الجمعة، 1 أغسطس 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N°2992 du 01.08.2008
 archives : www.tunisnews.net 

حــرية و إنـصاف: أخبار الحريات في تونس

اللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان : خطير جـــــدا 

اللجنة النقابية المحلية بنفطة:إعتداء بالعنف الشديد على مسؤول نقابي

 الحزب الديمقراطي التقدمي جامـــعة بنــــــزرت بـــــــــــــــلاغ

الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي:حملة تأديبية ضد نقابيي التعليم العالي

الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي:إلى الأخ الأمين العام  :طلب تدخل عاجل من أجل إيقاف تتبعات تأديبية

محمد. م : بـــــــــــــــــلاغ

البديـل عاجل: محـــــــــــــــاكمة

البديـل عاجل:قفصة-الرديّف:تحرّش جنسي بزكيّة الضيفاوي

البديـل عاجل:أخبـــــــــــــــــــــــار

البديـل عاجل:الـمُـدُنُ الجَـرِيحَـة

توفيق العياشي: محاكم التفتيش في نقابة الصحفيين من مرق عن القطيع؟

مراد رقية  لصوص وطنيون طيبون خلوقون

الصباح: مؤتمر التحدّي للتجمّع الدستوري الديموقراطي: مظفر والتكاري في مؤتمر صحفي

الحياة : تونس: مؤتمر الحزب الحاكم يُمهّد لتغييرات واسعة في القيادة

 سؤال «الصباح» حول موضوع التداول على الحكم: الانتخابات هي الفيصل والدساتير في العالم لا تنصّ عليه

الصباح: الناطق الرسمي باسم المؤتمر: اليوم انتخاب أعضاء اللجنة المركزية

إيلاف تستطلع آراء عيّنة من الشارع التونسي

أبو جمال عبد الناصر:  يحدث هذا بتونس فقط!!! (من تونس إلى فلسطين :الهم واحد…)

عبدالحميد العدّاسي : تذكرة موجزة ايلاف : ألفة يوسف لـ « إيلاف »: اللواط ليس مرادفًا للجنسيّة المثليّة

شادية السلطاني الزواوي : السياحة  الداخلية أو سياحة الفقراء في تونس: لماذا يضطر التونسي للاقتراض كي يستمتع بجمال بلاده؟

المنتصر بالله: ردا على دعوة الحوار القومي التي أطلقها ما يسمى بجهاز الإتحاد الديمقراطي الوحدوي

عبد الرحمان الدريدي: في المسألة الشبابية: رهان تأصيل الثقافة الوطنية ما بين خطاب الحداثة وسؤال الهوية


 

(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم  وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- هشام بنور

22- منير غيث

23- بشير رمضان

24- فتحي العلج 

 

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- الصادق العكاري

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 01/08/2008 الموافق ل 29 رجب 1429

أخبار الحريات في تونس

 

 
1)   حسان الناصري مضرب عن الطعام: دخل سجين الرأي الشاب حسان الناصري المعتقل حاليا بسجن الهوارب في إضراب مفتوح عن الطعام منذ يوم 28 جويلية 2008 للمطالبة بإطلاق سراحه و احتجاجا على المعاملة السيئة التي تمارسها ضده إدارة السجن المذكور علما بأنه طالب في عديد المرات تقريبه من عائلته المقيمة بمدينة منزل بورقيبة من ولاية بنزرت و تجميعه مع شقيقيه سجيني الرأي حسني الناصري و عقبة الناصري في سجن واحد لأن والده المسن و المعاق يجد عنتا شديدا في زيارتهم مشتتين في سجون بعيدة. 2)   هرسلة الشاب بشير الفاتحي: يخضع الشاب بشير بن محمد بن علي الفاتحي القاطن بالمنيهلة من ولاية أريانة إلى هرسلة مستمرة و ممنهجة من قبل أعوان البوليس السياسي و ذلك بالضغط عليه و وضعه تحت مراقبة لصيقة و منع الغير من التعامل معه و إجبار مشغليه على طرده و محاصرته كما تخضع عائلته المقيمة في مشيخة رأس الواد بمعتمدية مكثر من ولاية سليانة إلى مضايقات يومية من قبل عون البوليس السياسي المدعو صالح شلبي التابع للفرقة المختصة بمنطقة الأمن بسليانة الذي يقوم بزيارات متكررة و شبه يومية لمنزل العائلة لترويعهم و تهديدهم لا لشيء إلا لأنهم عائلة الشاب بشير الفاتحي متعللا بأنه مكلف من قبل رئيس منطقة الأمن بسليانة المدعو منجي الرزقي. 3)   اعتقال مجموعة من الشبان بمنطقة أم هاني بمنزل بورقيبة: اعتقل البوليس السياسي بمنزل بورقيبة يوم 7 جويلية 2008 مجموعة من الشبان أصيلي منطقة أم هاني الريفية من بينهم الشاب رياض الدريدي و محجوب العياري و ماهر و قد تم اقتيادهم إلى جهة مجهولة. 4)   أيمن الدريدي يحاكم من جديد: أعلمنا سجين الرأي السابق الشاب أيمن الدريدي أصيل قرية أم هاني معتمدية منزل بورقيبة أنه تم استدعاؤه لحضور جلسة يوم 15 أوت 2008 بالمحكمة الابتدائية ببنزرت من أجل ثلب مدير السجن عندما كان رهن الاعتقال علما بأن سجين الرأي السابق الشاب أيمن الدريدي كان قد تقدم بشكاية عندما كان معتقلا ضد مدير السجن من أجل تدنيس المصحف الشريف.  عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


                   اللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان                    خطير جـــــدا

        .  

 
مثلت يوم أمس الخميس 31/07/2008  أمام الدائرة الجناحية للمحكمة الابتدائية بقفصة بحالة إيقاف  الأخت المناضلة زكية الضيفاوي العضو في لجنتنا الجهوية وعضو الهيئة الجهوية للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات بالقيروان مع مجموعة من مناضلي جهة الحوض المنجمي بعد تحرك الأهالي يوم 27 جويلية 2008 للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين من أبناء الجهة وبعد زيارة المساندة التي أدتها الأخت المناضلة لعائلة المناضل النقابي الموقوف السيد عدنان الحاجي . وكان الحدث الأبرز في جلسة هذه المحاكمة الجائرة ما صرحت به الأخت زكية الضيفاوي من تعرضها للتحرش الجنسي والتهديد بالاغتصاب من قبل ضابط الشرطة وذلك خلال إيقافها لإجبارها على الإمضاء على محضر جاهز .  و اللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان إذ تسجل عميق صدمتها إزاء هذا الإعتداء الخطير الذي يستهدف المناضلة والصحفية الأخت زكية الضيفاوي فإنها : 1-تؤكد أن رفض السيد القاضي رئيس الجلسة إثبات ما صرحت به الأخت المناضلة في محضر الجلسة يعتبر اعتداء إضافيا عليها ويعد بمثابة التشريع لمثل هذه الاعتداءات الفضيعة وحصانة للقائمين بها وكان الأجدر بهيئة المحكمة أن تأذن بالتحقيق الفوري في الملابسات المصرح بها وإنصاف المعتدى عليها ومعاقبة الجناة كما طالبت بذلك هيئة الدفاع . 2-تسجل أن التهم التي واجهتها الأخت زكية وبقية الموقوفين معها مثل الاضرار بملك الغير و الاعتداء على الأخلاق الحميدة و الاعتداء على موظف أثناء العمل وهي ذات التهم تقريبا وجهت قبل مدة قليلة لبعض المناضلين الحقوقيين في جهة بنزرت تفصح عن سياسة منهجية توظف فيها السلطة كعادتها القضاء لتشويه صورة المناضلين الشرفاء في بلادنا لمحاصرتهم وإخماد أصواتهم الحرة الرافضة لكل أشكال الظلم والاستبداد . 3-تجدد المطالبة بالإسراع بإطلاق سراح الأخت المناضلة زكية الضيفاوي وكل الموقوفين ووضع حد لهذا الإصرار الخطير على النهج الأمني في التعاطي مع قضايا البلاد .
القيروان :  01 أوت 2008   
اللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان  المنسق : محمود قويعة

إعتداء بالعنف الشديد على مسؤول نقابي

   

اعتدى المدعو ايف ايلووات الفرنسي الجنسية وكيل نزل الأفق الجميل بنفطة بالعنف الشديد داخل المؤسسة على السيد ابراهيم سلامة الكاتب العام للنقابة الأساسية للمؤسسة المذكورة يوم الاربعاء 30 جويلية 2008 على اثر نقاش حول سير العمل ،وقد تم نقل المتضرر للمستشفى المحلي بنفطة حيث باشره طبيب الصحة العمومية و منحه شهادة طبية ب 05 أيام راحة، علما و أن الوكيل لم يكتف بالعنف الهمجي بل تلفظ بأقذر النعوت العنصرية ضد العرب عامة و التونسيين خاصة متناسيا أننا في بلد مضى على استقلاله من الاستعمار الفرنسي أكثر من نصف قرن . و كرد فعل على هذا الاعتداء شن العمال اضرابا عن العمل بالتنسيق مع اللجنة المحلية للعمل النقابي بنفطة و الاتحاد الجهوي للشغل بتوزرلمدة يومين ، وقد عبرت الأوساط النقابية المحلية عن تمسكها بمضمون الاتفاقية عدد 135 لحماية المسؤول النقابي.
نفطة في 31 ـ 07 ـ 2008 عن اللجنة النقابية المحلية بنفطة لطفي حمدة


الحزب الديمقراطي التقدمي                                  جامـــعة بنــــــزرت   بـــــــــــــــلاغ

   

مثل أمس الثلاثاء 29 جويلية 2008 المناضل خالد بوجمعة عضو هيأة جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي وكذلك المناضلون الحقوقيون عثمان الجميلـــي وعلـــــي النفاتي وفوزي الصدقاوي أمام محكمة الناحية ببنزرت على خلفية التجمع الذي شارك فيه مناضلون من كل مكوّنات المجتمع المدني بالجهة وذلك يوم 25 جويلية الجــــاري إحياء لذكرى إعلان الجمهورية. وقد وجّهت إليهم تهمتي التجمهر بالطريق العام الاعتداء على الأخلاق الحميدة. وقد حضر الجلسة فريق من المحامين المتطوعين للدفاع عن الوقوفين تكوّن من الأساتذة: أحمد نجيب الشابي ومحمد النوري وعبد الرؤوف العيادي ومنذر الشارني ومحمد عبو وأنور القوصري وسمير ديلو علاوة على عدد آخر من المحامين ممن قدموا إعلام نيابة في القضية. وقد قبل القاضي فتحي بن حسين مطلب المحامين تأجيل القضية للاطلاع إلى جلسة يوم 5 أوت المقبل ورفض مطلبهم المتعلق بالإفراج عن النشطاء. كما حضر وفد من أعضاء المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي تكوّن من الأمينة العامة الأخت ميّة الجريبي والأخوين منجي اللوز وعصام الشابي. وعن المجلس الوطني للحريات حضرت الناطق الرسمي السيدة سهام بن سدرين. وتجمعت أعداد كبيرة من النشطاء الحقوقيين والسياسيين للمساندة لكنهم فوجئوا جميعا بأعداد هائلة من الأمن بالزيين الرسمي والمدني تطوّق مبنى محكمة الناحية ببنزرت وكل الطرق المؤدية إليها ولم يُسمح بالدخول إلا للمحامين وفرد من عائلة كل موقوف بعد تعطيل كبير وأخذ وردّ وتثبت في الهويات حتى بالنسبة إلى المحامين! وقد سُجلت تجاوزات أمنية خطيرة أثناء فترة المحاكمة تمثلت في احتجازات متفرقة لمنع النشطاء من الوصول إلى رفاقهم لمدّة تجاوزت الساعتين: فقد تم تعنيف المناضل خالد بوحاجب عضو هيأة جامعة بنزرت واحتجز قرب معهد 7 نوفمبر بجهة البحيرة، واحتجز المناضل ياسين البجاوي في مقهى بنفس الجهة، واحتجز المناضل علي الوسلاتي بمقهى في جهة باب ماطر، واحتجز المناضلان شكري رجب ورفيق بن قارة في مقهى بجهة الروابي.. ولم يقف أمر مضايقة النشطاء الحقوقيين والسياسيين عند هذا الحد، بل عمد الأمن يوم الاثنين الماضي 28 من الشهر الجاري  إلى وضع حواجز على مداخل العاصمة ومحاولة منع نشطاء بنزرت من الدخول إليها. فأجبر السيد علي بن سالم رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ببنزرت على العودة إلى مدينته، وحدث نفس الأمر مع المناضلين لطفي حجي ومحمد الهادي بن سعيد الذين أصرّا على حقهما في حريّة التنقل، فوقع اختطاف المناضل بن سعيد في مستوى منطقة الشرقية بالعاصمة ونقلت سيارته إلى مستودع الحجز البلدي. ولم تعرف عائلته عن مصيره شيئا إلى حدود صباح هذا اليوم. وجامعة بنزرت تجدد تضامنها مع المناضلين الموقوفين الخمسة وتطالب السلط بالإفراج عنهم فورا واحترام الحقوق والحريات التي يكفلها الدستور وبالكف عن اختطاف المناضلين وتلفيق التهم وتوظيف القضاء في الصراعات السياسية.
بنزرت في 30/7/2008 جامـــعة بنــــــزرت 40 نهج بلجيـــــكا بنــزرت عن هيأة الجامعة: الكاتبة العامة سعاد القوسامي


الاتحاد العام التونسي للشغل الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي تونس في 30 جويلية 2008 حملة تأديبية ضد نقابيي التعليم العالي

 

أحالت وزارة التعليم العالي خلال الأسبوعين الأخيرين الأخوين نورالدين الورتتاني (كاتب عام نقابة أساسية بنابل) ورشيد الشملي (ناشط نقابي بالمنستير) على مجلس التأديب بتهم واهية ومفتعلة. ولقد حُرِمَ الأخ الورتتاني من حقه في تأجيل موعد الجلسة ولم يتمكن من دعوة محاميه لحضورها في حين مُنِعَ الأخ رشيد الشملي من حقه في دعوة شهود، كما لم يتمكن الكاتب العام للجامعة العامة من حضور الجلستين. ولقد كان ملف الأخ الورتتاني خاويا وهزيلا ونسبت إليه إخلالات بالواجب المهني كان يمكن معالجتها لو حدثت فعلا في إطار الكلية أو الجامعة دون اللجوء إلى مجلس التأديب، في حين وجهت إلى الأخ الشملي تهما خطيرة كلها ملفقة وذات طابع كيدي كما احتوى الملف على وثائق مشبوهة وتبدو مزورة يرجع بعضها إلى أكثر من خمس سنوات. والجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي إذ تثمّن مساعي الأخ الأمين العام للاتحاد من أجل حمل الوزارة على حفظ هذا الملف التأديبي فإنها تدين بكل شدة هذه الحملة التأديبية ضد مسؤول وناشط نقابي وتعلن عن مساندتها التامة للأخوين المذكورين وعن تبنيها لقضيتهما واستعدادها التام للدفاع عنهما، كما تطالب وزارة التعليم العالي بحفظ هذا الملف وبالكف عن اضطهاد الناشطين النقابيين وتحتفظ بحقها في رفع هذه المظلمة إلى المنظمات الدولية ذات الصلة لاسيما وان قضية الاعتداء على الحق النقابي وملاحقة النقابيين مازالت مرفوعة لدى منظمة العمل الدولية.   الكاتب العام سامي العوادي          


الاتحاد العام التونسي للشغل الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي تونس في 30 جويلية 2008

إلى الأخ الأمين العام        الموضوع : طلب تدخل عاجل من أجل إيقاف تتبعات تأديبية

 

