الثلاثاء، 8 يوليو 2008

Home – Accueil

 

TUNISNEWS
8 ème année, N°2968 du 08.07.2008
 archives : www.tunisnews.net   

Vérité-Actionوالجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:حملة  إنقاذ حياة « مساجين العشريتين  » : من أجل وضع حد لسياسة الموت البطيء..! ( اليوم العاشر )

  

حــرية و إنـصاف: صيحة فزع بعد 14 يوما من الإضراب المفتوح عن الطعام رمزي الرمضاني في خطر

عبد الحفيظ خميري : إلى لطفي إقليعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي في مثـــــــــــــــــــــــــــــواه الأخير..

العرب : تونس:بعد انتخابهم لعضوية المؤتمر القادم للحزب الحاكم : النواب يناشدون الرئيس الترشح لانتخابات 2009

الصباح: في رحاب العدالة: أما حان الوقت لإنشاء فروع جهوية جديدة للمحامين؟

رويتر: بولينا التونسية تعتزم طرحا عاما بقيمة 84.91 مليون دولار

الصباح :بعد الأحداث التي عقبت نهائي الكأس برادس الوزارة تدعو الجميع إلى تحمّل مسؤولياتهم إزاء التجاوزات والاضطرابات

رويترز: وزارة الرياضة التونسية تطالب بتشديد اجراءات مواجهة الشغب

قدس برس : اختتام كأس تونس بشغب وتدمير أجّجهما التحكيم الألماني والجماهير المخمورة

وات : تعييـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن رئيس مدير عام جديد للتلفزة التونسية

السبيل أونلاين – التقريــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر الصحفي الأسبوعي الرابع والعشرون

البديـل عاجل : إختفاء الفاهم بوكدوس، مراسل قناة الحوار التونسي، وعمار عمروسية، مناضل حزب العمال الشيوعي التونسي

البديـل عاجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل:أخبـــــــــــــــــــــــــــــــــــار
البديـل عاجل: فعاليات اجتماع اللجنة النقابية الجهوية ببن عروس يوم 5 جويلية 2008

البديـل عاجل:مرّ زمن الخــــــــــــــــــــــــوف والانتهاك يولد التعنت لفرض الحقوق

حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ: نشــــــــــــــــــــــــــــــــــــرة الكترونيّة عدد 62

السبيل أونلاين : محمد شمام يدعو إلى محاكمة للأحداث وفق المنهج القرآني (2)

مؤسسة التميمي : سمينار الذاكرة الوطنية حول تأريخية وتونسة الديوانة التونسية مع السادة حسن ببو وحمادي السخيري وعبد النور جاء بالله

الفنان المسرحي المغربي القدير أحمد السنوسي (بزيز) ـ في تقليد للزعيم الليبي معمر القذافي ويتضمن حديثه مقطع مطول حول تونس :

محمد قلبي: لمحة : المـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــواطـَنــة

الصباح : عبد المجيد الشرفي في كتاب مثير جديد عن: الفكر الإسلامـــي… بعيـــدا عن «السلفيات» والحداثة المعادية للدين

مصطفى عبدالله ونيسي : جمال اللّباس وأناقة الإنسان و زينته:مقاصد وأحكام. الجزء الرابع

النفطي حولة :من أجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل الانحيـــــــــــــــــــــاز للشعب

توفيق المديني : هل العالم مقبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل على صدمة نفطية ثالثة؟

قدس برس : ناشط ليبي لـ ‘قدس برس’: حوار السلطة مع الجماعة المقاتلة وصل مبتغاه

رضوان السيد : عبدالوهاب المسيري ولعنة الغــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرب

فهمي هويدي : انقضـــــــــــــــــــــــــــــــــوا أو انفضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوا

عبدالله تركماني:جــــــــــــــــــدل العلمانية والديمقراطية فـــــــــــــــــــــــــــــي تركيا

 


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- الصادق العكاري

22- هشام بنور

23- منير غيث

24- بشير رمضان

25 – فتحي العلج  

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين نهج الجزيرة تونس 43 e-mail: aispptunisie@yahoo.fr Vérité-Action Case postale 1569  CH – 1701  Fribourg, Suisse    Tél: ++41 79 703 26 11   Fax: ++41 21 625 77 20   Email. info@verite-action.org                                                  تونس في 07 جويلية 2008                                              

حملة  إنقاذ حياة « مساجين العشريتين  » :                                  من أجل وضع حد لسياسة الموت البطيء..!                                                                                  ( اليوم العاشر )

                                                  

 يقضي سجناء سياسيون تونسيون عقوبات قاسية بالسجن منذ ما يقارب العشرين سنة على خلفية أنشطتهم السياسية و قناعاتهم الفكرية ، و قد أجمعت كل المنظمات الحقوقية الوطنية و الدولية المستقلة على أنهم لم يتمتعوا بمحاكمات عادلة و أن الملفات التي اعتمدت لإدانتهم شابها التزوير و انبنت على اعترافات منتزعة تحت وطأة التعذيب الشديد ، كما أصدرت هيئة الدفاع عنهم  تقريرا مفصلا يعدد الخروقات المرتكبة و يؤكد الطابع السياسي للأحكام و بطلان الإدعاء الرسمي لتورط بعض المتهمين في التخطيط للعنف أو التورط في ارتكابه . و قد ترسخت القناعة لدى كل من تابع المحاكمات أن القضاء ، كما الإعلام و بعض أحزاب الموالاة ، قد وظفت لإقصاء خصم سياسي من الساحة و إضفاء لباس قضائي على التصفية الأمنية ، و رغم أن أغلبية المحاكمين في بداية عشرية التسعينات السوداء قد غادروا السجون ، بعد أن قضى أكثرهم ما يجاوز العشرية في ظروف مأساوية ، فإن انحسار الأضواء عن العشرات الباقين لا يجب أن يحجب معاناتهم ، و عائلاتهم ، منذ ما يقارب العشرين سنة  حيث تعرضوا منذ إيقافهم ، فضلا عن التعذيب ، إلى سياسات تستهدف تدمير بنيتهم الجسدية و المعنوية من خلال تعريضهم لصنوف الإهانات و التجويع  و التعتيم  و التشفي ( بعقوبات العزل الإنفرادي المطول و الإبعاد عن العائلات و بالحرمان من وسائل التثقيف و العزل التام عن مستجدات الأحداث بالعالم الخارجي و الحرمان من الحق في العلاج  ) و تقطيع أواصر الروابط العائلية بالضغط على الزوجات لطلب الطلاق و حرمان الأقارب من العمل .. و هو ما درجت تسميته !بـ  » سياسة القتل البطيء  » .. لم يعد مقبولا تواصل  الصمت على معاناة متواصلة منذ بداية العشرية الأخيرة من ..القرن !الماضي .. إن في وسع كل من يسلم بعدالة قضية ضحايا  » الموت البطيء  »  أن يساهم بكلمة أو رسالة أو مقال أو مكاتبة أو عريضة في  الحملة التي تطلقها ( ابتداء من اليوم و حتى إطلاق آخر سجناء  » مساجين العشريتين  » ..) الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيينAISPP  و جمعية Verité-action( سويسرا ) ،  و بالتزامن مع إطلاق حملة وطنية و دولية من المكاتبات و الإتصالات  و التحرك بملفات المصابين بأمراض خطيرة و ضحايا الأحكام المكررة تشرع الجمعيتان في التعريف تباعا بالمساجين السياسيين الذين قضوا زهرة أعمارهم ..من أجل أفكارهم .. و هم على التوالي : منذر البجاوي و رضا البوكادي و نور الدين العرباوي و محمد نجيب اللواتي و الصادق شورو و حسين الغضبان و عبد الكريم البعلوش و إبراهيم الدريدي و عبد النبي بن رابح و الهادي الغالي و منير الحناشي و بشير اللواتي و هشام بنور و وحيد السرايري و الشاذلي النقاش و عبد الباسط الصليعي و الصادق العكاري و منير غيث و بوراوي مخلوف و وصفي الزغلامي و إلياس بن رمضان و البشير رمضان و فتحي العلج و لطفي الداسي و كمال الغضبان . كما تناشد الجمعيتان كل المنظمات و الجمعيات و الشخصيات الوطنية و الدولية  أن تساهم في هذا الجهد بالتعريف بضحايا هذه المظلمة التي لم يعرف لها تاريخ البلاد مثيلا  ، و بتقديم  ما في وسعها من دعم مادي أو معنوي لهم و لعائلاتهم ..    عن الجمعيـة الدولية                                Verité-action                             لمساندة المساجين السياسيين       الرئيــــــــــــــــــس                                    الرئيـــــــــس   الأستاذة سعيدةالعكرمي                                    صفوة عيسى                                                                                                                                                                                                                                                                  

9 ـ عبد النبي بن رابح

  بطاقة تعريف سجنية   * الاسم و اللقب :     عبد النبي بن علي بن مسعود رابح * المستوى التعليمي:  ثالثة ثانوي * المهنة :  تلميذ * الحالة الاجتماعية : أعزب وتعاني عائلته صعوبات مادية ، ضاعف من حدتها الأراض المزمنة الملازمنة لوالديه . * تاريخ الدخول للسجن :   1991 وقد كان ضحية لتعذيب وحشي  مازال يعاني اثاره الى حد الان وخاصة في مستوى ركبتيه جراء وضعية  التعذيب المسماة ( الدجاجة المصلية ) و (تعليقة جنوب افريقيا )المتمثلة في تعليقه من ساقيه الى السقف وراسه الى اسفل مما يشكل ضغطا علىالركبتين  وعلى الاربطة المتقاطعة بها  مماجعله عاجزا عن المشي بصورة طبيعية  ولم تفلح العملية التي اجريت عليه بالسجن في تحسين وضعية ركبتيه وقد سببت له إصابة في رأسه  اعراض مرض الاعصاب  كالرعشة ونوبات الصرع  وفقدان التركيز ، وهو مصاب ايضا  : بروماتيزم العضام وقرح المعدة ، * الحكم  :  مدى الحياة  + 13 سنة * السجن الحالي :  برج الرومي  وقد كان عرضة لنقل تعسفية ظالمة  حيث انتقل بين سجون  9 افريل تونس والناظور و المهدية والقصرين وسوسة والمنستير وقفصة والمسعدين  ومرناق  وقابس والكاف  وبرج العامري وصفاقس  * العنوان : 13 شيخ محمد الماظور حي التحرير رقم الهاتف  71516295  (الام عائشة +الوالد عم على ) للمراسلة :  عبد النبي بن علي بن مسعود رابح ، السجن المدني   » برج الرومي  » ، ولاية بنزرت ،  الجمهورية التونسية .  نداء لكل من يتعاطف مع سجين رأي يقبع خلف القضبان منذ قرابة العشريتين : بادر بكتابة كلمة .. أو مراسلة منظمة وطنية أو دولية .. أو مكاتبة الجهات الرسمية .. أو مكالمة عائلته ..أو مساعدة أبنائه … حتى لا نقول أننا لم نكن نعلم ….!

حملة الإفراج عن  » مساجين العشريتين « 


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 08/07/2008 الموافق ل 5 رجب 1429

صيحة فزع بعد 14 يوما من الإضراب المفتوح عن الطعام رمزي الرمضاني في خطر

 
يواصل سجين الرأي الشاب رمزي بن جيلاني الرمضاني المعتقل حاليا بسجن المرناقية إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الرابع عشر على التوالي للمطالبة بإطلاق سراحه علما بأنه يقضي عديد الأحكام بالسجن بلغ مجموعها واحدا و عشرين سنة في انتظار الحكم في سبع قضايا أخرى من أجل نفس التهم الواردة بقانون الإرهاب غير الدستوري. و قد ذكرت لنا عائلته التي زارته بسجن المرناقية اليوم الثلاثاء 8 جويلية 2008 أنه لم يعد قادرا على المشي و يتكلم بصعوبة كبيرة مؤكدا أنه سيواصل إضرابه حتى تحقيق مطالبه العادلة و المشروعة. و حرية و إنصاف ترفع نداء إلى كل المنظمات و الجمعيات الحقوقية بالداخل و الخارج أن تتدخل لدى السلطات التونسية لإطلاق سراح سجين الرأي رمزي الرمضاني الذي يعتبر ضحية أخرى من ضحايا الأحكام المكررة. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

 

إلى لطفي إقليعي في مثواه الأخير..

إلى أخ عزيز أحسبه عند الله شهيد.. لماذا نساك التنظيم يا فارس الآداب بمنوبة.. إلى أخي أهدي هذا المقطع من روايتي.. وقد مرت على استشهاده ثلاث عشرة سنة..  
 
رنّ الهاتف: ـ ألو أسير؟ ـ ألو نعم أنا أسير، من معي؟ ـ معك منصف، هل سمعت؟ ـ ماذا حدث، تكلّم، اِنطق، ماذا حدث؟ ـ هل تعرف لطفي إقليعي؟ ـ نعم أعرفه.. ومن لا يعرف لطفي في كلّية الآداب بمنّوبة ؟ أخ عزيز وصديق شهم ومناضل شجاع.. درس معي في كليّة الآداب .. وهو يدرس الآن بجامعة السّربون الثّالثة منذ ثلاثة سنوات.. قال منصف: ـ البقاء للّه.. لقد مات لطفي بعد تعذيب وحشيّ، في دهاليز وزارة الدّاخليّة، بعد أن عاد إلى الخضراء منذ أيّام.. وسقطت سمّاعة الهاتف من يدي..  قدمت إليه متلهّفا مشتاقا، أحمل قلبا مقيّدا بين ضلوعي، لعلّ الحرارة تعاود هذا الفؤاد.. ولكنّه فارقني قبل اللّقاء بدون وداع.. فارقني، وأنا الّذي كنت أُمَنّي النّفس، بأن يكون أنيسي في هذه الرّبوع الموحشة.. ومنذ ذلك اليوم تخاصمت مع هذه المدينة.. هذه الّتي استقبلتني بكيّة في قلبي، لن تبرأ أبدا.. فهي حريق متجدّد كلّما تذكّرت كليّة الآداب.. وتذكّرت لطفي.. كلّ الأماكن الّتي مررت بها، كانت منذ البداية تعلن عليَّ الحرب.. تستقبلني بالأحزان الّتي طالما سحقت وجداني، وتراكمت البراكين.. براكين تنفجر في قلبي وعقلي.. وصفعني فقد لطفي.. وتفاقمت الجراح على درب الهجرة الجديدة.. وهكذا بدت أحوال الزّمان لعينيّ جليّة واضحة.. وأخذت حذري من الأيّام.. وأنا أستعدّ لاستقبال مصائبها وفجائعها.. ومضى ذاك الزّمن الّذي كنت أهفو فيه إلى حياة هادئة، وأيّام طيّبة وسعيدة.. قتلوا لطفي!! قتلوا الرّجولة والشّجاعة.. قتلوا الثبات والنضال.. قتلوا الوسامة والجمال.. قتلوا الفطنة والنجابة.. قتلوا رجلا لا كالرجال.. وطالبا لا كالطّلبة إذا حمي وطيس المواجهات بين الطّلبة وقوّات البوليس.. أعدموا زهرة قلبه التّي أينعت بحبّ النّاس جميعا.. وهنا تفنى الدّموع.. ينهمر الدمّ القاني.. وكلّ المراثي لن تُوفّيك يا فارس الآداب حقّ الرّثاء.. لطفي منارة الطّلاّب البؤساء القادمين من الأرياف والقرى.. يساعد هذا الطّالب.. ويُوجّه تلك الطالبة.. ولأنّه مُمثّل الطّلبة في الجامعة.. كان لا ينام من اللّيل إلاّ قليله بحثا عن حلول للطلبة في تسجيلهم ومبيتهم ومأكلهم ومِنحهم.. قتلوه لأنّه آمن بحبّ الطّلبة ولم ينحنِ.. بل آثر الحياة الكريمة، حتّى ولو كلَّفه ذلك حياته.. ومات لطفي.. ولم تمت ذكراه.. بل ظلّت مغروسة في وجدان الّذين أحبّوه.. مات لطفي فلمن تتزيّن المدينة بعدك يا حبيبي؟ ما زلت أذكر ذلك اليوم، وقد مضت ستّ سنوات على وفات لطفي.. وبعده أصبحت أتطيّر بيوم الأحد.. يوم الأحد تحوّل إلى مخزن للكوابيس.. مخزن مستغلق لم أعرف كيف أفتحه أو أتجاوزه.. بقيت يابسا في مكاني حتّى المساء.. ولم أعرف في ذلك اليوم مذاقا للطّعام الّذي أعدّه بلقاسم.. وكنت في أعماقي أصرخ، أبكي، أنتحب على خيرة الشّباب يدفع ضريبة العيش الكريم.. فتحت النّافذة كعادتي.. وأخذت أنظر إلى السّماء، أبحث عن لطفي في مقبرته.. كيف دُفن ليلا تحت حماية مكثّفة من الشّرطة والحرس. ومنعوا أمّه من رؤيته.. ـ تصوّروا أُمّاً تُمْنع من رؤية ابنها المقتول.. تصوَّروا الجمرة والألم والنّار الّتي تسكن فؤاد هذه الأمّ.. إنّها سلطة الشّرّ والجبروت تسرح في الخضراء بغير حساب.. انحدرت دموعي وأنا أصرخ: ـ أيّ قانون يسمح بحرمان أمٍّ من رؤية ابنها، وهو يوضع في حفرته الأخيرة.. يدفن ليلا، وتحرم أسرته من أن تكحّل عينيها بنظرة الوداع الأخير.. وكلّ ذلك بدعوى الحفاظ على الأمن، واحترام دولة القانون والمؤسّسات.. بقايا الحزب ورموزه لم يضعوا صورته بين صور الشّهداء.. فلماذا ؟ ألا يُعدّ واحدا من أبناء التّنظيم!؟.. ألا يُعدّ واحدا من أبناء الصحوة الإسلامية.. !؟.. وكأنّ لطفي لم يكن ينتمي يوما إلى هذا الجسم الّذي يعيش قادته على الوهم.. ومضت الأيّام كسيحة عرجاء.. وكلّ الأخبار الّتي تأتي من تلك القرية كعادتها: ـ أُلْقِيَ القبض على سمير.. مات السّيّد سحنون من فرط التّعذيب.. اقتحمت الشّرطة منزل نزيهة، وتّم اعتقالها.. أمّا عائشة فقد مضت سنة على سجنها، وتعيش طفلتها الصّغيرة مع جدّتها.. أمّا مُنجي فقد أغلقوا مغازته.. وأُجْبِرت كلّ الطّالبات والتّلميذات المتحجّبات على نزع الحجاب.. الأخبار نفسها تتكرّر في كلّ يوم، منذ خروج الكلب سربروس إلى شوارعها.. اللّيل المرّ الثّقيل يقطع أجنحتي.. وأشعّة الشّمس المسافرة في بهو الغرفة عاجزة عن طرد الصّقيع.. ولطفي الحبيب يرقد في حفرته ولا أحد من قادة التّنظيم في باريس يذكره.. أقف وخفقان قلبي ريح من الرّمال المتحرّكة.. وهذه حلقي قد امتدّ إليها الظّمأ.. وعمَّنا السَّراب.. لقد عاش لطفي سنواته في كلّية الآداب بمنوبة بطلا ومناضلا ولكنه مات نكرة.. بعد أن نساه إخوانه.. ونساه الحزب الّذي ينتمي إليه.. أتوقّف مع ذكرى جلساتي مع لطفي في كليّة الآداب، ملجإ أحتمي به من جنون المدينة، بعدما وقع ما وقع.. وكلّما تذكّرت لطفي ازددت تورّطا في عدم الخلاص من جنون المدينة الّتي تركب في كلّ ساعة صورة.. مرّة تركب صورة حمار بحجم بعوضة.. ومرّة تركب صورة ذبابة بحجم فرس أو تمساح .. حمار غليظ الطّبع.. ذبابة طائشة.. تمساح أحمق.. اللّيل مرّ.. وخبر مقتلك يكمِّم الأفواه في جزيرة جربة.. الجزيرة جنّة السّيّاح من الأجانب.. وفي باطنها تحرم الأمّ من تكحيل عينيها بجثمان فلذة كبدها.. ابنها الّذي غاب عنها سنتين.. وعاد إلى الجزيرة هامد الجثّة بارد الجبين في صندوق، ليُدْفَن ليلا تحت حراسة مشدّدة..  والأكثر إيلاما يا صديقي، هو تقصيري في عدم اللّقاء بك، فور وصولي إلى باريس..  كلماتك وأنت تخطب في حشود الطّلبة، تتقلّب في ثنايا الذّاكرة.. وتنام في قلبي كلهيب من جمر.. وتستيقظ في وسط اللّيل مرعوبة.. وتتواصل الكوابيس.. عملاق صوتك، وهو يرتفع في فضاء الخضراء مع الآذان، ومع جداول الماء، ومع أغاريد الطّيور العائدة مع المساء بطانا إلى أوكارها.. كنت وسيما جميلا.. وكان كلّ ما فيك جميلا متألّقا.. رحم الله لطفي.. ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله.. ومرّت الشّهور.. وفَقَدَ يوم الأحد نكهته، وهو أحبّ الأيّام إلى قلبي.. هي ذي مدينة باريس.. أتأمّلها كما أتأمّل الصّخور الشّاهقة، الموزّعة على سواحل المتوسّط.. دخلتها حلما واختراقا لكلّ الحواجز الّتي حالت بيني وبينها.. باريس مشوار وبعده خطوات لا تكتمل.. عملاقة كتلك المخلوقات الهائلة الّتي تصوّرها أفلام الرّعب الأمريكيّة.. فيها تتقلّص المسافة بين الحلم والحقيقة.. وبين الجنون والعقل.. مدينة في أنفاقها يعيش المشوّهون.. و أنا واحد من هؤلاء المشوّهين.. لطيلة ثلاث سنوات عشت معهم.. المدينة تهتزّ على وقع خطوات جبّارة.. خطوات امرأة عملاقة، ماردة، امرأة لم يكن أحد يعرف سرّها.. فم كالمرمر ولكن تفوح منه عفونة الغرب كلّها.. كانت تسير.. وكان كلّ النّاس يسيرون وراءها.. كانت تمارس معهم لعبة حوّاء، ولكنّها حوّاء العملاقة، المتحرّرة من كلّ قيد..  انتصبت أراقب المشهد.. ولقد كان مغريا.. ولكنّني لم أتحرّك مع جملة من تحرّك.. لطفي ذلك البياض المطلق يمسك  بذراعي: ـ لا تتقدّم وإلاّ احترقت.. ـ كيف حالك أخي قلت؟ ـ لا تتقدّم، هنا الوقفة تُطلَب فلا تُدْرَك.. لطفي يمسك بيدي.. ويضغط عليها.. كانت نظراتي تتسلّق بياضه.. المرأة العملاقة تتّجه نحوي.. والكلّ من خلفها يصيح بي: ـ تقدّم التحق بنا. ولكنّ لطفي ظلّ ممسكا بيدي ويهمس: ـ خطوة إلى الأمام ويموت عنادك.. وبعدها تتسلمّك القرية جثّة هامدة.. ولن تتزيّن بالبياض مثلي. المدينة كلّها ذاهبة نحوها. ولطفي يخرج من بياضه إبريقا: ـ هيّا توضّأ، فما وجدت بعد الماء عتقا منها.  يصبّ الماء، ويصرخ: ـ يا وطنا كساه دمي أما زلت تذكرني؟ أيها الوطن اشتعل حنينا.. وانزل بردا وسلاما على صدر أمّي الظّامئ. اشتعل أيّها الوطن، وامنع الكارثة. وفجأة غاب لطفي.. ووجدتني وحدي أقاوم. غاب لطفي ولم تغب المدينة السّاحرة.. هممت بخطوة على دربها.. فاشتعلت أنفاسي ضيقا من رائحة فمها النّتنة. صوت لطفي أسمع صداه: ـ يا أيّها الواقف، خطوة واحدة وسيُفْنِيكَ شكل الجسد. يا أيّها الواقف، خطوة ولن ينبت على جبينك غصن الزّيتون.. توقّف لا تسافر في لحم الجسد.. رغبة عارمة في الّتقدم، يشلّها خوف من منتهى الوصال.. وصال البياض أفضل من وصال المدينة.. وصال البياض الّذي يحلّق فوقي، ليمنعني من ضعفي، وليمنع عنّي السّقوط.. الحوار نزيف.. وإذا استمرّت في انتشارها، ستكون هجرتي هجرة لا تنتهي، وسوف لن أعود لأشمّ ثرى الأرض.. أرض امتدّت فيها جذوعي وترامت فيها أغصان قلبي.. أفتّت ترابها بين أصابعي، ومع قربها ازداد القرب، ومع بعدها ازداد القرب وازداد العذاب.. وطوّحت بنا الأحداث، وانتهينا إلى التّيه. الطّيف يتلاشى، ولكنّ كلماته ما تزال تصل مسامعي: ـ إن توغّلت كانت العودة عبثا.. امتنعت عن التّقدّم فأخذت المدينة تحاصرني.. خفقات قلبي تتتابع.. استحال الخلاص منها.. وانتفض الجسد كطير مذبوح من الألم.. قالت: ـ فأر ويجب أن أصطاده.. وهنا امتدّت يدها الجبّارة، أمسكت بعنقي لتسلّمه إلى طوق ينتهي بسلسلة طويلة.. وافتقدت صوت لطفي إلى الأبد.. ذاتي لم تعد امتزاجا بخصوبة الأرض.. صورة الأرض الّتي تشبّعت بها روحي هي الأخرى قد غابت.. وبعدها لم يصل الحبيب حبيبه.. استيقظت غريزة الحياة فيَّ أقوى من الموت وأقوى من العبوديّة.. بدأ الطّوق يشتدّ، ويكبر حول عنقي، وأحسست بالاختناق.. اليد الجبّارة تحتلّني.. والمرأة تنظر إليَّ بانتصار.. ويكبر العناد، وتستمرّ المقاومة، ويستمرّ عواء المدينة: ـ هيّا اتبعني، خطوة واحدة على دربي، وستكون أنا، لا غيري.. ستكون إله الحبّ وشاعر اللّذّة.. سنكون جسدا واحدا وقلبا واحدا.. سمائي تظلّك وأرضي تفرش طريقك ربيعا ومالا.. تثاءبتْ.. فكان العذاب انتشارا في أعصابي.. أنفاسها تفور بتعفّن كلّ المراحيض.. الجماهير المحتشدة تتقدّم نحو هذه السّاحرة. حتّى تلك الجماهير التّي هي خلف البحار ركبت قوارب الموت تبتغي مسحة عطف من هذه السّاحرة.. فأكلت بعضهم الأمواج، والبقيّة عادت تجرّ أذيال الخيبة.. قوارب توزّع الموت في البحار والمحيطات.. وعلى الشّواطئ تتمدّد الجثث كأنّها أخشاب مسندة.. أخذت السّاحرة بطرف السّلسلة وجذبتني إليها. ـ هيّا تقدّم ـ أكره الانقياد. ـ هيّا تقدّم وإلاّ ألهبت جسدك. هيّا إنّني أكره العناد.. ـ لطالما عشقت المعاندة، فأنا أسير عبد الجواد.. ولولا هذا العناد ما تركت وطني وجئت إليك.. ولمّا نفِد صبرها، سحبتني من عنقي بعنف فصرخت: ـ لن أخطو تجاهك بإرادتي أبدا. ـ ستركع أمامي عاجلا أم آجلا.. ستنحني لتقبِّل أقدامي أيّها المتشرّد.. ـ أبدا لن أنحني يا سيّدة العواصم. ـ لن تحتمل غضبي تمتمت في ألم: ـ لن أتقدّم إليك إلاّ أشلاء بعثرها سخطك. وارتفعت عيناي إلى السّماء وانفجرت الشّكوى: ـ أمطري لعلّني أتخلّص من أنفاسها الكريهة.. أمطري فالأرض تريد أن تغتسل من درن ينزّ من شفتيها كلّما ضحكت، كأنّها جثّة تداعت عليها كلابها.. قالت: ـ عنادك يعني موتك. قلت: ـ سقوطي هو الموت يا نجلاء لامرتين وبودلار وفكتورهيغو. أسرع لكي تعيش أو أسرع لكي تموت فلا خلاص لك.. ليل المدينة لا يريد أن ينتهي.. وسنوات غربتنا تزداد سنة أخرى.. فظيع أن يعيش المرء في الخوف والانتظار.. عندما ينتهي المقام بين فكّي تمساح عجوز.. تمساح هرم لا هو يفترسنا ولا هو يطلقنا.. يحبسنا ويأكل من زادنا من أمننا ومن حلمنا ومن أفراحنا.. ذلك هو المنفى..   وغاب الوطن في سمائه بعيدا ولكنّه ظلّ حنينا وأشواقا تسكننا.. غاب كما غاب لطفي إكليعي عن عيون أمّه وأبيه وأحبابه ولكنه رغم موته فهو يسكن منّا القلوب التّي امتلأت ذات يوم بحبّه..                  فـنِمْ يا فارس الآداب في قبرك قرير العين فلقد عشت بطلا ومتّ بطلا.. وستظلّ كلّية منّوبة تذكرك وتذكر نضالك.. وتذكر ذلك الفارس الوسيم.. رحم اللّه لطفي إكليعي ورزق والديْه الصّبر والسّلوان فلقد كان مصابهما فيه عظيم.. عبد الحفيظ خميري رواية: الخضراء.. الذاكرة والموت .. الذاكرة والميلاد يمكنكم قراءة الفصل الأول من الرّواية على موقعي: www.khemiri.com

