يؤدي توقفه إلا لمزيد من استشراس الدكتاتورية بما أنها روّضت أعتى خصومها، ولسقوط سقف كان يجبر الصادق وغير الصادق على تعديل مواقفه على علوّه. المضحك أن تكتشف أحيانا في فم من سخروا من خطابنا، ومن اتهمونا بالانفلاتية ، الكثير منه. لا تستغربوا قيام تحالف سياسي على الأفكار والقيم التي نمثلها وأن نقصى منه ، لأن هاجس بعض الأطراف إخراجنا مما يتصورونه سوقا يجب التخلص فيه من المنافسين، لا ساحة معركة كلنا بحاجة لبعضنا البعض. صدقوني إن قلت ليأخذوا افكارنا و يتزعموا ويقودوا إذا كان ذلك في الاتجاه الذي تتطلبه المرحلة. لكن للأسف ما جربتهم منهم على الدوام سيناريو لم يتغير منذ سنين و في ثلاثة فصول : العداء لمقولات طرحناها من بداية التسعينات أي أننا امام دكتاتورية ، أن قضية النهضة ليست فقط قضية حقوق إنسان ، أن على كل القوى المناوئة للدكتاتورية التوحد بغض النظر عن الأيدولوجيا الخ … -الاستيلاء على أفكار شقت طريقها في عقول وقلوب الناس رغم سنوات من الإنكار ثم جرّالأقدام. تمييعها وإفراغها من محتواها،وشتان بين المتبني متأخرا ضرورة وحسابا ، و بين الآباء الطبيعيين. على كل حال أي خسارة في سقوط خطاب شكّل ولا يزال عامل ضغط على السلطة والمعارضة على حد السواء ! إذن أسلم ، الخيارين للمناضل الحقيقي وللمجتمع ، التمسك بفرضية « الخطاب ماشي ». لكن هذا الخيار، وإن يعفينا من ضغط الطرف الآخر للانخراط في مقولاته ومصالحه ،فإنه لا يعفينا من ضرورة محاسبة النفس الصارمة. يمكن مثلا أن يكون » الخطاب ماشي » ، لكن في إتجاه خاطئ يقودنا إلى باب مسدود. هذا ما يجرنا لقضية متانة مضمونه ، بغض النظر عن قبوله من عدمه. لنذكّر أن خطاب المؤتمر يتميز بثلاث أطروحات يحلل بها الواقع السياسي التونسي، و العربي . 1- نحن أمام نظام سياسي لا يصلح ولا يصلح. 2-لا حل أمام شعبنا – وأمتنا- غير تنظيم مقاومة مدنية سلمية لإنهاء الدكتاتورية ومنع تجددها. 3- لهذا يجب تجميع القوى السياسية الضرورية ، لا من أجل تحقيق وحدة المعارضة بكل طيفها ، ولكن من أجل رصّ صفوف القوى الفاعلة… لا على الحد الأدنى الذي يضمن وجود أكبر عدد ممكن من مكونات » الميكروكوزم » ،لكن على المطلوب لتخليص شعبنا وأمتنا من الفيروسات التي نخرت فيه (ها) لنتفحص هذه المقولات الثلاث الواحدة بعد الأخرى بعقلية الطب أي بتحكيم منطق التشخيص الموضوعي، لا يهمنا ما تكلف استنتاجاته من وجع للطبيب – إذا اتضح خطأه- أو للمريض إذا اتضحت خطورة إصابته. * 1- نحن أمام نظام سياسي لا يصلح ولا يصلح أسهل وسيلة للتأكد من صدقية المقولة استعراض ما حصل منذ التصريح بها سنة 2000 إلى اليوم. لو أن الدكتاتور استقبل رؤساء أحزاب و تنظيمات هو ونظامه معترف بها ،(مصطفى بن جعفر ومية الجريبي ومختار الطريفي وخديجة الشريف على سبيل المثال)…ولو ترك الرابطة تعقد مؤتمرها دون تدخل سافر وخبيث… ولو أحدث تغييرات ذات مغزى في حكومته ليدخل وجوها قادرة على فتح الخطوط مع المجتمع المدني … ولو أمربمحاكمة ابن أو أخ زوجته عندما سرق اليخت الفرنسي الشهير… و لو شنّ حملة جدية على الفساد داخل جهاز الأمن…و لو أخلى سراح كل المساجين وسمح بالعودة لكل المهاجرين …و لو أعلم الغنوشي بأنه يستطيع العودة دون مضايقة، ولو أوعز بإرجاع المرزوقي للجامعة، حتى دون التصريح لهما بالعمل القانوني…ولو لم يغيّر الدستور لضمان الرئاسة مدى الحياة … و لودخل في إصلاحات شبه سرية في محيطه استعدادا لنقل السلطة لشخص مقبول من كل الأطراف يستطيع تدريجيا رفع حالة الطوارئ وضمان سلامته هو وعائاته إضافة إلى نقلة سلمية للديمقراطية في 2009 . نعم لو حصل شيء من كل هذا – و حتى أقله – لسقطت مقولة لا يصلح ولا يصلح، ولظهرت كجملة من باب المبالغة والبلاغة ،ولحق لكل إنسان عاقل أن يصف صاحبها، لو رفض مثلا عرض العودة للبلاد و للجامعة وقبول النهج التدرجي في الإصلاح ، بالتطرف والمزايدة واللاواقعية وحتى المراهقة السياسية. وللصدق ، وخلافا لكل ما يشاع عني، فإنني كنت سأقبل – ولو بقدر كبير من الحذر- بهذا الواقع المفاجئ وأتفاعل معه إيجابيا،لأنني أؤمن بضرورة الصبر والمرونة والاعتدال وترك أبواب للخروج ،شريطة أن يكون القطار على السكة و في الاتجاه الصحيح وأن لا يتحرك بسرعة السلحفاة. بطبيعة الحال لم يحدث شيء من هذا وإنما العكس تماما هو الذي حدث :الإمعان في التزييف والقمع والفساد وإحكام إغلاق كل أبواب التواصل مع المجتمع . لا غرابة في هذا لأن ما يجهله السذج وما يتجاهله الخبثاء ،هو ما يعرفه الدكتاتور أحسن المعرفة،أي أن الإصلاح، إما مزيف ، وهذه حيلة لن تنطلي بعد أن استهلك كل احتياطي العالم من الكذب، وإما حقيقي ، وفي هذا بداية النهاية، وهي النهاية التي يصيبه الرعب بمجرد التفكير فيها… فما بالك بالإعداد لها . عندما أردّد أن من يحكم تونس اليوم عصابات حق عام على رأسها » زميم » لا رئيس، يقال لي لاتبالغ أو كفّ عن الشتم فهذا لا يليق بسياسي مسؤول.حتى من يعلمون أنني رجل مهذب لا يفهمون أنني استعمل الكلمات بدقة كما تعلمت من التشخيص الطبي . كأن الناس استبطنت أن الجرائم ما دامت على نطاق كبير ليست جرائم . كأن الإجرام بالجملة له ظروف تخفيف و حصانة خاصة.كأن الجريمة التي يجب متابعتها هي ما ينافي الأخلاق والقانون شريطة أن يكون أصحابها فقراء وضعفاء ودون سند من إدارة بوش. نعم نحن تحت حكم عصابات حق عام …ولهذه الأسباب التي أتحدى أي حكم عادل أن يثبت كذبها. كيف نسي الناس بهذه السهولة أن شقيق هذا الدكتاتور( الذي كان مسؤولا لسنوات طويلة عن الأمن قبل توليه الرئاسة)حكم عليه في فرنسا في بداية التسعينات بعشرة سنوات سجن للاتجار في المخدرات؟ كيف لم تستوقف حادثة كهذه غير مسبوقة في تاريخنا وغير معروفة حتى في جوارنا، انتباه الطبقة السياسية ؟ إن الدكتاتور وعائلاته ومن معهم كانوا سيجدون أنفسهم سريعا،لو خطر لهم الحكم كما حكموا في تونس وراء القضبان في أي مجتمع حرّ وأي بلد يحكمه القانون. انظر لمتابعة شيراك رغم تفاهة خروقاته. الكل يدرك أنه لو سقط النظام فجأة لما وجب إحالة « الزميم » وعائلاته أمام محاكم سياسية . تكفي محاكم جنائية عادية (نأتي بقضاتها من الخارج إذا تطلب الأمر بما أنه ليس لنا قضاء جدير بهذا الاسم ) فتدينهم بكل نزاهة – لا وفق قواين رجعية، وإنما فق القوانين التونسية المعمول بها- وتحكم عليهم بأقصى العقوبات نتيجة تورطهم المفضوح في سرقة المال العام واستغلال النفوذ والتدليس والتزوير. لا أحد تابع مندلا عدليا عند خروجه من السلطة لأنه حكم وفق القيم التي نادي بها والقوانين المكتوبة في بلاده، والتي كان أول من احترمها لا من مسح فيها حذاءه. لا أحد تابع عدليا دوغول الذي لم يقبل مرتبا طيلة سنوات رئاسته، وكان يدفع ثمن بدلاته من تقاعده كجنرال. قارن بين التصرفات التي تدخل رئيسا إلى التاريخ من أوسع أبوابه ،وبين التصرفات التي تخرجه منه عبر أضيق باب بالإدانة والاستنكار. كيف يمكن أن نحلّ مشاكلنا إذا بدأنا بجهل أو برفض توصيفها موضوعيا وتسمية الأشياء بأسمائها؟ يتعلم الصبية في المدارس أنك تستطيع أن تفهم اتجاه خط ورسم مساره بنقطتين فقط . هذه الدكتاتورية رسمت عشرات النقط في نفس الاتجاه : التطرف ، الانغلاق ، الغطرسة ، العنف، القبح الأخلاقي ، الفساد البذاءة ، التزييف ، العمالة… والخط لا يحيد قيد انملة وعلى امتداد عقدين عن نفس الاتجاه. ومع ذلك ما زال هناك من يستبشر- في خياله الخصب- أن الخط غيّر ،بقدرة قادر، اتجاهه بل و اصبح دائرة، ثم يستغرب بنفس السرعة عودته لحالته التي لم يفارقها لحظة . ثمّة من ينتظربل ومن يراهن – داخل نفس الخيال الخصب – على أن الخط سيصبح مثلثا إن انتظرنا كثيرا وتأدبنا أكثر. سبحان هذه الأدمغة وكيف تفكر، ويا لغرابة أناس يلدغون من نفس الحجر مليون مرة ويضعون فيه اصبعهم المرة بعد الأخرى وهم يتساءلون هل أصبحت أخيرا الأفعى أرنبا أبيضا جميلا !! ثم يقولون لنا غيروا خطابكم فهو ليس واقعي وموضوعي. إنها رؤية القشة في عين الآخر وتجاهل العمود الذي في عينه هو.أبلغ وصف لهؤلاء الناس المثل الفرنسي » لا أطرش ممن لا يريد ان يسمع » ومن ثمة عزوفي منذ أمد بعيد عن محاورة طرش بالإرادة والاحتراف ومع سابق الإضمار . وفي كل الحالات هذا شغلهم- بمعنى مصيبتهم- وأيضا بمعنى العمل الذي له أجر، لأنهم ليسوا كلهم سذّج أو مفتعلي السذاجة للتغطية على عجزهم ، وإنما فيهم أيضا مدسوسين مدفوعي الأجر مهمتهم المخابراتية الترويج لأوهام التحولات الهامة الآتية في العيد الفلاني…وعش يا فؤادي بالمنى. نعم المقولة صحيحة أحب من أحب وكره من كره ،لأن الدكتاتور، كعادته المميزة في قول الشيء وفعل عكسه، لم يضع تونس من البداية على سكة » المسار الديمقراطي » وإنما على سكة المسار الاستبداي الذي مشى فيه بكل إصرار وثبات طيلة عشرين سنة… و سيواصله إلى النهاية حسب قاعدة » من شبّ على شيء شاب عليه، ومن شاب على شيء مات عليه » ..وهناك ألف مثال في كل اللغات تؤكد ظاهرة أزلية أي أن ما بالطبع لا يتغيّر، وكل إناء بما فيه يرشح …الخ التشخيص إذن سليم مائة في المائة ، هل مقترح العلاج كذلك؟ * 2- لا حل أمام شعبنا – وحتى أمتنا- إذا أراد(ت) فعلا الحياة،غير تنظيم مقاومة مدنية سلمية لإنهاء الدكتاتورية ومنع تجددها. ما تثبته حصيلة كل نضالاتنا في العشرين سنة الأخيرة أننا، وإن استطعنا تحقيق بعض الانجازات المتواضعة على صعيد حماية حق هذا الشخص أو ذاك ، وربما منعنا آفة كالتعذيب من الوصول إلى مستويات أفظع ، لم نمنع شيئا هاما على صعيد الشعب، بل بالعكس. لقد رأينا تفاقم الاستبداد ووصول الفساد والقمع إلى قمم لم نكن نتصور أن تونس ستعرفها يوما ،وتفاقم أزمة الدولة بانهيار كل مؤسساتها، والعودة الفعلية للرئاسة المؤبدة،ناهيك عن تفاقم أزمات المجتمع الغارق في الإذلال والإحباط وصعوبات العيش المتصاعدة.ما يبدو أن الأحداث لم تكفّ عن الصراخ به في آذاننا ونحن أيضا لا نسمع ،أن البيانات، الاحتجاجات، اضربات الجوع، التقدم لكل الانتخابات الصورية لاغتنام فرصتها » للتعلم وتوسيع القاعدة الحزبية وتوعية الشعب ثم لتشهيد العالم على التزييف »… كل هذا شيء جميل ومعقول ومقبول وضروري وفعّال…لكن في نظام ديمقراطي أو على الأقلّ في طريق التدرج إلى الديمقراطية . أما في دكتاتورية بوليسية فاسدة وخبيثة في تدرج لم يتوقف لحظة منذ عشرين سنة نحو مزيد من الانغلاق ، فالأمر بذكاء إعمال مفتاح في باب قفله صدئ ولا يركب عليه هذا المفتاح…ومواصلة المحاولة.
من أين طريق الخلاص إذن؟ ماذا يعلمنا تاريخ كل الشعوب التي سقطت لفترة من تاريخها تحت نير الاستبداد؟ وجود قانون أزلي : الشعوب تستسلم… ثم تقاوم بصفة سلبية … ثم تتمرد على معذبها لتنتقم أحيانا ابشع انتقاما. « انظر تعليق غازي دحمان على كتاب صاحب الربيعي » سلطة الاستبداد والمجتمع المقهور » الجزيرة نت يناير 2008 « ونظرا لاختلاف موازين القوة بين القوى المقهورة والقاهرة، فإن آلية الرفض تأخذ أنماطا متعددة منها عرقلة إجراءات القوى القاهرة،أياكان شكلها،في داخل مؤسسات النظام، و عدم إبداء الحرص على ممتلكات الدولة كونها ممتلكات القوى القاهرة ويجب إضعافها ، و الحط من قدر رجالات السلطة القاهرة عبر بث الشائعات المغرضة ونشر الفضائح الشخصية والأخلاقية.غير أن القوى المقهورة وعند شعورها بتحقيق بعض النجاحات في مواجهة السلطة، تلجأ إلى مرحلة ثانية من النضال » إذن تمرّ الشعوب المبتلية بالدكتاتورية بمراحل أولها الاستسلام ثم المقاومة السلبية عبر الرفض والإعراض، ثم المواجهة عندما يكسر حاجز الخوف، لتصل مرحلة التمرد وتصفية نظام معذبيها. أين نحن اليوم في تونس -السؤال نفسه في أي قطر من اقطار الأمة- من هذا المسارالطبيعي الذي مشت فيه قبلنا كم من شعوب تحررت في آخر الأمر من آفة سوء الحكم، مثلما تحررت من الجوع و الطاعون ؟ ما يريد البعض في السلطة إيهام أنفسهم به أننا لسنا فقط في قمة الاستسلام (أو بصفة أدق في حضيضه)… وإنما أن المسلسل توقف على حلقة لن تتبعها الحلقات الطبيعية الأخرى. حقا هناك ما يؤيد ظاهريا المقولات المتشائمة ، أو المدسوسة . خذ خطاب « الميكروكوزم ». هو شهادة على أنه يتعامل مع وضع سلّم في الواقع بعجزه عن تغييره وهوما يجعل من هذه الطبقة السياسية باستسلامها ولعبها في إطار هامش التحرك المسموح لها بها جزء من المشكل لا من الحل. . شيئا فشيئا ودون أن ينتبه أحد أصبحت أحزاب وتنظيمات وطنية فعلا هي الأخرى جزءا من الديكور الديمقراطي للاستبداد ، وهو ما يمكّن أبواقه من التبجح على القنوات الفضائية أن عندنا كذا وكذا من الأحزاب المعارضة وان جرائدها تباع على قارعة الطريق. الاستسلام أيضا الطابع المميز لمؤسسات الدولة، مثل الجيش والشرطة والقضاء والإدارة ، حيث يبدو أن الدكتاتور روّضها نهائيا وجعلها أدوات طيعة لتأبيد استبداده وفساده . نفس الشيء عن مؤسسات المجتمع مثل النقابات المهنية والجامعة والسلطة المعنوية لرجال الدين والثقافة وهي شبه غائبة لأول مرة في تاريخ تونس. لكن ماذا وراء هذا المظهر؟ لا أحد يعلم بالضبط ، ولا حتى المخابرات .المؤكد أن هناك شيء ما . نحن لا نرى الهواء ولا نشمه ومع ذلك هل من شك في وجوده ؟ لنتذكر هنا المقولة المشهورة لحنّا أرندت » في الدكتاتورية كل شيء على ما يرام حتى الربع ساعة الأخيرة ». من ينكر أن هناك في بلادنا مخزون كبير من الكره لنظام لم تعرف له تونس مثالا في الحقارة؟ من يجهل أنه كره مستشري في كل قطاعات الشعب بنفس القوة، وأخشى ما نخشاه ان ينفجر يوما فتسيل الدماء…خاصة دماء أعوان شرطة مساكين سيدفعهم الشعب ثمن تجبر جهازهم ؟ من يكابر في أن هذا النظام، ككل دكتاتورية ، باختياره سياسة إرهاب الدولة، وإذلال الناس والسخرية من ذكائهم، وامتهان أقرب الخدم والحشم ،ورفض أبسط مظاهر المصالحة مع المجتمع، هو أول متعهد لهذا الرفض وأول عامل من عوامل إنضاج المقاومة ودفعها إلى نهايتها الحتمية؟ كل ما في الأمر أنه يربح الوقت يوما بعد يوم، قبل أن تلتهب في وجهه الحرائق التي كدّس لها بغباء منقطع النظير كل الحطب اليابس الممكن. أنظر الآن ما وراء هذا الاستسلام الظاهري لتكتشف أنه يخفي أيضا بجانب الانكفاء على الشأن الخاص مقاومة حقيقية ولو أنها صامتة وسلبية. أي معنى آخر لازدراء الشعب للنظام وعزوفه عن المشاركة في خزعبلاته وانعدام أي ثقة فيه، أو لوضع الخمار وإطلاق اللحى واللجوء إلى الجوامع، أومتابعة البرامج التلفزية التي تفضح النظام والتجاوب معها. أضف لهذا بداية محتشمة ، لكنها حقيقية وواعدة لمقاومة إيجابية كتحركات الوسط الطلابي والنقابي ، ولا أعتقد أن ما وقع مؤخرا في الجنوب سحابة صيف بل قد تكون سحابة إعصار بدأ يلوح في الأفق. إنها مؤشرات تدل كلها على أن المسلسل الطبيعي لتغيير وضع شاذ بكل المقاييس » ماشي » في طريقه المعتاد وإلى نهايته المعروفة مسبقا. ما لا نعرف هو أين وصلت قيم وأفكارومخططات بقية المقاومة الإيجابية الصامتة أي العاملة بوعي على تغيير الوضع داخل مؤسسات الدولة .خاصة الجيش والبوليس والحزب » الحاكم » وحتى أولى الدوائر حول الدكتاتور،التي يظنها السذج بنيانا مرصوصا حوله، وهي قبل كل شيء بشر في تناغم مستمر مع القوى المبهمة التي تسري في عروق المجتمع. معنى هذا أن خطاب المؤتمر لا يتحرك من فراغ ، بل بالعكس .هو إفرازة لوضع موضوعي و جزء من حراك مجتمع يبحث عن خروج من أزمة خانقة. إن إطلاقه فكرة المقاومة المدنية منذ 2002، ومحاولته بناء هيكل سياسي مع بقية الأطراف لدفعها قدما سنة 2003 عبر مؤتمر « اكس » ليس وليد الصدفة . ليس من باب الصدفة أيضا أن تنطلق الدعوة للمقاومة المدنية من منبر الجزيرة في أكتوبر 2006، في الوقت الذي كانت تستعد فيه مجموعة مسلحة لدخول تونس وإطلاق أولى عملياتها في 23 ديسمبر2006…يوم واحد بعد اضطراري للعودة للمنفى وقد اكتشفت أنني أخطأت تقديرالتوقيت وتعجلت مفاعلة أبطأ مما نريد جميعا. كل هذه الأحداث مؤشرات لمن يعرف قراءة الظواهر بأن هناك منعرجا أتخذ داخل الوعي الجماعي بأنه لا حل حقيقي مع نظام غير قابل للإصلاح ( بالمعنيين لقابل) غير الاجتثاث…والخيار الوحيد بين المقاومة المدنية و المسلحة …وأن العمل في هذه وتلك انطلق شوطا ما. القانون داخل القانون أنه، في إطار الانسداد التام للوضع العام ، وفي إطار إصرار النظام على تأبيده كما هو دون أدنى تغيير،و بقدر ما تتباطا المقاومة المدنية السلمية في البروز والوقوف على رجليها ، بقدر ما تكبر حظوظ خطاب المقاومة المسلحة. هنا تطرح قضية جاذب يةخطاب المقاومة المدنية بالمقارنة مع إغراء العنف. إن من يتهمونا بالتجنيح والإنفلات والعنترية الخ ، يشتمون ولا يفكرون ، يدينون ولا يفهمون، ومن ثمة هم غفلوا عن الانتباه لنقطة الضعف الحقيقية في خطابنا … وها أنا أدلهم عليها. من يعتنق خطاب المؤتمر وينزل للساحة السياسية المكتظة بالفاعلين من كل الأصناف، مطالب بالجمع بين نوعين من المواقف والتصرفات والخصال : من جهة القطع النهائي مع الدكتاتورية ورفضها جملة وتفصيلا والسعي النشيط لنهايتها ، بما يتطلب الأمر من جرأة وتشدد واستعداد للتضحية. وفي نفس الوقت عليه التخلي عن خيار العنف والقبول بالتنازلات بين كل أطراف المقاومة ، وحتى مع الخصم إذا ترك للصلح الحقيقي بابا مفتوحا . المشكلة أن هذه الخصال نادرا ما توجد مجتمعة في نفس الفاعلين , فالشجعان أصحاب المواقف الجذرية والقاطعين نهائيا مع النظام يذهبون للمقاومة المسلحة مباشرة ، وأهل السلام والتفاوض يقبلون بطبيعتهم هذه بستراتجية » الميكروكوزم » ولو تمثلت في إعمال المفتاح الخاطئ في القفل الخاطئ قرنا آخر. أن تراهن في إطار ثقافتنا التي لم تبرز إلا الخانعين من جهة والمتمردين من جهة أخرى على نمط بشري من الثوريين السلميين ،فمغامرة كبرى لأن الخطاب يتوجه ، ويعوّل، على قوىسياسية ، إما بالغة القلة أو غير موجودة أصلا . إنه السبب الرئيسي الذي يجعل المؤتمر ككل » مش ماشي » كما نرغب،إضافة للسبب الهيكلي الآخر اي عزوف الناس عن العمل السياسي، بعد كل خيبات الأمل التي منيت بها. إنها المفارقة الصعبة التي تجعل البعض داخل المؤتمر يقولون كفى من هذا التذبذب : إما الجهاد ، وإما التغريد داخل السرب، لكن قطعا ليس في هذا الموقع المستحيل. أكون مخادعا أن قلت أن لي حلّ لهذه المفارقة. ومع ذلك فأنا متمسك بمواقفي لأن العاقل يختار توجهه في إطار تعقيد الأمور وغموضها وصعوبة تبين الطريق السالك ،أيضا من تفحص البدائل وهي من نوعين. إن كانت حظوظ خطاب المؤتمر غير مضمونة البتة، فحظوط خطاب حلب الثور( بزيادة الصبر والتأدب وربما بالضغط عليه بسيده الأجنبي) معدومة تماما ، مهما كانت كمية التأدب والصبر والضغط . بالطبع الغلطة ليست من الثور وإنما من الأغبياء الذين لا يفهون أن مثل هذا الحيوان يشدّ للمحراث أو يبعث للجزار، لكنه لا يعطي جبنا وياغورتا إلي قيام الساعة. خذ الآن خيار المقاومة المسلحة . هو أيضا للرفض لأنه يقودنا مباشرة للكارثة أي ترسيخ الاستبداد. شخصيا أعتقد أنOlivier Roy الخبير الفرنسي الكبيرفي الحركات الإسلامية يبالغ في حكمه الصارم على الإسلام السياسي بأنه فشل بشقيه السياسي والعسكري، لا لشيء إلا لأن التاريخ لم ينتهي . لكن صحيح أنه انتهج طريقين مسدودين. الأول هو دخول بعض الأحزاب السياسية – ومنها الإخوان في مصر- « برلمانات » الدكتاتورية التي اكتسبوا فيها حق » الشقشقة » دون أدنى تأثير سياسي . إنه ما يسعى له حاليا بعض المقاولين السياسيين في تونس وأقصى حلمهم حزّيب إسلامي (ثلاثة ارباع منخرطية سيكونوا طبعا من المخابرات حسب تقنيات الدكتاتور ويبدأ ثاني يوم بانشقاق ) و يدخل يوما « البرلمان » ليشقشق هو الآخر مع بقية » مشقشقي » المعارضة « . المأزق الثاني هو العسكري وأحسن مثال التمرّد الجزائري الذي لم يفشل فقط في تغيير النظام وإنما قوّاه. ماذا يبقى في هذه الحالة غير المقاومة السلمية ؟ صحيح أن فيه رهان, لكن هل ثمة عمل في هذه الحياة ليس رهانا ؟ ما يجعلنا على ثقة بأنه رهان معقول هو أنه ليس وليد حسابات ظرفية وردود فعل وبحث عن مواقع سلطة بكل ثمن.فالشخص الملتزم ، إن لم يكن مجرد محترف ،حتى لا أقول مرتزق سياسة همه الأوحد السلطة أو حتى فتاتها ، مطالب بالمراهنة على طول النفس والقبول بأن علينا أن نزرع لكي يأكلوا مثلما زرعوا فأكلنا . هذا ما جعلنا نبني رهاننا على دعامات منظومة فكرية تتبلور بثبات منذ ربع قرن. إنه الرهان الستراتيجي الموجود وراء تأسيس مجموعة ابن عقال واللجنة العربية لحقوق الإنسان وإلى حد ما المؤتمر من أجل الجمهورية. وقد كان نصيبي من مشروع يتجاوزني نقد جذري للواقع التونسي والعربي انطلق في بداية الثمانيات تمحور حول سؤال مركزي : كيف نقطع مع كل المدارس الفكرية والسياسية التي قادتنا نحو الدورن في الحلقات المفرغة للعجز والإحباط : خطاب القوميين أوالماركسيين بتبعيته للاستبداد وخطاب الأصوليين الإسلاميين بتبعيته لماضي مخيّل و خطاب الأصوليين اللائيكينن في المغرب العربي بتبعيته الإيدولوجية للفكر الفرنسي، و خطاب الليبراليين الجدد في المشرق العربي بتبعيته للسياسة الأمريكية ؟كيف نستولي ونطور الديمقراطية وحقوق الإنسان ونجذرها في الثقافة العربية وكيف نعيد صياغة مفاهيم الوحدة والهوية والاستقلال والدولة والعدالة الاجتماعية والعالمية.* ومن الناحية العملية كان السؤال أي طرق للعمل السياسي الفعال وأي آليات في ظل الثورة التكولوجية التي أفرغت من مضمونها نماذج القرن التاسع عشرالتي تتعيش عليها السلطة والمعارضة ؟ المهمّ أن لخطابنا عمق زمني يتجاوز هذا الدكتاتور ،لأن الاستبداد آفة تنخر فينا منذ خمسة عشر قرنا ولن تزول برحيله …وله بعد جغرافي يتجاوز حدود تونس لأن نظامنا عينة من النظام السياسي العربي ككل. آخر ما يمكن اتهامي به مع ،بقية قيادات المؤتمر ، أننا نخبة تنظير في أبراجها العاجية . فقد كنا ولا نزال في الصفوف الأولى لكل المعارك. ما تعلمناه من هذه المعارك أن تنامي قوة المجتمعات المدنية وتراجع الدكتاتوريات في العالم وانهيار هيبة النظم العربية التي تثيرأكثر فأكثر الاحتقار ومن الخوف أقله، إضافة لقدرة النقابات على شلّ الدولة إن توحدت ونسقت ، ناهيك عن إمكانيات التكنولوجيا …كل هذا يمكن من القيام بثورات ليست بالضرورة حمراء . كم يثلج الصدر أن نرى الشعوب العربية تتحرك أخيرا في قضية الحصار المجرم على شعبنا في غزة …حقا هو تحرك محتشم ، لكن صبرا يا طغاة يوم يكسر حاجز نفسي هو بصدد التصدع .نعم نحن جزء من مجتمع حي ّ محمل بكل عوامل رفض خطابنا لثقل خطاب الهزيمة المستبطنة ولجاذبية العنف…. لكنه محمّل أيضا بكل عوامل تقبله لكثرة الأسباب الموضوعية لذلك.وفي كل الحالات دورنا هو صقل هذا الخيار ومواصلة عرضه عليه ، خاصة وأن شعبنا في اعتقادنا مهدد بعقم خطاب » ميكروكوزم « غير محدود الصبر… وخطر خطاب مجموعات مسلحة نفذ كل مخزونها منه . معنى هذا أن المطلوب اليوم ليس تغيير خطاب المؤتمر وإنما على العكس تجذيره والدعوة إليه وتوسيع قاعدته لأنه الوحيد الحامل للأمل. * 3- ما يتطلبه الوضع التجميع لا من أجل التجميع ولكن على أسس سليمة أي رصّ صفوف القوى الفاعلة… لا على الحد الأدنى و لكن على ما هو ضروري لإنقاذ الوطن. لا أكره عندي من استعداء الناس لما في الأمر من مشاكل ومن خطر ومن هدر للطاقات خاصة عندما يتعلق الأمر باشخاص هم نظريا في صف قوى التحرر.لكن الذي بينا وطن وليس « صحبة »،وأخذ بالخاطر وعدم المساس بحساسية زيد او عمر، أو البحث عن رضى كل الناس وهولا يدرك. لذلك يجب ترك المجاملات جنبا وتحمل مشاكل وأخطار العزلة عندما يتعلق الأمر بمصير شعب هو اليوم بأمس الحاجة لقيادة سياسة تقود إلى نهايتها معركة الاستقلال الثاني ويثق فيها ويتجمع حولها،لأنه لم يعرف في التاريخ أن تحولا ذا معنى وقع دون وجود هذا الشرط الهيكلي. وفي غيابه تكون الانتفاضات مجرد حريق قش سريعا ما تنطفىء. لذلك سعينا بكل قوانا، ولا نزال، لتكوين هذا الإطار.الذي حدث هو ضرب كل المحاولات في 1997 وسنة 2000 ثم محاولة أكس في 2003… والمنطق غير المسؤول دوما :ما دمت لست الداعي والمنظم والزعيم المختار فلا أشارك بل وأعرقل. ثم كانت محاولة 18 أكتوبر، التي أقصيت منها عمدا ( وهذا ما يعفيني من تهمة الانتماء أنا نفسي للميكروكوزم ، إذ كيف أنتمي إلى شيء يلفظني وأرفضه) . ومع هذا قلت معلهش ، الوطن أكبر من كبريائي المجروح. حتى أعتى خصومنا .يشهدون أنني ذهبت في نوفمبر 2005 في إطار وفد من قيادي المؤتمر لزيارة الأطراف السياسية الأربع ( النهضة، التقدمي ، التكتل ، العمال) في بيوتهم بتونس، قائلين نحن مع كل ما من شأنه لمّ الشمل رغم تحفظنا على البرنامج … و بل و نرغب في ذوبان حركتنا في تجمع وطني يدعولمؤتمر ديمقراطي وطني في تونس أوخارجها ،لكتابة مسودة دستور جديد ، والتقدم ببرنامج حكم بديل والبدء في تحريض الشعب على المقاومة السلمية ورسم ستراتجيتها. قالوا لا لتذويب حركاتنا ، أما مطالب الحريات وإطلاق المساجين فقاعدة إطلاق الصاروخ السياسي, ونعدكم بأننا سندعو للمؤتمرالوطني الديمقراطي في ظرف ستة أشهر( أي في….جوان 2006 ! ؟) ثم قالوا لنا ثمة عقبات لا بد من رفعها حيث من الضروري البناء على أسس سليمة وذلك بالتأكد من توافقنا على جملة من المسائل الحضارية الهامة. لما سمعت أنهم بدأوا ببحث المساواة في الإرث لم أدري هل عليّ أن أضحك أم أبكي.تخيلت كم سيسرق اللصوص الكبار من أموال طيلة المباحثات المصيرية. (يبدو أن هناك دورة مفاوضات جديدة على الحدود – لا تنسوا التبني وزواج المسلمة بغير المسلم – فهي مشاكل بالغة الخطورة ولا يجوز المرور لتحالف سياسي قبل البت فيها) الكل يعلم أنني علماني* وبالتالي أنني فكريا مع المساواة في الإرث ومع الحرمة الجسدية وضد الإعدام . لكن ما أعيبه على العلمانيين- ومنهم أصدقاء أعزاء أحترم جدا نضالهم – هو طرحهم لهذه المواضيع وكأنها امتحانات ضمير للتأكد من جدارة التلميذ الإسلامي بالجلوس لجانب ديمقراطييّ ال » ماركة مسجلة » . وما أعيبه على الإسلاميين -ومنهم أصدقاء أعزاء أحترم جدا نضالهم – هو قبولهم بالانخراط في هذه اللعبة المهينة. ولو كنت مكانهم لقلت طيب ليكن ، لكن ليبدأ بعض الإخوة العلمانيين بطمأنتنا حول تبرؤهم من جرائم الرفيق يوسف ستالين ومن دكتاتورية البروليتاريا، والإخوة الذين قبلوا بالتعيين في برلمان مزيف بأنهم لن يكرروا فعلتهم ،ـوالإخوة القوميين بإدانة التعذيب القومي ..الخ . من الواضح أن هناك نية داخل بعض أطراف هذا الحلف الغريب على غسل الثوب الإسلامي من لونه الأخضر ليصبح بلا لون ، ثم مسح الأقدام فيه فيما بعد . كم غريب أن يرضى أبناءالنهضة بهذا الثمن للقبول بهم في نادي بلا مستقبل. وفي كل الحالات فإن العملية – التي سميت للتعمية مصارحة وتوضيح وطمأنة الخ – هي بالضبط ما حاول المؤتمر دوما تفاديها لاعتباره إياها عقيمة وخطرة ومضيعة للجهد والوقت ومتخلفة عن عصرها. فمنطق التجميع الذي اعتمده المؤتمر عند تشكله، والذي حاول تسويقه في » اكس »، والذي سيواصل الدعوة إليه اليوم وغدا ، في المعارضة أو في المسؤولية إن شاء الله والشعب، فهو العكس من كل هذا حيث المبدأ هو : لا ننكأ الجروح ، لا نعود لتاريخ كل واحد منا، لا نتعسف على عقيدة هذا وذاك ، لا نحاسب على ما في السرائر، لا نطلب من المختلفين أن يكونوا متشابهين ،بل ننطلق من اختلافاتنا ومن التحديات المطروحة علينا جميعا، نبحث بكل براجماتية عن القواسم المشتركة، نجند قوانا من أجل أهداف سياسية لا عقائدية، نفترض حسن النية لا سوءها، ومن تبرز عقائديته من خلف الحجاب نقول له قف نقضت روح العهد ،وعلى الضمانات التي نعطيها لبعضنا البعض أن تكون جدية وفي إطار عقد سياسي دقيق. هذا بخصوص عقلية مبنية على إقصاء أطراف وكسر شوكة أطراف أخرى. ماذا الآن عن البرنامج ؟ كما هو معلوم حدّد 18 أكتوبر مطالبه بحرية الرأي والتعبير والتجمع وإطلاق المساجين السياسيين، ولما اعترضنا على ضعف هذا البرنامج ،وأنه من مشمولات حركة حقوقية بحّ صوتها بالمطالبة بها عقدان من الزمان ولم تأخذ شيئا ، قيل لنا أنها قاعدة لما سيأتي ( والذي لم يأت لحد الآن ) . ثم أفهمنا أن هذا هو الحد الذي يمكن أن يجمع الأطراف وما فوقه يفرّق . هكذا تحول هدف النضال السياسي من تحرير الشعب من الدكتاتورية إلى لمّ شتات معارضة هزيلة لا يمكن أن تتفق إلا على مطالب تعالج بعض ظواهر الدكتاتورية وتغفل أهم جوانبها مثل الفساد وتزوير الانتخابات، وخاصة لا تطرح القضية الأساسية وهي غياب أي شرعية لحكم الدكتاتور. هكذا أصبح الهدف (التحرير)أداة للتجميع ، وأصبحت الأداة (التجميع ) هدفا لا يمكن تحقيقه إلا على الأضعف والأسهل أي… على حساب الهدف. وبالطبع لم تتحقق وحدة « الميكروكوزم » ، حيث بقيت خارجه كثير من المكونات.بل شاهدنا بروز شدّ وجذب داخل النهضة بين الرافضين للابتزاز والساكتين عنه، وانسحب المؤتمر على أطراف الأصابع لأن بناء هذا التجمع خضع لكل المقاييس التي نعتبرها مضرة بالمصلحة الوطنية ولا بد من اعتماد عكسها. لا فائدة أن تحتجّ بأن المطلوب ليس التجميع من أجل التجميع …أنه لا يهمّ ألا يوجد سي فلان وللة علانة… ولا أن يكون كل الطيف ممثلا،إنما المهم رصد ما يتطلبه الوضع والعمل على أساسه ولوبدأنا من الصفر. يخرجون عليك آنذاك بنظريتهم العصماء أن السياسة فن الممكن ، وأنه على قدر بساطي أمدّ رجليّ ، وأن موازين القوى في الأرض وفي المريخ تحتم علينا ما تحتم …الخ . المشكلة أنهم على حق …لكن مثل من يقول لك هذا الكأس نصف فارغ…وهو أيضا نصف ملآن. كانت السياسة وستبقى إلى أبد الدهر مدرستان وتوجهان وعقليتان. الأولى هي مدرسة فن الممكن التي تقصر السياسة على التأقلم الدائم مع موازين القوى، وإظهار كل المرونة مع المبادئ المصرح بها علنا واعتبار الغاية تبرر الوسيلة،والمحرك هو المصلحة للوصول للسلطة والمحافظة عليها بأي ثمن، والاستمتاع بها أطول وقت ممكن . الثانية هي مدرسة فن المستحيل، وهذه هدفها تحقيق أحلام عظمى وتشجم كل الصعاب من أجل تحقيقها والسعي لقلب موازين القوى لا الخنوع لها …والمحرك هو التضحية من أجل قضايا تتقمصنا وكأننا أدوات لقوى جبارة هي صدىتضحيات الآباء والأجداد ونداء الأحفاد أن اعدوا لنا المقام فنحن قادمون . ربما وجود المدرستان دوما جنبا إلى جنب ، بقوة متباينة حسب الظرف ، ناجم عن كون المجتمع كائن حيّ وذكي لا يضع كل بيضه في نفس السلة. لذلك هو يدفع ببعض الطباع إلى البحث عن كيفية التأقلم مع موازين قوى ليست في مصلحته ليفتك ما يمكن افتكاكه من قوى القهر والبغي …ثم يدفع ببعض الطباع الأخرى للبحث عن كيفية قلب موازين القوى الضرورية لتحرره ولو على الأمد الطويل. إن علمتني الحياة والسياسة شيئا فهو عبث محاولة التخلص من المدرسة الأولى أو التنقيص من أهميتها. ربما هناك من بين أصحاب هذه المدرسة من فهم أننا نحن تلامذة مدرسة فن المستحيل جنس غير قابل للانقرتض بمجرد التهكم علينا وعلى » لاواقعيتنا « . الثابت أنه كما للثمار فصول ، ولكل مقام مقال، فإن هناك ظرف للمدرسة الأولى والثانية. قد يكون أكبر خطأ يرتكبه السياسي المحنّك ان يلجأ للراديكالية في مجتمع مسالم غير مأزوم مبني على التفاوض المستمر والإصلاحات التدريجية لوضع مقبول عموما للجميع … أو أن يلجأ على العكس ، كما يفعل » الميكروكوزم »اليوم ، لتسول إصلاحات ممن هو غير قابل لها وغير قادر عليها . عندما أوصي كطبيب مريض السكري بالحمية فقط ،فليس من باب التلطف معه أو لطبعي المعتدل وإنما لأن الوضع الصحي للمصاب يتطلب ذلك، وعندما أوصي ببتر الساق فليس من باب غلظة طبيعية فيّ وميل للحلول الجذرية وتعسف على المريض، وإنما لأن الوضع الصحي للمصاب هو الذي يفرض ذلك. نعم الوضع الصحي الخطير لتونس اليوم يتطلب بتر الدكتاتورية وإلا أصيب المجتمع والدولة بتفشي » الغنغرينا »، وما عدا هذا تدجيل على مريض مسكين من قبل من يدعي شفاءه. ولأن هناك هوة بين » العرض » و » الطلب » انفرط عقد 18 اكتوبر خاصة بعد أن اتضح أن إحدى الأهداف غير المعلنة هو أن يشكل قاعدة سياسية لمرشح مزمن لترشيح صوري في انتخابات وهمية . وعلى كل حال فهذا التجمع، المسمى حول عملية لأشخاص ،لاحول قضية وطنية ،اصبح في حكم الميت فعلى أي مشروع سياسي يمكن الآن تجنيده وقد اختار طرف الانخراط في المهزلة الانتخابية المقبلة ( مرددا دون خجل نفس التعلات البائرة وكأنه لا وزن لكل لتجارب ومنها 2004) وطرف ثاني المقاطعة وطرف ثالث أسلوب النعامة ؟ الكثير من العقم الحالي « لميكروكوزم »مرتبط أيضا بالصراع على موقع » الزعيم » . كل الناس استغربت أن 18 أكتوبرخلافا لحركة كفاية في مصر، أو إعلان دمشق في سوريا ، عجز عن تسمية ناطق رسمي إلى اليوم لحدة الصراع داخله على هذه الزعامة ، حتى بعد استبعادي كمنافس » خطير » ما نادينا به في المؤتمر أن الصراع على السلطة يجب أن يتوارى في هذه المرحلة أمام ضرورة الصراع مع السلطة، أنه من الضروري أن يضحي كل واحد منا في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ بلادنا بذاتيته وطموحاته لخلق جبة مقاومة لها قيادة جماعية تكتفي بناطق رسمي لا يمكن أن يخلطه أحد بأي زعيم أو مرشح آلي لقيادة البلاد يوما ما. بداهة لم تفهم بعض الناس أن نموذج بورقيبة انتهى – على أسوأ حال كما هو معروف- وأن المطلوب ليس احتلال موقعه الشاغر وإنماعدم تكراره ،وفي كل الحالات استنباط نموذج جديد لمن يريد نفسه حاملا لآلام وآمال شعبه. قوس كبير يفتح هنا لمن يشكون في صدق رجال السياسة عندما يدعون الترفع عن المطامح الشخصية وحبّ الكرسي والزعامة- وهم جد محقون في شكهم هذا- ولمن يؤمنون بأن » كل واحد شيطانه في جيبه ». لهؤلاء أقلب جيبي إلى الخارج ليرون ما أخفي بداخله، إضافة للنقال وبعض قطع النقد ومفتاح البيت. ترشحت للرئاسة سنة 1994، في عنفوان الأحادية والغطرسة ، أي عندما كان الأمر مغامرة ، دفعت ثمنها أربعة أشهر سجن انفرادي ، كانت ستؤول لسنوات طويلة لولا تدخل نلسون منديلا (لذي تعرفت عليه في أوسلو سنة 1991 في مؤتمر نوبل للسلام ).كان الهدف كسر » طابو » الانتخابات الأحادية وهو ما تمّ حيث أجبر النظام ابتداء من 1999 على المرور إلى مرحلة التعددية ولو مزيّفة…وتمكن من هبّ ودبّ من إعلان ترشحه للرئاسيات لجلب الانتباه الإعلامي دون أن يخشى شيئا. لم ولن أفتعل أبدا ترشح إعلامي لمهازل الانتخابات » التعددية » ، ولو للاحتجاج عليها ، لأن من يطالب بالمشاركة فيها ولو رمزيا يعترف بقواعدها وبشرعية منظميها، والحال أن هذه كلها فاسدة أساسا فمن يرفض قواعد اللعبة وشرعية الساهرين عليها لا يطالب بالمشاركة في الغش مدعيا تعريته . إذا قيض لي الله أن أري بزوغ فجر الاستقلال الثاني … وإذا لم نسقط على منقذ جديد جاء لكي « يمدّ ساقيه » عشرين سنة هو الآخر… وإذا انتقلنا حقا من طور التعددية المزيفة إلى طور التعددية وبسّ،بتغيير جذري في الدستور والقانون الإنتخابي … وإذا ارتقينا لمصاف الشعب الموريتاني …. في مثل هذه الظروف وهذه الظروف وحدها … سأمارس حقي كمواطن حرّ في بلد تحرّر أخيرا وأتقدم للانتخابات الرئاسية ببرنامج ورؤيا المجموعة التي ناضلت داخلها دون هواة من أجل تونس. وإن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن، فلا خوف على الأحلام العظمى أن تموت، وسيأتي بعدنا من تسكنهم الروح التي سكنتنا : لا مساومة في حقوق غير قابلة للتصرف ولا تخلي عن الأهداف التي ضحت من أجلها الأجيال : شعب سيد نفسه ، دولة شرعية ، مواطن محفوظ الكرامة…كل هذا فعلا لا قولا. * وختاما : خلافا للصورة القاتمة التي يشيعها التونسيون عن أنفسهم ، قناعتي المطلقة المبنية على ربع قرن تجربة إن بلادنا تعج بالأبطال والبطلات المغمورين ، بالنفوس النبيلة، بالأرواح الأبية ، بالطاقات القادرة على تحقيق الاستقلال الثاني …وهم ، وهن ، في كل المستويات ، في البيوت في المعامل، في الجامعات، في الثكنات، في مخافر الشرطة، في المنافي وفي الداخل ، في الرديف وفي جندوبة وفي كل شبر من أرض الوطن المحتل . المهم أن يسترجع كل واحد منا ثقته في نفسه وفي الوطن وأن يتحمل قسطه من المسؤولية في بناء جبهة المقاومة ، كل من موقعه ، وتحريك أشكالها بكل ما تتفتق عنه عبقرية الشعوب من وسائل وبالتقنيات الحديثة التي يوفرها لنا العصر، وبكل الإصرار لمن وعدوا بأن القدر سيستجيب لهم إن هم أرادوا فعلا الحياة . تحية إكبار للذين مشوا خطوة إضافية في طريق التحرر في هذا اليوم الذكرى …26 جانفي 1978 . تحية إكبار لطلبة سوسة والقيروان وتونس وعمال قفصة والرديف في أوج مقاومتهم للمحتل الداخلي ومن أجل الاستقلال الثاني . تحية إكبار لأبطال غزة وهم في أوج مقاومتهم المحتل الخارجي من أجل الاستقلال الأول …وإنها لمقاومة حتى النصر. * أنظر على الموقع : « الاستقلال الثاني » – من « الخراب إلى التأسيس »- « عن أي ديموقراطية تتحدثون؟ » – « الإنسان الحرام » – « حتى يكون للأمة مكان في هذا الزمان ». **للمصرّين على الخلط بين العلمانية والإلحاد ، أذكّر أن العلمانية موقف سياسي عملي يرفض تحكم الدولة في الدين (كمراقبة الداخلية لخطب الجوامع في تونس) مثلما يرفض تحكم الدين في الدولة (كإجبار النساء على وضع الخمار في إيران، أو إطلاق عصابات الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف في السعودية ) ويدعو لتكون الدولة مستقلة عن الدين ( أي عن الشيوخ الناطقين باسمه) وليكون الدين مستقلا عن الدولة ( أي عن السياسيين وأجهزتهم الساعية لتفويضه في الصراع على السلطة ) .أما الإلحاد فهو موقف فكري نظري يقول بعدم وجود الله. بخصوص العلاقة بين العلمانية والإلحاد . هي نفس العلاقة بين العلمانية وحب الكسكسي بالعصبان أو قل هي نفس انعدام العلاقة لأنك أمام ظاهرتان مستقلتان . كونك علمانيا لا يجعل منك آليا من مفضلي الكسكسي بالعصبان ورافضا لما عداه من أصناف الأكل، مما يعني إجباريا وجود علمانيين يفضلون الكسكسي بالعصبان وآخرون يكرهونه لما في داخله من قاذورات ويفضلون عليه المقرونة بفواكه البحر. بعبارة أخرى كما يوجد علمانيون ملحدون يوجد علمانيون مؤمنون منهم كاتب هذه السطور. آخر إنذار.
