الثلاثاء، 8 مارس 2011

Home – Accueil

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS 10ème année, N°3941 du 08.03.2011  

archives : www.tunisnews.net


كلمة:وكيل الجمهورية يأذن بفتح تحقيق ضد عبد الوهاب عبد الله

الصباح:مشروع قانون المحاماة الجديد.. محامون يتهمون التجمعيين بالتحريض ضده

الصباح:شركة مقاولات تطالب بـ 4 مليارات وربع مقابل بناء قصر سيدي بوسعيد

عبد الباقي خليفة:الحجاب في تونس بعد سقوط بن علي.. حرية تغيب عند حاجز بطاقات الهوية وجواز السفر

ملف خاص من تجميع وترتيب فريق « تونس نيوز »

الجزيرة نت:البوليس السياسي بتونس

الصباح:لحماية الثورة ومكاسبها:هل يمكن فتح الأرشيف الأمني للتحقيق في جرائم قتل وتعذيب وتحديد المسؤولين؟

الأسعد الدريدي:حول تصريحات وزير الداخلية السيد فرحات الراجحي وتطبيق الفصل 42 م ج

الصباح:لقاءات في الكواليس واتصالات هاتفية:الحكومة تتشاور مع عدد من الأحزاب للالتحاق بالهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة

يو بي أي:السلطات التونسية تمنح تراخيص العمل القانوني لمجموعة جديدة من الأحزاب السياسية

الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان:اللاّئحـة الداّخليـة

الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان:المجلس الوطني:البيان الختامي

 » حزب الإستقلال من أجل الحرية « :بيان صحفي

الحزب الإشتراكي اليساري – بيان إلى الرأي العام: ليس من حقنا الفشل هذه المرّة

بلاغ:تأسيس حزب الإصلاح والتنمية

حركة التجديد:بيان المجلس الوطني

حزب العمال الشيوعي التونسي:حل البوليس السياسي في تونس جراء منقوص

حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ:يـــــــــــــــان

حركة النهضة:بيان بمناسبة اليوم العالمي للمرأ

أعضاء آيفكس- مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس يحتفلون باليوم العالمي للمرأة مع النساء الشجاعات من تونس

حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ:تحية للمرأة في عيدها العالمي

الحزب الديمقراطي التقدمي:بلاغ

المنصف المرزوقي لـ«الصباح»:كنت أول من امضى وثيقة المساواة في الارث بين المرأة والرجل

يو بي أي:السواحل التونسية تشهد موجة جديدة من الهجرة غير الشرعية بإتجاه إيطاليا

سمير حمودة:دفاعا عن « المجلس الوطني لحماية الثورة، دفاعا عن جبهة 14 جانفي، دفاعا عن الثورة :من هم دعاة الركوب على الثورة؟

الناصر خشيني:شباب تونس والثورة المستمرة

أحمد الفطناسي:الرد على توضيح السيد شكيب بن ميلاد بتاريخ 01-03-2011

سليم بوخذير:تونس بعد الثورة.. صحافي تونسي يشتكي من المضايقات بسبب مقال وآخر طردوه بسبب انتقاد ‘التعتيم الإعلامي’

الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان:لائحـة تضامنيـة مع الثورة اللّيبيّـة

ياسين الهمامى:لو سكت لكان أفضل سيدى العميد المؤقت

د. عبد الآله المالكي:الثقافة والحكم والحكمة في رحاب الثورة التونسية

فوزي مسعود:دعاة العلمانية والحداثة والوصاية على التونسيين

معتز فيصل:السعودية ومنع المظاهرات

الجزيرة نت:الثوار: لا ملاحقة للقذافي إذا رحل

القدس العربي:قوات القذافي تعمد الى تهجير افارقة في زوارق الى اوروبا

برهان غليون:عهد المواطنة العربي الجديد

تقرير استخباري يكشف عن وجود علاقات بين حزب العمال الكردستاني وإسرائيل


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس  نوفمبر 2010

 https://www.tunisnews.net/30Decembre10a.


وكيل الجمهورية يأذن بفتح تحقيق ضد عبد الوهاب عبد الله


حرر من قبل طـه البعزاوي في الأثنين, 07. مارس 2011 بعد اللقاء الذي بثته منذ أيام قناة الجزيرة الفضائية مع سفير تونس بقطر الدكتور أحمد القديدي والذي كشف فيه أن مستشار الرئيس المخلوع ووزير خارجيته السابق عبد الوهاب عبد الله قد كان السبب المباشر في إفشال صفقة إنشاء مصفاة الصخيرة، بسبب مطالبته برشوة قيمتها حوالي 700 مليون دولار من أجل الموافقة على المشروع المقدر تكلفته بـ 6.3 مليار دولار، أذن وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بتونس ، بفتح تحقيق حول تصريح السفير التونسي ضد عبد الوهاب عبد الله وكل من سيكشف عنه البحث من أجل محاولة إرشاء موظف عمومي ، ومحاولة استغلال النفوذ والمشاركة في ذلك. وذكر بعض المختصين أن المصفات التى كان مزمعا إنشاؤها في الصخيرة كان من الممكن أن تشغل آلاف التونسيين من مهندسين وإطارات تقنية وعمال. من جهة أخرى ذكر نشطاء حقوقيون أن عبد الوهاب عبد الله هو أحد مهندسي قانون الأمن الإقتصادي والمتعلق بالمادة 61 مكرر من مجلة العقوبات الجزائية الذي أثارت المصادقة عليه أواسط السنة الماضية زوبعة إعلامية وحقوقية لأنه شُرّع لتجريم النشطاء الحقوقيين الذين طالبوا من الإتحاد الأوربي عدم منح تونس صفة الشريك المتقدم حتى تفي السلطة بتعهداتها في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 07 فيفري 2011)


مشروع قانون المحاماة الجديد.. محامون يتهمون التجمعيين بالتحريض ضده


من المتوقع أن يقوم المحامون يوم الخميس 10مارس بالتصويت (ضد او مع) مشروع القانون المنظم لمهنة المحاماة وقد آثار هذا القانون جدلا واسعا بين عموم المحامين أنفسهم وبين المحامين وعدول ا لاشهاد. ورغم أن موعد الاستفتاء الذي اقرته الهيئة الوطنية للمحامين لم يعد يفصلنا عنه سوى يومين فان « حربا باردة » وخفية بدأت تظهر ملامحها داخل  أوساط اصحاب « الروب الأسود » وهو ما افرز مؤيدا للقانون الجديد ورافضا له وتحول الموقع الاجتماعي » الفايس بوك »  إلى ساحة لحرب كلامية احيانا وسط تبادل للتهم احيانا اخرى. ويؤكد المحامون المؤيدون لمشروع القانون الجديد للمهنة  » أن هناك من يسعي الى الاطاحة بالقانون متهمين المحامين التجمعيين بتأييد هذا المنحى وذلك للفت انتباه المحامين عن القضية المتعلقة بحل التجمع الدستوري الديمقراطي متسائلين في هذا السياق هل من باب الصدفة أن تكون هناك حملة شرسة على القانون في هذه الاوقات اي قبل ايام من الاعلان عن حل الحزب في حين أن المشروع الجديد له أكثر من اربع اشهر. »  كما اتهم مؤيدو مشروع القانون الجديد أنصار العميد السابق بشير الصيد بالوقوف وراء حملة رفض المشروع الذي تم اقراره خلال الحملة الانتخابية للعميد الحالي للمهنة عبد الرزاق كيلاني وهو ما يعيد إلى الاذهان ذلك الصراع الدائر والدائم بين انصار الاستاذين ايام انتخابات العمادة. ووفقا لما تحصلت عليه  » الصباح  » من انباء من داخل القطاع فان عددا من المحامين لهم جملة من المؤاخذات التي تخص مشروع القانون من ذلك الشروط المتعلقة بالترشح لهياكل المهنة والتي تشترط أن يكون المحامي من درجة التعقيب وهو ما سيحرم 4/3 المحامين من التمارين والاستئناف من الترشح إلى الهياكل. » وحسب ما ذكرته المصادر  » فان هذا الخلل الكبير من شانه أن يخلق هوة بين هياكل التسيير والمحامين هذا بالاضافة إلى مشروع القانون لم ياخذ حظه في النقاش ولم يعرض على مجلس الهيئة والمحامين. »  خليل الحناشي  
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 08 فيفري 2011)


شركة مقاولات تطالب بـ 4 مليارات وربع مقابل بناء قصر سيدي بوسعيد


تقدمت شركة مقاولات تونسية بقضية مدنية ضد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي قصد المطالبة بمبلغ مالي يفوق الاربعة مليارات وتمت دعوة المشتكى به لحضور الجلسة بالمحكمة الابتدائية بتونس في الاسبوع الاخير من هذا الشهر  وجاء في العريضة ان المشتكى به ولما كان رئيسا للجمهورية انجز المنزل الراجع له بالملكية الكائن بضاحية سيدي بوسعيد على شاطئ البحر وعلى الربوة المطلة عليه . وحيث انجزت شركة المقاولات المبنى بقيمة 2804584 دينار  وسلمته الى صاحبه وامرها بعد ذلك بان تشيد له مسبحا  بمبلغ 1449450 دينار على شاطئ البحر وبالربوة التي يوجد عليها المنزل وتوابعه وانه منذ بناء المنزل والمسبح والشركة تنتظر خلاص مستحقاتها المقدرة بـ 4254450  خليل .ل (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 08 فيفري 2011)  

لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس في ذكرى يوم المرأة العالمي: ليس من المقبول تسميم المستقبل

الحجاب في تونس بعد سقوط بن علي.. حرية تغيب عند حاجز بطاقات الهوية وجواز السفر


تونس: عبد الباقي خليفة عانت التونسيات كثيرا من الإجراءات التعسفية والقمعية لنظام بورقيبة، فابن علي، على مدى يزيد على خمسين سنة، ولا سيما بعد صدور المنشور 108، الذي يحظر على النساء ارتداء الحجاب. وأدى ذلك لطرد آلاف النساء من مختلف الوظائف كالطبيبات، والمهندسات، والكوادر الجامعية، وشمل ذلك القطاع الخاص، والطالبات في جميع المراحل الدراسية من الثانوية وحتى الجامعة. وهو ما عكر صفو الاجتماع المدني في تونس، وزاد من توتير الأوضاع سياسيا وثقافيا واجتماعيا. وكان سقوط بن علي في 14 يناير (كانون الثاني) 2011 بمثابة سقوط حائط برلين بالنسبة لحرية ارتداء الحجاب لآلاف التونسيات، لكن أجزاء من الحائط الكريه لا تزال قائمة في تونس، وتتمثل في استمرار رفض استخراج جوازات السفر للتونسيات المحجبات. وقالت «لجنة الدفاع عن المحجبات في تونس» في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إنها علمت أن «الداخلية التونسية رفضت خلال الأسابيع الماضية إصدار بطاقات هوية للكثير من المواطنات التونسيات بحجة أنهن مرتديات للحجاب في الصور الفوتوغرافية المقدمة في ملف طلب استخراج بطاقات الهوية وجوازات السفر». وذكرت اللجنة في بيانها الجديد، الذي يعد حلقة في سلسلة بيانات دأبت على إصدارها في السنوات الماضية «عينة من الحالات التي لا تزال تطالب برفع الخطوط الحمراء عن الحريات الشخصية، وفي مقدمتها الحرية في اختيار اللباس، إذ إن البالغين ليسوا طلاب مدارس ابتدائية يخضعون للباس موحد»، من بين الحالات التي تم رصدها من قبل اللجنة هي حالة السيدة مريم الرزقي التي تقدمت بملفها بتاريخ 16 فبراير (شباط) الماضي بمركز حي الملاحة بولاية أريانة بالعاصمة التونسية «فبعد أن وعدوها بتسليمها بطاقة هويتها في أجل أقصاه أسبوع» تراجعوا عن ذلك وأبلغوها بأن طلبها مرفوض، وهو ما حدث مع الآنسة سنية الهداجي، التي تقدمت بملفها لمركز الحرس الوطني بمدينة قابس، إضافة لعشرات الحالات الأخرى المسجلة في مختلف الولايات (المحافظات) التونسية». وقد زاد من حالة التوتر، وكثف الأسئلة حول طبيعة الديمقراطية، وأجواء الحريات، التي دفع التونسيون ثمنها دماء، وتقييدا للحرية داخل السجون، ومعاناة في المنافي، وسط استمرار حالة السادية الأمنية المفرطة «أمام احتجاج وإصرار بعض المحجبات، أفاد بعض المسؤولين الأمنيين بأنهم تلقوا منشورا جديدا من وزارة الداخلية خلال الأيام القليلة الماضية يرفض إصدار بطاقات هوية وطنية تحمل صور محجبات، وقد حصلت اللجنة على نسخة من هذا المنشور» حول مواصفات الصورة في بطاقة الهوية الوطنية. وعودة للمنشور المذكور، فإن وزارة الداخلية التونسية عادت إلى أوامر تعود لتاريخ 13 أبريل (نيسان) 1993، تذكر وزارة الداخلية أنه استنادا لمقتضيات الأمر عدد 717 المؤرخ في 14 أبريل 1993 خاصة الفصل السادس منه، الذي ينص على أن تكون الصورة الفوتوغرافية المشار إليها بالفصلين الثاني والرابع من هذا الأمر من حجم 3 على 4 سنتيمترات تؤخذ وجها على لوحة خلفية من اللون الأبيض وبمقياس واحد على 10 وتبين الشعر والعينين. وأشار قرار وزارة الداخلية الجديد إلى أنه يسمح للملتحين باستخراج بطاقة هوية باللحى «فقط دون المحجبات اللواتي عليهن واجب إظهار شعر رأسهن في الصورة احتراما للقانون»، وقد وصف الكثير من الناشطين السياسيين والحقوقيين ما وصف بالقانون بالجائر، وأنه يكرس السياسات البوليسية القمعية غير الشرعية بحق طيف واسع من الشعب التونسي، بما يعد انتهاكا صارخا للحريات وحقوق الإنسان وشعارات تحرير المرأة. وقد أكدت اللجنة التونسية للدفاع عن المحجبات في تونس، أنه «لم يصدر في تاريخ تونس سابقا أي قانون في هذا السياق، وإنما هي مجرد مناشير غير دستورية طعنت المحكمة الإدارية سابقا في حكمها الابتدائي في قضية رفعتها مدرسة ضد وزير التعليم السابق عام 2007 حول شرعية وقانونية المنشور المعروف بالمنشور 108». وحذرت اللجنة بشدة من «خطورة استمرار تحكم أطراف معروفة بالنهج الاستئصالي الذي كرسه الرئيس المخلوع ونظامه ضد المواطنات التونسيات المحجبات في الإدارة والمؤسسات التعليمية وحتى في الشارع». وطالبت اللجنة وزير الداخلية الجديد وكل الجهات المسؤولة في هذه المرحلة الانتقالية بالتدخل لإلغاء هذا المنشور غير الدستوري الذي وصفته بـ«منشور العار» و«تمكين المواطنات التونسيات المحجبات من وثائقهن دون قيد أو شرط»، كما أكدت أنها ستتابع القضية وتحمل الأطراف التي تقف وراء هذا الإجراء المرفوض ما يترتب عليه. وأشارت إلى أن «الثورة التونسية الرائدة شقت طريق رفض الظلم وتحقيق العدل والحرية» وأن «مثل هذا المنشور الذي يحظر على المحجبات التونسيات استخراج وثائقهن الإدارية، وهن محجبات، يستدعي في أذهان الأغلبية من التونسيات سياسات النظام السابق الذي عانت المحجبات في عهده التجاوزات الخطيرة، مثل الاعتداء بالعنف ونزع الحجاب في الشارع بالقوة، والطرد من العمل والدراسة، وحرمان النساء من استخراج وثائق بصور وهن محجبات وتكريس المنشور 108». ودعت اللجنة جميع المهتمين بقضايا الحريات الفردية والعامة في تونس إلى رفض هذا المنشور غير الدستوري. وأعلنت أنها بصدد التنسيق للدعوة إلى اعتصامات أمام وزارة الداخلية لتمكين جميع المحجبات من وثائقهن الإدارية مثل بطاقة الهوية وجواز السفر وهي تحمل صورهن بالحجاب. ونوهت اللجنة باحترام الدول المتحضرة لحرية اللباس بما في ذلك الحجاب، حيث تتمكن المحجبات في هذه الدول من استخراج بطاقات الهوية وجوازات السفر وهن محجبات. وشددت على أنه «من غير المقبول في تونس ما بعد الثورة النكوص إلى الوراء لتسميم المستقبل الموعود بالحرية والانعتاق من الاستبداد، والنساء التونسيات المحجبات في مقدمة من يتوق إلى التخلص من عقود الظلم والقهر والغبن».
الشرق الاوسط  


ملف خاص من تجميع وترتيب فريق « تونس نيوز »:


على مدى 23 عاما، تعرض مئات العسكريين التونسيين من شتى الرتب والإختصاصات إلى أبشع أنواع التعذيب والتنكيل والقمع في عهد بن علي.. فمن ينصفهم ويعيد لهم حقوقهم ويـردّ لهم الإعتبار المعنوي والمهني والمادي؟    العقيد محمد صالح الحدري، المتهم بالانقلاب على نظام بن علي سنة 1991 يكشف حقائق مثيرة   منذ سقوط نظام بن علي سقطت الأقنعة، وبدأت تنكشف حقائق الظلم، والاضطهاد والفساد كما بدأت عدة حقائق أمنية مثيرة عمل النظام السابق على طمسها بكل الوسائل مستغلا بذلك سيطرته التامة على جل دواليب الدولة. لكن التاريخ لا يرحم فالآلاف ممن ظلموا في العهد السابق ما زالوا أحياء ليشهدوا بالظلم الذي لحقهم ويكشفون حجم المؤامرات التي كانت تحاك ضدهم وضد الشعب التونسي..   ولعل من أبرز من تعرضوا للظلم والقهر خلال حكم النظام السابق هم كوادر عليا وكفاءات شريفة من العسكريين حوكموا ظلما وبهتانا وزج بهم في السجن وتعرضوا لشتى انواع التعذيب واقتلعت منهم اعترافات تحت التعذيب في ما بات يعرف بقضية حركة النهضة في بداية التسعينات التي اتهمت فيها الحركة بالإعداد لانقلاب على نظام بن علي بالتعاون مع أفراد من أجهزة الأمن وعسكريين في مختلف الرتب.   لكن شهادات هؤلاء تفند صحة ادعاءات النظام السابق الذي سعى إلى تخويف الناس وتثبيت اركان الحكم من خلال تصفية جميع خصومه وتركيع جميع المؤسسات وتطويع السلطات في خدمة آلته القمعية.   في هذه الحلقة ننشر شهادة السيد محمد صالح الحدري وهو عقيد متقاعد اتهم باطلا بأنه العقل المدبر لحركة النهضة لتنفيذ خطة قلب نظام حكم بن علي سنة 1991. ويؤكد في هذه الشهادة كيف انه زج به ظلما في السجن مع مجموعة من رفاقه العسكريين بتهمة الانتماء لحركة النهضة والتآمر على أمن الدولة.. وذلك بهدف احاكم بن علي قبضته على الحكم وتصفية الضباط الشبان على حد تعبيره.   والعقيد الحدري متخرج من مدرسة الإدارة العسكرية بمونبلييه، ومدرسة المشاة بفرنسا، ومن مدرسة الرقباء بفورنوكس، ومن مدرسة القيادة والأركان لافن وورث بالولايات المتحدة، متخرج من المدرسة الحربية العليا بباريس وديبلوم دراسات معمقة من معهد العلوم السياسية بباريس. اشتغل 5 سنوات في خطة استاذ بالأكاديمية العسكرية، و5 سنوات مستشار عسكري لدى الوزير الأول، كما شارك في حرب أكتوبر 1973 كآمر سرية لمدة 4 أشهر مهمة الدفاع عن بور سعيد.   يعود لنا العقيد الحدري إلى بداية التسعينات ويروي تفاصيل جديدة لم تنشر عن حقيقة المحاكمة « الصورية والمفبركة لعشرات من الأبرياء بتهمة الانتماء لحركة النهضة المحظورة » حسب تعبيره.   ويقول  » بن علي كان خائفا من الضباط الشبان، أمضى فترة عمله في الجيش يتجسس على زملائه..لم يكن محبوبا بالمرة »، وذكر أن « حزب التجمع الدستوري أعد خطة للقضاء على حركة النهضة، وكان سيناريو الخطة يتمثل في اتهام الحركة بانتداب كوادر من الجيش والشرطة والديوانة لتنفيذ انقلاب ضد بن علي وتنصيب راشد الغنوشي زعيم الحركة بدلا عنه، وتم الإعداد مسبقا لاتهام العقيد محمد صالح الحدري كعقل مدبر في تنفيذ مخطط الانقلاب.   السرياطي والقلال..   وكشف الحدري أن حزب التجمع ووزارة الداخلية (التي كانت تحت امرة وزير الداخلية عبد الله القلال) وبتواطئ مع علي السرياطي الذي كان برتبة عقيد في الجيش وتم تعيينه مدير عام الأمن الوطني سنة 1991، كانوا جميعا وراء عملية الاعداد المحبكة لتصفية الشبان في الجيش الوطني واتهامه زورا وظلما وتحت التعذيب بمشاركتهم للتحضير لانقلاب عسكري ضد نظام بن علي.   وقال  » منفذ عملية تصفية الضباط الشبان وضباط الصف كان مدير عام للأمن العسكري، بالتواطئ مع رئيس اركان جيش البر آنذاك ».   وكانت جل التهم الموجهة للموقوفين هي الانتماء الى حركة النهضة وتكوين خلايا صلب الجيش للتحضير لانقلاب عسكري وتنصيب راشد الغنوشي على راس الدولة والتآمر لإسقاط النظام.. علما أن جل الاعترافات كانت تتم تحت التعذيب الوحشي، حسب العقيد الحدري الذي أشار أن قرابة 80 من عناصر الجيش تم محاكمتهم في محاكمة اوت 1992اضافة الى اعداد كبيرة من المنتسبين للداخلية والديوانة.. وترواحت الأحكام بين عام و14 سنة.   محاكمة صورية..   وحسب محدثنا فإن المحاكمة « كانت صورية وكان الهدف منها تصفية حركة النهضة وتلويث سمعتها والصاق تهم الارهاب بها بعد تحقيقها لنتائج مهمة في انتخابات 1989. »   ويضيف قائلا « اعتقلت 51 يوما في دهاليز وزارة الداخلية ذقت خلالها شتى انواع التعذيب لحملي على الاعتراف وكان عبد الله قلال وزير الداخلية موافقا على عملية التعذيب،.. »   ويتذكر العقيد كيف انه كان شاهدا على عملية تعذيب المدعو عبد الرؤوف العريبي حتى الموت وكان استاذ تربية دينية ينتمي لحركة النهضة وقال « كنا في نفس الغرفة رقم 9 في قبو وزارة الداخلية.. شدوه نصف نهار وجابوه آخر العشية فاقد الوعي وكانت آثار التعذيب والضرب المبرح بادية على وجهه وتوفي ليلتها بسبب التعذيب، بين يدي وكان ذلك في أفريل 1991″.   ويضيف »عندما احالوني على حاكم التحقيق زوروا تاريخ الايقاف ووضعوا 5 جوان 1991، عوضا عن 21 أفريل 1991 حتى تبدو عملية الايقاف التحفظي قانونية، وحين وقفت أمام رئيس المحكمة أقر أن تاريخ الايقاف تم فعلا في 21 أفريل لكنه لم يسجله في محضر الجلسة. »   من المفارقات العجيبة أن الندوة الصحفية الشهيرة التي عقدتها وزارة الداخلية تمت بتاريخ 22 ماي 1991 وكشفت فيها ما يسمى بـ »خيوط المؤامرة » في حين أن تقرير محضر الجلسة الذي أحيل ضدي تضمن تاريخ الايقاف يوم 5 جوان..   ممنوع من جواز سفر منذ 11 سنة   ويواصل العقيد السابق سرد روايته قائلا  » حكموا علي 8 سنوات سجنا أمضيتهم في عدة سجون وخرجت في 5 جوان 1999، من وقتها حرموا علي الحصول على جواز سفر. ولم استرجعه الا بعد قيام الثورة الشعبية المباركة، وخاصة بعد ان هددت بتنفيذ اضراب جوع امام مركز برج العامري بتاريخ 28 جانفي 2011. »   ويؤكد العقيد المتقاعد أن « حاله لا يختلف كثيرا عن حال بقية الضباط الشرفاء الذين حوكموا ظلما واضطهدوا، حتى أن الذين لم يحاكموا وعددهم يقدر بـ 130 شخصا من مختلف الرتب نكلوا بهم وطردوهم من الجيش على غرار الكولونيل غيلوفي، الذي حوكم وعذّب لأنه ببساطة كان مسقط رأسه مسقط رأس راشد الغنوشي، وهو منطقة الحامة، رغم أنه لم يكن له أية علاقة بالغنوشي.   ويعود العقيد محمد صالح الحدري إلى سيناريو محاكمة أوت 1992، وقال  » تمثل سيناريو الاتهام في الترويج لحصول اجتماع سري من قبل 70 ضابطا يوم احد في برّاكة الساحل وترأس الاجتماع الرائد سالم كردون كان الهدف منه وضع خطة، علما أن هذا الأخير تم تعذيبه للاعتراف باطلا عن تفاصيل الاجتماع، لكن رئيس المحكمة العسكرية التي كان ترأسها القاضي كدوس، رفض الاستماع إلى شهادة الرائد، حول حقيقة ايقافه وهو ما يدل على أن المحاكمة كانت صورية ».   ويؤكد محدثنا أن  » ملف القضية كله مزور وكان محامي الدفاع قد طالبوا حينذاك يايقاف المحاكمة لأنها باطلة ومبنية على باطل بسبب التجاوزات القانونية التي ارتكبها البحث الأولي من أمن الدولة. » ويضيف  » أثناء المحكمة وحتى قبلها تمت مساومتي بتقديم طلب عفو رئاسي مقابل محاكمتي لمدة عامين سجنا فقط، لكني رفضت وكنت أصر على براءتي حتى اني طلبت من الرئيس بن علي وقتها ان يعتذر لي شخصيا. »   العقيد ينوي رفع دعوى قضائية ضد جلاديه وكل من تسبب في دخوله السجن وتعذيبه.   رفيق بن عبد الله   (المصدر: جريدة الصباح بتاريخ 2 فيفري 2011)  

محسن الكعبي ضابط متقاعد من الجيش الوطني وأحد ضحايا النظام البائد: بن علي حولّ جهاز المخابرات من حام للبلاد إلى جاسوس على العباد

  الضابط محسن الكعبي أحد ضحايا النظام البائد الذي سعى إلى تكريس « فوبيا » الخوف داخل كل المؤسسات الإدارية والأمنية وحتى العسكرية…وسعى أيضا إلى اقتلاع الولاء الأعمى لمبادئ الحزب في حين أن الموالاة الحقيقية لا تكون إلا للوطن…   الضابط محسن الكعبي المتحصل على شهادة الهندسة في الإلكترونيك من كبرى المدارس العسكرية الفرنسية وضابط داخل القوات المسلحة التونسية والمشاة تم إيقافه عن ممارسة مهامه سنة 1991 بتعلة انتمائه إلى حركة النهضة المحظورة حول هذه النقطة قال القبطان محسن الكعبي: « إنني رجل نشأت على احترام المبادئ العسكرية التي تحظر على كل عسكري الانتماء إلى أي حزب سياسي وانتمائي الحقيقي كان إلى تونس لا غير… أذكر في هذا الصدد أنني نزلت إلى الشارع في أحداث جانفي 1978 وثورة الخبز سنة 1984 وخاطبت المواطنين بالقول من حقكم التظاهر وإبداء آرائكم لكن حذار ثم حذار من تخريب الممتلكات العمومية ».   ثم أضاف: »تعرض الجيش الوطني إلى مؤامرة من رجل للأسف الشديد كان محسوبا على هذه المؤسسة العريقة وسخر أجهزة المخابرات التي كانت مطالبة بجمع معلومات حول الأعداء الخارجين إلى جاهز يجمع المعلومات حول المواطنين وكان لا يتوانى عن المجاهرة بعدائه للإسلام لأن الدستور يكفل للأشخاص ممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية وأذكر في هذا السياق إقفاله للمساجد داخل الثكنات العسكرية ومع ذلك التزمنا بأداء واجباتنا الدينية داخل بيوتنا لأن الانتساب للجيش يفرض الامتثال لقرارات السلطة السياسية. »   زين العابدين بن علي سعى إلى غرس (فوبيا) الخوف من المؤامرات التي تطال أركان الدولة دون داع إلا من أجل حماية نظامه وما حادثة اغتيال الجنرال سكيك إلا أخلص مثال على ما أقول لأن الرجل كان لا يشك عاقلان في نقاوة تاريخه ووطنيته و التحقيق كفيل بأن يكشف كل شيء كما ان الاعترافات التي انتزعت منا كانت تحت وطأة التعذيب والمهانة النفسية والبدنية أفظع مما حدث داخل سجن أبو غريب لقد كانت رؤوسنا تغمس في مياه نجسة وتنتزع ملابسنا ونجلس القرفصاء للساعات الطوال داخل أقبية وزارة الداخلية والحال أننا لو كنا فعلا مذنبين كان حريا أن تعرض ملفاتنا على أنظار القضاء العسكري الذي يبقى المؤهل الوحيد لإصدار أحكام ضدنا.   لقد ضرب هذا النظام البائد الأحكام الصادرة عن المحكمة الإدارية عرض الحائط والقاضية بإعادتنا إلى وظائفنا بعد ثبوت براءتنا باعترافهم هم بل وعمدوا أيضا إلى منع تشغيلنا مع أية مؤسسة أخرى إمعانا في إذلالنا بل ومنعنا من استخراج جوازات السفرعلى حدّ تعبير محدثنا . القبطان محسن الكعبي اليوم بصدد الإعداد لبعث مشروع صناعي بالاشتراك مع مستثمر ألماني في مجال استخراج السماد العضوي من غبار البلور وهو يستعد رفقة رجال الجيش ممن سلطت عليهم مظالم إلى مقابلة السيد وزير الدفاع الوطني لرفع هذه المظالم بعد أن انجلى الليل الطويل. أحمد شورى   (المصدر: « التونسية » بتاريخ 5 فيفري 2011) الرابط: http://www.attounissia.com.tn/details_article.php?t=41&a=25648&temp=1&lang&w    

قراءة في ملفات العسكريين ضحايا دكتاتورية بني جلدتهم بقلم: ضابط محال على التقاعد من الجيش الوطني

في حياة الشعوب اجيال يواعدها القدر ويختصها دون غيرها بان تشهد نقط التحول الحاسمة في التاريخ انه يتيح لها ان تشهد المراحل الفاصلة في تطور الحياة الخالد تلك الحياة التي تشبه مهرجان الشروق حين يحدث الانتقال العظيم من ظلام الليل الى ضوء النهار، ان هذه الاجيال الموعودة تعيش لحظات انتصار عظيم لم تصنعه وحدها ولم تتحمل تضحياته بمفردها، وانما عملت وسهرت وظلت تدفع الثواني حتى الانتقال العظيم ساعة الفجر. 2414 جانفي 2011 الموافق لـ19 صفر 1432، يوم من الايام الخوالد التي سيحفظها التاريخ لابناء هذا الوطن ليبقى راسخا في الاذهان، ومعززا ومكرما في قلوب التونسيين انه يوم الانقاذ والتغيير ونقطة تحول وقطع مع الماضي في سبيل انطلاقة جديدة تؤمن لتونس حياة ديمقراطية حضارية راقية لا تهميش فيها ولا اقصاء.
لقد تعرض الجيش الوطني طيلة تاريخه الى سلسلة من المؤامرات قصد تهميشه وتقزيمه، بدات منذ اوائل الستينات حيث وضع تحت المراقبة المستمرة من اجهزة وزارة الداخلية ومليشيات الحزب الحاكم وفي نطاق سياسة فرق تسد، بين مكونات الدولة دق اسفين بينه وبين الشرطة والحرس الوطني، وابعد عن الحياةالوطنية، واصبح ينظر اليه كانه كائن خارج التاريخ يقع اللجوء اليه فقط عند الحوادث الكبرى اذ وقع الزج به في ازمة 26 جانفي 1978 حين عمدت بعض المليشيات الى الاندساس داخل جموع المواطنين واطلقت الرصاص على افراده لايقاع بينه وبين الشعب، ثم كانت احداث الخبز في جانفي 1984 التي تفطن فيها الجيش الى الدسائس واستفاد من تجربة 1978 حين قامت اجهزته بتصوير ما يحدث واثبتت بالوثائق المصورة تورط نفس الجهات في ارتكاب جرائم في حق الشعب وممتلكاته ثم كانت سنوات القهر والظلم والاقصاء والتهميش حينما استولى الدكتاتور المخلوع على مقاليد الحكم في «مسرحية العهد الجديد» وكان اول ما بدا به هو افراغ الجيش من عناصره الوطنية المستقيمة، فكانت ازاحة 150 ضابطا سنة 1987 أي بعد ايام من استيلائه على السلطة، حيث وقع التنكيل بهم وطرهم ومنهم من مات تحت التعذيب.
ثم كانت حملات الايقافات الكبرى الممنهجة سنتي 1990 و1991 في صفوف شرفاء الجيش الوطني من ضباط وضباط صف وجنود شملت 1063 من خيرة ابنائه وقع التنكيل بهم في اقبية وزارة الداخلية حيث تعرضوا الى حملات تعذيب تفوق في فظاعتها ما حدث في سجون ابو غريب في العراق ومعتقل «دالتا» بغوانتنامو وتتالت حملات التصفية في حوادث مشبوهة كحوادث الطرقات وكان اخرها «سقوط» طائرة الهيليكوبتر «ليكورسكي» الشهيرة والتي راح ضحيتها قيادات اركان الجيش الوطني (الجنرال عبد العزيز سكيك واركانه…)
هذا وقد تم اضعاف الجيش الوطني من خلال العدول عن برنامج التجنيد اذ لم يتعد عدد المجندين سنويا 10 بالمائة ممن بلغوا سن التجنيد، ووقع ابدال التجنيد الاجباري بالتعيينات الفردية (قانون 1989 وقانون 1992 المنقح) التي كان ربعها يذهب الى جيوب عصابات اللصوص في العهد الدكتاتوري البائد مما عرض امن البلاد للخطر واصبح عدد الاطارات يفوق عدد الجنود، واضعف الروح المعنوية لجيشنا العظيم حتى غدت الاستقالات في صفوفه تسجل رقما تصاعديا مثيرا للاستغراب والريبة.
وعندما اندلعت الثورة المباركة التي أسقطت الدكتاتور وعصابة اللصوص والمافيا تلقى النظام البائد صفعة مدوية حينما رفض الجيش الوطني حماية هذه العصابة وانحاز الى صفوف الشعب واختار مكانه الطبيعي في حماية الثورة وممتلكات الشعب، فكان بحق درعا لهذا الوطن ومبعث فخر لمنتسبيه. وبعد ان انزاح الكابوس الرهيب الذي كتم انفاس شعب باكمله ولفضه حتى من كان يسانده وصوروه على انه «السد المنيع امام التطرف والارهاب» تلك الفزاعة التي كان يخيف بها اسياده ويبتز من خلالها اموالا طائلة تذهب لحساباته وحسابات سيدته الاولى وبطانة السوء التي تعمل في محيطهما فانه بات من الضروري تكوين جمعية للدفاع عن حقوق كل العسكريين الذين تعرضوا في عهد الرئيس المخلوع للاقصاء والتهميش والتعذيب والتجاوزات الصارخة، ويعلنوا دعمهم المطلق لجيشنا الوطني، ووضع انفسهم رهن الاشارة دفاعا عن حرية الشعب ومكتسبات الثورة وتلبية لنداء الواجب، رافضين أي تدخل خارجي في شؤوننا الداخلية، او محاولة اطراف خارجية فرض وصايتها لاحتواء الثورة والحد من مدها، كما يطالبون المزيد من اليقظة لقطع الطريق امام اذناب العهد البائد ورموزه الذين يحاولون استعادة مواقعهم ببث الاشاعات ومهاجمة دور الاتحاد والاعتداء على الرموز الوطنية والتشويش على مسيرة الثورة، وتحميلهم مسؤولية تسهيل هروب عصابات اللصوص والمافيا خارج الوطن، والمساس بالممتلكات العامة والخاصة واعمال النهب وحرق وثائق الادانة واتلاف الارشيف.
ونطالب بفتح الملفات للتحقيق في ظروف ايقاف وطرد العديد من الشرفاء في الجيش الوطني، وخاصة «مسرحية الانقلاب ببراكة الساحل» سنة 1991 والتي كان منشؤها كيديا، الف حولها النظام المخلوع مسرحية سيئة الاخراج طالت قطاعات مدنية اخرى.. ونؤكد اصرارنا على المطالبة بكل الطرق القانونية على ضرورة اعادة الاعتبار لجميع المظلومين من خلال استرجاع الحقوق وجبر الاضرار وكل التعويضات التي يكفلها القانون. ولا يفوتني في هذه المناسبة الكريمة التذكير بما اورده العلامة ابن خلدون في مقدمته ان التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الاخبار وفي باطنه خبر وتحقيق، لذلك ان الاوان لفتح ارشيفنا للمؤرخين والمحققين حتى يقف الراي العام على الانتهاكات الفظيعة التي مورست ضد شرفاء جيشنا الوطني في حقبة حكم الدكتاتور بن علي البوليسية.
واليوم، ولولا الثورة المباركة التي انطلقت شرارتها الاولى من اعماق تونس العميقة، واخذت تنمو وتكبر الى ان وصلت العاصمة، لما كان لي شرف الالتحاق بها، ومشاركة طلائعها الشبابية حتى لا يضيع مني هذا الموعد الهام مع التاريخ، وكنت مصحوبا في ذلك باثنين من ابنائي كانا مندفعين كالتيار الجارف يناديان باسقاط النظام البائد كانهما يثأران لوالدهما الذي مورست ضده كافة الوان الاقصاء والتهميش والظلم والقهر في عهد الرئيس المخلوع. لقد مارس هذا الشباب حقه في التظاهر السلمي والاحتجاج، حتى ننعم اليوم بالحرية والانعتاق والكرامة التي افتقدناها لاكثر من عقدين. تحيا الثورة المباركة يحيا ابناؤنا الشباب من بنزرت الى بنقردان، يحيا الشعب الكريم.. تحيا تونس حرة متلاحمة مع جيشها الوطني البطل والمجد والخلود لشهداء شعبنا العظيم وامتنا العظيمة والخزي والعار والموت للخونة وليخسأ الخاسئون..
(المصدر: صفحة « إنصاف لقدماء العسكريين » على فايسبوك بتاريخ 9 فيفري 2011)  
 

