الثلاثاء، 4 ديسمبر 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2750 du 04.12.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


حرّية و إنصاف: الحكم على الصحفي سليم بوخذير

حرّية و إنصاف: تواصل اعتقال الطالب عبد الحميد الصغير

حرّية و إنصاف: اعتقالات عشوائية

حرّية و إنصاف: محمد لطفي شربيب يتعرض للمضايقات

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: الامعان في هرسلة نشطاء حقوق الانسان بتونس

حركة النهضة: وعود زائفة في الذكرى العشرين
يومـيـّـات إضـراب الجـوع: اليوم الثالث عشر
رويترز: الحكم بسجن صحفي تونسي معارض لمدة عام
يو بي أي: القضاء التونسي يؤجل محاكمة عناصر مجموعة ‘سليمان السلفية الإرهابية’
الحياة: … وإضراب أساتذة تونس مستمر وسط مخاوف من ضرب الحركة النقابية
رويترز: بورصة تونس تدخل نظاما جديدا للتداول

رويترز: البرلمان التونسي يقر ميزانية 2008

رويترز: اجواء السياسة تطغى على استقبال محمود درويش بمهرجان قرطاج المسرحي

إيلاف: درويش في تونس: أحب تونس وأعرف أن تونس تحبني

ا ف ب: مسرحية تونسية تدافع عن « شجرة الدر » المرأة التي « اضطهدها الرجل »

الشرق: تونس توقع اتفاقية مع البنك العالمي بنحو 27 مليون دولار لتحسين التصنيف العالمي لمتاحفها..

رويترز: يوتيوب تعيد تشغيل موقع نشط مصري يناهض التعذيب

د. منصف المرزوقي: ولو نارا نفختها أضاءت

فاكر عبد الصمد: مذكرة القضاة الى مجلس النواب – أحزاب  « الموالاة  » أفضل من الحزب العجوز « المعارض »

عبد الوهاب الكافي: خـواطـــر

الصحبي العتيق: الحجاب هوية المرأة المسلمة : تشريع إلزامي وحرية شخصية

الدكتورة سلوى الشرفي لـ »آفـاق »: على الأحزاب الإسلامية الدخول تحت مظلة العلمانية

الحياة: دول المغرب العربي قبلة المستثمرين الخليجيين يحفّزهم الاستقرار والتطوير التشريعي وأنظمة السوق

 

 


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 


 

السيدات والسادة المشتركون والقراء الأكارم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد، لقد رفضتم بأغلبية تُقارب الإجماع السماح لنا بالانصراف واتضح بما لم يعد معه مجال للشك أن « تونس نيوز » أضحت ملكا للتونسيين جميعا ومشروعا وطنيا وحضاريا يستوجب التفكير الجاد في الإبقاء عليه وضمان ديمومته واستمراره بنفس الجودة والمعايير التي عمل بها على مدى السنوات الماضية.
لذلك قرر الفريق العامل بعد التشاور:
1-   الإستمرار في عمله اليومي إلى موفى العام الثامن من تاريخ صدور النشرية أي إلى يوم 30 أفريل 2008.
2-   التفكير جديا في الأسابيع والأشهر القادمة في بلورة خطة واضحة تؤدي إلى حفظ المشروع وتعزيز استقلاليته وتطويره تقنيا ومنهجيا.
3-   الإستفادة من كل المقترحات والآراء والأفكار التي توصلنا بها والعمل على تجسيدها بما يستجيب لحاجة التونسيات والتونسيين إلى وجود وسيلة إعلامية وطنية مستقلة وموضوعية ومنفتحة وشاملة وعلى مستوى تقني عالي الجودة.
في الحقيقة، لا نملك الكلمات أو الجمل القادرة على الإيفاء بحق جميع الذين راسلوا أو كتبوا أو اتصلوا،  من داخل البلاد أو خارجها، ولكننا نغتنم الفرصة لنؤكد مجددا أن القرار الصعب الذي أقدمنا عليه مُكرهين:
أ‌-     جاء بعد أشهر طويلة من التردد والتفكير
ب‌- جاء لأسباب قاهرة وذاتية وشخصية
ومع أن هذه الأسباب لا زالت قائمة مع الأسف فإننا نستأنف العمل على بركة الله متوكلين على الذي لا إله إلا هو ومعتمدين عليه بعد أن طوقنا القراء الأعزاء بجميل تكريم يتصفد له الجبين عرقا وتنحني له الهامات لعظم المسؤولية التي كُبلنا بها من خلال رسائلكم ومناشداتكم الصادقة جدا والمحرجة جدا والمُخجلة جدا.
 
اللهم اجعلنا خيرا مما يقولون واغفر لنا ما لا يعلمون
ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير
 
فريق « تونس نيوز »
4 ديسمبر 2007  
 


 

حرّية و إنصاف سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي 33 نهج المختار عطية تونس 1001 الهاتف/الفاكس : 71.340.860 Email :liberté_équité@yahoo.fr *** تونس في 04 ديسمبر 2007

الحكم على الصحفي سليم بوخذير

 
أصدر  اليوم الثلاثاء 04 ديسمبر 2007 قاضي ناحية ساقية الزيت بصفاقس حكمه في قضية الصحفي السيد سليم بوخذير ابتدائيا و حضوريا بسجنه مدة عام واحد و بتغريمه بخطية مالية قدرها خمسة دينارات ، و قد تمت المحاكمة بحضور سبعة محامين طلبوا كلهم عدم سماع الدعوى ، و قد أثار الدفاع بطلان إجراءات التتبع في العيوب الاجرائية التي شملتها المحاضر المظروفة بالملف إذ جرى فتح محضر التتبع في ساعة لم يكن فيها السيد سليم بو خذير قد أوقف بعد مما يدل على أن القضية كانت مدبرة و ملفقة سلفا كما لا حظ الدفاع أن محضر الاحتفاظ الذي جاء ناصا على وجود كاتب تولى تحريره إلى جانب الضابط الباحث لم يتضمن إمضاء الكاتب المذكور كما لم يتضمن تاريخ الاستنطاق بما يعد مخالفا لأحكام الفصل 13 مكرر من مجلة الاجراءات الجزائية. كما طعن الدفاع بالبطلان في خصوص سماع ما سمي بالشاهدين لمخالفتهما الفصول 59 و 61     و 64 و 65 من مجلة الاجراءات الجزائية التي أوجبت أن يحلف الشاهد يمينا بأن يقول إلا الحق ، كما أوجبت التنصيص على عدم وجود قوادح بين الشاهد و الطرف المشهود عليه و قد خلا المحضران من تلك التنصيصات الوجوبية بما لا يمكن اعتبارها شهادة. و من حيث الأصل فقد أثار لسان الدفاع التناقض و التضارب بين رواية الشرطي الذي تم تلقي بلاغه و شكواه و ما ورد على لسان الشاهدين المزعومين إذ ذكر العون أنه كان بمعية عون ثان لما حصلت الحادثة في حين تحدث الشاهدان على وجود فريق كامل من أعوان الأمن و هو ما يعزز رواية السيد بوخذير الذي ذكر أنه كان محل تعقب من طرف سيارة يركبها عدد من الأمن السياسي   و أنها هي التي تدخلت لتحويل سيارة الأجرة التي كان يمتطيها السيد بوخذير نحو مركز ساقية الزيت ، كما نفى أن يكون قد تم بحثه حول هضم جانب موظف أو الاعتداء على الأخلاق الحميدة بل أكد أن البحث جرى حول مقال كان نشره بتونس نيوز ، و قد اعتبر البوليس السياسي الباحث أنه يتضمن تطاولا على رئيس الدولة و على أعوان الأمن وأعلم بأنه موضوع تتبع جنائي و أنه خائن يتردد على السفارة الأمريكية. كما أكد الدفاع على أن الفصلين 12 و 16 من مجلة الاجراءات الجزائية ينصان على أن قاضي الناحية هو المختص في سماع المظنون فيه عندما يتعلق الأمر بحادثة حصلت بينه و بين الشرطة أو عندما تكون الجهة المتشكية هي الشرطة ، و يعتبر الدفاع أن تلك الضمانة لم يقع احترامها      و طالب بإعادة سماع السيد سليم بوخذير و بقية الشهود. و تجدر الاشارة إلى أنه حضرت المحاكمة ممثلة عن السفارة الأمريكية و ممثلان عن منظمة العفو الدولية و الصحافيون لطفي الحجي و لطفي الحيدوري و محمود الذوادي. و حرية و إنصاف : 1) تعتبر أن السيد سليم بوخذير قد تم إيقافه بصورة تعسفية لانعدام الموجب الشرعي . 2) تندد بأسلوب تلفيق القضايا و توظيف القضاء لمعاقبة أصحاب الرأي الحر من أجل نشاطهم الصحفي و الحقوقي. 3) كما تلاحظ أن الحضور الأمني المكثف للبوليس السياسي يعد قرينة على أن القضية وراءها السلطة التنفيذية. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري  

حرّية و إنصاف سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي 33 نهج المختار عطية تونس 1001 الهاتف/الفاكس : 71.340.860 Email :liberté_équité@yahoo.fr *** تونس في 04 ديسمبر 2007

تواصل اعتقال الطالب عبد الحميد الصغير

لا يزال الطالب عبد الحميد الصغير موقوفا منذ يوم السبت 01 ديسمبر 2007 تاريخ اعتقاله و يوجد حاليا بمركز شرطة حي ابن خلدون ، و قد سبق تعرضه للاعتقال أكثر من مرة . و حرية و إنصاف : 1) تستنكر الهرسلة المتواصلة التي يتعرض لها باستمرار الطالب عبد الحميد الصغير . 2) تدين طرق الاعتقال العشوائية و المتكررة للشباب الطالبي . 3) تدعو إلى إطلاق سراحه فورا. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري  

حرّية و إنصاف سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي 33 نهج المختار عطية تونس 1001 الهاتف/الفاكس : 71.340.860 Email :liberté_équité@yahoo.fr *** تونس في 04 ديسمبر 2007 اعتقالات عشوائية
وقع يوم الأحد 02 ديسمبر 2007 إيقاف كل من الشاب إلياس بن محمد الصغير بن علي منصر و الشاب خالد بن عبد العزيز السعيداني أمام باب الملعب الأولمبي بالمنزه و اقتيدا إلى ثكنة الشرطة بحي الخضراء و ذلك بسبب اللحية ، وقد أهينا و افتكت منهما بطاقتي الدخول إلى الملعب و لم يقع إطلاق سراحهما إلا بعد أن أمضيا على التزام بحلق اللحية و ذلك في ساعة متأخرة من الليل. و حرية و إنصاف : 1) تدين مثل هذا السلوك تجاه المواطنين . 2) تعتبر أن التدخل في الحريات الشخصية هو اعتداء صارخ على القانون.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري  

حرّية و إنصاف سارعوا إلى إنقاذ حياة السجين السياسي السابق أحمد البوعزيزي 33 نهج المختار عطية تونس 1001 الهاتف/الفاكس : 71.340.860 Email :liberté_équité@yahoo.fr *** تونس في 04 ديسمبر 2007