 
 

بعد انتخابهم لعضوية المؤتمر القادم للحزب الحاكم تونس: النواب يناشدون الرئيس الترشح لانتخابات 2009

 

 
تونس – محمد الحمروني  جرت في تونس يوم الأحد 6 يوليو الجاري انتخابات نواب مؤتمر التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم، الذي يعقد في الفترة ما بين 30 يوليو و2 أغطس القادم، وهو المؤتمر الخامس بعد التحول الذي أوصل الرئيس زين العابدين بن علي إلى الحكم سنة 1987. وأشرف على الانتخابات التي دارت في وقت متزامن في مختلف محافظات البلاد أعضاء الديوان السياسي واللجنة المركزية للتجمع. وأكد المتدخلون في كلماتهم الانتخابية على أن هياكل التجمع تشكل الإطار الأمثل لترسيخ ثقافة الديمقراطية والشفافية والتنافس النزيه في الحياة السياسية الوطنية. وناشد المشاركون في هذه الانتخابات الرئيس زين العابدين بن علي الترشح للانتخابات الرئاسية لسنة 2009. ويمثل انتخاب النواب المرحلة الأخيرة في سلسلة الاستعدادات لعقد المؤتمر القادم للحزب الحكام والذي سيشكل انعقاده محور الحياة السياسية في الفترة القادمة. وتشير كل الدلائل على أن المؤتمر القادم سيعلن عن ترشيح الرئيس بن علي لولاية خامسة. وكان الرئيس التونسي أجرى سنة 2004 تعديلا دستوريا ألغى بموجبه تحديد عدد الترشحات لرئاسية الجمهورية. وأثار هذا التعديل جدلا واسعا في تونس. (المصدر: صحيفة ‘العرب’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 8 جويلية 2008)

في رحاب العدالة: أما حان الوقت لإنشاء فروع جهوية جديدة للمحامين؟  

 
بقلم: الأستاذ المنجي غريبي   بعد حوالي عشرين سنة من سن قانون المحاماة الجديد، يقتضي الأمر وقفة تأمّل لتقييم سنوات التطبيق و للوقوف على النواقص لتطوير هذا القانون. ولو أن البعض يتوجّسون من أي تنقيح خوفا من أن يكون الجديد أسوأ ممّا سبقه، فإنّ منطق التطوّر وسننــه، يقتضي تقييم التجربة. وأهمّ ما جاء به قانون 1989 إحداث الفروع الجهويّة، وهو تصوّر وقع بمقتضاه تجنّب إنشاء عمادات جهوية، ولكن بعد أن تضاعف عدد المحامين خلال العشريتين الماضيتين حوالي أربع مرّات، يكون من اللاّزم إنشاء فروع جديدة، خاصّة وأن قانون المحاماة إفترض الحد الأدنى لعدد المحامين  لإنشاء فرع جهوي بمائة. وقياسا على الفقرة الأخيرة من الفصل 49 من قانون المحاماة التي تنصّ على أنه « كلّما أحدثت محكمة إستئناف يلحق المحامون المنتصبون بدائرتها بأحد الفروع.. وذلك بأمر »، فإن إنشاء الفروع يكون بأمر، وقد يكون حان الوقت لبعث فروع جديدة لتقريب المحامين  من هياكلهم ولمزيد إحكام سبل التنظيم والتصرّف والمراقبة.   لقاء ثلاثي عن المعهد الأعلى للمحاماة   الحديث الّذي أدلى به الأستاذ الهادي التريكي مدير المعهد الأعلى للمحاماة والأستاذ أحمد بن طالب مدير الدراسات والتكوين و السيد زياد خذير كاتب عام المعهد ، لجريدة الصباح(الأحد 6 جويلية 2008) كُشف فيه رسميا عن عدد البقاع المعروضة للتناظر والّتي هي في حدود 225 مقعدا وهو رقم يشكّل حوالي 4 أضعاف ما يستوعبه المعهد الأعلى للقضاء. كما من اللّقاء الثلاثي. وبخصوص الإلتحاق بالمحاماة، أشار الأستاذ الهادي التريكي، أنه « عند تخرّج الدّارس بالمعهد يدرج آليا ضمن جدول المحاماة باعتباره سيحصل على شهادة الكفاءة في مهنة المحاماة حسب قانون 1989. أمّا عن دور الهيئة الوطنية للمحامين فسيقتصر على الترسيم.. » وقد فسر هذا القول بأن ذلك يعني، أن الهيئة لن تصبح ماسكة لجدول المحاماة فعليا. وقد إستوضحت الامر مباشرة لدى الأستاذ التريكي، الّذي أكّد أن المقصود بذلك هو أن شهادة الكفاءة ستكون المدخل الوحيد لمهنة المحاماة. أمّا صلاحيات الهيئة فلن تتغيّر، و لها مثلا أن ترفض الترسيم إذا طرأ قبل التخرّج أو بعده ما يحول دون القبول، أي عدم توفّر أحد شروط الترسيم بالجدول…   …19 جويلية آخر أجل للترشّح   حدّد يوم 19 جويلية 2008 آخر أجل لغلق قائمة الترشحات لمناظرة الإلتحاق بالمعهد الأعلى للمحاماة ، وذلك للمتحصّلين على الأستاذية في الحقوق والعلوم القانونية أو ما يعادلها من الشهادات الأجنبية في الحقوق والعلوم القانونية. وستجرى المناظرة يوم الإثنين 8 سبتمبر 2008 و الأيام الموالية. وبخصوص السن يشترط أن يكون المترشّح لا يتجاوز 47 عاما في 1 جانفي 2008. وحسب المعطيات الأولية فإن الإقبال كان مكثفا منذ يوم السبت الماضي.   حقيقة البداية، و بداية الحقيقة   من المفروض أن يكون صندوق التقاعد والحيطة للمحامين قد بدأ في إسداء خدماته بداية من 1 جويلية 2008. ولكن بعد أن تمّ تسويغ مقر للصندوق، ينتظر أن يكون الصيف ساخنا لترتيب كل الأمور، وضبط الحسابات وتعريف المحامين بالنطاق الحقيقي للتأمين الصحّي. وقد بدأ المنخرطون يتوافدون لإيداع بطاقات الإسترجاع ، والّتي تقبل مؤقّتا من إدارة الهيئة. والملاحظ أن المسؤولين عن الشؤون المالية ينتظرون بفارغ الصبر أولى الكشوفات عن نتائج إستخلاص طوابع المحاماة. مع الملاحظ أن تصفية حسابات الطابع القديم قد تمّت مؤخّرا ودخل للصندوق حوالي 430 ألف دينار. وتعدّ النتائج الاولى لإستخلاص طابع المحاماة المؤشر الهام لمستقبل مداخيل الصندوق. كما يجدر التذكير أن نفس الدوائر القضائية الساّبقة الّتي تسجّل بإستمرار تخلّفها عن وضع الطابع هي نفسها وتواصل نفس السلوك، فكيف ستتعامل الهيئة مع المعطى القديم الجديد، وكيف سيتفاعل المحامون  مع خدمات الصندوق؟؟.   إعلام نيابة مشترك   في إحدى الجلسات أمام محكمة الإستئناف بتونس، قدّم محاميان إعلام نيابة مشترك لنفس المتقاضي، ودون أن يكونا مباشرين للمحاماة في إطار شركة. والأمر لا يحتاج إلى أي تعليق.   لماذا لا تحدث مكاتب للخدمات السريعة بالمحاكم؟   المعلوم أنه منذ مدّة تمّ بعث مكاتب للخدمات السريعة في بعض الفضاءات الكبرى لتوفير بعض الخدمات السريعة مثل مطابقة النسخ للأصول والتعريف بالإمضاء والحصول على مضامين من الحالة المدنية. وبحكم أن أوقات عمل هذه المصالح يمتدّ إلى ما بعد التوقيت الإداري، فقد ساهمت هذه المصالح في توفير الكثير من الوقت والأعباء على طالبي الخدمات. ولكن ما يلاحظ أن هذه الخدمات السريعة غير متوفّرة في المحاكم،الّتي تكون فيها الحاجة ملحّة جدّا في كثير من الأحيان إلى مثل هذه الخدمات وتجعل المحامين والمتقاضين أحيانا يضيعون الكثير من الوقت للحصول على مثل هذه الخدمات الّّتي قد يتطلّبها سير القضايا وإجراءاتها. فعلى غرار الشبّاك المستمر وكتابة السجل التجاري، لماذا لا يقع التفكير في إحداث شبّاك للخدمات السريعة على الأقل في كل محكمة إبتدائية ؟   الجلسة العامّة للجنة الوطنية للإتحاد الدولي للمحامين   عقدت اللّجنة الوطنية للإتحاد الدولي للمحامين جلسة عامّة يوم السبت الماضي بدار المحامي للتدارس حول نشاط اللّجنة وإنتخاب رئيسها. وقد تمّ الإتفاق في هذه الجلسة العامّة على مزيد تنظيم وتفعيل أعمال اللّجنة في المجال العلمي وتنشيطها كي تساهم في المؤتمرات والندوات الدولية بنجاعة. وقد تمّ الإتفاق على أن يضطلع العميد عبدالستار بن موسى برئاسة هذه اللّجنة.   المصعد المفقود   مبنى الإدارة الجهوية للمكية العقّارية بأريانة يفتقر إلى مصعد رغم أن مدرجاته المؤدية إلى الطوابق العليا مضاعفة، وهو ما يعطّل سرعة الحركة نسبيا للأعوان العاملين ومشقّة لطالبي الخدمات وخاصّة كبار السن منهم. والمعلوم أن أعمال الهندسة المعمارية كانت خصّصت مكانا للمصعد وقع الإستغناء عنه لاحقا. وبالتّالي فإن تركيز هذا المصعد لا يتطلب أي تحوير للبناء، إذ يكفي فقط إحداث الفتحات في مختلف الطوابق وتركيز التجهيزات اللاّزمة.   عن إيداع العقود بإدارات الملكية العقّارية   بعد تحرير عقود البيوعات العقّارية تودع بالقباضة المالية للتسجيل، فيقع الإحتفاظ بثلاثة نظائر. النظير الأول يبقى لدى القباضة والثاني يوجّه إلى إدارة مراقبة الأداءات والثالث يوجّه إلى إدارة الملكية العقّارية الّتي يقع بدائرتها العقّار.   وفي الحالة الأخيرة تطرح ما لا يقل عن ثلاث إشكاليات:   الإشكالية الأولى أن الفصل394 من مجلّة الحقوق العينية، ينصّ على أن إحالة الوثائق من القباضة إلى إدارة الملكية العقارية يكون في اجل أقصاه 7 أيام من تاريخ تلقيها… ولايعتبر تاريخ عملية الترسيم إلا من تاريخ تلقّي إدارة الملكية العقّارية لتلك الوثائق.. » ولكن هذا الأجل قلّما يحترم لإشكاليات إدارية. وإذا إعتبرنا أن الحق لا يكون إلاّ من تاريخ ترسيمه بالسجل العقّاري وإبتداء من تاريخ ذلك الترسيم، طبق الفصل 305 من مجلّة الحقوق العينية،، فإنّ إشكاليــــــــــــات كثيرة قد تحصل بين التسجيل والترسيم  ويطول الخوض فيها.   الإشكالية الثانية، إن العقود المحالة مباشرة من القباضات المالية قّلما تقبل، لما يطرأ من نواقص مثل إضافة مضامين الولادة، وقد يمكث العقد مدّة طويلة قبل أن يشعر المشتري بأن كتب شرائه لا يمكن ترسيمه مع تعداد الأسباب.   الإشكالية الثالثة، أن الفصل 377 (ثالثا) من مجلّة الحقوق العينية ينص في فقرته الخامسة، على أن محرّر العقد يتولّى تقديم الصك ومؤيّداته بما في ذلك سند الملكية المسلّم لصاحب الحق، إلى قابض التسجيل ويقوم بالإجراءات اللاّزمة للترسيم. ويكون مسؤولا عن مخالفته لأحكام هذا الفصل وللاحكام التشريعية والترتيبية المتعلّقة بالترسيم..   وكما يلاحظ هناك نوع من الّلخبطة، الّتي تقتضي المراجعة والتعديل، وقد يكون من الأجدى إعفاء القباضة المالية من مهمّة إحالة العقود والوثائق، لأن ما يحصل في الواقع أن الإيداعات تتمّ من أصحاب الحق أو محرّري العقود.كما يجب مراجعة كيفية التسجيل لأنّه كثيرا ما يحدث أن يطلب صاحب الحق تأجيل عملية التسجيل لتوفير المال اللاّزم بل يقبل  حتّى توظيف خطايا تأخير عملية التسجيل لعدم توفيره للمبلغ اللاّزم. وهذه المراجعة يجب أن تشمل المسؤولية ، وكل ذلك بتقييم تجربة أكثر من 15 سنة ..   المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 8 جويلية 2008 


بولينا التونسية تعتزم طرحا عاما بقيمة 84.91 مليون دولار

   

 
تونس (رويترز) – قال مدير اصدار يوم الثلاثاء ان شركة بولينا القابضة التونسية تعتزم جمع 99.18 مليون دينار تونسي (84.91 مليون دولار) عن طريق طرح عشرة بالمئة من رأسمالها في بورصة تونس.   وقالت شركة الوساطة المالية (تونسي فالور) ان بولينا التي تعمل في الصناعات الغذائية وقطاعات أخرى ستطرح 16 مليونا و670 ألف سهم جديد يخصص ستة بالمئة منها للمستثمرين الاجانب بسعر 5950 دينارا للسهم.   ولم تذكر تفاصيل أخرى مثل تاريخ الاكتتاب.   وقال محلل لدى دار السمسرة طلب عدم نشر اسمه « نتوقع لعملية بولينا … أن ترفع حجم السوق بأكثر من عشرة بالمئة. »   وهناك نحو 52 شركة مدرجة في بورصة تونس التي تبلغ قيمتها السوقية الاجمالية 7.6 مليار دينار.   وتأسست بولينا عام 1967 وهي مملوكة بنسبة 40 في المئة لعائلة بن عياد. ولدى الشركة 71 وحدة تابعة وتوظف ستة الاف عامل.   (الدولار يساوي 1.168 دينار تونسي)   المصدر: وكالة  رويتزللأنباء بتاريخ 8 جويلية 2008 


بعد الأحداث التي عقبت نهائي الكأس برادس الوزارة تدعو الجميع إلى تحمّل مسؤولياتهم إزاء التجاوزات والاضطرابات والشعارات المنافية للأخلاق ومجابهتها بصرامة

 

 
  على اثر الاحداث التي جدت اثر مقابلة نهائي الكاس في كرة القدم يوم السبت 5 جويلية 2008 بملعب 7 نوفمبر برادس اصدرت وزارة الشباب والرياضة  والتربية البدنية امس الاثنين بلاغا عبرت فيه عن عميق اسفها وبالغ استيائها لما صدر عن فئة من الجماهير المحسوبة على الرياضة خولت لنفسها العبث بكل القيم الرياضية السامية وترديد شعارات منافية للاخلاق والروح الرياضية واتلاف تجهيزات رياضية تعتبر بشهادة الجميع من ارقى ما توفر لبلادنا ولعديد الدول الاخرى كلفت المجموعة الوطنية استثمارات مالية باهظة. وجاء في البلاغ «ان وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية تدعو في هذه الظروف كل الجامعات والرابطات والجمعيات وكل الهياكل الرياضية المتدخلة في الشان الرياضي الى تحمل مسؤولياتها بشان كل ما يحدث من تجاوزات واضطرابات ومزيد تاطير الجماهير الرياضية وتحسيسها بخطورة هذه الاعمال كما تحثها للوقوف بكل حزم وصرامة لوضع حد لهذه التصرفات اللامسؤولة. كما دعت الوزارة هذه الهياكل الى تطبيق القوانين الجاري بها العمل على كل المخلين بالروح الرياضية وبالاملاك العامة حتى تبقى رياضتنا سليمة من هذه الظواهر الشاذة ومدرسة للمواطنة ولقيم التنافس النزيه والروح الرياضية العالية.   الجامعة التونسية تؤكد   استنكرت الجامعة التونسية لكرة القدم بشدة الاعمال العشوائية وغير المسؤولة والمؤسفة التي جدت اثر مباراة الدور النهائي لكاس تونس في كرة القدم معبرة  عن بالغ استيائها لماصدر عن فئة مخلة بالاخلاق الرياضية لا تمت للرياضة بصلة. ونددت الجامعة في بلاغ اصدرته ظهر امس بالتجاوزات وبالشعارات المنافية للاخلاق وللسلوك الحضاري وادانت كل انواع الشغب داخل الملاعب وخارجها. وجاء في البلاغ انه «بقدر ما تهيب الجامعة التونسية لكرة القدم بكل الهيئات المديرة للنوادي لممارسة دورها التربوي الاساسي وتدعوها الى تحمل مسؤولياتها كاملة ازاء لاعبيها وانصارها وكل من له علاقة بها بقدر ما تؤكد شديد عزمها على فرض احترام القانون والتصدي الى كل اخلال بالمبادئ الرياضية بالصرامة التي يتطلبها الوضع».   ـــــــــــــــــــــــــــــــــ     الجامعة تؤكّد عزمها على التصدّي بشدّة إلى كلّ إخلال بالمبادئ الرياضية وفرض احترام القانون استنكرت الجامعة التونسية لكرة القدم بشدة الاعمال العشوائية وغير المسؤولة والمؤسفة التي جدت اثر مباراة الدور النهائي لكاس تونس في كرة القدم معبرة  عن بالغ استيائها لماصدر عن فئة مخلة بالاخلاق الرياضية لا تمت للرياضة بصلة. ونددت الجامعة في بلاغ اصدرته ظهر امس بالتجاوزات وبالشعارات المنافية للاخلاق وللسلوك الحضاري وادانت كل انواع الشغب داخل الملاعب وخارجها. وجاء في البلاغ انه «بقدر ما تهيب الجامعة التونسية لكرة القدم بكل الهيئات المديرة للنوادي لممارسة دورها التربوي الاساسي وتدعوها الى تحمل مسؤولياتها كاملة ازاء لاعبيها وانصارها وكل من له علاقة بها بقدر ما تؤكد شديد عزمها على فرض احترام القانون والتصدي الى كل اخلال بالمبادئ الرياضية بالصرامة التي يتطلبها الوضع».   ـــــــــــــــــــــــــــــــــ   النجم الساحلي يستنكر الأحداث التي أضرّت بالممتلكات ويدعو جماهيره إلى ضبط النفس     اتصلنا من الهيئة المديرة للنجم الرياضي الساحلي بالبلاغ التالي:   على اثر الاحداث الاليمة التي جدت يوم السبت 5 جويلية 2008 بعد مقابلة الدور النهائي لكأس تونس لكرة القدم خارج ملعب مدينة رادس الرياضية تعبر الهيئة المديرة للنجم الرياضي الساحلي عن عميق اسفها ازاء هذه الاحداث التي اضرت بالممتلكات والمنشآت. وهي اذ تستنكر بشدة هذه التصرفات وتدينها لتدعو جماهير النجم الرياضي الساحلي الى مزيد من الرصانة وضبط النفس والتحلي بروح المسؤولية وباحترام الميثاق الرياضي رغم ما يشعرون به من احباط ومن مرارة المظالم التحكيمية.   ذلك اننا نعتبر ان جمعيتنا كانت ولا تزال مدرسة تربوية عريقة تسعى دوما الى غرس الروح الرياضية الحقة في الناشئة وتدعو كافة منخرطيها ومحبيها الى وضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار. ونذكرهم بأن الرياضة هي اداة تحابب وتقارب وتآخ بين كافة افراد الشعب التونسي كما ان الانتصار والهزيمة والاخطاء التحكيمية من قواعد اللعبة ولا يمكن ان تبرر بأي حال من الاحوال التجاوزات واعمال العنف والفوضى.   عن الهيئة المديرة للنجم الرياضية الساحلي الناطق الرسمي أحمد سحنون   إجراءات تنظيمية خاصة لمباراة النجم والترجي السبت القادم بسوسة   رغم تواصل الحديث في سوسة عن نهائي كأس تونس وما رافقه من تجاوزات تحكيمية الا ان  الاستعداد للقاء النجم والترجي في نسخة جديدة مندرجة في اطارالتصفيات التمهيدية الاخيرة لكأس الكنفدرالية بدأ يفرض وجوده على الساحة. في هذا  الاطار علمنا بان اجراءات تنظيمية خاصة بهذا اللقاء سيتم اتخاذها بعد اسبوع واحد من المواجهة السخنة الاخيرة وما عقبها من احداث.   تحويرات   على مستوى العناصر الاساسية التي ستشارك في هذا اللقاء فان غيابا منتظرا لأوغمبيي الذي تعرض لنقد جماهيري للمردود الهزيل الذي قدمه في النهائي نتيجة وصوله متأخرا كما سيتم ايضا تسجيل غياب موسى ناري للاحتراف بأوروبا ومن المنتظر ان يكون ساكو وكراموكو في الموعد على ان يواصل بوكاري مهامه متفرج خالص الأجر؟؟   ماجد الحداد   المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 8 جويلية 2008   

 

وزارة الرياضة التونسية تطالب بتشديد اجراءات مواجهة الشغب

 

 
تونس 8 يوليو تموز (رويترز) – طالبت وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية التونسية باتخاذ اجراءات مشددة لمواجهة الشغب بعد اندلاع اعمال عنف عقب المباراة النهائية ببطولة كأس تونس لكرة القدم.   وقالت وزارة الرياضة في بيان وزعته على وسائل الاعلام « ان الوزارة تدعو الجامعات والروابط والجمعيات وكل الهياكل الرياضية المتدخلة في الشأن الرياضي الى تحمل مسؤولياتها بشأن كل ما يحدث من تجاوزات واضطرابات. »   وأضافت « كما تحثها للوقوف بكل حزم وصرامة لوضع حد لهذه التصرفات اللامسؤولة ».   واندلعت اعمال شغب عقب مباراة نهائي بطولة كأس تونس بسبب احتجاج جماهير النجم الساحلي على قرارات الحكم الالماني فلوريان ماير وحملوه مسؤولية خسارة اللقب.   وقام مشجعو النجم بتحطيم جزء من مقاعد مدرجات استاد رادس والقاء مقذوفات وقوارير على ارض الملعب اثر الغاء الحكم الالماني ثلاثة اهداف سجلها الفريق بداعي التسلل او المخالفات.   كما قام انصار النجم الساحلي عقب خروجهم من استاد رادس بتهشيم واجهات المسبح الاولمبي برادس وتحطيم بعض السيارات واحراق جزء من الغابة الواقعة بجوار الاستاد.   وقالت تقارير صحفية ان السلطات احتجزت نحو 100 من مشجعي النجم الساحلي بسبب اعمال العنف.   ودعت الوزارة الهياكل الى تطبيق القوانين الجاري العمل بها على كل الخارجين عن الروح الرياضية والمضرين بالاملاك العامة.   وانتهت المباراة بفوز الترجي على النجم الساحلي بهدفين مقابل هدف واحد واحراز اللقب للمرة الثالثة على التوالي.   المصدر: وكالة  رويتز للأنباء بتاريخ 8 جويلية 2008 


اختتام كأس تونس بشغب وتدمير أجّجهما التحكيم الألماني والجماهير المخمورة

 