Affaire des militaires inculpés dans le complot imputé à Ennahdha en 1991 : La vérité dévoilée par Hanène Zbiss

 

 
Pour la première fois et en exclusivité pour les lecteurs  de Réalités nous ouvrons un dossier délicat, celui des militaires inculpés, injustement dans le coup d’Etat imputé à  Ennahdha en 1991, torturés, virés de l’Armée sans aucun motif et contraints au silence depuis. Encouragés par le renversement du régime Ben Ali par le peuple, certains d’entre eux ont décidé de parler de ce qu’ils ont subi afin d’obtenir justice mais aussi pour éviter que de tels abus ne se répètent. Mai 1991, Les Tunisiens sont surpris par la conférence de presse de ministre de l’Intérieur, Abdalalh Kallel, diffusée à la télé, annonçant le démantèlement de tout un réseau d’Ennahdha projetant un coup d’Etat contre le Régime Ben Ali. Parmi les accusés, une centaine de militaires, suspectés  de former  le bras militaire du parti islamiste, baptisé le «groupe sécuritaire». Le rôle présumé «groupe sécuritaire» dans le complot Kallel évoquait un plan diabolique de cinq phases. La quatrième consistait à semer les troubles dans les universités et écoles de manière à exaspérer les forces de l’ordre qui, dépassées, elles feraient appel à l’Armée. C’est là que les militaires appartenant à Ennahdha allaient opérer pour contrôler les institutions stratégiques comme le Premier ministère,  les ministères de la Défense, des Affaires étrangères et  de l’Intérieur, le local de la Radio et la Télévision tunisienne, la Caserne de la Police de Bouchoucha et celle de la Garde Nationale à la Marsa, sans oublier le déploiement à l’intérieur du pays pour s’emparer de tous les centres de pouvoir tels les sièges de gouvernorats et des délégations et les centres de télécommunications, de manière à les isoler du reste du territoire. La destination finale serait l’assaut sur le Palais de Carthage. Pour illustrer ces accusations, le ministre a montré un enregistrement d’un capitaine originaire du Sud, Ahmed Amara, dans lequel il avoue faire partie d’un réseau de militaires appartenant au mouvement de Rached Gannouchi qui projetait une série d’opérations visant le renversement du régime Ben Ali. Il a donné les noms des chefs de ce réseau et a parlé d’une réunion ayant eu lieu le 6 janvier 1991 à Barraket Essahel (Hammamet) pour mettre en place les détails du plan. Le lendemain, le ministère de l’Intérieur a procédé à une large campagne d’arrestations visant les hauts gradés de l’armée: des officiers supérieurs, subalternes et des sous-officiers. C’est là qu’a commencé le drame pour la majorité d’entre eux, accusés injustement d’appartenance à Ennahdha, torturés, dégradés et expulsés de l’armée. Torture au ministère de l’Intérieur Les souvenirs de cette tragédie sont encore vivants dans la mémoire du Lieutnant-Colonel Mohamed Ahmed, qui se rappelle comment, le soir du 22 mai 1991 vers 18h, le Chef d’Etat Major de l’Armée de Terre  (CEMAT), le Général, Mohamed Hédi Ben Hassine lui a demandé d’aller à la Direction Générale de la Sécurité Militaire (DGSM) pour assister à une réunion urgente. Arrivé sur place, il a été surpris de savoir qu’il était attendu au Ministère de l’Intérieur. Son étonnement allait être encore plus grand lorsque, conduit là bas, il est interrogé sur son appartenance au mouvement Ennahdha et sa participation à ses réunions. Devant ses réponses négatives, on lui faisait subir l’humiliation et la torture. : déshabillement, insultes, gifles, coups de poing, position du poulet rôti, suspension des pieds avec les mains liés au dos, suffocation dans un bain d’eau avec un mélange d‘urine et de saleté etc. Des journées entières à ce rythme avant d’avoir le privilège de rencontrer le ministre de l’Intérieur, Abdallah Kallel. «Durant l’interrogatoire, il m’avait demandé de lui confirmer les aveux (obtenus sous la torture) et qui tournaient autour de la réunion supposée de Barraket Essahel des Officiers de l’Armée et les détails des plans militaires du coup d’Etat». Pour commencer, je l’ai remercié de m’avoir donné l’occasion de me défendre et ainsi que de défendre l’honneur militaire des mes camarades puis, je lui ai dit que tout cela était de la fiction et que tous les détails relatifs à ce coup d’Etat faisaient partie d’un scénario imaginaire. J’ai aussi affirmé devant lui que tous les officiers arrêtés représentaient la crème de l’Armée Nationale et qu’ils étaient des vrais patriotes ayant toujours bien servi le pays». Un scénario préparé à l’avance L’entretien n’avait duré qu’une vingtaine de minutes mais deux jours après les tortures ont cessé sans pour autant  que les inculpés soient relâchés, surtout qu’on n’a pas trouvé des preuves tangibles sur leur implication dans ledit complot. Tout ce que faisaient les agents du ministère de l’Intérieur était d’essayer d’arracher des aveux sous la torture. «On nous demandait, pour arrêter notre calvaire, de signer des procès verbaux déjà préparés à l’avance et qui nous inculpaient gravement. Chose que nous finissons par faire  dans le but d’abréger notre souffrance», affirme le capitaine, Mohsen Kâabi. Autre méthode qu’ils utilisaient «c’était d’obliger un sous-officier d’avouer qu’il vous a vu assister à une réunion d’Ennahdha ou distribuer des tracts. Lorsque vous demandiez la confrontation avec lui, on l’emmenait pour une minute dire ce discours puis on le faisait sortir rapidement», explique le Colonel Moncef Zoghlami. Même le fameux enregistrement du capitaine Ahmed Amara où il donne la liste de ses collaborateurs et les détails du plan du complot est un coup monté. Ce dernier raconte comment après l’avoir torturé pendant des heures, on lui a dicté des noms d’officiers et un scénario et on lui a demandé de lire cela devant les caméras. «Je n’avais pas le choix. Je savais que j’étais enregistré mais je ne pensais pas qu’ils allaient diffuser la cassette à la télé». Il ajoute qu’on l’a même porté à Barraket Essahel pour identifier la maison où aurait eu lieu la soi-disant rencontre des Officiers le 6 janvier. «Je n’ai pas pu la leur indiquer parce que tout simplement je ne savais rien et qu’il ne s’agissait que d’un scénario fictif inventé par eux pour écrémer  l’armée de ses meilleurs éléments». Le lieutenant-colonel, Mohamed Ahmed évoque, de son côté, l’existence d’un organigramme  tout prêt du présumé «groupe sécuritaire» avec des places vides que les agents du ministère de l’Intérieur cherchaient à remplir, à tout prix, par des noms. Entre 150 et 200 grands officiers de l’armée ont été arrêtés et inculpés dans cette affaire. «C’était une vrai chasse aux sorcières ! Aujourd’hui, on saisissait votre collègue, demain c’était votre tour et ainsi de suite, sans aucune logique»,  souligne le Commandant Pilote Hédi Tlijani. Et toujours le même scénario : convocation à la Sécurité Militaire sans motif apparant, renvoi au Ministère de l’Intérieur, interrogatoire, torture, signature sous pression de P.V et incarcération. L’intention «d’écrémer l’armée» Ce qui étonnait et infligeait au même temps les militaires détenus c’est qu’ils étaient entièrement livrés  aux agents de la Sûreté de l’Etat et à la police sans que le Ministère de la Défense ne lève le petit doigt pour les défendre ou, du moins, pour leur organiser un procès militaire, à part quelques exceptions. «Je ne comprends toujours pas comment l’armée a permis que les choses se passent ainsi pour nous alors que nous avons nos institutions juridiques qui peuvent nous juger. Pourquoi nous avoir livrés à une autre autorité?», s’indigne le Commandant Salah Mansour. Certains soupçonnent alors l’implication de leurs chefs et  de leur ministre de la Défense dans cette «opération d’épuration de l’armée». Car comment expliquer que ces derniers ont été épargnés de ce grand coup de filet et qu’ils ne sont pas intervenus pour témoigner à leur faveur alors qu’ils les connaissaient bien, personnellement, un à un, et qu’ils savaient leurs cursus professionnels, puisqu’ils les avaient nommés auparavant dans de hautes fonctions. Ils appuient donc la thèse d’un complot orchestré par Zine El Abidine Ben Ali avec l’aide d’Abdallah Kallel, ancien ministre de la Défense avant d’occuper le poste de ministre de l’Intérieur, du   Chef d’Etat Major de l’Armée de Terre  (CEMAT), le Général, Mohamed Hédi Ben Hassine, du Colonel Moussa Khalfi de la Direction Générale de la Sécurité Militaire (DGSM), de Mohamed Farza, Directeur général de DGSM et de Mohamed Ali Ganzoui, Directeur général de la Sûreté de l’Etat. Reconnus finalement innocents, les militaires inculpés, ont été, pour la plupart, relâchés après un mois et demi de détention. Mais avant, il fallait assister à une ultime rencontre avec Kallel, le ministre de l’Intérieur, le  23 juin 91 (deuxième jour du Aid El Kébir ). Il leur a annoncé que Président Ben Ali leur transmettait ses vœux et a décidé de les relaxer. Il leur a exprimé ses regrets parce «qu’on l’a induit en erreur en ce qui les concerne» et les a informés que le ministère de la Défense régularisera leur situation. A aucun moment, il n’a évoqué le mauvais traitement, l’humiliation et la torture dont ils ont fait l’objet. Mise à la retraite d’office : le début d’un calvaire Libérés,  ces militaires ne savaient pas qu’ils allaient commencer une deuxième page de leur calvaire. Car suspendus de leurs fonctions pendant presque une année sans motif précis, on leur a annoncé en avril 92 leur remise en retraire d’office, une mesure punitive dans le règlement de l’armée. Les plus chanceux ont pu recevoir régulièrement leurs payes mais sans les indemnités. Ce n’était pas le cas de certains comme le capitaine Mohsen Kâabi qui a été spolié de tous ses papiers et de son uniforme, sans percevoir de retraite pendant des années. En outre, il a été privé de pratiquer tout autre travail  pour subvenir aux besoins de sa famille. Car à chaque fois, on venait demander à son employeur de le licencier.  Il  a cherché à avoir réparation en déposant une plainte auprès du tribunal administratif. Il lui a fallu huit ans pour avoir gain de cause.  Le Ministère de la Défense a  fini par lui délivrer un document attestant sa mise en retraite mais en la datant de juillet 2000 et non d’avril 1992. Le capitaine saisit alors le tribunal une nouvelle fois pour obtenir sa rémunération pour les huit années non travaillées à cause d’une décision qui  le dépasse. Il lui a fallu encore quelques années et le passage de l’affaire du tribunal de 1er Instance, à la Cour d’appel puis à la Cour de cassation pour gagner le procès.  Reste qu’il fallait évaluer la somme à lui attribuer pour cette période (8 ans), ce qui nécessitait un troisième procès qui est en cours jusqu’à aujourd’hui. D’autres Officiers ont eu un sort meilleur. Le Colonel Moncef Zoghlami a été détaché à l’Office des Logements Militaires, un poste sans rapport avec sa formation d’officier d’artillerie antiaérienne et a été interdit de porter l’uniforme (ce qui est considéré comme une grande humiliation pour un militaire). «J’ai été mis dans un bureau sans tâche spécifique, condamné à rester seul car on avait interdit aux autres de me contacter ou de m’adresser la parole. J’étais comme un pestiféré. C’était trop dur !», indique-t-il. Ce n’était qu’une forme des préjudices subis par eux dans leurs vies quotidiennes pendant de longues années, puisqu’on leur a infligé des poursuites, la mise sous écoute téléphonique, le contrôle judiciaire durant cinq ans, l’interdiction de quitter le pays, la non obtention de passeport… Les moins chanceux, eux, ont dû, avant de vivre ce calvaire, passer d’abord trois ans en prison, suite à un procès militaire «non équitable» les inculpant, non pas pour leur présumée participation au coup d’Etat mais pour appartenance au mouvement Ennahdha tels les cas du Commandant Salah Mansour et du Capitaine Ahmed Amara. Une association pour défendre leurs droits Durant toutes ces années,  ces Officiers dudit complot de 91 ont essayé d’obtenir des réparations morales et matérielles en adressant des lettres au  Président de la République et au ministère de la Défense pour expliquer leur situation mais aucune réponse. Ils ont même saisi la Haute instance des Droits de l’Homme, présidée par Rachid Sfar, mais en vain. Néanmoins, à aucun moment, ils ont pensé saisir les instances internationales ou  parler de leur affaire à la presse internationale.  «Etant des anciens militaires, nous avions eu peur d’être accusés de comploter contre le pays, affirme le Lieutnant-Colonel, Mohamed Ahmed. Aujourd’hui et après la chute de Ben Ali, ils ont décidé de rompre le silence, non seulement en exposant leur cas à la presse mais aussi en projetant de créer une «association de défense des droits des Officiers mis à la retraite d’office suite aux évènements de mai 1991». Son but est de constituer une base de données relative à ces officiers limogés et  d’utiliser tous le moyens juridiques pour démontrer le caractère abusif des décisions prises à leur encontre ; d’établir les faits relatifs à l’usage de la torture physique et morale ; d’engager des poursuites judicaires contre les personnes ayant ordonné, supervisé ou exécuté ces actes  et de demander toute réparation morale et matérielle aux préjudices subis ainsi que le rétablissement des droits. Reste qu’ils insistent sur une chose très importante : s’ils dévoilent cette affaire aujourd’hui c’est pour «répondre au droit du peuple tunisien de connaître les abus du régime Ben Ali» et pour montrer que même l’Armée Nationale, qui vient de défendre d’une façon héroïque les Tunisiens, n’a pas été épargnée. (Source : Réalités (hebdomadaire – Tunis), le 17 février 2011)  
 
ضباط سابقون لـ «الأسبوعي» نظام بن علي اتهمنا بمحاولة الانقلاب على بورقيبة سنة 87 وعليه سنة 91
«الأسبوعي» التقت بعديد الضباط السابقين التابعين للجيش الوطني الذين اتهموا سابقا حسب قولهم بمحاولة الإنقلاب على الزعيم الحبيب بورقيبة سنة 1987 وبمحاولة انقلاب كذلك على الرئيس المخلوع سنة 1991. يقول عبد الفتاح الحسناوي ضابط سابق بصفوف الجيش الوطني: «في سنة 1987 كنت أعمل ضابطا بالجيش اختصاص سلاح مدرعات.. في تلك الفترة اتهمني بن علي رفقة مجموعة أخرى من الضباط بمحاولة الانقلاب على الرئيس الحبيب بورقيبة والحقيقة كانت عكس ذلك اذ أن الرئيس المخلوع هو من قام بانقلاب على الحبيب بورقيبة وجعلنا نحن الواجهة واتهمنا بتشكيل مجموعة أمنية بوزارة الدفاع تتكون من ضباط وضباط صف وتم ايقاف حوالي 300 عنصر من عناصر الجيش وطالت مدة ايقافنا سنة كاملة  ثم تم تجميعنا بقاعة التشريفات بالسجن المركزي 9 أفريل وأرسل الينا الرئيس المخلوع مدير ادارة السجون وهو المتحدث باسمه الشخصي وأعلمنا بأن نبلغ الرأي العام أنه كان محتفظا بنا لدى الرئيس المخلوع وليس موقوفين وطلب منا أن ننشر ذلك بجريدة «الصباح» وفعلا طبقنا أوامره ونشرنا ما طلب ولكن بعد سنة تم ايقافنا ووجهت لنا اتهامات عدة أهمها التنظيم للقيام بانقلاب على النظام ونقلنا الى وزارة الداخلية أين تم استقبالنا داخل دهليز به غرفة مخصصة لتعذيب السجناء ». ويضيف «داخل تلك الغرفة تعرضنا الى التعذيب المعنوي حيث هددنا الأعوان المكلفون بتعذيبنا بالإعتداء علينا بالفاحشة وباغتصاب زوجاتنا وبناتنا أمام أعيننا بالإضافة الى ذلك تعرضنا الى تعذيب جسدي حيث يتم شد وثاقنا في شكل «دجاجة مصلية» والاعتداء علينا بالضرب المبرح ثم نعلق كما تعلق الشاة المذبوحة ويغمسون رؤوسنا داخل «بانو» يحتوي على الفضلات البشرية و»البنج»… لقد تفننوا في تعذيبنا فقد كانوا يدخلون سلكا حديديا في الجهاز التناسلي للسجين ولا تتصوروا الألم الذي يشعر به وكل ذلك لكي يجبروه على الإمضاء على اعترافات دونوها هم بمحضر وهي اعترافات لا أساس لها من الصحة وباطلة». وذكر محدثنا: «لقد غادرت السجن وأنا مصاب بعدة أمراض منها داء الربو وداء السكري وضغط الدم». أما الهادي البلطي وهو أيضا ضابط سابق بالجيش فيقول: «اتهمت أنا وبعض الضباط بالتنظيم للقيام بانقلاب على الرئيس بن علي في سنة 1991 وتم ايقافنا أنا ومجموعة منهم  ومررنا بمراحل تعذيب كبيرة تفنن جلادونا فيها فمن «الدجاجة المصلية « الى «البانو» الى عدة طرق أخرى بشعة «. وأكد الضابط عادل بن منصور أنه اتهم أيضا بالقيام بانقلاب على الرئيس المخلوع وهنا يقول:»ذقت مختلف ألوان التعذيب لا لشيء سوى لأننا كنا نؤدي فريضة الصلاة فاتهمنا بالانتماء الى حركة النهضة وكان ينظر الينا النظام السابق على أننا خطر على النظام فألبسنا جملة من التهم وفصلنا عن عملنا». وختم قوله بأن طلبه الوحيد هو وزملائه محاكمة كل المتسببين في تعذيبهم في السجون». صباح (المصدر: « الصباح الأسبوعي بتاريخ 21 فيفري 2011) الرابط: http://www.assabah.com.tn/article-49767.html  

هل يتورط الرئيس المخلوع في قضية سقوط المروحية العسكرية؟

بقلم: أبو رامي بعد الدور الحاسم الذي لعبه الجيش الوطني التونسي في إزاحة الديكتاتور بن علي، ها هو يعمل على إعادة الأمن للبلاد وتأمين عملية الإنتقال السياسي مفندا بحياده حاليا فرضية تولي رئيس أركانه الجنرال عمار مهمة رئاسة البلاد. لكن يبدو أن هذه المؤسسة الوطنية نست أو تناست عدة مئات من كوادرها الشريفة استبعدوا من العمل لأسباب واهية أحيانا وغامضة أحيانا أخرى في عهد الديكتاتور بن علي. يعتبر المبعدون أوفر حظا من الذين لقوا حتفهم في حادث الطائرة العسكرية يوم الثلاثاء 30 أفريل 2002 فوق مدينة مجاز الباب التونسية حيث كانت عائدة من مهمة تفقد في ولاية الكاف، على الحدود التونسية الجزائرية. وكان يستقلها اللواء عبد العزيز سكيك وخمس عقداء آخرين، وخمس رواد وملازميْن وضابط صف المروحية. . كل هؤلاء من خيرة ما أنجبت المؤسسة العسكرية في تونس. إن إعلان الجنرال رشيد عمار رئيس أركان جيش البر في تونس بعيد إزاحة الديكتاتور أن « الجيش هو حامي العباد والبلاد » يحمّله ضمنيا مسؤولية إنصاف شهداء 30 أفريل 2002 بفتح تحقيق يفضي إلى إماطة اللثام عن قضية راح ضحيتها ثلاثة عشر شريفا من شرفاء الجيش الوطني التونسي. حينها وعقب الحادث أعلن وزير الدفاع الدالي الجازي عن حدوث عطل فني أصاب المروحة الأساسية للطائرة حسب تقرير لجنة التحقيق التي ضمت خبراء عسكريين تونسيين وأمريكان من الشركة المصنعة للطائرة. هل تطالب المؤسسة العسكرية والدولة التونسية الولايات المتحدة بنتائج التحقيق في سقوط أو إسقاط المروحية العسكرية في 30 أفريل 2002 والتي راح ضحيتها سكيك ورفاقه؟ هل وقع إسقاطها بصاروخ أرض جو؟ من أين انطلق هذا الصاروخ؟ من المسؤول؟ هل هو الرئيس المخلوع؟ أسئلة عديدة الإجابة عنها متضمنة في التقرير الأمريكي الذي لم ير النور إلى حد اليوم. اللواء عبد العزيز سكيك، رئيس اركان جيش البر التونسي العميد محمد الحبيب الدريدي العميد محمد مهدي الشريف العقيد شعبان الطرابلسي الرائد نزار المحواشي العقيد محمد العابدي العقيد العربي الغزالي الرائد سمير العروي الرائد حافظ الجنفاوي الرائد عمر حاتم مرابط الملازم أول عمر العطياوي الملازم أول توفيق المولدي الوكيل أول حسين بن جدو (المصدر: نشرية تونس نيوز بتاريخ 5 مارس 2011) الرابط: https://www.tunisnews.net/05Mars11a.htm  

خــاص: عائلته تتطلع إلى الحقيقة ** أمريكا اختطفت أفضل طيار حربي تونسي مقابل بارجة حربية… وبن ضياء زعم وفاته في مناورات مع الأسطول السادس ** صندوق الطيار بلا جثة.. جنازة وهمية وحراسة مشددة على المقبرة طيلة أشهر ! ** العائلة تطلب من المحكمة العسكرية الإذن بإخراج الصندوق وفتح قضية في الغرض

  قصة المقدم طيار إبراهيم بن عامر ستظل وصمة عار على جبين نظام الرئيس المخلوع… فالسيناريو المحتمل لاختفاء أفضل طيار حربي وعسكري تونسي منذ خريف 1992 يرجح وجود صفقة خفية بين نظامي بن علي وجورج بوش الأب… فعائلة الطيار تصر على ان ابنها لم يمت ولم تسقط طائرته أثناء مناورات مع الأسطول السادس كما زعم النظام البائد خاصة وأنها لم تتمكن من إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان إبراهيم ومنعت من لمس حتى الصندوق الذي زعم أنه يحتوي على جثمان الطيار أو بقايا منه… هذه العائلة التي ظلت طيلة أكثر من 18 سنة تكتوي بنيران الظلم المسلط عليها من النظام السابق الذي منع أفرادها حتى من فتح أفواههم والتطرق إلى موضوع إبراهيم انتفضت أخيرا… فتحررت أفواه الإخوة من أجل كشف الحقيقة… حقيقة اختفاء إبراهيم… حقيقة كابوس سلّط قسرا على والدته وإخوته… كابوس حول حياتهم جميعا إلى جحيم لا يطاق… فإما الصمت أو الموت… هكذا عاملهم نظام الطاغية للجم أفواههم حتى لا يفتضح أمره. فهل يفتضح اليوم وتكشف الحقيقة… وينكشف معها السيناريو المنتظر لاختفاء إبراهيم؟   العـائلة تحـدثـت لـ«الأسبـوعي» عن القصة الكاملة لميلاد أفضل طيار حربي وعسكري تونسي واختفائه الغامض أثناء المشاركة في مناورة مع الأسطول السادس بعد أن خطف أنظار الأمريكان ومن قبلهم الفرنسيين والإيطاليين والصينيين…   بين ملولش والشابة وجبنيانة   يقول عز الدين أحد أشقاء المقدم طيار:«ولد إبراهيم يوم 18 أكتوبر 1952 بملولش حيث زاول دراسته الابتدائية بنجاح ثم تحول إلى الشابة لمزاولة دراسته الثانوية لفترة وجيزة قبل أن يتحول إلى جبنيانة حيث نال شهادة الباكالوريا بتفوق وتوجه مباشرة إلى الاكاديمية العسكرية بفندق الجديد حيث تحصل على المرتبة الاولى في دفعته لذلك أرسلته وزارة الدفاع إلى إيطاليا حيث التحق بأكاديمية الطيران بنابولي ونظرا لتفوقه فقد أرسل إلى عدة بلدان أخرى على غرار الصين وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية حيث لفت إليه الأنظار، ولكنه رفض كل الإغراءات وعاد إلى تونس في الثمانينات».   بعثات متواصلة وقلق نفسي   وأضاف عز الدين: «هذا التفوق غير العادي لإبراهيم جعله يحصل على الترقية تلو الأخرى خلال فترات وجيزة حتى تحصل على رتبة مقدم طيار في ظرف وجيز… إلى ذلك كان دائما يتحول في بعثات تدريبية إلى عدة بلدان متطورة عسكريا… ولكن منذ عودته من بعثة إلى الصين -حيث حقق إحدى المعجزات وهي الطيران بطائرة «أف 5» بعد 15 يوما فقط من التدريب- بدأت متاعب أخي النفسية وبدأ التوتر ظاهرا على ملامحه فقررت ان أستفسره عن السبب».   مضايقات أمريكية   «أثناء مجيئه إلى ملولش قبل فترة وجيزة من اختفائه»- يتابع الشقيق-«استفسرته عن سر قلقه فأعلمني أن الامريكان يريدون أن يضموه إلى طيرانهم الحربي بعد أن وقفوا على إمكانياته المذهلة ولكنه يرفض بصورة قطعية مغادرة تونس… لقد كان أخي شديد التعلق بتونس وبمسقط رأسه… لم تكن تستهويه المادة بقدر ما يعشق اللمة العائلية والأجواء الريفية التي ترعرع فيها… وخلال أحد الأيام أعلمني بأن ضباط سامين من الأسطول السادس المرابط قبالة سواحل بنزرت اتصلوا به مباشرة على هاتف منزله، وقد أبدى دهشة لكيفية حصولهم عليه وحاولوا استمالته مجددا للانضمام إلى سلاح الجو الامريكي ولكنه اعتذر لهم وطلب منهم أن لا يتصلوا به مباشرة مجددا وان يلتزموا القانون ويتصلوا بثكنته أولا وبالوزارة التي ينتمي لها… ولكنهم واصلوا مطاردته هاتفيا خاصة بعد أن قدم محاضرة دامت أربع ساعات بالعاصمة وحضرها ضباط من إيطاليا وفرنسا وأمريكا لم يجدوا من تعليق عليها  سوى التصفيق والتنويه».   مناورات عسكرية   وأشار محدثنا أن شقيقه عاد في بداية شهر نوفمبر 1992 إلى ملولش لزيارة العائلة ولكن في فترة الاحتفالات بذكرى انقلاب نظام الديكتاتور على الزعيم الحبيب بورقيبة(السابع من نوفمبر) اتصل به رئيس مركز الحرس الوطني بملولش وأعلمه أن الثكنة تطلب منه المجيء للمشاركة في مناورات عسكرية مع الأسطول السادس الأمريكي لم تكن مبرمجة أصلا، وهنا يقول عز الدين: «بما أن إبراهيم كان في إجازة فإن اسمه غير موجود في قائمة المشاركين في المناورات من الجانب التونسي ولكن تم الاتصال به وهو ما يطرح أكثر من سؤال، ولذلك فقد سافرأخي إلى بنزرت وشارك يوم 7 نوفمبر 1992 في المناورات ونجح في قيادة طائرة«آف 5» والقيام باستعراض لفت إليه الأنظار فبعد أن كان هو المطارد من قبل طائرة«أف 16» أصبح مهاجما لها وهو ما ضاعف من إعجاب ضباط سلاح الجو الامريكي بقدراته».   تعويض لطيار غائب   وذكر محدثنا أن شقيقه وبسبب تأخر غامض لطيار آخر وهو وكيل أول أصيل ولاية سليانة كان من المبرمج ان يشارك في مناورات يوم 9 نوفمبر استقل طائرة زميلة للمشاركة في المناورات مع طائرات الأسطول السادس ولكن منذ ذلك الحين اختفى في ظروف غامضة.   وأضاف:«لقد أبلغونا بأن طائرته سقطت أثناء المناورات في البحر في عمق 1750 مترا دون ان يتمكنوا من العثور عليه او على الطائرة، إذ زعموا ان البحرية الأمريكية منعت البوارج التونسية من البحث قرب المكان الذي زعموا سقوط الطائرة فيه بل حددوا لها مساحة 5 كيلومترات كمكان ممنوع الاقتراب منه أوالبحث فيه وهو ما يضاعف من الغموض… خاصة ان القناة الجزائرية وقناة ليبية أذاعتا حينها حسب ما أكده لي البعض اختطاف الأسطول السادس الامريكي لطيار تونسي ولكن بعد أيام عديدة اتصل بنا الجيش واعلمنا الأعوان أنهم عثروا على شقيقي ووضعوا جثمانه في صندوق طلبوا منا عدم فتحه أو حتى لمسه».   حراسة مشددة   وذكر عز الدين أن العشرات من أعوان الأمن والحرس والجيش حلوا بمدينة ملولش قبل الجنازة وقاموا بمحاصرتنا وبزرع مخبرين في كل أنحاء المنطقة ثم ساروا بالصندوق في جنازة رمزية نحو مقبرة الجهة التي ضربت عليها حراسة ليلا نهارا طيلة ستة أشهر، والغريب في الأمر أن إحدى قريباتي ركلت الصندوق بينما كان في البيت-وهي في شدة الغضب- فتبين أنه فارغ وعوض أن يواسونا قاموا بالسيطرة على تحركات ثلاثة من أفراد العائلة لمنعهم من أية ردة فعل، وفي المقبرة وأثناء عملية الدفن اقتلعت فجأة لوحة من الصندوق فارتمى عون امن على الصندوق وغطاه بالعلم حتى لا يكتشف الأمر…»   الطيار حي يرزق   محدثنا أكد ان العائلة لم تقتنع بأنه مات أو سقطت الطائرة في البحر فكل الأدلة ترجح انه لم يمت فالصندوق بلا جثمان… وجميع المحيطين بشقيقي حينها التزموا البكاء والصمت غير أن أحدهم أكد لنا ان هدية أمريكا لنظام الرئيس المخلوع مقابل شقيقي كانت بارجة حربية اسمها «صالمبو» وصلت إلى تونس بعد نحو عشرة أيام من الواقعة وهو ما يؤكد أن غموضا يحوم حول مزاعم وزارة الدفاع في تلك الفترة التي كان يديرها عبد العزيز بن ضياء، ولذلك فإن السيناريو المحتمل لاختفاء شقيقي هو اختطافه من عناصر الأسطول السادس باعتبار تفوقه وقدراته التي أذهلت الامريكان قبل أن يقوموا بعملية غسيل مخ له ووضعه تحت مراقبة لصيقة لمنعه من إجراء أي اتصال، ولذلك فإننا تقدمنا بطلب خلال الأسبوع الفارط إلى المحكمة العسكرية للإذن باستخراج الصندوق والتبين إن كان يحتوي على رفات أخي أولا، وفي صورة ثبوت أن أخي لم يدفن فإننا سنطالب بفتح تحقيق قضائي ضد وزير الدفاع في تلك الفترة عبد العزيز بن ضياء وجلب الشهود الذين مازالوا على قيد الحياة ومن بينهم جنرال وضباط تابعوا العملية وعلى علم بما حصل…».   وختم بالقول: «نحن لا نطلب سوى كشف الحقيقة التي أخفاها النظام البائد».   صابر المكشر   (المصدر: « الصباح الأسبوعي » بتاريخ 7 مارس 2011) الرابط: http://www.assabah.com.tn/article-50497.html  

 


البوليس السياسي بتونس


يكتنف الغموض المطلق جهاز أمن الدولة بتونس المعروف لدى التونسيين باسم البوليس السياسي, والذي أعلنت وزارة الداخلية في الحكومة الانتقالية حله في 7 مارس/آذار 2011. ولعل المؤكد أنه لا توجد إدارة معروفة أو مقر معروف لهذا الجهاز, بل يتوزع على مختلف المؤسسات الأمنية وحتى المدنية التونسية -حسب بعض المصادر- وهو ما يجعل من الصعب حصر أعداده ومعرفة قياداته وماهية مهامه. وتنشط هذه العناصر التي تتدخل في جميع تفاصيل الحياة اليومية في أزياء مدنية وغالبا ما تستعمل سيارات تابعة لإدارات مدنية وهو ما يزيد حلقة الغموض المحيطة بهذا الجهاز إحكاما. أرقام متضاربة ويجمع المراقبون على أنه من الصعب تحديد الرقم الحقيقي لأعداد عناصر هذا الجهاز لعدم توفر إدارة مركزية تشرف عليه, ولاعتماده على هياكل تنظيمية غير رسمية. ففي حديث مع قناة الجزيرة إثر قرار حل الجهاز قال وزير الداخلية في الحكومة المؤقتة فرحات الراجحي إن أعداد البوليس السياسي لا تتجاوز مائتي عنصر, وهو ما يبدو بعيدا عن الواقع حسب أغلب المراقبين خاصة أن أحد المسؤولين السامين بالوزارة أكد للتلفزة التونسية أن عددهم لا يتجاوز بضعة آلاف. في المقابل تتحدث مصادر في المعارضة التونسية عن أكثر من مائة ألف عنصر يعملون في إطار هذا الجهاز المتشعب, ويتوزعون على أكثر من إدارة داخل وزارة الداخلية وحتى خارجها. وتضيف هذه المصادر أن الجزء المعروف من هذا الجهاز يتوزع بين الأمن الرئاسي الذي تقدر أعداده بـ12 ألف عنصر, وإدارة المصالح المختصة بوزارة الداخلية التي ينضوي تحت لوائها عدد من إدارات هذا الجهاز, لكن العدد الكبير يظل مجهولا لطابعه السري. وتشير إلى أن معظم عناصر هذه الأجهزة السرية يعملون في مهام مدنية, وينتشرون في كافة مناطق البلاد, ويتلقون رواتبهم الشهرية على شكل منح أو عبر تنزيلها في حسابات لشركات مدنية ومؤسسات خاصة وتحت صفات وظيفية مختلفة. مهام أما مهام هذا الجهاز فتتنوع حسب الأجهزة لتشمل مختلف جوانب الحياة اليومية للتونسيين, ويمكن تلخيصها –حسب مصادر في المعارضة التونسية- في ما يلي: – حماية رئيس الدولة وأفراد عائلته والدائرة المقربة منه وهي مهمة يتولاها جهاز الأمن الرئاسي الذي يقوده الجنرال علي السرياطي (المعتقل حاليا). – جمع المعلومات الاستخباراتية وإعداد تقارير أمنية تتعلق بمراقبة المعارضين وجميع الفعاليات السياسية والفكرية وخاصة الإسلاميين. – مراقبة شبكات الاتصال من إنترنت وهواتف ومن يدخل إليها والتنصت على المكالمات وحجب المواقع الالكترونية التي لا ترغب السلطة في وصولها إلى التونسيين. – مراقبة التونسيين بالخارج ومتابعة الحركة على الحدود وعلى مختلف مداخل البلاد البرية والجوية والبحرية وكذلك مراقبة الأجانب الذين يدخلون البلاد. يشار إلى أن العدد الرسمي لعناصر الأمن الداخلي المصرح به من قبل وزارة الداخلية يؤكد وجود خمسين ألف عنصر, لكن المراقبين يؤكدون أن حجم المرتبات المرصودة لعناصر الوزارة حسب موازنة البلاد ومقدار المرتبات يمكن أن يغطي مرتبات 150 ألف عنصر.      (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 08 فيفري 2011)


