الجمعة، 13 أبريل 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2516 du 13.04.2007
 archives : www.tunisnews.net


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: صيحة فـزع الحوار.نت: اقتحامات في تونس…؟البوليس التونسي يغير على الآمنين ليلا إسلام أون لاين: بعد تفجيرات الجزائر.. استنفار أمني سري بتونس البديـل عاجل: إضراب ناجح في قطاع التعليم ومناداة باستقالة الوزير الصباح: تعديل جديد على القائمة الاسمية المرشحة لعضوية غرفة تجارة وصناعة صفاقس أخبار تونس: رئيس الدولة يكرم ثلة من رجال وصاحبات الأعمال والباعثين الراية: تفاصيل جديدة في قضية تهريب الآثار الرومانية من الجزائر إلي تونس صـــابر التونسي: المواطن والتغيير (4): حوار مع « تونس » محسن الشاوش: جوهرة …. وسمك ….وضفدع…  ومصباح… د. محمد الهاشمي الحامدي: رسالة جوابية إلى العزيز سيف بن سالم مهاجرمحمد: رسائل الربيع الطيب معلى:  شيكاجو: رواية جديدة تفضح الإنتهازية رويترز: مفجرو شمال إفريقيا يشيران إلى تزايد التهديد الإقليمي رويترز: زعيم إسلامي: الراديكاليون الاسلاميون »جماعات هامشية » في المغرب بي بي سي أونلاين : بروفيل: القاعدة في شمال أفريقيا الشرق الأوسط: 5 منظمات مسلحة في المغرب العربي إسلام أون لاين:القرضاوي يدعو منفذي هجمات الجزائر للمناظرة مرسل الكسيبي: التنادي الى انقاذ الأوطان عبر الاجتماع على قبح واجرامية الظاهرة الانتحارية ابو مالك: هذه بضاعتكم ردت اليكم…….حول تفجيرات الجزائر والمغرب


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


زيارة الشيخ القرضاوي إلى تونس

 

علمت تونس نيوز من مصادر موثوقة أن الشيخ يوسف القرضاوي قد زار تونس في إطار عائلي لزيارة قريب له مريض و قد استقبل من طرف السلطات التونسية بشكل جيد حيث فتحت له قاعة الزوار بمطار تونس قرطاج الدولي وفرت له سيارة خاصة لتنقلاته  كما تحول الشيخ القرضاوي إلى جامع الزيتونة لأداء الصلاة و لم يتعرض طيلة زيارته إلى تونس التي إستمرت تلاثة أيام إلى أي مضايقات.

 


أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو

أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

33 شارع المختار عطية تونس 1001

الهاتف /الفاكس:71354984

Email: aispptunisie@yahoo.fr

31/01/2007

12 افريل 2007  

صــيــحــة فــــزع

 

 

تطلق الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين صيحة فزع ونداء لكل أصحاب الضمائر الحية للفت نظرهم إلى التجاوزات الفظيعة والإنتهاكات التي يتعرض لها الشبان الموقوفين في إطار حملة الإعتقالات الأخيرة بدعوى مكافحة الإرهاب وقد تمكنت الجمعية من رصد الحالات التالية :

 

ـــ تمكن الأستاذ سمير بن عمر المحامي وعضو الهيئة المديرة للجمعية من زيارة  ومقابلة  سجين الرأي وليد بن محمد صالح بن أحمد العيوني الموقوف بالسجن المدني بالمرناقية  على ذمة القضية التحقيقية عدد 10/7790 ولم يتمكن هذا الأخير من التعرف على محاميه الذي لاحظ وعاين أنه يرتجف ويهذي وقد أعلم محاميه أنه تعرض منذ حوالي أسبوعين إلى الإعتداء بالضرب بواسطة الهراوات الغليضة والركل والرفس على الرأس من طرف عدد كبير من الأعوان بأحذيتهم العسكرية مما خلف له أضرارا بدنية فادحة إذ بقي عدة أيام لا يقدر على رؤية أي شيئ نتيجة إنتفاخ وجهه وعينيه كما لاحظ المحامي أنه لم يعد يقدر على السمع بأذنه اليسرى نتج عن ذلك إختلال بمداركه العقلية بسبب التعذيب الفظيع الذي تعرض له .

 

ـــ علمت الجمعية أن السجين السياسي زياد الفقراوي الموقوف على ذمة القضية الجنائية عدد 11432 المنشورة بالدائرة الجنائية 4 بالمحكمة الإبتدائية بتونس والمعتقل بسجن برج العامري دخل في إضراب عن الطعام منذ 21 مارس 2007 وذلك إحتجاجا على المظلمة المسلطة عليه ولعدم تتبع الأعوان الذين تولوا تعذيبه بمقر إدارة أمن الدولة ناهيك وأنه لدى مثوله أمام هيئة الدائرة الجنائية برئاسة القاضي طارق براهم رفض هذا الأخير أن يسجل بمحضر الجلسة تصريحاته المتعلقة  بأساليب التعذيب التي مورست عليه وهو ما أدى إلى حصول مشادة كلامية بين هيئة الدفاع وهيئة المحكمة وقع على إثرها رفع الجلسة ,   علما وأن السجين السياسي زياد الفقراوي دخل منذ 10 أفريل في إضراب عن الطعام والماء وأبلغ عائلته أنه لن يفك الإضراب حتى الموت وذلك رغم محاولات  ثنيه سواء من طرف محاميه أو من طرف عائلته  حتى يبلغ صوته للرأي العام الوطني والدولي ويحمل جميع الأطراف مسؤوليتها .

 

ــ علمت الجمعية أن السجين السياسي زياد الطرابلسي الموقوف على ذمة القضية التحقيقية عدد 4/1427 والمعتقل بسجن برج العامري والذي أصيب بمرض السكري وقد وقع نقله منذ أسبوعين من سجن برج الرومي إلى سجن برج العامري إلا أن ظروفه السجنية بقيت متردية وذلك بسبب سوء المعاملة والإستفزاز المستمر الذي يتعرض إليه إضافة إلى حشره في غرفة ضيقة وسط مجموعة من مساجين الحق العام المدخنين مما جعل تهوئته منعدمة ؟؟؟؟؟ ورغم عديد المساعي التي قام بها بمقابلة مدير السجن لطلب نقله إلى غرفة  تتوفر فيها شروط  صحية إلا أن كل الأبواب أوصدت في وجهه مما أدخله في حالة يأس وإحباط قرر على إثرها أن يمتنع عن تناول الأدوية ( الأنسولين ) مع الإكثار من تناول السكريات وذلك في محاولة منه للموت البطئ .

 

– افادت عائلة السجين الرأي حسين بن محمد الديوري المحتجز بسجن المرناقية على ذمة القضية التحقيقية عدد 8066 ان ابنها تعرض الى تعذيب وحشي بمقر الاحتفاظ وعند زيارته يوم 12/2/2007 عاينت العائلة اثار التعذيب بادية على رأسه وعينه اليسرى وكسر بانفه وكان مضطربا في كلامه  وفي المقابلة التي جرت يوم 6/3/2007 لم يتعرف على افراد عائلته و يهذي فاقدا لكل تركيز .

كما اكد مدير السجن لوالدته انه نقل اكثر من مرة الى مستشفى الرازي للعلاج علما و ان السيد حسين الديوري كان سليما معافى قبل ايقافه .

 

– تشهد الوضعية الصحية سجين الرأي محمد امين ذياب المعتقل بسجن المرناقية على ذمة القضبة التحقيقية عدد7717  تدهورا خطيرا اثر اجراء عملية جراحية له على ظهره لاستخراج خرطوشة اصيب بها من طرف اعوان الامن عند ايقافه نتج عنها عجز عن الحركة والكلام ملازما كرسيه المتحرك .

كما نضيف ان ادارة السجن المرناقية منعت  كل من الاستاذة سعيدة العكرمي والاستاذ محمد نجيب الحسني من مقابلة منوبيهما محمد امين ذياب بد عوى تعذر ذلك للحالة الصحية المتردية التي صار عليها .

علما وان سجين الرأي محمد امين ذياب الموقوف منذ يوم 23/12/2006 فاقد لمداركه العقلية وذلك ثابت بموجب اختبار طبي مأذون به من المحكمة في قضية سابقة مما يجعل بقاءه رهن الايقاف في مثل هذه الظروف مخالفة لقانون السجون ولجميع المواثيق الدولية التي صادقت عليها البلاد التونسية

 

والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تطالب :

 – بوقف كل الممارسات والانتهاكات الفضيعة المسلطة على مساجين الرأي

– فتح تحقيق جدي في تلك الممارسات وتتبع كل من ثبت تورطه فيها

– تمكين المساجين السياسيين المرضى من حقهم في التداوي والعلاج

– الافراج فورا ودون ادنى قيد وشرط لمن ثبت انه فاقد لمداركه العقلية

 

عن الجمعية

الرئيس الاستاذ محمد النوري

 

 


اقتحامات في تونس…؟

البوليس التونسي يغير على الآمنين ليلا

بلغنا في الحوار نت من مصادر موثوقة بالداخل أن البوليس التونسي قد قام بغارات ليلية في حدود الساعة الثانية والنصف فجرا في الليلة الفاصلة بين الإربعاء 11 والخميس 12 أفريل على كثير من بيوت المواطنين الذين سبق وأن حوكموا على خلفية الإنتماء للنهضة في بداية التسعينات. وقد اقتحم البوليس البيوت التي يفترض أنها آمنة وروع النساء والأطفال وذلك بغرض التأكد إن كان أصحاب البيوت في منازلهم، أو إن كانوا يستضيفون أحدا بغير إذن السلطات! وتأتي هذه الإقتحامات على خلفية ما حصل في المغرب والجزائر! ولقد تعود المواطنون على هذه الممارسات البوليسة فقد تكرر سابقا جمع قدماء المساجين في أكثر من مكان ووضعهم في السجن إذا صادف ذلك زيارة مسؤول، كما سبق وأن وُضع قدماء المساجين في المناطق التي تحاذي الطريق الطويلة التي يمر منها موكب بن علي وضيفه القذافي بدعوى الخوف من العمليات « الإرهابية ». وإن الذي يحاربون هو عين ما يصنعون!! (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 13 أفريل 2007)


 

بعد تفجيرات الجزائر.. استنفار أمني سري بتونس

محمد الحمروني تونس- تخيم حالة ترقب ممزوجة بتوجس في تونس إيذاء التفجيرات « الانتحارية » الأخيرة التي وقعت في الجزائر والمغرب مع تصاعد التحذيرات من أن تونس ليست في مأمن من تلك التفجيرات.
تلك التحذيرات قابلتها حالة استنفار أمني غير معلنة في تونس شملت تشديد الرقابة على الأحزاب والمنظمات الأهلية وخاصة للأوساط الإسلامية والقريبة من التيار السلفي، بحسب مراسل « إسلام أون لاين.نت ».
وهز انفجاران قويان وسط العاصمة الجزائرية الأربعاء الماضي استهدف أحدهما مبنى الحكومة الجزائرية، والثاني مركزًا للشرطة، وأسفر عنه مقتل 33 شخصا وإصابة أكثر من 222. وفي المغرب قُتل 4 مفجرين خلال مطاردة قوات الأمن لهم الثلاثاء الماضي بحي الفدا في مدينة الدار البيضاء، لصلتهم بتفجير انتحاري وقع في المدينة قبل نحو شهر.
عبد الرءوف العيادي المحامي المختص في قضايا الحركات الإسلامية لم يستبعد أن تطال التفجيرات الانتحارية تونس، وقال في تصريح لـ »إسلام أون لاين.نت »: « إن تونس ليست في مأمن من مثل هذه العمليات، خاصة في ضوء الاعتقالات الواسعة التي شنتها السلطة في صفوف التيارات الإسلامية بعد الاشتباكات المسلحة التي وقعت في الضاحية الجنوبية للعاصمة في نهاية العام الماضي ». وحذر من مغبة المضي في السياسات القمعية بحجج مختلفة ومنها حفظ الأمن؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
وكانت قوات الأمن التونسية قد قتلت 12 مسلحا واعتقلت 15 آخرين ممن أسمتهم بـ »مجموعة خطيرة من المجرمين » في ديسمبر الماضي بالضاحية الجنوبية للعاصمة بعد مطاردة أمنية. وقبل عدة أشهر سلمت السلطات الجزائرية تونس 10 تونسيين بزعم أنهم كانوا ينوون الالتحاق بمعاقل الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجبال المحيطة بالجزائر العاصمة. وكانت الصحف الجزائرية قد لفتت إلى أن تدفق « العناصر التونسية » وانضمامها للمشاركة والتدريب في معسكرات الجماعة الإسلامية المسلحة (الجيا) بدأ منذ بداية سنة 1997.
وبدوره، حذر الصحفي والقيادي السابق بحركة النهضة عبد الزواري من أن « تونس صارت تمثل تربة خصبة لنمو هذه الظواهر (التفجيرات) وبالتالي لتوليد الإرهاب ». واعتبر أن « الاستقرار ليس مرهونا بقدرة الأجهزة الأمنية على التأمين التام للسير العادي للحياة بالبلاد وتجنيبها ويلات الاهتزازات العنيفة؛ فهي ومهما كانت قدرتها فلن تفوق خبرة ومهنية وتقنية نظيراتها الغربية التي لم تجنب بلدانها مثل هذه الأحداث »، وذلك في إشارة إلى تفجيرات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، وتفجيرات لندن عام 2005.
الصحف والشارع
ومن جهتها، أعربت الصحف التونسية عن صدمتها وصدمة المواطنين التونسيين من تفجيرات المغرب والجزائر. ونددت بالتفجيرات وتحدثت عن عودة قوية لهذه الظاهرة في المغرب العربي دون أن تغوص في أسبابها، واكتفت بالإشارة إلى علاقة التفجيرات بتنظيم القاعدة وإعلانه عن تكوين قاعدة الجهاد بالغرب الإسلامي.
أما الشارع التونسي فأعرب عن تخوفه من أن تكون تونس هي الهدف التالي للتفجيرات الإرهابية خاصة بعد إعلان تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وضع تونس ضمن لائحة البلدان التي ينوي استهدافها، رغم محاولة السلطات التونسية بث الطمأنينة بتأكيد سيطرتها على الوضع وضرورة الثقة المطلقة في الأجهزة الأمنية.
طارق موظف تونسي أعرب عن قلقه في تصريح لـ »إسلام أون لاين.نت » قائلا: « بعد أحداث الضاحية الجنوبية لا يمكن الحديث عن أمن تام، وكما نرى فإن كل البلدان حتى أكثرها تقدما أصبحت مستهدفة.. انظر أمريكا وبريطانيا وأسبانيا على سبيل المثال ».
ورأى أن الأفضل هو « التسليم بقدرة السلطة على حماية الأمن والاستقرار بالبلاد من أن يستسلم المرء إلى الهواجس التي تُذهب النوم والعيش في خوف من أن يقع تفجير هنا أو هناك ».
أما دلال (موظفة) فاعتبرت أن « تونس بلد آمن، وأن ما حدث في الضاحية الجنوبية ليس سوى لحظة عابرة، بل هو دليل على قدرة الأجهزة الرسمية على إحباط أي عملية تستهدف أمن واستقرار البلاد ».
اغتصاب الحقوق
وفي تفسيره لظهور أعمال العنف قال عبد الزواري: « إن الإرهاب عموما يبدأ يوم يقع اغتصاب الحقوق التي جاءت شرائع السماء وشرائع الأرض داعية إلى احترامها ومنكرة للاعتداء عليها »، معتبرا أن من بين أسباب ظهور الإرهاب هو عدم الاهتمام بالشأن العام وضمور الحس الوطني.
العيادي بدوره رأى أن « حل مشكل الإرهاب في بلداننا العربية ومنها تونس مرهون بفك ارتباطنا بالأجندة الأمريكية والتفرغ لتحقيق أنجداتنا الوطنية ».
وتابع قائلا: « إن انخراطنا إلى جانب أمريكا في مكافحة (الإرهاب) جعلنا هدفًا لمثل هذه العمليات؛ لأننا استعدينا أطرافا ليس بيننا وبينهم أي عداوة؛ فالإرهاب الذي ننخرط نحن في محاربته إلى جانب أمريكا ليس سوى حق المقاومة »، وتساءل مستنكرًا: « فهل من مصلحتنا نحن أن ننخرط في مقاومة المقاومة بدل دعمها في كل من فلسطين والعراق؟ ».
(المصدر: موقع إسلام أون لاين(قطر) بتاريخ 13 أفريل 2007)

 

نسب المقال التالي في نشرة البارحة بتاريخ 12 أفريل 2007 على وجه الخطأ إلى موقع الحزب الديمقراطي التقدمي  و الحال أنه مأخوذ من »البديل عاجل »  قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 11 أفريل 2007. لذلك نعيد نشره معتذرينا إلى حزب العمال الشيوعي و الحزب الديمقراطي التقدمي وقائنا الكرام.
 

