الجمعة، 23 فبراير 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2468 du 23.02.2007

 archives : www.tunisnews.net


بيان لجمعيات المجتمع المدني التونسي ضد الإرهاب والتطرّف

عبدالله الزواري: الشهيد اسماعيل بن عبدالرحمان خميرة

محسن الجندوبي: ذكرى استشهاد الأخ إسماعيل خميرة

الامجد الباجي: سياسة الاقتراض والاستعمار

عبد المجيد المسلمي: من أجل انتخابات حرة و ديمقراطية سنة 2009

  الموقف: تقديم كتاب بعنوان:السلطة وهاجس الشرعية في الثقافة الإسلامية

الصباح : قراءة هادئة للإحصائيات الرسمية عن عدد التلميذات والتلاميذ

رويترز: مسؤول: أربعة في المائة فقط من مساحة تونس غير مهددة بالتصحر

مغاربية: الجمهور التونسي يشاهد مسرحية مثيرة للجدل دون رقابة

أمينة فاخت في اجرأ حديث لـ »الملاحظ »:لا أباع ولا أشترى.. وأتعرّى لأعلن موقفي

المنجي الخماسي لـ «الشروق»: شواغل «المواطن البسيط» هاجس يومي لدى بن علي

المدير العام لمنظمة العمل العربية لـ«الصباح »:تونس أحد أبرز البلدان العربية في مجال قوانين العمل والحريات النقابية

« العربية » تنتج أضخم برنامج وثائقي عن سيرة الحبيب بورقيبة

د. أحمد القديدي: القمة الفرنسية – الأفريقية: محاولة استعادة القارة الهاربة

توفيق المديني: « تنافس » أميركا و «القاعدة» على شمال إفريقيا

رويترز: لجنة تعويضات حرب الخليج دفعت 77 مليون دولار لدول لا تستحقها

القدس العربي: الاخوان يعكفون علي تطوير خطابهم الإعـلامي

رويترز: كتاب كارتر عن الشرق الاوسط يتعرض لهجوم عنيف من اليهود


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


 
وصلنا يوم 22 فيفري 2007 عبر البريد الألكتروني نص البيان التالي الصادر عما يسمى بـ « جمعيات المجتمع المدني » وقد أدى سهو غير مقصود إلى عدم نشره في القسم العربي من عدد الأمس في حين نشرت ترجمته الفرنسية والإنكليزية في القسم الثاني من نفس العدد.

بيان لجمعيات المجتمع المدني التونسي ضد الإرهاب والتطرّف

إن التصدي الناجع يوم 3 جانفي 2007 للمحاولة التي قامت بها مجموعة إرهابية كانت تعد لأعمال إجرامية في البلاد التونسية، قد بعث الارتياح لدى الشعب التونسي الذي يقدر حق قدره مناخ السلم والطمأنينة الذي تنعم به البلاد منذ قرابة العقدين. ونحن، جمعيات المجتمع المدني التونسي، نضم أصواتنا إلى أصوات الأغلبية الساحقة من مواطنينا، للتعبير عن امتناننا لقوات أمننا الباسلة، التي تصدت بكل شجاعة وإصرار ونجاعة لتلك العناصر الإرهابية قبل أن تضع مخططاتها الإجرامية موضع التنفيذ، مجنبة بذلك المواطنين كل أذى. كما نؤكد تضامننا وتعاطفنا العميق مع عائلتي رجلي الأمن اللذين توفيا أثناء تأديتهما لواجبهما في الحفاظ على أمننا جميعا إزاء التهديدات الإرهابية وكذلك مع رجال الأمن الذين جرحوا خلال عمليات ملاحقة المجرمين والتصدي لهم. لقد نددنا دوما بوصفنا جمعيات تنشط في المجتمع المدني التونسي بكل الممارسات الإرهابية ونريد اليوم أكثر من أي وقت مضى التنديد بشدّة بالإرهاب بجميع أشكاله. ذلك أنه لا شيء يمكن أن يبرر الجرائم الإرهابية التي يجب مقاومتها بلا هوادة باعتبارها تشكل اعتداء على أقدس قيمنا ومن بينها الحق في الحياة والحريات الفردية. وإن ارتياحنا لكبير أمام الإجماع الذي تجسم بوضوح في تونس ضد الإرهاب وكذلك أمام التنديد الواسع بالإرهابيين الضالعين في أحداث ديسمبر وجانفي الماضيين والتعبئة الواسعة التي بادرت بها الأحزاب السياسية والنقابات والجمعيات وكل مكونات المجتمع المدني ضد التطرف والإرهاب. ونحن نشيد بمجموع هذه المبادرات التي تترجم تعلق تونس وشعبها بقيم التسامح والاعتدال التي ميزته عبر العصور. وعلى نقيض ذلك فقد سقطت خلال هذه الوقائع الأقنعة من على وجوه البعض من أولئك الذين يزعمون الدفاع عن قيم الحرية. وانكشف ما يُمارسونه من انتهازية ومتاجرة بالقيم وافتضحت محاولتهم توظيف العمل السياسي لأغراضهم الخسيسة وبحثهم عن الذرائع والتعلات التي يزعمون أنها تبرر الإرهاب  والترويج للممارسات الإرهابية. وبالنسبة للمنظمات غير الحكومية الدولية، التي يجد لديها بعض هؤلاء المدافعين المزعومين عن الحريات وحقوق الإنسان مساندة وحماية لا يستحقونها، فقد آن الأوان كي تتحمل مسؤولياتها وتضع حدا للغطاء غير المبرر الذي وفرته طيلة سنوات لأفراد يحاولون التنظير لشرعية الإرهاب من منطلق الانتقام والتشفي من بعض الأنظمة. إن الدفاع عن الإرهاب أو تبريره لا يخدم في شيء المبادئ والقيم التي يقوم عليها الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات. وليس هناك من مبرر لمثل هذه المواقف المتطرفة والهامشية وغير المسؤولة والتي تتنافى والقيم والمبادئ الكونية لحقوق الإنسان وهي قيم ومبادئ ينبغي على المجتمع المدني الدولي صيانتها والدفاع عنها بكل حزم. ونحن جمعيات المجتمع المدني التونسي، ندين بشدة كل المناورات الرامية لإضفاء مسحة من الجمال على الوجه القبيح للإرهاب وتوظيف الأعمال الإرهابية ديماغوجيا، ونعتبر هذا السلوك انتهاكا خطيرا لحقوق ضحايا الإرهاب. كما نرفض أي محاولة لتوظيف التطرف والإرهاب اللذين يمثلان انتهاكا لحقوق الإنسان، ذلك أن الإرهاب يستهدف مباشرة الديمقراطية وينال من حرياتنا ومن أسس النظام الجمهوري. وواجبنا كمدافعين عن الديمقراطية والحريات هو أن نقاوم بدون أية ضبابية أو تأويلات تبريرية خطر الإرهاب الذي يتنافى في جوهره مع الحريات والديمقراطية. وإن أية محاولة لجني مكاسب سياسية من ممارسات المتطرفين السلفيين لتشكل خطأ جسيما وعملا لا أخلاقيا وغير وطني. ولا يمكن لأصحاب مثل هذه الحسابات الخاطئة إلا أن يلقوا مزيد الرفض والشجب من مجموع الشعب. ومن المؤسف أن البعض من هؤلاء «المناضلين» المزعومين لا يكاد يخفي غبطته لإحتمال أن تؤثر أعمال الإرهابيين سلبا على ما تنعم به البلاد من سلم وأمان، معربا عن ابتهاجه بإمكانية أن تسيء المحاولة الإرهابية الفاشلة إلى صورة البلاد. إن مثل هذه السلوكيات المنافية لأي وزاع وطني لا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال. وإنه يتحتم على أفراد المجتمع المدني جميعا أن يتحلوا بوعي واضح وحاد بمقتضيات الأمن الوطني إزاء أي خطر إرهابي وأن يبحثوا عن السبل والوسائل الكفيلة بالحيلولة دون التغرير بالشباب من قبل التيارات المتعصبة والمتطرفة.  كما أنه من الضروري أن تسعى هياكل المجتمع المدني في بلادنا إلى مزيد تحسيس المجتمع المدني الدولي بضرورة التصدي لأي استغلال لوسائل الإعلام وتكنولوجيات المعلومات والإتصال من أجل بث وترويج رسائل الحقد والتحريض على العنف والإرهاب. ومن الضروري أمام مخاطر الإرهاب والتعصب أن تتضافر كل العزائم وفي كلّ مجالات النشاط الخاصة والعمومية، وعلى الساحات الوطنية والدولية من أجل أن نقول لا للإرهاب، وللخطر الذي يُمثله الإرهاب على الديمقراطية وعلى الحريات، وأن نعمل معًا من أجل نصرة قيم السلم والحوار والتسامح.  حرر بتونس في21/02/2007 الإمضاءات الأوليّة : 1- الجمعية التونسية للإنترنت والملتيميديا                                            2- الجمعية التونسية للمساعدة على إدماج الشباب                                  3- الجمعية التونسية للاتصال                                                           4- الجمعية التونسية لحقوق الطفل                                                              5- الجمعية التونسية للتوازن العائلي                                                   6- جمعية الأطباء الشبان بلا حدود – تونس                                         7- الجمعية التونسية لتنمية التكنولوجيا الرقمية والموارد البشرية                         8- الجمعية التونسية لمكافحة الأمراض المزمنة                                               9- الجمعية التونسية للأمهات                                                           10- جمعية تونس الرقمية                                                                        11- جمعية التنمية بسليانة                                                                       12- الجمعية التونسية لمضائف وسياحة الشباب                                              13- الجمعية التونسية للأطباء الشبان بلا حدود                                               14- الجمعية التونسية للترفيه                                                          15- صوت الطفل                                                                                  16- الجمعية التونسية لمرضى السكري                                                        17- الجمعية التونسية للخدمات الكونية في الاتصالات                              18- الاتحاد الوطني للمكفوفين                                                          19- جمعية منتدى المربين                                                                       20- الجمعية التونسية لباعثي المشاريع الممولة من طرف البنك التونسي للتضامن     21- الشبيبة النسائية                                                                     22- الجمعية التونسية للمساعدة على البحث العلمي عبر الشبكات الإلكترونية   


بسم الله الرحمان الرحيم

 

شهداؤنا

 

 » و لا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا »

آل عمران 169

 

الشهيد اسماعيل بن عبدالرحمان خميرة

 

إن كانت عائلة شهيدنا ترجع إلى قرية « الدويرات » القريبة من مدينة نطاوين فإن شهيدنا ولد بالعاصمة يوم 12 أفريل 1959، زاول تعليمه الثانوي بالمعهد الفني بتونس، و تحصل على شهادة البكالوريا في دورة جوان 1979، ثم التحق بكلية العلوم بتونس(رياضيات – فيزياء)، حكم عليه غيابيا في صائفة 1981 بثماني سنوات سجنا فالتحق مثل الكثيرين بفرنسا، و بقي هناك طيلة المحنة الأولى التي عرفتها حركة الاتجاه الإسلامي.. …     و رجع إلى البلد يوم 8 أكتوبر 1984، و بعد أسبوعين فقط من عودته بنى بأم أبنائه أسامة و يسرى ( تم الزواج يوم 24 أكتوبر 1984)… التحق بسلك التعليم الابتدائي حيث عمل مربيا بمدارس تطاوين موطن أجداده في الجنوب التونسي…

و من جديد يتعرض للإيقاف في حملة 1987 و يحكم عليه بعام و نصف سجنا و قضى فترة من المدة المحكوم بها عليه بسجن صفاقس و أطلق سراجه بعد ثلاثة أشهر فقط…

و يقع إيقافه من جديد يوم 3 ماي 1991 في حملة الإبادة العقائدية و الإنسانية الشاملة التي نسج خيوطها  » رجال التغيير »، و يتعرض لأبشع أنواع التعذيب…  و إن اجتاز عقبة الإيقاف في محلات مصالح وزارة الداخلية فإن عقبة السجن كانت أقسى و أدهى و أمر، في السجن – فضاء التشفي و الانتقام- حيث وفرت الإدارة كل عوامل تدمير الذات البشرية، من تعنيف و تعذيب و تحطيم نفسي و جسدي و إهمال صحي، قياما منها بالدور المنوط بعهدتها في حملة الإبادة… تحمل جسد شهيدنا أنواع الأذى الذي تفننوا فيه فنالوا من جسده، لكن كرامة نفسه        و عزتها زادته شموخا و إباء…

ثلاث سنوات و أربعة أشهر هي العقوبة التي أسندتها وزارة الدالخلية لشهيدنا…و كانت هذه المدة كافية لتثخن الجسد جراحا و أمراضا …و ينقل شهيدنا من سجن برج الرومي إلى سجن العاصمة أواخر سنة 2003 بدعوى العلاج، و إن صدقوا لقالوا:  » نريد طي هذا الملف نهائيا و سبيلنا إلى ذلك حرمان صاحبه من العلاج المناسب في الوقت المناسب…. »

و كان يوم الخميس 24 فيفري 1994 يوم انتقال شهيدنا من دار العمل إلى دار الجزاء و من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة و من ظلم العباد إلى عدل رب العباد…

مضى أسماعيل و ترك على دربه أسامة، ابنه البكر من مواليد 1985 و كريمته يسرى من مواليد 1988…

 

عبدالله الزواري

 

24 فيفري 2007

abzouari@yahoo.fr


ذكرى استشهاد الأخ إسماعيل خميرة

بسم الله الرحمن الرحيم 

بون: ‏06‏ صفر‏ 1428 – 23.02.2007 

محسن الجندوبي

يقول تعالى(ولا تحسبنّ  الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألاّ خوف عليهم ولا هم يحزنون، الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم، الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم، إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافونِ إن كنتم مؤمنين) آل عمران 168171. وقال تعالى: ( والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم، سيهديهم ويصلح بالهم، ويدخلهم الجنة عرفها لهم ).

قال صلى الله عليه وسلم حينما سُئلَ: يا رسول الله، الرجلُ يُقاتل من أجل الذكْر، ويُقاتل مِن أجل المَغْنَم، ويُقاتل من أجل إعلاء كلمة « لا إله إلا الله » فمَن في سبيل الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: « مَن قاتَلَ لتَكونَ كلمةُ اللهِ هيَ العُليَا فهو في سبيلِ اللهِ« .

و نحن نستعدّ لإحياء يوم 23 فبراير اليوم العالمي من أجل السجين السياسي في تونس الذي ينعقد في  باريس و عدد من العواصم الأوروبية و العربيّة قصد التعريف بمأساتهم و تعرية للانتهاكات اليومية لحقوق الإنسان يتزامن هذا الحدث  مع ذكرى أليمة تشهد العالم و كل الضمائر الحية على مأساة التنكيل بالأحرار و فضاعة  انجازات العهد الجديد في حقوق الإنسان  إنّها ذكرى استشهاد الأخ الفاضل:

اسماعيل بن عبد الرحمن  خميرة  مولود في 12.04.1959 بتونس.

هو شهيدٌ بكل ما تحمله الكلمة من علو في المنزلة ، و سمو في المقام ، و بكل ما تتضمنه من معاني العظمة و التقدير.

شهيدنا العزيز اسماعيل طيّب الله ثراه من الرعيل الأوّل و أحد رموز العمل الإسلامي بتونس العاصمة و تحديدا (الملاسين و حي هلال) من ذلك الحزام الذي ساهمت كلّ سياسات (بورقيبة-بن على ) في تهميشه، من هنا كانت البداية مع دروس الشيخ سيدي محمد الأخوة ثمّ دروس شيخنا عبد الفتاح مورو حفظه الله و رعاه حيث كان يأتي يوميا من الحفصيّة ليقدّم درسا بعد الصبح يحضره عدد غفير من أبناء المنطقة ، هذه المنطقة التي استشهد منها  ثلاثة إخوة سنتحدّث عنهم لاحقا إن شاء الله .

و بعد أن حقّق شباب الحركة نجاحا في انتشال العديد من شباب المنطقة من الجريمة و الضياع و بدأت تبرز مناشط متنوّعة لهم (رياضة- دروس-خدمات إجتماعيّة حيث كان إخواننا يجمعون التبرعات من ملابس و يقومون بتوزيعها على الفقراء خاصة يوم العيد ) و كالعادة يعمد النظام لحملة اعتقالات في سنة 1981 فسجن العديد من أبناء الحركة و قياداتها و هجّر آخرون إلى أوروبا و كان شهيدنا من الذين

حوكموا سنة 1981 مدى الحياة .

 غادر  إلى فرنسا مكرها ضمن مجموعة من إخواننا منهم من استشهد رحمة الله عليهم(سحنون) و بعضهم لازال في فرنسا إلى الآن نسأل الله الثبات لمن بقي و الرحمة لشهادئنا.