 
الأخ الأمين العام، تحية نقابية، أحال السيد وزير التعليم العالي مؤخرا على مجلس التأديب الأخوين : ·نور الدين الورتتاني، كاتب عام النقابة الأساسية لكلية الاقتصاد والتصرف بنابل بتهم تتعلق بإخلالات مهنية مثل مغادرة قاعة الدرس قبل نهاية الحصة أو تكرر غياباته دون ترخيص مسبق وهي تُهَمٌ أجاب عليها الأخ الورتتاني وفنّدها وفي صورة حدوثها فعلا كان يمكن معالجتها في إطار الكلية أو رئاسة جامعة المكان دون اللجوء إلى مجلس التأديب. وفي حين إقترح ممثلي إطار التدريس حفظ الملف إقترح ممثلي الإدارة النقلة التأديبية للزميل؛ ·رشيد الشملي أستاذ تعليم عال وناشط نقابي بكلية الصيدلة بالمنستير بتُهَمٍ خطيرة جدّا مثل تدليس أوراق إمتحانات وحجز عينات مخدرة وتعنيف مدير قسم وهي تُهَمٌ أجاب عنها المعني وفنّدها ووردت في الملف مدعومة بوثائق مشبوهة وتبدو مزوّرة. وفي حين إقترح ممثلي إطار التدريس حفظ الملف إقترح ممثلي الإدارة إيقاف الزميل ستة أشهر عن العمل. الأخ الأمين العام، لقد إنعقد مجلس التأديب بالنسبة للأخوين المذكورين في ظروف غير عادية حيث حُرِمَ الأخ نور الدين الورتتاني من حقّ الدفاع وذلك برفض تأجيل موعد الجلسة كما حُرِمَ الأخ رشيد الشملي من حقّ إستدعاء شهود، ومن ناحية أخرى لم يقع تمكين الجامعة العامة من حضور مداولات المجلس. ونظرا للطابع الكيدي لهذه التهم التي تندرج في إطار جملة الإجراءات التعسفية التي ما إنفك وزير التعليم العالي يتخذها ضدّ المسؤولين والناشطين النقابيين، فإننا نطلب من أخوتكم التدخل العاجل من أجل إيقاف هذه التتبعات ضدّ الأخوين المذكورين. ودمتم نصيرًا للنقابيين.  الكاتب العام سامي العوادي


 بـــــــــــــــــــــــــــــــلاغ        
تقرر إحالة الأستاذ رفيق التليلي الكاتب العام المساعد للنقابة الأساسية بالشابة على   » مجلس التأديب «  يوم 7 أوت 2008 بتهمة كيدية تتمثل في التطاول على المدير المباشر في يوم 15/09/2007 والتهجم عليه وبثلب وزير التربية وكل العاملين بالوزارة.   هذا,ولقد نظمت النقابة الجهوية لتعليم الثانوي بالمهدية اعتصاما يوم 31/7/2008شهد حشود غفيرة من النقابين أمام الإدارة الجهوية لتعليم بالمهدية التي أغلقت أبوابها منذ الثامنة صباحا كعادتها دائما أمام تمسك النقابين بفض  هذا المجلس المهزلة.   إن هذا البلاغ هو دعوة لكل النقابين في القطر للحضور المكثف أمام الإدارة الجهوية ساعة انعقاد المجلس المزعوم و ذلك على الساعة العاشرة صباحا احتجاجا على التعسف الممنهج من وزارة التربية ونصرة للحق النقابي و النقابين عموما.   رقم الهاتف الجوال للأستاذ رفيق التليلي: 96577266
محمد. م


محــــــــــــــــــــــــاكمة  
 
أحيل اليوم على المحكمة الإبتدائية بقفصة كل من: -زكية الضيفاوي -عبد العزيز أحمدي (أستاذ) -معمّر عميدي (معلم) -فوزي الماس (تقني بشركة فسفاط قفصة) -عبد السلام الذوادي (أستاذ) -نزار شبيل (عامل يومي) -كمال بن عثمان (أستاذ) وقد وجّهت إليهم التهم التالية: تعطيل حرية الجولان بالطريق العام، الإضرار عمدا بملك الغير، العصيان بدون سلاح، هضم جانب موظف عمومي أثناء مباشرته لعمله، التعدي على الأخلاق الحميدة والآداب العامة، رمي موادّ صلبة على عربات الغير وإحداث الهرج والتشويش في الطريق العام. وقد حضر الجلسة عدد هام من المحامين، 10 محامين تنقلوا من العاصمة من بينهم الأساتذة راضية النصراوي وسعيدة قراش والعياشي الهمامي و محمد عبّو وخالد الكريشي وشكري بلعيد ومنذر الشارني، بالإضافة إلى 6 محامين من قفصة من بينهم الأستاذان رضا الردّاوي وعلي كلثوم. وبدأت الجلسة باستنطاق زكية الضيفاوي التي صرّحت أنّ المدعو محمّد اليوسفي تحرّش بها جنسيا وهدّدها بالإغتصاب، كما فرض عليها إمضاء محضر لا تعرف محتواه حيث لم يقع استنطاقها إطلاقا. كما ذكرت أنّ الأعوان كانوا ينقلونها من مكتب إلى آخر أين تعرّضت كل مرّة إلى سيل من الكلام البذيء دون استنطاقها. ولمّا طلب الأستاذ العياشي الهمامي من رئيس المحكمة تسجيل تصريحات زكية الضيفاوي رفع هذا الأخير الجلسة دون سماع الدفاع واستنطاق بقية المحالين وأعلن تأجيل القضية إلى 14 أوت. وقد لفت انتباه الحاضرين والمحامين حضور الجلاد محمّد اليوسفي بقاعة المحكمة حيث كان « يصول ويجول » بكلّ وقاحة ممّا يؤكد أنه يتمتع بحماية من قبل أعلى السلطات. (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 31جويلية 2008)  


قفصة-الرديّف:تحرّش جنسي بزكيّة الضيفاوي

 

 
ذكرت السيّدة زكيّة الضيفاوي، عضوة الجمعيّة التونسيّة لمقاومة التعذيب ومناضلة التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، لمحامييها الذين زاروها يوم الأربعاء 30 جويلية بمعتقلها بقفصة أنـّها تعرّضت إثر اعتقالها يوم الأحد 27 جويلية إلى الاعتداء اللفظي والتحرّش الجنسي من قبل أحد المسؤولين الأمنيّين بقفصة. وكان هذا الأخير لمسها من أماكن حسّاسة من جسدها وهدّدها بالاغتصاب وأشبعها كلاما منحطا. وهذا المسؤول هو الجلاد محمّد اليوسفي رئيس فرقة الإرشاد بقفصة. كما أنّ الاعتداء والتحرّش تمّا على ما يبدو بمحضر موقوفين آخرين. ومن المعلوم أنّ زكيّة الضيفاوي أوقفت يوم الأحد الفارط بمنزل عائلة السيّدة جمعة الجلالي زوجة المناضل المعتقل عدنان الحاجي سويعات بعد حضورها المسيرة التي نظمها المئات من أهالي المدينة للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهم المعتقلين. وتؤكد زكيّة الضيفاوي أنـّها أعلمت الأعوان أنها جاءت إلى الرديّف للقيام بتحقيق صحفي ولكنـّهم احتفظوا بها قيد الاعتقال وتحرّش بها أحدهم وأهانوها وتمّت إحالتها بمعيّة 6 موقوفين آخرين على المحكمة بتهم حقّ عام. وليست هذه الممارسات الإجراميّة غريبة عن البوليس السّياسي بقفصة الذي عذب وقتل ونكـّل في الفترات الأخيرة بأهالي الحوض المنجمي إلى جانب فرق البوليس الأخرى، وقد أكـّد شهود عيان بأنّ البوليس لم يتورّع خلال مداهمة المنازل بالرديّف وأمّ العرائس والمتلوّي عن الاعتداء على النساء والتحرّش بهنّ وتهديدهنّ بالاغتصاب أمام أطفالهنّ وأزواجهنّ وأقاربهنّ، وكانوا يتبجّحون بأعمالهم الدنيئة والإجراميّة هذه ويتفاخرون بها. البوليس السياسي متعوّد على مثل هذه ممارسات وليس ما تعرّضت له زكيّة الضيفاوي بالممارسات الجديدة في تاريخ البوليس السياسي التونسي في عهد بن علي، ففي سنة 1998 صرّحت المناضلة إيمان درويش، الموقوفة وقتها في إحدى قضايا حزب العمّال الشيوعي التونسي، أمام المحكمة بأنّها تعرّضت للاغتصاب أثناء اعتقالها بمصلحة أمن الدولة بوزارة الدّاخليّة على يد المسؤول الأوّل عن هذه المصلحة الجلاد « علي منصور »، ولكنّ المحكمة منعتها بالقوّة من إتمام تصريحاتها وأطردتها من الجلسة وقضت بسجنها لمدّة عام و9 أشهر وغطـّت على جرائم جلاديها. وفي عام 1989، اعتقل البوليس السياسي بقفصة الشقيقتين فتحيّة وعفيفة حيزم، وقد حاول العون الذي أوقف فتحيّة فجرا جرّها إلى منزله للاعتداء عليها ولم تسلم منه إلا على إثر تدخـّل أحد المواطنين ومرافقته لهما حتى مركز الشرطة. وقد تجاهل القضاء تصريحات السيّدة فتحيّة حيزم وحكم عليها بالسجن بتهمة الانتماء إلى حزب العمّال وتوزيع مناشير قبل أن تفرج عنها محكمة الاستئناف. وفي سنة 1992 أوقف البوليس السياسي بقابس السيدة نور الهدى البحري وهي حامل في الشهر الخامس، وأثناء تعذيبها عمد أحد الجلادين إلى دهس بطنها برجله حتى كادت تجهض. ورغم تقديمها ثلاث شهادات طبّية مختلفة تؤكد تعرّضها للعنف، تجاهل القضاء ذلك وحكم عليها بالسجن بتهمة الانتماء إلى حزب العمال الشيوعي التونسي وتوزيع مناشير معادية لنظام الحكم. وقد ندّدت وقتها منظمة العفو الدوليّة بهذه الممارسات الوحشيّة. وإلى ذلك فقد اشتكت العديد من نساء الإسلاميّين المعتقلين أو اللاجئين بالخارج من تعرّضهن للتحرّش الجنسي والإهانات والتهديد بالاغتصاب في المرّات التي أوقفهن فيها لاستنطاقهنّ والضغط عليهن. ولم تسلم الناشطات الحقوقيّات التونسيّات من حملات التشهير المنحطة في صحافة العار المموّلة من نظام بن علي. كما أنـّهن تعرّضن لاعتداءات فظيعة في الشارع: ضرب وسبّ وشتم وإهانات. كلّ هذا حدث ويحدث في بلد « الطاهر الحدّاد » وفي الوقت الذي يتشدّق فيه نظام بن علي بـ »المكاسب التي حقـّقتها المرأة التونسيّة » وبـ »المكانة المرموقة » التي تحتلـّها في « العهد الجديد ». ومن الأكيد أنّ ما يشجّع الجلادين على الإمعان في سلوكهم وممارساتهم هو الإفلات من العقاب بسبب الحماية التي يلقونها من بن علي وحكومته ومن جهاز القضاء الخاضع بالكامل للسلطة التنفيذيّة. (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 31جويلية 2008)  

أخبـــــــــــــــــــــــار  
 
اعتقال تمّ ليلة الاثنين 28 جويلية 2008 اعتقال المواطن عبيد الخلايفي من قبل البوليس السياسي بقفصة قرب مقرّ سكناه بزرّوق وهو موظف بإدارة إحدى المعاهد العليا بالمدينة. مع العلم أنّ المعتقل كان ناشطا منذ سنتين في اللجنة المحلـّية للدفاع عن أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل بالرديّف وعضو اللجنة الجهويّة بقفصة وشقيق بلقاسم بن عبد اللـّه عضو اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل والمبحوث عنه في إطار المحاكمات التي تستهدف قادة وشبان الحركة الاحتجاجيّة بالحوض المنجمي. وقد انقطعت أخباره حتى إحالته اليوم على حاكم التحقيق رغم أنّ ملفه فارغ، وقد رفض الإجابة على الأسئلة الموجهة إليه مطالبا بإحضار محامي. منع تحولت مجموعة من المحامين إلى القصرين لزيارة منوبيهم عدنان الحاجي وبشير لعبيدي إلاّ أنه وقع منعهم من الزيارة رغم استيفائهم كل الإجراءات القانونية. كما وقع منع مجموعة أخرى من المحامين تحوّلوا إلى سيدي بوزيد من زيارة منوّبهم الطيب بن عثمان. (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 31جويلية 2008)  

الـمُـدُنُ الجَـرِيحَـة  
 
لطفي الهمامي الإهداء: إلى جمعة الحاجّي، عفاف بن الناصر، خيرة لعماري ونساء الانتصار. (الأولى) يَلهَثُ الـمَنْجَمِيُّ على حافةِ الشَّارع الرّئيسيّ يُـنَـادي « لا تخلعُوا قوتنا وتُفتّشُوا بُيوتنا الخاويةَ » أبِِي قال لِي » أنّ ألمنجميّ، يرثُ المنجميّ » يَرِثُ طينهُ ورزقهُ يَرِثُ التفاصيلَ حتَّى المقبرةَ هِيَ قريةٌ كأنّهَا مَوْجةَ ريحٍ عاصفٍ يزرعُ الأرضَ المالحةَ كلّ يومٍ منْ سَواعدِهِ يَعْرَقُ والتّعبُ يُبَلّلُهُ يَثُورُ مَرَّاتٍ ثُمَّ يَبْرُدُ كَثَوْرِ المعرَكَة هو السّائرُ والزّاحفُ والطائرُ في أرضه حيّا إذا سرَى لرزقه هُمُ الذين خرّبوك مرّة ثم مرّات هُم ُاللذينَ أَطْلَقُوا الموتَ عليكَ أيّهاالمنجميُّ الحيُّ (الثانية) هِِيَ تُنَـادي » سَرَقُوا الوجْهَ في اللّيلةِ الخامِسَةِ أُخرج أيّها الأبيُّ منتفضًا كالأجداد حتّى الجبلْ » أيّتهُاَ السّائرةُ بينَ الخَيْمَةْ والخيمة المنتصْبَة حافيةً تَرْفعِينَ جَبْهَتِهِمْ وتحطّينَ الوليدْ توزّعينَ رائحة الرحلةِ القادمة تَـذَكّري أَنّكِ المنتصِرَة تَـأَخَّرَ قِطَارَهُمُ هَذِهِ المرّة تَـذَكّرِي َأنَّـهُمُ هُمُ الذينَ جاءُوا باللّيل الأسْوَدِ ومدُّوا العَسَاكِرَ في الطّريق هُمُ الذينَ قطعُوا الخبزَ والماءَ والأرضَ وتركُوها خاليةً هُمُ الذينَ اقتحمُوا أسْوارَ الرّحلةِ القَاسِيَة وَرَمُوا النَّارَ على الوجوهِ البَاسِـمَة (الثالثة) « تَـبَّ الدّيتْ » [1] لا َتُـنْبِت ُالوَرْدَ على ظهرِ الأحْجَارِ الـمُـوحِشَة وَحْدَهَا ا لشَّمْسُ هديةُ كُل ّالعُشَّاق نُسَمِّي « المولودَ » لديْنا كُلَّمَا عَادَ إلينَا مِنَ الأنفَاق نُسَـلِّمْ عَلـَيْهِ وَنَهْمِسُ لَهُ بأعينُنِاَ بِأَنَّ فِرَاخه تَرْتَجِفُ منَ الأشْوَاق يَعُودُ « المولودُ » مِـنَّا مَفْـقُودًا حـتَّى تُـخْبرنا عنهُ قادمُ الأيّامِ أو نُـوَاحَ الفِـرَاق « تَـبَّ الدِّيتْ » هُـمُ منْ حَرَقُوهُ [2] وفرُّوا بعدَ ما طمسُوا وَجْهَهُ وعلَّقُوا رُوحَهُ و أشْعَلُوا كافةَ الأوْرَاق لطـفي الهمـّامي جويلية 2008 [1] « تبَّ الدّيتْ » قرية ريفيّة، إداريا تتبع معتمدية الرّديف. يسكنها حوالي 3 آلاف نسمة موزّعين على مساحات شاسعة، يعيشون من ممارسة بعض الأنشطة الفلاحية وبعض المهن والحرف الأخرى، الفقر والبطالة هما الأكثر انتشارا بين الأهالي بمختلف أعمارهم. تعتبر مزبلة لشركة فسفاط قفصة ومركزا للتلوث المائي المتأتي من مغاسل الفسفاط. حضور الدولة يتمثل في قطعة قماش ضاع لونها الأحمر وعمدة تسلّم الحكم منذ 1969 وبمجرد وصوله إلى سنّ التقاعد سلّم الحكم لابنه الذي مازال يواصله حتى أيامنا هذه، أما رئيس شعبة الحزب الحاكم فهو يحتفظ بخطته منذ 1976. [2] هشام لعلايمي أوّل شهداء انتفاضة الحوض المنجمي التونسي. عمره 23 سنة. الأخ الأكبر لثمانية أطفال من أسرة شديدة الفقر. اعتصم صحبة شابين بالمحطة الكهربائية بـ »تبّ الديت » مطالبين بحقهم في الشغل، وأمام أعين أهاليهم المحتجين، شغل كل من معتمد المنطقة وبحضور مدير إقليم الحرس بالمتلوي المحطة فسقط المعتصمون أرضا وكان هشام قد تحوّل جثة محروقة.فرّ الجناة وتبعتهم قوات البوليس تاركين ما خلّفوه مُلقى على الأرض.تم دفنه من قبل الأهالي يوم 6 ماي 2008. (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 31جويلية 2008)