محمد لطفي شربيب يتعرض للمضايقات

 
زارنا في مقر حرية و إنصاف المواطن محمد لطفي بن عبد الرزاق بن محمد شربيب ، أستاذ تعليم ثانوي مباشر مكلف بعمل إداري و ذكر أنه يتعرض منذ سنوات عديدة إلى المضايقة و الاعتداء عليه بالعنف اللفظي و المادي في الفضاءات العمومية و داخل المعهد و خارجه و بمحيط مقر إقامته بالسمران بتونس من قبل أشخاص منحرفين و بتحريض من أعضاء الشعبة الدستورية بالمكان المذكور الذين يعملون على استفزازه و الاعتداء عليه و ثلبه و المس من كرامته ، و ذكر أيضا أنه وجه عدة رسائل و شكايات إلى الجهات المسؤولة لكف هذه المضايقات و تقديم المسؤولين عليها للعدالة و لكن دون جدوى . كما أكد أنه نتيجة لذلك ترك مقر سكناه بالسمران هربا من شدة المضايقات اليومية التي يتعرض لها و استقر بأحد نزل العاصمة حتى ينعم ببعض الاستقرار إلا أنه اضطر عديد المرات لترك النزل      و الانتقال إلى نزل آخر لتواصل ملاحقته من قبل هؤلاء المعتدين. و تجدر الاشارة إلى أن السيد محمد لطفي شربيب عانى طويلا في إطار عمله كأستاذ تعليم ثانوي من اضطهاد الادارة له عن طريق النقل التعسفية إذ ذكر أنه طاف أغلب ولايات الجمهورية من معهد إلى آخر و من إدارة إلى أخرى و في كل مرة تخترع له الادارة سببا لنقله حسب زعمه ، فمرة بسبب العنف و أخرى بسبب تعطيل تحية العلم …الخ ، واستقر به المقام في الأخير أستاذا مكلفا بعمل إداري أو كما وصف هو نفسه  » موضوع في الثلاجة « . و حرية و إنصاف : 1) تطالب بفتح بحث في هذا الموضوع الخطير الذي يتعرض له السيد محمد لطفي شربيب . 2) و تدعو إلى معاقبة من يثبت ارتكابه لهذه الأفعال التي تنال من كرامة المواطنين في غياب حزم الادارة و التراخي في تطبيق القانون. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري

 
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين الحرية للصحفي عبدالله الزواري المنفي في وطنه 43 نهج الجزيرة تونس Email: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 2 ديسمبر 2007

الامعان في هرسلة نشطاء حقوق الانسان بتونس

 
تعلم الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين ان العشرات من اعوان البوليس السياسي قاموا صبيحة الاحد الموافق ل2 ديسمبر 2007 بضرب طوق أمني شديد على مكتب و منزل الاستاذين سعيدة العكرمي رئيس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين وامينة مال الهيئة الوطنية للمحامين و نورالدين البحيري المحامي وعضو المكتب التنفيذي لمركز تونس لاستقلال القضاء والمحاماة ومنسق لجنة المحامين النائبين أمام المحكمة العسكرية صائفة 1992. كما تلاحظ الجمعية انه قد تم منع دون تبرير عدد من المحامين من بينهم نخص بالذكر  ممثلي فرع تونس للمحامين الكاتب العام الاستاذ عامر المحرزي  وعضو الفرع الاستاذ بوبكر بن ثابت الذين وقع استعمال القوة في حقهما قصد إخراجهم من بهو العمارة مقر سكناهما رغم تعربفهما بصفتيهما. كما انه وقع منع كل من  المناضلة الحقوقبة السيدة سهام بن سدرين الناطق الرسمي لمجلس الوطني للحريات بتونس والمناضل الحقوقي السيد لطفي الحيدوري من مجرد الاقتراب من باب العمارة. كما تعلم الجمعية ان وفدا من منظمة العفو الدولية قد قام بمعية ممثلي فرع تونس للمحامين المذكورين اعلاه من معاينة الحضور الامني الكثيف امام مكتبيهما. و الجمعية تعرب عن شديد استيائها من مثل هذه الممارسات غير المبررة كما تعبر عن خشيتها من استمرار مثل هذه الاعتداءات المتكررة والمستمرة على الاستاذين سعيدة العكرمي و نورالدين البحيري الذي نذكر بخصوصه انه قد وقع اختطافه ظهر يوم الجمعة الموافق ل30 نوفمبر 2007 من الشارع حيث اقتيد قسرا الى منطقة امن تونس. و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تدعو جميع مكونات المجتمع المدني من جمعيات وهيئات و منظمات ان تقف الى جانب الاستاذين سعيدة العكرمي و نورالدين البحيري وتعبر عن مساندتهما وتنديدها لمثل هذه الاعتداءات على ابسط الحقوق الاساسية للمواطنة. عن الجمعية نائب الرئيس الاستاذ عبدالوهاب معطر


بيان حركة النهضة

بسم الله الرحمن الرحيم

وعود زائفة في الذكرى العشرين

لم تمض غير أيام  قليلة حتى كشفت السلطة زيف  الوعود والدعاوى التي أطلقها  رئيسها،  في خطابه بمناسبة الذكرى العشرين من  »  7 نوفمبر » حيث وعد »  بالارتقاء بمنظومة الحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية، ومزيد تطوير آلياتها، وحماية حقوق الإنسان في كونيتها وشموليتها وترابطها واحترام حرمة الأفراد وكرامتهم »، بينما  شهد نفس الاسبوع وما تلاه  مزيدا من الانتهاكات الخطيرة لحقوق المواطنين وكرامتهم.ومن ذلك:

*  تدهور أوضاع المساحيين وإضرابات عن الطعام مفتوحة:

ـ فقد اضطر السجين السياسي السيد بوراوي مخلوف بعد 17عشرسنة من سجنه المضيق الى المغامرة بما تبقى من جسده المنهك للانخراط في إضراب عن الطعام مفتوح  ، بداية من يوم الخميس 15 نوفمبر 2007 للمطالبة بإطلاق سراحه، بعد أن تم  إطلاق سراح بعض من حوكموا معه في نفس القضية و صدرت ضدهم نفس الأحكام، ولقد أخبرت زوجته بعد آخر زيارة له أنه لم يعد يقوى حتى على الوقوف ولا على الكلام

 –  انخرط مساجين الرأي المحالين بمقتضى قانون الارهاب بمختلف السجون التونسية في إضراب مفتوح عن الطعام بداية من يوم الاثنين 19 نوفمبر 2007 احتجاجا على الوضعية السيئة التي يعيشونها و الانتهاكات الخطيرة و المتكررة التي تعرضوا ويتعرضون لها  وبالخصوص ما تعلق منها بالاضطهاد الديني المسلط عليهم مثل منعهم من صلاة  الجماعة ومن المصحف، على غرار ما مورس  على  مساجين حركة النهضة خلال عشرية التسعين  .

ـ  كما انخرط السجين خالد العيوني بسجن الهوارب  منذ يوم 20نوفمبر في اضراب مفتوح عن الطعام للمطالبة بإطلاق سراحه

تدهورت الحالة الصحية  للسيد حسين الغضبان المعتقل بسجن الناظور منذ أكثر من عقد ونصف ، وقاد التضييق والاهمال الى أن اشتد عليه الربو حتى هدد حياته دون أن يطلق سراحه أو يمكن من العلاج

* خطف ، اعتقال ، وتعذيب طلبة ومناضلين:

–  لا تزال موجة اعتقالات شباب الصحوة المتدين متواصلة فقد تم  يوم الأحد 25/11/2007  السادة :  حبيب بن محمد أصيل زغوان مجاز في الاقتصاد و التصرف  سمير فضلوني  أصيل منطقة بنزرت مجاز في الاقتصاد و التصرف  إلياس شيخ روحه أصيل منطقة صفاقس ماجستير في المحاسبة  محمد أمين نصيبي أصيل منطقة سيدي بوزيد طالب سنة ثانية تعليم عالي و عصام  طالب

-وتم يوم الاثنين 27/11/2007 اعتقال المناضلين رمزي بوقرة ونافع راشد عضوي مكتب الشباب بسوسة للحزب الديمقراطي التقدمي وتعرض رياض الحوار عضو اللجنة المركزية للحزب لاعتداء بالعنف الشديد اثناء مساندتهم لاعتصام وقع بوسط سوسة احتجاجاعلى مقتل الشاب محمد عبد العزيز صايا على يد عون شرطة النجدة.كما تعرض ليلا نافع راشد لاعتداء بالعنف امام منزل الفقيد من طرف مجهولين

 – تعرض السيد مراد النوري نجل الاستاذ محمد النوري  لاعتداء بالعنف الشديد على ملإ من الناس أمام مكتب والده

– تم  خطف  طالب الدراسات العليا  عبد الحميد الصغير وتعريضه للتعذيب الشديد باستعمال وسيلة الصدمة الكهربائية

– كما خطف الطالب  ياسين الكواش من طرف أعوان أمن

ـ خطف الأستاذ نورالدين البحيري المحامي وعضو المكتب التنفيذي لمركز تونس لاستقلال القضاء والمحاماة  يوم 30 /11/2007 من أمام محل سكناه الكائن بعدد 4 نهج شارل ديغول بتونس وتقييد حركته وحشره عنوة باستعمال القوة في سيارة مدنية

* الطرد التعسفي من العمل

من مثل ما تعرض له ثلاثة أساتذة هم الأستاذ محمد المومني والاستاذ علي الجلول والاستاذ معز الزغلامي  بسبب نشاطهم النقابي،من طردتعسفي .  وبعد أن باءت بالفشل كل مطالباتهم وزملائهم الادارة بمراجعة هذا القرار التعسفي لم يجدوا غير المخاطرة بالانخراط في إضراب مفتوح عن الطعام، ذودا على حقهم 

  * محاكمات ظالمة:

– لا تزال أفواج من شباب الصحوة تعرض على المحكمة الجنائية في حالة إنهاك شديد جراء ما سلط عليهم من تعذيب يصرّ القضاء المدجن على رفض فتح أي تحقيق في شأنه  مكتفيا بإصدار أحكام قاسية ثقيلة بلغت حتى الآن الاثنتي عشرة سنة سجنا مع سنوات من المراقبة.

–  إيقاف الصحفي المناضل من اجل الحرية السيد سليم بوخذير وإحالته على المحكمة بتهم باطلة

–  افتعال قضية للمناضل النهضوي الاخ الاسعد الجوهري وإحالته على القضاء المدجن

* استمر مطاردة المتحجبات : وذلك في تحد سافر لا لأحكام الدين المعلومة بالضرورة ، وحسب، ولما يزعمونه من حرية المرأة واحترام حقوقها!! وإنما أيضا لحكم قضائي صريح باعتبار قرار حظر الحجاب قرارا غير دستوري ، كما قضت بذلك المحكمة الادارية.

إن حركة النهضة وهي تتابع بانشغال نهج السلطة الثابت والمتفاقم في التعويل المطلق على الاسلوب القمع والترهيب في التعامل مع كل المطالب المشروعة للمواطنين على اختلاف اتجاهاتهم  تعبر عن مساندتها الكاملة لكل ضحايا القمع وخصوصا الشباب المتدين الذي يتعرض لمخطط تصفية  جسدية،وللمساجين السياسيين المضربين عن الطعام في مطالبهم العادلة في إطلاق سراحهم ،  ولأنصار الحرية عامة والصحفيين و لنشطاء حقوق الإنسان

ـ تطالب  بإطلاق سراح الصحفي السيد سليم بوخذير والطالبين ياسين الكواش وعبد الحميد الصغير

ـ تساند الاساتذة المضربين وحقهم في العودة الى أداء رسالتهم ، كما تساند التحركات النقابية المختلفة التي انطلقت في العديد من القطاعات .

تنادي كل أنصار الحرية وضحايا القمع الى وضع كل خلافاتهم وراءهم جامعين صفهم حول مطلب الحرية للجميع ، ومقاومة الاستبداد المسلط على رقاب الشعب.

 وما ضاع حق وراءه طالبون  جادون. قال تعالى  » إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا »

لندن، 03 ديسمبر 2007

رئيس الحركة

الشيخ راشد الغنوشي


يومــــيـّـــــات إضـــــــــراب الجــــــوع

اليوم الثالث عشر لإضراب الجوع 02  ديسمبر 2007

 

لليوم الثالث عشر على التوالي، يتواصل إضراب الجوع ويتواصل معه الإصرار والتحدي، الإصرار على المواصلة حتى نيل الحق، والتحدي لإرادة القهر والتعسف، وعلى تخوم الجوع ….  التضامن النضالي راسما أروع الصور وأجملها.