لحماية الثورة ومكاسبها هل يمكن فتح الأرشيف الأمني للتحقيق في جرائم قتل وتعذيب وتحديد المسؤولين؟


يعلم المؤرخون التونسيون أن التاريخ التونسي على أهميته ما يزال معظمه مطمورا في خزائن ارشيفية مصنفة أمنية سرية للغاية لم ينبش بعد، ومجهولا محكم الإغلاق استعصى على المؤرخين والباحثين وظل حكرا على بعض المسؤولين السياسيين أوالأمنيين الكبار النافذين سواء في العهد البورقيبي أوفي عهد المخلوع بن علي. وقليلة هي الحقائق التاريخية عن تونس بعد الاستقلال في عهد بورقيبة وحتى قبلها تمكن المؤرخون من كتابتها اوتبويبها وتصنيفها بناء على معلومات « شحيحة » صادرة عن شهادات أوسير ذاتية رجال دولة أو سياسيين واكبوا تلك المرحلة وقد تكون قابلة للنقاش، أومن خلال خطب رسمية من الزعيم بورقيبة وقصاصات صحفية عن المرحلة البورقيبية، لكن ظلت على أهميتها تنقصها الدقة والمدعمات الوثائقية الرسمية خاصةذات الطابع الأمني..  ذاك هو حال تاريخ تونس ليس فقط في عهد بورقبية القريب جدا ولكن أيضا في عهد الحقبتين العثمانية والاستعمارية التي توغل في التاريخ الوطني إلى ثلاثة قرون خلت.. وما زال الراي العام التونسي وحتى النخبة تجهل الكثير عن تلك الحقبات لعدة اعتبارات منها أن تاريخ تونس خاصة خلال الحقبة الاستعمارية مشتتا في أرشيفات فرنسا ودول أوروبية وحتى بالولايات المتحدة الأمريكية وعجز المؤرخون عن مراجعته كله لضخامته من جهة او لصعوبة الوصول اليه. حقبة بورقيبة غامضة.. كما أن جزءا من الأرشيف الوطني المتعلق أساسا بالأمن القومي والذي يعود إلى 60 سنة لم ترفع عنه السرية بحكم قانون الأرشيف الوطني وقد يكون محفوظا بأرشيف وزارة الداخلية أووزارة الخارجية أو بمؤسسات أخرى وطنية أمنية اومرتبطة بوزارات سيادية وهوما يتعلق بحقبة حكم بورقيبة، فما بالك بحقبة بن علي يقول المؤرخ والباحث عادل بن يوسف أن المهم في هذه المرحلة هو حماية الذاكرة الوطنية من الاتلاف من خلال حفظ ومنع الأرشيف الوطني. وأفاد أن جانبا كبيرا من فترة حكم بورقيبة ما تزال طي الكتمان ومجهولة لأن الوثائق الأمنية اوالمصنفة سرية للغاية لم يتم التحقيق فيها بعد ووحفظها وتصنيفها لأن القانون التونسي لا يسمح برفع السرية عنها الا بعد مرور 60 سنة على حفظها أي أن الوثائق السرية التي تم حفظها بداية من الخمسينات إلى اليوم لا يمكن الاطلاع عليها.. وأكد بن يوسف على أن فترة الصراع البورقيبي-اليوسفي ما تزال غامضة وغير دقيقة، فضلا على أن الأرشيف الخاص للرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة تضمن مراسلات خاصة ومذكرات شخصية.. تمت مصادرته بعد 1987 ولا يعرف مصيره.. كما ان جزءا من أرشيف التجمع والحزب الاشتراكي الدستوري سابقا اما تم اتلافه اوحفظ لدى مسؤولين في الحزب كأرشيف خاص حين تم نقل مقر التجمع الدستوري من شارع 9 أفريل بالعاصمة إلى المقر الجديد بشارع محمد الخامس.. كما أن حقيقة اغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد لا تزال يشوبها الغموض بسبب فقدان اوتلف وثائق سرية أمنية عن الاغتيال أو صادرتها فرنسا بعد الاستقلال، لكن المؤرخين يؤكدون على أن أمنيين تونسيين تعاونوا مع اليد الحمراء التي اغتالت حشاد وبعضهم ما يزال حيا في فرنسا، وقد يملك أبناؤهم بعضا عن الحقيقة.. نبش الأرشيف الأمني لحكم بن علي إن النبش في ارشيف فترة حكم بن علي مسألة ملحة للغاية خاصة ما يتعلق منها بالجانب الأمني، ومن شانها ان تعطي اجابات عن حقائق خفية للراي العام على غرار كيف صعد بن علي إلى الحكم؟، كيف تولى تصفية خصومه السياسسين والأمنيين والعسكريين وهنا نستحضر محاكمات 1991 (تصفية عسكريين كبار بتهمة الانتماء لحركة اسلامية محظورة والتحضير لانقلاب عسكري)، دور بن علي وحاشيته ومن استفاد من حكمه في القضاء على معارضي حكمه من ناشطين حقوقيين وسياسيين وتعذيبهم، علاقاته المشبوهة بمسؤولين كبار في عدة دول (عربية، اروبية، امريكية)مثل العقيد القذافي، علاقتة بمسؤولين أمنيين أووزراء وولاة تولوا مسؤوليات حزبية اوسياسية بتجاوزات أمنية وسياسية وملاحقة وتعذيب سجناء راي.. ويمكن بحسب بعض الباحثين فإنه الإطلاع على بعض الوثائق السرية الأمنية أمر ممكن من خلال استصدار أمرأو مرسوم يجيز الإطلاع على جانب من تلك الوثائق اوالوقائع التي تمثل دليلا على تورط النظام السابق أو بعض رموزه في قمع الحريات اومحاولته اجهاش الثورة الشعبية في مهدها (أحداث الحوض المنجمي مثلا سنة 2008) بطلب من القضاء مثلا أوبضغط من رجال القانون ونشطاء المجتمع المدني والمؤرخين.. والإفراج عن سرية تلك الوثائق (سمعية بصرية تسجيلات صوتية، مراسلات تقارير..) قد يستمد مشروعيته من ضرورة حماية ثورة 14 جانفي ثورة الكرامة والحرية وتكريس مبادئها وهو ما لا يتعارض مع توجهات الحكومة المؤقتة ولجانها مثل لجنة حماية الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي.. والتي تستمد مشروعيتها من مشروعية الثورة الشعبية.. لا يختلف مؤرخان أوسياسيان اواعلاميان أن مقولة « التاريخ لا يرحم » صحت بعد قيام ثورة الحرية والكرامة التونسية، وصحت أيضا مقولة الشعوب تصنع تاريخها.. لكن ثورة الكرامة كانت كابوسا لبعض الفاسدين والمورطين من رموز النظام السابق الذين حاول البعض منهم طمس الحقائق والوثائق التي تدينهم أو تدين النظام بحرق الأرشيف العام المؤتمنين عليه واتلافه.. حركة اتلاف الأرشيف ما كان لها لتكون لولا وعي المتسببين فيه بأهمية الوثائق الإدارية والمالية على وجه الخصوص.. وهو ما حفز مجموعة من المؤرخين التونسيين على اصدار نداء بعد أيام من قيام الثورة لحماية الذاكرة الوطنية وتأمين الأرشيف الوطني لقناعتهم بأهمية الأرشيف في حفظ ذاكرة الأمة.. ولعل ما جرى في مصر من محاولة لحرق ارشيف مباحث امن الدولة دليل آخر على القيمة التاريخية للأرشيف الأمني السري أساسا الذي يدين ليس فقط النظام الذي كان قائما بل ايضا المسؤولين عن التجاوزات الأمنية مثل التعذيب في حق مواطنين أوسجناء راي.. يذكر أن بعض الدول سمحت بالإطلاع على ارشيفها الأمني بناء على ضغوط من الراي العام، ففي الولايات المتحدة الأمريكية مثلا يمنح أرشيف الأمن القومي وهو مؤسسة مستقلة عن الحكومة فرصة الحصول على وثائق تاريخية متعلقة بتونس أو ببلد معين قد تكون بحوزة إحدى أجهزة المخابرات الأمريكية مثل المخابرات الفديرالية المركزية، أووكالة الأمن القومي الأمريكي.   وما يلفت الانتباه أن الأرشيف القومي الأمريكي تمكن وفي ظرف وجيز من الحصول على وثائق سرية تتعلق بمجريات تحقيق المخابرات الأمريكية مع الرئيس الراحل صدام حسين مباشرة بعد اعتقاله سنة 2004. وتبرز الوثيقة تفاصيل الاستجواب الذي قام به عنصر من المخابرات الأمريكية مع صدام حسين في 28 جوان 2004. وقد عزز القانون الذي وقعه الرئيس بوش في 31 ديسمبر 2007 قدرة الصحافة وعامة الشعب على الحصول على معلومات من الحكومة بناء على قانون حرية المعلومات (أي الحق في الحصول على المعلومات). ويمنح القانون المواطنين والعاملين في مهنة الصحافة على السواء القدرة على الحصول على المعلومات بدون الاضطرار إلى اللجوء إلى رفع الدعاوى المكلفة. وكانت الولايات المتحدة قد أصدرت قانون حرية المعلومات في العام 1966، وأصبحت بذلك إحدى الدول القليلة في العالم التي توفر وسيلة قانونية يمكن لأي شخص أومنظمة من خلالها طلب الاطلاع على سجلات موجودة لدى وكالات الحكومة الفدرالية. كما تم سن قوانين مماثلة على صعيد الولايات. وأدخل « قانون شفافية الحكم » الجديد إصلاحا على قانون 1966 باستحداثه منصب « محقق في الشكاوى » لتسوية الخلافات في القضايا المتعلقة بحق الحصول على المعلومات وفقا لقانون حرية المعلومات، كما وسع القانون الجديد تعريف « وسائل الإعلام » بحيث أصبحت تشمل كتاب المدونات الإلكترونية والصحفيين غير التقليديين.  رفيق بن عبد الله ــــــــ لقاءات في الكواليس واتصالات هاتفية الحكومة تتشاور مع عدد من الأحزاب للالتحاق بالهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة أكد السيد رضا بالحاج كاتب الدولة لدى الوزير الأول لـ « الصباح » أن حكومة قائد السبسي « بصدد الاتصال مباشرة بالأحزاب السياسية الوطنية وذلك بغرض التشاور في ما يخص التحاق  هذه المكونات السياسية بالهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي ». وأكد بالحاج المكلف بهذه المهمة أن مواقفهم مازالت لم تتوضح بعد رغم التجاوب الذي أبدته الأغلبية، وأضاف كاتب الدولة أن هذه العملية مازالت « شفاهية » بانتظار تشكل الأمور الرسمية. وقال كاتب الدولة « اتصلنا بعدد من الأحزاب ومنها الحزب الديمقراطي التقدمي وحركة التجديد والنهضة وعدد أخر أيضا، وعبروا عن استعدادهم للالتحاق بهذه الهيئة ». وفي ما يخص سؤالنا حول المقاييس المعتمدة في الاتصال بهذه الأحزاب، قال بالحاج » أن هذه الاتصالات لا تتجاوز كونها مشاورات فقط وأن العملية لا تخضع لمقاييس » وأكدت كل من حركة النهضة وأيضا المؤتمر من أجل العمل والحريات والحزب الاشتراكي اليساري حصول الاتصال مع الحكومة في هذا الشأن في حين أكدت مكونات جبهة 14جانفي أنها لم تتلق مثل ذلك الاتصال. مواقف الأحزاب وعبرت حركة النهضة عن استعدادها  للتحاور مع الحكومة وعن استجابتها لطلب التحاقها بهيئة عياض بن عاشور، رغم أنها « لا تستجيب مائة بالمائة لمطالب الحركة » حسب تعبير نور الدين البحيري.  ومن جهته أكد محمد الكيلاني عن الحزب الاشتراكي اليساري حصول اتصال بين الحزب والحكومة لاستشارة الحزب عن مرشحه الذي يمكن أن يفوضه لتمثيله بالهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة. غير أن محمد القوماني أكد عدم حصول أي اتصال بينه والحكومة، مؤكدا على أنه يعول على التشاور وعلى الموقف الموحد الذي صيغ بين مكونات « مجلس حماية الثورة »، وفي تطور سريع للأحداث وكأول موقف رسمي يخرج عن جبهة 14جانفي اليسارية بعد اجتماع جمع مكوناتها أمس،اعتبر خميس الماجري عن حزب حركة البعث، و هو مكون من هذا التحالف ، أن الجبهة رافضة للمنشور عدد 6 الذي صدر ليقنن عمل الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة، وعبرت على تمسكها بالطابع التقريري « لمجلس حماية الثورة » وستواصل عملها على هذا الأساس. انطلاق النقاشات هذه البادرة الحكومية-الاتصال بالأحزاب السياسية- التي انطلقت مباشرة اثر إعلان الرئيس المؤقت لبرنامج الحكومة، لا تعد الّأولى من حيث الترتيب، إذ التقى  الباجي قائد السبسي بعدد من الأحزاب السياسية قبل الإعلان عن برنامج حكومته،جرت كلها صباح الخميس الماضي قبل لقائه الأول بالإعلام . وان أكد نور الدين البحيري عن حركة النهضة أنه كان للحركة لقاء بالوزير الأول عن طريق ممثلها حمادي الجبالي، تبادلا من خلاله وجهات النظر في ما يخص برنامج الحكومة والوضع العام في البلاد كما تطرق قائد السبسي للهيئة العليا للإصلاح السياسي، وأن هذا اللقاء كان « ايجابيا »، لا ندري إن  كانت هناك علاقة بين هذا اللقاء وبين ما صرح به بعد ذلك « رئيس الحكومة » من دعابة رد بها على تصريح منسوب لراشد الغنوشي.  وفي المقابل اعتبر عبد الوهاب المعطر عن المؤتمر من أجل الجمهورية أن لقاءهم مع قائد السبسي في ذلك اليوم، كان قصيرا جدا وأن الوزير الأول اكتفى بعرض مقترحاته دون سماع رأي الحزب وقال « لم يتمكن الحزب من طرح وجهة نظره في هذا اللقاء »، وأضاف « أن جميع الأحزاب التي التقت قائد السبسي لم تتمكن بدورها من ابداء رأيها ».  كما التقى قائد السبسي في نفس اليوم عددا من الأحزاب والمنظمات، ومنها حزب حركة الوطنيين الديمقراطيين برئاسة شكري بلعيد وأيضا دعا حمة الهمامي عن حزب العامل الشيوعي التونسي الذي لم يحضر اللقاء وفق مصادر مطلعة. ويبدو أن الحكومة عازمة على الحوار، ويظهر ذلك من خلال اللقاءات التي جمعت قائد السبسي بعدد من الأحزاب السياسية حتى قبل إعلان تشكيل حكومته، ولكن يبقى السؤال مفتوحا عن « المقاييس المعتمدة في عقد لقاءات دون غيرها، والاتصال بأحزاب دون غيرها؟ خاصة أن الساحة السياسية أصبحت تحتضن أكثر من 40 حزبا وتبين كل الظروف الموضوعية  أن هذا العدد في ارتفاع. وإذا ما سلمنا في أن لمختلف هذه الأحزاب مرجعية فكرية، و تحمل مشروعا مجتمعيا، قد يجمع أصغرها حجما وعمرا عددا من التونسيين فمن حقها أن تكون ممثلة وأن يشملها الحوار الذي بادرت به الحكومة مباشرة بعد بداية اشتغالها.  أيمن الزمالي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 08 فيفري 2011)
 


حول تصريحات وزير الداخلية السيد فرحات الراجحي وتطبيق الفصل 42 م ج

حول تصريحات وزير الداخلية السيد فرحات الراجحي التي قال فيها ، نقل عن نور الدين العويديدي: هناك مشكلة إجرائية من الناحية القانونية، هناك العديد من المسؤولين الأمنيين ربما قد تورطوا في عديد من الأفعال، إذا كانت هذه الأفعال قد وقعت ممارستها من قبل بين ظفرين من هو من البوليس السياسي، هناك نص قانوني قد لا يؤاخذه.. نص قانوني موجود عندنا في المجلة الجنائية وموجود في جميع قوانين الدنيا يقولك لا يؤاخذ إنسان إذا ما نفذ فعلا بمقتضى إذن من السلطة التي لها النظر، بحيث إذا ما مورس الاعتداء على الأشخاص في إطار تطبيق تعليمات من سلطة أعلى، وهناك قاعدة يعلمها الجميع، يقولك الإنسان يطيع الله والرسول وأولي الأمر منا.. متى ثبت أنه تجاوز حدوده من حيث الصلاحيات الموكولة إليه أثناء ممارسته لوظيفته بإذن من المسؤولين، هنا يؤاخذ. انتهى المسؤولون ولا يؤاخذ الفاعل طبقا للفصل 42 من المجلة الجزائية ».   أقول بعيدا عن الرد العاطفي حول ما قاله السيد الراجحي في تبرير أفعال البوليس السياسي، أن الرجل قاض والقاضي نفسه قد تغيب عنه بعض نصوص القانون ولهذا كان هناك هناك استئناف وتعقيب ومحامون ودفاع. أعتقد أولا أن السيد الراجحي قد لا تكون له خلفية حول الجرائم التي اقترفها البوليس السياسي وأنه قد لا يتخيل نوعيتها وخطورتها وما إن كان الفصل 42 م ج يطالها ويغطيها. وحتى وإن نحن بقينا في إطار الفصل عدد 42 م ج فقد نعتبر ربما أنه يعفي البوليس من بعض الممارسات التي يفترض القانون حدوثها. غير أن بعض الأفعال لا يمكن للقانون أن يبررها بأي وجه من الوجوه مثل الاغتصاب والتهديد به وما عدا ذلك إلخ. فالقانون يبيح للسلط أشكالا محددة من العنف أو القوة لدى ممارستها لمهامها، اما الأفعال الأخرى التي يجرمها القانون فهي تشمل الناس العاديين والسلطة على حد سواء. فالبوليس الذي كان يسرق سيارات المعارضين ويرميها في الوديان لا يمكنه أن يتحصن بتطبيق التعليمات لأن هذا الفعل في نفسه يوصف بأنه سرقة، والبوليس الذي كان يفبرك أشرطة فيديو إباحية لتشويه المعارضين لا يمكنه التحصن بالفصل 42 م ج لأن الفعل في نفسع اعتداء على حرمة الشخص وذمته. الخطأ الفادح الذي ينتج من تصريحات السيد الراجحي هنا هو أنه يوصل إلى البوليس الذي ينفذ التعليمات، أتحدث بعد الثورة، بأنه في حل من المسؤولية ويمكنه حتى اقتراف الجرائم، وهذا خطير جدا حيث أن ضمانة الحرية وتطبيق القانون تقتضي أن نقول للعون المنفذ امتنع عن تطبيق التعليمات التي تخرق القانون، خاصة ونحن نعلم أنه غير جاهل بها. هذه الرسالة الخاطئة من قاضينا الفاضل تشكل في نفسها خطرا على الثورة حيث أن التعليمات غير القانونية قد تستمر ويتواصل تنفيذها طالما أن المسؤول عنها هو الذي أمر بها وليس الذي نفذها. نحن نريد إعدام المخالفات على كل المستويات، فلا المسؤول يأمر بها ولا العون ينفذها إن صدرت، ولا بد للقانون أن يحمي العون من المساءلة في حال الامتناع عن التطبيقات غير القانونية كما أنه يسائل من أمر بها.    أما خارج الفصل 42 م ج فلعل السيد الراجحي لم يأخذ في اعتباره  أن تونس قد وقعت على معاهدة مناهضة التعذيب، وسأتحدث من خلفيتي القانونية هنا: وحيث أن للمعاهدات الدولية قوة تفوق قوة القوانين المضمنة في المجلات، وحيث أن هذه المعاهدة قد نصت على أن التتبع يكون في حق الذي أصدر الأوامر والذي نفذها على حد سواء، وحيث أن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم، وحيث أنه لا يُنتظر من وزارة الداخلية أن تباشر هي دون طلب ملاحقة المجرمين من البوليس بداخلها أمام المحاكم، فأقول ما يلي: –         كل من تضرر من جريمة تعذيب أو قتل أو اعتداء يجب عليه توكيل محام لرفع قضية أمام المحاكم فيمن تسبب فيها –         وزير الداخلية أعلن أن الوزارة مستعدة للتعاون بفتح الأرشيف وتسليم الملفات وهذا أمر نشكره له   –         أنا نفسي سأوكل محاميا لتتبع الأشخاص الذين أشرفوا على تعذيبي حتى ينالوا جزاءهم   لكي لا يفلت هؤلاء المجرمون من العقاب لا تنتظرو أن يتصدق عليكم أحد بملاحقتهم وإنما بادرو بأنفسكم من اليوم قبل أن يتم العبث بالملفات لا تتركوا لهم الوقت مع السلامة   الأسعد الدريدي  


لقاءات في الكواليس واتصالات هاتفية الحكومة تتشاور مع عدد من الأحزاب للالتحاق بالهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة


أكد السيد رضا بالحاج كاتب الدولة لدى الوزير الأول لـ « الصباح » أن حكومة قائد السبسي « بصدد الاتصال مباشرة بالأحزاب السياسية الوطنية وذلك بغرض التشاور في ما يخص التحاق هذه المكونات السياسية بالهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي. « وأكد بالحاج المكلف بهذه المهمة أن مواقفهم مازالت لم تتوضح بعد رغم التجاوب الذي أبدته الأغلبية، وأضاف كاتب الدولة أن هذه العملية مازالت « شفاهية » بانتظار تشكل الأمور الرسمية. وقال كاتب الدولة « اتصلنا بعدد من الأحزاب ومنها الحزب الديمقراطي التقدمي وحركة التجديد والنهضة وعدد أخر أيضا، وعبروا عن استعدادهم للالتحاق بهذه الهيئة ». وفي ما يخص سؤالنا حول المقاييس المعتمدة في الاتصال بهذه الأحزاب، قال بالحاج » أن هذه الاتصالات لا تتجاوز كونها مشاورات فقط وأن العملية لا تخضع لمقاييس » وأكدت كل من حركة النهضة وأيضا المؤتمر من أجل العمل والحريات والحزب الاشتراكي اليساري حصول الاتصال مع الحكومة في هذا الشأن في حين أكدت مكونات جبهة 14جانفي أنها لم تتلق مثل ذلك الاتصال. مواقف الأحزاب وعبرت حركة النهضة عن استعدادها  للتحاور مع الحكومة وعن استجابتها لطلب التحاقها بهيئة عياض بن عاشور، رغم أنها « لا تستجيب مائة بالمائة لمطالب الحركة » حسب تعبير نور الدين البحيري.  ومن جهته أكد محمد الكيلاني عن الحزب الاشتراكي اليساري حصول اتصال بين الحزب والحكومة لاستشارة الحزب عن مرشحه الذي يمكن أن يفوضه لتمثيله بالهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة. غير أن محمد القوماني أكد عدم حصول أي اتصال بينه والحكومة، مؤكدا على أنه يعول على التشاور وعلى الموقف الموحد الذي صيغ بين مكونات « مجلس حماية الثورة »، وفي تطور سريع للأحداث وكأول موقف رسمي يخرج عن جبهة 14جانفي اليسارية بعد اجتماع جمع مكوناتها أمس،اعتبر خميس الماجري عن حزب حركة البعث، و هو مكون من هذا التحالف ، أن الجبهة رافضة للمنشور عدد 6 الذي صدر ليقنن عمل الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة، وعبرت على تمسكها بالطابع التقريري « لمجلس حماية الثورة » وستواصل عملها على هذا الأساس. انطلاق النقاشات هذه البادرة الحكومية-الاتصال بالأحزاب السياسية- التي انطلقت مباشرة اثر إعلان الرئيس المؤقت لبرنامج الحكومة، لا تعد الّأولى من حيث الترتيب، إذ التقى  الباجي قائد السبسي بعدد من الأحزاب السياسية قبل الإعلان عن برنامج حكومته،جرت كلها صباح الخميس الماضي قبل لقائه الأول بالإعلام . وان أكد نور الدين البحيري عن حركة النهضة أنه كان للحركة لقاء بالوزير الأول عن طريق ممثلها حمادي الجبالي، تبادلا من خلاله وجهات النظر في ما يخص برنامج الحكومة والوضع العام في البلاد كما تطرق قائد السبسي للهيئة العليا للإصلاح السياسي، وأن هذا اللقاء كان « ايجابيا »، لا ندري إن  كانت هناك علاقة بين هذا اللقاء وبين ما صرح به بعد ذلك « رئيس الحكومة » من دعابة رد بها على تصريح منسوب لراشد الغنوشي.  وفي المقابل اعتبر عبد الوهاب المعطر عن المؤتمر من أجل الجمهورية أن لقاءهم مع قائد السبسي في ذلك اليوم، كان قصيرا جدا وأن الوزير الأول اكتفى بعرض مقترحاته دون سماع رأي الحزب وقال « لم يتمكن الحزب من طرح وجهة نظره في هذا اللقاء »، وأضاف « أن جميع الأحزاب التي التقت قائد السبسي لم تتمكن بدورها من ابداء رأيها ».  كما التقى قائد السبسي في نفس اليوم عددا من الأحزاب والمنظمات، ومنها حزب حركة الوطنيين الديمقراطيين برئاسة شكري بلعيد وأيضا دعا حمة الهمامي عن حزب العامل الشيوعي التونسي الذي لم يحضر اللقاء وفق مصادر مطلعة. ويبدو أن الحكومة عازمة على الحوار، ويظهر ذلك من خلال اللقاءات التي جمعت قائد السبسي بعدد من الأحزاب السياسية حتى قبل إعلان تشكيل حكومته، ولكن يبقى السؤال مفتوحا عن « المقاييس المعتمدة في عقد لقاءات دون غيرها، والاتصال بأحزاب دون غيرها؟ خاصة أن الساحة السياسية أصبحت تحتضن أكثر من 40 حزبا وتبين كل الظروف الموضوعية  أن هذا العدد في ارتفاع. وإذا ما سلمنا في أن لمختلف هذه الأحزاب مرجعية فكرية، و تحمل مشروعا مجتمعيا، قد يجمع أصغرها حجما وعمرا عددا من التونسيين فمن حقها أن تكون ممثلة وأن يشملها الحوار الذي بادرت به الحكومة مباشرة بعد بداية اشتغالها.  أيمن الزمالي  
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 08 فيفري 2011)


 
السلطات التونسية تمنح تراخيص العمل القانوني لمجموعة جديدة من الأحزاب السياسية


تونس, تونس, 8 (UPI) — قالت وزارة الداخلية التونسية مساء اليوم الثلاثاء إنها منحت تراخيص قانونية لمجموعة جديدة من الأحزاب السياسية تضم عشرة أحزاب تعبر عن توجهات فكرية وسياسية متنوعة.
وأوضحت في بيان تلقت يونايتد برس أنترناشونال نسخة منه،أن الأحزاب السياسية الجديدة ،هي حزب الوطن ،وحركة الشعب ،و حزب الأحرار التونسي، وحزب الوفاق،وحزب الحرية والتنمية ،وحزب الحرية من أجل العدالة والتنمية ،وحزب الحركة الوحدوية التقدمية ،وحزب حركة شباب تونس الأحرار، وحزب حركة الوحدة الشعبية ،وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية .
وأشارت وزارة الداخلية إلى أن عدد الأحزاب التي حصلت على ترخيص العمل القانوني يرتفع إلى 22 حزبا منذ الإطاحة بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في الرابع عشر من شهر يناير الماضي.
ويرتفع إجمالي عدد الأحزاب السياسية في تونس ليصل إلى 31 حزبا منها حزب التجمع الدستوري الديمقراطي (الحاكم سابقا) الذي سينظر القضاء غدا الأربعاء في قضية لحله.
ومن جهة أخرى، أعلن المجلس المركزي لحزب الوحدة الشعبية التونسي في بيان تلقت يونايتد برس أنترناشونال نسخة منه مساء اليوم الثلاثاء عن إستقالة أمينه العام محمد بوشيحة،وتعيين حسين الهمامي منسقا عاما،وإقرار هيئة مؤقتة في إنتظار عقد مؤتمر عام للحزب.
واعتبر الحزب في بيانه الذي حمل توقيع الناطق الرسمي بإسمه عادل الحاج سالم ،أن تراجع أداء الحزب في فترة الرئيس المخلوع بن علي نجم عن  » محدودية السقف المتاح للتحرك والضغوط التي مورست على الحزب من مؤسسة الرئاسة،وتطوع بعض أعضاء الحزب عن إقتناع أو عن سوء نية للدفاع عن التوجهات الرسمية وترويج مقولات المكاسب الديمقراطية والمسار التعددي والوفاق الوطني على أن ذلك لا يعفى أيا كان من مسؤولية التخاذل ».
 
(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 8 مارس 2011)  

الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان  Ligue Tunisienne pour la défense des Droits de l’Homme   تونس في 07 مارس 2011

« دورة الشهيد محمد البوعزيزي » للمجلس الوطنـي اللاّئحـة الداّخليـة


اجتمع المجلس الوطني للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان يومي 6 و 7 مارس 2011 بتونس واستعرض الوضع الداخلي للرابطة والوضع العام بالبلاد. وفي بداية الأشغال أطلق المشاركون على دورة المجلس الوطني اسم « دورة الشهيد محمد البوعزيزي » وتواصل بتحية الثورة المباركة والترحم على شهدائها وأشاد بالفرصة التي أتاحتها لرابطتنا حتى تستأنف دورها الريادي في حماية الحقوق والحريات لكلّ الناس ونشر ثقافة حقوق الإنسان. ثمّ وقع إبراز صمود الرابطة تجاه النظام البائد الذي وظّف كلّ أجهزة القمع لتعطيل دورها ومحاولة تهميشها والنيل من استقلاليتها. وبعد تدارس مختلف الملفات المطروحة على الرابطة وبالتحديد مستجدات المرحلة الراهنة وما تطرحه من تحدّيات على الرابطة تحتّم عليها رسم إستراتيجية جديدة على مستوى الهيكلة وأساليب العمل والأهداف. وقد تمخضت المداولات على التوصيات التالية : أولا : استكمال الهيكلة : وقع الاتفاق على : ·        عقد مؤتمرات الفروع المتبقية التي لها خمسين منخرطا فأكثر والنظر في صيغة لتمثيل الفروع التي لها دون ذلك خاصة في مراكز الولايات. ·        النظر في وضعية فرع سيدي بوزيد انطلاقا من عريضة سحب الثقة من هيئته الواردة على الهيئة المديرة وكيفية إعادة بناء هيئة الفرع ممّا يضمن تمثيلية الجهة في المؤتمر الوطني السادس. ·        عقد المؤتمر الوطني السادس وقد تمّ الإتفاق مبدئيا على عقده قبل انتخابات المجلس الوطني التأسيسي وإن أمكن ذلك فليكن المؤتمر متزامنا مع ذكرى تأسيس الرابطة (7 ماي 2011) ثانيـا : تطوير عمل الرابطة في المستقبل المنظور إنّ ما تعيشه تونس من تحولات ثورية تحتّم على الرابطة أن ترتقي بأساليبها وأدوات عملها حتى تواكب التحديات المطروحة عليها ومن ذلك : ·        إعادة تأهيل الرابطة وتعصير أساليب نشاطها وإدارتها حتى تؤدّي رسالتها بالحرفية والوسائل العصرية ضمانا لنجاعة عملها. ·        توفير مقرات للفروع وتزويدها بالموارد البشرية والتجهيزات الضرورية بما يسمح لها بأداء رسالتها بصورة متواصلة. ثالثـا : استراتيجية المرحلة المقبلة : ·        الإنخراطات : التفكير في حلّ مسألة الإنخراطات بطريقة تسمح بانفتاح الرابطة على الشباب والعنصر النسائي ومن ساهم في العمل الرابطي. ·        التكوين : العمل على نشر ثقافة حقوق الإنسان والتسامح والإئتلاف وقيم المواطنة ·        التكثيف من عقد دورات تدريبية لتعزيز القدرات في جميع مجالات حقوق الإنسان. ·        الإستعداد لاستحقاقات العملية الإنتخابية بما في ذلك إبداء الرأي في القانون الذي سينتخب على أساسه المجلس الوطني التأسيسي وتكوين إطارات لرصد ومراقبة العملية الإنتخابية إلى جانب بقية فعاليات المجتمع المدني. ·        المالية : العمل على ضمان حق الرابطة في التمويل العمومي في نطاق واجب الدولة في دعم منظمات المجتمع المدني. ·        الإعلام : إيلاء مسألة الإعلام الداخلي والتواصل بين هياكل الرابطة وكذلك مع المواطنين الأهمية القصوى وتفعيل حضور الرابطة كمؤسسة في المشهد الإعلامي الوطني. ·        السّجون : القيام بزيارات للسجون من قبل الفروع بالتنسيق مع الهيئة المديرة ورصد الأوضاع داخلها قصد تقديم المقترحات الكفيلة بدراستها وتحسين وضعيتها.   رابـعا : المسألة الديمقراطية داخل الرابطة :

·        تطوير الممارسة الديمقراطية ومبدأ التشاور داخل كل هياكل الرابطة بما يدعم مصداقيتها وتسييرها كمؤسسة. ·        تفعيل دور المجلس الوطني بما يساهم في إشراك كل هياكل الرابطة في اتخاذ القرارات ويعزز الممارسة الديمقراطية داخلها.
عن المجلس الوطني رئيس الرابطة المختار الطريفي


الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان  Ligue Tunisienne pour la défense des Droits de l’Homme      تونس في 07 مارس 2011

