في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس
Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia
|
TUNISNEWS
9 ème année, N 3249 du 24.07 .2009
السبيل أونلاين:تسجيل حصري لمقابلة قناة « فرنسا 24 » مع رئيس « المنظمة الدولية للمهجّرين التونسيين » نور الدين ختروشي
حــرية و إنـصاف:بيان من داخل الحصار
د ب أ:تونس تسمح لـ الإسلاميين بعودة مشروطة
الشرق الأوسط:تونس تسمح للإسلاميين المعارضين بالعودة شرط تسوية ملفاتهم مع القضاء
حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي: بلاغ صحفي 1 الأمين العام للحزب في القيروان
حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي: بلاغ صحفي 2ندوة سياسية في جامعة مدنين
« حقائق »:أحمد إبراهيم:لا للخلط بين من يدافع عن المكاسب الحداثية وبين من يريد استغلال الدّين وتوظيفه في الصراعات السياسية
صلاح الجورشي :رابطة حقوق الإنسان التونسية: هل اقتربت لحظة الانفراج؟
جنيدي عبد الجواد-سليم بن عرفة-بكار غريب:الموقف الرسمي للإتحاد لا يتجاوب مع التطلعات الديمقراطية
عادل القادري:المؤتمر الاستثنائي لنقابة الصحفيين والهروب إلى الأمام
محمد العيادي :عشرات النقابيين يعتصمون في بنزرت للمطالبة بعقد مؤتمر النقابة الجهوية للتعليم الثانوي
السبيل أونلاين:بنزرت..اعتصام نقابيي التعليم الثانوي إحتجاجا على تأخر مؤتمرهم
نقابي من ينزرت:من أجل إتحاد ديمقراطي مستقل
الوحدة : الحبيب قيزة للوحدة : استقلاليتنا أساس لمصداقيتنا
الصباح:الأجهوري يعقّـب على التميمي: »طالبت بإيقاف حلقات التليسي وليس منتديات الذاكرة الوطنية »
الصباح:الحبيب طليبة يفند شهادة التليسي: الحبيب الدقي.. هو أول حارس شخصي للزعيم بورقيبة
حسن مرزوق لـ «الشروق»: محجوب بن علي شكّل وحدات خاصة لمطاردة اليوسفيين
الصباح:في لقاء مع أمين عام التجمع الصحفيون الشبان يشكون إعلام لا يعكس واقع البلاد
مرسل الكسيبي:بعد مرور عقدين: أسئلة محيرة نطرحها على الحكومة …
ولد الدار:سواك حار 132 : رئيس كِيفْ هذا يبَايْعوه الإنس والجن
جيلاني العبدلي:تونس: وطن وبوليس ورشوة (9) في مقهى النسيم بالمحمدية
عبد الحفيظ الخميري:تعليم اللغة العربية في الغرب بين الاختصاص والسمسرة (فرنسا نموذجا)
الصباح:عمر أغلبها ناهز القرن: 3150 مسكنا مهددة بالسقوط في العاصمة ترميم، إزالة.. ومساكن جديدة
محمـد العروسـي الهانـي:عيد الجمهورية : 25 جويلية 1957عيد كل التونسيين والتونسيات
مصطفى الخلفي :الإسلاميون وتدبير العلاقة مع خصومهم.. جدل المبدأ والمصلحة
الحياة:التلفزيون الصيني يطلق قناته العربية الدولية
عبدالله اسكندر:عام على «الاتحاد من أجل المتوسّط»
الشروق :أبو اللطف اشترط اقصاء دحلان: وساطة عربية للمصالحة بين عباس والقدومي
القدس العربي:امتدحا ولي عهد البحرين واشادا بقيادة مبارك نتنياهو وبيريس يزوران السفارة المصرية للمشاركة في احتفال بذكرى ثورة يوليو
د. فهمي هويدي:براءة تريحنا ولا تطمئننا
إسلام أون لاين: أكبر فضيحة فساد تهز نيوجيرسي واشنطن تتهم حاخامات بتهريب أعضاء بشرية لإسرائيل
القدس العربي:ساركوزي يمتلك ثماني طائرات و61 سيارة ولديه ألف موظف
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
التقارير الشهرية لمنظمة « حرية وإنصاف » حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
تسجيل حصري لمقابلة قناة « فرنسا 24 » مع رئيس
« المنظمة الدولية للمهجّرين التونسيين » نور الدين ختروشي
السبيل أونلاين – تونس – خاص حصل السبيل أونلاين على تسجيل للمقابلة التى أجرتها قناة « فرنسا 24 » الناطقة باللغة العربية يوم الخميس 23 جويلية 2009 ، مع رئيس « المنظمة الدولية للمهجّرين التونسيين » نور الدين ختروشي وافانا بها الناشط الحقوقي ابراهيم نوّار،وقد قمنا بمعالجتها قبل نشرها حيث وردت علينا المقابلة ضمن احدى نشرات أخبار القناة الفرنسية المذكورة ، وإليكم تسجيل الفيديو : رابط المشاهدة على اليوتوب :
http://www.youtube.com/watch?v=SKc-q5v98UI بالتعاون مع الناشط الحقوقي – ابراهيم نوّار في سويسرا
(المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 23 جويلية 2009)
أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 02 شعبان 1430 الموافق ل 24 جويلية 2009
بيان من داخل الحصار
يتواصل الحصار الأمني المضروب على منظمة « حرية و إنصاف » و خاصة على مقرها و أعضاء مكتبها التنفيذي حيث بلغ الأمر اليوم الجمعة 24/07/2009 إلى محاصرة منزل رئيس المنظمة الأستاذ محمد ألنوري بأعداد من البوليس السياسي و منع عضوي المكتب التنفيذي السيدين حمزة حمزة و عمر القرايدي من زيارته في منزله كما وقعت ملاحقته إلى ضيعته بمدينة سليمان جنوب العاصمة تونس ؛ و تمت محاصرة منازل كل من السادة حاتم الفقيه و حمزة حمزة و عبدالكريم الهاروني و السيدة جميلة عياد. كما وقع ملاحقة كلا من الأستاذ حاتم الفقيه عند خروجه من مقر الاتحاد العام التونسي للشغل بعد مشاركته في تظاهرة تضامنية مع معتقلي أحداث الحوض المنجمي و السيدين سامي نصر و حمزة حمزة اثر خروجهما من الندوة الصحفية التي انعقدت بمقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين. و تجدر الإشارة إلى أن هذا الحصار الأمني يبلغ أشده مع نهاية الأسبوع في محاولة من السلطة لتعطيل عقد الجلسة العامة للمنظمة التي لم يتقرر موعد انعقادها بعد.
و حرية و إنصاف
1ـ تدين بشدة المحاصرة الأمنية المستمرة المضروبة على مقر المنظمة و على أعضاء مكتبها التنفيذي و منازل عائلاتهم و تنقلاتهم و تدعوا إلى رفع هذا الحصار فورا و احترام حق المنظمة في حرية النشاط الحقوقي و حق أعضاءها في حرية التعبير و التنظم و التنقل و الاجتماع و السفر وفق ما يكفله لها دستور البلاد و المعاهدات الدولية التي التزمت بموجبها السلطة لحماية الناشطين الحقوقيين و الاعتراف بالمنظمات الحقوقية. 2ـ تتمسك بحقها في عقد جلستها العامة وفق نظامها الداخلي وانتخاب مكتبها التنفيذي الجديد و تؤكد عزمها على عقد جلستها العامة و توفير الشروط الضرورية لنجاحها. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
تونس تسمح لـ الإسلاميين بعودة مشروطة
(تونس – د ب أ) أكد وزير العدل وحقوق الإنسان التونسي بشير التكاري حقّ الإسلاميين المعارضين للنظام التونسي في العودة إلى بلادهم بشرط تسوية ملفاتهم مع القضاء. وأعلن نحو 200 إسلامي تونسي، يقيم أغلبهم في أوروبا، خلال اجتماع عقدوه الشهر الماضي بمدينة جنيف السويسرية، تأسيس ‘المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين’، التي طالبت في بيان تأسيسي السلطات التونسية، بتوفير ضمانات من أجل تمكينهم من’عودة آمنة وكريمة دون تتبعات أمنية أو قضائية’.
(المصدر: وكالة (د ب أ – إفي) الألمانية للأنباء بتاريخ 24 جوليلة 2009)
تونس تسمح للإسلاميين المعارضين بالعودة شرط تسوية ملفاتهم مع القضاء وزير العدل التونسي: لم يحدث مطلقا منع أي مواطن من دخول التراب الوطني
لندن: «الشرق الأوسط» أكد بشير التكاري، وزير العدل وحقوق الإنسان التونسي، أمس حق الإسلاميين المعارضين للنظام التونسي (يقيم أغلبهم بعواصم أوروبية منذ أكثر من 20 عاما، ويتهمون السلطات بنفيهم) في العودة إلى بلادهم، شرط تسوية ملفاتهم مع القضاء، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ». وقال التكاري، أمام البرلمان التونسي «لم يحدث مطلقا منع أي مواطن تونسي من دخول التراب الوطني، وكل مواطن مهما كان انتماؤه بإمكانه العودة لبلاده والاعتراض على الأحكام الصادرة ضده اعتمادا على قرينة البراءة». وأعلن نحو 200 إسلامي تونسي يقيم أغلبهم في أوروبا خلال اجتماع عقدوه الشهر الماضي بمدينة جنيف السويسرية تأسيس «المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين»، التي طالبت في بيان تأسيسي السلطات التونسية بتوفير ضمانات من أجل تمكينهم من «عودة آمنة وكريمة» إلى تونس «من دون متابعات أمنية أو قضائية». وطالبت المنظمة أيضا بضمان «حق المواطن في ممارسة اختياراته العقائدية والسياسية، وحريته في مواصلة نضاله السلمي من أجل ما يراه مصلحة عامة بكل الوسائل المشروعة التي يضمنها الدستور والقانون»، في إشارة إلى رغبتها في تأسيس حزب إسلامي. ويحظر الدستور التونسي قيام أحزاب على أساسي ديني، وقال الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في أكثر من مناسبة، إنه لن يرخص لحزب ديني، لأن الإسلام قاسم مشترك بين كل التونسيين، ولا يحق لأي تنظيم احتكاره سياسيا. وأضاف وزير العدل التونسي أن مؤسسي المنظمة المذكورة «هاربون من العدالة.. وأفلتوا من أحكام قضائية صدرت ضدهم، وآثروا البقاء خارج الوطن بدلا من ممارسة حقهم القانوني في الاعتراض على الأحكام الصادرة أو الانتفاع بالإجراء المتعلق بسقوط العقاب بمرور الزمن». وأشار إلى أنهم «تعمدوا إخفاء ما تعلق بهم من أحكام، وأسندوا لأنفسهم صفة المهجر التي لا وجود لها في القانون التونسي». في المقابل، يصرّ مؤسسو المنظمة على أنهم «مهجرون بسبب أفكارهم أو انتماءاتهم أو أنشطتهم المعارضة». يذكر أن مئات من أتباع «حركة النهضة» (تنظيم إسلامي محظور) فروا نهاية عقد الثمانينات وبداية عقد التسعينات من القرن الماضي، من تونس نحو أوروبا، بعد أن اتهمتهم السلطات بمحاولة قلب نظام الحكم بالقوة (لإقامة دولة إسلامية)، وتنفيذ أعمال تخريبية في البلاد. وصدرت ضدهم أحكام غيابية بالسجن لفترات وصلت أقصاها إلى المؤبد.
(المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 23 جويلية 2009)
حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي
بلاغ صحفي 1 الأمين العام للحزب في القيروان
يشرف الأمين العام للحزب الأستاذ أحمد الاينوبلي يوم الاثنين 27 جويلية على الساعة السابعة مساء على اجتماع بمقر جامعة القيروان للاتحاد الديمقراطي الوحدوي (الكائن بــ نهج بيت الحكمة شارع دمشق عمارة 35 )، سيخصص للنظر في الاستعدادات للاستحقاقات الانتخابية المقبلة. ويندرج هذا الاجتماع في إطار سلسلة الزيارات الميدانية لجامعات الحزب في الجهات . عبد الكريم عمر عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام
حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي
بلاغ صحفي 2 ندوة سياسية في جامعة مدنين
تنظم جامعة مدنين للإتحاد الديمقراطي الوحدوي يوم الأحد 26/07/2009 على الساعة 10 صباحا في مقرها بجرجيس ندوة سياسية يديرها عضو المجلس الوطني للحزب الأخ عبد السلام بوعائشة . المحور الأول: ذكرى عيد الجمهورية العبور من دائرة الإعلان إلى فضاء المشروع الوطني. المحور الثاني: ثورة 23 يوليو ومشروع نهضة الأمة العربية الدعوة مفتوحة للجميع عبد الكريم عمر عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام
في حديث إلى مجلة « حقائق »، العدد 93، من 13 إلى 26 جويلية 2009 السيّد أحمد إبراهيم: الأمين الأوّل لحركة التجديد « المبادرة الوطنية ليست جمعا لمن يقول لا للسلطة… » من جهتنا نعتبر أن التحوّل الديمقراطي لا يمكن أن يكون أساسا إلا نتيجة لديناميكية وطنية داخلية
لا للخلط بين من يدافع عن المكاسب الحداثية وبين من يريد استغلال الدّين وتوظيفه في الصراعات السياسية للتراجع في تلك المكاسب
يحرص السيّد أحمد إبراهيم وهو يحدد سقف انتظاراته من ترشحه إلى الانتخابات الرئاسية القادمة على أن لا يبدو في صورة المرشح المصاب بالشره السياسي… وهو إذ يعلن عن عزمه خوض المنافسة الانتخابية بكل نديّة، فذلك يعني حسب رأيه حرصه على التعاطي مع مسألة ترشحه بما يكفي من الجدية التي تجعل الانتخابات فرصة لتكريس المنافسة الحقيقية بين مختلف المترشحين، الأمر الذي من شأنه ان يفرز مشهدا سياسيا تكون فيه موازين مختلف الأطراف المشكلة له واضحة… تماما كوضوح السيّد أحمد ابراهيم. وهو يعترف بأن الفترة التي تفصلنا عن الموعد الإنتخابي الرئاسي لا تحمل احتمالا بتغيير موازين القوى على مستوى تحقيق التداول على السلطة. ولهذا فهو يعتبر أن الرهان الرئيسي لهذه الإنتخابات هي الانتخابات ذاتها، أي أن تجري في ظروف مخالفة لسابقاتها بحيث تكون مرآة وفية لحقيقة المشهد السياسي ، إضافة إلى أنها ستكون فرصة هامة للتعبير عن رؤاه وتصوّراته السياسية والإقتصادية والإجتماعية لراهن ومستقبل البلاد وذلك وفق تصوّر نضالي يهدف إلى الاسهام الفعلي في إنجاه « المنعرج الديمقراطي » على حد تعبيره. هل ينّم هذا التصّور الماقبلى لخلفية الترشح عن واقعية سياسية تستهدف الفعل في الحراك السياسي من الداخل … أم هو مجرّد تسليم مسبق بهزيمة قد يخفف من وطأتها الحرص على إيصال الصوت الآخر حتى الآخر.؟! – تفاعلا مع هذه التساؤلات يقول السيد احمد ابراهيم: – لا أوافق على النظر إلى الانتخابات الرئاسية بمنطق » الانتصار الساحق » لطرف ما أو » الهزيمة النكراء » للطرف الآخر… ثم إني لا أرى نبرة انتصارية في قراري خوض المعركة الانتخابية من منطلق الندية وبدون مركبات كما لا أرى نبرة انهزامية في قرار دخول الانتخابات انطلاقا من تحليل للأوضاع كما هي وبعزم على العمل على تغييرها في اتجاه القطيعة مع سلبيات نمط الحكم السائد وتكريس التعددية على أرض الواقع. فالفترة التي تمر بها البلاد وما تتسم به من ضرورة حيوية في تحقيق المنعرج الديمقراطي ليست فترة رفع الرايات الحزبية أو التسابق على الزعامات… لذلك فالهدف من مشاركتنا لا ينبغي اختزاله في الرغبة في الدعاية لخطاب الحركة أو الدعاية لشخصى … فليست لدي أهداف شخصية أو اهتمامات « زعاماتية » موهومة، وانما الهدف الأساسي من خوض الانتخابات الرئاسية على أساس برنامج لتكريس المواطنة في الممارسة هو خدمة البلاد ولاشيء غير ذلك. – أكدت حرصا متناهيا على خوض الانتخابات الرئاسية بنديّة تامة وظللت تكرّر ذلك.. حتى بدا كما لو أن هناك من طلب منك العكس… أي ان يكون حضورك مجرّد ديكور لاستكمال المشهد الديمقراطي؟ – عندما تكلّمت عن النديّة في الانتخابات… فإني أردت التأكيد على أنني آخذ قضية تعدّد الترشحات مأخذ الجدّ… لأن هناك نزعة واضحة لدى سجناء عقلية الحزب الواحد في أن يجعلوا منها مجرّد إجراء شكليّ ديكوري، والمترشح الذي يفكّر في أن يأخذ مبدأ المنافسة مأخذ الجدّ يصبح محلّ تهجمات.. وأنا وحركة التجديد والمبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم نحرص على أن نأخذ الإنتخابات مآخذ الجدّ، وبالتالي نحن نريد أن تكون هناك منافسة، والمنافسة تقتضي المساواة في الإمكانيات والتكافؤ في فرص الدعاية، ولكن المفهوم السائد في وسائل الإعلام يريد اختزال الانتخابات في مجرّد إجراء نوع من التمرين البيداغوجي لا غير. – لكن وبصراحة.. هل يمكن ان نتحدث عن النديّة وانت تريد منافسة مرشح يجرّ خلفه إرثا مثقّلا بالانجازات والنجاحات التي لمس جمهور الناخبين آثارها على أرض الواقع… فهل يمكن ان يغامروا بمن عرفوه وخبروه لفائدة من لم يسمعوا منه غير الخُطب الكلامية والشعارات اللفظية؟ – يا ليتهم سمعوا كما تقول خطبنا وشعاراتنا فنتركهم يحكمون لنا أو علينا بعد التثبت بأنفسهم إن كانت مجرد « لفظ » و »كلام » أم أفكارا جدية وصائبة تستحق أن يثقوا بمن يطرحها!!… فهذا الذي تطرحه يبدو لي رغم صراحته طرحا مغلوطا إذ أن الذنب في كون مرشحي المعارضة الجديّة غير معروفين لدى عامة الناس ليس ذنبهم.. بل ذنب وسائل الإعلام وخاصة الاذاعة والتلفزة التي تصرّ على ان تبقى فضاءاتها حكرا على السلطة ومن معها وتقصي منها المعارضة التي تعارض… وبالتالي فإن القول بأن المنافسة تبدو مستحيلة في ظلّ وجود منافس جرّبه الشعب وبايعه على أساس نجاحاته وما إلى ذلك،هذا القول يضرب في الصميم مفهوم الانتخابات… إذ كيف يمكن لك أن تصدر هذا الحكم وانت لم تعش في بلادك تجربة انتخابية تستثيق ويستثيق الجميع في نتائجها فتعرف بذلك حقيقة اتجاهات الرأي لدى المواطنين، كل المواطنين على اختلافهم، أي بمن فيهم من يعتبرون أن حصيلة الحكومة فيها سلبيات وإخفاقات .. ثم إن من بديهيات الانتخابات ان نتائجها تفرز أقلية وأغلبية… أي انه سيكون فيها من سيفوزكليا ومن سيفوز جزئيا ومن سيخفق .. نحن نطالب بأن يتمّ الاعتراف بالمعارضة كممثل لشريحة هامة من المواطنين، وكمؤسسة من مؤسسات النظام الجمهوري تشكل سلطة مضادة ضرورية تستعد لأن تكون سلطة بديلة . نحن نطالب بأن لا يقع السعي إلى إجبارها على الاصطفاف وراء من يمسك بزمام الأمور واذا رفضت تقمص هذا الدور يكون مآلها التصنيف كمجموعة من المنشقين أو كشرذمة المارقين عن إجماع موهوم هو من مخلفات فترة « الوحدة القومية الصماء » ولا وجود له في الواقع إلا في أذهان ما زالت سجينة عقلية الحزب الواحد… – سيد احمد.. تبدو متلهفا على التفتيش في نوايا السلطة وكأنك تصرّ على تحميلها المسبق مسؤولية فشل محتمل؟ – ومن أدراك أني ذاهب إلى فشل محتمل؟؟ فالانتخابات الشفافة وحدها هي التي تسمح بمعرفة درجة النجاح والفشل… ومرة أخرى لا أفهم على أي أساس يمكن استنتاج مثل هذا الاحتمال أوما تقول إنه تفتيش من جانبي عن نوايا السلطة؟!! فكل ما أردت التنبيه إليه هو سقم التصور » الإجماعوي » الموجود لدى البعض ممن لم يستبطنوا معاني ومتطلبات التعددية والخطر الذي تمثله على حاضر البلاد ومستقبلهالنزعة هذا البعض إلى السعي لجعل الانتخابات القادمة صورة مطابقة للأصل للتجارب السابقة بما طغى عليها من سلبيات معروفة. فنحن ضدّ منزلق التطير من الراي المخالف الذي يذهب إلىحد اعتبار معارضة السياسة القائمة او حتى نقدها خروجا عن « إجماعية » مزعومة لأن هذا يضرب في الصميم مبادئ الديمقراطية. لقد سبق أن قلت لك أن أهم رهان هو أن تجري الانتخابات في ظروف تجعل منها اسما على مسمى، لا مبايعة أو تزكية، فتكون بذلك فعلا محطة سياسية متميزة إيجابيا. وفي رأيي أن ذلكن لو تمن سيكون مكسبا ثمينا لبلادنا وأنا لا أتمنى لبلادنا الفشل! فالانتخابات يجب ان نحوّلها إلى محك يجعل الخارطة السياسية في بلادنا قابلة للمقروئية، لأن الجميع مقتنع بأن الارقام الاسترونومية التي ما انفكت تعلن إثر كل استحقاق لاعلاقة لها بالواقع والحال أنّ نتائج الانتخابات مطالبة بأن تكون مرآة صادقة لموازين القوى… وهذا لا يتم إلا إذا تم اعتماد المقاييس المتعارف عليها عالميا للانتخابات كأن لا يقع احتكار الاشراف عليها من قبل وزارة الداخلية وأن يقع التقليص في عدد مكاتب الاقتراع وان يتاح لممثلي المترشحين مراقبة الانتخابات فضلا عن تأمين السريّة التامّة لعمليّة الاقتراع التي تبقى غير محترمة رغم ما نص عليه القانون الذي صدر قبل انتخابات .2004 وما إلى ذلك. – اذا كنتم حريصين إلى هذا الحدّ على تطبيق القوانين التي تنظم العملية الانتخابية… فكيف تفسرون تحالفكم مع احزاب غير قانونيّة؟ – سؤال غريب.. نحن كوّنا تحالفا فيه حركة التجديد وفيه مناضلون مستقلون وفيه أعضاء ينتمون إلى أحزاب مدنية وحداثية غير قانونية لكنها تطالب بحقّها في النشاط، وهو حق مشروع وعلى السلط ان تستجيب لهذه المطالب طبقا لمبادئ احترام حريّة التنظم… ثم أني أريد لفت النظر إلى أنه سبق لنا في انتخابات 2004 ان تحالفنا ضمن « المبادرة الديمقراطية » التي كان فيها أيضا كما تذكر أعضاء حزب أو مجموعة غير معترف بها والذين ترشحوا في القائمات التشريعية فعلوا ذلك بصفتهم أفرادا من حقهم المشاركة في العملية الإنتخابية في إطار شرعي كانت تسميته الرسمية آنذاك « قائمات حركة التجديد/المبادرة الديمقراطية » وتجربة « المبادرة الوطنية » اليوم هي امتداد وتطوير لتجربة » المبادرة الديمقراطية » في 2004، ولهذا فانت ترى أن تمشينا متطابق تماما مع قوانين البلاد، وبالتالي لا يمكن ان تلام حركة التجديد من هذا الجانب لانها تحرص على احترام القوانين رغم اننا نطالب بتغيير العديد من جوانبها و نتمنّى ان تتطور حتى تقترب القوانين الخاصة بالاحزاب من مبادئ النظام الجمهوري وهذا من ضمن ما سأحرص على طرحه واقناع الرأي العام به. – هناك من يرى أن الحزب الديمقراطي التقدّمي هو المستفيد الأوّل من التحالف الذي اقمتموه ما دام سيمكنّه من الخروج من حالة العزلة التي انتهى إليها؟ – التحالف الوحيد الذي انشأناه مع غيرنا هو « المبادرة الوطنية » ولكن يبدو أنك تشير إلى البلاغ المشترك الذي صدر مؤخرا عن حركة التجديد والتكتل والحزب الديمقراطي التقدمي. هذا البيان يهدف إلى تفعيل التقاطعات التي تجمعنا رغم الاختلافات المعروفة أو تفاوت مواطن التقارب بيننا في النظرة للوضع السياسي وما يتطلبه من استراتيجيا وتكتيك… هذا البيان يعني أن هناك حرص مشترك بين الأحزاب الديمقراطية التي تنوي الدخول للانتخابات على المطالبة بتوفير شروط الشفافية والمصداقية للانتخابات القادمة وبفتح حوار وطني تحت إشراف الحكومة تشترك فيه كل الأطراف والاطياف المعنية حتى ننظر معا في السبل الكفيلة بجعل الانتخابات القادمة انتخابات ديمقراطية وهذا لن يتم الا بالتكوين التوافقي للجنة عليا تتولّى الإشراف والمراقبة للعملية الإنتخابية حتى نضمن لها ان تسير سيرا مغايرا لما كانت عليه الأمور في المرات السابقة. وبصراحة أقول لك أن هذا الحوار الوطني الذي دعونا إليه معا من أجل التوافق على شروط الشفافية وحياد الإدارة في الانتخابات سيكون – لو تم – في صالح جميع الأطراف المعنية دون استثناء وأن بلادنا هي المستفيدة منه أولا وآخرا. – ضمن هذا التقاطع نجد من سبق له وطالب الغرب بتحويل تونس إلى مخبر للتجارب الديمقراطية؟ – أنا مع توخي الدقة وتجنب الاختزالات المتسرعة في وصف مواقف مختلف الأطراف في الحركة الديمقراطية، ولا أوافق على بعض المنزلقات الدعائية التي تستسهل الإيعازات المشككة في وطنية هذا الطرف أو ذاك.. فالتعلق بالوطن لا يحق لأحد أن يزايد فيه على أحد، والحوار المتمدن بين كل الأحزاب الوطنية أمر ضروري… وقد تبين مؤخرا في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر « التكتل » – التي جمعت تقريبا كل التيارات والأحزاب بما فيها التجمع الدستوري – أن نهج التحاور ممكن فلماذا لا نعمقه في إطار احترام التعددية؟ فالواضح أنه ثمة تطورات ايجابية في المقاربة السياسية لدى أحزاب المعارضة لكن، وللاسف، لا نجد لها صدى لدى الطرف المقابل، أي السلطة. أما فيما يتعلق بجدلية الداخلي والخارجي في المعركة من أجل إرساء الديمقراطية، فلا خلاف حول ضرورة ومشروعية التضامن العالمي بين كل القوى الديمقراطية، ولكن التحاليل قد تختلف بحيث يكون فيها ما هو مشترك وما هو خارج التقاطع اذ لكل حزب موقفه وأسلوبه الخاص.. ومن جهتنا نعتبر أن التحوّل الديمقراطي لا يمكن أن يكون بالأساس إلا نتيجة لديناميكية وطنية داخلية أعبّر عنها شخصيا بالفرنسية بكلمة «endocentrique» – أي مركزها في داخلها – ونقيضها كلمة «exocentrique» … – ما دمتم تدعون لحوار وطني… لماذا لم تتحالفوا مع التيار المنشق عن الحزب الديمقراطي التقدّمي الذي أعلن تفضيله الحوار على الإنعزال؟ – كما قلت لك، ما جمعنا بمناسبة البيان المشترك ليس تحالفا، مع الاسف، بقدر ما هو تقاطع حول أهداف دنيا في علاقة بظروف الانتخابات… فالتحالف يعني اتفاقا طويل المدى مستندا إلى رؤية مشتركة لعديد من الأمور الجوهرية منها هوية الحركة الديمقراطية والتقدمية… فنظرتنا للحركة الديمقراطية مختلفة مع نظرة اطراف اخرى لأننا نعتقد أنها ليست مجرد جمع لكل من يقول لا للسلطة ولأن لهذه الحركة هويّة حداثية ديمقراطية وتقدمية يجب ان تكون واضحة بما فيه الكفاية حتى لا يحصل الخلط بين من يدافع عن مكاسب الحداثة وبين من يريد استغلال الدين وتوظيفه في الصراعات السياسية بهدف التراجع في تلك المكاسب التي نرى نحن أنها مكاسب وطنية يجب ان يكون الدفاع عنها وتطويرها محلّ اجماع واسع لدى جميع الأطراف المتحالفة. – هل تلمّحون إلى السيد نجيب الشابي ومواقفه المغازلة لحركة النهضة؟ – لست أعني شخصا بعينه ولا طرفا بعينه… لكني أتحدث عن متطلبات التحالف، لذلك سأكتفي بالتأكيد على أن مشروعنا في التجديد وفي المبادرة الوطنية مشروع حداثي ديمقراطي وتقدمي متكامل ومتمايز في الآن نفسه عن المشروع الرسمي من جهة وعن المشاريع التي توظف الدّين في الصراعات السياسية … من جهة أخرى، وردا على سؤالك السابق، من المعروف أنه ثمة نقاط التقاء هامة وواسعة بيننا وبين كوادر كانت تنتمي لأحزاب وتجمعنا بها توجهات تقدمية وتنويرية مشتركة إضافة إلى نظرة ترى في السياسة فنّ الممكن، الأمر الذي يوفر إمكانيات كبيرة في تطوير مواطن الالتقاء هذه إلى ما هو أهمّ… ونحن في المبادرة الوطنية حريصون على تجميع كافة الطاقات الديمقراطية الراغبة في خوض المعركة من أجل الهدف الأسمى اليوم، ألا وهو تمكين البلاد من مناخ سياسي جديد يبدأ تكريسه باطلاق سراح مساجين الحوض المنجمي والعفو العام وفتح وسائل الاعلام لتكون الانتخابات مناسبة لعرض هذا التنوّع والاختلاف الصحي وإعطاء كامل محتواها للتعددية، وتأكدوا ان تونس ستكون هي الرابح الأول لأنها تتسع لجميع أبنائها بمختلف مقارباتهم. – اذا كنتم تتعاطون مع السياسة كفن الممكن فلماذا تبدون وكأنكم تملكون مفاتيح سحرية لأهم المشاكل التي تعاني منها البلاد بدءا ببطالة اصحاب الشهائد. ومرورا بالتفاوت بين الجهات وصولا إلى انعكاسات الازمة الاقتصادية العالمية؟ – لم ندّع أبدا ان لنا مفاتيح سحرية بل ان أسلوبا معينا من الدعاية المهيمنة في وسائل الإعلام هو الذي يقول بأن الحكومة تملك مثل هذه المفاتيح… وهي دعاية لا اعتقد أنها تعبر عن شعور أعضاء الحكومة أنفسهم لأني اعرف انهم اناس جدّيون ولا يؤمنون بالحلول سحريّة… من جهتنا نحن لنا مقاربات ومقترحات هامة نريد ان نطرحها على الناخبين والرأي العام بمناسبة الانتخابات وحتى خارج هذه المناسبة … آخذ قضية بطالة أصحاب الشهائد والتي اعتبرها ظاهرة جديّة وتحديا وطنيا غير مسبوق ما دام عدد هؤلاء قد تجاوز100 الف عاطل… طبعا نحن لا نملك لها حلولا سحريّة… ولكننا نرى ان جزءا من حلها يكمن في الاصلاح السياسي الذي يبقى مدخلا رئيسيا لحلّ المشاكل الاقتصادية ومنها مشكل البطالة المرتبط ارتباطا وثيقا بنسق التنمية الذي هو بدوره مرتبط بنسبة الاستثمار. فالاستثمار يعاني من ركود حتى قبل بداية الأزمة الإقتصادية العالمية، ولإعادة تنشيطه لابد من البدء بالاصلاح السياسي بما يعنيه من شفافية ومحاسبة ومساءلة وتطبيق مبدأ علوية القانون على الجميع … فهذا من شأنه توفير مناخ من الثقة وتحفيز المستثمرين على مزيد الاستثمار وبالتالي تسريع نسق النمو وتوفير حظوظ اكبر لحلّ مشكل البطالة. – لكن الا ترى ان بطالة اصحاب الشهائد هي ايضا عنوان من عناوين نجاح السياسة التربوية التي لم تعد قائمة فقط على الحق في الدراسة بل تعدّته إلى الحق في النجاح والتميّز فيه؟ – هنا تطرح قضية التعليم الذي بقي أسيرا لمقاربات قديمة رغم ان الجميع ما انفك يقرّ بتدني مستواه بما في ذلك مؤسسات علمية عالمية موثوق بجدّيتها رتبت التلميذ التونسي في آخر المراتب مقارنة بتلاميذ دول مثل كوريا وغيرها وهذا ما يحتم علينا الاسراع باعادة تأهيل كامل لقطاع التربية والتكوين المهني حتى يكون لخرّيجيه مكان في سوق الشغل، مع ضرورة اعادة هيكلة سوق الشغل بحيث تتسنى معاملة طالبي الشغل معاملة ناجعة وعادلة فتكون الفرص، على شحّتها، متساوية بين الجميع… هذا يطرح ضرورة إصلاح الوكالة الوطنية للتشغيل التي تشكو من خلل واضح ولا تقوم بدورها كما يجب، مما يفتح الباب أمام ظاهرة التدخّلات والأكتاف والمحسوبيّة وغيرها، ويساهم بالتالي في إعادة إنتاج بل في تفاقم ظواهر الحيف الاجتماعي والجهوي…… اما على صعيد معالجة التفاوت بين الجهات، فنرى انه من الضروري الاسراع ببعث مشاريع اقتصادية في مناطق الشريط الغربي التي تشكوا من التهميش والفاقة اكثر من غيرها وهي بحاجة لمشاريع استثنائية تمكنها من الخروج من وضع التخلف مقارنة بجهات الشريط الساحلي وتفتح آفاق الشغل امام ابنائها وهذا مرتبط ببلورة تصور جديد للتنمية. صحيح أن وضع جهات الداخل موروث من عهد الاستعمار ولكن هذا لا يمنع من إحداث منعرج في السياسة المعتمدة حيالها.. وذلك بوضع خطة وطنية للنهوض بها على ان لا يتم ذلك علي حساب الجهات الشرقية بل عبر تقديم تضحيات حقيقية وجريئة لانتشال جهات الداخل من التهميش… وليكن البدء بمراجعة مثال التهيئة وتطوير جدّي لشبكة السكك الحديدية وشبكة الطرقات ووساشل الاتصال وبعث اقطاب جامعية وتكنولوجية تتمتع بما يكفي من الامكانات المادية والبشرية لكي تلعب دورها الكامل في تغيير الوضع في تلك الجهات تغييرا جذريا وتحقيق التوازن المفقود.. – سيد احمد سؤال اخير لماذا تسارعون الى اصدار بيانات الشجب والاستنكار من أجل صحيفتكم أو عند رفع صورتكم من واجهة مقرّ حركتكم والحال اننا لم نكد نسمع لكم صوتا او نقرأ لكم بيانا حول ما تعرضت له نخبة من مفكرينا من تكفير واهدار لدمائهم؟ – لا أظنك يا سي لطفي تقصد التقليل من خطورة عرقلة إصدار وتوزيع صحيفتنا « الطريق الجديد » أو منعنا من تعليق اللافتات على شرفة مقر حركتنا… أما فيما يتعلق بالجزء الثاني من سؤالك، فلو قامت وسائل الإعلام بدورها دون تعتيم أو إقصاء لسمعت وقرأت الكثير حول الموضوع الذي أثرته مشكورا… على كل، أنا معك في أن هناك منزلقات خطيرة ما انفكت تتزايد ومنها ما حصل من اتهام بالإساءة للرسول او ما حصل مؤخرا لأستاذة مسرح بجهة صفاقس مون تعرض لتهجمات مشابهة… ورغم ان هذه الظواهر تنشر علي الانترنات وباسماء مجهولة او مستعارة، الا أنّها- وبعيدا عن كل تهويل – تدعو للانشغال لانها تخلق جوّا عاما يدعو لتكفير من يدعو للاجتهاد والتفكير الحرّ… ولهذا فالمسألة تقتضي ان نتعامل معها بما يلزم من الجديّة ولابد ان نحمي بلادنا من تاثيرات الفضائيات الرجعية وفتاوى الدعاة المتخلفين ولهذا أدعو الى احتضان هؤلاء المفكرين التونسيين وفتح وسائل الاعلام بما فيها الاذاعة والتلفزة امامهم ليساهموا في العمل التنويري حتى لا يبقوا لقمة سائغة لمحترفي الفتاوى والتكفير والتجريم ممّن يريدون تقسيم الناس بين من هم تحت خيمة الله ومن هم خارجها ويستسهلون تكفير كل من يخالفهم الرأي… الخ »…. ومع هذا فإذا كان تمشّينا في هذا الباب واضحا فاننا نتحاشى السقوط في التهويل وندعو الى توسيع رقعة حرية التعبير بفتح وسائل الإعلام لجميع انصار مزيد تكريس قيم الحداثة والتنوير للتصدي لابتزاز الفضائيات والدعاة وترك الشعب التونسي يعيش عصره دون عقد ودون تناقض مع دينه وهويته.
(المصدر:مجلة « حقائق »، العدد 93، من 13 إلى 26 جويلية 2009)
رابطة حقوق الإنسان التونسية: هل اقتربت لحظة الانفراج؟
صلاح الجورشي 2009-07-24 تعرض السيد البشير التكاري وزير العدل وحقوق الإنسان التونسي في مؤتمر صحافي عقده بتاريخ 26 مايو الماضي لعدة ملفات لها علاقة مباشرة بأوضاع الحريات في البلاد. ومن هذه الملفات الوضع الصعب والدقيق الذي تعيشه الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان منذ تسع سنوات. وكما جرت العادة في هذا السياق حمل الوزير الهيئة المديرة الحالية مسؤولية المأزق السياسي والقانوني الذي يكاد يلغي هذه المنظمة من الوجود. لكن، ما لفت نظري في تصريحات السيد الوزير، إشارته إلى أنه يوجد في الهيئة المديرة التي أفرزها المؤتمر الخامس «غير القانوني» من وجهة نظره من يتحمل مسؤولية منذ تأسيس الرابطة قبل 30 عاما. لكنه استدرك، وأضاف «بصفة خاصة منذ أوائل الثمانينيات من القرن الماضي». هذا الشخص الذي أشار إليه الوزير في حديثه هو كاتب هذا المقال، حيث أتحمل مسؤولية النائب الأول لرئيس الرابطة. وحتى أصحح ما جاء على لسان معاليه، فأنا لست من مؤسسي الرابطة، ولكن كان لي الشرف بأن أعمل مع الكثيرين منهم، وأن أستفيد من خبراتهم وحكمتهم. كما أني أشاطره من حيث المبدأ ما ألمح إليه، فنشطاء المجتمع المدني مطالبون بأن يقدموا المثال الجيد في مسألة التداول الديمقراطي على المسؤوليات، وأن يتجنبوا احتكارها، لأن ذلك من شأنه أن يشكل مدخلا للطعن في مصداقية دفاعهم عن ضرورة تداول الحكام وقيادات الأحزاب على السلطة. لكني تمنيت أن يعمم السيد الوزير ملاحظته، لتشمل أيضا آخرين وأخريات قد طال تحكمهم في منظمات كثيرة يعلمها جيدا، أو يمكنه أن يحصل على معلومات حولهم إذا أراد. من جهة ثانية، ليعلم السيد الوزير وكذلك الرأي العام أني شخصيا أنتظر بفارغ الصبر أن أغادر الهيئة المديرة للرابطة في أقرب وقت ممكن، وأن أترك المجال لغيري من النشطاء لكي تتوفر لهم فرصة المشاركة في قيادة هذه المنظمة. إننا ننتظر بفارغ الصبر القرار السياسي لإنهاء المأزق الراهن، وتجاوز الأحكام القضائية التي منعت طيلة المرحلة الماضية عقد مؤتمر عام للرابطة في مناخ ديمقراطي يسمح للرابطيين بمناقشة الأوضاع الداخلية لمنظمتهم التي تعاني حقا من مشكلات خطيرة اختلط فيها المبدئي بالتكتيكي، والمرجعي بالسياسي. فالرابطة وجدت نفسها في أزمة مفتوحة بلا أفق ولا حل. ولهذا فأنا وغيري من مسؤولي الرابطة وجدنا أنفسنا في موقع «مكره أخاك لا بطل». طبعا للحكومة جواب جاهز، تردده باستمرار، حين تؤكد على أن المشكلة تعود إلى خلاف داخلي، وأن السلطة لا علاقة لها بسبب الأزمة ولا بحلها. وهو طبعا قول لا تقر به، ليس فقط قيادة الرابطة بمختلف مواقف أعضائها من هذه القضية، ولكن أيضا قطاع واسع من المجتمع المدني والرأي العام المهتم بقضايا حقوق الإنسان. صحيح هناك أكثر من إشكال مطروح بين الرابطيين، ومنهم من هو على خلاف مع القيادة الحالية للرابطة، ولا يشاطرها الرأي في أكثر من مسألة أساسية، لكن ذلك لا يعفي السلطة من المسؤولية، حيث إن الخلاف معها بدأ مبكرا، ثم نتيجة ما اتخذته من مواقف، وكذلك نتيجة أخطاء تم ارتكابها من قبل الهيئة المديرة للرابطة خاصة فيما يتعلق بأسلوب إدارة الأزمة، نشأت مشكلات داخلية لم تعالج في وقتها بأسلوب وفاقي وسريع. إذا نحن هنا نتحدث عن أزمة مركبة، قطباها الهيئة المديرة من جهة والسلطة من جهة أخرى، وكنتيجة لذلك تولدت حالة غير صحية داخل هذه المنظمة الحيوية. بقطع النظر عمن بدأ إشعال فتيل الأزمة، فإن المطلوب من الجميع هو دفع الأمور نحو الخروج من النفق. لأن كل الأطراف المشتركة حاليا في المسؤولية خسرت ولا تزال. فالرابطة التي تعتبر أقدم منظمة حقوقية في العالم العربي وإفريقيا إلى جانب الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، تمر حاليا بأسوأ فترة في تاريخها. لقد أصبحت عمليا عاجزة حتى عن إحياء ذكرى تأسيسها بسبب تدخل رجال الشرطة. كما أن نشاطها اختزل أو يكاد في بيانات قد لا يقرؤها الكثيرون. كما أن حالة القلق بين صفوف مناضليها ومناضلاتها قد بلغت أقصاها. ولهذا لم يعد وضعها الداخلي يحتمل مزيدا من التسويف والعطالة الحركية، ويخشى الكثيرون من كوادرها أن تتفكك المنظمة، وتتحول إلى دكان صغير لا وزن له ولا صوت. أما السلطة، التي قد يشعر بعض المسؤولين فيها بأنهم انتصروا في عملية ليّ ذراع هذه المنظمة المشاكسة والعنيدة، يسقطون من حسابهم أن ذلك لا يشكل إنجازا سياسيا، بل على العكس من ذلك ستستمر الأطراف الحقوقية وغير الحقوقية في العالم في اعتبار ذلك ثغرة خطيرة في المشهد الحقوقي والسياسي التونسي. كما أن الضعف الشديد الذي بلغته الرابطة لم يقلل من رواج المعلومات عن أوضاع حقوق الإنسان، حيث نشأت في تونس عديد الهيئات الحقوقية، التي رغم عدم اعتراف السلطة بها، فإنها نجحت في ملء الفراغ، وأصبحت بياناتها وتقاريرها تعتمد من قبل كبرى منظمات حقوق الإنسان في العالم إلى جانب الحكومات الغربية. أما الذين قدموا قضايا بالرابطة، سواء أكان الأمر بمبادرة منهم أو دفعوا إلى القيام بذلك، فإن المؤكد أن ذلك لن يحسب لصالحهم، حيث سيكتب التاريخ أنهم وفروا الأداة التي ساعدت على قبر الرابطة أو تهميشها. في ضوء ذلك، وخدمة لسمعة تونس التي تضررت كثيرا من هذه القضية، يجب أن تبدي جميع الأطراف قدرا أعلى من المسؤولية، بعيدا عن عقلية الغالب والمغلوب. وفي هذا السياق يمكن أن يكون الحكم القضائي الأخير الذي جدد تكليف الهيئة المديرة بعقد المؤتمر مدخلا إيجابيا للتوصل إلى حل وفاقي، وهو يتطلب فتح حوار جدي داخل الرابطة، وبينها وبين السلطة. الحل يبدو قريبا وفي متناول اليد، لكن إذا صدقت النوايا وتم تجاوز منطق الحسابات الضيقة. (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 24 جويلية 2009)
الموقف الرسمي للإتحاد لا يتجاوب مع التطلعات الديمقراطية
إنّ القرار الذي اتخذته مؤخّرا الهيئة الإدارية الوطنية للاتحاد العام التونسي للشغل المنعقدة يوم 16 جويلية 2009 بمساندة مرشح الحزب الحاكم السيّد زين العابدين بن علي لرئاسة الجمهورية في الانتخابات القادمة لا يمثل في حدّ ذاته مفاجأة، ذلك أن الأمين العام للاتحاد لم يترك أي فرصة تمرّ، منذ انتخابه في مؤتمر المنستير، دون أن يعبر عن إعجابه برئيس الدولة والإشادة دون أي تحفظ « برؤيته الصائبة » ولتقديم شواهد الإخلاص والوفاء. ثم إن الاتحاد قد ساند في السابق نفس المرشح في الدورات الانتخابية من 1989 إلى 2004، فضلا عن مشاركته فيما سمّي « بالجبهة الوطنية » في انتخابات 1981، مباشرة بعد رفع الحظر عن الحزب الشيوعي التونسي وإقرار التعددية الحزبية في البلاد. لكن ذلك لا يبرّر قرار التزكية في هذه المرّة التي تختلف ملابساتها عن المرّات السابقة ولا يجعله في مأمن من النقد كما لا يبرّر الطريقة التي اتخذ بها والتي تقطع مع ما تعوّد عليه الاتحاد من نقاش مستفيض داخل الهيئة الإدارية تعبّر فيه الجهات والقطاعات عن مواقف لم تكن دائما متجانسة، انطلاقا من هموم الشغالين ومشاغلهم، خاصّة إذا تعلّق الأمر باتخاذ موقف سياسي من القضايا الوطنية والخارجية، مع اللجوء في غالب الأحيان إلى الحسم عن طريق التصويت، السرّي أو العلني. إن موقف الموالاة الذي أكّدته المنظمة النقابية بعد أن عبّر عنه أمينها العام بصفة محتشمة في القصر الرّئاسي بمناسبة الاحتفال بغرّة ماي 2009، موقف خاطئ وغير قابل للتطبيق على أرض الواقع ولا تتوفّر فيه شروط المصداقية وذلك لأسباب ثلاثة: أوّلها أن تاريخ المنظمة حافل بالنضالات والتضحيات الجسام والمعارك المريرة التي خاضها الاتحاد للدفاع عن كيانه وفرض استقلاليته عن السلطة وحزبها وبالتالي عن جميع الأحزاب والتيارات السياسية، وأن الوفاء لهذا التاريخ وتلك التضحيات ولأرواح شهداء الحركة النقابية لا يسمح بوضع المنظمة في صفّ المنظمات التابعة والمتذيلة للسلطة. السبب الثاني يتمثل في أن الاتحاد منظمة نقابية موحّدة وجامعة وأن قوّته تكمن في التنوّع الفكري والسياسي وفي تعدد الاتجاهات داخله وهو ما يفرض على المنظمة النقابية احترام منخرطيها ومواقفهم من الانتخابات السياسية وعدم الزجّ بالاتحاد في متاهات الانحياز لطرف على حساب طرف آخر حتى لا تساهم المنظمة في تكريس عقلية الهيمنة والاستبداد، بل تقوم بدورها الوطني المتميّز في الاستحقاقات السياسية وذلك بوضع كل ثقلها من أجل انتخابات شفافة ونزيهة تضمن التّعدديّة الفعلية والمساواة بين المترشحين وحريّة الاختيار بالنسبة إلى المواطن والعمل على إزالة المظاهر المتفشيّة التي لا تقنع المواطنين بجدوى الانتخابات بل تفرض عليهم هيمنة الحزب الواحد والفكر الواحد والمرشّح الأوحد الذي لا منافس له. أمّا السبب الثالث، وهو الأهم، فهو جملة المطالب الأساسية التي تضمنها بيان الهيئة الإدارية مثل إطلاق سراح مساجين الحوض المنجمي وعقد مؤتمر الرّابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان واحترام استقلالية القضاء وتطوير الإعلام في اتجاه توسيع مجالات حرية التعبير وتكريس التعددية وتوفير مقومات التنافس الانتخابي النزيه، وهي مطالب سياسية عاجلة لم يظهر في شأنها أي مؤشّر إيجابي ملموس في اتجاه تلبيتها. فكان من المفروض والموقف الرسمي لا يزال يتّسم بالتحجر والانغلاق، ملازمة الحياد تجاه المترشحين مهما كان وزنهم وهو ليس من باب « الجحود » كما ورد في تصريحات الأمين العام للاتحاد لإحدى الصحف اليومية، بل هو الموقف المبدئي الذي يحفظ استقلالية المنظمة ويحترم كل الاتجاهات الفكرية والسياسية داخلها. ورغم الاحترازات التي عبّر عنها عدد لا يستهان به من ممثلي الشغالين في قطاعات وجهات هامة ومؤثرة تمثل أغلبية المنخرطين في الاتحاد فإن الموقف الرسمي للمنظمة النقابية يجعلها تظهر مرّة أخرى، كما ظهرت في السابق، خلال الحملات الانتخابية الرئاسية والتشريعية وكأنها خلية من خلايا الحزب الحاكم لا فرق بينها وبين بقية المنظّمات المهنية الأكثر وضوحا وانسجاما في نهج التزكية والموالاة. وأمام هذا الإصرار على المواقف التي تهدّد بالقضاء على البعد الوطني النضالي والديمقراطي للحركة النقابية فلا بدّ من توحيد صفوف النقابيين المتمسكين بديمقراطية العمل النقابي واستقلاليته والحازمين في مقاومة كل مظاهر المنفعية حتى يتمكنوا من تغيير موازين القوى في اتجاه إعادة بناء الحركة النقابية على أسس ديمقراطية تكون في مستوى طموحات الشباب والأجيال الجديدة من المناضلين النقابيين. جنيدي عبد الجواد سليم بن عرفة بكار غريب الطريق الجديد عدد 138 في 25 جويلية 2009
المؤتمر الاستثنائي لنقابة الصحفيين والهروب إلى الأمام
في نوع من الهروب إلى الأمام، تشبث بعض أعضاء المكتب الموسع للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بالموعد الذي حدّدوه بأنفسهم للمؤتمر الاستثنائي (يوم 15 أوت القادم) دون أي احترام للقانون الأساسي والنظام الداخلي والهياكل الشرعية للنقابة ولموقف الاتحاد الدولي للصحفيين الذي سبق له أن عبّر يوم 15 جويلية الفارط عن رفضه لذلك الموعد المبكّر وغير القانوني بكل المقاييس معربا عن أسفه لعدم استجابة بعض الأطراف للنداء الذي توجه به من أجل تكريس المصالحة ووحدة الصف الصحفي. وبعد أن ساد الاعتقاد أن الدعوة من الداخل والخارج إلى المصالحة قد أثمرت إيجابيا بالتزام الجميع حضور اجتماع المكتب التنفيذي الموسع يوم 21 جويلية الجاري الذي دعا إليه المكتب التنفيذي، كانت المفاجأة السلبية والقاسية حين انسحب أعضاء من المكتب الموسع بدعوى أنه تم طردهم بعد دقائق معدودات من افتتاح الاجتماع الذي بدأ في أجواء ودية و منفتحة (كما تثبته صور قناة الحوار التونسي) برزت من خلال قبول الأعضاء المناوبين الذين يعتبرون بحكم المستقيلين إلى جانب من تم تجميد عضويتهم وحل لجانهم من قبل المكتب التنفيذي. والحقيقة أن المسؤول عن النظام الداخلي للنقابة السيد منجي الخضراوي قد طلب شكليا من السادة عادل السمعلي والحبيب الشابي و سفيان رجب الذين حضروا من بين الأعضاء الأربعة المستقيلين من المكتب التنفيذي (السيدة سميرة الغنوشي تغيبت) مغادرة القاعة لوقت قصير بما يسمح بملاحظة الشغور الذي سببته الاستقالات الأربع وتسجيله بمحضر الجلسات وفقا للمقتضيات القانونية، ثم الالتحاق من جديد بزملائهم بصفتهم أعضاء في المكتب التنفيذي المتخلي والمخوّل بإعداد المؤتمر وتعيين موعده. ورغم المحاولات التي بذلت لإقناع المنسحبين بالعودة، أصرّوا على موقفهم ولا سيما منهم السيد محمد بن صالح والسيد جمال الكرماوي الذي حرّض المترددين على انسحاب بدا واضحا للعيان أنه كان مبرمجا مسبقا بأي تعلة أو مبرّر وكأنهم جاؤوا لينسحبوا… ولم يمنع ذلك الانسحاب المفاجئ بقية أعضاء المكتب التنفيذي الموسع من مواصلة الاجتماع الذي تمخض عنه تحديد الموعد القانوني لعقد المؤتمر الاستثنائي للنقابة يوم 12 سبتمبر 2009 ضمن الآجال التي يضبطها القانون الأساسي بشهرين والإعلان عن عقد ندوة صحفية يوم الجمعة 24 جويلية 2009 بمقر النقابة. وبغض النظر عن الخلفيات السياسية والحزبية المشخصة التي حرّكت مجموعة 15 أوت، وعن المقارنات المتشائمة بما وقع لجمعيات ومنظمات أخرى مستقلة تعرضت إلى ما يشبه ما يحدث الآن من استهداف لنقابة الصحفيين، فإن الأكيد أن أي صحفي تونسي حر لن يسلّم بالأمر الواقع والخرق الفاضح للقانون والشرعية، كما لا يمكن أن يقبل المشاركة كشاهد زور يوم 15 أوت في عملية السطو الاستثنائي على بيته النقابي، وهو الذي التزم بميثاق الشرف الذي يفرض عليه السعي إلى الحقيقة والعمل على إبلاغها إلى الرأي العام والدفاع عن حرية الصحافة وعدم قبول المهام التي لا تتلاءم وكرامة المهنة وأخلاقياتها. وليس كما تفعل في المدة الأخيرة بعض الصحف المنحازة إلى الشق الانقلابي الذي تحظى بياناته غير القانونية بالنشر دون البيانات الشرعية، حتى أنها وصفت اليوم المشؤوم بالموعد التاريخي. وهنا ينبغي ألا ننسى، مهما كانت المواقع والمصالح والرؤى، أن التمسك باحترام القانون الأساسي والنظام الداخلي لنقابة الصحفيين، هو أيضا دفاع عن دولة القانون والمؤسسات التي نتغنى بأمجادها هذه الأيام ونحن نحتفي بعيد الجمهورية.