 مرّت ثماني سنوات قضاها شهيدنا في باريس مهجّرا  ثمّ رجع لتونس في شهر أكتوبر سنة 1984

 و تزوّج في نفس الشهر 1984 بعد أن رجع من فرنسا في نفس الفترة

رزق بولدين أسامة سنة ثانية علوم ، ولد في سنة 1985

يسرا ولدت سنة 1988 و هي الآن تتهيأ لإمتحانات الباكالوريا  .

و منذ عودته استأنف شهيدنا عطاءه للدعوة دون كلل أو تفكير في « السلامة » فقد كان في تلك الفترة مسؤولا عن منطقة حيّ هلال إلى سنة 1987 صدر في حقه حكم بالسجن سنة و ستة اشهر أطلق سراحه بعد ثلاثة أشهر . و بعد خروجه نشط شهيدنا مع إخوانه في تنظيم الحملة الإنتخابيّة سنة 1988 بتونس 1 استبشارا بالحياة الديمقراطية التي وعد بها العهد الجديد و تفاعلا مع تطلعات شعبنا في الحياة الكريمة الحرّة حيث تمكّنت الحركة فيها من تقديم وجوه جديدة للحياة السياسيّة لاقت ترحيبا من أبناء تونس نذكر منهم (الشيخ سيدي الإخوة- المرحوم الأستاذ الهيلة –الأخ الفاضل و الداعية منجي الجويني و غيرهم ..) و لكن  سرعان ما انقلب نظام بن علي على إرادة الشعب فكان التزييف  و شن حملة اعتقالات  على كل من ساهم من قريب أو من بعيد في هذه الحملات الانتخابية و أظهر وجهه الحقيقي في معاداة الحرية و الديمقراطية .

كما نشط شهيدنا رحمه الله مع إخوانه في الدفاع عن حق التعليم في المساجد للتصدي لخطّة تجفيف المنابع التي كانت « ثمرة تعاون بين اليسار الإستئصالي المفلس و نظام العصا ».

حوكم شهيدنا سنة  1991  بثلاث سنوات و أربعة أشهر قضاها بين سجن برج الرومي و سجن  9 أفريل إلى أن داهمه المرض ولم يجد أي عناية و تدخل صحي فاستشهد رحمة الله عليه في 24.02.1994 في سجن 9 أفريل في تونس العاصمة نتيجة الإهمال الذي لحق به و بالعديد من مساجين الرأي في تونس.

 لا نحسب أنّنا وفينا شهيدنا حقّه و لكنّه جهد المقلّ حتى لا ينسينا صخب السياسة و همّ اللحظة رجال(صدقوا ما وعاهدوا الله عليه )   فنسأل الله له و لجميع شهدائنا الرحمة .

ينشر بالتوازي على الحوار نت www.alhiwar.


 

سياسة الاقتراض والاستعمار

تونس هي احسن مثال للدولة التي استعمرت بفعل تاثير سياسة الاقتراض . هناك حكايات مضحكة عن الكيفية التي تم بها تقييد باي تونس

من البنوك والذي تزامن مع تدخل مكثف ومفضوح للسفير الفرنسي في الشؤون الداخلية التي ادت الى الاستعمار.منذ ذلك الوقت لم يتغير شيئا. دول العالم الثالث التي اخرجت العسكر الاستعماري بدماء شعوبها تعود دائما الى موقع الرذيلة ويقوم ساستها برهن استقلال بلدانهم تحت خطيئة الاقتراض من البنوك الاجنبية.
ورغم ان سيناريو اللعبة مكشوف الا انه يعود دائما وبنفس الطريقة المخزية التي كان من المفروض تجاوز عقباته. الامور تبدا دائما بقرار سيادي يقوم بموجبه ملك البلاد او رئيسها بامضاء معاهدات تعاون تقضي ان تمنح الدول الغربية هبات وقروض الى دول العالم الثالث.بعد ذلك تاتي المسائل الاجرائية.وتتمثل في قنوات تمرير القروض التي هي في جزءها الاكبر سلع ومعدات وخبرات. هنا تبدا مواصفات الجريمة في حق سيادة البلاد.فالبنوك الاجنبية التي وفرت تلك القروض تحت ضمانات الساسة في بلدانهم تطالب بادوات مراقبة لكيفية صرف تلك الاموال حتى تتاكد من استخلاص الديون.لذلك تتكفل اجهزة تابعة لوزارات الخارجية بالتنسيق مع جهات تابعة للدول المنتفعة بالقروض. مهام التنسيق هذه عادة ما تتعدى المهام الروتينية او الشكلية لتدخل في جوهر الموضوع.
هناك تتكون قنوات اتصال تتعدى في مضمون تدخلها مستوى مراقبة التصرف في اموال القروض الى درجة الجوسسة ومنها التدخل في الشؤون الداخلية حسب الامزجة وحسب استراتجية البلدان المانحة. بهذه الطريقة استعمرت تونس والجزائر والمغرب ومصر وكل البلدان العربية. وبسبب القروض فقدت البلدان العربية اليوم قرارها و صار من الصعب ان يتطور نظامها السياسي الى نظام ديمقراطي. بورقيبة الذي قرا تاريخ تونس من مصادره يعرف داء القروض ولكنه عاد الى جريمة البايات واسقط البلاد في دمار سياسة اقتصادية تقوم على القروض حتى رهنت سيادة البلاد وصرنا نترقب موافقة امريكية وفرنسية وايطالية ومالطية على اختيار رئيسنا ووزراءه.تمخضت البورقيبية فولدت نظاما حسينيا جديدا.
بعض خبراء الاقتصاد الذين يوعزون الى الدول باتباع سياسة اقتصادية تقوم على الاقتراض يتصرفون كالمنحرفين بان يخفون الحقائق ويوهمون الدول والشعوب ان ان لا وجود لسياسة اخرى غير هذه.
ان سياسة اقتصادية قائمة على القروض هي مفصل الداء. وحتى البلدان النفطية لا تخرج على هذا النطاق.وهي بلدان رغم الغنى الظاهري الا انها في الواقع يقوم اقتصادها على نفس نمط البلدان العربية الاخرى.فعائدات النفط تتصرف فيها البنوك الاجنبية كما لو انها شكل من اشكال القروض طالما انها تحتجز تلك العائدات كضمان على صيروروة تدفق النفط. لذلك السبب لا تستطيع دولة كالسعودية ان توفر لمصر ما يكفيها لاقامة نهضة اقتصادية عظمى طالما ان السعودية لا تملك قرار التصرف في عائدات نفطها في المطلق.فحتى ان وجدت ارادة سياسية من قبل الحكومة السعودية لتمويل نهضة في مصر هي في حاجة لها فان البنوك الاجنبية لامور تقنية بحتة وخارجة حتى عن ارادة السياسة الاستعمارية  لن تتركها تفعل كما تريد.فما بالك بان الاستعمار المتغلغل في المنطقة على مستوى القرار السياسي لا يسمح بهذا.  
ان حضور الدول النفطية في باريس اعطى احسن مثال عن دول عربية تجتمع في دولة غربية لمساعدة دولة عربية اخرى هي لبنان. ولقد استمعنا الى ممثلي هذه الدول الغنية والغنية جدا والتي لا تقدر حتى على اعلان ارقام المساعدة التي ستقدم على دفعها للبنان. زد على ذلك فان قنوات عبور الاموال في الدول المتخلفة تم تعفينها الى درجة لم يعد من السهل على اية دولة نفطية ان تخاطر باستعمال احتياطي السيولة التي تمتلكه لتمويل نهضة اقتصادية في دولة ذات كثافة سكانية مثل مصر او دولة تمتلك كفاءات عالية مثل تونس.فمهما كانت النوايا حسنة فان انظمة التصرف في هذه البلدان فقدت مؤهلات الامان منذ زمن بعيد.
ان جلب العملة الاجنبية تحول في عديد البلدان الى هاجس شبه مرضي يعبر عن مرض اقتصاديات هذه البلدان التي سممت بفعل تفاقم ارتباطها بالخارج.فهي بلدان دخلت طاحونة الحلقة المفرغة ولم تعد تمتلك ادوات حقيقية لتشخيص داءها.ورغم انها دول ذات سيادة احتكرت على غرار الدول العصرية حق طبع عملة محلية الا انها تلهث وراء الاوراق المالية الاجنبية التي هي احتياطي لجلب السلع الجاهزة او النصف الجاهزة التي ورطت اقتصادها في جلبها الى ما لا نهاية.
حكومة حماس التي بات واضحا انها لا تمتلك رؤية للواقع الاقتصادي اكتفت بميراث المرحلة الاولى من قيام السلطة الفلسطينية فاقامت الدنيا واقعدتها لجلب الاموال من الخارج تماما مثلما كانت تفعل حكومة ياسر عرفات الفتية.واقنعها اداريو البنك المركزي الفلسطيني انها لا تستطيع استعمال العملة الفلسطينية طالما لم تقدم ضمانات باحتياطي من العملة الاجنبية وخصوصا الدولار.فاوقفت جهلا الدورة الاقتصادية بعد ان توقفت على صرف اجور المستخدمين.متوهمة ان التضخم المالي المنجر عن صرف العملة المحلية لن يحل الا بجلب كمية من الدولار.ولكن الضرر الذي احدثه ايقاف صرف الاجور كان قاتلا للاقتصاد الفلسطيني اكثر من فعل التضخم الذي كان سينجر بفعل توزيع العملة المحلية.هذا الواقع يكشف على الطريقة المافيوزية التي اوهم بها خبراء الاقتصاد الامريكي بقية العالم حولة طبيعة وماهية العملة والصرف. لقد قلبوا حقيقة بسيطة تتمثل في ان الاوراق المالية هي وثيقة ملكية لسلعة او خدمة واقنعوا العالم ان العملة المحلية لا تساوي شيئا طالما لم تكن محمية بالدولار.
ان سياسة اقتصادية تقوم على القروض هي مدمرة لاقتصاديات البلدان النامية.فالناس تنسى ان القروض في جزءها الاكبر هي سلع وخبرات.
وبذلك تسد الطريق على قيام صناعات محلية ذات نسيج متعدد.ولقد فرضت هذه السياسة على الدول النامية اختصاصا مخجلا اضر بالنسيج الاجتماعي في تلك المجتمعات.وخلق مناخا لموجات الهجرة دون توقف. وهي سياسة تقوم على ترسيخ عادات وتقاليد سياسية بالية مثل هيمنة القبلية والعروشية والجهوية على مواقع القرار في الدولة . وهذا ماتاه ان توزيع تلك الاموال يخضع عادة الى اعتبارات مذهبية او عروشية او جهوية كما هو الحال في تونس.وهذا هو المدخل لفهم تخلف نظام مثل النظام السياسي التونسي رغم ان البلاد على المستوى الاجتماعي قطعت اشواطا كبيرة في التقدم.
فالنظام التونسي تحول منذ بعض الوقت الى نظام اقطاعي تحكمه قبيلة تسيطر على كل مراكز القرار وتفرض على البلاد رقابة متخلفة باتت تهدد السلم الاجتماعية وتضع البلاد على هاوية الحرب الاهلية. ان القروض تفتح ابواب القصور على مصراعيها للسيد السفير الذي بيده قرار اغلاق او فتح معابر الاموال.وعندما تتاكد الامور تتحول المجموعة المعنية بصرف تلك الاموال الى عصابة من المارقين على القانون.وهناك تكون الابواب مفتوحة على كل انواع الخطر.  
الامجد الباجي


من أجل انتخابات حرة و ديمقراطية سنة 2009

عبد المجيد المسلمي تمثل الانتخابات الرئاسية و التشريعية في سنة 2009 أهم المواعيد السياسية التي تقدم عليها بلادنا في الفترة القادمة. و الموعد ليس بالبعيد كما قد يظن البعض بل هو قريب جدا… مما يدعو كل مكونات المجتمع و في مقدمتها أحزاب المعارضة للاستعداد له منذ الآن و العمل على أن يمثل منعرجا حاسما على طريق الانتقال إلى الديمقراطية التي تعتبر المهمة المركزية و الإستراتيجية المطروحة على بلادنا في هذه المرحلة من تاريخها. و تعتبر الانتخابات من أفضل السبل لتحقيق الانتقال السلمي إلى الديمقراطية جربتها شعوب عديدة عبر العالم فنجحت . و لذلك فإن الانتخابات القادمة في سنة 2009 يمكن أن تشكل فرصة تاريخية حتى تضع بلادنا قدما راسخة على درب الديمقراطية و تتجنب الهزات التي قد تنتج عن انغلاق سياسي طال أمده و أصبح يعرض استقرار البلاد إلى أخطار محدقة مثل ما أظهرته أحداث الضاحية الجنوبية في المدة الأخيرة. و لا بد من الإشارة أنه من الضروري فصل موعدي الانتخابات الرئاسية و التشريعية الذين دأبت على تنظيمهما السلطة في يوم واحد منذ سنة 1989. إذ علاوة على أن رهانات الرئاسية تختلف على رهانات التشريعية فإن البلدان الأكثر عراقة في الديمقراطية و التي تعتمد النظام الرئاسي مثل فرنسا و أمريكا تعتمد الفصل بين الموعدين. من جهة أخرى و إذا صح أن البرلمان يمثل المؤسسة المركزية في النظام الديمقراطي فإن صيغة 20 بالمائة من المقاعد في البرلمان و التي تمن بها السلطة على أحزاب المعارضة و المتبعة منذ سنة 1994 أظهرت فشلها و عقمها في إنتاج برلمان تعددي حقا يكون رافعة أساسية للانتقال نحو الديمقراطية. و ستكون إعادة إنتاج هذه الصيغة سنة 2009 فشلا ذريعا للديمقراطية في بلادنا و خيبة أمل جديدة تؤبد الانغلاق و تدفع بلادنا نحو أفاق مجهولة. و لا نظن أن القوى الديمقراطية – ناهيك بالحزب الديمقراطي التقدمي الذي رفض هذه الصيغة منذ انطلاقها سنة 1994– ستقبل بإعادة إنتاجها و تسويقها من جديد. فليس هناك أدنى شك بأن بلادنا و شعبنا جاهز لانتخابات حرة و ديمقراطية و شفافة حقا– مثل الشعب الفلسطيني و الموريطاني و البحريني…ناهيك بالشعوب الأخرى- تمكنه من اختيار من يحكمه و يدير شؤونه و تقطع مع نظام الحزب الواحد الذي يحكم بمفرده البلاد منذ نصف قرن. و لا يمكن أن نتصور انتخابات ديمقراطية في مناخ متميز بالانغلاق مثل الذي نعيشه. فالتونسيون لا زالوا يخشون المشاركة الحرة في الحياة السياسية ناهيك بالانخراط في أحزاب المعارضة و الترشح ضمنها و التصويت لقوائمها.علاوة على ذلك فإنهم لا يعرفون لا المعارضة و لا رموزها و لا برامجها – إلا من خلال دقائق معدودة في بعض الفضائيات – و الحال أن وسائل الإعلام الوطنية من تلفزة و إذاعات مغلقة في وجوههم و تقتصر تغطيتها على مسؤولي الحزب الحاكم. و هو ما يتطلب تنقية المناخ السياسي و إشاعة أجواء من الحرية في الفترة التي تسبق الانتخابات و ذلك بإطلاق سراح ما تبقى من المساجين السياسيين حتى تعود الثقة للنفوس و السماح للأحزاب و الجمعيات بالنشاط و فتح وسائل الإعلام العمومية للمعارضة المستقلة و المجتمع المدني. كما أن الإعداد لانتخابات حرة و ديمقراطية يتطلب مراجعة للدستور تعيد التوازن بين السلطات الرئاسية و التشريعية و القضائية و تنشئ محكمة دستورية تنظر في مدى ملاءمة القوانين للدستور. كما تتطلب مراجعة شاملة للمجلة الإنتخابية ترسي نظام الاقتراع النسبي على القوائم و تضبط شروطا من الشفافية و الحرية على عملية الاقتراع. إن انتخابات 2009 تشكل فعلا فرصة سانحة لبلادنا للانتقال نحو الديمقراطية. و من أجل ذلك يتحتم على كل القوى الديمقراطية و التقدمية أن تكتل جهودها و قواها حتى لا يكون موعد 2009 تكرارا للمناسبات الإنتخابية السابقة التي غاب فيها حق الإختيار عن الشعب التونسي و حتى تتوفر فيها شروط الحرية و الديمقراطية و الشفافية التي تعطي لصندوق الاقتراع اعتباره لدى التونسيين و التونسيات . و إن نجح هذا المسعى فسيكون نجاحا للوطن و إن فشل فسيكون انتكاسة جديدة للديمقراطية. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد بتاريخ 16 فيفري 2007)  