من زوّار اليوم وفد نقابي من جهة سوسة ممثلا لأهم القطاعات (التعليم الثانوي، التعليم الأساسي، القيمين، البريد والاتصالات…) ومن بينهم الأخ ماهر علي الكاتب العام لنقابة القيمين بسوسة الرياض، الأخ ماهر من مجموعة النداء الموسيقية أتى مرفوقا بعوده وشرع مباشرة في الترنم بأعذب الألحان وأجمل أغاني الشيخ إمام ومرسال خليفة والبحث الموسيقي وسط  حضور بعض المساندين وتفاعل من المضربين الذين تأثروا كثيرا لهذه الحركة الجميلة والرائعة، فكان تعانق الجوع والجمال عنوانا آخر من عناوين المعركة.

وعلى نفس وتيرة الحركات اللافتة، زار المضربين عن الطعام وفد من 13 عضوا من المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي تتقدمه السيدة مية الجريبي الأمينة العامة للحزب والأستاذ نجيب الشابي الأمين العام السابق للحزب. هذه الزيارة الجماعية تركت أثرا إيجابيا في نفوس المضربين ولقيت الاستقبال من النقابة العامة.

وفي مساء اليوم، وفي حركة لها أكثر من دلالة ومعنى انتقل أكثر من 100 عامل من عمال المغازة العامة من اجتماعهم العام إلى مقر الإضراب مؤكدين وحدة المصير بين العمال بالساعد والعمال بالفكر، وقد دوّن البعض كلمات في سجل الإضراب حاثين على الصمود والتضحية.

ووفد على المضربين  أيضا وفد من مناضلات ومناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس بمعهد بورقيبة للغات حاملين معهم شريطا ورقيا طويلا دوّنت عليه كلمات مساندة وتضامن، وقد أضفى حضورهم جوا نضاليا عاليا إذ وفدوا مردّدين نشيد الاتحاد العام لطلبة تونس.

وكان في زيارة جماعية وفد من المناضلين الحقوقيين من قفصة ونفطة أتوا لتجديد المساندة والمؤازرة.

برقيات ورسائل

النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بقبلي تعلم بتكوين لجنة جهوية لمساندة الإضراب

النقابات الأساسية للتعليم الثانوي بسوسة الجوهر، وسوسة الرياض وبوفيشة

النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بسوسة

النقابة الأساسية لاتصالات تونس بسوسة

النقابة الأساسية للتأطير والإرشاد التربوي سوسة الرياض

أعضاء مؤتمر متفقدي التعليم الأساسي

الإضراب في قناة « الجزيرة »

نقلت قناة الجزيرة في نشرتها المغاربية مساء أمس خبرا عن تنظيم أساتذة تونس ونقابتهم العامة لتجمع مساندة للإضراب عن الطعام  الذي يخوضه ثلاثة أساتذة معزولون عن العمل وكتب الخبر أيضا على الشريط (bande).

الوضع الصحي للمضربين

واصل الوضع الصحي للمضربين تدهوره وخاصة بالنسبة لنقص الأملاح والكلسيوم ونقص الوزن والشحوب والإعياء الواضحة. أما المعنويات فهي عالية جدا.

إضراب جهوي قطاعي

قررت النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بصفاقس تنظيم إضراب جهوي يوم الخميس 13 ديسمبر القادم إن لم تقع تسوية الملف المطرودين.

لجنة الإعلام والاتصال

للمساندة :

216.71.337.667 Fax :

 profexclu@yahoo.fr e-mail :

synd_tunis@hotmail.com      


الحكم بسجن صحفي تونسي معارض لمدة عام

تونس (رويترز) – قال محامون يوم الثلاثاء ان محكمة تونسية قضت بالسجن عاما لصحفي اشتهر بمعارضته للنظام التونسي وذلك لاهانة ضابط شرطة.

وقال المحامي عبد الوهاب معطر لرويترز عبر الهاتف ان محكمة بساقية الزيت الواقعة على بعد 230 كيلومترا جنوبي العاصمة قضت بسجن الصحفي سليم بوخذير عاما بتهمة « الاعتداء على الاخلاق الحميدة والاعتداء اللفظي واهانة ضابط شرطة. »

واعتقل بوخذير الذي يراسل صحيفة القدس العربي اللندنية وعددا من مواقع الانترنت الاسبوع الماضي عندما اوقف اعوان شرطة عربة اجرة كانت تقله من مدينة صفاقس الى العاصمة تونس ورفض اظهار بطاقة هويته.

وعرف بوخذير (39 عاما) بمقالاته اللاذعة والمنتقدة للحكومة وخاض مطلع الشهر الحالي اضرابا عن الطعام دام اسبوعين احتجاجا على عدم حصوله على جواز سفر منذ اربعة اعوام.

وقال معطر احد محامي بوخذير ان « هذه المحاكمة فخ نصب له لتسليط عقوبة عليه بسبب كتاباته. »

(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 4 ديسمبر 2007)


 

القضاء التونسي يؤجل محاكمة عناصر مجموعة ‘سليمان السلفية الإرهابية’

 

تونس / 1 ديسمبر-كانون الاول / يو بي أي: قرر القضاء التونسي تأجيل النظر في قضية 30 سلفيا أتّهموا بالتآمر على أمن الدولة وارتكاب جرائم إرهابية إلى 15 من شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري. وقال مصدر قضائي تونسي اليوم السبت إن 28 من هؤلاء المتهمين مثلوا اليوم أمام قاضي الدائرة الجنائية التابعة للمحكمة الابتدائية في تونس العاصمة، بينما رفض اثنان من المتهمين هما مهدي الحاج علي والنفطي البناني المثول أمام القاضي، الذي قرّر تأجيل المحاكمة من جديد استجابة لطلب من الدفاع. وأضاف المصدر في بيان توضيحي تلقت يونايتد برس أنترناشونال نسخة منه، أن القاضي المكلف بهذه القضية، الذي تجنب ذكر اسمه، « رفض أيضا طلباً من الدفاع للإفراج عن واحد من هؤلاء المتهمين »، من دون إيضاح مبررات هذا الطلب. وأوضح أن المتهمين مهدي الحاج علي والنفطي البناني أرجعا رفضهما دخول قاعة المحكمة إلى عدم اجتماعهما بمحاميهما، و »الحال أن المتهم الأخير أي النفطي البناني سبق له أن اجتمع قبل أربعة أيام إلى محاميه سمير بن عمر ». و من جهة أخرى، أشار المصدر إلى أنه تم خلال جلسة اليوم « مواصلة تلقي إعلامات نيابات المحامين للمتهمين، كما قررت المحكمة تسخير محامين لخمسة متهمين لم يتمكنوا من توكيل محامين للدفاع عنهم، وذلك طبقا للفصل 141 قانون الإجراءات الجزائية ». وكان عناصر هذه المجموعة السلفية الإرهابية التي تعرف في تونس باسم « مجموعة سليمان السلفية »، قد مثلوا للمرة الأولى أمام القضاء التونسي في 21من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث قرّر تأجيل النظر في قضيتهم إلى اليوم. وسبق للإدعاء العام التونسي أن وجّه لهؤلاء المتهمين العديد من التهم، بينها « تنفيذ أعمال قتل داخل التراب التونسي، وحمل السكان على قتل بعضهم البعض، وتلقي تدريبات بقصد ارتكاب أعمال إرهابية، وحمل ونقل أسلحة ومتفجرات وذخائر،وإشاعة الفوضى… ». وشارك المتهمون، الذين تسلّلوا إلى تونس من الجزائر، في اشتباكات مسلحة مع قوات الأمن التونسي خلال الفترة ما بين الرابع من ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي،والثالث من شهر يناير/كانون الثاني من العام الجاري على تخوم بلدة سليمان التونسية، خلفت 14 قتيلا وعدد من الجرحى. وكان الرئيس التونس زين العابدين بن علي كشف في حديث نشرته مجلة « لوفيغارو ماغازين » في العاشر من الشهر الماضي أن المجموعة السلفية المذكورة « خططت لمهاجمة سفارتي أميركا وبريطانيا في تونس ». وقال إن عناصر هذه المجموعة « كانت لديها خرائط موقعية لسفارتي أميركا وبريطانيا في تونس حصلوا عليها من موقع « غوغل إيرث » على الأنترنت، وكانوا ينوون مهاجمة السفارتين عندما تحين الفرصة ».


 

… وإضراب أساتذة تونس مستمر وسط مخاوف من ضرب الحركة النقابية

 غرفة صغيرة في مقر نقابة التعليم الثانوي جمعتهم وآلاف المؤيدين يؤمونها يومياً. ثلاثة من أساتذة التعليم الثانوي أعلنوا إضراباً مفتوحاً عن الطعام حتى استعادة حقوقهم.

كلمات التأييد، العناق، الابتسامات والدموع… في جانب المتضامين معهم، هي ما اعتبره المعلمون وقوداً يكفل استمرار إضرابهم. الإقدام على الإضراب كان صعباً، وتطبيقه كان الأصعب، لكن زيارات الدعم اليومية إلى مقر النقابة كانت الدواء لأوجاعهم.

بدأ الإضراب في 20 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وهو لا رجوع عنه، كما يقول محمد المومني، لأن وزارة التربية رفضت أن تعيده وصديقيه إلى عملهم، بعد أن طردوا منه، فضلاً عن نقلها 99 معلماً آخرين إلى مناطق عمل تبعد من أماكن سكناهم 500 كلم.

القصة بدأت على خلفية دخول الأحزاب التي ينتمي إليها الأساتذة المضربون في إضراب في 12 تشرين الأول (أكتوبر) 2005, انتقاداً لأوضاع الحريات في تونس، ومحاولة لرفع مستوى المدرسين، وتحديث مناهج التعليم، وإشراك المعلمين في وضعها.

ومنذ ذلك الوقت تحول 12 تشرين الأول مناسبة سنوية تتجمع فيها الأحزاب للتعبير عن تأففها من الأوضاع الراهنة. وبما أن الأساتذة الثلاثة يعتبرون الدينمو المحرك لهذا الإضراب، اتخذت الوزارة قرار الفصل في حقهم, وهو ما فسره المومني بأنه رغبة بعض الأطراف «بضرب الحركة النقابية، وتخويف زملائنا من أن يحذوا حذونا».

واستغلت الوزارة القانون للإقدام على خطوة الطرد، فهي تملك الحق بالفصل من العمل لمن لا يتبع الخطوات القانونية لتنفيذ الإضرابات والتظاهرات، وهو ما فعله الأساتذة المضربون.

وكان الإضراب نظم بدعوة من نقابة التعليم الثانوي، وشارك فيه مئة وعشرة آلاف مدرس في التعليم الثانوي والأساسي. والخطوة لم تتخذ إلا بعد تجاهل مطلب رفعه الأساتذة المعينون بعيداً من أماكن سكنهم في 11 أيلول (سبتمبر) 2007 إلى وزارة التعليم العالي مطالبين بإرجاعهم إلى أماكن عملهم السابقة. لكن المطلب أهمل على رغم الوساطات المتواصلة والنقاش المستمر بين وزارة التعليم الثانوي ووزارة التربية.

وتنتمي نقابة التعليم الثانوي إلى المنظمة الأم والأقدم في تونس، وهي الاتحاد العام التونسي للشغل. ما يبرر التجاوب الواسع مع مطالب المدرسين. ويصدر الاتحاد يومياً بيانات تحتوي على آخر أخبار المضربين، وحالتهم الصحية، والوفود التي جاءت لزيارتهم.

ويقول المومني ان الحل بالعودة إلى العمل، «وبما أن حجة الوزارة هي نقص الكفاءة، فيمكن الرجوع إلى التقارير «البيداغوجية» التي تقدم من جانب إدارة المدرسة كل عام، وهي كلها تشهد بالخبرة والكفاءة، وهي تقارير تطلب كتوصية نهائية إعادة الانتداب للعمل».

ويتابع المومني: «هناك مدرسون منذ 15 عاماً يمارسون مهنة التدريس والتقارير في حقهم لا تتضمن التوصيات التي قدمت بنا، أما نحن وبعد عام من التدريس وبعد شهادة التقدير فعل بنا ما فعل».