أوقفوا جرائم » منتزه قمرت »
لا أجد حقيقة ما أستهل به هذا المقال الذي يراودني منذ سنوات وأراني قد تأخرت كثيرا عن إثارته لما يثيره لدي من اشمئزاز وحنق على خساسة البشرية في هذه الأيام. شركة ابتدعها هذا العهد المشؤوم للاتجار في مشاعر الناس والتمعش من معتقدات المؤمنين، شركة احتكرت المتاجرة في الحج والعمرة ونهب أموال الحجاج بكل جشع الجبناء وبرعاية من دولة لا تخدم إلا المتنفذين والمتسلقين ،شركة جعلت من مناسك دينية فرصة لتكديس الثروات المشبوهة لسكان القصر وحاشيته الفاسدة. لقد تم تطبيع وعينا حتى صرنا نقرأ في جرائد التطبيل مقالا عنوانه 4250 أورو تكلفة الحج للفرد أي ما يعادل 5600 دولار أو حوالي 7500 دينار تونسي ، ثم تقرأ في تفاصيله أن هذه المبالغ مجعولة لتوضع بالعملة الصعبة في مصارف بالخارج. ومن يريد غرفة ثنائية فما عليه إلا إضافة مبلغ بسيط قدره 1180 دولار إي حولي 1500 دينار أخرى …آه … أما من عدل بعد ذلك عن الحج لأي سبب صحيا كان أو غيره فلن يقبل له عذر وسيعاقب بخصم مبلغ 200 دينار إن رغب في إلغاء تسجيله، أما إن سجل وتقدم في الإجراءات ثم عدل فتلك جناية تستوجب خصم مبالغ ضخمة من عرق أولاده المتغربين ولا يرجع له منا سوى مبلغ 2000 ريال أي 700 دينار تقريبا مع معلوم تذكرة السفر ( لست أدري حسب قيمتها العادية أي حوالي 800 دينار أو حسب ما تتكلف على الشركة أي حوالي نصف هذا المبلغ ) أي أن هذا المسكين سيسترجع مبلغا أقصاه 1500 دينار من أصل 7500 أو 9000 دفعها مسبقا بالعملة الصعبة إن كان فردا واحدا ، وحدث إن كانا زوجين أو مجموعة ولا تتحرج ولا تندب. الكلفة الحقيقية للحج إن من يسافر لوحده ( وليس في مجموعة حيث يستفيد من تخفيض الأسعار ) يدفع ثمن التذكرة 800 دينار + معلوم » الدخولية » وهو معلوم يدفع في المطار السعودي وقيمته حوالي 1000دينار + كلفة الإقامة التي لا يمكن أن تتجاوز 200 دينار تونسي للفرد الواحد حسب مقاييس الإقامة التي تعتمدها عصابة » مبتزه قمرت » = 2000 دينار تونسي + 700 دينار تصرف للحاج بمنهم وأذاهم من حر ماله ولا أدري لها سببا وجيها. وقال – وزير » الزوي » وتشجيع الشرك بالله وطرد مزامير داوود من إمامة الناس في التراويح – قال في ندوته الصحفية أن » الأسعار حرة » ولا تخضع لرقابة الدولة، وأنا أعلمك يا وزير الإفتاء بعدم شرعية الحجاب الشرعي أنني سأكون شاهدا ضدك يوم لا ينفعك البغل الذي يستعبدك ولا زبلته المتكاثرة كالقيح في جروحنا وسأشكوك لمن لا يظلم عنده أحد وسأقول له أنك كنت تزكي المجرمين وتجرم الصالحين وتحارب المعلوم ضرورة من الدين. تقول أن الأسعار حرة .. فهل ثمة منافسة حتى تحرروا الأسعار ؟ وفي غياب المنافسة أليس من الواجب أن تتدخل الدولة لتحديد هامش الربح حماية للمستهلك من جور المحتكرين ؟؟ وليس ترك اللصوص ينهبون آلاف الدنانير والدولارات من كل حاج ومعتمر مغلوب على أمره إلى حين فإن » الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون » أم أن الأسعار حرة لأنك مدبرها كل عام تحج بلوشي من ظهر الزواولة ولا ترحم من صبح .. واسأل إن شئت وزير الاقتصاد ليعلمك أبسط القوانين الاقتصادية الحمائية والتوجيهية من » جون كاينس » إلى اليوم بما أن تكوينك للأسف شرعي فحسب أي أنك من المفروض أن تكون نصير الحق بالسليقة لكنك أيها « الخنزوري » خنزير جبان تخشى البشر ولا تخشى رب البشر. ولما كانت شركة » تور أفريك » تنظم المناسك كنتم شادينلها خناقها وكانت كلفة الحج لا تتجاوز مبلغ 1500 دينار أو أكثر بقليل فحسب .. فماذا أضافت شركة قمرت اللقيطة ؟؟ ما أضافته هو احتكارها للعبادة بمباركة من الدولة التي وفرت كل إمكانياتها ووسائلها ووزرائها لخدمة شركة » الرئيسة « .. أذكر أن وزير » شؤون الزردة وغلق المساجد » طلب منه مرة أحد أعضاء » مجلس الدواب » بضرورة فتح المجال أمام مؤسسات أخرى للمشاركة في تنظيم المناسك فأفتى مشكورا » بأن لا مجال لوضع العبادة أمام المنافسة التجارية » بمعنى أن ترك العبادة رهينة المحتكرين مقبول شرعا .. قاتلهم الله أنى يؤفكون. الكلفة المذكورة للحج هي المعتمدة بالنسبة لمكفولي التونسيين بالخارج وليس لمن شملتهم « القرعة » من داخل الوطن .. وهذه مهزلة أخرى. فبقطع النظر عن سير العملية التي تجري بمقر المعتمديات كل سنة فإن عدد الفائزين فيها مضحك مبكي فمن جملة المئات من المترشحين يختار المعتمد عدد من 5 إلى 15 في أفضل الحالات ولو علمنا أن عدد المعتمديات في تونس يبلغ 264 حسبما أعلم فإن عدد الحجاج حسب القرعة لن يتجاوز 4000 في أفضل الحالات يضاف إليهم المسنون فوق الثمانين ومن تجاوز 5 مرات في القرعة ، ومن دفع جعالة ليخرج اسمه فجأة ، فنصل عددا لا يمكن أن يتجاوز 6000 حاج من جملة 10 آلاف هي حصة تونس السنوية باعتبار ألف عن كل مليون ساكن . وبالتالي فإن حصة الحجاج بالعملة الصعبة المسروقة جهارا نهارا تناهز 4000 حاج كل عام وهي تدر على « الشركة الواجهة » مبالغ خيالية من ملايين الدولارات تودع مباشرة في أرصدة مشبوهة في الخارج لسنا ندري لماذا وبلا وجه حق وبلا حياء. فمن خولها تصنيف الحجاج إلى مواطنين عاديين ومواطنين درجة أولى بمقياس العملة الصعبة، ومن خولها الحد من نسبة المترشحين بالقرعة والاستئثار بوليمة العملة الصعبة، ومن يراقب عملها وخصوصا الكلفة المعلنة للحج ، ومن ومن ومن؟؟ الذي زاد في تصميمي على نبش هذا العفن هو أن هذه الشركة رفعت هذه السنة من كلفة العمرة إلى سعر رهيب يناهز 2880 دينار في العشر الأواخر ويقل هذا المبلغ إلى2400 دينار قبل تلك الفترة وإلى 1880 دينار في أول الشهر وهذه المبالغ كلها » أور تاكس » أي دون أكل ولا شرب ولا مصروف جيب بعد أن كانت لا تتجاوز في أعلى الحالات 1800 دينار السنة الماضية و1400 دينار قبلها ببضع سنوات.. وكل عام يغنولنا غناية البترول زاد والطيارة غلات والكراء في مكة غلاء 15% والدينار طاح وجدَ بوهم الكلب… على فكرة كلفة العمرة من ليبيا مثلا تتراوح بين 800 دينار و1300 دينار في العشرة الأواخر كما يمكن لمن يشاء البقاء مدة شهر كامل أو حتى 40 يوما أي كامل الشهر الكريم ، وللعلم فإن وكالات الأسفار الليبية تمكنك من كشف للكلفة حيث ترى بكامل الشفافية أن ثمن التذكرة هو أغلى ما فيها و يبلغ 550 دينارا تقريبا . فمقابل ماذا تبتزون عرق الناس ؟؟ ليس في خدمات » منتزه قمرت » أي مميزات، فقط هي تحيطك بكمشة من المخبرين والوشاة الذين يراقبونك كظلك أينما تحركت والويل لك إن صرحت بما لا يرضي الضباع الجائعة.. بطبيعة الحال لن تسافر في الدرجة الأولى ولن تسكن في فندق فخم ، وخاصة لا تصدقوا أكذوبة السكن القريب من الحرم لأنه لا يوجد أصلا سكن بعيد فمكة » واد غير ذي زرع » تحيط به الجبال من كل جانب وكل عمارات الحجاج موجودة في مناطق قريبة ، كذلك المدينة المنورة فرجاء لا تستمعوا لهذه الاسطوانة المخروقة التي يتبجحون بها كل عام لإسكات الناس،كما أن هؤلاء المخبرين لا يفقهون من المناسك إلا السطحي مما تعلموه بالممارسة وأما فقه المناسك فلا تسألوهم أحسن ، فقط ما يميزهم هو ضخامة الجثث وتصنع الغضب والعصبية المتواصلة خصوصا عند توزيع السكن ، فترى الحاج أو المعتمر وقد وعدوه بسكن خاص به وبعائلته وإذا به يفاجأ بتقسيم الغرف بوأربعة فأكثر بشكل فوضوي ولا ينبغي لك أن تحتج وإلا تم تهديدك بما لا حول لك ولا قدرة عليه ، خلاصة القول إن احتكار تنظيم العمرة والحج عفن الميدان وأشعل الأسعار وأفسد الخدمات ولا من يراقب ولا من يحاسب لأن وزارة الشؤون الدونية ليست مهتمة سوى بغلق المساجد والكتاتيب وتعيين المتبرجات للإشراف عليها، وتشجيع الرويبضة على التكلم في أقدس الحديث بما غرفوه من برك المستثقفين حتى يميعوا دين الله ويحلوا حرامه ويحرموا حلاله، وتصبح المتبرجة المتمكيجة أستاذة في كلية الشريعة وصاحبة حصة فتيا كل جمعة لنزداد فضائحا أمام العالم على فضائحنا. واشربوا ما شئتم من دمائنا فما شربتم فإنكم بحول الله وقوته متقيؤوه في » لضى نزاعة للشوى »، ولن أطلب مقاطعة هذه المهزلة لأننا كل عام نزداد شوقا للحج والعمرة والطواف والسعي والنسك والمسجد الحرام والمشاعر المقدسة ، ونحب أن نغنم في الدنيا متع المناسك وفي الآخرة جزاء أجر العبادة .. وزيادة حقوقنا منكم وما أكثرها أيها السفلة المجرمون.
فوزي بالحاج علي
إلى الصحفيين، وأساسًا المنخرطين في النقّابة الوطنيّة للصحفيين التونسيين: من تحت الأخلاق؟؟؟
إلى جميع المسؤولين عن هذه الدولة: من فوق القانون؟؟؟
نصر الدّين بن حديد nasrbenhadid@yahoo.fr لا أدري الصورة التي يحملها القراء عن كاتب هذه الأسطر، أو «الفقير إلى ربّه، الغنيّ بحمده» على حدّ قول بن أبي الضياف، أو ربّما ـ وأعترف بالأمر ـ أن صورتي لدى الآخر ـ مهما كان هذا الآخر ـ لا تعنيني البتّة مقارنة مع تلك التي يحملها ذلك الذي ينظر في عينيّ صباحًا وأنا أقف أمام المرآة… ربّما يكون في الأمر بعض الشطط أو هي مبالغة، أو قد يحيل البعض عن صفاء سريرة أو نيّة رماديّة إلى ألفاظ كمثل «التطرّف» و«المغالاة» أو حتّى «الإرهاب» [الكلامي]، أو كما قال لي أحدهم أنّ كلماتي تأتي من أسلحة الدمار الشامل!!!! أعلم أنّ البعض يرى فيّ «ذلك المجنون» أو هو «العفوي» [حين تتراوح العفويّة بين الغباء والسذاجة، ولا أدري أيّهما أفضل]، أو أن أكون كمثل الذي ينزل إلى المعركة بمفرده ويترك غيره يجنون الغنائم ويجمعون الأسلاب. أقول هذا الكلام، بعد أن رأيت الواقع الصحفي قد بلغ من الانكسار وانقلاب الأخلاق وانحدار المراجع ما يدفعني إلى مخاطبة الجميع ـ وأعني بالجميع كلّ الصحفيين المنضوين تحت لواء النقّابة الصحفيين التونسيين، دون استثناء كان ـ لأقول كلمات أو هي أسئلة أراها من باب واجبي تجاه الذات والمهنة والنقابة وأساسًا البلاد وأهلها… مردّ هذا الحديث أنّ الصحفي محسن عبد الرحمان أعلن أثناء الندوة الصحفيّة التي عقدتها القائمة المهنية المستقلة بمقرّ الجمعيّة التونسيّة للصحفيين [آنذاك] صبيحة يوم 10 جانفي 2008، أنّ لجنة الحريات قدّمت «تنازلات» نظير ما أعلنه أحد أعضاء مكتب جمعيّة الصحافيين التونسيين من وعد قدّمه أحد المسؤولين الكبار بإنجاز المشروع السكني. كذلك أعلن الصحفي زياد الهاني من على منصّة المؤتمر التأسيسي للنقابة الوطنيّة للصحفيين التونسيين أمام العلن وعشرات الشهود، أنّ زميلين من لجنة السكن [المنبثقة عن جمعيّة الصحافيين التونسيين] قاما باستغلال صفتهما ضمن هذا الهيكل في محاولة للحصول على سكن من إدارة السبورلس. كنت أتخيّل في هذه وتلك أنّ الدنيا ستقوم ولا تقعد، وأنّ هناك في جمعيّة الصحفيين التونسيين أو من عموم أهل البلاد من ستأخذه الحميّة وتحمله الرجولة إلى طلب الاستيضاح وقد طالبت شخصيّا بذلك سواء أثناء الندوة الصحفيّة أو من على منصّة المؤتمر، ولا حياة لمن تنادي!!! هل انقلب الشتم وهتك الأعراض شريعة داخل الوسط الصحفي، كما كان ذلك الفعل لدى أهل لوط ـ والعياذ بالله ـ خاصّة وأنّ القائمة المهنيّة المستقلّة، جاءت تحضّنا على مكارم الأخلاق وتدعونا إلى التمسّك بشرف المهنة وتشجعنا كما ردّد زعيمها عديد المرّات أنّ شعارها «الكرامة» [أي كرامة هذه؟؟؟] و«مسؤوليّة» [عن أيّ مسؤوليّة يتحدّث هذا؟؟؟؟]… الغريب ليس الفعلة، بل الصمت وما أغرب وأخطر، بل أرى الأمر يحيل على الطبّ النفسي وحالات الانفصام، ذلك التأرجح المثير للعجب بين القول الجميل والتصريحات الرنّانة والشعارات البرّاقة من جهة وهذه الطعن في ذمّة الزملاء والمسؤولين في هذه الدولة. زياد الهاني يقول أو هو يدّعي من خلال السيرة التي قدّمها عن ذاته أنّه: محافظ: ولا نعرف المعنى والدلالة والإسقاط الذي يأتي ضمنه ومن خلاله هذا اللفظ وفق ما يريده وما يعلنه زياد الهاني، لكنّ المحافظة ـ في الحدّ الأدنى المتّفق بخصوصه ـ تعني التشبّث بحدّ أدنى من القيم والأخلاق وعدم النزول دون حدّ أدنى، سواء على مستوى القول أو الفعل، وبالتالي لا يجوز توجيه الاتّهامات دون دليل أو القذف دون بيّنة… هذه هي المحافظة في حدّها الأدنى. يؤمن بالقيم التقليديّة للأسرة: والإيمان هنا لا يأتي على مستوى حبّ أفراد الأسرة حصرًا، وإلاّ آمنّا أنّ الضباع وحتّى الكلاب والقردة تؤمن هي الأخر بالقيم التقليديّة للأسرة، بل أن تتحوّل هذه القيم الأسريّة [ضمن المعنى المباشر للكلمة] إلى قيم حياتيّة سواء للتعامل داخل الأسرة أو مع عموم البشر، ومن ثمّة يمكن أن نعتبر ـ من باب تصديق زياد الهاني ـ أنّه يؤمن بالقيم التقليديّة للأسرة الصحفيّة، فنكون جميعًا من أهله… هل اعتاد أن يوجه مثل هذه الاتّهامات لأسرته المباشرة، حتّى يوجهها دون دليل أو إثبات أو قرينه «لأقاربه» من الصحفيين؟؟؟ ضابط احتياط بالجيش الوطني في سلاح المشاة الآلية، مع تخصص في الدروع الخفيفة للقتال بالمدرسة التطبيقية لمختلف الأسلحة ببوفيشة (1988): إذا انطلقنا من الجنديّة أخلاق ومسؤوليّة، وأنّ على ضابط الاحتياط أن يكون محتاطًا على مستوى الأخلاق أيضًا يحقّ لنا أن نسأل، والسؤال موجه إلى السيّد كمال مرجان وزير الدفاع وإلى كامل الضبّاط وضبّاط الصفّ وأيضًا الجنود من الجيش الوطني عن مصير الضابط أو ضابط الصفّ أو الجندي الذي يدّعي أو يعلن أن هذا أحد الضبّاط أو ضبّاط الصفّ أو الجنود قصد جهة وحاول أن يستغلّ صفته لينال ما ليس من حقّه؟ نعلم يقينًا أن «الآلة العسكريّة» ستتحرّك سواء على مستوى الثكنة أو ربّما وصل الأمر إلى المحكمة العسكريّة لينال الفاعل جزاء ما اقترفه أو ينال الواشي جزاءه، ولنا أن نسأل ـ والسؤال موجه إلى عموم الصحفيين ـ هل أنّ سلك الجنديّة أحرص على شرفه من سلك الصحافة؟؟؟ حين يعلن البعض ولا يزال الكثير يردّدون أنّنا قطاع نوعي؟؟؟ عضو بالفرع التونسي بمنظمة العفو الدولية: لنسأل أهل الذكر من هذه المنظّمة هل يقبلون من هبّ ودبّ ومن أراد ومن يبغي الانضمام إليهم، أم أنّهم يشترطون معرفة ودراية وأساسًا احترام الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي نرى من أساسه أو من أبجديته أنّ على الجميع ألاّ يُقدم على توجيه الاتّهامات دون أدلّة ودون بيّنة ودون قرائن الإثبات، وإلاّ ما الذي يميّز المحاكمة العادلة عن حالات التصفية الجسديّة أو حين يتمّ هتك الأعراض وممارسة الثلب دون بيّنة أو دليل. الأخطر والأنكى، ليس أن تكون هذه المسألة أو تلك مجرّد معركة داخل المجال الصحفي، بل أن صار توريط مسؤول كبير [ربّما وزير والله أعلم] ومسؤول من إدارة السبورلس، والتوريط هنا لا يعني ضرورة الفعل، حين نرى الأمر وجوبًا من اختصاص مصالح الأمنيّة المختصّة والدوائر القضائيّة ذات النظر، بل حين يتمّ زجّ واتّهام والتشكيك في مصداقيّة مسؤول كبير [وقد يكون وزيرًا] والكلّ يعلم من هو الوزير الذي قد [ونقول قد] يكون معنيّا بهذا الشكّ!!!! الأخطر والأنكى هذا الصمت الصحفي، حين نرى هذا الصمت الصحفي أو هو السكوت وليس من رفع صوته ليسأل محسن عبد الرحمان عن هذا الذي وعدهم نيابة عن المسؤول الكبير، هذا إذا تجاوزنا جدلا مساءلة محسن عبد الرحمان عن الأسباب التي دفعته للتفريط في شرفه وعرضه [والمقصود هنا بالعرض والشرف محتوى تقرير الحريات ومحتواه] نظير وعد، ونسأل محسن عبد الرحمان عن البورصة التي ستعتمدها قائمته حين تفرّط في التقرير القادم، هل بحسب بورصة بلاد التررنّي أو بورصة بلاد الشاق واق؟؟؟؟ وهو الذي أعلن صراحة أنّه يتعاطى مثل هذا النشاط!!! الأدهى والأنكى أنّ زياد الهاني هو من «المحافظين القدامى»، ومن يؤمنون بالقيم الأسريّة، وضابط احتياط ومتضلّع في شؤون حقوق الإنسان، وكذلك عارف بالمسائل القانونيّة ويدرك شرف المهنة ويحفظه عن ظهر قلب… ومع ذلك يصعد على منصّة المؤتمر ليعلن ما أعلن، لأنّنا نعرف زياد الهاني الذي لا ينطق عن هواء [وربّما عن هوى] ويزن الكلمة قبل إطلاقها، لأنّه ضابط احتياط ويعلم ضرورة أن الكلمة أخطر الأسلحة على الإطلاق، لأنّ الجسد يتماثل إلى الشفاء مع الزمن من جراح الحروب والعرض والشرف يبقى ملطخًا مدى الحياة… إلى المسؤولين عن هذه الدولة، وخصوصًا الوزير المعني بتصريح محسن عبد الرحمان: ليس السؤال عمّا ستتّخذون من مواقف، وهل ستكون هناك لجنة تحقيق أو إحالة الأمر إلى وكيل الجمهوريّة، فهذا يعنيكم دون غيركم وليس لأحد من غير المشرفين عن مصير هذه الدولة أن يزايد عمّن يتولون أمورها، بل الطلب ـ وليس من ورائه طلب ـ أن يتمّ الإعلان عن القائمة الرسميّة للمسؤولين الذين لا يجوز التعرّض لهم صراحة أو تلميحًا لنعلم ـ كمثل ما فعل محسن عبد الرحمان وزياد الهاني ـ مَنْ مِنَ المسؤولين تمكن أن «ننقد» ومن منهم يدخلنا السجن. إلى الصحفيين جميعًا (دون أدنى استثناء): لكلّ واحد منكم نسخة من شريط «صحّ النوم»، أو «الزوج المخدوع آخر من يعلم»…
أسبوع الضحك في تونس
كتبه عبدالحميد العدّاسي.