 محاكم التفتيش في نقابة الصحفيين من مرق عن القطيع؟  

توفيق العياشي/ تونس أثار انتخاب الزميلة راضية السعيدي على رأس لجنة المرأة خلال انتخابات رئاسة لجان النقابة الوطنيّة للصحفيين حفيظة عديد المسؤولين الذين استكثروا على « القائمة النقابية المستقلّة » فوزها برئاسة لجنة واحدة من بين 9 لجان سيطرت عليها القائمة الرسميّة « قائمة التصحيح النقابي »، فرغم التعليمات الصارمة التي تلقينها أغلب عضوات لجنة المرأة من مسؤولي المؤسسات التي يعملن بها بضرورة التصويت لصالح مرشّحة القائمة الصفراء الزميلة رفيقة فتح الله (رئيسة قسم الشؤون الاجتماعية بجريدة الحرية)، التي قبلت بنتيجة التصويت ووقّعت على محضر الجلسة ثمّ قبلت بخطّة المقرر لتعود بعد ثلاثة أيّام مطالبة بالتثبّت في أوراق التصويت قصد التحري في من صوّت لصالحها ومن صوّت ضدّها!!    ،  وقد أدّى تمرّد إحدى الزميلات عن التعليمات وتحكيمها لضميرها الصحفي المتوقّد( كما يجب أن يكون دائما) إلى فوز الزميلة راضية السعيدي  مرشّحة القائمة البيضاء. هذه النتيجة لم ترق لبعض المسؤولين الذين جاهدوا وسهروا الليالي الطوال مرابطين أمام مبنى نقابة الصحفيين دافعين في اتّجاه طلاء كلّ النقابة باللون الأصفر دون ترك أي أثر للبياض، فعمدوا إلى فتح تحقيق لكشف من تورّط في التصويت وفق إرادته ولم يلتزم بالتعليمات، وقد دفعوا بزميلتين إلى التبرؤ من « جريمة مخالفة التعليمات » مطالبات باعادة التثبت في أوراق التصويت للكشف عن « المجرمة » في انتظار محاسبتها على تصويتها السري بقطع رزقها أو رقبتها إن اقتضى الأمر. هذا السيناريو المهزلي الفاضح الذي يثير الاشمئزاز يكشف عن بشاعة الذهنيّات الشموليّة المعادية لكلّ فعل ديمقراطي وهو ما يستوجب وقفة حازمة من مكتب النقابة المؤتمن على تطبيق القانون للتصدي للجرائم التالية: 1- إعادة التثبت في أوراق التصويت يمثّل طعنا فاضحا في مبدأ سريّة الانتخاب وهو ما يمثل ضربة قاسمة للقوانين المنظّمة للعمليّة الانتخابيّة. 2- إعادة التثبت في أوراق التصويت يمثّلا تشكيكا واضحا في مصداقية أعضاء المكتب التنفيذي الذين أشرفوا عن العمليّة الانتخابيّة والذين تأكدوا من مطابقة النتيجة المعلنة لأوراق التصويت.           3- الضغط على الزميلتين كريمة الوسلاتي وإنصاف خير الدين للكشف عن اتّجاه أصواتهن في عمليّة الاقتراع يتنزّل في خانة الإرهاب الإداري الذي يجب التصدي له بجميع الوسائل عوض الدعوة المسمومة إلى التثبّت  » ولو اقتضى الأمر عرض أوراق التصويت على خبير في الخطوط!!! ». …إلى متى تتواصل مهازل الإرث الثقيل لجمعيّة الصّحفيين التونسيين؟…


لصوص وطنيون طيبون خلوقون

مراد رقية  ان لمن المفارقات العجيبة الغريبة التي يعايشها مجتمعنا التونسي المغلوب على أمره،المفقر ماديا،المؤجل الأحلام والآمال،المهمش والمغيب سياسيا من السلطة القائمة ومن المعارضة الديكورية والمحاصصة التي احترفت النفاق والجمود السياسي،والسمسرة مع الهياكل  والسلطات المحتكرة للساحة حصولا على حصتها من الريع الجبائي ومن الامتيازات أي من قالب الحلوى على حساب وعلى كاهل عذابات ومعاناة المواطنين الذين أصبحوا غرباء في وطنهم.وبرغم انقطاع الغالبية العظمى من شرائح المجتمع التونسي عن العمل السياسي الذي أصبح حكرا على دكاكين العمل السياسي التجمعية والمعارضة في تغييب كامل ومتعمد لدافعي الضرائب المطالبين بالدفع وطنيا ومحليا دون أن يكون لهم أي دور لا في الترشح والانتخاب ولا المحاسبة بعد اغتصاب كل الهياكل التنفيذية والرقابية من التجمع الدستوري الديمقراطي،ولعب دكاكين المعارضة بامتياز دور شاهد الزور على نكبة حقوق وآمال المواطنين المضحوك على ذقنهم بامتياز من الموالاة والمعارضة على حد سواء باتفاق مسبق غير مكتوب وبعد تقاسم الغنائم. ولعل التقليعة الجديدة التي أصبحت ممارسة رائجة هذه الأيام خاصة لدى بعض رجال الأعمال من ميسوري الحال أصحاب المشاريع المتوسطة والصغرى على اعتبار عدم اهتمام وتفرغ الموظفين والعمال للعمل السياسي والجمعياتي هي التقليعة المتمثلة في الترويج لمقولة غريبة وثورية في الآن نفسه »ان لصوصنا وطنيون،طيبون وخلوقون ».أما عن الوطنية فهي وطنية اضطرارية وليست اختيارية على اعتبار أن القوانين الدولية المضيّقة والمتعقبة لمهربي رؤوس الأموال من البلاد جعلت المهربين رغما عنهم يلتزمون بابقاء الأموال المهربة أو المنهوبة من الصفقات العمومية ،أو من المشاريع أو النيابات المستولى عليهابغير وجه حق،ابقائها داخل البلاد لذلك فهي لن تكون ملكا للصوص فقط بل سوف تصبح ملكا للمجموعة الوطنية بأكملها،وخاصة للأجيال القائمة فتشبه هذه الوضعية وضعية النويج المقتطعة نسبة من مداخيل المحروقات المستغلة حاليا للأجيال القادمة حفاظا على حظوظهم في التنمية والرفاه وهذا ما يجعلهم بامتياز »لصوص وطنيون »؟؟؟ أما عن السمة الثانية فهي أنهم « لصوص خلوقون » ذلك أن ذات النوعية من اللصوص المتدينين وغير المتدينين على السواء تقدم بكل رباطة جأش وشفافية ومسؤولية على الاستيلاء على الصفقات وأموال السمسرات والوكالات الحصرية ،وتعامل عمالها ومستخدميها بكامل اللطف والحميميةفتسأل عن أحوالهم وأوضاعهم مما جعلها تستحق صفة متميزة لم نتعود أن تتوفر في مثل هذه الشريحة.وان من علامات قيام الساعة أن أصبحنا طبقا لتوفر هذه الصفات الفاضلة نشرّع اللصوصية ونستميح لها المبررات ونظفي عليها كل الصفات الانسانية الحميدة مما جعلنا نشعر بذنب أكيد في مواجهة هذه الأفضال المتراكمة؟؟؟ ولعل ما زاد الطين بلّة أنه عندما تعرضنا في النقاش الى اتخاذ قرار الاستيلاء على المنتزه الأثري بقرطاج المصنف من قبل اليونسكو تراثا عالميا بتوقيع أربعة وزراء تونسيين وصدور قرار الانتزاع في الرائد الرسمي أو الجريدة الرسمية،هذا الانتزاع الذي هو لفائدة باعث عقاري خاص وقع مقارنة الأمر بقدوم المسلمين مع الفتح الى افريقية وتفكيكهم للمعالم البيزنطية بناء للمساجد،فلماذا يمكّن المسلمون من التفكيك عند الفتح ونمنعهم اليوم من تدمير التراث الأثري الروماني؟؟؟ولعل ذلك كله يدخل في اطار صراع الحضارات؟؟؟ من الأكيد أننا محظوظون بمثل هذه التعاليق التي تستعصي على العقول الراجحة لكنها تنتشر هذه الأيام انتشار النار في الهشيم  مما يبشر بأن قادم الأيام سوف يحقق لنا مستويات قياسية ارتكابا للتجاوزات بأنواعها خصوصا وأننا أصبحنا مدينين بالكثير من الفضل للصوصنا الوطنيين ،الطيبين والخلوقين،فلماذا العرائض والاحتجاجات والمناشدات ،ولماذا دكاكين المعارضة الديكورية والمحاصصة المتنكرة بامتياز لأصحاب الفضل والمروءة،مكرسي مكارم الأخلاق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


مؤتمر التحدّي للتجمّع الدستوري الديموقراطي: مظفر والتكاري في مؤتمر صحفي حركة الإصلاح السياسي لن تتوقف في تونس… وماضون في تطوير منظومة حقوق الإنسان رغم كل الادعاءات والافتراءات..

 