 
تونس – خدمة قدس برس شهد اختتام الموسم الرياضي في تونس نهاية وُصفت بالمخجلة، عقب فوز فريق ‘الترجي’ التونسي بالكأس على حساب فريق ‘النجم’ الساحلي بهدفين لواحد. فقد اندلعت أحداث عنف خطيرة تمثلت في أضرار فادحة بتجهيزات الملعب الأولمبي برادس، وتبادل العنف بين الجماهير، والاعتداء على الممتلكات، وإضرام النار في غابة قريبة من الملعب. وقد انطلقت شرارة الأحداث منذ الدقيقة الثامنة عشرة من المباراة، عندما توجّه لاعب ‘النجم’ أمين الشرميطي بعد إحراز فريقه هدف التعادل بحركة وصفت بأنها لا أخلاقية تجاه جماهير ‘الترجي’ المنافس، ثم ثارت ثائرة جماهير ‘النجم’ بعد إلغاء الحكم الألماني فلوريان ماير ثلاثة أهداف كاملة للنجم، فصبّوا جام غضبهم على تجهيزات الملعب واقتلعوا الكراسي وهشّموها. كما اجتاح أنصار ‘الترجي’ أرضية الملعب إثر الإعلان عن نهاية المباراة وفوز فريقهم، وحصلت مناوشات بينهم ولاعبي ‘النجم’ الساحلي. ثم انتقلت الفوضى خارج الملعب فتم تهشيم الواجهات الزجاجية للمسبح الأولمبي القريب من المكان، وعمدت مجموعة من أنصار ‘النجم’ الساحلي إلى إضرام النار في بعض السيارات، ورمي عناضر الأمن بالحجارة. واندلع حريق متعمد في الغابة المحاذية للملعب أتى على مساحة قدرت بألف متر مربع. ونقل صحافيان من جريدة ‘الصباح’ كانا شاهدا عيان، حصول مصادمات بين جماهير الفريقين، وتبادل العنف على الطريق والقذف بالحجارة. هذا ونقلت أسبوعية ‘الصباح الأسبوعي’ تسجيل إيقافات في صفوف الجماهير الهائجة، وفتح تحقيق قضائي لتتبع المتورطين الذين لا يزال أغلبهم في حالة فرار. كما تم حجز كميات كبيرة من قوارير الخمر. وجاء أنّ الشرطة تتتبّع المشتبه فيهم اعتماداً على ما توفر لديها من صور وتسجيلات فيديو. وطرأت مساء السبت على الطريق الرابطة بين العاصمة تونس ومدينة سوسة التي ينحدر منها فريق ‘النجم’ الساحلي، عدة حوادث مرور تعود أسبابها إلى حالة السكر التي كان عليها السائقون الوافدون إلى الملعب. من جهة أخرى؛ انتقد حكام تونسيون أداء الحكم الألماني فلوريان ماير، واعتبروه فاقداً للخبرة اللازمة لإدارة مثل هذه المباريات. حيث أجاز الحكم هدفاً وصفوه بأنه غير شرعي لصالح ‘النجم’ الساحلي، سجّله اللاعب عمار الجمل في الدقيقة الثامنة عشرة، عندما أدخل الكرة في الشباك بقبضة يده، وهو ما أثبتته الصور التلفزية. كما ألغى الحكم هدفا وُصِف بأنه شرعي، سجّله لاعب ‘النجم’ مهدي بن ضيف الله، وأعلن عن مخالفات لا يستوجبها اللعب، وأبدى ارتباكاً واضحاً تجاه احتجاجات اللاعبين. وقال الحكم الدولي محمد الصالح بلاغة، في تصريح لأسبوعية ‘الصباح الأسبوعي’، إنّ التحكيم كان كارثياً لا يشرِّف نهائي كأس بلد في حجم تونس. هذا وتنتظر الفريقين مباراة ثأرية تجمعهما في نطاق كأس الاتحاد الإفريقي يوم الثاني عشر من الشهر الجاري بمدينة سوسة، وهي مباراة يتوقع أن تكون مثيرة على الميدان وعلى المستوى الأمني. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 8 جويلية 2008)


 تعيين رئيس مدير عام جديد للتلفزة التونسية

 

 
تونس 7 جويلية 2008 ( وات) – جاء فى بلاغ صادر عن وزارة الاتصال والعلاقات مع مجلس النواب ومجلس المستشارين انه تقرر تعيين السيد الهادى بن نصر رئيسا مديرا عاما للتلفزة التونسية. كما تم تعيين السيد لطفى بن نصر مديرا لقناة تونس 7 . (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 8 جويلية 2008)


السبيل أونلاين – التقرير الصحفي الأسبوعي الرابع والعشرون

 

ممارسة مستمرة للتعذيب في تونس تحت هذا العنوان ورد المقال بالموقع الالكتروني (لويت اوفيرت جورنال) بتاريخ 02 جويلية 2008 والذي تحدث عن تقريرين , الاول أعدته لجنة احترام الحريات وحقوق الإنسان بتونس والجمعية التونسية لمناهضة التعذيب والثاني أعدته منظمة العفو الدولية , وقد أكد التقريرين أن التعذيب أصبح ممارسة مستمرة وممنهجة بتونس , تستخدمه السلطات ضد المعتقلين والسجناء . وتحدث التقرير عن حالات ايقاف شملت أكثر من 2000 شخص تحت غطاء ما يسمى « قانون مكافحة الإرهاب » وذلك خلال الفترة الممتدة بين سنتي 2005 و2007 . وأشار المقال الى أن تونس ذات الـ 10 ملايين ساكن يوجد بها 140.000 شرطي , وعشرات الآلاف من المخبرين وما يقارب الـ 1500 لجنة حي وهي مليشيات تابعة للحزب الحاكم تتخذ من احياء المدن والقرى التونسية مجالا لنشاطها والتى تحصى على المواطنين أنفسهم , و كل هؤلاء يقومون بخنق البلاد أمنيا . وختم المقال الوارد في الموقع اليساري بالإشارة إلى العلاقات المميزة التى تربط كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا بالنظام في تونس , مبرزا ما ذكره الرئيس الفرنسي ساركوزي خلال زيارته لتونس من أن « مساحة الحريات تتوسع  » والتى عبرت عن انتهازية ونفاق سياسي . لويزة توسكان تجرى حوار مع زوجة عدنان الحاجي ورد بموقع « تونس نيوز » (القسم الفرنسي) بتاريخ 02 جويلية 2008 , حوارا أجرته « لويزا توسكان » مع زوجة عدنان الحاجي الناطق بإسم الحركة الإجتماعية التى تعرفها منطقة الحوض المنجمي بولاية قفصة (جنوب شرق تونس) , والكاتب العام لنقابة التعليم الأساسي بنفس الجهة والذي فضح تواطىء بعض أعضاء النقابة الجهوية التابعة للإتحاد العام التونسي للشغل مع مسؤولي شركة فسفاط قفصة وذلك لتشغيل أبناء بعض الأعيان بالشركة فتم بذلك تجميد مهامه النقابية من طرف المكتب التنفيذي للإتحاد واستدعي للمثول أمام مجلس التأديب . وقع إيقاف عدنان الحاجي يوم 23 جوان الماضي , وتم يوم 30 منه تأجيل مثوله أمام حاكم التحقيق إلى أجل غير مسمّى . وذكرت زوجته خلال المقابلة أنها فخورة بزوجها الذى كان يغلّب المصلحة العامة على مصلحته الشخصية .وبخصوص التهديدات التى يتعرض لها زوجها , قالت بانها بدأت منذ شهر جانفي , عندما منع زوجها من السفر إلى تونس لحضور جلسة مثوله أمام مجلس التأديب وذلك بعد تجميده على رأس نقابة التعليم الأساسي بجهة قفصة . واستنكرت زوجة الحاجي الزج بزوجها بسجن القصرين , مما اضطرها للتنقل صحبة ابنتها مسافة 140 كلم من أجل مقابلة تستغرق 5 دقائق فقط , وقد تنقلت ثلاث مرات بين سجني قفصة والقصرين للبحث عنه , لتبلّغ أخيرا أن زوجها موجود بسجن مدينة القصرين . أما عن ظروف الإيقاف فقد ذكرت ان زوجها أجبر على الجلوس على كرسي طيلة 27 ساعة ووقع حرمانه من النوم وذلك لإجباره على التوقيع على اعترافات معدة سلفا وتتضمن أفعال لم يقم بها . تأجيل محاكمة تونسي رحلته إيطاليا الى تونس بسبب علاقته بـ »ارهابيين » حسب وكالة الصحافة الفرنسية بتاريخ 02 جويلية 2008 فقد وقع تأجيل محاكمة صابر بن خميس الصيد الذى سلمته السلطات الإيطالية للسلطات التونسية , وذلك بسبب غيابه نظرا لمثوله في قضية أخرى . وستقع اعادة محاكمته بعد أن حوكم غيابيا , وقد بلغت مدة الأحكام الصادرة ضده غيابيا 100 سنة سجن كاملة , وذلك بتهمة « انتماءه لجمعية ارهابية تنشط بالخارج » لها علاقة بشبكة القاعدة كما تدعي السلطات . وكانت صدرت كل الأحكام الغيابية بحقه خلال فترة اقامته في ايطاليا الممتدة بين سنتي 2000 و 2007 , وخلال هذه الفترة حكم عليه سنة 2002 بـ 6 سنوات ونصف سجنا بسبب « علاقته بإرهابيين » ليرحل بعدها إلى تونس ليحاكم من جديد . وزير العدل وحقوق الإنسان بشير التكاري أكد أن المتهم « سيحاكم محاكمة عادلة وعلنية » في محاولة لدرء المخاوف من سوء معاملته , و هي الممارسة التى لن يكون المواطن المرحل بعيدا عنها . ودرجت السلطات التونسية أن تنفي ممارسة التعذيب وسوء المعاملة من جهة وتواصل ممارستها على أرض الواقع وهو ما أكدته منظمة العفو الدولية في تقريرها السنوي الأخير وكذلك بيانها الأخير والذى اتهمت فيه السلطات التونسية بنفي ممارسة التعذيب ومواصلة ممارسته فعليا . تأجيل محاكمة مسؤولي صحيفة الموقف حسب صحيفة « لومند » الفرنسية بتاريخ 05 جويلية 2008 , فقد وقع تأجيل محاكمة مدير ورئيس تحرير جريدة « الموقف » التونسية ليوم السبت 04 أكتوبر القادم . وكانت خمس شركات طالبت بتعويض قدره 300.000 يورو وذلك بتحريض وايعاز من السلطات الرسمية بدعوى الخسائر المزعومة التى تكبدتها تلك الشركات بسبب نشر خبر يتحدث عن توزيع زيوت فاسدة بتونس وقع تهريب كميات منها الى الجزائر بحسب مصادر صحفية جزائرية . وكانت صحيفة « الموقف » نقلت الخبر كما اوردته تلك المصادر , والتى حذرت الجزائريين من خطورة استهلاك تلك الزيوت الفاسدة. وقد ذكر رشيد خشانة أن التأجيل جاء بطلب من الطرفين وذلك لإعطاء فرصة للخبراء لتقييم الأضرار الممكنة التى لحقت بكل شركة من الشركات صاحبة الدعوى . ويعد هذا الفصل آخر الفصول وليس آخرها الذى يستهدف الصحيفة المعارضة . الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض يطالب بإنتخابات حرة ونزيهة حسب موقع « كوميديان بريس » , بتاريخ 06 جويلية 2008 , فإن الحزب الديمقراطي التقدمي طالب يوم السبت الماضي بإصلاحات ديمقراطية وذلك لتأمين انتخابات حرّة ونزيهة خلال الإنتخابات التشريعية والرئاسية المنتظر اقامتها خلال سنة 2009. وحث الحزب المعارض , الدولة تنظيم ندوة وطنية تشارك فيها كل الحزاب السياسية دون استثناء , وذلك لتحديد اسس قانونية وسياسية تنبني عليها الإنتخابات القادمة وذلك لتجنيب البلاد العنف والإضطرابات. ومن ضمن الإصلاحات المقترحة من طرف الحزب الديمقراطي التقدمي , فتح وسائل الإعلام العمومية أمام مختلف الأحزاب السياسية ورفع القيود المفروضة أمام الإجتماع في الفضاءات العمومية وشن عفو تشريعي عام.وطالب الحزب كذلك بمراجعة الدستور وذلك لتمديد عدد مرات الترشح للرئاسة بمرتين فقط وليس بشكل مفتوح كما يفعل الرئيس الحالي . نقد لاذع لظاهرة التسيب الأخلاقي والعنف اللفظي ورد بجريدة الصباح بتاريخ 27 جوان 2008 مقالا بقلم الصحفية سعيدة بوهلال تحدثت فيه عن استفتاء شارك فيه شبان من مختلف الأعمار ونشرت نتائجه على الإنترنيت , بيّن أن 78% من المشاركين فيه يعتبرون أن الكلام البذيء الذي يتلفظ به الشباب في الشارع هو جريمة أخلاقية ويجب أن يعاقب عليها القانون. وتأتي هذه الآراء لتؤكد نتائج الدراسة السوسيولوجية الثقافية التي أجراها المرصد الوطني للشباب حول ظاهرة العنف اللفظي لدى الشباب التونسي وبينت أن هذه الظاهرة أصبحت متفشية في المجتمع التونسي وتبرز بشكل واضح في أوساط الشباب بشكل متفاوت. وأكدت الكاتبة في مقالها أن الدراسة المتعلقة بالعنف اللفظي لدى الشباب التونسي كشفت أن الملفوظ الجنسي هو الأكثر استعمالا يليه سب الدين والجلالة ثم سب الوالدين فالتعيير والتحقير والعزارة والدعاء بالشر ثم النكت الجنسية فالغش والتلاعب بالكلام وتحميله معنى جنسيا خفيا لا يعرفه الموجه إليه ومعاكسة الفتيات والتراسل الإلكتروني عن طريق الهاتف الجوال. قناة الجزيرة تعين سامي الحاج معدا لقسم جديد عن الحريات وحقوق الانسان عينت قناة الجزيرة مصورها سامي الحاج الذي قضى ست سنوات في معتقل جوانتانامو الامريكي دون توجيه اتهامات رسميا له , معدا لقسم جديد لبرامج عن الحريات وحقوق الانسان. وقال سامي الحاج السوداني الأصل , الذي تسلمته السلطات السودانية في ماي الماضي في بيان اعلان الجزيرة تعيينه انه سيبذل كل ما في وسعه ليكشف للعالم الانتهاكات التي ترتكب ضد البشر. واضاف انه يأمل ان تستطيع الجزيرة من خلال هذا القسم الجديد مساعدة الذين يعانون في صمت من هذه الانتهاكات. وعاد الحاج الذي عانى من مشكلات صحية بعد اضراب طويل الامد عن الطعام الى العاصمة السودانية الخرطوم في اول ماي الماضي على متن طائرة عسكرية امريكية.وكان ضباط مخابرات باكستانيين اعتقلوا الحاج بالقرب من الحدود الافغانية في ديسمبر عام 2001 رغم انه كان يحمل تأشيرة صالحة يعمل بموجبها لصالح الجزيرة في افغانستان. وذكرت الجزيرة انه تم تسليم الحاج الى الجيش الامريكي في جانفي عام 2002. واتهم بتصوير تسجيلات لاسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة لكنه لم توجه له الاتهامات رسميا ولم يمثل أمام القضاء. واتهم الحاج سلطات معتقل جوانتانامو بتدنيسها القرآن الكريم والإعتداء على السجناء أثناء الصلاة وغير من الإعتداءات على المشاعر الإسلامية للمعتقلين , من جهته اتهم مدير عام شبكة الجزيرةالجيش الامريكي بأنه حث مصور القناة على التجسس على الجزيرة لصالح الأمريكيين .   حسب شاهد عيان: الإساءة للمصحف الشريف وراء أحداث سجن « صيدنايا » السوري حسب الموقع الإلكتروني لقناة العربية فإن « شاهد حي » من داخل السجن أكد أن عناصر الشرطة تعمدوا استفزاز السجناء بوضع نسخ المصحف الشريف الموجود بحوزة المعتقلين على الأرض والدوس عليه أكثر من مرة. وحسب بيان اللجنة السورية لحقوق الإنسان، أثار التصرف المذكور احتجاج المعتقلين الإسلاميين الذين تدافعوا نحو الشرطة لاسترداد نسخ المصحف منهم ففتح عندها عناصر الشرطة العسكرية النار وقتلوا تسعة منهم على الفور. وبحسب البيان فقد كان عدد المعتقلين في سجن « صيدنايا » العسكري أكثر بكثير من عدد الشرطة العسكرية لذلك استطاعوا السيطرة عليهم واتخذوهم رهائن مع مدير السجن. وأضاف البيان أن مفاوضات بين المعتقلين وقوات الأمن بدأت , وذلك بانتخاب المعتقلين للسجين سمير البحر (60 سنة) لنقل الرسائل بينهم وبين المعتقلين الذين كان مطلبهم الوحيد الحصول على وعد قاطع بعدم قتلهم في حال استسلامهم لكن السلطات من جهتها رفضت منحهم أي وعد بعدم قتلهم أو إيذائهم وتطالبهم بالاستسلام فورا وإطلاق الرهائن ثم يتحدثون بباقي القضايا. لما نقل المعتقل المراسل سمير البحر رفض المعتقلين قاموا بضربه وأخذوه في سيارة مصفحة بعيدا عن السجن… وبقيت الأمور عالقة عند هذه النقطة وفقد الاتصال بالمصدر من داخل السجن. “إسرائيل » تريد اغتيال الدرة مرتين ورد في موقع الجزيرة نت بتاريخ 4 جوان 2008 أن ريشارد براسكيه رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية الفرنسية طلب من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إنشاء لجنة تحقيق حول ظروف إعداد تقرير تلفزيوني بشأن مقتل محمد الدرة. وفي السنوات الماضية وضع اللوبي الصهيوني كل ثقله خلف شخص يدعى فيليب كاززانتي قام بإنشاء موقع إلكتروني خصصه للتشكيك في حقيقة موت الدرة وللهجوم على الصحافي الفرنسي- الإسرائيلي شارل أنديرلان الذي أعد التقرير. ويرى انديرلان الصحفي الذي ينتمي إلى أسرة يهودية من أصول نمساوية أن الحملة ضده تقودها منظمات إسرائيلية وفرنسية وأمريكية موالية لليمين الإسرائيلي، وأن الهدف منها هو إيصال رسالة للمراسلين الصحافيين الغربيين في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة مفادها أنه « إذا نشرتم صورا أو معلومات تضر بصورة إسرائيل فستطلق عليكم الكلاب ». عدد الإناث في تونس يفوق عدد الذكور ورد في صحيفة الصباح بتاريخ 1 جويلية 2008 للكاتبة الصحفية سعيدة بوهلال نقلا عن المعهد الوطني للإحصاء أن العدد الجملي للسكان المقيمين بتونس في منتصف شهر ماي 2007 بلغ نحو 10 ملايين و208 آلاف و900 نسمة. وأشار الإحصاء إلى توفق عدد الإناث لأول مرة عن عدد الذكور بحوالي 8000 نسمة ويعزى ذلك إلى تأثير الهجرة الخارجية التي تشمل بدرجة أولى الرجال وإلى التراجع الهام في نسبة وفيات الأطفال من البنات وإلى المستوى المرتفع لمؤمل الحياة عند الإناث. كما بلغت النسبة العامة للعزوبية خلال سنة 2007 مستوى 47,1% من بين الذكور و37,9% من بين الإناث. كما سجلت في المقابل نسبة السكان الذين يساوي أو يفوق عمرهم 60 سنة تزايدا ضئيلا ولكن مستمرا فأصبحت الآن 9,6%. المصدر : السبيل اونلاين , بتاريخ 08 جويلية 2008


 

إختفاء الفاهم بوكدوس، مراسل قناة الحوار التونسي، وعمار عمروسية، مناضل حزب العمال الشيوعي التونسي

 
انقطعت أخبار الفاهم بوكدوس، مراسل قناة الحوار بقفصة، منذ يوم السبت الماضي بمناسبة مشاركته في مؤتمر فرع تونس لمنظمة العفو الدولية بالعاصمة. وفي اتصال هاتفي بزوجته عفاف بالناصر، منسقة اللجنة الجهوية للدفاع على أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل بقفصة، أعلمتنا أنّها رأته آخر مرّة مساء الجمعة قبل سفره. كما أفادتنا أنّها قد تحوّلت صباح اليوم إلى المحكمة الابتدائية بقفصة لتسأل عن زوجها بعد أن بلغها أنه سيقع إحالته على حاكم التحقيق، إلاّ أنّ هذا الأخير نفى أن يكون الفاهم بوكدوس مطلوبا من طرفه وفنّد خبر إيقافه. كما انقطعت أيضا أخبار رفيقنا عمار عمروسية وجه حزب العمال المعروف بجهة قفصة منذ يوم السبت ظهرا. وكانت الشرطة قد أصدرت يوم السبت الماضي برقية تفتيش في كل من الفاهم بوكدوس وعمار عمروسية في إطار القضية التي يجري فيها تتبع قيادات الحوض المنجمي بتهمة « تكوين وفاق قصد التحضير لارتكاب اعتداء على الأشخاص والأملاك العامة والخاصة… ». وحسب لسان الدفاع فإن اسمي الفاهم بوكدوس وعمار عمروسية قد وردا بمحاضر البحث. حيث ورد أن الفاهم بوكدوس كان على صلة بإحدى لجان « الوفاق » (لجنة الإعلام) وكان عنصر اتصال بين تلك اللجنة و »أطراف داخلية وخارجية » و »تسلم أقراصا مضغوطة من عادل جيار تم تصويرها من طرف محمود الردادي » ثمّ قام بترويجها بحكم « خبرته في هذا المجال »… وهو ما يشير إلى أنّ السلطة تريد « معاقبة » مراسل قناة الحوار التونسي على قيامه بواجبه الإعلامي وعلى الدور الريادي الذي لعبه في كسر الحصار المضروب على احتجاجات أهالي الحوض المنجمي. أمّا بخصوص عمار عمروسية فقد تطرق محضر البحث إلى الخطبة التي ألقاها بمناسبة إحياء ذكرى غرّة ماي بالرديف، وقد اعتبرها البحث تثمينا لـ »الوفاق »، كما ورد أنه دعا فيها كافة الشرائح الإجتماعية إلى المشاركة الواسعة في التحركات و »إن اقتضى الأمر المواجهة مع أعوان الأمن » حسب مزاعم البوليس. إنّ كل من تابع حركة المساندة لأهالي الحوض المنجمي بالجهة يدرك بسهولة أنّ السلطة تريد الإنتقام من عمار عمروسية للدور المتميّز الذي قام به في التضامن مع الأهالي، وخصوصا وقفته خلال الأسابيع الأخيرة إلى جانب عائلات المعتقلين والمحاكمين. هذا فضلا عن القضية التي يستعدّ محاموه لرفعها ضدّ الجلاد محمّد اليوسفي الذي هدّده علنا بالقتل ثلاث مرات خلال الأسابيع الماضية. وللتذكير فإنّ كلاّ من الفاهم بوكدوس وعمار عمروسية قد عرفا السرية والإيقافات والتعذيب والمحاكمات الجائرة عديد المرات بسبب أفكارهما. كان آخرها بالنسبة للفاهم بوكدوس إيقافه في 21 فيفري 1999 حيث تعرّض إلى تعذيب وحشي وحكم عليه بثلاث سنوات و6 أشهر سجنا. أمّا عمار عمروسية فقد عرف السجن والملاحقة في العهدين، بورقيبة وبن علي، آخرها كان إيقافه إثر خروجه من السرية في 2 فيفري 2002، بعد أكثر من 4 سنوات من الملاحقة، وبقي بالسجن حتى إطلاق سراحه يوم 5 نوفمبر من نفس السنة. (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 7 جويلية 2008)

أخبـــــــــــــــــــــــــــــــــــار  
 
التحقيقات متواصلة في قضية قيادات حركة الحوض المنجمي يتواصل مثول قيادات الحركة الإحتجاجية بالحوض المنجمي أمام حاكم التحقيق حسب الجدول التالي: –  بشير لعبيدي وعادل جيار: أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس من الأسبوع الجاري –  غانم الشرايطي، مظفر لعبيدي، هارون الحلايمي وطارق الحلايمي: يوم الأربعاء. –  الطيب بن عثمان و بوبكر بن بوبكر: يوم الخميس. زياد الفقراوي يواصل الإضراب عن الطعام ردّا على التقرير الذي أصدرته منظمة العفو الدولية يوم 23 جوان 2008 تحت عنوان « استباحة حقوق الإنسان في تونس باسم الأمن »، قامت السلطات التونسية يوم 25 جوان 2008 بإيقاف السجين السابق زياد الفقراوي الذي لم يمض على إطلاق سراحه سوى بضعة أسابيع لتلفق له قضية انتقاما منه على الشهادات التي أدلى بها لمنظمة العفو الدولية والتي وردت بالتقرير المذكور. بالمقابل بقيت القضية التي رفعها زياد الفقراوي في أفريل 2007 ضدّ الجلاد عبد الرحمان القاسمي، شهر بوكاسا، بدون تبعات. واحتجاجا على ذلك دخل زياد الفقراوي منذ إيقافه في إضراب عن الطعام لا يزال متواصلا إلى حدود الساعة. (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 7 جويلية 2008)

فعاليات اجتماع اللجنة النقابية الجهوية ببن عروس يوم 5 جويلية 2008

 