قرأت منذ أيّام هذه الجملة في منتدى الحوار.نت: « … بعد الليلة التي قضاها شعبنا الفلسطيني في غزة، سارعت اليوم السلطة التونسية بنشر قوات الأمن أمام الكليات ومقرات اتّحادات الشغل والأحزاب تأهّبا لصدّ كلّ محاولة خروج في مسيرات تضامنية« . وقد جاءت في معرض الحديث عن كيفية خدمة القضيّة الفلسطينية، حيث بيّن الأخ معزّ الجماعي أنّه يمكن من خلال معالجة القضايا المحليّة والقطرية خدمة القضيّة الفلسطينية، ذلك أنّه إذا صلح حكّامنا واستقامت الأنظمة المسيّرة وُجدت الرغبة والعزيمة الصادقتين لإزالة الاحتلال عن فلسطين. ثمّ كانت أن وقعت عينيّ – في ذات الموقع – على خبر « أسبوع الضحك في تونس« ، ويأتي هذا الأسبوع في دورته الثانية، وسينطلق يوم 26 يناير 2008…
فالتونسيون إذن، أو « المتفائلون » منهم، سيتفرّغون – إن شاء الله تعالى، ثمّ إن تخاذل باقي التونسيين عن النّصيحة أو الرّدع بالأسلوب الذي يرونه – إلى الضحك، أو لنقل بصورة أدقّ أنّهم سيقعون تحت سيطرة ومفعول المضحكين الذين جاؤوا « مضحّين » من فرنسا وكندا والجزائر وتونس. وقد أكّد المنظّمون أنّ « الضحك ليس رياضة فحسب بل هو علاج متكامل » ودعوا إلى « أخذ المسألة مأخذ الجد »، سيّما في هذه الأيّام العصيبة التي استعصى فيها الضحك حتّى على الصهاينة الغزاة، فقد أنستهم مهامّهم الشرعيّة الضحك، بل لقد كرّه إليهم الواقعُ المعيشُ الضحكَ وهم يرون إنّ إشاعة القتل في صفوف الفلسطينيين العزّل من النّساء والأطفال والشيوخ وغيرهم لا يساعد على قتل الحياة في فلسطين، وهم يرون أنّ قطع الكهرباء وقطع كلّ مقوّمات الحياة لا تقطع لديهم حقيقة الأمن داخل الأسوار التي أحدثوها بأنفسهم، ليصدّقوا بها – دون وعي منهم – ما جاء به محمّد صلّى الله عليه وسلّم من ربّه تعالى: « لا يقاتلونكم جميعا إلاّ في قرى محصّنة أو من وراء جدر« … سيضحك التونسيون أو المتفائلون منهم للظلمة التي عمّت قطاع غزّة وللجدار الذي صنعته الإرادة العربيّة البطلة ثمّ داسته – دون مراعاة للجهود – بلا رحمة تلك الأقدام الجوعى الغاضة والباحثة عن النّصير… سيضحك التونسيون أو المتفائلون منهم على الرّضّع والعجائز كيف تخونهم الحِكمة، إذ لو ضحكوا لصحّوا، فالضحك رياضة وعلاج كما قال المنظّمون الضاحكون…
سيضحك التونسيون أو المتفائلون منهم، وهم يرمقون عن كثب « احتفالات » بعض المتجاسرين في تونس بالذكرى الثلاثين لليوم المجيد الذي فتحت فيه نيران الأسلحة التونسية الأبيّة على التونسيين « الهمّج » الخارجين عن الإجماع الوطني والمطالبين يومها بقيادة المرحوم الحبيب عاشور (الزّعيم النّقابي) ببعض التحسينات في الظروف الإجماعيّة والنقابيّة. وسيتذكّرون – وهم يضحكون – تلك السواعد المفتولة ذوات القلوب القاسية الطيّعة وهي تقتل وتغوّر في الأخاديد دون حسيب ولا رقيب أولئك القوم الذين لم يوفّقوا في اختيار مَن يناصِرون…
سيضحك التونسيون أو المتفائلون منهم، وهم يرون بعض الخارجين عن الإجماع الوطني الأُخَرَ يشيّعون قتيل السابع من نوفمبر المجيد، السيّد المنجي العيّاري الذي وافاه الأجل المحتوم اليوم الخميس 25 يناير 2008 أي قبيل حفل الضحك بيوم واحد… وسيزداد ضحكم ويرتفع عندما يعلمون أنّ المنجي رحمه الله وخَلَفَهُ في أهله، إنّما قد اشتاق للقاء ربّه ورؤية إخوته ممّن سبق، وأنّه على ذات الطريق التي مرّ بها حمزة ومصعب وأحمد والرنتيسي والمكّي وأحمد البوعزيزي وغيرهم من الأحياء…
سيضحك التونسيون أو المتفائلون منهم، على أنفسهم، وقد أضحوا مسرحا للضحك، ولن يتساءلوا عن السبب طالما فاتهم مدلول الضحك، ولن يستوقفهم الظرف الذي فرض عليهم الضحك فيه، فهم لم يتساءلوا يوما عمّا أفقد النّاس في بلدي الضحك… غير أنّي أعبّر عن حزني لما آلت إليه الأمور في تونس، بلد التعاون والتضامن والتآزر وحبّ فلسطين وأهلها (والكتابات أو التفاعلات أو التظاهرات خير دليل على ذلك)، تحت قيادة هذه العصابة. وأتمنّى ألاّ يركن أهل تونس إلى الضحك المميت للقلوب، ووالله إنّها لقلوب ميّتة تلك التي تضحك – على إمتداد أسبوع – على وقع الصواريخ والقنابل المقتنصة للحياة والحريّة في بلادنا أو على وقع عربدة الأنظمة التي اغتالت في ديارنا الحياء والحياة وأطلقت العنان لشواذ ساقطين عملوا باسم الثقافة على نسف كلّ الرّوابط العائلية والإجتماعيّة والقطريّة، وهم اليوم يعملون من أجل القضاء على الحسّ المتبقّي والذي ما انفكّ يربط تونس بمحيطها الإسلامي الفسيح…
أسأل الله أن يفرّج عن إخواننا في فلسطين وأن يعيذهم من شماتة الأعداء والضاحكين (والأعداء كلّهم يضحكون). كما أسأله أن يرزق أبناءنا وبناتنا وإخواننا وأخواتنا ذوي الحاجّات الخاصّة رزقا لا يكون للضاحكين أو المضحكين فيه نصيب أو سبب… وحسبنا الله ونعم الوكيل…
في منبر الحوار لهيئة 18 أكتوبر
جدل ساخن حول الإسلام والديمقراطية
محسن المزليني أقدمت السلطات الأمنية المرابطة أمام مقر التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات على منع السيدين علي العريض وزياد الدولاتلي من حضور ندوة حضرها جمهور غفير من السياسيين ونشطاء المجتمع المدني لتدارس قضية الإسلام والدولة الديمقراطية نظمها منبر الحوار التابع لهيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات ودعا لها كلّ من التكتّل والحزب الديمقراطي التقدّمي وذلك يوم الجمعة 11 جانفي الجاري. وقد ندّدت الهيئة في بيان لها بهذا المنع واعتبرته مؤشرا على نهج الانغلاق الذي ترفض السلطة التخلي عنه منذ تسعينات القرن الماضي. وبعد الترحيب بالمحاضر والضيوف عاد الدكتور مصطفى بن جعفر الأمين العام للتكتل الديمقراطي ليذكّر مرّة أخرى بالظروف العصيبة التي تدور فيها الندوات التي تدعو لها الهيئة منددا بالمحاصرة التي لن تثبّط، حسب رأيه، من عزيمة الأطراف المكوّنة للهيئة في المضي قدما في هذا الحوار البناء باعتباره السبيل الوحيد لتأسيس حياة سياسية ديمقراطية. ثمّ أحال الكلمة إلى الدكتور عياض ابن عاشور ليلقي محاضرته.
مداخل متعدّدة اعتبر ابن عاشور أنّ موضوع « الإسلام والدولة الديمقراطية » يمكن تناوله انطلاقا من مدخلين: نظري و عملي تاريخي، ولكلّ مدخل مقدّماته ونتائجه. تكتفي المقاربة النصية بتناول مجرّد للنصوص الداعمة أو الرافضة لفكرة الإرتباط فلكلّ مورده، فبينما يستند المدافعون عن علاقة الوصل الممكنة على آيات عديدة مثل الآية 159 من سورة آل عمران « فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت غليظ القلب لانفضّوا من حولك فاستغفر لهم وشاورهم في الأمر » ونقطة الالتقاء حسب هؤلاء هي قيمة الشورى، كما يستشهدون أيضا بالآية 38 من سورة الشورى التي تحيل إلى نفس المعاني « والذين استجابوا لربّهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ». وانطلاقا من هذه المعاني دافع بعض المفكرين على فكرة أنّ الإسلام يعترف بالديمقراطية بما أنّه يقوم على فكرة الشورى والمساواة حجري الأساس في البناء الديمقراطي. غير أنّ الرافضين لهذا التمشّي يجدون أيضا في بعض النصوص مرادهم، ذلك أن الديمقراطية تعني سيادة الشعب وتُؤسّس على المصالح الدنيوية وعلى حقوق الإنسان يعكسها قانون وضعي، بينما يحيل هذا المفهوم في التصوّر الإسلامي، حسب رأيهم، على أنّ السيادة هي بيد الله وحده وعلى أولوية حقوق الله التي تحرسها جملة من القوانين الإلهية التشريعية. أمّا المقاربة التي تركز على البعد التاريخي والعملي فتقود إلى القول، حسب المحاضر، بأنّ الديمقراطية ليس لها جذور في الحضارة الإسلامية التي يستند اجتماعها السياسي على مفهوم الطاعة كما تجلّى في الآداب السلطانية. كما أنّ الممارسة السياسية الواقعية في أغلب ردهات التاريخ الإسلامي باتت منوالا للاستبداد وترجمة صادقة لنظرية فتفوغل عن الاستبداد الشرقي. وبذلك تبدو زاوية النّظر محدّدة لطبيعة الإجابة عن إشكالية المنطلق، فإذا كانت الرؤية النصية تحتمل جوابين بالإيجاب أو السلب، فإنّ التناول التاريخي يقرّ بالقول بطبائع الاستبداد. ولمزيد تفكيك هذه الإشكالية لخّص ابن عاشور ما سمّاه المنوال الديمقراطي في مرتكزات ثلاث: الأوّل هو احترام الآراء وحبّ الحوار والمجادلة كما كان الأمر عند اليونانيين. وهذا لا يتمّ إلاّ في إطار حرية الرّأي. الثاني: المساواة حتى إذا كان مجال تطبيقها عند اليونانيين يقتصر على الأحرار من الذكور البالغين فقط. الثالث: وهو الجانب الآلي إذ يتم تعيين الرؤساء عبر الانتخاب ما يمكّن من محاسبته. وفي هذا المنوال يصبح القرار السياسي نتيجة للإرادة الجماعية يخضع لظاهرة إجرائية هي القانون الذي يؤطّر العملية السياسية بحيث يعيق رغبة البقاء عبر التوريث أو الانقلاب. وإضافة إلى هذا البعد الإجرائي، فإنّ للمنوال الديمقراطي قيما جوهرية هي الأهمّ رغم أنّها في الغالب غير مكتوبة. وتتلخّص في أنّ الفائز السياسي مهما كان طريق وصوله إلى الحكم فعليه أن يتمنع عن التمتّع بنجاحه السياسي بشكل مطلق حتى لو توفّرت له الشرعية القانونية بحصوله على الأغلبية، فإنّ عليه أن يراعي الطرف المعارض وإن كان أقلية. إنّ جوهر الديمقراطية يقوم على تواضع غير مكتوب مفاده « الغالب يقف دون حقّه فيقيد نفسه بفكرة عدم التمتّع المطلق بالنّجاح، والمعارضة في إطار هذا المنوال تخسر ولا تموت. أمّا المبدأ الثاني فيأتي استتباعا لهذه المقدّمة الأولى وشرطا لها في نفس الوقت ويتعلّق الأمر بمسألة التعددية، فلا مجال لإمكانية استقرار هذا المنوال أو فاعليته دون ضمان حرية الأفراد والجماعات. ويعتبر احترام القانون واستقراره النسبي الضلع الثالث المكوّن لهذا النظام الديمقراطي، إذ بدونه يصبح القرار السياسي خاضعا لخدمة مصلحة المتغلّب.
المنوال الديمقراطي والتاريخ الإسلامي لاحظ الباحث إلى تعدّد القراءات وتمثلات الإسلام مستبعدا منذ البداية الحديث عن المنوال الديمقراطي عند الشيعة بالنّظر إلى ارتكاز هذا المذهب على فكرة الإمام المعصوم ممّا يستحيل معه الحديث عن الاجتهاد الإنساني، فالأمر محسوم ابتداء. أمّا عند السنّة فاعتبر وجود فارق نوعي بين منوال الفقهاء ومنوال الأدب السياسي السلطاني، فبينما ركز الفقهاء على اعتبار الأمّة الإسلامية مرجع الحكم ومناط العصمة انطلاقا من نصوص صحيحة مثل الحديث النبوي « لا تجتمع أمّتي على ضلالة »، وهي رؤية سوّغت لبعض المفكرين الحديث عن إمكانية بناء نظام نيابي تأسيسا على هذه القيم، إلاّ أنّ الأدب السلطاني كما ورد عند الغزالي أو ابن تيمية أو الماوردي أو الفراء وغيرهم كثير، يتناقض تماما مع هذه القيم بتأكيده أساسا على مبدأ الطاعة. وهو المنوال الذي غلب وأطّر التاريخ السياسي للمسلمين وكرّس الممارسة الاستبدادية. أمّا في التاريخ الحديث فقد ذكر المحاضر أنّ مفهوم الديمقراطية دخل إلى التداول في الفكر الإسلامي أواسط القرن السابع عشر مع كاتب شلبي المعروف بحاجّي خليفة صاحب كتاب « كشاف الظنون »، غير أنّ استعماله الحقيقي كان مع عبد الرحمان الكواكبي في كتابه « أمّ القرى »، ثمّ انتقل إلى أدبيات المدرسة الإصلاحية مع رشيد رضا والخضر ابن الحسين ومحمد الطاهر ابن عاشور الذي أفرد له في كتابه « أصول النظام الاجتماعي في الإسلام » فصلا بعنوان « الإسلام والنظام الديمقراطي ». وقد غلب على هذه المدرسة اعتبار أنّ النظام الإسلامي بدأ ديمقراطيا مع الخلافة الراشدة ثمّ انزاح إلى الاستبداد، فالمتعيّن إذن استعادة هذا المنوال الراشدي. ولكن بالتوازي مع هذه النبرة الإصلاحية وعلى تخومها نشأت نظرة أخرى اعتبرت أنّ النظام الإسلامي يتناقض جوهريا مع المبدأ الديمقراطي نظرا إلى استناد هذا الأخير إلى مفاهيم سيادة الشعب و حرية الإعتقاد مطلقا وفصل الدين عن الدولة هو ما لا يمكن قبوله إسلاميا مثلما ورد في أدبيات سيّد قطب والأحزاب الإسلامية الراديكالية والجهادية والتكفيرية كما يحصل الآن في باكستان.