 
الكرم ـ الصباح: خصص المؤتمر الصحفي الاول المبرمج ضمن فعاليات المؤتمر الخامس للتجمع الدستوري الديمقراطي، للاطلالة على الاصلاح السياسي وموضوع حقوق الانسان في تونس.. حيث تولى السيدان زهير مظفر، الوزير المعتمد لدى الوزير الاول، المكلف بالوظيفة العمومية، والبشير التكاري، وزير العدل وحقوق الانسان، تقديم مداخلتين حول الموضوعين..  أوضح السيد زهير مظفر، الوزير المعتمد لدى الوزير الاول المكلف بالوظيفة العمومية، أن الاصلاح السياسي في تونس يتميّز بجملة من الخصوصيات الاساسية هي:   ــ أنه إصلاح لا ينطلق من فراغ، وإنما يعتمد على مرجعية إصلاحية تمتدّ جذورها إلى القرن التاسع عشر، فقد كانت تونس أول دولة عربية عرفت إعلان حقوق الانسان في التاسع من سبتمبر 1857 تحت عنوان « عهد الامان ».. كما كان لتونس أول دستور مكتوب في العام 1861 الذي أرسى مقومات الملكية الدستورية وفقا لمرجعية القرن التاسع عشر، إلى جانب أنها كانت أول دولة عربية تقوم بإلغاء الرق في العام 1860، وهو نفس العام الذي شهد اعتماد أول مجلة رسمية تتضمن القوانين المنظمة للحياة العامة في البلاد..   ولاحظ مظفر، أن حركة الاصلاح السياسي لم تتوقف فيما بعد، بل كانت صفة الدستوري ملازمة للتسميات التي اتخذت للحزب الحاكم، سواء عند تأسيسه حيث سمي « الحزب الحر الدستوري »، أو لاحقا عندما تم تعديل اسمه ليصبح « الحزب الاشتراكي الدستوري »، أو بعد تغيير السابع من نوفمبر، حيث بات « التجمع الدستوري الديمقراطي »..   وقال إنه منذ منتصف تسعينيات القرن المنقضي، دخلت البلاد مرحلة التنافس على الحكم، قبل أن يقوم تحول السابع من نوفمبر بإنقاذ الحزب من الوضع الذي تردى فيه، وإنقاذ النظام الجمهوري ذاته، ومنذ 25 جويلية من العام 1988، الذي شهد أول إصلاح جديد للدستور، « سيكون منطلقا لجميع الاصلاحات اللاحقة التي لم تتوقف إلى الان »..   ــ أن الاصلاح السياسي تميز بمقاربة شاملة اعتمدت التلازم بين التنمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية..   ــ اعتماد التدرج في الاصلاح، بحيث يتم تطوير الدستور وتعديله، وفقا لتطور المجتمع، قائلا في هذا السياق: « نحن نرفض الاصلاحات التي تقود البلاد إلى المجهول، وتونس ترفض أخذ القوالب الجاهزة »، مشيرا إلى المقترحات التي قدمت إبان التغيير، خاصة تلك التي طالبت بدستور جديد وجمهورية ثانية، قياسا بالتجربة الفرنسية، غير أن الرئيس بن علي ـ والكلام للسيد زهير مظفر ـ « اعتبر أن الدستور ما يزال قائما وأن الامر لا يحتاج إلى دستور جديد »..   وتطرق زهير المظفر إلى ما وصفه بمظاهر الاصلاح السياسي، مبرزا أنها انطلقت في الثالث من ماي من العام 1988، عبر قانون لتنظيم الاحزاب السياسية، إلى جانب حذف محكمة أمن الدولة، وحذف خطة وكيل عام للجمهورية، قبل أن يقع تعديل ماي 2002 « الذي أسس لجمهورية الغد، وعزز منظومة حقوق الانسان اليوم »..   وختم عضو اللجنة المركزية للتجمع مداخلته بالقول أن « الحكومة لم تدّع يوما أنها بلغت ما وصلت إليه الدول الديمقراطية في الاصلاح السياسي »، لكنه أكد أن تونس « دولة ديمقراطية ناشئة في المجال السياسي »..   حقوق الانسان   من جهة أخرى، أكد السيد بشير التكاري وزير العدل وحقوق الانسان أن خطاب رئيس الدولة في افتتاح المؤتمر أسس لملامح الفترة القادمة بعد أن استجاب الرئيس بن علي لنداء الشعب ونداء الحزب الحاكم..   وتطرق السيد البشير التكاري بعد ذلك إلى أهم الاصلاحات المسجلة في منظومة حقوق الانسان ومظاهر تعزيزها، قائلا: « قبل تحول السابع من نوفمبر كانت حقوق الانسان نسيا منسيا ولم تكن معطى أساسيا في البرامج السياسية للحكومة، لكنها أصبحت اليوم مقاربة مهمة، أثمرت إيجابيات وإنجازات عديدة »، ملاحظا أن من بين هذه الثمار:   – ان تونس لم تكن قبل قانون نوفمبر 1988 تعرف قانونا خاصا بالايقاف التحفظي والاحتفاظ، فالانسان الموقوف يتعب أهله من أجل أن يتعرفوا على مكانه ومصيره، لكن منذ سنة 1988، دأبت تونس على تنظيم مسالة الايقاف والايقاف التحفظي ما أدى إلى اختصار آجالها.   – صادقت تونس على كل الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الانسان وعلى جّل البروتوكولات الاختيارية الدولية.من ذلك المصادقة على بروتوكول مناهضة التعذيب وعلى بروتوكول القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة.   ـ وفيما يخص حرية التعبير فقد شهدت منذ التحول عديد الاجراءات الرائدة من ذلك خضوع مجلة الصحافة الى عدة تنقيحات هامة في أربع مناسبات وأكد التكاري أن مسيرة الاصلاحات ستتواصل في مجال الحريات وحقوق التعبير.   – تدعيم حق المشاركة في الانتخابات من ذلك التخفيض في السن الانتخابي الى 18 سنة وتكثيف نسبة مشاركة المراة في جميع المجالات وهو ما رفع من نسبة حضورها في مختلف القطاعات من حكومة وبرلمان ومؤسسات وتعليم وصحة وهندسة….   – كما أن النظام الانتخابي في تونس دعّم التعددية وأعطى الوزن المناسب لاحزاب المعارضة   وأفاد السيد البشير التكاري ان هذه النتائج تفتخر بها تونس التي اصبحت رائدة في عديد المجالات حتى أنها « أضحت مطالبة أكثر من غيرها باعتبارها منصهرة بشكل كلي في القوانين الدولية، إلى جانب أن قوانينها جد متطورة ومهيكلة »..   ولم ينف وزير العدل وحقوق الانسان وجود صعوبات مثل كل الدول مشيرا أن بعض الحركات السياسية وأمام افتقادها لبرامج سياسية واضحة تلبس عباءة حقوق الانسان وتحاول تضخيم الامور التي يمكن أن تجّد في كل دولة وقال « أصبحنا نجد في تونس الكثير ممن ينتحلون صفة المدافع عن حقوق الانسان الذي يسمح لنفسه بما يمنعه عن الاخرين. » وقال إن تونس تعد من اكبر الدول تعاونا مع الامم المتحدة حيث لا تبخل بتقديم تقاريرها على الهياكل الاممية وقد قيمت لجنة حقوق الانسان بنيويورك مؤخرا بالايجابي التقرير التونسي الخاص بحقوق الانسان. وتقييم لجنة مختصة ومحايدة يعد أحسن دليل على أن تونس رائدة في مجال حقوق الانسان. وقال وزير العدل « أنه في كل مسيرة ناجحة هناك من يريد أن يعطل المسيرة ويقطع الطريق ».   تساؤلات وأجوبة   وكان الوزيران خصصا جزءا من المؤتمر الصحفي، للاجابة على تساؤلات الصحفيين ورجال الاعلام الذين حضروا بكثافة..   علاقة البرلمان بالحكومة   وحول مدى امتلاك البرلمان التونسي سلطة رقابية على الحكومة، أوضح السيد زهير المظفر، أن النظام السياسي التونسي، نظام رئاسي، يتولى فيه رئيس الجمهورية تعيين أعضاء الحكومة، ومن ثم فالعلاقة مرتبطة بما يقتضيه النظام الرئاسي.. لكنه لاحظ أن ذلك لا ينفي وجود مسؤولية للحكومة أمام رئيس الجمهورية، بل أمام مجلس النواب، الذي يتولى مراقبة الحكومة عبر الاسئلة الكتابية والشفاهية وجلسات الحوار القطاعية التي تتناول أحداث الساعة وآخر المستجدات الوطنية..   التعديل الحكومي   وردا على سؤال بخصوص إمكانية إجراء تعديل حكومي بعد المؤتمر الحالي للحزب، قال المظفر، عضو اللجنة المركزية، أن « لا وجود لما يلزم رئيس الجمهورية بإجراء تعديل حكومي »، لكنه أبرز أن العادة اقتضت إجراء تعديل حكومي بعد الانتخابات »، قبل أن يضيف أن « لرئيس الجمهورية السلطة التقديرية الكاملة لاقرار تعديل من عدمه»..   وأكد الوزير المعتمد لدى الوزير الاول المكلف بالوظيفة العمومية، أن الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة، المقررة لخريف العام 2009، ستشكل محطة هامة، واصفا السنوات القادمة بـ »سنوات ذروة التحديات » في ملفات التعليم العالي والتشغيل وتركيز الشراكة مع الاتحاد الاوروبي، بما يقتضي الكثير من العمل والجهد، مشيرا إلى أن « المسار الديمقراطي سيتقدم »، معتبرا أن القضية الاساسية اليوم ليست في الحزب الحاكم، إنما الكرة في ملعب أحزاب المعارضة »، في إشارة إلى الدور الذي ينبغي أن تضطلع به في المرحلة القادمة..   تنقيح النظام الداخلي   وحول سؤال يخص تعديل النظام الداخلي للتجمع، وخاصة النقطة المتعلقة بالاكتفاء بنائب واحد للرئيس بدلا من اثنين، قال وزير العدل وحقوق الانسان أنه في كل المؤتمرات تتم مراجعة القوانين الاساسية، وهو ما يحصل في مؤتمر التحدي، حيث عرض رئيس الحزب مشاريع لتنقيح النظام الداخلي وهو حق من حقوق رئيس الحزب.. وهو التنقيح الذي يشمل عبارة « أو أكثر »..   السجون   وفي ردّه على سؤال حول ما تردده بعض المنظمات الدولية من «وجود انتهاكات لحقوق الانسان ووجود سجون سرية ومساجين سياسيين» ذكر السيد بشير التكاري أن ما تروجه بعض الاوساط من وجود انتهاكات لحقوق الانسان  يعد من قبيل الافتراءات.. وقال أن « كل دول العالم تحصل فيها خروقات وانتهاكات فردية.. وفي تونس نقّر بحصول بعض التجاوزات ولكنها ليست تجاوزات وخروقات ممنهجة أي ليس هناك خيار في ارتكابها » واضاف بأن الخيار في تونس هو معاقبة كل من يخرق حقوق الانسان والدليل على ذلك تدخل القضاء بكل استقلالية في الحالات القليلة الحاصلة واقرار تعويضات للمتضررين..   وأضاف « لكن ما يحصل أحيانا ان بعض وسائل الاعلام وبإيعاز من البعض تنقل أشياء وأحداث لا تمثل في الواقع تجاوزات لحقوق الانسان وتحاول تأويلها والركوب عليها للاساءة الى تونس من ذلك محاولاتها ابراز الايقاف العادي وكأنه اختطاف… واضاف ان البعض يريد خلق شيء من التهويل لتحقيق مآرب سياسية عبر تحريف الوقائع. ومن حسن الحظ ان لدينا دائما براهيننا التي ندحض بها المزاعم والاكاذيب »..   وفيما يتعلق بوجود مساجين سياسيين في تونس نفى السيد بشير التكاري ذلك، مؤكدا أنه « من غير الممكن في تونس اعتقال شخص من اجل افكاره أو نشاطه السياسي السلمي والقانوني »، مؤكدا أن « سيادة القانون هي الاساس وأنه في تونس لا مجال لقانون الغاب »..   وحول ما يشاع من «وجود سجون سرية وظروف سجنية سيئة» رد وزير العدل وحقوق الانسان ان ذلك مجرد اسقاطات وادعاءات ومن كان يملك سجونا سرية لا يبرم اتفاقات مع الصليب الاحمر ولا يقبل بزيارة « هيومن رايت واتش »… وأضاف أن السجون التونسية معروفة لدى الجميع وعددها 28 موزعة على كامل الجمهورية وعدد المساجين معروف ويحّين يوميا بالاسم. وأّكدأن السجون التونسية مطابقة للمعايير الدولية وأحيانا تتجاوز هذه المعايير مثلما هو الحال بالسجون الخاصة بالمرأة المرضعة والمرأة الحامل والمساجين المرضى.. قائلا أن تونس تعطي الدروس في هذا المجال »..   تطوير واقع الحريات   وفي ردّه على سؤال خاص بواقع الحريات في تونس أجاب السيد بشير التكاري أن تونس اضافة الى قبولها بالاشادة فانها تقبل كذلك بالنقد البناء وبالتوصيات. من ذلك التوصيات الصادرة عن الامم المتحدة قائلا: »اننا ندرس تلك التوصيات وهو ما يعني رغبتنا في تحسين وتطوير واقع الحريات وحقوق الانسان في تونس ». واضاف: »في هذا الاطار عدلّنا مواقفنا من بعض البروتوكولات الاختيارية الدولية وكذلك أدخلنا اصلاحات داخلية منها ما شمل اللجنة العليا لحقوق الانسان..   الحكومة والتجمّع   وفيما يتعلق بسؤال حول التجمع الدستوري الديمقراطي والحقائب الوزارية، ردّ السيد البشير التكاري أن التاريخ يشهد بان الحكومة لم تقتصر على أبناء التجمع، وإن كان ذلك حقا من حقوق حزب الاغلبية الذي يعد الاكبر والذي يتوفر على قواعد هي الاكبر حجما قياسا ببقية الاحزاب، بالاضافة إلى تميّز نخبته بعد أن انفتح الحزب على الخبرات والكفاءات الوطنية.. وأضاف السيد زهير المظفر من جهته، بأنه منذ التحول إلى الان، تقلدت نحو 13 شخصية من خارج التجمع، حقائب حكومية، سواء في مستوى وزراء أو كتّاب دولة…   المصدر:  جردية الصباح ( يومية – تونس) )  بتاريخ 01 أوت 2008


تونس: مؤتمر الحزب الحاكم يُمهّد لتغييرات واسعة في القيادة

     

تونس     الحياة   أفادت مصادر مطلعة أن النتائج التنظيمية للمؤتمر الخامس لـ«التجمع الدستوري الديموقراطي» الحاكم ستُسفر عن تغييرات ربما تُطيح النائب الأول للرئيس الدكتور حامد القروي والأمين العام للحزب الدكتور هادي مهني. ويُعتبر القروي (80 عاماً) من القياديين المخضرمين القلائل في «التجمع»، إذ حصل على عضوية المكتب السياسي لـ «الحزب الاشتراكي الدستوري» الذي قاده الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، قبل تعيينه واحداً من القياديين الأربعة الذين قادوا نقلة الحزب إلى «التجمع» في العام 1988 بعد تسلم زين العابدين بن علي رئاسة الدولة والحزب. وظل القروي، وهو طبيب، الشخصية الثانية في الحزب عندما اختير رئيساً للوزراء في السنة التالية. وحتى بعد مغادرة هذا المنصب، تم التجديد له نائباً أول لرئيس الحزب إلى جانب النائب الثاني محمد الغنوشي الذي حل محله في رئاسة الوزراء في العام 2001. وكان الرئيس بن علي أعلن لدى افتتاحه أعمال المؤتمر أول من أمس أنه يعتزم الابقاء على نائب واحد للرئيس، ما اعتبر مقدمة لإلغاء المنصب الذي يتولاه القروي. وعزز تلك التوقعات تعيين الغنوشي نائباً لرئيس المؤتمر، إذ أدار الجلسات أمس في مكان رئيس الحزب. وتردد أن وزير الداخلية عضو المكتب السياسي لـ «التجمع» رفيق الحاج قاسم (55 عاماً) سيحل محل الأمين العام الحالي هادي مهني (60 عاماً) في إطار «تولية قيادات شابة»، ما يعني أن الطبيبين الوحيدين في قيادة الحزب سيغادرانها في نهاية «مؤتمر التحدي» الذي يُكمل أعماله اليوم. ولوحظ أن اسم الأمين العام الحالي لم يكن بين أعضاء هيئة رئاسة المؤتمر خلافاً لتقاليد «التجمع». وكان الحاج قاسم تسلم حقيبة الداخلية من مهني في العام 2004، ويبدو أنه سيتسلم منه هذه المرة أيضاً الأمانة العامة للحزب الحاكم. وتوقع مشاركون في المؤتمر أن يُعيّن مهني سفيراً في عاصمة غربية مهمة. وأعلن الرئيس بن علي في افتتاح المؤتمر الذي يحضره 2715 نائباً إدخال تعديلات على الهيئات القيادية للحزب، أبرزها زيادة عدد أعضاء اللجنة المركزية من 250 عضواً حالياً إلى 343 عضواً. ويُشكل المؤتمر حلقة مهمة في تهيئة الحزب الحاكم لخوض الاستحقاقات السياسية المقبلة، وفي مقدمها الانتخابات الرئاسية في ربيع العام المقبل التي تتزامن مع الانتخابات التشريعية. وبت المؤتمر في اختيار مرشحه للرئاسة بمبايعة بن علي (72 عاماً) لولاية خامسة تستمر خمسة أعوام. وتسلم بن علي الرئاسة في العام 1987 بعد إقالة سلفه الحبيب بورقيبة. وفاز بالأكثرية الساحقة في ثلاث انتخابات (1989 و1994 و1999)، ثم عدّل الدستور في العام 2002 لإلغاء سقف الولايات الرئاسية.   المصدر: جريدة الحياة ( يومية – لندن)  بتاريخ 01 أوت 2008   

سؤال «الصباح» حول موضوع التداول على الحكم: الانتخابات هي الفيصل والدساتير في العالم لا تنصّ عليه

 

 
الكرم ـ الصباح: أوضح  السيد زهير المظفر، الوزير المعتمد لدى الوزير الاول المكلف بالوظيفة العمومية خلال ردّه على سؤال « الصباح »، حول مسألة التداول على الحكم، التي وردت في خطاب رئيس الدولة أول أمس، أن ثمة فرقا بين الترشح للرئاسة والرئاسة مدى الحياة..  وقال بشأن ما إذا كانت النيّة تتجه إلى التنصيص في الدستور التونسي على مسألة التداول على الحكم أم سيقتصر الامر على المضمون الحالي المتوفر حاليا في الدستور، أن هذا الموضوع « محسوم بنص الدستور »، لكنه شدد على أن « التداول نتيجة للانتخابات وليس سببا لها »..   وأشار إلى أن الانتخابات في كل دول العالم، هي تنافس بين مرشحين عبر الاحتكام الى صندوق الاقتراع، حيث يكون الاختيار للشعب عبر التصويت الحر..   ولم يخف الوزير المكلف بالوظيفة العمومية، كون التداول  » ليس مقوما من المقومات التي تتضمنها الدساتير »، مبرزا أن « شروط التداول على السلطة، متوفرة في الدستور وفي القانون الانتخابي، وهي تخضع لرأي الشعب وتصويته »..   ولفت السيد زهير المظفر إلى كون الدساتير في العالم لا تنص على التداول على السلطة، إنما ترك الامر للانتخابات التي تحددها.. وطرح في هذا السياق، تجربة الحزب الاشتراكي السويدي الذي حكم البلاد منذ العام 1928، ولم يغادره إلا في سنة 2006، بموجب الانتخابات، إلى جانب حزب العمال البريطاني الذي تربع على عرش الحكم في بريطانيا لعدة عقود محتكما بالاساس إلى صندوق الاقتراع..   وأكد المظفر أنه « لا وجود لنية التنصيص على التداول على السلطة في نص الدستور، ما دام النص الحالي للدستور التونسي، يضمنها من خلال الشروط التي يتوفر عليها »، قائلا في هذا الاطار، « ما على الاحزاب المعارضة، إلا تقديم البدائل، واللعبة مفتوحة »..   من جهته، أوضح السيد البشير التكاري، وزير العدل وحقوق الانسان، أن مسألة التداول على السلطة، « تعني تنظيم الانتخابات بصورة شفافة وديمقراطية ودورية، وهو لا يعني البتة، انسحاب قوة سياسية قائمة وحاكمة من مباشرة السلطة نزولا عند بعض المطالب السياسية »، مشيرا إلى أن « هذا لن يحصل سيما بالنسبة لحزب في حجم التجمع الدستوري الديمقراطي ودوره التاريخي والسياسي الراهن »..   ولاحظ التكاري في ذات السياق، بأن التعديل الدستوري الذي صادق عليه مجلس النواب في قراءة ثانية مؤخرا، هو تعديل إضافي وليس بديلا عن شروط الترشح المنصوص عليها في الدستور التونسي »..   وأوضح أن الشرط الذي اقترحته التعديلات الاضافية الاخيرة، والمتعلق بأن يكون المرشح للرئاسيات، منتخبا من حزبه، إنما يهدف إلى إعطاء مصداقية للانتخابات من جهة، واستبعاد ما وصفه بـ »الترشحات الفولكلورية » من جهة اخرى، مضيفا أن « الاحزاب وجدت لخدمة الانتخابات ولم توجد الانتخابات لخدمة الاحزاب »، قبل أن يشدّد على أن « من ضيّق على نفسه فلن يضيّق عليه الدستور الذي تضمن فسحة جديدة من خلال الاحكام الاضافية الجديدة »..   سفيان رجب ـ صالح عطية المصدر:  جردية الصباح ( يومية – تونس) )  بتاريخ 01 أوت 2008 