 
انعقد يوم 05 ـ جويلية ـ 2008 في الإتحاد الجهوي ببن عروس اجتماع نقابي تحت إشراف الإتحاد الجهوي للشغل دعت إليه اللجنة النقابية الجهوية ببن عروس التي تكونت يوم 28 جوان المنصرم لمساندة انتفاضة الحوض المنجمي. وللتذكير فقد تكونت اللجنة من 06 أعضاء 05 يمثلون الهياكل القطاعية الجهوية التالية:النقابة الجهوية للتعليم الثانوي والنقابة الجهوية للتعليم الأساسي والفرع الجامعي للتأطير والإرشاد والفرع الجامعي للمعادن والإلكترونيك والنقابة الجهوية للبريد وعضو عن المكتب التنفيذي الجهوي. افتتح الاجتماع عضو اللجنة الممثل للمكتب التنفيذي الجهوي فذكّر الحضور بملابسات تكوين اللجنة وبالضغوطات التي تعرّض لها أعضاؤها وأعضاء الإتحاد الجهوي إثر الإعلان عن تكوينها من طرف قيادة الإتحاد وأشار إلى أن هذه الضغوطات لا يمكن أن تثني لا نقابيي جهة بن عروس ولا مكتبها التنفيذي الجهوي عن ممارسة حقهم الكامل في التعبير عن مواقفهم ومساندة انتفاضة الحوض المنجمي وفي تقديم المساندة المطلوبة منهم. إثر ذلك تدخل الكاتب العام للإتحاد الجهوي في نفس السياق مشيرا إلى أهمية مساندة نضالات جماهير الحوض المنجمي من قبل هياكل الإتحاد مذكرا الحضور بأن الإتحاد الجهوي ملزم بتقديم كل العون والمساعدة لهذه اللجنة لتقوم بعملها على أحسن وجه. أثناء التدخلات عبر النقابيون الذين تداولوا على الكلمة عن تنديدهم بحملة القمع والترهيب المتواصلة منذ أشهر والتي يتعرض لها مواطنوا بلدات الحوض المنجمي وطالبوا بوقفها حالا وبفكّ حالة الحصار المضروبة على هذه البلدات وبإطلاق سراح كل الموقوفين على خلفية أحداث انتفاضة المناجم وبوقف المحاكمات المفبركة ضدهم وبضرورة فتح تحقيق في جرائم الاغتيال بالرصاص الحي والقتل بالتيار الكهربائي والتي خلفت شهيدين وبممارسات التعذيب التي سلطت على المعتقلين القابعين الآن في السجون. كما أشار المتدخلون إلى أن انتفاضة المناجم ليست إلا دليلا قاطعا على فشل سياسات السلطة هذه السياسات التي لم تنتج غير المزيد من التفقير والتهميش والبطالة وأن سياسة القمع والتنكيل التي تنتهجها السلطة لا يمكن أن تغطي على هذا الفشل. كما تعرض المتدخلون إلى موقف المركزية النقابية واعتبروها شريكة في الجريمة التي يتعرض لها مواطنو الحوض المنجمي مستندين في ذك إلى معارضة هذه المركزية لنضالات مواطني الحوض المنجمي والتي هي في الأصل من صميم مطالب الشغالين الذين انتخبوهم في قيادة الإتحاد العام التونسي للشغل إضافة إلى تعمد هذه المركزية تجريد رموز الانتفاضة من النقابيين في مسعى لا يختلف عما تأتيه السلطة في تجريم النضال الاجتماعي لذلك طالبوها برفع التجريد فورا عن النقابيين المعتقلين وعن كل النقابيين الذين تعرضوا في الأشهر الفارطة لمظلمة التجريد. كذلك طالب المتدخلون بضرورة انبعاث لجان نقابية في كل الاتحادات الجهوية ونبهوا إلى ضرورة أن تكون هذه اللجنان مستقلة وميدانية وأن تتصدّى لكل مناورات البيروقراطية وتكشفها وتفضحها وأن لا تسقط وتخضع لنفوذ الانتهازيين على مختلف ألوانهم ومواقعهم وأن تكون مساندتها مساندة فاعلة وتعبوية وقادرة على قلب موازين القوى ودفع السلطة للتخلّي عن نهج القمع وتجريم النضال الاجتماعي. واختتم الاجتماع برفع المطالب التالية وبتكليف اللجنة النقابية بمتابعتها والعمل على تفعيلها. –  التنسيق مع نقابيي إقليم تونس لتجاوز واقع السلبية وتكوين لجان نقابية مستقلة من أجل مساندة نشيطة لانتفاضة الحوض المنجمي. –  الدفع لتكوين لجان نقابية مساندة لانتفاضة المناجم في كل الاتحادات الجهوية. –  مطالبة الهيئة الإدارية للإتحاد التي ستعقد في الأيام القريبة بضرورة اتخاذ موقف واضح مساند لانتفاضة الحوض المنجمي وتحديدا برفع مطلب إطلاق سراح الموقوفين ووقف المحاكمات المفبركة ورفع حالة الحصار المضروبة على بلدة الرديف وتلبية مطالب مواطني الحوض المنجمي. –  المطالبة برفع التجريد عن نقابيي الحوض المنجمي وعن كل النقابيين اللذين طالتهم هذه المظلمة. مطالبة السلطة بـ : –  إطلاق سراح كل الموقوفين على خلفية انتفاضة الحوض المنجمي وأحداث فريانة. –  وقف المداهمات والمطاردات والمحاكمات وكل أنواع التتبعات في حق مواطني الحوض المنجمي. –  رفع حالة الحصار المضروبة على بلدات الحوض المنجمي والكف عن عمليات التنكيل في حق مواطني الرديف. –  تلبية مطالب أهالي الحوض المنجمي. إشارات –  أثناء الاجتماع وقع الإعلان عن تكوّن لجنة نقابية وطنية مساندة لانتفاضة الحوض المنجمي سيقع الإعلان عنها وعن تركيبتها بصفة رسمية قريبا. –  طالب عديد المتدخلين قيادة الإتحاد بضرورة إحالة عضو متنفذ من الإتحاد الجهوي بقفصة على لجنة النظام . –  لوحظ تواجد عديد النقابين من جهة تونس ومن جهة أريانة منخرطين وهياكل وسطى وحتي أعضاء في نقابات عامة في الاجتماع. بشير الحامدي تونس في 06 ـ جويلية 2008 (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 7 جويلية 2008)

مرّ زمن الخوف والانتهاك يولد التعنت لفرض الحقوق

 

 
أنور القوصري: وأنا راجع من أوروبا بمطار تونس قرطاج الدولي يوم الأحد 29 جوان 2008 حوالي الساعة الثانية بعد الزوال رأيت مجموعة من أعوان الأمن بالزي المدني بمكان حلول المسافرين يتخاطبون بهواتف جوالة ويرمقونني وكأني مجرم خطير، ربما مثل أولائك الذين يتعاطون بيع المخدرات أو تهريب المحرمات وصيد سمين سيتلقفونه. وعند مروري بالديوانة توجه نحوي ضابط كبير طلب مني جواز سفري فمكنته منه ثم طلب تفتيش حقيبتي ومحفظتي فتركته يفعل لأن ذلك يدخل في إطار عمله الذي يستوجب التثبت في ما يمكن توريده من الخارج حتى يقوم المواطن بواجبه بخلاص معاليم الديوانة المستوجبة. ولكنه فاجأني بعد إتمام تلك العملية أن طلب مني أن أتبعه إلى خلوة بعيدا عن الأنظار حتى يقوم بتفتيش معمق لجسدي وهي إجراءات معمول بها ضد مهربي المخدرات والمحرمات فرفضت طبعا هذا التصرف الذي حاولوا من خلاله النيل من كرامتي. حجزوا جواز سفري وحجزونى معه حوالي ساعتين ببهو المطار وكنت محاطا بعونين من الديوانة أحدهم يحمل ثلاثة نجوم كان يحاول إقناعي بضرورة « احترام القانون » فعدل عن ذلك لما أفهمته أن القانون يشجب الاعتداء على كرامة المواطن وحرمته وأن الرأي العام في تونس وحتى في الخارج يتساءل بدوره كيف يتم تطبيق القانون من طرف الديوانة في هذه البلاد بالنظر لما يعرض في الأسواق أو لما تتضمنه بعض المواقع الإلكترونية أو الصحف الأجنبية خلافا للصحف التونسية التي تنأى لحد الآن على نقل مثل تلك الأخبار حتى لا تقع تحت طائلة قانون صحافة يجب إلغاؤه. ثم قدم رئيس مكتب الديوانة بالمطار واستدعاني إلى مكتبه وقد كان ينوي تنفيذ ما قرُر من تفتيش جسدي فرفضت وبقيت واقفا مدة ساعتين محروسا بأعوان الديوانة وفجأة أحاط بي ستة أعوان شرطة بزي مدني فاخر انقضوا علي كلاما وفعلا وحملوني بالقوة مع تعنيفي إلى غرفة صغيرة جدا لا توجد بها نافذة وأدخلوني عنوة فيها وأغلقوا الباب. وكان هناك عونان من الديوانة أحدهم يحمل ثلاثة نجوم حاولا إرغامي على التفتيش الجسدي فرفضت فقاموا في غفلة مني بوضع أيديهم على مناطق من جسدي وخاصة بمكان جيوب ثيابي ثم فتحوا الباب وطلبوا مني الإمضاء على كراس يحمل إمضاءات من تولوا تفتيشهم بتلك الطريقة فرفضت قائلا لهم: عندما تقوم السلطة بإعطاء أوامر للتنكيل بالنشطاء مثلي ومثل غيري فإن ذلك يعد تجاوزا للسلطة ويمكن أن يمثل جريمة يعاقب عليها القانون وهو اعتداء على الحرية الشخصية وعلى الحرمة الجسدية للأشخاص. وإن القانون في هذه الحالة يخول فقط بعض الاستثناءات للمشتبه فيهم بالتهريب وتكون مضبوطة في إطار احترام كرامة الإنسان. أما أن يقع استعمال تلك الاستثناءات ضد أحد النشطاء للتنكيل به لأنه حضر فعاليات بالخارج نظمتها منظمة العفو الدولية بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التعذيب للتشهير بتفاقم هذه الظاهرة في بلادنا وطالب وضع حد للإفلات من العقاب الذي يتمتع به الجلادون وطالب الجهات الرسمية بالعدول عن التصريحات الخشبية التي تنفي وجود هذه الظاهرة جملة وتفصيلا وتتهم المنظمات الدولية باختلاق الوقائع لتشويه سمعة تونس بالاستناد إلى شهادات مناوئين مثلي وغيري، فإن ذلك لن يجدي نفعا وعلى السلطة أن تعي ذلك. وهذا أضعف الإيمان. إن ما يشوه سمعة تونس بالخارج بل بالأحرى سمعة السلطة دون غيرها، لأن تونس هي ذلك الشعب التونسي المتحضر والواعي بحقوقه وبضرورة المطالبة بها بصفة حضارية، إن ما يشوه سمعة تونس هي الانتهاكات المختلفة المتواصلة ضد المواطن التونسي وخاصة آفة التعذيب وحرمانه من حقوقه الأساسية منذ عقود وقد حان الوقت لوضع حد لهذه السمعة البائسة في الخارج. أنور القوصري (المصدر: جريدة الموقف) (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 7 جويلية 2008)


 

حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ

 
نشرة الكترونيّة عدد 62 – 08 جويلية 2008 تونس – محاكمات: أصدرت المحكمة الإبتدائية بمدينة « قفصة » يوم 03/07/08، أحكاما ضدّ 14 من شباب « المتلوي » الذين أوقفوا أثناء حركة الإحتجاجات الإجتماعية، وتراوحت الأحكام بين عدم سماع الدعوى بالنسبة لـ4 منهم، والسجن النافذ من شهر إلى سنتين و7 أشهر للبقية، وكثٌفت السلطات من حملاتها القمعية ضدّ المناضلين فأوقفت قوّات الشرطة عددا من النقابيين والمعطٌلين عن العمل والطلبة بالحوض المنجمي… كما تواصلت محاصرة المناضلين التقدٌميين مثل مسعود الرٌمضاني الذي فتح ضدّه محضر، بعد دعوته لمركز الشرطة، إثر مداخلته على قناة الجزيرة حول ما يجري في الحوض المنجمي، كما يتواصل حصار عبد الرحمان الهذيلي، وكلاهما عضو نشط باللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي التي أوردت هذه الأخبار في بلاغ لها بتاريخ 04/07/08. ونظرت الدائرة الجنائية 13 بمحكمة الإستئناف بتونس يوم 02/07/08، في قضية أحيل فيها 15 شابا، بموجب قانون 10/12/03 « لمكافحة الإرهاب »، وطالب المحامون بتأجيل النظر لغاية يوم 09/07/08. تونس: أعلنت الهيئة التنفيذية للفرع التونسي لـمنظمة العفو الدولية، أنها تعقد جلستها العامة يوم 05/07/08، تحت شعار « الكرامة الإنسانية: الأزمة الغذائية ». تونس-اسثمار خارجي: توجد في تونس حوالي 3 آلاف مؤسسة ذات رأسمال أجنبي (مؤسسات صغرى ومتوسٌطة)، يعمل بها حوالي 250 ألف، وبلغت الإستثمارات الأجنبية المباشرة في الأشهر الخمسة الأولى من السنة الجارية 812,1 مليون دينار (688,22 مليون دولار) منها ما يعادل 80 بالمائة في مجال الطاقة (381,5 مليون دولار). الوكالة التونسية للنهوض بالإستثمارات الخارجية 04/07/08 تونس – الصٌين: بلغت قيمة مشتريات تونس من الصٌين 836,6 مليون دينار عام 2007 و692 مليون دينار عام 2006 و494,6 عام 2005… أما الصادرات التونسية نحو الصٌين فإنها كانت بقيمة 57 مليون دينار عام 2006 وانخفضت إلى 34 مليون دينار عام 2007 . « شينخوا » 04/07/08  المغرب – سياحة: ارتفع عدد السٌائحين القادمين إلى المغرب في الأشهر الخمسة الأولى من السنة بنسبة 11بالمائة ليبلغ 2,5 مليون، أغلبيتهم الساحقة من أوروبا الغربية، غير أن نسبة استغلال الغرف في الفنادق انخفضت ب4 بالمائة، كما زاد عدد العابرين (ترانزيت) ب13 بالمائة ليبلغ عددهم 4,3 مليون مسافر إلى بلد آخر يمرٌ عبر الأراضي المغربية… وزارة السياحة المغربية 04/07/08 الجزائر: بمناسبة عيد استقلال الجزائر (5 جويلية/تمٌوز 1962) بعث جورج بوش رسالة إلى عبد العزيز بوتفليقة، جاء فيها « ان الجزائر حليف حقيقي وجدٌي، ذي ميزات هامٌة، في مجال مكافحة الإرهاب، ممٌا يدفعنا إلى العمل على تطوير الشراكة بيننا حاضرا ومستقبلا… » أ.ف.ب. 02/07/08 الجزائر – إيطاليا: تتوقٌع شركة « سوناطراك » الجزائرية تأخيرا في إنجاز خط أنابيب الغاز بين الجزائر وإيطاليا، الذي كان مقرٌرا لعام 2012، لوجود مشكلات على صعيد استقرار المناطق الزٌلزالية، ويمتد الخط على طول 900 كلم. تصدٌر الجزائر حوالي 32 مليون متر مكعٌب من الغاز نحو أوروبا، عن طريق إيطاليا، ومن المتوقٌع أن تصبح 40 عندما ينتهي إنجاز هذا الخط، إضافة إلى 4 ملايين أخرى تبيعها الجزائر مباشرة إلى إيطاليا. رويترز 03/07/08 في الثامن من تمٌوز/يوليو 1972، اغتالت فرق مختصٌة من المخابرات الصهيونية، الشهيد غسٌان كنفاني في بيروت، ضمن مخطط اغتيالات عرف ب »قائمة غولدا مائير » (رئيسة الحكومة الصٌهيونية آنذاك). غسٌان كنفاني أديب وصحافي وسياسي محنٌك رغم صغر سنٌه (اغتيل وعمره 36 سنة فقط). من مؤسٌسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والمسؤول عن دائرة الإعلام بها ومؤسس ورئيس تحرير مجلٌة الهدف. كان في كتاباته السياسية ورواياته ينقد ظواهر « التبرجز » والإثراء، وغموض بعض المواقف، والإصطفاف وراء بعض الأنظمة العربية، وبوادر الإستسلام… فلسطين المحتلٌة- غزٌة: جرت مصادمات بين شرطة الحدود المصرية والفلسطينيين، احتجاجا على البطء الشديد الذي شاب عملية فتح معبر رفح يوم 1 تمٌوز/جويلية، ولم يتمكٌن الفلسطينيون من الدخول أو الخروج الاٌ بأعداد ضئيلة جدٌا، خاصٌة وان المعبر أغلق كلٌيا منذ يناير/جانفي الماضي. في نفس اليوم (1 جويلية/تموز)، وعلى هامش « المؤتمر 23 للإشتراكية الدولية » باليونان، نشرموقع صحيفة هآرتس الصهيونية صورة بالألوان لمحمود عبٌاس وجلال طلباني يضحكان ملء شدقيهما مع إيهود باراك، وزير الحرب الصهيوني… ردٌا على الإحتجاجات العراقية، قال جلال طلباني انه صافح « باراك »  بصفته ممثٌلا للإتحاد الديموقراطي الكردستاني وليس بصفته رئيسا للعراق. في الأراضي الفلسطينية المحتلٌة عام 48، اعتدت قوات كبيرة من الشرطة على أهالي « حي الحليصة » بمدينة حيفا، بعد محاصرة الحي على إثر خلاف جد بين بعض المتساكنين… قام السكان بمظاهرة احتجاج يوم 27/06/08 … يعاني الحي من الإكتضاض ومن التهديد بهدم المنازل بدعوى البناء بدون ترخيص (هذا الترخيص الذي لا يأتي)، مثلما حصل لعائلة « بشكار » منذ 3 سنوات. العراق المحتل: منذ الإحتلال الأمريكي، وبعد حصار دام 12 سنة، أصبح العراق مستوردا كبيرا للحبوب الأمريكية: حوالي 3 ملايين طن من القمح ومليون طن من الأرز، أما البقية فتأتي من حلفاء الولايات المتحدة: كندااستراليا… رويترز 03/07/08 العراق المحتل – كردستان: وقٌعت شركة « داماك » الإماراتية عقدا بـ6 مليار دولار مع « سلطة اقليم كردستان » العراق لإنشاء مدينة سياحية في « اربيل »، وفي الأشهر 18 الماضية، بلغت الإستثمارات الأجنبية بمنطقة كردستان العراق 15 مليار دولار (نصفها عربي من الخليج) « بسبب الإعفاءات الضريبية الكبيرة والضمانات لتنقٌل رؤوس الأموال » (وبفضل الإحتلال أيضا). صحيفة « الشرق » 05/07/08 الخليج-رسالة حرب أخرى؟ تمٌ تعيين « وليام غورتني » قائدا جديدا للأسطول الخامس الأمريكي، ومقرٌه قاعدة الجيفر (البحرين). وليام غورتني، متواجد بالخليج منذ 1999، زمن الحصار ضدّ العراق ورجمها بالصواريخ من الجو ومن البحر، وكان قائدا للقوات البحرية الأمريكية أثناء احتلال العراق عام 2003، وقد يفسٌر تعيينه قائدا للأسطول (يوم 05/07/08) بمثابة رسالة حربية موجهة لإيران… رويترز 05/07/08  لبنان, استمرارية تدفٌق المرابيح: رغم العدوان الصهيوني والأزمات وعدم الإستقرار السياسي فإن حجم تداول الأسهم وقيمتها في بورصة بيروت بقي مرتفعا (700 مليون دولار في النصف الأول من عام 2008)، رغم تراجعه عام 2007، مقارنة بعام 2006 (سنة العدوان)، وبقيت دائما شركة « سوليدير العقارية » (إحدى مؤسسات آل الحريري)في الطليعة من حيث عدد الأسهم المتداولة وقيمتها، منافسة البنوك اللبنانية الكبرى..صحيفة آل الحريري، « المستقبل ». 05/07/08  تحويلات المهاجرين: يقدٌر البنك الأروبي للإستثمار حجم التحويلات المالية التي يرسلها المهاجرون في الإتحاد الأروبي إلى بلدان جنوب وشرق المتوسط بـ14 مليار أورو سنويٌا ( 20 مليار دولار)، بينما لا تتجاوز الإستثمارات الأجنبية المباشرة 6,4 مليار أورو في البلدان الثمانية التي شملتها الدٌراسة وهي المغرب والجزائر وتونس ومصر ولبنان وسوريا والأردن وتركيا. الصباح (تونس) 01/07/08 أمريكا الجنوبية – « مركوسور »: اجتمع ممثلو 10 دول من أمريكا الوسطى والجنوبية بالأرجنتين، وندٌدوا بالإجراءات الأوروبية ضدّ المهاجرين ونعتوها بالعنصرية والشوفينية (الشيء الذي لم يقله القادة الأفارقة والعرب)، كما ندٌدوا بدعم الفلاحة في البلدان الغنية، وغلق اسواقها أمام البلدان الفقيرة… شارك في القمة رؤساء الأرجنتين والبرازيل والبراغواي وبوليفيا وفنزويلا والشيلي والأرغواي، وكذلك وزراء يمثلون الإكوادور وكولمبيا والبيرو أ.ف.ب. 01/07/08. عاد الأسطول الرابع الأمريكي( الذي تأسس في  1943 ووقع حلٌه في 1950) إلى العمل (بداية من 01/07/08) والإنتصاب في عرض سواحل أمريكا الجنوبية، ومقر قيادته في « مايبورت » بولاية فلوريدا. هذا إضافة إلى التواجد العسكري المباشر في عدد من البلدان منها البيرو وغواتيمالا والدومنيك والسلفادور وهندوراس وبراغواي والشيلي وكولومبيا… كولمبيا، تبييض الوجه الإجرامي للجيش: قام الجيش بعملية عسكرية (بمساعدة خبراء أمريكيين وصهاينة) لإطلاق سراح عساكر مع انغريد بتانكور، كانوا رهائن لدى « القوى المسلٌحة الثورية الكولمبية ». وعائلة بيتانكور لها عديد الممتلكات في فرنسا وكولومبيا وأغلبية الأسهم في عدد من الشركات متعددة الجنسية (مثل لوريال)… أما الجيش الكولومبي فإنه يستعين بخبرات الصهاينة في القمع، وبالمرتزقة في شكل مليشيات اغتالت حوالي 15 ألف شخص من 1982 إلى 2005، وارتكبت حوالي 3 آلاف مجزرة، وتسببت في  تهجير ما لا يقل عن 4 ملايين مواطن، خاصة في صفوف الفلاحين والسكان الأصليين للبلاد (الهنود)، ومنذ بداية السنة الحالية اغتالت 28 نقابيا و24 معارضا سياسيا واختطفت 9 بقوا مجهولي المصير… تلقٌت الحكومة الكولومبية مساعدة عسكرية أمريكية مباشرة بقيمة 1,574 مليار دولار. عن « لجنة التنسيق الشعبية الكولمبية في باريس » 03/07/08 في الذكرى 47 لوفاة « ارنست همنغواي » ( 1898 – 25/06/1961)، أحيا الكوبيون ذكرى وفاة هذا الأديب الأمريكي الذي عاش في كوبا من 1939 إلى 1961 ، وألٌف هناك « لمن تدقٌ الأجراس » و « الرٌجل العجوز والبحر » و »جزر في مجرى التٌيٌار »…وحاز على جائزة نوبل للآداب عام 1954 ، لمٌا كان مقيما هناك. الصين – تايوان: يوم 04/07/08 افتتح خط جوي مباشر بين الصين وتايوان، وأعلن الرئيس التايواني الجديد « مايينغ-جيو » ان اقتصاد تايوان مرتبط عضويا باقتصاد الصين التي هي أول شريك تجاري، وتبلغ استثمارات رجال الأعمال التايوانيين في الصين حوالي 150 مليار دولار (مصانع لعب، الكترونيك، نسيج، عقارات وفنادق…) خاصة في مناطق « كانتون » و »شانغهاي ». ويعمل حوالي مليون تايواني بالصين بشكل قانوني. رويترز + إذاعة فرنسا الدولية 04/07/08. جرى انفجار في منجم لاستخراج الفحم الحجري يوم 6 جويلية/تموز، شمال الصين، وذهب ضحيته ما لا يقل عن 21 عاملا توفوا على عين المكان وجرح العشرات… تايلندا: عرفت تايلندا عند البعض بالسياحة الجنسية ومحلاٌت التدليك الخ… لكن « المنتوج السياحي » في هذا البلد يمتاز بتنوٌع كبير مما ساهم في ديمومته. فقد زارها عام 2006 مليون سائح (معظمهم امريكيون واروبيون) لأغراض طبٌيٌة واستشفائية: عمليات جراحية معقٌدة وباهضة التكاليف ( القلب والعظام والشرايين…)، وتتطلٌب مهارة بشرية وبنية تحتيٌة متطوٌرة. وبلغت مداخيل هذا النوع من السياحة 850 مليون دولار. فرنسا-استحواذ ومركزة رأس المال: اشترت سلسلة « مونوبري » (330 مغازة بفرنسا، وقيمة مبيعات تعادل 35 مليار أورو) شركة « ناتوراليا » المختصٌة في بيع المواد « البيولوجية » والطبيعية، التي تستهوي الفئات  ذات الدخل المرتفع والمتوسط، وقد تأسست عام 1973 ولها 34 مغازة في باريس وضواحيها، وبلغت مبيعاتها حوالي 50 مليون أورو عام 2007 إضافة إلى مغازات خاصٌة ببيع مواد التجميل « الطٌبيعية ». شركة « مونوبري » مملوكة مناصفة بين سلسلة مغازات التوزيع « كازينو » و »غالري لافيات ». « لوموند » 04/07/08 ايطاليا، مرابيح رأس المال ضدّ صحٌة المواطن-المستهلك؟ عمدت بعض الشركات (ذكرت الصٌحف بعضها) إلى إعادة « تأهيل » 11 ألف طن من الجبن الملوث (الفاسد)، غير الصالح للإستهلاك البشري، وإعادة طرح كل الكمية في أسواق الإتحاد الأروبي، وبيعها كذلك إلى دول أخرى، في شكل أجبان طازجة… صحيفة « لاربوبليكا » (ايطاليا) 04/07/08 كندا-اضراب: صوٌت عمٌال فنادق مدينة « مونتريال » (أكبر مدينة سياحية في كندا) بنسبة تتراوح بين 91 و93 بالمائة (اقتراع سرٌي) لفائدة اقتراح اضراب احتجاجي في أكبر النٌزل (ريجنسي-حياة، الملكة اليزابيث، هوليداي إين) بسبب تعطٌل المفاوضات حول العقد الجماعي الذي انتهت صلوحيته يوم 30/06/08، وقدٌم ممثلو العمال 8 مطالب إلى أصحاب الفنادق، دون تلقٌي أي رد، فقرٌروا تصعيد حملاتهم الإحتجاجية… لابريس –كندا. 04/07/08 الولايات المتحدة -أزمة متواصلة: فقد الإقتصاد الأمريكي 62 ألف وظيفة (خارج قطاع الزراعة) في شهر جوان/حزيران، بسبب « التباطؤ » الإقتصادي المستمر للشهر السادس على التوالي، واستقرار معدل البطالة في حدود 5,5 بالمائة (رغم المقاييس الدنيا المتبعة لاحتساب نسبة البطالة)، إضافة إلى باقي المؤشرات التي تدل كلها على استمرار الأزمة الإقتصادية والمالية في الولايات المتحدة… رويترز 02/07/08  قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ info@hezbelamal.org للاتصال بنا : aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى SUBSCRIBE  للإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها  aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى UNSUBSCRIBEلفسخ الإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها   http://www.hezbelamal.org/ موقع حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ


 

بسم الله الرحمان الرحيم حتى لا يشوش على الواجب الشرعي – الحلقة الحادية عشرة أدعو إلى محاكمة للأحداث وفق المنهج القرآني (2)

 