تقديم كتاب بعنوان:السلطة وهاجس الشرعية في الثقافة الإسلامية

عدنان المنصر  تقديم كتاب بعنوان: السلطة وهاجس الشرعية في الثقافة الإسلامية تأليف: حياة عمامو، لطفي عيسى، منصف التايب. تقديم الأستاذ الصادق بوبكر نشر: دار أمل للنشر والتوزيع، صفاقس-تونس 2005، 191 صفحة هذا الكتاب من الكتب الجيدة القليلة التي تصدر من حين لآخر، وهو كتاب في الثقافة السياسية الإسلامية من خلال نماذج اختارها مؤلفوها للشروع في عمليات حفر في مخيال السلطة وإعادة اكتشاف مفهوم الشرعية من خلال النصوص والمأثور التاريخي وكذلك من خلال التجربة التاريخية للدولة في المجال الإسلامي. كما أن مما يضيف إلى أهمية التأليف أنه جماعي وحدت بين مؤلفيه هموم معرفية متقاربة وكان التمشي المتبع فيه حصيلة نقاشات ومحاورات طالت زمنا ليصدر ها الكتاب في النهاية على شكله الأنيق وفي مضمونه الدسم الذي يتيح للقارئ سواء كان مختصا أو غير مختص مراجعة الكثير من الأفكار حول تجربة الدولة ومخيالها ورمزيتها في المجال الإسلامي في الفصل الأول من الكتاب وهو من تأليف الأستاذة حياة عمامو، وقد وضعت له من العناوين « السلطة والشرعية في نظام الحكم المبكر » (من الصفحة 11 إلى الصفحة 107)، تعرضت المؤرخة إلى هذه القضية من خلال نقطتين هما على التوالي تأسيس السلطة في الإسلام المبكر ومقاييس شرعيتها، ثم مسألة تداول السلطة وخطاب الشرعية الذي يستفيق خلال أزمات ذلك التداول. ففي الباب الأول كانت استرعت قضية حضور الشرف ضمن مقاييس شرعية اختيار ولي الأمر جانبا من اهتمام حياة عمامو التي ناقشت معنى الشرف القبلي السابق للإسلام. وفي إطار دراستها لمقاييس شرعية السلطة تعرضت حياة عمامو لمسألة البيعة والإجماع، مركزة من خلال أمثلة على ما اصطبغت به عملية البيعة من عنف وإكراه أفقدها الكثير من معانيها حتى أصبحت في النهاية « مجرد بروتوكول يأخذ صبغة الواجب الديني » يرمي احترامه إلى اتقاء « الفتنة » بين المسلمين ومنع « تفريق كلمتهم ». وهنا كان دور الأشراف والأعيان مركزيا حيث أنهم هم الذين يضفون ببيعتهم الشرعية على السلطة، مما يفسر أحيانا كثيرة شدة الضغوط التي كانوا يتعرضون لها إبان أزمات الحكم الاسلامي. ومن البيعة انتقلت حياة عمامو إلى دراسة مفهوم الشورى لتبين أن الخطاب حول الشورى هو بالأساس خطاب أزمة لا يستفيق إلا عند تلك اللحظات الدرامية في تجربة الدولة، كما أنه أيضا خطاب إيديولوجي يرمي إلى نزع الشرعية عن الخصم وادعاء الاستناد إليها. أما الفصل الثاني الذي خصصته حياة عمامو مسألة التداول على السلطة فقد حاولت من خلاله دراسة أشكال التداول ومقاييسه مثل ضرورة الانتماء إلى قريش، قبل ظهور مبدأ التوريث مع الأمويين وأشكال التوريث المختلفة التي ظهرت في تجربة حكم العباسيين. وفي هذا الإطار تساءلت المؤرخة عن سبب عدم وضع المسلمين لقواعد واضحة للتوريث كان بإمكانها تجنيب الأمة الكثير من الاضطرابات والأزمات الدموية. أما المنصف التايب فقد تعرضت مساهمته لدراسة الثقافة السياسية للبايات الحسينيين في تونس بين 1705 و1881 وإن كان جزء هام من الخلاصات التي خرج بها في النهاية صالحا للفترة اللاحقة من تجربة الدولة الحسينية. ركز المؤلف جهده على مكونين أساسيين في هذه الثقافة وهما الأطر الإسلامية الكبرى والخصوصيات المحلية. فبالنسبة للمكون الأول توقف المنصف التايب عند التسنن الطرقي ولاحظ في هذا الإطار وجود رافدين لهذا التسنن لخصهما في مقولتي السياسة الشرعية والسياسة الطرقية. سعى البايات قدر الإمكان للتمسك بمبدأ السياسة الشرعية في سلوكهم العام والخاص وانعكس ذلك على العلاقة برجال الشرع التي كانت في غالب الأحيان علاقة يسودها التوقير وإن تحولت شيئا فشيئا إلى ما يسميه المؤلف إلى سياسة « استخزان » العلماء بواسطة جملة من أدوات التأثير والإستزلام. وبالتوازي مع ذلك رسخ البايات الحسينيون التسنن الطرقي الذي استند إلى نظرة سياسية للطرق كإحدى أهم أطر التأثير في المجتمع، وهي نظرة لم تكن تعوزها الواقعية. وقد سعى المؤرخ إلى تتبع حضور هذين الرافدين في السلوك السياسي والاجتماعي للبايات بدءا من المداومة على الصلاة وصولا إلى المواظبة على زيارة الأولياء وتقديس مقاماتهم وحتى العبارات المحفورة على أختام الدولة. ويسند هذا السلوك استبطان لنوع من المخيال الإسلامي الأموي ثم العباسي للسلطة في مجالس البايات ومسامراتهم. أما بالنسبة للباب الثاني من هذه المساهمة فقد تركز خلالها اهتمام المؤلف على دراسة الخصوصيات الثقافية والمحلية، بدءا بالموروث العثماني، مرورا بالروافد الثقافية المحلية ووصولا إلى توضيح دور الجاليات الأجنبية المقيمة بتونس الحسينية في صبغ الثقافة السياسية للبايات بطابع جديد يمكن القول أنه كان نتيجة عملية تثاقف كانت في بداياتها (وإن كانت في اتجاه واحد). إن الموروث العثماني شديد الحضور في الممارسة الرمزية للبايات الحسينيين، ولعل من أبرز أشكال ذلك الموروث الصبغة العسكرية التي تبدو من خلال إحياء بعض الطقوس ومن خلال الأهمية الموكولة أثناء المراسم للموسيقى العسكرية، وتعظيم الألقاب العسكرية…إلخ، ذلك ما يفسر في نظر المنصف التايب اختزال البايات للإصلاحات في الميدان العسكري دون غيره من الميادين، حيث أن المخيال السياسي كانت تسيطر عليه الرمزية العسكرية أكثر من غيرها. أما دور الروافد الثقافية المحلية فقد ركز المنصف التايب في دراستها على الحضور اللافت للنظر لمسألة العادة التي لاحظ بعض الأوروبيين شيوع احترامها مهما كان مضمونها. وبالإضافة إلى العادة فقد لاحظ المؤلف مكانة التأثيرات البدوية والحضرية التونسية في ثقافة البايات الحسينيين، تلك التأثيرات التي رصدها من خلال المحلة مثلا أو من خلال تماهي البايات التدريجي مع الأرستقراطية الحضرية لمدينة تونس.أما الروافد الأجنبية وبالخصوص الأوروبية فلها أيضا مكانتها في الثقافة السياسية للبايات الحسينيين. هذه الثقافة وقع تمريرها عن طريق الأوروبيين الذين استوطنوا بالإيالة وخاصة منهم القناصل الذين كانوا على علاقة مباشرة بالبايات فقدموا لبعضهم أو لجلهم في أحيان كثيرة نموذجا سياسيا مختلفا. وقد وفرت القرصنة فرصة هامة لترسيخ هذه المؤثرات من خلال الدور الذي اضطلع به بعض الأوروبيين المرتدين عن ديانتهم في أوساط الحكم نفسها وخاصة منهم المترجمون والمعلمون. لقد ظهرت نتائج عملية التثاقف تلك في إقبال البايات على كل رموز الحياة المادية الأوروبية الحديثة وكذلك في حركة الإصلاحات التي دخلت البلاد في خضمها وأسفرت عن عهد الأمان والدستور. أما مساهمة لطفي عيسى في هذا العمل فقد انطلقت من خلال مراجعة إنتاج أربعة مؤرخين مؤسسين هم على التوالي ابن خلدون والجبرتي وابن أبي الضياف والناصري ومحاولة استقراء حضور الخبر التاريخي وقضية شرعية الحكم في مؤلفاتهم. لقد مهد لطفي عيسى لتناول هذه المسألة بالتأكيد على أن مفهوم الشرعية إنما يطرح الكثير من التعقيدات التي ليس أقلها قضية الهوية والأصول والمرجعيات، معتبرا أن التعاطي مع هذه المفاهيم كان باستمرار تعاطيا غير صحي بالإضافة إلى أنه أضحى من المستعصي حاضرا تواصل الاعتماد على آليات الوصاية القديمة التي تحيل إليها لتسيير الشأن العام في مجتمعاتنا العربية الإسلامية، مقترحا تعميق النظر في المفهوم الذي يعتبره بديلا عن ذلك وهو مشروع المواطنة وتأصيله وإكسابه المشروعية التي تجعله مضمون كل برنامج للتحديث. إن لطفي عيسى يبدو ميالا لما أسماه علمنة السياسة، وهو يسعى إلى تأصيل هذا المفهوم من خلال استقراء متأن لمدونة ضخمة كما ومتميزة نوعا، تلك المدونة التي جعلته يكتشف أن مسار التحديث كان مسارا تاريخيا وإن تدخلت فيه الاعتبارات الفقهية. بدأ لطفي عيسى مساهمته بالنظر في السير الذاتية لمؤلفي المدونة الأربعة، مستعرضا مراوحة بعضهم بين الخدمة الشرعية والخدمة المخزنية خاصة من خلال النموذج الذي يمثله ابن خلدون، ملاحظا انتماء بقية الشخصيات المؤلفة للمدونة إلى « أصول ولائية وانبثاقها من رحم الصلاح وأربابه ». كما جمع بين السير الأربع حصول أصحابها في شبابهم على أفضل ما كان متاحا من المعرفة وهو أمر يبدو أن يسر الحال جعله سهلا. لقد اعتبر المؤرخ أن التمثل الخلدوني للملك وللجاه هو الذي يبدو أنه دفعه للانخراط في خدمة الدولة، بل يبدو أنه كان أيضا « وراء تزلف أغلب المنتسبين إلى الوسط العالم ومن بينهم جميع من شملتهم العينة المقصودة بالدراسة لأصحاب الملك والسلطان ». إن الإغراء الذي تبثه السلطة في نفوس أهل العلم لا يبدو أمرا جديدا، بل لعله من ثوابت السلوك السياسي للنخب في ثقافتنا. غير أن النماذج الأربعة لم تتأخر مع ذلك عن إنتاج تأملات في التجارب التي انخرطت فيها وإن تهيبت في تلك التأملات الإيغال في التعرض لطبيعة النظام السياسي وتشخيص علله واقتراح سبل ما لإصلاحه. لقد خلص لطفي عيسى من خلال استقراء تناول النماذج الأربعة لمسالة شرعية الحكم أن العقدة الأساسية التي كان يقع الاصطدام بها كانت دائما « عقدة شرعية الحكم السلطاني المجسدة في إرادة فرد واحد » بعد أن فشلت جميع محاولات تجاوزه كنموذج. صحيح أن الشخصيات المتناولة في دراسة لطفي عيسى حاولت الخروج عن الإطار الفقهي لتحليل العلاقة بين الأمير والرعية ساعية إلى فهم تطور الحكم كظاهرة تاريخية ومن هنا تفهمها للتجربة الغربية، غير أنها لم تدرك كما قال لطفي عيسى حاجة المجتمع إلى المشاركة في القرار السياسي: »لذلك اكتفى جميعهم بالتعبير عن افتقاد الدولة السلطانية إلى الشرعية دون أن يدركوا أن « قداستها » الحقيقية قد أضحت تقاس ومنذ عصر النهضة الأوروبية بمدى النجاح في توسيع قاعدة المشاركة في الشأن العام وأن تطابق القوانين المحدثة مع أحكام الشريعة معتبر من حيث علاقته بتأمل المقاصد ولا يعني تناظر الأمرين بالضرورة ». لقد تناول مؤلفو الكتاب أكثر الإشكالات حدة وتعقيدا في ماضي وحاضر الثقافة العربية والإسلامية، وهي إشكالية السلطة وحاجتها المتجددة للشرعية. وبالإضافة إلى أن المؤلفين قد استنطقوا المصادر وتمعنوا فيها بعين مجددة، فإن قيمة هذا المؤلف لا تكمن في نظرنا في أنه بحث تاريخي، هذه إحدى ميزات العمل وليست أهمها. إن قيمة هذا الكتاب تكمن في تعرية السياسة وفضح تمثلاتها ودعوة الجميع لإعادة التفكير في إشكاليات لم ولن تقتل بحثا وفي استقراء الواقع على ضوء التجربة الماضية، كل ذلك في إطار تنوع متناغم بين أصحاب التأليف وفي لباس نظري متين ومنهج مجدد. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد بتاريخ 16 فيفري 2007)  

 