 

 

الناطق الرسمي باسم المؤتمر: اليوم انتخاب أعضاء اللجنة المركزية

 

 
  الكرم – الصباح: عقد السيد عبد الوهاب عبد الله مساء أمس مؤتمرا صحفيا بصفته ناطقا رسميا لمؤتمر التجمع الدستوري وعضوا للديوان السياسي للحزب أعلن فيه أن عملية انتخاب أعضاء اللجنة المركزية تنطلق صباح اليوم مع السابعة صباحا وأن نائب رئيس المؤتمر السيد محمد الغنوشي والامين العام للتجمع السيد الهادي مهني أكدا أمس في الجلسة العامة للمؤتمرأن اجراءات عديدة وقع اتخاذها لضمان شفافية الانتخابات..  من بينها تكليف أعضاء الديوان السياسي وعدد من أعضاء الحكومة للاشراف عليها والتأكد من سلامة عملية الاقتراع. ونفى السيد عبد الوهاب عبد الله وجود قائمة رسمية مترشحة تتنافس مع بقية القائمات وأكد أن باب التنافس مفتوح على مصراعيه بين المتنافسين الـ348 الذين سيختار النواب الـ2715 النصف أي 174. فيما سيعين رئيس الحزب الرئيس زين العابدين بن علي الاعضاء المصنفين ضمن « القائمة الوطنية « . وبالنسبة لهذا المؤتمر بصفة استثنائية فان اللجنة المركزية سيقع تعزيزها بنائبين عن كل لجنة تنسيق من الشباب: فتاة وشاب.كما سيتعزز حضور المرأة في اللجنة المركزية وبقية المؤسسات المنتخبة حزبيا ووطنيا وجهويا ومحليا بعد قرار الرئيس بن علي بتخصيص ما لا يقل عن ثلث المقاعد للمرأة. وفي كل الحالات ستعرض القائمة الكاملة للجنة الجديدة على المؤتمر للمصادقة. ورغم تذكيرالسيد عبد الوهاب عبد الله مرارا بكونه يعقد المؤتمرالصحفي بصفته ناطقا باسم المؤتمر وليس بصفته وزيرا للخارجية فقد القيت عدة اسئلة تهم السياسة الخارجية. وقد أورد السيد عبد الوهاب عبد الله بالمناسبة أن لائحة السياسة الخارجية التي صادق عليها المؤتمرأمس ـ الى جانب بقية مشاريع اللوائح ـ أوضحت المبادئ التي تقوم عليها السياسة الخارجية لتونس وديبلوماسيتها ومن بينها تكريس الدعوات التي توجه بها الرئيس بن علي الى المجتمع الدولي بتخصيص دولار واحد عن كل برميل نفط لتمويل الصندوق العالمي للتضامن حتى تواجه شعوب الدول النامية المضاعفات السلبية للارتفاع الكبير في اسعار المحروقات والحبوب. ومن بين أولويات السياسة الخارجية كما أوضحتها اللائحة خدمة قضايا السلم والامن في المنطقة وفي العالم المساهمة الفاعلة في حوار الثقافات والحضارات والاديان وفي جهود القضاء على الفقر في العالم.. ضمن نظرة شاملة وطموحة تهدف الى القضاء على الاسباب العميقة للفقر والارهاب والتطرف بكل انواعه.  

الانتخابات العامة القادمة

  الا أن أبرز الابعاد السياسية التي بحثها المؤتمرون حسب الناطق الرسمي للمؤتمرالاستعداد في مستوى الحزب للمواعيد الانتخابية القادمة بـدءا من الانتخابات الرئاسيـة والبرلمـانية المقـررة لعـام 2009.. والتي حسم بعد مهم جدا فيها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بالاعلان رسميا من قبل الرئيس زين العابدين بن علي عن موافقته على الطلب الذي تقدم به اليه حزب التجمع وعدد كبيرمن الشخصيات الوطنية والمنظمات المهنية والانسانية وممثلي المجتمع المدني بتجديد ترشحه لدورة رئاسية جديدة. وأعلن الناطق الرسمي للمؤتمر أن تظاهرات انطلقت امس في عدد من جهات البلاد وفي العاصمة للتعبيرعن ترحيب التجمعيين وممثلي المجتمع المدني بالقرار الاهم الذي اعلن عنه الرئيس بن علي في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر حول الانتخابات الرئاسية القادمة بحضور مئات من الضيوف التونسيين والعرب والاجانب كان من ابرزهم الرئيس الفلسطيني محمودعباس وزعماء عدد من احزاب المعارضة ورؤساء المنظمات المهنية الوطنية.   وأورد السيد عبد الوهاب عبد الله أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة ستكون تعددية مثل سابقتها لكن من حق التجمعيين ومناضليه أن يعنوا أولا بمساهمة حزبهم فيها بدءا من اختيار مرشحهم للانتخابات الرئاسية وهو ما حصل وجاءت النقاشات أمس في الجلسة العامة للتعبيرعن الترحيب به فيما تواصلت الاصداء الايجابية بعد هذا القرار وطنيا وجهويا. ونوه السيد عبد الوهاب عبد الله مرارا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وبالكلمات الصادقة والمؤثرة التي عبر عنها أمس قبل مغادرته تونس وتلك التي توجه بها الى المؤتمر والتي ضمنها تقديرا خاصا لتونس وشعبها ولسياسة الرئيس زين العابدين بن علي وطنيا ودوليا ودعمه للشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية منذ استلامه أمانة رئاسة البلاد في نوفمبر1987. وحيا السيد عبد الوهاب عبد الله الرئيس الفلسطيني الذي حرص دوما خلال مشاركاته في المحافل الدولية على لقاء الوفد التونسي وتكليفه بابلاغ الرئيس بن علي تقدير الشعب الفلسطيني وقيادته لتونس شعبا وحكومة ورئيسا على دعمها المتواصل للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.   كمال بن يونس   المصدر:  جردية الصباح ( يومية – تونس) )  بتاريخ 01 أوت 2008 

 

 

إيلاف تستطلع آراء عيّنة من الشارع التونسي

بعد إعلان بن علي الترشّح لدورة رئاسية خامسة إيلاف تستطلع آراء عيّنة من الشارع التونسي  

 
إسماعيل دبارة من تونس:
احتفالات كبيرة شهدتها عدد من شوارع العاصمة تونس قبل و اثر إعلان الرئيس بن علي ترشحه للانتخابات الرئاسية المزمع إجرائها في 2009. ففي شارع الحبيب بورقيبة كبرى و أشهر شوارع العاصمة عمّت مظاهر الاحتفال كل ركن فيه و اكتظّ بالآلاف من المواطنين خصوصا التجمّعيين منهم ممّن عبروا عن بهجتهم بإعلان الرئيس التونسي الترشح لدورة رئاسية خامسة. اللون البنفسجي المميز للتجمع الدستوري الديمقراطي (الحزب الحاكم) كان طاغيا على لباس المتجمهرين و الفرق الموسيقية المختلفة و الماجوارت التي جابت شارع الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة جيئة وذهابا و سط التصفيق و الرقص المتواصلين. ‘كنا على يقين من أنه سيستمع إلى نداء الواجب و سيعلن ترشحه عن التجمع الدستوري الديمقراطي للانتخابات المقبلة، لازال كما عهدناه وطنيا صادقا يمكن الاعتماد عليه في تحمّل الأمانة المنوطة بعهدته. » تقول الآنسة أحلام مزغنّي 26 سنة لإيلاف بفرح شديد. هيثم 18 سنة يقول إنّه فرّط في موسم الاصطياف وعاد خصيصا إلى العاصمة للمشاركة في الاحتفالات التي ستقام بمناسبة انعقاد مؤتمر التجمع الدستوري الديمقراطي و إعلان الرئيس بن علي لترشحه الذي طال انتظاره.و يضيف:’الكرنفال الذي وجدته اليوم أفضل مائة مرة من الشواطئ و الاستجمام.’ عبد الله السالمي مسنّ يبلغ من العمر 64 عاما خرج هو الآخر إلى شارع الحبيب بورقيبة ليراقب عن كثب الشباب وهو ينشد ويصفق و يهتف باسم الرئيس بن علي و يقول لإيلاف:يوم عظيم و الله دأب التجمع على الاستعداد له منذ أشهر لإنجاحه و إظهاره للعالم بهذه الصورة المشرقة ..كلنا مع بن علي لانتخابات 2009 ويصرخ : بالروح بالدم نفديك بن علي …بالروح بالدم نفديك بن علي. حيّ باب سويقة و بالتحديد في الساحة الشهيرة التي تحمل ذات الاسم تجمهرت اعداد غفيرة من المواطنين العاديين ومن منخرطي وإطارات حزب التجمع المشرفين على تسيير الاحتفالات . ورفعت لافتات تأيّد ترشّح الرئيس بن علي و حاملة شعارات تدلّ على التفافهم حول أجندته و خياراته السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية. و قالت سمية وهي إحدى متساكنات باب سويقة لإيلاف:’كنا نتوقع إعلان الترشح هذا منذ زمن بعيد، وكنا نعلم أيضا أن الجلسة الافتتاحية لمؤتمر التجمّع ستأتينا بهذا الخبر المفرح …ليس لنا في تونس من يواجه بن علي في استحقاق انتخابي بعد’. المنظمات الوطنية المختلفة استغلت المناسبة لتبرق إلى الرئيس بن علي بـ’امتنانها الكبير لقبوله الترشح للانتخابات الرئاسية لسنة 2009 استجابة لنداء الواجب وتلبية لرغبة كل التونسيين والتونسيات’. وثمنت المنظمات في برقيات موجهة إلى الرئيس و اطلعت ‘إيلاف’ على فحواها ‘ما تضمنه خطابه في افتتاح أشغال مؤتمر « التحدي » للتجمع الدستوري الديمقراطي من معان سامية ورؤية استشرافية متبصرة وأهداف طموحة تؤكد العزم الراسخ والحرص الثابت على إثراء مكاسب تونس ودعم مسيرتها الموفقة على درب الخير والنماء والرفاهة.’ وصدرت البرقيات عن كل من الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية و الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري والاتحاد الوطني للمرأة التونسية . لمياء مصمودي مدرّسة بدت أكثر جدية من غيرها و هي تشارك في احتفالات التجمعيين لمّا قالت لإيلاف:نريد بن علي أن يترشح لانتخابات 2009 كما نريد لأناس آخرين أن يترشّحوا لينافسوه و يتغلّب عليهم و يكون بذلك ممثلا حقيقيا للتونسيين جميعا. » في الطرف الآخر ، وعلى عد أمتار قليلة من شارع الحبيب بورقيبة و بالتحديد في شارع ايف نوهال الذي يضمّ مقر الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض، انبرى كل من ياسين 21 سنة و مهدي 22 سنة وهما من شباب الحزب يتهكّمان على مظاهر الاحتفال التي ينظمها منخرطو الحزب الحاكم في تونس و أنصارهم. و يقول ياسين لمهدي:’أليس من الأفضل لشعب أن يحزن اليوم و هو يشاهد بأم عينه الرئاسة مدى الحياة تقرّ أمام العلن دون ردّة فعل شعبية تذكر. و يردّ عليه رفيقه الشاب مهدي:’لا عليك يا صاحبي نحن سنرفض الرئاسة مدى الحياة ولو حاول بن علي فرضها علينا أو على الشعب التونسي، الأستاذ أحمد نجيب الشابي هو مرشح الحزب الديمقراطي التقدمي للانتخابات المقبلة و سنناضل من أجل أن نثبت حقه و حق كل الشخصيات الوطنية الجادة في الترشح للرئاسة. و في مقرّ الحزب الديمقراطي التقدمي الممنوع مرشحه المحامي أحمد نجيب الشابي قانونا من المشاركة في الاستحقاق الرئاسي المقبل. كان الشباب المعارض يعدّ لاحتفالات من نوع آخر و بطريقته الخاصة .فقد فُتحت حلقة نقاش بين شباب الحزب و بعض أنصاره للتدارس في الاحتمالات الممكنة بعد أن أعلن بن علي ترشحه و منعت عدة شخصيات سياسية معروفة من الترشح كالشّابي و مصطفى بن جعفر أمين عام التكتل من أجل العمل و الحريات .و ختم الشباب نقاشاتهم بشعارات لطالما رددوها في ندواتهم و فعالياتهم التي لا تشهد إقبالا من عامة الناس « حريات حريّات لا رئاسة مدى الحياة ». (المصدر: موقع ايلاف ( بريطانيا)  بتاريخ 01 أوت 2008)

                                          

يحدث هذا بتونس فقط!!!                                          ( من تونس إلى فلسطين :الهم واحد…)