 
    كانت الحلقات (7 و8 و9 و10) السابقة في هذه السلسلة في موضوع التوبة والاعتذار، حيث أعلنتُ في الأولى منها توبتي إلى الله واعتذاري إلى المتضررين ، ودعوت في الثانية حركة النهضة إلى التوبة والتصحيح ، ودعوت في الثالثة منها التونسيين إلى التوبة والرجوع إلى ربهم قبل أن يفاجئهم الموت فيرحلوا كما رحل من كانوا معنا ، وجعلت الرابعة رسالتي إلى كل محبي الحرية من أجل حرية آمنة وعميقة وشاملة.   يبدو أن حلقات التوبة هذه وخاصة منها الحلقة السابعة قد استفزت أخانا العزيز المنجي الفطناسي ، فكان منه موقف شد انتباهي كتبه كتعليق في موقع الحوارنت ، على رسالة الأخ العزيز مصطفى الونيسي التي نشرها عبر الإنترنيت يوم 16 جوان 2008 فجازاهما الله خيرا .    ليس همي في هذه الحلقات الدفاع عن نفسي ولكن بيان الحق والانتصار لحقائق ومفاهيم وقيم الإسلام . ومن أجل ذلك فأنا مع أصل ما دعا إليه الأخ الفطناسي بالدعوة إلى محاكمة قر آنية للأحداث وفق المنهج القرآني ، كما اجتهدت في بيانه في حلقات « المنهج القرآني في النقد والتقويم وفي التوبة والتصحيح ». إن أي منهج آخر سيكون قاصرا عن تحقيق العدل واحقاق الحق ، وعن تحقيق المردود المرجو.   وتفاعلا مع موقف الأخ الفطناسي كانت هذه الحلقة الحادية عشرة في هذه السلسلة، وستكون في عدة أجزاء وليس في جزأين كما كان تقديري السابق، قدمنا الأول منها وقد كانت وقفات مباشرة مع موقف الأخ الفطناسي ، ونحن الآن بصدد تقديم الجزء الثاني منها الذي سيتناول مقدمات في الواقع وفي المنهجية .   وأكثر مادة هذه المقدمات قد وردت موزعة في الحلقات السابقة ، إلا أن جمعها وتركيبها وتكميلها في نوعين من المقدمات –النوع الأول في صورة الواقع الحالية والثاني في مقدمات منهجية – نقدر أنها ستكون مساعدة وميسرة لتحقيق أغراض هذه الحلقة.     أولا: صورة الواقع الحالية   سنرى صورة هذا لواقع من خلال الفقرات التالية:   1 – الصراع هو الثابت الأبرز في الواقع التونسي 2 – المخزي حقاً هي خطة تجفيف ينابيع التدين 3 – خطة حزب العمال الشيوعي التونسي في تحديث حركة النهضة وتفجيرها 4 – هيئة 18 أكتوبر بين خطة فرض الحرية وخطة تحريف وتلويث ينابيع التدين 5 – حركة النهضة من المبدئية والمثالية الإسلامية إلى الواقعية والبراقماتية   الصراع هو الثابت الأبرز في الواقع التونسي :      إن الصراع يحفز فينا جوانب الشر لنلحق بخصومنا أكثر الأذى والضرر، ويوظف الإمكانيات في الهدم والتقويض، بينما التحابب والتوادد والأمن والأمان والحرية تحفز فينا جوانب الخير، وتوظف الإمكانيات في النفع والبناء . وإني لأعجب الآن كل العجب كيف نستجيش الشر الذي فينا ليحطم بعضنا البعض بدل أن نستجيش الخيرالذي فينا ليدعم بعضنا البعض .           لقد تغير – بعد 18عاما – كل شيء تقريبا تغيرا هائلا : البلد والعالم والناس والأفكار …والصراع بقي الثابت الأبرز في واقع بلدي (تونس). لقد عشت مع أسرتي العزلة كما عاشها أصحاب الكهف طوال سنين، إلا أنهم لما خرجوا وجدوا قومهم وقد تآلفوا، بينما وجدت قومي على حقيقة الصراع ثابتين.   المخزي حقاً هي خطة تجفيف ينابيع التدين :     وأكثر ما يعبر على هذا الصراع في قوته وشموله ودوامه هي خطة تجفيف ينابيع التدين. المخزي حقاً هو مثل هذه الخطة التي وضعها الاستئصاليون في السلطة وفي المعارضة. لقد كان خياراً مضوا فيه بعد نتائج انتخابات 1989 التي لم تكن هي الأسباب العميقة والحقيقية ولكنها كانت الأسباب المباشرة التي حددت الزمان والمكان.       لقد كان المخزي حقاً وضع خطة تجفيف ينابيع التدين بما يخالف كل الأخلاقيات والقوانين والمبادئ والشعارات التي يرفعونها من ديمقراطية وحرية وحقوق إنسان. إنها خطة قمعية دكتاتورية لا إنسانية تعبر عن حقد سياسي وإيديولوجي من بقايا اليسار ، التقت مع أهواء لا يهمها إلا السلطة والكرسي . وكل ما قامت به حركة النهضة من أيام بورقيبة وبعده لم تكن إلا أشياء مشرفة كقصد ونية واجتهاد، لا يفعلها ولا يفكر فيها إلا الشرفاء… وقد أصابت في ذلك وأخطأت.   خطة حزب العمال الشيوعي التونسي في تحديث حركة النهضة وتفجيرها   وقد انتهت خطة تجفيف ينابيع التدين هذه إلى الفشل بما أتاهم الله من حيث لم يحتسب أحد ، وبما نال العلمانيين – الذين تواطؤوا وتحالفوا مع السلطة علينا –  من أذى هذه الخطة . لما بان فشل هذه الخطة فشلا ذريعا، تحول حزب العمال الشيوعي التونسي – وهو أحد أقطاب وأركان هذه الخطة – إلى خطة تحديث حركة النهضة وتفجيرها كما صرح به فيما نشره معلقا على المؤتر الثامن لحركة النهضة حيث يقول:   1 –  (لا يمكن للمرء أن يقول لك: لا تجادلني في موقفي الذي لا يقبل المساواة بين الجنسين، ولا في موقفي المنافي لحرية العقيدة، أو المنادي بتطبيق الحدود أو الذي يدعو إلى إقامة دولة دينية، تحكم باسم الله… لأنك تجادلني في هويتي!!! فإذا كانت هذه المواقف هي التي تتأسس عليها هويتك فمعناه أن هويتك استبدادية، غير ديمقراطية وأنه لا يمكننا أن نعمل أو نتعايش مع بعضنا البعض !! إن ما نريده هو أن يكون لنا « هوية دنيا مشتركة » في « هيئة 18 أكتوبر » وخارجها قائمة على الإيمان بالحريات والمساواة بين الجنسين والسيادة الشعبية في إطــار سلطة مدنية. وإذا كان النقاش حول هذه المسائل « يفرق » فمعنى ذلك أننا لا نتفق حتى حول هذا الأدنى، وأننا « متفرقون » أصلا، وليس النقاش هو سبب « فرقتنا »!! لذلك فإننا مدعوون في « هيئة 18 أكتوبر » لمواصلة الحوار. وإذا كانت الأطراف غير الإسلامية (اليسارية، الليبرالية، القومية) مطالبة باحترام تمش هادئ ورصين لا يقفز على واقع كل طرف، فإن « النهضويين » المقتنعين بأهمية العمل المشترك وضرورته مطالبون من جهتهم بأن لا يخضعوا للضغوط المسلطة عليهم سواء من داخل حركتهم أو من محيطها التونسي والخارجي وأن يمضوا في الحوار لتأسيس حالة جديدة في تونس تخدم مصلحة كل القوى الحية.   وخلاصة القول، إن المؤتمر الثامن لـ »حركة النهضة » لم يكن مؤتمر الحسم في اتجاه تبني الخيار الديمقراطي بشكل واضح، ولكنه كان مؤتمرا متجها إلى داخل الحركة، إلى لملمة صفوفها، وتجميع مختلف أطرافها بتناقضاتهم المختلفة. وقد يقول قائل من الحركة ذاتها « إننا حركة فيها تنوع واختلاف وهي تحتضن كل التيارات وفي ذلك علامة صحة »، وهذا في الواقع غير صحيح، فالتنوع والاختلاف عامل حيوي داخل اي حزب أو حركة حين يكون قائما على الاتفاق على الحدود الدنيا، ولكن أن يتعايش المؤمن بالحرية والديمقراطية إلى جانب من يؤمن بالاستبداد في نفس الحزب أو الحركة فذلك ما لا يدل على علامة صحية، بل إنه يرمز إلى أن الطرف الأول لم يحزم أمره للحسم وهو يتردد في تبني الخيار الديمقراطي والقطع مع جذور الاستبداد.   ومهما يكن من أمر فإن تقدّم العمل المشترك مرهون بأن تجدّ كل الأطراف في تبني الأرضية الدنيا لهذا العمل والدفاع عنها بتماسك، وأن لا تتعرض للانتكاس في أول منعرج، وهو ما لا يريده كل من هو جاد في مقاومته للاستبداد. (صوت الشعب العــدد 257، سبتمبر 2007) 2 – لما قرأت بيانهم هذا وقتها كتبت لإخواني تحت عنوان (هل يطبق إخواننا خطة حزب العمال الشيوعي خطوة خطوة ؟) ما يلي:   (لقد قرأت بيانهم، ولقد أعجبني وضوحهم وصدعهم بباطلهم وأمانيهم، وساءني جدا خنوسنا وتوارينا وسعينا المحموم في تورية جوانب من الحق الرباني . ولا أخفيكم أني رأيت في تصرفنا معهم في إطار 18 أكتوبر أننا أتينا ما يتمنون ويهوون، ليس لأنهم طلبوا منا ذلك ولكن لأننا نعلم أنهم يريدونه، فهو إعطاء من أنفسنا الطواعية الذاتية. وها نحن نرى هؤلاء يأتون ببيانهم يؤزوننا به أزا في هذا الاتجاه قائلين: » ماذا تنتظرون حتى تقضوا على المحافظين فتنالوا بذلك شهادة الحداثة ومعها البطولة والريادة في عالم الحركات الإسلامية ».      لقد تجرؤوا علينا وتجرؤوا على الحق بكل بجاحة، تجرءا « لم يتجرؤوه علينا في عمق محنة الاستئصال » كما يقول أخونا علي الشرطاني . وما كان لهم أن يتجرؤوا علينا لولا تصرفنا الذي أطمعهم فينا بجد.)   هيئة 18 أكتوبر بين خطة فرض الحرية وخطة تحريف وتلويث ينابيع التدين   1 – هيئة 18 أكتوبر هي هيئة غير منسجمة قنعت عند تأسيسها بالاجتماع على الحد الأدنى المتفق عليه وعدم تحميل أي طرف فوق ما لا يقدر عليه. وكان فيهم طرف المرزوقي الذي يريد الذهاب في الأقصى ويطرحه بقوة بنفس منطق خطة فرض الحرية. إلا أن هيئة 18 أكتوبر كانت رافضة لها فصبر عليها على أمل أن تتطور مع الزمن فلم يحصل ذلك فاضطر للانسحاب.   إن هيئة 18 أكتوبر هي الآن وبعد كل التطورات وكل تجربة الماضي رافضة لخطة فرض الحرية.   2 – هيئة 18 أكتوبر ليست فقط رافضة لخطة فرض الحرية بل تشترط  الاتفاق على المشروع المجتمعي المستقبلي الذي لن يكون ضرورة بمنطق عدّ الأصابع إلا علمانياً. وبذلك غدا قبولهم بنا مشروطاً بالأكل من شجرة الحداثة بمضمونها الغربي الخبيث التي لا تعدو في حقيقتها إلا ملاحقة فكرية لنا منهم . وهذا تحول منهم من خطة تجفيف ينابيع التدين التي فشلت فشلاً ذريعاً الى خطة تحريف وتلويث ينابيع التدين .   وقبولنا بهذا الشرط يعني أنه من أجل إيجاد حل لخطة تجفيف ينابيع التدين ، عرّضنا أنفسنا إلى خطة تلويث التدين التي هي خطة أخبث وأخطر من الأولى، إلا أنها جاءتنا بطريق ملتوي وباختيارنا – ظاهرا – وليس بطريق القمع والعصا كما بالنسبة للأولى . فهل هذا تطور في العمل السياسي كما تتحدث به جماعة 18 أكتوبر ؟ أم هو مزيد تردي وإيغال في نفس الاتجاه الخاطئ ؟ أليس هيئة 18 أكتوبر هي ذراع الاستئصاليين في خطتهم الثانية خطة تلويث التدين ، في الوقت الذي ركبوا السلطة وجعلوها ذراعهم في خطتهم الأولى خطة تجفيف ينابيع التدين؟   ولقد رأيناهم كيف يتعللون في خصوص إصرارهم على الجوانب الفكرية أن لهم ضغوطهم التي تمارس عليهم من أصحابهم الاستئصاليين، بينما هم غير مستعدين بجد في المسائل السياسية. وهل خطة فرض الحرية هي شيء غير النضال من أجل الحرية لفرضها ؟ إنهم لا يريدون ذلك لانهم يعتبرون أن مردود هذه الحرية الأساسي هو للإسلاميين، وانها سوف تغير الموازنات لصالحهم . إن منظورهم لم يغادر حزبيتهم ولا يستطيع ، وليس عندهم غير ذلك؟ .    حركة النهضة من المبدئية والمثالية الإسلامية إلى الواقعية والبراقماتية :   وفي أتون هذا الصراع نسيت حركة النهضة نفسها حتى تكاد تنسى جذورها وأصولها.   بعثت الحركة الإسلامية في تونس (الجماعة الإسلامية / الاتجاه الإسلامي / حركة النهضة ….) من أجل إشكال الهوية الحضارية الإسلامية ثم من أجل إشكال الحرية – ليس بالمضمون المختزل بل بالمضمون الشامل والعميق – المتولد عن الإشكال الأول .       انطلقت هذه الحركة حركة إحيائية تجديدية، تستهدف إعادة الاعتبار للإسلام دعوة وممارسة وتمكينا له في القلوب وفي البلاد وفي الحياة، وذلك في كل الشأن الفردي والشأن الجماعي . وشقت هذه الحركة وهذه الدعوة طريقها حتى أخذ يصلب عودها.   انطلقت هذه الحركة من المبدأ والمثال الإسلامي، وهو ما كانت تحتاجه في مهمتها المحورية وقتها (الدعوة إلى الله)، إلا أنه خاصة في أواخر السبعينات، بدأت تتطلع إلى تنزيل ذلك المثال على الواقع، فدخلت بذلك معمعة معقدة جدا بالنظر لتعقد الواقع.   ومع هذا التطلع بدأ يحضر في الأذهان الواقع وصفة الواقعية في الإسلام . وجاهدت مسيرة الحركة في تمثل صفة الواقعية هذه مستصحبة المبدأ والمثال، ولكن الظروف والأوضاع والمحن أثرت على سلامة وتوازن تطور هذا الأمر حيث أخذ مع الزمن يحضر الواقع ومتطلباته ومقتضياته، وأخذ يغيب المثال وملازمه ومجالاته التربوية والدعوية. إن صفة المثالية والمبدئية وحضور المبدأ والمثال كان هو الغالب إلى حد مؤتمر 1979، ومنذ الإعلان في 1981 أخذ يقوى حضور الواقع وصفة الواقعية حتى أصبح هو الغالب في 1990 من غير أن يغيب الآخر. ومنذ 1992 غاب حضور المبدإ والمثال إلا في النصوص والأوراق والخطط، وكانت المدة بعد ذلك كافية لإضعافه إلى مشارفة الموت، حتى أوشك يعبر على تحول الحركة إلى الواقعية (البراغماتية) بالكامل، وتضييعها للمبدإ والمثال كما بان في الممارسة مع هيئة 18 أكتوبر.   والخلاصة أن حركة النهضة الآن هي موضوعيا حركة براغماتية على نقيض ما كانت عليه عند انطلاقها في أوائل السبعينات ، فاقدة للتوازن الذي أرسته مؤتمراتها خاصة مؤتمري 79 و86. إن الحركة الآن هي على خطر عظيم : هل تحافظ على صفتها الإسلامية وعلى كونها تشكلا من تشكلات المشروع الإسلامي ، أم تغادره إلى الحركات البراغماتية التي تأخذ اللون الوطني ومضمون الهوية بالمعنى التراثي.                   ثانيا: مقدمات منهجية   1 – لقد غدا ضرورة النظر إلى الأمور من خارج الصندوق 2 – إعلان الحقائق التى كشفتها الأحداث والأيام فينا وفي الأخرين 3 – يا سعدنا لو نقوم بوقفة محاسبة ومراجعة قرآنيتين 4 – مطلوب من حركة النهضة أن تغادر منطق التواري 5 – لا لقلب الحقائق 6 – من فقه الشورى وتحمل تبعاتها 7 – من فقه التوبة والاعتذار 8 – من فقه حساب الدنيا : حساب الدنيا هو بين العدل والإحسان مع التزام الحقيقة    لقد غدا ضرورة النظر إلى الأمور من خارج الصندوق       قد يتصور الكثير من إخواننا أن طرق مواضيع ما أنشره في حلقات هذه السلسلة ليس وقته بتاتاً ، خاصة وأن الجهود متجهة إلى إثبات الاتهام – على الأقل في أمر انتهاك حقوق الإنسان والانغلاق السياسي ومعادات الديمقراطية – الى الجهة الآخرى . كيف يتناول هذه المواضيع ونحن لازلنا أسرى ، وبعض إخواننا لازالوا في السجن ، إضافة الى استمرار محاصرة  من خرجوا منه…؟   إن من ينظر إلى أوضاعنا من داخل الصندوق لا يمكن أن نرى منه غيرما نعرف . ومثل هذه الرؤية تعبر على نفسية أطبقت عليها المحنة حتى أصبحت أسيرة لها لا تثمر إلا تواريا وتبعية وانتظارية وإعطاءا لما يرضي الآخر… غير قادرة لإدراك حقيقة التطورات والمستجدات ومتطلباتها ومقتضياتها.    لقد غدا ضرورة النظر إلى الأمور من خارج الصندوق حتى نقدر أن نرى الأمور على حقيقتها ، وبالتالي نتعرف على طريقنا .   مثل هذا الخطاب صحيح في حركة النهضة ، وهو أكثر صحة وبأقدار مضاعفة في الأطراف التونسية الأخرى سلطة ومعارضة ، ولكن المصيبة الكبرى عندما يصبح الداء الذي نريد علاجه مصابة به الجهة الراصدة نفسها لإحداث التغيير والعلاج .   إعلان الحقائق التى كشفتها الأحداث والأيام فينا وفي الآخرين     الحقائق التي كشفتها الأحداث والأيام لا ينبغي أن تنسى ، وينبغي أن نقولها بوضوح سواء ما تعلق منها بأنفسنا أو بالأطراف الأخرى . إنها حقائق لم تعد خافية على أحد، فليس من المعقول بعد توضحها أن يأتي السياسيون فيلبّسونها علينا بحساباتهم ومراوغاتهم . ولا يمنعنا هذا من التعامل مع أي طرف من تلك الأطراف ، ولكن في إطار ذلك الوضوح من غير لف ولا دوران، ولا غش ولا مداورة . نحن في بلد واحد لا بد لنا أن نتعايش، ونحن مختلفون لا بد لنا أن نعرف كيف ندير اختلافنا، ولكن لا للتصرف الكاذب، ولا للغش والتزييف.   كل عمل صحيح لا يقوم إلا على الحقائق، ولا يقوم شيء على الكذب والدجل والنفاق وإن سمي سياسة. والذين يتصورون أن العمل السياسي يقوم بطبيعته على الكذب والدجل والنفاق، فليعلموا أن هذا ليس بعمل سياسي أصلاً، ولا اي شيء آخر. ويمكن أن نسميه عمل سياسوي من قبيل لعب ولهو نخب الصالونات.   يا سعدنا لو نقوم بوقفة محاسبة ومراجعة قرآنيتين:     ما ينبغي أن يكون لنا أي إشكال فيما يسمى بالمحاسبات والمراجعات ، بشرط أن تكون قرآنية ، وأن تكون وفق المنهج القرآني في التقويم والمراجعة . وأنا غير مستعد للتقويمات حسب الأهواء لأنها تفسد أكثر مما تصلح.       كل طرف يعرف جيدا ماذا فعل . ومن أخلاق الرجولة أن لا يكون عندنا أي إشكال في الحديث في كل ذلك ، ليس فقط مع من يطالب به ولكن على الملإ، وأن لا يكون عندنا أي إشكال في التوبة من أخطائنا ، ليس فقط بين الجدران بل على الملإ. نحن خطاؤون وكذلك خلقنا ربنا ، ألم يخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه الحقيقة : (كل بني آدم خطاء) ؟ ومع هذه الحقيقة أخبرنا بحقيقة أخرى :”وخير الخطائين التوابون ».     إن المشروع الإسلامي – وما حركة النهضة إلا إحدى تعبيراته – هو من الشأن العام التونسي. وإذا جاز سابقا قبول – بصيغة الحركة الإسلامية بمفهوم التنظيم والحزب – أنها تهم دائرة محدودة ، فإنه بعد التطورات العالمية والمحلية لم يعد هذا مقبولا، بل مطلوب أن تتحول الحركة الإسلامية إلى حركة مجتمع ، وأن يُتناول شأنُها مع الجمهور التونسي ، هذا إضافة إلى طبيعة العمل الإسلامي العلنية والعامة.     إن أوضاع حركة النهضة ، وخاصة المتعلقة منها بمعالجة أوضاعنا وتصحيحها، هي من الشأن العام المطلوب أن يتم على الملإ. أنا أقول بذلك وأدعو إليه تحت شعار الحقيقتين السبقتين .   مطلوب من حركة النهضة أن تغادر منطق التواري      وإذا كان التواري يعبر عن الروح التي تحكم خطاب وممارسة بعض قيادات حركة النهضة ، فهو يعبر أيضا على وجه من وجوه تردي الحركة الشامل.      لقد طغى علينا منطق التواري مما لا يحبه الغرب والعلمانيون ومحترفو السياسة وانتهازيوها ، طغيانا أفقدنا التوازن في الخطاب والممارسة، كما هو جلي في العمل السياسي ومع 18 أكتوبر، مما أصبح من الضروري معه التفكير في هذا التواري، ومن ماذا؟ وهل هناك ما يدعو لهذا التواري؟   ولمزيد التفصيل أقول:   1 – هل في ديننا ومبادئنا ما نتوارى منه ؟   2 – هل فيما فعلنا ، وخاصة منذ 87 ، وبصفة أخص منذ خطة فرض الحريات ، ما يدعو الى التواري ؟ أليس العكس هو الصحيح سواء في أمر ديننا أو في مخططاتنا أو في ممارساتنا ؟ ولا يعني هذا أنه لم تكن لنا أخطاء فظيعة ، ولكن لا ينبغي أن تظخم حتى تطغى على الأصل الصالح والشريف .   3 – وبعكس ذلك هل في العلمانية كما يمارسها دعاتها في تونس ، وكما يمارسها الغرب أصحابَها الأصليين ، ما يدعو الى الافتخار بها ؟ ولا يعني هذا أنه ليس فيها منافع ولكن ، لا ينبغي أن يُنفخ فيها حتى تغطي على أصلها الفاسد.   4 – وهل في مثل خطة تجفيف ينابيع التدين التي أعدّ لها وسهر عليها وجند لها بعض العلمانيين والاستئصاليين والدنياويين ما يُشرّف ليس هؤلاء فقط بل أي تونسي؟   5 – وأليس شرفاً لنا على شرف أن ديننا يحفزنا – رغم كل ما حصل لنا – على السمو بأنفسنا عن الثارات والأحقاد، وعن المصالح، وعن الحزبيات والدنيويات ، الى سموّ الإسلام ، والى سعة البلد ، التي تسعهم وتسع التونسيين جميعاً ؛ ويحفزنا على مجاهدة أنفسنا على ذلك ، مصرين على أن نُريهم الحق ودين رب العالمين قولاً وسلوكاً، فإن أقبلوا عليه فهم أحبابنا وإخواننا، وإن رفضوه فقد أدينا ما علينا ، وأمرهم إلى الله يفعل فيهم ما يشاء دنيا وآخرة؟   النتيجة : المطلوب الجرأة في الانفتاح على التونسيين وبسط أعمالنا عليهم وتصحيح أخطائنا على الملأ، والاقتحام عليهم بمعاني الإسلام وبقضايا المشروع الإسلامي .   لا لقلب الحقائق      لا أشك أنه كانت لنا أخطاء في إدارة هذه المعامع، ولكن مهما كانت فضاعتها لا ينبغي أن تطغى على الأصل وعلى الحقيقة الى درجة قلب الحقائق بالكامل ، وكأن خطة تجفيف الينابيع هي الشرف ، وأن الشرفاء يستأهلون تلك الخطة… وأن من فكر وتولى كِبْرها وأمرها هم رواد خير وشرف ، بل وأصحاب سبق لهما .       وأي خير وأي شرف في التعرض لنا وللبلد ولدينها ولمتدينيها ولأحرارها بكل تلك المخازي ؟       وأي خير وأي شرف في انتهاك كل شيء خيّر وشريف تحت شعارات مقاومة الظلامية والإرهاب حينا أولا، وتحت شعارات مفاهيم الحداثة والحرية وحقوق الإنسان حينا ثانيا ، وتحت شعارات العلم والبحث والدرس حينا ثالثا ؟      وأي خير وأي شرف في أناس لم نر في أفعالهم غيرة لا على دين ولا على وطن ولا على شرف… بل ما رأيناه خطة تجفيف ينابيع الخير وينابيع الشرف في البلد ، وفتح كل أبواب الشر فيها وعليها من الداخل والخارج وبكل الوسائل. لقد كانوا بالفعل ( مغاليق للخير مفاتيح للشر ) بعكس وصف الرسول صلى الله عليه وسلم لأهل الخير والشرف ؟      وأي خير وأي شرف وما رأينا منهم إلا نهباً لخيرات البلاد وإمكانياتها ، وإلا عصابات سرقة ونهب لا تترك لا شاردة ولا واردة… ؟      إن المطلوب أن نعاقب ونحاسب هؤلاء جميعاً ، إذ هم المجرمون حقاً ، والمفسدون حقاً ، والظالمون حقا ، والفاسقون حقا ، والسارقون حقا … نقول هذا – مع ما تقدم بيانه من معاني السمو – لبيان الحقائق ، وحتى لا تطمس وتزيف ، وحتى لا ينقلب المعروف منكراً والمنكر معروفاً. نقول هذا حتى إذا تكلم واحد من هؤلاء أو غيرهم أن يقول حقاً أو يسكت…   من فقه الشورى وتحمل تبعاتها      لقد أعطانا الرسول صلى الله عليه وسلم – من خلال أحداث غزوة أحد – درسا في الشورى ، أخذا برأي الأغلبية في المواضع التي يجوز فيها الاجتهاد، حتى وإن كانت خاطئة، وحتى إن خالفت رأي القائد بل وكان يراها خاطئة. ولم يكن في ذلك درسا فقط في حقيقة الشورى والعمل بها، بل وأيضا في تحمل تبعاتها ، التي لم تكن  تبعات عادية ، بل كانت هزيمة كبيرة أوشكت أن تقضي على دعوة الإسلام وركيزتها الرسول صلى الله عليه وسلم ودولتها الناشئة.      فهل بعد هذا رجع الصحابة بعضهم على بعض باللوم والعتاب ، والحساب والعقاب ، سواء من جانب القيادة (الرسول صلى الله عليه وسلم صاحب الرأي الصائب) تجاه الشباب الذي ورّط دعوة الإسلام في تلك الهزيمة ؟ أم العكس رجع الشباب بلوم الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن – وحاشاه –  في مستوى القيادة، وأنه كان من المفروض أن يكون دكتاتوريا فيذهب في قناعته ورأيه ويعمل به ويفرضه…؟     إن شيئا من ذلك لم يحصل بل لم يتوقف القرآن على ذلك أصلا، بل كان توقفه مواسيا رافعا للهمم متجاوزا مستنهضا، آخذا منها دروسا في ترسيخ القيم الأساسية.   من فقه التوبة والاعتذار:    ما أردت أن يكون ما قمت به من توبة واعتذار إجراءا شكليا أو عملا سلبيا مقتصرا على الاعتذار والتوبة في ذاتهما، بقدر ما أردت أن يكون عملا إيجابيا ، واضحة ملابساته الماضية، وجلي إطاره الأصلي، وأن يكون عملا موضوعا في سياق إيجابي متعديا إلى الفعل في الواقع الحاضر ثم إلى المستقبل.   إن التوبة والاعتذار في الحالة التونسية وما نحن بصدده لا تتمثل في قول كلمة « أعتذر » ثم المضي والانسحاب، بل التوبة والاعتذار هو الوقوف بمسؤولية وإيجابية عند ما وصلت إليه الأوضاع ، والعمل والمساهمة في زحزحتها فيما تردت فيه، والعمل على جبر وإصلاح ما ترتب على المرحلة الماضية ، والعمل على التجاوز والتهيئ إلى استئناف جديد.   هكذا أرى التوبة والاعتذار. عندما يتحقق كل ذلك ، أكون بالفعل قد أنجزت وحققت توبتي واعتذاري . وأرى أنه مطلوب مني أن يبقى سعيي طول الوقت إلى ذلك فإما أن يتحقق في الحياة وإما أن أموت على ذلك ، فلعل الدأب حتى الموت على التحقق من التوبة والاعتذار أن تشفع لي عند الله رب العالمين وعند عباده المتضررين.   أنا أرى إذن أني بدأت بداية ومسيرة ما ينبغي أن تتوقف حتى تبلغ منتهاها. وأسأل الله العون على ذلك والتوفيق فيه. بهذا التصور وهذه الرؤية أقدمت على أمر التوبة والاعتذار، مُدمَجيْن مع جملة واجبات أخرى شرعية.   من فقه حساب الدنيا : حساب الدنيا هو بين العدل والإحسان مع التزام الحقيقة    حساب الآخرة – وهو حساب رباني – حساب لا يترك لا شاردة ولا واردة إلا يحصيها؛ ويكون الوزن يومئذ الحق، ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. ويكون العدل المطلق مع أهل النار ويؤول الأمر إلى الإحسان المطلق مع أهل الجنة.   وأما في خصوص حساب الدنيا وفيما بين البشر بعضهم ببعض، فمن نَحَا نحو حساب الآخرة فقد سما إلى الإحسان ، ومن تمسك بالحقوق وجبر الأضرار والقصاص فذلك من حقه. وهذا عدل لا يصح لأحد أن ينكره عليه، ويمكن ترغيبه في الأوْلى وهو الإحسان ، والذي يُنكر ولا يجوز قبوله بحال هو تجاوز العدل إلى الظلم قال تعالى :   (ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام ان تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب) (سورة المائدة – آية 2)، (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألاّ تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) (سورة المائدة – آية 8).   وكل ما سبق يتعلق بالإنصاف والإحسان، ويسعنا فيه كل المواقف المتراوحة بين أسمى درجة وهي درجة الإحسان والعفو والتسامح، وأدنى درجة وهي العدل. وأما ما يتعلق بالحقيقة ففي كل الأحوال لاينبغي أن تُمَسّ، ولا يُمس جلاؤها ووضوحها؛ فالحق حق، والباطل باطل، والظلم ظلم، والعدل عدل،والمعروف معروف، والمنكر منكر،… فلا للتمييع، ولا لخلط الموازين ولا قلبها.   بقلم محمد شمام للاتصال بي في موضوع هذه الحلقات أوغيرها :  العنوان البريدي : mohacham@gawab.com الهاتف النقال : 0046736309986   وإلى الحلقة القادمة إن شاء الله وهو الهادي إلى سواء السبيل   (المصدر موقع السبيل أونلاين بتاريخ 8 جويلية 2008)