إضراب ناجح في قطاع التعليم ومناداة باستقالة الوزير

 

نفذ رجال التعليم بمرحلتيه الأساسي والثانوي في تونس إضرابهم المقرر منذ مدة اليوم الأربعاء 11 أفريل 2007 بنجاح كبير. وقد تراوحت نسبة النجاح في التعليم الأساسي، كما قدّمها أحد أعضاء النقابة العامة للتعليم الأساسي أمام التجمع المنعقد بساحة محمد علي بتونس، بين 64% في ولاية أريانة و95% في ولاية قفصة وتصل معدل النسبة العامة إلى أكثر من 80%. أما في التعليم الثانوي فقد تراوحت بين 79% ببنزرت و92% بولاية صفاقس وتزيد النسبة العامة في هذا القطاع عن الـ 85%. ويعزى هذا النجاح زيادة عن تشبث المعلمين والأساتذة بمطالبهم إلى غضبهم من تصريحات وزير التربية الصادق القربي الذي بثت له التلفزة التونسية لمدة ثلاثة أيام متتالية لقاء تلفزيا حاول خلاله إقناع الرأي العام بلامشروعية المطالب والتلميح للنوايا السياسية التي لا تمت للمطالب بصلة على حد قوله. وقد كان لهذه التصريحات مفعولا عكسيا حيث زادت في غضب الأساتذة والمعلمين ودفعتهم أكثر للمشاركة في الإضراب.

وقد عقدت نقابات التعليم من الصنفين تجمعات مشتركة صبيحة يوم الإضراب بدور الاتحادات الجهوية لتوضيح أسباب الإضراب وفحوى نتائج المفاوضات التي جرت في شأن المطالب المرفوعة. وكان التجمع الذي عقدته النقابتين العامتين للتعليم الأساسي والثانوي بتونس العاصمة أضخم هذه التجمعات حيث زاد عدد الحاضرين عن الأربع آلاف معلم وأستاذ جاؤوا للاستماع لنقاباتهم بخصوص المطالب وردود الوزارة وتصريحات الوزير والإجراءات المتخذة من قبل السلط لإفشال الإضراب. وقد بيّن كل من السيدين الشاذلي قاري وحمد حليم الكاتبين العامين للتعليم الثانوي والأساسي أمام المجتمعين بحضور أعضاء من المركزية النقابية يتقدمهم السيد منصف الزاهي عضو القيادة المكلف بالوظيفة العمومية، فحوى مطالبهم وتلاعب الوزارة أثناء التفاوض وتعاملها غير الجدي مع مقترحات النقابات. وقد استعرض كل منهما مطالب كل قطاع بكثير من التفاصيل وردود الوزارة عليها. وتخللت تدخلاتهما شعارات من الساحة دعا بعضها وزير التربية للاستقالة ومن هذه الشعارات نذكر « يا قربي يا كذاب هذا نهار على الحساب » و »الوزير يستقيل« .

وتلقى المضربون قائمة طويلة من برقيات المساندة الصادرة عن النقابة العالمية لنقابات التربية وعن اتحاد المعلمين العرب وعن النقابات العامة والجامعات والنقابات الأساسية بتونس. كما تلا السيد عبد الرزاق الكيلاني برقية مساندة من عميد المحامين السيد عبد الستار بن موسى لقيت تجاوبا وترحيبا كبيرين من الحاضرين.

السيد منصف الزاهي عضو القيادة عبّر من جانبه عن تأييد المكتب التنفيذي للاتحاد لإضراب رجال التعليم وركز تدخله على تصريحات الوزير الأحادية في التلفزة قائلا « يا سيدي الوزير التلفزة ليست لك وحدك التلفزة ملك للشعب« .

وكان المكتب التنفيذي للاتحاد أصدر بيانا عبر فيه عن استيائه من سلوك مؤسسة الإذاعة والتلفزة التونسية التي فتحت برامجها للوزير للتهجم على نقابات التعليم ورجاله دون أن تسمح لهؤلاء بتوضيح مواقفهم. كما ذكر السيد منصف الزاهي أن وزير التربية الذي يتشدق باستعداده للتفاوض وأن وزارته عقدت 33 جلسة تفاوض لم يحضر من هذه الجلسات سوى اثنتين فقط بل – وكما بين بلاغ المكتب التنفيذي – يرفض تقبل المكالمات الهاتفية الواردة عليه من الاتحاد العام التونسي للشغل.

لقد كانت النبرة واضحة كما عبّر عنها مسؤولو القطاعين وكذلك منخرطيه وقواعده التي حضرت التجمع اليوم بساحة محمد علي بالعاصمة، إما تفاوض جدي واستجابة لمطالب القطاعين وإما تصعيد. وقد لخص هذه النبرة الشعار الذي رفعه الحاضرون « التصعيد، التصعيد والعزيمة من حديد » وكذلك « المعلم والأستاذ والوحدة من فولاذ« .

 

 (المصدر: البديـل عاجل، قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 11 أفريل 2007)

 

علاقة حميمة علّق زميل على الخلاف القائم بين الحدشيين (أي أعضار حركة الديمقراطيين الإشتراكيين – التحرير) بعد مرض أمينهم العام… فعبّر عن دهشته واستغرابه من حدوث مثل هذا الخصام. وتساءل عن العلاقة بين السياسة والأخلاق خصوصا إذا كان الأمر يتعلق لا بأعداء وإنما برفاق. فأقول له: تلك هي يا زميلي طبيعة البشر… إن السياسة والأخلاق عندهم «عايشين بالقدر!» محمد قلبي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 أفريل 2007)  


شغور بالتحاق السيد محمد لسعد الداهش للعمل في قناة الـ«آي.آن.بي» (ANB) اللبنانية كرئيس تحرير، اصبح منصب مدير اذاعة تطاوين الذي كان يشغله السيد الداهش شاغرا.

لخبطة في شبابيك موزعات نقدية

منذ مدة انقطعت كل الموزعات النقدية التابعة لاحد البنوك عن مد حرفائها بالخدمات المطلوبة من كشف الحساب وكشف اخر العمليات ومطالب توفير دفتر شيكات واقتصرت هذه الموزعات على سحب الاموال فقط. وهو ما اقلق اغلب الحرفاء وكذلك موظفي الفروع البنكية الذين زاد لديهم ضغط العمل واصطفاف الحرفاء… وسبب هذا الخلل يعود الى اعتماد البنك على منظومة الكترونية جديدة مازالت في طور الانجاز!! كتاب جديد ينظم منتدى الجاحظ مع السادسة والنصف من مساء اليوم بمقره بباردو ندوته الدورية.. وستخصص للحوار مع الاستاذ د.محمد صالح الهرماسي بمناسبة صدوركتابه الجديد «العرب والمستقبل». والاستاذ الهرماسي جامعي ومثقف تونسي يقيم منذ مدة بسوريا الشقيقة. حقوق الانسان ينظم مركز البحوث والدراسات والتوثيق والاعلام حول المرأة إنطلاقا من الساعة الثالثة من بعد ظهراليوم بمقره في المنار ندوة حول «حقوق الانسان للمرأة بين المرجعيات الدولية والمقاربة التونسية» يشرف عليها الاستاذ المنصر الرويسي رئيس الهيئة العليا لحقوق الانسان والحريات الاساسية.. ومن المقررأن يحاضر فيها الاستاذ توفيق بوعشبة.. والسيدة رفيعــة بـن عز الدين الرئيسة الاولى لمحكمة الاستئناف بنابل. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 أفريل 2007)  


تعديل جديد على القائمة الاسمية المرشحة لعضوية غرفة تجارة وصناعة صفاقس

يوم أمس انطلقت الحملة الانتخابية

مثلما ذكرنا في اعدادنا السابقة اضطرت مختلف الهياكل الرسمية الادارية والحزبية والمنظماتية الى ادخال تعديل على القائمة الاولى في عديد المرات حتى تحظى برضاء اكبر عدد ممكن من رجال الاعمال والحرفيين والمنتمين لقطاع التجارة وفعلا تطلبت التعديلات جلستين منتخبتين يوم الثلاثاء يوم الاربعاء للاتفاق على قائمة جديدة تضم ثلاثين شخصا للدخول بها الى الانتخابات العامة التي تجري يوم الاحد القادم بالمراكز التي تم بعثها بكل المعتمديات الداخلية وهي مكتب وحيد يخص الناخبين بمعتمديات صفاقس المدينة وصفاقس الجنوبية وصفاقس الغربية ومكتب وحيد بمعتمديات العامرة وجبنيانة والحنشة ومنزل شاكر وعقارب  والغريبة وبئر علي والصخيرة والمحرس وساقية الزيت وساقية الدائر وطينة ومكتب وحيد بمعتمديات صفاقس المدينة يخص كل معتمديات الولاية بالنسبة للذوات المعنوية والمؤسسات الحرفية. وتبعا للاتفاق الجديد الحاصل مساء الاربعاء الماضي غادر القائمة قبل الاخيرة كل من السادة احمد الجموسي ومحمد قدورة ونجوى كمون وجلال المزيو وسلوى مزيد ودلندة الزحاف وحل محلهم السادة عادل همامي والمنجي كمال وهناء معلى وليلى بن صالح ولطفي كريشان وسليم قويعة ليرتفع عدد اعضائها الى الثلاثين بقيادة السيد عبد السلام بن عياد الرئيس الحالي للغرفة وبالتالي اضحت تضم الى جانب الستة الجدد السادة عبد السلام بن عياد وعبد اللطيف الفخفاخ وعبد الرزاق بن عرب وحاتم الفراتي وزياد بن عياد وآمال بن دالي وشفيق الجراية وهيثم الجبنياني وسنيا بوريشة وهشام عمار وأحمد مقديش واكرام القرقوري وكمال بن ابراهيم ونبيل التريكي وحافظ بن عمر ومحمد التوفيق السلامي وعادل الشعري والحبيب الحمامي ومحمود الاجنف وعبد العزيز بن عبد الله وعبد المنعم الطرابلسي. وما ان وقع الاتفاق على هذه القائمة المدعومة من الهياكل الرسمية الجهوية والوطنية حتى انتظم صباح امس المجلس الجهوي بمقر الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة للاعلان عن انطلاق الحملة الانتخابية بالمدينة وبالمعتمديات الداخلية وقد اشرف على فعاليات الاجتماع السيد عبد اللطيف الزياني رئيس الاتحادات الجهوية للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية باعتبار ان الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة هي المؤهلة دون سواها للاشراف على الحملات الانتخابية للقائمة التي تحظى بموافقتها وموافقة كل الجهات الرسمية المعنية وقد حضر الاجتماع اغلبية اعضاء القائمة الرسمية وكذلك السيد عبد السلام بن عياد رئيسها. وبما اننا اعلنا عن اسماء المترشحين بصفة فردية فلا نرى فائدة في ادراجها من جديد خصوصا وان القانون لا يسمح لاي كان بالانسحاب قبل الانتخابات الرسمية المقررة ليوم الاحد 15 افريل الجاري بالمكاتب التي اشرنا اليها آنفا. والاكيد ان الاجواء الحماسية التي سادت في الفترة الاخيرة بصفاقس وظلت مهيمنة على المجالس والاجتماعات تنبئ بتنافس شديد بين القائمة الرسمية والمترشحين بصفة فردية خصوصا وان الكثيرين منهم من الوجوه المعروفة والتي قد تدخل في تحالف مع بعضها البعض للحصول على اكبر عدد ممكن من المقاعد علما وان العدد الجملي للمترشحين 67 منهم 30 للقائمة  الرسمية و37 مترشحين بصفة فردية. الحبيب الصادق عبيد (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 أفريل 2007)  


رئيس الدولة يكرم ثلة من رجال وصاحبات الأعمال والباعثين

تولى الرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للمؤسسة توسيم ثلة من رجال وصاحبات الأعمال والباعثين ومن خلالهم مؤسساتهم بالصنف الثالث من الوسام الوطني للاستحقاق وذلك تقديرا لجهودهم في بعث المشاريع والمؤسسات في مختلف القطاعات الاقتصادية ودعم دورها في العمل التنموي للبلاد وتأكيدا لما توليه تونس من أهمية لدور الاستثمار الخارجي والشراكة ضمن اختياراتها الاقتصادية . وفي ما يلي قائمة المكرمين: المنصف بركوس: عضو المكتب التنفيذى للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية ورجل اعمال في ميدان الملابس روجي بيزموت: عضو المكتب التنفيذى للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية ورجل اعمال في الميدان الصناعي زهرة ادريس بشر: عضوة المكتب التنفيذى للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وصاحبة اعمال في الميدان السياحي والفلاحي محمد بن سدرين: عضو المكتب التنفيذى للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية ورجل اعمال في قطاع النقل البحرى العادل بن عمار: صاحب شركة تجارة ونسيج . بلحسن الطرابلسي: رجل اعمال في الميدان السياحي والنقل الجوى صلاح الدين شعبان: رجل اعمال في ميدان الصناعات الغذائية كمال بلكاهية: رئيس مدير عام القطب التنموى ببنزرت ومدير عام شركة تنمية واستغلال فضاء الانشطة الاقتصادية ببنزرت الحبيب ميلاد: رجل اعمال في ميدان النسيج والملابس علي بن علي: رئيس مدير عام شركة « الكيميا  » عادل القصاب: رجل اعمال في ميدان الملابس عبد الوهاب بن عياد: رجل اعمال في ميدان الصناعات الغذائية والسياحة علياء بالليل: رئيسة مؤسسة  » دالياس  » عبد الوهاب شعبان: رجل اعمال في الميدان السياحي محمد المنصف بن حميدة: مدير عام مؤسسة »غولو قيشار » لصناعة الملابس جيوفانى فافارو: مفوض لدى رئاسة مجمع « بينتون » من ايطاليا جان لوك ديباولا غالونى: مدير معتمد لدى المجمع الفرنسي « فاليو » من فرنسا لصناعة الاسلاك الكهربائية للسيارات ميشال بوسل: عضو مجلس ادارة مجموعة « دراكسيل ماير »الالمانية لصناعة الاسلاك الكهربائية من المانيا جون بول بيشا: رئيس المجمع الفرنسي « ساجام » لصناعة مكونات الالكترونيك وتطوير البرمجيات الاعلامية من فرنسا يو دبليو اى لا مان: رئيس مجمع « ليونى » لصناعة الاسلاك الكهربائية للسيارات من المانيا جيليان ديماش: المسؤول الاول للشركة الامريكية لصنع المعدات الطبية من مالطا فان دى فيلدى هرمان: رئيس مجمع « فى دى فى تونيزى » لصنع الملابس من بلجيكا جاك بالربي: الرئيس المدير العام لشركة « تيلي برفورمانس  » من فرنسا (المصدر: موقع « أخبار تونس » (رسمي) بتاريخ 13 أفريل 2007)  