  بقلم أبو جمال عبد الناصر   تواصل مسلسل الإعتقالات العشوائية. ·على إثر المسيرة السلمية التي جرت بمدينة الرديف يوم الأحد 27 جويلية 2008 للمطالبة بإطلاق سراح أهالي الحوض المنجمي ،أحالت السلطة يوم الخميس 31 جويلية 2008 على المحكمة الإبتدائية بقفصة (340 كلم جنوب غرب العاصمة التونسية)  الصحفية بجريدة  » مواطنون  » والمربية زكية الضيفاوي وكل من : فوزي الألماس (تقني بشركة ) ،معمر عميدي (معلم تطبيق ) وعبد السلام ذوادي (أستاذ إعلامية) وعبد العزيز بن سلطان(أستاذ تعليم ثانوي) وكمال بنعثمان(أستاذ إعلامية) ونزار شبيل (عامل يومي) على القضاء صلب القضية عدد 3477 لمقاضاتهم من أجل : الإضرار عمدا بملك الغير ،تعطيل حرية الجولان بالسبل العمومية ،العصيان الواقع من أكثر من عشرة أفراد بدون سلاح ،هضم جانب موظف عمومي بالقول أثناء مباشرته لوظيفه والتعدي علنا على الأخلاق الحميد والأداب العامة ،رمي مواد صلبة على عربات الغير وإحداث الهرج والتشويش .وقررت المحكمة تأخير القضية لجلسة 14 أوت 2008 وإبقاء المتهمين بسجن الإيقاف مكتفيا بسماع الصحفية زكية الضيفاوي بدون سماع بقية المتهمين وطلبات المحامين بعد أن أصر لسان الدفاع على تدوين تصريحات زكية الضيفاوي والتي صرحت للقاضي أثناء الجلسة أنها تعرضت  للتحرش الجنسي من قبل مدير فرقة الإرشاد السياسي بقفصة المدعو محمد اليوسفي وقام بتهديدها بالإغتصاب إن لم تمض على محاضر الإستنطاق  معتديا عليها بالعنف المادي وفحش القول ،فرفض القاضي تدوين هذه الإفادة كاملة!!؟؟؟؟. وقد حضر إلى جانب المتهمين الأساتذة المحامين :العميد البشير الصيد ،العياشي الهمامي ،راضية النصراوي ،خالد الكريشي ،محمد عبو،الأزهر العكرمي ،سعيد قراش ،شكري بلعيد ،عمر الصفراوي ، ،علي كلثوم ،سالم السحيمي، رضا الرداوي ،نذير بن يدر وحسين التباسي.  ·قررت المحكمة الإبتدائية بقفصة يوم 31 جويلية 2008 تأخير القضية الجناحية الإعتراضية عدد 972 لجلسة 07/08/2008 والتي يحال فيها بوهلال العبيدي والطيب بلخيري من أجل تعطيل حرية الجولان  وحيازة وصنع مواد محرقة  ،الإضرار عمدا بملك الغير ، الإعتداء على موظف العمومي بالقول وإلقاء مواد صلبة على الغير  وحضر إلى جانبهما الأساتذة المحامين : عبد الحميد بن بوبكر سالم السحيمي ومحمد عبتاس زمال .وكانت المحكمة قد أدانت المتهمين غيابيا بسنة ونصف سجنا لكل واحد منهما. ·قررت المحكمة الإبتدائية بقفصة يوم 31 جويلية 2008 حجز  القضية الجناحية الإعتراضية عدد 973 للمفاوضة والتصريح إثر الجلسة والتي يحال فيها فتحي الرحيلي  من أجل تعطيل حرية الجولان  وحيازة وصنع مواد محرقة  ،الإضرار عمدا بملك الغير ، الإعتداء على موظف العمومي بالقول وإلقاء مواد صلبة على الغير  وحضر إلى جانبهما الأساتذة المحامين : عبد الحميد بن بوبكر ،سالم السحيمي.وكانت المحكمة قد أدانت المتهم غيابيا بسنة ونصف سجنا من أجل الأفعال المنسوبة إليه. تعذيب ….وتحرشات جنسية:إلى متى؟ ·أصدر قاضي التحقيق الأول بالمحكمة الإبتدائية بقفصة(340 كلم جنوب غرب العاصمة التونسية ) بطاقة إيداع يوم الخميس 31 جويلية 2008  في حق العيدي الخلايفي (أستاذ تعليم ثانوي ) في القضية عدد15537 والتي يحال فيها عدنان الحاجي ،الطيب بن عثمان ،البشير العبيدي ،الحفناوي بن عثمان ،طارق حليمي …والعديد من أهالي الرديف . وقد صرح الأستاذ العيدي الخلايفي لقاضي التحقيق أنه تعرض للتعذيب الجسدي والإهانة والتحرشات الجنسية البشعة من قبل أعوان الأمن أثناء إستنطاقه في منطقة الأمن بقفصة مما جعل محامييه الأساتذة :العياشي الهمامي ،خالد الكريشي ،رضا الرداوي وشكري بلعيد يمتنعون عن إمضاء محضر إستنطاق منوبهم بعد رفض حاكم التحقيق عرضه على الفحص الطبي كما إمتنع المتهم عن إمضاء المحضر…وكان عديد المتهمين صلب قد أذوا لقاضي التحقيق تعرضهم للتحرش الجنسي ،فهل أصبح التحرش الجنسي بالموقوفين سياسة متبعة كسياسة التعذيب ؟؟؟. ·زيارة1: أدى وفد من المحامين يضم الأساتذة :علي كلثوم ،شكري بلعيد ،خالد الكريشي والعياشي الهمامي زيارة يوم الإربعاء 30 جويلية 2008  للموقوفين في السجن المدني بقفصة  في القضية عدد 3477 الصحفية بجريدة  » مواطنون  » والمربية زكية الضيفاوي وكل من : فوزي الألماس (تقني بشركة ) ،معمر عميدي (معلم تطبيق ) وعبد السلام ذوادي (أستاذ إعلامية) وعبد العزيز بن سلطان(أستاذ تعليم ثانوي) وكمال بنعثمان(أستاذ إعلامية) ونزار شبيل (عامل يومي) ،وقد أفاد جميع المتهمين لمحامييهم تعرضهم للتعذيب والمعاملة القاسية والتحرش الجنسي مما جعلهم يمضون على محاضر بدون إستنطاقهم أو الإطلاع عليها وأنهم شاركوا فقط في مسيرة سلمية للمطالبة بإطلاق سراح أهالي الحوض المنجمي المعتقلين منذ قرابة الشهرين..    ·زيارة 2 : زار الأساتذة المحامين شكري بلعيد ،العياشي الهمامي ،علي كلثوم وخالد الكريشي يوم الإربعاء 30 جويلية 2008 مجموعة من المتهمين في القضية التحقيقية عدد 15537الموقوفين بالسجن المدني بقفصة  وهم : الحفناوي بن عثمان ،طارق الحليمي ،بوجمعة الشرايطي ،عادل جيار ،محمود ردادي ،مظفر العبيدي (إبن الموقوف بنفس القضية البشير العبيدي ) ،العيد بن علي والهادي الذوادي وقد أكد جميع المتهمين على براءتهم من الأفعال المنسوبة إليهم و أن تحركاتهم كانت سلمية مطابقة للقانون.   *منع زيارة 1: منعت إدارة السجن المدني بسيدي بوزيد (100 كلم عن مدينة قفصة ) الأساتذة راضية النصراوي ،رضا الرداوي وعلي كلثوم يوم الخميس 31 جويلية 2008 من زيارة منوبهم الطيب بنعثمان الموقوف على ذمة القضية التحقيقية عدد 15537 بالمحكمة الإبتدائية بقفصة بدعوى ووصلهم إلى السجن بعد الوقت الإداري؟؟؟؟؟!!!. *منع زيارة 2: منعت إدارة السجن المدني بالقصرين   الأساتذة سعيد قراش ،منذر الشارني  ومحمد عبو  يوم الخميس 31 جويلية 2008 من زيارة منوبيهم عدنان الحاجي  والبشير العبيدي الموقوفان  على ذمة القضية التحقيقية عدد 15537 بالمحكمة الإبتدائية بقفصة بدعوى وصولهم إلى السجن بعد الوقت الإداري؟؟؟؟؟!!!. *منع زيارة  3: منعت إدارة السجن المدني بالقصرين (120 كلم عن مدينة قفصة)  الأساتذة المحامين العياشي الهمامي ،خالد الكريشي وشكري بلعيد  يوم الخميس 31 جويلية 2008 من زيارة منوبيهم عدنان الحاجي  والبشير العبيدي الموقوفان  على ذمة القضية التحقيقية عدد 15537 بالمحكمة الإبتدائية بقفصة بدعوى أن بطاقات الزيارة المسلمة لهم من حاكم التحقيق الأول بقفصة بها ختمين وإمضاءين أحدهما باللون الأزرق والآخر بالون الأخضر؟؟؟؟؟!!!!. ·متى يتم الإفراج عن بقية جثامين شهداء تونس من أجل فلسطين؟؟ بالرغم من محاولات ومجهودات  « لجنة تسليم جثامين شهداء تونس من أجل فلسطين » وبالرغم من تدخل أهالي الشهيدين وعديد الأطراف ، مازالت عائلتي  الشهيد خالد الوسلاتي بمدينة القيروان(165 كلم وسط العاصمة التونسية )  وعائلة الشهيد مقداد الخليفي بمدبنة القصرين( 287 كلم وسط غرب العاصمة التونسية ) ينتظران الإفراج عن جثماني إبنهيما بعد مماطلة وتسويف من قبل السلط الرسمية التي وعدتهم أكثر من مرة بتسليمهما بل تولت بلدية نصرالله حفر قبر الشهيد وإعداد العدة ؟؟؟؟ سيما وأن السلط قد أقرت في بلغات رسمية تسلمها لثمانية شهداء تم دفن ستة منهم يوم الأحد 27 جويلية 2008 ومازال هناك الشهيدين خالد الوسلاتي ومقداد الخليفي.فمتى يتم تكريمهما والإفراج عنهما؟. —————- لمتابعة أخر الأخبار والتعاليق يرجى زيارة مدونتي على العنوان التالي : http://naceur1952.maktoobblog.com/  


تذكرة موجزة    
عبدالحميد العدّاسي   عندما تقرأ سيرة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، مولده ونشأته ومبعثه، تلحظ الاختلاف في التواريخ التي اعتمدت كلّها على حادثة الفيل أو عام الفيل، وقد جاء هذا الاختلاف بفعل تقديرات العلماء الذين منهم من ذهب إلى أنّ عام الفيل كان سنة 571 ميلادي ومنهم من قال بأنّه يوافق سنة 569، ما جعل كتبة السيرة العدول يتعمّدون الإشارة إلى الرّواية المشهورة دون تأكيد منهم على مدى الدقّة والصحّة فيها، إذ أنّ ذلك لا يغيّر من السير التاريخي شيئا… وحريّ بنا نحن المسلمين أبناء المسلمين أن نلمّ بسيرة الحبيب المصطفى (أو بملخّصها) نسبا ومولدا ونشأة ومبعثا ومجاهدة وهجرة ومدافعة للباطل وفتحا وتأسيسا للدولة ومعاملة لغير المسلمين، ليس من أجل التباري بها في منابر الحفظ والجوائز المالية أو العينية ولكن من أجل الاتّباع والتأسّي والمحبّة… وكلّ هذه المواد جاهزة بفعل أهل الخير والصلاح من العلماء الذين أحبّوا الرّسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم وآله وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين فعرّفوه لنا بكتاباتهم النّافعة حتّى رأيناه وسمعناه وصاحبناه فأحببناه كما لو كنّا جميعا عمر الفاروق بن الخطّاب رضي الله عنه وأرضاه، وهو يخاطبه « الآن يا عمر » (*)…   علينا أن نصحبه صلّى الله عليه وسلّم رضيعا وطفلا يتيما وشابّا مستقيما وفتى أمينا حكيما وزوجا كريما ووالدا رحيما ونبيّا صدّيقا وعبدا شكورا منيبا وقائدا مقداما مَهيبا وصاحبا متواضعا ودودا… ولا ضير في أن نتذكّر أيّام مولده ونحتفل بها إذا كان في ذلك خير، ولا بأس أن نتوقّف عند مختلف فصول سيرته صلّى الله عليه وسلّم لأخذ الدروس والعبر، بل ونتوقّف عند ساعة موته لنتعزّى بها في كلّ ما يصيبنا من مصائب الموت أو الفقد. وأحسن من ذلك كلّه أن نجعله صلّى الله عليه وسلّم حاضرا في كلّ لحظة من لحظات حياتنا، فنذكره ونشكره إذا استيقظنا وإذا توضّأنا وإذا نظرنا في المرآة وإذا صلّينا وإذا خرجنا من البيت وإذا دخلنا السوق وإذا ولجنا المسجد وإذا رأينا هلالا أو نزلنا بلدة أو ركبنا دابّة فردّدنا دعاء مأثورا علّمنا إياه صلّى الله عليه وسلّم وأن نتّبعه فنترك ما نهانا عنه ونأتي ما استطعنا ممّا أمرنا به دون إفراط أو تفريط… ولا نبخل عليه بالصلاة والسلام، بل نقتدي بالله وملائكته ونطيع الله سبحانه وتعالى في دعوته: « إنّ الله وملائكته يصلّون على النّبيّ يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما » (**)، موقنين بأنّ الله يضاعف الحسنات كما أخبر بذلك صلّى الله عليه وسلّم بقوله: « من صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرا ومن صلّى عليّ عشرا صلى الله عليه مائة… »!…   ذكّرت نفسي وإيّاكم بهذه المعاني، وأنا أقرأ بصحيفة تونس نيوز فقرة صغيرة عنوانها: « بسمه تعالى!؟، تهاني وتبريكات بمناسبة الذكرى العطرة للبعثة النبوية الشريفة » كتبها « منتسب » إلى جمعيّة أهل البيت الثقافيّة في تونس، لا يحسن الصلاة والسلام على سيّد أهل البيت، يدّعي فيها حلول ذكرى البعثة النّبوية… وهو كلام – إلى جانب أنّه خال من الدقّة (***)- محدَثٌ ومُفرِّق. إذ لم يسبق إلى علمي – وقد تجاوزت الخمسين سنة – أنّ المسلمين في تونس أو غيرها في بلاد الإسلام يحتفلون بمناسبة ذكرى البعثة… وحسبنا الله ونعم الوكيل… ـــــــــــــــــــــــ (*): عن زهرة بن معبد أنّه سمع جدّه عبدالله بن هشام يقول: كنّا مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال له عمر: يا رسول الله، لأنت أحبّ إليّ من كلّ شيء إلاّ من نفسي، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم له: « لا والذى نفسى بيده حتى أكون أحبَّ إليك من نفسك »، فقال له عمر: فإنّه الآن لأنت أحبُّ إليّ من نفسي. فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: « الآن يا عمر »… رواه البخاري (6632) (**): عن كعب بن عجرة قال: لما نزلت « إنّ الله وملائكته يصلون على النبيّ يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما » قمت إليه فقلت السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة عليك يا رسول الله؟! قال: « قل: اللهمّ صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد ». (***): نقل ابن كثير رواية عن أبي جعفر محمّد الباقر، أنّه صلّى الله عليه وسلّم قد جاءه الملك أوّل ما جاءه في غار حراء، يوم 17 من شهر رمضان، الموافق 6 أغسطس سنة 610 م، وذلك لمّا بلغ السنة الحادية والأربعين من عمره. (راجع السيرة النبوية لأبي الحسن الندوي) 


ألفة يوسف لـ « إيلاف »: اللواط ليس مرادفًا للجنسيّة المثليّة الباحثة التونسية في الإسلام ترد بقوة الفكر على منتقديها

     