 

مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات : سمينار الذاكرة الوطنية حول تأريخية وتونسة الديوانة التونسية مع السادة حسن ببو وحمادي السخيري وعبد النور جاء بالله يوم السبت 12 جويلية 2008 على الساعة الثامنة والنصف صباحا

 
كنا قد أعلنا الأسبوع الماضي أننا سنفرد سمينارا حول تأريخية وتونسة الديوانة التونسية والذي لم يقع الاهتمام بها مطلقا, في حين شكلت أهم القطاعات الحيوية للدولة التونسية الناشئة وتعد من أبرز مظاهرها وعلاماتها المتميزة وساهمت مداخيلها المتنوعة بجزء هام جدا في دعم ميزانية الدولة والتي اعتمدت عليها اعتمادا كليا في تسيير مؤسساتها المختلفة. وقد حافظت هذه المؤسسة الوطنية عن انسياب إنتاجنا الوطني في عديد القطاعات بوقوفها ضد المهربين على اختلاف مستوياتهم وندرك اليوم مدى أهمية هذه المؤسسة في ظل ظاهرة التحرر الاقتصادي الذي فرض علينا فرضا وفقدت الدولة اليوم بموجبه، بجزء هام من مداخيلها وهو ما منح هذه المؤسسة منذ الاستقلال ثقلا أساسيا في ميزانيات الدولة. إن اهتمامنا اليوم في نطاق الذاكرة الوطنية بالديوانة التونسية، يصب في رد الاعتبار لكل الذين خدموا بإخلاص وتفان ومسؤولية هذا القطاع وضحوا بالكثير من أجله بدءا بعملية التونسة الصعبة يومئذ حيث كان يدير هذا القطاع الفرنسيون منذ الاستقلال إلى خروج تونس من اتفاقية الإتحاد الجمركي مع فرنسا وفك الإرتباط مع الفرنك, ويأتي على رأس هؤلاء المسؤولين الكبار, المرحوم الهادي خفشة الذي عين أول مراقب عام للديوانة. وفي هذا الإطار ندعو اليوم في حلقة أولى حول الذاكرة الوطنية عن الديوانة, شخصيات أدت دورا مباشرا في تطوير هذه المؤسسة بدءا بالسيد حسن ببو الذي أحرز على الإجازة في الحقوق من جامعة آكس سنة 1955، والتحق بالديوانة سنة 1953 وسمي مفتشا ثم تحصل على دبلوم المدرسة الوطنية للديوانة بباريس سنة 1956، وكلف بمهمة المفتش الرئيسي والمشرف على الحدود الجزائرية والليبية بعد الاستقلال كما تم تعيينه مديرا للديوانة سنة 1959, ليبدأ عملية تونسة الإطار الفني وتبنى المراسيم والقوانين التونسية الضابطة لكل المهام والصلوحيات الراجعة لذلك. كما تولى السيد حمادي السخيري رئاسة هذه المؤسسة، حيث انظم إليها في فجر الاستقلال واضطلع فيها برتبة مفتش.وارتقى في سلم الوظائف ليتعين آمرا للحرس الوطني ثم رئيسا عاما لمؤسسات اقتصادية وتوجت هذه المسيرة كمحافظ للبنك المركزي برتبة وزير. ولدى اتصالنا بالسيد سليمان ورق, المدير العام للديوانة حاليا, وأحطناه علما بتخصيصنا لسمينار الذاكرة الوطنية, اقترح علينا من يمثله في شخص العميد عبد النور جاء بالله، فهو من الدارسين لتأريخية الديوانة عبر الفضاء المغاربي والوطن العربي، وقد راجع أهم القواميس والكتب المرجعية ليؤكد لنا في بحث مازال مخطوطا أنه تعرض للأصول والمفاهيم الاصطلاحية لكلمة ديوانة وقمارق وتوصل إلى أن لكلمة ديوانة المكانة التي تؤهلها للاستعمال الرسمي، حيث ارتبط هذا المصطلح وثيق الارتباط بالحضارة العربية الإسلامية على ممر العصور وهو من الناحية اللغوية، كلمة سلسلة ومرنة من حيث الإيقاع الصوتي، الأمر الذي جعل السلطة التونسية العليا تلغي كلمة قمارق ليحولها قانون 100 سنة 1989 إلى مصطلح الديوانة، ولعل تونس هي البلد الوحيد في الوطن العربي الذي يستعمل ومازال كلمة الديوانة. وهو كما يؤكده السيد جاء بالله, إن ذلك شكل منعرجا تاريخيا هاما في مصالحة الذات مع هويتها المتجسدة أساسا في لغتها وحضارتها، وقد انتشر هذا المصطلح عبر اللغات الدولية الأخرى. والعميد جاء بالله، تحصل على ديبلوم الدراسات العليا للديوانة وشهادة المرحلة الثالثة من المدرسة الوطنية للإدارة, وهو يعد اليوم لدكتوراه بجامعة ديجون الفرنسية حول عملية القرصنة في القوانين الفرنسية والمغاربية. ولا شك أن شهادة مدعوينا الثلاثة سوف تكون فاعلة ومهمة لفهم طبيعة هذه المؤسسة وما تعرضت له من إرهاصات في الماضي وما تجابهه اليوم من متغيرات دقيقة أصبحت تواجهها مصالح الديوانة ببلادنا. والدعوة مفتوحة للجميع ابتداء من الساعة 8.30 صباحا بمقر المؤسسة المذكور أسفله. 8 جويلية 2008 البروفيسور عبد الجليل التميمي العنوان : المنطقة العمرانية الشمالية – عمارة الامتياز – 1003 تونس الهاتف : 0021671231444 / 0021671751164. – الفاكس 0021671236677 البريد الإلكتروني fondationtemimi@yahoo.fr/fondationtemimi@gnet.tn الموقع على الإنترنت( باللغة العربية)  (site en français) www.temimi.refer.org  


الفنان المسرحي المغربي القدير أحمد السنوسي (بزيز) ـ في تقليد للزعيم الليبي معمر القذافي ويتضمن حديثه مقطع مطول حول تونس :

 
http://www.youtube.com/watch?v=cBeDn4aE4OM&feature=related  والله ظالمينو بن علي … هذا دكتاتور كبير تعطوه تونس بلاد صغيرة ..   ظالمينو الراجل ما عندوش مساحة فين يوزعوا القمع ديالو  .. هذا خصوا استراليا .. خصوا كندا .. خاصتو قارة كبيرة باش يكون عندو متسع من الجغرافيا باش يوزع القمع ديالو !!!* حلقة « بلا حدود » ـ فيفري 2008 http://www.youtube.com/watch?v=GISe_JMDiVg&feature=related


 

لمحة :  المواطـَنــة

 

 
فرنسا كلها من أخمص قاعدتها الى قمة الهرم.. احتفلت بتحرير المواطنة الأسيرة «بيتنكور»* بصفة يعجز عن وصفها القلم.   كل الجهات المعنية وكل وسائل الاعلام.. كرّمت هذه المواطنة طيلة أيام.   ماذا بقي لي أن أقول بعد هذه المقدمة.. سوى أني فهمت الآن معنى «المواطن» في البلدان المتقدمة.   محمد قلبي   (*) كانت رهينة للمتمردين في كولومبيا.   المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 8 جويلية 2008
 
 


 

عبد المجيد الشرفي في كتاب مثير جديد عن: الفكر الإسلامـــي… بعيـــدا عن «السلفيات» والحداثة المعادية للدين

 

 
تونس – الصباح   المعاناة التي نقلها الاستاذ عبد المجيد الشرفي في عدد من كتاباته تتجاوز شخصه إلى تيار كبير من المثقفين والاعلاميين والكتاب والباحثين الجامعيين .. الذين شاءت الجغرافيا أن يولدوا وينموا في المنطقة العربية الاسلامية .. أي في تربة تؤمن بالمقدسات وبالتواصل الكبير بين الماضي   بالحاضر..وبحجم التراث في صقل مواهب المبدعين والمجددين ..   معاناة من ينشد الابداع والتجديد ..مع الاعتزاز بهويته ..دون أن يعني ذلك الاعتزاز استسلاما لمقولات «السلفيين» بأنواعهم : السلفيين دينيا ..وأتباع السلفيات المعادية للايمان والاديان ..الذين يشككون في جدية انخراط المجدد والمثقف في مسار الحداثة إذا أعلن أنه لا تناقض بين هويته الدينية وعلمانيته ..وقراءاته العقلانية للاسلام عقيدة وفكرا وتشريعا وتراثا وممارسة اجتماعية وسياسية ..   هذه الاشكاليات وغيرها برزت في الكتاب الجديد الذي أصدره الاستاذ عبد المجيد الشرفي (ـ بالفرنسية ـ) في «دارالجنوب للنشر» في  250 صفحة تحت عنوان: «الفكر الاسلامي، القطيعة والوفاء ».   أزمات الشباب   من بين ما يشدك إلى كتاب عبد المجيد الشرفي تناوله اشكاليات فلسفية فكرية ثقافية وانتروبولوجية باسلوب سلس ..محاولا كعادته التوفيق بين تجربته البيداغوجية والتربوية و«السياسية» وخلفيته العلمية باعتباره من ابرز المختصين في دراسة الحضارة العربية الاسلامية والاديان المقارنة والعلوم الانسانية .   الشرفي يطرح الاشكاليات النظرية والتساؤلات التي تشكك في كل المسلمات الدينية والفكرية والاجتماعية بعمق ..لكنه خير ربطها بالتساؤلات التي تخامر تيارا عريضا من الشباب العربي والمسلم ـ والمغاربي خاصة ـ بسبب ما وصفه بثنائية المرجعيات ..وتناقض كثير من مصادر نحت فكر الطفل والشاب والانسان في منطقتنا العربية الاسلامية ..من المرجعيات السلفية الدينية المرورثة عن الاباء والاجداد وبعض المربين والمؤسسات المحافظة والفضائيات الجديدة (مثل قناتي اقرأ ودريم والجزيرة..» إلى ما يتلقاه الشباب من دروس «علمانية» في المعاهد والجامعات وفي الفضائيات الغربية .. الاوروبية والامريكية..   القطيعة ..أم الوفاء   اختار عبد المجيد الشرفي أن يتناول الاشكالية المركزية لكتابه (القطيعة مع الموروث الديني والتاويل الاجتماعي التاريخي له أو الوفاء لهما) عبر ثلاثة أجزاء : جزء عني بالمسائل النظرية وثان بالتجربة التاريخية المعاشة التي كرست تاويلات متناقضة للاسلام في ابعاده الاجتماعية والسياسية والفكرية.. ثم خصص الجزء الثالث والاخيرمن الكتاب لبحث علاقة الاسلام بالاخر.. أي بالعلمانية والاديان الاخرى وخاصة بالمسيحية واليهودية ..في مراحل تاريخية مختلفة ..قبل أن يختتم الكتاب بورقة من عشرين صفحة قدم خلالها الكاتب محاولة فكرية تأليفية ..بتواضعه وعمقه المعهودين ..مع التركيز على طرح اشكاليات ونقاط استفهام تهم خاصة ازدواجية الحداثة والماضوية ..ومزاجية بعض اهل صنع القرار خلال تعاملهم مع المقدسات الدينية والمسلمات التي تتداخل فيها التقاليد المجتمعية بالاسطورة من جهة ..مقابل تيارات «تحديث» و«علمانية» ليس لبعض رموزها «فرامل».. لانهم لا يتورعون عن اتهام من يؤمن بحق المؤمن في الاعتزاز بهويته بالزيغ والانحراف عن قيم الحداثة والتحديث ..   خصوصيات المنطقة المغاربية ؟   انطلق الكاتب بوضوح في كتابه من بعض مسلماته التي تتمسك بالحق للانتماء للاسلام والاعتزاز بالابعاد الايمانية ليناقش بجرأته المعهودة وباسلوب الخبير في العلوم الانسانية كثيرا من المسلمات «الاسلامية».. وانعكاساتها السوسيولوجية والسياسية ..بدءا من قضية الاحساس بـ«الانتماء إلى الامة الاسلامية».. أو «الامة المحمدية».   قد تختلف مع الكاتب في كثير من استنتاجاته ..وفي بعض الفرضيات التي رسمت توجهات كتابه منذ صفحاته الاولى ..   وبعيدا عن أسلوبي التكفير أو التنزيه المفرط لكتابات الشرفي فان الكتاب قدم اضافات مهمة ..وطرح تساؤلات أكثرمما حسم في الاجابات عنها ..رغم وضوح رؤية الكاتب وكشفه دون مواربة تمسكه في نفس الوقت بالابعاد العقلانية والتقدمية في الفكر الانساني المعاصر ..وبصفة «المسلم ثقافيا».. اعتزاز باسلام عقلاني وبتراث فيه جوانب مضيئة بالجملة ..دون الاستسلام للتاويلات السلفية والماضوية ..وللنظرة السائدة للدين ولدوره الاجتماعي ..في واقع تعمقت فيه الهوة بين المقدس والمادي ..واستفحلت فيه ازمات الشباب والمثقفين في العالم العربي الاسلامي ..لاسباب عديدة من بينها انتشارالسلفيات العنيفة التي تروج لديانات أخرى ..ومرجعيات متشددة في اتجاهات تقلصت فرص التقاطع بينها ..   الكتاب قد يفتح حوارا ..أو جدلا .. خاصة بعد الضجة التي أثارها كتاب الدكتور محمد الطالبي «ليطمئن قلبي».. الذي خصص مساحة كبيرة فيه لانتقاد الشرفي وتلامذته ..والكتابان عينة جديدة عن عمق التناقضات الفكرية والثقافية والسياسية ..في صفوف النخب ..خلال تعاملها مع قضايا حساسة بينها المسلمات الدينية والاجتماعية والسياسة والتوازنات «التقليدية».   كمال بن يونس     المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 8 جويلية 2008


جمال اللّباس وأناقة الإنسان و زينته:مقاصد وأحكام. الجزء الرابع

                     

 
                                