عادل القادري
عشرات النقابيين يعتصمون في بنزرت للمطالبة بعقد مؤتمر النقابة الجهوية للتعليم الثانوي
اعتصم اليوم الجمعة 24 / 07 / 2009 عشرات النقابيين في مقر الاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت للمطالبة بتحديد موعد لانعقاد مؤتمر النقابة الجهوية للتعليم الثانوي عما أن هذا المؤتمر تأجل منذ قرابة أسبوعين بسبب عدم توفر النصاب حسب قول بعض النقابيين بينما يشير آخرون إلى أن التأجيل كان بسبب تقديم البعض لطعون ضد المؤتمر .ويطالب النقابيون المعتصمون بتطبيق القانون الداخلي لاتحاد الشغل والذي يفرض تحديد موعد لكل نقابة جهوية أو أساسية تجاوز ت مدتها القانونية.
محمد العيادي
بنزرت..اعتصام نقابيي التعليم الثانوي إحتجاجا على تأخر مؤتمرهم
السبيل أونلاين – تونس أفاد مصدر مهتم بالشؤون النقابية ، اليوم الجمعة 24 جويلية 2009 ، أن العشرات النقابيين إعتصموا في مقر الاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت ، وذلك للمطالبة بتحديد موعد لانعقاد مؤتمر النقابة الجهوية للتعليم الثانوي . وأكّد محمد العيّادي القائم على مرصد نقابي أن المؤتمر تأجل منذ قرابة أسبوعين بسبب « عدم توفر النصاب حسب قول بعض النقابيين بينما يشير آخرون إلى أن التأجيل كان بسبب تقديم البعض لطعون ضد المؤتمر » . واشار العيّادي إلى أن المعتصمين يطالبون بـ »تطبيق القانون الداخلي لاتحاد الشغل والذي يفرض تحديد موعد لكل نقابة جهوية أو أساسية تجاوزت مدتها القانونية » . (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 24 جويلية 2009)
من أجل إتحاد ديمقراطي مستقل
انتهت أشغال الهيئة الإدارية الوطنية للإتحاد العام التونسي للشغل المنعقدة يومي 16ـ17 جويلية 2009 ، وقد تضمن بيانها الختامي دعوة لإطلاق سراح معتقلي الحركة الاحتجاجية بالحوض المنجمي ودعوة للوقوف إلى جانب الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان من أجل عقد مؤتمرها ولم يتعرض البيان إلى المؤامرة التي تحاك ضد نقابة الصحافيين المناضلة. من أهم قرارات الهيئة الإدارية مساندة مرشح الحزب الحاكم خلال رئاسية 2009 في محاولة من البيروقراطية النقابية الزج بالمنظمة في مواقف سياسية تخدم مصلحة السلطة وتتعارض مع إرادة الشغالين وتضرب استقلالية القرار النقابي. اتخذت الهيئة الإدارية هذا القرار ″بالأغلبية″ المطلقة، أغلبية ″التصفيق″ التي عوضت أغلبية التصويت في مشهد مبتذل استبيح فيه الحسم الديمقراطي. إن مبايعة مرشح الحزب الحاكم هي محاولة يائسة من البيروقراطية النقابية لإطالة أنفاسها وتعبيد الطريق للانقلاب على الفصل العاشر من النظام الأساسي الذي أرق الحرس القديم ووقف حاجز منيعا أمام مخططات الانتهازيين الذين اختاروا الولاء مقابل العطاء فباركوا خوصصة القطاع العام وطرد العمال وأسسوا شركات المناولة وساهموا في تردي الوضع النقابي وتراجع إشعاع الإتحاد. إن الهيئة الإدارية الوطنية التي تنعقد قبيل الاستحقاق الانتخابي لشهر أكتوبر 2009 تكشف مرة أخرى العلاقة العضوية بين البيروقراطية النقابية والحزب الحاكم واستقواء طرف بالثاني ردا للجميل وتكريسا لعلاقات ″حسن الجوار″ وتجلي ذلك في مناسبات عديدة أثناء المفاوضات الاجتماعية في القطاعات المختلفة و التي تمخضت عنها زيادات لا تلفي بالحد الأدنى من طموحات الشغالين أو التخاذل في معالجة ملفات الخوصصة وطرد العمال والتأمين على المرض والمناولة ووصلت الشراكة أحيانا إلى ″التفويت″ في النقابات للشعب المهنية. إننا اليوم أمام منظمة نقابية فقدت استقلاليتها و تقهقر أدائها وتراجع إشعاعها وحوصر داخلها الرأي المخالف وعلى من تبقى من مناضلين داخلها التصدي للفئة الضالة التي اختارت الولاء مقابل العطاء واستماتت في ضرب الخط المناضل داخل المنظمة. نقابي من ينزرت com.gmail@ 3minavez
الحبيب قيزة للوحدة : استقلاليتنا أساس لمصداقيتنا
على هامش فعاليات الجامعة الصيفية السادسة عشرة التي نظمتها جمعية محمد علي للثقافة العمالية من 17 إلى 19 جويلية الجاري بأحد نزل تونس الشمالية، كان لنا هذا اللقاء مع السيد الحبيب قيزة رئيس هذه الجمعية، ومنسق الكنفدرالية العامة التونسية للشغل. أجرى الحوار : عادل القادري ـ الوحدة : نظمت جمعية محمد علي للثقافة العمالية في الأيام الأخيرة جامعتها الصيفية السادسة عشرة، ما هي أهم أهدافها ومحاورها ؟ ومن هم أبرز المشاركين فيها؟ * تنعقد هذه الجامعة الصيفية لسنة 2009 تحت عنوان » الاندماج المغاربي، استثمار معارف الكفاءات المهاجرة ودور الحركة النقابية في مواجهة الأزمة المالية والاقتصادية العالمية في المنطقة الأورومتوسطية » وذلك بالتعاون مع مؤسسة فردريش ابرت الألمانية ومؤسسة سلام وتضامن التابعة للكنفدرالية النقابية الاسبانية « اللجان العمالية » والمعهد الفرنسي للتعاون وسفارة فنلندا بتونس ومركز محمد علي للبحوث والدراسات والتكوين وهي تهدف إلى مقاربة مسألة عولمة سوق الشغل ولا سيما الكفاءات المهاجرة وضرورة التصرف التشاوري فيها واستثمارها لصالح بلدانها الأصلية، كما تتناول بالدرس علاقة البلدان المغاربية بالفاعلين العالميين الجدد (مثل الصين والهند والبرازيل..) ، إلى جانب تعميق النظر في كيفية مواجهة الحركة النقابية للأزمة الاقتصادية والمالية العالمية وتقديم برامج الدراسات والتكوين لجمعية محمد علي ومركز الدراسات التابع لها مثل مشروع التعاون بين التعاضديات التونسية والكاتالونية وكذلك موضوع المهن المستقبلية وتكوين القيادات الشابة في الوسط الجمعياتي . ويساهم في الندوة العلمية حوالي 80 مشاركا من الجامعيين والباحثين والنقابيين من مختلف أنحاء المنطقة الأوربية والمتوسطية (فرنسا وإسبانيا وسويسرا وإيطاليا وتونس والجزائر والمغرب وليبيا…) ـ إلى أين وصلت الدراسة الاستشرافية التي بادرتم بها حول تونس في آفاق 2040 تحت عنوان « تجديد المشروع الحداثي التونسي »؟ وماذا تمخض عنها من نتائج ؟ * شرعنا في هذا المشروع منذ جانفي 2009 بمشاركة العديد من الخبراء والمختصين التونسيين في شتى المجالات (علوم الاجتماع والاقتصاد والديمغرافيا والتربية والحضارة والفلسفة…) مثل الأساتذة عبد المجيد الشرفي وعمر بالهادي وعبد القادر الزغل ومحمود بن رمضان والطاهر بن قيزة ومنية بن جميع وحسن بوبكري، وقد تم خلال اليوم الأول من هذه الجامعة الصيفية تقديم محورين (الحداثة والتنمية المستدامة) من بين عشر محاور تتضمنها الدراسة التي ما زالت في مرحلة التقييم النقدي. وهي تهدف بالأساس إلى ترسيخ الثقافة الاستشرافية في تونس أمام طغيان اليومي والراهن. ـ إلى أي حد استطاعت جمعيتكم المحافظة على استقلاليتها، خصوصا باعتبار مشكلة التمويل ؟ * باختصار شديد، لم نحصل على دينار واحد من الدولة التونسية، ولكن لدينا العديد من الأصدقاء، أما التمويلات الأجنبية (ولا سيما الأوروبية) التي نتحصل عليها في ظل انعدام التمويل المحلي أو محدوديته، والتي لولاها لما أمكن لنا مثلا تنظيم هذه الجامعة الصيفية ذات الإشعاع الدولي في أحسن الظروف، فإنها لم تمس أبدا من استقلالية جمعية محمد علي التي يملك المشرفون عليها حسا وطنيا عاليا وتصورا استراتيجيا، ونحن لا نقبل أي تدخل أو شروط مسبقة من أي طرف ممول لرسم أهدافنا وخياراتنا وضبط أنشطتنا الكثيفة والمتنوعة التي تحكمها رؤية متكاملة. كما أننا متمسكون باستقلاليتنا لأنها ضمانة لمصداقيتنا واحترامنا كجمعية غير حكومية. ـ بصفتكم النقابية كمنسق للكنفدرالية العامة التونسية للشغل، ما هي دواعي الشكوى التي تقدمتم بها إلى المكتب الدولي للشغل؟ وهل تمت الاستجابة إلى مطالبكم ؟ تقدمنا بهذه الشكوى على إثر ما تعرضت إليه الجامعة العامة التونسية للشغل من صعوبات وعراقيل جمة بعد أكثر من سنتين من تأسيسها ومن أهم ما ورد في هذه الشكوى التذكير بالعراقيل التي واجهتها الجامعة مثل رفض السلط استلام وثيقة إعلام تأسيس هذه المنظمة النقابية ومنع منسق لجنة الاتصال من عقد ندوة صحفية بتاريخ 7 ديسمبر 2007 ومنع مناضلي الجامعة من عقد تجمع في تونس العاصمة إحياء لذكرى محمد علي الحامي بتاريخ 30 نوفمبر 2008 و رفض شركة فسفاط قفصة التفاوض مع النقابات التابعة لهذه المنظمة النقابية الجديدة، إلى جانب التعتيم الإعلامي والتشويه… و لذلك قررت الجامعة العامة التونسية للشغل إحالة ملفها لدى منظمة العمل الدولية بتاريخ 4 جوان 2008، راجية تدخلها حتى يتيسر لنقاباتها ممارسة نشاطها النقابي بكل حرية طبقا لقوانين البلاد و للاتفاقيات الدولية للشغل. ولقد استجابت منظمة العمل الدولية مشكورة لطلبنا، حيث وجهت لنا مراسلة بتاريخ 29 أكتوبر 2008، تعلمنا فيها بمكاتبة الحكومة التونسية في الموضوع من أجل حقنا في ممارسة نشاطنا النقابي بكل حرية مع متابعة القضية بكل جدية.وأصدرت لجنة الحريات النقابية التابعة لمكتب العمل الدولي أثناء اجتماعها في شهر جوان الفارط تقريرا بخصوص الشكوى التي تقدمت بها الجامعة العامة التونسية للشغل إلى مكتب العمل الدولي. و تضمن هذا التقرير ردّ الحكومة التونسية على هذه الشكوى وفيه أن الحق النقابي بتونس مكفول بالدستور ( الفصل 8) أما حرية تأسيس النقابات فيكفلها الفصل 242 من مجلة الشغل ولهذا فان السلط العمومية التونسية لا يمكن أن تمنع تأسيس نقابات أو منظمات نقابية جديدة وأنكرت تسلمها الوثائق المطلوبة و نفت منع أنشطة مناضلي الجامعة العامة التونسية للشغل منذ تأسيسها في 3 ديسمبر 2006. وفي ختام هذا التقرير قدمت لجنة الحريات النقابية بعض التوصيات إلى الجامعة العامة التونسية للشغل وإلى الحكومة التونسية أهمها طلبها بكل وضوح من الحكومة التونسية الاعتراف بالجامعة العامة التونسية للشغل، مع العلم أنها تملك المستندات والوثائق القانونية التى استندت على تأسيسها الجامعة العامة التونسية للشغل (الحالات المدنية للنقابات،الأرضية النقابية، ملف صحفى …)، وبهذه المناسبة نجدد الدعوة للحكومة التونسية إلى احترام حق الجامعة العامة التونسية للشغل ونقاباتها التي تم تأسيسها طبقا لقوانين البلاد وتشريعات منظمة العمل الدولية، في ممارسة نشاطها النقابي بكل حرية.
عن الوحدة
الأجهوري يعقّـب على التميمي: « طالبت بإيقاف حلقات التليسي وليس منتديات الذاكرة الوطنية »
.. من الغريب ان ينسب الي السيد التميمي « الهجوم المجاني » عليه والحال اني كنت في موقع الدفاع المشروع، وأغرب منه تحريف الكلم عن مواضعه وخاصة من محاولة استبدال دور المعتدي بدور الضحية باعتماد اسلوب اقرب ما يكون الى المراوغة؟.. .. الم يكن السيد التميمي هو من بادر بالتحامل المجاني غير المبرر على شخصي دون أن اكون قد تعرضت له أو لمؤسسته بسوء، بل على العكس من ذلك كنت ذكرت نشاط مؤسسته باحترام وتقدير؟.. الم يكن ردي عليه دفعا لاعتداء مجاني تسلط علي دون اي موجب أو مسوغ؟.. .. ثم ما هذا التباكي وارسال الدموع مدرارا لاستدرار العطف واستجداء الشفقة والتظاهر بأنه في موضع الضحية وأنه يتعرض لوابل من الثلب، متصورا أنه حين تصدر الشتيمة منه للآخرين سيتقبلونها برحابة صدر وبكل إذعان، متناسيا اننا في مجتمع يحتكم الى أن « من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ».. ثم أين هذا الثلب الذي يدعيه السيد التميمي ويتباكى تألما منه؟.. أرذل العمر ليس ثلبا .. يزعم السيد التميمي أن وابلا من الثلب أصابه، انبعث نحوه من مدونة لا يستطيع أن يجاريها، وإذا كان الأمر كذلك لماذا لا يرفع أنينه إلى القضاء فينصفه من هذا الثلب الذي سلط عليه؟.. .. من ناحيتي ليس فيما كتبت أي ثلب مزعوم، فانا قد اجتهدت في التعبير عن الحقيقة وعن الواقع بصفة صريحة ومباشرة دون مجاملة أو مراوغة، واتحدى السيد التميمي ان ياتي بكلمة واحدة مما كتبت تنطوي حقيقة على ثلب بالمعنى القانوني او الاخلاقي.. .. ومع ذلك فاني لا انكر اني استعملت كلمة آلمته واثارت سخطه وربما جرحته فالتقطها ليدفع بها أمرا واقعا لايمكنه انكاره او الفرار منه وليهرب كعادته خارج الموضوع مستحضرا دون موجب ما يعتقد انه بطولات وانجازات، والسؤال هو هل ان وصف الحالة الحقيقية للشخص يعتبر ثلبا؟ وان كان الامر كذلك فلماذا لايستنجد الموصوف بالقضاء لينصفه ويرد اعتباره ويرفع المظلمة عنه؟.. .. العبارة الوحيدة في نص الرد الذي نشرته التي التقطها السيد التميمي واعتبرها ثلبا هي ما اوردته من قول » ثم يرد الى أرذل العمر كي لا يعلم من بعد علم شيئا « ، وقد تضمنت هذه العبارة وصفا حقيقيا ودقيقا لمرحلة من عمر الانسان تعرف بمرحلــة » أرذل العمــر » وذلك في اطار تقسيم القران للمراحل الطبيعية لعمر الانسان، وحينئذ اذا اعتقد السيد التميمي ان في الامر ثلبا فلست انا قائل ذلك الكلام انما انا مجرد ناقل، وكما قيل قديما ناقل الكفر ليس بكافر.. .. اما ماعدا هذه العبارة فليقرا السيد التميمي النص بتان طولا وعرضا مرات ومرات فانه لن يعثر على كلمة واحدة يمكن ان يتكون منها ثلب في نظر القانون او الاخلاق. وعندما لفت شخصيا النظر بكل لطف الى ايقاف الحلقتين المبرمجتين ليومي 11و 18 جويلية 2009 بعد انكشاف أمر الضيف الذي اعترف باقتراف التعذيب انما أردت بذلك الانتصار لضحايا التعذيب وعائلاتهم وفي نفس الوقت الاحتجاج على مقترف التعذيب دون ان ادعو بالمرة الى مقاطعة نشاط مؤسسة التميمي اذ لا يخطر ذلك مطلقا على بالي، ولو ان السيد التميمي استجاب لذلك الطلب لكان ذلك قد احتسب حتما لصالحه بتاكيد انحيازه الى ضحايا التعذيب وعائلاتهم، اما الان وقد انقطع الضيف غير المرغوب فيه عن الحضور تحت مفعول وتاثير ما نشر، فان ذلك يمثل صفعة معنوية قاسية لمضيفه الراغب في استمرار حضوره.. الاعتراف غير الشهادة .. ذكر السيد التميمي اني اتناقض مع نفسي عندما اصف شهادة ضيفه بالزور ثم آخذ بها، وككل مرة لايحسن السيد التميمي التمييز بين الاشياء كما لايوفق الى حسن الاستنتاج، اذ يجب في مثل هذا السياق التمييز بين الشهادة والاعتراف، فانا آخذت ضيف الذاكرة على اعترافه على نفسه وهو اعتراف يخصه ويلزمه، وانطلقت من ذلك لانتهي الى تاكيد ان شهادته على غيره وعلى الحقبة الزمنية التى تحدث عنها شهادة مقدوح فيها وتعتبر من قبيل شهادة الزور، ولا أرى في ذلك تناقضا.. الأستاذ محمد رضا الأجهوري كلية الحقوق – جامعة تونس المنار (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 23 جويلية 2009)
الحبيب طليبة يفند شهادة التليسي: الحبيب الدقي.. هو أول حارس شخصي للزعيم بورقيبة
متابعة لما ورد في تصريحات المناضل احمد التليسي في منبر منتدى الذاكرة الوطنية لمؤسسة التميمي والذي تفضلت بنشره جريدة الصباح الغراء، التي عودتنا باهتمامها البالغ، منذ تأسيسها وعلى امتداد حوالي ستين عاما، بنشر كل الاحداث الوطنية وايلائها الاهمية التي تستحقها.. وتصحيحا لما ذكره المناضل المذكور، في المقال المنشور بجريدة «الصباح» ليوم 5 جويلية 2009، حول اول من تولى حراسة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، اوضح وأؤكد ان حارسه الاول كان الشهيد والمناضل الحبيب الدقي، الذي اختاره الرئيس بنفسه، اعتبارا لشجاعته ولقدرته المتناهية على تحمل التضحيات من اجل الوطن. وكما هو معلوم تعرض الشهيد الحبيب الدقي الى الاغتيال بمدينة قربة يوم 3 ديسمبر 1955 بمناسبة اجتماع اشرف عليه المجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة ضمن سلسلة من الاجتماعات بكامل انحاء الجمهورية آنذاك.. وأبّنه رئيس الجمهورية بنفسه يوم 4 ديسمبر 1955، على الرغم من الالحاح عليه بأن لا يحضر الدفن بمسقط رأس الشهيد بمدينة منزل جميل الا ان الزعيم الحبيب بورقيبة اصر على الحضور رفقة العديد من قادة الحزب، حيث ابنه بكلمات تأثر لها كافة الحضور، قال «عرفت في العزيز الفقيد العمل المتواصل مع التواضع والصمت والاخلاص.. لم يكن يخطر ببالي وأنا بالأمس يرافقني الفقيد الدقي، أن أقف اليوم مؤبنا اياه ولكن هو القدر ».. الحبيب طليبة (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 23 جويلية 2009)
حسن مرزوق لـ «الشروق»: محجوب بن علي شكّل وحدات خاصة لمطاردة اليوسفيين
* تونس ـ الشروق نورالدين بالطيب في الجزء الثاني من هذا الحديث الطوّيل الذي خصّ به المناضل حسن مرزوق «الشّروق» يتوقّف عند مرحلة الخلاف بين الزعيمين صالح بن يوسف وبورقيبة والفتنة التي شقّت الحركة الوطنية: وحقيقة السّلاح الذي وصل من القاهرة في زمن جمال عبدالنّاصر لدعم الإنشقاق اليوسفي. * هل عرفت الزّعيم الرّاحل صالح بن يوسف؟ ـ معرفة شخصية لا، لكنّني عرفته كزعيم مثلما عرفه كل الذين إنخرطوا في الحركة الوطنية عرفته الى جانب بقيّة الزعماء الوطنيين ولكن بروزه كان بصفة خاصة سنتي 1954و1955وكانت تونس أنذاك تعيش مخاضا كبيرا بين المقاومة والإستقلال الدّاخلي وهي مرحلة حاسمة ولفهم تلك المرحلة يجب أن نبقى في الإطار الزماني ،تونس سنة 1954و1955كانت تعاني ظروفا قاسية فهي في أخر مرحلة من مراحل الإستعمار المباشر وفي أوّل مرحلة من مراحل مخاض الإستقلال الدّاخلي والشّعب التّونسي كان منقسما بين تيّارين. كان هناك تفشّ للفقر وللبطالة والرّكود الإقتصادي فقد توقّف النشاط التجاري والنّخبة الوطنية في غياهب السّجون منهم من يواجه تنفيذ حكم الإعدام والأشغال الشّاقة والأحكام الثقيلة في السّجون الجزائرية مثل لومباز والأصنام وبقيّة الشبّاب أمّا في السّجون أو الجبال يحملون السّلاح و يقاومون الإستعمار في هذا المناخ لا أعتقد أنّ الشّعب قادر على مواصلة التّحمّل أكثر ممّا تحمّل. في جهة أخرى من العالم العربي، وتحديدا في القاهرة كانت هناك الحركة النّاصرية بقيادة جمال عبدالنّاصر ومكتب المغرب العربي في هذا الظّرف برزت الثورة الجزائرية وإختلطت الأوراق والشباب التونسي كما قلت كان موزّعا بين السّجون والجبال والمحتشدات واللاّجئين الى ليبيا، من هنا نفهم أنّ الشّعب لم يعد قادرا على التّحمّل أكثر ممّا تحمّل . في جويلية 1954 جاء منداس فرانس الى تونس وإلتقى الأمين باي وأعلن عزم الحكومة الفرنسية على منح تونس الإستقلال الدّاخلي وهذا المطلب لم تكن الحركة الوطنية تسعى إليه ربّما، كنّا نطالب بإصلاحات سياسية فقط والإستقلال كان مهمّا وربّما أكبر من سقف مطالبنا وجاء في وقت نحن في أشدّ الحاجة إليه. بدأت المفاوضات على الإستقلال الدّاخلي ومنح لتونس هذا المطلب منقوصا من مقوّمات الدّولة الخارجية وهي التمثيل الديبلوماسي والدّفاع والأمن وقد تمّ تأجيل البتّ في هذه الملفات، في هذه الفترة أعلن جمال عبدالنّاصر وأنصاره معارضتهم لهذه الإتفاقيّة وهي النتيجة التي وصل إليها الزّعيم بورقيبة وقادة الحركة الوطنية الذين عانوا من أجل الوصول الى هذا الإنجاز الهام وقدّمت تونس شهداء من أجل الإستقلال وأعتبرت خطوته الأولى بمثابة الإستراحة وإسترجاع النّفس ولكن في ذلك الوقت لم تكن تونس قادرة على تحمّل مبادرة عبد النّاصر بمعارضة هذه الخطوة وأذكر جيّدا صدى هذا التّململ الذي بلغ بورقيبة في المرحلة الأخيرة من المفاوضات فأرسل رسالة الى القادة في السّجون وقد تمكّنت من الإطّلاع عليها بل كتبت تعليقا عنها في الجريدة التي كنت أصدرها في السّجن بعنوان «السّجين» يقول الزّعيم بورقيبة «وما الإستقلال الدّاخلي الذي يتمّ التفاوض عليه مع الحكومة الفرنسية إلاّ مرحلة من مراحل كفاحنا سوف تتبعها أحبّ من أحبّ وكره من كره مرحلة الإستقلال التّام الذي لا نزاع فيه» ومن هنا أنتشرت ظروف التهدئة والتّطمين الى ما سيتمّ الإتّفاق عليه إلاّ أنّ الحركة الوطنية الموجودة في مصر وليبيا أعلنت معارضتها بشدّة لإتفاقيات الإستقلال الدّاخلي وأعلنت بجدّية إنّها إتفاقيات لا تستجيب لطموحات الشّعب التّونسي. هناك فقرة في الإتفاق تشير الى أن تطبيقه سيكون عبر مراحل منها توقّف القتال وإطلاق سراح الموقوفين من أصحاب الأحكام البسيطة وإيقاف تنفيذ حكم الإعدام بالنسبة لأصحاب الأحكام الثقيلة وإلقاء السّلاح وتسليمه لتبدأ مرحلة هادئة من العلاقات التونسية الفرنسية. هذا ما أثار رفضا كبيرا لدى عدد من القادة وخاصة بند تسليم السّلاح وقد إستغلّ المعارضون لهذا الإتفاق هذه النّقطة وركّزوا عليها لإثارة الشّعب ضدّ إتفاقيات الإستقلال الدّاخلي. * إذن شخصيا لم تعرف صالح بن يوسف؟ ـ لا، شخصيا لم أعرفه لكنّنا عشنا هذه المحنة ونحن في السّجون وعشنا المحنة ونحن في لجان تطبيق الإستقلال الدّاخلي والمحنة الكبرى كانت في إنقسام الشّعب التّونسي الى أمانة عامة وديوان سياسي. * كيف تقيّم هذا الإختلاف؟ ـ صالح بن يوسف إستغلّ رغبة بعض المقاومين في التّمسّك بالسّلاح ثمّ لا ننسى دور مكتب المغرب العربي في القاهرة الذي إنشقّ عنه بورقيبة بعد إنخراط الشّعب التّونسي في المقاومة المسلّحة، عندما إندلعت المقاومة الجزائرية كنّا في سجون لومباز نواجه الأحكام الشّاقة وكنّا نستمع الى أصوات الرّصاص في جبال الأوراس، الثورة الجزائرية إشتدّ عودها عندما بدأنا نحن نتفاوض حول الإستقلال الدّاخلي وفي هذا الظّرف تنامت الدّعوة للوحدة العربية وكان بن يوسف منخرطا في هذا السيّاق. مصر وظّفت بعض المقاومين وطلبت منهم عدم تسليم السّلاح فإنقسم المقاومون الى قسمين منهم من إمتثل لحركة الحزب وقدّم سلاحه الى اللجان التونسية التي شكّلها الحزب ومنهم من إتّجه الى ليبيا وإنتمى الى الحركة اليوسفية المنحازة لعبدالنّاصر وهكذا تأسّس جيش تحرير شمال أفريقيا تونس والجزائر والمغرب. كانت هناك حركة تحرّر وطني في كل العالم الثّالث وكان هناك نزوع دولي نحو منح الدّول إستقلالها وتغيير السياسة الإستعمارية نحو أشكال جديدة، كان هناك سياق دولي جديد في الأمم المتحدة ومجلس الأمن وأصبح الإستعمار يأخذ تدريجيا أشكالا جديدة من الهيمنة. إنضّم الى بن يوسف الكثيرون منهم الطّاهر الأسود الذي رفض تسليم سلاحه ويقال أنّه إلتقى بعبد النّاصر في القاهرة ومنح صفة «منسّق» حركات المقاومة ومن هنا إشتدّت المعارضة اليوسفية وأخذت طابعا مسلّحا. في إعتقادي أنّ الظرف السياسي الذي كانت تعيشه تونس غير قابل لهذا الإنشقاق كنّا في حاجة الى تحقيق المزيد من المكاسب وتثبيت الخطى وبدأ الحزب يسعى الى تثبيت أسّس الدولة الجديدة وإدماج المقاومين في الحياة السياسية ولكن كانت المعارضة أيضا في كل بيت والغريب في الأمر أنّ الطّاهر الأسود قال أنّه إتّفق مع الدّولة المصرية على تسريب السّلاح الى تونس كان ذلك سنة 1955عندما نالت تونس الإستقلال الدّاخلي! في حين لم تصلنا ولو رصاصة واحدة من الشّرق قبل الإستقلال الدّاخلي كنّا نقاتل ببقايا سلاح الألمان والأنقليز في الحرب العالمية الثانية ولي الوثائق التي تثبت أن تونس لم تصلها ولو قطعة سلاح واحدة من الشّرق ،فقط بعض المهاجرين في ليبيا من أبناء السّاحل خاصة جمعوا العديد من الأسلحة القديمة في ليبيا وكلّفوا مختصين في تنظيفها وأرسلوها على الجمال عن طريق بن قردان وكانت المحطّة الأولى لها عند المرحوم الجيلاني المنزلي الذي كانت مهمّته مساعدة المطاردين في تونس على التسلّل الى ليبيا وإستقبال القادمين من ليبيا وكان منزله مأوى لهؤلاء المناضلين. في هذه الفترة وصلت كمّية من الأسلحة من بنقردان الى قابس وجاءت سيارات صغيرة من مدن السّاحل لتحمل هذا السّلاح فقط هذا كل ما وصلنا من سلاح ولم يصلنا أي شيء من الحكومات الشّرقية لم يصلنا شيء إلاّ من بعض المناضلين الفارين الى ليبيا وهي مجموعة من الأسلحة القديمة من بقايا الحرب العالمية الثانية. مصر فتحت أبوابها لتسليح تونس والجزائر والمغرب وقد ذكر الأستاذ الهادي الزريبي في كتابه عن المرحوم الطّاهر الأسود أن هناك الكثير من الأسلحة التي جاءت من مصر عبر ليبيا ولكن هذه الأسلحة لم تصلنا عندما كنّا نناضل من أجل الإستقلال بل جاءت لتدعّم حركةالإنشقاق وتغذية روح الإنقسام التّونسي الذي لم نكن في حاجة إليه ،كنّا في حاجة الى لمّ الحركة الوطنية ويا حبّذا لوتطوّرت المعارضة اليوسفية في شكل سياسي سلمي ولكن ما حدث أنّ التّونسي كان يقتل التّونسي ،المنحاز للأمانة العامة يقتل المنحاز للديوان السياسي والعكس أيضا. * أنت كنت في قابس أنذاك في فترة محاكمة اليوسفيين، ما حقيقة القمع الذي سلّط على اليوسفيين؟ في البداية لم أكن موجودا كنت في السّجن ،ثمّ كنت في مدرسة الحرس بصدد تثبيت دراسة علمية متطوّرة لإطارات الحرس لكن ما أعرفه أن بعض عناصر الأمانة العامة نشطوا في الكاف وسوق الأربعاء (جندوبة الآن) لأنّها متاخمة للحدود وحدث تعاون بين جماعة بن يوسف والجزائريين وتكوّنت في هذه الفترة وحدة من المقاومين في سوق الأربعاء بزعامة محجوب بن علي وكانت مهمّتها الأساسية مطاردة اليوسفيين ومساعدة السّلطة الفرنسية على تثبيت الأمن كما تشكّلت في تونس العاصمة خلايا حزبية لتأديب أو تعذيب أو الإنتقام من عناصر الأمانة العامة وكان هناك تجاذب كبير بين الطرفين في المستوى الأمني والسياسي وبحزم الحكومة التونسية وهنا لا أنكر مساعدة السّلطة الفرنسية التي كانت صاحبة الأمر والنهي ـ تمّ القضاء على الأمانة العامة وكثير من عناصرها مثل الطّاهر الأسود سلّم نفسه الى الحكومة التونسية وانسلخ عن الحركة وبقي صالح بن يوسف في الشّرق. شخصيا أقول من منطلق الشّهادة التاريخية كما عشتها إنّ الحركة اليوسفية كانت حركة معارضة لكن خطأها أنّها إتّجهت الى السّلاح في الوقت الذي إتّجهنا فيه الى بناء الدولة لم يكن لنا شيء لا ميزانية ولا جيش ولا قوّات أمن كل شيء كان بيد فرنسا التي كنّا نتصارع معها على تثبيت أركان الدولة المستقلة. * أفهم منك أنّك كنت ضد توجّه بن يوسف؟ ـ سياسيا نعم كنت ضدّ بن يوسف وحركته هذا أكيد. * وكيف تقيّمه؟ ـ بعد القضاء على حركته في تونس أو إنهزامها أصبحت الحركة اليوسفية محتشمة لا حقّ لها في الوجود وقد تمكّنت الدولة من جمع شتاتها وإستيعابها ونجحت الحكومة التونسية في نقل الصراع السياسي من فكرة الإستقلال الدّاخلي الى الإستقلال التّام، فرنسا لم تعد قادرة على إدارة الدول المستعمرة والسياسة الدولية العامة تغيّرت نحو الإستعمار غير المباشر الإقتصادي والسياسي والثقافي، كل الدول المستقلة حديثا إلتحقت بالأمم المتحدة مع مستعمريها القدامى لا فرق بين قوي وضعيف رغم أنّ أصوات الدول الصغيرة الى حدّ الأن لا قيمة لها مازلنا نعاني من فيتو مجلس الأمن في هذه الفترة نالت تونس إستقلالها التّام. وحتّى من بقي من الحركة اليوسفية إنضمّ لخطّ الحكومة. * لكنّها في البداية كانت قويّة؟ ـ نعم لكن إنضمّ لها عدد كبير من الذين لم يساهموا بأي عمل في الحركة الوطنية. عندما كنّا نحمل السّلاح ونقاوم فرنسا بالإضراب والعصيان المدني والهجوم على المواقع العسكرية والجالية الفرنسية الى أن وصلنا الى حمل السّلاح في الجبال. هذه هي الحركة الوطنية التي جعلت فرنسا تتراجع وتتنازل وتمكّنا من الإستقلال وبالتالي لم يكن هناك داع للشّغب والمعارضة في دولة فتيّة صغيرة ليست لها مقوّمات الدولة. كنّا في طريق الإستقلال التّام وكان لابد من مراحل وسياسة الزعيم بورقيبة التي عبّر عنها بشعار «خذ وطالب» صحيحة وناجعة والرّسالة التي حدّثتك عنها كانت واضحة. كما أن هناك من كان يعتقد أنّ إتفاقا سريّا تمّ بين بورقيبة وبن يوسف على الإنقسام لمزيد الحصول على مكاسب الإستقلال من فرنسا مثلا شقيقي لم تكن له علاقة بالحركة الوطنية قبل الإنقسام ولكن بعد الإنقسام إنتمى الى الأمانة العامة . * يتبع (المصدر: النشرة الإلكترونية لجريدة الشروق التونسية يوم الاربعاء24 جويلية 2009)
في لقاء مع أمين عام التجمع الصحفيون الشبان يشكون إعلام لا يعكس واقع البلاد
تونس-الصباح في اطار سلسلة الحوارات واللقاءات مع نخب المجتمع وهياكله،احتضنت دار التجمع الدستوري الديمقراطي أمس الحوار المفتوح مع الاتصاليين الشبان اشرف عليه السيد محمد الغرياني الأمين العام للحزب بحضور السادة المنصف عبد الهادي الامين العام المساعد المكلف بالشباب والتربية والثقافة وحفيظ الرحوي الامين العام للاتحاد التونسي لمنظمات الشباب و احسان الوكيل الكاتب العام الوطني لطلبة التجمع واكرم السبري الكاتب العام الوطني للشباب الدستوري الديمقراطي…وحضر هذا الحوار عدد هام من الصحافيين والاعلاميين والاتصاليين من مختلف المؤسسات الاعلامية.. واعطيت الكلمة للاعلاميين للتعبير عن مشاغلهم ومشاكل المهنة والقطاع حيث تمت الاشارة الى الصعوبات المهنية التي تواجه الاعلاميين خاصة في ظل غياب ابسط التجهيزات الضرورية للعمل وغياب التشجيع المادي والمعنوي..واشار البعض الى أن الإمكانيات المتوفرة حاليا في مؤسستي الاذاعة والتلفزة تقارب الصفر وعبرّوا عن أملهم في أن تتوفر ظروف العمل الدنيا بعد الهيكلة الجديدة وبعد الانتقال لمقر التلفزة الجديد. كما تم التطرّق الى ضعف تشغيلية المتخرجين من معهد الصحافة وضعف الأجور الممنوحة للاعلاميين.وطالب البعض بتغيير السياسة الاعلامية والخطاب الاعلامي الذي بات مهترئا والابتعاد عن الشكر والتنويه الممل وعدم الخشية من النقد ووضع الاصبع على مكامن الداء في عديد القطاعات معتبرين أن النقد لا يعني التشكيك بل هو عامل اضافة وبناء. كما تطرق بعض المتدخلين الى تهميش الكفاءات الاعلامية مما يضطرها الى الهجرة واستشهدوا بان من يمسكون اليوم باغلب القنوات الخليجية هم من ابناء تونس وتساءلوا لماذا نكوّن ابناءنا ثم نتركهم ليستفيد منهم غيرنا؟ وتم التطرق كذلك الى واقع الاعلام الالكتروني ومواقع الوزارات والمؤسسات العمومية والادارات التي تغيب عنها المعلومة وتبقى غير محينة لاشهر..وتمت الاشارة الى ان المواقع الالكترونية التونسية لا تعكس واقع البلاد ولا تقدم الصورة الحقيقية للتطور والتنمية في تونس.وتناول النقاش كذلك الواقع الذي تعيشه النقابة التونسية الذي كان الأمل معقودا عليها لتطوير واقع المهنة وواقع الصحفيين لكنها حادت عن أهدافها واتجه بها البعض ممن يمسكون بمقاليدها الى اتجاهات اخرى لا تخدم الا مصالحهم الضيقة ومصالح البعض من المتطرفين الذين وجدوا في النقابة هدفا لتحريك بعض الخيوط السياسوية وخدمة اجندات سياسية بعيدة عن المهنية. وتناول السيد محمد الغرياني الكلمة للمساهمة في الحوار مشيرا الى ان هذا اللقاء يعّد من اللقاءات المميزة التي تضم نخبة من الاعلاميين ومن الشباب الذي يضفي حيوية في الواقع الاعلامي رغم الظروف والامكانيات الصعبة.وقال بان الغاية من هذا اللقاء هو الاستماع لمشاغل المهنيين والعمل على ايجاد الحلول في ظل حوار مفتوح دون ضوابط دعا اليه الرئيس زين العابدين بن علي دائما.مشيرا الى ان التجمع الدستوري الديمقراطي يتناول كل المواضيع السياسية والاجتماعية وغيرها دون حرج. وفيما يتعلق بظروف العمل اشار الامين العام للتجمع ان تقسيم الاذاعة والتلفزة الى مؤسستين منفصلتين كان الهدف منه التطوير. وبالانتقال الى المقر الجديد للتلفزة ستتحسن ظروف العمل وتتوفر الامكانيات.واشار بان ملامح التطور في بعض البرامج الاذاعية والتلفزية بدأت تظهر كما لم تخل هذه البرامج من حس نقدي مطلوب خاصة في البرامج الاجتماعية. وقال بان التنمية تدرّج وتراكم بغاية الوصول الى المستوى المامول وان الديمقراطية ليس لها وصفة واحدة وشروط واحدة والهدف الاول هو الاستقرار المدني والسياسي وهو ما وصلته تونس وما تحسدنا عليه عديد الدول. وذكر السيد محمد الغرياني ان معركتنا الحقيقية هي تحقيق الاعتدال والتوازن في مجتمع يرفض التطّرف والانغلاق…ومواجهة كل تطرّف يكون في اطار القانون. وفيما يتعلق بمشكلة النقابة الوطنية للصحافيين اشار الغرياني الى أن الصحفيين هم من رفض الخيار المتبع من قبل بعض النقابة وابتعادهم عن مشاغل المهنة واهل المهنة والدخول في متاهات اخرى، فطالبوا بالتصحيح. وأكدّ الغرياني ان تقدم بلادنا مرتبط بالحوار والتفاوض والتعامل المشترك والتكامل…والنقد الذي يتحوّل الى تهّور ليس نقدا بل ثلب وشتم وسب…مطالبا رجال الاعلام بالنقد النزيه والبّناء. مشيرا الى وجود نواقص في الاعلام هناك مساع لتجاوزها مؤكدا ان هدف الرئيس بن علي واضح في هذا المجال وهو الوصول بالاعلام الى اعلام حر ومسؤول. مشيرا الى ان لتونس الامكانيات البشرية والكفاءة لبلوغ المراتب المتقدمة في الاعلام. سفيان رجب (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 24 جويلية 2009)
بعد مرور عقدين: أسئلة محيرة نطرحها على الحكومة …
مرسل الكسيبي (*) ربما يظن البعض أنه يتكرم علينا بمقعد مواطنة عابرة على طريق زيارة الأهل والوطن , ومن ثمة فانه يجود علينا بحق العودة المشروطة الى مراتع الصبى …! لم تكفي معاناة سنوات الجمر ومغادرة أقرب الأقرباء للحياة الدنيا ومعاناة امتزجت بالدم والدموع لدى الالاف من التونسيين والتونسيات , ولم تكفي عملية التغيير القسري للخارطة الثقافية والاجتماعية والسياسية بتراب الجمهورية , بل لم تكفي محنة جيل من أبنائنا ولد خارج البلاد التونسية…, فوجد نفسه في أنظمة تعليمية تحرمه من أبجديات الاسلام ولغة الضاد وتاريخ وطنه ووطن الاباء … لم تكفي جراحات عميقة تركها فراقنا للرمل والشمس والبحر والصخر والشجر وعبق التاريخ والحضارة وجامع الزيتونة وجامع عقبة ومساجد يذكر فيها اسم الله وشوارع وأحياء ومدن فيها ذاكرتنا الوطنية…! لم تكفي البعض هذه القساوات حتى وصل الأمر أن غادرت زوجة أحد الأصدقاء الحياة الدنيا بمنفاها بألمانيا فمنع زوجها من مصاحبة نعشها باتجاه مسقط رأسها بمدينة قابس , واخر توفيت زوجته بسويسرا فوقع حرمانها من المقابر التونسية …!!! أي حقد هذا على الأحياء والأموات على حد سواء !؟ , أي سياسة هاته حين تعمى القلوب التي في الصدور ؟! , أي حكم هذا حين يتحول الحكم الى غاية وليس وسيلة لخدمة الوطن والمواطن ؟! لايهمني اليوم من يفعل هذا ببني جلدتنا , فوالله الذي لااله الا هو , لو فعل هذا اسلاميون تونسيون لكنت أول المعارضين لمشروع اسلامي يقع تحريفة باتجاه الجور والعسف ! … ما يهمني هو معرفة السر الكامن وراء كراهية وحقد غير مفهومين تجاه عشرات الالاف من المواطنين التونسيين …,فمنذ سنة 1990 وتونس لم تعرف الا قصة كراهية وحقد مستمرين ومفتوحين على أنصار المشروع الاسلامي بكل واجهات الاعتدال …!!! الاسلاميون في تونس ومنذ عقدين من الزمان هم لدى أجهزة السلطة عدو لدود وخصم فاجر وكافر !!! لم يكف التعذيب والسجون والاعتقال العشوائي في التسعينات للالاف من المناضلين صلب حركة النهضة ! , ولم تكف محنة السلفيين لتحمس بعضهم معنويا وأدبيا لقضايا الأمة , ولم تكف سياسة كسر الكرامة والكبرياء في منطقة الحوض المنجمي مع المواطنين العزل بمحافظة قفصة !… لابد أن نضيف الى هذا الرصيد الحقوقي المشرف جدا , استهدافا لقوى معارضة في اليسار التونسي وفي التيار الناصري وفي التيار الليبرالي وفي الوسط الطلابي وفي الوسط الاعلامي … هؤلاء كلهم في نظر جهات نافذة في الحكم – خونة ويصطادون في الماء العكر ورجعيون وعملاء للخارج والولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي ولحكومة الشيخ جاسم بن حمد !!! – … سعادتهم لايحسون بالام التونسيين والتونسيات وعذاباتهم منذ عشرين سنة …, ويزايدون علينا في الوطنية والضمير الوطني بأرقام اقتصادية ونسب تنموية واحصائات دايفوسية , كأنها هي السبيل الوحيد للقبول بمواطنة التونسيين , هذا ان صحت الأرقام والنسب طبعا !!! هب أيتها الحكومة الموقرة ,أو أيها النافذون في الحكومة أن أرقامكم صحيحة وأنكم متفوقون في أدائكم الاقتصادي على العرب والعجم من الأفارقة قاطبة .., وهب أنكم حررتم المرأة وتركتم أمينة فاخت تغني على ركح قرطاج نائمة وأحيانا أخرى في مهرجان قابس الدولي بملابس داخلية !!! , فهل يبرر هذا كل نكالكم وشماتتكم وتشفيكم في بني جلدتكم من الوطنيين والوطنيات ؟! أحب أن أفهم ! , ماضركم لو أطلقتم الحريات وأفسحتم في الرأي وأصلحتم ماأفسدته سياسة التسعينات وسنوات الرصاص المفتوحة علينا كجهنم باردة ؟! , ماذا لو تم اطلاق سراح كل السجناء السياسيين واحترام حقوق السجين حتى ولو كان من سجناء الحق العام ؟! , أيفقدكم هذا الملك والسلطان !؟ , أبدا والله , بل سيرفع شأنكم ويضعكم في مقام رفيع حين تؤوبون الى شعبكم تستجمعون منه شروط العزة والقوة … ماذا لو أفسحتم للأحزاب والجمعيات في فضاء سياسي حر ولو بشكل متدرج ؟ , ماذا لو اعترفتم بحركة النهضة وحزب العمال والمؤتمر من أجل الجمهورية والمجلس الوطني للحريات وحرية وانصاف وجمعية مقاومة التعذيب والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين ؟ , ماذا لو عقد ت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان مؤتمرها في كنف القانون والشرعية ؟ , وماذا لو رفعتم الحظر الجائر عن الاتحاد العام التونسي للطلبة …؟ , أو سينقص هذا من مكانتكم الموقرة في عيون الناس ؟… ماذا لو تقيدتم بأحكام القانون والدستور وجددتم الدماء في الطبقة الحاكمة ؟ , أو ستكون في تونس كارثة ؟ , كلا والله فلم يكن العدل يوما مؤذنا بخراب العمران ! ماذا لو عاد المنفيون بموجب عفو عام يصدر عن رئيس الجمهورية التونسية ؟, أو في ذلك عيب يستنقص من أقداركم ؟ , أو في ذلك خطر على الوطن والمواطن ؟ …, ولماذا كل هذا الاصرار على تجريم الاف المعارضين المنفيين عبر الجهاز القضائي ؟ , أو في ذلك حكمة مقدسة تخفونها على الناس …! لنكن واضحين ختاما , فالاسلاميون الوسطيون في تونس سواء كانوا نشطاء حزبيين أو حتى مستقلين , يرفضون العنف ويكفرون به , وقد نضجتهم تجارب عربية واقليمية وأخرى على الصعيد الدولي .., انهم يريدون مكانة تحت ضوء الشمس ولاحرج لديهم في التعاون مع المؤسسة الحاكمة ماأصلحت وراجعت وعززت علاقتها بشعبها على أساس من احترام مواطنيها … لكن هل تصغي لهم ولغيرهم من مشارب فكرية وسياسية مختلفة هذه الجهات النافذة في السلطة والحكم ؟؟؟! الجواب أتركه للقراء والتاريخ … (*) كاتب واعلامي تونسي مقيم بألمانيا (المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » (اليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 23 جويلية 2009)
سواك حار 132 : رئيس كِيفْ هذا يبَايْعوه الإنس والجن
إعداد : ولد الدار ومع اقتناعنا بمكانة التجمع ودوره في الحياة السياسية، فإننا كنا نود أن تكون أحزاب أخرى ممثلة إلى جانبه في مجلس النواب، بل إننا بذلنا قصارى الجهد لتحقيق ذلك. ولكن حداثة هذه الأحزاب لم تمكنها من الوصول إلى المجلس النيابي.