معالم الطريق وللخروج من هذه المتاهة، فإنّ تقريب شقّة الخلاف بين الجانبين يقتضي الانطلاق من حقائق أهمّها ضغط المنوال الديمقراطي على المستوى العالمي إذ لا أحد بإمكانه معارضة هذا التيار الهادر إلاّ همسا، كما أنّ على الفاعل السياسي أن يراعي الخلفية الإسلامية للمجتمع وأن يخاطبه باللغة التي يفهمها استنادا إلى تراثه وعاداته وتقاليده. كما وجب الأخذ بعين الاعتبار التطوّر الحاصل في موقف الحركات الإسلامية من الديمقراطية وعدم القفز على هذه التطوّرات بتعلّة اعتبارها تكتيكا ظرفيا. ولاحظ الباحث إلى تجارب مهمّة في هذا الإطار مثل تجربة هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات وأيضا تجربة حزب العدالة والتنمية في تركيا وغيرهما، ملاحظا أنّها تجارب تستحق المراهنة عليها إذا ترافقت مع خطوات أهمّها الإتفاق على الديمقراطية الإجرائية (أي الإنتخابية) بقبول قواعد اللعبة كخطوة ضرورية نحو تأسيس الديمقراطية الجوهرية والتضييق المعرفي على الراديكاليات الأصولية. خطوات علّها تنتهي بظهور ما سمّاه « مسلم الضمير الداخلي »، مسلم يؤمن بأصول الدين وعباداته ويترك إدارة الشأن الديني والقانوني للدولة. خميّس الشماري: فكرة تقاسم الأدوار بسيطة وطفولية أكّد السيد خميّس الشماري في تعقيبه على ثلاث نقاط أساسية. الأولى ركّزت على مراهنة هيئة 18 أكتوبر على الحوار الفكري لذلك أسّست منذ اللحظة الأولى منبرا لإدارة النقاش حول المسائل الخلافية لتجاوز الديمقراطية الإجرائية ومحاولة رسم الملامح الأولى لديمقراطية القيم المشتركة. و أثمر هذا التوجّه ورقتين مهمّتين هما ورقة المرأة والمساواة و ورقة حرية المعتقد والضمير في انتظار تبلور الورقة حول النظام السياسي ومسألة الدولة الدينية التي تأتي في إطارها محاضرة ابن عاشور. واعتبر أنّ هذا الجهد المشترك من أجل التأسيس يكذّب ما تناقله البعض من وجود ملاحقة فكرية للتيار الإسلامي. أمّا النقطة الثانية فخصّصها لمسألة التطوّر في موقف الحركات الإسلامية من الديمقراطية مثلما أكّدته حصّة بثتها قناة الجزيرة تناولت نظرة الإخوان المسلمين إلى المسالة السياسية وما أثارته من نقاش. وثمّن الشماري موقف السيد راشد الغنوشي في تلك الحلقة ورفضه لاستبعاد المرأة و الأقباط من الترشح لمنصب رئاسة الدولة أو مسألة تأسيس هيكل من علماء الدين يراقب ما يتعلّق بمنصب الرئيس وما يحيل إليه هذا المقترح من سلطة كهنوتية غريبة على الإسلام. أمّا ثالث النقاط فكانت معرفية إذ لاحظ أنّ مفهوم العلمانية واللائكية لا يترجمان بصفة واضحة مصطلح (sécularisme) والفروق بين الأنظمة العلمانية في تعاملها مع المسألة الدينية. واعتبر أنّ النّظرة إلى التطوّر داخل الرؤية الإسلامية باعتباره تقاسما للأدوار فيها الكثير من التبسيط والطفولية.
لطفي حجي: القواعد الخمس أشار السيد لطفي حجي في تعقيبه إلى وجود مدارس عديدة تناولت الشأن السياسي وعلاقته بالمعطى الديني وصنفها إلى تيارين، ركز الأوّل على البعد الإيماني في النّظرة إلى الدولة في حين ركّز التيار العقلي على الدور الذي تقوم به هذه المؤسسة ووظيفتها في تحقيق العدل. وذكّر بتفضيل الكثير من الفقهاء الحاكم العادل وإن كان كافرا على الحاكم الظالم وإن كان مؤمنا. واعتبر أن سبب ركود النقاش بين التيارات الفكرية والسياسية في هذه المسائل بتونس يعود إلى احتكار دولة الإستقلال القول الديني وتأميم هذا الشأن، إذ استمات بورقيبة في محاولة الجمع بين الإمامة الدينية والزعامة السياسية، ولم يسمح بالتالي بتطوير خطاب موازي. وتواصل نفس السلوك الدولوي مع تغيير 87 فتمّ التركيز على الأبعاد الشكلية مثل إحداث وزارة للشؤون الدينية واستحداث خطّة معتمدين خاصّين بهذا الشأن. وقد أفرز هذا السلوك ردّة فعل تمظهر في شكلين: الأوّل تيار راديكالي غريب عن البيئة التونسية والثاني خطاب طرقي مشحون بالدجل. ثمّ أكّد المعقّب على قواعد خمس تكون الأساس المشترك للنقاش بين الفاعلين لتنظيم الفضاء الديني ويتعلّق الأمر بنزع القداسة عن الفعل السياسي وبفصل السلطات بما يسمح بتحديد المسؤوليات وبالتالي إمكانية المحاسبة ونزع الهيمنة الدينية على المعرفة العلمية بما يمكن من تحرير العقل، وعلمنة التعليم أي نزع الصفة الدينية والسياسية أيضا عنه معتبرا أنّ التعليم الآن يعاني من ظاهرة التسييس. كما يتطلّب الأمر فكّ الإرتباط بين السلطتين الدينية والسياسية وتعيين فضاء خاص لكلّ منهما. أمّا القاعدة الخامسة فتؤكّد على تعزيز مفهوم المواطنة بحيث تغلب على كلّ ما عداها من الولاءات.
أحمد نجيب الشابي: القياس مع وجود الفارق وافق السيد أحمد نجيب الشابي على ما قاله ابن عاشور بأنّ الديمقراطية ليست سلطة الشعب وحسب بل هي، حسب رأيه، سلطة الشعب المقيدة بحقوق الإنسان وحرياته الأساسية غير القابلة للتصرّف. فبدون هذا القيد يمكن للديمقراطية أن تتحوّل إلى نظام شمولي يتصرّف في حقوق الفرد باسم الشمولية. وعلى هذا المفهوم بالذات قامت هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات وأسّست منتدى للحوار بقصد توضيح المواقف من قضايا تعدّها جوهرية بالنسبة للديمقراطية كالتساوي بين الجنسين وحرية المعتقد وعلاقة الدين بالدولة، وأخيرا مسألة السلامة الجسدية. أمّا المسألة الثانية التي توقف عندها فهي ما سماه ابن عاشور « مسلم الضمير الداخلي » ملاحظا أنّه إذا كان هذا المفهوم يمكن أن يتولّد عن المنظومة الدينية المسيحية التي تفرّق بين الدنيوي والأخروي، والإيمان والتشريع فإنّ خصوصية الإسلام وتجربته التاريخية تتمثّل في أنّه أخضع الدنيا للآخرة وربط بين العقيدة والشريعة. كما يتميّز الإسلام بغياب المؤسسة الكنسية الناطقة باسم الحقيقة الربانية. ومن هنا تأسّست تجربته على التعدّد في الإجتهاد داخل المنظومة الإسلامية ذاتها والتعايش مع الديانات الأخرى داخل الدولة الإسلامية. ولما استفاق المسلمون على أنّ أسباب تفوق الغرب تكمن في تنظيماته وعلومه الحديثة واعتقدوا أنّ إصلاح أوضاعهم يمكن أن يقوم على الإقتباس من الغرب بما لا يتعارض مع شريعتهم حسب عبارة خير الدين باشا. وأضاف، في إطار هذه النظرة توصّلت المجتمعات الإسلامية في العصر الحديث إلى إصلاح أنظمتها الإدارية والسياسية وعرفت مؤسسات القضاء والتشريع والتعليم استقلالية عن الحقل الديني دون أن تشعر بضرورة فصل الدين عن الدولة بما يمكن من القول أنّ تونس نجحت إلى حدّ ما في المصالحة بين هويتها العربية الإسلامية ومقتضيات العصر الحديث. وتساءل: فهل يمكن إذا كان الأمر كذلك أن نجعل من مفهوم مسلم الضمير الداخلي الذي يفصل بين الدين والدولة شرطا لإقرار الديمقراطية؟ واعتبر أنّ ذلك ليس ضروريا بل ربما يؤدّي إلى محاولة استبطان للتجربة التاريخية المخصوصة للمسيحية في بيئة مختلفة وتجربة مغايرة. فلا داعي لهذا الأمر، حسب رأيه، طالما توافق مسلمو العصر الحديث على الملاءمة بين مقاصد دينهم ومبادئ عصرهم فيما يتعلّق بحقوق الإنسان وحق المواطنة.
حمّة الهمامي: بعض الأطراف العلمانية تدفع باتجاه المواجهة مع الدين ذكّر السيد حمّة الهمامي في مداخلته بأنّ أهميّة الموضوع لا تكمن فقط في بعده الإشكالي المعرفي وإنّما وبالأساس في ما بات يحوزه من اهتمام الساحة التونسية سواء من ناحية وجود نظام تسلّطي يريد أن يحتكر الدين من أجل توظيفه وما الخطب المعدّة سلفا إلاّ أحد الأدلّة على ذلك، وأيضا بسبب ظهور تيارات سلفية خارج إطار حركة النهضة أو حتى داخلها. وأشار إلى حدّة النّقد الذي تعرّض له كل من علي العريض وزياد الدولاتلي من أطراف تحسب على النهضة بعد مشاركتهما في إعداد ورقات 18 أكتوبر حول المرأة وحول حرية المعتقد… نقد وصل في بعض الأحيان حدّ التكفير. ولاحظ الهمّامي أيضا وجود أصولية مقابلة هي الأصولية العلمانية أو اللائكية التي تقاطعت مواقفها، حسب رأيه، مع مواقف السلطة في كثير من القضايا ومنها مسألة الخمار، معتبرا أنّ هذه الأصولية تدفع بمسألة العلمانية إلى المواجهة مع الدين. على هذا الأساس رأت الأطراف المكونة لهيئة 18 أكتوبر أنّها مسألة جديرة بالاهتمام لتوضيح المواقف سواء داخل الهيئة أو بين مكوّناتها ومجمل النّخبة التونسية من أجل خلق بديل للسلطة ولهذه التكوينات المتطرفة. وأشار الهمامي إلى أنّ هناك مسألة محورية في إطار هذا النقاش هل أنّ علاقة الدين بالدّولة تتأطّر بمسألة الهوية التي تُختزل في بعدها الديني؟ أم أنّ الفهم يمكن أن يكون مختلفا فيتعلّق بالمساواة وإطار الحرية والديمقراطية أي في إطارها السياسي والدولة هي موضوع سياسي بامتياز؟ وإلى متى سيظل المسلم يُعرّف بعدم المساواة وبالإستبداد عوض أن يعرّف بالقيم الصالحة؟ وأضاف، إذا تناولنا مسألة علاقة الدين بالدولة في إطار الشأن السياسي فسنتجاوز هذا المأزق. ودون الدخول في تعريفات العلمانية المتعدّدة، فإنّ المهمّ، حسب المحاضر، طرح مسائل ثلاث هي مدنية القانون ومدنية السلطة تستمد شرعيتها من البشر ومدنية المرجعية أي الإستناد إلى العقل. أمّا المرجّح لهذا النهج أو ذاك فهو ميزان القوى السياسي المرتبط بالحالة الفكرية والثقافية داخل المجتمع، وهو ما يطرح على الأطراف العلمانية واجب تطوير خطابها والإقتراب أكثر من هواجس المجتمع وهو ما سينجح الرهان أو يفشله.
الصّحبي عتيق: النبوّة والإمامـة أمّا السيد الصحبي عتيق القيادي السابق بحركة النّهضة والسجين السياسي السابق فقد أكّد أنّ التشريع الإسلامي ينقسم إلى قسمين: الأوّل قطعيات الدين والثاني نصوص قابلة للتأويل والإجتهاد البشري، والسياسة تنتمي إلى هذا الصّنف الثاني، فحتى اجتهادات الرسول في المسائل السياسية فقد اعتبرها العلماء « تصرّف بمقتضى الإمامة » وليس مقتضى النبوّة، وبالتالي فهي أبعد ما تكون عن القداسة. لذلك فإنّ هذا المجال خاضع للخطإ والصواب حتى من النبي ذاته. فالمجال السياسي مجال مدني ودولة الإسلام دولة مدنية لا ثيوقراطية، وقد أكّد ذلك أبو بكر عندما نزع الشخصنة التي قد تخلع على مؤسس الدولة في قوله بعد وفاة الرسول « من كان يعبد محمدا فإنّ محمدا قد مات ». كذلك فإنّ البيعة هي عودة إلى الشعب بآليات ذلك الزمن وهي صيغة تعاقدية تستمد سلطتها من الشعب لا من خارجه. واعتبر عتيق أنّ الإسلام ليس له أيّ تعارض مع الديمقراطية الجوهرية فلا وجود لنصّ شرعي صحيح يعطّل إحدى القيم التي تتأسّس عليها الديمقراطية. أمّا مسألة الهوية فلاحظ أنّها ليست مفهوما مشحونا، إذ عندما نتحدّث عن الهوية العربية الإسلامية فإنّ المحدد لها هو الإسلام وهو البوتقة التي انصهرت فيها أغلب المكونات بتعدّد أشكالها ومشاربها، وأيضا الذي تمخضت عنه كل القيم القانونية والرمزية والحضارية. وعندما نتحدّث عن الهوية فإنّ ذلك لا يحيلنا فقط إلى مسألة الدين والدولة وإنّما إلى مسألة التعريب… وشكك في إمكانية أن يتحوّل الدين إلى مجرّد ضمير مفرد بالنّظر إلى غلبة البعد الاجتماعي الذي يميّز حتى العبادات الإسلامية إضافة إلى تجذّره في المخيال والذاكرة الجماعية لعموم التونسيين. نقـــاش حاد ثمّ تناول الكلمة السيد العياشي الهمامي الذي لاحظ أنّ الديمقراطية باتت مطلب أغلب الحركات السياسية بل والأنظمة الحاكمة أيضا، بعد أن كان يُنظر إليها عند اليساريين كخدعة وعند الإسلاميين باعتبارها بدعة غربية. واعتبر أنّ الحل الذي طرحه ابن عاشور بالإتفاق على الديمقراطية الإجرائية كحدّ أدنى قد تمّ تجاوزه في حركة 18 أكتوبر والتحدّي على أطراف الهيئة هو الإتفاق على القيم المشتركة من أجل تأسيس جبهة تطرح نفسها كبديل. وفي هذا الإطار أثنى على ما جاء في تدخّل السيد الصّحبي عتيق حين اعتبر أنّ مجال السياسة هو مجال الاجتهاد البشري الحرّ، غير أنّه تساءل هل أنّ مسألة مساواة المرأة وقضية الحدود وغيرها من القضايا تنتمي إلى مجال البشري أم إلى مجال القطعيات التي وردت في مداخلته؟ واعتبر أنّ بناء القيم المشتركة هو الذي يصنع ديمقراطية حقيقية لكن ذلك دونه عقبات كثيرة أشدّها العقبات التي تضعها السلطة في وجه أيّ تحرّك للهيئة. أمّا السيد سامي براهم فشكّك في جملة من الأحكام التي أطلقها ابن عاشور وأهمّها مفهوم الإستبداد الشرقي والذي يحيل حسب رأيه إلى مفهوم نمط الإنتاج الآسيوي والمجتمعات الجامدة التي تحتاج إلى محرّك من خارجها ليضعها على سكّة التحوّل، وما أثمرته هذه النتيجة من تشجيع لحركة الإستعمار. كما أنّ الوقائع تشير إلى عدم توحّد السلطة التشريعية والقضائية والسياسية في يد شخص واحد طيلة التاريخ الإسلامي وإنما كان هناك تدافع بين هذه السلطات. واعتبر أنّ تحقيق الديمقراطية يتطلّب من كلّ طرف أيّا كانت إيديولوجيته أن يستنفر أفضل ما لديه من قيم ليدعم بها هذا التوجّه، خاصّة وأنّ أغلب الأطراف في هوى الاستبداد سواء، فالتياران الماركسي و القومي ليسا أقلّ حرجا في المسألة الديمقراطية من التيار الإسلامي وهذا يتطلّب جهدا في النقد الذاتي أوّلا كما يتطلّب إدراك أنّ الدولة الديمقراطية هي صيرورة وليست واقعة نصل إليها، فهي متحوّلة ومتحرّكة. وهي في معاقلها الغربية تخضع إلى نقد شديد يتعلّق بعلاقة العلمانية بالديمقراطية وبنمط العلمانية ذاتها. كما اعتبر أنّ ابن عاشور لم يكن دقيقا أيضا في حديثه عن الأدب السياسي والذي هو في نظر ابراهم في باب السياسة الشرعية التي عرّفها ابن القيم بأنّها « ما كان الناس فيه أبعد عن الفساد وأقرب إلى الصلاح وإن لم ينزل به وحي »، فأيّ معنى هنا لتكريس مبدأ الطاعة الغيبية. واعتبر أيضا أنّ الحديث عن قطعيات الدين حديث غير دقيق أيضا لأنّ هناك مسافة بعيدة بين الدلالة اللغوية والدلالة الشرعية معتبرا أخيرا أنّ التصوّر الإسلامي هو تصوّر علماني بالنّظر إلى أنّ التأويل هو في النهاية تأويل البشر. وفي نفس السياق تحدّث السيد عمر الشاهد الذي شكّك في أحكام ابن عاشور حول استبدادية التاريخ الإسلامي عارضا صورا كثيرة تفنّد، حسب رأيه، هذه النّظرة منها ما ذكره عن دستور المدينة والعهدة العمرية باعتبارها نماذجا للتسامح المؤسس لحضارة مفتوحة ساهم فيها الجميع بأحسن ما لديه من قيم. ثمّ تناول عياض ابن عاشور الكلمة ليؤكّد بشيء من الحدّة على ما اعتبره حقيقة لا يرقى إليها الشكّ وهي غلبة المنوال الاستبدادي على التاريخ الإسلامي، وكأنّ القول بعكس ذلك هو للخيال أقرب منه للبحث العلمي الجاد. صدر بالموقف عدد 435 ليوم 18 جانفي 2008
محمد صالح فليس للوحدة: أمامنا واجب التوضيح المشترك للخيار اللائكي