 
 مصطفى عبدالله ونيسي/باريس/فرنسا الجمال في  أبعاده الرّ ُوحية ومقاصد ه الأخلاقية ومآلآته التربوية  :                                                                 إنَ ما يُميِّزُ المُتدينين بصفة عامّةٍ أنّهم يؤمنون بأنّه وراء هذا الجمال الجسدي ،الذَي ولئن كان خلاَّبًا إلى حدِّ السّحر،هنالك  جمال أشدّ ُ حُسنا وأشمل وأدوم و أجدر بالإهتمام والإعتبار والعناية.  ومن أجل أن لا نُخطأ ولا ننبهر بما لا يستحق الإنبهار حذرنا الله من ذلك عندما قال في كتابه العزيز:[إعلموا أنَما الحياة الدَنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم و تكاثر في الأموال و الأولاد كمثل غيث أعجب الكفَار نباتُهُ ثمُ يهيج فتراه مُصفرَا ثمَ يكون حطاما  وفي الآخرة عذاب  شديد و مغفرة من الله ورضوان   وما الحياة الدَنيا ألاَ متاع الغرور]الحديد ،آية20 . وما الجمال الجسدي إلاّ جزء من هذه الحياة الدنيا ومن زينتها الخلاّبة. ولأنّ الإنسان   لا يستمد قيمته ولا جماله فقط مما يكسب من متاع الحياة الدّنيا  و زينتها ،وذلك من عطاء الله ولا دخل للإنسان فيه، وإنمَا يستمدُ هذا الأخير جماله الحقيقي الذي هو جدير به عن طريق   إيمانه وعمله وبلاءه الصالح وجماله الرّوحي و مكارم أخلاقه. عن أبي هريرة  عبدالرَحمان بن صخر  رضي الله عنه قال :قال رسول الله (ص):[إنَ الله لا  ينظر إلى أجسامكم   ولا إلى   صوركم ،و لكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ] رواه مسلم . فجمال الأجسام والصّور  هي ، أوَلا و أساسا ، عطايا و هبات ربانيَة لا دخل للإنسان فيها وهي بالتالي لا تصلح لأن تكون أساسا للمفاضلة.  أمَا ا لجمال الذي يحبه الله و ينظر إليه فمحله القلب و مرآته العمل الصالح والكدح النافع و الكلم الطيّب. والجمال الرّوحي ،ولئن كان محله القلب ،إلاَ أنه يتجاوز ذلك ليشع نورا على بقية الجسم و سائر الجوارح و يزيد صاحبه جاذبية ومهابة و رفعة . وفي هذا السياق ما أصدق   قول  القائل:   إنَ لله  عبادا   فُطنا طلقوا الدَنيا وخافوا الفتنا نظروا فيها فلماَ علمواأنَها   ليست لحي وطناجعلوها لجَة    واتخذوا صالح الأعمال سُفنا                                                                                كما أنَ العبادات الصحيحة ، التَي ألزمنا بها ربَ العزَة ، إذا ما أديناها على الوجه المطلوب كانت أصلا كبيرا لجمال كثير يملأ علينا حياتنا و يغمر بيوتنا ومن حولنا  بالسعادة والنَور التَام في الحياة الدَنيا و يوم القيامة أكثر وأكثر.   يقول الله عزَ و جلَ في حق الزَكاة  :   [ خُذ من أموالهم صدقة تُطهَرهم و تُزكَيهم  بها ]التَوبة آية103ويقول النبيَ (ص) في الحديث القدسي الذي يرويه عن ربه:[إنمَا أتقبل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتي . ولم  يستطل  بها على خلقي.. ولم يبت مصرََا على معصيتي . وقطع النَهار في ذكري ..و رحم المسكين وابن السبيل و الأرملة،و رحم المُصاب…ذلك نوره كنور الشَمس،أكلؤه بعزَتي،و أستحفظه ملائكتي.   وأجعل له في الظلمة نورا،وفي الجهالة حلما . ومثلُهُ في خلقي  كمثل الفردوس في الجنَة…]  فزينة الحياة الدَنيا لا ينبغي أن تكون الشجرة التَي تحجب عنَا الغابة أو النعمة العابرة التي تحجب عنّا الجنّة و نعيمها الدّائم،فهي ، ولئن لم يُنكرها علينا الإسلام،لا ينبغي أن تكون كل شيء في حياتنا وغاية وحيدة نلهث وراء تحقيقها  بكلِّ الوسائل المشروعة وغير المشروعة. و المؤمن الصادق و المُخلص لا يخطأ  في ترتيب أولياته ،وهو لا يمكن أن يقضي عُمره في تحصيل جمال قليل هو لا  محا لة زائل ووقتي تاركا وراء ظهره ما هو خير و أبقى . إنَ دوام الحال في الدَنيا من المحال ولذلك حذر النبيَ (ص) الإنسان  من سوء ا لعاقبة و وجهّهُ إلى الإختيارات الصحيحة و الرابحة حتَى لا يندم يوم لا ينفع الندم فقال (ص):[بادروا بالأعمال  سبعا ،هل تنتظرون إلاَ فقرا مُنسيا ،أو غنى مُطغيا ،أو مرضا مُفسدا،أو هرما مُفندا،أو موتا مُجهزا، أو الدَجال فشرَُ غائب يُنتظر أو السَاعة والسَاعة أدهى وأمرَ!]حديث رواه التَرمذي وقال حديث حسن. يُشير النبيَ(ص) من خلال هذا الحديث وغيره إلى أن وضع الإنسان منذ النشأة الأولى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها في تبدّل و تغير مُستمرين ، وذلك حتّى لا يغتر هذا الأخير بما هو عليه وما هو فيه و لا يراهن  على السراب و الأوهام  مستعينا على معرفة الحقيقة و السير باتجاهها بخالق الحقيقة و مالكها ،يقول الله تعالى:[و أنّ هذا صراطي مُستقيما فاتّبعوه ولا تتّبعوا السُّبُل فتفرّق بكم عن سبيله. ذلكم وصّاكم به لعلّكم تتّقون] الأنعام آية153ويقول عزَ من قائل:[و الذين جاهدوا فينا لنهديّنهم سُبُلنا  ]  العنكبوت اية69. وعلى هذا المنوال سار العلماء و الصالحون ومن هؤلاء نذكر العالم الزّاهد الحارث المُحاسبي في كتابه القيّم ( رسالة المُسترشدين  ..) يُرشدنا  إلى ما به نُحصّل جمالا حقيقيا عندما يقول:[وكن بالحق عاملا يزدك الله نورا و بصيرة ](1) وكان الحسن البصري رضي الله عنه يقول :[الدَنيا كلها ظلمة إلاّ مجالس العلماء]كما ورد في جامع بيان العلم و فضله لإبن عبد البّر. و سُئل النبّي (ص) [ أي جُلسائنا خير؟ ] قال (ص):[من ذكَركم بالله رُؤيته ،وزادكم في علمه منطقه ،وذكركم بالآخرة عمله ]  . فالمُعتبر شرعا من الجمال هو ما ذكَر النّاس بالله وباليوم الآخر. أمَا الجمال الذي ما يزيد النَاس إلاَ رغبة في الدنيا و عُلوا في الأرض وطُغيانا، فهو جمال منقوص، مهما كان خلاّبا،  لا اعتبار له قي دين الله و رسوله .ولقد كان هذا النوع من النَاس الذي تذكرنا بالله رؤيتهم كثيرين ومنتشرين في سلف هذه الأمة ويمكن أن نعد من بينهم التابعي الجليل محمد بن سيرين ،الذي كان إذا مرَ بالسوق ،فما يراه أحد إلا ذكر الله تعالى كما ورد في تاريخ الإسلام للذهبي وكان الحسن البصري هكذا أيضا وقال أشعث بن عبدالله أحد أصحابه:[كنّا إذا دخلنا على الحسن البصري  خرجنا ولا نعُدَُ الدّنيا شيئا]كما ورد في الحلية لأبي نعيم .    وهو ما يعني أنّ هؤلاء  العلماء كانت لهم جاذبية  نورانيّة لا يمكن أن تُعط إلاَ    لصاحب علم و تقوى وورع رباني ،فينعكس كُلّ ُ ذلك على مُحيَاهم و بشرتهم  جمالا خاصا ونورا الهيا يذكران النَاس بصفة آلية في محبة الله وفي محبَة العمل الصالح و محبَة هؤلاء المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا عليه الله. وما أروع ما قيل في هذا الرَهط الكريم من العلماء والصالحين:إذا سكن الغدير على صفا ء وجُنّب أن يُحركه النّسيم  بدت فيه السّماء بلا امتراء كذاك  الشّمس تبدو والنجوم كذاك وجوه أرباب التَجلي يُرى قي صفوها الله العظيم                                             يقول المُحاسبي :[و أدم ذكر الله تنل قُربه](2) وقد استوفى الإمام  ابن القيَم بيان فوائد ذكر الله في كتابه (الوابل الصيب..) استيفاء حسنا يُحبَب الذكر إلى الغافلين و الذاكرين جميعا  ،نُورد منه ما نعتقد أن له صلة بموضوعنا ،وقد قال رحمه الله :[وفي الذكر أكثر من مائة فائدة ،منها أنّه يُزيل الهمّ ويجلب السرور ،و يُقوي القلب والبدن،و يُنوّر القلب و الوجه ،….ويُكسب المهابة و الحلاوة …..وحياة القلوب وهو قوت القلب وروحه و يجلو صدأه …و يرفع الدرجات و يزيل الوحشة …وهو نور للعبد في دُنياه و قبره و يوم حشره ،و به  تخرج أعمال العبد و أقواله   و لها نور… وهو يزيل قسوة القلب ،وما استُجلبت نعم الله ،و استُدفعت  نقمه   بمثل ذكره .] ويقول المحاسبي :[واعلم أنّه ما تزين أحد بزينة كالعقل و لا لبس ثوبا أجمل من العلم لأنَه ما عُرف الله إلاّ بالعقل و لا أُطيع إلا بالعلم](3). و قال التابعي الجليل عُروة بن الزبير :[أفضل ما أعطي العباد في الدنيا العقل ،و أفضل ما أُعطوا في الآخرة  رضوان الله تعالى عزّ و جلّ] كما جاء في كتاب العقل و فضله لإبن أبي الدنيا. وقال الحسن البصري [ لو كان للعلم صورة لكانت صورته أحسن من صورة الشمس و القمر و النجوم والسماء] . وقال الصحابي الجليل معاذ  بن جبل [العلم حياة القلوب من الجهل ،ومصباح الأبصار من الظّلمة ،و قوّة الأبدان من الضعف،يبلغ بالعبد منازل الأخيار الأبرار ،و الدرجات العُلى في الدنيا و الآخرة . و التفكر فيه يعدلُ الصيَام ،و مُذاكرته تعدل القيام ،و به تُوصل الأرحام و يُعرف الحلال من الحرام . وهو إمام و العمل تابعُهُ و يُلهمُه السّعداء و يُحرمهُ الأشقياء]نقله الحافظ بن رجب  في ( شرح حديث العلم)  . و قال العلاّمة  نصير الدَين الطوسي في أول رسالته (آداب المتعلمين) [شرف العلم لا يخفى على أحد ،إذ العلم هو المختص بالإنسانيّة ،لأنَ جميع الخصال سوى العلم يشترك فيه الإنسان و سائر الحيوانات كالشجاعة والقوة والشفقة و غيرها. و به أظهر الله تعالى فضل آدم عليه السلام على الملائكة و أمرهم  بالسجود  له. ألا ترى لقول النبيَ (ص) [من عمل بما علم ،و رثه الله علم ما لم يعلم] و كذلك  الجمال الجسماني   يمثل القاسم المشترك  بين الإنسان المتدين وغير المتدين بل وسائر مخلوقات الله تعالى.أمَا الجمال بالمعنى الشامل المبني على العلم، بأحكام الشرع والإحاطة بمقاصد الشريعة والتحلي بمكارم الأخلاق، فلا يوهب إلاَ لمن آمن بالله واليوم الآخر وعمل بما علم ووقف عند حدود الله سبحانه، ولذلك قال الله تعالى [إنَما يخشى الله من عباده العلماء] فاطر آية28 و في هذا الإتجاه  يقول المحاسبي :[ووجدت أصول الفضول المتحركة من القلب تظهر على السمع و البصر و اللسان و الغذاء و اللَباس . و فضول السمع يُخرج إلى السهو و الغفلة، و فضول البصر يُخرج إلى الغفلة والحيرة ،و فضول اللَسان يُخرج إلى التزيّد و البدعة ،و فضول الغذاء يُخرج إلى الشّره والرّغبة ،و    فضول    اللّباس  يُخرجُ  إلى  المباهاة و الخُيلاء] (4) . ولسائل أن يسأل ما مُبرر هذا الإستطراد في الحديث عن ذكر  الله وعن فوائده الجمّة ،و عن العقل و العقلاء و مُخالطة الأتقياء الأصفياء،وعن مكانة العلم و مجالسة العلماء، و ما علاقة كل ذلك بجمال اللباس و زينة الإنسان و أناقته ؟ إن ما نريد  لفت الأنظار إليه هو ضرورة  الإنتباه  إلى أن التعاطى مع الجمال الظاهري و الجسدي للإنسان لا ينبغي أن يتم بمعزل عن الجمال الباطني و الروحي ،وأن جمال الإنسان في صورته المثالية لن يتحقق و تكتمل صورته الشاملة إلا بقدر ما ننجح في التوفيق بين بعديه   الأساسين الظاهري والباطني و تحقيق التوازن بينهما. إنّ المعاني الروحية و الأخلاقية للجمال بالنسبة لصورته الجسدية والظاهرية هي كالروح بالنسبة للجسد.فكما أن الجسد لا يساوي   شيئا إذا لم تكن به روح ،فكذلك الجمال في صورته الجسدية المادية لا يساوي شيئا إذا كان معزولا عن أبعاده الروحية و الأخلاقية،و صدق رسول الله (ص)إذ يقول :[ألا و إن في الجسد مُضغة إذا صلحت صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله ،ألا وهي القلب]متفق عليه.إنّ المبالغة في الإهتمام   بهذا الجسد و بجماله ،حتى ولو كان ذلك  على حساب المبادىء والقيم ،إنّما هو انحراف عن الفطرة التي خلق الله الناس عليها ،وهو بالضرورة هدر لكرامة الإنسان وضرب لإنسانيته و تكريس لحيوانيتة. و كم يذكرني من اتخذ هذا المذهب منهجا في التعاطي مع الجسد بقول الله تعالى :[وإذا رأيتهم تُعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم  كأنهم خُشُب مُّسنّدة  يحسبون كلّ صيحة عليهم …]المنافقون آية   4  إنّ الإسلام ،في دفاعه عن حقوق العباد و صيانة كرامته ،كان إنسانيّا في كل تعاليمه و تشريعاته  حتّى تلك التي تخص جمال لباسنا و زينتنا و أناقتنا .   فمكانة الإنسان في التصور الإسلامي مكانة محورية باعتباره   خليفة الله في الأرض والمسئول عن عمارتها بالخير والعمل الصالح.  واعتبارا لهذه المكانة المميّزة ،فإنّ الإسلام لا يرضى  لهذا المخلوق   المُكّرم أن  (يُشّيَء)،أي أن يُصبح مُجرّد بضاعة إستهلاكية  بسبب حرصنا وانبهارنا  بالبُعدِ المادي و الغرائزي الحيواني للجمال دون سائر الأبعاد الأخرى التي لا يراها إلاّ ذو حظِّ كبير من العلم و تقوى الله تعالى .وهذا الخطأ الفادح في التعاطي مع الجسد هو ما سقطت فيه  الثقافة الغربية و المادية بصفة عامة التي تمردت على الأديان وما جاءت به  من مكارم للأخلاق. فالغرب، الذي ألّه الإنسان، لم يستنكف من أن يستعمل هذا  الأخير استعمالا رخيصا ،فيصبح هذا الإنسان، الذي خلقه الله في أحسن تقويم، مُجرد أداة لخدمة قلة من المُتنفذين الأقوياء و اصحاب الجاه والسلطان و رؤوس الأموال و الشركات ومجموعات الضغط وقلب الحقائق و صياغة العقول.ولقد كانت المرأة  أكبر ضحية لهذه التوجهات الليبيرالية على المستوى الإقتصادي  والتوسعية و الهيمنية على المستوى السياسي  ، التي وظفت المرأة واستعملت جسدها للإشهار والدعاية و ترويج  البضاعة والربح السريع ،مُستغلة أنوثتها لإثارة و إيقاظ شهوات الناس في الإستهلاك و الملذات.وبهذا السلوك السطحي في التعامل مع الجمال أصبحت المرأة بصفة خاصة أداة[ماركتنك  marketing ] لمزيد من البيع والثراء الرخيص والسهل، وتبعا لهذه الخلفية أصبحت المسكينة لا تساوي شيئا إلاّ بقدر ما يثيره جسدها في النّاس من شهوات و إقبال على الملذات .أمّا عن كرامتها و انسانيتها   فكبر أربعا و لا تبالي لأن ذلك في عُرف القوم يُعدّ ظلامية ورجعيّة قد ولّى عهدهما إلى الأبد ومن غير رجعة.  وهي،في هذه الفلسفة  الغربية ،لا تعدو أن تكون رمزا للإثارة و تسويق البضائع،وهذا في الحقيقة نوع جديد و معاصر من الإستعباد في ثوب جديد ،في حين  نجد أنّ الإسلام كرمها ورفع منزلتها باعتبارها انسانا مُكلفا ،حرا و مسؤولا،وعبدا لله دون سواه مثلها مثل أخيها الرجل منذ  اربعة عشر قرنا  لا فرق بينهما إلاّ بالتقوى[من عمل صالحا من ذكر أو أنثى و هو مؤمن فلنحيينّه حياة طيّبة  ] النحل آية 97  . و الجمال الظاهري الذي يتسع له الإسلام  هو ولا شّك ذاك الجمال الذي لا يخلّ بكرامة الإنسان و لا بمُرُوءته و لا يحط  من رسالته الحضارية و يصون عرضه و حقوقه  من التلاعب و الإنتهاك ،و أنّه ما لم يتناقض مع جملة هذه المقاصد و الأحكام يُصبح أمرا مندوبا ،بل و شكلا من أ شكال الدعوة إلى الله و الترغيب في دينه لأن الناس يحبون الجمال حُبا جمّا لا شك في ذلك و لا ريب [و من لم يجعل الله له نورا فما له من نور]النورآية40 و صدق أمير الشعراء أحمد شوقي عندما قال:إنّما  الأمم الأخلاق ما  بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم  ذهبوا فالمسلم ،إذن، عندما يلتزم بدين الله حتى في شكله الظّاهري ،فإنّما هو دائما يرمز إلى مضمون رسالي مُعيّن، و يدعو إلى هوية بعينها، وهو من خلال كُلِّ ذلك يمارس واجبه في الدّعوة إلى الله تعالى و يُكرسُ صورة أخلاقية مثالية مميّزة قوامها ،في هذا المستوى، الستر والحياء واحترام مشاعر الآخرين. إلاّ أنّ الإلتزام بأحكام الشرع الإسلامي في اللّباس والذوق الجمالي للمسلم المتدين لا يعني بأي حال من الأحوال بأنّ اللّباس الإسلامي محكوم عليه بالجمود وعدم مسايرة التطور والأذواق وملاءمة البيئات و الأعراف المختلفة و المتعددة. فكيف يكون ،إذن، اللّباس الإسلامي الذي تتوفر فيه المواصفات الشرعية  أصيلا وفي نفس الوقت معاصرا و جذّابا ومواكبا للتطور الإنساني!؟  وإلى حلقة قادمة أن شاء الله نجيب فيها عن هذا السؤال؟


 

من أجل الانحياز للشعب

 

 
لماذا  كلما تحرك النقابيون قيل لهم إنهم يوظفون ؟ لماذا كلما احتج النقابيون على السلطة قيل لهم أنهم يزايدون ؟ لماذا كلما فتح النقابيون معركة ضد الاستغلال والاستبداد قيل لهم أنهم يسيسون ؟  لماذا كلما خاض النقابيون معركة ضد الظلم والحيف والجور قيل لهم أنهم يفوضون؟ لماذا كلما تزعم النقابيون الصادقون احتجاجا قيل لهم أنهم منتمون ؟ لماذا كلما ناضل النقابيون في صفوف شعبهم قيل لهم أنهم مفسدون؟ لماذا كلما انخرط النقابيون في قضية الحرية قيل لهم أنهم إرهابيون ؟ لماذا كلما ساند النقابيون الصامدون قضية عادلة قيل لهم أنهم يشوشون ؟ لماذا كلما ساهم النقابيون في نضالات أمتهم قيل لهم أنهم شرذمة قليلون ؟ لماذا كلما رفع النقابيون الملتزمون الضيم عن الغلابة والبائسين قيل لهم أنهم قلة معزولون ؟ لماذا كلما تباين النقابيون مع البيروقراطية والانتهازية قيل لهم أنهم في المياه العكرة يصطادون ؟ لماذا كلما التزم النقابيون بالاشتراكية في توزيع الثروة قيل لهم أنهم يخرفون؟ لماذا كلما طالب النقابيون باحترام رأي القاعدة قيل لهم أنهم يحرضون لماذا كلما طالب النقابيون بمحاسبة الفساد و الرشوة قيل لهم أنهم يعرقلون؟ لماذا كلما طالب النقابيون الاتحاد بالالتزام بالثوابت قيل لهم أنهم يخربون؟ لماذا كلما دعا النقابيون إلى محاربة الوصوليين قيل لهم أنهم مشاغبون؟ لماذا كلما قام النقابيون بتحرك إسناد ودعم لشعبنا قيل لهم أنهم يهرجون؟ لماذا كلما اندفع النقابيون يصدون العدوان على الأمة قيل لهم أنهم فتية يلعبون؟ لماذا كلما أنكر النقابيون تحالفا خسيسا بين البيروقراطية والسلطة قيل لهم أنهم يتآمرون ؟ وقيل أنهم سياسيون ؟ وقيل أنهم معارضون؟ وقيل أنهم فئويون ؟ وقيل أنهم منعوتون ؟ وقيل أنهم مغرضون؟ وقيل وقيل وقيل عنهم الكثير وهم بمبادئ حشاد متمسكون ؟ وبالرغم من كيد القائلين فهم النقابيون المخلصون المفعمون بالانتساب للمنظمة وهم يحاكمون  من أجل نصرة الشغالين والفقراء فهاهم واقفون من أجل الدفاع عن قيم الاتحاد فهم لا يساومون من أجل نيل الحرية والمساواة فهم لا يركعون من أجل إعلاء كلمة الحق فهم لا يترددون من أجل الانحياز للشعب فهم لا يهربون  هكذا كانوا وهكذا كنا وهكذا نحن سائرون النفطي حولة :9 جويلية 2008  


 

هل العالم مقبل على صدمة نفطية ثالثة؟

 

 
توفيق المديني منذ أن تجاوز سعر برميل النفط سقف المئة دولار في شهر ديسمبر الماضي، استمر في تحليقه عاليا مسجلا الرقم القياسي تلو الآخر، وبات العالم يعيش على وقع أسعار النفط المتصاعدة، حتى انه بات من غير المستغرب أن يتجاوز سعر برميل النفط سقف 200 دولار، وربما سيصل إلى نحو 250 دولاراً، كما يتوقع ذلك معظم الخبراء في الغرب. لقد أسهمت القفزات الجنونية لأسعار النفط في ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية على مستوى عالمي، وأدت أيضاً إلى ارتفاع أسعار النقل الجوي والبحري والكهرباء والمعادن، وبالطبع أسعار السيارات والتدفئة، لكن إسقاطاتها المدمرة أصابت البلدان النامية في عالم الجنوب، ذات الموارد المالية المحدودة، التي بالكاد يمكنها تغطية حاجياتها الأساسية من الغذاء. ويعزو المحللون الغربيون هذه القفزات الجنونية لأسعار النفط، التي تقلق في المقام الأول الدول الصناعية الغربية والدول المستوردة للنفط، والبلدان الناشئة، إلى العوامل الجيوبوليتيكية: استمرار التوترات حول البرنامج النووي الإيراني، والشكوك القوية بشأن الاستقرار السياسي في العراق في ظل الجدل القائم حول التوقيع على المعاهدة بين الحكومة العراقية وإدارة الرئيس بوش، والهجمات المتكررة للمتمردين في جنوب نيجيريا المستمرة منذ سنتين والتي تقود إلى انخفاض استخراج كميات أكبر من النفط الخام. يحلل الخبير الاقتصادي في مجال الطاقة وأستاذ في جامعة أوهايو نورثرن أ.ف. الحاجي في مقاله المعنون: كيف يؤثر الدولار في أسعار النفط؟ والمنشور في صحيفة الخليج الإماراتية بتاريخ 29/6/2008، أحد أسباب ارتفاع أسعار النفط إلى ضعف قيمة الدولار، بالقول: إذ إن انخفاض الدولار لمدة قصيرة لا يؤثر في العرض والطلب، ولكنه يؤثر في المضاربة والاستثمار في عمليات شراء النفط الآجلة. فمع انخفاض قيمة الدولار ينجذب المستثمرون نحو الاستثمار في السلع الخام بما فيها النفط. والاستثمار في عمليات الشراء الآجلة يشكل وقاية ضد الدولار المتدهور وفي الوقت نفسه أداة اقتصادية قادرة على تحقيق أرباح ضخمة، وخصوصاً مع تضاؤل القدرة على إنتاج فوائض من النفط، والزيادة على الطلب، وانحدار أسعار الفائدة، وانهيار سوق العقارات، والأزمة المتمكنة من قطاع المصارف. و يعطي هذا التحليل مصداقية أكبر لمنظمة الدول المصدرة للبترول (الأوبك) عندما تحمل الشركات والمساهمين الأميركيين والمضاربين المسؤولية عن ارتفاع الأسعار. فها هو جورج سوروس، الممول الذي يحتكم على مليارات عديدة من الدولارات، والذي يُعرف بأنه الرجل الذي كاد « يحطم بنك انجلترا »، في أوائل التسعينات، يقول: « إن المضاربين الماليين هم المسؤولون بالدرجة الأولى عن رفع أسعار النفط الخام ». ويضيف: « المضاربة تؤثر في الأسعار بصورة متزايدة. ان للسعر شكل القطع المكافئ الذي تمتاز به الفقاعات ». وفي مؤتمر جدة للنفط الذي عقد في 22 حزيران الماضي، تواجهت وجهتا النظر المعروفتان: فهناك وجهة النظر التقليدية للدول المنتجة للنفط التي تتهم المضاربات في أسواق المال بالوقوف وراء هذا الارتفاع الجنوني لأسعار النفط، إضافة إلى امتناع الدول المستهلكة عن تشييد مصاف للتكرير تلبي الحاجيات المتزايدة على المحروقات في بلدانها. وهناك في الوقت عينه وجهة نظر الدول المستهلكة التي تلقي باللوم تقليديا على دول منظمة « أوبك » لعدم مبادرتها لزيادة إنتاجها لتأمين امدادات أكثر إلى الأسواق. ومهما يكن من أمر هذه العوامل التي أسهمت في ارتفاع أسعار النفط التي تقض مضاجع الناس في كل أصقاع الأرض، فإن القضية التي نحن بصدد مناقشتها هي أن العالم أصبح يعيش الآن على إيقاع الصدمة النفطية الثالثة.في عقد السبعينيات كان الأمر يتعلق بصدمة العرض إذ إن ارتفاع أسعار النفط بنحو ثلاثة أضعاف خلال بضعة أشهر بالطريقة التي شهدها العالم كانت مرتبطة بتداعيات حرب أكتوبر 1973. أما الصدمة النفطية الثانية فلها علاقة باندلاع الثورة الإسلامية في إيران، وبداية الحرب العراقية ـ الإيرانية. الصدمة النفطية الحالية لها علاقة بارتفاع الأسعار بوتائر متسارعة التي يعود سببها الرئيس إلى الزيادة الكبيرة في الطلب. وتطلب الأمر سنوات عديدة حتى تضاعفت أسعار النفط خمس مرات، مدفوعة بالطلب القوي من جانب البلدان الناشئة التي تشهد ثورات صناعية متلاحقة، ولا سيما الصين والهند، إضافة إلى تراجع الإنتاج في المصادر التقليدية للنفط، وانخفاض قيمة الدولار، والمضاربات، والعوامل النفسية. ونبقى في إطار المقارنة مع بداية السبعينيات التي سجلت نهاية التوسع والازدهار في الرأسمالية الصاعدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، والتي يلقبها الخبراء بنهاية عهد « الثلاثين سنة المجيدة » في البلدان الصناعية الغربية المتسمة بالاختلالات في الاقتصاد العالمي. فكانت الصدمتان النفطيتان 1973 و1979 بمنزلة الزلزال العنيف الذي ضرب البلدان الرأسمالية المتقدمة التي بدأت منذ حينئذ البحث عن الطاقة البديلة عبر تطوير الطاقة النووية. أما اليوم، فإن الصدمة النفطية تضرب الاقتصاديات الصاعدة للبلدان الناشئة في الوقت الذي تبدو فيه اقتصاديات البلدان الغربية قوية. المصدرصحيفة المستقبل اللبنانية بتاريخ 7 جويلية 2008

 

ناشط ليبي لـ ‘قدس برس’: حوار السلطة مع الجماعة المقاتلة وصل مبتغاه

 
لندن ـ خدمة قدس برس أكد ناشط إسلامي ليبي أنّ الحوار السلطات الليبية مع معتقلي الجماعة المقاتلة في ليبيا قد وصل مرحلته النهائية، بعد اقتناع قادتها بالتخلي عن استخدام العنف في العمل السياسي داخل ليبيا، والإعلان عن تحويل هذه القناعة إلى دراسة شرعية مكتوبة تكون بمثابة المنهج الفكري للجماعة. وأوضح الناشط الإسلامي الليبي نعمان عثمان، في تصريحات خاصة لـ ‘قدس برس’، أنّ الحوار الذي بدأته السلطات الليبية مع معتقلي الجماعة المقاتلة في ليبيا منذ عام ونصف العام، قد وصل إلى مبتغاه، حيث أعلن قادة الجماعة ممن اشتركوا في الحوار قناعتهم الفكرية بإقرار عدم جدوى العنف في ليبيا، وعدم جدوى الخروج المسلح على الدولة. وقال عثمان ‘لقد تم التوصل إلى هذه النتائج بعد عام ونصف العام من الحوارات، وتبيّن أنّ للشباب أيضاً رأي مغاير في بعض الأعمال التي تُحسب على المقاومة خارج ليبيا والتوسع في استحلال الأموال والدماء، كما أكدوا عدم تبنيهم لأي منهج فكري له علاقة بالتكفير، وكانت هذه هي خلاصة آخر جلسة حوارية معهم، ولم يبق إلاّ تحويل هذه القناعات إلى واقع عملي ملموس’، وفق تأكيده. وأشار عثمان إلى أنّ الأمر الآن متروك للأجهزة الامنية لكي ترتب شكل الخطوات اللاحقة لإتمام الحوار، وقال ‘المطروح الآن هو أنّ الجماعة سينكبون على تحويل هذه القناعات إلى دراسة مكتوبة يتم توسيعها على مختلف معتقلي الجماعة وعددهم حوالي 200 معتقل، وإقناعهم بها في لقاءات مكثفة تمتد على مدى ثلاثة أشهر إذا توفرت الظروف الملائمة، والظروف أمر متصل بإدارة سجن أبو سليم، وبالأجهزة الأمنية عامة’. واعتبر عثمان أنّ ما تم التوصل إليه من نتائج إيجابية مع رموز الجماعة المقاتلة يمثل انجازاً فكرياً وسياسياً كبيراً سيكون له أثره ليبياً وإسلامياً، وقال ‘أهمية هذا الحوار أنه سيؤسس لإحلال الأمن والأمان والاطمئنان في المجتمع الليبي وفي ترشيد الحركة الإسلامية الجهادية ليس في ليبيا فقط وإنما في العالم الإسلامي ككل، لا سيما إذا عرفنا أنّ أقرب شخصية من الأفغان العرب للملا عمر في أفغانستان سابقاً هو (الليبي) أبو المنذر الساعدي، والذي كان يطلق عليه الملا عمر اسم شيخ العرب’، على حد تقديره. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 8 جويلية 2008)


 

عبدالوهاب المسيري ولعنة الغرب

 