من خطاب بن علي
الرئيس راهو ليل ونهار وهو يحاول ويترجى فيهم باش يدخلوا البرلمان بجاه ربي ، يجعل منكم ، خذوا بخاطري كان هالمرّة وبعدها ما عادش نطلب منكم حتى شيء …شيء الجماعة ما حبّوش ..شدّ صحيح وكركرهم حتى للباب متاع البرلمان …حاول باش يدخلهم ما قدرش …دز ..دز.. دز..شيء تسقفوا في فم الباب …سمان ياسر هوما ومشحمين، جاب ليهم التركتور وربطهم بحبل وجبد تقطّع الحبل، جاب تراكس ما نفعش، جاب شنقالة باش يدخلهم على البلكونة وإلا الشباك، الجماعة خافوا ولوا يبكوا ..ولى الرئيس استسلم وبقى أربعين يوم من غير أكل عايش كان على جغمة الماء..حزين على المعارضة كي ما دخلتش البرلمان…وتلوموا على الجماعة كيفاش بايعوه… رئيس كيف هذا يبايعوه الإنس والجن !!! لقد تجاوز الأمر الحيرة إلى الخوف، حتى إذا كان السابع من نوفمبر، وما أقدمنا عليه، بدل الله خوفهم أمنا، تأمينا لقوله تعالى : «أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم، مستهم البأساء والضراء وزلزلوا، حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه : متى نصر الله ؟ ألا إن نصر الله قريب»، صدق الله العظيم، الذي أيدنا بنصره وأنزل سكينته علينا، فانتصرنا على كل المصاعب، بما فيها المنافقون، وهيأ لنا من أمرنا رشدا.
من خطاب بن علي
حتى الأمويين والعباسيين والعثمانيين لا يرتقون إلى مستوى هذا الخطاب الشرعي، نحن أمام خطاب خليفة في حقبة « سداسية » – » نجمة » في سماء تونس… تُستحب لها البيعة في هذا المقام بل تندب ولعلّها ترتقي إلى مستوى الوجوب عند الجماعة…بلى هو أهل للبيعة بل « لبِيَع » وليست لبيعة واحدة وكل الشعب شاهد علي أهل البيعة و »البيع » الذين أيّدوه ونصروه بأموالهم و »محافلهم »… وتلوموا على الجماعة كيفاش بايعوه !!! رئيس كيف هذا يبايعوه الإنس والجن ؟؟؟.. نص تعديل دستوري أقرّ في يوليو 1988 على أن الحد الأقصى لتولي رئيس الجمهورية الحكم هو 3 ولايات مدة كل ولاية منها 5 سنوات، ولكن عندما اقتربت مدة الثلاث ولايات للرئيس الحالي زين العابدين بن علي من الانتهاء ألغى تعديل دستوري في مايو 2002 تحديد عدد ولايات رئيس الجمهورية، كما رفع سن الترشح لرئاسة الجمهورية إلى 75 سنة.
إسلام أون لاين
ثماش واحد في الدنيا يخلص لنتريت وعندو شهريتو مرتاح يقول لا نحب نزيد نتعب ونشقى ونخدم من أجل بلادي …الناس تعيط عليه ارتاح ، ارتاح ، ارتاح ,,راك شيختنا ..راك غرقتنا بخيرك ..راك أردمتنا بالفلوس وبالدوفيز وبالبسكوي وبالشمية وبالغلة والخضرة واَلْحُوْمَاتْ شرتلى في الديارالكل ..رانا بينا راحتك أنت، تالي نحنا الله لا يفكر بينا ،ماك العام وجوهنا وجوه تعب وشقى ..والرئيس شاد صحيح ..نحب نخدم ، نحب نتعب ، نحب ننتج .. إنتوما بارك الله فيكم أما أنا والله من أجل شعبي ما نموت كان فوق البالة والبيوش ما نحبش نقعد بطال تحت لحيوط نخدم شعبي للنموت..الشعب إنْهَار والبكا والنديب تسمعوا من الذهيبة حتى البنزرت ..إي نعم هذا هو الحب العذري رئيس يحب يخدم شعبوا حتى لتطلع روحوه، وشعب يندب حط خدودوه على خاطر رئيسوه ما حبش يرتاح … وتلوموا على الجماعة كيفاش بايعوه… رئيس كيف هذا يبايعوه الإنس والجن !!! كلام في البيعة مادام الخمسطاش مليون تونسي باش يصوتوا على الرئيس 10 ملاين موجودين زيدهم 5 ملاين ذري إفتراضيين باش يولدوا من هنا لعشرين سنة كان خلاهم تحديد النسل صار… يصوتوا عليهم آبائهم بالنيابة…مادام الناس الكل هازهم الحسّ مع بعضهم باش يصوتوا مش مشكلة يد الله مع الجماعة بقوا نقتين ماذبينا نفهموهم الاولى : يجب أن تكون الحملة الإنتخابية للرئيس تندرج تحت شعارالتثبيت وكل الناس من اليوم يلزمها تنسى كلمة التغيير..التغيير راهو جاء قبل البورتابل والإنترنات والمكوك وإنفلونزا الدجاج وإنفلونزا الحلالف وقبل كلينتون وبوش وأوباما وقبل شارون وباراك ونتنياهو وليفني وقبل الميركافا والشبح 87 راهي قديمة ياسر جدة خلطت عليها وجدة خلطت على المحرك البخاري … قبل كانت كلمة – كلنا من أجل التغيير- تهزك للمجد، واليوم دار الزمان ولّت كلمة – كلنا من أجل التغيير- تهزك لبودفة ..معناها كلنا من أجل التغيير يساوي محاولة لقلب نظام الحكم يا بابا..وباش يستتب الأمن في البلاد ونبعدوا القلاقل ويكون ثمة تناغم بين الحاكم والمحكوم مذبينا الناس الكل تتعود على عدم التغيير إللي عند بقعتو يشدّها ، وإللي عند دار ما يحوّلش لغيرها ، وإللي باش يغير الصالة وإلا بيت النوم خلاص يخلي القديم، والجعان ما يشبعش، والشبعان ما يجوعش، والطايح ما يقومش، والراقد ما يفيقش ..هكاكا الكل على بلاصتكم ما تتحركوش إللي يحك شعروا منكم يتهم بمحاولة التغيير واللي يدعوا للتغيير هزوا الواد …مفهوم ..يعطكم الصحة كل واحد يرد بال على روح .. ويد واحدة من أجل ترسيخ مفهوم الخلاص الفردي…آخي الخلاص الفردي غريب هو على البلاد ؟؟؟عندو سنين معشش فيها. الثانية : معروف أنو الشعب باش يمشي يصوّت الواحد يهز مرتو ووليداتو يصوت يأدّي امانتو أمام ربي سبحانه إللي باش يسأل عليها يوم غدوة « طبعا هنا نتحدث على المسلمين مانيش نتحدث على الأقليات في البلاد » هذه طريقة تصويت الناس، أما عمرك ما تلقى الناس الكل .. الشعب ..العباد ماشية للإنترنات تعمل في بيانات مساندة وبيعة ما يجيش عشرة ملاين كل واحد يعمل بيان مثل هذه البيانات تعملها مؤسسات وهياكل وجمعيات وأحزاب ..إذًا كل جماعة تعمل بيان تسمي نفسها تعطي تعريف لروحها وباش نعاونوا بعضنا هات نعطوا أمثلة شد عندك مثلا جمعية النادي الرياضي ببطلنا ، الشبيبة الرياضية بــ مصالحي قبل ، المستقبل الرياضي بــ خانها ذراعها قالت سحروني ، الإتحاد الرياضي بماقديتش روحو نفسد الطرح ، الأمل الرياضي بـــ نبيض وجهي بدم الناس ، الوفاق الرياضي بـــ طحت أنا نطيح الكل … وقس على هذا المنوال .. المهم أننا لن نختلف كثير وخاصة إذا تعرّفنا على إسم الجمعية، حق لي أن أصرخ في وجه الكل … وتلوموا على الجماعة كيفاش بايعوه… رئيس كيف هذا يبايعوه الإنس والجن !!!
تونس: وطن وبوليس ورشوة (9) في مقهى النسيم بالمحمدية
بقلم: جيلاني العبدلي في أواخر التسعينات من القرن الماضي، شهد المعهد الثانوي 7نفمبر والمدرستان الإعداديتان أحمد بن أبي الضياف ومصطفى خريف بمدينة المحمدية، موجة من الاضطرابات التي اتّسمتْ بعدم التنظيم وعشوائية الشعارات المرفوعة ( من نوع: يا الزين يا زنوبة، نحّي الكسوة والبس روبة)، بسبب ضُعف الوعي السياسي لدى التلاميذ ولغياب العناصر القياديّة المُؤطرة، الأمر الذي ساعد على انتشار الفوضى والعنف داخل المؤسسات التربوية وخارجها. وقد كان لتلاميذ المدارس الإعدادية دورٌ محوريٌّ في إشاعة الشّغب في الطريق العامّ وداخل الأحياء السكنية، ذلك أنّهم كانوا ينتشرون في شتّى الأرجاء فُرادى ومجموعات، ويقذفون الحجارة في اتّجاه المؤسسات العمومية وغير العمومية، ويُعطّلون سير حركة التنقل، وهُمْ يُردّدُون أهازيج شعبية تختلط فيها الرياضة بالسياسة. وقد ذاق أعوانُ الأمن المتدفّقون في الجهة الأمرّين، وهُمْ يُلاحقون صغار التلاميذ هنا وهناك، في محاولات مُتجدّدة لاحتواء ما يُشيعونه من اضطراب وتهريج، وما يُطلقونه من تصفير وتهزيج وشعارات، ولكنّ جميع تدخُّلاتهم باءتْ بالفشل، ولحقهم منها حظّ كبيرٌ من الإرهاق والتوتّر فاتّسمتْ تصرّفاتهم بالعشوائية، وسقطوا في تجاوزات غير مُبرّرة بلغتْ حدّ الاعتداء المجاني على الأبرياء من المواطنين. فإحدى فرق التدخُّل السريع التابعة لسلك الحرس الوطني، غيّرتْ وجهتها نحو مقهى النسيم الواقع على الشارع الرئيسي 7نوفمبر غير بعيد عن مسرح الاضطرابات، وقام أعوانها باقتحامه، وجعلوا على الفور يُلهبون ظهور الجُموع بالهراوات، مُحْدثين فيهم حالة من الهرج والفزع. ومنْ حُسن حظّي أنّي كنتُ وقتها أجالسُ أحد الزملاء خارج المقهى بعيدا عن مدخلها، فسلمْنا، ولم يطلْنا الأذى. بعضُ الحرفاء بفراستهم، تحصّنوا منذ بداية الغزو بالفرار قبل أن ينالهُمْ الضُّرُّ، وآخرون آثروا رُكوب المُجازفة فقفزوا من النوافذ فداء لسلامة الجسد، في حين وقع منْكودُو الحظّ وأغلبُهم من كبار السنّ تحت رحمة الأعوان، فدكّوهم دكّا، وعصفوا بمجالسهم، غير عابئين بما أحدثوا من أضرار مادية لصاحب المقهى. كانوا يضربونهم بقوّة ويدفعونهم بشدّة، يؤدبونهم أو يتشفّون منهم، كما لو كانوا من كبار المجرمين العُتاة ، وكانوا يصرخون فيهم ببذيء اللفظ وغريب النّعت قائلين : » اُخرجوا من المقهى يا أولاد…، الحقوا بفراخكم، تحمّلوا مسؤولياتكم، هم يعيثون في المدينة إفسادا وتخريبا، وأنتم هنا عاكفون مقامرون « . وهكذا شُرّد القومُ وتحوّل المقهي في لحظات إلى خلاء مُقْفر لا بُوم يُغرّدُ فيه بفعل غزوة أعوان الأمن. أحدُ الذين قفزوا من النافذة، حين فقد توازنه وارتطم بالأرض، توجّع، وسبّ إله أعوان الأمن، وقال: » لم تعدْ هناك إمكانيةٌ واحدةٌ للعيش في هذه البلاد « . وفي مدرج المقهى، كان أحد المُسنّين ممّن ذاقوا طعم هراوة الأمن، يتدرّج في حذر وهو يتمتم، ويقول: « حسبنا الله ونعم الوكيل، حسبنا الله ونعم الوكيل « . أما صاحبُ المقهى، فقد ظلّ في مكانه مُتسمّرا أمام آلة الخزن والمحاسبة، مُسندا خدّه الأيمن بيده اليُمنى، في حين انصرف النادلون وهمْ يتناظرون، إلى إعادة تنظيم المناضد والمقاعد وجمع المُهشّمات، دون أن ينبسوا ببنت شفة. ونحن نغادر مسرح العمليات، قال لي زميلي مُعلّقا على ما حدث: » حين جفّفتْ السلطةُ منابع السياسة، واستأثرتْ بالحياة السياسية، حسبتْ أنّها أرستْ شروطا للاستقرار، واعتقدتْ أنّها نجحتْ في طيّ تاريخ الاحتجاجات، ولكنْ ها هي اليوم تكتوي بنار سياستها « ، ثم أضاف: » في غياب حياة تعددية حقيقية تستوعب الشباب وتُؤطره، تظلُّ البلاد محكومة على الدوام بجاذبية العنف الأهوج. قلتُ له: » حسنا، ولكنْ ما ذنبُ حرفاء المقهى حتّى تُنتهك حُرماتهم الجسدية؟ وما ذنبُ صاحب المقهى حتّى تتعرض مصالحُه للإخسار والبوار، فردّ عليّ مازحا: « هم يسيرون على منهاج: اضرب القطوسة تستحى العروسة « . جيلاني العبدلي: كاتب صحفي Blog : http://joujou314.frblog.net Email : joujoutar@gmail.com
تعليم اللغة العربية في الغرب بين الاختصاص والسمسرة (فرنسا نموذجا)
إعداد عبد الحفيظ الخميري في مكالمة هاتفية بيني وبين الدكتور ماهر المنجد دار الحديث مطولا حول تدريس اللغة العربية وقد حمل فيه أستاذنا بكثرة على كثير من المشرفين على هذا التعليم واتهم بعضهم بالجهل وإن وجدتُ من يشاركه في أن اللغة العربية هي اليوم بضاعة رائجة مهما كان عارضها سواء من أهل الاختصاص أو أهل السمسرة فإن هناك ممن يرى أن الساحة الفرنسية عرفت ميلاد بعض المؤسسات التي انبرت لتدريس العربية عن وعي وعن خبرة وإن كانت دائما المادة هي العائق أمام تطور هذه الجمعيات والمدارس والمعاهد بسرعة.. من هنا جاء هذا التحقيق ليرصد ظاهرة تدريس العربية لغير الناطقين بها على التراب الفرنسي.. يذهب بعض الدارسين إلى أن تدريس اللغة العربية ليس مسألة جديدة في الغرب وذلك لأن بدايات تدريسها يعود إلى أيام المسلمين في الأندلس حيث كانت فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية في ذلك الوقت تستقدم منهم معلمين لتدريس العربية وبقية العلوم والفنون الأخرى التي كانت الحضارة العربية في الأندلس قد عرفت فيها الريادة مثل الفلسفة والفيزيا والرياضيات والموسيقى وغيرها حيث كانت مدارس قرطبة تستقطب الوافدين من الغرب والشرق. إن أول من دعا إلى تعلم العربية في فرنسا وتعليمها هو ملكهم فرنسوا الأول في القرن السادس عشر، بعد ذلك واصل المستشرقون اهتمامهم باللغة العربية مثل شارل بلا وغيره ممن اهتموا بكتاب كليلة ودمنة وكتب الجاحظ ورسائله وقصص ألف ليلة وليلة ومع بداية استقرار العرب والمسلمين في الغرب وولادة الجيل الثاني والثالث من أبنائهم ودخول الآلاف من الغربيين في الإسلام بدأ الواقع الغربي يشهد ولادة عدد هائل من المدارس لتعليم اللغة العربية وبدأ العالم الغربي يهتم بالحضارة العربية الإسلامية ليس من باب الفضول في معرفة الأخر هذه المرة بل لأن الحضارة العربية والإسلامية قد أصبحت أحد مكونات شخصية الآلاف من مواطنيه إن لم نقل الملايين. ورغم التعامل الحذر الذي تبديه المؤسسات الرسمية الغربية تجاه اللغة العربية خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر أخذت العربية تشق طريقها في هذه المجتمعات الجديدة عليها رغم المخاوف وكثرة الصعوبات والعراقيل. انتشر تعليم العربية سواء في الولايات المتحدة أو في أوروبا أو دول أخرى كالصين واستراليا وغيرها من الدول ففي أمريكا مثلا وفي السنوات الأخيرة شهدت اهتماما عجيبا بالحضارة العربية واللغة العربية وكما يقول يحيى عبد المبدي محمد:{{ شهدت السنوات الأخيرة آلاف المقالات والتغطيات الإعلامية التي تتناول شؤون العرب المقيمين في الولايات المتحدة ـ رغم ما في هذه التغطيات من جوانب سلبية ـ هذه التغطيات قد سلطت الضوء بقوة على وجود الجالية وأشعرت أفرادها بحقيقة وجودهم وألهمتهم معنى أنهم يمثلون كيانا وجزءا مهما من مكونات وأطياف المجتمع الأميركي. واللغة العربية أتاحت المزيد من فرص العمل لأبناء الجالية العربية في أمريكا… وبات الإعلان عن وجود وظيفة لمن يتقن العربية للعمل في مؤسسات تعليمية أو أمنية أو عسكرية أو استخباراتية أو إعلامية أمرا شبه يومي في مواقع التوظيف الإلكترونية أو الجرائد. ويكفي أن تضغط في طابعة حاسوبك على حروف كلمة اللغة العربية أو العرب لتجد عشرات من إعلانات التوظيف يوميا… ومن جهة أخرى تزايد إقبال الأميركيين على تعلم اللغة والثقافة العربية فأعداد الطلاب الذين يرغبون في دراسة اللغة والثقافة العربية شهدت زيادة مطردة. فقد تضاعف عدد طلاب اللغة العربية في جامعة جورج واشنطن في السنوات الأخيرة من بضعة عشرات إلى ما يقرب من 300 طالب… وينسحب نفس الشيء على كافة أقسام تدريس اللغة العربية والعلوم الإسلامية في الجامعات الأميركية. كما تشهد المؤسسات التعليمية ظاهرة جديدة تعبر عن حاجة ورغبة المجتمع الأمريكي في سبر أغوار الثقافة العربية من خلال رصد بعض المؤسسات الحكومية والخاصة لميزانيات ضخمة لتنظيم برامج وتقديم منح سنوية مكثفة لمجموعة منتقاه من الطلاب لدراسة اللغة العربية مثل برنامج فلاغ شب Flagship وكبا CAPAوغيرهما من البرامج*}}. أما في فرنسا فلم يعد تعليم اللغة العربية في الغرب مقتصرا على بعض المؤسسات الرسمية القليلة مثل معهد الدراسات الشرقية الذي أسس في البداية لتعليم اللغات العربية والفارسية والتركية ( وهو اليوم يدرس قرابة المائتي لغة شرقية ) ولا على أقسام اللغة العربية في بعض الجامعات العريقة ككليات العلوم الإنسانية التابعة لجامعة باريس ( السربون ) أو جامعات باريس ثمانية وليل وأكس بروفانس و معهد العالم العربي ومدارس العربية التي أسستها بعض الدول العربية التابعة لسفارات بلدانها على التراب الفرنسي بل لقد انتشرت المعاهد الخاصة والجمعيات والمساجد انتشارا عجيبا لتدريس اللغة العربية وهذا الانتشار يفسر بكثرة الإقبال على هذه اللغة من مختلف الأجيال العربية والمسلمة التي ولدت في الغرب بل تعداها إلى الغربيين أنفسهم الذين أقبلوا على تعلم هذه اللغة، لغة الجمال والشعر والخط ومثال على هذا الاهتمام تأتي اللغة العربية الثانية المتحدث بها في باريس وضواحيها.هذا الإقبال على اللغة العربية جعل منها ظاهرة تدرس في المجتمعات الغربية سواء في الإعلام أو مراكز البحوث والدراسات أو الجامعات فكم من أعمال جامعية ألفت في هذا الشأن نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر جامعة باريس الثامنة فرع علوم التربية ورغم أن التعليم لم يعد غريبا على المجتمعات الغربية إلا أنه هناك الكثير من ينكر أهمية هذه اللغة وما قدمته للإنسانية ويتجاهل جمالياتها ويظل يقرنها بالإرهاب والتطرف. غير أن هناك مفكرين وعلماء لغويين غربيين ـ وهم قليلون ـ أنصفوا العربية التي يقول عنهاHitti,P.K. : { إنني أشهد من خبرتي الذاتية، أنه ليس ثمَّة من بين اللغات التي أعرفها ـ وهي تسع لغات ـ لغة تكاد تقترب من العربية سواء في طاقتها البيانية أم في قدرتها على أن تخترق مستويات الفهم والإدراك، وأن تنفِّذ وبشكل مباشر إلى المشاعر والأحاسيس، تاركة أعمق الأثر فيها، وفي هذا الصدد فليس للعربية أن تقارن إلا بالموسيقى }. Hitti.P.K. History of the Arabs.londres.1914 وهذا الاهتمام بالعربية وحضارتها جعل المخرج الفرنسي ميشال أوسلو يخصص لها مساحة كبيرة في فيلمه « أزور وأسمر » حيث أن المشاهد المعبر عنها باللغة العربية تناهز النصف لم يقم المخرج بالترجمة وكأنه بطريقة غير مباشرة يدعو الفرنسيين إلى فهم العربية وتعلمها. فمن لم يتعلم لغة قوم لن يعرف شيئا عن حضارتهم وإسهاماتهم في إثراء الحضارة الإنسانية.. كما نجد هذا الاهتمام في جملة من الكتب المدرسية التي ألفها مستشرقون غربيون عن اللغة العربية.. ويسعى » هذا العمل » من خلال هذا التحقيق إلى دراسة هذه الظاهرة: أسبابها ومناهج التعليم المعتمدة في تدريس هذه اللغة ثم ما هي الصعوبات التي تواجه تدريس هذه اللغة ؟ وكيف تتفاعل الأوساط الفرنسية الرسمية منها والخاصة مع تدريس هذه اللغة على ترابها ؟ ثم من خلال هذه الأجوبة نحاول أن نستقرأ مستقبل تدريس اللغة العربية في الغرب. ثم نأتي في الجزء الثاني من التحقيق لتقديم جملة من المؤسسات التعليمية الناشطة على التراب الفرنسي التي خاضت تجارب ـ نسبيا ـ ناجحة في تدريس العربية. وللإجابة عن هذه الأسئلة توجهنا إلى أهل الاختصاص من أساتذة وأصحاب مناهج ومدراء مدارس لكي يفسروا لنا هذه الظاهرة ويشرحوا أسبابها ومناهجها ثم ما هي الصعوبات التي تواجه تدريس العربية في الغرب عامة وفي فرنسا خاصة ؟ كما زرنا مجموعة من المؤسسات والمعاهد والجمعيات التي تدرس هذه اللغة والغاية من هذا التحقيق هو حرصنا على تقديم الصورة الواقعية لهذا التعليم مع البحث عن البدائل المستقبلية وتذليل الصعوبات قصد إيجاد التوازن المطلوب في حياة أجيالنا التي ولدت في الغرب وصارت جزء لا يتجزأ منه. 1 ـ أسباب الإقبال على تعلم اللغة العربية: يذهب الكثير إلى أن الإقبال على هذه اللغة يعود إلى أن وجود الجالية العربية والإسلامية في الغرب لم يعد ظرفيا أو هامشيا بل إن هذا الوجود غدا اليوم ظاهرة دائمة وواقعا حيا تلمسه وأنت تزور بعض الأحياء في دول أوروبا وخاصة فرنسا. إن العرب المسلمين وغيرهم قد صاروا جزء من مجتمعاتهم الجديدة غير أن اندماجهم شابته حواجز كثيرة. ولعل أبرز المشاكل التي تعيشها هذه الجالية ما يتعرض له أطفالها من الصعوبات اللغوية التي تشكل عائقا هاما في حياتهم المدرسية، مما جعلهم ممزقين بين ثقافتين: -فلا هم نجحوا في التأقلم والاندماج الطبيعي والواعي مع محيطهم -ولا هم عمقوا جذور التواصل مع حضارتهم وهويتهم وفي إطار العناية بهذا الجيل ومحاولة تخليصه من حالة التأرجح التي يعيشها وسعيا وراء تحسس مشاكله والعوائق والصعوبات التي تحول دون دمجه الدمج الصحيح في بيئته الجديدة دون فصله عن حضارة آبائه وأجداده وتعميق هويته بدأ تدريس العربية يشق طريقه هنا في الفضاء الفرنسي وفي كثير من البلدان الأوربية متجاوزا البدايات المحتشمة التي كانت مقصورة على بعض الطلاب في بعض الجامعات ليشمل كل الأعمار بدء بالروضة وانتهاء إلى الجامعات. وفي هذا تقول المدرسة سيدة قدسي التي قضت عشرين سنة في تدريس العربية: سبع سنوات في تونس وثلاث عشرة سنة في فرنسا عن أسباب العودة إلى تعلم العربية:{{ إن الجيل الأول كان وحيدا في الغرب وبوعي هذا الجيل بضرورة وجود عائلته معه جاء الوعي بضرورة تعليم أبنائه اللغة العربية خوفا من الذوبان في نسق الحياة الغربية. يساند هذا الرأي ويزيد عليه أسبابا أخرى الدكتور الحبيب العفاس صاحب منهج {{ أحب اللغة العربية }} وقبلها منهج {{ أتعلم العربية }} حين سألناه: {{ إن الإقبال على تعلم العربية في ازدياد سنة بعد سنة فنحن الآن في سنة 2007 وقبل عشر سنوات من هذا التاريخ لو تأملنا لوجدنا أن عدد المقبلين على عربية قد ازداد بكثرة }} و يكفي اليوم أن نذكر أن عدد تلاميذ مدرسة النجاح مثلا يقترب من الثمانية مائة تلميذ بينما كان في سنتها الأولى ستين تلميذا كان هذا قبل ثلاث عشرة سنة أو مثلا معهد اللسان اليوم يحتضن ما يقرب على المائتي تلميذ وهو في سنته الأولى. ويواصل الدكتور العفاس:{{ مع كل سنة هناك إحساس متنام بأهمية العربية فربط الآباء أبناءهم بهذه اللغة هو ربطهم بدينهم وحضارتهم وهذا أمر أساسي له أسبابه فجل العائلات لها تواصل يومي مع الفضائيات العربية كقناة الجزيرة والقناة المغربية والجزائرية وغيرها كثير أو مع الإذاعات المحلية مثل إذاعة الشرق وغيرها. وهذا مما يجعل الحديث عن اللغة العربية أو وبها هاجس الآباء }}. وأما ما يلفت الانتباه حقيقة وهو حري بالدراسة والتحليل هو هذه الموجة من الجيل الثاني ممن ولودوا وتربوا في الغرب فقد وجدنا عندهم اهتماما بالغا بالعربية جعل الكثير منهم يسافر إلى بعض الدول العربية كمصر وسوريا واليمن لدراسة العربية وإتقانها وفي هذا يقول العفاس:{{ إن الكثير من هذا الجيل يفكر ـ وابنه لم يتجاوز العامين ـ كيف سيوفر له تربية إسلامية وليس هناك مدخل لهذه التربية غير اللغة العربية. وهذا حقيقة ما يعطي قوة لهذا التعليم رغم أنه لا يعطى في مؤسسات رسمية. وقد لمسنا هذا حتى من خارج العائلات المثقفة أو الملتزمة }}. إن بعض المدارس والمعاهد والمساجد تعرف يوم الأربعاء والسبت والأحد حركة وحيوية حيث يتوافد عليها المئات من الآباء أو الأمهات يتكبدون زحمة المواصلات وتعب الطريق أسبوعيا من أجل أن حمل أبنائهم وبناتهم إلى مدرسة العربية. وعن الأسباب الموضوعية التي كانت وراء هذه العودة هي مسألة البحث عن الهوية وانتشار العنصرية والتفرقة والتمييز بين الأعراق يقول العفاس:{{ هناك اليوم فكل المجتمعات الأوروبية تبحث عن هويتها فالفرنسيون يبحثون عن هويتهم وكيف يدعموها وهذا البحث جعل الجاليات الأخرى هي بدورها تبحث عن هويتها بعد أن كانت سابقا قد ذابت داخل الثقافة الفرنسية حتى أن الكثير من المهاجرين قد غير اسمه وانقطع تماما عن أصوله وكان لهذا سلبيات كثيرة نرى نتائجها الآن في الضواحي الباريسية . هذا البحث عن الهوية والشعور اليومي بالعنصرية في المدارس والمعاهد والجامعات أو خارجها ذهب بهذا الجيل للبحث عن معاقل تحميه وتحمي أطفاله فقاد إلى تعلم العربية قصد أن يبني الطفل هويته على أسس مرتكزة ومتوازنة تصله بثقافته الأصلية التي ستعينه على بناء شخصيته على أساس صلب تميزه عن الآخر وفي نفس الوقت تجعله منفتحا عليه لأن الإنسان لا يستطيع أن ينفتح على مجتمع ويندمج فيه إذا كان ممسوخ الهوية. وهذا نجده حتى لدى العائلات التي ليس لها أي علاقة بالدين وطلبة معهد العالم العربي أكبر شاهد على ذلك }}. أما بالنسبة لغير المسلمين فهناك أربع عوامل أو أكثر وراء الإقبال على تعلم العربية هي: 1 ـ التبادل التجاري: إن وجود عقود عمل اليوم مع العالم العربي وخاصة التعامل المتزايد مع دول الخليج شجع على تعلم العربية فالدكتور العفاس يجد أن : {{ إمارة دبي مثلا اليوم واحدة من العواصم التي بات الغربيون بما فيهم الفرنسيون يقصدونها }}. لقد أقبل هؤلاء الأجانب على تعلم العربية لأنها صارت ضرورية في حياتهم فتعلمها أصبح يسهل لهم سبل التواصل والتعامل المباشر مع المجتمعات الخليجية سواء كان ذلك على مستوى أفراد أو على مستوى مؤسسات. 