ويؤكد المومني ان الإضراب ليس سياسياً بل نقابي، «الهدف منه الدفاع عن قضيتنا وقضية زملائنا، والحد من التعسف المطبق علينا، ولهذا كان قرار الإضراب في مقر نقابة التعليم الثانوي، وليس خارجها، وهذا يدل على عمق الانتماء الى هذه النقابة، وتحمل النقابة مسؤولية الدفاع عن المنتمين اليها».

محمد المومني، علي الجلولي ومعز الزغلامي، أسماء باتت على لسان الجميع. والعمل على الإضراب واستمراره وإنجاحه ليس فردياً، أو مقتصراً على الأساتذة المضربين، بل هناك شبكة واسعة من المتضامنين والزملاء والعلاقات العامة، والعمل مستمر على نشر الخبر عبر رسائل البريد الالكتروني، والمكالمات الهاتفية، والأخبار في بعض الصحف، والقضية باتت شائكة.

الحـوار مـع وزارة التـربـيـة مستمر، والوساطات لحل الأزمـة مستمرة، وأمل الأساتذة بالعـودة إلى أمــاكن عملهم لم يـتـبدد، والوضـع تـعكـس حقيقته الكلمات التي بها محمد المومني اختتم: «نحن كان لنا شرف الإعلان عن بدء الإضراب، ونأمل أن يكون لوزيــر التربية شرف إنهائه».

)المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 3 ديسمبر 2007)


تونس توقع اتفاقية مع البنك العالمي بنحو 27 مليون دولار لتحسين التصنيف العالمي لمتاحفها..

تونس – صالح عطية :

وقعت وزارة الثقافة وإحياء التراث التونسية والبنك العالمي، اتفاقية تقضي بتمويل خطة شاملة لتعزيز دور التراث الوطني في تطوير السياحة الثقافية..

وقال رضا قاسم، المدير العام لهذا المشروع في تصريح صحفي، ان هذه الاتفاقية التي تتجاوز قيمتها 26 مليون دولار أمريكي، تهدف إلى تمويل مشروع « إدارة وإحياء التراث الثقافي » بتونس..

وترمي الاتفاقية بالأساس، إلى تهيئة عدد من المواقع الأثرية، لكي تكون نموذجا لمواقع ومتاحف أثرية تتلاءم مع المقاييس العالمية للجودة، وبخاصة تلك التي تهم تأمين سلامة الزوار، وتعبيد المسالك وتجديد اللوحات التعريفية لهذه المواقع.

وفي مقدمة هذه المواقع والمتاحف التي سيشملها المشروع الجديد، متحف باردو المحاذي للبرلمان التونسي، والمصنف منذ فترة طويلة، ضمن المتاحف العالمية.

وكشف رضا قاسم عن عملية توسعة واسعة لمساحة هذا المتحف، إلى جانب تزويده بمصعد كهربائي لتسهيل زيارة طوابقه العلوية، وتحسين مسالكه، بالإضافة إلى ترجمة معطياتها من اللغة العربية إلى اللغتين الفرنسية والانجليزية.

ويعدّ متحف باردو التونسي، أول متحف في العالم من حيث توفره على آلاف اللوحات الفسيفسائية النادرة والفريدة من نوعها، وهي لوحات تقدم فكرة للزائرين عن الحضارات التي تعاقبت على تونس، وبخاصة منها الحضارات الفينيقية والرومانية والبيزنطية والإسلامية.

ونصت الاتفاقية التي تم توقيعها بين الجانب التونسي ومؤسسة البنك العالمي، على أن يشمل المشروع، إدارة وإحياء التراث الثقافي بمدينة القيروان (المصنفة عاصمة دينية لتونس)، والتي ستكون عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2009، إلى جانب تحسين المنتزه الأثري بأوذنة، عبر ترميم معالمه الرئيسية الأربعة، سيما منها « الكابيتول »، الذي يعدّ أكبر معبد روماني بإفريقيا، و »المدرج الدائري » و »الحمامات العمومية الكبرى » و »المنازل ذات الأروقة« .

وتمثل هذه الاتفاقية، التي تختص في مجال المتاحف والآثار، الأولى من نوعها التي توقعها وزارة الثقافة مع البنك العالمي.

(المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 4 ديسمبر 2007)


 

بورصة تونس تدخل نظاما جديدا للتداول

  

تونس (رويترز) – قال متعاملون ان البورصة التونسية أدخلت يوم الاثنين نظاما الكترونيا جديدا لتسمية الاسعار وذلك لاستيعاب حجم أكبر من المعاملات وتشجيع التداول الرشيد من خلال دمج قيم الصفقات في سعر واحد.

ويبلغ عدد الشركات المدرجة في بورصة تونس الصغيرة نحو 50 شركة وتبلغ قيمتها السوقية 3.83 مليار دولار وهي اخذة في النمو مع تطور القطاع المصرفي وتسارع النمو الاقتصادي.

ومن بين التعديلات التي أعلنت في بيان نشر بموقع بورصة تونس على شبكة الانترنت وضع حد أقصى لنطاق التداول اليومي للاسهم في السوق الرئيسية يبلغ ستة بالمئة. وقال متعاملون ان الحد الاقصى السابق كان 4.5 في المئة

ورأوا أن نظام تسمية السعر الجديد سيعزز اداء السوق ويقلل التكاليف ويرشد حركة التداول حيث لن يتمكن المتعاملون في السوق من معرفة من يشتري ومن يبيع وبأي سعر.

وقال طارق خميري من بي.ان.ايه كابيتو « في النظام الجديد… لا يمكننا معرفة المتعاملين الاخرين أو قيمة تعاملاتهم وهو ما يؤدي الى مزيد من الاستقرار. »

وتابع « معرفة هوية البائعين والمشترين وعروضهم كانت تؤثر على سعر السوق. اذا باع أحد أسهمه كانوا يحذون حذوه. »

كما يستطيع نظام تسمية الاسعار الجديد بالبورصة « في900 » التعامل مع أحجام أكبر من الاوامر.

وقال محسن مطيري من فيناكورب ان النظام الجديد « أكثر تطورا ويمكنه معالجة عدد أكبر من الاوامر خلال فترة تحديد السعر. »

واضاف « واجهنا بعض المشكلات عندما كانت هناك معاملات ذات أحجام كبيرة خاصة خلال عمليات الطرح العام الاولي… لم يكن النظام القديم قادرا على التعامل مع كل الطلب. »

وارتفع المؤشر القياسي للبورصة التونسية 0.54 في المئة الى 2606.29 نقطة يوم الاثنين.

ويتوقع محللون ارتفاع المؤشر 20 في المئة بنهاية العام بعدما صعد بنسبة 44 في المئة العام الماضي.

(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 3 ديسمبر 2007)


 

البرلمان التونسي يقر ميزانية 2008

تونس (رويترز) – قال مسؤولون يوم الثلاثاء ان البرلمان التونسي أقر مشروع ميزانية الحكومة لعام 2008 وأبقى على توقعات العجز دون تغيير عند ثلاثة بالمئة رغم ارتفاع أسعار السلع الاولية.

ويقول محللون ان العجز المستهدف يمثل تحديا للحكومة بسبب ارتفاع أسعار الواردات من النفط والمواد الغذائية الاساسية. وتضغط تلك الزيادة على الدعم الحكومي الذي يرمي لتخفيف أثر الزيادة في الاسعار بالسوق المحلية.

وتتوقع الحكومة انخفاض الدين العام الى 51.3 في المئة من اجمالي الناتج المحلي في عام 2008 من تقديرات ببلوغه 54.5 في المئة في العام الحالي.

كما تتوقع زيادة الانفاق بنسبة 16 في المئة في العام القادم الى 16.7 مليار دينار (13.7 مليار دولار) من بينها 1.347 مليار دينار ستخصص لدعم واردات النفط والمنتجات الغذائية وتمويل برامج لخلق وظائف.

وتشير توقعات الحكومة التونسية أيضا الى أن الاستثمار الاجنبي المباشر سيبلغ 8 ر1 مليار دينار في عام 2008 ارتفاعا من 1.3 مليار دينار متوقعة هذا العام.

كما تشير أيضا الى أن معدل التضخم للعام المقبل سيبلغ ثلاثة بالمئة انخفاضا من 3.5 في المئة متوقعة في العام الحالي كما سينمو اجمالي الناتج المحلي 6.1 في المئة العام القادم مقارنة مع ستة بالمئة متوقعة في العام الحالي.

وتستهدف تونس تحقيق مستويات أعلى من النمو في إجمالي الناتج المحلي في السنوات القادمة بفضل إصلاحات في القطاع المصرفي وتوسيع نطاق تحرير سوق التجارة والعمالة وحرية تحويل العملة.

(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 4 ديسمبر 2007)

 


 

عام / تونس / حجاج

تونس – (واس) – غادرت تونس اليوم طائرة تحمل 250 حاجا تونسيا فى طريقها الى جدة ضمن 37 رحلة مبرمجة حتى الرابع من ذى الحجة لنقل كامل الحجيج التونسى الذى يبلغ هذا العام تسعة الاف حاج .

وتعم قاعات مغادرة وفود الرحمن بمطار تونس مظاهر البهجة والسعادة بهذه المناسبة المباركة فيما يحمل الحجاج مشاعر فياضة وهم فى طريقهم الى الديار المقدسة .

وفى هذا الاطار يقول الحاج ابراهيم الشلواطى من تونس العاصمة انه يزور البقاع المقدسة لاول مرة فى حياته .. واشار الى انه خضع الى حصص للتوعية وقام بالتلاقيح اللازمة .

وقال الحاج سعد بن سعيد شماع من ولاية الكاف وهو ينهى إجراءات سفره مع زوجته فطيمة وابنته صلوحة / اننى فى غاية السعادة لان اتوجه الى افضل مكان يتمناه المسلم برفقة زوجتى وابنتى/.

وافاد الحاج محمود حنيحينة وزوجته فرجانية بانهما ينتظرا فرصة الحج منذ خمس سنوات حتى جاءت مشيئة الله ونادى المنادى.

اما الخطوى السعفى الذى يبلغ من العمر 87 عاما فذكر انه يحج للمرة الثانية واعرب عن سعادته بزيارة الديار المقدسة .

وقال عبد الستار ساسى /72 عاما / ازور البقاع المقدسة لاول مرة واتحرق شوقا لاداء مناسك الحج وزيارة المسجد النبوى الشريف .

واعرب محمد الدرديرى/ 75 عاما / عن سعادته الغامرة وقال / اديت مناسك العمرة من قبل لكن سعادتى بالحج لاتوصف وقد قام ابنائى بكل التحضيرات .. لم اصدق خبر قبولى فى قائمة الحجاج لهذه السنة وربى يسهل لجميع الحجاج / .

عمر قديش ابدى سعادة غامرة بتحقيق الامل فى زيارة الديار المقدسة وذكر ان حالته الصحية قد تدهورت فى الاونة الاخيرة الى درجة الدخول فى غيبوبة .. وقال لقد كتب الله لى الحياة من جديد لاتمكن من الحج مع زوجتى التى تنتظر هذه الفرصة منذ أكثر من 17 سنة .

(المصدر: وكالة الأنباء السعودية (واس) بتاريخ 4 ديسمبر 2007)


 

اجواء السياسة تطغى على استقبال محمود درويش بمهرجان قرطاج المسرحي

تونس (رويترز) – طغت اجواء السياسة بوضوح على مجيء الشاعر الفلسطيني محمود درويش الى تونس حيث من المقرر ان يكرمه مهرجان قرطاج المسرحي الذي يستمر حتى الثامن من الشهر الحالي.

واستقبل محمود درويش الذي وصل مساء الاثنين الى مطار قرطاج محمد ادريس مدير مهرجان قرطاج وفاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية اضافة الى سفير فلسطين بتونس وعدد من المثقفين.

وسيتسلم درويش جائزة 7 نوفمبر للابداع التي منحها له الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الشهر الماضي وهي ارفع جائزة للفكر والثقافة تمنح في تونس لدوره في الالتزام بقضايا وطنه.