 
رضوان السيد (*) كانت أول مرة قابلت فيها الدكتور عبدالوهاب المسيري في أحد المؤتمرات في برلين الغربية عام 1983. وكان موضوع المؤتمر: الحوار الإسلامي – المسيحي وعلاقات الشرق بالغرب. ولأن حرب أفغانستان كانت في أوْجها آنذاك، وقد بدأ الغرب كله يمتدح ‘المجاهدين المسلمين’ الذين يكافحون ضد الاحتلال، ويعملون من أجل الحرية، فقد أعددتُ بحسب طبعي في المشاكسة آنذاك مداخلة طويلة في الأصولية الجهادية، وخطأ الغرب في ‘التحالُف’ معها واتخاذها أداة لمصارعة الاتحاد السوفياتي، واعتبارها ممثِّلة الإسلام الصحيح. ذلك أن الأصولية توشك أن تتحول الى انشقاق في الإسلام، وهي بالتالي ستتسبب بمتاعب كبيرة للمسلمين والغربيين على حد سواء! وتصادف أن كان الدَور في المحاضرة في اليوم الأول على الدكتور المسيري، الذي كان وقتها لا يزال أستاذ الأدب الإنكليزي في الجامعة في مصر، وقد بدأ يصنع لنفسه اسماً بتفسير الظاهرة الصهيونية وعلائقها باليهود وبأوروبا وبالمسيحية. على أن أستاذنا المسيري، كما كنت أسميه، اختار التحدث عن ‘الغرب والاغتراب’ بالمفهوم الماركسي لذلك، مُضيفاً إليه تبهيرات الوجوديين وعلى الخصوص اليساريين الجدد من نُقّاد الاستعمار، والعاملين على التفكيك الأنثروبولوجي للعلوم الإمبريالية التي أنشأتها ‘المركزية الغربية’! وهالَني ذلك بعد الضجة الشعبوية التي كان يُثيرها كتاب إدوارد سعيد ‘الاستشراق’ الصادر عام 1978. وكان سعيد قد أخبرني أنه في صدد تأليف كتاب أشمل عن الموضوع بعنوان: ‘الامبريالية والثقافة’! وهكذا أعرضت عن إلقاء محاضرتي في الأصولية، وكيف تُسيء الى العلاقات بين الإسلام والمسيحية، وبين الشرق والغرب، وأقبلت على قراءة وظائف نقد الثقافة الغربية لدى اليسار الجديد، من أعداء الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي معاً! واختتمت بالقول موجِّهاً الكلام الى المسيري: أفهمُ أن نحمل جميعاً على إمبريالية الغرب والولايات المتحدة على الخصوص وحرب نجومها، وعلى الاتحاد السوفياتي وبخاصة بعد تدخله في أفغانستان. لكنني لا أفهم هذه الحملة الشعواء على الثقافة الغربية، وعلى العقلانية الغربية، بحجة أنهما شرٌّ مطلق، وقد أنتجتا ظواهر وممارسات الإمبريالية والصهيونية، ولولا بقية من تماسُك لقلت لنا يا دكتور مسيري ما يقوله الإسلاميون الشعبوانيون من أن الحضارة الغربية هي نتاج اليهود والأشرار الثلاثة: ماركس وفرويد ودوركايم! وظن المسيري أنه سيُسكتُني بذكر إدوارد سعيد والاستشراق، فقاطعني قائلاً: لا تُسَخِّف الأمر، وأنت العالِم بالإسلاميات، ألم تقرأ ما كتبه إدوارد سعيد في الاستشراق عن الصورة أو الصور التي صنعتها الثقافة الغربية للشرق والإسلام، تبريراً لاستعماره؟! وأجبته: أُطروحة سعيد مثل أطروحتك، وهو في الاستشراق تناول جانباً منها في مجال معيّن، وقد بشرني من قريب أنه سيُصدر كتاباً شاملاً في الأمر. ونقد الاستشراق مفيد، وكشف الحساب بين حضارتين أو ثقافتين في حِقَب تأزُّم مهمة جليلة وضرورية. لكنّ هناك فرقاً بين النقد الداخلي للخطابات الإمبريالية المكشوفة والمستترة، وبين إدانة الثقافة الغربية، وهي ثقافة العالم وثقافتنا نحن أيضاً لأننا جزء منه! وأنت تعرف أن أكثر من أفاد من كتاب سعيد هم الأصوليون الإسلاميون، وأكثر من يفيد من لعن الثقافة الغربية هم يمينيو ريغان الجدد الذين يكرهون الليبرالية والعقلانية أكثر مما تكرههما أنت يا رجل، أستاذ الأدب الإنكليزي في الجامعة! وفي جلسة خاصة تلت المؤتمر تابعت النقاش مع الدكتور المسيري، وهو عارف كبير بالفعل بالثقافات الفرعية والتقاليد الهامشية والسرية في الحضارة الغربية. قلت له: قد يكون الكلام الذي تقوله عن الحضارة الغربية صحيحاً كله. وقد قرأته بالفعل عشرات المرات في السنوات الأخيرة، وبأقلام دارسين كبار تائبين أو مراجعين أو متراجعين. لكن المعرفة غير الأيديولوجيا كما ذكرت، وشبابنا محتاجون الى المعرفة احتياجاً شديداً. وما نفعله نحن في مجالنا الثقافي، تحت وطأة الأسلمة الصاعدة بعد الثورة الإسلامية في إيران، هو استغلال قدرة الحضارة الغربية على ممارسة النقد الذاتي نقضاً وتطويراً وتصحيحاً ومراجعة، للعن تلك الحضارة، ووضع سلاح في أيدي شبابنا الثائرين الآن على كل ما هو غربي، بحجة شرور الإمبريالية من جهة، واكتشاف محاسن الإسلام من جهة ثانية! وبالفعل ما ان جاءت التسعينات من القرن الماضي، حتى كان نجم عبدالوهاب المسيري قد كسف كل الشموس الأخرى، وفي ثلاثة مجالات: شرور الثقافة الغربية والتيارات التغريبية فيها، والصهيونية باعتبارها ظاهرة قوية جداً في الحضارة الغربية، والإسلام السياسي باعتباره ظاهرة احتجاجية وأصالية مهمة لبناء عالم جديد غير العالم المشوَّه الذي بناه الغرب في ديارنا! وإذا كانت كتب إدوارد سعيد تعرض معارف منتقاة تخترقها وتقودها أيديولوجيا معينة، لا تصل الى حدود الإدانة الشاملة للغرب وثقافته، فإن كتب المسيري هي كتب مخلوطة. بمعنى أنه يعرض مزيجاً من المعلومات والاكتشافات والنتائج السريعة والطريفة التي تُدهش أنصاف المثقفين. بيد أن الأيديولوجيا التي تخترقها أكثر شمولية وتحدداً: الإسلام والإسلام الأصولي بالذات باعتباره البديل لتلك الحضارة الغاربة. ولذلك فقد أمكن شباب الإسلاميين وكهولهم استخدام كتب المسيري أكثر بكثير مما أمكنهم استخدام كتب سعيد. فما كان عند سعيد بديل جاهز، ولا كان مهجوساً بشرور الغرب. وكانت لديه قضية محددة هي قضية فلسطين، تبدأ بها كلماته وتنتهي إليها. ثم إن سعيداً كان مسيّساً أكثر من المسيري، وإن يكن ذلك في الوعي وليس في التصرف والتحزُّب. وهو لذلك عرف أن اللجوء الى الأصولية الإسلامية لا يخدم القضية التي هو في صددها. وقد كان المحيطون به والمؤثرون فيه – وبخاصة في فترة مرضه – غير أصوليين أو لنقل إنهم كانوا ولا يزالون علمانيين وليبراليين ولهم علاقات قوية بالليبراليين اليهود وغيرهم من أعداء بوش والمحافظين الجدد. ولذلك، فإن سعيد انزلق لسانه مرة فقال إن ‘حماس’ هي الوجه الآخر للصهيونية! والأمر مختلف لدى عبدالوهاب المسيري الأقل تسيُّساً في البدء، والأكثر براءة وطهورية. لقد اعتقد أنه يقوم بمهمة تطهيرية للثقافة العربية والإسلامية من أوضار الغرب وشروره. وأسهم النجاح الذي أحاط بكتبه – بعد تبنّي ‘دار الشروق’ المصرية الشهيرة لها – في دفعه الى الأمام، وقطع خط الرجوع والنقد عليه. وقد اختلط في مصر في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي نزوعان اثنان: النزوع الاحتجاجي الإسلامي المتحول الى ‘مذهب متكامل’، والسخط من جانب المثقفين القوميين واليساريين على نظام الحكم، واعتبارهم أن الدولة المصرية العريقة سائرة الى انهيار. لذا ومن دون بحث في مسار وأفكار وتصورات كل من التيارين، قام تحالف بينهما له عنوانان: الحملة على السياسات الأميركية والإسرائيلية، والحملة على السياسات أو اللاسياسات من جانب الدولة المصرية. ولأن القوميين واليساريين ما عادوا يملكون مشروعاً وبخاصة بعد الحرب الباردة، فقد صبّ هذا النزوع الاحتجاجي كله في مصلحة الإسلاميين المنظّمين، وبخاصة ‘الإخوان المسلمين’ وتفرعاتهم. وما صار المسيري حزبياً إسلامياً بالفعل، لكنه صار كذلك في الخطاب. وكما سبق القول، فإن الرجل لديه نزوع طهوري وبراءة من نوع ما. ولذا فقد ترك العلمانية واليسار والليبرالية بالفعل، وقال بالبديل الإسلامي، من دون أن تفارقه شكوكه الصغيرة في جدوى الدولة الدينية أو إمكانها. وقد كان مضنياً في الحديث معه، كما مع سائر الإسلاميين الكبار، المجادلة في مفهومهم للدولة. إذ يقبلون على شتم دولة هذا الحاكم أو ذاك، والاستشهاد على طُهر الدولة الأخرى بالآيات القرآنية، وسيرة عمر بن الخطاب! فإذا قلت لهم إن النقاش هنا في طبيعة الدولة وعلاقتها بالدين، وليس في التمدُّح، أصرّوا على أن الدولة في الإسلام مدنية، وإنما الكلام في المرجعية، أما الانتخابات فلا بأس بها، وإن يكن ‘الجمهور’ أداة طيِّعة في متناول وسائل الإعلام! وهذه هي النظرة الى الجمهور، وستون في المئة منه معهم، فكيف لو كان ضدهم! لكن الدكتور عبدالوهاب المسيري لا يمكن تلخيصه بالبراءة والاحتجاجية اللتين أوصلتاه الى البديل الإسلامي، فقد كتب الرجل في السبعينات في الأدب الإنكليزي كتابات متميزة. ونشر موسوعة عن اليهودية والصهيونية، مفيدة جداً في المعرفة والتنوير والبُعد عن الخرافة والأسطورية في تقدير الظواهر. على أن الأهم من ذلك كله، عمله في السنوات الخمس الأخيرة مع حركة ‘كفاية’ المصرية المعارضة. وهي حركة ليبرالية، لا تريد أن تكون حزباً، وتضم تيارات شتى. لكن الغالب عليها هو الطابع الليبرالي، والقول بالديموقراطية والمحاسبة ومكافحة الفساد. وفي العامين الأخيرين صار المسيري – الذي أهاض جناحه المرض الخبيث – أميناً عاماً للحركة ومتحدثاً باسمها. وكما في أيام اليسار الجديد في أوروبا في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، نزل الشيخ السبعيني الى الشارع وحمل اليافطات، ودعا الى الديموقراطية وحقوق الإنسان، والانتخابات النزيهة والحرة. فهل راجع نفسه وأُطروحاته؟ سمعته يقول إن البديل الإسلامي هو بديل من الناحية الثقافية والفكرية العامة. أما في الجانب السياسي، فهناك أعراف وأساليب حديثة لا بد من اتباعها! وهكذا فإن الراحل المسيري ظل طهورياً ونزيهاً على طريقته وبخاصة في الاندماج والذوبان في ‘بحر الجمهور’. لكن ‘بحر الجمهور’ مع الإسلاميين – الذين عمل معهم من دون أن ينضم إليهم -، وليس مع حركة ‘كفاية’ ذات النزوع النخبوي والليبرالي. وقد التقى فيها من جديد وبعد افتراق لأكثر من عقدين، رفاقه القدامى من الشيوعيين المركزيين واليساريين الجدد. ثم لماذا هذا التدقيق وفحص الدم مع الدكتور المسيري، الذي يبقى علامة من علامات هذه المرحلة الخطيرة والمختلطة في حياة أمتنا واجتماعنا الثقافي والسياسي؟ إنها صدمة الغرب (أو الإصابة بالغرب، بحسب تعبير جلال آل أحمد) التي أعمت الأبصار، وضلّلت البصائر. ولله الأمر من قبل ومن بعد. (*) كاتب لبناني (المصدر: صحيفة ‘الحياة’ (يومية – لندن) الصادرة يوم 8 جويلية 2008)

 
 

 انقضوا أو انفضوا

 

 
فهمي هويدي (*)         فضيحة تسريب أسئلة الامتحانات في مصر خلال شهر يونيو الماضي نكسة كاشفة لفشل نظامنا التعليمي، بقدر ما كانت هزيمة يونيو 67 نكسة كشفت نظامنا السياسي. (1) نكستنا التعليمية خبر سيء لا ريب، لكن الأسوأ منه أن نهون من شأنه، ذلك أنني أزعم أن تلك النكسة تبدو من بعض الزوايا أخطر من هزيمتنا العسكرية قبل أربعين عاما. فنحن في عام 67 هزمنا ولم ننكسر، وخسرنا جولة لكننا لم نخسر المعركة التي حققنا فيها إنجازا بالعبور الذي تم في 73، وفي كل الأحوال فإنها اعتبرت هزيمة للإدارة السياسية في حاضر ذلك الزمان. لكننا إذا دققنا في نكستنا التعليمية فسنجد أنها هزيمة للحاضر والمستقبل، من شأنها أن تحدث انكسارا في مسيرة الوطن يتعذر التعافي منه في الأجل المنظور. إن النكسة العسكرية تدمر الجيش، أما النكسة التعليمية فتدمر المجتمع. في الأولى يقتلنا العدو، وفي الثانية نقدم بأنفسنا على الانتحار. وضحايا النكسة الأولى هم شهداء يظلون أحياء عند ربهم يرزقون. أما ضحايا النكسة الثانية فإنهم يصبحون معوقين ومشوهين يعانون من الخواء والعجز، ويتحولون إلى جيش من الموتى الذين يمشون على الأرض بغير هدى ولا عقل منير. أما القاسم المشترك الأعظم بين النكستين فيتمثل في أنهما بمثابة تهديد مباشر للأمن القومي المصري، بل والعربي أيضا. ذلك انهما تستهدفان امرا واحدا هو إضعاف قدرة الوطن على الدفاع عن نفسه او النهوض بأمره. لقد اهتزت مصر حين وقعت نكسة يونيو عام 67، حتى قدم بعض المسؤولين عنها إلى المحاكمة. لكن نكستنا التعليمية قوبلت بهدوء مدهش، وبسلوك بيروقراطي محير. إذ في حدود ما هو معلن فإن الأمر ترك للنيابة العامة لتحديد من الذي باع الأسئلة ومن الذي اشترى. في حين أعادت وزارة التربية النظر في نظام توزيع الأسئلة حتى لا يتكرر التسريب مرة أخرى. وحاولت جهات عدة أن تجيب على مختلف علامات الاستفهام التي تثيرها القضية، من ومتى وكيف وأين، لكن أحدا لم يتحر إجابة السؤال الكبير: لماذا وصل بنا الحال إلى ذلك الدرك المشين؟ قبل أيام قليلة قرأنا أن جنديا فرنسيا أطلق النار خطأ أثناء عرض عسكري في مدينة ‘كاركاسون’. فأصابت رصاصاته بعض الأشخاص الذين كانوا يشاهدون العرض، فسارع رئيس الأركان (الجنرال بونو كوشيه) إلى تقديم استقالته من منصبه في اليوم التالي مباشرة. وأعلن أن الرئيس الفرنسي قبل الاستقالة. أما عندنا فالرصاصات أصابت أغلب المصريين جراء النكسة التعليمية الأخيرة، ولم يتزحزح أحد عن مقعده في ‘قيادة أركان’ التعليم العام، وبرر ذلك وزير التعليم بتصريح قال فيه إنه لا يريد الهروب من المعركة!. (2) ليست هذه مصر التي عرفناها أو التي حلمنا بها. هكذا قال الدكتور حامد عمار (87 سنة)، شيخ التربويين الذي حصل أخيرا على جائزة مبارك للعلوم الاجتماعية، في شهادة مثيرة له وردت في ثنايا كتابه الأخير ‘أعاصير الشرق الأوسط وتداعياتها السياسية والتربوية’. اعتبر الدكتور عمار أن كارثة التعليم في مصر ضمن الأعاصير التي ضربت المنطقة. وعبر في شهادته عن شعور بالمرارة وخيبة الأمل إزاء سياستنا التعليمية التي اعتبر أن استمرارها من شأنه أن يفضي فيما بين خمس وسبع سنوات إلى ضياع بوصلة الوطن، ومن ثم ‘إلى بدايات التفكك المدمر، وإضعاف العروة الوثقى في التلاحم بين مختلف الشرائح الاجتماعية والتضامن العربي المتأرجح’. انتقد الدكتور عمار بشدة فكرة ‘تحرير التعليم’ التي تعني رفع يد الدولة عن ذلك المرفق الحيوي وثيق الصلة بقوام الدولة وهويتها وحلمها. وقال إن معاملة التعليم وكأنه مجرد نشاط اقتصادي أو تجاري يمكن ‘تحريره’ ينم عن سوء تقدير بالغ ونظرة قاصرة، وحذر من الانسياق وراء هذه الموجة، خصوصا إذا كان للجهات الأجنبية دور في مسعى تحرير التعليم، الأمر الذي يشكك في جدوى المحاولة، لأن تلك الجهات لا تقدم ملايينها وخبراتها لوجه الله، علما بأن الخبرة المصرية لا تنقصها الكفاءات التي تستطيع أن تنهض بالتعليم بما يحقق المصلحة الوطنية. وقال الدكتور عمار إن التعليم ينبغي أن يعامل بحسبانه إحدى جبهات الأمن القومي، وأحد معاقل الدفاع والمقاومة التي تتصدى لكل ما يواجه البلد من تحديات ومخاطر. ذلك انه في حقيقته قطاع سيادي ليس أقل أهمية من الجيش والشرطة والسياسة الخارجية. انتقد أستاذنا بشدة دخول القطاع الخاص في مجال التعليم واعتباره تجارة مربحة. منذ صدر قانون إطلاق حرية الاستثمار في عام 1974، وحذر من مغبة وجود أربعة نظم تعليمية متنافسة في الساحة المصرية، ما بين تعليم رسمي وأزهري وخاص وأجنبي، ولكل نظام تعليمي مستوياته التي تبدأ برياض الأطفال وتنتهي بالجامعة، فضلا عن أن له مناهجه وثقافته ولغته، الأمر الذي يمهد لتفكيك الواقع المصري وتشويه مدارك الأجيال الجديدة. وهي التي تتوزع في مرحلة التعليم العالي على جامعات مصرية حكومية وخاصة. وأخرى أمريكية وفرنسية وألمانية وبريطانية وكندية وروسية.. الخ. في رأيه أن المناهج إذا اتفقت في مضمونها، إلا أنها تختلف فيما يسميه التربويون ‘المنهج الخفى’ المتمثل في اختلاف مستويات المعلمين والزي المدرسي والتجهيزات والمباني وأجواء الدراسة وطقوس التخرج. وهذه الفروقات توسع من الهوة بين الشرائح الاجتماعية، وتأثيرها لا ينكر على تكوين الذهنية والقيم والتوجهات الفكرية. نبه الدكتور عمار أيضا إلى أن الاختلاف في لغة التعليم ليس أمرا ثانويا، ‘لأن اللغة ليست مجرد أداة للتواصل، ولا هي وعاء للمعنى، لكنها جزء في نسيج التفكير وخامة من خامات الوعي. ومن أهم العوامل في تشكيل الهوية القومية. ومن ثم يؤدي ذلك التباين اللغوي مضافا إليه مضامين التعليم ومناهجه الخفية إلى شيوع توجهات الثقافة السوقية التي تشكل إنسانا سوقيا لا مواطنا مصريا عربيا’. في ختام شهادته ذكر الدكتور عمار أن نظام التعليم في مصر ‘يؤدي إلى تشويش ثقافتنا. ودفعها نحو الفوضى المدمرة، وإلى تفكيك أواصر المجتمع وإضعاف خامة نسيجه’، الأمر الذي يستوجب دق أجراس الخطر للتحذير من حدوث ذلك التفكيك البائس. (3) لم نعد بحاجة لأن نكتب ونحلل ونحذر، وإنما أصبحنا في حاجة لأن نصرخ طالبين النجدة. هذا هو رأي شيخ آخر من شيوخ التربية في مصر. هو الدكتور سعيد إسماعيل علي. أستاذ أصول التربية بجامعة عين شمس. وله ثلاثة كتب في الأزمة صدرت هذا العام، عناوينها تدل على محتواها، وهي كالتالي: الفساد في التعليم- واتعليماه- جامعات تحت الحصار. وكتابه الفساد في التعليم (300 صفحة) يجمع شهادات تتبعت مظاهر الأزمة، التي قدم لها بدعوته إلى الصراخ وطلب النجدة. وعنوان الكتاب كما أشار مؤلفه كان عنوانا لندوة عقدت بمكتبة الإسكندرية في شهر فبراير 2007، بمشاركة من بعض قيادات الحزب الوطني- الأمر الذي يعني أن حدوث الفساد أصبح أمرا مسلما به من الجميع. ومن ثم فإن أحدا لم يعد يسأل عن وجوده من عدمه، ولكن الكلام بات منصبا على مظاهره ونطاقه. ومن الأوراق التي قدمت إلى تلك الندوة تقرير أعده فريق من الباحثين بإشراف الدكتور سعيد عبدالحافظ تضمن حشدا من الوقائع الصاعقة التي تحدثت عن مظاهر الانحراف بين رجال الهيئة التعليمية ذاتها، من اختلاس إلى تزوير وغش وتبديد تفشت بين المعلمين ومديري المدارس وبعض كبار المسؤولين في وزارة التربية. وبعد أن استعرض بعض تلك الوقائع قال المؤلف إنها مجرد قطرات في بحر واسع! من النقاط المهمة التي ذكرها الدكتور سعيد إسماعيل أن الفساد في التعليم ينبغي أن ينظر إليه باعتباره مشكلة مجتمعية وليس مشكلة قطاع التعليم وحده، لأن الأساتذة والمديرين وغيرهم مواطنون قبل أن يكونوا موظفين، وسلوكهم يتأثر بالبيئة الاجتماعية التي يعيشون فيها بأكثر مما يتأثر بالمحيط الوظيفي. من النقاط الأخرى المهمة التي تحدث عنها أن مصر لم يعد فيها تعليم، وإنما فيها تلقين. فالطالب يذهب إلى المدرسة لا لكي يتعلم ولكن لكي يختزن أكبر عدد من المعلومات تساعده على النجاح والحصول على الشهادة. وفي دراسة أخرى أجريت على طلاب حصلوا على الدرجات النهائية في مادة الكيمياء مثلا في الثانوية العامة، تبين أنهم حصلوا على درجات ضعيفة وبائسة في نفس المادة حين التحقوا بالجامعات. لأنهم في الثانوية العامة دربوا على الحفظ، وكيفية الإجابة على الأسئلة، ولم يدرسوا المادة ولا تعلموا منها شيئا. الأمر الذي يعني أن حصول الطالب على درجة عالية لا يعني بالضرورة أنه تعلم بدرجة عالية، ويعني أيضا أننا نعيش حالة من ‘التفوق الكاذب’، حتى أصبحنا بإزاء حالة فريدة نمثل فيها التعليم ولا نمارسه. وليت الأمر يقف عند ذلك الحد، لأننا نحتفظ بمدارس تنعدم فيها الإمكانيات. ونزدري بالمعلم فندفعه إلى الانحراف. ونتحدث عن زيادة المدرسين في حين نقلل من أعداد الملتحقين بكليات التربية، ونتوقف عن بناء المدارس بدعوى أن القطاع الخاص سيقوم باللازم. وتكون النتيجة أن تكف الحكومة عن البناء ويفضل القطاع الخاص أن يستثمر في الأبراج والمنتجعات، وتتحول الفصول إلى مخازن يتكدس فيها البشر. في الكتاب أيضا كلام مهم عن تدهور المناهج، الذي يتبدى في أخطاء تحفل بها كتب التاريخ، أو فيما أسماه المؤلف تفكيك التعليم وتجريف عقل الأمة وإضعاف الروح الوطنية، وانتشار المستوطنات التعليمية (يقصد التعليم الأجنبي). (4) هذا الغضب المقترن بالمرارة والحزن سمعته من كل من حدثته في الموضوع، من أساتذة التربية وخبرائها: الدكتورة نادية جمال الدين الأستاذة بجامعة القاهرة، والدكتور شبلي بدران عميد كلية التربية بالإسكندرية. والدكتور محمد سكران رئيس رابطة التربية الحديثة. فقد وجدتهم يجمعون على أن موضوع التعليم بمشكلاته وحلولها قتلت بحثا. لكن العقدة التي تحول دون التقدم وإزالة آثار النكسة أن الشواهد القائمة توحي بأن ملف التعليم لم يؤخذ بعد على محمل الجد من جانب الحكومة، التي بدأت ترفع يدها عنه بشكل تدريجي، عن طريق تقليص مخصصات توفير مستلزمات المدارس وصيانتها وتقليل اعتمادات بناء المدارس في الموازنة العامة (رغم تزايد أعداد الطلاب فإن المخصصات الأولى نقصت 11 مليون جنيه والثانية نقصت 60 مليونا في موازنة العام الجديد). في رأيهم أن إرادة العبور إلى المستقبل من خلال التعليم ليست متوافرة بدرجة كافية، وأن شواهد الجدية والحزم في التنفيذ لا توحي بالاطمئنان. أما الرقابة على التنفيذ ومحاسبة المقصرين فإنها غائبة تماما. قالت لي الدكتورة نادية جمال الدين إننا نريد أن نستنفر الجميع من خلال شعار يحرك طاقاتهم، مماثل لذلك الشعار الذي رفعه الأوروبيون حين قالوا بصوت عال: ابتكروا أو موتوا. حينئذ قلت لها: ما رأيك في أن نستحث المشغولين بالمستقبل مستعيدين النداء المأثور: انقضوا أن انفضوا؟ قالت: ليتك تفعلها. وها قد فعلت، غير واثق من الاستجابة للنداء لسببين، أولهما ان الجرح أكبر من الجريح، وثانيهما اننى لست أول المؤذنين في مالطة! (*) كاتب ومفكر من مصر (المصدر: صحيفة ‘الشرق’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 8 جويلية 2008)


 

جدل العلمانية والديمقراطية في تركيا

 

 
عبدالله تركماني تستمد العلمانية التركية السائدة جذورها من سياسات النظام العسكري الذي أقامه مصطفى كمال أتاتورك عام 1923. غير أنّ هذه العلمانية ركزت على المظاهر أكثر من تركيزها على المضامين، إذ دخل ضمن هذه التقاليد العلمانية إسناد مهمة استثنائية للجيش التركي كحارس للنظام العلماني، تمتد لتشمل التحكم بالنظام السياسي، رغم التحولات التي شهدتها تركيا والتي أوصلتها إلى اعتماد النظام البرلماني والتعددية الحزبية وإجراء الانتخابات كمصدر للشرعية. على أنّ الدور السياسي المسنود إلى الجيش وضع الحياة السياسية تحت سيطرته كحارس للنظام، مما قاد تركيا إلى التخبط في معمعة الأزمات السياسية والاقتصادية، ورهنها للاحتقانات الاجتماعية الخطيرة، الأمر الذي حال دون أن يأخذ مسار تطورها الديمقراطي خطا مستقيما حتى النهاية، حين ترسخ في ذهن المواطن أنّ «العسكريتاريا» من صلب العلمانية، وحين ساد في المجتمع ما يُعرف بـ «ثقافة الثكنة»، إذ القائد العام للجيش في مقام الرئيس السري للبلاد، وأوامره بمثابة تعاليم مقدسة. والأرجح أنّ نقطتي ضعف أساسيتين اعترتا ديمقراطية تركيا، وأصابتا كل جهودها نحو التجدد والتحديث بنكسات مدمرة: أولاهما، الدور الرئيس والحاسم الذي لعبته مؤسسة الجيش في المفاصل الأساسية من الحياة السياسية، وهذا ما يمنع تركيا من الاعتماد على عقلها السياسي البراغماتي الذي تجلى بوضوح لدى قادة حزب «العدالة والتنمية» في حل مشكلاتها، واللجوء بدل ذلك إلى الاعتماد على المؤسسة العسكرية. وثانيتهما، أولوية المصالح الأمنية لدى تركيا على مصالحها السياسية والاقتصادية في علاقاتها ومواقفها الداخلية والإقليمية والدولية. ويبدو أنّ جوهر الأزمة السياسية الراهنة هو الفصل بين الديمقراطية والعلمانية، وليس بين الدين والدولة، الأمر الذي يضع تركيا على مفترق طرق ينطوي على مخاطر تفجُّر صراع مباشر بين حزب «العدالة والتنمية» وبين المؤسسة العسكرية التي تعتبر نفسها حارسة العلمانية، والتي استاءت من عملية قضم صلاحياتها التي قام بها الحزب الحاكم مستغلا شروط ودواعي انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، مما يطرح احتمال انتكاس الديمقراطية والنموذج التركي في حل مسألة العلاقة بين الدين والدولة. لقد ظل الأتراك مختلفين بشأن هذه القضية رغم التوافق الظاهري على استمرار النظام العلماني،‏ ومع ذلك ظنوا أنّ في إمكانهم القفز على مشكلة بهذا الحجم‏فلم يستثمروا الأجواء الإيجابية التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة‏،‏ وما اقترن بها من بدايات ثقة متبادلة بين فرقائهم‏،‏ لتنظيم حوار صريح في العمق بهدف التوافق على طريق واحدة يمضون فيها جميعهم إلى الأمإنّ الأزمة التركية ليست في وجود علمانية تهددها أصولية إسلامية كما تقول أحزاب الأقلية المعارضة وأركان الجيش‏،‏ وإنما هي بين طرف لا يزال يعتمد على شرعية الشعار العلماني، وطرف أدرك أنّ الأساس القوي للشرعية هو الإنجاز‏،‏ واحترام إرادة الشعب،‏ واستطاع خلالت أن يحدث نقلة نوعية إيجابية في مستوى معيشة القطاع الأكبر من المواطنين‏.‏ والأزمة الحقيقية هي في قدرة جميع الأطراف على التوفيق بين قيم الديمقراطية وقيم العلمانية‏، باعتبارهما تنتميان معا إلى منظومة واحدة هي‏ «منظومة الحداثة والتنوير’ فهل تخرج تركيا من أزمة الجدل بين العلمانية والديمقراطية لصالحهما في آن واحد؟ (*) كاتب وباحث سوري مقيم بتونس  (المصدر: موقع صحيفة « العرب » (يومية – لندن) بتاريخ8 جويلية 2008)

 

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.