حاورها إسماعيل دبارة من تونس: لم يدر بخلد السّيدة ألفة يوسف الأستاذة بالجامعة التونسية والباحثة في الفكر الإسلامي، وهي تنشر كتابها ‘حيرة مسلمة’ أن تتعرض لحملة ثلب وتشهير كتلك التي استهدفتها عبر عدد من المواقع والمنتديات الأصولية واتهمتها بـ ‘الزندقة’ و »الكفر ». ألفة يوسف ردّت على مُكفّريها في حوار لها مع ‘إيلاف’ بالقول: ‘إنّي لا أملك إلاّ أن أتصدّى لهم أنا وغيري بقوّة الفكر والحجّة وبأخلاق المسلم لا بالثّلب والسّبّ والشّتم’.   كما تطرّقت يوسف إلى ما سمّته ‘ الخطأ في أن يتكلّم بعضهم باسم الله تعالى في حين أنّ أغراضهم سياسيّة دنيويّة’ وقالت:’ بعض المفسّرين والفقهاء قدموا قراءات لكلام الله تعالى حتى غدت بحكم الزّمان والتّراكم التّاريخي أكثر قداسة من القرآن نفسه. وفي موضوع المثلية الجنسية الذي تطرق له كتابها ‘حيرة مسلمة’ أكدت ألفة يوسف أنّ اللواط ليس المثليّة الجنسيّة استنادًا إلى تفاسير الطّبري والزّمخشري والطّبرسي والرّازي التي عادت إليها.   وفي ما يلي نصّ الحوار:   إيلاف: « حيرة مسلمة’ كتاب أسال الكثير من الحبر على أعمدة الصحافة الوطنية و العربية و مواقع الانترنت،هل من بسطة مقتضبة لقرّاء إيلاف حول مضمون هذا الكتاب ورسالته الحقيقية؟   ألفة يوسف: يعسر تلخيص كتاب في بعض الجمل ولكن يمكن القول إنّ الكتاب اتّخذ الميراث والزّواج والجنسيّة المثليّة مجرّد أمثلة لبيان الفرق الموجود بين معان للقرآن ممكنة وما قدّمه المفسّرون والفقهاء من قراءات لكلام الله تعالى غدت بحكم الزّمان والتّراكم التّاريخيّة أكثر قداسة من القرآن نفسه. وبعبارة أخرى فإنّ الكتاب مناقشة للمفسّرين وببيان لمغالطاتهم أحيانا ولحدودهم التّاريخيّة أحيانا أخرى وهو في الآن نفسه محاولة للكشف عن معان أخرى ممكنة في القرآن.   إيلاف: من الواضح أن كتابك الأخير يحمل بشدّة على التفسيرات الفقهية القديمة منها والحديثة، بل ويعتبرها منغلقة ورجعية ومطيّة يستغلها بعضهم لإقفال باب الاجتهاد والإبداع. ألا يعتبر الأستاذة مقولات من هذا النوع ‘شأنا ذكوريا’ لا دخل للنساء فيه خصوصًا وأنك في مجتمع تونسي يعتبر إلى حدّ ما محافظ ؟   ألفة يوسف: لو كانت المسائل الّتي أشرت إليها « ذكوريّة » خالصة لما عرض الله تعالى الأمانة على كلّ من الرّجال والنّساء ولما أمر كليهما بعبادته وطاعته ولما حاسب النّساء والرّجال. ولو كانت المسائل الدّينيّة شأنًا « ذكوريًّا » خالصًا، لما وجدت نساء مسلمات ولاقتصر الإسلام على « أتباع » من الذّكور. إنّي لا أريد أن أتناول المسائل من منظور جندريّ، على الرغم أنّي أعرف أنّ بعض المسلمين يمتعضون إذ تتحدّث امرأة في مسائل دينيّة وفقهيّة. وهذا في حدّ ذاته مثال آخر على الفرق الممكن بين كلام الله تعالى  المنفتح للقراءات والتّفاسير وبين المقولات التّاريخيّة البشريّة النّسبيّة الّتي تتغيّر وتتبدّل. فأن يناقش بعض القرّاء كتابي حجّة بحجّة وفكرة بفكرة فهذا طبيعيّ بل لازم، أمّا أن ينبروا للشّتم والقدح وأن يقول بعضهم بصريح العبارة: « ارتدي الحجاب ثمّ تكلّمي »، فهذا من المضحكات المبكيات لأنّه يبيّن أنّ الإسلام دين الحبّ والخير لا علاقة له بهؤلاء المرضى الّذين يتكلّمون باسم الله تعالى ويسمحون بالكلام لمن أرادوا ويسكتون من أرادوا وكأنّهم هم الّذين وهبوا الإنسان الحياة حتّي يسلبوها منه وكأنّهم هم الّذين منحوه نعمة الكلام والتّعبير حتّي يمنعوه إيّاهما.   إيلاف: ما الذي أثارك بالضبط في الصورة النمطية التي قدّمها الكتاب حول المرأة الجسد – العورة التي يتحكم فيها الرجل وفق غرائزه؟  
ألفة يوسف: أؤكّد لك مرّة أخرى أنّي لا أندرج في صراع الجنسين ولست نسويّة بالمعنى التّقليديّ لهذا المفهوم. فما يثيرني ليس صورة للمرأة نمطيّة بل صورة للمجتمع يدّعي البعض أنّها مستقاة من القرآن والسّنّة في حين أنّهما منها براء. ما يثيرني هو أن يصبح الاستعباد والقمع وإلحاق الأذى بالآخر رجلا كان أو امرأة عقيدة وفعلا يدّعيان الاستناد إلى كلام الله تعالى ويكتسبان مشروعيّة وقداسة وهميّة ويقدّمان صورة خاطئة عن الإسلام وذلك بالخلط بين جوهر الشّريعة المحمّديّة من جهة وأعراضها التّاريخيّة من جهة ثانية.   إيلاف: استهدفت مواضيع حساسة للغاية كالميراث والحياة الجنسية ومن بينها موضوع المثلية الذي دعوتي إلى مراجعته  وزواج المتعة ، يبدو أن البعض أوّل أفكارك خطأ هل يمكن أن تفسري لهم بوضوح أكثر قصدك الحقيقي من وراء تلك القراءة؟   ألفة يوسف: الكتاب لا يدعو إلى مراجعة أيّ شيء، فهو ليس كتابًا في التّشريع، ولكنّه كتاب في فلسفة التّشريع. وقد قلت مرارا إنّ الدّول هي الّتي تشرّع، وحتّى إن كانت الدّول « إسلاميّة » وإن ادّعت أنّها تعتمد شرع الله فلا يمكن أن ننكر أنّ البشر هم الّين قرؤوا شرع الله ولا أدلّ على ذلك من أنّ تشريعات الدّول « الإسلاميّة » قد تختلف في مسائل عديدة. أمّا أن يجد البعض أنّي حين أؤكّد أنّ اللواط في القرآن ليس مرادفًا للجنسيّة المثليّة، وأنّه اغتصاب قوم لوط للرّجال من ضيوف القرية، فمعناه في رأيهم أنّي أبيح المثليّة أو الزّواج المثليّ فإنّ هذه قراءتهم الملزمة لهم في حين أنّها لا تلزمني في شيء. وبعبارة أخرى قد يستند البعض إلى كتابي كي يفهم معاني القرآن أو السّنّة بشكل مّا وهذا لا يزعجني فما فائدة كتاب لا يدعو إلى التّفكير وإلى إعمال النّظر؟ ولكن أن ينسبوا لي أحكامًا لم أصرّح بها فإنّ هذا يؤكّد مرّة أخرى الخلط الواضح في أذهاننا بين معنى قول مّا من جهة والمعاني الّتي يسقطها عليه قرّاؤه من جهة أخرى.   إيلاف: لنتوقف قليلاً عند موضوع المثلية الجنسية الذي تساءلت فيه « هل العلاقة الجنسية بين رجل وآخر هي لواط أم شيئ آخر و لماذا عاقب الله زوجة لوط في حين أنها لم تمارس اللواط ».إلى ما ترمين بالضبط بهكذا كلام؟   آلفة يوسف: التّساؤل عن سبب عقاب امرأة لوط مطروح لدى كلّ المفسّرين واختلفت قراءته ومع ذلك لم يسألهم أحد إلام يرمون من وراء ذلك. وقد قدّمت قراءة ممكنة إضافيّة لهذا العقاب لا تدّعي أنّها قراءة نهائيّة وإنّما هي إضافة إلى التّأويل البشريّ الّذي يتراكم عبر التّاريخ. وإنّي إذ أؤكّد أنّ اللواط ليس المثليّة الجنسيّة فلا آتي بمستندات نصّية من عندي وإنّما عدت إلى تفاسير الطّبري والزّمخشري والطّبرسي والرّازي وعدت قبل هذا كلّه إلى القرآن نفسه لأجد أنّ اللواط عمل قائم على إلحاق الأذى  بالآخر وعلى غصبه على القيام بمعاشرة جنسيّة. إنّها قراءة للقرآن وللسّنّة وللقارئ أن يناقشها أو يوافق عليها أو يعتمدها منطلقا لاعتماد موقف مّا أو رأي معيّن.   إيلاف: بما أن الإشكال حسب رأيك ليس في القرآن في حدّ ذاته وإنما في تأويلات بعض الفقهاء له و التي يحاولون من خلالها خدمة بعض الأجندات الإيديولوجية و السياسية .برأيك كيف يمكن للمسلم اليوم التخلّص من عبء تلك التراكمات و الاجتهادات الفقهية الخاطئة التي هيمنت لقرون طويلة؟   ألفة يوسف: أنا لم أقل البتّة إنّ كلّ القراءات والاجتهادات السّابقة خاطئة وإنّما قلت إنّها بشريّة تاريخيّة أي نسبيّة كما أنّي لا أقول إنّ قراءتي أو قراءة غيري للنّصوص الدّينيّة صائبة وإنّما هي تخضع بدورها للنّسبيّة البشريّة. فما أريد تأكيده هو أنّ المعنى الأصليّ للقرآن في اللّوح المحفوظ لا يعلم تأويله إلاّ الله وهو تعالى الّذي سينبّئنا يوم القيامة بما كنّا فيه نختلف أمّا القراءات جميعها فاجتهادات بشريّة تختلف وتتعدّد ونتناقش حولها فنختار الأصلح للمجتمعات في رأينا ما لم يتعارض مع جوهر الشّريعة ومقاصدها التّي حدّدها الشّاطبي وعاد إليها ابن عاشور. إنّ الخطأ كلّ الخطإ هو في أن يتكلّم البعض باسم الله تعالى في حين أنّ أغراضهم سياسيّة دنيويّة. إنّي لا أقف موقفا سلبيّا من السّياسيّ ولكنّي أقول إنّ الإنسان الّذي يستحي من الله لا يعتمد ما للدّين من قداسة لكي يكذب على بسطاء النّاس ويغالطهم ويخفي الحقائق التّاريخيّة عنهم في حين أنّه لا ينشد إلاّ أن يبلغ هدفا سياسيّا معيّنا.   إيلاف: لطالما اعتبرت أن تفسير القرآن و تأويله ليس حكرا على أحد ، ألا تُنظّرين من هذا المنطلق إلى فوضى فقهية جديدة يبدو المسلمون اليوم في غنى عنها وعمّا ستفرزه من اجتهادات بالجملة و بالتالي مزيدا من الانقسامات و التخوين و التكفير؟   ألفة يوسف: يؤكّد علي بن أبي طالب أنّ القرآن حمّال أوجه فهل كان يدعو إلى « فوضى فقهيّة »؟ إنّ تعدّد معاني القرآن واختلاف القرّاء فيها ليس أمرا مستحدثا وإن سكت عنه الكثيرون. وأرى في هذا الاختلاف ثراء وإضافة من المنظور الفكريّ أمّا من المنظور التّشريعيّ فإنّ اختلاف قوانين البلدان الإسلاميّة لا يعني وجود فوضى وإنّما يثبت فحسب إمكان تعدّد القراءات، والتعدّد يعني النّسبيّة ووعينا بالنّسبيّة يمكّننا من الاجتهاد شأن أسلافنا. فلا أعرف أنّ هناك من كفّر عمرًا لأنّه عطّل في إحدى السّنوات الحكم بقطع اليد، ولا أرى في الأعمّ الأغلب من يكفّر أولئك الّذين منعوا الرّقّ رغم أنّ القرآن والسّنّة لم يمنعاه بصريح العبارة. فهل نعتبر الغزالي أو ابن تيميّة كافرين لأنّهما يعترفان بالرّقّ ويشرّعان له أم هل نعتبر المفكّرين المحدثين بل أولي الأمر المحدثين كافرين لأنّ قوانين البلدان الّتي هم مسؤولون عنها تمنع الرّقّ؟      إيلاف: حملة التكفير والتشهير والثلب التي تعرضتِ لها عبر المنتديات وبعض المواقع الأصولية كانت قاسية ، هل في تونس اليوم مثيلات لألفة يوسف يشددن أزرها ويسرن على منهاجها التحرري؟   ألفة يوسف: تعرّض الكتاب إلى حملات تكفير وثلب وجهل أصحاب هذه الحملات هو الّذي جعلهم يخلطون بين الكتاب والكاتب. ولكنّ الكتاب لقي أيضا رواجا وقبولا حسنا لدى كثير من القرّاء. والمهمّ لديّ أنا الّتي أؤكّد نسبيّة الحقيقة البشريّة وأشدّد أنّ الحقيقة لا يمتلكها أحد، المهمّ أنّ الكتاب حمل النّاس على التّفكير والتّساؤل والبحث أي إنّه استجاب إلى ما أعتبره جوهر الدّين الإسلاميّ أي فعل « اقرأ » الّذي كان أوّل ما نزل من القرآن.   (المصدر: موقع ايلاف ( بريطانيا)  بتاريخ 01 أوت 2008)

السياحة  الداخلية أو سياحة الفقراء في تونس:
لماذا يضطر التونسي للاقتراض كي يستمتع بجمال بلاده؟