تفاصيل جديدة في قضية تهريب الآثار الرومانية من الجزائر إلي تونس

تونس – الراية – إشراف بن مراد: تداولت الصحف التونسية خبرا أكد نجاح مصالح الأمن الوطني الجزائري في تفكيك شبكتين للاتجار وتهريب الآثار علي إثر معلومات من تونس أشارت إلي وجود جزائريين يهربون الآثار ويبيعونها لتجار تونسيين بمدينة القيروان وجربة. وأكدت مصادر أمنية أنّ الشبكة متكونة من أربعة جزائريين أحدهم صائغي. ومتابعة لأطوار القضية أفادت وسائل الإعلام الجزائرية مؤخرا أنّ معلومات أمنية سرية لمصالح أمن ولاية باتنة كشفت عن تورط تونسي أصيل جزيرة جربة تبين أن مهمته استقبال الآثار الجزائرية المهربة وتحويلها وتصريفها فيما بعد لشبكات دولية تملك نفوذا كبيرا ومع عواصم السوق العالمية المهتمة بجمع الآثار بما فيها دولة اسرائيل… وفي هذا الإطار أكدت صحيفة الصباح التونسية أنّ مصالح أمن باتنة التي تلقت معلومات سرية عن مصادر تونسية تفيد أن شخصا من مدينة مروانة وهو صائغي يتردد باستمرار علي تونس ويخالط تجار تونسيين في مدينة جربة وهم معروفون بتجارتهم في المصنفات التراثية وقد باشر أعوان الأمن تحقيقا ميدانيا وتقمص ضابط ومفتش للشرطة القضائية شخصية تاجرين مختصين في الآثار مهمتهما بيع الآثار في مدينتي جربة والقيروان ثم اتصلا ب الصائغي وشخص آخر وتفاوضا معهما حول سعر شراء القطع النقدية القديمة بمبلغ 6 ملايين سنتيم للقطعة الواحدة فأعلمهما البائع أنه يملك 40 قطعة وبإمكانه توفير أكثر كما اتفقا مع الثاني لشراء تماثيل بمبلغ 20 مليون سنتيم للتمثال الواحد. وقد أحضر عونا الأمن إذنا بالتفتيش ثم اتجها للقاء البائعين واتمام الصفقة يوم 20 مارس الماضي وقد فاجآ البائعين وداهما محلاتهما وقاما بمصادرة 31 قطعة نقدية من العهد الروماني والبيزنطي وبالتحري مع المتهمين أعلماهما أن رأسا رخامية ومزهرية رومانية عند شخص آخر فنصبا له كمينا وأوقعاه بدوره وكان بحوزته 6 تماثيل رومانية وفرعونية اتضح أنها مقلدة واعترف المتهم أنه قلدها بهدف التحايل علي التوانسة . وقد أفادت نفس المصادر أن مصالح الأمن استندت إلي خبراء تراث وتمّ إثبات أن النقود البيزنطية والرومانية والمزهريات وخاصة الرأس الرخامية تابعة لأحد حكام مروانة القديمة وهي مصنعات محصية قانونا وذات قيمة حالية غالية بالأسواق العالمية. وبإحالة المتهمين والذين بلغ عددهم أربعة علي أنظار حاكم التحقيق أنكروا جميعا ما نسب إليهم وقد ادعي الصائغي الذي وصلت بشأنه معلومة التردد علي تجار بجربة مختصين في بيع الآثار وثبت أنه سافر 10 مرات إلي تونس في ظرف 6 أشهر فقط ادعي أنه يسافر بغرض جلب سلع وملابس وأحذية.. وأكدت الصحيفة التونسية أن قضية ثانية سجلت مؤخرا في دائرة تيمفاد الجزائرية وأوقف علي إثرها 8 أشخاص وكان بحوزتهم ثلاث مزهريات رومانية قديمة و30 قطعة نقدية و3 قناديل ومطحنة حجرية عائدة إلي العهد الروماني وقد احترفوا بنشاطهم وبتعاملهم مع تونسيين. (المصدر: صحيفة « الراية » (يومية – قطر) الصادرة يوم 13 أفريل 2007)  

المواطن والتغيير (4)

حوار مع « تونس »

صـــابر التونسي بلّغني من لا أتهم بكذب أن زيارتي إلى السيد عبو في سجنه، وحواري معه قد أتى بنتائج عكسية! حيث أنه لم يكن لي من قصد سوى إيصال رأيه بصفته معارضا إلى « السيد » الرئيس حتى يستأنس به في الإعداد لحفل الذكرى العشرين للتحول « العجيب » ولم أكن أقصد الإساءة ولكن الحوار حمل على غير محمله، من المناوئين للسلطة بقصد التشفي منها ومن الموالين لها بنية الكيد لي والتشكيك في مساعيّ الصادقة لخدمة « التغيير » وحرصي على إنجاح حفلاته!! وقد تمكنوا من إيغار الصدر « العليّ » ضدي… ولكن: هكذا المخلصون في كل درب ** رشقات الردى إليهم متاحـة !! ومع ذلك فلا مناص من إصلاح الأمر ورفع الإلتباس وتهدئة النفوس حتى لا أجد نفسي يوما ما مربوطا بنفس الخيط الذى أودى بحياة فيصل بركات رحمه الله! سألت عن جهة أخرى أو شخص يمكنني أن أحاوره عن « التغيير » وإنجازاته وأصلحُ بذلك ما أفسدتُ، فأشار علي « أحدهم » بأن هناك سيدة تدعى « تونس » وأن لكل من اسمه نصيب كما يقال ، فهي امرأة مجرّبة ومحنّكة قد عركتها الأيام وأنها إن قبلت أن تحاورني عن « التغيير » ومنجزاته أكون كمن حاور شخصيات عديدة في شخصها وهي صادقة وتلقائية ومرآة عاكسة تمكّن صانع التغيير من رؤية وجهه عليها من غير « رتوش » مما يوفر فرصة لاستئناس حقيقي يساعد في إعداد حفلات التغيير! أحسنت الظن بصاحبي وتشوقت للحوار مع السيدة « تونس » ولكن صاحبي أعلمني أن الطريق إليها صعب ومحفوف بالمخاطر مما كاد أن يثنني عزمي ولكنني لما تذكرت سخرية سحنون الجوهري (رحمه الله) من صحفيينا حين قال: لست أدري لماذا لا أستطيع أن أتمالك على الابتسام الساخر كلما وقعت عيني على عبارة « مهنة المتاعب » في كتابات بعض محرري الصحف عندنا…  »  » أردت أن أثبت لروحه بأن الصحافة « مهنة متاعب » وإن كانت موالية!! فمن الولاء ما أتعب!! وصلت الحي الذي تسكنه السيدة « تونس » وللحقيقة فقد أثارني في طريقي إليها مشهدان، البؤس وكثرة العسس! ولما اقتربت من الباب سمعت سيدة تنوح كما تنوح الثكلى وتردد:  » وطني نزلت عليك الغيوم … ولعبت عليك الضبايب … وسلبوك في عز نوم… والبست بعد الجديد الطبايب (البالي) … جوك عساسة عرب ومن الروامة فيهم صمايل (ملامح) بقلوب سودة يا تونس تاكل مثل الجرب … ولبسوا في خيانتك جبايب »!! عرفت مما سمعت بأن صاحبي الذي أشار علي بمحاورتها لم يرد بذلك وجه الله وإنما أراد الكيد لي وتوريطي!! ولكن لم يعد لي مجال للتراجع… والفضول يدفعني لإتمام المهة… طرقت الباب! تونس: ادخل يا محمد الميكروفون: أنا لست محمد … أنا… تونس: إذن أنت كريم الميكروفون: لا .. أنا… تونس: أدخل … أدخل، فأنت أحد أبنائي ولا يهم إن كنت « هيثم » أو عامر أو عبد الحميد أو نجم الدين أو أيمن أو … دفعت الباب ودخلت ليقيني بأنها لن تتوقف عن سرد أسماء مُغيبيها … وقد وجدت أمامي سيدة شاردة الذهن « مبعثرة الحال تبدو كعجوز تخفي بداخلها شابة أو كشابة فعلت بها الأيام فعلها، ومع ذلك فقد كان لها جمال ساحر رغم الشرود والشحوب والحزن والكدر الذي يرتسم على وجهها!! وقد ذكرني جمالها الخفي بقول الشابي: أنا يا تونس الجميلة في لج ** الهوى قد سبحت أي سباحة شرعتي حبك العميق و إني ** قد تذوقت مره وقراحـــــــه صرحت بما جئت لأجله ولكنني رغبت في التقديم لها بالسؤال عن حالها ومأساتها الميكرفون: « مالك سيدة تونس حزينة ومتكدر وجهك …لا باس؟؟ تونس: « اسكت يزينا … فوق راسي وراسك عسّاس »! رفعت رأسي لأنظر إن كان هناك من يرقبنا أو يستمع لما يدور بيننا ولما لم أر أحدا تماديت، الميكرفون: لا تخافي سيدتي فأنا لست من العسس … فما بك وما الذي تشتكين منه؟ تونس: « ما اسمعتش بالعملة، أولادي ما صابوش النملة ردوهم قتلوا بالجملة »!! الميكروفون: من الذي جعل منهم قتلة؟؟ تونس: الأمن الخاص … خرب الدنيا … فتشها بنية بالبنية … باش يحفظ مصلحة الغنيا، يمكن يقتل كل الناس!! ثم بكت وعلا نحيبها! المكروفون: ما يبكيك سيدتي ومعذرة إن كنت « حيرت عليك مواجعك »؟؟ تونس: « نبكي على أكبادي هم حياتي وهم عمادي »!! ما نتهنّى وتتجلّى أنكادي إلا بفرج أولادي »!! الميكرفون: كيف تسرب إلى قلبك كل هذا الحزن والألم وأنت تعيشين في زمن « لا ظلم بعد اليوم »! وهو زمن التغيير وحامي الحمى والدين!! تونس: « انظر للصمعة لا عادت صلاة ولا جمعة … الزيتونة تسيل في الدمعة من يوم إلي جابوا الحراس!! الميكرفون: لكن هذا ليس بسبب « التغيير » … وبالمناسبة ما رأيك فيه؟؟ تونس: رأيي في التغيير ؟؟ … من يوم إلّي جانا التغيير شردها كبير مع صغير … رعب وخوف مع تدمير!! الميكرفون: سيدة تونس أليس في قلبك مكان للأمل ؟؟ تونس: » إن شاء الله بإذن القدير يرجعولي أولادي مرفوعين الراس »!! الميكرفون: سيدة تونس كم هم أولادك الذين حرمت منهم؟؟ تونس: هم كثـييييييير جدا… ثم بدأت تسمي وتعدد حتى طالت قائمة مفقوديها … فشككت في مداركها! الميكرفون: لكن هل كل هذا العدد أبناءك حقا ؟؟!! تونس: نعم وقد تربى جميعهم في حضني ولعلمك أنا مازلت شابة ولم أتزوج وقد راودني كثير وحاول بعضهم اغتصابي ولكنني لم أستسلم!! الميكرفون: ما دمت « مازلت صغيرة فـ « لاش الحزن ولاش الحيرة … ربما بكرة تولي أميرة… ما دام أولادك فيهم إحساس »!! تونس: إن شاء الله، وأنا مازلت أبحث عن العريس الذي يُقدّرني حقّ قدري ويقبل به أولادي!! فهل تدلني عليه؟؟!! الميكروفون: « هانا في هاك الديك نريشوا » … يبدو أن وزر هذا الحوار سيكون أشد عليّ من سابقه … ولعله يكون الأخير وإن شاء الله يجمع شمل السيدة تونس بأبنائها ويأتيها فارس أحلامها المنتظر! وتصبحون على عرسها!! (*) ارتكز الحوار( بتصرف) على أغنية « يا تونس واشبيك حزينة » وهي أغنية كانت مشهورة في الأوساط الطلابية من تأليف « الزحف ». (المصدر: مجلة « كلمة » (أليكترونية شهرية – تونس)، العدد 52 لشهر أفريل 2007)


جوهرة …. وسمك ….وضفدع…  ومصباح…

 

         جوهرة سلبت العقول بمفاتنها وتيمت بحبها عشاق الجمال فقصدوها من كل حدب وصوب طالبين ودها باذلين الغالي والنفيس لينعموا ببركات شاطئها الذي لف  خصرها النحيف فزادها روعة وبهاء لأنها بباسطة لؤلؤة من غير منافس وهبة إلاهية برع الخالق في تصميمها ليجعل منها محجة الباحثين ورمز ثراء وعظمة ليس كمثله رمز بسبب أهميتها التاريخية وشهرة قلعتها المطلة على البحر…

 

         ولكن هل كانت يد الإنسان رحيمة بهذه العروس؟ وهل نالت سوسة التونسية ما تستحقه من العناية والرعاية والصيانة ؟ وهل جسم أصحاب القرار ببلدية سوسة ما بشّر به رئيس الدولة المدن التونسية لمستقبل واعد (المرجع : البند 15 من البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهوري 2004) أن الهوة مازالت شاسعة بين القرارات والإنجازات ؟

 

لا يختلف عاقلان في أن للبلدية دور رئيسي في تسيير شؤون المدينة إداريا واجتماعيا وصحيا وقد برز جليا هذا الدور لما ساهمت مساهمة فعالة في إعادة ترميم سوقي « باب الجديد » و »العراوة » باذلة في سبيل ذلك مجهودات مشكورة فحسنت وغيرت وجهزت منفقة أموالا لا يستهان بها. ولكن ما تراه العين داخل هاذين الفضائين وحولهما لا يبعث على الانشراح فالأسماك التي خصصت لها أماكن زخرفت بالمرمر والخزف الأبيض الناصع يباع البعض منه في مدخل السوق ومنه ما عرض على الأرصفة بين الأتربة والأوساخ أو قدام بيت الراحة الموجودة داخل السوق وقد تفنن عارضوه في غسله بمياه ملوثة جلبوها من الميناء القريب من السوق متناسيين الضرر الفادح الذي ينتظر الحرفاء  ! ألم يكن من واجب من انتدبتهم البلدية للسهر على تطبيق القانون وتفقد الفضاءات التجارية أن يمنعوا كل مظاهر التسيب واللامبالاة وردع كل مخالف بعد استفاء كل الطرق من نصح وتوعية واستنهاض للهمم حتى يشعر كل مستعمل للفضاءات التجارية أنها مصدر رزقه ومن واجبه أن يسهر على نظافتها حتى لا تتحول إلى زوايا تتكدس فيها الفضلات من اسماك ملوثة وبقايا خضر  متعفنة وحتى يلبس الخزف الأبيض الذي وشحت به البلدية الجدران رداءا اسودا حزنا على حاله وغضبا على مستعمليه الذين تناسوه ومنعوا عنه القليل من الماء لتنظيفه !