انقطاع الذكور عن الدراسة في تونس… لماذا؟

قراءة هادئة للإحصائيات الرسمية عن عدد التلميذات والتلاميذ

 تونس – الصباح تكشف الاحصائيات الرسمية لوزارتي التربية والتعليم العالي تزايد حالات إنقطاع الذكور عن الدراسة في العامين الأخيرين من التعليم الثانوي وفي الجامعات.. إلى درجة أن نسبة الفتيات أصبحت في عدد كبير من المؤسسات تتجاوز الثلثين.. وقد أعلنت الحكومة مؤخرا إجراءات عديدة لتحسين أداء المدارس والمعاهد والجامعات.. وتدارك بعض النقائص البيداغوجية والثقافية المتراكمة… فلماذا تراجعت ثقة قسم من الشباب والذكور خاصة في الدراسة؟ هل هي مجرد اضطرابات مرحلة المراهقة أم أزمة ثقة في المؤسسة  التربوية وفي المستقبل؟ تغييرات مابين 1998 و2006 الاحصائيات الرسمية لوزارة التربية والتكوين تكشف أن نسبة التمدرس في صفوف الذكورما بين 12  و18 عاما  تطورت سلبا ما بين العام الدراسي1998/1997 والعام الماضي 2006/2005 فقد كان التقارب كبيرا في النسب : 69 فاصل 7 للذكور و 67فاصل4 للاناث.. لكن نسبة العام الماضي  تكشف أن نسبة التمدرس في صفوف الفتيان أصبحت حسب نفس الاحصائيات الرسمية 72 بالمائة فاصل 6 مقابل 77 بالمائة فاصل 7 للفتيات أي أن حوالي ثلاثين بالمائة من الفتيان انقطعوا عن الدراسة في مرحلة مابعد 12 عاما.. أي أنهم ينقطعون غالبا في المرحلة الأخيرة من التعليم الأساسي.. ثم في التعليم الثانوي التي تصادف خاصة بلوغهما بعد الـــ14 عاما.. وبصفة خاصة ما بعد الـــ16 عاما.. لأن الاحصائيات التقديرية تكشف أن نسبة الانقطاع من قبل الفتيان ترتفع بشكل ملحوظ بعد الثانية ثانوي ( الخامسة ثانوي نظام قديم).. وإذا كانت النسبة العامة للتلاميذ الذكور انخفضت إلى حوالي 42 بالمائة حسب الإحصائيات الرسمية للعام الدراسي الماضي (مقابل 46 بالمائة قبل 5 أعوام) فإن كل المؤشرات الرسمية تؤكد عزوف مزيد من الذكور عن الدراسة في المرحلة الأخيرة من التعليم الثانوي.. رغم ارتفاع اجمالي عدد تلاميذ المرحلة الثانية من التعليم الثانوي إلى أكثرمن مليون و75 ألفا العام الماضي مقابل 725 ألفا فقط قبل 10 أعوام.. لإعتبارات عديدة منها بالخصوص النمو الديمغرافي ونتائج سياسة التنظيم العائلي الناجحة.. وقد انعكست هذه السياسة كذلك على التعليم الأساسي إذ انخفض العدد الجملي للتلاميذ فيه من أكثرمن مليون و460 ألفا عام 1996 إلى مليون و120 ألفا فقط العام الماضي..  اختلال التوازن بين الفتيان والفتيات ومن خلال قراءة تفصيلية لتطور عدد الاناث والذكور في مختلف مراحل التعليم.. نكتشف أن نسبة الفتيان أكبرفي المرحلتين الأولى والثانيـــــة مــــــن التعليم الأساسي.. ( 875 ألف فتى  مقابل 817 ألفا فتاة تقريبا).. لكن النسق يتغير تماما منذ السنة الاولى ثانوي.. إذ يصبح عدد الفتيات أكثرمن عدد الذكور بفارق 15 ألفا.. وتتسع الهوة في الثانية ثانوي ليصل الفارق إلى حوالي 20 ألفا (لصالح الاناث طبعا).. ثم يتواصل الفارق بنفس النسبة تقريبا في الثالثة والرابعة ثانوي.. ثم في الجامعة.. بعد الباكالوريا.. لماذا؟ ماهو رأي الشباب؟ القيت السؤال على عدد من المراهقين المنقطعين عن الدراسة فتراوحت أجوبتهم بين التبرير والتشاؤم.: من نوع : «وجدت طريق الدراسة لا توصل.. لن تحقق آمالي في الشغل.. من تخرجوا قبلي عاطلون عن العمل» «الدراسة توصل الى البطالة.. بعد الشهائد و«الباك «(الباكالوريا) هناك بطالة.. وبدونها بطالة  نقرا وما نقراش.. المستقبل ما ثماش» «أصحابي درسوا ونجحوا لكنهم في مقاهي العاطلين عن العمل ينتظرون شغلا.. لو تدرس مائة عام أوتبقى عاطلا النتيجة واحدة   لا بد من «الاكتاف» اي المعارف والوساطات.. الانحراف والمخدرات والعنف وكيف يفسرالفتيان الذين لم ينقطعوا عن الدروس ظاهرة فرار زملائهم مبكرا من الثانويات؟ من بين الأسئلة التي سمعتها من شاب متفوق في دراسته متحدثاعن زملائه المنقطعين   «يتأثرون بأترابهم الذين غادروا المدرسة من قبل.. ويتحولون إلى متسكعين حول المعاهد والمدارس  وبين مقاهي العاطلين عن العمل.. مع ما تعنيه تلك المقاهي ومساحات الفراغ من فرص ترويج المخدرات والتشجيع على الادمان المبكر على السجاير والكحول.. وغيرذلك من المهالك وسلوكيات الانحراف» الحلم بــ«الحرقان» وللاستاذ الشاب  نبيل تجربة مع طلابه المراهقين المنقطعين عن الدروس.. الذين تبدأ تعقيدات كثير منهم بالرغبة في تقليد الاتراب الذين انقطعوا سابقا وخاصة منهم ابن الجيران الذي سافر الى أوروبا (عن طريق «الحرقان  في حالات كثيرة).. وعاد ومعه سيارة فخمة وأموال وزوجة اوروبية شقراء  عقد زواج مع اوروبية يمهد للهجرة وحسب عالم الاجتماع المهدي مبروك فهناك علاقة  بين الانقطاع عن الدروس ونماذج «الاثراء السريع والاثراء الوهمي».. عبر عقد زواج مع سائحة يمهد للهجرة الى اوروبا. «هؤلاء الشباب يتسكعون في الشوارع والاماكن العامة.. يعملون على استعراض مظاهر الفتوة لاغراء السائحة الاجنبية جنسيا.. خاصة عندما تكون كبيرة نسبيا في السن وتشكو في بلدها من الوحدة ومن المرافق الدائم سواء كان زوجا أو عشيقا..  أي أن هؤلاء الشباب يتركون المدارس والمعاهد والجامعات بحثا عن هجرة تحولهم إلى «نوع من اليد العاملة الجنسية» القابلة للتصدير.. اليأس وغياب الآفاق والمسألة أكثر تعقيدا حسب الاخصائي النفساني فتحي التوزري.. وهي مرتبطة في نظره بــ«إحساس مر باليأس والاحباط وغياب الآفاق الاجتماعية والمهنية وفقدان الثقة في المؤسسة التربوية وفي المجتمع.. وغياب الفضاءات الثقافية الجدية وفرص التشغيل بعد التخرج» والمشكل الأخطر من الانقطاع المبكر عن الدراسة في نظرعالم النفس الاجتماعي عبد الوهاب محجوب هو غياب «الحوار الصريح مع الشباب واهتزاز المرجعيات.. وبروز جيل تائه.. يشعر بالفراغ في كل مكان. وغياب الحوار والانصات للشباب عندما يقترن بغياب المثال.. النموذج.. يؤدي إلى غياب الحركية.. وتراجع الايمان بقيمة المدرسة وبمؤسسات المجتمع من الاسرة الى مؤسسات الدولة..  والنتيجة شباب يسيرون في الشوارع وكانهم ميتون او منتحرون. الاجراءات الحكومية الجديدة للرد على هذه السلوكيات أعلن وزير التربية الدكتور الصادق القربي مؤخرا عن إجراءات حكومية كثيرة للإصلاح.. بعضها بيداغوجي وبعضها ثقافي.. منها إجبارية الرحلات الطلابية الترفيهية.. فهل تساهم هذه الخطوات  في تدارك النقائص التي برزت في القطاع التربوي.. الذي ترصد له تونس منذ خمسين عاما أكثرمن خمس ميزانية الدولة؟ وفي كل الحالات تستحق هذه الظاهرة مزيدا من الجرأة في تناولها.. خاصة أنها تستفحل في مرحلة الجامعة.. وبصفة خاصة في عدد من المدارس العليا والكليات.. كمال بن يونس (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 23 فيفري 2007)  

بعد اجتماعات اللجنة العليا التونسية ـ الليبية:

هل تصبح تونس من مصدّري المحروقات ومــزوّدي أوروبـــا بالكهربـــــاء؟

** تبادل الأوراق النقدية من بين القرارات الهامة والرائدة التي خرجت بها الدورة 20 للجنة العليا التنفيذية المشتركة التونسية ـ الليبية استعمال الدينارين التونسي والليبي في كلا البلدين بشكل مباشر ودون الحاجة الى عملة دولية ثالثة وسيطة وذلك تسهيلا للمبادلات المالية والتجارية واعطاء قيمة لعملة البلدين. وسيسمح هذا الاجراء بتكثيف وتنويع حجم المبادلات التجارية بين البلدين والوصول بقيمة هذه المبادلات الى ملياري دينار تونسي سنة 2007 بعد ان كان حجم هذه المبادلات في حدود 5،1 مليار دينار سنة 2006 وسيبدأ تنفيذ هذا القرار بداية من غرة مارس القادم. ** استعمال واستبدال رخص السياقة ومن بين الاتفاقيات المبرمة بين البلدين كذلك استعمال واستبدال رخض السياقة في البلدين بحيث يمكمن لاي سائق التجول وسياقة عربته في طرقات الدولة الاخرى دون الحاجة الى رخصة سياقة دولية ويمكن لمواطني الدولتين كذلك الحصول على رخصة سياقة من الدولة الاخرى واستبدالها ان اقتضت الضرورة برخصة السياقة الصادرة عن دولته. ** حرية دخول وخروج السيارات وفي اطار النقل كذلك تم الاتفاق على الغاء اجبارية تسجيل السيارات والعربات على جوازات السفر عند عبور حدود الدولتين كما تم الاتفاق كذلك على تسريع عملية انشاء الطريق السيارة الرابطة بين البلدين وربطهما بالسكك الحديدية الى جانب تحسين وتطوير قطاع الاتصالات والنقل وتكثيف عدد الرحلات الجوية اليومية بين البلدين. ** رفع كل الرسوم القمرقية ومن بين الاتفاقيات الهامة الاخرى الصادرة عن اجتماعات اللجنة العليا المشتركة تم الاتفاق على تفعيل كافة الاتفاقيات المصادق عليها سابقا بين تونس وليبيا ومنها خاصة رفع كل الرسوم القمرقية ورسوم تبادل السلع ومعاملة المنتجات في البلدين معاملة المنتوج الوطني. كذلك تم اقرار اجراء الاعتراف المتبادل بشهادات مراقبة المنتوجات الصادرة من البلدين دون اخضاع هذه المنتوجات الى مراقبة جديدة في الدولة الموردة. كما اتفق  الجانبان التونسي والليبي على فتح الحدود امام جميع السلع دون استثناء وبالتالي الغاء الجانب الليبي لقائمة المواد التي كان يحضر استيرادها والمنصوص عليها في القانون الصادر في اوت 2005 ومن بينها عدة منتوجات صناعية غذائية على غرار منتوج المياه المعدنية والشامية والهريسة والغلال. ** تعاون وشراكة في قطاع المحروقات ومن أهم الاتفاقات كذلك انجاز مصفاة للنفط في الصخيرة ومصفاة ثانية في مليتة غرب الجماهيرية الليبية. ويهدف هذا المشروع الى توفير الاكتفاء الذاتي من المحروقات في كلا البلدين وتصدير الفائض الى بعض الدول الاخرى. ويذكر ان منطقة مليتة الليبية تعد من اكبر المناطق الغنية بالنفط والغاز وهي تحتضن مشروع غاز ضخم لتزويد ايطاليا واوروبا بالغاز الطبيعي عبر انبوب تحت الارض والبحر اعتبر اكبر مشروع غازي في العالم سنة 2004 وتقدر قيمة الاستثمارات فيه بـ6،5 مليار دولار. والى جانب مصفاة الصخيرة ومصفاة مليتة فان الجانبين التونسي والليبي اتفقا كذلك على الشروع في دراسة انشاء محطة لتوليد الكهرباء في منطقة مليتة وستمكن هذه المحطة من تزويد ليبيا وتونس بالطاقة الكهربائية ومد بعض الدول الاوروبية بهذه الطاقة عبر الاراضي التونسية. ويذكر ان  تونس تعد البلد الوحيد الذي تربطه مع ليبيا اتفاقية تبادل تجاري حر تم التوقيع عليها منذ سنة 2001 وتم خلال اجتماعات اللجنة المشتركة الدعوة الى تفعيل هذه الاتفاقية ونطويرها. سفيان رجب (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 23 فيفري 2007)  

المدير العام لمنظمة العمل العربية لـ«الصباح »:

تونس أحد أبرز البلدان العربية في مجال قوانين العمل والحريات النقابية

هناك بلــدان عربيــة لا تتوفــر على أية مقومات لعمل نقابي

تونس ـ الصباح: كيف تنظر منظمة العمل العربية لمسألة الحريات النقابية؟ وما هو وضع هذه الحريات في الوقت الراهن؟ ما هي المشكلات التي تواجه العمل النقابي في الوطن العربي؟ وكيف يبدو وضع النقابات في الدول العربية؟ هل يمكن تصنيف جميع الدول في نفس المستوى، أم أن ثمة تمايزا فيما بينها؟ وإلى أي حد تأخذ الدول العربية بالمعايير الدولية في مجال العمل؟ هذه التساؤلات وغيرها، طرحتها «الصباح» على المدير العام لمنظمة العمل العربية، السيد إبراهيم قويدر، الذي كان لنا معه الحوار التالي: * هل أن تناولكم لموضوع الحريات النقابية في هذا الظرف بالذات، من باب الحرص على إدراج مطالب النقابيين ضمن أجندا الاصلاح السياسي الذي يجري الحديث عنه بكثافة في الاونة الاخيرة في الوطن العربي؟ ـ الحريات النقابية في الحقيقة، جزء لا يتجزأ من قضايا ومطالب الاصلاح السياسي، ودورنا تنبيه الانظمة العربية وتوجيه نظرها لقضية الحريات النقابية.. نحن نعتقد أن الحرية لا تعني العداء، فالحريات النقابية مفصل أساسي في العمل النقابي لا يمكن التغاضي عنه إطلاقا.. على أن الحديث عن الحريات النقابية، ليس معناه إلغاء مبدإ الحوار بين الاطراف الاجتماعية الثلاث، وأعني هنا النقابيون، وأصحاب المؤسسات ورجال الاعمال، والحكومات كذلك.. وأعتقد أن الملتقى الذي تنظمه منظمة العمل العربية حول الحريات النقابية، يندرج ضمن هذا الاطار، فهو يهدف إلى مناقشة وضع الحريات النقابية مناقشة حقيقية، وذلك في سياق حرصنا على نقد أنفسنا وتوعية بعضنا البعض (نقابات وأصحاب عمل وحكومات) في إطار من الحوار الاجتماعي.. * بصراحة، هل ثمة أزمة حرية يعاني منها العمل النقابي العربي في الوقت الراهن؟ ـ لا بد من القول بوضوح أن وضع الحريات النقابية في الوطن العربي، ليست بخير منذ فترة طويلة، فثمة مشاكل تصادف العمل النقابي، بينها التعددية النقابية، وتدخل الحكومات في العمل النقابي باتجاه تسييسه، إلى جانب محاولات ضرب استقلالية العمل النقابي، وهذا ما يدعونا إلى القلق والحيرة، بل هذا ما يجعلنا ـ كنقابيين ـ نناشد أصحاب الاعمال والحكومات بضرورة احترام الحقوق النقابية بجميع صورها.. في اعتقادي، يجب أن تتوفر للنقابات العمالية القدرة على ممارسة أنشطتها في مناخ من الحرية والامن، لكي تكون مساهمتها مفيدة ومصدر ثـقة لدى بقية الاطراف.. ولا شك أنه عندما تشعر النقابات بعدم امتلاكها مقومات الحرية الاساسية لانجاز مهماتها، خصوصا في المجالات التي هي من جنس العمل النقابي، مثل الاجتماعات النقابية والتمثيل النقابي والتفاوض الاجتماعي، فإنها تلجأ إلى المطالبة بضرورة الاعتراف بهذه الحريات وبحق ممارستها، وهذه المطالبة في الواقع، تدخل ضمن إطار الانشطة النقابية المشروعة.. ـ كيف تصنف البلدان العربية من حيث الوضع النقابي، وخاصة من حيث الحريات النقابية؟ ـ في الحقيقة، يمكن توزيع الدول العربية إلى ثلاثة أصناف هي: صنف لا توجد فيه حريات نقابية، بل عمل نقابي إطلاقا.. وثمة بلدان في محيطنا العربي، تعاني من نقص في الحريات النقابية، نتيجة تدخل الحكومات في العمل النقابي عبر تسييس النقابات، وهذا ـ في تقديري ـ من أخطر ما يواجه العمل النقابي في هذه البلدان.. وهناك دول تتوفر على حريات نقابية وتشريعات وقوانين عمل هامة، تتماشى  مع معايير العمل المعترف بها دوليا، ويمكن القول أن تونس والمغرب ولبنان هي من يجسد هذا النموذج الحي..  وما يقلقنا فعلا، هو اشتراط بعض البلدان الترخيص لتشكيل النقابات، لان ذلك سيجعل مبادئ الحريات النقابية، رسالة مجردة من معانيها.. صحيح أن بعض التراخيص ذات صبغة تنظيمية صرف، لكنها لا ينبغي أن تعيق إنشاء الهياكل النقابية بأي حال من الأحوال..    * ماذا تقصد بتسييس العمل النقابي؟ ـ هناك البعض من الحكومات ممن تتدخل في العمل النقابي بطرق مختلفة، وهذا ما نرفضه لان من حق العامل أن يمارس حريته النقابية داخل التنظيم النقابي، وأن يطالب بالحقوق، كما من واجباته التضامن مع زملائه العمال، لكن بعيدا عن السياسة، وإذا شاء العامل أن ينخرط في العمل السياسي، فبوسعه أن يفعل ذلك من خلال الاحزاب السياسية، فلا بد من التمييز بين العمل السياسي والنقابي، فلكل إطاره وسياقه وأهدافه وطبيعته..  * ألا ترى معي أن العمل النقابي سجل تراجعا خلال السنوات الماضية، بحكم تنامي منظمات المجتمع المدني التي تتداخل فيها الادوار النقابية والحقوقية والاجتماعية؟ ـ قد يكون ذلك في الظاهر، لكن مهام النقابات هي غير ما تهتم به منظمات المجتمع المدني.. النقابات تلتقي باستمرار سواء في الاطر المهنية أوصلب الهياكل النقابية، فيما الجمعيات ذات عمل موسمي فضلا عن كونها عملا تطوعيا.. وينبغي القول هنا، أن ثمة شعورا بـ«النحن» صلب النقابيين قد لا يكون متوفرا في الجمعيات ومنظمات المجتمع المدنـــــي.. فضلا عن ذلك، النقابات لها تاريخ طويل وتقاليد متراكمة، ومن هنا تستمد قوتها التي تفتقدها الجمعيات دون التقليل من جدوى عمل مكونات المجتمع المدني.  أجرى الحوار صالح عطية (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 23 فيفري 2007)  

في دراسة حول وضعية التّصحر بالبلاد التونسية:

4% فقــط مــن مساحــة البــلاد غيــر معنيّـة بآفــة التصحــر

تونس ـ الصباح وضع المجلس الوطني لمكافحة التصحر أمس مشكلة التصحر على طاولة الدرس.. وبالمناسبة استفسرت «الصباح» السيد محفوظ المنجلي ممثل المركز الوطني للدراسات الفلاحية عن نتائج الدراسة التي عرضت على أنظار المجلس والرامية إلى تقييم وضعية التصحر الحالية.. فأفادنا أنه تم انجاز الدراسة على مستوى وطني واستخراج وحدات تحليل وهي تتعلق بتدهور التربية وتدهور الموارد المائية تدهور الغطاء الغابي والرعوي كما تمت دراسة الانجراف المائي والريحي والملوحة.. وقال «نجد على الصعيد الوطني أن نسبة الاراضي غير المعرضة لاي سبب من أسباب التصحر تبلغ 4 بالمائة فقط من مساحة البلاد وهي في حدود 700 ألف هكتار.. بينما نجد أن الاراضي المعرضة لتدهور متوسط تمسح 14 بالمائة أي ما يقارب مليونين و54 ألف هكتار في حين أن الاراضي المعرضة للتصحر قوي فتبلغ نسبتها 43 بالمائة وتمسح 6,7 مليون هكتار في حين أن الاراضي المعرضة للتصحر قوي جدا فتبلغ نسبتها 31 بالمائة وتمسح 4,8 هكتارات.. وبالنسبة لبقية الاراضي فهي مغطاة بالبنايات السكنية والمنشآت الصناعية وغيرها».  وقدم محدثنا أمثلة محددة وقال « لنأخذ على سبيل المثال سلسلة خمير مقعد فنجد أن 17 بالمائة من مساحاتها تشكومن التدهور الضعيف و33 بالمائة من التدهور المعتدل و45 بالمائة من التدهور المرتفع و2 بالمائة من التدهور المرتفع جدا.. وفي مثال آخر يتعلق بمنطقة السباسب العليا في وسط البلاد نجد أن 4 بالمائة من الاراضي تشكومن تدهور ضعيف و29 بالمائة من تدهور معتدل و60 بالمائة من تدهور قوي و6 بالمائة من تدهور قوي جدا.. وفي الجنوب يمكن استعراض وضعية منطقة الجفارة الواعرة ونجد أن 1 بالمائة من الاراضي تشكو من تدهور ضعيف و9 بالمائة من تدهور معتدل و51 بالمائة من تدهور قوي و32 بالمائة من تدهور قوي جدا». وأضاف محدثنا أن أقل الولايات تعرضا لافة التصحر ومشكلة تدهور التربة هي ولاية جندوبة وأكثر الولايات تعرضا للمعضلة هي ولاية قبلي. وفي ما يتعلق باستغلال الموارد المائية الجوفية أشار إلى أن النسبة على المستوى الوطني تكشف استغلالا مفرطا تبلغ نسبته 105,9 بالمائة ونجده بأقل درجة في منطقة مقعد بنسبة 32,2 بالمائة وبأكثر درجة في منطقة السباسب العليا بنسبة 128 بالمائة.. وعن نوعية المياه أفادنا أن التملح يشمل منطقة جنوب البلاد والوطن القبلي.. وذكر أن نسبة استغلال المياه الجوفية العميقة لنحو 955,5 مليون متر مكعب تقل عن مائة بالمائة وهي تزيد عن مائة بالمائة بالنسبة لخمسمائة مليون متر مكعب من المياه. وتتمثل أهم الصعوبات التي واجهت إعداد هذه الدراسة في عدم توفر معطيات محيّنة. وبين أنه سيتم تحديد المناطق التي تتطلب الاسراع بالتدخل لحل الاشكاليات القائمة. مقاومة التصحر بين السيد نذير حمادة وزير البيئة والتنمية المستديمة خلال اجتماع المجلس الوطني لمكافحة التصحر الذي وضع المعضلة على طاولة الدرس أنه لمقاومة زحف الرمال والحد من الانجراف يجري تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لحماية الاراضي الفلاحية والتجمعات السكنية والمنشئات العمومية وترتكز هذه الاستراتيجية على تثبيت الكثبان الرملية واستصلاح الاراضي بالغراسات العلفية وإقامة مصدّات الرياح وشرائط غابية بالممرات الهوائية بجل الولايات المعرضة لهذه الظاهرة.. وفي هذا الاطار تم انجاز حوالي 4500 كلم من الطوابي وما يفوق 7 آلاف كيلومتر من تعلية الطوابي وتثبيت 18 ألف هكتار من الكثبان الرملية بالغارسة وانجاز 5700 هكتار من مصدّات الرياح والشرائط الغابية. وتم بالتوازي مع إعداد المخطط الحادي عشر إعداد برامج عمل جهوية لمكافحة التصحر والتصرف المستديم في الموارد الطبيعية بـ12 ولاية.. وتحدث عن إعداد دراسة وضعية التصحر بالبلاد التونسية وانجاز دراسة لتثمين مياه النّز بالواحات وهناك نية لانجاز دراسة إستشرافية حول الفلاحة والتصرف المستديم في الموارد الطبيعية بعدد من الولايات وبالتعاون مع مرصد الساحل والصحراء تقوم الوزارة باستشارة حول إمكانية بعث مرصد لمتابعة كيفية التصرف في الموارد الطبيعية على الصعيد الجهوي.. وأعلن الوزير عن الشروع في إعداد البلاغ الوطني الثاني بدعم من صندوق البيئة العالمية وبرنامج الامم المتحدة للتنمية ويتضمن هذا البلاغ إعداد دراسة شاملة حول كلفة التدهور البيئي والاضرار الاقتصادية والاجتماعية المحتملة الناجمة عن ارتفاع مستوى سطح البحر تأخذ بعين الاعتبار آخر المستجدات العلمية وتوقعات الهيئات الدولية المتخصصة في هذا الشأن، هذا بالاضافة إلى الشروع في انجاز برامج لتقييم تأثيرات تغيرات المناخ على القطاع الصحي ورصد إمكانيات المواجهة والتأقلم في إطار مشروع تنمية القدرات لتنفيذ اتفاقية التغيرات المناخية. وخلال النقاش لاحظ أحد أعضاء المجلس أن مليارات من الامتار المكعبة من المياه تضيع في الصحراء وهي خسارة كبرى ودعا إلى انجاز مشروع تثمين مياه النّز. ولاحظ الخبير عادل الهنتاتي أن تونس تنفق 250 مليار لمقاومة التصحر فأين هي النتائج؟؟ وتساءل أحدهم عن أسباب التدهور إن كانت طبيعية أم بشرية وقال إن الارقام التي كشفت عنها الدراسة مخيفة فأجابه الوزير أنه لا داعي للفزع وأنه يجب معرفة الامر بدقة وتحويل الدراسة من معطيات آكاديمية إلى الاستغلال الميداني.. وقال السيد علي بالحاج من ديوان رجيم معتوق إنه ينبغي تحيين المعطيات لا الاستناد إلى معطيات تعود إلى سنة 1995 خاصـــة وأنه منذ تلك الفترة تم القيام بأعمال هامة للحد من آفة التصحــــــــر. سعيدة بوهلال (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 23 فيفري 2007)  

مسؤول: أربعة في المائة فقط من مساحة تونس غير مهددة بالتصحر

تونس (رويترز) – قال مسؤول تونسي يوم الجمعة ان أربعة بالمئة فقط من مساحة تونس البالغة 164 الف كيلومترا مربعا غير مهددة بخطر التصحر. وقال محفوظ المنجلي المسؤول بالمركز الوطني للدراسات الفلاحية « في تونس نجد أن الاراضي غير المعرضة لأي سبب من أسباب التصحر تبلغ 4 بالمئة فقط من مساحة البلاد ». وأضاف ان الاراضي المعرضة لتدهور متوسط تصل نسبتها الى 14 بالمئة من مساحة البلاد بينما تتجاوز مساحة الاراضي المهددة بقوة للتصحر نسبة 43 بالمئة كما ان نسبة 31 من الاراضي معرضة لتحصر قوي جدا. واعدت تونس استراتيجية لمقاومة التصحر ترتكز على تثبيت الكثبان الرملية واستصلاح الاراضي من خلال زراعة محاصيل العلف واقامة مصدات الرياح والاهتمام بالمناطق شبه القاحلة من خلال اقامة مشاريع تنموية. ويحذر خبراء من ان التصحر يعد أحد أبرز العوائق التي تحد من جهود التنمية والتقدم الاقتصادي خصوصا في القارة السمراء. ويهدد التصحر أكثر من 1.2 مليار نسمة موزعين على 110 بلدان حسب وثائق لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو). (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 23 فيفري 2007)  

الجمهور التونسي يشاهد مسرحية مثيرة للجدل دون رقابة

إيهاب التونسي لمغاربية في تونس

بدأ عرض مسرحية جريئة تعالج مسألة التطرف الديني وتاريخ تونس الحديث في المسارح بعد شهور من تأجيلها. وأشاد النقاد والمشاهدون بحد سواء بالمسرحية الجديدة وما اتسمت به من جرأة غير مسبوقة. تلقت مسرحية مثيرة للجدل تناقش قضايا الإرهاب والتطرف بإشادة كبيرة من النقاد في إثر عرضها الشهر الحالي في تونس بعد سماح السلطات بها دون رقابة. المخرج الفاضل الجعايبي رفض حذف مشاهد من المسرحية مثلما طالبت به لجنة التوجيه المسرحي بوزارة الثقافة التونسية الذي أدى إلى تأخيرها لشهور. وكانت العروض الأولى لمسرحية « خمسون » التي كتبتها جليلة بكار انطلقت بالمسرح البلدي في العاصمة في مطلع الشهر الحالي بعد عرضها أول مرة في مسرح « الاوديون » الشهير بباريس في يونيو الماضي. و تناولت المسرحية حقبة مهمة من تاريخ تونس، تغطي خمسين عاما منذ استقلال البلاد إلى 2006. و جاء في الورقة التقديمية للمسرحية « خمسون سنة تمضي ماذا تأسس وماذا تراجع وماذا تحرر وما الذي تفجر؟ وتنطلق المسرحية بمشهد تفجر فيه الأستاذة « جودة » نفسها وسط ساحة معهد لتنطلق بعدها التحقيقات البوليسية لمعرفة أسباب الحادثة، وتفكيك المجموعة التي تقف خلفه. كما تبحث المسرحية في جذور ظاهرة الإرهاب المتستر بالدين. وقال الجعايبي « أنجزت هذه المسرحية دفاعا عن قيم الحداثة في المجتمع التونسي ولكي لا تضطر ابنتي لارتداء الحجاب ». وواكب العروض عدد كبير من المثقفين والإعلاميين وأحباء الفن الرابع، الذين عبروا عن إعجابهم بالمسرحية، وبجرأة مخرجها. وقال الناقد خماس الخياطي لرويترز « المسرحية رائعة لسببين أولهما أن المخرج لا يتهم من تلبس الحجاب إلا إذا كان الدافع سياسيا أو تخريبيا وثانيهما تركيزه على المعالجة الأمنية السيئة وهذا أمر يحسب له وغير مسبوق ». أما منير الزوادي طالب بجامعة منوبة فقال لمغاربية « المسرحية، صالحت الجمهور التونسي مع الإبداع الحقيقي، الذي يعبر عن شواغل التونسي، وهواجسه في عصر وتيرته سريعة ». وأشادت الصحف التونسية بالنبرة الجريئة للمسرحية. وقالت إن المسرحية تناولت قضايا كانت تعتبر من باب المحظورات في تونس. وكتبت صحيفة الصباح إنه ما من شك في أن الفاضل الجعايبي وهو يصوغ بأسلوبه المسرحي المعتاد وعبر لغة فنية راقية «شهادته المسرحية» على مراحل بعينها من تاريخ دولة الاستقلال الوطنية في تونس وما تخللها خاصة من مواجهات بين أجهزة الدولة الساهرة على الاضطلاع بواجب الحفاظ على الأمن والاستقرار وبين مجموعات معارضة يسارية تارة برزت في فترة السبعينات من القرن المنقضي وتيارات ذات توجه ديني أصولي تارة أخرى… في فترة الثمانينات من نفس القرن لم يكن ـ على ما يبدو ـ يروم من وراء ذلك لا إدانة هذا الطرف ولا الانتصار لذاك الطرف بقدر ما كان يوجه إلى ضرورة البحث في أصول «المسألة» والتحذير من الخروج بها عن سياقاتها الحقيقية سواء من خلال «اللعب» على تضخيم الهاجس الأمني ـ لغايات استبدادية متخلفة وغير مبررة ـ أو من خلال المبالغة في التخوين وتشويه «الصورة». وأوردت صحيفة الشروق « مسرحية «خمسون» ستكون محور الحديث والجدل ليس في الطبقة الثقافية فقط بل في النخبة السياسية من قدماء اليسار والنقابيين والحركة الطلابية والمثقفين على حد سواء وهو المطلوب في أي عمل فني… الفن يحرّك سواكن الحياة ». (المصدر: موقع مغاربية (تابع لوزارة الدفاع الأمريكية) بتاريخ 22 فيفري 2007) الرابط: http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/ar/features/awi/features/2007/02/22/feature-01  

لص المحمول.. يتكفل به القطار

 

 
تونس ـ يو بي آي: اعتقل شاب تونسي بعد أن نشل هاتفا محمولا،حيث بترت يده عندما صدمه قطار عقب عملية نشل هاتف طالب جامعي. وقال شهود عيان لصحيفة أخبار الجمهورية التونسية امس الخميس أن لصاً في بلدة جبل الجلود جنوب تونس العاصمة، نشل هاتف الطالب، وتسلق حائطا قريبا يحمي خط سكة حديد،فوجد نفسه في مواجهة قطار كان يمر ساعتها، فصدمه وتسبب في بتر يده. ونقلت السلطات النشال إلي المستشفي لتلقي الإسعافات الضرورية، فيما أمرت النيابة العامة بفتح تحقيق بالحادث. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 23 فيفري 2007)


أمينة فاخت في اجرأ حديث لـ »الملاحظ »:

لا أباع ولا أشترى.. وأتعرّى لأعلن موقفي

لم أسيء الى لبنان… وهناك من يستغلون الفنانات ثم يتهمونهن بالدّعارة

أنا « بنت ولية » وعلاقتي بالله أقوى مما تتصوّرون

هذه حكايتي مع بوقنة وقرطاج.. وقناة « جرس »