2 ـ السياحة: إن طبيعة العالم العربي المتميزة تستقطب كل سنة آلاف السياح واحتكاك هؤلاء بالعالم العربي جعلهم يحبون العربية هذا أولا وأما ثانيا فإن ما يروج اليوم عن العالم العربي من مغالطات جعلت قطاعا لا باس به من الغربيين يبحث بوسائله الخاصة عن الحقيقة بعيدا عما تتداوله وسائل الإعلام فقام هؤلاء بزيارات للمغرب ومصر وسوريا واليمن… فوجدوا كما يقول الدكتور العفاس : {{ عناصر في الثقافة العربية قد استهوتهم مثل الخط العربي والموسيقى وحسن الضيافة…}} وعندما رجع هؤلاء إلى بلدانهم أقبلوا على تعلم اللغة العربية. 3 ـ الزواج المختلط: اختلطت الشعوب بعضها ببعض فقد كان الزواج سببا في تعلم اللغة العربية. فالفرنسية التي تزوجت عربيا حتى تفهمه لا بد أن تفهم ثقافته وحضارته. والفرنسي الذي تزوج فرنسية ذات أصل عربي لا بد أن يتواصل مع ثقافة زوجته التي مازالت تحتفظ برواسبها العربية. فميشال أوسلو في فيلمه {{ أزور وأسمر }} الذي ركز على اللغة العربية يجد الزواج بين اللغات وبين الثقافات والأديان سبيلا للتعايش والتسامح. 4 ـ الصحافة: إن الأحداث المشتعلة في الشرق الأوسط سواء في فلسطين أو في العراق جعلت مراسلي القنوات الغربية يقبلون على تعلم العربية لكي يتفاعلوا مع الأحداث مباشرة دون الاستعانة بمترجمين. فمجلة لموند دبلوماتيك ستصدر مستقبلا ملحقا لها باللغة العربية وقناة فرنسا 24 ستخصص ست ساعات بث يوميا بالعربية في الأيام المقبلة. وفي اتصال هاتفي طريف مع الدكتور ماهر الـمنجّد كان له رأي آخر حيث قال:{{هناك إقبال نسبي على تعلُّم اللغة العربية، ولكن لا نستطيع أن نسميه هائلاً فاللغة العربية في فرنسا هي لغة أجنبية كغيرها من اللغات الأجنبية، والحكم على شدة الإقبال على تعلم العربية يستدعي دراسة مقارنة بين الإقبال على اللغات الأجنبية الأخرى في فرنسا بالنسبة للعربية، فننظر مثلاً إلى نسبة التلاميذ الذين يختارون العربية من بين اللغات الأجنبية في المدارس الفرنسية، وننظر كذلك إلى عدد المعاهد اللغوية التي تُدَرِّس تلك اللغات بالموازنة مع عدد المؤسسات والمعاهد المهتمّة بتدريس العربية في فرنسا}}. ولما سألته ألا يعني هذا أن العربية تشهد إقبالا لا بأس قال : {{ أرى أن الإقبال على تعلم العربية هو نسبي حسب الزاوية التي ننظر منها، ولكنه إقبال يزداد باستمرار، والحكم بازدياده نابع من المقارنة الزمنية بين واقع تعلم العربية حالياً والواقع الذي كانت فيه منذ عشر سنوات فأكثر، وهنا نستطيع أن نقول بثقة إن ثمة ارتفاعاً مهماً في نسبة الإقبال على تعلم العربية في فرنسا، ويمكن تعليل هذا التطور بعدة أسباب منها ما يعود إلى تغيرات داخلية ومنها ما يتعلق بعوامل خارجية}}. ويواصل الدكتور ماهر سرد بعض الأسباب وراء هذا الإقبال وإن كان بعضها قد ذُكر من قبل: {{ فعلى الصعيد الداخلي يمكننا التحدث عن عامل ازدياد الوعي لدى فئات المجتمع الفرنسي التي هي من أصول عربية مسلمة حيث بدأتْ تعي ذاتها، وأبعاد وجودها، وضرورة البحث عن هويتها وأصولها الثقافية والحضارية. يضاف إلى ذلك كثيرٌ من الفرنسيين الذي بدؤوا يهتمون بتعلّم العربية للاطلاع على الثقافة والحضارة العربية على نحو شخصي بعيداً عما تقوله أجهزة الإعلام التي فقدت مصداقيتها عند جزء كبير من الفرنسيين نتيجة لِتسَيُّسِها وانحيازها ومبالغاتها وأحياناً لتضليلها الرأيَ العام}}. أما بالنسبة للعوامل الخارجية فيرى {{ أن أحداث 11 أيلول/سبتمبر، ـ لا شك ـ وتطور قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والحرب الأمريكية على العراق وما أنتجَته من خراب ومجازر مستمرة في العراق، وردود أفعال المتطرفين… كلُّ ذلك يدفع الكثيرَ من المثقفين الفرنسيين أن يفهموا حقيقة ما يجري بعمق في الواقع النازف، وأن يطلعوا على حقيقة الثقافة العربية من خلال بوابتها اللغوية. وقد لمستُ ذلك من خلال تجربتي الخاصة، فكان من طلابي نماذج مثيرة للاهتمام حقاً، إذ كان فيهم أطباء ومهندسون ومحامون ومتخصصون في البيولوجيا والكيمياء وعلم الاجتماع والمعلوماتية والعلوم السياسية… وكنت أهتم دائماً بفهم سر إقبالهم على العربية }}. وهكذا وبمقارنة آراء من استجوبناهم لاحظنا أنهم يكادون يلتقون جميعا حول أسباب الإقبال على العربية وإن اختلفوا في تحديد نسبة المقبلين على هذه اللغة. والحديث عن الأسباب يقودنا إلى الحديث عن المناهج وكيف تفاعل المشرفون على التدريس مع هؤلاء العائدين؟ 2 ـ المناهج المعتمدة في تدريس اللغة العربية: هناك تجارب قيّمة في تعليم العربية وتحتاج إلى التوجيه أكثر و ينقصها مناهج تحترم نفسية التلميذ وطبيعة الفضاء الغربي الذي تدرس فيه العربية إذن كان لا بد من التنسيق والتفاعل بين المدارس وأصحاب المناهج في تبادل الآراء حول طرق التدريس وحول الصعوبات وتشجيع التواصل بين تلاميذ هذه المدارس حتى تتوسع دائرة المعارف والعلاقات ويتأكد التلميذ أنه ليس وحده من يدرس العربية وهذا حتما سيسهل عليه كثيرا من الصعوبات ويكسر الحاجز النفسي ويشعره بهويته. وكذلك وجوب التواصل والتنسيق مع المدارس الفرنسية وضرورة الاطلاع على مناهجها وخططها في التدريس للاستفادة أكثر لأن اللغات تنمو وتتطور في التقائها واحتكاكها فيما بينها. ونجد اليوم مناهج اعتمدت على اللغة الوسيطة ـ الفرنسية ـ في تدريس العربية مثل تلك التي ألفها مستشرقون وهناك مناهج أخرى اعتمدت على اللغة العربية فقط مع تبسيطها مثلما فعل الدكتور الحبيب العفاس في منهجه الذي تطبقه الكثير من المدارس والجمعيات وهناك مجهود جيد تمثل في منهج معهد الأمل ـ كتب مدرسة الأمل ـ وأما المدارس العربية التابعة لدولها مثل المدرسة العراقية والليبية والسعودية فقد اعتمدت على مناهجها القطرية مما يحد من إشعاعها ويعزلها عن التفاعل مع محيطها الفرنسي. وعليه فرغم بعض الجهود الحثيثة في هذا المجال إلا أنه إلى حد الآن لم تتبلور إلى الساحة مناهج يمكن لها حقيقة أن تغطي احتياجات هذا الإقبال الشديد من الراغبين في تعلم اللغة العربية بمختلف صوره وأشكاله وفي هذا تقول السيدة قدسي: {{ إن طرق تدريس اللغة العربية في الغرب يختلف تماما عن تعليم اللغة العربية في الدول العربية فعلى المدرس القادم من هذه الدول لتعليم هذه اللغة للفرنسيين من ذوي أصول عربية أن يندمج هو أولا في مجتمعه الجديد ليتمكن من طريقة التعامل مع هؤلاء الطلاب لكي يعرف ماذا يقدمه لهم؟ وكيف يقدمه؟ ولهذا لا بد من مناهج خاصة تحترم اهتمامات الطفل واستيعابه للغة أجداده وتحبيبه وترغيبه فيها. وإلى حد الآن ورغم المحاولات الجادة إلا أنها مازالت لم تصل إلى المرغوب في حياة أبنائنا بالغرب}}. ويتفق معها الدكتور ماهر الـمنجّد فيما ذهبت إليه :{{ لا شك أن أمام هذا الإقبال النسبي على اللغة العربية يجب أن يكون ثمة مناهجُ متطورةٌ في تعليم العربية، فيمكنني التحدث هنا عمّا هو في الواقع التطبيقي مستشهداً بتجربتي الخاصة ومحللاً ما هو شائع في الساحة الاستهلاكية عموماً. لا غرو أن ظروف الحياة الفرنسية وطبيعة إيقاعها اليومي ينبغي أخذها بعين الاعتبار في طُرُقِ التدريس وفي مناهجَ تتأقلم مع الواقع من ناحية وتستفيد من التكنولوجيا المعاصرة من ناحية أخرى…}} قاطعته مستوضحا وأنت أستاذ ماهر بوصفك أستاذ جامعي ولك خبرتك الطويلة في تدريس هذه المادة ماذا أضفت إلى هذه المناهج من جديد؟ فقال {{ قد قمتُ بتطوير أساليب ومناهج تستفيد من ميدان المعلوماتية وتستخدم وسائل متعددة سمعية مرئية أطبقها في التعليم، وهي تعطي نتائج جيدة. فمثلاً كل النصوص اللغوية التي هي موضوع التدريس سجّلتها على ملفات الكترونية يمكن وضعها في جهاز « MP3 » ليذاكرها الطالب أثناء تنقله في المواصلات، وكذلك أستخدم في التدريس شاشة عرض كبيرة تعرض المنهاج المدرّس وبعض الأفلام التربوية. كما كنتُ شاركتُ في تطوير برنامج معلوماتي ضخم لتدريس العربية وهو من ثمانية أقراص أنتجته شركة « Auralog » المتخصصة في صنع برامج تعليم اللغات، وكان هذا البرنامج بطلبٍ من جامعة أميركية تُدرّس العربية}}. وعن سؤال أنتم كأهل اختصاص وتجربة وعلاقة حميمية باللغة العربية كيف تسمحون لغير أهل الاختصاص أن يحشروا أنفسهم في مجال تدريس اللغة العربية؟ فقال {{ ما من شك أن عقلية المدرس الجامعي الذي يؤهل أساتذة المستقبل حيث درّستُ موادَّ النحو والصرف والبلاغة لطلاب كلية الآداب في الجامعة السورية قد أفادتني كثيرا ًفي طرق تعليم العربية وأصول تدريسها. وقد كنتُ أتعاون مع بعض المعاهد في باريس واضعاً خبرتي في خدمتهم، ولكن المشكلة أن أكثر تلك المعاهد يتولى فيها تدريسَ العربيةِ أناسٌ غيرُ متخصصين، فكان التعامل معهم صعباً وغير مُثمر، ولا سيما عندما تأخذهم العزة بالجهل، فيفرضون رأيهم الخاطئ، ويرفضون الاعتراف بأنهم ليسوا من أهل الاختصاص، وينسون أنهم غير مؤهلين أصلاً للتدريس فما بالك عندما ينبرون لتأليف مناهج لتعليم العربية؟ والإناء بما فيه ينضح، وفاقد الشيء لا يعطيه! }}. كثير من الجمعيات والمدارس وحتى تدريس العربية في المساجد يشرف عليه أناس لا علاقة لهم بالتربية ولا علاقة لهم بعلوم العربية ومناهجها كل ما في الأمر أن هؤلاء استغلوا إقبال الجيل الثاني والثالث على العربية ففتحوا حوانيت لبيعها مثلما تباع الخضر والفواكه طالما أن العربية بضاعة مطلوبة وسوقها رائجة..وعلى هذا يعلق الأستاذ ماهر {{ كان من نتائج سيطرة غير المتخصصين على تدريس العربية أننا نجد أن معظم المناهج المنشورة في فرنسا تعجّ بالأخطاء النحوية والصرفية واللغوية وحتى الإملائية والتربوية. ولا أبالغ إذا قلتُ إنها جريمة كبرى أن ندرّس الخطأ لأطفالنا، وهذه خيانة للعربية وثقافتها، وتشويه لها، واعتداء عليها، وتخريب لبنيانها! }} وفي كل اللقاءات التي عُقدت حول العربية ترتفع بعض الأصوات مطالبة بتوحيد الجهود وتبادل الخبرات ومنع السماسرة من التجارة باللغة العربية وتدريسها فقال ماهر: {{ إني أنادي بتشكيل هيئة علمية لغوية، تجمع فريقاً من أهل الاختصاص حصراً، ومن ذوي الكفاءات العلمية العالية، لتكون مرجعاً أكاديمياً لعلوم اللغة العربية وآدابها وأصول تدريسها في فرنسا، أي ما يشبه مجمعاً لغوياً مصغّراً. وهذا يتطلّب مؤسسةً وإمكانياتٍ، فهل هناك يا تُرى مَن يسمع النداء؟}}. وهكذا فإن تعليم العربية يتقدم ولكن رويدا رويدا ومما يعطل عملية السير هذه دخول عير المتخصصين إلى هذا الحقل معتبرين تدريس العربية سوق مثل غيرها من الأسواق مثل الحج والعمرة والأضاحي والمرطبات وغيرها مما يقلل من مصداقية دراسة هذه اللغة ورغم بعض الأصوات الفردية التي ظلت تنادي بتوحيد الصفوف في الأداء والمنهجية ووضع مناهج تستجيب حقيقة لطبيعة هذه العودة نلاحظ بوضوح غياب الإرادة الجماعية رغم تميز بعض التجارب الفردية مثل تجربة « معهد منارة » في مقاطعة بوندي التي تشرف عليها السيدة ليلى ازريق التي مارست التدريس لسنوات ثم تولت الإشراف البيداغوجي بعدها فأهل مكة أدرى بشعابها كما يقال.. 3 ـ الصعوبات والعوائق والمستقبل لا شك اليوم أن اللغة العربية قد وجدت مكانا لها في الغرب ولكنه مكان غير آمن لأنه هناك من لا يزال يتحامل عليها ولكن رغم ذلك تبقى إرادة الآباء سواء القادمين من الدول العربية أو ممن ولدوا هنا صامدة في تدريس أبنائهم وبناتهم هذه اللغة حتى ولو كان ذلك بأشكال متواضعة ما زالت لم ترق للهدف المنشود إلا أنها تجني ثمارها من سنة إلى أخرى. فمثلا نجد أن الذين يدرسون اليوم في مدرسة الشيخ أيوب هم التلاميذ الذين كانوا يدرسون بها بالأمس. وعليه فمع ازدياد المقبلين على تعلمها تزداد التحديات أكثر أمام الآباء والمدرسين وواضعي المناهج وفي هذا تقول السيدة قدسي:{{ لا ننتظر من الآخر القبول أو الرفض لتعليم اللغة العربية بل على الآباء والمدرسين والمسؤولين فرض ذلك واليوم نجد أن حاجة التلميذ إلى اللغة العربية جعلته يرغب في دراستها رغم أنه في مراهقته كان رافضا لتعلم العربية متعللا دائما بكثرة دروسه في المدرسة الفرنسية ولكن بمرور السنوات عاد من تلقاء نفسه إلى تعلم العربية لأنها أولا مثلت أحد المواد الممتحن فيها ودراسته لها تمكنه من الإحراز على عدد جيد يساعده في معدله وثانيا لان تعلم هذه اللغة من شأنه أن يفتح آفاقا للعمل داخل فرنسا وخارجها وثالثا لأنه بتقدم عمره وازدياد وعيه وجد أن هذه اللغة تمثل مكونا من مكونات شخصيته }}. ويدعم رأيها ما يقوله الدكتور الحبيب العفاس:{{ يجب على المؤسسات والجمعيات التي تدرس العربية هنا في فرنسا أن تكون لها رؤية واضحة واستراتجية دقيقة لكي تأخذ هده اللغة مكانها إلى جانب اللغات الأخرى وهذا يكون من خلال دق الأبواب على المؤسسات الحكومية الفرنسية للتأكيد على أهميتها الحضارية والجمالية والموسيقية ، فمن واجبنا اليوم فتح الجسور مع أصحاب القرار ومحاوراتهم حتى تدخل العربية بطريقة طبيعية إلى جانب تعليم اللغات الأخرى}} وهدا ما نراه مثلا في ثانوية بلزاك التي فتحت منذ أربع سنوات وهي تضم الآن حوالي سبعين طالبا يدرسون اللغة العربية كلغة حية مثل غيرها كالانجليزية والاسبانية والألمانية والبرتغالية وقد انطلقت في بدايتها بخمسة طلاب. ويواصل العفاس:{{ وأنا كخبير عندما أستدعى للكلام حول اللغة العربية ومكانتها في فرنسا أقول:{{ إن تعلم العربية اليوم اختيار عائلي فأنا كعائلة أبحث عن تدريسها لأبنائي فلا أجد ذلك إلا في الإطار الجمعياتي وفي اليوم الذي تُدرج فيه العربية في المدارس الحكومية الفرنسية سأكون أول من يضع أبنائي فيها، لأني أعلم أن تعليمها عندما يكون في إطار حكومي وتحت إشراف وزارة التربية سيكون له فوائد ونتائج هامة وستعطى له إمكانيات أكثر وسيحظى بوضع المناهج اللازمة مما سيعيد الاعتبار للتلاميذ من ذوي الأصول العربية. إن التلميذ ساعتها سيدرس العربية في إطار إيجابي وطبيعي مثل غيرها من اللغات وهذا سيساهم في رفع كثير من الالتباسات والمغالطات التي يحيكها البعض عن العربية ومن واجب الحكومة الفرنسية اليوم أن تأتي بالحلول لأنها هي المسؤول الأول في هذه البلاد ولأن الحلول في إطار الجمعيات موجودة رغم الصعوبات الموجودة في الكراء وتسديد رواتب المعلمين ووضع المناهج. 4 ـ الخلاصات من التحقيق: في ضوء ما قيل نجد أن الأسباب كثيرة ومتنوعة تلك التي تقف وراء إقبال الفرنسيين من أصول عربية أو غير عربية مسلمة أو غير مسلمة، صغار أو كبارا، مؤسسات أو أفراد على تعلم العربية التي تأتي في خامس لغة في فرنسا من حيث التّعليم العالي ومن حيث العددُ بعد الإيطاليّة وقبل الصّينيّة. ولا بد من الإشارة أيضا أن بدأ تعليم اللّغة العربيّة قديم في هده الربوع وتبريز اللّغة العربيّة من أقدم ما يوجد في فرنسا. وقد بلغ عدد الطلاب الذين يدرسونها في المؤسسات الرسمية الفرنسية ـ مدارس ومعاهد وجامعات ـ ما بين 6000 إلى 8000 بين طالب وتلميذ، بما فيه Le CNED والتّعليم الخاصّ. وخارج الإطار الرسمي هناك حوالي عشرة آلاف طالب يدرسون العربية اليوم وعليه فالاهتمام باللغة العربية اليوم أمر بديهي ولكن المشكلة تكمن في ترجمته على أرض الواقع في ظل تصاعد التخويف من العرب ولغتهم. ولقد وجدنا أن من أكبر مشكلات اللّغة العربيّة هي: الفصحى والعامّيّات، ممّا يحدث مشكلا بيداغوجيّا. وما ينشر في هذا الميدان لا بدّ أن يأخذ بعين الاعتبار اللّغتين، لا سيّما فيما يتعلّق بالحكاية والأدب الشّعبيّ. وتعلم العربية اليوم وامتلاكها هو تطوير للقدرات الإبداعية للأطفال ولنشاطاتهم الفكرية والاجتماعية قصد تكوين المواطن الصالح المبدع المتقن لأكثر من لغة. ولدلك من الضروري دراسة المشاكل النفسية والثقافية والاجتماعية والبداغوجية التي يعيشها أبناء المهاجرين بحكم أنهم يشكلون الأغلبية من القطاعات المقبلة على تعلم اللغة العربية دراسة علمية من طرف القائمين على التعليم وهذا خاصة بعدما لمسنا إقبالا حقيقيا من الآباء على تعليم أبنائهم اللغة العربية بوصف كل لغة هي التي تشكل هوية الطفل النفسية والاجتماعية والثقافية والتي من داخلها يتمكن الطفل من تأكيد ذاته وفي نفس الوقت يتمكن من لغة البيئة التي يعيش فيها باعتبارها لغته الأم. ضرورة دفع التلميذ بتبني التنسيق مع الجهات الرسمية من بلديات ودور رعاية الشباب ووزارة الثقافة وضرورة المطالبة بحقوقه حتى يأتي اليوم الذي نرى فيها اللغة العربية مبرمجة مثل غيرها من اللغات الحية في كل المدارس والثانويات والجامعات الفرنسية. وبداية الغيث قطرة كما يقال نجد اليوم حولي ألف تلميذ يدرسون العربية في المستوى الابتدائي في إطار ما يسمى l’enseignement d’initiation de langue étrangère في المدارس الحكومية الفرنسية. أما الطريف الذي نختم به هذا التحقيق هو إقبال الأجانب على تعلم العربية لغة الخط والشعر والموسيقى ولغة حضارة أعطت للإنسانية علوما وفنونا وآدابا وحافظت على تراث الأمم السابقة لما قامت بترجمته وزادت عليه وهدا يمكن أن يكون موضوع تحقيق آخر. ـــــــــــــــــ ·ـ يحيى عبد المبدي محمد {{ في الذكرى الرابعة لهجمات سبتمبر: الأزمة لم تكن للعرب الأميركيين شرا مطلقا}} . المصدر: الموقع الالكتروني : تقرير واشطن http://www.taqrir.org/index.cfm ·ـ السيدة سيدة القدسي مدرسة في مدرسة النجاح. ·ـ الدكتور الحبيب العفاس ـ دكتور في علوم التربية سنة 1994. وصاحب منهج {{ أحب اللغة العربية }} وقبلها منهج {{ أتعلم العربية }} وله كتابات أخرى وهو صاحب مكتبة الأندلس ·ـ الدكتور ماهر الـمنجّد عضو هيئة تعليمية في جامعة دمشق – كلية الآداب دكتوراه في الأدب المقارَن والتبادلات الثقافية والألسنية من جامعة السوربون باحث في مركز البحوث حول الأدب العام والمقارن في جامعة السوربون مدرس مادة التفسير وعلوم القرآن في المعهد العالي للعلوم الإسلامية في باريس
عمر أغلبها ناهز القرن: 3150 مسكنا مهددة بالسقوط في العاصمة ترميم، إزالة.. ومساكن جديدة