وعانق القدومي وهو احد ابرز معارضي التسوية السلمية مع اسرائيل مواطنه درويش في احتفاء بشعره المقاوم للاحتلال.

واشتهر درويش بشعره الملتزم والحماسي والثوري الموظف لمقاومة الاحتلال الاسرئيلي.

وقدمت الى درويش باقة ورود مهداة من منصور مهني الرئيس المدير العام لمؤسسة الاذاعة والتلفزيون كتب عليها « الى شاعر الحياة محمود درويش نحبك حيا.. لنقول لك انت منا.. ولنا » في اشارة الى قصيدته المعروفة « يحبوني ميتا » التي يقول فيها « يحبوني ميتا ليقولوا لي لقد كان منا وكان لنا. »

وقال درويش متحدثا للاذاعة التونسية « اعترف ان خبر حصولي على جائزة 7 نوفمبر للابداع فاجأني. »

وأضاف انه يعتبر هذه الجائزة « تحية من الشعب التونسي ممثلا في رئيسه بن علي الى الشعب الفلسطيني ممثلا في شخصي لذلك اعتبرها تحية تضامن تونسية الى فلسطين. »

وسيقيم الشاعر الفلسطيني يوم الخميس المقبل أمسية شعرية بالمسرح البلدي بالعاصمة\

(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 4 ديسمبر 2007)


 

درويش في تونس: أحب تونس وأعرف أن تونس تحبني

علي إبراهيم من تونس: وصل الشاعر العربي الكبير محمود درويش إلى تونس عند ظهر الاثنين 03 ديسمبر 2007، ليتسلم جائزة 07 نوفمبر للإبداع التي منحها له الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وهي أرفع جائزة للفكر والثقافة تمنح في تونس. وسيقيم أمسية شعرية بتونس العاصمة مساء الخميس 06 ديسمبر 2007 ضمن فعاليات مهرجان قرطاج المسرحي الذي ينتظم في تونس بمشاركة عدد كبير من المسرحيين من تونس والعالم العربي وإفريقيا واروبا وآسيا. وكان في إستقباله بمطار تونس قرطاج الدولي مدير المهرجان والمسرحي محمد إدريس و مدير البرمجة والإعلام  بالمهرجان أحمد عامر وسعادة سفير فلسطين بتونس ثم التحق بالمرحبين رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية السيد فاروق القادومي. وتفاجأ الشاعر درويش بالعبارة التي كتبت على باقة الورود التي أهداها إياه الجامعي الدكتور منصور مهني الرئيس المدير لمؤسسة الإذاعة التونسية : إلى شاعر الحياة محمود درويش : نحبك حيّا لنقول لك أنت منّا ولنا (في إحالة على قصيدة « يحبونني ميتا » التي يقول فيها : يحبونني ميتا ليقولوا لي لقد كان منّا وكان لنا). وكانت هذه الزيارة مناسبة أخرى للقاء شاعر الحياة محمود درويش في مصافحة سريعة على عجل كما هو دائما في ترحال مستمر ينشر عبير أزهار قصائده الجميلة وأشواكها توقظ الضمير النائم في أماكن مختلفة من العالم.

   • أستاذ محمود أهلا بكم في تونس الأرض التي أحببتها و أحبتك وقلت فيها كلاما جميلا أكثر من مرّة؟

• نعم أنا أحب تونس، وأعرف أن تونس تحبني أيضا. لأن قصة الحب بين الفلسطينيين وتونس هي قصة معلنة ووفاء الفلسطينيين إلى تونس وفاء لا حدود له، وأنا أضع زيارتي في هذا السياق.

• هنيئا لكم بجائزة 7 نوفمبر للإبداع (وهي أعلى جائزة ثقافية وإبداعية تمنح في تونس) التي أسندها لكم الرئيس التونسي؟

•  أعترف لك بأن خبر الجائزة قد فاجأني. كنت في كوريا الجنوبية عندما اتصل بي وزير الثقافة التونسي وأبلغني بهذا النبأ. نظرت إلى الجائزة باعتبارها تحية من الشعب ممثلا في السيد الرئيس إلى الشعب الفلسطيني ممثلا في شخصي. لذلك أنا أعتبرها هي تحية تضامن وتشجيع والتقاء بين الشعبين التونسي والفلسطيني . هي تحية تونسية إلى فلسطين وإلى مبدعي فلسطين، وبالصدفة كنت أنا أحد ممثلي هذا الإبداع.

• أستاذ محمود، شاعر يحضر مهرجانا مسرحيا، أليست مفارقة؟

• (يضحك) أنا متطفل على أيام قرطاج المسرحية.. علاقتي بالمسرح تحدد بشيء واحد هي أنني أحب المسرح وأحترم المسرح وأحترم السلالة العريقة التي تتجلى فيها العلاقة الوثيقة بين المسرح والشعر فكلاهما ساعد الآخر على النمو. أو في الأساس المسرح خرج من الشعر ثم انفصل عنه في اتجاهات مختلفة. لذلك أعتبر نفسي متطفلا على المسرح، لكن متطفلا مرغوبا ومرحبا به.

درويش وإلى جانبه مدير مهرجان قرطاج المسرحي وسفير فلسطين بتونس

  • كتابكم الأخير أثر الفراشة وسمته باليوميات ولم تصنفه شعرا أو نثرا لماذا؟

• أنا أعرف ماذا كتبت، لكنني تعلمت من خبرتي أن التواضع لا يسبب أية أمراض. لأنني لست واثقا من الحدود الفاصلة بين الشعر والنثر ولا أعتقد أن هنالك حدود فاصلة. فالكتاب هو عبارة عن سرد يومي لانطباعات وتأملات يومية، أحيانا كانت تأتي مقاطع شعرية موزونة وأحيانا مقاطع شعرية نثرية، وأحيانا أخرى سرد عادي، لذلك فضلت أن أسميه يوميات وللقارئ أن يقرأ اليوميات شعرا أو نثرا وللنقاد أن يحددوا صنف ما كتبت. وكما قلت لك أعتبره نوعا من التواضع.

• لماذا انسحبتم من لجنة تنظيم تظاهرة القدس عاصمة ثقافية؟

• أنا لم أستلم الملف منذ البداية، فاجأني الرئيس محمود عباس بإصدار مرسوم لتعييني لهذا المنصب. وفور سماعي بالخبر زرته وطلبت إعفائي من المهمة لأنه ليس من طبيعتي النجاح في المهام الإدارية، وليس لي الوقت لذلك. وكان الرئيس عباس كريما فقبل اعتذاري وكلف شخصا آخر بالأمر.

• ختاما ماذا تقول لمحبيك ومحبي شعرك في تونس وخارجها؟

• أقول لهم شكرا على قبولي وشكرا على قراءتي وعلى إيمانكم أن الشعر مازال ممكنا وموجودا. وكثرة القراء والمستمعين يدلّ على أن الشعر مازال موجودا في الحياة الثقافية والحياة الاجتماعية، ولكن القارئ يريد شعرا يفهمه، شعرا يجد فيه مشتركا بين ذات الشاعر وذات المتلقي. وبفضل هذا التشجيع استطعت أن أطور نفسي باستمرار ولولا هذا التشجيع لما كنت قادرا على أي تطور.

• بماذا تعد قراءك؟

• أعد قرائي أنني أسعى دائما لمفاجأتهم، وشرط إبداعي أن لا أرضى عن نفسي وأن لا أقف عند لحظة طمأنينة وأن أبقى على قلق دائم لأن هذا القلق هو الذي يفجر في شرارة التجديد والكتابة من جديد.

(المصدر: موقع إيلاف (بريطانيا) بتاريخ 3 ديسمبر 2007)

الرابط: http://www.elaph.com/ElaphWeb/Entertainment/2007/12/285299.htm


 

مسرحية تونسية تدافع عن « شجرة الدر » المرأة التي « اضطهدها الرجل »

تونس (ا ف ب) – دافعت الممثلة والمنتجة التونسية زهيرة بن عمار في مسرحيتها « شجرة الدر » التي عرضتها في اطار الدورة الثالثة عشرة لايام قرطاج المسرحية عن كفاح هذه المراة الطموحة التي تعد علامة في التاريخ العربي الاسلامي.

وقالت بن عمار لفرانس برس بعد العرض الاخير للمسرحية الاحد الذي صفق له الجمهور طويلا « المسرحية هي تحية الى المراة التي اضطهدها الرجل وظلمها عبر التاريخ لا لشيء سوى لكونها انثى ».

واضافت « رغم صعوبة النص الادبي قبلت تطويعه للمسرح لاني احببت شجرة الدر التي آمنت بالمراة وبقدراتها فتمكنت بفضل ذكائها ومصالحتها مع انوثتها من انتزاع مكانتها وبسط نفوذها في زمن كان ينظر فيه للمراة كعورة وامة تشترى وتباع في سوق العبيد ».

وتابعت « المراة في المجتمعات العربية الاسلامية اليوم هي امتداد لشجرة الدر حيث لا يزال ينظر اليها +ككيان ناقص عقلا ودينا+ » ونفت وجود مساواة بين الجنسين « لان المراة لا تزال تعاني اضعاف الرجل في ادق تفاصيل الحياة اليومية ».

تروي المسرحية التاريخة قصة « شجرة الدر » المراة الطموحة التي تولت مقاليد الحكم في مصر اثر وفاة زوجها الملك ايوب نجم الدين الصالح في عهد المماليك.

كانت شجرة الدر اصلا جارية اشتراها الملك الصالح وحين ولد ابنها خليل اعتقها وتزوجها. وحين مات الملك عمدت الى اخفاء الخبر وحكمت اياما مكانه لتصبح حاكمة على مصر وبلاد الشام والعراق واليمن.

لكن محاصرة الجميع لها وشعورها بان الطامعين في الحكم يتحركون ضدها ويكيدون لها الدسائس دفعها الى الزواج من وزيرها عزالدين ايبك وتسليمه الحكم لكنه انقلب عليها فما كان منها الا ان استدرجته الى الحمام وقتلته قبل ان تلقى المصير نفسه على يد زوجته الاولى.

وهذا العمل المسرحي الذي كتب نصه الاديب التونسي عزالدين المدني هو اول عمل مسرحي تقدمه بن عمار باللغة العربية بعد ان عرفها الجمهور في ادوارها الاخرى ناطقة باللهجة المحلية. واعتبرت الممثلة التونسية ان اعتماد لغة الضاد « رهان ذاتي عسير في زمن طغت فيه الاعمال المسرحية باللهجات المحلية ». وسبق لهذا العرض ان قدم في المغرب والجزائر ومصر والاردن وفرنسا.

يذكر ان الممثلة والمخرجة زهيرة بن عمار شاركت منذ 1976 في اعمال مسرحية كثيرة حصل عدد كبير منها على جوائز في مهرجانات عربية وعالمية من بينها « عشاق المقهى المهجور » و »سهرة خاصة » و »فاميليا » و »عرب » و »موال » « و »كرنفال ».

و »شجرة الدر » هي ثالث عمل مسرحي تنتجه بن عمار منذ توليها عام 2000 ادارة « شركة سنديانة للانتاج المسرحي » بعد « سنديانة » حول الفقر الذهني و »تركتك » التي تتناول تداعيات غياب رب الاسرة.

كما شاركت الممثلة التونسية في عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية والاعمال السينمائية من بينها « عصفور السطح » لفريد بوغدير و »صمت القصور » لمفيدة التلاتلي و »باب العرش » لمختار العجيمي.

وتركز الدورة الحالية لايام قرطاج المسرحية التي انطلقت الجمعة على دور المراة في الفن الرابع « لتقطع مع الصورة السائدة تقول ان المسرح حكر على رجل المبدع وان المراة فيه ممثلة لا غير » بحسب ما قال المنظمون.