تونس ـ الملاحظ – الحبيب الأسود: في حوار خاص مع « الملاحظ » أكّدت المطربة أمينة فاخت ان ما نسب اليها من تصريحات فيها اساءة للشعب اللبناني الشقيق مجرّد تلفيق وكذب ضدها، وانها لم تصرّح، بما من شأنه ان يمس من بلد شقيق يكنّ التونسيون كل التقدير لتاريخه وفنه وحضارته ومقاومته واصالة ابنائه. اما عن موضوع العراء أكدت انها أرادت من خلاله التعبير عن موقف من الأوضاع العربية ومن حال أمّة تشهد انهيارا شاملا لمقومات حضارتها وثقافتها، مبررة ان رأس المال العربي لم ينجح خلال العقود الماضية الا في تفريخ فقاقيع الفن الرخيص. علمنا انك ستكونين على ركح قرطاج في صيف 2007؟ هذا صحيح… أنا بالفعل بدأت في اعداد العدّة لذلك. هل تصالحت مع سمير العقربي؟ سمير فنان رائع وصديق عزيز وتجمعني به علاقة متميزة وفهم مشترك لروح الفنّ. لذلك فانا على تواصل دائم معه… اذا كان هناك اي سوء فهم في الماضي فنحن تجاوزناه والحمد لله. ماهي ميزة حفل امينة في قرطاج 2007؟ ستكون مفاجأتي للجمهور تشريكي للمطرب الرائع بلقاسم بوقنة في هذه السهرة. لماذا بلقاسم بوقنة بالذات؟ لانه صوت متميز وفنان مبدع اكتشفته في تلك المناخات والآفاق البكر لأجد فيه تلك الروح الساحرة والعفوية والقدرة على التأثير في الآخر… حتى انني صرت أسافر من حين الى آخر الى دوز لأعيش معه في حضرة الفنّ والاصالة والجمال. انت مجنونة بالنغم الأصيل ماهو آخر نغم شدك اليه بقوة؟ اغنية بلقاسم بوقنة « لله يا ام الغثيث الحمالي » فهي اغنية مؤثرة وتعبر عن قدرة اللحن والكلمات على نحت تفاصيل المشاعر بسلاسة ورقي . ماهي الاغنية التي تبحث عنها امينة؟ هي الاغنية المعبرة عن المعاناة والصادقة في تعبيرها عن الواقع مع حرصها على تكوين من ذلك السهل الممتنع الذي يدخل القلب دون تأشيرة مرور. المؤامرة احدثت تلك الصور التي عرضتها قناة جرس ضجة كبرى.. فكيف تنظرين اليها؟ انظر اليها على انها مؤامرة ضدي لا أكثر ولا أقل… فتلك الصور تم التقاطها من حفل في مهرجان الحمامات الدّولي. وحاول البعض استغلالها بشكل غير نزيه… لماذا؟ انا أود ان أسال صاحبة قناة « جرس » نضال الاحمدية لماذا فعلت ذلك؟ وهل كل ما يصوّر يمكن ان يعرض على عموم الناس؟ فنحن لنا عاداتنا وتقاليدنا ولسنا أوروبيين لنعتمد صحافة الفضائح. لكنها صور حقيقية؟ نعم .. ولكنّها كانت على المسرح مع جمهوري وفي غياب التصوير التلفزي، والناس الحاضرون يعرفون امينة ويحبونها بالشكل الذي تظهر عليه.. لذلك لا أرى داعيا لنقل الصور الى الشاشة بذلك الاسلوب المبتذل. ماذا تقولين عن هذه الضجة التي أثارتها قناة « جرس » اللبنانية؟ هي ضجة مفتعلة بلا شك، وتلك الصور أخذت لي من بعض الحفلات وخاصة من حفلة الحمامات خلال الصيف الماضي، والذين نشروا الصور أرادوا الاساءة الى امينة فاخت والاضرار بها ولكنهم لن ينجحوا في مسعاهم مهما كانت وسائلهم وأساليبهم خسيسة وحقيرة. هل لك علاقة بصاحبة القناة الإعلامية اللبنانية نضال الاحمدية؟ لا… أنا لا أعرفها مباشرة وليست لي أية علاقة بها. العراء موقف البعض قد يسأل لماذا تتعرى أمينة؟ هو ليس عريا بمفهوم العري، انما هو موقف من الواقع العربي وحالة التردّي التي تشهدها الثقافة والحضارة العربيتان. هل انت متألمة؟ طبعا وأنا أبكي في صمت منذ سنوات طويلة.. ولولا جمهوري لكنت اعتزلت الفن منذ زمان طويل… فهذا الجمهور هو الذي يعيدني الى الركح كلما قررت تركه والابتعاد عنه. لكن ألا تخشين من ردة فعل هذا الجمهور؟ لا.. لأنني أثق به. واجد فيه الملاذ والملجأ كلما شعرت بالألم والحزن والوحدة…. ما الذي يؤلمك؟ كثيرة هي الاسباب منها انني اغني منذ اكثر من 20 عاما ولم أجد الى حدّ الآن شركة انتاج تقدمني على الصعيد العربي. لماذا؟ لان اصحاب هذه الشركات لا يهمهم الفن الاصيل ولا الطرب الحقيقي… انهم فقط يبحثون عن الصوت وما تبعه.. يريدون للفنانة ان تتعرى قبل ان تغني.. وهم يشجعون على العري ثم يتهمون الفنانات بالعهر والدعارة.. هذا ما فعلته رؤوس الأموال بالفن.. فماذا يريدون بعد ذلك. وانت كيف تعاملت مع ذلك؟ انا لست فنانة تباع وتشترى ولست سلعة في مغازة ولا جارية في قصر.. انا انسانة تحترم نفسها وتقوم بما تراه صالحا ومقنعا ومعبرا عن ذاتها وفكرها ورؤيتها للفن وللحياة… لبنان عظيم فكيف أسيء اليه بعض الصحف نقلت على لسانك مقولات قاسية فيها اساءة الى لبنان وشعبه؟ ليس صحيحا هذا الكلام. ولا يمكن ان يكون صحيحا.. وما قيل على لساني لا صلة لي به، فأنا لا يمكن ان أسيء الى بلد صاحب حضارة وثقافة عظيمتين وتاريخ خالد مثل لبنان…. ألم تقولي أن اللبنانيين هم الذي علمونا….؟ لا … وأؤكد لك أنني لم أقل ذلك، لكن البعض يريد ان يتاجر باسمي وهناك عديد الافلام التي تقول على لساني ما لا يمكن ان أقوله.. فأنا فنانة ذكية واعرف ما أقول وما لا أقول. وردك على صاحبة قناة « جرس »؟ حتى هي لا يمكن ان أسيء اليها ولا أن أخدش سمعتها.. أنما أود أن تتحاشى الخلط بين المسائل.. وان تتسامى في قناعتها عن الاهتمام بالضمائر.. فما بيني وبين الجمهور العريض هو فني وصوتي وادائي وليس تلك الصور التي ارادوا تضخيمها. بنت أولياء انت عندما تغنين تخرجين عن طبيعتك؟ نعم.. عندما أكون على الركح، أتحول الى بعد آخر.. الى مناخ مختلف وطقس مغاير.. فالواقع ليس فيه ما يشدّني اليه انا امرأة اهفو الى المطلق الذي يتّسع لي. لكن ألا ترين انك متحررة اكثر من اللازم في ذلك؟ عشت فترة في أوروبا وأعرف الفرق بين التحرّر والأغلال، والتحرر بالنسبة لي قد يكون جزءا من حالة التجلي التي أعيشها…. ماذا في قلب امينة؟ حب الله والناس.. أنا امرأة مسكونة بالحب وبمحبة الله لا أكره شيئا مثلما اكره الظلم ولا أحب شيئا مثلما احب الخير وهذا ما تعلمته من البيئة التي تربّيت فيها… ومن علاقتي المتينة بالله وبالأولياء الصالحين، فأنا بنت أولياء. من هم؟ جدودي سيدي بن فاخت في قفصة وسيدي بن عيسى وسيدي عبد الله في الجريصة. اذا لماذا تحيط بك كلّ تلك الاشاعات والاساءات؟ يا سيد هناك أناس معقدون نفسيا وجنسيا وحضاريا، وهناك أناس بلا ضمير ولا وعي. هل تزعجك الاحكام المسبقة؟ طبعا.. وأنا لا أعتقد ان هناك شخصا من حقه ان يصدر احكامه على الآخرين ، لكن المشكلة ان اصحاب النوايا المغرضة لا يهمهم إلاّ الوصول الى غاياتهم، واهدافهم المريضة. (المصدر: مجلة « الملاحظ » (أسبوعية – تونس)، العدد بتاريخ فيفري 2007) الرابط: http://www.almoulahedh.com.tn/index.php?article=14

المنجي الخماسي لـ «الشروق»:

شواغل «المواطن البسيط» هاجس يومي لدى بن علي

تونس (الشروق) انسجاما مع توجهاته للاستماع الى مختلف مكونات المجتمع السياسي والمدني استقبل رئيس الدولة أمس الأمين العام لحزب الخضر للتقدم السيد منجي الخماسي. لإلقاء مزيد من الأضواء على مجريات هذا اللقاء التقت «الشروق» السيد منجي الخماسي واستوضحت منه انطباعاته وملامح عن المواضيع التي تمّ التطرّق إليها. * تلتقون رئيس الدولة لأول مرة.. ما هي أبرز الانطباعات التي بقيت لديكم حول مجريات اللقاء؟ ـ كان لي شرف كبير بلقاء سيادته، وأشعرني اللقاء بالمكانة الكبيرة التي يوليها سيادته لمحدّثه، فقد وجدته مستمعا وبانتباه لكل النقاط والمواضيع ومستفسرا عن مختلف وجهات الرأي، كما لقيت من سيادة رئيس الدولة تفهما وحرصا على مزيد النهوض بواقع البلاد ومراكمة النجاحات والمكاسب التي انطلقت منذ 7 نوفمبر 1987. نقطة مهمة أخرى لفتت انتباهي وأكدها رئيس الدولة في مراحل عديدة من اللقاء وهي حرص سيادته على الاطلاع على أحوال المواطنين في كل الجهات والأحياء والأرياف وقال سيادته أن المواطن البسيط هاجس من هواجسه اليومية وهو لا ينفكّ عن ـ لا فقط السؤال عند مختلف المسؤولين من وزراء وولاة وغيرهم عن شواغل المواطنين وحاجياتهم  ـ بل كذلك فسيادته يتجول يوميا وبصفة شخصية في العديد من المناطق والجهات ويُعاين بنفسه ظروف عيش المواطنين ويسعى تبعا لكل ذلك الى وضع البرامج والتصورات لتجاوز كل النقائص والإخلالات. جانب آخر مهم لفت انتباهي هو الجانب الانساني الكبير لسيادته فقد وجدته غير منشدّ الى أهواء الحكم والسلطة بل رأيته متواضعا ومبتسما وينظر الى المستقبل بتفاؤل كبير. وذكّر سيادته بالقيمة الكبيرة التي يوليها للمضامين الواردة في بيان التغيير الذي يعتبره مرجعا مهما في جميع السياسات والمخططات والبرامج ومنطلقا لتفعيل المزيد من التقدّم للبلاد. * ما طبيعة الملفات والمواضيع التي وردت في اللقاء؟ ـ إلى جانب الاهتمام والانشغال بأحوال المواطنين من كل الفئات وفي الجهات، أكد رئيس الدولة أن خطابه بمناسبة الذكرى 19 للتحول واضح بشكل لا يحمل أي التباس، وأبرز سيادته عزمه على الانتقال بالحياة السياسية الى مرحلة جديدة أهم ملامحها تعزيز المسار الديمقراطي التعددي وضمان المشاركة الفعلية والحقيقية لكل الأطراف الاجتماعية والسياسية في وضع التصورات والمقترحات القادرة على التفاعل بشكل ايجابي مع متطلبات المرحلة الراهنة تجسيدا لروح الوفاق الوطني، وأكد سيادته في هذا الصدد أن المرحلة الراهنة والدقيقة التي تمرّ بها البلاد تستدعي تكاتف الجهود في ظلّ الثوابت الوطنية واحترام تضحيات الأجيال المتعاقبة. وقال سيادته أن الباب مفتوح لكل الآراء والتوجهات السياسية للتواجد والعمل وأنه شخصيا يأمل أن تقوم كل الأحزاب بالمهام المطلوبة منها وتنشيط الحياة العامة وتأطير النخب والشباب إفادة للبلاد وتعزيزا للمصالح العليا للمواطن،وفي هذا الباب عبّر رئيس الدولة عن انشغاله الكبير بما يعيشه الشباب من تحديات موصيا بضرورة بذل قصارى الجهد لتأطيره والإحاطة به ومرافقته ضمانا لتجنيبه مختلف مظاهر التهميش والتطرّف والانحراف. وفي كل محاور اللقاء كان سيادته يؤكد على أهمية دور المجتمع المدني في تحصين البلاد من كل المخاطر والمساهمة في وضع التصورات وتقديم المقترحات، وفي هذا الصدد شدّد رئيس الدولة على إيمانه الكبير بدور الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان التي يعتبرها مكسبا وطنيا لا بدّ من المحافظة عليه، واستحضر سيادته بعمق الخطوة التي كانت للرابطة من قبله شخصيا في الثمانينات حيث كان يتسلّم ملفات حقوقية عديدة وكان يحرص على متابعتها وإيجاد الحلول لها سواء في ما يتعلق بالحريات العامة أو حقوق المواطنين، وجدّد رئيس الدولة احترامه الكبير لمناضلي الرابطة وقال ان ذلك الاحترام كان أساسا وراء دعوة العديد من مناضليها وكوادرها لتولي مناصب في الدولة بعد تغيير 7 نوفمبر 1987. وجدّد سيادته الرفض القاطع لكل الممارسات التي تسعى الى تشويه صورة البلاد في الخارج والمزايدة على جملة المكاسب المتحققة وقال إن مثل هذه الممارسات والسلوكات لا تضرّ السلطة أو الحزب الحاكم ولكنها تضرّ أساسا الشعب كافة، وذكّر سيادته بالمبادئ والثوابت الوطنية التي لا يجب الحياد عنها وقال ان العمل السياسي يقتضي الاعتراف والتعامل مع السلطة لا القطيعة معها، وفي هذا المجال ذكر رئيس الدولة بأنه أسدى تعليماته لكل المسؤولين وخاصة للولاة للتفتح على الأحزاب السياسية والاستماع الى آرائها وتطوراتها وتهيئة الظروف الملائمة لأقصى قدر من الموارد والاستشارة والاستنارة بكل الآراء والمقاربات، وشدّد سيادته قناعته الراسخة بضرورة أن تنشط الأحزاب المعارضة جنبا إلى جنب مع التجمع الدستوري الديمقراطي في العاصمة كما في كل الجهات الداخلية للبلاد في توافق وانسجام ودون اقصاء أو تهميش. * المسألة البيئية كيف تمّ تناولها في اللقاء؟
ـ رئيس الدولة ينظر الى هذه المسألة في اطار رؤية شمولية تحرص على تطوير وتحسين ظروف عيش المواطن وتوفير الأرضية الملائمة للاستثمار والتشغيل والعمل في ظروف بيئية وصحية سليمة. وأكد رئيس الدولة انتظاراته الكبيرة من حزب الخضر للتقدم كطرف مدافع عن البيئة ومساهم في مناعتها وتحصينها من كل عوامل التلوث جنبا الى جنب مع الهياكل الحكومية والادارية وفعاليات المجتمع المدني الأخرى، وأوصى سيادته بمزيد الاقتراب من المواطن وفهم واقعه المعيش والتقدم بالتصورات والمقترحات التي تستشرف المرحلة المقبلة. أجرى الحوار خالد الحداد (المصدر: صحيفة « الشروق » (يومية – تونس) الصادرة يوم 23 فيفري 2007)  


شهادات ووثائق تاريخية وأسرار يكشف عنها للمرة الأولى

« العربية » تنتج أضخم برنامج وثائقي عن سيرة الحبيب بورقيبة

دبي – العربية.نت بعد عمل استمر ما يزيد على عام ونصف انتهت قناة العربية من انتاج برنامج وثائقي هو الأضخم من نوعه يتناول سيرة الزعيم التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، معتمدا على وثائق تاريخية وشهادات حية لشخصيات عاصرته، بعضها يدلي بشهادته للمرة الأولى منذ نهاية حكمه.  ويقدم شهادات تاريخية نادرة لشخصيات سياسية شهدت مختلف المراحل التاريخية التي رافقت حياته منذ مرحلة الكفاح من أجل حصول تونس على استقلالها، مرورا بالنكسات والهزات التي تعرض لها نظام بورقيبة في فترتي الستينيات والسبعينيات، وصولا إلى مرحلة شيخوخته وإقصائه من الحكم. والبرنامج الذي سيذاع ابتداء من 20 -3 -2007 أعده الزميل محمد الهادي الحناشي وأخرجه ماهر عبد الرحمن، ويتضمن على امتداد حلقاته الأربع صورا نادرة لمراحل من تاريخ تونس الحديث تبث للمرة الأولى ومجموعة من الوثائق والمعلومات السرية التي يتم الكشف عنها للمرة الأولى. توثيق بالكلمة والصورة وتأتي أهمية العمل من كونه الأول من نوعه الذي يتناول مسيرة قرن من تاريخ تونس، ارتبط بحياة الرئيس بورقيبة المولود عام 1903 والمتوفى في السادس من أبريل عام 2000. وتم توزيع العمل باعتماد تسلسل زمني موثق بالكلمة والصورة استنادا إلى مراجعة تاريخية من قبل مؤرخين تونسيين يشهد لهم بالموضوعية العلمية . وتبث حلقات البرنامج الذي يحمل عنوان « زمن بورقيبة » أسبوعيا اعتبارا من يوم 20 مارس القادم لتتزامن مع احتفال تونس بمرور نصف قرن على إعلان الجمهورية وبناء الدولة الذي قاده بورقيبة. رزمة حريات للمرأة تتضمن الحلقة الأولى ومدتها خمسون دقيقة الظروف التاريخية التي نشأ فيها الحبيب بورقيبة في بدايات القرن الماضي وكفاحه من أجل تحرير تونس، وصولا إلى إعلان الجمهورية وإلغاء النظام الملكي، مرورا بأهم مفصل في هذه الأحداث وهي إقدام بورقيبة على إصدار مجلة الأحوال الشخصية التي وفرت للمرأة التونسية رزمة من الحريات سبقت بها العالم العربي. فيما تغطي الحلقة الثانية مرحلة الستينيات من القرن الماضي متناولة صراع بورقيبة مع عملاق الغرب آنذاك الجنرال الفرنسي شارل ديغول، وما حف بالعلاقة بين تونس وفرنسا في تلك المرحلة من أسرار حرب بنزرت التي أودت بحياة مئات التونسيين، وخلافات بورقيبة وانقسام قيادته الداخلية، وهي مرحلة تتسم بالأحداث الساخنة. صراع بورقيبة وعبدالناصر أما الحلقة الثالثة فتتضمن صراع بورقيبة مع عملاق الشرق في مرحلة الستينيات الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، وخلافاته مع بورقيبة حول القضية الفلسطينية. كما تتضمن هذه الحلقة صورا نادرة ومعلومات هامة حول جوهر الخلاف بين بورقيبة والعرب بشأن قضية فلسطين، وهي أول مرة يعرض فيها إعلاميا وفي قناة تلفزيونية مشروع بورقيبة لحل القضية الفلسطينية والذي أجهض من قبل العرب قبل حرب عام سبعة وستين. أما الحلقة الرابعة فتتضمن مرحلة تراجع بورقيبة سياسيا وضعف قبضته على الحكم  وحالة الصراع على خلافته والاضطرابات التي عاشتها تونس تحت حكمه والتي أدت إلى إقصائه عن الحكم في السابع من نوفمبر عام سبعة وثمانين . وبحلقاته الأربع يكون هذا البرنامج الوثائقي هو الأهم من نوعه في القنوات التلفزيونية العربية، حيث لم يتم تناول هذه الشخصية والبحث في مفاصل حياتها التي ارتبطت ارتباطا وثيقا بتاريخ تونس المعاصر. (المصدر: موقع العربية.نت (دبي) بتاريخ 22 فيفري 2007) الرابط: http://www.alarabiya.net/Articles/2007/02/22/31950.htm