 

         أما داخل الأحياء الشعبية فالمشهد هو الآخر لا يقل فضاعة : فالطرقات محفورة وبقايا الأرصفة تكدست فوقها الفضلات المتعفنة فعششت بين ثناياها حشرات متنوعة الأشكال والأولان وكان سكانها محكوم عليهم أن يعيشوا في محيط ينفر منه حتى الحيوانات. فأين فرق التنظيف ؟ أين الحاويات أين حملات النظافة التي كانت تنظم من حين لآخر ؟ فحتى العمال الذين كانوا بالأمس القريب مكلفين بتنظيف الأرصفة وإزالة الأوساخ والقذرات المكدسة هنا وهناك فكأنهم أحيلوا على التقاعد المبكر وبقيت الأحياء تنزف أوساخا !

 

         أين فرق الليل التي كانت مكلفة  بتنظيف شوارع المدينة وسكب المياه المنبعثة من نقاط للمياه أحدثتها البلدية لهذا الغرض لغسل الأزقة وإزالة الأتربة والحشرات من على أشجار النخيل ؟

 

         أين اختفت تلك الجحافل من العمال التي كانت تجوب الشوارع والأنهج طولا وعرضا متحدية قساوة البرد شتاء وحرارة الطقس صيفا ماسكين بخراطيم المياه ناشرين النظافة في كل أنحاء المدية ؟أم أن على الجوهرة انتظار رحمة من السماء لتتمكن من التخلص من أدرانها وإزالة أوساخا ؟ أما إذا دفعك فضولك لتقوم بجولة على رمال شاطئ « بوجعفر » فإنك ستصاب بدوار سببه حالة مياه البحر التي لوثتها فضلات الإنسان المتأتية من المصبات التي تكاثرت وعششت فيها، الضفادع والتي لا تكل عن النقيق والمتواجدة على طول « وادي بليبان » والذي خصصت له الدولة ميزانية محترمة قصد تنظيفه وبناء حواشيه وإذا ما ترك الحبل على الغارب فإن هذا سوف يكون له تأثيرات مفجعة وعواقب وخيمة على شاطئ الجوهرة فهل آن الأوان لتتحرك الهمم الصادقة والضمائر الحية لمحاصرة هذه المخاطر خاصة وأن الدولة  أحدثت وزارة كاملة للمحافظة على البيئة ورصدت لها ميزانية هامة لدرء الأخطار الناجمة عن التلوث.

 

         أما الحدائق العمومية رغم قلتها فإن بعضها مغلق منذ سنوات لأسباب مازالت مجهولة رغم انتهاء أشغال الترميم التي أجريت داخلها منذ مدة فهل يعقل أن تنفق البلدية أموالا طائلة لصيانة إحداها لتبقى موصودة أمام المواطنين الذين  يتساءلون عن سبب منعهم من دخولها !

أما عن الإضاءة العمومية فحدث ولا حرج ؟ أزقة غارقة في الظلام الدامس، فوانيس معطبة لم تجد من يعوضها لأن البلدية لم يعد لها أموالا لشراء مصابيح جديدة وإذا صممت أن تشكو أمرك إلى المسؤولين عن الإنارة العمومية وتطالب بتعويض مصباح فاسد عمي ولم يعد  ينشر النور أمام منزلك فما عليك إلا شراء مصباح جديد من مالك الخاص قبل التوجه إلى المصالح المختصة حتى تفوز بموعد لتعويض المصباح القديم الأعمى. وهذا الوضع يجرنا إلى طرح السؤال التالي : أين الميزانية المخصصة للتزود بالمعدات الضرورية لسير المصالح البلدية ؟ أسلاك كهربائية… مصابيح … شاحنات الإنارة… فؤوس… مكانس… درجات نارية … بدلات العمل … مرشات … صهاريج… وغيرها ؟

 

         وأخيرا المسلخ البلدي هذا الفضاء العصري الذي جهزته الدولة بأحدث التجهيزات وأنفقت على تشييده أموالا طائلة ليعوض المسلخ القديم وقد نال هذا الإنجاز الهام إعجاب واستحسان كل الذين زاروه وتجولوا في أرجاءه ولكن ويا للأسف لقد تحول هذا الفضاء إلى بناية كئيبة لفها التسيب ونخرت الأوساخ أقسامه وفتك بتجهيزاته الإهمال  » فالإضاءة داخله غير كافية – ومصالح المراقبة غائبة ومحطة التطهير أكلها الصدأ فتعطبت ولم تعد تقوم بدورها الحيوي ولم تجد من  يعيد لها الحياة رغم ارتفاع كلفتها وأهمية دورها في تطهير المياه الني تصب اليوم ملوثة بالدماء والأوساخ والفضلات مباشرة في قنوات تصريف المياه في غياب محطة التطهير المشار إليها آنفا متسببة في مخاطر جمة على المحيط.

 

         هذه بعض الملاحظات التي أردت إبداءها علها تجد آذانا صاغية وعقولا نيرة وهمما صادقة تتقبل النقد البناء غايتي المساهمة في إعادة البسمة لشوارعنا والحياة لحدائقنا والسلام لمحيطنا لتبق جوهرة الساحل متلألئة على الداوم وهي جديرة بأن نبذل في سبيلها مسؤولون ومواطنون كل الجهد لأنها بباسطة قلعة تاريخ عريق  !!

سوسة

محسن الشاوش


 

رسالة جوابية إلى العزيز سيف بن سالم

د. محمد الهاشمي الحامدي بسم الله الرحمن الرحيم رسالة جوابية إلى العزيز سيف بن سالم مع المحبة « اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحزن (الأمر المستصعب) إذا ما شئت سهلا ». أيها الأعزاء سيف بن سالم وسيدي بو وأنور وعبد الحميد العداسي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قرأت تعليقاتكم على ما كتبته عن ربيع تونس وعن ضرورة تحقيق مصالحة تاريخية بين السلطة والحزب الحاكم في تونس من جهة، والمنتسبين إلى التيارات الإسلامية المعتدلة من جهة أخرى. لمست في رسالة كل واحد منكم نبرة صدق، ولهجة الباحث عن الحق والمنتصر إليه. وأقر ابتداء أن لكل منكم حقه في تبني وجهة النظر التي يرى صوابها وفي الدفاع عنها. إن ما يشجعني أكثر على التفاعل مع ما كتبتم أنني وجدت مقالاتكم خالية من نزعة مرضية تلبست بقلة من المهتمين بهذا الموضوع، فجعلتهم يتحدثون وكأنهم يمتلكون ختم الوطنية ومفاتيح الفردوس الأعلى. بينما أكثر ما يرفع الإنسان تواضعه، واعتماده المنطق الجميل والكلمة الطيبة مع مخالفيه في الرأي، وإحسانه الظن بالناس. وأبدأ بسيف بن سالم هذه المرة آملا أن أرد على بقية الإخوة في رسائل لاحقة بإذن الله. *** عزيزي سيف بن سالم: بارك الله فيك وفي أبيك وأهلك أجمعين. 1 ـ لم أشاهد مسلسل ربيع قرطبة ولم أسمع به إلا في مقالتك. 2 ـ قاعدتي في العمل العام « الحيلة في ترك الحيل »، وأؤكد لك أنني لست باحثا عن مغنم أو منصب في تونس، وأنني راض بما قسم الله لي، ومنشغل بعملي ومتفرغ له في أجواء منافسة قوية مع العيد من الفضائيات العربية. 3 ـ كل ما يدفعني للدفاع عن فكرة الصلح والوفاق هو ما أظنه مصلحة مؤكدة ومحققة لتونس وأهلها، وللجيل الذي تنتمي أنت إليه بوجه خاص. 4 ـ لا علم لي بما أشرت إليه من سحب رخص العديد من سائقي السيارات وحملات « الرافل » لأنني لا أعيش هناك. ولكني أظنك تشاطرني الرأي أنه لا دخل لهذا الأمر بدعوتي للصلح بين السلطة والإسلاميين المعتدلين. ومن باب التفاعل فقط مع ما ذكرت، ومن باب الإحترام والتقدير لك، أقول إن السلطات المختصة قد تكون زادت من تشددها مع مخالفي قواعد السياقة حماية لأرواح الناس من حوادث المرور. 5 ـ تأمل معي في الأمور بهدوء وحكمة يا عزيزي سيف. حاول أن تتناسى ولو للحظة معاناة عائلتك مع السلطة. اسأل نفسك: هل هناك مصلحة في أن تستمر العداوة بين الشباب المتدين والسلطة إلى مائة عام أخرى؟ اسأل نفسك: هل من المحتوم أن يلج الشبان المتدينون أبواب السجون جيلا من بعد جيل، مرة باسم الإنتماء للإتجاه الإسلامي، ومرة باسم حزب التحرير، ومرة باسم السلفية، وأن يحفروا في قلوبهم وقلوب أحبابهم جراحا عميقة قد لا تندمل بسهولة في المستقبل؟ 6 ـ تأمل معي يا عزيزي سيف. الحزب الحاكم ليس حزبا شيوعيا بالرغم من أن كثيرا من الشيوعيين تسللوا إليه لتحويله إلى حزب شيوعي متطرف. والدولة ليست كيانا علمانيا متخصصا في محاربة الدين. ورئيس الدولة مسلم، حج واعتمر، وبنى أول مسجد جامع في ضاحية قرطاج. والدستوريون حولك، أو التجمعيون، أكثرهم يرتادون المساجد، وعملهم السياسي في محصلته تنافس فيما بينهم في خدمة جهاتهم ومؤيديهم. هذا تنافس محمود لا ضرورة للتشنيع عليه. والناس من حولك مسلمون، يصلون ويصومون ويحجون ولله الحمد والمنة. 7 ـ يا عزيزي سيف: الدولة، أية دولة، تواجه الذين يتربصون بها. والسياسة في العالم العربي والإسلامي قاسية جدا ومكلفة جدا. كان لزعيم إيران الراحل، آية الله الخميني نائب مشهور له اسمه آية الله منتظري. وكان له رئيس يحبه اسمه محمد الحسن بني صدر. عندما غضب عليهما وضع الأول في الإقامة الجبرية لسنوات وفر الثاني بجلده لباريس. وهناك في النظام الإيراني اليوم مؤسسة تفحص مؤهلات كل من يترشح للإنتخابات وتقصي الآلاف من الناس لأنهم أعداء للنظام. هل قرأت أيضا عن الخلافات بين الإخوة الأعداء في السودان، من أبناء التيار الإسلامي؟ هذه تجارب الإسلاميين السنة والشيعة أمامك تظهر لك بالدليل القاطع أن ما تظنه خصوصية للدولة التونسية ليس كذلك. 8 ـ عزيزي سيف: آمل أن تكون قرأت النص الذي نقلته بالأمس عن اين خلدون. إن سنن الله في الكون وفي المجتمعات يجب أن تحترم، وإلا فالتكاليف باهضة. 9 ـ عزيزي سيف، فكر في البدائل. والبدائل تبدأ من الإستعداد النفسي للتعالي عن الجراح والثارات. القوي من الناس حقا، كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم، هو من يملك نفسه عند الغضب. لماذا لا يترك الشباب المتدين فكرة الإنتماء إلى التجمعات المحظورة؟ لماذا لا ينتمي للأحزاب والجمعيات المرخص لها بالعمل إن كان راغبا بالدخول في ساحة العمل العام؟ لماذا لا ينتمي للتجمع الدستوري الديمقراطي إن كان مهتما بخدمة الناس وبالتطوع من أجل الصالح العام؟ 10 ـ تونس بحاجة إليك وكل شاب من شبابها. تونس لا تكتمل بدونك، ودون كل رجل وامرأة من شعبها. ومن أجل أن يكون لك فيها ربيع جميل ومستقبل سعيد تحتاج أنت والكثير من أبناء جيلك للتفكير في خيارات بديلة حكيمة ربما تصدكم عنها أو تسفهها في نظركم حمية الشباب الرائعة ومثاليته الرومنسية. 11 ـ هذه الخيارات البديلة هي التوقف عن معاداة السلطة وحزبها، حتى لو بدا لك أن السلطة لا تريد أن تتوقف عن معاداتك. إن لزم الأمر: ليكن ما تسميه وكالات الأنباء في مناطق النزاع « وقف إطلاق النار من جانب واحد »، إلى أن يقتنع الطرف الثاني ويوقف إطلاق النار هو أيضا، ويتحقق السلام الشامل. 12 ـ عزيزي سيف: أكبر فيها وفاءك لأبيك وللفكرة العامة التي انتمى إليها أبوك ودافع عنها. ولكن الوفاء لا يقتضي بالضرورة الإتباع والتقليد. الوفاء يقتضي المراجعة والنقد والتجديد. 13 ـ نحتاج إلى صلح تاريخي يا عزيزي سيف بين الإسلاميين والسلطة. ومن أجل الوصول لهذا الصلح نحتاج لتغيير الخطاب والأولويات. والذين نريد الصلح معهم ليسوا من ملة أخرى ولكنهم تونسيون مثلنا. وقد صدرت منهم على مدى الأعوام الماضية إشارات وأعمال ملموسة تؤكد أنهم على استعداد للتفاعل والتجاوب مع من لا يبادرهم بالعداوة والبغضاء من الإسلاميين. وحتى لو كان ظنك بهم سيئا جدا، فثق أنهم يوما ما سيقتنعون أن الظفر لا يخرج من لحمه كما يقول إخوتنا المصريون، وأن حبنا ودعاءنا لهم خير لهم وأفضل من أن يبقى الشبان الإسلاميون متوزعين بين الزنزانات والمنافي ومكاتب المراقبة الإدارية. 14 ـ كاتب هذه السطور يخاطبك بهذه الأفكار وهو يقول لك أمام الناس أنه يحبك حقا، ويحب أن يحضر حفل زفافك، إن لم تكن قد تزوجت بعد، وينشد لك فيه، ويحب شباب تونس الذين يشاطرونك التوجه العام. ولأنه محب لك ولجيلك، ولأنه كان قياديا في الحركة الطلابية يوم كان في الجامعة التونسية، فإن كاتب هذه السطور يقدم لك خلاصة تجاربه في هذه الأعوام السابقة من عمره، ويريدك أن تستفيد منها إن أمكن، من دون ضغط ولا إكراه، ومن دون أن يدعي لنفسه العصمة. فإني مجتهد فيما أقول وأدعو إليه، ورأيي صواب يحتمل الخطأ. 15 ـ حفظك الله يا سيف وحفظ كل الشبان التونسيين من جيلك، وأعز بكم تونس الجميلة ودين محمد صلى الله عليه وسلم. والسلام عليك ورحمة الله وبركاته. د. محمد الهاشمي الحامدي  


رسائل الربيع

بقلم مهاجرمحمد:

    ذكرني هذا السجال الدائر بين المستقل المعتدل صاحب المستقلة والإخوة المتطرفين بسجالات مضت مع الأيام.. فكلما تنفست أملا  للعز والشموخ أيها المواطن الكريم أو بدأت تلمس معارضةً جادة من عذابات المحرومين إلا وتنفس النظام من خلال بعثاته المتكررة ومن خلال سفاراته التي ما قصرت في شراء ذمم قصرت في فهم الحق وسننه وباعت ضمائرها بعد أن باعت ألسنتها وأقلامها وبعد أن اكتشفت ألغاز الإغراء لدى سيدها المسلم الأمين خافض الجناح لمن أرخى عنه حجاب القصر ليعميه عن حجاب العفيفات وعلمه حيل الأفلام والميكساج والمكياج وفن الإخراج والتصوير ليستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير…

 

     لطفا يا صاحبي عبد الباقي يا من كنت خير خلف… ويا سيدي العداسي يا من خبرت بتاريخك ظلم الأسياد على الموالي… ويا شبيها خانه التعبير فالتمس لطفا ولينا…لأن الذي هاجر ما عاد يهاجر بل ربط الناقة حيث الصحب الكرام موتا وحياة ثم موتا ونشورا.. ويا حبيبي سيف ما أظنك إلا سيفا يافعا يريد أن يتنصل من عقال أبيه ذاك العالم الذي ما سمعنا عنه انزواء ولا استقلالا ولا إدانة لصحبه الكرام رغم جلل المصاب.. فلا تكن مثل أبيك وكن جاهلا عساك تنجو بدنياك بدل آخرتك.. وأنت أيا غائبا عن الأعين ماذا دهاك ليهزك مقال يذكرك باللبن الذي تغير طعمه ويرغبك فيه كي تنسى لبنا آخر لم يتغير طعمه وربيعا آخر لا تنقضي نسائم وروده … أما قاسم فأقسمت ألا تصالح لأن صالحا لن يصالح ولأن الأرض لن تصالح وزينب لن تصالح… …لطفا أيها الكرام فإنكم ذوو أعينٍ عمي وآذان صم وقلوب غلف لا تفقه نفَسَ المصالحة ولا تتعلم من سنن التاريخ ما سطره ابن خلدون فضلا عن سيرة سيد البشر لأنكم وببساطة أردتم أن تسيروا إلى الخلف وتجعلوا ما تبقى من أسرى الخضراء في وهج الصيف بدل نسيم أنوارالربيع …هلا علمتم أنكم تعيشون في صحراءَ قاحلةٍ؟.. وهلا علمتم أن نظامنا يملي شروطه على من يصيده بسفاراته وببعثاته ليكتب لغة واحدة بلسان بين واحد في كتاب واحد لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ؟.. هلا علمتم لغة الدكاترة ومن غير اسمه ليشهد على نفسه أمام الناس أنه طلق الرجولة يوم أن طبع وخان العهد منذ أن أصبح مسبحا لسيده؟ …هلا علمتم أنكم مغرورن أيها الإخوة الأكارم أيها الشرف النبيل أيها الصرح العظيم؟ …هلا راجعتم أنفسكم فدخلتم جميعا في حزب التحرير ليصبح حزبكم حزب الزعيم ويصبح البلد بلد الزعيم وتصبحوا جميعا أبناء الزعيم ويصبح الربيع ربيع الزعيم؟…جربوا ولو مرة ودعوا غروركم جانبا وتعلموا وأنتم الضعفاء  لغة الصفح الجميل وقولوا لمن ناصبكم العداء ومزق الأشلاء اذهبوا فأنتم الطلقاء …اكذبوا ولو مرة واجعلوا من أنفسكم الضعيفة نصرا وقوة ومثلوا خير تمثيل مقولة سيد البشر…ألم أقل لكم إن شهاداتكم وشهائدكم وكتبكم لم تعلمكم شيئا من حسن الاستدلال فلماذا تريدون تأصيل أفكاركم تعسفا على نصوص يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار؟…

 

رسائلي لكم أيها السادة الذين لم يفقهوا بعدُ تحبير ابن خلدون ولا تعبيره الزموا أماكنكم فالكل كما بشرنا أم أسامة من قبل مقتنعون بالتطبيع مع تلكم البعثات وتلكم السفارات بل ولو غيرتم أسماءكم وصرتم تبحثون عن الهجرة فالهجرة الوحيدة هي صوب تلكم الأماكن المقدسة قداسة الأسياد عند العبيد فالزموا مقاعدكم حتي يأتيكم يقين الترحال ها قد أنذرتكم أيها المغرورون …

 

حزام الأمان في ألسنتكم وأقلامكم من خلال تونسنيوز فلا تضيعوه.. صيغوا نصوصا تشق المعارضة بل تشق حركة النهضة المجرمة العنيدة فإنها ليست معتدلة بشهادة الدكتور… ميزوا بين أصحابها في الخارج وأصحابها في الداخل ميزوا بالباطل بين معتدليها ومتطرفيها… ورغبوا صغارها بالحلوى والأناشيد…غنوا لهم في أعراسهم…افعلوا بهم كل ما تقدرون …خذلوا عنا ما تستطيعون فما بقي فيهم بعد أن خرج منهم (أم أسامة) إلا الصغار فهلا فهمتم الدرس أيها المغرورون؟…اجعلوا من القضايا القديمة قدم الهوية قدم الأرض قدم العرض هوة لتهوى بالمعارضة المشاكسة كما هوى من قبلها ألم تقرأوا التاريخ لتعتبروا…لأن ابن خلدون نفسه المنفي لم يقرأ التاريخ ولم يعتبر؟…

 

رسالتي لكم أيها المغرورون بعد أن مات منكم العديد وعذب العديد وأسر العديد وهجر العديد ماعاد النضال سبيل الرجال ولا قول الحق سبيل الصادقين والشهداء.. هذه حكايات من الزمن القديم لم نعلم عنها في سيرة خير البشر شيئا ولا في مقدمة ابن خلدون أمرا.. كل ما حيك وحكي لكم هو محض خيال هو أوهامكم هو سحركم الذي علمكموه  كبيركم…

 

رسالتي لكم.. طوابير سفاراتنا ما عادت تزدحم بالرجال حقا بل نساء كأمهات أسامة مللن الهجرة ورغبن في نسائم الربيع ماعادت تعي ما تقول غير أقصوصة الكذب التي مججناها وتسبيحة العبيد التي زهدناها فهلا حاولتم مع سحرتهم الكبار؟… أعيدوا الكرة من خلال الوساطات من خلال الطيبين لينوا لهم في الكلام أغروهم بمعسول الأحلام علهم يعودون إلى حضيرة العبيد …

 

رسالتي لكم …أن عمكم حمادي ماعاد يقنعهم لأن حجته مع كبر سنه ونقص علمه إذ ليس له دكتوراه  لم تنطل إلا على رهط منهم أو رهطين من مثل أم أسامة وهؤلاء ليسوا من أولئك…هؤلاء ما نفع معهم الجلد ولا التقتيل ولا التعذيب ولا التجويع ولا رصاصات العسس ولا درك الدرك فهلا ألجمتموهم بسيرة سيد البشر؟.. لأنهم بحق يحبونها.. ونحن قد قمنا بالواجب مع هذه السيرة تزويرا وتحويرا بدءً بتغيير اسم صاحبها ثم بإفراغها من مضامينَ عدة.. انظروا كيف فعلنا بها… وما تمزيقنا لخمرالعفيفات من على رؤوسهن أمام مرأى الأشهاد وبعد أن حذفنا منها حق النضال والكفاح وحب الأوطان وشرف الشهادة في سبيل الأرض والعرض والدم والهوية لأن ذلك مناقض لحقوق الإنسان ومفعم بالإرهاب فهلا فهمتم أيها المتطرفون ما نعني بالمعتدلين وبسيرة سيد البشر؟ …

 

رسالتي لكم ألا تكونوا يدا واحدة في الحق فالحق ماعاد يحتاج لكم وضيعوا الفرصة على المعارضة التي تسعى لذلك فهل يستقيم الظل والعود أعوج ؟…

رسالتي لكم أن تكونوا معنا سنة 99 لتكون النتيجة 99 كما عودناكم ولا تسمعوا للكلاب النابحة فالكل يصمت بعد نبح الزعيم ووهج الزعيم… صيغوا شعارات تقربكم إلينا زلفى فنجعلكم عسسا على تلكم الكلاب كما عودناكم ونعطيكم حزبا لتسموه حزب الكلاب المعتدلين لتخذلوا به عنا ما تبقى ممن يحب سيرة خير البشر …

 

هلا سمعتم ما فعلنا بالمكي وأصحابه؟.. كلهم كانوا عصاة لنا فأدخلناهم المصحات وأرسلنا إليهم البعثات ولكنهم أبوا أن يمضوا على الإدانة فهي ببساطة شهادة براءة من أصحابهم القدامى لأنهم أمثالكم أيها العصاة ما عاد يجدي معهم إلا الإعلام فتونسنيوز والحوار وكلمة وغيرها من المساحات الإلكترونية كلها ميسورة الإختراق سواء بالجهر أو بالسر والسر تعرفونه أيها الأوغاد والجهر يعرفه الدكاترة ليجددوا ما اندرس من الماضي التليد كما جدد من قبل الزعيم الأوحد والوحيد…

 

رسالتي لكم يا سادتي يا من أتعبتم أقلامكم وسخرتم أفلامكم وغيرتم مكياجكم كونوا معنا ولا تخذلونا واجعلوا من قنواتكم سبيلا لملء جيوبنا اجعلوا من ربيعنا خير ربيع ومن سياحتنا خير سياحة ومن مصالحتنا المزيفة خير مصالحة ومن يدنا المغلولة إلى أعناقنا خير يد ممدودة واجعلوا من كذبنا صدقا وفرقانا ومن عداوتنا لأوطاننا حبا لا يضاهى ومن حربنا على الإسلام وأهله خير جهاد واجتهاد وسلم وأمان بالضبط كما فعلتم منذ أيام بل زيادة حتى يصدقكم الناس ويتبع خطاكم الرجال لا النساء …

 

رسالتي لكم أيا رجال المعارضة في الداخل أيها الأحباب الأوفياء أن أصحاب الماضي قد تنكروا لكم وباعوا آخرتكم من أجل دنياهم اقرأوا إن شئتم ما كتبه الجريدي وما يكتبه أمثاله من الإعلاميين البارزين …لا تيأسوا فهؤلاء في أصلهم طيبون يخدعهم الطفل الرضيع فكيف لا تقدرون عليهم وأنتم الخبيرون بهم سافرتم معهم وعرفتم صنيعهم وخالطتموهم في السراء لا الضراء فاجعلوا من ذلك نصيب التغيير وزاد التحيير وقلم التحبير وأريحونا منهم …وأنتم أيا كراما ِلمَ لم تنطل عليكم القصص والروايات والأحلام التي عبرناها لكم بداية من المستقلة ثم بالهواتف المحمولة ثم ببعض التضييقات ثم باللقاءات حتى سخرنا لكم سفاراتنا؟… لماذا تبقون على محبتهم وهم في رغد من العيش يحسدون عليه توبوا عن هذا فإنكم مغرورون …مثلكم مثل الجبالي أفسدنا عليه عرس ابنته لنفسده فما أطاعنا …من أي طينة أنتم؟… ِلمَ لا تفهمون التاريخ ولا سيرة سيد البشر؟…ألستم مسلمين كإسلامنا وإسلام سيدنا؟؟؟ألم تحجوا مثل حجنا وحج سيدنا ؟؟؟ولا نحرجكم فنقول ألم تلبس نساؤكم خمرا مثل نسائنا ونساء سيدنا؟؟؟…

 

رسالتي الأخيرة لكم أيها الشرفاء الأوفياء يا من سكرت أبصارهم عن هذا الهراء أن تدعوا الله أن يريحنا من معارضة شقية تدعو على رئيسنا بالشر …


 

 شيكاجو: رواية جديدة تفضح الإنتهازية

صدرت مؤخرا عن دار الشروق الرواية الجديدة للمصري علاء الأسواني, الكاتب الذي ذاع صيته منذ نشره « عمارة يعقوبيان » ,القصة التي ترجمت لعدة لغات و التي لم يكتشفها الجمهور العربي العازف عن المطالعة إلا بعد تحويلها إلى فيلم ناجح. كما يدل عليه العنوان، تدور أحداث « شيكاجو » في هذه المدينة الأمريكية التي إرتبطت في المخيال الشعبي بالعنف و العصابات المنظمة. لا تختلف البنية القصصية لشيكاجو كثيرا عن الرواية السابقة و كأن لسان حال الكاتب يقول بعدم تغيير الوصفات الرابحة. شخصيات الرواية  – و أغلبها مصرية – تتحرك داخل أطر موازية في محيط جامعة إلينوي. يقص الكاتب بطريقة سينمائية  المشاكل السياسية و الثقافية و الجنسية التي تعاني منها شخصياته. لا يملك القارئ إلا أن يتعاطف مع شيماء, البنت المحافظة التي تهتز قناعاتها الدينية الفطرية أمام المجتمع الأمريكي المتحرر و مع ناجي الشاب اليساري المتفوق في دراسته. سيكتشف هذا الأخير أن القبضة الأمنية الخانقة التي تطوق المواطن المصري لا حدود لها أحمد دنانة هو إحدى الشخصيات التي تجسد بصفة كاريكاتورية نموذج الوصولي. دنانة يتحكم في مصير الطلبة المصريين بشيكاجو. مهمته الأساسية التملق لأذناب النظام الحاكم و الوشاية بكل من تشتم فيه رائحة المعارضة للرئيس. هل تصلنا الرواية ؟ في تونس, لم يتم توزيع « عمارة يعقوبيان » إلا بعد سنوات من نشرها. و السبب على ما يبدو أن « المصنصرين » لم يعجبوا بشخصية الطالب المتفوق الذي حرم من الإلتحاق بالجامعة بسبب عمل والده البواب و الذي حوله التعذيب بمخافر الشرطة إلى عضو في الجماعات الإسلامية المتشددة. إذا صحت هذه التعلة يمكننا الجزم مسبقا أن « شيكاجو » لن ترى النور أبدا في مكتباتنا. فشخصية أحمد دنانة مثلا يلاقيها الطلبة التونسيون بالخارج كل يوم. لذا تفاديا لإحراج « دناناتنا » الوطنية , الرجاء منع توزيع هاته الرواية المزعجة…   الطيب معلى كيباك كندا

 

(المصدر:  صحيفة « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 401 بتاريخ 13 أفريل 2007)

 


 