تونس-الصباح « احذر »… « لا تمر »… « خطر »… « سقوط حجارة »… هي ليست الإشارات المرورية التي تعترض سبيل مستعمل الطريق يوميا بل هي عينة من بعض ما يردده من هم مهددون بخطر انهيار بناءات تداعت للسقوط فشكلت مصدر رعب ليس لمتساكنيها فقط بل لجيرانهم أيضا ولكل من يمر في غفلة منه تحت رحمة هذا الخراب القاتل. خراب أصبح وجوده مصدر تذمر البلدية والمواطن على حد السواء أمام ما تطرحه هذه البنايات من مشاكل جمة أرقت الجميع وكدر صفو حياتهم. هي عينة من جملة 3150 مسكنا في العاصمة تم إحصاؤها في دراسة تحت عنوان « البنايات المهددة بالسقوط » شوهت منظر المدينة وحولت وجهة من يجوب شوارعها لتجبر المارة على رسم خارطة طريق جديدة ليعبروا الأنهج والأزقة بسلام متفادين خطر انهيار بناءات ناهز عمر أغلبها القرن بل وتجاوزه. ولا غرابة إن سجلت المستشفيات حوادث ليس المتسبب فيها بشر بل جدران وعمارات تداعيها للسقوط هو المتهم الأول في قضية سلامة المواطن بدرجة أولى. فتارة يطالعك خبر سقوط شرفة ذلك المسكن مخلفا قتلى ذنبهم الوحيد أنهم مروا تحتها عندما انهار وبذلك انهارت حياتهم وحياة أسرهم من بعد وفاتهم. وتارة أخرى يشدك خبر ضحايا جدد دفنوا تحت ركام جدار وقعت أنقاضه على أجساد هي عرضة في أي لحظة لخطر فقدان حياتها جراء هذا الغول القاتل: » البنايات المتداعية للسقوط ». ويشد سمعك ما يروى عن عمارات نخر السوس جذعها وطالها الوهن فهجرها سكانها بعد أن أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من الموت تحت أنقاضها. لم يكن بالأمر الهين تبين معالم هذه البنايات وملامحها التي ترك عليها الزمن بصماته وخط عليها نقوشا لم تعد واضحة. فتشكلت لوحة رسمت باخضرار الرطوبة ولونت بالأتربة زادتها رائحة الأوساخ المنبعثة منها اشمئزازا لتجعل المتأمل فيها ينظر إليها شزرا. مشهد يتكرر عشرات المرات في أنهج شوارعنا وفي أزقتها ضحايا وخسائر بالجملة لم تفلح أساليب الترميم البدائية التي اتبعها أصحابها على رأب صدع خطر الموت تحت الأنقاض وتفاديه. لكل بناية تاريخ ومآس أيضا. ولكل متساكن حكاية وطرائف يقصها على كل من يسأل عن هذه الكوارث التي تجاور مساكننا وتهدد راحتنا. « دار لقمان على حالها… » محطة الحافلات « علي البلهوان » بباب الخضراء ساحة تعج يوميا بآلاف المارة والسيارات والباعة وغيرهم ساحة تنبض بوقع الحياة وحركيتها. لم يهدد دقات هذا النبض سوى ذلك الجزء المتبقي من عمارة ذات ثلاثة طوابق: إنه الحائط الذي يلوح لكل ناظر شامخا متعاليا رصفت الحجارة فيه عشوائيا لتعانق الأعشاب التي امتزجت معها وتداخلت لتعلن ميلاد مشهد عهده من قطن تلك الساحة. فالسيد رضا اتخذ من الحلاقة مهنة جمعته بمن جاوره من متساكنين وزبائن أقسم على رفضهم جميعا ذلك المنظر المقزز والمخيف في آن واحد فيقول: « مر زمن طويل وهذا الحائط على حاله… فلا هو قد بارح مكانه وهدم ولا هو قد رمم كما يجب… فلا أراحنا واستراح… ». هي معاناة يعيشها جار هذا الحائط الذي تداعى للسقوط وهي مأساة عراك دائم أعلن حربه السكان منذ ثلاث سنوات مع صاحب هذا العقار الهرم. ولخص السيد رضا هذا النزاع فأشار إلى أن صاحب هذا العقار الخرب هو أحد أصحاب رجال الأعمال أصيل الجنوب لم يراع ما سن من تشريعات ونادرا ما يزور ما تركه خلفه من خطر فترى الجيران يهبون لملاقاته قصد فض النزاع بمجرد سماع خبر قدومه. ولكن هيهات « …فلا شيء غير الوعود والأكاذيب الواهية… ». وأمام جدار الصمت الذي يفرضه صاحب العقار وهذا الخطر المحدق بسلامة أبناء السكان لم يجد من أبى الصمت عن هذا الوضع حلا سوى الأخذ على عاتقه ترميم ما لحق من ضرر بهذا الحائط. السيد مولدي أحد هؤلاء إذ قام بحملة جمع تبرعات من السكان وبما تم جمعه قاموا بمساندة دعائم الحائط بأخشاب هي بالكاد قادرة على تحمل وزنه فطلاها لون الرطوبة هي الأخرى وامتزج بلون الحائط الذي لاصقته وتناغمت الأتربة المتساقطة منه مع شقوقه. « … ما باليد حيلة… لم يبق أمامنا أي خيار آخر فإما تقبل هذا الحائط المقيت والتعايش معه وإما محاولة تحدي وجوده والدفاع عن راحتنا وراحة أبنائنا وسلامتهم… ولسلامة الأبناء الغلبة… » يقول السيد مولدي ذلك محدقا في الحائط الذي حال بينه وبين العيش في طمأنينة. هذه اللامبالاة التي يقوم بها بعض من لم يراع أبسط شروط الجيرة ومقوماتها فاستباحوا حقوق الجار وهضموها تتكرر لكن بأوجه أخرى. هي عجوز أمسكت بسيجارة بين يديها وأخذت تدخنها غير مبالية بما أحاط بها من خراب وفوضى عمت شرفة غرفتها المطلة على محطة الحافلات. كان الوصول إلى مسكنها بالطابق الثاني أمرا شاقا بعض الشيء: فرائحة الرطوبة فاحت في المكان وخنقت من يلج إليه والدرج غطته الأتربة وجعل تسلقه رحلة محفوفة بالمخاطر فعلا زاد في صعوبتها غياب جوانبه وتناثر رخامه الذي دفن تحت كومة من الغبار المنحدر من حائط نقش برسوم غريبة وأشكال هجينة جمعت الأحرف اللاتينية بالعربية لتفتقد حينا آخر أجزاء وقعت بمفعول تقادم الزمن. فتح الباب فجأة وإذا بها عجوز لم تتوان عن شتم صاحب المسكن الذي استأجرته بمجرد سؤالها عن سبب هذه الوضعية الرثة التي يعيشها البناء الذي تقطن فيه فقالت: »…هو لا يقوم بأعمال الترميم ويتهرب منها ويجعلني أتحمل بمفردي نفقاتها… يكفي ما أنفقته من مال على ترميم لم يأت أكله… ». قامت هذه السيدة بالإنفاق مما تتحصل عليه من نقود يرسلها لها أهل البر على ترميم سطحي لهذا المسكن الذي تداعت أركانه وهددها بالسقوط في أي لحظة. قالت ذلك لتوصد بابها مجددا فيتناثر منه غبار زاد في الاشمئزاز من رائحة المكان وجوه. ثم عادت إلى تلك الشرفة مجددا غير مبالية. أحد المتساكنين في ذلك الشارع لم يبال هو الآخر بما تناثر من حصى كان منذ قليل جزء من « معلم تاريخي » في المكان وقد داستها عجلات سيارته التي ركنها إلى جانب حائط جاوره محل السيد عبد الحميد البناني صاحب محل لبيع التجهيزات المنزلية هو ابن المنطقة منذ 25 سنة سكنها شابا وها هو يعمل فيها كهلا. وعن هذا الوضع يتحدث قائلا: » منذ سنة 2007 وأنا أسعى جاهدا لحل هذا المشكل الذي يطرحه هذا الحائط اللعين… لقد قمت بعدة محاولات فمرة أتوسل فيها صاحب العقار ومرة أخرى أرهبه… ولكن دون جدوى فالحائط موجود والحصى المتناثر منه يملأ المكان… هذا دون جدوى تذكر… ». هي مساع لجأ إليها هذا الجار وغيره ممن لم يتحمل معاناة أقلقت سلامته وشكلت مصدر إزعاج لراحته. هو سعي لا يتقاسمه المواطنون فقط بل تشاطرهم أطراف أخرى قسما كبيرا منه أيضا. تنوع العلاج لكن المرض واحد إزالة كلية أو ترميم ثقيل أو التدخل العاجل أو إعادة الإسكان: هي حلول أربع تم توخيها انطلاقا من دراسة وضعية البنايات المهددة بالسقوط ومحاولة إيجاد بديل لأصحابها الذين تمتعوا بها على أربع مراحل انتفعت خلالها 2119 عائلة بمساكن جديدة وشاركت فيها شركات بناء المساكن الاجتماعية قصد إزالة « الوكايل » التي انتصبت كيفما اتفق وأينما راق لسكناها اللجوء إليها فأضرت بجمالية المدينة وخربت منظرها. لكن التشكي من ارتفاع الكلفة التقديرية للإزالة التي يتحملها المواطن تبقى القاسم المشترك بين من لم يستطع دفع 7 آلاف دينار كلفة إزالة مسكنه. كما أن الأمر ليس بالهين على من يدعا إلى مغادرة منزله وتركه قصد إزالته فتراه ينصاع في نهاية الأمر إلى ذلك على أمل حل الإشكال جذريا. أماكن السكن الجديد توزعت على أحياء بولاية منوبة وولاية بن عروس وولاية أريانة وأخرى بباب سويقة وباب بحر من تونس العاصمة وفي المدينة العتيقة أيضا على أمل حل الإشكال الذي مازالت 92 عائلة تنتظر تجاوزه. تغادر محطة الحافلات بباب الخضراء وتتساءل عن المسكن الهرم التالي الذي سينهار دون سابق إعلام ويستوقفك مشهد المارة ذهابا وإيابا في حركة الحياة المعتادة التي لا يقطع وتيرتها هناك سوى خبر انهيار جدار أو وفاة أحدهم تحت أنقاضه. و ـ بوزيان ــــــــــــــــــ ترميم، إزالة.. ومساكن جديدة اختلفت طرق التدخل وتوزعت لتشمل البنايات التي تتطلب إما ضرورة التدخل العاجل أو إزالتها كليا أو ترميمها أو تعويضها فكان لكل جهة حصتها ولكل طريقة تدخل عدد المساكن التي شملتها. قرار الإزالة الكلية شمل 276 مسكن تتوزع كما يلي 130 حالة بباب بحر و92 حالة بباب سويقة و33 حالة بتونس المدينة و13 حالة بالخضراء و6 حالات بسيدي البشير وحالتان في الوردية. أما قرار الترميم الثقيل فقد شمل 174 حالة بلغت حصة تونس المدينة منها 73 حالة. 71 مسكن شملها قرار التدخل العاجل 17 منها في تونس المدينة. كما تم أيضا إزالة 8 مساكن ورفع الأنقاض منها. من جهة أخرى شمل قرار الانتفاع بمساكن جديدة 2119 عائلة. غير أن 98 من « الوكايل » لا تزال قائمة تنتظر إحدى طرق التدخل هذه.
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 24 جويلية 2009)
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين الرسالة رقم 651 على موقع تونس نيوزو جريدة الصباح
الحلقـة الخاتمة الخامســة
بقلم محمـد العروسـي الهانـي
مناضـل دستـوري، معتمـد متصـرف متقاعـد
عيد الجمهورية : 25 جويلية 1957 عيد كل التونسيين والتونسيات
أواصل على بركة الله الكتابة حول عيد النخوة والسيادة عيد الجمهورية التونسية المجيد – عيد كرامة المواطن وحريته ان عيد الجمهورية المجيد هو عيد النخوة و الاعتزاز بمكاسب الجمهورية و ان الوفاء لصانع هذا الحدث التاريخي الهام واجب وطني و أخلاقي و ان إحياء هذه الذكرى الخالدة المجيدة من شيم المناضلين الأوفياء للوطن و للرمز الخالد و ان زيارة ضريح الزعيم الرمز و الترحم على روحه الطاهرة الزكية من قيم و ثوابت حزبنا. و ان يوم عيد الجمهورية 25 جويلية يعتبر من اهم الأعياد الوطنية بعد عيد الاستقلال الوطني 20 مارس 1956. و ان الاحتفال به على مختلف الأصعدة الوطنية و الجهوية و المحلية و القاعدية مظهر من مظاهر الوفاء و العرفان بالجميل لمؤسس النظام الجمهوري في بلادنا الزعيم الخالد الحبيب بورقيبة و ان احتفالات الشعب في القارة الإفريقية و في جنوب إفريقيا يوم 19/07/2009 في عيد ميلاد منديلا الزعيم الإفريقي الواحد و التسعين يدل على الوفاء و العرفان بالجميل في القارة السمراء لزعيمهم الخالد و ما عبروا عنه يعتبر مثالا يحتدا به في إفريقيا جمعاء يعتبر من الاعياد الكبري للزعماء . و ان اعتزازنا بزعيمنا و و تاريخنا يؤكد متانة حضارتنا و عراقتنا و اشعاع حزبنا وهو مضرب الأمثال في العالم. و ان تعليق صور زعيمنا في كل النوادي الحزبية و الإدارات العمومية و الساحات العامة يدل على تمسكنا و اعتزازنا بتاريخنا و ان تمسك الاتحاد العام التونسي للشغل بزعمائه الخالدين و المحافظة على صورهم و تاريخهم هو من ثوابت حركتنا الوطنية و الاقتداء بالاتحاد العام التونسي للشغل هو اعتزاز بماضينا و تراثنا المجيد و أصالتنا و حبنا لزعمائنا الخالدين و ان ما شاهدته يوم 21 جويلية 2009 ببهو دار الصباح من صور تاريخية للزعيم الحبيب بورقيبة مؤسس الجمهورية التونسية في ابهي صورة يرتدي زي الجمهورية في 25 جويلية 1957 تعتبر هذه الصور الخالدة رمزا لصانع الاستقلال و مع هذه الصورة المؤثرة شاهدت صورة مؤسس جريدة الصباح المرحوم الحبيب شيخ روحه رحمه الله و كذلك صورة الرئيس زين العابدين بن علي صانع التحول و في ذلك حفاظا على الذاكرة الوطنية . و كنت اتمنى لو كانت صورة الزعيم الحبيب بورقيبة معلقة في بهو جريدة الحرية لسان الحزب الحر الدستوري . التجمع الدستوري الديمقراطي الوريث للحزب قلت « اتمنى لو تم ذلك لكن ليت شعري التنكر هو سيد بعض الاشخاص و بدون تعليق » ان هذا العيد المجيد الثانية و الخمسين اكثر من نصف قرن بالتمام والكمال – نصف قرن و سنتين باليوم والشهر والعام والساعة –اكثر من نصف قرن على الحدث السعيد حدث عيد الجمهورية المجيد. لكل التونسيين والتونسيات. عيد الكرامة والشهامة والنخوة هذا العيد الوطني نتمنى أن يكون فاتح عهد جديد للتونسيين والتونسيات دون استثناء كلهم أبناء الوطن عليهم واجبات ولهم حقوق نتمنى أن يقع فيه العفو والصفح والتسامح. فلا أحد يبقى خارج الوطن طبقا لما صرح به السيد وزبر العدل و حقوق الانسان مؤخرا تعقيبا على طلب ابنائنا المهاجرين في المهجر . و هذا من مشمولات القضاء. و في رحمة القضاء وعفو الرئيس وتسامح النظام تكمن النخوة و تكتمل يوم 25 جويلية 2009 وبعد نصف قرن و نيف لا بد من صفاء القلوب وصفاء العقول وصفاء سماء تونس من الغيوم والرعد والزلزال والوشاية والقيل والقال والشحناء والبغضاء والاتهامات والتاويلات والكراهية. و لا بد من عفو شامل يشمل جميع العائلات، وهي فرصة للجميع وتوبة للمذنبين وصفحا من أهل القيم والشيم حتى يعود الصفاء والمرح للعائلات التي حرمت من فلذات أكبادها طيلة عقود وحرمت من ريحة البلاد التي تغنى بها المطرب محمد الجموسي – ريحة البلاد. لا بد من عفو شامل لإعادة الأمل والبسمة للأسرة التي فقدت أبنائها وسندها وأباها وخالها وعمها وأخاها وأختها. فرصة يعطيها الرئيس زين العابدين بن علي للجميع للعودة إلى أرض الوطن مرفوعي الرأس والكرامة. فرصة ينتظرها الجميع للعودة سالمين معافين مبجلين. وهذا يتم بحول الله تعالى وبعونه وكل الدلائل والمؤشرات تؤكد على ذلك. العالم كله يدعو إلى المصالحة والوئام والتضامن والتسامح والتحاور حتى بين الأديان والحضارات- و ان تونس على لسان رئيسها تدعو لحوار الحظارات بين الاديان فما بالك بين أبناء الأمة الواحدة والدين الواحد واللغة الواحدة. والوطن الواحد. نتمنى أن يتم ذلك في عيد الجمهورية المجيد وبذلك يكون العيد عيد الجمهورية عيدين عيد الجمهورية وعيد التسامح وطي صفحة الماضي. وهذا ليس بعزيز على حكومة سيادة الرئيس زين العابدين بن علي القادر بعون الله على تحقيق الامنية التي يتمناها ركل مناضل صميم مخلص للوطن . وكل عام وتونس وشعبها وحكومتها ورئيسها بألف خير. قال الله تعالى : » فمن عفا وأصلح فأجره على الله » صدق الله العظيم. قال الله تعالى : » ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم » صدق الله العظيم. ملاحظة هامة : إن الرجال المخلصين يدعون للخير والمصالحة والتسامح وغيرهم يريدون أن تبقى البلاد تحت رحمة التجار والسماسرة لابتزاز الوطن والتمعش بطرق ملتوية. متى يبلج صبحا جديدا تعود فيه المياه إلى مجاريها وتفضح وتكشف نوايا الصيادين في الماء العكر و ما الحوار الذي اجرته قناة المستقلة مؤخرا مع ثلة من ابناء الوطن حول مناقب الزعيم و خصاله و اثاره و بصماته يعتبر حوار مجدي و مفيد و لو ان احدهم المعروف بالراي المخالف خالف الجماعة لغاية في نفس يعقوب قضاها لكن في اخر حلقة غاب هذا الاخ و رمي المنديل لان العقل النير تغلب في الاخير و انتصرت البورقيبية بفضل هذا الحوار بمشاركة خيرة ابناء الوطن و في طليعتهم الدكتور محمد الهاشمي الحامدي مدير القناة و الدكتور خالد شوكات رئيس مركز الديمقراطية في الدول العربية فشكرا لهما على هذا الوفاء لزعيم القرن العشرين المجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة الذي قال عنه الجنرال ديغول في مذكراته انه الزعيم الخامس في العالم فهذه الشهادة من رجل مثل ديغول تعتبر وسام لتونس و شهادة تاريخية لا فقط للزعيم بورقيبة بل لكل التونسيين و التونسيات . عاشت الجمهورية التونسية شامخة و عاش التجمع حزب الاغلبية و الله و لي التوفيق محمد العروسي الهاني مناضل معتمـد متصرف متقاعـد 22022354
الإسلاميون وتدبير العلاقة مع خصومهم.. جدل المبدأ والمصلحة
مصطفى الخلفي 2009-07-24 أفرز تطور المشاركة السياسية للحركة الإسلامية بروز تحدي تدبيرِ العلاقة مع الخصوم والمخالفين، وذلك وفق ما تقتضيه تحديات الفعل السياسي وإكراهاته الموضوعية ومتغيراته اليومية، والتي تدفعهم للدخول في مواجهات مع البعض وتحالفات مع آخرين، دون الارتكاز على تصورات نمطية وقوالب جاهزة في تدبير العلاقات. وبداية، ينبغي ملاحظة أن الإسلاميين يجدون أنفسهم مثقلين بخبرة تدبير العلاقات بينهم، والتي شكلت بالنسبة لقياداتهم المجال الأول لتطوير خبرات تدبير العلاقة مع المخالف، خاصة وأن خروج الإسلاميين للعمل السياسي في أكثر من بلد سبقته تجارب التفاعل والتدافع بينهم وخاصة في الجامعات وفضاءات العمل العام، وهي خبرة تأرجحت بين الاحتراب والتعايش لكن بقيت مؤطرة بإشكالات ومرجعيات الدائرة الحركية الإسلامية والحضور الملحوظ فيها للقضايا العقدية والفقهية والشرعية كمحاور تؤطّر وتوجّه التقارب أو التنافر بين مكونات الإسلاميين، وهي دائرة تختلف من حيث القواعد الموجِهة لها عن الدائرة الأوسع والتي تشمل عموم المكونات السياسية والاجتماعية بل والدينية في بعض الحالات كلبنان، وبالتالي لم تكن هذه الخبرة كافية في جعل تدبير العلاقات مواجهة أو تحالفا مع الآخر ذا مردودية نوعية، بل يمكن القول إن التحرر الجزئي منها أتاح قدرة أكبر على تجاوز سياسات التهميش والعزل والإضعاف الموجهة للإسلاميين، وهو أمر لم ينتبه له الإسلاميون في عدد من البلدان إلا بشكل متأخر. هنا تطرح مجموعة من النقاط، والتي نجد أن التجربة المغربية مجال خصب لاختبارها ومتابعتها، وذلك على ضوء التطورات السياسية التي عرفها المغرب في الانتخابات المحلية لـ 12 يونيو وما فرضه النظام الانتخابي القائم على النسبية من ضرورة الدخول في تحالفات لتكوين المكاتب المسيّرة لمجالس المدن والقرى. أولى هذه النقاط، أن سعي الإسلاميين إلى نسج علاقات تحالفية مشتركة ومتعددة المكونات يتجاوز من حيث الأهمية والأثر الحسابات الجزئية المتعلقة بإفشال مخططات العزل الظرفية إلى جعل تلك العلاقات مدخلا للتعارف والتأهيل المتبادلين، ومنطلقا لاحتواء القناعات الإقصائية وأحياناً الاستئصالية للبعض ودفعها للتواري والانكماش أمام المعايشة المتفاعلة مع الإسلاميين، وهو الأمر الذي ظهر في بعض المدن التي تحالف فيها كلٌ من العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي، رغم أن قيادات أحدها عرفت بمواقف إقصائية حادة في الماضي، لكن العمل التحالفي أدى إلى تغيير تلك القناعات وإن جزئيا، وربما بشكل لم يكن ليتحقق إذا ما تم اختيار موقف المفاصلة. ثانيا، أن المنحى الاندماجي والتفاعل مع المخالف يعمّق من الوجه الاستيعابي والتوحيدي والتخليقي للمشروع السياسي للإسلاميين، وهو وجه يتقلص أمام خطابات تبخيس الدور الأخلاقي للإسلاميين في العلاقات السياسية، كما يضعف أمام التوجه الصراعي المرتكز على دعاوى التناقضات الإيديولوجية والسياسية والتاريخية والمحكوم بمنطق البديل لما هو موجود، بالنظر لما قد يردده البعض من أن مجتمعاتنا تتطلع لحل بديل، وأن القوى الموجودة مرفوضة ومتجاوزة والتحالف معها هدر للوقت تضعف معه مصداقية من يتحالف معها، وينسى حمَلة هذا التوجه أن الخسائر الانتخابية الظرفية والتي قد تنجم عن تحالف هنا أو هناك، لا تقارن بالمكاسب الحضارية والإستراتيجية التي تؤدي إلى الحد من شروط الاستنزاف الداخلي وتعزز من توسيع قاعدة المنخرطين في حماية الداخل الوطني من مخططات الاستهداف الخارجي. ثالثاً، أن هذه القدرة الاندماجية أو على الأقل التحالفية تبقى رهينة تطوير خبرات تحليلية لاستيعاب طبيعة التناقضات القائمة في العلاقات السياسية والحزبية على المستوى الوطني، والتعامل بمرونة تتيح تمييز ما هو ثانوي ينبغي تجميده وعدم الانشغال به، ومما يفرضه ذلك من تجاوز مخلفات الصدامات التاريخية القديمة أو التفهم المتبادل لإكراهات وتحديات كل طرف في هذه التناقضات الثانوية، وبين التناقضات المركزية التي يمثل بناء التحالفات على أساسها محدِّداً يتيح إعطاء منطق ومعنى لها، وهي الحالة التي أخذت تتبلور في الساحة المغربية بين كل من حزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية وحزب الاتحاد الاشتراكي الذي قام أحد قادته في الماضي القريب بالدعوة لحل الحزب الأول، لكنْ اليوم نجد تقاربا متناميا، إذ يطرح عدد من قادة الحزبين أن يؤسس لمشروع جبهة للدفاع عن الديمقراطية في المغرب، مما كان من الصعب توقعه قبل حوالي السنة، وهو ما لا يعني أن الفروق المبدئية قد انمحت، لكنها جُمدت لمصلحة مقاصد أكبر تهمّ صيانة مجال العمل السياسي من الانمحاء كليةً، وهي المقاصد التي في حالة تحققها قد تتيح إمكانات جديدة لتدبير تلك الفروق المبدئية. (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 24 جويلية 2009)
التلفزيون الصيني يطلق قناته العربية الدولية
بيجينغ – يو بي أي – أعلن نائب رئيس التلفزيون الصيني تشانغ تشانغ مين اليوم الجمعة انه سيتم غدا إطلاق القناة العربية الدولية التابعة لتلفزيون الصين المركزي. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة « شينخوا » ان هذه الخطوة تأتي بعدما فتح التلفزيون المركزي أربع قنوات دولية باللغات الصينية والانكليزية والاسبانية والفرنسية. وستغطي هذه القناة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنطقة آسيا – الباسفيك من خلال ثلاثة أقمار صناعية. وبذلك سيتلقى نحو 300 مليون مشاهد في 22 دولة ومنطقة عربية برامج القناة بواسطة الصحون اللاقطة. وستعمل القناة على خدمة مشاهدي المنطقة العربية بشكل رئيسي استنادا إلى نشرات أخبار بالإضافة إلى برامج ثقافية وخدمية وترفيهية، تشتمل على تسعة برامج رئيسية بما فيها « الحوار » و »نافذة على الصين » و »أفلام وثائقية » و »فنون صينية ». وأوضح تشانغ ان القناة ستقوم ببث أربع ساعات من البرامج في البداية سيتم تكرارها ست مرات على مدار الساعة. ويعمل في القناة العربية الدولية نحو 80 موظفا، وسيرتفع العدد إلى 150 في غضون ثلاث سنوات تقريبا.