« دورة الشهيد محمد البوعزيزي » للمجلس الوطنـي البيــــان الختـــــامي

بعد سنوات من المنع، التأم المجلس الوطني للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان يومي 06 و 07 مارس 2011 بتونس، بحضور الهيئة المديرة وجميع فروع الرابطة القائمة التي صمدت لسنوات طويلة رغم القمع والمحاصرة والمحاكمات الصورية الظالمة.
وفي بداية الأشغال أطلق المشاركون على دورة أشغال المجلس الوطني اسم « دورة الشهيد محمد البوعزيزي » وحيّوا الثورة التونسية الرائدة وترحّموا على كافة الشهيدات والشهداء، وعبّروا عن تضامنهم مع كافة الجرحى والضحايا وعائلاتهم.
وحيا المشاركون الثورة المصرية المجيدة وترّحموا على شهدائها الأبرار متمنين إلى الشعب المصري الشقيق الوصول بثورته إلى مبتغاها. وقد تداول في مجمل القضايا المتّصلة بالثورة التونسية وإشكالات وتحدّيات المرحلة الانتقالية، وذلك وعيا منه بدقّة الظرف وأهمّية الاستحقاقات القادمة وانخراط الرابطة الثابت في المساهمة بمرجعيّتها الحقوقية الكونية إلى جانب كافة مكونات المجتمع المدني في الحفاظ على مكاسب الثورة وصيانتها والعمل على استكمال جميع أهدافها في الكرامة والحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية.
أكّد أنّ الرابطة كمنظمة حقوقية هي في نفس الحين معنية وفي درجة عالية بالشأن الوطني وبالخصوص طيلة هذه المرحلة الانتقالية من مسيرة ثورتنا. واعتبر أنّ أهمّ التحدّيات الماثلة أمام الرابطة اليوم هي المساهمة في إنجاح انتخابات حرّة، تعدّدية، نزيهة وشفافة لانتخاب المجلس الوطني التأسيسي الذي سيؤسس لدولة تضمن احترام حقوق الإنسان والحريات في إطار نظام ديمقراطي.
وسوف نعمل على أن تكون الرابطة في طليعة المساهمين في تصوّر وإعداد القوانين والآليات الضامنة لذلك، ومنها جملة القوانين الأساسية المتأكدة والضامنة لمناخ ديمقراطي بما في ذلك أهمية إنجاز تطهير القضاء وإكسابه فعليّا دعامات السلطة المستقلّة من بين السلط الثلاث. ومن هذا المنطلق أكّد المجلس الوطني صواب خيار مشاركة الرابطة في « الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي » إلى جانب تعزيز العمل الجمعياتي المشترك من أجل تنمية اليقظة الديمقراطية والمواطنية. كما صادقت الأغلبية على مواصلة تفعيل دور الرابطة صلب المجلس الوطني لحماية الثورة.
كما قرّر المجلس الوطني أن تستعدّ الرابطة منذ الآن بشريا وماديا وتقنيا بالتعاون مع كافة مكونات المجتمع المدني لرصد ومراقبة المسار الانتخابي في جميع أطواره ومحطاته. كما قرّر المجلس الوطني عقد المؤتمر الوطني السادس للرابطة في أقرب الآجال بعد حرمانها من إنجازه في المواعيد القانونية. والمجلس الوطني يعلن انفتاح الرابطة على جميع الطاقات الشبابية والنسائية والمناضلين الذين وقفوا إلى جانب الرابطة في محنتها على قاعدة الالتزام بمرجعيتها الكونية وثوابتها.
والمجلس الوطني الذي قرر يوم تعبئة وطنية من أجل أن تستجيب الحكومة المؤقتة لحلّ جهاز البوليس السياسي بالتعاون مع فعاليات المجتمع المدني والسياسي، استبشر ببالغ التأثر وتحت أهازيج النشيد الوطني بقرار حلّ الإدارة العامة لأمن الدولة والذي تمّ الإعلان عنه اليوم 7 مارس 2011 قبل نهاية الأشغال بقليل والمجلس إذ يسجّل بكلّ إيجابية هذه الخطوة فهو ينبّه الحكومة المؤقتة بأن تخليص البلاد من كامل جهاز البوليس السياسي القمعي يقتضي أن يتوسع القرار ليشمل كافة امتداداته بمختلف إدارات وزارة الداخلية وبالخصوص منها فرقة الإرشاد التابعة للإدارة العامة للأمن العمومي والتي تعدّ وحدها مئات من الضباط والأعوان بهيكلة على المستوى المركزي وفي كامل جهات البلاد. إلى جانب ضرورة كشف الغموض حول حقيقة جهاز الأمن الرئاسي لما له من أدوار في القمع السياسي. وبصورة عامة يدعو المجلس الوطني إلى إعادة بناء المؤسسات الأمنية بما تقتضيه متطلبات وأهداف الثورة التونسية ويؤسس لدولة القانون والمواطنة.
هذا ويطالب المجلس الوطني مجدّدا بالعمل والنضال من أجل إثبات حقّ الضحايا في ممارسة التتبّع والمحاسبة لكلّ من ثبت تورطه في جرائم القتل والتعذيب والاعتداءات على الأعراض وتلك الحاطّة بالكرامة والمهينة وذلك من منطلق إيماننا بمبدأ النضال ضدّ الإفلات من العقاب.       عن المجلس الوطنـي      المختـار الطريفـي       رئيـس الرابطـة


 » حزب الإستقلال من أجل الحرية  »  بيان صحفي

  تقدمت مجموعة من الإطارات الشابة بمطلب للترخيص في تكوين حزب سياسي أطلقوا عليه تسمية  » حزب الإستقلال من أجل الحرية  » . ويعتبرون أن هذا الحزب يمثل الإمتداد الطبيعي والتاريخي للموروث النضالي لحركة التحرر الوطني والفكر الإصلاحي والتحديثي التونسي وفق روح مواكبة للعصر وتستجيب لمتطلبات الواقع التونسي الراهن ، ومنها بالخصوص تطلع الشعب التونسي بكافة فئاته نحو مجتمع ديمقراطي متقدم تحترم فيه الحريات الفردية والسياسية ويدفع نحو حرية المبادرة الإقتصادية في إطار الشفافية وعلوية القوانين ويراعي حق كل فئات المجتمع وجهاته في حياة كريمة تضمن الحقوق الأساسية في إطار توفير تكافؤ الفرص ومن خلال توخي العدالة في توزيع الثروة الوطنية . ويعتبر مأسسوا هذا الحزب أن احترام كرامة الإنسان وحريته وحقوقه ، واحترام مبدأ التداول السلمي على السلطة ، و إعلاء قيم الجمهورية ، والعمل على إقرار منهج الوفاق حول الثوابت الوطنية ، وتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة عبر تكريس المؤسسية والشفافية ، وتعزيز وحماية الإرث الثقافي المتنوع في إطار الهوية العربية الإسمية وفي أبعادها الإقليمية والدولية ، تمثل المبادئ الأساسية التي قام عليها حزب الإستقلال من أجل الحرية . ويسعى الحزب إلى المحافظة على استقلال البلاد وترسيخ مفهوم الدولة والمواطنة والولاء لتونس ،  و إلى الإرتقاء بمؤشرات التنمية البشرية بمختلف أبعادها عبر ضمان وحماية الملكية الفردية وحرية المبادرة في إطار احترام المصلحة العامة والسعي إلى إيجاد المناخ الملائم لاقتصاد متوازن ونظيف محوره الإنسان وعبر إرساء وترسيخ قواعد المشاركة في الشأن العام من خلا تفعيل دور المجتمع المدني     
 

الحزب الإشتراكي اليساري – بيان إلى الرأي العام: ليس من حقنا الفشل هذه المرّة http://www.facebook.com/home.php?sk=group_145459952178725&ap=1 http://psg-tn.tk

بيان إلى الرأي العام ليس من حقنا الفشل هذه المرّة!

لا ينبغي التفريط في المثال الحضاري للثورة التونسية! نحن الآن, مع الحكومة الإنتقالية الثالثة، وكأننا بالشعب التونسي لم يعد يقبل أن يساس كما في السابق، وهو على حق. بينما انقسم السياسيون والمدنيون, بين من أعلن انتمائه « للطليعة الثورية » التي ترفع شعار التغيير الجذري، والتي أقامت معتصمة بالقصبة، ومن انتمي للأغلبية الصامتة التي أعلنت احتجاجها عن طريق التجمع بالقبّة. لكن الشعب التونسي الواقعي هو ذاك الذي يأمل في أن تنجح  الحكومة الإنتقالية الثالثة في مواجهة الظروف العصيبة التي أطاحت بالحكومتين السابقتين،  خاصة وأنه أصبح يشعر بأن ثورته معرضة للإفشال، من قبل قوى رجعية وأخرى هامشية، إذ أصبح النّاس مهددين في ذواتهم وأملاكهم ويعيشون حالة من الخوف ومن عدم الشعور بالأمان. وأصبحت عجلة الإقتصاد تدور ببطء، حتى أن المصانع أصبحت تغلق أبوابها الواحد بعد الآخر، زيادة على تلك التي تعرضت للنهب والتخريب والحرق، وكذلك الشأن بالنسبة للمتاجر والضيعات الفلاحية والبنوك والقباضات المالية. وأصبحت الإدارة وكأنها في عطلة ومؤسسات الدولة لا تكاد تؤدي وظائفها بصورة طبيعية.  لقد أصبحنا نواجه نوعا من الأزمة السياسية المتولدة عن انفجار « النزعة المطلبية » لدى الشغالين وعن « عجلة الحلول » التي يطلبها المعوزون والعاطلون عن العمل وعن « راديكالية » الشعارات السياسية التي ترفعها بعض القوى السياسية والمدنية، وعن تردد الحكومة الإنتقالية الأولى والثانية في معالجة هذه الصعوبات وعن عدم تمكنها من إرضاء أي طرف من مكونات الإحتجاج، ممّا أدى إلى دخول البلاد، في حالة فوضى عارمة، في العديد من اللحظات. إن هذه الأزمة، ليست أزمة المرور من نمط إنتاج إلى آخر ومن نظام سياسي واقتصادي واجتماعي إلى آخر، بل هي أزمة انتقال في شكل الدولة من الجمهورية الدكتاتورية إلى الجمهورية الديمقراطية، ويجري هذا الإنتقال بقيادة الشريحة الجمهورية الليبيرالية من الطبقة الحاكمة وبمشاركة شعبية واسعة ومساهمة القوى الديمقراطية، من مختلف المشارب الفكرية والسياسية ومن مجالات النشاط المختلفة، بهذا القدر أو ذاك. وعلى هذا الأساس فإن المهمة الرئيسية المطروحة علينا الآن هي إنجاح هذا الإنتقال وتأصيله وتحويله إلى واقع تونسي، ولن يحصل ذلك إلا بتحقيق وفاق وطني حول أهم القيم والمبادئ التي ستقوم عليها الجمهورية الديمقراطية وحول نمط الحكم والدستور والقوانين المنظمة للحريات وللحياة السياسية. ولن يتحقق هذا الوفاق إلا بفتح حوار وطني يدور في إطار « ثقة وقتية » نمنحها « للسلطة الوقتية » (رئيسا وحكومة)، كي تتمكن من إدارة الشؤون ومن حماية « الشرعية الإنتقالية » التي نحن في حاجة إليها إلى ساعة تأسيس « شرعية جديدة » يمثلها المجلس التأسيسي.       إن ثورة الشعب التونسي التي أطلت على العالم بكونها أنموذجا حضاريا، هي اليوم مهددة بفقدان بريقها وبالتراجع عن الأهداف التي أبهرت بها الشعوب العربية، فاقتفت أثرها. إن القوى التي ليست لها مصلحة في أن تصبح جمهوريتنا ديمقراطية، هي التي تسعى إلى الإلتفاف عليها، من خلال عدم ترك الإمكانية أمام الشعب التونسي كي يتعرف على مختلف المشاريع الموضوعة أمامه ويتخذ الموقف الذي يرضي ضميره ويتماشى والقناعة التي تكونت لديه. إنّ الإستعجال في حسم الأمور شكليا، عن طريق الآليات، يعرّض الوعي الحاصل لدى الشعب التونسي بالخطوة السياسية والحضارية التي هو بصدد قطعها إلى التفكيك والتهميش. لقد اتخذت « الشرعية المؤقتة »، الممثلة في رئيس الدولة المؤقت، الموقف الذي يخدم مصلحة الشعب، بأن أعلنت عن بعث « الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والإنتقال إلى الديمقراطية » وعن مجلسها المؤلف من قوى المجتمع السياسي والمدني ومن الشخصيات الوطنية والمختصين للتداول في شأن التصورات والتشريعات والآليات والمؤسسات الخاصة بانتقال الجمهورية من الدكتاتورية إلى الديمقراطية. ووعيا منا بأن مصلحة تونس تعلو على مصالحنا الحزبية والفردية وبأن قضية انتقال جمهوريتنا إلى الديمقراطية تتجاوز مطالبنا السياسية الخاصة، فإننا نعتقد أن نجاح هذه المرحلة الإنتقالية يفترض قبل كل شيء عودة الأمن والأمان في بلادنا ودفع عجلة الإقتصاد للدوران بكل قوّاها لعلنا نسترجع ما ضيعناه مرغمين. لذلك نتوجه بنداء لبنات وأبناء الشعب التونسي البررة وقواه النيرة، من الجمهوريين والديمقراطيين، بالعمل الجاد على مساعدة الإقتصاد التونسي، كي يتخطى الصعوبات التي يواجهها في الظرف الراهن، وبالمساهمة الجادة في الحوار الوطني، حول المشروع المجتمعي ونمط نظام الحكم الذي يريدون وحول المبادئ والقيم الديمقراطية التي تقوم عليها الجمهورية دستورا وتشريعات وآليات ومؤسسات، قبل التوجه إلى صندوق الإقتراع لانتخاب المجلس التأسيسي الذي سوف يتكفل بصيغة دستور جديد للجمهورية.  من أجل تحقيق وفاق وطني حول مبادئ وقيم الجمهورية وحول الضمانات الكفيلة بالإنتقال إلى الديمقراطية إن الشعب التونسي الذي هو في حاجة إلى التوحّد حول هذا المشروع التأسيسي، اليوم وأكثر من أي وقت مضى، إلى تحقيق وفاق وطني حول القيم والمبادئ التي تقوم عليها الجمهورية الديمقراطية، والتي يطمح أن يجعل منها، كما الحريات العامة والفردية والمساواة التامة بين الرجل والمرأة وحرية المعتقد وعدم توظيف الدين في السياسة، قيما ومبادئ غير قابلة للنقض والمراجعة من قبل أي تشكيلة حكومية وأي رئيس وأي مؤسسة تشريعية أو تأسيسية، كما أنه ليس من حقّها مراجعة القوانين والمجلات المؤطرة لها في اتجاه التضييق، بل من واجبها  دائما هو العمل تطويرها في اتجاه التوسيع. إن الشعب التونسي في حاجة إلى هذا النقاش كي يطمئن على أن جمهوريته بصدد التحوّل فعلا إلى الديمقراطية، ولم يعد يقبل أن يأخذ بالكلام والوعود المعسولة، كما حصل له في 7 نوفمبر1987. لذلك فهو يريد تأمين ثورته، خوفا عليها من الإلتفاف، عن طريق السعي إلى تحقيق جملة من الضمانات الميسرة لانتقال الجمهورية من الدكتاتورية إلى الديمقراطية، ونذكرها تباعا:  – الضمانة الأولى تتمثل في بعث « الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والإنتقال إلى الديمقراطية » ومجلسها المتكوّن من القوى السياسية والمدنية ومن الشخصيات وأصحاب الخبرات ومن ممثلي الجهات ومن الحكومة للحوار حول انتقال الجمهورية من الدكتاتورية إلى الديمقراطية، وقد صدر مرسوم رئاسي بتاريخ 18 فيفري 2011 في هذا الصدد. وهو مجلس يشبه إلى حدّ معين « المؤتمر الدستوري » الأمريكي، الذي صاغ الدستور الأمريكي وصادق عليه. وفي إطار هذا المجلس سوف يجري الحوار حول مواصلة العمل على تحقيق أهداف الثورة وحول مشاريع الإصلاح المقترحة، السياسية والدستورية والتشريعية والمؤسساتية، وحول أشكال تنظيم السلطة والإدارة، وحول آلية الإنتقال إلى الديمقراطية. – وتتمل الضمانة الثانية في أن يقول الشعب التونسي كلمته فيما يتعلق بمكانة القيم والمبادئ التي سوف تقوم عليها الجمهورية الديمقراطية والتوجهات العامة للإصلاح السياسي المنشود، بعد أن يأخذ الوقت الكافي والضروري للتعرّف على مضامين المقترحات الأخرى والتعرّف على ومقاصدها وأهدافها، وبعد أن يستمع لآراء الخبراء والمختصين والأحزاب السياسية والتيارات الفكرية ويتساءل ويتناقش ويتثاقف. وتحتل وسائل الإعلام العمومية، السمعية – البصرية، دورا حاسما في هذه العملية، من خلال تحويل بعض قنواتها إلى جامعات عمومية للتثقيف السياسي، يكون للأحزاب السياسية والخبراء دور هام في هذا الشأن. ولتامين الإنتقال الديمقراطي من مخاطر التحالفات المشبوهة لبعض الأحزاب والقوى السياسية والمدنية في المجلس التأسيسي فإنه من الأجدي تأطيره باستفتاء عام يضبط الإطار القيمي الذي سوف يصاغ فيه الدستور الجديد للبلاد.    – أمّا الضمانة الثالثة فتتمثل في انتخاب « مجلس تأسيسي »، وقد تمّ تحديد موعده في 24 جويلية 2011، وهو موعد يربط الحاضر بالماضي لتأسيس المستقبل. ومن المرتقب أن يكفل المجلس التأسيسي تحقيق وفاق وطني حول الدستور الذي يكون قد تشكل في مجلس « الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والإنتقال إلى الديمقراطية » حول القيم والمبادئ الديمقراطية وحول التشريعات المنظمة للحريات وللحياة السياسية، عبر الحوار بين مختلف مكوناته، والذي قد يكون مؤطرا بالإرادة التي عبّر عنها الشعب، إذا ما تمّ استفتاءه حول الخيارات الكبرى. وسوف يصادق على دستور جديد ويعلن عن قيام الجمهورية الديمقراطية . وعلى أساس الدستور الجديد سوف تتمّ إعادة بناء أجهزة الدولة، التنفيذية والتشريعية والقضائية، طبقا للخيارات العامة التي تعبّر عن « روح الأمة »، فكرة وتشريعا واقتراعا. لنعمل معا من أجل تأمين انتقال جمهوريتنا من الدكتاتورية إلى الديمقراطية                                                                           تحيى تونس                تونس في 7 مارس 2011                العنوان: 3 نهج القاهرة تونس1000  


بلاغ   تأسيس حزب الإصلاح والتنمية


انعقد مساء السبت 05 مارس 2011 بتونس العاصمة اجتماع تأسيسي لحزب « الإصلاح والتنمية ». حضره ممثلون عن أغلب الولايات، وناقشوا خلاله مسودّة أهداف الحزب ومشروع قانونه الأساسي. وبعد تعديل الوثيقتين وإقرارهما، تم انتخاب السيد محمد القوماني متحدثا رسميا  باسم الحزب، وعهدت إليه مهمّة استكمال الإجراءات الإدارية للحصول على تأشيرة العمل القانوني، وتنسيق أعمال الحزب.   عن المجتمعين د.عادل العمراني  


حركة التجديد بيان المجلس الوطني  

انعقد المجلس الوطني لحركة التجديد في دورة استثنائية يوم الأحد 6 مارس 2011 برئاسة أحمد الورشفاني. وإثر الكلمة التي افتتح بها النقاش جنيدي عبد الجواد عضو أمانة الحركة، والتقرير السياسي الذي قدمه أحمد إبراهيم الأمين الأول، تداول المجلس بصفة معمقة ومستفيضة حول المسائل المطروحة في جدول الأعمال على الصعيد السياسي الوطني وفي جملة من القضايا المتعلقة بتطوير أداء الحركة وأصدر البيان التالي: 1- إذ يتقدّم المجلس إلى كافة  المواطنات والمواطنين داخل البلاد وخارجها في المهجر بأحر التهاني لإنجاز هذه الثورة العظيمة التي أطاحت بنظام الظلم والفساد تتويجا لنضالات شعبنا طوال العقود الماضية. فإنه يدعو الشباب والقوى الحية في البلاد إلى مزيد اليقظة ومواصلة النضال من أجل تحقيق أهداف الثورة. 2- يسجل المجلس بكل اعتزاز مشاركة الحركة في الحكومة المؤقتة رغم الظروف الانتقالية الصعبة وما تميّزت به من تردد وارتباك ومن انفلات أمني وإعلامي، ويقدر عاليا ما بذله، المناضل أحمد إبراهيم، رغم قصر المدّة التي قضاها على رأس وزارة التعليم العالي، من جهد لتجسيد قيم الثورة ومبادئها على أرض الواقع، كما يؤكد أن التطورات التي شهدتها الساحة في الفترة الأخيرة قد خلقت وضعا جديدا يجعل مساهمة الحركة وأمينها الأول في إنجاز أهداف الثورة وتحقيق الانتقال الديمقراطي يكون أكثر نجاعة وفعالية من خارج الحكومة. 3- وفي ما يتعلق بالآليات القانونية والسياسية للانتقال إلى النظام الديمقراطي ينبغي أن تكون محل تحاور وتوافق بين جميع الأطراف دون إقصاء. ويلح المجلس على ضرورة تمسك الجميع بالقيم الكونية للحرية والديمقراطية والعدالة وبالمبادئ والمكاسب التقدمية التي انبنت عليها دولة الاستقلال وأكدتها ثورة 14 جانفي المجيدة باعتباره تلك القيم والمبادئ والمكاسب القاسم المشترك لكافة التونسيين والتونسيات والقاعدة الصلبة التي ينبغي أن تكون موضوع عهد ديمقراطي وطني يكون المرجعية الملزمة للجميع في فترة الإعداد لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي وبعدها. 4- يتوجه المجلس بنداء إلى كافة المواطنين والمواطنات كي يعملوا على عودة الحياة الاقتصادية إلى نسقها الطبيعي وانصراف الجميع للعمل والدراسة ضمانا لظروف إنجاح أهداف الثورة ولمستقبل البلاد.  5- ويحيي المجلس نضال الأشقاء في كل من مصر وليبيا وبقية الدول العربية من أجل الحرية والكرامة والانعتاق والتخلص من الأنظمة الدكتاتورية. 6- وفي ما يتعلق بتطوير أداء الحركة ونظرا لحساسية الموقف ودقة المرحلة التي تمرّ بها البلاد وانطلاقا من حرص الحركة على النضال المتواصل من أجل القطع النهائي مع نظام الظلم والاستبداد ومن أجل الانتقال إلى نظام ديمقراطي ينعم فيه المواطن بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية يوصي المجلس قيادة الحركة بـ: – مزيد الانفتاح على كافة شرائح المجتمع من أجل إنشاء تيّار مواطني واسع وقوي يجمع كل من يؤمن بقيم الحرية والعدالة ويناضل من أجل تحقيق مجتمع عصري، حداثي ومتماسك تجد فيه المرأة مكانتها كاملة والشباب حقه في الشغل والمواطن حظه في حياة كريمة. – العمل على مزيد انتشار الحركة في الجهات وفتح أبواب الانخراط فيها أمام أوسع الفئات الشعبية وأمام النساء والشباب تعزيزا لإشعاعها كحزب جدّي يطرح مشروعا مجتمعيا عقلانيا واضح المعالم لا ينساق للبدائل المغلوطة مهما كانت أشكالها ومنطلقاتها. – توخي المرونة الكافية في إعادة هيكلة الحركة محليا وجهويا ووطنيا حتى تتمكن من استيعاب الطاقات الشابة التي عززت صفوفها بعد الثورة والاستفادة من خبراتها وتضمن مشاركتها ومشاركة إطارات الحركة وكفاءاتها في اتخاذ القرار والمساهمة في إدخال المزيد من النجاعة والعقلانية على نشاطها وتنظيمها. تونس في 7 مارس 2011 رئيس المجلس الوطني أحمد الورشفاني  


حل البوليس السياسي في تونس إجراء منقوص


أعلنت وزارة الداخلية اليوم في تونس أنه « تماشيا مع قيم ومبادئ الثورة والتزاما باحترام القانون نصا وممارسة وتكريسا لمناخ الثقة والشفافية في علاقة الأمن بالمواطن وحرصا على معالجة السلبيات المسجلة في ظل النظام السابق في مستوى هذه العلاقة، تقرر إلغاء إدارة أمن الدولة والقطع نهائيا مع ما كان يسمى البوليس السياسي، من حيث الهيكلة والمهمات والممارسات ». ورغم أن هذا القرار قد جاء متأخرا من حيث الزمن، فإنه جاء ليكلل أخيرا مجهودات ونضالات التونسيات والتونسيين الذين عانوا من الأعمال والممارسات الإ جرامية لهذه الأجهزة في عهد بن علي كما في عهد لورقيبة من قبله والذين دعوا من زمن لحلها وتخليص المجتمع من فضاعاتها.
ومع ذلك فإن هذا القرار على أهميته، يعتبر منقوصا ولم يستجب لمطامح الشعب التونسي لما اكتنفه من غموض، ذلك أنه عدا الإعلان الصريح عن « إلغاء إدارة أمن الدولة » لم يشر بشيء لما سيتخذ من قرارات في شأن مصالح البوليس السياسي الأخرى مثل فرق الإرشاد الملحقة بكل مناطق « الأمن » في جميع الجهات والمصلحة الاجتماعية المتخصصة في مراقبة النقابيين والفرقة الفنية وغيرها من المصالح التابعة لإدارة المصالح المشتركة التي تعمل كلها ضمن منظومة البوليس السياسي. وهو ما يؤكد ربما نوايا الحكومة الحالية في إيهام الرأي العام الوطني بالإستجابة لمطلب حل جهاز البولي س السياسي لتحتفظ بعدد من مصالحه وفرقه.
لذلك فإننا في حزب العمال الشيوعي التونسي نؤكد مجددا دعوتنا لـ :
 حل جميع أجهزة وفرق البوليس السياسي بكل اختصاصاتها ومجالات تدخلها.  نشر أرشيف هذا الجهاز البغيض لإطلاع المواطنين والباحثين عن الفضاعات التي ارتكبت في حق المواطنين والمناضلين السياسيين والحقوقيين والنقابيين والطلبة وغيرهم.  فتح تحقيق لتتبع كل من تورط في ممارسة التعذيب المادي والنفسي والقتل إذنا وممارسة.  التعويض لكل ضحايا التعذيب ولعائلات الذين استشهد منهم. وندعو كل أحرار تونس، أحزابا ومنظمات وجمعيات وأفرادا، لمواصلة النضال من أجل اجتثاث هذه الأفة نهائيا من أرض تونس واليقظة حيال كل الأشكال التي يمكن أن يعود بها غول البوليس السياسي تحت يافطات وأدوار جديدة.
حزب العمال الشيوعي التونسي تونس في 7 مارس 2011  


حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ
بيـــــــــــــــان  


على إثر الإعلان عن التشكيلة الحكومية الجديدة فإن حزب العمل الوطني الديمقراطي يؤكد على ما يلي: 1)إن الإعلان عن هذه التشكيلة قد تمّ دون تشاور مع مكونات المشهد السياسي والمدني ومع القوى الشعبية الفاعلة في مختلف جهات البلاد. 2)كما أنه كان من المفروض أن يقع الإعلان عن حلّ الحكومة السابقة وإعادة تشكيلها، لا أن يعمد إلى ترميمها. كما كان من المطلوب أن لا تتركب من عناصر ذات صلة بالنظام البائد، وعناصر تدافع عن سياسات وخيارات ليبرالية كانت السبب في وقوع البلاد في الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة التي مازالت تتخبط فيها، وعناصر القمع الذي عرفته البلاد في الفترة الأخيرة مما تسبب في اضطراب الحركة الاقتصادية وعناصر تدافع عن علاقات غير متكافئة مع صناديق النهب الدولية ومع حكومات البلدان الغربية. كما يدعو الحزب: ·إلى تطهير مفاصل الدولة من القمة إلى القاعدة من المسؤولين المتورطين مع النظام البائد في ملفات الاستبداد والفساد في كل الميادين السياسية والاقتصادية والأمنية والقضائية والإعلامية والثقافية. ومحاكمة المسؤولين على إراقة دماء الشهداء وتتبع كل من ثبت بحقه تهم النهب والسلب والرشوة والعمل على جلب من هم منهم بحالة فرار والإسراع في استعادة الأموال المهرّبة. ·لرفض « ندوة الاصلاح السياسي والاقتصادي » التي أعلنت عنها حكومة تصريف الأعمال السابقة بالتشاور مع المستشارة الألمانية « أنجيلا مركيل ». ·لرفض كل تواجد أو تدخل عسكري على تراب البلاد أو في فضائها أو مياهها الإقليمية بتعلات إنسانية مشبوهة.
تونس في 8 مارس 2011 حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ info@hezbelamal.org للاتصال بنا : aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى SUBSCRIBE  للإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها  aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى UNSUBSCRIBEلفسخ الإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها  http://www.hezbelamal.org/ موقع حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ  
 
 


بسم الله الرحمن الرحيم بيان بمناسبة اليوم العالمي للمرأة  

يتزامن إحياء اليوم العالمي لحرية المرأة هذه السنة مع ثورة شعبية عظيمة تعيشها بلادنا هزمت الاستبداد ورموزه وأعطت شرارة انطلاق إعادة صياغة المشهد العالمي وإدماج أمّتنا في فضاء التمكين لقيم الحرية والكرامة والعدالة. وقد كان للمرأة فيها دور أساسي ومباشر نسجله بكل اعتزاز. وإنّ حركة النهضة لتحيّي بهذه المناسبة:
-المرأة التونسية ودورها الفاعل في التصدي للاستبداد والدكتاتورية طيلة عقود وإسهامها المعتبر في بناء الدولة والمجتمع تنشئة للأجيال وإدارة للمصالح، فأدّت أدوارها بكلّ كفاءة واقتدار. -والمرأة داخل حركتنا ودورها المهمّ في بنائها وخاصة أثناء المحن وصمود الحركة خلال أكثر من عشريتين من الاضطهاد والإقصاء يعود خاصة لصمود مناضلاتها ونضالهنّ في مختلف المواقع. -كما تحيّي المرأة المقاومة في مختلف ساحات تصدي أمّتنا لقوى الهيمنة والاستعمار وتخصّ بالذكر المرأة الفلسطينية التي تصنع منذ عقود ملحمة صمود أسطوري. – والمرأة وكل القوى المناضلة في العالم ضدّ ما تتعرض له النساء من عنف وتهميش وإقصاء وضدّ كلّ ما يتعرض له الإنسان مهما كان جنسه من إذلال وقهر وامتهان.
لقد حققت المرأة في بلادنا مكاسب كبرى في مختلف المجالات جاءت نتيجة لحركة إصلاحية حمل لواءها مفكرون ومصلحون وساسة وثمرة لنضال المرأة المستمرّ من أجل انعتاقها، ومع ذلك ما زال واقع المرأة اليوم يعاني من نقائص كبرى وظواهر خطيرة من مثل رواسب النظرة الدونية للمرأة والعنف المادي والتحرش الجنسي والتشغيل الهشّ والتمييز في مواقع المسؤولية والتمزق بين مستلزمات الدور الأسري والدور الاجتماعي وضعف الحضور في دوائر القرار الإداري والسياسي وغيرها… وهو ما يتطلب استمرار الجهد الإصلاحي لتدعيم مكاسب المرأة وموقعها في المجتمع.
وحركة النهضة وهي تستلهم الميراث النيّر لحركة الإصلاح الاجتماعي والسياسي الثقافي المستمرة في بلادنا منذ قرابة القرنين، وانطلاقا من مرجعيتها الإسلامية ومنهج فهمها التجديدي، تؤكد:
– أنّ إقامة الدولة الديمقراطية التي تُحدد فيها الحقوق والواجبات على أساس المواطنة دون اعتبار للجنس أو اللون أو المعتقد هي المدخل الأمثل لكلّ إصلاح اجتماعي وسياسيّ حقيقيّ.
– ضرورة أن تأخذ المرأة قضيّتها بيدها في ظلّ فلسفة التكامل والتعاون مع الرجل وليس في ظلّ عقلية التطاحن أو التنازع، والتصدي لما تتعرض له قضاياها من توظيف ومتاجرة ووصاية سواء وردت من ثقافة عصور الانحطاط أو من عقلية الاستنساخ. – ضرورة تدعيم الثورة السياسية التي تحققت في بلادنا بثورة ثقافية ترسّخ قيم الحرية والكرامة في الوجدان والعقليات في إطار ثقافتنا الوطنيّة وقيمنا العربية الإسلامية، ذلك أنّ الإجراءات السياسية والتشريعية على أهميتها وضرورتها تظلّ قاصرة عن تحقيق أهداف الثورات ما لم تتدعم بجهد تربويّ وثقافي رسميّ وشعبيّ لصياغة إنسان جديد، وللمرأة دور محوريّ في هذا المجال. – إنّنا في حركة النهضة نمدّ يدنا لكلّ الفعاليات النسائية للتعاون فيما نتفق عليه والتحاور فيما نختلف حوله من أجل دعم مكتسبات مجتمعنا ومن أجل العمل على مزيد التمكين للمرأة وتعزيز فعاليتها وتعزيز دورها في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية.  إنّ نهضة بلادنا تحتاج إلى كلّ العقول والأيادي والمساهمات وإلى تعايش كل المقاربات وتفاعلها.   « وتعاونوا على البرّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان » (صدق الله العظيم)                                                                                                  تونس في 8 مارس 2011                                                                                                      حركة النهضة                                                                                                مكتب المرأة والأسرة                                                                                                       منية إبراهيم  


8 مارس 2011

أعضاء آيفكس- مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس يحتفلون باليوم العالمي للمرأة مع النساء الشجاعات من تونس


(آيفكس / مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس) – احتفالا بالذكرى المائة لليوم العالمي للمرأة، في 8 مارس/آذار 2010 ، يثني أعضاءالتحالف الدولي لتبادل المعلومات حول حرية التعبير ومجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس، وهو ائتلاف من ٢٠ منظمة من أعضاء آيفكس، على النساء الشجاعات من الصحافيات والناشطات والمحاميات والقاضيات اللاتي لم يتوقفن عن المطالبة بالمزيد من حرية التعبير وحقوق الإنسان في تونس، على الرغم من الجهود التي بذلتها الحكومة لإسكاتهن بأي وسيلة ممكنة. وتبعث مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس برسالة تضامن للمنظمة الشريكة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات ويهنئون رئيستها سناء بن عاشور لمواقفها القوي رغم استهدافها بالمضايقات بلا هوادة أثناء قيامهابأنشطة هامة مثل رصد وسائل الإعلام خلال الانتخابات. وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة، يرسل أعضاء مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير الورود الرمزية للجمعية التي ستعقد حدثا في تونس يومي 12 و 13 مارس/ آذار حول « المرأة التونسية المستقلة بعد الثورة ». وقال تاسمين ميتشل من القلم الدولي: ب »لقد ذهلنا دينامية جمعية النساء الديمقراطيات، والمثابرة والشجاعة المطلقة في التحدث علنا ضد العنف ضد المرأة في وجه القمع الشديد الذي كان يواجهه الناشطون والناشطات التونسيات في ذلك الوقت، قبل أسابيع من سقوط زين العابدين بن علي ». وكانت زيارة قام بها تاسمين في ديسمبر إلى تونس، مع روهان جاياسكيرا من مؤشر على الرقابة، تم تقصيرها بسبب المخاوف الأمنية في ظل حكومة قمعية، تسببت رقابتها الخرقاء في صعوبات لإمكانية سماع الأصوات المستقلة. وقال جاياسكيرا « على مدى السنوات الماضية استخدمنا مناسبة اليوم العالمي للمرأة في شجب الاعتداءات على النساء في تونس، بما في ذلك التشهير والإساءة التي تواجهها الصحافيات والناشطات هناك » وأضاف: « لحسن الحظ نحتفل هذا العام بالتونسيات الشجاعات اللاتي ساعدن علي فتح صفحة جديدة نحو الديمقراطية حيث يمكن للمرأة أن تتكلم بحرية ودون خوف من الانتقام. » في ديسمبر، خططت مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس للعمل مع جمعية النساء الديمقراطيات للتصدي للعقوبات ضد القاضيات المستقلات من جمعية القضاة التونسيين، مثل أم كلثوم كنو الأمينة العامة التي نقلتا بعيدا عن أسرتها وتم تخفيض راتبها كنتيجة لدعواتها الصريحة في المطالبة بنظام قضائي مستقل. والآن نحن نرحب بالأنباء التي تتحدث عن عودة كنو وغيرها من القاضيات إلى مواقعهن في تونس، كما أننا ندعمهن لأنهن لا يزلن يمارسن عملهن الهام. ففي الماضي كانت هناك وسائل لا تعد ولا تحصى لإسكات حرية التعبير، مثل سجن الصحافيين الذين يتحدثون صراحة، إلا أن كنو وزميلاتها من القاضيات التزمن في العمل لضمان عدم المساس بالقضاة عند نظر القضايا الجنائية التي ترفع ظلما ضد أفراد من العاملين بالإعلام. في حين أن لتونس في الواقع تاريخ طويل في تعزيز حقوق المرأة المنصوص عليها منذ الخمسينات، إلا أنها ليست محمية تماما منذ بأ عهد الرئيس زين العابدين بن علي في عام 1987. وتم استخدام الحماية الرسمية لحقوق المرأة والمنصوص عليها بموجب الدستور من أجل التمويه على التدابير القمعية من قبل النظام، لخداع الدبلوماسيين الغربيين لدى محاولة اتخاذ نهج قابلا للقياس حيال النظام. وجعلت المعاملة السيئة من الدولة للنساء المفوهات، التقدم في حقوق المرأة يبدو وكأنه كلام فارغ. حيث تم تسخير وسائل الإعلام الموالية للحكومة للاعتداء على الصحافيات والناشطات منذ عام 2008، وتم وصف النساء اللاتي تجرأن على انتقاد نظام بن علي بـ »العاهرات » أو « الخائنات اللاتي يعتشن على الرواتب من حكومات أو جماعات أجنبية ». من بين اللاتي تم اضطهادهن من شركاء آيفكس كان هناك الصحافيتان سهام بن سدرين ونزيهة بو رجيبة من مرصد حرية الصحافة والنشر والإبداع، عضو آيفكس. أحد أهداف مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس وشركائها العمل من أجل الإصلاح الإعلامي، حيث أن قانون الإعلام لا يعالج قضايا السب والتشهير. وقالت الكاتبة إليزابيث إيدي من القلم النرويجي إنه: « عندما يمر بلد بثورة هائلة مثلما فعلت تونس، يتم الاستفادة إلى حد كبير من مشاركة المرأة ، فلا ينبغي للحكام الجدد تجاهل مصالح المرأة وتنوع الأدوار التي يمكن أن يقمن بها في بناء بلد جديد حيث يتمتع الجميع بحرية التعبير وحقوق الإنسان ». ويجب أن تكون الصحافيات قادرات على الكتابة بحرية حول التطورات الجديدة ودون خوف من المضايقات والسجن أو غيرها من الهجمات. للقراءة عن الإجراءات السابقة المتعلقة بالعنف والمضايقات التي تعرضت لها المدافعات عن حقوق المرأة والمحاميات والصحافيات والقاضيات، انظر: http://ifex.org/tunisia/2010/03/05/intl_womens_day_tmg/ andhttp://ifex.org/international/2010/11/23/women_2010/ لمعرفة المزيد عن مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير يرجى زيارة: http://ifex.org/tunisia/tmg/ أو: http://www.facebook.com/IFEXTMG أو عبر موقع تويتر: @TunisiaMonitor
 