شادية السلطاني الزواوي ارتبطت السياحة الداخلية في بلادنا شديد الارتباط بفصل الصيف فصل الشمس و البحر و المهرجانات و الحفلات و العطلة المدرسية و العمل بنظام الحصة الواحدة، و بالتالي قد يمثل بالنسبة للبعض الفترة الوحيدة في السنة التي يتسنى لهم بموجبها الاستمتاع و الترفيه بما تتوفر عليه بلادنا من مواقع و مناظر خلابة جعلت منها قبلة الملايين من السياح سنويا، غير أنه يبقى العامل المادي أكثر العوامل المتحكمة لدى العديد من التونسيين في توفير أفضل الفرص للتمتع برفاهية السياحة الداخلية. عن نفسها تقول الموظفة سهام « لا استطيع الاستغناء عن الخلاعة في الصيف، أتفق أنا و زوجي كل سنة على أخذ اجازة في نفس الفترة حتى نستطيع تمضيتها و ابنينا في بعض المدن خاصة الساحلية، و هذه السنة نظرا لعدم توفرنا على المال الكافي اضطررنا للاقتراض من البنك حتى نرفه عن أنفسنا »، ثم تدخل زوجها ليوضح أنه كان يأمل الحصول على قرض أكبر لتوفير فرص أوفر و أفضل للاستمتاع و للاستجابة للتكاليف المشطة التي تفرضها السياحة الداخلية، غير أنه خير أن يتحصل على قرض متواضع لا يعصف بتوازناته المالية، فبالنسبة إليه ضمان الترفيه و المتعة لعائلته من ضمن واجباته التي يسعى للالتزام بها حتى لا يشعر بالتقصير في حق زوجته و أبنيه الصغيرين. على صعيد آخر أكدت لي فتحية وهي ربة بيت أصيلة احدى القرى بولاية نابل، أهمية الاستمتاع بالبحر بالنسبة لها و لعائلتها، لكن نظرا للارتفاع المشط لاسعار الاقامة بالنزل أو كراء الشقق، و تفاديا كذلك لتكاليف التنقل اليومي، فإن زوجها يضطر لنصب خيمة على الشاطئ خاصة بسليمان و قربص أفضل الاماكن بالنسبة لها، يقيمون فيها لأسبوعين أو اكثر حسب ما تسمح به ظروفهما، وتقوم فتحية بجلب كل ما يلزمها من بيتها حتى تستطيع الضغط أكثر ما يمكن على المصاريف. أما الطالب ماهر أصيل ولاية جندوبة، فيتخذ موقفا مخالفا عما سبق من الشهادات، إذ لا يعتبر السياحة ضرورة بالنسبة إليه، لأنها للأسف على حد تعبيره لا يقدر عليها إلا الأغنياء في بلادنا نظرا للاسعار النارية للاقامة و الأكل و غيره، خاصة على ضوء ما نعيشه هذه الفترة من ارتفاع لأسعار النفط و ما عكسته من ارتفاع لأسعار طال العديد من الحاجيات، سألته ماذا يفعل إذا بسوسة؟ فأجابني بابتسامة خفيفة و ربما ساخرة، أن الشركة التي يعمل بها والده نظمت رحلة إلى هذه الربوع الساحرة لمدة أسبوع بسعر رمزي، و ربما ذلك ما شجعه على الاشتراك فيها. شهر العسل أيضا يعتبر بوابة للانخراط فيما يسمى بالسياحة الداخلية، « و لعلي و مثيلاتي من الزوجات الجديدات يباركن من ابتدع فينا العرب هذا التقليد، مع انه قد يكون لزوجي رأي مختلف.. »، ذلك ما ذهبت إليه العروس لطيفة التي جاءت من ولاية قفصة لتمضية أسبوع عسل على حد تعبيرها بمدينة المنستير، تواصل لطيفة قولها « اقترحت على زوجي المجيء إلى هذه المدينة الرائعة فوافق دون تردد، لهذا عملت على الاستمتاع قدر ما يمكن بهذه الفرصة التي قد لا تتكرر، رغم التكاليف و المصاريف الباهضة التي تكبدناها، مع أن الخدمات في جزء منها متردية، كما يقع غالبا التعامل مع السائح الأجنبي معاملة خاصة عكس السائح التونسي ». مسك الختام من هذه الشهادات الحية حول طرائق التونسيين من ذوي الدخل المتوسط و المحدود في  تدبير مصاريف السياحة الداخلية ما اتحفنا به لطفي هو مربي من متساكني تونس العاصمة، فهو يعتبر السياحة داخل البلاد ركنا أساسيا في برنامجه السنوي، لذلك يعمد على الادخار بايعاز من زوجته طيلة السنة، كي يتسنى له و لعائلته المكونة من أربعة افراد الاستمتاع بعطلة رائقة خلال فصل الصيف، و قد أكد لنا أن الادخار وسيلة ناجعة لتوفير مصاريف السياحة من دون أن يخل ذلك بميزانية الأسرة التي تخصص أغلبها لتغطية المطالب الحيوية و الحاجات الأساسية. استنادا إلى مجموع الشهادات التي رصدتها الوحدة في هذا التحقيق حول التونسي و السياحة الداخلية فإنه من الممكن استخلاص النتائج الأولية التالية: يتمثل الاستنتاج الأول في ان المواطن التونسي صاحب الدخل المتوسط و المحدود يواجه صعوبات مادية كبيرة في تحمل التكاليف  الباهضة للسياحة الداخلية من نقل و إقامة و استهلاك، و لكنه مع ذلك يجتهد في تدبر أحواله و الضغط على امكانياته بطرق مختلفة ليتمكن من اشباع حاجته في الترفيه عن النفس. أما الاستنتاج الثاني فيتعلق بأهمية الموارد السياحية التي تزخر بها بلادنا، و تفطن التونسي لضرورة التعرف  عليها و الاستمتاع بها الأمر الذي يعمق انشداده لبلاده و انصرافه عن التفكير كثيرا في السياحة خارج البلاد التونسية، و لعله من الضروري أن تعمل الجهات المسؤولة عن القطاع السياحي في بلادنا على مزيد تذليل الصعوبات المادية التي تحول دون الانخراط الواسع للمواطنين  من ذوي الدخل المتوسط و حتى المحدود فيما تقدمه السياحة الداخلية من فرص للاستمتاع من جهة، و ما يمكن أن يسفر عن ذلك من تنشيط للمجال السياحي و الدورة الاقتصادية من جهة أخرى.

ردا على دعوة الحوار القومي التي أطلقها ما يسمى بجهاز الإتحاد الديمقراطي الوحدوي  منذ متى أصبح  سدنة ضرار  وكلاء حصريين للحوار والنضال القومي في تونس ؟!

 بقلم المنتصر بالله  حضرة الشيخ الوحدوي  السلام عليكم و رحمة الله و بركاته   أما بعد، أرجو أن يتّسع صدرك لقراءة نص مراسلة من شابّ وحدوي رغم أنك قطعت على نفسك عهدا ألاّ « تلتفت إلى عيال القوم ولن تتعامل مع غير ذي عقل حصيف » وكأن العقل حكر على من كان أحد العشرة الأوائل والروّاد فقط !    لقد قرأت نصّ رسالتك إلى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عليه رحمة الله، فلا خالد إلا وجهه تعالى أيها الشيخ! حاولت أن تشكوه – على طريقة مريدي الزّوايا ممّن يبثون الأولياء لواعجهم وإحباطاتهم – ما آل إليه وضع الوحدويّين العرب و خصوصا من آمنوا بالنّاصرية منهجا في النّضال من أجل دولة العرب الواحدة، دولة الكفاية والعدل والكرامة ووضعت نفسك في خطّ الهادي إلى وحدة القوميين بالموعظة الحسنة والكلمة الطيّبة والدّاعي إلى كلمة سواء صابرا على أذى من « تماهوا مع الأصوليين الذين يهربون من التفاصيل بما تعنيه من فعل سياسي ونضالي واعتصموا بحلقات التلقين الفكري والشحن العاطفي». وخلوصك إلى نتيجة مفادها أنّ هذا التلقين ساهم في تفشي مرض الزعامة الذي تلبّس بك وأنت تدينه فجاءت رسالتك تقطر نرجسية، ما دمت الصابر على الأذى أسوة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم مما جعلك بمثابة نبيّ الوحدويين أو كصالح في ثمود أو عيسى بين اليهود!  شيخنا الوحدوي  إنّ مواقع الإنترنت والمدوّنات هي محمل إعلامي عابر للحدود وأداة اتّصال سريعة وحرّة نسبيا ومنبر من لا منبر له. يمكن إدانة من إقتصر نضاله على ما يكتبه فيها من « خطب الخيال و سوق المزايدة معفيا نفسه من مشقة مواجهة الواقع والاشتباك معه» ، أما من يلتحم يوميا مع جماهير شعبه في مختلف الساحات دفاعا عن حق شعبنا في حياة حرّة وديمقراطية ودفاعا عن القطاع العام الضّامن لحق الجميع في التعليم والصحة والتشغيل والسكن، والضّامن لسيادتنا الوطنية في مواجهة بشاعة رأس المال المستغلّ للناس والخائن للوطن، حتما لن يجد إلا الإنترنت منبرا له وبعض صحف الكرامة والكلمة الحرة كالموقف ومواطنون. بخلاف من إختار المائدة الدسمة وقنع بدور الدّيكور الديمقراطي موفرا لوليّ نعمته مظلة سياسية توهم بالتعددية، فالأكيد أن له منابر ورقية مموّلة من مال دافعي الضرائب تغنيه عن الإنترنت ! لكننا نسأله هل أن الإشتباك مع الواقع معناه كتابة مقالات تفتقر لأبسط قواعد الكتابة الصحفية؟  ألم يدعونا رهط من روّاد ضرار للكتابة معهم راسمين لنا خطّا أحمر يتمثل في إستثناء التعرّض للشّأن الدّاخلي وعدم إثارة قضايا الفساد والتّخريب الثقافي وتزييف الحياة الدّيمقراطية بمجموعة من «  »الحَرْكيين » » الذين يشكّلون أحزابا ويصدرون صحفا، أقل ما يقال فيهم أنهم شهود زور!  


في المسألة الشبابية: رهان تأصيل الثقافة الوطنية ما بين خطاب الحداثة وسؤال الهوية

 
عبد الرحمان الدريدي
تحتمل قراءة الواقع الموضوعي للشعوب استدعاء جملة من المفاهيم التي تحدد في جوهرها أسس الشخصية الوطنية اعتبارا لكون اختصاص كل أمة من الأمم بملامح خصوصية تتأكد من خلالها وعبرها الأبعاد الحقيقية لمفهوم الأمة في حد ذاته، يعتبر المعيار الحقيقي لاطلاق الأحكام ان بالايجاب أو بالسلب على قدرة كل أمة على صيانة خصوصياتها وقيمها الضامنة لمناعة شخصيتها الوطنية والقومية.دون اغفال لعلاقات التأثر والتأثير التي ترتبط بها تلك الخصوصيات مع غيرها من باقي الشخصيات في محيطها الاقليمي والدولي. على أن المهم في هذا السياق هو البحث عن أرقى سبل التعاطي مع ما تفرزه علاقات التفاعل تلك من اشكاليات تمس أركان الهوية والخصوصيات المجتمعية للشعوب.ذلك اننا لا نرى طريقا لتمثل الهوية الوطنية لأي تجمع بشري كان خارج أطر ما تحدده مفاهيم ومبادئ الثقافة الوطنية وكل ذلك في اطار العلاقة التي تحكم هذه المفاهيم وتتدخل في نحتها مسألة الحداثة بما تسوقه من خطاب يستهوي العقول وبخاصة أجيال المستقبل تلك التي سوف تتحمل مسؤلية البناء. اذ أن في مفاهيم الهوية والحداثة وما بعد الحداثة مع طرح إشكاليات العولمة ومعضلة الثقافة وكذلك العولمة تتأكد الجدوى من إعادة صياغة سؤال «من نحن؟» لتفادي السقوط في الفلكلورية أو الثقافوية التي قد تؤدي إما إلى التمجيد والنرجسية الفارغة، أو إلى التعصب والعنصرية. وفي كلتا الحالتين ستكون النتيجة هي التقهقر والارتداد نحو متاهات التقوقع والانبتات بل قل الاغتراب في بيئة الأصل لنستجدي بعد ذلك سبل التموضع . فالهوية التي نحن بحاجة إليها لا بد من أن تتعالى عن هذه الثقافوية الضيقة ولا بد أن يأخذ تصورها صبغة الانفتاح والحركة كي لا تؤدي في واقع الأمر إلى استبعاد الآخر. لذلك فإن استنطاق مفهوم الهوية أمر ضروري وأيضا تحديد مجالاته وتمظهراته ونجاعته في راهن الفكر العالمي الذي يعتقد في العولمة والكونية. وقد نتساءل هنا: هل يمكننا التمترس بالذاتية والهوية في عالم أصبح بفضل التطور التقني والفيض المعرفي العلمي متقارب الحدود متفتحا ومتداخل العناصر والهويات، عالم السرعة كما يحلو للفيلسوف الفرنسي فيربليو أن يسميه. فالتفاعل مع التغيرات المتسارعة في تقنية الاتصالات وأجهزة الكومبيوتر ومع التحرك نحو سوق عالمية متكاملة قد يؤدي إلى تغيير معاني القيم التقليدية والتعبيرات الاجتماعية وقد تحدث أنواعا جديدة من المشاكل قد تكون غير منتظرة.  وذلك لأن العولمة ليست وصفا للأوجه الرئيسية للتحولات الاقتصادية والثقافية فقط، بل هي أيضا عولمة تجارة المخدرات والإرهاب ونقل المواد النووية، وعولمة الإجرام والتنظيمات الإجرامية، وعولمة أنماط للحياة متجذرة في الأرباح السهلة.فتكون عوامل الصمود ضد هذه المعطيات غير الحميدة إعادة توثيق مفهوم الهوية بثوابت الأصل والماضي وربطه بقيم أخلاقية مثبتة في صميم ثقافتنا وخصوصياتنا وبالتالي هويتنا. ولكن كيف يمكننا تحديد الهوية من دون السقوط في عملية استبعاد الآخر والغير؟ اذ يبدو أن الواحدية التي تقطن كيان الهوية هي التي تفرض هذا الاستبعاد، وهي التي تحول الآخر إلى عدو يجب القضاء عليه، ذلك ما دعا بعضهم إلى تعويض تصور الهوية بمفهوم جمعي يؤكد على التنوع والتعدد ويقضي على الواحدية. كما أن مزية المقارنة التنوعية أنها تحرر الهوية من صبغتها الكلية التوحيدية التي تقوم على إقصاء الآخر، كما يمكنها أن تحررها من بوتقة الخبايا الإيديولوجية والمواقف المسبقة في المقاربات الأنثروبولوجية. وعليه فان نمطين يمكن استحضارهما لفهم قضية الهوية. الأول فهم ذاتوي افرز موقفين متكاملين إزاءها: موقف صادر عن البلدان التي طورت ثقافتها وأعطتها صبغة عالمية وكونية وقد يتمظهر هذا الموقف في إرادة الهيمنة والاستغلال والتمركز اقتصادا وسياسة وثقافة، وموقف صادر عن الثقافات الأخرى العرقية التي كثيرا ما تأخذ صبغة لدفاع عن الذات فتنظم نفسها للصمود. ولعل صموئيل هانتنغتون في كتابه حول صدام الحضارات يعني بتأكيده على هذه الصراعات أن الهويات لا يمكن أن تأخذ غير هذه الصبغة التوترية . أما النمط الثاني لفهم قضية الهوية، فهو ذلك ما يمكن أن نسميه بالفهم الموضوعي الذي يحاول إقرار تناظر وتناسق بين الهوية والعقل في صبغته المنفتحة والكونية في الآن نفسه، وهو فهم يأخذ بعين الاعتبار ثوابت الوجود ومتغيراته ويفتح الوجود على الحياة بتغيراتها ومفاجآتها ونضالها وتواترها، فالذات في هذا الفهم مؤسسة للعقل وللوعي المتحرك والمتواصل أي إنها تتحدد بتاريخيتها. وتاريخيتها هي الفعل في الوجود ، لأننا لم نكن يوما خارج حدود ما يرسمه الوجود البشري في المطلق. ولكن لنسأل الان وهناك ذلك السؤال الحارق الذي أضحى يؤرق مضاجعنا عن السبيل الى تأصيل قيمنا وخصوصياتنا في عالم متحرك ينبؤ بالتغير كل حين.ليجاوره التساؤل الضاغط الاخر حول مدى قدرتنا على حماية أجيالنا وناشئتنا امام كل ما نراه من مظاهر الاختراق والغزو الثقافي والحضاري ؟ لعله يصعب علينا النفاذ الى مقاربة عاجلة لهذا الرهان/ المطلب وفي ظل هذه الظروف الذاتية والموضوعية التي تنكر علينا الاستكانة الى امكانياتنا والاحتفال بمسيرة بناء تنبع منا، تنطلق منا وفينا وتنتهي الينا بما نملكه من رصيد وزخم وتراكم معرفي.على أن هذه النظرة السوداوية التي فرض علينا ان ننظر الى راهننا بها يمكن تجاوزها ان نحن امننا لحظة بامكانية التجاوز وبسيرورة التاريخ. ان افاق التجاوز تبرز وبقوة في القطع الابستيمولوجي مع أخطاء الماضي في تعاطينا مع فئة الشباب من جهة أولى ومن ثمة يكون العمل على ربط جسور وعلاقات وثيقة لشباب الحاضر بثقافته الوطنية وبخصوصيات مجتمعه واستغلال كل امكانيات التبليغ التي تتيحها وسائل الاعلام وتكنولوجيات الاتصال الحديثة لتثبيت الشباب في بيئته الأصلية كما يكون التجاوز بمراجعة مناهج التعليم لدينا في بلادنا لتأصيل أركان الهوية العربية والاسلامية في صفوف الناشئة.الى ذلك فان اعتماد سياسة شبابية تستنطق محركات الفعل والتأثير تبدو ضرورة أكثر من ملحة تتعاطى مع استحقاقات المرحلة بقدر ما تستحق من وعي بما تنطوي عليه من تحديات وما تطرحه من رهانات. ولعل الأهم هنا هو استنهاضنا جميعا سلطة ونخب وسائر مكونات المجتمع المدني لمنظومة الفكر المستنير وبالتالي قطع الطريق أمام مروجي الخطاب الماضوي الرجعي ليكون صمام الأمان والحصن الذي نحمي به شبابنا عماد مستقبلنا لأن في عقلنة الخطاب الموجه للشباب اطمئنان متأكد على مستقبل هذه الأجيال وبالتالي على مستقبل الوطن. عبد الرحمان الدريدي اعلامي تونسي

 

Home – Accueil الرئيسي

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.