مفجرو شمال إفريقيا يشيران إلى تزايد التهديد الإقليمي

الجزائر (رويترز) – تشير سلسلة من التفجيرات الانتحارية في الجزائر والمغرب هذا الاسبوع الى توسع كبير في التهديد الذي تمثله الجماعات المسلحة الساعية الى اقامة حكم اسلامي في شمال افريقيا. ويشكل المفجرون اختبارا صعبا للحكومات التي تحاول تعزيز الاستقرار في منطقة تقع على الجناح الجنوبي لاوروبا وتعتمد الى حد بعيد على صادرات النفط والغاز والسياحة. وقتل مفجران انتحاريان 33 شخصا واصابا 22 اخرين في الجزائر يوم الاربعاء. وألحق احد الهجومين اضرارا بالمبنى الذي يضم مكتب رئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز بلخادم. وفي وقت سابق من الاسبوع فجر ثلاثة مفجرين انتحاريين قنابل في حي فقير بالدار البيضاء. وكتب جيوف بورتر من مجموعة يوراسيا الاستشارية التي تقدم استشارات للشركات بشأن مخاطر الاستثمار ان »قنبلتي (الجزائر) سلبيتان جدا بالنسبة للامن والاستقرار على المدى القريب. » وتضع القاعدة عينها منذ فترة طويلة على دول المغرب كنقطة انطلاق محتملة لشن هجمات على المدن الاوروبية. وتزايد النشاط الاسلامي الراديكالي في المغرب والجزائر هذا العام مما جعل تباهي القاعدة بتوسيع عملياتها عبر منطقة المغرب المغربي يبدو تهديدا حقيقيا بشكل أكبر من كونه مجرد توعد بالكلام. وادت معركتان نادرتان بالاسلحة النارية في تونس الهادئة عادة في ديسمبر كانون الاول ويناير كانون الثاني بين اسلاميين والشرطة الى تذكير حكومات المنطقة بانها تواجه تهديدا مشتركا. ولكن لم يتضح مااذا كانت هذه الهجمات يقوم بتنسيقها قائد واحد او منظمة واحدة. واعلن وزير الداخلية المغربي شكيب بنموسى في ساعة متأخرة من مساء الاربعاء ان التفجيرات التي وقعت يوم الثلاثاء في المغرب والتفجيرين اللذين وقعا في الجزائر بعد ذلك بيوم كانت عملا غير منسق لجماعات ارهابية مختلفة. وقال ماجنوس رانستورب خبير الارهاب بكلية الدفاع الوطني السويدية ان »الحكومة المغربية ربما تكون محقة في قولها انه لا توجد مثل هذه العلاقة الوطيدة الواضحة بين تفجيرات المغرب والجزائر ولكن لا يمكن استبعاد ذلك تماما. » وقالت ان جيودسيلي من تيورسيك كونسولتانسي ان الجماعات الاسلامية المسلحة في المنطقة تتقاسم نفس الايدلوجية والهدف العام ولكن لا يوجد دليل ملموس على وجود صلات فيما يتعلق بالعمليات. واضافت « توجد صلات بين الافراد فهم يتحدثون ويتقاسمون نفس الاراء..ولكن ليس على صعيد العمليات. » وجاءت نقطة تحول في سبتمبر ايلول عام 2006 عندما اعلنت الجماعة السلفية للدعوة والقتال انضمامها الى القاعدة واعلنت بعد ذلك في يناير كانون الثاني انها غيرت اسمها الى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي . وثبت ان ذلك انقلاب في مجال العلاقات العامة. وقال بورتر ان « تغيير الاسم جذب اهتماما اعلاميا كبيرا وعادت الجماعة السلفية للدعوة والقتال الى الظهور في الصفحات الاولى في الصحف ووضعت في اطار انتشار محتمل للارهاب الاسلامي في كل انحاء شمال افريقيا. » وفي نفس الوقت غيرت الجماعة استراتيجيتها نحو التفجيرات المثيرة في الاماكن العامة في البلدات متخلية عن هجمات الكر والفر على الشرطة في المناطق الريفية. وقال رانستورب « هذا الى حد ما يتعلق بالسعي الى عناوين تلفت الانتباه ولكن اعتقد ايضا ان له علاقة بالعثور على افضل مكان يستطيعون فيه اثارة عدم الاستقرار وزعزعة الوضع الامني. وقالت جيودسيلي ان « الصلة مع القاعدة اعطت الجماعة السلفية للدعوة والقتال الشرعية في السعي لتوحيد الجماعات المختلفة في المنطقة ولكن لا نستطيع التحدث عن تنظيم واحد. » وقال محللون ان من المحتمل ان مفجري الدار البيضاء والجزائر يتقاسمون الخبرة في تصنيع القنابل والمتاحة بسهولة على الانترنت وربما حركتهم نفس المواعظ عن الاستشهاد الموجودة على شرائط صوتية واقراص مدمجمة متاحة بسهولة في الاحياء الفقيرة في كل من المدينتين. ولكن هناك اختلافات بين الجماعات المسلحة بالمنطقة. ففي المغرب وهو مجتمع فقير ولكن مستقر يقول خبراء ان السلفيين الراديكاليين الساعين الى مجندين للقيام بمهام انتحارية يستهدفون الشبان الاميين والعاطلين من الاحياء الفقيرة بالدار البيضاء وطنجة وتطوان. ويتألف تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي من مقاتلين يتمركزن في المناطق الجبلية شرقي العاصمة حيث تحاول الحكومة تأكيد سيطرتها. من وليام ماكلين (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 13 أفريل 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

زعيم إسلامي: الراديكاليون الاسلاميون »جماعات هامشية » في المغرب

الرباط (رويترز) – قال زعيم مغربي اسلامي يوم الجمعة ان الراديكاليين الاسلاميين الذين يلجأون الى العنف « مجموعات هامشية » في المغرب ولا يحظون بتأييد او مهارات متطورة لتشكيل تهديد امني في بلد يسوده المعتدلون . وقال عبد الاله بن كيران وهو مسؤول كبير في حزب المعارضة الاسلامي الرئيسي وهو حزب العدالة والتنمية كما انه من زعماء حركة التوحيد والاصلاح « انها مجموعات هامشية تشتغل بطريقة بدائية. » وجاءت تصريحات ابن كيران بعد سلسلة من التحذيرات الامنية بشأن الانتشار المحتمل للاسلاميين الراديكاليين في شمال افريقيا. وقام ثلاثة يشتبه بأنهم مفجرون انتحاريون بتفجير احزمة ناسفة فقتلوا انفسهم ورجل شرطة كما قتل رابع بالرصاص خلال غارة للشرطة على منزل امن يوم الثلاثاء في الدار البيضاء. وفجر زعيم المفجرين عبد اللطيف رايدي وهو عاطل يبلغ من العمر 23 عاما نفسه في مقهى للانترنت في الدار البيضاء قبل شهر لمنع الشرطة من اعتقاله. وتقول الحكومة انها اعتقلت اكثر من 40 شخصا يشتبه بأنهم اعضاء في خلية رايدي من بينهم الانتحاريون الذين قالت انهم خططوا لنسف معالم مغربية بارزة وسفن اجنبية في ميناء الدار البيضاء. وجاء قتل المفجرين الاربعة المشتبه بهم في الدار البيضاء قبل يوم واحد فقط من وقوع تفجيرات انتحارية في الجزائر المجاورة. ويحتاج المغرب وهو البلد الوحيد في شمال افريقيا الذي لا يملك موارد نفطية الى الامن لاجتذاب الاستثمار الاجنبي والسياحة لتوفير فرص عمل والحد من الفقر. ولكن ابن كيران الذي من المتوقع ان يحقق حزبه العدالة والتنمية نتائج طيبة في الانتخابات البرلمانية التي تجري في سبتمبر ايلول ومن المحتمل ان يشارك بأول وزراء اسلاميين في المغرب في حكومة ائتلافية متوقعة رفض مثل هذه المخاوف من الاسلاميين الذين يميلون للعنف. وقال ان الاسلاميين المعتدليين الاقوياء يحمون المغرب من مثل هذا الخطر. وفي اشارة الى اسوأ هجمات شهدها المغرب في عام 2003 عندما قام 13 مهاجما بتفجير انفسهم وقتلوا 32 شخصا اخرين في الدار البيضاء قال ابن كيران « اعتقد ان بين 2003 و2007 هذه سنوات طويلة لم يوجد ان وقعت تقاطعات من اي نوع بين الحركة الاسلامية والارهاب والعنف ان هذا يعني ان جسد الحركة الاسلامية محصن ومنيع. » وتتألف الحركة الاسلامية المغربية القوية بشكل اساسي من حزب العدالة والتنمية وحركة العدل والاحسان غير الشرعية والتي غالبا ما تشن السلطات حملات على اعضائها للحيلولة دون توسعها بشكل أكبر. ويؤيد حزب العدالة والتنمية النظام الملكي ووضع الملك كأمير للمؤمنين. وتؤيد حركة العدل التي لا تقبل الملك بوصفه الزعيم الديني الوحيد اجراء اصلاحات ومن بينها تقليص سلطة الملك. ويقدر عدد اعضاء حركة العدل والاحسان والمتعاطفين معها بنحو 200 الف فرد وهي تنافس حزب العدالة والتنمية ونادرا ما يكون هناك تنسيق بينهما. وقال ابن كيران « في بداية الثمانينات نحن وكذلك حركة العدل والاحسان وخاصة زعيمها الشيخ عبد السلام ياسين قررنا ان حركاتنا ستكون سلمية لا تقبل اي عنف هذا قرار مبدئي لا ينطلق من ميزان القوى بل ينطلق من قناعة مبدئية راسخة عقائدية ودينية. » واضاف ان « موقفنا هو ان العمل داخل المجتمع لا يمكن ان يسمح فيه بالعنف لان العنف يفسد كل شيء. » وتقول الحكومة المغربية انه لا توجد صلة بين متشددي المغرب والراديكاليين الدوليين بما في ذلك الراديكاليين في الجزائر. من الامين الغانمي  


بروفيل: القاعدة في شمال أفريقيا

انبثق تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي من أكثر الجماعات الإسلامية المسلحة ضراوة في الجزائري، وهي الجماعة السلفية للدعوة والقتال. وقد شنت الجماعة السلفية، التي أنشأت في أواخر التسعينيات من القرن الماضي بهدف إقامة دولة اسلامية في الجزائر، حملة عنيفة بعد إلغاء الجولة الثانية من الانتخابات التي جرت في يناير/ تشرين الثاني 1992، والتي أوشك حزب اسلامي على الفوز بها. يذكر أن حوالي 150 الف شخص لقوا حتفهم خلال السنوات العشر التي يصفها الجزائريون الآن بـ « العشرية السوداء » التي شهدت عمليات عنيفة. لكن بنهاية السنة الماضية، اقتصرت العمليات المسلحة التي تقوم بها هذه الجماعة الإسلامية على المناطق الجبلية، شرق الجزائر العاصمة، وفي منطقة القبائل، شرق البلاد. وقد رفضت هذه الجماعة دعوة الحكومة الجزائرية للعفو عن المسلحين، بل وأعلنت ولائها لتنظيم القاعدة في سبتمبر / أيلول الماضي، وغيرت اسمها إلى « تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي » منذ حينها. وعبر ثاني أكبر قادة القاعدة، أيمن الظواهري، عن ترحيبه بهذا الانضمام الجديد قائلا إنه « نابع من الشعور بالنكد والإحباط والحزن » من السلطات الجزائرية. وفي أعقاب الهجمات الانتحارية في العاصمة الجزائرية مطلع الأسبوع الجاري، والتي خلفت 33 قتيلا و53 جريحا، نبه رئيس الوزراء الجزائري (رئيس الحكومة) عبد العزيز بلخادم، بأن مرتكبي التفجيرات يريدون إرجاع الجزائر إلى « سنوات المعاناة ». وبالفعل، فقد عادت الجماعة إلى الساحة القتالية خلال الاشهر القليلة الماضية، باستهداف باصات في الجزائر العاصمة، بحيث شنت هجوما على باص كان يقل موظفين من فرع شركة النفط الأمريكية، هاليبورتن، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وهجوما آخرا على باص كان يستقله موظفون روس في مارس/آذار الماضي. كما قتل 6 أشخاص وجرح 13 آخرون في سبع تفجيرات خارج مركز للشرطة في منطقة القبائل شرق البلاد في شهر فبراير/ شباط الماضي، فيما أفادت تقارير بأن 33 جنديا جزائريا لقوا مصرعهم هذا الشهر. طموحات إقليمية وتشير أحداث أخرى وقعت في منطقة المغرب العربي إلى أنه قد تكون للجماعة طموحات أقليمية. ففي يناير/ كانون الثاني الماضي، قتل رجال الأمن في تونس 12 شخصا قرب بلدة سليمان جنوب العاصمة التونيسية. وفيما وصفت السلطات هؤلاء بأنهم مجرمون في بداية الأمر، أعترفت في وقت لاحق بأنهم مسلحون إسلاميون تربطهم صله بالجماعة السلفية. أما في المغرب، فتعيش قوات الأمن حالة تأهب عقب تفجير ثلاثة انتحاريين أنفسهم الثلاثاء الماضي في مدينة الدار البيضاء. وقال المحلل المختص في شؤون المغرب العربي، محمد بن مدني، إن المسلحين ناشطون أيضا في موريتانيا التي أثارت سخط الإسلاميين بسبب علاقاتها بإسرائيل. وأوضح بن مدني « إن هذه الجماعة تلقت تدريبها في الجزائر واستفادت من التجربتين العراقية والأفغانية ». واضاف المحلل قائلا إنه « من الصعب كبح عمل هذه الجماعة التي ازداد نشاطها عنفا ». أصول ويعرف زعيم هذه الجماعة باسم أبو مصعب عبد الودود، في الثلاثين من عمره، وهو طالب جامعي سابق درس العلوم، ومشهور بخبرته في صناعة القنابل، تولي قيادة الجماعة منذ 2004. ومن الأعضاء البارزين الأخرين، مختار بلمختار، المعروف ايضا باسم « الأعور »، وهو جندي سابق شارك في الحرب الأفغانية ضد القوات الروسية. ويقود بلمختار حناح الجماعة السلفية في الصحراء الذي ينظم إيراد الأسلحة عبر شبكة سرية من النيجر والمالي. وطالما حذر خبراء في الأمن بأن فضاء الصحراء المفتوح وحدودها سهلة التوغل تجعل هذه المناطق ملاذا آمنا للجماعات المسلحة. ويعتقد بأن للجماعة ما بين 600 و800 عضو موزعين على التراب الجزائري وأوروبا. إلا أن العشرات من الإسلاميين الذين كانوا معتقلين في السجون الجزائرية، ثم اطلق سراحهم بعد صدور قانون العفو في الجزائر السنة الماضية، قد عادوا إلى عملهم المسلح. يشار إلى أن الجماعة السلفية للدعوة والقتال نفسها انبثقت من جماعة الجيش الإسلامي، وتتهم كلتا الجماعتين بالضلوع في مقتل 150 الف شخص منذ 1992. وقد حكم قبل سنتين على نائب قائد الجماعة السلفية، عماري سيفي، بالسجن مدى الحياة لاختطاف 32 سائحا أوروبيا في 2003. وكان مسلحون تشاديون قد اعتقلوا سيفي في ظروف غامضة وسلموه للسلطات الليبية قبل أن تتم محاكمته في الجزائر. (المصدر: موقع بي بي سي أونلاين (لندن – بريطانيا) بتاريخ 13 أفريل 2007)  


أبو حفص الموريتاني وأبو أنس وأبو الفرج الليبيان ورسام الجزائري والمغاربة موساوي والمتصدق ومزودي أبرز وجوه «القاعدة»