القمة الفرنسية – الأفريقية: محاولة استعادة القارة الهاربة

د. أحمد القديدي (*) alqadidi@hotmail.com من 14 إلى 16 فبراير الحالي انعقدت القمة الـ 24 بين فرنسا والبلدان الافريفية في منتجع (كان) بجنوب فرنسا باشراف الرئيس جاك شيراك الذي ينهي اخر أيام ولايتيه الرئاسيتين بعد 12 عاما من الحكم. وقد حرص الرئيس الفرنسي كل هذه الشهور الأخيرة على اعطاء قيادته أبعادا تاريخية وحضارية ينوي من ورائها البقاء خالدا في ذاكرة شعبه والعالم. وبالطبع لا يمكن أن يصدر عن القمة قرار خطير، لأن الحسابات لدى القادة الأفارقة الذين شاركوا في القمة هي التريث والصبر الى موعد السادس من مايو القادم، أي بعد شهرين ونيف للتعاطي الحقيقي مع خليفة شيراك في قصر الاليزيه، الذي ربما يكون على الأرجح وزير الداخلية الراهن رئيس الحزب اليميني الجمهوري السيد نيكولا ساركوزي.. وهو سيكون أول رئيس للجمهورية الفرنسية في حال فوزه، من أصول مهاجرة لأن والده عامل قدم من المجر عام 1949 واستقر في فرنسا وما تزال الى اليوم عائلة ساركوزي بالأعمام والأخوال مستقرة في مدينة بوسكا بالمجر. ولفرنسا على مدى قرنين علاقات ذات خصوصية وتميز مع القارة السمراء، جعلت باريس منذ عهد الجنرال ديجول عام 1958 تعالج ملفات افريقيا من قصر الاليزيه لا من وزارة الخارجية، وقد عرفت الطبقة السياسية رجالا تعاقبوا على التعامل السري مع قضايا البلدان الافريقية من مكاتبهم بالقصر لا من مقر الكي دورسيه مثل الرجل الغامض الشهير السيد بيار جويليه مساعد الرئيس ديجول للشؤون الافريقية وكان هو العارف بدواخل القصور الرئاسية في أدغال افريقيا والمؤثر الأول في استقرار أو اضطراب تلك الحكومات التي عادة ما تأتي نتيجة انقلابات عسكرية متخلفة. ثم جاء الرئيس جيسكار وسلم الملفات للسيد فوركاد الذي أصبح يلقب بالسيد افريقيا، وفي عهده تمت أغلب التدخلات العسكرية المباشرة للقوات الفرنسية في عديد من البلدان الافريقية، أشهرها في تشاد ضد التدخلات الليبية. وعندما استقر في الحكم الرئيس الاشتراكي فرنسوا ميتران جاء بابنه كريستوف ميتران كماسك للملفات الافريقية، لكنه تورط في عمليات تجارية وعمولات حوكم من أجلها بعد رحيل والده في محاكم باريس، ثم اختفى من الحياة السياسية بمثل ما ظهر. وعندما تولى الرئيس شيراك حوّل المهمة الصعبة الى السيد ميشال روسان الذي تحمل منصب العلاقات الخارجية، ولكنه وقف أمام المحاكم من أجل قضايا تهم تمويل الأحزاب، مما حول الملف الافريقي الى السيد دوفيلبان رئيس الحكومة الحالي والذي كان يشغل مسؤولية الأمين العام لرئاسة الجمهورية ثم وزارة الخارجية. وعرف عن شيراك أن له علاقات صداقة مع عديد من الرؤساء الأفارقة، وأنه لم يتردد في استعمال الضغوط القوية للدبلوماسية الفرنسية لايصال كابيلا الى رئاسة الكنغو وايصال ابن الراحل أياديما الى رئاسة التوغو. ويسجل المراقبون بأنه حين تعجز السياسة الفرنسية فان الجيش الفرنسي لا يتردد عن مساعدة أنظمة هشة كما وقع في جمهورية افريقيا الوسطى وتشاد وساحل العاج والكاميرون. وكانت بعض المجتمعات المدنية الافريقية ترفع صوتها بالاحتجاج في كثير من الأحداث منددة بما أسمته التدخل الامبريالي الفرنسي واعادة الروح للاستعمار المقنع. واليوم تضاف معطيات جديدة للحضور الفرنسي في افريقيا يتمثل أهمها في أمرين طارئين: الأول هو اكتساح الصين للقارة بصورة لافتة منذ عشرة أعوام الى درجة أن الرئيس الصيني هو جين تاو قام بثلاث زيارات للقارة منذ توليه السلطة، وأصبحت الصين هي الشريك الأكبر للقارة السمراء في مجالات المبادلات التجارية والاقتراض الميسر وبناء الجسور والطرقات والمصانع والمدن في عشرين بلداً افريقياً، كما أن السودان يصدر 80% من نفطه الى بيكين. وبالطبع فان الصين وهي المالكة لحق النقض في مجلس الأمن تقف دائما الى جانب الشعوب الافريقية حين يجري علاج الأزمات الاقليمية في منظمة الأمم المتحدة. والأمر الثاني هو بداية الاهتمام القوي للولايات المتحدة بافريقيا، حيث تقرر منذ ثلاثة أسابيع في واشنطن انشاء قوة أمريكية افريقية مشتركة لمكافحة ما تسميه الادارة الأمريكية بالارهاب. وتجد باريس نفسها في مأزق سياسي واقتصادي لأنها على وشك فقدان مناطق نفوذها التقليدية والعريقة في افريقيا التي تهرب من التأثير الفرنسي والأوروبي بشكل مستمر وثابت، يذكر بهروب أمريكا اللاتينية التدريجي من الهيمنة الأمريكية خلال السنوات الثلاث الماضية. (*) كاتب وسياسي من تونس (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 23 فيفري 2007)  


« تنافس » أميركا و «القاعدة» على شمال إفريقيا

توفيق المديني (*) يعزو المحللون لشؤون المغرب العربي تزايد اهتمام واشنطن بمنطقة الشمال الافريقي وامتداداتها الجنوبية في جانب منه الى تنامي المخاوف من نقل تنظيم «القاعدة» نشاطاته الى المنطقة بسبب الانفلات الأمني وغياب سيطرة الدول على حدودها، والاقرار بوجود قواعد للتدريب، واستقطاب المناصرين المعادين للغرب، ما يعني في رأي أكثر من مراقب ان أخطار تنامي الظاهرة الارهابية لم تعد موجهة ضد أنظمة المنطقة، كما في حال تداعيات الصراع على السلطة في الجزائر، أو الهجمات الانتحارية في الدار البيضاء، أو تعرض ثكنة عسكرية موريتانية الى هجمات سرقة وتهريب الاسلحة، أو المواجهة التي حدثت في تونس بين التنظيم التونسي «شباب التوحيد والجهاد» وأجهزة الأمن والجيش التونسي التي وقعت بالضاحية الجنوبية للعاصمة (تونس). ويجسد هذا الالتحاق من جانب تنظيم «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» بـ «القاعدة»، والمعلن عنه منذ شهر، بعدما غير اسمه ليصبح «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» متخذا من الجزائر منطلقاً له، بما يستوعبه من مقاتلين متعددي الجنسية عبر شتات التنظيم المتمرد «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» والتنظيم التونسي «شباب التوحيد والجهاد» اضافة الى «الجماعة المقاتلة الاسلامية المغربية»، ديناميكية أكثر توسعاً، تحدد الوجه العالمي الجديد لـ «الارهاب الاسلامي» حسب التوصيف الأميركي، الذي يستهدف ضرب اهداف مرسومة، يحتمل ان تطال خمس دول مغاربية فضلاً عن الصحراء الكبرى ودول الساحل الافريقي، وانتاج حال من التعفن في المنطقة، لا سيما مع رغبة زعامات التنظيمات المذكورة، بإيجاد متنفس خارجي. ان تمحور مجموعات مسلحة متجذرة بقوة محلياً، مهما كانت ضعيفة لجهة عملياتها العسكرية، حول شبكة شاسعة خارجة عن نطاق الدول، تعتبر ظاهرة لافتة لتمدد «القاعدة» ودورها المرجعي الرمزي، التي تشكل الحرب العراقية اليوم حافزها الاساسي. فعلى رغم النجاحات التي أعلنت عنها الأجهزة الأمنية المغاربية، لم يسبق لتأثير «القاعدة» ان كان أقوى مما هو عليه الآن، كما ان هيمنتها الايديولوجية على الحركات الأصولية في العالم الاسلامي تشهد تزايداً مستمراً. وكان المغرب العربي قد بقي حتى الآن، نسبياً بمنأى عن هذا التحرك الشامل. لكن مع الالتحاق الرسمي لـ «الجماعة السلفية للدعوة والجهاد» بتنظيم «القاعدة»، فإن معطيات اللعبة قد تغيرت. ويرى المحللون للشؤون المغاربية ان «الجماعة السلفية» التي عمدت الى ضرب المصالح الغربية، وهددت بضرب مرافق فرنسية تريد تفجير ما يشبه «تسونامي ارهابياً» لبث شعور بقوة ولادة «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي». فهذا التنظيم يريد ان يوجه ضربات متزامنة قد يتمخض عنها وقوع زلزال أمني في المنطقة المغاربية، ويسعى لتحقيق هذا الغرض ليرسخ تموقعه على طول المنطقة، لاعتبارات استراتيجية مرتبطة بالقرب الجغرافي من أوروبا التي تؤوي عدداً كبيراً من مواطني دول شمال افريقيا وتمركز أهداف حيوية غربية سواء اقتصادية في الجزائر وليبيا وموريتانيا وأخرى سياسية وسياحية في المغرب وتونس. وفيما يذهب المحللون الى توقع تكثيف «قاعدة المغرب» من توظيفها لأساليبها التقليدية القائمة على زرع قنابل والقيام بهجمات فردية يبقى ان خطر التنظيم تؤكده الاستخبارات الفرنسية التي تنظر اليه على أنه أبرز تهديد ارهابي ليس لدول المنطقة فحسب، بل ولفرنسا ايضا، لا سيمكا بعد ان تجلت بصماته العابرة للحدود في مترو أنفاق باريس في 1995 عن طريق أفراد اعتقدوا بأفكار الجماعة قبل إنشائها، ولذا تطفو الأخيرة الى الواجهة المغاربية، لما لها من ارتباطات وتداخلات، بعد خمس سنوات، كانت فيها – على الأقل جغرافياً – في منأى عن التجاذبات التي كرسها تنظيم «القاعدة» في الشرق الأوسط، وآسيا بشكل عام. إذا كانت الولايات المتحدة تعتبر الوجود الفرنسي داخل شمال افريقيا عقب الحرب العالمية الثانية ضمانة حقيقية تقف في وجه المد السوفياتي الداعم لحركات التحرر الوطنية الافريقية والانظمة «الوطنية التقدمية» في وقت حاولت باريس الاستفادة من هذا الوجود في حمى الصراع بين المعسكرين الشرقي والغربي، فإنه في الظروف الراهنة أصبحت واشنطن حاضرة بقوة على الساحة المغاربية، وترسم خطوط سياستها بدقة لضمان هيمنتها الاحادية، كما ظهر في كثير من القضايا، لعل آخرها تراجع الدور الفرنسي في منطقة المغرب العربي، وإعادة توزيع الأدوار فيها لمصلحة الولايات المتحدة. اهتمام واشنطن بافريقيا عامة، وشمال افريقيا خاصة، لم يكن وليد اليوم، بل كان خطة قديمة، تبلورت ملامحها من حيث القدرة على التجسيد واقعياً منذ نجحت الإدارة الاميركية في خلق الاختلاف العميق بينها وبين فرنسا (الدولة الكولونيالية في افريقيا). وكان التهديد الاول مرة على لسان بول وولفويتز بتاريخ 4 تشرين الاول (اكتوبر) 2003 حين تكلم لأول مرة عن ضرورة الوجود في القارة الافريقية، في كلمته التي أدلى بها بمناسبة الاحتفاء بما يسمى بجهاز الأمن القومي الاميركي الذي كان نتاجاً عسكرياً ومخابراتياً، تجسد بشكل ملموس منذ وصول المحافظين الجدد الى البيت الابيض عام 2001، وان كان الاختلاف الذي فجره قرار ادارة بوش بضرب العراق قد فجر آلياً جبهة معارضة للحرب، إذ تحولت ايضاً «الحرب الباردة» بين الولايات المتحدة وفرنسا الى حرب معلنة في المناطق التي تحتكرها الكولونيالية الفرنسية، في افريقيا وآسيا الشرقية ايضاً. فرنسا التي ظلت تتكلم عن افريقيا انها «مستوطناتها القديمة» وجدت نفسها أمام «صراع من نوع آخر» فرضته الاستراتيجية الاميركية في الهيمنة على العديد من الدول الافريقية، وبالتالي إصرار اميركا على الوجود في الشمال الافريقي. ولم يعد الاهتمام الأميركي بالمنطقة المغاربية مقتصراً على الملف الأمني، وانما اصبح يشمل ايضاً الملف العسكري مثلما تجسده التقارير التي تصنف منطقة الصحراء على أنهاء «بؤرة رئيسية للجماعات الارهابية في افريقيا»، لا سيما بعدما صار المغرب العربي احد المعابر الرئيسية لعناصر تلك الجماعات نحو أوروبا تحت ستار الهجرة السرية. وجاءت أحداث 11 ايلول (سبتمبر) 2001 لتؤكد تنشيط موقع افريقيا في منظومة مصالح الولايات المتحدة الاميركية، ولعل أبرز الملامح التي انعكست على القارة من هذه الأحداث هي: 1- تأكيد المصادر الاميركية ان غالبية الانتحاريين الذين يقودون سيارات ملغومة في العراق يتحدرون من الخليج، بيد ان هناك 20 في المئة يأتون من الجزائر ونحو خمسة في المئة من المغرب وتونس معاً. وإذا كانت ظاهرة الهجرة غير الشرعية هي الموضوع الرئيسي الذي يؤرق الأوروبيين، فإن ما يؤرق الأميركيين هو التقارير التي أظهرت ان واحداً من كل اربعة «استشهاديين» في العراق أتى متطوعاً من المغرب العربي لقتالهم. واستجابة للطلبات الأميركية الملحة اتخذت الحكومات المغاربية كل التدابير الممكنة لسد منافذ السفر للعراق وسن بعضها قوانين جديدة صنفت نية التطوع للقتال الى جانب المقاومة العراقية في خانة الأعمال الارهابية. واعتقلت اجهزة الأمن التونسية والجزائرية والمغربية في السنتين الأخيرتين عشرات الشباب الذين قيل انهم كانوا يعتزمون السفر للعراق للمشاركة في عمليات ضد القوات الأميركية واحالتهم على القضاء. وسلم الأمن الجزائري العام الماضي مجموعة من المتطوعين التونسيين اعتقلوا بعد مغادرة بلدهم في اتجاه العراق واحيلوا على المحاكم. وتضيف هذه المصادر الاميركية ان «الاتصالات بين شبكات ارهابية من شمال افريقيا وأخرى من الشرق الأوسط زادت في الفترة الأخيرة» من دون اعطاء تفاصيل. وأفادت ان اجهزة الاستخبارات الجزائرية والمغربية والليبية والتونسية كثفت من ملاحقاتها للشبكات المحلية والخارجية اعتقاداً منها أن الذين انتقلوا الى العراق سيعودون يوماً لتنفيذ عمليات في بلدانهم. وأفادت بأن الجماعات المغاربية خصصت نحو 200 ألف دولار لتأمين نقل «المتطوعين» الى العراق عبر أوروبا وسورية، لكنها أشارت الى وجود طرق أخرى عبر تركيا وايران حيث يقطع المتسللون المناطق الحدودية التي لا تخضع للرقابة للدخول الى العراق. 2- مسارعة الأميركيين لرد الفعل على هذه المعلومات الاستخباراتية بتكثيف مساعداتهم العسكرية لبلدان المغرب العربي، خصوصاً من خلال تعزيز عمليات التدريب والتسليح لإعانة القوات المحلية على ملاحقة الجماعات المتشددة اسوة بـ «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» الجزائرية التي أصبحت تمثل تنظيم «القاعدة» في شمال افريقيا، والتي وضعتها أميركا على لائحة المنظمات الارهابية. ويتوقع أن يرتفع حجم المساعدات الأميركية للجيوش المحلية الى مستوى لم يبلغه منذ عقود، وهو يرمي للحؤول دون إقامة قواعد للجماعات المسلحة في الصحارى والغابات والمناطق الحدودية التي لا تراقبها جيوش نظامية. 3- قيام قوات أميركية متمركزة في أوروبا طيلة اسبوعين في سنة 2005، بمناورات للتدريب على مكافحة الجماعات الارهابية مع قوات من الجزائر وموريتانيا وتشاد ومالي والسينغال ونيجيريا والنيجر وتونس والمغرب. وتوزعت أربع فرق أميركية قوامها ألف جندي على كل من تشاد والنيجر ومالي والجزائر وموريتانيا حيث نفذت تدريبات مشتركة مع 3 آلاف جندي افريقي. وأدرجت المناورات في اطار «المبادرة العابرة للصحراء لمكافحة الارهاب» التي كانت مقررة منذ أشهر، إلا أن الغارة التي نفذتها «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» الجزائرية مطلع شهر أيار (مايو) 2005 على قاعدة عسكرية شمال موريتانيا حملت على التعجيل بإجراء المناورات التي أشرف عليها الجنرال هولي سيلكمان قائد القوات الأميركية في أوروبا. وكان الكونغرس وافق على زيادة حجم الاعتمادات المخصصة للبلدان التسعة في اطار تلك «المبادرة» من 6 ملايين دولار الى 100 مليون دولار في السنة على مدى خمسة أعوام اعتباراً من 2007. ويدرس حلف شمال الأطلسي حالياً إمكان إقامة قواعد – مراكز للتدريبات العسكرية في منطقة المغرب العربي، لتدريب قوات الحلف. وقد تم اقتراح اسم الجزائر كدولة محورية في الاستراتيجية الأميركية وفي المنطقة ككل لاحتضان هذا المشروع، اضافة الى امتلاكها شريطاً ساحلياً طويلاً يمتد على مسافة 1200 كلم. وكان المغرب يسعى هو الآخر لاستضافة هذا المركز، غير أن الادارة الأميركية تميل أكثر الى الجزائر، لا سيما بعد التحاقها بعملية «اوبيريشن اكتيف اندرفور» التي تهدف الى تأمين منطقة البحر المتوسط وتأمين الملاحة الجوية وإحباط العمليات الارهابية. 4- شروع الجيش الأميركي أخيراً في تدريب قوات تسع دول من الساحل الافريقي بينها الجزائر، حسب ما أفادت صحيفة «واشنطن بوست» منذ فترة للتصدي لما وصفته بـ «غزو القاعدة والشبكات الارهابية للدول الاسلامية والفقيرة في القارة الافريقية بتمويل 500 مليون دولار على مدار سبع سنين». وتعتبر هذه الخطوة في نظر الادارة الاميركية إيذاناً ببدء مرحلة جديدة في تعامل الولايات المتحدة مع الحرب العالمية ضد الارهاب. ويرى المتتبعون أن هدف الادارة الاميركية من هذه الخطة هو توريط الجزائر والدول الافريقية في الحرب ضد الجماعات الارهابية. ويعتزم البنتاغون تدريب آلاف القوات الافريقية في كتائب مجهزة لعمليات الحدود والصحراء الممتدة، كما ينوي ربط جيوش دول الساحل بالبرنامج عن طريق اتصالات جرى تأمينها على درجة عالية من الدقة، وبعيدة من أي اختراق عبر الأقمار الاصطناعية. ويشمل البرنامج تدريب قوات كل من الجزائر وتشاد ومالي والنيجر وموريتانيا والسينغال ونيجيريا والمغرب وتونس، على أمل أن يمتد البرنامج ليشمل ليبيا مع حصول مزيد من التطبيع في العلاقات بين طرابلس وواشنطن. كان أهم مطلب أميركي من الدول الافريقية المعنية هو صوغ مفهوم جدي لماهية الارهاب، إذ صاغته الادارة الاميركية على شكل «ارهاب اسلامي». والحال هذه، صارت الأنظمة كلها تحت الخط الأحمر نفسه إزاء ما يمكن للادارة العسكرية الاميركية ان تقدمه لها: أي المساعدات اللوجستية والدعم السياسي، لأن الغاية تبرر الوسيلة للاميركيين، أي استغلال المخاوف الأمنية الافريقية لزرع مزيد من الرعب الذي على أساسه يمكنها أن تتدخل مباشرة في الشؤون الداخلية للدول الافريقية، لا سيما الدول العربية والافريقية ذات الأكثرية الاسلامية. وهو الهدف الذي لم يكن بريئاً نظراً الى ارتباطه بالموارد الطبيعية التي تزخر بها العديد من الدول الافريقية، كالنفط للجزائر وغينيا ونيجيريا، واليورانيوم الذي اكتشف في عدد من الدول مثل النيجر. 5- اعتبار التوجه الافريقي الجديد للولايات المتحدة في رأي قيادة البنتاغون مسألة حيوية جداً، من أجل وقف تسلل الجماعات الارهابية التي تسعى، حسبها، الى ضرب العديد من الحكومات في العالم. ويرى محللون ان الاستراتيجية الأمنية الجديدة من خلال انتشارها في دول الساحل الافريقي وبرنامجها الأمني دليل قاطع على ان الادارة الاميركية تعاني متاعب جمة في العراق، وبالتالي لا تريد أن يتكرر السيناريو العراقي في مناطق أخرى من العالم في اطار حربها الدولية ضد البعبع الارهابي، وهو ما يؤكده لجؤوها الى تبني برنامج تدريبي لجيوش دول الساحل الافريقي، وبالتالي تهربها من المواجهة المباشرة وترك هذه الدول تتحمل مسؤولية ذلك بعد إعدادها الإعداد الجيد لذلك. 6- إذا كان التقارب الجزائري – الاميركي يصنع مباهج الاميركيين الطامحين للاستحواذ على أخطر المناطق الاستراتيجية في الساحل الافريقي، فإنه يصنع تعاسة الفرنسيين المستائين جداً منذ أشهر عدة. فرنسا التي تعتمد على اللوبي الفرنسي في الجزائر، تشعر بالتهديد الاميركي المباشر، ربما لأن السياسة الفرنسية نفسها لم تعد تثير «شغف» الجزائريين، بعد أن سقط العديد من النقاط الفرنسية على المستوى الشعبي جراء التعاطي الاعلامي الفرنسي «المتعصب» من انتفاضة الضواحي في باريس. وكانت عبارة ديك تشيني (في «الواشنطن بوست» ايضاً) ان اميركا ستدخل الى افريقيا من أوسع الأبواب، بمنزلة الحرب الباردة بين واشنطن وباريس على منطقة ظلت رهينة مزاجات سياسة الكبار، باعتبار أن فرنسا التي تحتكر المغرب العربي على أكثر من جانب، أهمها الجانب اللغوي والثقافي، تستشعر خطر التقارب المغاربي – الاميركي الذي يبدو بدوره أشبه بالانتقام الذي على أساسه تسعى كل دولة من الدول المغاربية الى ممارسته بشكل ما بتقاربها مع واشنطن، بعد أن «أفلست» باريس سياسياً وايديولوجياً. لكن الأخطر ان الساسة يلعبون بمستقبل شعوبهم، وأن الأحضان الاميركية أو الفرنسية ستكون كارثة استعمارية جديدة اسمها «الاحتلال الأبيض»! (*) كاتب تونسي (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 23 فيفري 2007)  