(المصدر: موقع صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) بتاريخ 24 جويلية 2009)
عام على «الاتحاد من أجل المتوسّط»
عبدالله اسكندر لا يغامر أحد بوضع حصيلة ايجابية، عمليا، للعام الاول من عمر «مسيرة برشلونة – الاتحاد من اجل المتوسط»، هذا التجمع الذي اطلقه الرئيس نيكولا ساركوزي في اطار تصور لإرساء السلام والتعاون في حوض البحر المتوسط، والذي يجمع البلدان المتشاطئة بشراكة مع الاتحاد الاوروبي. اجتذبت القمة الاولى لهذا التجمع، في باريس في تموز (يوليو) الماضي، كثيراً من الاهتمام والآمال. لكن هذا الاهتمام انصب على نوعية الحضور اكثر بكثير من القضايا التي تضمنها جدول الاعمال الرسمي للقمة. واهتمت الصحافة وعدسات المصورين بحضور الرؤساء المصري حسني مبارك والسوري بشار الاسد واللبناني ميشال سليمان ورئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت. على نحو كاد ان يطغى على اعمال القمة. وهذا عنى، منذ البداية، ان قضايا الشرق الاوسط، بما فيها النزاع العربي – الاسرائيلي والمصالحات العربية، تحكم اي تعاون عملي في حوض المتوسط وان اي تقدم في مشاريع مشتركة يرتد نفعاً فعلياً على سكان هذا الحوض مرتبطاً ارتباطاً وثيقا بالحال السياسية فيه. الطموحات التي اعلنها ساركوزي، وهي طموحات تعكس طريقة الرئيس الفرنسي بالعمل على إحداث اكبر جلبة ممكنة، لم تقنع كثيرين في حوض المتوسط والاتحاد الاوروبي بالقدرة على تنفيذها. وإن كان الجميع سعى الى عدم إثارة فرنسا وإغضاب رئيسها. فجاءت دعوة تركيا الى القمة والشراكة مع الاتحاد الاوروبي بمثابة تسويات لفظية لبقة لرغبة انقرة في الانضمام الى الاتحاد الاوروبي وللاعتراض الالماني على قيام التجمع المتوسطي. فيما كان السخاء بوعود اختيار المقرات لمؤسسات هذا التجمع جاذبا لمشاركات مترددة، مثل المانيا وايطاليا وحتى تونس. اما قادة الحوض الشرقي، فجاء كل منهم برغبة مختلفة. اولمرت سعى الى صورة او مصافحة مع الرئيس السوري من اجل تغطية ما كان يهدد موقعه في «كاديما» وعلى رأس الحكومة من فضائح واحتجاجات. والرئيس الاسد جاء لتأكيد كسر الحصار عن سورية، بعد اعوام «العزل» السابقة، وهي الخطوة التي تتوّجت بالقمة مع نظيره اللبناني واطلاق مسيرة تبادل العلاقات الديبلوماسية بين البلدين. ولعل هذا الملف كان من اهم ما انتجته القمة الاولى لـ «الاتحاد من اجل المتوسط». صحيح ان ثلاثة اجتماعات، على مستوى وزاري، عقد الاول في مرسيليا في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي والثاني في باريس في حزيران (يونيو) الماضي والثالث في بروكسيل هذا الشهر. لكن هذه الاجتماعات ظلت اجرائية اكثر من كونها تقريرية في المسائل والاهداف التي وضعت للاتحاد. كما ظلت في اطار تداول عام للعناوين مثل ضرورة حماية البيئة ومكافحة التلوث واطلاق «الاوتوسترادات» البحرية والبرية وتطوير الطاقة الشمسية والتعليم والبحث العلمي والحماية المدنية وتنمية المنشآت الصغيرة والكبيرة. والحصيلة القليلة لهذه الاجتماعات، وغيرها على مستوى الخبراء، لم تكن نتيجة لعدم الحماسة الذاتية للانخراط في مثل هذا الشكل من التعاون فحسب. وانما ارتبطت ايضا بالظروف السياسية والاقتصادية في المنطقة والعالم التي استجدت منذ اطلاق التجمع المتوسطي. في مقدم هذه الاسباب السياسية، التراجع الكبير الحاصل في عملية السلام العربي – الاسرائيلي. بفعل الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة وانتخاب حكومة اسرائيلية متطرفة، ما اطاح كل فرص استعادة المفاوضات على المسار الفلسطيني والمفاوضات غير المباشرة على المسار السوري. مع هذا الجمود السياسي وزيادة النزعات في اسرائيل الى العدوانية والتصلب، اصطدم الاتحاد الاوروبي، بما فيه فرنسا، بوضع يستحيل معه الدفع في السلام، بحسب المواصفات التي وضعها بيان مرسيليا، اي الرغبة في سلام عادل وشامل على اساس الارض مقابل السلام والقرارات الدولية المتعلقة بالنزاع و «خريطة الطريق». وجاءت الازمة الاقتصادية العالمية، وما رتبته من التزامات مالية كبيرة لإنقاذ المصارف وتمويل البطالة المتزايدة في اوروبا، لتحد من قدرة اعضاء الاتحاد الاوروبي على الوفاء بوعودهم بتقديم المساعدات سواء لوضع هياكل «الاتحاد من اجل المتوسط» او تمويل اية مشاريع تعاون في اطاره. هكذا تضافرت الظروف الذاتية والتطورات لتحد كثيرا من الطموحات التي ادت الى اطلاق «الاتحاد من اجل المتوسط». وبغض النظر عما اعلن لمناسبة قمة الرئاسة الفرنسية – المصرية المشتركة لهذا الاتحاد في باريس امس، لا يبدو في المستقبل المنظور ما يشير الى امكان تحقيق اختراق جدي في إرساء السلام والتعاون العملي بين اعضاء هذا الاتحاد.
(المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 22 جويلية 2009)
أبو اللطف اشترط اقصاء دحلان: وساطة عربية للمصالحة بين عباس والقدومي
* عمان (وكالات) : كشفت مصادر مطلعة النقاب عن وساطة تقوم بها جهات عربية لرأب الصدع بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الدائرة السياسية بحركة فتح فاروق القدومي، مشيرة الى ان «أبا اللطف» اشترط ابعاد النائب محمد دحلان من «فتح» وتجميد عضويته في منظمة التحرير مقابل الموافقة على المصالحة مع «أبي مازن». وذكرت المصادر ان الوساطة الجارية تتمثل في عقد لقاء مصالحة بين عباس والقدومي في احدى العواصم العربية والتي رفضت المصادر تسميتها كما رفضت الافصاح عن الجهات التي تجري الوساطة بين الطرفين لتنقية الاجواء عقب الاتهامات التي «فجّّرها» القدومي قبل أيام ضد عباس ودحلان بالمشاركة في اغتيال الزعيم الراحل ياسر عرفات. شروط القدومي وأضافت المصادر ان من بين الشروط التي وضعها القدومي للقاء عباس انهاء حكومة تصريف الاعمال برئاسة سلام فياض ووقف الاعتقالات اليومية ضد اعضاء وقيادات حركتي «حماس» والجهاد الاسلامي في الضفة الغربية. وقالت المصادر ان عباس لم يرد الى حد مساء أمس على مطالب القدومي لكنها أكدت ان عباس يبحث بجدية في الوساطة العربية من اجل انجاح انعقاد المؤتمر السادس للحركة والذي تقرر انعقاده في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية في الرابع من الشهر القادم. وتأتي هذه الانباء بعد أيام من تردد معلومات عن مذكرة أعدتها قيادات في «فتح» ستقدّم للمؤتمر العام السادس توصي بفصل دحلان والقيادي بالحركة رشيد أبو شباك وايضا سليمان أبو مطلق واعتبار الاشخاص الثلاثة مسؤولين عن الوضع الذي آلت اليه الامور في قطاع غزة بعد سيطرة «حماس». تورط دحلان وكانت تقارير اعلامية قد كشفت عن دليل جديد على تورط دحلان بشكل مباشر في التخطيط لاغتيال عرفات عبر رسالة بعث بها الى وزير الحرب الصهيوني الاسبق شاؤول موفاز. وأوضحت التقارير ان دحلان أرسل خطابا الى موفاز في حينه بتاريخ 13 جويلية 2003 طالب فيه بأن يتم قتل عرفات بـ»طريقتنا» ويحدد أسباب قتله بالسمّ أو بالمرض او أن يتم ذلك باسم «حماس» او حركة «الجهاد الاسلامي». (المصدر: النشرة الإلكترونية لجريدة الشروق التونسية يوم الاربعاء24 جويلية 2009)
امتدحا ولي عهد البحرين واشادا بقيادة مبارك نتنياهو وبيريس يزوران السفارة المصرية للمشاركة في احتفال بذكرى ثورة يوليو
24/07/2009 القدس المحتلة ـ يو بي اي: دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطاب ألقاه مساء امس الخميس خلال حفل استقبال أقيم في بيت السفير المصري ياسر رضا في مدينة هرتسليا بوسط إسرائيل بمناسبة الذكرى السنوية الـ 57 لثورة يوليو، الدول العربية إلى إجراء مفاوضات مع إسرائيل حول مبادرة السلام العربية. وقال نتنياهو ‘إننا نقدر جهود الدول العربية لدفع مبادرات سلام ورغم أن هذه الاقتراحات ليست نهائية فإن من شأنها أن تنشئ أجواء تمكن من التقدم نحو سلام شامل’. وأضاف ‘نقدر جهود الرئيس (المصري حسني) مبارك لصد القوى الراديكالية والدفع باتجاه السلام وستبقى مصر حجر الزاوية بالنسبة لنا لتحقيق السلام مع جميع جيراننا’. وتابع ‘إننا نأمل بأن تنضم الدول العربية التي لم نصنع السلام معها حتى الآن إلينا في هذه الجهود الشجاعة ونحن واثقون من أن بإمكان الرئيس مبارك منح قيادته المطلوبة’. واستطرد نتنياهو ‘أنا مؤمن بأنه يمكننا التقدم بخطوات كبيرة إلى الأمام والتوصل إلى سلام دافئ جدا وبإمكاننا دفع الازدهار أكثر مما يعتقد الناس وذلك فقط إذا وضعنا قدراتنا في هذا المجهود’. وامتدح ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة على مقاله الذي نشره هذا الاسبوع ودعا من خلاله العرب لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. من جانبه قال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس خلال حفل الاستقبال ‘جميعنا ننحني اليوم للرئيس المصري والزعيم العظيم والقوي الذي يحافظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، فهو الزعيم الطبيعي صاحب الصوت القوي للسلام، وأنا ورئيس الحكومة نكن التقدير البالغ لمبارك والسلام بين إسرائيل ومصر’. واضاف بيرس ‘علينا جميعا تقديم التنازلات لكننا لن نتنازل عن السلام وفي هذا المقام اقول للعالم أننا لن ننسى (الرئيس المصري السابق أنور) السادات الذي اخترق طريق السلام’. وشاركت شخصيات إسرائيلية كثيرة في حفل الاستقبال في بيت السفير المصري بينهم وزير الشؤون الإستراتيجية موشيه يعلون ووزير شؤون الاقليات افيشاي برافرمان والوزير بيني بيغن، الذي وقع والده رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق مناحيم بيغن معاهدة السلام مع مصر، ورئيسة حزب كديما تسيبي ليفني وعضو الكنيست عمير بيرتس وشخصيات أكاديمية إسرائيلية رفيعة. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 24 جويلية 2009)
براءة تريحنا ولا تطمئننا
د. فهمي هويدي يريحنا ولا يطمئننا قرار تبرئة المدرس الذي اتهم بإهانة الرئيس. يريحنا لأنه ألغى حكما بحبس الرجل لمدة ثلاث سنوات مع كفالة تعجيزية قيمتها مائة ألف جنيه، لمجرد أنه كتب ستة أبيات شعرية انتقد فيها الأوضاع الحالية في مصر. وجاء في حكم البراءة أن الرجل حين كتب ما كتب فإنه كان يسجل خواطر شخصية كتبها لنفسه، وأنه لم يقم بتوزيعها، الأمر الذي يعني انتفاء ركن العلانية وقصد الرغبة في الإشهار، وينفي القصد الجنائي. إلى جانب ذلك فإنه لم يستهدف بما كتبه إهانة رئيس الجمهورية. دعك من أن توجيه التهمة إلى المدرس- سعيد منير حنا- هو الذي وفر ركن العلانية لما كتبه، وأن ما كان خواطر شخصية احتل مكانه في الصحف اليومية، وحقق له شهرة لم يكن يحلم بها بفضل ذكاء وحسن تدبير الأجهزة الأمنية التي قدمته إلى المحاكمة، وسعت إلى سجنه وقطع لسانه. وفي هذه الحالة فإنه يحق لصاحبنا لا أن يوجه الشكر فقط إلى محكمة الاستئناف التي برأته، ولكن أيضا إلى جهاز أمن الدولة الذي جعل صورته وسيرته وشعره على تواضعه متداولا في مختلف الأوساط الثقافية والحقوقية وربما السياسية أيضا. ثم إلى وسائل الإعلام التي حولته من مدرس مغمور في إحدى مدارس محافظة المنيا في صعيد مصر، إلى نجم تصدرت صورته الصفحات الأولى للصحف. أما الذي لا يطمئننا في المسألة فأمور عدة منها ما يلي: – أن الرجل كتب خواطر شخصية بخط يده، ولكنها وقعت بين يدي مسؤول الأمن بالإدارة التعليمية في بلدته «العدوة»، فما كان من صاحبنا إلا أن أقام دعوى قضائية ضد المدرس، اتهمه فيها بإهانة رئيس الجمهورية، وهو ما يثير السؤال التالي: كيف وصلت تلك الخواطر الشخصية إلى يد مسؤول الأمن؟ وألا يعني هذا أن هناك من يحاول أن يتلصص على موظفي الحكومة إلى الحد الذي يمكِّن مسؤول الأمن من الوصول إلى أوراقهم الشخصية؟ – من حقنا أيضا أن نتساءل: لماذا يتواجد مسؤول للأمن أصلا في الإدارة التعليمية؟.. ألا يدل ذلك على المدى الذي بلغه انتشار ممثلي الأجهزة الأمنية في مفاصل الدولة، وتواجدهم في مختلف الوزارات والإدارات، حتى إذا كانت صغيرة وفي مكان بعيد عن الأعين مثل بلده العدوة؟ إن آخر ما يمكن أن يخطر على البال أن يكون للجهاز الأمني مندوب يحتل وظيفة رسمية في بلدة صغيرة مثل «العدوة»، الأمر الذي يفسر بحسبانه محاولة لرصد ما يجري في الوسط التعليمي، بمدرسيه ومشرفيه وطلابه. وإذا صح ذلك فكم يصل عدد مسؤولي الأمن في جميع مديريات وزارة التعليم؟ وما عددهم في بقية وزارات وهيئات الحكومة. وإذا أضفنا هؤلاء إلى عدد العاملين في أجهزة وزارة الداخلية فكيف يصبح حجم هذا الجيش العرمرم؟. وهل يكون ذلك مصدرا لاطمئناننا أم سببا في قلقنا ودهشتنا؟ – أثلجت البراءة صدورنا حقا، لكننا لم نعرف لماذا كانت هناك قضية أصلا. وألا يثير ذلك شكنا في أن الهدف من العملية إخافة الناس وتحذيرهم من توجيه أي نقد للسلطة. عملا بالمثل القائل: اضرب المربوط يخافك «السايب». – وإذا لم تكن هناك قضية- كما أكد حكم الاستئناف- فإننا قد نفهم ادعاء مسؤول الأمن، لأن الأصل عند هذه الأجهزة أن المواطن متهم حتى تثبت براءته. فلماذا حولت النيابة المدرس إلى القضاء؟ ولماذا أصدر القاضي الابتدائي حكمه القاسي ضد الرجل، وقرر حبسه ثلاث سنوات وفرض عليه مائة ألف جنيه كفالة لكي يستأنف الحكم؟.. وأليس ذلك دالًا على أن رياح الخوف ومداهنة الحكومة ضربت أيضا مرفق العدالة، فجعلت بعضنا من رجال النيابة والقضاء يزايدون على أجهزة الأمن؟ لا ننسى واقعة الطالبة آلاء مجاهد التي انتقدت الحكومة عام 2006 في موضوع للإنشاء فعاقبتها الإدارة التعليمية بالدقهلية بتعليق نتيجتها وحرمانها من استكمال الامتحان (الرئيس تدخل لإنقاذ مستقبلها). وها هو مدرس فعل نفس الشيء في أوراقه الخاصة فقُدِّم إلى المحاكمة، الأمر يدل على أننا نتراجع خطوات إلى الوراء كلما تقدمت بنا السنون. وسأترك لك الإجابة عن السؤال: هل هذا مما يطمئننا أم مما يقلقنا؟ (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 23 جويلية 2009)
أكبر فضيحة فساد تهز نيوجيرسي واشنطن تتهم حاخامات بتهريب أعضاء بشرية لإسرائيل
وكالات واشنطن- اعتقلت السلطات الأمريكية 44 شخصا من بينهم رؤساء بلديات في ولاية نيوجيرسي وعدد من الحاخامات والسياسيين للتحقيق معهم بتهم غسيل أموال وتجارة الأعضاء وذلك في أكبر قضية فساد تهز الولاية الأمريكية. وقادت التحقيقات التي بدأت باتهام المسئولين الأمريكيين بالتورط في عمليات رشوة وفساد إلى الكشف عن بيع وتهريب كلى بشرية من الولايات المتحدة إلى إسرائيل عبر مؤسسات يهودية أمريكية. والحاخامات المتهمون هم الياهو بن حاييم الحاخام الرئيسي بأحد المعابد اليهودية في ديل، وشاؤول كاسين سوري الجنسية وهو كبير حاخامات معبد في بروكلين، وآدموند ناحوم الحاخام الرئيسي بمعبد آخر في ديل، ومردخاي فيش الحاخام بأحد المعابد في بروكلين. وقال محققو مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف. بي. آي): إن حملة الاعتقالات الضخمة « غير مسبوقة » وتفضح « ثقافة الفساد » التي لطخت سمعة ولاية نيوجيرسي خلال العقود الماضية، موضحين أن التحقيقات في الفضيحة بدأت منذ 10 سنوات. وأشار بيان صدر من مكتب المدعي العام في الولاية الأمريكية أمس الخميس 23-7-2009، إلى أن حملة الاعتقالات شملت كلا من: بيتر كامرانو رئيس بلدية « هوبوكن »، ودينيس إليويل رئيس بلدية « سيراكوز »، ودانيال فان بلت عضو مجلس مدينة نيوجيرسي، وليونا بيلديني نائبة رئيس بلدية جيرسي سيتي. كما أفاد البيان بأنه تم أيضا اعتقال عدد من الحاخامات في كل من نيوجيرسي ونيويورك بتهم غسيل أموال. « زعماء عصابة » وقال رالف مارا القائم بأعمال المدعي الأمريكي في بيان إن القضية كشفت عن « شبكة فاسدة من المسئولين الذين يتولون مناصب عامة كانوا جميعا على استعداد لقبول أموال مقابل وعود بإجراءات رسمية. كان الجميع يريدون فيما يبدو جزءا من العملية، كان الفساد واسع النطاق ومتفشيا »، بحسب رويترز. وجاء في مستندات القضية أن التحقيق يدور حول مخبر اتهم باحتيال مصرفي عام 2006 وتخفى في صفة صاحب شركة صغيرة للتنمية العقارية يسعى لتنفيذ مشروعات والحصول على عقود في شمال نيوجيرسي. وذكرت السلطات الأمريكية أن الشاهد المتخفي ساعد في اختراق شبكة لغسل الأموال يديرها حاخامات كانوا يمارسون نشاطهم بين بروكلين وديل ونيوجيرسي وإسرائيل وبيضوا ملايين الدولارات من خلال جمعيات خيرية. وقالت السلطات أيضا إنهم غسلوا نحو ثلاثة ملايين دولار لحساب الشاهد المتخفي بين يونيو عام 2007 ويوليو 2009. وأضاف مارا في بيان المدعي العام الأمريكي إن التهم رسمت « صورة مشينة لرموز دين يتزعمون « عصابة » لغسل الأموال… إنهم رموز دين يعملون زعماء عصابات جريمة ». وصرح جوليو لا روزا الضابط المسئول بجهاز الإيرادات الداخلية الأمريكي أنه رغم أن غسل الأموال كان يقتصر في الماضي على مهربي المخدرات وعصابات الجريمة المنظمة فإنه « بناء على الادعاءات التي تتضمنها شكاوى اليوم فغسل الأموال لا يعرف حدودا ويؤثر في كل قطاع في مجتمعنا ». واتهمت إحدى الشكاوى الجنائية العديدة المقدمة في القضية رجلا من بروكلين يدعى إسحاق روزنبوم بالتآمر للتوسط في بيع كلية بشرية يشتريها بـ10 آلاف دولار مقابل بيعها بـ160 ألف دولار للشخص الذي سيجرى له زرع الكلى. وذكرت السلطات أن مجموعة مسئولين في مناصب عامة ومرشحين لعضوية مجالس بلديات ورئاسة بلديات وشركاء لهم حصلوا على رشا مقابل تعهدات بالمساعدة في منح أولوية لمشروعات وإرساء العقود عليهم. ووجهت لرئيس بلدية « هوبوكين » بيتر كامورانو تهمة تقاضي رشاوى نقدية بقيمة 25 ألف دولار، فيما اتهم رئيس بلدية « سيكوكوس » دينيس إلويل بتلقي كل منهما 10 آلاف دولار رشوة. وقال مارا: « لقد عرض السياسيون أنفسهم للبيع.. لقد كان الفساد بالنسبة لهؤلاء المتهمين أسلوب حياة ». لقطات وأظهر تلفزيون محلي أمس لقطات للحاخامات وباقي المتهمين أثناء نقلهم إلى سجن فيدرالي في نيويورك، بولاية نيوجيرسي. يشار إلى أن بيتر كامرانو، والذي كان عضوا شهيرا بمجلس بلدية هوبوكن، انتخب رئيسا لبلدية المدينة في يونيو الماضي، وبدأ مهام عمله مطلع يوليو الجاري. وبحسب ما ورد على موقع حملته الانتخابية الإلكتروني، فإنه كان يروج « لتخفيض الضرائب، وإصلاح الحكومة، وأن يقوم بتغييرات حقيقية بمدينة هوبوكن ». (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 24 جويلية 2009)
ساركوزي يمتلك ثماني طائرات و61 سيارة ولديه ألف موظف
24/07/2009 باريس ـ هامبورج ـ د ب أ: تضطر الظروف الاقتصادية الراهنة جميع مواطني فرنسا إلى التقشف في مصاريفهم باستثناء شخص واحد فقط وهو الرئيس نيكولا ساركوزي (54 عاما). وكانت الميزانية الخاصة للرئيس الفرنسي مسألة سرية تماما إلا أن ساركوزي كشف عن هذا الأمر كأول رئيس فرنسي يتخذ مثل هذه الخطوة. وينفق ساركوزي 280 ألف يورو سنويا على الورود التي يجب أن تكون في قصر الإليزيه يانعة باستمرار وفقا لتقرير نشرته صحيفة ‘بيلد’ الألمانية واسعة الانتشار في موقعها الإلكتروني امس الخميس. وعندما يسافر الرئيس الفرنسي بشكل شخصي فإن طائرة ترافقه دائما ليتمكن من العودة في أي لحظة إلى باريس حال حدوث مسألة طارئة. ويمتلك الرئيس الفرنسي 61 سيارة خدمة وطائرتي إيرباص وست طائرات فالكون. وينفق الرئيس الفرنسي سنويا مليون يورو على المشروبات كما أن لديه نحو ألف موظف بينهم 44 سائقا و87 طباخا. ويمكن لساركوزي وزوجته كارلا بروني طلب الطعام في أي وقت إذ أن مطبخ الاليزيه في حالة تأهب على مدار الساعة. ويستبعد الخبراء أن تثير هذه الأرقام حفيظة الفرنسيين الذين يرون ضرورة أن يجسد الرئيس بلادهم بشكل جيد. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 24 جويلية 2009)