5 منظمات مسلحة في المغرب العربي

صحيفة الشرق الاوسط اللندنية/محمد الشافعي: لم يمض سوى وقت قصير على خطاب أيمن الظواهري نائب بن لادن بمناسبة الذكرى الخامسة لهجمات سبتمبر، والذي أعلن فيه انضمام الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر للقاعدة، حتى غيّرت الجماعة اسمها لـ«قاعدة الجهاد في بلاد المغرب العربي»، وقامت بعملية نوعية خطيرة ضد الجيش الجزائري في منطقة أمنية محصّنة، مما بعث برسالة واضحة عن نقطة تحول استراتيجي في نشاط القاعدة الأفريقي. لا يقتصر الأمر على الجزائر، إذ تشير المعلومات والتقارير الأمنية إلى أنّ الجماعة السلفية للدعوة والقتال ـ سابقا (القاعدة حالياً) هي حلقة الوصل بين التنظيمات «الجهادية» في دول المغرب العربي، التي كانت تعتمد سابقاً عملاً حركياً مستقلاً، مع الانتماء لايديولوجياً للقاعدة، أمّا اليوم فيبدو أنّ هنالك تنسيقاً مشتركاً، وإرهاصات لنشاط على مستوى القارة بأسرها. وكشف اسلامي لـ«الشرق الاوسط» ان عدد الجزائريين الذين تدربوا في معسكر الفاروق القريب من جلال اباد تحت راية بن لادن يتراوح ما بين 250 و300 ، وكان معظمهم من حركة حمس التي اسسها محفوظ نحناح، وكانوا نواة «الجماعة الاسلامية المسلحة»، التي تحولت الى السلفية المقاتلة، قبل ان تنضوي تحت راية القاعدة يناير الماضي. يبدو واضحاً أنّ هنالك نمواً ملحوظاً للقاعدة في المغرب العربي، وأنّها تتجذر لتشكِّل تياراً، له أنصار ومؤيدون وأتباع، يحافظ على وجوده على الرغم من الضربات السابقة واللاحقة المتوقعة. كما أصبح «الجهاديون» المغاربة يقومون بنشاط أوسع ودور أكبر في التنظيم العالمي للقاعدة سواء في العراق أم أوروبا أم أفغانستان، وبرزت العديد من الأسماء المغربية (على المستوى الفكري والحركي) محسوبة على القاعدة، كأبي يحيى وأبي فرج الليبيين ومحمد الفزازي المغربي وأبي مصعب عبد الودود الجزائري، وابو انس الليبي (الهارب) الموجود على لائحة المطلوبين بالارهاب التي يتصدرها بن لان، وعثرت الشرطة البريطانية عند مداهمتها منزل ابو انس على ما يعرف باسم «موسوعة الجهاد الكبرى» وجاءت تحت عنوان «دراسات عسكرية في الجهاد ضد الطواغيت»، ومكونة من 180 صفحة، وباتت دستورا للاصوليين تحثهم «على الصمود في التحقيقات». وهناك أيضا ابو حفص الموريتاني الفقيه الشرعي لـ«القاعدة» الذي يعتقد انه معتقل في ايران، وكريم المجاطي ولحسين الحسكي ويونس الحياري، والثلاثة مغاربة قتلوا في السعودية ضمن مداهمات قوات الامن للمطلوبين بالارهاب». ومن ابرز الاسماء المغربية التي انشقت عن «القاعدة» بحسب اسلامي ليبي لـ«الشرق الاوسط» الحسين خرشتو الذي يعرف باسم ابو طلال المغربي، والاخير شهد ضد القاعدة في إحدى المحاكم الأميركية، وقال إنه انفصل عن بن لادن لأن ابو طلال ادعى أنه لا يستطيع إعطاءه نقودا عندما احتاجت زوجته إلى عملية قيصرية، وقدم ابو طلال ايضا صورة تفصيلية لتفجيرات السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام عام 1988، وهو موجود حاليا تحت برنامج الحماية التابع للمباحث الاميركية». وتتمثّل المفارقة الحقيقية أنّ القاعدة الأم قد ضعفت وتلاشت قوتها ودورها في التفكير والسيطرة، بحيث أصبحت عاجزة عن التخطيط أو القيام بأي عملية كبرى، بينما تقوى الشبكات والمجموعات المرتبطة بها وتزداد المساحة الجغرافية التي تنشط فيها تلك الجماعات وتقتحم مواقع لم تكن تحلم بها في السابق كالعراق ولبنان وفلسطين والخليج العربي وأخيراً أفريقيا. ومن جهته قال الاسلامي المصري الدكتور هاني السباعي مدير مركز «المقريزي» بلندن، إن اغلب المنتمين للتيار السلفي الجهادي في دول المغرب العربي اليوم لم يذهب الى افغانستان، بل تأثر بالبث الاعلامي لأشرطة بن لادن والظواهري، مضيفا باتت المرجعية الفكرية لهؤلاء الشباب هي المواقع الاصولية القريبة من القاعدة، وبات هناك وحدة فكرية تربط هؤلاء الشباب، وهو ما يطمح اليه «القاعدة» بتجنيد عناصر فكريا وليس تنظيميا، تحت شعارات «محاربة الطواغيت، والعدو المستكبر الظالم» بهدف تشتيت الجهد الاميركي في الحرب على الارهاب. وقال السباعي ان تفجير القاعدة لسفارتي اميركا في شرق افريقيا عام 1998، كان الهدف اساسا منه القضاء على المشروع الاميركي في القارة السمراء. وقال: «لا مجال للمقارنة بين حالة القاعدة اليوم وحالتها، وكذلك الجماعات الجهادية، سابقاً. فقبل عقد من الزمن في منتصف التسعينات، كان الحصول على الأدبيات المرتبطة بالقاعدة، على قلتها أمراً في غاية الصعوبة، ولا تجد سوى أسماء قليلة معروفة كأبي محمد المقدسي وأبي قتادة الفلسطيني، وبعض تراث سيد قطب وعبد الله عزام والجماعة الإسلامية المصرية وجماعة الجهاد ، أما اليوم فأنت أمام تنظير فكري وسياسي وتأصيل معرفي هائل وبدلاً من جماعة واحدة ناشطة في مكان محدود، ومجموعات منتشرة في بعض الدول تتعرض للاعتقال بعد عمليات بدائية ارتجالية نجد أننا أمام تنظيمات عالية التدريب محترفة تمتلك قدراً كبيراً من القدرة الأمنية والعسكرية والإعلامية، وأمام نشاط مدهش عابر للحدود والجنسيات». ومن جهته قال الاسلامي الليبي نعمان بن عثمان خبير الحركات الاصولية لـ«الشرق الاوسط» ان خريطة الجماعات الاسلامية المسلحة في المغرب العربي متشابكة ومترابطة وفق مفهوم سلفي عقدي، ففي الجزائر كان هناك الجماعة الاسلامية المسلحة التي تشكلت عام 1992 عقب الغاء الانتخابات، ثم «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» التي غيّرت اسمها إلى «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، وزعيمها هو أبومصعب عبد الودود، واسمه الأصلي، هو عبد الملك دروغدال. اما بالنسبة لليبيا فهناك بحسب بن عثمان: «الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة، وكان لها وجود في افغانستان وزعيمها عبد الله الصادق معتقل حاليا في طرابلس». ويقول بالنسبة لتونس هناك خلايا جهادية سلفية لم تستطع ان تشكل او تنضوي تحت راية موحدة. وعبد الله الصادق، من مواليد طرابلس، والتحق «بالجهاد» في أفغانستان، بعد استكمال دراسته في كلية الهندسة، وجرح أثناء علميات بأفغانستان. وتقول تقارير إنّ الصادق استقر سنة 1993 في شرق ليبيا، حيث مقر الحركة السنوسية (ويتحدر منها ملك ليبيا السابق ادريس الأول). ومن الشخصيات المعروفة بقربها من الأوساط المتشددة المسلحة في المغرب، الميلودي زكريا، زعيم جماعة «الصراط المستقيم» مات في السجن، والتي ظهرت للمرة الأولى في ديسمبر (كانون الأول) 2002، وكذلك يوسف فكري، الذي يعتقد انه في أواسط عقد العشرينات من العمر، ويتزعم جماعة تطلق على نفسها اسم «الهجرة والتكفير» معتقل حاليا في السجون المغربية. وتفيد معلومات أنّ هناك شخصيتين من جماعة «السلفية الجهادية» هما حسن الكتاني، ومحمد عبد الوهاب رفيقي، المدعو «أبو حفص»، وهو ابن أحمد رفيقي، المدعو أبو حذيفة، أحد الأفغان المغاربة. الشيخ محمد الفزازي ونجله عبد الاله وكلاهما معتقل في طنجة. وإذا «لمعت» الأسماء التونسية في العراق وأفغانستان ومدريد، وحتى نيويورك، فيما يتعلق بأعمال «إرهابية» تمّ تنفيذها أو فشل تنفيذها، مثل الجزائري احمد رسام الذي سبق ان وجهت له تهمة الاعداد لتفجير مطار لوس انجلوس في أواخر عام 1999 وهي القضية التي تعرف في اميركا باسم «قضية الالفية»، وقررت السلطات الاميركية اعادة الملف من جديد الى محكمة سياتل (ولاية واشنطن) مع استمرار الادانة ومطالبة المحكمة باصدار حكم جديد على ،39 سنة، وهو عضو في تنظيم «القاعدة». فإنّه لا وجود «رسميا» لأي اسم يتخذ من الأراضي التونسية موقعا له. ومع إعلان البيت الأبيض خطة إنشاء قيادة عسكرية موحدة لأفريقيا قبل نهاية 2008 ستكون مكافحة الإرهاب، من دون شكّ، إحدى أبرز مهماتها، ومع تقارير غير مؤكدة وغير دقيقة عن تهديد لفرنسا أثناء فترة الانتخابات، تكون الجماعات المسلحة في المغرب العربي، وما لها من علاقات جنوب الصحراء الأفريقية، قد طفت إلى صدارة الاهتمامات، لاسيما بعد خمس سنوات، كانت فيها ـ على الأقل جغرافيا بمنأى عن أشدّ العمليات العسكرية التي تستهدف تنظيم القاعدة في آسيا. وفيما تكشف الهجمات الاخيرة في المغرب عن وجود جماعتين هما «السلفية الجهادية»، التي قالت السلطات إنها تقف وراء الأعمال الانتحارية، وكذلك «الجماعة المقاتلة الإسلامية المغربية» ذات الارتباط الدولي بتنظيم «القاعدة». وإذا كان الغرب يتخوف من الجماعات الاصولية الجزائرية «لخبرتها» القتالية وقربها من أوروبا، فإنه يتخوف من العناصر الإسلامية المتشددة المغربية، بحكم ما عُرف عن المغربيين من «تعلق مفرط بهويتهم»، ورفضهم سياسات الاندماج التي تشجع الحكومات الغربية المهاجرين عليها. وأحصت أجهزة الاستخبارات الغربية عدد العناصر المغربية، ممن هم من أصل مغربي، وابرزهم «الانتحاري رقم 20» في هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 زكريا موساوي، وكذلك في ألمانيا بخلية فراكفورت الشهيرة، مثل منير المتصدق وعبد الغني المزودي. كما كشفت التحقيقات في إسبانيا أنّ عناصر مغربية تنتمي للجماعة المقاتلة شاركت في الهجمات التي هزّت مدريد في 11 مارس (آذار) 2004. وفي فبراير (شباط) 2006 اكدت السلطات العراقية، أن تونسي، من عناصر تنظيم القاعدة، ويدعى «أبوقتادة التونسي»، فجر قبّة الإمامين الهادي والعسكري، وجرى اعتقاله، مما شكّل ـ حسب الكثير من المحللين ـ منعرجا صوب حرب أهلية في العراق. وكما يقول المحققون الإسبان، فإنّ العقل المخطط لهجوم مدريد في 2004 ، تونسي. وتزامنت نهاية 2006 وبداية 2007 مع «اشتباكات مسلحة» في تونس بين قوات الأمن، مدعومة بالجيش، وعناصر وصفتها السلطات التونسية بـ«مجرمة»، والتي قالت لاحقا إنّها على علاقة بعناصر «سلفية» في الجزائر. غير أنّ الحديث عن تنظيم بالمعنى الحرفي للكلمة يبدو مبالغا فيه، وبخاصة في ظل شح المعلومات المتوفرة، بما فيها تلك التي أعلنتها الحكومة التونسية. وعلى الأقل، فإنّه لم يثبت حتى الآن أنّه جرى التخطيط لعمليات في أوروبا انطلاقا من منطقة المغرب العربي، بل على العكس. فإذا كانت عملية الدار البيضاء في المغرب، التي جرت عام 2004 أثبتت أنها «محلية تماما»، كانت عملية جربة التونسية، التي جرت عام 2002 «أجنبية تماما»، حتى وإن كان منفذها تونسي الأصل، ولكنه فرنسي الجنسية. وأثبتت التحقيقات أنّ العملية الوحيدة التي جرى فيها اتصال بين الشمال والجنوب، هي تلك التي هزت منتجع جربة بعد أن تلقى منفذها نوّار في مقر إقامته بفرنسا من خالد شيخ محمد، منسق هجمات سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة. (المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – الرياض، لندن) الصادرة يوم 13 أفريل 2007)

 