 
 


حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ

تحية للمرأة في عيدها العالمي


يتقدم حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ بأحرّ تهانيه للمرأة أينما كانت في البيوت أو المؤسسات أو الحقول، وهو يخصّ بالذكر أمّهات وأخوات شهداء ثورة الكرامة. وبهذه المناسبة يعرب الحزب عن تمسّكه بمجلة الأحوال الشخصية كأرضية دنيا يجب العمل على تطويرها برفع جميع التحفّظات على إتفاقية « السيداو ». وهو يدعو للقضاء على كافة أشكال التمييز كما يعلن أنه سيعمل بكل قواه لكي يتضمن الدستور المقبل بنودا تضمن حقوق المرأة ومشاركتها في صنع القرار في كافة الميادين والمساواة بين الجنسين بعيدا عن كل أنواع التمييز. كما يعرب الحزب عن مساندته لنضالات النساء في الوطن العربي وكافة أنحاء العالم من أجل الظفر بحقوقهن المشروعة.
تونس في 8 مارس 2011 حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ info@hezbelamal.org للاتصال بنا : aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى SUBSCRIBE  للإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها  aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى UNSUBSCRIBEلفسخ الإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها  http://www.hezbelamal.org/ موقع حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ  


الحزب الديمقراطي التقدمي بلاغ  


أعلن رئيس الجمهورية المؤقت عن المسار السياسي للمرحلة أللانتقالية نحو انتخاب المجلس الوطني التأسيسي يوم 24 جويلية المقبل وتضمن البيان الرئاسي تعليق العمل بدستور 1959 وتمديد فترة الرئاسة المؤقتة إلى غاية يوم الانتخاب، والحزب الديمقراطي التقدمي إذ يسجل أن هذا الإعلان وضع حدا للتردد والغموض اللذين طبعا الأداء السياسي الحكومي والرئاسي في الفترة السابقة وفتح الطريق أمام الشعب التونسي بكل مكوناته السياسية والمدنية لوضع أسس النظام الديمقراطي الجديد، فانه يؤكد انخراطه الكامل في هذا السياق لتجسيد سيادة الشعب عبر انتخابات حرة وشفافة ويدعو إلى حوار مفتوح حول القانون الانتخابي بغية التوافق على الإطار التشريعي المناسب لتكريس هذا الخيار. المكتب السياسي تونس في 07 مارس 2011


المنصف المرزوقي لـ«الصباح»

كنت أول من امضى وثيقة المساواة في الارث بين المرأة والرجل


نفى المنصف المرزوقي المفكر والسياسي و الحقوقي  العائد الى تونس بعد سنوات في المنفى الاتهامات الموجهة له بمعاداة المراة او كذلك بمعاداة اهل الساحل « السواحلية « , وقال في حديث خص به الصباح  انه  لا ينكر على حزب النهضة حقه في النضال السياسي طالما التزم بالمبادئ الديموقراطية مشددا على انه لن يتوان في مواجهته والتصدي له سياسيا اذا حاد عن ذلك . و اعتبر المرزوقي ان المرحلة الراهنة تستوجب  وجود منظومة  سياسية تحمي البلاد من عودة الاستبداد و قال انه يفضل ان تكون تونس سفينة تواجه العواصف على ان تكون سفينة راسية على ترعة متعفنة و خلص المرزوقي الى ان  الاعلام لم يتحرر بعد و ان ان الشعب التونسي قطع حتى الان نصف الطريق و ان هناك الكثير من التصرفات التي لم تقطع مع الماضي. يذكر ان المرزوقي تعرض للسجن في 1994 و قد تدخل الزعيم نلسون مانديلا انذاك لاطلاق سراحه وفيما يلي نص الحديث.  حوار اسيا العتروس -اشرت في احدى مداخلاتك بانك لا تزال محاصر اعلاميا و انك تتعرض لحملة مستمرة فهل من توضيح وكيف تفسر ذلك بعد هذه الثورة التي اذهلت العالم ؟ -بكل بساطة اعتبر ان الاعلام لم يتغير و البلاد لم تتحررلا ازال ممنوعا من الظهور على القنوات التونسية  نفس الوجوه نراها على القنوات التونسية  حتى الآن لا نزال في منتصف الطريق وهناك تصرفات لم تخرج عما كان في السابق ولا زلت اشعر باني مراقب في هاتفي كما في تنقلاتي هذه الاشياء خبرتها واعرفها جيدا في كل الثورات هناك ثورات مضادة عندما يكون لدينا اداة اعلامية تعددية بعيدا عن العقلية الحزبية ساجد مكاني والآن لست متعجـلا . -بعد نحو شهرين على الثورة كيف تنظر الى الاستحقاقات الراهنة؟ -هناك في هذه المرحلة مطلبان شرعيان اما الاول فهو يتعلق بضرورة عودة الاستقرار ومعه عودة الاستثمار وهذا مطلب شعبي مهم وعميق اما المطلب الثاني وهو لا ينفصل عن الثاني فهو ضرورة ان تستمر الثورة و تتواصل حتى ضمان عدم عودة الدكتاتورية لقد عاشت البلاد على مدى ثلاث وعشرون  عاما في كنف كابوس عصابة حق عام تسيطر على جهاز الدولة  جعلت من البوليس وسيلة لحماية الجريمة وحولت القضاء مؤسسة للظلم  استولت على خيرات البلاد وجعلت الانتخابات مهزلة لاهانة الكرماء .هناك اليوم ارادة قاهرة لدى الشباب من اجل عدم تكرارما حدث لا بد اذن من الحكمة في تصريف الشان التونسي واحترام المطلبين بين الاستقرار واستمرار الثورة .و للتوضيح فان هذا يستوجب استعادة ثقة الشعب وهذا ما فشلت حكومة الغنوشي في تحقيقه ذلك ان اللجوء الى وجوه قديمة والاخطاء المتكررة مثلت عناصر ضعف عمل الحكومة الاساسي اليوم مرتبط باسترجاع و تعميق الثقة و بالثقة وحدها يعود الاستقرار و بالثقة وحدعا يمكن ايضا للمتطلعين لمواصلة الثورة تحقيق الاهداف المطلوبة وهي اولا تطعير البوليس السياسي و تطهير الاعلان و تطهير القضاء اذ من غير المعقول ان نظل تحت التهديد او ان يظل هاتفي مراقبا . -كيف يمكن تاكيد  انك مهدد في حياتك وانك مراقب والحال ان الاسباب التي كانت وراء ذلك لم تعد قائمة؟ -عندما وصلت الى تونس وجدت البوليس السياسي في انتظاري في المطار في اعتقادي ان هذا الجهاز لا يزال موجودا ولا يزال يشكل خطرا .ما نريده ان تكون  الشرطة في خدمة  جمهورية مدنية لصالح و حماية  المجتمع كما يجب اعادة هيكلة الجهاز لخدمة الجمهورية  مشكلتي مع الجهاز وليس مع الاشخاص كذلك الشأن بالنسبة للقضاء الذي يجب اعادة صياغته ليكون في خدمة العدالة وليس في خدمة العصابات. اما بالنسبة للاعلام  اقول انه هناك ضرورة بيداغوجية فلا بد ان يكون له دوره في تقديم المعلومة المطلوبة للشعب,صحيح ان  شعبنا مسيس ولكنه لا يعرف بالضرورة الاحزاب  والبرامج السياسية والكثيرون ايضا لا يعرفون مفهوم المجلس التاسيسي لذلك لا بد من اعطاء الفرصة لكل المفكرين والسياسيين للحديث عن الديموقراطية و من هذا المنطلق فاننا في صلب حزب المؤتمر من اجل الجمهورية  سنبدا تنظيم لقاءات اسبوعية بدءا من الاسبوع القادم من اجل ما ذكـرت . -الا تعتقد ان الحديث عن ضرورة  القيام بجهود بيداغوجية قد يثير حفيظة فئة واسعة من الشعب الذي قدم للعالم افضل الدروس من خلال هذه الثورة التي بلغ صداها العالم ؟  -بالعكس نحن كل يوم نعلم ونتعلم من الاخرين و ليس في هذا ما يمكن ان يغضب الناس او يثير حفيظتهم كل ما نسعى اليه تهيئة المواطن للاختيار الافضل  . -هل فوجئ منصف المروزقي بعد عودته بان شعبيته محدودة جدا بين التونسيين  وان الكثيرين لا يعرفون عنه القليل او الكثير ؟ -لا اود الحديث عن شعبية الاشخاص هذه مسالة ستحسم في الانتخابات المقبلة وستعطي لكل شخص وزنه الحقيقي و موقعه .المهم الان ان يتولى كل طرف القيام بواجبه فنحن في مرحلة بناء للاجيال القادمة على هذه الارض التي استعرناها من ابائنا و اجدادنا و سنعيدها الى ابنائنا .لذلك لا بد من بناء نظام سياسي واصلاح كل المؤسسات بما في ذلك الامن والقضاء والتعليم والصحة  وغيرها .ليس هناك وصفة جاهزة و من يدعي ذلك يغالط الناس اما تقديم الوعود فاعتبره ضحك على الذقون لا بد ان تكون هناك اهداف سياسية واضحة ومنظومة سياسية تحمي البلاد من عودة الاستبداد و اصلاح الانظمة الاجتماعية التي يتوقف عليها حياة الناس علينا ان نبدا لتشخيص الوضع القائم و هذا لا يكون بعمل  برامج الاحزاب و لكن انطلاقا من برامج وطنية تشخص الواقع .شخصيا لست مستعدا الآن للدخول في حملة انتخابية وتقديم الوعود اذ لا بد ان يرتبط ذلك بامكانية تلبية تلك الوعود . -كيف ينظر منصف المرزوقي الطبيب والحقوقي والسياسي الى المشهد السياسي بعد غياب طويل عن البلاد ؟ -تونس في حالة غيلان وهيجان وهذه حالة صحية .نحن شعب حيوي يمر بمرحلة حرية لا تخلو من الفوضى التي تحمل في طياتها الكثير من البوادر .ظاهرة الاحزاب الكثيرة لا يجب ان تزعجنا الاحزاب السياسية التي هي بصدد تنظيم صفوفها وهذا جزء من البناء.وفي اخر المطاف يجب القبول بهذه المرحلة الانتقالية .افضل ان تكون تونس في سفينة تواجه العواصف العاتية على ان تكون هادئة على ترعة متعفنة.شعبنا لديه طاقات ستؤهله لتحقيق الكثير . -اشرت الى دور الاحزاب في اعادة البناء فهل تعتقد ان هناك مجال للحزب الحاكم  في النظام السابق لاعادة تنظيم صفوفه ؟ -الحزب الحاكم في النظام السابق كان تجمعا للانتهازيين ولذلك حرق الشعب مقراته وتمسك بحله  و لكن اقول اذا كان هناك ناس بورقيبيين يريدون احياء حزب او احزاب لا ارى مانعا في ذلك ولكن  يجب على تلك الاحزاب ان تعول على نفسها في التمويل وان  تتقدم الى الساحة بوجه مكشوف لتقدم افكارها وتدافع عنها ولا مجال للانتهازيين الذين يعيشون على حساب الدولة وعلى حساب الشعب حزب التجمع  بشكله ووجوهه التي كان عليها مرادف للمخابرات يجمع عصابة مفسدين و يجب حله نهائيا وعدم السماح له مطلقا بالنشاط الذي كان يقوم به . -وكيف تنظر الى حزب النهضة  بعد حصوله على التأشيرة القانونية والمخاوف التي اثارها لدى شريحة واسعة من التونسيين ممن قد يرون في ذلك تراجعا  لكثير من الحقوق بينها حقوق المرأة ؟ -حزب النهضة له حق في الوجود طالما التزم بالديموقراطية والتعددية الفكرية والمساواة بين الرجل والمرأة .لا اريد الدخول في محاكمة للنوايا  و لكن اذا حاد حزب النهضة عن هذا الطريق لن نتردد في  مواجهته في نقاش سياسي وسنقف بالمرصاد لكل الاحزاب السياسية المناهضة للديموقراطية اسلامية كانت او غير اسلامية .هناك احزاب علمانية مناهضة للديموقراطية  ايضا ويتعين عليها ان تتعلم ان الخط الاحمر يجب ان يكون سياسيا وليس عقائديا والذين سيقفون ضد الديموقراطية يعني انهم يدفعون الى الاستبداد و في داخل الخط الذي يجمع الاحزاب الديموقراطية مكان للتواصل والبحث عن القوائم المشتركة.شعارنا لا للحزب الواحد و ان نتعلم ان تونس للجميع و ان نبني حكومة وحدة وطنية تجمع كل الاطراف و لا تكون دولة الحزب الواحد او شخص تنبذ الاقصاء وترسخ عقلية حكومات الوحدة الوطنية.لا احبذ فكرة ان يتولى حزب الاغلبية في البرلمان تشكيل الحكومة ,آن الاوان للخروج من الاحادية انا متشدد الى ابعد الحدود عندما يتعلق الامر بعودة الدكتاتورية قاسينا طويلا من الاحادية ولابد من العمل في اطار مغاير . -هل تعتقد ان المجتمع المدني قادر اليوم على التصدي لكل المخاطر التي يمكن ان تهدد الديموقراطية الناشئة؟ -اعرف المجتمع المدني جيدا من الداخل منذ كنت في الرابطة وخلال الثمانينات والتسعينات ظل المجتمع المدني من اقوى المجتمعات المدنية في العالم العربي, ورغم الدكتاتورية فقد انهك السلطة وفضحها, لدينا ارضية مهيأة للعمل في هذا الاطار والمجتمع المدني مستعد للنضال ولديه خبرة واسعة معززة اليوم بالحرية وعلى الحكومة ان تشجع نسيج المجتمع المدني وتعتبره اولوية وان تتوقف على التعامل مع المجتمع المدني كعدو او منافس لها ولكن كشريك … -الا يمكن ان يكون في  ذلك خطرعلى الحد من دور المجتمع المدني كمراقب للحكومة و لادائها ؟ -الحكومة لا يمكنها ان تراقب الفساد في كل مكان ولا ان تنتبه للخروقات في مجال حقوق الانسان و التعذيب وغيرذلك و لا بد اذن من بناء علاقة مختلفة بين الحكومة والمجتمع المدني فتكون شريكا و لكن دون ان تتحول الى موظف لدى الحكومة و في كل الاحوال فان الحكومة لا يمكن ان تسلب ارادة الاف من نشطاء المجتمع المدني . -هناك من يتهم منصف المرزوقي بمعاداة المراة  فماذا تقول في ذلك عشية اليوم العالمي لحقوق الــــمـــــراة؟ -هذه تهمة اخرى اضيفها الى بقية الاتهامات التي سمعتها منذ عودتي وهي كوني ملحد واني خوانجي وانني ضد السواحلية ايضا ,يمكن العودة الى مقال كنت كتبته في جريدة الصباح في الثمانينات في هذا الاطار تحت عنوان « دفاعا عن مريم و نادية « وضعت فيه افكاري حول حقوق المراة ووقفت فيه ضد الاسلاميين الذين كانوا يريدون مراجعة مجلة الاحوال الشخصية .هناك حملة ضدي وهي حملة سخيفة ومسمومة كنت دوما مع المساواة المطلقة بين الرجل و المراة وفي 1995 كنت اول من امضى على وثيقة المساواة في الارث بين الرجل والمراة وعندما نظمت في 2003  في اكس ندوة مع الاحزاب السياسية كان موضوع النقاش المساواة بين الرجل والمراة . -كيف تفسر تردد الموقف الرسمي العربي لافقط في تاييد التحول التاريخي في البلاد ولكن حتى في تقديم الدعم الانساني المطلوب في مواجهة ازمة الاجئين على الحدود بين تونس وليبيا ؟ -هناك موقفان في الحقيقة اما الاول فيتعلق بموقف الشعوب التي رددت شعارات الثورة التي انطلقت من تونس وفي مصر كما في غيرها ردد الناس شعارالتونسيين الشعب يريد اسقاط النظام في اليمن المتظاهرون رددوا حماة الحمى اذن الشعوب العربية تنظر الى تونس وتتطلع الى تكرار ثورتها ولكن الدكتاتوريات العربية خائفة من النموذج التونسي والشيء من مأتاه لا يستغرب وكلهم مهددون . وبالنسبة لجامعة الدول العربية فهي ناد للدكتاتوريين وكذلك الشان بالنسبة لمجلس وزراء الداخلية والاعلام العرب واتحاد الصحافيين العرب. -و أي مستقبل امام هذه الثورات التي تجتاح العالم العربي ؟ في اعتقادي لا بد من مشروع اتحاد عربي على غرار الاتحاد الاوروبي تجمع الديموقراطيات العربية ملكية كانت او جمهورية في اطار اتحاد فيدرالي رسمي يضمن حرية التنقل بين الافراد  والمجتمعات ولابد للمثقفين والسياسيين العرب ان يعملوا على تحقيق الاستقلال الثاني وفتح المجال امام الانتماء العربي على غرارالاتحاد الاوروبي واعتقد ان وجود انظمة ديموقراطية سيحل المشاكل العالقة بين المغرب والجزائر . هذه الثورة العربية فتحت افاقا جبارة لعودة الحياة الى الشعوب وعودة الامة الى ساحة القرار. واعتبر ان مستقبل تونس في بعدها العربي وستون قاطرة للديموقراطية في الاتحــاد العربي. -في خضم هذه الثورات غابت القضية الفلسطينية وتراجعت في اهتمامات الاعلام الدولي فيما تفاقمت انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي فاي تاثير للثورات العربية على القضية الفلسطينية ؟ -صحيح ان الثورة العربية غطت على فلسطين التي تشهد فظاعات يومية تماما كما ان ثورة مصر غطت على الثورة في تونس واليوم فان الثورة في ليبيا تستاثر بالاهتمام و تغطي على الحدثين و لكن في اعتقادي ان المعطيات ستتغير طال الزمن او قصر ومصر ستخرج من اتفاقيات كامب دايفيد .والغرب بدوره سيضطر لمراجعة سياسته المبنية على الازدراء والتطاول في التعامل مع العرب .هناك اليوم في فلسطين ثورة معلنة ضد الفساد وثورة ضد الاحتلال و سيكون هناك تداعيات كبيرة في المنطقة يجب انتظارهــا . -ومـــــاذا عن العلاقة مع الغــــــرب؟ الغرب في تقييمي ثلاثة انواع هناك غرب القيم والحداثة الذي يتعين علينا ان ننهل منه كما نهل منا عندما كان لنا باع في العلوم حتى نصبح قادرين على انتاج العلوم وهناك غرب المجتمعات المدنية التي ساندتنا ضد الاستعمار وضد الدكتاتورية هناك في الغرب دول راهنت على الدكتاتورية و لكن الدول الاسكندنافية لم تكن  كذلك وعلينا ان نفهم ذلك عناك دول فوجئت بالثورة و هي ليست مرتاحة لذلك ساركوزي قال ان ما حدث سياتي بمزيد الدكتاتوريات وهو رجل غير سعيد بما حدث لذلك لا بد ان تكون مواقفنا واضحة للدفاع عن مصالحنا ووقف ما جنته بعض الانظمة الغربية من المافيا التي سرقت البلاد نريد ان نكون دول مستقلة في قرارها .ويبدو اننا في مرحلة بدات فيها الديموقراطية شمال المتوسط مرحلة الخريف ولكنها في جنوب المتوسط ثورة تستعيد شبابها (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 08 فيفري 2011)
 


السواحل التونسية تشهد موجة جديدة من الهجرة غير الشرعية بإتجاه إيطاليا


تونس, تونس, 8 (UPI) — تشهد السواحل التونسية موجة جديدة من الهجرة غير الشرعية بإتجاه جزيرة « لامبيدوزا » الإيطالية، هي الثانية من حيث حجم عدد المشاركين فيها منذ فرار الرئيس المخلوع بن علي إلى السعودية في الرابع عشر من شهر يناير/كانون ثاني الماضي. وذكرت مصادر إعلامية تونسية اليوم الثلاثاء إن هذه الموجة الجديدة بدأت قبل ثلاثة أيام،إنطلاقا من شواطئ محافظات مدني، جنوب البلاد، وصفاقس، جنوب شرق، ونابل، شمال شرق، فيما أعلنت وزارة الداخلية التونسية عن إحباط محاولتين جديدتين للهجرة غير الشرعية. ووفقا للمصادر نفسها، فقد تمكن نحو 1400 مهاجر تونسي غير شرعي خلال يومي السبت والأحد الماضيين من الوصول إلى جزيرة « لامبيدوزا » الإيطالية على متن زوارق ومراكب صيد أبحروا بها من شواطئ تونسية. وفي غضون ذلك، قالت وزارة الداخلية التونسية إن وحدات من الحرس الوطني (الدرك) تمكن ظهر الأمس الإثنين من إحباط محاولتين للهجرة غير الشرعية،شارك فيهما 18 شابا تونسيا. وأوضحت أن عملية إحباط المحاولتين الجديدتين تمت قبالة سواحل مدينة منزل تميم من محافظة نابل الواقعة على بعد نحو 60 كيلومترا شمال شرق تونس العاصمة. وكانت السواحل التونسية شهدت خلال الأسبوع الأول من شهر فبراير/شباط الماضي موجة غير مسبوقة من الهجرة غير الشرعية بإتجاه السواحل الجنوبية الإيطالية،حيث وصل أكثر من 6 آلاف مهاجر تونسي غير شرعي إلى جزيرة « لامبيدوزا » بعد ثلاثة أيام من فرار الرئيس المخلوع بن علي. وكادت تلك الموجة أن تتسبب في أزمة سياسية بين تونس وإيطاليا، وذلك في أعقاب إعلان وزير الداخلية الإيطالي روبرتو ماروني أنه سيطلب « السماح للقوات الإيطالية بالتدخل في تونس لوقف عمليات تدفق المهاجرين غير الشرعيين ». وقد ردت عليه الحكومة التونسية المؤقتة في نفس الوقت بالتأكيد على لسان الناطق الرسمي بإسمها الطيب البكوش بالقول إن »الشعب التونسي يرفض أي حضور عسكري أجنبي على أراضيه »،فيما حذرت أحزاب سياسية من مغبة أي تدخل عسكري أجنبي في تونس. في المقابل، لم تتردد بعض الأطراف السياسية والحقوقية التونسية إلى الحديث عن مخطط لتشويه « الثورة في تونس »،من خلال دفع الشباب إلى الهجرة ،وبالتالي القول إن شباب تونس يخشى من الثورة التي لم تفتح أمامه أبواب الأمل في المستقبل. غير أن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، أكدت تحقيقا ميدانيا أجرته بالتعاون مع منظمات حقوقية أخرى، أثبت أن تلك الموجة هي « ظاهرة محلية لعبت فيها الظروف الإقتصادية والإجتماعية التقليدية دورا هاما ».  
 
(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 8 مارس 2011)


دفاعا عن « المجلس الوطني لحماية الثورة، دفاعا عن جبهة 14 جانفي، دفاعا عن الثورة : من هم دعاة الركوب على الثورة؟