وتستمر التظاهرة التي تحمل هذا العام شعار « ارادة الحياة من الشابي الى درويش » تسعة ايام حيث تنتهي في الثامن من كانون الاول/ديسمبر الجاري وتعرض خلالها 47 مسرحية من 16 دولة عربية وافريقية واجنبية.

(المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) بتاريخ 3 ديسمبر 2007)


 

يوتيوب تعيد تشغيل موقع نشط مصري يناهض التعذيب

القاهرة (رويترز) – أعادت خدمة المشاركة في تسجيلات الفيديو التي تسمى يوتيوب على الانترنت اشتراك نشط مصري بارز يناهض التعذيب وقالت يوم الاثنين ان بامكانه اعادة وضع تسجيلات تصور انتهاكات لحقوق الانسان اذا وضعها بشكل مناسب

وكان وائل عباس قال الاسبوع الماضي ان يوتيوب أوقفت اشتراكه وان نحو 100 صورة أرسلها بينها لقطات تصور ما قيل انها وحشية رجال شرطة وتجاوزات في انتخابات ومظاهرات مناوئة للحكومة لم تعد متاحة لمتصفحي الانترنت.

وقالت يوتيوب المملوكة لشركة جوجل العملاقة لخدمات الانترنت في بيان انها ملتزمة بالحفاظ على موقعها « كمنصة مهمة للتعبير بأي شكل » مع ضمان أن تبقى مكانا امنا للمستخدمين.

وتابع البيان « سياستنا العامة المعارضة لاي صور للعنف أدت الى ازالة لقطات الفيديو التي تصور انتهاكات مزعومة لحقوق الانسان لان فحواها لم يمكن واضحا.

« وبعد مراجعة القضية أعدنا اشتراك المدون المصري وائل عباس. واذا اختار ارسال لقطات فيديو ثانية يكون فحواها كافيا بشكل يجعل المستخدمين يفهمون رسالته المهمة سنترك هذه اللقطات بالطبع على الموقع. »

ولم يوضح البيان كيف يمكن أن يكون الفحوى كافيا.

وكان نشطاء من المدافعين عن حقوق الانسان شكوا من أنه بوقف اشتراك عباس فان يوتيوب تغلق ناقلا مهما للمعلومات المتعلقة بانتهاكات حقوق الانسان في مصر في الوقت الذي تصعد فيه مصر حملة كبح ضد المعارضة ووسائل الاعلام المستقلة.

وكان لعباس دور مهم في توزيع تسجيل بالفيديو لسائق حافلة مصري قيدت يداه خلف ظهره وهتك عرضه باستخدام عصا بواسطة رجل شرطة وهو التسجيل الذي أثار جدلا في مصر التي تقول منظمات لحقوق الانسان ان التعذيب شائع فيها.

وكان من نتيجة بث التسجيل على الانترنت أن أجري تحقيق أدى الى محاكمة نادرة لضابط شرطة وأمين شرطة حكم عليهما بالسجن لمدة ثلاث سنوات بعد ادانتهما بالتعذيب.

وتقول مصر انها تعارض التعذيب وتقدم للمحاكمة أي رجل شرطة يوجد دليل على أنه مارس التعذيب.

وذكر عباس الذي نال جائزة صحفية دولية عن أعماله هذا العام من قبل ان من بين الصور التي وضعها على يوتيوب 12 أو 13 صورة تصور العنف في مراكز شرطة مصرية. ولم يتسن الحصول على تعليق من عباس يوم الاثنين.

وقالت منظمة صحفيون بلا حدود في بيان « يعتبر المدونون في مصر عباس شخصية رئيسية تنبه المصريين لاعمال التعذيب. » ووصفت وقف اشتراكه بأنه أمر « مبالغ فيه ».

وبرزت الانترنت في مصر كمنتدى رئيسي لمنتقدي الحكومة المصرية ولاول مرة حكمت محكمة مصرية هذا العام على مدون بالحبس بسبب كتاباته على الانترنت.

 وقالت يوتيوب التي تقضي قواعدها بأن العنف غير المبرر غير مسموح به على الموقع ان قرارها الاولي بوقف اشتراك عباس كان أمرا داخليا « وليس له علاقة بالحكومة المصرية ».

 من سينثيا جونستون

(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 4 ديسمبر 2007)


 

ولو نارا نفختها أضاءت

 
د. منصف المرزوقي تحية للصحافي  سليم بوخذير القلم الحرّ، وهو يبدأ هذه الليلة في زنزانته بصفاقس  سنة سجن  فاتورة رفع الرأس. تحية للرجل الذي رفض أن يمثل أمام قاض فاسد، يجره إليه بوليس فاسد، لمقاضاته من أجل تصديه لدكتاتور فاسد وبالمناسبة  إلى  الجالسين على الربوة في كامل أرجاء  الوطن   هل لكم أخيرا  في شيء من الجرأة مثل سليم ؟ ألى المنهزمين ،الانهزاميين، المستسلمين،  المنبطحين هل لكم أخيرا  في شيء من الجرأة مثل سليم ؟ إلى المطيعين ، المفعول بهم ،  المنفّذين لكل موبقة هل لكم أخيرا  في شيء من الجرأة مثل سليم ؟ إلى الذين تبدأ وتنتهي قضاياهم المقدسة مع الخبزة هل لكم أخيرا  في شيء من الجرأة مثل سليم ؟ إلى النظارة ، المنتظرين ، القاعدين عن كل مكرمة هل لكم أخيرا  في شيء من الجرأة مثل سليم؟ إلى الصامتين عن  كل إهانة، القابلين لكل إذلال هل لكم أخيرا  في شيء من الجرأة مثل سليم ؟ إلى الخاملين ، الخانعين ، الهازئين من كل كريم  هل لكم أخيرا في شيء من الجرأة مثل سليم ؟ إلى  المتحصنين في مكتباتهم ، المحتمين وراء شاشاتهم. هل لكم أخيرا  في شيء من الجرأة مثل سليم ؟ إلى الأبواق، المرتزقة، المأجورين، والثمن أرخص الأثمان هل لكم أخيرا  في شيء من الجرأة مثل سليم ؟   إلى الطامعين، الانتهازيين، المنافقين هل لكم أخيرا  في شيء من الجرأة مثل سليم ؟ إلى الذين أوصلوا السارق لباب غرف نوم زوجاتهم  هل لكم أخيرا  في شيء من الجرأة مثل سليم؟ وأنتم يا من « سبّقتم الخير » على الحذر والتنازلات على الحقوق هل لكم أخيرا  في شيء من الجرأة مثل سليم ؟   وأنتم شبابنا الفار،الراكض   إلى المراقص، الراكض  إلى الجوامع،الراكض إلى قوارب الموت هل لكم أخيرا  في شيء من الجرأة مثل سليم ؟ أما آن الأوان لتصبحوا شعبا ؟ تستطيع أن تفعل كل شيء بشعب، لا تفعل أيّ شيء بقطيع هل سأسمعهم يقولون يوما  » اردمهم في الخطّ « و « لن تضرب لا رأسي ولا أي رأس وإلا رأسك هو الذي سأضرب » أم عليّ أن أتمثل بقول الشاعر ولو نارا نفختها أضاءت      لكنّك تنفخ في رماد. هل من حقي الإصرار على الأمل ؟ لأنه ما زال تحت رماد التونسيين  جمرة ستلتهب يوما نارا ونورا تحية لسليم و لكل النائمين  هذه اللية في زنزانات كأنّ في ظلمتها  شعاع يتنفّس . 

 بسم الله الرحمن الرحيم

الحجاب هوية المرأة المسلمة : تشريع إلزامي وحرية شخصية

 

                                                                                الصحبي العتيق

 

         كتبت هذا الموضوع سنة 2006عندما انطلقت الحملة على الحجاب وكنت يومها في السّجن وبعد استماعي للحوار الذي أجرته قناة المستقلّة مع السيد وزير العدل التّونسي ومع تواصل المضايقات على المتحجّبات رأيت أهمّية نشره ،وعلى الله قصد السّبيل.         

  تمهيد :        

       لقد مثل الحجاب في السنوات لأخيرة لحظة التزام رسالي وشكلا تعبد يا وصورة من صور الوعي الإسلامي في ارتباطه بالإسلام وانفصاله عن منطق المشروع التغريبي الداعي إلي ضرب مبدأ حرية الإختيار واحترام حق الإختلاف ومصادرة الحريات في فضاءات السياسة  و التعبير و التفكير ليطال نمط حياة الأفراد وليخّول هذا المنطق لأصحابه اقتحام الفضاءات الحميمّية والتدخّل المباشر في ّمسألة ا للباس عامّة ولباس المرأة المسلمة خاصّة وليسمح لنفسه ممارسة تأويل احاديّ ومتعسّف لنصوص الوحي الكريم.

وبالنسبة لهذه المسألة فيمكن أن ننظر إليها من أربع جهات:

          1) الجانب الشرعي في ارتداء الحجاب من حيث التأصيل والتنزيل في الواقع

          2) جانب الحريات الشخصية وحقوق الإنسان

3) الردّ على خطاب السلطة واتباعها

4) الدلالات الحضاريّة للحجاب

    1 -الجانب الشرعي في ارتداء الحجاب :

  1-1)الحجاب الخاص بنساء النبي صلي الله عليه وسلم ( أمّهات المؤمنين ) :

عن أنس بن مالك قال :لمّا تزوج صلي الله عليه وسلم زينب بنت جحش دعا القوم فطعموا ثمّ جلسوا يتحدّثون قال أنس :فأخذ يتهيأّ للقيام فلم يقوموا فلمّا رأي ذلك قام وقام من القوم من قام وقعد ثلاثة وإنّ النبي صلي الله عليه وسلم  جاء فدخل فإذا القوم جلوس وإنّهم قاموا وانطلقوا فجئت وأخبرت النبيّ أنهم قد انطلقوا قال : فجاء حتى دخل .قال انس فذهبت أدخل فألقي الحجاب بيني وبينه وأنزل الله تعالي : « يا أيّها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبيّ إلاّ أن يؤذن لكم إلي طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إنّ ذلكم كان يؤذي النبيء فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق وإذا سألتموهنّ متاعا فاسألوهنّ من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهنّ وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إنّ ذلكم كان عند الله عظيما(سورة الأحزاب53) (1) وقال تعالي :  » النبيّ أولي بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم  » (ألأحزاب -6) وقال تعالي :  » يا نساء النبيّ لستّن كأحد من النساء  » ( ألأحزاب -32 ) وفي رواية أخري عن أنس بن مالك قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه قلت : يا رسول الله يدخل عليك البرّ والفاجر فلو أمرت أمهات ألمؤمنين بالحجاب فأنزل الله تعالي آية الحجاب (2) وجاء في أسباب النزول أن رجلا من سادة قريش قال: لو توفيّ رسول الله لتزوجت عائشة (3) كما ورد أن رسول لله كان يأكل معه بعض أصحابه فأصابت يد رجل يد عائشة وكانت معهم فكره النبيّ ذلك فنزلت آية الحجاب (4) فهذه النصوص خاصة بنساء النبيّ فلا يجوز كلامهن إلاّ من وراء حجاب ولا يجوز لغير محارمهنّ رؤيتهنّ متنقّبات ولا غير متنقّبات واعتبرن أمّهات المؤمنين رفعا لمكانتهنّ إلي مقام الأمّ صونا لهن عن كل خواطر الشهوة والرغبة وإكراما لمقام النبوّة وحرمتها وكان الحجاب هو الفاصل المميز بين أم المؤمنين وبين ملك اليمين من الجواري كماريّة القبطية . وفي رواية عن أنس (خادم النبيّ) أن النبيّ صلي الله عليه وسلم أقام بين خيبر والمدينة ثلاثة أيام ليتزوج صفية بنت حيّ بن أخطب فقال المؤمنون : إن حجبها فهي من أمهات المؤمنين وإن لم يحجبها فهي مما ملكت يمينه فلما ارتحل مهّد لها خلفه ومدّ الحجاب أي وضع لها ستّرا بينها وبين النّاس ففهم الناس أنها من أمهات المؤمنين (5) وهذا الوضع الخاص لم يمنع أمّهات المؤمنين من الخروج مع النبيّ صلي ألله عليه و سلم للغزوّ وحادثة الإفك كان سببها أن عائشة كانت تحمل في هودج وتخلفت في فترة استراحة الجيش لقضاء شأنها وبقيت تلتمس عقدا لها أضاعته فاحتمل المسلمون الهودج وهم يحسبون أنّها فيه .فالحجاب بهذا المعني هو حكم خاص بنساء النبيّ صلي الله عليه وسلم كما أنهنّ لا يتزوجن بعد النبيّ أبدا