القرضاوي يدعو منفذي هجمات الجزائر للمناظرة

أمير شبانة – مصطفى عبد الجواد أدان العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تفجيرات الجزائر، داعيا منفذي الهجمات للدخول معه في مناظرة « بالحجج والبراهين لا بالقنابل والمفخخات » بشأن أعمال العنف التي يقومون بها. وخلال خطبة اليوم الجمعة التي ألقاها في مسجد عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة قال الشيخ القرضاوي: « لا يجوز لنا السكوت على هذه الجرائم الوحشية، لا أدري أي قلوب يمتلكها هؤلاء الأشخاص (منفذو التفجيرات) لتقتل العشرات وتهدم البيوت ». وتساءل في استنكار: « بأي منطق يفكرون وبأي شرع وبأي دليل من الكتاب والسنة يستندون في أعمالهم تلك ويسمون ما يقومون به جهادًا ويعتبرون عملهم هذا غزوة بدر »، موضحًا الفرق الشاسع بين تلك الهجمات و »غزوة بدر ». وعدد الشيخ القرضاوي فضائل تلك الغزوة وأهلها، مشيرًا إلى أن أعداء غزوة بدر كانوا من الكفار المعادين للنبي، وليست « ضد من ينطق بالشهادتين ويصلي إلى القبلتين »، في إشارة لتفجيرات الجزائر.
دعوة للمناظرة
وفي محاولة منه لإقناع منفذي الهجمات بالتخلي عن نهجهم الحالي، دعاهم الشيخ القرضاوي للدخول في مناظرة معهم قائلا: « أدعو هؤلاء الشباب الذين يدعون أنهم يتمسكون بالإسلام ويعملون باسمه أن يأتوا لنناقش معهم بالحجج والبيانات لا بالقنابل والمفخخات (ما يتبنونه من فكر) ». وأضاف: « أدعوهم إلى أن يناقشوا أو أن يجالسوا العلماء، أما استباحة الدماء فهو فكر الخوارج الغلاة التي جاءت الأحاديث بذمهم ». الدكتور القرضاوي دعاهم أيضا إلى « ترك ما هم فيه من عزلة عن الناس والسراديب أو قمم الجبال التي يختبئون فيها، وأن يخالطوا الناس ويناقشوا العلماء ويناقشهم العلماء ».
وأوضح الشيخ أن « آفة هؤلاء الشباب في عقولهم ورءوسهم وليس في ضمائرهم؛ فقد أساءوا فهم الإسلام فأساءوا تطبيقه ». وقال: « هؤلاء يعطون الحجج والفرصة للذين يتهمون الإسلام بأنه دين عنف »، داعيا إياهم أن يعودوا لرشدهم.
ولفت إلى أن الإسلام يشدد على حفظ الدماء « حتى في الحروب ينهى الإسلام عن قتل غير المحاربين أو المقاتلين فما بالنا بالآمنين؟ إن حق الحياة حق عظيم يحافظ الإسلام عليه »، بحسب قوله. واستشهد الشيخ القرضاوي في هذا السياق بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم « لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم ». وأضاف أنه إذا كانت هناك اشتباكات في الماضي بين الجماعات المسلحة والسلطات، فإن السلطة الآن تقدم يديها للسلام مع هؤلاء، مستدلا على ذلك بدعوة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة للوئام الوطني.
وطرح الرئيس بوتفليقة منذ نحو عامين ميثاق السلم والمصالحة في محاولة لإنهاء سنوات العنف التي شهدت إزهاق أرواح قرابة 150 ألف شخص؛ وهو ما أدى لتراجع أعمال العنف بصورة كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية.
شهداء عند الله
وفي وقت سابق أدان الشيخ القرضاوي خلال برقيتي تعزية أرسلهما إلى الرئيس بوتفليقة ورئيس الوزراء عبد العزيز بلخادم ما أسماه « العدوان الغاشم على المدنيين الأبرياء الذين لم يرتكبوا ما يوجب إهدار دمائهم، ونعتبرهم شهداء عند الله، فقد قتلوا مظلومين »، في إشارة إلى تفجيرات الجزائر.
واستنكر القرضاوي أن يتم قتل الناس بالجملة باسم الإسلام، وتحت عنوان الجهاد، وقال: « إن الإسلام أحرص ما يكون على حقن الدماء، واحترام حق الحياة لكل إنسان، بل للحيوان ».
وشدد على أن « الأصل في الدماء هو العصمة والحرمة، إلا في جرائم معينة تهدر دم صاحبها إذا حكم القضاء العادل بذلك. وما عدا ذلك فالقتل من أكبر الجرائم التي توجب القصاص في الدنيا، والعذاب العظيم في الآخرة ».
« الشباب المفتونون »
ووصف رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين منفذي التفجيرات ومن يقفون وراءهم بـ »الشباب المفتونين »، وناشدهم « أن يتوبوا إلى رشدهم، ويراجعوا فهمهم المغلوط، ويخرجوا من سراديبهم، ويجالسوا العلماء ويناقشوهم، ويدعو فكر الخوارج الذي استباح دماء المسلمين ».
ودعا القرضاوي « إلى توحيد قوى الأمة كلها حكاما ومحكومين، مؤيدين ومعارضين، وأن يتحاوروا بالكلمة والحجة لا بالقنبلة المفخخة، وقد حذرهم رسولهم فقال: (لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض) ».
وأدانت عواصم عدة دول عربية وغربية وهيئات إسلامية وإقليمية ودولية تفجيرات متزامنة وقعت الأربعاء 11-4-2007 وسط وشرق العاصمة الجزائرية وأسفرت عن مقتل 33 شخصا وجرح 222 آخرين وفقا لبيانات رسمية، في هجوم تبناه تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تحت اسم « غزوة بدر » في بلاد المغرب وشجبه جزائريون بتسميته « غزوة غدر ».
(المصدر: موقع إسلام أون لاين(قطر) بتاريخ 13 أفريل 2007)


التنادي الى انقاذ الأوطان عبر الاجتماع على قبح واجرامية الظاهرة الانتحارية

 
مرسل الكسيبي*-الحقائق الدولية+صحف أخرى:

قبح الله هذه الأفعال الاجرامية التي ضربت في أيام قليلة ومعدودة ثلاثة أقطار عربية واسلامية ..! العالم الله وحده أين سيضرب هؤلاء الفاقدين لبوصلة العقل والدين في مانستقبل من مجهول المكان والزمان !… أعمال اجرامية بشعة لن تبررها شرائع الأرض ولاشرائع السماء ,خراب ودمار ورعب وأشلاء ودماء وصورة منطقتنا وشعوبنا والاسلام باتت في الميزان أمام هول ماحدث في الأيام الماضية بالمغرب الأقصى والجزائر المناضلة والعراق الجريح في ظل معاناة واقع انهيار النظام السياسي وترصد جماعات الموت والقتل على الطائفة والهوية بحياة المواطن ! واقعنا السياسي أو الاقتصادي أو الأمني أو الاجتماعي أو الثقافي مهما بدى فيه من تخلف واعتلال أو ثغرات لن يبرر اطلاقا هذه الجرائم في حق الانسانية ..حيث يتربص هؤلاء بأنفسهم وبعامة الناس وبالأبرياء والبسطاء تقتيلا وتمثيلا بشعا وبالممتلكات العامة حرقا ودمارا وتخريبا… أعمال قبيحة ومخزية لن أظن أن العارف بأبجديات الاسلام ودعوته السمحاء سوف يجد لها مبررا من نص أو قران كريم أو حديث نبوي شريف , مهما تلبس أو تقشب هؤلاء بلباس الدين الاسلامي الحنيف ومهما ادعوا أنهم قد حققوا انتصارا عظيما سموه زورا وبهتانا بغزوة بدر …!!! والله انها لمعرة في وجوهنا جميعا معشر العرب والمسلمين ان قبلنا بهذه الأفعال وهتفنا وصفقنا لها ورحبنا بها من باب الشماتة في الأنظمة أو من باب توظيفها كوسيلة ضغط سياسي في مشروعات الاصلاح الوطني … دماء الأبرياء التي سالت مجاري وأودية في عواصم الدار البيضاء والجزائر وبغداد في ظرف زمني لم يتجاوز الأسبوع ,ستشهد أمام ربها تعالى بظلم الفاعل وجريمة الساكت على هذا الظلم بحق دين وأوطان وشعوب لن تستقبل مثل هذه الأفعال المخزية بالحفاوة التي يتوقعها المخططون والمدبرون والمسيلون لحمامات الدم القاني … نعم طالبنا وسنطالب ومازلنا نطالب باحداث اصلاحات سياسية واعلامية وتربوية وثقافية واقتصادية شاملة وحقيقية من أجل النهوض بواقع مجتمعاتنا وبلداننا من هوة التخلف الذي أرهق كاهل منطقتنا الغنية بالموارد البشرية والمادية والحضارية, غير أن مطالبنا حاش لله وكلا أن تستسيغ في خلفيتها الثقافية أو الفكرية مثل هذا المنطق المدمر والعدمي والانتحاري الذي تقدمه جماعات يائسة وبائسة باسم الاسلام أو باسم أهداف سياسية وفكرية أقرب الى اليأس والاحباط وتعميم الموت والدماء والأشلاء منها الى منطق البناء والتشييد واشاعة الأمل والحياة والرغبة في التغيير والتقدم بين الشعوب والأمم … اللهم اليك نبرأ من قطرة دم أهريقت بغير وجه حق وكانت سببا في تيتيم أطفال وترميل نساء  وتضييع عوائل كانت ترقب مقدم عائليها من أجل القيام على مجامع الخير التي أمرنا بها رب العالمين … ان انقاذ الأوطان وتحريرها والنهوض بها واصلاحها ,كلمات حق يهب لها الأحرار والشرفاء أنفسهم ,غير أنها ماينبغي أن توظف من قبل البعض حتى يحولوا حياتنا وحياة الأبرياء والأنفس المطمئنة الى خراب ودمار ومجازر دموية تذوب لهدر أرواح أصحابها الأنفس كمدا وحسرة لولا الثقة في رحمة وعدالة رب العالمين الذي لن يتر الظالمين ولن يضيع المظلومين … نعم للاصلاح ونعم للتغيير نحو الأفضل ونعم للانفتاح ونعم للتداول السلمي على السلطة ونعم للمشاركة السياسية الواسعة ونعم لتحرير الاعلام وفك أسرى الرأي والسجناء السياسيين ونعم لدولة القانون والحكم الرشيد ,ولا للتعذيب وانتهاك حقوق الانسان ولا للاعتقال التعسفي ولا لمصادرة الحريات وحق الناس في التعبير الحر والمسؤول … نعم لحق الشغل والسكن الصحي والمشاركة الشبابية في صناعة القرار ولحق الصحة والعلاج المجاني …ولا للعطالة والفقر والمرض الذي تصنعه أيادينا وأيادي الناس ولا لوأد الأحلام الخيرة للشباب الطامح … نعم للاسلام الذي يزرع الخير والنماء والعمران ويقيم صروح العلم والتنوير ومحاربة الفقر والجهل والتخلف والتمزق والصراعات المذهبية القاتلة ,ونعم لاسلام الوحدة والتعاون والمحبة والتفاني من أجل الصالح العام والمصلحة الانسانية الجامعة …,ولا لاسلام مشوه ومحرف يريده البعض سبيلا للحقد والكراهية والصراعات والنزاعات الحزبية والمذهبية والدولية القاتلة …,ولا لاسلام ينسف الأخوة لمجرد الاختلاف ويعطل العقل والاجتهاد برؤى فكرية وسياسية محنطة لاترى في الاخر الا مجالا للشر والقتامة والسواد … نعم لاسلام الرحمة والعدل والمغفرة والصفح والتوبة والقربى الى الله تعالى ,ولالاسلام مزيف يقدم لنا على طبق الرغبة في الانتقام ورد الظلم بالجور والاصرار على الذنب والخطيئة والتمادي في المعصية عبر الاصرار على مافسد من المسلك والنهج … ان انقاذ الأوطان والاصرار على الاصلاح الذي نتمسك بحبله الخيري جميعا ,لابد أن يقف اليوم وقفة شجاعة تجاه هذه الأحداث الدموية الرهيبة التي سالت أو ستسيل مجددا في شوارعنا أو في شوارع العالم الفسيح وذلك عبر النبذ الفصيح والصريح للارهاب القبيح ,واعلانها على الملأ والناس كافة أن المكاسب السياسية لايمكن تحقيقها على ظهور الأبرياء وأمن الشعوب والأوطان وتشويه المقدسات وصورة الاسلام الحنيف الذي ان ضيعناه باراقة الدماء ضيعنا الله بسكوتنا على هذا المنكر العظيم … اللهم قد بلغت ,اللهم فاشهد… حرر بتاريخ الجمعة 13 أفريل 2007-26 ربيع الأول 1428 ه *كاتب واعلامي تونسي – رئيس تحرير صحيفة الوسط التونسية : reporteur2005@yahoo.de

(المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » (اليكترونية ـ ألمانيا) بتاريخ 13 أفريل 2007)

هذه بضاعتكم ردت اليكم…….حول تفجيرات الجزائر والمغرب

أربعة عقود مرت على العراق من الظلم والقتل والتهجير لم تنته بسقوط نظام صدام  بل مسيرة القتل والارهاب بدلت طلعتها وتقنعت بقناع جديد ليستمر القتل والتهجير. أربعة عقود من الظلم مرت وابناء العروبة والاسلام ينظرون ويتفرجون , وعندما تنقل قناة التلفزيون والراديو احداث العراق يترحم جهال العرب وخبثائهم على الحكم المقبور ويقارنوا مايحصل بما كان يبدو في الماضي. تناسوا غباء وجهلا وخبثا أن مايحدث اليوم في العلن كان يحدث في الخفاء تشهد بذلك زنازين التعذيب والمقابر الجماعية والتهجير الجماعي لابناء العراق الى ايران في عقد الثمانينات, وقنابل الغازات والاسلحة الكيمياوية التي استخدمها النظام المقبور على ابناء العراق وحروب عجفاء كثيرة. فارس الامة لا يزال يسمى كذلك لحد هذا اليوم من قبل ملايين العرب المخدرون بخدر الكسل والجهل وعمى الحقد , لم تسود صورته الافلام التي عرضت بعد سقوطه ولا الجرائم التي لازال اثرها واضح على البلاد.
وعندما تكاثرت جرائم عصابته بعد سقوطه سموا ذلك بالمقاومة وعند مقتل المئات بقنابل ومفخخات القاعدة هلل القوم لذلك فالذي يموت في نظرهم هو من اهل البدع والكفر ولايستحق العزاء! يا للعجب. أقاموا الفواتح ومجالس العزاء لقتلة كانوا يخططون ويمكرون في العراق, سموهم بالشهداء ولما  لا  وهم  قتلوا اهل البدع .. لاحول ولا قوة الا بالله , اهل البدع من المارة ومن الامنين من ابناء العراق .
تعسا لكم وتبا لكم يامن بررتم قتل الامنين وهللتم لخراب البلاد. لكن حمق (المجاهدين) قادهم الى تفجيرات في بلاد الجوار فكان أول القطر , استشعر القوم المصائب و جاءهم هادم اللذات ومفرق الجماعات ليفيقهم من سدرهم . لكنهم عادوا الى غيهم وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم و (مبادئهم) وكأنهم أمنوا من حمق المجاهدين فهم على ملتهم ويحيون جهادهم في قتل الناس , اليس هم ابنائهم الذين فارقوا الازواج والاهل والاحباب وأتوا الى بلاد اهل البدع لقتل المشركين , اولئك الابناء الذين اقاموا لهم سرادق العزاء, ياللقتلة.
مسيرة القتل لم تتوقف في العراق  هلل لها الاعراب من الحكام والشعوب, استفادوا من هبات الفارس المخنوق شنقا أيام حكمه واستفادوا الان من خراب وقتال , اقيمت في العراق ا انتخابات حرة ارعبتهم وهزت عروشهم, الملايين التي خرجت لتصوت لم يعهدوها ولم يرضوا لها الامن والاستقرار خوفا من عدوى الحرية, لكنهم استبشروا خيرا بتفجيرات (فطائسهم) املا بعودة الايام الى ماكانت عليه في العهد المباد. لكن مهلا هذه الفطائس الاستشهادية اختارت اقصر الطرق,فبدلا من تعني السفر الى بلاد اهل (البدع) وتجشم عناء الغربة في ارض العراق والعيش عيش الجرذان في حفر المزابل, اختارت مجاميع القتلة هذه طريقا اخر للوصول الى الجنة الا وهو التفجير في اراضي بلادهم وكل الطرق تؤدي الى الجنة وان اختلفت الدرجات . هذا الفكر المظلم الذي يحمله اولئك المسوخ عاد الى مواطنه فماذا سيقولون الان. يقول اهل العراق الغلابة اللهم لا شماتة ورحم الله الناس الابرياء كائنا ما كان دينهم ومذهبهم فهكذا تعلموا  من ديننا الحنيف.
أقول  هذه بضاعتنا  ردت الينا ,عفوا بضاعتكم, , فهنيئا لكم  بالكتب الصفراء وما تحتويه من تبريرات لقتل الناس وتخريب المعمورة , هنيئا لكم  تشويه الرسالة الانسانية , واقول للذين  صفقوا لبن لادن والزرقاوي, حشرهما الله مع شيخهم ابليس,  ذوقوا وبال امركم وتعرفوا عن كثب على (جهادكم) . اليس بيان (مجاهديكم) سمى جريمة التفجير الاخيرة في الجزائر بالغزوة البدرية ! فيا للغزوات.. هنيئا لكم بضاعتكم التي ردت اليكم . *ابو مالك*

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.