تفاعلا مع حركية المجتمع المدني التونسي بكل مكوناته، ولا سيما التقدمية منها والمستنيرة، كان لنا هذا الحوار مع المناضل الحقوقي محمد صالح فليس أحد الأعضاء المؤسسين وعضو الهيئة المؤقتة للجمعية الثقافية التونسية للدفاع عن اللائكية. أجرى الحوار: عادل القادري الوحدة ـ منذ إعلانكم عن تأسيس الجمعية التقافية التونسية للدفاع عن اللائكية، صدرت ردود أفعال متباينة ، بين المؤيد والمتحفظ والرافض والمتجاهل. كيف تقيّمون هذه المواقف ؟ و هل كانت في مستوى انتظاراتكم؟ * إن ردود الفعل على إعلان تأسيس الجمعية التونسية للدفاع عن اللائكية كلها في تقديري طبيعية. و هي تنطلق من المواقع الفكريَة و السياسيَة لأصحابها. فأمَا الذين أيَدوها فإنَ أمامنا إزاءهم واجب التوضيح المشترك للخيار اللائكي و تشخيصه، و تحديد الأولويَات للدفع بالخيار في الفضاء العام. و أمَا المتحفِظون فإنَه علينا البحث في أسباب تحفُظهم… فإذا كان الخوف من أن يقال فيهم – بمنطق الخلط الشعبوي – بأنَهم معادون للدين. فإنَه علينا أن نتفاعل معهم بكلِ أساليب التفاعل الحواري للتلاقي حول واحدة من الافكار الجوهريَة للثقافة اللائكيَة. وهي التي تقوم على عدم معاداة الدين و الاعتراف بالحق في التديُن لمن شاء و كما يشاء… بل إنَ واحدة من أهم القناعات اللائكية هي معارضة الإلحاد. أمَا الرافضون فإنَ إقرارنا لحقِهم في ذلك لن يسكتنا عن كلِ خلط، و لا سيما ذلك المقصود منه لخبطة الاوراق و تقديم اللائكية على أساس أنها معاداة للدين و تذيٌل للافكار التغريبية و نحوه من هذا التبسيط الكسول فكريًا. كما أنَ الاكتفاء بالتخفي وراء اشكاليات مفتعلة من قبيل مقابلة اللائكية بالحرية و كأنَ اللائكيين معادون للحرية و كأنَ المختفون وراء تدين اطلاقي في جوهره هم الموالون للحرية …لا يخرج عن دائرة » الحزبيَة » بمفهوم ما … أما المتجاهلون فإنَ تطور الديناميكية لا مناص من أن تخرجهم من صمتهم بمعنى أو بآخر …. و سيظلُ انتظارنا الأساسي من إطلاق هذه البادرة أن تدفع بالجدل الحواري الوطني المتزن بالتجرؤ على معالجة هذه المعضلة الفكريَة المتعلِقة بالموقف من مسألة العلاقة بين الفضاء الديني و الدنيوي في انعكاسها على صراعات المجتمع و اعتمالاته الوضعيَة الموضوعيَة. الوحدة ـ بماذا تفسرون عدم تجاوب السلطة إلى حد الآن مع طلبكم الترخيص القانوني، بالرغم من تأكيدكم في الوثيقة التأسيسية على الطابع الفكري والثقافي للجمعية وبالرغم من أن أهداف الجمعية المتعلقة بالتصدي للظاهرة الأصولية ولمحاولات الارتداد التي تقودها حركات الإسلام السياسي لا تتعارض مع التوجهات الرسمية المعلنة في هذا المجال؟ * كانت مفاجأتنا ستكون شديدة لو أن السلطة لبَت مطلبنا بكل سرعة و أريحيَة. و لكن بطء تفاعلها مع مطلبنا و لجوءها الى ذات الاسلوب البيروقراطي المتعارف لم يفاجئنا. و لكنه أصابنا بخيبة أمل مناضلة…فالسلطة حافظت على حرصها على الاحتفاظ بكل مقومات الفعل الحصري في الشأن الوطني العام و انضباطها في التصدِي لكل مبادرة جمعيَاتية مدنية مستقلة عنها ., بقطع النظر عن موضوع الجمعية و أهدافها و موقعة ذلك من خياراتها . و لم تعودنا السلطة على التفاعل مع المستجدات من هذا القبيل بمنطق سياسي موضوعي وطني يقوم على أن شؤون تونس ملكٌ فعلي لكل أبنائها يدلي فيه كلٌ بدلوه لبلوغ تنميتها و تثبيت ثرائها و تنوُعها. و إذا كانت أهداف الجمعية كما نصًت عليه و ثيقتها التأسيسية ثقافية بحتة، و إذا كانت نوعية مؤسسيها من الرجال و النساء بهذا الزخم فلماذا لا تتعامل السلطة مع هذه الجمعية بما يخرجها من هيمنة الوجل و الحذر و الارتياب ؟… الوحدة ـ في ضوء المعطيات المذكورة، ما هي الأولويات التي ستركزون عليها خلال الفترة القادمة؟ * إن المتأكِد هو أن العمل لابد أن يتركَز على أكثر من واجهة… ففي المقام الاول يتعين علينا التنظُم المنهجي لخوض معركة الحصول على الترخيص القانوني للتواجد العلني المشروع على الساحة بهدف الإسهام في إثرائها من خلال بلورة مفاهيم الثقافة اللائكية. و هي معركة ستقابلنا بادارة ما زالت سجينة ثقافة الحزب الواحد و الرأي المعلن الواحد بما يميُزها من وجوب هيمنة الدولة على المجتمع المدني و احتواء حركته و حيويَته حتًى لا يكتسب قوَته و مناعته من استقلاليته عنها.و هي إدارة ما زالت تعيش على منطق التعليمات الفوقية و المركزة المرضيَة. و لم ترق الى معانقة آليات علوية القانون و أسبقية المؤسسات. و بالتوازي فإنه من المستحسن أن نقوم ازاء الجمعيات المهنية و المدنية بحملة تعريف بالجمعية عبر تقديم مفاهيمها و مكونات خطابها و مختلف أوجه تمشيها. كما يتأكد أن نشرع في نشر و تعميم معالم الفكر العقلاني و التحديثي التونسي و العربي و الانساني بما يدحض مقولات الذين يعتبرونه خيارا دخيلا على الفكر و الثقافة الوطنيين. و بما يقف في وجه كل صيغ الخلط الارادي المقصود بين الديني العقائدي و قضايانا الدنيوية و حقوقنا الوضعية، من أي جهة جاء هذا الخلط. و أخيرا بما يصمد في طريق هذا الاجتياح الارتدادي الفكري و الحضاري الذي تريد أن تجرَنا اليه معالم الفقر الثقافي و التحجر الانغلاقي و السلفية المتعصِبة. و كذلك تأسيس السياسي على قاعدة عقيدة دينية تنكر عن المواطن انسانيته و حقه في التصدي للمظالم و الحيف بما هي نتاج وضعي مجتمعي و ليست حتمية مقدَرة. و علاوة على كل هذا فانه يتوجب أن ينتج فضاء الثقافة اللائكية أدبياته لرسم معالم هذه الثقافة من خلال التفاعل مع التجارب اللائكية في مختلف البلدان و توفير مادة لرجال التربية و القانون و للاعلاميين و غيرهم للتأسيس و دفع الحوار الوطني العلني و فرقعة العصبيَات و الانغلاقيَة . (جريدة الوحدة ، العدد 578، السبت 26 جانفي 2008 )
بمناسبة مرور نصف قرن على وفاته :
بعض ملامح الحسّ التحرّري لدى العلاّمة محمد الخضر بن الحسين.1876/ 1958
يعتبر الشيخ محمد الخضر بن الحسين المولود بنفطة في 26 جولية 1876 و المتوفي بالقاهرة في 02 فيفري 1958 واحدا من ألمع الشخصيات الوطنية و العربية في النصف الأول من القرن العشرين لما حفلت به حياته من أحداث و مآثر تراوحت بين مغالبة الظروف الصعبة في طلب العلم و الارتقاء في سلم درجاته المعرفية ذات الطبيعة الدينية في عصره و مصارعة بطش المستعمر الذي جثم على صدر وطنه و أمته , فكان مثالا للعالم العامل و المناضل المقاوم حيث ترك إرثا معرفيا و نضاليا تجدر دراسته و الاستفادة منه و لئن كان فكر الرجل و آراءه محل اختلاف و تحفظ لدى البعض لأسباب أغلبها إيديولوجيّة و ليست بحثية أكاديمية فإنّ نضاله و مواقفه الوطنيّة و القومية تكاد تكون محلّ إجماع و هو ما سنحاول أن نبرزه من خلال رصدنا لأهمّ المحطّات التي طبعت فكره المعادي للاستعمار و انخراطه الواعي و المنهجي في مقاومته سياسيا و فكريا ..مما عرّضه لملاحقة السلطات الاستعمارية أينما حلّ طلبا للجوء. ينتمي الشيخ الخضر حسين من ناحية أمّه إلى عائلة بن عزوز ذات الأصول الجزائريّة حيث كان الحسن بن عزوز البرجي أحد خلفاء الأمير عبد القادر الجزائري على منطقة الزيبان (بسكرة) قبل أن يعزله الأمير سنة 1841 و يعيّن مكانه الخليفة محمد الصغير بن عبد الرحمان* و هو ربّما ما ورّث الشيخ عبر أخواله (لا سيّما خاله المكّي بن عزرز) الموقف المبدئي من الاستعمار و طروحات مبشريه…و على الرغم من تلقيه تعليما تقليديا وهو السائد عصرئذ إلاّ أنه قد تأثّر في شبابه بأفكار روّاد الاصلاح في تونس و في الشرق العربي و لعلّ أبرزهم أستاذه الشيخ سالم بوحاجب , و في سن التاسعة و العشرين أصدر مجلّة « السعادة العظمى » و هي أوّل مجلّة تصدر بتونس باللغة العربية و سرعان ما وقع إيقافها بطلب من هيئة النظارة العلمية بجامع الزيتونة قدّمته للحكومة في الغرض بعد صدور واحد و عشرون عددا منها و ذلك لما نشر فيها من أفكار مختلفة عن السائد في الأوساط المحافظة و لنسجها على منوال مجلّة « المنار » التي أسسها رائد الاصلاح محمد رشيد رضا . و قد ورد في مذكّرة صادرة عن المراقبة السياسية الأهليّة التابعة للكتابة العامة للحكومة التونسية في 17 مارس 1919( و هي أشبه ما يكون بتقرير استخباري عن الشيخ ) ما يلي: و في سنة 1904 قام بمحاولة غير موفقة تماما في الصحافة بإصداره جريدة عربية مرة كل شهرين عنوانها « السعادة العظمى » اقترح فيها – متبنيا أفكار مجلة « المنار » – تأويل تعاليم الإسلام تأويلا حرّا . و قد أزعجت ميوله الدينية علماء الجامع الأعظم بتونس فسعوا إلى تعطيل الجريدة المومإ إليها و التي لم تعمّر من ناحيتها طويلا.** من هنا نستجلي الجانب التنويري في الميولات الفكريّة المبكّرة للشيخ و الذي قرنها في ما بعد بحس تحرري ضمّنه في عديد البحوث و المحاضرات , و قد كان تصوّره للحريّة جدّ متقدّم مقارنة بعصره حيث يشدّد في محاضرة ألقاها سنة 1917 عند حضوره تدشين مسجد للجنود المسلمين في برلين على أنّ الحريّة ركن من بين ثلاثة حدّدها لتقدّم الأمم فيقول: المبدأ الثالث: منح الناس الحرية المطلقة حتى يتمتعوا بحقوقهم الشرعية و حتى يسلك كلّ فرد الطريق الذي يدلّه عليه ضميره و هذه النظرة هي امتداد لمفهوم الحرية كما بسطه في محاضرته التي ألقاها في نادي قدماء الصادقية سنة 1906 تحت عنوان » الحرية في الإسلام » . و في مقدّمته للكتاب الذي أصدره سنة 1948 تعريفا بالقضيّة التونسية في الشرق و الذي يحمل عنوان « تونس 67 عاما تحت الاحتلال الفرنساوي » يكشف عن تعلّقه بأسباب التقدّم و الاستنارة فيقول متحدّثا عما فعله الاستعمار بالشعب التونسي : …كما اغتصبت منه موارد الثروة و اقفلت في وجهه سبل الحضارة و الرقيّ و منعته من الاستنارة بنور العلم و المدنيّة… ثم يواصل مبرزا إيمانه بالرأي العام الدولي الذي بدأ يتشكل غداة الحرب العالمية الثانية معتقدا في وجود منصفين و أصحاب ضمائر و إنسانيين عبر كل الأمم موجها إليهم النداء قائلا : إنّنا نضع هذه الحقائق أمام العالم المتمدّن عسى أن ينتبه ضميره و يشعر بمسؤوليّته خصوصا الدول التي قطعت على نفسها وعودا بذلك و قالت عن الحرب الأولى و الثانية أنها حرب الحريّة و الدفاع عن حقوق الإنسان… و قد كان إيمانه بالتعليم كرافعة لنهضة الأمم عميقا جدّا حيث أراده لكل التونسيين مسويا في ذلك بين الجنسين فعرض في الكتاب المذكور لحالة التعليم تحت الاحتلال قائلا و مدعّما قوله بالأرقام: عدد البنين و البنات الذين هم في سن الدراسة من التونسيين 973700. عدد البنين و البنات الذين يزاولون الدراسة في مختلف الفصول و الأقسام 71921. و بإجراء عملية بسيطة يتّضح أنّ الباقي هو 901779 وهو عدد أبنائنا و بناتنا الذين لا يجدون مدرسة يأوون إليها فهم يجوبون الشوارع ضحية الجهل يتلقون دروس الإجرام و انحطاط الأخلاق ليصبحوا بعد ذلك سوسا ينخر جسم هذا المجتمع الذي يحاربه الاستعمار بالفقر و الجهل و كفى بها معاول للهدم و التحطيم.. لقد كان هاجس الإصلاح قرينا بهاجس التحرر و التقدم في فكر الشيخ فنراه إلى حدّ ما يتجاوز شروط عصره و ضوابط مجتمعه و الوسط الثقافي و الديني الذي يتحرك فيه فنجده يتكلم بلغة استنهاضية في عديد المواطن و يستعمل ملفوظا معجميا حداثيا إلى حد كبير كالحرية و الديمقراطية و التمدن و الرقي و الاستنارة و حقوق الإنسان و حرية الصحافة و السيادة الوطنية …بل و تعجب من دقة تصويره لحالة الشعب التونسي بحس لبرالي هو مطلب متجدد إلى اليوم فيقول في نفس الكتاب: و حيث أن التونسيين قد حرموا في بلادهم من الحريات الأوّلية حريات التفكير و النشر و القول و الاجتماع و التجول حتّى أن الخمس و ستين سنة التي مرّت على الحماية قضى منها التونسيون أكثر من عشرين سنة تحت الحكم العسكري العرفي و الباقي تحت رقابة البوليس. إنّ هذا التعلق بالحريات في شكلها الكوني لينبع من فكر مستنير عكس ما وقع ترويجه من طرف البعض متهمين الشيخ بالتحجّر و التزمّت و الرجعيّة و ما إلى ذلك من الأوصاف الشعراتيّة غير المنصفة سندهم في ذلك ردوده على كل من علي عبد الرازق و طه حسين و هي الردود التي اتخذت وقودا في معركة سياسية أكثر منها فكريّة لأن الشيخ –حسب رأيي المتواضع- ربّما قد دخل تلك المعركة لا بدافع التعصّب و الانغلاق الدّيني و العقائدي بقدر ما دخلها بدوافع اعتقاده بالطابع السياسي لما كتبه عبد الرازق و حسين و انطلاقا من تعلق الشيخ بوحدة المسلمين و انحيازه للخلافة العثمانية و مقته للمستعمر الفرنسي الجاثم على صدر بلاده فقد حسب- مثل غيره- ما كتبه عبد الرازق و طه حسين امتدادا لمساعي الغرب الحثيثة إلى تصفية الخلافة و تمزيق وحدة المسلمين و خدمة ثقافة الاستعمار الفرنسي الذي كان طه حسين ابن أمزجته النقديّة التشكيكيّة … قد لا يكون استنتاج الشيخ صحيحا و لكن تلقّي مثل تلك الأفكار السياسية و الأدبية الجريئة في مثل ذلك المناخ الصدامي بين حضارة غربية ناهضة و حضارة عربية إسلاميّة متراجعة لا يمكن أن يفسّر خارج سياقه التعبوي بين الفريقين خصوصا إذا كان إطار ذلك الصراع دينيا بحتا و لم يكن في مساحة مفتوحة معززة بمؤسسات لبراليّة راسخة فقد كان علي عبد الرازق و طه حسين أزهريان و هو ما يتناساه بعض الحداثيين مغلبين الطابع الإيديولوجي على الطابع الدقيق للانتسابات الفكرية…فالمعركة كانت أصلا تدور داخل المؤسسة الدينية أو بالكاد على تخومها القريبة و لم يكن الشيخ الخضر بن الحسين غريبا على دائرة الصراع و لا متطفلا عليه حتى يجرّم بمقاييس النخب الراهنة ففي حالة ردّه على الشيخ علي عبد الرازق لا ننسى أنّ الشيخ كان قاضيا متضلّعا في العلوم الشرعيّة مدركا لطبيعة الحكم في الإسلام و لم يكن مجرّد أزهريّ حملته الغيرة على الدّين مثلما نرى التكفيريين اليوم أما في حالة طه حسين فالذي يغيب على الكثيرين أنّ الشيخ كان من علماء اللغة العربيّة و آدابها حيث درّسها كأستاذ بالمدرسة الصادقية كما درّس الأدب و الإنشاء العربيين في الجمعية الخلدونية سنة 1908 و كان محاضرا و مسامرا أدبيا في نادي جمعية قدماء الصادقية حيث ألقى فيها محاضرة سنة 1909 بعنوان « حياة اللغة العربية » كما أنه اختير عضوا عاملا غداة إقامته بدمشق في إحدى لجان المجمع العلمي العربي الذي تأسس أواسط 1919 كما توّج نبوغه اللغوي بتعيينه سنة 1933 عضوا في مجمع اللغة العربية الذي أنشئ في القاهرة سنة 1932 و الأهم من كل ذلك أن خلفيّة احتياره ضمن هيئة كبار العلماء في الأزهر هو رسالته العلميّة عن « القياس في اللغة العربيّة » …حيث أنه أيضا لم يكن متطفلا أو متهافتا في ردّه على طه حسين حول الشعر الجاهلي و لكنه ردّ من موقع العالم العارف المتضلّع في اللغة و الآداب العربيّة فضلا عن تمتعه بملكة الشعر حفظا و إنتاجا. لقد كان لمواقف الشيخ الإصلاحية و التحرّرية تبعات كبيرة على سلامته الشخصيّة فقد كان موضع تتبّع و ملاحقة من طرف السلطات الاستعماريّة التي صنّفته خطرا على مشروعها في عموم المغرب العربي فهو لم يكن رغم هدوء طبعه شخصا مكتفيا بنضاله الثقافي فيما يكتبه من مقالات و ما يلقيه من محاضرات بل كان رجلا ميدانيا يسافر و يحرّض و يبعث المنتديات و يؤسس الصحف و يخالط السياسيين بل ربّما قد استغرق الشأن الوطني التحرّري أغلب أنشطته فنراه يهاجر إلى الشرق سنة 1912 هربا من أوضاع بلاده المستعمرة و بعد عودة قصيرة إلى تونس ثم رجعة إلى الشام اتهم سنة 1916 بالتآمر في عهد أحمد جمال باشا السفاح و سجن أكثر من ستة أشهر و حوكم أمام مجلس عسكري بالإعدام و لكن وقعت تبرئته و إطلاقه . كما قامت السلطات الفرنسية بتونس بمصادرة أملاكه في 20جوان 1917 بتهمة التحريض على مقاومة فرنسا ..ثم هرب سنة 1920 من ملاحقة السلطات الفرنسية في سوريا عقب معركة ميسلون و لجأ إلى مصر حيث أسس سنة 1924 « جمعية تعاون جاليات شمال إفريقيا » إلى جانب نخبة من الجزائريين و المغاربة و الليبيين و في سنة 1944 أسس صحبة مجموعة من أبناء المغرب العربي ما عرف ب »جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية » التي انضم إليها عدد من مناضلي الأحزاب المغاربية و من بينهم الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة سنة 1945 و سرعان ما انسلخ عنها . هذه ملامح لشخصيّة وطنية فذّة كان لها الفضل في خدمة القضيّة الوطنية إبان عهد الاحتلال نستقرأ في سيرتها الذاتية المستعجلة نموذجا للمثقف الميداني الذي كرّس حياته لحريّة أبناء وطنه فنستذكره في خمسينية رحيله بالدعوة إلى إماطة اللثام عن تراثه الفقهي و الأدبي و السياسي لنصحح مواقفنا من أعلامنا فننصفهم إمّا قبولا برسالتهم أو تقديرا لاجتهادهم و إن أخطؤوا . خالد العقبي مربّي و نقابي و شاعر من نفطة ————————————————- (*) راجع سيرة الحسن بن عزوز البرجي ضمن كتاب (الأمير عبد القادر الجزائري: رائد الكفاح الجزائري للأستاذ المرحوم الدكتور يحي بوعزيز الصادر عن الدار العربية للكتاب و الشركة الوطنية للنشر و التوزيع /ص : 219 . (**) راجع في كل الاستشهادات اللاحقة كتاب الشيخ محمد الخضر حسين » تونس 67 عاما تحت الاحتلال الفرنساوي/ تقديم و تحقيق كمال العريف , الصادر ضمن الكتاب الشهري لجريدة » الحريّة » سنة 1989.