    1-2) حجاب المرأة المسلمة: (الخمار –الجلباب –النقاب )

قال تعالي : » وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهنّ ويحفظن فروجهنّ ولا يبدين زينتهنّ إلاّ ما ظهر منها وليضربن بخمرهنّ علي جيوبهنّ ولا يبدين زينتهنّ إلاّ

 

 لبعولتهنّ أو آبائهنّ أو آباء بعولتهنّ أو آبنائهنّ أو أبناء بعولتهنّ أو إخوانهنّ أو بني إخوانهنّ أوبني أخواتهنّ أونسائهنّ أو ما ملكت أيمانهنّ أو التّابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل اللذين لم يظهروا علي عورات النساء ولا يضربن بأرجلهنّ ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلي الله جميعا أيها المؤمنون لعلّكم تفلحون  » (النور-31) وفي تفسير » لا يبدين زينتهنّ  إلا ما ظهر منها  » ذهب جمهور المفسرين أن الزينة الظاهرة هي الوجه والكفان .  » وليضربن بخمرهنّ علي جيوبهنّ  » أي يسترن الرؤوس والأعناق والصدر وقال الإمام الطاهر بن عاشور في تفسير هذه الآية معني( ما ظهر منها ) هو ما لا تستره المرأة وهو الوجه والكفّان والقدمان وبعد عرض بعض آراء المفسّرين قال : ( وعلي هذا فالزينة الظاهرة هي التي جعلها الله بحكم الفطرة بادية بحيث يكون سترها معطّلا ألإنتفاع بها أو مدخلا حرجا علي صاحبتها وذلك الوجه والكفان ) (6) واختلف الفقهاء في ستر القدمين وقال أبو حنيفة : لا يجب سترهما وللإمام مالك قولان . وقال المفسر الإمام ابن عاشور 🙁 أمّا ما يكون من محاسن المرأة ولم يكن عليها مشقّة في ستره فليس مماّ ظهر من الزّينة مثل النّحر والثّدي والعضد والمعصم ) كما أورد ابن عاشور في تفسيره ما روى مالك في الموطّإ عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال : « نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات لا يدخلن الجنّة » (7) وقال ابن عبد البرّ: أراد اللّواتي يلبسن من الثّياب الخفيفَ الذي يصف ولا يستر. وفي سماع ابن القاسم من « جامع العتبيّة » قال مالك :بلغني أنّ عمر بن الخطّاب نهى النّساء عن لبس القباطي وهي ثياب ضيّقة تلتصق بالجسم فتصف جسد المرأة وتبدي منه « تضاريسها » من بدانة أو نحافة وتبدي محاسنها الخفيّة (8) ويضيف ابن عاشور: « وجمهور الأيمّة على استثناء الوجه والكفّين في جميع الأحوال …ونهين (النّساء) عن التّساهل في الخمرة. والخمار تضعه المرأة على رأسها ليستر شعرها وجيدها وأذنيها وكان النّساء ربّما يسدلن الخمار إلى الظّهر فيبقى العنق والنّحر والأذنان غير مستورة فلذلك أمرن بقوله تعالى « وليضربن بخمرهنّ على جيوبهنّ » والضّرب تمكين الوضع والمعنى ليشددن وضع الخمر على الجيوب بحيث لا يظهر شيء من بشرة الجيد « (9) ولمزيد التّأكيد يقول ابن عاشور « والباء في قوله ‘ بخمرهنّ ‘ لتأكيد اللّصوق مبالغة في إحكام وضع الخمار على الجيب زيادة على المبالغة المستفادة من فعل ‘يضربن’. والجيوب جمع جيب وهو طوق القميص ممّا يلي الرّقبة والمعنى ليضعن خمرهنّ على جيوب الأقمصة بحيث لا يبقى من منتهى الخمار ومبدإ الجيب ما يظهر من الجيد  » (10) وورد في الموطّإ للإمام مالك أنّ حفصة بنت عبد الرّحمان دخلت على عائشة وعلى حفصة خمار رقيق فشقّته عائشة (أي مزّقته) وكستها خمارا كثيفا (11) وقال ابن العربي ووافقه ابن عاشور أنّ الزّينة تنقسم إلى قسمين : خلقيّة ومكتسبة فالخلقيّة معظم جسد المرأة وأمّا المكتسبة فهي ممّا لا يخلو عنه النّساء عرفا مثل الحليّ وتطريز الثّياب وتلوينها ومثل الكحل والخضاب بالحنّاء والسّواك(12) . وقد أباح الله للقواعد من النّساء- وهنّ اللاّتي كبرن ولا يرغب في أمثالهنّ الرّجال- نزع الجلباب والخمار بما يفيد بمفهومه (أي بدليل الخطاب) عدم إباحة ذلك لسائر النّساء غير القواعد فقال تعالى : » والقواعد من النّساء اللاّتي لا يرجون نكاحا فليس عليهنّ جناح أن يضعن ثيابهنّ غير متبرّجات بزينة وأن يستعففن خير لهنّ والله سميع عليم »(النّور60) فهذه رخصة خاصّة بالقواعد لكبر سنّهنّ وقارهنّ وهنّ في بيوتهنّ.  قال ابن عاشور 🙁 وعلّة هذه الرّخصة هي أنّ الغالب أن تنتفي أو تقلّ رغبة الرّجال في أمثال هذه القواعد لكبر السّنّ فلمّا كان في الأمر بضرب الخمر على الجيوب أو إدناء الجلابيب كلفة على النّساء المأمورات اقتضاها سدّ الذريعة فلمّا انتفت الذريعة رفع ذلك الحكم رحمة من الله فإنّ الشّريعة ما جعلت في حكم مشقّة لضرورة إلاّ رفعت تلك المشقّة بزوال الضّرورة وهذا معنى الرّخصة) (13) فهذه رخصة للقواعد فقط بما يعني  أن العزيمة هي الأصل والفرض علي غير المتقدمات في السنّ من النساء .وهؤلاء القواعد أمرن بعدم التبرج بالزينة والأمر لغيرهن من فحوى الخطاب ومعقول النصّ وهذا من دلالة النصّ (مفهوم الموافقة عند الأحناف ) ويفهم بداهة عن طريق اللغة ولا يحتاج إلي اجتهاد أو قياس . وجاء في تفسير ابن جزي للزينة الظاهرة: هو لابد من النظر إليه عند حركة المرأة أو إصلاح شأنها و شبه ذلك. فقال( إلاّ ما ظهر منها) يعني الثياب والوجه والكفين وهذا مذهب مالك وزاد أبو حنيفة القدمين.وفسّر قوله تعالى : (وليضربن بخمرهنّ علي جيوبهن ) الجيوب هي أطواق وسببها أن النساء كنّ في ذلك الزمان يلبسن ثيابا واسعات الجيوب يظهر منها صدورهنّ وكنّ إذا غطين رؤوسهن بالأخمرة يسدلنها من وراء ظهورهن فيبقي الصدر والعنق والأذنان لا ستر عليها فأمرهن الله بليّ بالأخمرة علي الجيوب لستر جميع ذلك .(14) والظاهر أنه لم يكن من عرف أهل المدينة قبل الإسلام ارتداء الخمار أو النقاب قبل نزول هذه الآيات فقد روي عن عائشة أنها قالت : يرحم الله نساء المهاجرين الأول لمّا نزل « وليضربن بخمرهنّ على جيوبهنّ » شققن مروطهنّ فاختمرن بها (15)

كما تناول الفقهاء مبحث لباس المرأة في كتب الفقه عند الحديث عن عورة المرأة في الصّلاة وخارجها وكلهم متفقون عي أن عورة المرأة في الصّلاة والحجّ و خارجهما كلّ بدنها ما عدا الوجه و الكفين والخلاف في القدمين .وأكثر العلماء علي أن بدن المرأة عورة ماخلا الوجه والكفين وذهب أبو حنيفة إلي أن القدمين ليست بعورة وذهب الإمام أحمد إلي أن المرأة كلها عورة واحتج عليه الجمهور بكشف المرأة  وجهها في الحجّ (16). وأمّا عن الجلباب الذي ورد ذكره في قوله تعالى : »يا أيّها النبيء قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين  » (الأحزاب 59) الجلابيب  جمع جلباب وهي الملاءة التي تشتمل بها المرأة أي يرخين بعضها علي الوجوه إذا خرجن لحاجتهنّ وذلك أقرب أن يعرفن بأنهن عفيفات باختيارهنّ منهج العفاف ولباس التقوى « فلا يؤذين  » بالتعرض لهن من طرف الفسّاق والمنافقين (17) فهذه المسألة عرفية فقد كان من عادة نساء المدينة الخروج بالليل إلي حاجاتهن وكان المنافقون و الفسّاق يتحرّشون بهنّ لفظيّا و جنسيّا و يراودونهن ّ

و خاصّة الإماء منهن فانزل الله هذه الآية  ( 18) فمن خلال ما تقدم من النصوص وباعتماد آليات المنطق المتمثلة في الإستدلال والموضوعية والإحتكام إلي الحجج العلمية ومنهج فهم السياقات التاريخيّة (أسباب النزول )وبالرجوع إلي أحكام الشريعة ومقاصدها يتبين لنا بوضوح أن حكم الحجاب بمعنى ستر كل بدن المرأة ماعدا الوجه والكفّين والقدمين بلباس لا يشفّ ولا  يصف ولا يبرز مفاتن المرأة ولا يظهر محاسنها هو الوجوب ، فالحجاب فرض علي كل مسلمة وليس مجرّد مسألة أخلاقية أو عرفيّة متروكة للوازع الذاتي أو الإجتهاد الشخصي أو العرف الاجتماعي بل نزل فيه تشريع إلزامي ورد به النصّ الصريح وهو عام لجميع المسلمات في مشارق الأرض ومغاربها ويكون بأي شكل \أو تصميم بشرط مراعاة الضوابط الشرعية (جلباب –تنّورة  jupe* * طاقم ثوب * ensemble * كساء *robe *فستان –سترة مع تنّورة *tailleur *) فهذه أشكال وتصاميم تختلف ولكنها تتّحد في المقصد الشرعي وهو الستر المقيد بنصوص الكتاب والسنّة وليس مجرّد قواعد عامة للحياء والحشمة فلا مجال فيه للإختلاف إلاّ من حيث الشكل واللون والتصميم والنوع بحسب كلّ مرحلة من الحضارة ونمط العيش وبحسب الأعراف التي تتغير من مرحلة إلي أخرى لدى الرجال والنساء علي حد سواء.

والقصد والنيّة لا يستقيمان إلاّ بالتّوافق والانسجام مع الأحكام التفصيليّة وما تقتضيه النصوص منطوقا أو مفهوما لأن الأحكام الواردة في النصوص تمثّل أرقى الوجوه وأقربها لتحقيق المقاصد الشرعية. والتخلّي عن المعاني الواردة في الألفاظ باسم المقاصد منهج خطير يؤدي إلي هدم كلّ الشريعة (19)

أمّا النقاب (القناع أو البرقع الذي يغطّي الوجه ولا يترك إلاّ العينين )فقد تردّد فقهاء المذهب الحنبلي فيه بين الوجوب والندب علي أنّ جمهور العلماء لا يرون في تغطية الوجه وجوبا ولا منعا وقد ردّوا علي الحنابلة بكشف وجه المرأة في الحج وهذه حجّة قويّة لأن مقام العبادة أولى بالطاعة والامتثال .