 

الاخوان يعكفون علي تطوير خطابهم الإعـلامي

القاهرة ـ القدس العربي ـ من احمد القاعود تعكف جماعة الاخوان المسلمين حاليا علي تطوير خطابها الاعلامي الموجه الي المواطنين بعد الحملة الاعلامية العنيفة التي تعرضت لها بعد احداث العرض العسكري الذي قام به طلبة منتمون للجماعة في جامعة الازهر اواخر العام الماضي. وعلمت القدس العربي ان الجماعة ستقوم باستثمار الوسائل الاعلامية المتعاطفة معها والتعامل مع الفضائيات المختلفة وتلبية اي دعوة لرموزها للتعبير عن وجهة نظر الجماعة وعرض آرائها امام الجمهور، كما ستقوم الجماعة بتطوير الموقع الرسمي لها اخوان اون لاين واضافة ابواب جديدة له مثل الآراء الحرة التي تعبر عن اصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الجماعة ومواد ساخرة واخري تفاعلية مثل الفيديو وبريد القراء. وقال الدكتور محمد حبيب النائب الاول للمرشد العام لـ القدس العربي ان الحملة الاعلامية التحريضية التي تستهدف تشويه صورة الاخوان وتلويث سمعتهم لا بد ان تواجه بحملة اعلامية تفوق في مستواها الحملة المضادة وتكون متطورة في المضمون والمحتوي، حيث يتم الكشف عن الاهداف والبواعث الحقيقية لها وستحاول بكل جهدها استثمار الوسائل الموجودة لديها او لدي غيرها للرد علي هذه الحملات. وقال د. محمد جمال حشمت عضو مكتب الارشاد وعضو مجلس الشعب السابق ان تطوير الجماعة لخطابها الاعلامي شيء طبيعي لمواجهة الحملة الشرسة التي تشنها الدولة ووسائل اعلامها ضدها. مذكرا ان الاخوان هم اول من استعمل الانترنت لمخاطبة الجماهير، وان التطوير الذي تعكف الجماعة علي ادخاله علي موقعها غير مستغرب. مع ان الجماعة تكفيها الاخبار التي تبث عنها في وسائل الاعلام الحكومية والتي غالبا لا تكون صحيحة ولكن الناس يفهمونها بطريقة صحيحة، وقال حشمت حتي لو كان لدينا صحف خاصة فلا بد من تطوير الموقع . ومن جانبه قال عبد الجليل الشرنوبي رئيس تحرير موقع اخوان اون لاين ان المعهود عن الجماعة انها لا تتخذ اجراءات للرد علي ما تتعرض له من حملات امنية واعلامية ولكنها الآن وفي ظل الهجمة الشرسة ستدشن حملة لطرق الابواب علي مستوي جميع الفئات من رجل الشارع الي النخبة الثقافية والاجتماعية حتي يمكن لها التواصل مع الناس، ورد الاتهامات التي تثيرها الحكومة ضدها ومواجهة القمع الذي تتعرض له الجماعة بالاحالة للمحاكمات العسكرية والتهميش الذي سيحدث لها في التعديلات الدستورية المرتقبة والمعروضة حاليا امام البرلمان وايضـــا لكسر الحاجز المفروض من قبل الدولة بين نواب الجماعة ومواطنيهم. وحول الموقع الرسمي للجماعة قال الشرنوبي انه يتم حاليا اجراء تطوير جذري به في التصميم والبرمجة والتحرير واضافة مواد تفاعلية مثل الفيديو وآراء القراء. كذلك محاولة عقد لقاء اسبوعي عبر الموقع يبث مباشرة مع احد رموز الجماعة والجماهير وان لم يتمكنوا من ذلك فسيتم عمله مسجلا، واكد الشرنوبي عمل خادم مستقل للمواد الصوتية والمرئية والتطوير فيه لدعم الموقع. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 23 فيفري 2007)  


لجنة تعويضات حرب الخليج دفعت 77 مليون دولار لدول لا تستحقها

جنيف (رويترز) – قالت لجنة تعويضات حرب الخليج التابعة للامم المتحدة انها انتهت من التحقيق في مطالب تعويضات متكررة وخلصت الى انها دفعت لبعض الدول أموالا لا تستحقها بلغت على مدى سنوات 77 مليون دولار. والرقم الاجمالي مرتفع عن مبلغ 60 مليون دولار أعلنت عنه اللجنة في باديء الامر في نوفمبر تشرين الثاني حين حددت شهر مايو ايار القادم لحكومات تلك الدول لتعيد الاموال التي حصلت عليها دون حق. وتنهي لجنة تعويضات حرب الخليج 15 عاما من العمل بعد ان وافقت على أموال بلغت 52.4 مليار دولار كتعويضات عن أضرار نجمت عن غزو العراق للكويت عام 1990 دفع منها بالفعل 21.8 مليار دولار. وألقى مسؤولون اللوم في مشكلة المدفوعات الزائدة عن المستحقات على تكنولوجيا الكمبيوتر التي عفا عليها الزمن والتي استخدمت في مراجعة 1.7 مليون طلب تعويض في بداية البرنامج. وحدثت هذه الازدواجية المتمثلة في مطالب التعويض المتكررة من جانب عمال أجانب زعموا أنهم خسروا ممتلكات في الكويت أو أجبروا على الفرار بعد أن غزا العراق الكويت واحتل البلاد الغنية بالنفط سبعة أشهر. ووفقا لوثائق لجنة التعويضات وكبار المسؤولين الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم حصل الاردن وايران والهند وسريلانكا على النصيب الاكبر من التعويضات الزائدة التي دفعت لنحو 70 حكومة. وصرحوا بان نصيب الاردن والهند من التعويضات الزائدة يصل الى 20 مليون دولار لكل منهما ثم تجيء في المرتبة التالية ايران التي حصلت على 14 مليون دولار. وقالت مصادر دبلوماسية إن طلبات التعويضات الايرانية شهدت أعلى نسبة من التعويضات الزائدة عن المستحقة وصلت الى نحو 11 في المئة مقابل واحد في المئة لمعظم باقي الدول. وقال مصدر دبلوماسي لرويترز « نسبة ايران من التعويضات الزائدة كانت عالية جدا. لقد كانت متواصلة ومنظمة وبدا أن وراءها شخص ما. » وصرح بأن التحقيقات الاخيرة للجنة في طلبات التعويض الايرانية رصدت اضافة صفر الى أرقام عدد من جوازات السفر حتى يبدو ان طلب التعويض مقدم من شخص اخر. كما تضمنت طلبات أخرى تغييرا طفيفا في هجاء الاسماء. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 23 فيفري 2007)  


كتاب كارتر عن الشرق الاوسط يتعرض لهجوم عنيف من اليهود

اتلانتا (رويترز) – دافع الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر عن كتابه الجديد عن الشرق الاوسط الذي تعرض لهجوم شرس من جانب جماعات يهودية قائلا ان غالبية المواطنين الامريكيين ومن بينهم عدد كبير من اليهود أيدوا المقترحات الرئيسية الواردة فيه. وقال الرئيس الامريكي الاسبق يوم الخميس إن الخطابات التي تلقاها منذ نشر كتابه « فلسطين..سلام لا تفرقة عنصرية » Palestine: Peace not Apartheid في نوفمبر تشرين الثاني كانت مؤيدة في الاغلب وتضمنت تأييدا من قراء وصفوا انفسهم بانهم يهود أمريكيون. وعبرت جماعات يهودية عن غضبها من الكتاب وقالت ان عنوانه ومضمونه قد يضر بمفاهيم شرعية اسرائيل. وكان كارتر (82 عاما) يتحدث يوم الخميس في منتدى بجامعة ايموري باتلانتا وأسهب عن مشاركته في جهود السلام في الشرق الاوسط التي توجت بالتوصل الى معاهدة كامب ديفيد عام 1978 . ودافع كارتر بشدة عن كتابه ورد على الاسئلة المكتوبة التي قدمت له. وقال كارتر « لن تجد اسرائيل السلام الا حين تكون مستعدة للانسحاب من أراضي جيرانها وحين تسمح للفلسطينيين بممارسة حقوقهم السياسية وحقوق الانسان. » وصرح بان قمع اسرائيل للفلسطينيين ومصادرتها لاراضيهم هو نتاج سياسات تنتهجها أقلية محافظة في اسرائيل. وأوضح كارتر أنه يدين كل أشكال العنف وكرر أسفه عن فقرة قال منتقدون انها قد تفسر على انه يؤيد التفجيرات الانتحارية كتكتيك تفاوضي. وقال ان هذه الفقرة ستحذف من طبعات الكتاب التي ستصدر مستقبلا. ونفى كارتر الاتهامات التي وجهت له ونسبت اليه قوله ان اليهود يهيمنون على وسائل الاعلام الامريكية لكنه قال ان قوة اللوبي الموالي لاسرائيل في الولايات المتحدة وان أقر بشرعية أهدافه تؤدي الى خنق النقاش. وصرح بأن دعوة أي عضو في الكونجرس الامريكي لاسرائيل بالانسحاب الى الحدود الدولية المعترف بها سيكون بمثابة « انتحار سياسي. » وأوضح كارتر ان المحاور الرئيسية لكتابه هي ان توقف اسرائيل قمع الفلسطينيين وانتهاك حقوقهم وان تنسحب الى الحدود المعترف بها دوليا وان تدخل في مفاوضات مكثفة مع جيرانها لاحلال السلام. وأظهر استطلاع النشرة الدورية للشؤون الخارجية نشر في اكتوبر تشرين الاول ان 70 في المئة من الامريكيين أعربوا عن تأييد ولو جزئي للرأي القائل بان السياسات الامريكية « منحازة لاسرئيل » اكثر من اللازم مما يحول دون قيام واشنطن بدور وسيط للسلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وقوبل كارتر الذي حصل على جائزة نوبل للسلام عام 2002 بتصفيق حاد من الحضور أكثر من مرة خلال المنتدى. من ماثيو بيج (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 23 فيفري 2007)

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

10 juillet 2005

Accueil TUNISNEWS 6 ème année, N° 1877 du 10.07.2005  archives : www.tunisnews.net عريضة تضامن مع الصحفي التونسي محمد الفوراتي افتتاحية الموقف:

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.