بسم الله الرحمان الرّحيم
كيف نستفيد من الاحداث وممن سبقونا من اهل الايمان وحسن التدبير ؟
التنصّر في بلادنا: ادفعوا عنّا هذا العار أين الكرامة أين الشهامة أين الشرف؟
« قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله » (سورة يوسف 108) » و انّ هذا صراطي مستقيما فاتبعوه و لا تتبعوا السبل… » (الانعام 153) « يريدون ان يطفؤوا نور الله بأفواههم و يأبى الله الا أن يتمّ نوره ولو كره الكافرون » (التوبة 32) (ان أريد الا الاصلاح ما استطعت و ما توفيقي الا بالله عليه توكّلت و اليه أنيب).( هود 88) بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس باريس في 26 جانفي 2008. ماذا أنجزنا و ماذا أصابنا خلال العشرين سنة الماضية؟ بعد عقدين من المعاناة والصبر لا حظنا أننا كإسلاميين نفتقر إلى أسس تربوية و عقدية صلبة وراسخة وهو ما يفسر الإنهيار و السقوط الذي اصاب البعض منّا منذ اللحظات الاولى و المشاكل التي عشناها خلال المحنة التي استمرّت طوال عقدين كاملين او تزيد. انّ الفجوة الحاصلة فيما بيننا أرجعها في مجملها إلى ضعف الجانب التربوي و التعبدي و عدم رسوخ العقيدة فلم نعد نجد ذلك الأخ الرباني الجلد المحتسب الزاهد مما سهل السقوط السياسي و حتى الأخلاقي ؟ وللأسف الشديد انّ الإخوة قيادات المهجر لم يستفيدوا مما بين ايديهم من إمكانيات لاعادة بناء الفرد المسلم المنشود و ذلك ما يفسر السباب و الإنفعالات و نشر الغسيل دون مراعاة لأواصر الأخوة أو التاريخ المشترك. لا بد أن تكون أولى الاولويات توفير البرامج و الظروف التي تساعد على تخريج عدد كاف من القيادات الربانية حتى لا نضطر إلى تكليف غير الكفء و الأولى بنا ان يكون كسائنا على قدر ارجلنا. و هنا لا بد من الإشارة إلى أنه و الحق يقال لقد فكرت الحركة الإسلامية في تونس في هذا الامرمنذ بداية التأسيس و ان كانت التربية و التكوين لم تكن كافية من حيث التطبيق لان اخواننا في القيادة كانت أولوياتهم تختلف لقد عرض مشروعا متكاملا لتكوين الفرد المسلم على مدى سنوات و لكن المشروع بقي حبرا على ورق. فلماذا لم ينهض بذلك المشروع إخوة المهجر خلال ما يناهز العقدين من استقرارهم بالمنفى؟ و صدق الله العظيم اذ قال في سورة فصلت » من عمل صالحا فلنفسه و من أساء فعليها و ما ربّك بضلاّم للعبيد » (فصلت 46) و قال تعالى في سورة الانعام » .. ولا تكسب كلّ نفس الا عليها و لا تزر وازرة وزر أخرى ثمّ الى ربّكم مرجعكم فينبّئكم بما كنتم فيه تختلفون » (الانعام 164) . هذا الطاقم الذي اختار تأبيد القيادة في المهجر مسؤوليته عظيمة امام الله أولا ثمّ مسؤوليته امام الاجيال اعظم . هذه القيادة حكمت على الحركة بالانتحار الجماعي و البطيء فان كانت تتوهّم انها سوف تعود للبلاد غانمة نسيت او تناست ان النضال لا يكون بالوكالة من وراء البحار بل الساحة و مشاركة شعوبهم الآلام و الآمال والجوع والحرمان. وهنا أسوق بشهادة احد الاخوة الذي غادر البلاد منذ سنة 1987 بعد ان تورّط في قضية حكم عليه فيها بالاعدام وهو الآن لاجئ سياسي بفرنسا. هذا الأخ غادر البلاد و هو في عمر لا يتجاوز 24 سنة وهو الآن عمره 45 سنة. و لقد اجرى معه حديث صدر في صحيفة « الحقائق الدولية » في اجابة على سؤال حول ما قام به الاخ عبدالمجيد الميلي ضمن العمل التنظيمي بالمهجر يجيب » «لم أتبوئ مهام أمامية في الحركة، ولكن قمت بواجبي كعضو، ووقفت عند الثغور التي كان عليّ سدها، وأساسا في مساعدة ضحايا مواجهة التسعينات، وكنت شاهدا على ما سمّي بتسوية الوضع التنظيمي للحركة، وفوجئت بأن الصراع الذي حصل آن ذاك لم يكن حول تصورات وأفكار ومشاريع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه إثر تلك المواجهة، وفتح آفاق جديدة للعمل الإسلامي في تونس. «بل كان الصراع حول أشخاص، يسعى كل واحد للتمكين لنفسه، وإمساك قبضته على التنظيم، وذلك في انقطاع تام عما تتطلبه المرحلة من مراجعة وإعادة تقدير للمصلحة، وهذا ما أفرز واقعا تنظيميا منبتا عن آلام وآمال الساحة الإسلامية. «وقد أثبتت الأيام عدم جدواه وعجزه على أن يقدم شيئا للبلاد والعباد، عدا تأبيد الأزمة، وقد وجدت المفارقة كبيرة بين ما تربّى عليه شباب الحركة الإسلامية من نضالية ورغبة في العطاء وتجرّد، وبين ما يمارسه بعض ممتهني التنظيم والسياسة داخل الصف القيادي».([1]) وفي سؤال آخر عن رسالة داخلية كان قد ارسل بها الى رئيس الحركة بالمهجر منذ 1994 يصرّح الاخ عبد المجيد «في الحقيقة ضاق صدري بما قرأته من تصريحات عديدة للأستاذ راشد الغنوشي تقلل من شأن إخوة لنا عبّروا عن مواقف معارضة لخيارات الحركة، فوصف بعضهم « بضعاف النفوس » والبعض الآخر « قصرت همتهم عن مواصلة المشوار » وآخرون « بأنهم تكلموا تحت التخويف » وغيرهم متساقطون على الطريق انقلبت عندهم المفاهيم فخلطوا بين الجلاد والضحية « … «فأرسلت له رسالة بعنوان « لا يا أستاذ راشد » مما ذكرته فيها أن جوهر الاستبداد أن تنزع عن رأي مخالفك خلفيته الفكرية والسياسية، وأن تقدمه على أنه سفاهة لا معنى لها، وأن ما حصل للحركة أدّى بطبيعة الأشياء إلى خلاف في الموقف والتقدير. «وأن القيادة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الرؤى المختلفة، فالقيادة التي ساقت إلى المواجهة والمأزق، لا يمكن أن تكون مؤهلة لتسوقنا إلى فك الاشتباك ومعالجة آثار المواجهة، أما رد الأستاذ راشد فأذكر منه أساسا عبارة « أما إن كان ذلك بحثا عن خلاص فردي فغفر الله لنا ولكم »» ([2]) وفي اجابته عن سؤال آخر عن ابتعاده عن العمل من داخل التنظيم يجيب الاخ غبد المجيد «أخذت مسافة من التنظيم وقدمت استقالتي من الحركة قناعة مني، حيث أني لم أكن قادرا أن أعيش داخل جدران التنظيم، أو أن التنظيم غير قادرا على أن يستوعبني، إذ أن هذا التنظيم يقتضي النمطية في التفكير والبحث عن التبرير والقدرة على أن تقدم عجزك على أنه انتصارات باهرة لاستدامة الأزمة. «أما إذا كنت حرا في رأيك مصادر تلقيك متنوعة، فإنك ستجد صعوبة في العيش داخل مثل هذه الأطر، وهذا ما حصل فقد قرّر التنظيم تجميد عضويتي، وكان رد فعلي الاستقالة، ولم أكن وحيدا ضمن هذا التوجه، «فالعديد من شباب الحركة استقال أو علق عضويته، أو انسحب، وهذا ما غيّر من طبيعة تنظيم حركة النهضة الذي صار أبعد ما يكون عن الروح النضالية الهادفة لخدمة البلاد والإسلام، ضمن التجرد والتواضع والمصداقية، وهو اليوم أقرب إلى دائرة تبادل مصالح بين أفراد، ليس لهم وجود إلا ضمن هذا الإطار. «أما عن مضمون الخلاف مع التنظيم فهو أساسا إدارة ما بعد المواجهة مع السلطة، ففي الوقت الذي كنا نرى لأنفسنا الحق باعتبارنا شركاء في هذه الحركة في أن نقيم وننقد ونقترح ونحاسب، كانت قيادة الحركة تتعاطى بطريقة بدوية، حيث يكون شيخ القبيلة جامعا لكل الصلوحيات، يتعاطى مع الشأن العام بنفس تعاطيه مع شأنه الخاص. «ولا يرى (رئيس الحركة بالمهجر) فيمن حوله شركاء، بل مجرد مساعدين، يقرب منهم بقدر ما يجد عندهم من استعداد لخدمته، ويستبعد كل من كان يجد الحاجة للتوقف أو التفكير أو التساؤل، فهو وحده القادر على تقمّص كل الأدوار، يحارب ويصالح، ويهادن ويمدح ويهجو، فهذه القيادة رفضت أن تعترف بنا كشركاء، فرفضنا أن نقبل بها كزعامة. » ([3]) من هذا المنطلق نرى لزاما على الاخوة في الدّاخل ان يتحملوا مسؤوليتهم كاملة و يوقفوا هذا النزيف الذي ينخر جسد هذه الحركة التي يتصرّف فيها البعض كأنّه ملك خاص بالدعوة الى عقد مؤتمر خارق للعادةللحسم في هذا الامر. » ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولّون الادبار و كان عهد الله مسئولا قل لن ينفعكم الفرار ان فررتم من الموت او القتل واذا لا تمتّعون الا قليلا » (سورة الاحزاب 15- 16). مع العلم انني لا الوم الاخوة الذين خرجوا من البلاد هروبا بدينهم و عوائلهم و انما لومي ينحصر على الطاقم القيادي فقط لا غير. انّ الدعوة الى اطلاق سراح ما بقي من ابناء الحركة في السجون ملحّة اكثر أي وقت. اذ كفى الحركة الاسلامية ما دفعت نتيجة اخطاء بعض افرادها من تشريد و سجن و تعذيب حتّى الموت احيانا لبعض المناضلين قليلي التجربة‘ وقع دفعهم في طريق مسدود نتيجة خيار غير سليم لم يقع الاجماع حوله من اجل ان نفتح صفحة جديدة للتامّل و المراجعة و المحاسبة فيما بيننا في داخل القطر لا خارجه. و بذلك فقط يمكن للدرّ ان يعود الى معدنه و تاخذ الصحوة الاسلامية موقعها في كنف الوضوح الكامل. انني أدعو الاخوة ان يحكّمواسياسة الرسول صلى الله عليه وسلم في دراسة المراحل ومعرفة الحال والفهم لرسالة الإسلام ومقاصد الشريعة، وأصلحوا الناس وردّوا الشعوب إلى الإيمان بالله واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم، ودعونا من العنتريّات التي جرت علينا الويلات والمعتقلات والأزمات. و لذلك نصحنا ولا زلنا نصرّ في النصح لاخواننا في داخل القطر ان يحسموا فيما بقي من الحركة بالمهجر التي استحوزت على آلامنا و آمالنا و تضحياتنا و استغلّتها في غير موضعها. انّه آن الاوان للحسم و ايقاف النزيف على المستوى السياسي والتنظيمي والاعلامي. وفي الحديث: «لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية»، ويقول الله تعالى في سورة الاحزاب » قل لن ينفعكم الفرار ان فررتم من الموت او القتل واذا لا تمتّعون الا قليلا قل من ذا الذي يعصمكم من الله ان اراد بكم سوءا او اراد بكم رحمة و لا يجدون لهم من دون الله وليّا ولا نصيرا » ( سورة الاحزاب 16-17) فإني لا أتهم أحدا بعدم الإخلاص و لا أنتقص من الجهود المبذولة أو الرسالة التي تقدمها تلكم المواقع الإلكترونية فذاك مما لا ينكره إلا جاحد و لكني أتألم عندما أرى أننا نبذل الجهد و نبذر دون خطة واضحة بل نضيع و قتا ثمينا في مهاترات لا تقدم ولا تؤخر و الحال أننا في أشد الحاجة للبناء والتأسيس و الإعداد إعداد البدائل و الإجابة عن الأسئلة المكررة و التي تثار من حين لآخر لإلهائنا و تشتيت جهودنا و شق صفوفنا. محاصرة مكتب الأساتذة عبو و العيادي و الهمامي يتعرض المحامون الأساتذة محمد عبو و عبد الرؤوف العيادي و العياشي الهمامي إلى مضايقات و ذلك بمحاصرة مكتبهم و ترويع حرفائهم .و قد بعث المحامون المذكورون برسالة إلى وزير الداخلية بتاريخ 17/12/2007 جاء بها : » إن دور أجهزة الأمن الداخلي حسب نظامها الأساسي العام قد وقع تجاوزه ضرورة أنهم لا يقومون هنا بدور وقائي للحيلولة دون ارتكاب جرائم ، و لا بحفظ النظام ، و لا بمعاينة جرائم و إنما بالتخويف و التنكيل بناء على مواقف سياسية لا شأن لقوات الأمن بها . و هي مهمة تجعل ما يقومون به حول مكتبنا خارجا عن الشرعية » السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي في ذمة الله تعالى إنتقل إلى جوار ربه السجين السياسي السابق الأخ أحمد بوعزيزي يوم الأحد 13 جانفي 2008 بعد صراع مع مرض السرطان الذى أصابه داخل السجن نتيجة الإهمال وغياب الرعاية الصحية . أخونا أحمد البوعزيزي من مواليد 5 مارس 1953 و قد ترك أربعة بنات . وكان الأخ طريح الفراش و قد أجريت له عملية جراحية يوم 30 ديسمبر 2006 و تواصلت المعاناة و امتد المرض إلى الكبد.و واصل المرض فتكه بجسد نال منه السجن و قد حاول المرحوم بعد الحصول على جواز سفرليعالج خارج البلد،لكنهم حرموه من هذه الفرصة كذلك. تغمد الله الفقيد في واسع رمته و اسكنه فراديس جنانه، و رزق عائلته و أخوانه و أحبته جميل الصبر. هذا ونحن ندعو السلطات التونسية الى التدخل الانساني قصد التكفل المادي بأفراد عائلة الفقيد البوعزيزي والتعويض لهم عما أصابهم من حرمان مادي وأدبي بعد رحيل الفقيد .كما نتقدّم الى عائلة الفقيد البوعزيزي بأحر التعازي راجين المولى سبحانه و تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يرزق أهله وذويه وكل اخوانه جميل الصبر والسلوان. كما ندعو بهذه المناسبة الأليمة أصحاب القرار الى الافراج العاجل عمن تبقى من معتقلي الرأي ورفع كل القيود الاجتماعية والمادية والاستشفائية عمن أفرج عنهم. فهل من مجيب لدعاء الاموات بلا اكفان و بلا قبور؟ لقد طالت المحنة شريحة واسعة من أبناء تونس، ونقدّر أنّ الضّحايا بالآلاف من مستويات مختلفة (مهندسون وأطبّاء، أساتذة تعليم ثانوي ومعلّمون، خبراء، فنّيون وطلبة…) يخضع جلّهم إلى المراقبة اليوميّة، والتّهديد واستعمال العائلة والأبناء أداة ضغط عليهم لتحطيم معنوياتهم. إنّ هذا الإقصاء الفكري والسّياسي والاجتماعي لن يُولّد إلاّ مزيدا من الاحتقان… ونحن ندعو السلطات التونسية الى التدخل حتّى يُوضع حدّ لهذه المحنة وما قد يؤول إليه الوضع في وطننا، ونَهيب بالأحزاب السّياسية والمنظّمات الحقوقية والإطارات، و الجامعيّين، الإصداع بالحقّ ومساندتهم في هذه المحنة حتّى يُوضع حدّ لإقصائهم وتهميشهم، وترويع أُسرهم، وتهديد أبناءهم وحرمانهم من حقوقهم في وطنهم الّذي أصبحوا فيه غرباء شبكة إسلامنا فتحت حوارا صريحا مع أستاذ الفلسفة راشد الغنّوشي إلى أين وصلت قضية الدكتور صادق شورو وملف السجناء السياسيين في تونس عموما؟ فأجاب الأستاذ راشد الغنّوشي: » لا زال من سجناء النهضة ما يزيد عن العشرين بقليل منهم الدكتور صادق شورو أستاذ الطب والرئيس السابق لحركة النهضة. ندعو السلطة أن تطلق سراحهم فورا والكف عن معاملتهم بقسوة ووحشية والتعامل معهم كأنهم رهائن، وهذا ليس معناه أن ملف المساجين السياسيين في طريقه للحل، فالداخلون بعدد المغادرين أو يزيد، تمتلئ السجون الآن بآلاف من خيرة شباب الصحوة الإسلامية الجديدة من اتجاهات إسلامية مختلفة بتهمة نية السفر إلى العراق للالتحاق بالمقاومة. » هؤلاء الصامدون المحتسبون الصابرون طوال السنين الطوال‘ نسال الله العلي القدير ان يفرّج عليهم قريبا‘ انه سميع عليم‘ ولا ننسى اخواننا المسرّحين الممنوعين من العمل او من السفر ولا المشردون في جميع اصقاع العالم‘ نسال الله تعالى ان يجمعنا و اياهم على ارض الخضراء الحبيبة‘. وإنّهم مهما تحلّوْا بالصّبر والثّبات ، إلاّ أنّهم مع مرور الوقت وتعاقب السّنين دون انفراج لوضعهم، خاصّة عندما يُمنع بعضهم من جوازات سفرهم، ويُقصى العديد منهم من المناظرات الوطنية وهو ما يمكن أن يُمثّل – مع شعورهم باليأس والإحباط – خطرا حقيقيا على تفكيرهم. المراقبة الادارية للمساجين السياسيين المسرحين يفهم من قرار المراقبة الادارية أن المعني بالأمر لا يعتبر مخالفا و لا يترتب عن تلك المخالفة تتبع عدلي طبقا لمقتضيات الفصل 150 من المجلة الجنائية إلا في صورة تعمده تغيير مكان إقامته المحدد بالقرار المذكور دون أن يتحصل على رخصة في ذلك. ومن آخر هذه الإجراءات إيقاف السيد محمد صالح قسومة الذي نخرت جسمه النحيف و نخرته الأمراض المزمنة و ان إيداعه السجن مرة أخرى من اجل تنقله للعلاج في مدينة سوسة للتداوي ولا يخفى ما يترتّب على هذا من تدهور لحالته الصحّية. و قد مثل امام محكمة ناحية السواسي يوم 17 جانفي 2008. من اجل عدم الامتثال لتراتيب المراقبة الادارية. و قد اصدروكيل الجمهورية بالمهدية بطاقة ايداع في حقّه يوم 5 جانفي 2008. وقد أصر أثناء إستنطاقه على رفض الامتثال لأي إجراء تعسفي مخالف للقانون مهما كانت التبعات وبعد التأمل صدر الحكم يوم 16 جانفي بسجنه شهرين مع تأجيل التنفيذ. و هي طريقة غريبة في توجيه التهمة بناء على ما اعتبره أعوان الأمن مواقف سلبية تتمثل في الامتناع عن الامضاء بالمحاضر. ذلك و أنه أضاف محضر البحث نسخة من قرار المراقبة الادارية. وأن ما وقع فرضه على السيد محمّد الصالح قسومة من طرف وزير الداخلية بقرار المراقبة الادارية هو الاقامة بأولاد مولاهم بالسواسي و ذلك لمدة خمسة أعوام و وقع التنصيص بالقرار المذكور على أنه لا يمكن للمعني بالأمر تغيير مكان إقامته بدون رخصة. . مضايقة و محاصرة للمهندسين حمادي الجبالي و علي العريض يتعرض مدير جريدة الفجر السيد حمادي الجبالي و السجين السياسي السابق – منذ خروجه من السجن في 26 فيفري 2006 بعد أن قضى به ما يقارب من 16 سنة إلى أشكال شتى من المضايقات و الممارسات التعسفية التي طالت أفراد أسرته و أقاربه و جيرانه و ذلك بفرض حصار خانق على بيته من طرف أعوان الشرطة السياسية المرتدين للزي المدني مستعملين كل الوسائل لإحكام الحصار ضده من سيارات تابعة لمؤسسات عمومية و دراجات و تكليف أعوان مترجلين لمتابعته بطريقة لصيقة و استفزازية و ذلك أينما ذهب لقضاء شؤونه العائلية. وقد كرست تلك المحاصرة واقعا من المراقبة اللاقانونية حولت حياة السيد حمادي الجبالي و حياة أسرته إلى معاناة يومية و حولت محيطه إلى سجن كبير و هو ما أفرغ كل معنى لإطلاق سراحه. إذ أن تلك الممارسات أعاقته عمليا على ممارسة أي نشاط عام و أي نشاط مهني و حرمته من حق طبيعي و دستوري في الحرية و العمل و القيام بأي نشاط صحفي أو سياسي. كما يتعرض السيد علي العريض السجين السياسي السابق إلى محاصرة أمنية من طرف البوليس السياسي حيث يقبع أمام منزله أعوان بالزي المدني يتابعون تحركاته و يضايقونه بمحاصرة لصيقة أينما توجه بواسطة سيارة تلاحقه في كل وقت. و نحن لا يسعنا إلا أن نشير إلى التذمر من المضايقات و الهرسلة الدائمة التي يتعرض لها المسرحون من حركة النهضة المحضورة و هو ما يصدر عنهم من تشكيات من أجل ذلك . والى معاناة الكثير من الحالات البارزة مثل استمرار نفي الصحفي السيد عبد الله الزواري للسنة السادسة على التوالي في الجنوب، وتواصل مضايقة السيد محمد العكروت والتضييق عليه في رزقه،ومنع السيد العجمي الوريمي من حضور ندوة سياسية دعا إليها الحزب الديمقراطي التقدمي وإعادته مكبلا إلى مسقط رأسه، وقد طلب من السيد عبد الكريم الهاروني الإمضاء اليومي في مركز الأمن رغم أن هذا الإجراء غير منصوص عليه في حكم المراقبة الإدارية. ملف الرابطة التونسية للدّفاع عن حقوق الانسان تقوم عدة شخصيات حقوقية من داخل الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان وخارجها بجهود لتسوية ملف الرابطة ..وتسهيل عقد مؤتمرها الوطني المؤجل ـ عبر حل وسط مع الطاعنين في شرعية الهيئة المديرة الحالية ـ يقوم على اعادة عقد مؤتمرات بعض الفروع التي حلتها الهيئة المديرة الحالية ضمن ما عرف بعملية الدمج مما تسبب في اقصاء مئات الرابطيين المستقلين ومن مختلف الحساسيات . يذكر أن الغالبية الساحقة من بين أعضاء الهيئة المديرة الحالية لا يحق لهم اعادة ترشيح أنفسهم حسب القانون الاساسي والقانون الداخلي للرابطة الذي يمنع البقاء في الهيئة المديرة لمدة تفوق الدورتين أي 6 أعوام، بينما أغلب الاعضاء الحاليين يتحملون مسؤولية في القيادة المركزية منذ مؤتمر1994 . و في الاخير ليس لنا ملجئ الا لله نشكو له حزننا ‘ و نقول حسبنا الله و نعم الوكيل ‘ فهو نعم المولى و نعم النصير ‘ فهو ربّ المستضعفين وهو ربّنا‘ وحسبنا الله و نعم الوكيل ونستلهم موقفنا هذا من دعوة الله في منزّل كتابه الكريم ‘‘ الذين استجابوا لله و الرّسول من بعد ما اصابهم القرح ‘ للذين احسنوا منهم و اتقوا اجر عظيم‘ الذين قال لهم النّاس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل ‘ فانقلبوا بنعمة من الله و فضل لم يمسسهم سوءا و اتّبعوا رضوان الله و الله ذو فضل عظيم ‘‘ (آل عمران 172 ) » من عمل صالحا فلنفسه و من أساء فعليها و ما ربّك بضلاّم للعبيد » (فصلت 46) » ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولّون الأدبار و كان عهد الله مسئولا » (الاحزاب 15.) ‘‘انّ الله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم و اذا اراد الله بقوم سوءا فلا مردّ له وما لهم من دونه من وال ‘‘ (سورة الرعد 11) صدق الله العظيم ماذا سيتغيّر بعد دخول تونس منطقة التبادل الحر مع أوروبا ؟ و اليوم و نحن في سنة جديدة /1429/2008 لا يسعنا إلا أن نؤكد على أن الإصلاح ضرورة بالنظر إلى التحديات الكبرى التي لا مناص من مواجهتها. الأكيد أن سنة 2008 ستمحور سياسيا في بلادنا حول تكثيف الاستعدادات السياسية للانتخابات الرئاسية والتشريعية التي ليست لنا فيها ناقة ولا جمل ولسنا مستعدين ان نحشر ما بقي من مناضلينا فيها لصالح طرف على حساب طرف آخر. ويبدو أننا على عتبة سنة استحقاق انتخابي وأنّ الحزب الحاكم لا همّ له إلاّ تلبية حاجياته السياسية الأولى وهي البقاء والاستمرار في السلطة لذلك ستكون حملته الانتخابية التي بدأها منذ سنوات، معتمدة على ما غرسه في اللاشعور السياسي الجمعي طيلة 20 سنة من شعارات ومقولات تتعالى على الواقع والتاريخ باعتبار أنها أرقى ما وصل إليه الفكر السياسي في بلادنا وهي المقياس الوحيد الذي تقاس به حقيقة الممارسة السياسية. ميثاق للحوارللمسلمي اوربا في بداية السنة تمّ لقاء لمجموعة لنحو 400 منظمة و جمعية اسلامية ناشطة في اوربا في المدينة البلجيكية بروكسال امضوا على وثيقة اطلقوا عليها اسم « ميثاق مسلمي اوربا » لدعم العمل المشترك لما يجمع اكثر عدد ممكن من المسلمين حول قيم التفاهم وحسن العيش والدعوة الى الاعتدال و الحوار داخل المجتمع الاوربي لا يسعنا إلا أن نبارك كلّ عمل من شأنه ان يحققّ التعايش المشترك للمسلمين في اوربا. ويشدد الميثاق على أن « مسلمي أوروبا مدعوون إلى الانخراط الإيجابي في مجتمعاتهم، على أسس توازن بين هويتهم المسلمة وواجباتهم بوصفهم مواطنين ». كما تدعو الوثيقة المسلمين إلى المشاركة في الحياة السياسية العامة في بلادهم بوصفهم مواطنين فاعلين وممارسة حقهم في الانتخاب والعمل في إطار « احترام » التعددية الدينية. وقد انطلقت مبادرة وضع ميثاق المسلمين في أوروبا عام 2000 بدعم اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا لتوحيد صوت المسلمين في قارة تحول فيها الإسلام من دين وافدين إلى دين مواطنين لهم حقوق وواجبات في وطنهم الجديد. ميلاد النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين أنتهت أشغال المؤتمر الأول للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، بانتخاب أول مكتب تنفيذي للنقابة يتركب معظمه من صحافيين ترشحوا في قائمات مستقلة. في حين عبرت اللائحة العامة واللائحة المهنية المنبثقتان عن المؤتمر عن انشغال الصحافيين التونسيين بتدهور مستواهم المعيشي، وبتراجع هامش الحريات الإعلامية. وقد تنافس على عضوية تسعة مقاعد تشكل المكتب التنفيذي لاول نقابة للصحفيين التونسيين 33 مرشحا توزعوا على أربع قائمات إلى جانب عدد من المستقلين. وقد سجل قبل بداية عملية التصويت انسحاب مرشح وحيد ورفض آخر نظرا لعدم توفره على شرط أقدمية عشر سنوات في العمل الصحفي. وفي قراءة أولية لنتيجة الانتخابات يتضح أن صناديق الاقتراع خالفت التكهنات والتوقعات. وأفرزت الانتخابات مكتبا مختلطا ضم أسماء من مختلف القائمات المتنافسة. وقد حضرأشغال المؤتمر الى جانب عدد من المسؤولين عن وسائل الاعلام الوطنية ممثلون عن اتحاد الصحافيين العرب والجامعة الدولية للصحافيين «الفيج» وبعض المنظمات الصحافية في الدول العربية. وكانت بمبادرة من نحو 500 صحفي تونسي أعلنوا منذ 25 أكتوبر 2007، عن تأسيس نقابة وطنية للصحفيين التونسيين كهيكل مهني مستقل حصل على موافقة السلطات التونسية، وجاء في البيان التأسيسي لهذه النقابة أنها ستكون « هيكلا مهنيا مستقلا يمثل تطورا في مسار جمعية الصحافيين التونسيين، باتجاه انجاز اتحاد الصحفيين التونسيين، كهدف استراتيجي لجمع شمل الصحفيين والدفاع عن حقوقهم المادية والمعنوية، وصيانة المهنة واحترام ميثاق شرفها والدفاع عن حرية الرأي والتعبير، والتفاوض وإبرام الاتفاقيات باسم الصحفيين ». السلم الاجتماعي مع ذكرى الـ 62 للتأسيس للاتحاد العام التونسي للشغل ان ما يحدُث داخل الساحة النقابية التونسية، مع بداية السنة الادارية الجديدة وقد يكون من المنتظر ان تكون الإضرابات العُـمالية والقطاعية، تعرف وتيرة متصاعِـدة في هذا العام، وهو ما يجعل هذه السنة سنة توتُّـر اجتماعي بارز. ذكرى الـ 62 لتأسيس الإتحاد العام التونسي للشغل تأتي والإتحاد يئن تحت وطأة الممارسات والاختيارات العشوائية وطرق تسييرها المرتبطة بتكوين خريّجي مدرسة كنّا نظن أنّها انتهت نتيجة التحولات التي عاشتها البلاد على كل المستويات السياسيّة والاقتصادية والاجتماعية وحتى الديموغرافية. وها أنّ التجميد والتجريد يعود وسياسة الترغيب والترهيب تعاود الظهور لتكريس النقابية داخل المنظمة. إنّ سياسة التسخين والتبريد واستعمال بعض القطاعات وقياداتها المتواطئة للضغط على الأطراف الاجتماعية الأخرى لتليين مواقفها وتوجيهها الوجهة التي ترضي الطريقة النقابيّة سياسة جرّبت في السابق وفشلت فشلا ذريعا ولمن خانتهم الذاكرة نقول راجعوا أسباب أحداث 26 جانفي 1978 وأحداث سنة 1985 وآثارها السلبية التي لا تزال ظاهرة إلى اليوم. و بوصفي احد مؤسسي تجمّع العمال التونسيين بفرنسا منذ 1984 مع مجموعة من النقابيين بفرنسا و باشراف الاخ الحبيب بن عاشور و بتزكية من الزعيم النقابي المرحوم الحبيب عاشور فانّي اهتمّ بهذه الظاهرة غلاء الاسعارالتي يعاني منه الكثير من مواطنينا في تونس الحبيبة و نحن نشترك معهم في هذه المعاناة من خارج القطراذ غلاء الاسعار اصبح ظاهرة حادة تقض مضجَـع أغلب السكان، بما فيهم متوسطي الدّخل، التي تتميّز عن غيرها بمرهُـونيتها للبنوك، وكذلك تزايد قائمة العاطلين عن العمل طولا،نتيجة ما تلفضهم المدارس والجامعات كل عام نحو سوق الشغل. وتشهد البلاد مظاهر احتجاج اجتماعي متصاعد في مناطق متعددة احتجاجا على سياسة السلطة في حق الشغالين احتجاجا على التضييق على ممارسة الحقوقهم الاساسية و النقابية. ولقد عقدت نقابات عامة وأساسية عديدة اجتماعات لتدارس واقع العمل النقابي وكم من بيانات أصدرت للتعبير فيها عن مواقفها في تمسّكها بحقوقها النقابية والمهنية و ما قطاع التعليم الاساسي والثانوي الا مثال للذكر لا للحصر . لقد تظاهر العديد من المواطنين بمنطقة المناجم بولاية قفصة إحتجاجا على تفشي البطالة ، فقد عمت مدن المظيلة , أم العرائس والرديف مظاهرات شارك فيها عموم المواطنين من عاطلين وطلبة وفلاحين وتلاميذ مطالبين بحق العمل و لعل الوضع الاقتصادي و الاجتماعي الذي ينعكس إيجابا أو سلبا على مستوى عيش المواطن بشكل آلي و مباشر, اذ انّه منذ غرة جانفي 2008 تدخل البلاد التونسية منطقة التبادل الحر مع الاتحاد الأوروبي يجعلها في منافسة مباشرة مع أكبر و أعتى العمالقة في المجال الاقتصادي الرؤسمالي. لقد دفعت هذه الأوضاع العديد الطاقات والكفاءات ذات الخبرة والمصداقية إلى الاستقالة نهائيا عن كل ممارسة نضالية في ظل وضع اختلت فيه قوانين اللعبة وطغت فيه ثقافة الاقصاءات والاستثناءات لتعبّد طريق البقاء لقيادة لا همّ لها ولا هاجس إلا تامين مواقعها واحتكارها بكل الوسائل وشتّى الطرق إلى درجة أصبحت فيها المجاهرة بالمبادئ جريمة والالتزام بأهداف المنظمة أو قوانينها أو تقاليدها تعرّض أصحابها للملاحقة والتصفية ممّا خلق عقليّة وصوليّة استفحلت تدريجيّا إلى حدّ جعلت جلّ المسؤولين النقابيين بشخصيتين متناقضتين: شخصية تردّد الخطاب السائد وتستهلك عبارات الولاء والتأييد في الأطر الرسمية والدوائر المتنفذة وشخصية أخرى ناقدة ومتهكمة في المجالس الخاصة وعند الانفراد بالذّات. لقد أصبحت فكرة التّعددية النقابيّة التي كانت مرفوضة من طرف أكثر النّقابيين تمثل الحل لمعالجة وإصلاح وضع الحركة النقابيّة وفك الحصار المضروب على النّقابيين من طرف مجموعة استولت بطرق لا ديمقراطية على دواليب المنظمة وأجبرتهم بطرق مختلفة إمّا على الانصياع لمشيئتها وإمّا على التقاعد المبكّر من النضال النّقابي وإمّا على خوض تجربة جديدة تتمثل في بعث منظمة أخرى. و الكلّ يعلم أن الحلول اللازمة ليست حلولا تقنية بقدر ما هي اختيارات جوهرية تشمل السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي. فهل ستكون السنة الجديدة سنة انفتاح يفرج فيها على بقية المساجين السياسيين و يتحرر الإعلام و يستقل القضاء و تتجسم دولة القانون و المؤسسات ؟ معاناة أصحاب الشهادات العاطلين عن العمل وصلت نسبة أصحاب الشهادات العليا العاطلين عن العمل في تونس إلى رقم ينذر بالخطر على مستقبل الشباب الذي أصبح يبحث عن حلول أخرى لكسب الرزق مثل اللجوء إلى الهجرة السرية هربا من الفقر و الخصاصة بعد اليأس من الحصول على عمل يتلاءم مع سنوات الدراسة التي قضاها و ضحى من اجلها. ورغم يأس العديد لا زال البعض متشبث بأمل الحصول عن شغل من خلال المشاركة في مناظرات الانتداب للوظيفة العمومية . و اننا ندعو اخواننا ان يشمّروا على ساعد الجدّ والتعويل على انفسهم في قطاع التعليم الغير الحكومي و في قطاع التجارة او الفلاحة او تربية الماشية والصيد البحريو بذلك يمكنهم احداث مواطن شغل لهم ولغيرهم. و لإ يخلو حديث العاطلين عن العمل من التطرق إلى المحسوبية و الرشوة في عملية الانتداب ، و ذكروا بان إطارات مكاتب التشغيل وصلت بهم إلى درجة عدم الكشف عن مواطن الشغل الشاغرة للعموم و إعلام أقاربهم و أصدقائهم فقط مما تسبب في حرمان العديد من لهم كفاءات تؤهلهم للحصول على عمل في الوظيفة العمومية. و تجدر الإشارة أنه منذ 3 سنوات تأسست في تونس لجان جهوية للدفاع عن أصحاب الشهادات العليا العاطلين عن العمل تطالب بحق الشغل للجميع و ضمان الشفافية في مناظرات الانتداب. و نحن ندعو الاخوة الى بعث مواطن الشغل لهم و لاخوانهم معتمدين على التكافل والتضامن بعيدا كل البعد عن التواكل. الأمهات العازبات في تونس افادت دراسة تونسية بانه من بين 1061 حالة ولادة خارج اطار الزواج الشرعي حسب ما نقلته وكالة الانباء السعودية. ولقد اثبتت الدراسة التي شملت 90 حالة ان ما يقارب النصف من الامهات العازبات .و ما يقارب الربع هن من ذوي المستوى الثانوي. وان العديد من الامهات العازبات لم تعلم عائلاتهنّ بحملهنّ والبعض الآخرسمعت عائلتهنّ بحملهنّ وولادتهنّغير انها تشترط عليهنالتخلّص من لقيطهنّ. وهذا المجال ندعو الاخوة الاعتناء به في الخدمة الاجتماعية خيارنا الدعوي السلمي ونحن اذ نعتزّبمشروعنا الحضاري وخطّنا الدعوي السّلمي ندعو اخواننا بالتمسّك بوحدة الصفّ و الدعوة للتصالح فيما بين شعبنا بجميع فؤاته و مكوّناته بدون اقصاء لأننا نؤمن بأن أمل شعوبنا فينا كبيرما دمنا متمسّكين بديننا و قيمنا و هويتنا و هذا ما نصبو إليه من أجل عزة تونس و كرامة شعبنا. اذ كان جامع الزيتونة أسبق المعاهد التّعليميّة للعروبة مولدا وأقدمها في التّاريخ عهدا حمل مشعل الثّقافة العربيّة 12 قرنا ونصف بلا انقطاع وكان لرجال الزيتونة وعلمائها دوركبيرفي النهضة والإصلاح. كنا قبل المحنة العظمى وهي محنة تهجير قيادة الحركة نتجشم الصعاب الأمنية للإلتقاء مرة في الأسبوع في مكان آمن لنتدارس ديننا أو نستمع لشريط نخفيه. وقد ذكر ابن خلدون في مقدمته: أن الطوائف المحتسبة من أهل العلم ما قامت على سلطان عادل أو ظالم إلا كانت الدائرة على تلك الطائفة؛ لأنها جهلت المنهج النبوي: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان». فبدل أن يقوم هؤلاء قليلي التجربة بالدعوة النبوية وإصلاح الأمة وتربية الجيل يريد اخواننا قليلي التجربة القفزإلى رأس الهرم ويهمل القاعدة ويواجه أنظمة ولو أنها فاسدة ولكنها تملك طوابير العسكر وجيوش الشرطة وأسراب الطائرات وقوافل الدبابات. أما اليوم فكل تلك الكتب و الأشرطة متوفرة على الشبكة العنكبوتية التي أضحت في متناول الجميع سواء في داخل القطر او خارجه. فما المانع من احياء البرنامج التكوينية التي وقع تربية شباب الحركة عليها قبل المحنة. ان هذه البرامج هي التي ساهمت في تكوين القيادات و العناصر الفاعلة القوية الأمينة على مصير الشعب التونسي عل مرالسنين في السبعينات و النصف الاوّل من الثمانينات. و في ذلك يتنافس زوار المنتديات و المواقع و بذلك تستعيد الكتابة قيمتها. الدور الوطني في مكافحة التنصّر لقد كان لعلماء الزيتونة في العهد الاستعماري البائد موقف مشرّف ضدّ المؤتمرالأفخارستي الذي عقده القساوسة بتونس تحت رعاية الكنيسة بروما وبدعم من السلطات الإستعماريّة بمناسبة مرورخمسين عاما على احتلال فرنسا لتونس. 300مليون دولار أرصدت من اجل دعم حركة التبشير في شمل افريقيا سنة 1978 بمناسبة انعقاد « مؤتمر كولورادو » في امريكا الشمالية. هذا المؤتمر حضره نحو 150 من قادة الرأي والفكر، من بينهم نخبة من المنصّرين العاملين في الميدان وأكاديميين ومستشرقين لاهوتيين وأساتذة في علوم الأجناس وعلوم الاجتماع وعلم النفس والدراسات اللغوية ومن خبراء ومستشارين سياسيين وأمنيين وديبلوماسيين دوليين. هدا المؤتمر وُصِفَ بأنه « من المؤتمرات القادرة على تغيير مجرى التاريخ ». اذ يستهدف أن يجد الإنجيل طريقه إلى 720 مليون مسلم. و أن يغيّر المنصّرون من أساليبهم القديمة البالية ووسائلهم التي ثبت فشلها . وأن يستنفروا المواطنين النّصارى في البلدان المستهدفة ليعملوا مع الإرساليات. و أن تخرج الكنائس القومية عن عزلتها وتقتحم بعزم ثقافات المسلمين. وآن الاوان ان اخواننا يأخذوا هذا الامر مأخذ الجدّ اذ ان عددا من المتنصّرين مهندسّين وفي قطاع التعليم وبين ايديهم عقول ابنائنا يفعلوا بهم ما يشائون. ان الكنيسة الأرثوذكسية الروسية تضم نحو 100 عضو ، وتشغل كنيسة واحدة في تونس وأخرى في بنزرت. وكذلك تشغل الكنيسة الإصلاحية الفرنسية كنيسة واحدة في تونس، تضم نحو 140 فردا معظمهم من الأجانب.بينما تملك الكنيسة الأنجليكانية كنيسة واحدة في تونس تضم نحو 70 عضوا أجنبيا. وللكنيسة الأرثوذكسية اليونانية 30 عضوا، ثلاث كنائس بتونس و سوسة و جربة . ادفعوا عن وطننا هذا العـــار تونس اليوم تختلف عما كانت عليه قبل عشرين سنة ,غير أن هذا لن يغنينا عن الجهد التربوي والتعليمي والتثقيفي والاعلامي والسياسي ليعزز من انتماء التونسيين لبلدهم كمعينهم الحضاري والديني والغوي المنفتح على العالم . والاسلام هو دين عظيم تكفل الله بحفظه كما حفظ كتابه بين ظهراني العالمين , الا أن هذا الواجب يتطلّب التجنّد له جميعا من منطلق الأمانة والمسؤولية واستشعارا لعظمة الرسالة التي حملها لنا الفاتحون وهم حاملين لواء العدل والتنوير والريادة بين الأمم والشعوب , ليصبح بذلك نور التوحيد مقرونا بلواء الحضارة انطلاقامن مدينة القيروان الى جميع القرى ومدن الجمهورية وكذلك بقية البلاد افريقية وماجاورها ومنها الى القارة الأوروبية. أمانة الاسلام واجب شرعي يتجند لها الجميع , ولنا أن نتذكّر ما قام به اسلافنا من وقفات عظيمة في التارخ الاسلامي الزاخر من مثل الشيخ عبد العزيز الثعالبي في معركة التحرير أو الشيخ الطاهر بن عاشور أو الشيخ الخضر بن حسين يوم أن كان نور الزيتونة المعمورة العلمي والمعرفي يشع على كامل القارة الافريقية وبلاد العرب وماجاورها ومن قبلهم الاصحاب الكرام السبعة الذين كان لهم شرف فتح مدينة القيروان منذ القرن الأوّل هجري. ذكر تقرير إخباري الثلاثاء 22-1-2008 أن تونس تشهد إقبالا واسعا على « حملات تبشير » تجري حاليا في البلاد التي يعتنق 99% من مواطنيها الإسلام. وقالت مجلة « حقائق » التونسية إن تونسيين، خاصة من الشباب وطلاب الجامعات، يقبلون على التحول للمسيحية والقيام بـ »حملات تبشير في محيطهم » مضيفة أن مجموعة منهم أسست موقعا على شبكة الإنترنت لهذا الغرض أطلقت عليه اسم « البشارة ». ويتضمن الموقع شهادات لمن يقول إنهم تونسيون « اعتنقوا المسيحية » من بينهم فتاة تدعى حنان وتقول: « أنا من تونس العاصمة، قبلت المسيح في يونيو/حزيران 1999 أنا انتمي لكنيسة محلية ناطقة باللهجة التونسية. المسيح هو كل شيء في حياتي ولا أقدر أن أتصور حياتي من دونه ». وكتب على الصفحة الأولى من الموقع إن « الفصل 5 من دستور الجمهورية التونسية يضمن حرمة الفرد وحرية المعتقد ويحمي حرية القيام بالشعائر الدينية ما لم تخل بالأمن العام ». ووضع القائمون على الموقع رقم هاتف محمول بتونس وعنوان بريد إلكتروني لتسهيل الاتصال بهم. كما وضعوا رابطا إلكترونيا نحو برنامج بعنوان « عسلامة »، وهي عبارة تعني مرحبا باللهجة التونسية، يبث على قناة فضائية موضحين أنه « أوّل برنامج تونسي يقدم على القنوات المسيحية وتبثه قناة الحياة.. يعنى بتقديم تعاليم السيد المسيح كما هي مكتوبة في الإنجيل ». والسلطات التونسية تنفي بشدة أن يكون هناك من التونسيين من تنصر، وتشير إلى أن عدد المسيحيين في تونس يناهز 20 ألفاً كلهم أجانب، فيما تشير وزارة الشؤون الدينية التونسية إلى أن عدد الكنائس المنتشرة في تونس يصل إلى 11 كنيسة. أساتذة تعليم ثانوي وعال، ومعلمّون وباحثون وطلبة، وموظفون في مؤسسات او اعلاميون وهذه أهم فئات المسيحيين من التونسيين الذين يتردّدون عشية السبت وصبيحة الأحد في الكنيسة الانجيلية في تونس العاصمة. اذ ان قرابة 20 تونسيا يتوجّهوا ليصلوا للمسيح الذي «فتح لهم ذراعيه» منذ وقت غير بعيد. وان نحن ننبّه اولي الامر للخطر القادم الذي يهدد بلادنا في دينها وهو أعز شيئ نتمسك به و من اجله يهون الغالي والنفيس. انّ هؤلاء الذين سحرتهم الكنيسة فأبعدتهم عن اسلامهم ليعيشوا أجواء الصلاة على أنغام وموسيقى وكلمات ترددت في أرجاء الكنيسة فزادت أيديهم تشابكا وكانوا حسب زعمهم «أقرب بها إلى اللّه من أجواء الخشوع التامّ في صلاة الاسلام» حسب تعبير بعضهم. ان البعض من هؤلاء المرتدّين الذين توجّهوا لمعايشة تجربة أخرى هي امتداد للفكر الاستعماري البائد شعائرتها مختلفة وممارستها «أسهل مما هي عليه في الاسلام»… الكل يؤكدّ أنه لم يتعرّض قط لمضايقات أو تضييقات بسبب ارتدادهم عن الاسلام… لكل واحد تعليلاته وحججه لمعانقة هذه الديانة الجديدة وتحمّل مشاق ما يتركه هذا القرار من شروخات في علاقة أسر تونسية مسلمة يعدّ فيها التنصّر كفرا وخطيئة. ([4]). وتحتضن المنطقة الجزائرية التي يسكنها البربر حوالي 19 جمعية تعمل على دفع المسلمين إلى تغيير دياناتهم. بل لقد وصل الأمر بهؤلاء إلى المطالبة بإدخال الانجيل إلى المدارس وإلى وسائل الاعلام… ورغم هذه الوضعية فان بعض الاطراف الجزائرية مازالت تحاول التكتم على العدد الحقيقي للذين يدخلون المسيحية من المسلمين. ونظرا لخطورة هذه الظاهرة، فقد حذّر أحد المسؤولين في الجزائر أن الحروب القادمة في المنطقة ستكون حروب الردّة . وقد شهدت الجزائر سن قانون مفاده معاقبة كل شخص «يصنع أو يخزن أو يوزع منشورات أو أشرطة سمعية بصرية أو أي وسائل أخرى تهدف إلى زعزعة الإيمان بالإسلام…». ([5]) ولقد صدق قول الله فيهم اذ قال في سورة التوبة : (يريدون ان سطفؤوا نور الله بأفواههم و يأبى الله الا ان يتمّ نوره و لو كره الكافرون) (التوبة 32) ونحن ندعو اخواننا للتفرغ للحقل الدّعوي و اعطائه المكانة التي يستحقّها و هذا اولى من المجالس التي لا تقرّبنا الى الله تعالى و تكوين الشباب على هذا النهج الخالد الذي كان عليه أسلافنا الكرام. فاعتبروا أيها الاخوة الكرام في الدّاخل و المهجر وأعيدوا القراءة من جديد وهذه نصيحة من أخ ناصح محب (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أُنيب).(هود 88) و صدق ابن الجوزي اذ قال » سلوا القبور عن سكانها ، و استخبروا اللحود عن قطانها ،تخبركم بخشونة المضاجع ، و تُعلمكم أن الحسرة قد ملأت المواضع ، و المسافر يود لوانه راجع ، فليتعظ الغافل و ليراجع ». وفي الختام نجدّد الطلب بوضع حد للمضايقات للمساجين القدامى وتمكينهم من حقوق مواطنتهم الكاملة المكفولة دستوريا. « وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِين َتَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِك َلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ « ( آل عمران 104.105) و صدق الله العظيم اذ قال في سورة الاسراء : » وقل جاء الحقّ وزهق الباطل انّ الباطل كان زهوقا » (الاسراء 81) و السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته. باريس في 26جانفي 2008 بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس [1] – (المصدر: صحيفة « الحقائق الدولية « المملكة المتحدة بتاريخ 19 جانفي 2008) [2] -(المصدر: صحيفة « الحقائق الدولية « المملكة المتحدة بتاريخ 19 جانفي 2008) [3] – (المصدر: صحيفة « الحقائق الدولية « المملكة المتحدة بتاريخ 19 جانفي 2008) [4] – المصدر: مجلة « حقائق » (أسبوعية – تونس) بتاريخ 27 ديسمبر 2007 [5] – المصدر: مجلة « حقائق » (أسبوعية – تونس) بتاريخ 27 ديسمبر 2007
Home – Accueil – الرئيسية