ردّ على مقالة الأستاذ فاخر القفصي الصادرة بجريدة الصباح 3 مارس 2011


سقطت حكومة الغنوشي يوم الأحد 27 فيفري وأدّى سقوطها فيما أدّى إلى قيام حملة هوجاء ضد « المجلس الوطني لحماية الثورة ». واستقبلت وسائل الإعلام السمعية والبصرية والمقروءة وصفحات « النات » كمّا هائلا من النقود والشتائم والسبّ الموجّه ضدّ المكونات الجمعياتية والحزبية التي يحتضنها المجلس الوطني لحماية الثورة.
لمعرفة من يقف وراء هذه الحملة المسعورة تجب الملاحظة أنها تزامنت مع تحرّكات في بعض الشوارع والمدن بقيادة بقايا التجمع وميليشيات النظام القديم التي لم تكتف بالمطالبة بعودة الغنوشي بل نظمت أعمال العنف والحرق والتخريب لترويع المواطنين. ولعلّ أبلغ ما حدث ما جدّ في مدينة قصرهلال. ما حدث في قصرهلال هو تعبيرة واضحة لما حدث في كامل البلاد منذ استقالة الغنوشي: تجمعات تدعو إلى عودة حكومته وتطالب بفك اعتصام القصبة وأعمال تخريب وعنف أينما أمكن ذلك لميليشيات التجمع وحملة إعلامية ضد مكونات المجلس الوطني لحماية الثورة وخاصة ضد إتحاد الشغل وضد ح زب العمال وممثله حمّة الهمامي.
هكذا يبدو تقاسم الأدوار بين بلطجية التجمع في الشوارع والكم الهائل من الأصوات التي احتلت وسائل الإعلام وركزت تشويهاتها ضد قوى الثورة. ولكن الجميع لا يدرك اليوم بوضوح ممّن تتركّب قوى الثورة المضادة. فإلى جانب بقايا التجمع جاءت التعزيزات من صفوف ما تبقى من الأحزاب الكرتونية حليفة نظام بن علي المنهار. بعض رموز هذه الأحزاب التجأ إلى اجتماعات المنزه والمنار والقبّة ليدّعي الحديث باسم « الأغلبية الصامتة » أي في الواقع باسم الأقلية الانتهازية التي كانت تدعم بن علي ونظامه والتي توارت عن الأنظار وأجبرتها الثورة على الاختفاء والصمت.
إلى جانب ميليشيات التجمع وبقايا الأحزاب الكرتونية تتضخم قوى الثورة المضادة بالعناصر المنتمية لـ »حركة التجديد » وحزب نجيب الشابي الذين ثارت ثائرتهم بسقوط حكومة الغنوشي وفقدانهم لكراسيهم الوزارية.
ومع الأسف أن بعض الوجوه المحسوبة على الديمقراطية والتقدمية اختارت في هذا الظرف بالذات مهاجمة القوى الثورية تحت تعلاّت مختلفة وتركت جانبا الصراع المبدئي والضروري ضد حكومة الغنوشي والتجمع ومليشياته والبوليس السياسي وقد سخّرت بذلك أصواتها وأقلامها لمحاربة هذا أو ذاك من مكونات المجلس الوطني لحماية الثورة. الغباء الذاتي أيضا دفع بهذه الوجوه إلى المساهمة في خلق حالة من الضوضاء والغموض السياسي سهلت أعمال العنف والتخريب التي ذهب ضحيتها مواطنون عاديون ومناضلون مثلما حدث في مدينة قصرهلال أين يصارع الموت الطالب أحمد أمين بن علي أحد مناØ �لي الإتحاد العام لطلبة تونس الذي كان ضحية لاعتداء همجي من قبل مليشيات التجمع.
هكذا ضمت قوى الثورة المضادة خليطا هائلا من أنصار النظام القديم ومليشياته وبقايا الأحزاب الكرتونية المندثرة وأحزاب المعارضة اللبرالية التي شاركت في حكومة الغنوشي ورهط من الذوات المتفاقمة النرجسية لتلتقي كلها موضوعيا في خندق واحد وليصب فعلها السياسي في مصب واحد ألا وهو الدفاع على ما تبقى من نظام الديكتاتورية.
لنأتي الآن إلى الإنتقادات التي وجهت إلى المجلس الوطني لحماية الثورة.
يشترك في صياغة هذه الإنتقادات كل من دافع عن حكومة الغنوشي و »الشرعية الدستورية ». فمواجهة مجلس حماية الثورة يهدف في آخر التحليل إلى تفكيك وحدة الحركة الديمقراطية في مواجهة بقايا النظام الديكتاتوري وتشتيت صفوفها بإشعال حرب بسوس بين فصائلها، حرب عنونها الكل ضد الكل. لقد تكفل البعض بالتشكيك في وجود حركة النهضة داخل المجلس، وتكفل البعض الآخر بإعلان الحرب ضد اتحاد الشغل وأمينه العام وطعن البعض الآخر في تواجد « الوطنيون الديمقراطيون » وتيارات البعث وتقوم شلة أخري بسب وشتم حزب العمال، وهكذا دواليك. إن الهدف السياسي لدى كل خصوم مجلس حماية ال ثورة، عدى دفاعهم المعلن وغير المعلن عن حكومة الغنوشي وعن الشرعية الدستورية البائدة، هو ضرب وحدة الحركة الديمقراطية والثورية حتى تبقى مشتتة الصفوف ودون برنامج سياسي يقودها وتستنير به الجماهير في التصدي لمخططات ومناورات قوى الثورة المضادة.
أولا: استقلالية المنظمات؟
الكثير من منتقدي تركيبة مجلس حماية الثورة ركزوا على ضرورة أن تبقى المنظمات حيادية وخارج كل تحالف سياسي وأن لا تنخرط في أعمال مشتركة مع أحزاب سياسية بتعلة الحفاظ على استقلاليتها. اعتمادا على ذلك جاءت الهجمات ضد الرابطة التونسية لحقوق الإنسان وضد جمعية المحامين وضد جمعية القضاة وضد الإتحاد العام التونسي للشغل. وفي الواقع أصحاب هذه الانتقادات لم يبلوروا انتقاداتهم من باب الصدق والنزاهة أو الحرص على استقلالية المنظمات. هدفهم من ذلك هو إضعاف الجبهة الواسعة التي تمّ تحقيقها داخل المجلس ضد حكومة الغنوشي وتوجهاتها السياسية وهم يحبذون Ù �و انساقت هذه المنظمات وراء حكومة خيانة الثورة أو على الأقل أن تبقى في مواقع الحياد بينما تهدد القوى المضادة بتصفية الثورة وتركها في مرحلة الحد الأدنى الذي يسهل الالتفاف عليه فيما بعد.
والحقيقة أن المسائل العالقة بمصير الثورة ونتائجها، من ذلك حل التجمع ومحاسبة ومحاكمة المتسببين في سرقة أموال الشعب وتقتيل أبنائه وحل البوليس السياسي، ذراع الديكتاتورية القمعي، وتحرير القضاء وإستقلاليته وانتخاب جمعية تأسيسية هي التي حسمت الصراع السياسي داخل أغلب المنظمات. هذا الصراع اختزلته في الأيام الأخيرة الموقف من حكومة الغنوشي بين مناصر لها ومعارض. لقد فشل أنصار الغنوشي وأنصار الأحزاب اللبرالية المتحالفة مع بقايا النظام القديم هذا الصراع السياسي داخل أغلب المنظمات والجمعيات لذلك طالبوا بحيادها وعدم انخراطها في تحالف سيا سي. المثل الشعبي يقول في هذا الباب « إلي ما يلحقش النخلة إيقول صيش ».
يجب أن نذكرّ بأن المنظمات التي انخرطت في مجلس حماية الثورة قامت بذلك في إطار احترام استقلالية قرارها أي أن أحدا لم يجبرها على ذلك بقطع النظر عن صحة موقفها أو خطئه. بهذا المعنى يمكن القول أن الرابطة التونسية لحقوق الإنسان مثلا، التي اتخذت قرارها بالمشاركة في مجلس حماية الثورة من هيئتها المديرة، ليست أقل استقلالية في قرارها عن « جمعية النساء الديمقراطيات » التي حبذت البقاء خارج المجلس. هذه الجمعية كانت لها أولويات سياسية أخرى. وهذا الأمر ينطبق على جمعية القضاة والمحامين والإتحاد العام التونسي للشغل. بل يمكن الجزم أن الجمعيات القليلة Ø �لتي بقيت خارج مجلس حماية الثورة يهيمن داخلها الموقف السياسي الأقرب إلى تواصل حكومة الغنوشي. فأنصار التجديد وحزب نجيب الشابي متواجدون في أغلب المنظمات ولهم تأثيرهم داخلها.
إن تحالف المنظمات والأحزاب هو دليل على تقدير سليم للمخاطر التي تتهدد الثورة كما هو برهان على النضج سياسي لأصحابه، نضج لم تعرفه تونس في تاريخها النضالي من قبل. ولقد كنا دوما خلال عهد الديكتاتورية ندعو إلى توحيد صفوف الحركة الديمقراطية والثورية وهاهي ثورة شعبنا تتيح لنا ذلك. ومثل هذه التحالفات التي تجمع في صلبها الأحزاب والجمعيات ليست بدعة تونسية. ومعروف العمل بها في تجارب الثورات وحتى في فترات الصراع السياسي السلمي بما في ذلك داخل أكثر الدول ديمقراطية.
إن الأمر الأهم في الوضع الراهن لا يتمثل في الدفاع عن نوع من الاستقلالية الوهمية للمنظمات والجمعيات. ونقول وهمية لأن مثل هذه الإستقلالية لا معنى لها سياسيا غير مهادنة بقايا النظام الديكتاتوري وترك السلطة وجهاز الدولة بيديها تتحكم به كما تشاء وتناور كما يحلو لها. وليس الوضع وضع « توخي مبدأ الحياد والتسامي عن الصراعات » بقدر ما هو وضع يتطلب الدفاع عن الثورة وعن ديمقراطية فعلية وعن حريات كاملة وواسعة. لأن أكبر الضمانات لحماية استقلالية القرار داخل المنظمات والجمعيات هو الانتهاء من نظام التجمع والبوليس السياسي وانتصار الثورة انتصارا كØ �ملا. إن الذين يدافعون عن حياد المنظمات بينما تتلقى الثورة الضربات القاسية من عنف وتخريب وقتل ودسائس ومناورات، هم من أنصار الثورة المضادة شاءوا ذلك أم أبوا. هذا إن لم يكونوا من أنصار الغباء السياسي، وذلك مهما أبدوا من حسن النوايا، لأنهم من دعاة تفرقة وتشتت القوى الديمقراطية والثورية ديدنهم في ذلك إشعال نار الفتنة وحرب الكل على الكل.
ثانيا : السكتارية والإقصاء؟
الغريب أن أعداء تقارب المنظمات والأحزاب داخل مجلس حماية الثورة يطالبون المنظمات بتركه والخروج منه وفي نفس الوقت يوجهون إلي أنصاره تهمة الإقصاء ومحاولة الإنفراد بالقرار السياسي.
إن تهمة الإقصاء هذه خرقاء ومردودة على أصحابها. فمن ناحية يرفض أصحابها الدخول لمجلس حماية الثورة ومن ناحية ثانية يتهمون مكوناته بالإقصاء ومن ناحية ثالثة يستنكرون أحقية التواجد في داخله لهذا الطرف السياسي أو ذاك. بعضهم يستنكر تواجد حركة النهضة والبعض يستنكر تواجد الحركات البعثية والبعض الآخر يندد بمكونات جبهة 14 جانفي وهكذا دواليك. إن مجلس حماية الثورة لم يُقص أيّا كان من دخوله. لقد وُجّهت الدعوة لكل الأحزاب والحركات والمنظمات ما عدى التجمع والأحزاب الكرتونية التي كانت سندا وديكورا لديكتاتورية بن علي. لقد ضمّ المجلس في صفوفه 28 مكون ة جمعياتية وحزبية ولم تعرف تونس في تاريخها قط مجلسا بمثل هذا الاتساع والإجماع، زيادة على أنه احتضن أكبر الأحزاب المعارضة لديكتاتورية بن علي وأصغرها وأكبر الجمعيات وأصغرها التي وقفت طويلا في وجه الاستبداد السياسي. ورفضت حركة التجديد وحزب نجيب الشابي دخول المجلس بعد مشاركتهما في النقاشات الجارية لتكوينه بموجب الخلاف المبدئي حول صفته الاستشارية أو التقريرية في علاقته بحكومة الغنوشي التي لا شرعية لها ولا شعبية. ودافع ممثلي التجديد وحزب نجيب الشابي على الصفة الاستشارية أي أن يخضع مجلس حماية الثورة لحكومة الغنوشي وأن يكتفي بإبداء رأيه دون ص لاحيات تذكر، واقترح الرئيس المؤقت فؤاد المبزع أن يقوم شخصيا بتعيين عشر أعضاء داخله وتعين رئيسه وخضوعه لحكومة الغنوشي. أي أن أحمد إبراهيم ونجيب الشابي والمبزع كانوا على نفس الموقف المتمثل في « التشليك » السياسي لمجلس حماية الثورة. ولم يبق خارج المجلس إلا « جمعية النساء الديمقراطيات » و »مجلس الحريات » لا بسبب الإقصاء ولكن بمحض اختيار ممثلي هاتين الجمعيتين البقاء خارجه. أمّا في خصوص تمثيل الجهات فلم يكن في المقدور انتظار انتخاب ممثليهم الأمر الذي يتطلب شيئا من الوقت وإنما تُرك الباب مفتوحا حتى يلتحق به تدريجيا كل ممثلي الجهات.
أين هي السكتارية إذا وأين هو الإقصاء الذي يتشدّق به البعض وكيف يمكن القبول بتشويهاتهم التي تتهم مجلس حماية الثورة بأنه مجلس أقصى اليسار وأقصى اليمين؟
إن ألد أعداء هذا المجلس هم بقايا التجمع ومن تحالف معهم داخل حكومة الغنوشي من الأحزاب التي خانت الثورة والذين ترتعد فرائصهم من مشهد السقوط الكامل لنظام الدكتاتورية. ولكن من خصومه أيضا البرجوازية الكبيرة التي كانت السند الاجتماعي والعضوي لحكم بن علي والتجمع، دون أن ننسى بعض النوايا الحسنة من دعاة الحياد و »التسامي عن الصراعات ». هذا ما يفسّر حملة التشوهات التي تصاعد نسقها في الأيام الأخيرة ضد مجلس حماية الثورة ومباشرة بعد استقالة الغنوشي. وتبع الحملة الإعلامية ضد المجلس وضد جبهة 14 جانفي أعمال العنف والتخريب وتجمّعات ميسوري الحال في Ø �لمنزه والمنار والقبة الذين ثارت ثائرتهم وخرجوا عن صمتهم أمام مشهد انهيار حكومة الغنوشي وخطر إمكانية التوافق بين الوزير الأول الجديد ومجلس حماية الثورة. وتخفى كل هؤلاء وراء يافطة « الأغلبية الصامتة » أي الأقلية الداعمة لحكومة الثورة المضادة والتي لم تخرج من صمتها إلا بعد مداهمة الخطر لمعاقلها.
والمضحك أن هذا الرهط من البرجوازيين كانت أول مساهمة سياسية لهم في ثورة الشعب اغتصاب إرادة الجماهير باغتصاب صفة « الأغلبية الصامتة » والإدعاء الزائف بأنهم يمثلون أغلبية الشعب التونسي. إن الإدعاء بأن أغلبية الشعب التونسي كانت صامتة أو أنها كانت وراء حكومة الغنوشي هو إدعاء أخرق. لقد تناسى أصحاب مقولة « الأغلبية الصامتة » بسرعة مذهلة أين كانت أغلبية الشعب التونسي يوم الجمعة 25 فيفري. ثلاث مائة ألف متظاهر على الأقل خرجوا في مسيرات لا مثيل لها في تاريخ تونس تبنوا نفس مطالب معتصمي القصبة أي رحيل حكومة الغنوشي وحل التجمع وحل البوليس السياسي وح ل المؤسسات الصورية من مجلس النواب ومجلس المستشارين وإبطال العمل بدستور الديكتاتورية وأخيرا انتخاب جمعية تأسيسية. وهي نفس المطالب التي صاغتها أرضية جبهة 14 جانفي منذ يوم 20 جانفي تاريخ تأسيسها. بعد مسيرات بهذا الحجم يتحدث برجوازيو المنار والمنزه والقبة والغنوشي عن « أغلبية صامتة » والحقيقة أنه كان من الأجدر بهم أن يتحدثوا عن أقليتهم، أقلية من أصابهم الصمّ والعماء السياسي.
ثالثا: كل السلطات لمجلس الثورة؟
الإدعاء بأن مجلس حماية الثورة طالب بكل السلطات التنفيذية والتشريعية هو أيضا افتراء وتشويه لأهدافه ولأرضيته السياسية. لقد طالب المجلس بلعب دور الرقيب على الحكومة المؤقتة أكانت حكومة الغنوشي أو أي حكومة أخرى. ولا يمكن لمجلس حماية الثورة أن يلعب دور الرقابة هذا دون أن تكون له صفة تقريرية بحيث تضطر الحكومة المؤقتة إلى التشاور وإلى التوافق معه في المساءل المصيرية والمتعلقة بالفترة الانتقالية. وهذا يعني عمليا أن المجلس يطالب بجزء من السلطة السياسية لا كل السلطة كما يدعي خصومه. وهذا الأمر ضروري لحماية مسار الثورة والتصدي لقوى الثورة اÙ �مضادة. أين تكمن الضرورة في ذلك؟ في كون قوى الثورة المضادة وبقايا النظام القديم هي الماسكة حاليا بدواليب الدولة وبجهاز الإعلام وبجهاز القضاء وبجهاز الأمن بما في ذلك البوليس السياسي الذي يحرص الباجي قائد السبسي على صيانته.
الرقابة الشعبية على كل حكومة مؤقتة يمكن أن تمارس من جهتين. الجهة الأولى هي رقابة الشارع والمواطن والجهة الثانية هي رقابة المجتمع المدني المتمثل في الجمعيات والأحزاب السياسية التي قاومت الديكتاتورية ولم تكن سندا لها. إن مجلس حماية الثورة وممثليه في الجهات هو الذي يحتضن اليوم المجتمع المدني التونسي: الرابطة التونسية لحقوق الإنسان وجمعية القضاة وجمعية المحامين والإتحاد العام التونسي للشغل والإتحاد العام لطلبة تونس وباقي الجمعيات وأكبر وأصغر الأحزاب السياسية. ثم إن أبواب المجلس مفتوحة لمن بقي خارجه من الأحزاب والجمعيات، زيادة علÙ ‰ أن الأحزاب والجمعيات التي بقيت خارج المجلس إنما تعد على أصابع اليد الواحدة. لذلك لا نرى أي تناقض بين اعتصام القصبة ومسيرات 25 فيفري التي طالبت بسقوط حكومة الغنوشي وبمجلس تأسيسي وبين مجلس حماية الثورة الذي يطالب بمراقبة أي حكومة مؤقتة تتولى الإعداد لانتخاب المجلس التأسيسي انتخابا تتوفر فيه مقومات الحرية والديمقراطية.
ماذا يعني بقاء مجلس حماية الثورة خارج كل سلطة ودون صلاحيات تقريرية ودون صلاحيات رقابة كما يدعو إلى ذلك خصومه؟ إنه يعني ببساطة أن تبقى كل السلطات التنفيذية والتشريعية بيد حكومة مؤقتة لا يوجد في صلبها ثوري واحد، حكومة لا يوجد في صلبها رجل واحد عارض أو ناضل ضد ديكتاتورية بن علي وعائلات الفساد! وتريدوننا أن نقبل بمثل هذه الحكومة وأن يعطيها الشعب الثائر وشعب الشهداء ثقته ودعمه لاستكمال وصيانة ثورته؟!
« ان الثورة يحميها من قاموا بها »، هذا ما يقوله بعض خصوم مجلس حماية الثورة ونحن متفقون معهم على هذا الأمر، تمام الاتفاق. ولكن دعنا نوضح الأمر. أولا مجلس حماية الثورة هو الوليد السياسي الشرعي للثورة. أغلب مكوناته ساهمت في النضال ضد نظام الاستبداد وكانت محلّ قمعه وبطشه. ثانيا هل يمكن اعتبار محمد الغنوشي الوزير الأول السابق وفؤاد المبزع رئيس البرلمان الصوري الذي زوّر واغتصب إرادة الشعب والباجي قائد السبسي الوزير الأول الحالي ومن لف لفهم من حماة الثورة، هل قاموا بهذه الثورة؟ أليس هؤلاء هم رجالات ديكتاتورية بن علي وديكتاتورية بورقيبة، أليس هؤلاء هم ديناصورات العهد البائد؟!
ولكن انتهازيي الأمس كما انتهازيي اليوم يحبذون أن تبقى كل السلطات، التنفيذية والتشريعية بيد هؤلاء لا مراقب ولا حسيب. أمّا أن يكون جزء من هذه السلطة بيد أبناء الشعب وأبناء الثورة فذلك أمر مزعج ومخيف!
رابعا: الوصاية والركوب عل الثورة؟
إن أبخس الاتهامات والتشويهات التي وجهت لأنصار مجلس حماية الثورة وخاصة لأنصار جبهة 14 جانفي هي تلك الاتهامات التي تدعي وصايتهم على الثورة وركوبهم عليها. وينصحنا البعض بـأن نتفضل بعدم استعمال « الخطاب الثوري للركوب على الثورة » وأن لا نشكك في « شرعية الحكومة بتكوين مجلس مصطنع يفتقد لأي شرعية » وبأن نقبل بـ »الشرعية الدستورية » « أداتنا » لـ »الديمقراطية والحرية » « في المرحلة الانتقالية ». ويرى أصحاب هذه التشويهات أن مناضلي الأطراف المكونة لمجلس حماية الثورة ولجبهة 14 جانفي لم يكن لهم دور أو تأثير في الثورة ولكن ذلك لم يمنعهم من تجميع كل أقلامهم وكل حقدهم وغضبهم ضد هؤلاء المناضلين.
والمغالطات هنا لا تحصى.
أولا ثورة الشعب التونسي لم تأت من لا شيء وليست طفرة داروينية ولا لغزا عصي الفهم، هي نتيجة تراكم تضحيات أجيال من المناضلين السياسيين والنقابيين والحقوقيين والطلبة. هؤلاء كانوا دوما في صلب الثورة وفي مقدمة النضال ضد الديكتاتورية وتحمّلوا أعباء ذلك طيلة عقود كاملة وساهموا من موقعهم في تراكم الغليان والحقد الشعبي على نظام الاستبداد والفساد. هؤلاء هم الذين انخرطوا في الثورة منذ بدايتها في الحوض المنجمي. هؤلاء هم الذين وقفوا إلى جانب انتفاضة سيدي بوزيد منذ اليوم الأول من قيامها.
نحن نسأل خصومنا من الأطراف المكونة لمجلس حماية الثورة ولجبهة 14 جانفي لم يتعرّض إلى قمع البوليس السياسي والمحاكمات والسجن والتشريد والتعذيب وحتى القتل في زنزانات الداخلية؟! تتهموننا بركوب ثورة الشعب التونسي، قولوا لنا إذا من كان في سجون بن علي إلى حد يوم 14 جانفي وحتى بعده ومن شمل العفو التشريعي العام ومن عاد من ديار التشريد بعد 14 جانفي؟!
هذه المكونات السياسية والجمعياتية هي جزء لا يتجزأ من ثورة الشعب التونسي ولها أحقية دفعها والدفاع عنها وأغلب هذه المكونات لم تنتظر لا تأشيرة وزارة الداخلية ولا « الشرعية الدستورية » لنظام بن علي لتنخرط في نضال الجماهير. ولكن الثورة بطبيعتها، في تونس، كما في كامل الأوطان وعبر التاريخ، لها قوانينها. فلا تخضع لجدول أعمال الأحزاب والمنظمات ولا لتخطيط هذا الزعيم أو ذاك.
ثانيا خصومنا يقبلون بالشرعية الدستورية، شرعية النظام البائد لتحقيق مهام الثورة. خصومنا يسمحون لحكومة الغنوشي ولفؤاد المبزع ورشيد عمار أن تتكلم باسم الثورة ويعيبون ذلك علينا، على من قضى عمره في التحضير لها ودفع من أجلها أغلى الأثمان. ثم يتهموننا بالإقصاء. أليس ذلك من قبيل المهازل؟!
نحن نسأل خصومنا: من له أحقية الدفاع عن الثورة، أهم اللذين حكموا البلاد طيلة عقود مع بن علي وعائلات الفساد وحتى الذين حكموا مع بورقيبة، أم اللذين دخلوا البرلمان الصوري من أحزاب الكرتون والمعارضة اللبرالية والإصلاحية، أم اللذين نادوا بانتخاب بن علي سنة 2009، أم اللذين نادوا إلى حكومة إنقاذ وطني مع بن علي إلى حدود ساعات من هروبه، أم اللذين نبذوا كلمة « ثورة » من برامجهم السياسية نبذهم للطاعون، أم اللذين لم يكونوا ليتجرؤوا حتى على وصف نظام بن علي بالديكتاتوري، أم الذين لم يرفعوا إصبعا واحدا ضد ديكتاتورية بن علي بمن فيهم الوزير الأول الحال ي الباجي قائد السبسي، أم اللذين اكتشفوا ثوريتهم يوم 15 جانفي؟!
عندما كنا نتكلم عن الثورة وعن إسقاط الديكتاتورية كنتم تصفوننا بالحالمين والمتطرفين وعندما كنا ندعوكم إلى الثقة بشعب تونس وبطاقات جماهيره الثورية كنتم تخاطبوننا بالواقعية وبسياسة فن الممكن بدعوى أن شعب تونس « جبان » و »خبزيست » وأن شباب تونس لا يهتم لا بالسياسة ولا بالنضال وأنه شباب كورة وملاهي. وعندما دعا رفاقنا في النقابات إلى إضراب مساندة لانتفاضة الحوض المنجمي أقمتم الدنيا ولم تقعدوها واتهمتمونا بتنظيم الإضرابات السياسية. واليوم أصبحنا في قاموسكم دعاة الركوب على الثورة والوصاية عليها!
ثالثا إن من يهدد الثورة ويعمل على حصرها في الحد الأدنى ويحاول الالتفاف عليها لا يتمثل لا في مجلس حماية الثورة ولا في جبهة 14 جانفي. والمضحك أنكم تعتبروننا قلة لا وزن لها سياسيا (!) نحن ندعوكم إلى قراءة أرضية ومطالب هذه الجبهة وستجدونها نفس المطالب التي ينادي بها الشعب ومظاهرات 25 فيفري ومعتصمو القصبة وهاهي تتحقق الواحدة بعد الأخرى حتى استكمال الشعار المركزي لثورة الشعب التونسي: « الشعب يريد إسقاط النظام »، الشعار الذي يهزّ الآن أركان الوطن العربي بأكمله.
الثورة تهددها بقايا النظام القديم وبلطجية التجمع والبوليس السياسي وبقايا الأحزاب الكرتونية والانتهازيين من كل درب وصوب وثوريو 15 جانفي. هؤلاء لازالوا يمسكون بدواليب الدولة والإعلام والقضاء وباقتصاد البلاد. الأولى بكم أن توجهوا نيرانكم ضد هؤلاء لا ضد مناضلي مجلس حماية الثورة وجبهة 14 جانفي.
وأخيرا لنذكر بخطاب حزب العمال زمن الشدة وزمن الحصار، لعلّ الذكرى تنفع قصيري الذاكرة، وانتهازيي اليوم حتى تبيان الغث من السمين وحتى يعرف شعبنا من هم الذين يركبون ثورته ومن هم الذين دافعوا عنها ولايزالون. بمناسبة المهزلة الانتخابية لسنة ‏‏2004‏ صاغ حزب العمال موقفه المبدئي من ديكتاتورية بن علي في وثيقته « من أجل بديل ديمقراطي وشعبي »، جاء فيها:
« إن الشعب التونسي بكل طبقاته وفئاته، وأحزابه وجمعياته ومنظماته وشخصياته التي لها مصلحة في الحرية السياسية، مدعو أكثر من أي وقت مضى إلى التخلص من الدكتاتورية. ومن نافل القول إن هذه الدكتاتورية لا يمكنها بأي شكل من الأشكال، ومهما وَهَمَ الواهمون، أن تتمقرط أو تتنحى من تلقاء نفسها… إن الديمقراطية لن تتحقق بواسطة هذه الدكتاتورية أو بالتعاون معها بل ضدها وعلى أنقاضها. وما من شك في أن الشعب التونسي الذي يحفل تاريخه بالنضال والتضحيات قادر على هزمها وبناء النظام الديمقراطي الذي ينشده.
… إن الانتقال إلى النظام الديمقراطي لن يتحقق إلا عن طريق انتخابات حرة تسهر على تنظيمها هيئة أو حكومة مؤقتة تحظى بتأييد القوى الديمقراطية وتتمتع بكامل الصلاحيات خلال الفترة الانتقالية لإنجاز تلك المهمة. ويكون الهدف من تلك الانتخابات إقامة مجلس تأسيسي توكل له مهمة صياغة دستور جديد يرسي القواعد الأساسية للنظام الديمقراطي المنشود في نطاق الاستقلال التام للبلاد وتحررها من أي هيمنة خارجية ».
هذا ما دعا إليه ، ليس يوم 14 جانفي 2011 وإنما سنة 2004. وقبل انتخابات 2009 جاء في وثيقة « حزب العمّال الشيوعي التونسي يدعو إلى مقاطعة الانتخابات وتعبئة الشعب التونسي من أجل افتكاك حقوقه ووضع حدّ للدكتاتورية » (24 أوت 2009) ما يلي:
« إن التغيير الديمقراطي الحقيقي لصالح الطبقات والفئات الكادحة والشعب التونسي عامة لن يتحقق عن طريق نظام بن علي البوليسي أو بالتعاون معه ومهادنته و »اللعب » في دائرة منظومته وبالتالي المشاركة في مهازله الانتخابية ومؤسساته الصورية بل بالنضال ضده بالاعتماد على الجماهير الشعبية الواعية والمنظمة للدفاع عن حقوقها المادية والمعنوية، وهو ما يتطلب التوجه إليها والعمل في صفوفها باستمرار حتى تنخرط بمئات الآلاف إن لم يكن بالملايين في الشأن العام فتنتفض ضد الاستبداد وتفرض إرادتها وتحقق التحول الديمقراطي والوطني وتكرسه عبر الدعوة إÙ �ى مجلس تأسيسي يسنّ دستورا جديدا يضع مقومات نظام جمهوري ديمقراطي وعصري ».
وأود أن أذكر بموقفي في جدالي مع دعاة « الواقعية » و »الإصلاح » في التعامل مع ديكتاتورية بن علي، خاصة من أنصار التجديد وحزب نجيب الشابي، في مقالة نشرت على صفحات « البديل » (« انتخابات » 2009 وسبل التغيير الديمقراطي في تونس ـ 22 أفريل 2009 )، جاء فيها ما يلي:
« الديمقراطي الحقيقي في الظرف الراهن (أفريل 2009) هو الذي يساعد على نهوض نضالات الفئات الاجتماعية المستغلة والمفقرة، يواكب تضحياتها اليومية ويطور قدراتها على الرفض والاحتجاج. إن تضاعف النضالات، بصغيرها وكبيرها، البارز منها وغير البارز، هنا وهناك، سيمثل حربا اجتماعية حقيقية، ستنتهي عاجلا أم آجلا بإنهاك قوى السلطة وبنهوض حركة اجتماعية شاملة. وعند المنعرج الحاسم سيكون في مقدور قوى شعبنا تمزيق جسد الديكتاتورية وتهشيم عظامها ».
« …المسألة الثانية التي يثيرها الجدل القائم حاليا بين الديمقراطيين حول « انتخابات » 2009، تتعلق بسبل التغيير الديمقراطي ومحتواه. إجمالا هناك صراع بين رؤيتين للمسألة.
الرؤية الأولى تتبنى إمكانية تحقيق التغيير الديمقراطي دون سقوط عنيف للديكتاتورية ومؤسساتها. دعاة هذه الرؤية يناضلون من أجل إصلاحات ديمقراطية ويعتقدون أن مثل هذه الإصلاحات هي من مصلحة المعارضة والمجتمع كما هي من مصلحة السلطة. لذلك هم يسلكون مسلك الحوار معها وليسوا من دعاة تأجيج النضالات الاجتماعية ضدّها، بل يسعون إلى احتوائها وكبح جماحها. هؤلاء يتهمون كل تجذر في مواجهة السلطة بالتطرف ويحبذون سياسة التواصل مع التسلط، عساه يرأف بالمجتمع وبالمعارضة. وهم ينبذون العنف بكل أشكاله ولكنهم لا يقطعون مع مؤسسات العنف ولا يطالبون بتصفيتها ( البوليس السياسي، وزارة الداخلية، الحزب الحاكم ـ إن كان لازال في مقدورنا تسميته بالحزب ـ، ومؤسسة الجيش). من الديمقراطيين إذا، من يحبذ بث الأوهام حول إمكانية إصلاح سلطة التسلط ومؤسساتها. لذلك يقبل البعض منهم اليوم بانتخابات مغشوشة سعيا منهم إلى تفادي خندق المقاطعة وشرورها.
وعلى عكس ذلك، لا تؤمن الرؤية الثانية (رؤية حزب العمال) بإمكانية تحقيق تغيير ديمقراطي مع تواصل مؤسسات الديكتاتورية. فالديمقراطية هي في تعارض تام مع مصلحة السلطة القائمة ولا يمكن أن تبنى إلا على أنقاضها. فإسقاط الديكتاتورية هو هدف كل نشاطها السياسي. والانتقال الديمقراطي يتطلب انتخاب جمعية تأسيسية تمثل بحق الشعب التونسي وتسن دستورا جديدا للبلاد، ديمقراطيا ويحمي كل الحريات. أمّا انهيار الديكتاتورية فلا يمكن أن يتحقق بمعول العمل الإرهابي المعزول عن فعل الجماهير بل سيكون ثمرة نهوض حركة جماهيرية عارمة لا تعرف الخوف ولا التردد. أما قوة الجماهير فستكون ضرورية ولا مندوحة عنها لتصفية مؤسسات التسلط وبنيانه ».
« … فسبيل التغيير الذي يجب الإعداد له ليس انتخابيا وإنما هو سبيل النهوض الشعبي الذي يلقي بكامل قوى الشغيلة في اتجاه واحد، اتجاه يهدف إلى كنس الديكتاتورية ودكّ مقوماتها. إنه الطريق الوحيد الذي سيمكن شعبنا من الديمقراطية الحقيقية والشعبية. إذ كيف لنا أن نتصور تغييرا حقيقيا، قادرا على هزم بوليس بن على وترسانة العنف التي بين يديه دون عزم وتصميم الآلاف بل ومئات الآلاف من المواطنين على التخلص نهائيا من سلطة الاستبداد؟! » عندما كان رفاقنا يصوغون تصوراتهم الثورية هذه ويصغون لنبض الجماهير الثوري كان أنصار حكومة الغنوشي من الأحزاب الإصلاحية وأنصار الشرعية الدستورية يتهموننا بالتطرف والمغالاة. واليوم يتهموننا بركوب الثورة والوصاية عليها. يقول المثل « إن لم تستح… »!
سمير حمودة 6 مارس 2011  


شباب تونس والثورة المستمرة


ان مسيرة ثورة الشباب العربي في تونس لم تنطلق هذه السنة فقط بل انها منطلقة منذ عشرات السنين ولكنها عرفت زخما كبيرا هذه السنة فكبرت تفاعلاتها حتى قادت تونس على المستوى القطري الى الغاء النظام السياسي رئيسا وحكومة وحزبا ودستورا وثقافة انتهازية وتقاليد بالية دمرت المجتمع العربي في تونس وفرضت الثورة برنامجها عبر المسيرات السلمية الحضارية الراقية ولنفترض أن شبابنا عثر على أسلحة قتالية متطورة مثل التي يملكها الجهاز القمعي للسلطة السابقة ما كان ليستعمله ضد مواطنيه انه شباب ثوري جدا ويريد احداث تغيير نوعي حقيقي في الجياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية و الثقافية يكون حقيقيا لا مجرد ذر رماد في العيون ولكن دون استعمال للعنف ضد شعبه حتى وان كان بوليسا سياسيا مخطئا في حق أبناء شعبه بحكم التعليمات الفاسدة.
ولن تتوقف مسيرة سبابنا الثورية حتى تحقق الثورة كل أهدافها المشروعة وكانت كلمة قيلت عند فك السباب لاعتصام القصبة الثاني اراديا بعد الغاء الدستور واقرار انتخابات لمجلس تأسيسي لصياغة دستور للبلاد سيكون بالتأكيد متناسبا مع حجم التضحيات والدماء الزكية التي سالت في سبيل اقراره حيث قال الشباب وقتها ان عادوا عدنا بمعنى أنهم مستعدون لفترة أخرى من الفعاليات النضالية في سبيل تحقيق أهداف شعبهم في الحرية والكرامة .
لقد فاجأنا الشباب بهذه الثورة العظيمة التي لم تغير الوضع في تونس بل انها عرفت تفاعلا عربيا شاملا في كل أرجاء الوطن العربي حيث تشهد معظم الساحات العربية حركة ثورية عربية عظيمة وهي بصدد اكمال ما بدأه شباب تونس حيث نجح شبان مصر في فعل نفس الفعل ولايزال ثوار ليبيا بصدد الفعل ونرجو لهم اللحاق باخوانهم في تونس ومصر حيث سيكون وقتها امتداد عربي كبير حقق ثورته الشعبية وغير حكامه وفرض الارادة الشعبية التي لن تخذل الأمة العربية كما خذلت سابقا عندما كان حكامها الحرامية يفكرون نيابة عنها ويفرضون عليها الأجندات الغربية والصهيونية المذلة لكل الامة وفي مختلف القضايا.
لقد كنت أظن أن هذا الشباب منقطع الى الفيسبوك في تفاهات ما أنزل الله بها من سلطان وأنهم يدهنون شعورهم بأنواع من الكريمات التي لا أستسيغها وكم مرة أفتعل مشاكل وهمية مع أبنائي بخصوصها باعتباري من الجيل القديم الذي لا يستسيغ هذه الأشياء التافهة وكما أنهم شباب مائع لايستسيغ سوى الفن الهابط ألحانا وكلمات ولكنهم فاجأونا حقيقة بنضالاتهم التي لم نقدر على الصبر لمثلها عندما كنا في سنهم انهم واجهوا الرصاص الحي بصدورهم العارية وفرضوا على أعتى ديكتاتور أن يهرب بجلده بالرغم مما يتوفر لديه من أدوات القمع الرهيبة .
 
والغريب في الأمر أنهم يحققون أجندتهم بأريحية كبيرة وهم متفائلون جدا وأثنا ء فعاليات الثورة كانوا يحرسون ليلا ويقومون نهارا بتحريك المسيرات فمن أين استمدوا كل تلك القوة انهم يعرفون ماذا هم فاعلون التحموا بهم وتفاعلوا معهم وافهموهم حتى تعرفوا أسرار الثورة في تونس بل الثورة العربية الشاملة التي تحتاح كل وطننا الآن ولا مرد لها الا تحقيق أهداف أمتههم في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وتحقيق الوحدة العربية باذن الله في أقرب وقت والقضاء على الاحتلال الصهيوني بأيسر الطرق. الناصر خشيني نابل تونس  


الرد على توضيح السيد شكيب بن ميلاد بتاريخ 01-03-2011

الآن حصحص الحق و جنيت على نفسك بما حرمت عليّ و أحللت لنفسك أهذا حق الحوار الذي تدعيه . تصفني بعدم الشجاعة في الامضاء بتوأم روحي و قد بدأت أنت و تسترت وراء اسم لا وجود له البتة و لا أحد من أبناء الدار و لا حتى من روادها من يحمل اسمك فاعلم أيها الخرق الهيق (و ادرأها عنك إن استطعت) أن توأم  روحي مؤسستى و نور عيني و امضائي ليس تهربا أو خوفا أو طمعا أو ما شابه لكنه الحياء و الخجل لأننا رُبينا أن لا نعتلي منابر الافاقين و الذين يتمخضون الفتن و الهرج و اني أعمل في قلبها و رائحة نورها تملأ وجداني بروح طيبة و أني أصغر عملتها في درجته الوظيفية و ليست لي شهادة علمية و اسمي أحمد الفطناسي و أدعوك من هذا المنبر لمناظرة تكون فيصلا أبيضا إصليتا ناقش ما تريده و قرر و حدد كما تشاء و كن أنت الشجاع كما تزعم و اذكر اسمك و صفتك صراحة ما دمت على حق و لست بفاعل . ملاحظة : طلب رجاء من أسرة الموقع و حفاظا على نزاهته . إذا أحجم السيد شكيب بن ميلاد عن ذكر اسمه الحقيقي و تحمله حق قلمه فإيقافه و الآفاقين أمثاله واجب وطني . توأم روحي – أحمد الفطناسي دار الكتب الوطنية  

تونس بعد الثورة.. صحافي تونسي يشتكي من المضايقات بسبب مقال وآخر طردوه بسبب انتقاد ‘التعتيم الإعلامي’


سليم بوخذير 2011-03-07 تونس – ‘القدس العربي’: اشتكى صحافي تونسي مما وصفه ‘بمضايقته على خلفية آرائه’، فيما تساءل آخر عن سبب عدم مساندته من طرف نقابة الصحافيين إثر طرده من عمله لأسباب تتعلق بمقال كتبه.. كل هذا بعد الثورة التي أطاحت بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ونظامه. وقال مسعود الكواش الصحافي بصحيفة ‘الصحافة’ اليومية الحكومية لـ’القدس العربي’ أمس الاثنين: ‘لقد فوجئت بمدير الصحيفة المعين من طرف حكومة الغنوشي المستقيلة يمنعني من العمل بالفترة الليلية وتحويلي إلى الفترة النهارية، إثر مقال انتقدت فيه تعيينه على رأس الصحيفة’. وكانت الحكومة التونسية المؤقتة قد سنت قبل أيام من استقالة رئيسها محمد الغنوشي قرارا بتعيين زياد الهاني، العضو القيادي بالنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، مديرا لصحيفة ‘الصحافة’ مباشرة فور إعلان النقابة عن استقالتها من مجلس حماية الثورة المقرب من الحكومة المؤقتة، مما فتح المجال واسعا أمام التأويلات التي سارت في اتجاه أن هناك ‘اتفاقا خفيا بين الحكومة والنقابة’، بحسب بعض المنتقدين. وقال الكواش ‘أعتبر تحويلي للعمل نهارا بعد سنوات قضيتها في العمل الليلي مثلما أرغب، محاولة من المدير المعيّن لمضايقتي بسبب مقال ـ انتقدت فيه تعيينه – كانت الصحيفة قد منعت نشره فنشرته في مكان آخر’. وأضاف قائلا ‘أعرب عن تنديدي بقرار المدير الذي لن يُثنيني عن مواصلة التعلق بحقي في التعبير بما يقتضيه ميثاق شرف الصحافي وأخلاقيات المهنة’. من جهته تساءل الصحافي قيس الحرقافي عن عدم مساندة النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين له في محنته ‘إلى الآن’. وتعرض الحرقافي لقرار فصل من العمل بمحطة ‘نسمة’ الفضائية الخاصة يوم 17 شباط/فبراير الماضي ‘بشكل تعسفي’، كما قال. وفي تصريح لـ’القدس العربي’ امس الاثنين، استغرب الحرقافي عدم وقوف النقابة الى جانبه في هذه القضية. وقال: ‘عدم مساندة نقابة الصحافيين لي رغم انقضاء أكثر من نصف شهر على مراسلتي المكتب التنفيذي حول ما تعرضت له من مظلمة، أمر غريب يطرح الكثير من نقاط الاستفهام’. واضاف الحرقافي ‘لقد اتصلت بي رئيسة قسم الموارد البشرية بالقناة وأبلغتني بقرار طردي قائلة بصريح العبارة إن القرار تمّ بسبب مقال نشرته بموقع فيس بوك عن سياسة التعيتم الإعلامي في تونس بعد الثورة’. وأوضح أن قرار فصله اتُخذ على ‘خلفية مطالبتي ببث ما تمّ تصويره في حي القصبة أيام الاعتصام الأول (المطالب برحيل الحكومة) وبسبب دعوتي إلى عدم بثّ مقابلة مع العقيد معمر القذافي لأنه ليست له مشروعية في نظري خصوصا بعد تسرّب معلومات عن صفقة مالية تمت وقتئذ لنشر الحوار’. وتابع الحرقافي ان الطرد شمل ايضا خمسة صحافيين آخرين على خلفية محاولتهم تأسيس نقابة بالقناة، حسب قوله، موضحا أن مصورين وتقنييْن يفوق عددهم عشرين زميلا تعرضوا للطرد أيضا. ويملك نبيل القروي وطارق بن عمار ورئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني قناة ‘نسمة’ التي كانت واحدة من القنوات الفضائية القليلة التي سمح الرئيس التونسي المخلوع بإطلاقها في تونس، فيما عُين بإدارتها الوجه المعروف بالحزب الحاكم سابقا في تونس فتحي الهويدي. وكانت شكاوى عديدة صدرت بعد الثورة عن صحافيين تونسيين بالمؤسسات الإعلامية المكتوبة والمسموعة والمرئية ممّا وصفوه بـ’عودة شبح التعليمات إلى المؤسسات وبقاء رموز إعلام العهد السابق على رأس العديد من المؤسسات وهيئات تحريرها’.  
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 8 مارس 2011)  


الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان Ligue Tunisienne pour la défense des Droits de l’Homme  تونس في 07 مارس 2011 « دورة الشهيد محمد البوعزيزي » للمجلس الوطنـي

لائحـة تضامنيـة مع الثورة اللّيبيّـة

  نحن أعضاء المجلس الوطني للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان المنعقد في « دورة الشهيد محمد البوعزيزي » يومي 6 و 7 مارس 2011، بعد استحضارنا للنضالات البطولية التي تخوضها الجماهير الليبية ضدّ أجهزة الإرهاب والقمع والدكتاتورية، من أجل التحرّر وإقامة نظام مؤسّساتي ديمقراطي، نؤكد دعمنا للشعب الليبي لامتلاك إرادته وتحقيق طموحاته الوطنية. وننددّ بأقصى شدّة بالمجازر الرهيبة التي تنفّذها عصابة القذافي ومرتزقته ضدّ الشعب الليبي الذي تتمّ إبادته عبر قصفه بمختلف الأسلحة الثقيلة ومنها الطائرات ونطالب بمحاكمة كل الضالعين في هذه الجرائم ضدّ الإنسانية أمام القضاء الليبي المستقل بعد نجاح ثورته المجيدة وأيضا أمام محكمة العدل الدولية.   عن المجلس الوطنـي   المختـار الطريفـي    رئيـس الرابطـة   


لو سكت لكان أفضل سيدى العميد المؤقت

طالعت بجريدة الشروق بتاريخ 22 فيفري صفحة 14 ردّ رئيس الهيئة المؤقتة لعمادة المهندسين السيّد منجي ميلاد بخصوص البيان الذي أصدرته مجموعة من المهندسين الشبان الذين أطلقوا على أنفسهم « المهندسين الشرفاء »، و بصفتى أحد الموقعين على هذا البيان فإنّه يهمّني أن أتقدّم بالتوضيح التالي، و أن أبيّن موقفي من ردّ العميد المؤقت الذي في الواقع كان مخيّبا للآمال. أودّ في البداية أن أوضّح و أنّ ما دفعني إلى التوقيع على بيان « المهندسون الشرفاء » هو رفضي لأسلوب المغالطة الذي تعمّده السيّد منجي ميلاد عندما بدأ مداخلته خلال الإجتماع العام الذي دعت إليه الهيئة المؤقتة يوم 12 فيفري بقصر المؤتمرات و التي عبّر فيها عن تبرأه من ممارسات مجلس العمادة بقيادة غلام دبّاش و ندد بالخصوص بالمقالات التي تضمّنها العدد 39 من مجلّة المهندس التونسي و خاصّة المقالات بعنوان « المهندسون يصوّتون لبن علي »    و « المهندسون مدينون لبن علي » و التي قال بخصوصها السيّد منجي ميلاد و هو عضو بمجلس العمادة و أنّ هذه المقالات لا تشرّف المهندس التونسي، و هو محقّ في ذلك. و قد حاول السيّد منجي ميلاد بناء شرعيته في التحدّث إلينا و في قيادة العمادة في هذه المرحلة على أساس رفضه لهذه الممارسات. و لكن بالرجوع إلى العدد 39 من المجلّة، و هو لا يزال موجودا ضمن موقع الواب الخاص بالعمادة، أتّضح و أنّ هاذين المقالين بالتحديد يحملان إمضاء هيئة تحرير المجلّة المتركّبة من 7 أعضاء متطوعين من ضمنهم السيّد منجي ميلاد و هو بالتالي يتحمّل مسؤوليّة هذين المقالين أوّلا بوصفه عضو مجلس العمادة المسؤول على المجلّة، ثمّ بوصفه عضو هيئة التحرير التي لها مسؤوليّة مباشرة في ما ينشر: أودّ أن أؤكّد و أني لست متحاملا على السيّد منجي ميلاد الذي لم يسبق لي معرفته و لست من المدافعين عن هيئة العمادة و لا على عميدها غلام دبّاش الذي يتحمّل مسؤوليّة مسار الولاء و الإنحراف عن أهداف المهنة الذي انتهجته العمادة خلال فترة رئاسته. و لكن قمت بإمضاء بيان « المهندسون الشرفاء » بناءا على ما سمعته على لسان السيّد منجي ميلاد يوم 12 فيفري، و على ما تسنّى لي قراءته بالمجلّة و هي وقائع ثابتة و موثّقة. و بالتالي فإنّي اعتبرت و أنّ ما جاء على لسانه هو مغالطة تفتح لنا المجال لتصديق ما يمكن أن يقال بخصوص هذا الأخير. و قد تدعّم موقفي الرافض للسيّد منجي ميلاد بعد الإطلاع على ردوده بجريدة الشروق، حيث خصّص نصّ الردّ على تشويه المجموعة التي أصدرت هذا البيان متّهما إيّاها بأنّها تنتمي إلى بقايا الحزب الحاكم السابق و تعمل بتحريض من رئيس العمادة غلام دبّاش. و لكن الأغرب في ردّ السيّد منجي ميلاد هو الربط بين مجموعة « المهندسون الشرفاء » و النقابيون الشرفاء »    الذين انقلبوا على الإتحاد العام التونسي للشغل سنة 1984، و ذلك في محاولة منه لتشويه مجموعتنا. و هو ربط أقلّ ما يقال عنه أنّه ساذج، إذ نسي السيّد منجي ميلاد و أنّ معظم الممضون على بيان « المهندسون الشرفاء » لم يكن سنّهم يتجاوز 6 سنوات عند حدوث الإنقلاب على الإتحاد العام التونسي للشغل. من أين لك هذا الخيال الخصب سيدي العميد بالنيابة لتأتي لنا بمثل هذه الأضحوكة السخيفة التي لم نفهمها أصلا حيث عدنا إلى آباءنا لفهم ما حصل صلب الإتحاد سنة 1984. و بهذا فقد بيّن السيّد منجي ميلاد و أنّه عاجز على فهم حركة الشباب الذي ينظر إلى المستقبل، و كيف لرجل تجاوز السبعين من عمره أن يقود عمادة ثمانون بالمائة من منخرطيها معدّل أعمارهم أقلّ من 35 سنة. لم تردّ في إجابة السيّد منجي ميلاد ما يتعلّق بمحتوى جوهر بياننا و راح يردّ على الشكل و ينبش في الماضي، و هو هو ما يؤكّد و أنّه يفتقد للحجّة للردّ عن بياننا، و أين هي الموضوعيّة العلميّة و التحليل المنهجي الذي هي سمة من سمات المهندس. و هل يجب أن نمحي كلمة شرفاء من القاموس لأنّه وقع استخدامها سابقا في غرض غير شريف، عندئذ يجب أن يحذف رقم 7 و رقم 26 26 و أشياء أخرى لكي لا يتهم مستعملوها بالإنحياز إلى العهد البائد. يكفي أن نرى منك مثل هذا التحليل لكي يزداد يقيننا نحن المهندسون الشبان و أنّك لست برجل المرحلة و أنّ العمادة يجب أن تقودها الطاقات الشابة و نحن قادرون على ذلك.
ياسين الهمامى مهندس إعلامية     


الثقافة والحكم والحكمة في رحاب الثورة التونسية

 د. عبد الآله المالكي إن تسمية المتعلمين أصحاب الشهادات العلمية بالمثقفين أو النخبة المثقفة هي تسمية غير صحيحة عند إطلاقها فالثقافة مقيدة بالمعرفة العامة مع رجاحة العقل وحسن التدبير الناتج عن الحكمة والتي هي وضع الأشياء في موضعها ومجمل كل هذا يولد سلوكا حضاريا وأخلاقا سامية يسمو بها المثقف عن كل ما هو دنيء والثقافة تدعو إلى شعور المثقف بالمسؤولية تجاه الآخرين الأمر الذي يجعله يبذل كل ما في وسعه لتهيئة المناخ والآليات والفضاءات التي تستقطب الإصلاحيين وتوحد جهودهم للنهوض بالمجتمع طبقا للمعايير الحضارية التي تلبي كل الاحتياجات الأساسية لبني البشر .   في تعريف المثقف والمثقف هو مصلح للفساد مقاوم للمفسدين وليس مشاركا ومعينا لهم فهو يتميز بالوعي والإلمام المعرفي بكل ما يدور حوله من ملابسات في كل قطاعات الحياة المعاشة مما يجعله محصنا من الاختراق الذاتي والتكيف مع الأوضاع الموبوءة التي تشهدها الساحة العالمية في جميع المجالات والتي تتناقض مع مشروعه الإصلاحي وبرنامجه الذي سطره فلا يمكن للمثقف أن يعيش على هامش الأحداث خارج برنامج مخطط في ظل قضية مركزية يحدد فيها موقعه وأهدافه ومراميه الإصلاحية فلا حياة عشوائية للمثقف فالعشوائية موطن دنيء يتناقض مع ماهية وجود الإنسان على الأرض يسمو المثقف بنفسه عن الوقوع فيه كما ينآى بها عن الانطواء والشخصانية لأنهما يتناقضان مع موقع مسؤوليته .أما مواصفاته فهي الأخلاق السامية والوعي والفطنة والحزم والعزم والجدية والصدق والإخلاص والإنصاف والخبرة وكل. ولذلك كان المثقفون قديماً يسمون بالحكماء وكانت، ولهم مجالس في سدة الحكم يستعين بها الحاكم في تدبير شئون الدولة أو العشيرة أو ما شابههما، وهذا هو الوضع الطبيعي في الحكم الذي انبثقت معانيه من الحكمة، قال علماء البلاغة(ربطت التاء بالحكم فصارت حكمة) فلا يتولى الحكم إلا من كان حكيماً ومن تولى الحكم فهو حاكم والحاكم هو الذي يفصل بين الحق والباطل مطلقاً وقد أدرك بعض الحكام القدامى عبر التاريخ هذه المسألة فكونوا مجالس الحكماء لإعانتهم على الحكم وأدرك أعداء الأمة والإنسانية هذه الحقيقة فابعدوا الحكماء وزرعوا حول الحكام بطائن السوء والجواسيس المجنَدين والمختَرَقين بسلاح المعلومة للوصول إلى الأهداف المرسومة بدقة ضمن المخططات المكرسة على الشعوب المقهورة لإضعافها وتدمير قيمها وكل مقومات حياتها وسجنها فى سجون موسعة ضمن منظومة الواقع المفروض الذي أسسوا ركائزه والياته ليسيطروا فيه على كل المؤسسات المجتمعية لإخضاعها إلى استيعاب كل مخططاتهم وبرامجهم التدميرية للأخلاق والقيم والأذهان و العقول والأبدان وكل مقومات الحياة مستعينين بجيش جرار من المتعاونين الذين اخترقت ذواتهم وصنعت عقولهم في مصانع المؤسسات والبرامج التى سيطر بها الغرب على فضاءات الثقافة والتعليم والإعلام والحياة المجتمعية وقد أصبح سائداً الآن ندرة الحكماء واختفاؤهم بسبب انعدام الحرية فى ظل أنظمة الحكم الاستبدادي المتميز بالقهر والطغيان, وفى عصرنا الحاضر اصبح سائدا ان المثقف هو صاحب الشهادة العلمية التى يحصل عليها عبر برامج التعليم المستندة على المعلومة التي خطط الغرب للاستيلاء عليها ووجهوا بها طلاب العلم إلى الطريق الذى رسموه وهو من أكبر الأعمال التي قاموا بها على مر التاريخ والتى اعانتهم على السيطرة على شعوب العالم – وفى هذا الموضوع تفاصيل كثيرة ودقيقة لا يسعها المجال – وانبثقت اغلب الاديولجيات الفكرية عن الخط المعلوماتى اليهودى الذى رسم مسبقاً لصناعة العقول والأذهان ضمن أهداف محددة عبر برامج هادفة واصبح كل من له شهادات ، وهو منطلق من هذه الاديوليجيات يسمى مثقفاً. وزج بهؤلاء المثقفين الذين اخترقت أدمغتهم وكياناتهم حسب تخطيط دقيق المعالم من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون فى مراكز النخب فى المؤسسات التعليمية والعلمية والثقافية والإعلامية والسياسية بشقيها الموالي والمعارض والاقتصادية وغيرها من مجالات الحياة العامة التي صبغت بتوجهات الخطط الاستعمارية للغرب المركوب الطبع من طرف الماسونية و مخططاتها وكان المؤشر لهذا التوظيف في مناصب إدارة هذه المنظومة الماكرة في الحياة العامة هوا لانتماء السري العلني إلى الجمعيات المشبوهة و نوادي ومحافل و مؤسسات التدريب والاعداد التي تكونت للسيطرة بها على مراكز النفوذ والمراكز المفاتيح للتسيير بآليات الاستبداد والقهر والطغيان لضمان السيطرة على البلاد والعباد وتمرير المخططات التدميرية في قوالب تبدو حضارية وهى السم الزعاف الذي تجرعته الشعوب والذي أوصلها إلى الحالة الراهنة التي نراها عليها اليوم وهى غنية عن التعريف والتفصيل.   ولسائل أن يسأل كيف استطاع النظام الاستبدادي الوصول إلى تحقيق كل المخططات الواردة في برنامج الهيمنة الغربية على الشعوب لسجنها وإدارة كل مقومات حياتها وتدمير ركائز نهضتها ونموها وتطورها الحضاري بمفهومه الصحيح وبأية وسائل حقق هذا النجاح المؤقت رغم طول أمده إلى عشرات السنين؟   والجواب على هذا السؤال هو انه استعان بفرسان الحركة الثقافية والتعليمية الذين صنعت عقولهم وأذهانهم في ثكنات الثقافة والتعليم الذي كان يشرف على توجهاتهما بالكامل البنك الدولي والمؤسسات التابعة له والذي لا يعرف حقيقتها إلا الذين استعصت عقولهم واذهناهم عن الاختراق ألمعلوماتي فمعالجة هذه المسالة تتطلب حكمة بالغة من أهل الإصلاح والرشاد فجزء من هؤلاء النخب كما يسمونهم لهم من الطاقات والخبرات العالية التي يحتاج إليها المجتمع في كل المجالات غير أنهم محتاجون إلى التخلي عن انتماءاتهم و اديوليجياتهم وقناعتهم الذاتية الخاطئة والتي أثبتت إفلاسها ومحاولة فهم اللعبة الخبيثة التي تدور في العالم ضد الإنسانية جمعاء وأنهم أداة من أدواتها التي تحركها بالاختراق قوى الهيمنة والاستبداد المعروفة والخفية الظاهرة التي تحكم العالم و هي تسير به نحو الهاوية . فما قيمة المكاسب التي تحصلوا عليها بانخراطهم في هذه اللعبة القذرة التي جلبت الدمار والحرمان والشقاء للبشرية وهم راحلون عما قريب عن هذه المكاسب وتاركونها وراء ظهورهم ليواجهوا جزاءا محتوما على ما فعلوه طوعا أو كرها بفهم وبدون فهم لان موقعهم لا يحتمل الغفلة فان كانوا يعلمون فهي مصيبة وان كانوا لا يعلمون فالمصيبة أعظم فالعقل السليم للمثقف يجب أن يوجهه إلى نفع البشر لان أحسن الناس هو انفعهم للناس وما ثمة أبشع واقذر وأحقر وأحط وأسفل وافسد وأدنس وافضع وأرذل واخسأ وأذم من الإضرار بالناس واشد بشاعة من ذلك وحقارة وسفالة ونذالة ورذالة وخساسة أن يكون هذا الإضرار من موقع العمالة والخيانة مقابل منافع زائلة وفانية عما قريب وبدلك ينزعون عن أعناقهم الأغلال المكبلين بها في سجن الأيديولوجيات والقماقم السياسية والتنظيمات المشبوهة ويخرجون إلى العالم الواسع أحرارا أسيادا ماسكين بشعار خدمة البشر عارضين خدماتهم من واقع خبراتهم للمشروع الإصلاحي لا من مواقع اديوليجياتهم فيسمون بأنفسهم إلى اعلي درجات الرقي الحضاري بعد أن كانوا في أسفل قعر الهاوية وهم لا يشعرون , وبهذا الرقي يساهمون مع أهل الإصلاح سواء كانوا حكاما او مجموعات او افراد فى التغير الحضاري الاخلاقى لحالة المجتمعات الانسانية و الآجله سواء إن كانوا حكاما أو أفرادا أو مجموعات في التغيير الحضاري الأخلاقي لحالة المجتمعات الإنسانية ومن هؤلاء فئة سوف يضنون أن تزحزحهم عن مواقعهم وقماقمهم سيفقدهم القيمة الاجتماعية الوهمية التي ينظر الناس إليهم بها لأنهم في حقيقة الأمر لا وزن لهم في المجتمع وليست لهم اي قيمة وإنما اعتمدوا في وقوفهم على آلات الحركة في المجتمعات فهم لا يقدرون على الوقوف بدون هذه الآلات والأحزاب والفضاءات الإدارية والسياسية واذا تخلوا عنها سقطوا في مستنقع الذل والهوان والحقارة ويتخلى عنهم الأسياد لان المهمة المناطة بعهدتهم اكتملت ولم يعد لهم بهم حاجة فيتركونهم يواجهون مصيرهم المرعب حسبما شاهدنا من نهايات مؤلمة ومذلة لهؤلاء الجنود الذين كانوا يصولون ويجولون بكل قوة وجبروت في ارض المقهورين منفذين لمخططات الأعداء التدميرية للمجتمع بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بفهم أو بغير فهم فالنتيجة واحدة ويفقدون كل شيء وقد لا يفوتهم أن لديهم فرصة من اعظم الفرص بان يرقوا بأنفسهم إلى مجتمع النفع والخير و العزة والكرامة والحرية والرجولة والشهامة والنبل وسمو الهمم والرقي الحضاري ولقد أتاحت لهم قومة الشعوب المقهورة التي بدأت تكسر أغلالها لتفتح لهم أبواب الإصلاح التي كانت مغلقة لبناء المجتمع الحضاري الإنساني وإعادة ترتيب البيت الداخلي لهذه الشعوب على أسس العدل والحرية والنماء والرخاء والتخلص من آليات التدمير المجتمعي لمقومات العباد والتي سببتها سطوة المشروع الافسادي الغربي عليها .   الحاكم الحكيم
ومن هذه المنظومة الثقافية يتخرج الحاكم الحكيم والذي ستكون مهمته صعبة جدا لأنه ورث مجتمعا دمر الاستبداد كل مقوماته ومسخ هويته وعصف بأخلاقه وأربك ساحة بناءه الحضاري وفتح فيه الأبواب على مصراعيها لمخططات الأعداء تدمر كل شيء أتت عليه وقد تمركزت آلياتهم في المفاصل والمقاطع الحساسة للمجتمع وهو الأمر الذي يفرض على الحاكم أن يكون في مستوى المهمة العظيمة التي أسندت إليه فهو ذو شخصية متميزة عالما بعلوم عصره محصنا ضد الاختراق الذاتي بخبرته ووعيه وأخلاقه وصاحب دراية كاملة بما يجري من أحداث في العالم , كذلك هو فطن وذكي وذو طاقة استيعاب كبيرة عارف بأعدائه وبأسلحتهم المادية والمعنوية السلمية منها والحربية عارف بخطط المشروع الافسادي الذي تركزه في الأرض منظومة الاستبداد والاستعباد والهيمنة الغربية عارف بأساليب السياسة وملابساتها وفنون الحكم ومطلع على الجوانب الاقتصادية واليات اللعبة الكبرى التي تدار بها ملم بحلول التنمية الإنسانية الحضارية العامة و حلول المعضلات التي تركها النظام الاستبدادي الفاسد .يعينه على هذه المهمة الصعبة الرشداء الحكماء الملمين بخطط الإصلاح المجتمعي والذين تمكنوا من فهم خفايا المشروع الاستبدادي الافسادي وتعمقوا في فهم خططه الظاهرة والخفية وفهم مصادرها والياتها وتكتيكاتها وملابساتها ومواطنها ومعسكراتها وأسلحتها السلمية الصامتة والناعمة وذات الدمار الشامل في المحيط المجتمعي وفنيات مستعمليها ووسائل الاختراق والتجنيد المباشر والغير مباشر وتقنيات الواقع المفروض وكلها أسلحة سلمية فتاكة استعملت في تدمير المجتمع ركبت بطريقة معقدة لا يمكن للمصلحين أن يحققوا أي نجاح إذا كانوا يجهلون ماهيتها في ارض التدافع التي ملاها الاستبداد بالألغام والأشواك لأنه كان يحارب وحده في ارض المعركة ولمدة طويلة وقد دمر بشراسة كل مقاومة لسطوته حتى جاءت القومة التونسية المباركة لتطيح بمدير السجن العام الذي سجن الغرب فيه الشعب التونسي وتفتح جزءا من أبوابه لحركة الإصلاح التي تتطلب فطنة ودراية وخطة إصلاحية دقيقة المعالم لتبطل آلية نفث السم في راس الأفعى الغربية وتحولها إلى بقرة حلوب الأمر الذي سيجعل هذه الثورة ذات حظ عظيم ولا يتأتى هذا إلا بمجهودات هؤلاء الحكماء الرشداء الذين ستفرزهم آلية الفرز والتدقيق الوطنية بمواصفاتها التنموية والحضارية وتقنياتها الحديثة التي تمكنها من الإلمام المعرفي بأحوال الناس وقدراتهم وأخلاقهم وتوجهاتهم فلا يمكن أن يمر إلى أي مركز من مراكز النفوذ والتسيير في مجال العدالة و السياسة والاقتصاد والتعليم والثقافة والإعلام والصحة والشؤون الاجتماعية وغيرها من مجالات الحياة المعاشة إلا من وقعت تزكيتهم من طرف هذه الآلية قطعا للطريق على السفهاء والانتهازيين والجهلة والمجندين المخترقين والمغرر بهم .   نحن شرحنا بعضا من الخاصيات التي يجب أن يكون عليها الحاكم ومعاونيه لأننا نريد لثورة تونس أن تكون نموذجا للإصلاح العام في سجل انعتاق الشعوب وتطورها الحضاري ونحن لا نستعجل النتائج لان الأمر مرهون في بناء الأسس والمنهجية لإعادة بناء مجتمع كرست عليه مخططات التدمير لأكثر من قرن وربع القرن من الزمن وهو ما سيستغرق بعض الوقت والمهم ان تعي الشعوب التي أسقطت أصنام الاستبداد إنها لم تسقط إلا راس الهرم , وإزالة رمة الهرم تتطلب وقتا وجهودا وتضحيات كبيرة ومخططات محكمة ودقيقة ينفذها الرشداء ممن تتوفر فيهم الخبرات السالفة الذكر بإعانة الجماهير التي يجب عليها أن تبقى في يقظة تامة واستعداد كامل لحماية مكتسبات الإصلاح الشامل كما يجب عليها أن تنتظم كلها في منظمات المجتمع المدني لتخرج من دائرة التلقائية . توحدها منظومة المشروع الإصلاحي رغم اختلاف مآربها و مشاربها وفئاتها .   ونحن ليس لدينا خوف من هذه الحركات الالتفافية والمؤامرات التي تحاك الآن لثورة تونس فهي إلى زوال , تحركها قوى الهيمنة والاستبداد العالمي عن طريق مجنديها المخترقين للمحافظة على مواقعها التي استغرق بناءها عشرات السنين فهي تحاول الإبقاء على هذه المواقع الظاهرة والباطنة التي حافظت عليها من قبل ونجحت في تغيير لون الاستعمار إلى ماهو أبشع و أوهمت الشعوب بما يسمى بالاستقلال وسجنتها في سجون موسعة أذاقتها فيها الأمرين عشرات من السنين إلى أن جاء اليوم الذي كسر فيه الشعب التونسي أسوارها وبدأ يسترد حريته وكرامته وهويته ويتقدم نحو الانعتاق الكامل .
إن العقلية الاستعمارية  المريضة والمعتلة لا تستطيع أن تفهم أن انعتاق الشعوب من ربقتها وتحررها من سجونها لا يعني الانفصال الكامل عن الغرب وضرب مصالحه لان هنالك تشابك معقد للمصالح المشتركة فالاكتفاء الذاتي والتنمية الحقيقية التي تنشدها الدول المقهورة سابقا لا تتم إلا بآليات مشتركة بين الطرفين عبر شراكة حقيقية شراكة الند للند تتلاقى فيها مصالح الأطراف وسينتج عن ذلك متطلبات جديدة تعوض النقص الحاصل في الإنتاج والدخل المتأتي من الهيمنة على الدول الضعيفة عن طريق أنظمة الاستبداد التي وضعت على كاهل الشعوب لقهرها والسيطرة عليها هذا إذا قصر فهمنا وأوعزنا هذه الهيمنة إلى أسباب اقتصادية ……
وبهذه المناسبة فاني من موقعي كمواطن تونسي حيل أكثر من مرة بيني وبين مساهمتي في الانعتاق الاقتصادي لبلدي بتطبيق البرامج العملية لهذا الانعتاق والتي كانت نتاج جهود علمية كبيرة توجت فيما بعد بنيل الميدالية الذهبية لأفضل مشروع تنموي في العالم من طرف الهيئات العلمية العالمية وجوائز اخرى كثيرة.   نداء إلى النظام الاستعماري الغربي
أوجه النداء إلى النظام الاستعماري الغربي بان يسحب آلياته وأسلحته السلمية ويوقف برامجه وجواسيسه و ومجنديه ويكف عن عرقلة الثورة فان أهل البصائر يعرفون جميع تفاصيل مخططاتها وسوف لا ينفعه الالتفاف لأنه سوف يخسر المعركة الثانية كما خسر الأولى التي كسر فيها الشعب باب سجنه فإذا تمادى فان المعركة الثالثة ستكون خسارته فيها أعظم لان خلط الأوراق لم يعد ينفع فالوضع غير الوضع والظرف غير الظرف والوعي غير الجهل فالشعوب عرفت طريقها للخلاص وأصبحت مستعصية على الاختراق في بداية قومتها وستزداد وعيا بمرور الأيام نتيجة لحركة الوعي التي بدأت تدب في شرايين أفكارها وأذهانها التي دنستها المخططات الفكرية الغربية الملوثة التي يجري العمل الآن على إعادة إنتشارها و تغير ألوانها و مواقعها و فرسانها في محاولة يائسه وهذه الثورة هي فرصة كبيرة للغرب الاستعماري ليصطلح مع الشعوب التي ذاقت الويلات من قهره في استعمارها المباشر السابق والغير مباشر الحالي مصالحة تاريخية يحقق معها شراكة حقيقية تنموية حضارية يعود نفعها على الطرفين ويمكن الثورة في تونس من تحقيق ما تصبو إليه من نمو وازدهار وتقدم حضاري, و تكون نموذجا تقتبس الدول الغربية من مناهجها ما يساعدها على الخروج من مأزقها الاجتماعية والاقتصادية التي تعصف بكيان مجتمعاتها بعد أن كانت تونس حقل تجارب للغرب لما يمكن تمريره إلى الدول الإسلامية من مخططات تدميرية لمجتمعاتها حسب ما نراه مجسما على ارض الواقع وقد شهد به المستشرق جيب في كتابه الذي تحدث فيه عن تونس وموقعها في إستراتيجيات السياسة الغربية وهو من كبار المخططين لهذه السياسة.   د. عبد الآله المالكي Malki1001@hotmail.com www.abdelilahmalki.com   


دعاة العلمانية والحداثة والوصاية على التونسيين


فوزي مسعود www.MyPortail.com   أفزعت الثورة التونسية الكثير من الأطراف المحلية حملة رايات التبعية الفكرية للغرب وخاصة فرنسا، وهي العناصر التي طالما تحالفت مع النظام المخلوع، وهي التي كانت تمثل جناحه الفكري والثقافي، وهي التي كانت ولازالت متحالفة مع الغرب وممثلة لمصالحه بل ومدافعة عنها وخاصة مصالحه الثقافية والفكرية.   هذه الشراذم التي هي كشجر الزقوم الذي زرع بين التونسيين وفي أرضهم، يمثلون للأسف إحدى نجاحات مشروع الإلحاق الفكري الذي زرعته فرنسا بأرضنا، ورعاه ونظر له سيئ الذكر بورقيبة، واستغله الطاغية المخلوع حين أتخذ هؤلاء بطانة له لفرض مشروعه الاستبدادي، وهل كان دعاة التبعية إلا مستبدين يحبون الاستبداد وأهله، متسلطين على الناس بثقافتهم الهجينة.   ويمكن تمييز عنصرين يؤكدان نجاح مشروع التبعية الفكرية والثقافية ببلادنا للغرب وفرنسا تحديدا، و هما: أولا ان هذه العملية المتصلة طيلة عقود كانت من القوة والنجاعة بحيث أثمرت ونجحت لحد بعيد في زعزعة الخلفية الفكرية العربية الإسلامية لدى كثير من التونسيين، ثم ثانيا أن هذه النجاحات كانت من القوة بحيث أن ضحاياها وصلوا مرحلة الاستقلال عن المركز الذي هو الغرب، في إنتاج المواقف، بحيث أن تونس وصلت لمرحلة إنتاج عينات من المنبتين فكريا من الذين تجاوزوا مرحلة الدعوة للمفاهيم الفكرية الإلحاقية بالغرب في شكلها الخام، و انتقلوا لمرحلة التنظير لمواقفهم المتفرعة عن تلك الأسس من خلال محاولات عرجاء لتأصيلها بالبحث لها عن تأويلات في التراث الإسلامي.   و التبعية الفكرية أمر كبير، ولكن يمكن الإشارة إلى بعض تمظهراتها الفكرية والسياسية وهي العلمانية واللائكية والحداثة، فهذه مصطلحات أصبحت أوعية تحمل المفاهيم الفكرية والثقافية وتجارب الغرب لغرض زرعها بمختلف الأساليب بين التونسيين.   أما الذي أبانت عنه الثورة فهو قوة هؤلاء المنبتين فكريا، حدا جعلهم يستأنسون في أنفسهم الجرأة ليطرحوا أنفسهم منظمين لمسار الحراك الفكري بتونس بل ومقيّمين حتى للتراث الإسلامي وناقدين له.     دعاة التبعية والوصاية على التونسيين
لم يرضى دعاة الحداثة والعلمانية بأن يكونوا طرفا كمجمل الأطراف بتونس، يعرضون بضاعتهم بين الناس ويقبلون بما يرتضيه هؤلاء، ولكنهم نصبوا أنفسهم قيمين على سوق الأفكار والثقافة، ففكرهم وثقافتهم هما الأرقى والأفضل بزعمهم، فالعلمانية هي التي يجب ان تنظم حياة التونسيين، والحداثة يجب ان تكون هي موئل التونسيين.   ويصل التنطع بهؤلاء حد تصور أنهم مخولون بالتحكم في مصائر التونسيين، من خلال تنصيب أنفسهم أوصياء عليهم.   فهؤلاء يرون أن لهم الحق في تحديد الخطوط وألوانها التي يجب على التونسيين مراعاتها في تحركاتهم، فهم يحددون الخطوط الحمر التي لا يجب على التونسيين الوصول إليها، وهم يحددون الخطوط الخضراء التي يمكن للتونسيين المرور بها، ولعلها الخطوط البرتقالية تلك التي يجب الوصول إليها لكي يقع القبول بك في منظومة الحداثة، علما أن الحداثة لدى دعاة التبعية هي كبيرة الآلهة وصنمهم العتيد أين منه أصنام العرب القدماء.   ينصب دعاة التبعية هؤلاء أنفسهم أوصياء على البلاد من دون إذن أي من التونسيين، وهل يستحق الموصى به إذنا لدى هؤلاء، مايهم لديهم هو الإذن من الجهات المانحة الغربية، ومراكز البحث الأجنبية والأطراف التي تقف معها في نفس درجات الإنبات وإن كانت عربية.   يسمح هؤلاء لأنفسهم أن يوزعوا صكوك القبول والرفض على التونسيين ويسعون لجعل مواقفهم تلك هي المعتمدة دون سواها، أسوة بالدول الغربية حين تتصرف بمنهج استعماري مع باقي دول العالم، فتقبل تلك الدولة وترفض الأخرى، ومن شابه أباه فما ظلم، فدعاة التبعية الفكرية بتونس أيضا، يريدون أن يجعلوا مواقفهم الفكرية العرجاء القوانين المسيرة لتونس، فهم يريدون منظومة فكرية وثقافية تلغي الأبعاد العربية الإسلامية إلا في بعض جوانبها المبتسرة الفلكلورية، وهو يلحون أن تكون هذه المنظومة منسوخة بأشكال معينة من تلك الغربية.   ودعاة التبعية هؤلاء ينصبون أنفسهم أوصياء على التونسيين في العمل السياسي،  يعطونهم التوصيات الواجبة إتباعها لقبولهم في الساحة السياسية، فهذا احدهم يقول في ما معناه أن على حركة النهضة التقيد بمبادئ الحداثة لكي يقع قبولها.   ودعاة التبعية هؤلاء ينصبون أنفسهم أوصياء على التونسيين في العمل الإعلامي،  فهذه إحداهن تقول في ما معناه أن على الإسلاميين أن لايذكروا بعض مصطلحاتهم علنا ويجب عليهم تغييرها، وعليهم أن يتخلوا على بعض أدبياتهم لكي يقع القبول بهم.   ودعاة التبعية هؤلاء ينصبون أنفسهم أوصياء على التونسيين في أمور الإسلام وفهمه، فهذه إحداهن تقول في ما معناه أن الإسلام لا يجب أن يتدخل في تنظيم أمور الناس ويجب على القوانين الضابطة وعلى رأسها الدستور أن تكون علمانية بحيث لا يكون هناك تأثير للإسلام عليها.     واجب التونسيين نحو دعاة التبعية الفكرية   لدعاة التبعية أن يعتقدوا أن الفكر الغربي الذي يحملون راياته هو الأفضل، ولكنهم لا يجب ان يعتقدوا أن التونسيين يشاطرونهم ذلك الرأي، فعموم التونسيين يرون مواقفهم تلك مجرد دلالات على مراحل متقدمة من الإلحاق الثقافي والاستلاب الذهني.   لهؤلاء أن يؤمنوا بعلوية الفكر والثقافة الغربية وأفضليتهما على مثيلتهما العربية الإسلامية، ولكنهم يجب أن يعرفوا أن عموم التونسيين لايرون مثل ذلك الرأي، فالتونسيون معتزون بدينهم لايرتضون غيره منظما لحياتهم، وعموم التونسيين معتزون بلغتهم العربية لايزالون متشبثين بها رغم عقود الاستهداف.   وإذا كان دعاة التبعية مصابون بنوع من تضخم الذات الفكرية والثقافية، يتصورون أنهم بما يحملون هم المركز، فإن من حق التونسيين بل من واجبهم أن يوضحوا لهؤلاء ان تحركاتهم لاتناسب أحجامهم، من واجب التونسيين أن يوضحوا لهؤلاء أن الفكر والثقافة التي يحملونها لا تكاد تساوي شيئا لدى المسلم، وان أمرهم والهباء سواء.   من واجب التونسيين أن يوضحوا لهؤلاء أن العلمانية هي اجتهاد بشري يلغي علوية الإسلام ومرجعيته الضابطة لكل مناحي المجتمع، وهي بهذا المعنى حرب على الإسلام، والمنادون بها محاربون للإسلام.   من واجب التونسيين أن يوضحوا أن قيم الحداثة هي تشاريع بشرية تكرس في أغلبها الانحرافات وتقننها، وهي بهذا المعنى نقض للإسلام ومحاربة له،  والمنادون بها محاربون للإسلام.   من واجب التونسيين أن يبينوا لهؤلاء حقيقتهم وأنهم مجرد أعوان الاستعمار وأدواته، يشتغلون على الجانب الفكري والثقافي، وأنهم حقيقة ابعد مايكونون عن دور رجال الفكر والثقافة كما يروجون لأنفسهم.  


السعودية ومنع المظاهرات

صدر عن  وزارة الداخلية السعودية بيان يمنع التظاهرات في السعودية، ويخضعها للعقوبة وللتعامل القاسي من قبل قوات الأمن، وذلك بحجة أن المظاهرات تخالف الشريعة الإسلامية (المطبقة تماماً في المملكة حتى على الحكام)، كما أن المظاهرات تؤدي اإلى الإخلال بالنظام العام والتعدي على حقوق الآخرين. البيان يؤكد ما كرره علماء السلطان منذ قرون وهو الكلام الذي لم يعد يقنع أحداً: مخالفة الشريعة والفتنة. ونحن لن نناقش وجهة النظر هذه لأننا كتبنا عنها كثيراً كما أن فتاوى العلماء الحقيقيين الذين يقفون مع شعوب أمتهم بدل الوقوف مع الحاكم الظالم تغنينا عن إعادة وتكرار رأي الإسلام في الموضوع. هذه الآراء التي تبين لنا على الأقل أن في الشريعة الإسلامية التي يدّعون التحاكم إليها مجال يتسع للرأيين وأننا لسنا ملزمين باتباع أحدهما بل نحن مخيرون بحسب الوقائع والأحداث والوضع السياسي في البلد التي نعيش فيها. الأمر الوحيد الذي يمكن أن نشير إليه هنا أن أمر تحليل وتحريم المظاهرات ليس من أمور العقيدة (كما يحلو للبعض أن يؤصل له) وإنما هو اجتهاد فقهي يدور مع الأحكام الخمسة بحسب الحالة والوضع، وفيه مجال كبير للاختلاف وتباين الآراء. الجميل في الموضوع أن البيان صدر الآن وكأن المظاهرات كانت مسموحة من قبل! فماذا يريد البيان أن يقول لنا والمظاهرات وكل أنواع التعبير عن الرأي المخالف ممنوعة بتاتاً في المملكة منذ عهد عبد العزيز؟ ثم إذا كانت المظاهرت ممنوعة بحجة أن هناك وسائل أخرى للتعبير، فما هي الطريقة المسموحة للتعبيرعن الرأي في السعودية؟ الإعلام بجميع أشكاله يسيطر عليه النظام الحاكم. العرائض والكلام المباشر وغير المباشر مع الحاكم منذ أكثر من ثلاثين عاماً لم تفد شيئاً ولم تغير شيئاً. رفع الصوت بالمطالب يقابل بوعود كاذبة لم يتحقق منها شيء. هناك خطوط حمراء في كل ما يمس الأسرة الحاكمة والفساد الحقيقي والمال العام والسياسة الخارجية والارتماء في أحضان الأمريكان فكيف بعبر الناس عن أرائهم وأفكارهم وهمومهم؟ الدكتور خالد الماجد أستاذ الفقه في كلية الشريعة جامعة الإمام، كتب مقالاً بعنوان ماذا لو قال السعوديون الشعب يريد تغيير النظام؟ فكانت عاقبته أنه الآن مرمي في السجن مع أنه لم يخرج في مظاهرة بل عبر عن رأيه كما يطلب منه النظام تماماً فلماذا سجن؟ أليس فقيهاً يدرس الفقه للطلاب؟ ألا يعرف الحلال والحرام وما يجوز في حق الحاكم وما لا يجوز؟ أم أنه خرج من الملة لأنه كتب مقالاً؟ معتقلوا الرأي لا يستطيع أن يكتب عنهم أحد، الظلم الاجتماعي والسياسي والطبقي في السعودية ليس له مثيل يذكر بمزارع العبيد في القرون الوسطى (لا يوجد نظام الرق المسمى بنظام الكفيل إلا في السعودية). أموال البترول التي لا تأكلها النيران لا يسمح لأحد بمعرفة مصيرها الحقيقي. الأسرة الحاكمة لا يعرف أحد ميزانيتها الحقيقية. الفساد كشفه الله لنا في طوفانات جدة التي تكررت وستتكرر في الأعوام القادمة بمجرد هطول الأمطار، لأن المشكلة ليست في المجاري بل فيمن يحكم المجاري. شيوخ الإصلاح الذين كتبوا عريضة للملك بعد أحداث سبتمر، سجنوا ولم يخرجوا حتى تعهدوا بتغيير أساليبهم في انتقاد الدولة، وهم الآن حتماً نادمون على أنهم خرجوا من السجون لأنهم لو بقوا لاستطاعوا تحريك الرأي العام قبل عشرين سنة. حاول النظام أن يرشو الشعب بخمسة وثلاثين مليار دولار وهي أكبر رشوة في التاريخ المعروف، وهو ثمن بخس جدا لشعب كريم أصيل لا يمكن أن يشرى بالمال. فمن أين أتى المال؟ ومن أية ميزانية؟ وإذا كان هذا الفائض موجوداً فلماذا لم يوزع قبل ثورة تونس ومصر وليبيا؟ ولماذا يوزع بهذا الشكل البدائي وماذا سيفعل الذين لم يصلهم منه شيء؟ وهل كل هذه الأرقام  أصلاً حقيقية؟ وكم سيصل منها فعلاً للناس؟ مئات الأسئلة التي لا جدوى أصلاً من طرحها طالما كان الأصل مفقوداً وهو الشفافية والمحاسبة حتى أعلى المستويات أي مستوى الملك والأمراء والوزاء والعائلة المالكة فمتى سيتم هذا؟ وكيف إذا كان الكلام عنه يقود إلى السجن. هذه الرشوة تدل على أن النظام مازال في القرن الواحد والعشرين يحكمنا بنظريات سياسية من أيام العهد الأموي والعباسي ومن أيام ما قبل الإسلام حتى. نظريات طبقها مؤسس المملكة عبد العزيز ويظن أحفاده أنها مازالت صالحة إلى الآن، كانت السياسة سابقاً تعتمد على الركائز الأربعة المعروفة: القوة العسكرية، المال الذي تشترى به القبائل المخالفة، الزواج والمصاهرة مع القبائل المعادية، وأخيراً الاعتماد على القوات الأجنبية. فهل تغيرشيء في سياسة المملكة اليوم؟ الأمر الوحيد الذي لم يطبق في عصرنا هو زواج الملك عبد الله من بنات كل العوائل السعودية بحيث يصبح الشعب داخلاً في الأسرة المالكة وبذلك يستطيع أن يحكم نفسه بنفسه. أما بقية البنود فتطبق بحذافيرها ولكن مع اختلاف الزمان وتغير فهوم الناس وهمومهم ووعيهم وتطلعاتهم وخاصة الشباب منهم، وهم بالمناسبة أقل الناس استفادة من المكرمات الملكية الأخيرة، وهم المرشحون لقيادة الثورة المقبلة، ولكن الحكام لا يعقلون. النظام السعودي مصمم على الجمود وعدم التغيير، ومستعد أن يضحي بالشعب في سبيل البقاء، سياسته الخارجية خاصة فيما يتعلق بالثورات العربية الحديثة ممقتة وبائسة وسخيفة فهو النظام الوحيد الذي يستقبل المطاريد (رغم النهي الشرعي عن ذلك ولكن أين العلماء؟)، وهو النظام الوحيد الذي أيد المجرمين السارقين في تونس ومصر إلى آخر يوم حتى إنه النظام الوحيد الذي مازال يؤمن باحتمال عودتهم ويساعدهم على ذلك. أما موقفه من المجرم الليبي، رغم العداوة الشخصية بين الملك عبد الله والقذافي، فهو موقف أقل ما يقال عنه إنه دنيء بالنسبة للشعب الليبي العربي المسلم، فهو مازال يريد أن يصالح الشعب مع المجرم بعد كل ما سفك من دماء وكل ما حصل من مآسٍ. يرفض هذا النظام أخذ العبرة من البحرين ومن عمان ومن اليمن ومن التاريخ كله، لذلك لا مناصة من انهياره ولا مفر من سقوطه، حتى لو ظن الكثيرون أن هذا اليوم بعيد، ولكنه أقرب مما يظن الجميع، والوضع هناك كبقية الدول العربية ينتظر شرارة، يراهن الحكام على إمكانية كتمها ووأدها قبل أن تنطلق، وهم واهمون، فمن يستطيع أن يراقب كل عربات الخضار في دولته؟ ومن يستطيع أن يراقب كل صفحات الإنترنيت؟ ومن يستطيع أن يدخل عقول كل شباب الأمة؟ ومن يستطيع أن يحبس الهواء الذي يحمل الأخبار من كل العالم؟ ومن يستطيع قبل كل هذا أن يحول بين الله سبحانه وتعالى وبين دعوة مظلوم؟ معتز فيصل / ألمانيا 06.03.2011  

 

الثوار: لا ملاحقة للقذافي إذا رحل

استبعد رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل أي حوار  مع العقيد معمر القذافي، وأكد للجزيرة أن القذافي لن يلاحق في حال رحيله خلال 72 ساعة ووقف القصف، وذلك حقنا لدماء الليبيين. وكان المتحدث باسم المجلس مصطفى غرياني قال قبل ذلك إن ممثلا للقذافي عرض محادثات على المجلس الوطني بشأن الرحيل. وأوضح غرياني أن « المجلس تلقى اتصالا من ممثل للقذافي عرض فيه التفاوض بشأن الرحيل وأن المجلس رفض، وقال إنه لن يتفاوض مع شخص أراق الدم الليبي ومازال يفعل ». وذكر أن المجلس لا يثق بالقذافي وليس لديه ما يجعله يثق به اليوم ». من جهة ثانية, تحدث مراسل الجزيرة عن وساطة تقوم بها دولة أجنبية لم يكشف النقاب عنها لترتيب خروج آمن للقذافي, وإمكانية عدم ملاحقته جنائيا في حالة التنحي. في مقابل ذلك, نفى كمال حذيفة المنسق بين المجلس الانتقالي والمجلس العسكري في ليبيا وجود أي عرض بإعفاء القذافي من الملاحقة الجنائية إذا تنحى عن السلطة. وقال حذيفة للجزيرة « لا مجال للتفاوض والحوار, والطريق الوحيد أمام القذافي هو أن يدخل القفص ويحصل على ضمانات بمحاكمة عادلة ». وقال أيضا « القذافي ارتكب جريمة إبادة بشرية ولا يحق لأي شخص أن يتنازل عن دماء الشهداء », مشيرا إلى أن القذافي يحاول الخروج من الأزمة عبر وسطاء. كما قالت مصادر للجزيرة إن المجلس الوطني الانتقالي رفض جملة وتفصيلا عرضا من القذافي بعقد اجتماع لمؤتمر الشعب العام (البرلمان) ليعلن خلاله تخليه عن السلطة. وكان مراسل الجزيرة في بنغازي بيبه ولد أمهادي قد نقل في وقت سابق عن مصدر موثوق به أن القذافي أوفد المهندس عزوز الطلحي، وهو رئيس وزراء سابق وابن عم رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل، ليعرض على الهيئة التي تقود المعارضة تشكيل لجنة لتسيير شؤون الحكم في البلاد بعد تنحيه مقابل ضمان سلامته الشخصية وسلامة عائلته وعدم ملاحقتهم قضائيا. وقال المجلس -حسب مصادر الجزيرة- إن السماح بتنحي القذافي ورحيله فيه نوع من الخروج المشرف له وإنه تنازل عن حقوق من يرى أنهم كانوا ضحايا حرب وجرائم ضد الإنسانية، ممن سقطوا ليس أثناء الثورة الحالية فحسب بل في أحداث سابقة تسبب فيها نظام القذافي. وكان القذافي قد اعتبر ترحيب دول مثل فرنسا بالمجلس الوطني الانتقالي تدخلا في شؤون ليبيا، قائلا إن هذا الاعتراف « مثير للضحك ».       (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 08 فيفري 2011)

´
قوات القذافي تعمد الى تهجير افارقة في زوارق الى اوروبا


2011-03-07 بنغازي ـ ا ف ب: اعلن ناطق باسم الانتفاضة الليبية في مصراتة في اتصال هاتفي مع فرانس برس الاثنين ان قوات الزعيم الليبي معمر القذافي تعمد الى جمع افارقة وارسالهم في زوارق الى اوروبا. وقال عبد الباسط ابو مزيريق المتحدث الرسمي باسم اللجنة التسييرية في مصراتة ان ‘رجال القذافي صادروا عشرة زوارق صيد وجمعوا نحو مئتي افريقي’. واكد ان قوات القذافي ‘وضعت الافارقة في الزوارق وارسلتهم الى سواحل اوروبا’. وقد لوح القذافي في تصريح صحافي الاحد ‘بخطر القاعدة وهجرة مكثفة الى اوروبا’ في حال سقوط نظامه. من جانبه حذر ابنه سيف الاسلام الاحد اوروبا في تصريح لقناة فرنسية من انه ‘اذا لم يساعدنا الاوروبيون فقد تتحول ليبيا الى صومال المتوسط’. واضاف ‘سيكون هناك قراصنة قبالة سواحل صقلية وجزيرة كريت ولامبيدوزا. وسيتدفق ملايين المهاجرين وسيصل الارهاب الى ابوابكم’. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 07 فيفري 2011)

عهد المواطنة العربي الجديد

برهان غليون كالعنقاء التي تنبعث من رمادها، تولد الشعوب العربية اليوم من الحطام الذي آلت إليه في العقود الطويلة الماضية على يد نظم سياسية واجتماعية قاهرة وقهرية، وتتقدم على مسرح التاريخ طامحة إلى امتلاك مصيرها. ويعني امتلاك المصير استعادة الحق الأصلي بالتصرف والسيادة التي نازعتها عليها قبل أن تنتزعها منها النخب الحاكمة في سياق تاريخي استثنائي كسرت فيه إرادة الشعوب العربية، ونجحت فيه الدول الكبرى في استتباع النخب الحاكمة واستخدامها للعمل على أجندتها الخاصة. هي إذن بالجوهر ثورة سياسية عميقة تعيد تشكيل الشعوب التي صارت في العقود الماضية في حكم الرعايا والأتباع والموالي والعبيد المنقسمين والمتنازعين والمهمشين والشاكين بعضهم ببعض واليائسين من مصيرهم ومستقبلهم والمحتقرين لأنفسهم والمنخلعين عن ذواتهم بسبب عمق المهانة والعطالة والإحباط، وصهرها في أتون الحركة الاحتجاجية والثورة المستمرة على أشباه أسيادها أو أسيادها الزائفين، إلى أمم أو شعوب أمم يوحدها العمل المشترك والأمل الجامع في استلام زمام أمورها وانتزاع حقوقها. ففي هذه الثورة ومن خلالها اكتشفت الشعوب التي دفعت إلى الشك بنفسها، وحدتها وقدراتها، أي ذاتها، ووقعت، من دون أن يستدعي ذلك أي مفاوضات مسبقة أو حوارات سابقة أو تنظير، على عقدها أو عهدها الوطني الجديد: عهد الخبر والكرامة والحرية، تماما كما كانت الثورة الفرنسية لعام 1789 قد أسست لعهد الديمقراطية الغربية الجديد بشعارات تحولت في ما بعد إلى جدول أعمال جميع الشعوب الغربية والديمقراطية: الحرية والمساواة والإخاء. وقصدي من ذلك أن أقول أيضا أن هذه الثورة هي بالتأكيد ثورة الديمقراطية العربية كما وصفها العديد من المحللين، بما تعنيه الديمقراطية من إلغاء نظام السلطة المطلقة او أشكال الحكم الديكتاتورية وإقامة نظم سياسية تقوم على مشاركة جميع الأفراد في القرارات العمومية من خلال ممثلين ينتخبونهم بحرية. وهذا ما حصل في أوروبا الشرقية في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، وما حصل في أميركا اللاتينية وبعض الدول الأفريقية قبل ذلك في السبعينات. لكنها ليست كذلك فحسب. ولا تقتصر على عملية إطلاق الحريات لشعب انتزعت منه. إنها أكثر شبها بالثورة الفرنسية التي لم تكن هي أيضا مجرد إطلاق للحريات أو تغيير نظام سياسي ديكتاتوري بنظام ديمقراطي آخر، وإنما إطارا لولادة أمة من هشيم الرجال والطوائف والجماعات المحلية والطبقات المتنابذة التي تنكر بعضها البعض. ومن حيث هي كذلك كانت في الوقت نفسه ثورة نفسية وأخلاقية وفكرية وسياسية واجتماعية واقتصادية تستبطن بالضرورة انقلابا جيوستراتيجيا أيضا. فما حصل في البلاد العربية في العقود الأربع الماضية، على يد بعض النخب التي استلمت السلطة في ظروف تاريخية وبوسائل استثنائية، هو إعادة توطين الملكية المطلقة والتعسفية فيها كما لم يحصل في أي منطقة من مناطق العالم الأخرى، فوضعت العالم العربي بالفعل في حالة شاذه معاكسة لحركة التاريخ واتجاهها. وأقصد بالملكية المطلقة هنا نفي أي حقوق مهما كانت للشعوب في المشاركة في تقرير الشؤون العامة، وتحويلها إلى شعوب قاصرة أو فرض حالة القصور عليها، وتحويل البلدان إلى ما يشبه الإقطاعات القرسطوية التي يتحكم فيها أولياء نعمة من الملوك والسلاطين والرؤساء المبجلين الذين يفرضون سيطرتهم من خلال ترويع السكان بالميليشيات المسلحة التي لا تخضع لقانون غير إرادتهم، ويستحلون جميع الحقوق ويتعاملون مع البلاد كما لو كانت ملكية خالصة لهم، ولهم عليها حق التصرف الكامل، لهم ولأبنائهم وأقربائهم، كما يملكون حق الموت والحياة على السكان ويحولونهم بالجملة إلى عبيد وأقنان وأتباع. وربما كانت نكتة توريث الأبناء الحكم من قبل الآباء في الجمهوريات العربية هي أكبر مؤشر على نوعية هذه العلاقة التي نشأت بين أصحاب الحكم وبين الأرض والشعب، وكان من نتيجتها تصفية الإرث الفكري والسياسي الوطني أو المواطني العميق الذي تراكم منذ عصر النهضة في القرن التاسع عشر وعزز الشعور بوجود شعب وأمة عربيتين لدى الأفراد وفي نظر الرأي العام العالمي أيضا، بعد الانتصار على الاستعمار ونيل الاستقلال ثم في مرحلة ثانية، الثورة الوطنية التي تفجرت في الخمسينات والستينات بهدف تعميق أسس الاستقلال الاقتصادي والاجتماعي ودمج الأرياف في الحياة العامة ، وقادتها الحركة القومية العربية، والناصرية منها بشكل خاص. ونجم عن انحطاط نموذج الحكم والسلطة في البلاد العربية تدمير منظم للنسيج الوطني، وتفجير نواة الوطنية الجديدة التي ولدت في إطار الصراع ضد الاستعمار والهيمنة الاجنبية وفي سياق الطموح إلى الانخراط في العصر ومسايرة القيم السياسية الحديثة. وحلت السلطة الشخصية المستندة إلى الولاء للحزب الواحد أو الطائفة أو العشيرة، محل سلطة القانون، وفرغت مؤسسات الدولة جميعا من مضمونها، واحتلت الجماعات الزبائنية ذات الأصول الحزبية أو الطائفية أو العشائرية الدولة واستعمرت مؤسساتها وطردت أي أثر لروح السياسة الوطنية وللقانون فيها، وتحولت الجيوش إلى ميليشيات تأتمر بأوامر النخب الحاكمة ولا تخدم سوى مصالحها، وأخضعت نظم التعليم لحاجات تعزيز سيطرة هذه النخب وهيمنتها، ووظفت المعارضات السياسية ذاتها، بعد عمليات إخضاع وإذلال وتدجين طويلة ومتواصلة، في خدمة السلطة شبه الإقطاعية الجديدة، وحيل بين الأفراد وإمكانية التواصل والتعارف والتفاهم والعمل المشترك والتعبير عن الرأي أو المصالح الخاصة، فما بالك بالتنظيم والتظاهر والاحتجاج. ووصل الأمر إلى حد منع الناس من التضامن في ما بينهم أثناء الكوارث الطبيعية من زلازل وغيرها حتى لا يقلل ذلك من هيبة الدولة أو القائمين عليها. وتفنن النظام في تفريغ الثقافة العربية من محتواها التحرري والإنساني أيضا، وفي تعميم ثقافة تجمع بين تعميم الخوف الشامل، من كل شيء ولأي سبب أو من دون سبب، نتيجة العسف المعمم وغياب أي حماية سياسية او قانونية للفرد، والانكفاء على النفس، والاستقالة من أي مسؤولية عمومية، والإنطواء على قيم العصبية الاسرية أو العائلية أو الطائفية او العشائرية، واليأس من المستقبل والانسحاب من العالم وإدارة الظهر لكل ما يشير إلى قيم التحرر الحديثة. وفي هذا العالم الاجتماعي الجديد الذي صاغه النظام، وفرغه من أي لحمة مدنية تجمع بين الأفراد ، والذي أقامه على تعميم الخوف الدائم والتهديد المنظم الذي يضمنه الحضور الشامل لأجهزة الأمن والقهر والمخابرات، والاستخدام المفرط للعنف الرمزي والمادي معا، والقطيعة مع العالم الخارجي، النفسية والفكرية وأحيانا المادية، وسن قوانين المراقبة على كل ما يتعلق بالاتصالات الحديثة والقديمة، وتنويع القيود المفروضة على تنقل الأفراد وحركتهم، داخل بلدانهم وخارجها، وكسر حلقات التواصل الاجتماعي والثقافي بتضييق هامش العمل الجمعوي والإنساني والخيري، وكل ما يتعلق بما نسميه اليوم منظمات المجتمع المدني، وتجنيد قسم كبير من النخب المثقفة لبث ايديولوجية القهر الذاتي التي تقوم على تغذية مشاعر كراهية الذات وتشجع على الانخلاع عن الهوية والبرم بالانتماء للجماعة التاريخية والثقافية، من خلال الانتقاص من قدر الحضارة العربية وتشويه التاريخ وتسويد الثقافة وتقزيم الإنسان والتشكيك بتاريخ العرب ومقدرتهم العقلية على تمثل قيم الحضارة الحديثة أو معانقة القيم المدنية، وتكبيلهم بمشاعر الفشل والعجز واللافاعلية، وتوجيه الدراسة التاريخية والاجتماعية نحو ميادين لا هدف منها سوى إفقاد الفرد الثقة بنفسه ومقدرة مجتمعاته على الانخراط في العصر، مثل ما اعتدنا على قراءته عن الجروح النرجسية والعصاب والماضوية والانطواء على النفس والعداء للآخر، مما حفلت به المكتبة العربية في العقود الثلاثة الماضية ولم تعرفه الدراسات الاجتماعية عن أي شعب آخر خلال التاريخ، أقول في هذا العالم الاجتماعي الجديد الذي ساهم في خلقه واستمراره الطغاة الكاسرين والأجهزة الامنية الضاربة والمتمولين الشرهين والمثقفين والدعاة المحبطين والناقمين أو المستفيدين، انحلت جميع العرى الاجتماعية، وقضي على أي أثر للروح العمومية، للوعي الجمعي والإرادة العامة. لم يعد هناك شعب ولم تعد هناك أمة ولم يعد هناك مجتمع. ما بقي هو هشيم من الأفراد الذين يتعامل معهم النظام كزبائن، يجازيهم أو يعاقبهم حسب ولائهم له أو ابتعادهم عنه. وبمقدار ما فقد المجتمع مرجعياته السياسية والقانونية، وقتل فيه معنى الإنسان والإنسانية، أصبح أفراده يتعاملون في ما بينهم أيضا كزبائن، يشترون ولاء بعضهم، حتى داخل الأسرة الواحدة، ويبيعون بعضهم ويشترون بعضهم كما يبيعهم النظام ويشتريهم. في هذا السياق تشكل استعادة الشعوب لسيادتها وحقها في تقرير مصيرها من يد الطغاة والطغم التي حولتها إلى رعاع حتى تتحول هي إلى ملوك وسلاطين وأسياد السلطة والمال والجاه، إطارا لاستعادة الوجود كأمة وشعب ومجتمع وجماعة حية، وفي السياق نفسه إلى استعادة الملكية على الأوطان التي انتزعت وحولت إلى إقطاعات قرسطوية. وهي تنطوي بالضرورة، في ما وراء نداء الحريات المدنية والسياسية وبرامج تطبيقها وتعميمها على كل فرد، على ثورة أخلاقية واجتماعية وسياسية بالمعنى العميق للكلمة. فأول أبعاد هذه الثورة التاريخية، والأكثر وضوحا في الأحداث اليومية المستمرة لها ، هو من دون شك قلب التوازنات السياسية القائمة، بحيث يصبح من كان فوق تحت والعكس. فقد انقلبت الأية وصار الشعب منذ الآن هو سيد الموقف بعد أن كانت النخب الحاكمة المسلحة بأجهزة الأمن والمخابرات، وهو الذي يقود اللعبة السياسية ويحدد برنامج عمل الحكومة وجدول أعمالها. ولأول مرة في تاريخ العرب يتعرف الشعب على نفسه، ويتصرف بالفعل كمصدر للسلطات، ولا يتضرع للحاكمين أو يستجديهم احترام حقوقه، كما لا يتطلع للدول الأجنبية لاستجداء بيان الإدانة أو الشجب أو المساعدة وإنما يعتمد على نفسه ويحرص على عدم السماح لأي قوة داخلية أو خارجية أن تنتقص من سيادته. ولأول مرة تجد النخب الحاكمة نفسها في وضعية التبعية لإرادة الشعب والخادمة له. ولعل أفضل ما يعبر عن ذلك هذا الشعار الذي انتشر أيضا كالثورة في جميع أصقاع العالم العربي كشعار رئيسي ودائم : الشعب يريد. في البداية كانت الإرادة متمثلة في إسقاط النظام والآن جميع المطالب الاجتماعية تبدأ بفكرة الشعب وبالشعب. لكن في ما وراء هذا الانقلاب التاريخي الذي نشأ من إعادة تعريف العلاقة أو تحديدها بين الشعب والنخبة الحاكمة، أو بين السلطة والجمهور، هناك ثورة أخلاقية أعمق من ذلك تتعلق بإعادة تعريف العلاقة بين الفرد والفرد في إطار هذه السلطة التي يملك الشعب زمامها ويشكل مصدرها. ويعني الانقلاب هنا الانتقال من تعريف الناس، أو تصورهم لأنفسهم، في ما يتعلق بالعلاقات بين بعضهم البعض، كزبائن وأتباع وموالي ومحاسيب وأزلام، داخل الأحزاب وخارجها، في وسط النخب الحاكمة وداخل صفوف الشعب والمعارضة معا، إلى مواطنين. وجوهر المواطنة الاعتراف بالمساواة في إطار القانون أولا، لكن أبعد من ذلك، على المستوى الفكري والأخلاقي. ولا مساواة من دون الحرية التي تشكل جوهر المواطنة كحقيقة سياسية ومسؤولية عمومية. ومن منطلق المسؤولية التي تؤسسها الحرية والمساواة ينبع التكافل الضامن لإعادة انتاج علاقة المواطنة أي الشعب بوصفه أفرادا أحرارا ومتساوين، أو استمرارها. وأي إلغاء للحريات والمساواة القانونية والأخلاقية أو انتقاص منها أو مس بقداستها، يهدد تماسك الأمة ووحدة إرادتها ووجودها. في هذا السياق الذي تكونت فيه الأمة، أي روح المواطنية الجامعة، من خلال التضامن النشط الذي ما كان من الممكن للثورة أن تنتصر وتحقق أهدافها من دونه، برزت القيم الجديدة التي صقلت الأفراد وأعادت تربيتهم في لحظة واحدة، اللحظة التأسيسية المنبثقة في زمن الثورة المحررة، وهي في طريقها لإعادة تشكيل القيم والعلاقات الاجتماعية على أنقاض ثقافة الزبائنية والمحسوبية التي ورثتها من الحقبة الاستبدادية البائدة.  فعادت الامور إلى نصابها الطبيعي، لم تلغ العائلية ولا الانتماءات الطائفية والقبلية ولكنها رجعت إلى حجمها الطبيعي أمام صعود مشاعر الانتماء الوطني والهوية الجامعة والمصالح والقيم الاجتماعية. فوجدنا الناس يتصرفون بعفوية وبساطة كأعضاء في مجتمع أو شعب واحد، يدافع كل فرد عن الآخر ويضحي من أجله، كما شاهدنا تسامي الأفراد والجماعات على مصالحها الخاصة والزمنية والارتفاع إلى مستوى المباديء المحركة والملهمة، فتراجعت وفي بعض الأحيان ذابت التمايزات والتناقضات الدينية وغير الدينية والحزازات الطائفية والعشائرية، وسار الجميع في حركة واحدة وعلى قلب واحد تحملهم موجة الانعتاق من ذل القهر والجوع والخوف الذي دمر لحمتهم الاجتماعية والوطنية. لقد ولدت الامة الحرة من تلك النواة الشبابية الصغيرة التي نجحت في التحرر من نظام العبودية وملحقاته الثقافية والسياسية والاجتماعية، وتعامل فيها كل فرد مع ذاته كرجل حر ومسؤول ومع أقرانه كأفراد أحرار مساوين، بصرف النظر عن أصولهم وأفكارهم واعتقاداتهم. ما جمع بين هؤلاء كافة لم يكن العقيدة الواحدة ولا الأصل الواحد ولا الدين أو المذهب الواحد، وإنما الإرادة الواحدة في العيش بكرامة وحرية، أي الطموح المقدس لمعانقة أفق القيم الانسانية، الذي لا يمكن لفرد أن يحترم فيه ذاته من دون أن يحترم غيره، ولا أن يضفي الشرعية على حقوقه، وأولها الحرية، من دون أن يعترف بشرعية حقوق الآخر، وبالتالي مساواته معه، وتقاسمه مع أعضاء مجتمعه جميعا حياة الكرامة والمسؤولية. كان من الطبيعي أن لا تخرج ثورة التكوين الجديد للشعب الأمة، أو انبعاثه كمجتمع مواطنين أحرار ومتساوين، من رحم تلك البؤر السياسية والثقافية والاجتماعية التي نشأت في ظل العلاقات الزبائنية وترعرت في ثقافة الاستقالة السياسية والأخلاقية، وإنما في وسط أجيال جديدة شابة لم تعرف حياة الذل والمهانة والزبائنية ولم تتعامل معها، بقيت متحررة من تجارب الماضي السلبية، ومن القيود الذاتية المفروضة على العقل والمانعة له من معانقة أفق الكونية الانسانية. فمن الكرم الذي يحرك روح الشباب في كل زمان ومكان ويجعل منهم الأسرع إلى التضحية ونكران الذات، وروح الحرية الطبيعية التي تسكن أجيالا لم تلوثها النزاعات الفكرية المديدة وتمزقها الحزازات المذهبية القديمة، سوف تولد ثورة الحرية والكرامة والأخوة العربية. وهي في الواقع وطنية عربية جديدة، أي مشروع أمة جديدة، تولد الآن من وراء الحدود الجغرافية وعبرها، تجمع بين العرب من دون استثناء وتوحدهم من جديد حول مباديء وقيم أساسية سوف تشكل المرجعية في تعامل الأفراد مع بعضهم البعض وفي تعاملهم مع النخب الحاكمة والسلطات السياسية، وتشكل بالتالي العقد أو العهد العربي الوطني الجديد . وهي وطنية لا يتناقض فيها القطري والقومي وإنما يتكاملان بمقدار ما يعزز تحرر شعب عربي من نظام الإذلال والقهر والعبودية والجوع تحرر الشعب الآخر، ويزيد من قدرته على مقاومة الضغوط الداخلية والخارجية. كما لا تنفي فيها ممارسة الحريات الفردية الحقوق الجماعية، سواء أتجسدت هذه الحقوق في تأكيد تكافل الجميع في مواجهة الفقر والجوع، أو في تعاونهم للحفاظ على السيادة والاستقلال في مواجهة الضغوط الأجنبية. هنا تتكامل الأجندة الديمقراطية مع الأجندة الوطنية مع الأجندة الاجتماعية وتنشيء أو تدفع إلى ولادة نموذج لنظام مجتمعي وإقليمي جديد يشكل الالتزام بما سميته العهد الوطني العربي الجديد، عهد الخبز والكرامة والحرية، وتحقيق أهدافه وإنجاحه والفوز فيه، أساس وحدة مشاعر عرب اليوم وغاياتهم ومحور اجتماعهم، وقريبا الأساس العقدي لاتحادهم كافة، داخل كل قطر، وعلى مستوى الأقطار جميعا. ويعني عهد الخبز في هذا البرنامج المؤسس لوطنية عربية وأمة جديدة، أنه لا يجوز بعد اليوم أن يقبل العربي بأن يكون هناك في بلاد العرب من يجوع، وأن تأمين الحد الأدنى للحياة هو التزام جماعي، أخلاقي، وليس سياسة حكومية فحسب. وهو ما يساوي في العهد الجمهوري القديم شعار الإخاء والتكافل والتضامن كحق طبيعي للأضعف وواجب على الأقدر، وما لا يستقيم من دونه بناء اجتماعي حي وقابل للحياة. وتعني الكرامة أن احترام كل فرد، بصرف النظر عن أصله وفصله ومهنته ووضعه الاجتماعي هو واجب وطني، وأنه لا يجوز أن يبقى في بلاد العرب من يقبل الذل او يتعرض للاذلال سواء أجاء ذلك من قبل إهانة فرد لآخر أو جماعة لأخرى أو الانتقاص من كرامتهما أو حقوقهما، او ممارسة أي أشكال حاطة بالكرامة الانسانية تجاه أحد سلطة كان أم فردا أو جماعة مدنية. وأن أساس هذا الاحترام المتبادل للإنسان في كل إنسان، هو مساواة الجميع، من وراء اختلافات البشر والأفراد في اللون أو الجنس أو الطبقة الاجتماعية أو الديانة أو الثقافية أو المذهب أو الفكر أو العقيدة السياسية. وأخيرا تعني الحرية الاعتراف بالحق المقدس لأي فرد في التصرف بشؤونه وتحكيم ضميره والتعبير عن نفسه وفكره والتواصل مع أقرانه والمشاركة المتساوية مع غيره في النشاطات العامة السياسية وغير السياسية، كما تعني كفالة تأمين ممارسة هذا الحق للجميع من دون تمييز، وأن أي انتهاك لهذا الحق والحريات المدنية والسياسية والاجتماعية المرتبطة به هو انتهاك لحق الجماعة والمجتمع وليس لحق الضحية فحسب، وتهديد للعهد الوطني وخيانة للمباديء التي قامت على أساسها وحدة المجتمع والشعب. من هنا، في ما وراء مظاهر التحرر السياسية البارزة اليوم، تشكل هذه الثورة/الثورات مرجلا عظيما لإعادة صهر الشعوب العربية التي شوهها الطغيان والاستقالة المعنوية والفساد، وحولها إلى أشباه أمم وأشباه رجال وأشباه دول، وإعادة صوغها في قالب جديد، إنساني واجتماعي، أي إعادة صقلها بالقيم والمباديء والمثل العليا التي انتزعت منها أو فرض عليها الانخلاع عنها حتى تتحول إلى ما يحتاج إليه الطغاة من انحطاط ليتمكنوا من وضع أنفسهم في موضع المبدأ الأخلاقي الملهم والروح المحركة والجامعة لهشيم الأمم وركامها. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 08 فيفري 2011)

تقرير استخباري يكشف عن وجود علاقات بين حزب العمال الكردستاني وإسرائيل


2011-03-08 إسطنبول- كشف تقرير استخباري أعده جهاز المخابرات العامة التركي وقدمه خلال اجتماع مجلس الأمن القومي برئاسة الرئيس عبد الله غول في 24 شباط/ فبراير الماضي أن حزب العمال الكردستاني يقيم علاقات مع إسرائيل. وذكرت صحيفة (توادي زمان) التركية في موقعها الإلكتروني الثلاثاء أن التقرير يشير إلى أن الحزب لديه خطة للقيام بانتفاضة في الربيع المقبل في محاولة للتأثير على الانتخابات العامة المقررة في 12 حزيران/ يناير المقبل. ونقلت الصحيفة عن مسئول أمني بارز لم تذكر اسمه قوله إن تقرير المخابرات يشير إلى أن إسرائيل كثفت اتصالها مع حزب العمال الكردستاني انتقاما للقاء رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان مع قادة حزب الله أثناء زيارته إلى لبنان. ويقول التقرير إن الحزب يشعر بالقلق إزاء ا نخفاض معدل التصويت لصالح حزب السلام والديمقراطية حيث يخوض مرشحوه الانتخابات كمستقلين. وتضمن التقرير مقابلات مع عناصر مختلفة من حزب العمال الكردستاني بشأن استراتيجية عمله في فصل الربيع. واعترف المسلحون في المقابلات بأنهم تلقوا تدريبا على يد مسئولين بالموساد. ولدى جهاز المخابرات العامة مشاهد فيديو لمقابلة يقول فيها مراد كارايالان المسئول الثاني بالحزب إنه هاجم القاعدة البحرية في الإسكندرونة أثناء أزمة أسطول الحرية في أيار/ مايو 2010 حيث قتلت إسرائيل تسعة أتراك أثناء التوجه إلى قطاع غزة محملا بالمساعدات الإنسانية. ويقول كارايالان إن الحزب وإسرائيل عملا معا أثناء حادث سفينة بحر مرمرة. وذكر خبراء إن شريط الفيديو يوضح أن الحزب وإسرائيل قام معا بتنسيق بعض الهجمات الإرهابية التي نفذها الحزب. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 08 فيفري 2011)

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.