      2-الحريّة الشخصية وحقّ اختيار اللباس :

لا يوجد قانون يمنع إرتداء لباس ما إلاّ ما يخالف الآداب العامة ويمسّ من الحياء والأخلاق الحميدة ، فكل امرأة لها الحق في ارتداء الحجاب وهذا ما تضمنه الحريات الشخصيّة والقوانين الدولية وحقوق الإنسان . ومنع إرتداء الحجاب هو ضرب من ضروب مصادرة الحريات الشخصيّة  وضرب لمبدإ حق الإختلاف وحرية الإختيار بل هو اقتحام  صارخ وفجّ للفضاءات الحميمية للفرد ،إلي جانب ما يتضمنه من تعسّف في التأويل للنصوص والأشدّ من ذلك هو السّعي لفرض هذه القراءة الخاطئة علي الجميع تارة باسم التنوير والفهم المستنير للدين وتارة أخرى باسم الحداثة والعقلانية وأخيرا باعتماد مذهب الإمام مالك واجتهادات ابن عاشور ( الحوار مع وزير العدل التونسي في قناة المستقلة ) أو التمسك بمكاسب المرأة التونسية في إشارة مغرضة توحي بأن هذا الزيّ يهدد المرأة التونسية في مكاسبها .فهذا المنطق يكرس وصاية فكرية علي عقول النّاس إلي جانب كونه تعسّفا صارخا علي الحريات ومخالفة صريحة للكتاب والسنّة . فهذا الخطاب يندرج في إطار التصدّي لهذا المد الرّسالي وهذه الصحوة المباركة الرّافضة لكلّ أشكال التهميش والإقصاء مقابل نشر خطاب دينيّ رسميّ باهت ومغترب عن الواقع ينفّر من الدين أكثر مما يهدى إليه ويدعو إلي الحكام أكثر ممّا يدعو إلي الله ويمجّد السلطة أكثر ممّا يمجّد الله ربّ العالمين .

      3- الرّد على خطاب السلطة وأتباعها :

انخرط بعض المسؤولين والدائرين في فلكهم المعتصمين بالسلطة متصدرين للإفتاء وأغلبهم يحمل مفهوما غربيّا للدين واعتباره مجرد علاقة روحيّة بين الإنسان وربّه داعين إلي عدم خلط « المقدّس بالمدنّس » مختزلين الدين في طقوس وشعائر فردية بين قائل بأن الحجاب « حيلة سسيولوجية « أو نفسية بحثا عن الأمن أو هو ردّ علي العولمة واحتماء ضدّ شراسة اللّيبرالية الجديدة أو هو زيّ يرمز إلي انتماء سياسي بل حزبي إلي جانب كونه لباسا مستوردا داعين إلي اعتماد الأعراف والتقاليد التونسية وتتلخص هذه الدعاوي في :

1-اللباس المستورد والعادات والتقاليد التونسية

2-اعتبار الحجاب زيّا طائفيّا يرمز إلي الإنتماء إلي طرف سياسي معيّن

3-الاعتماد علي رواد الإصلاح والعلماء

4- اعتماد السياق التاريخي والاجتماعي ( أسباب النزول )

   3-1 -اللباس المستورد والعادات والتقاليد التونسية

اعتبر عدد من  » الشرّاح « لسياسة السلطة أنّ الحجاب لباس مستورد لا علاقة له بتقاليد البلاد وأعراف الآباء والأمهات ، فهل التزم الرجال والنساء اليوم بعرف الأجداد والجدّات عند ارتداء السراويل المستوردة والسترات(  vestes  ) وربطات العنق (cravates) و »الجينز » والتنورة القصيرة وغيرها من الألبسة المختلفة في الأشكال والتصاميم الجديدة وكلها مستوردة؟فهل يعقل اليوم أن نلزم أنفسنا وأبناءنا وبناتنا بارتداء » الكدرون « والجبّة والسروال العربي الشاشية و »البخنوق » و »الحرام »(مع ترقيق الراء خلافا لقاعدة نطق الراء المفتوحة )والسفساري بدعوى أنّ هذه الأزياء من تقاليدنا ؟ فهذا المنطق الأعرج يخوّل للرجال ما لايخوّل للنساء من حريّة في اختيار اللباس كما أنّه يسمح بكل مستورد عدا ما يتعلّق بالأخمرة والجلابيب وكل لباس يستر المرأة المتمسكة بدينها .فالكثير من أزيائنا التقليدية لم يعد ملائما لروح العصر ولا يستجيب لتطور الواقع وسرعة الحركة ونمط الحياة الجديدة .فهل يمكن لطالبة أو تلميذة أن ترتدي » البخنوق »أو »الحرام » (مع ترقيق الراء )هذه الأيام وهي تحمل محفظتها وتنتظر الحافلة العمومية أو » المترو »وهل نطلب من شاب في سنّ السادسة عشر أن يرتدي « الوزرة » عوضا عن المعطف ؟فهذه الأزياء لم تعد ترتدي إلاّ في المناسبات التي يغلب عليها الاسترخاء والاستعراض والراحة لا العمل و الحزم والسرعة ممّا حدا بالسلطة إلي تخصيص يوم من السنة للباس التقليدي (16 مارس) .لقد تغيّر نمط اللباس منذ مدّة طويلة في بلادنا حتّى كاد أن يأخذ طابعا عالميا.ثمّ أن هذا المنطق لا يطالب إلا المتحجبات بالعودة إلي لباس الجدّات …فاللباس التقليدي اندثر أو يكاد و لم يعد لباسا يوميّا بالنسبة للرجال و النساء .والحقيقة أن هذه الدعوى تنطوي علي مغالطة تقف وراءها سياسة تقاوم القيم الإسلامية و ظاهرة التد يّن باسم محاربة خصم سياسي وسعي لنشر ثقافة الفساد والميوعة وتشجيع الانحلال وضرب كل سياج لتحصين الشباب من خلال تشجيع كل أنواع الفنون الهابطة باسم الجرأة في الكتابة وأساليب التعبير –وهذه الجرأة لم تكن إلاّ علي الدين والأخلاق .فالحرية المسموح بها هي التي تكرس العراء والإغراء في اللباس وغيره ثمّ إن العادات ليست مقدمة علي نصوص المحي .والعوائد من الزاوية الشّرعية نوعان (20)

أ‌-     العوائد الشّرعية التي أقرها الدليل الشّرعي أو نفاها

ب -العوائد الجارية ببين النّاس بما في نفيه أو إثباته دليل شرعي

والنوع الأول كسائر الأمور الشّرعية كالطهارة و وجوب الحجاب وتحريم الخمر والاحتكار مثلا فلا تبديل لها وإن اختلفت آراء النّاس فيها لأنها « نصّ عليها الشارع بخصوصها وأُثبت لها حكما شرعيّا فتغير عادة النّاس فيها من استقباح أو استحسان لا يغيّر حكم الشّرع فيها(21) كترك الصلاة والتبرج والتعامل بالربا وشرب الخمر .فلا يمكن إقرار هذه العادات مهما انتشرت داخل المجتمع .

والنوع الثاني ينبني علي عُرف النّاس لا دليل للشرع فيه فيختلف باختلاف الأمم والجهات كتسليم المهر قبل الدخول أو بعده و »مؤخر الصداق عند المصريين والصداق القيرواني وكشف الرأس للرجال بين المغرب والمشرق وعادات الأمم في الأكل فهناك تشريعات عامة وهناك جزئيات خاصة في التشريع تُراعى فيها عوائد الأمم والمجتمعات والجهات داخل المجتمع الواحد .وهذا النوع قال فيه الإمام ابن عاشور: »إن هذه العوائد (الخاصة لكل أمة والتي لم ينصّ عليها الشرع بالإثبات أو النفي) يسعها      تشريع الإباحة حتّي يحافظ كلّ فريق على عوائده ولا يحق فرض عادات قوم علي قوم آخرين في التشريع  » ( 22) .وهو يتحدث عن العادات التي لم تكن أساسا للتشريع ولم يرد نصّ صريح في تحديدها بل يقصد ما هو جزئي وهو « القضايا العينيّة « ممّا لم يرد فيه نصّ تشريعي إلزامي ، لذلك لا يوجد زيّ موحّد أو خاص لكل النساء في العالم الإسلامي يلزمن به .وإنما لكل أمة أو مجتمع أن يختار ما يلائمه وفق الضوابط الشّرعية للباس المرأة المسلمة وهذا ما ذهب إليه أغلب المفسرين والعلماء وهناك من يتخفى وراء هذا الرأي فيقدم نصف الحقيقة للتلبيس والخلط ،فهناك فرق بين وجوب الحجاب و بين حرّية اختيار النوع والشكل واللّون وطريقة الارتداء

      3-2- اعتبار الحجاب زيّا طائفيّا يرمز إلي انتماء سياسي

هذا الكلام لا أساس له من الصحّة لانّ ظاهرة ارتداء الحجاب انتشرت وعمّت كل الفئات والشرائح والأعمار والجهات و الأحياء الشعبية منها والراقية كما أن المتحجبات ينتمين إلي  كثير من الأحزاب السياسية في البلاد وهو سلوك فردي لا علاقة له بالانتماءات السياسية والحزبية ولقد تزامن انتشار هذه الظّاهرة(ارتداء الحجاب ) مع ما تعرضت له الحركة الإسلامية (حركة النهضة ) من محنة وما يزال بعض عناصرها ورموزها في السجن إلاّ أنّ العاجزين عن الالتزام بالدين فكرًا وسلوكا أو المتحللين منه والمعادين له يقومون بهذا الخلط عن قصد لمقاومته متخّفين وراء مواجهة تيار أو خصم سياسي كما فعلوا مع ظاهرة التدين باسم مقاومة  »        التطرف والإرهاب  » حتّى غدا في وقت ما استعمال لفظ الدين ومضمونه يعدّ تهمة يتجنبها الكثير من المثقفين ..والمعركة في جوهرها معركة حضارية بين الهوية الإسلامية والمشروع  التغريبي الرامي إلي طمس الهوية وضرب أسس الثقافة الإسلامية فكان لابدّ من الاستبداد حتميّة لهذا التوجه (23)    3-3- الاعتماد على رواد الإصلاح والعلماء :المغالطة المقصودة :

يعمد الكثير عن قصد أو جهل إلى اعتماد بعض الآراء ونسبتها إلي بعض المصلحين أو العلماء أو المفكّرين للمغالطة والإرباك والتلبيس علي العوام وغير المطلعين علي الفقه أو المقاصد فيردّدون مقولات ومواقف تنسب إلي أمثال الطهطاوي ومحمد عبده وابن عاشور وعند التحقيق والبحثي العلمي الهادئ لا نجد شيئا من ذلك .فهذا قاسم أمين وهو من أوّل الداعين إلي تحرير المرأة يعقد فصلا كاملا للحديث عن وجوب إرتداء الحجاب مقدّما الأدلة من الكتاب والسنّة لينتهي إلي ضرورة كشف الوجه والتخلّي عن النقاب وهذا هو معني السّفور عنده وعند أغلب الداعين إليه(24) ،وبالرجوع إلي الطاهر الحداد نجده لم يتحدّث عن السفور إلاّ بهذا المعني (كشف الوجه ).أمّا ما يحدث اليوم في تونس فلم يقل به أحد من المشهود لهم بالعلم أو ممّن يوثق بعلمهم ويُقتدي بهم ولم يصدر عن الإمام مالك ولا الشيخ ابن عاشور ما يفيد ذلك

3-د اعتماد السياق التّاريخي والاجتماعي (أسباب النزول )

اعتمد البعض تقديم هذه المسألة (ارتداء الحجاب ) علي أنها خاصة بالمجتمع الإسلامي الأول وارتبطت بتقسيم النساء إلي حرائر و جواري وبما ورد في أسباب النزول – ممّا ذكرناه سالفا- من تعرض الفسّاق إلي النساء والتحرش بهن عند الخروج لقضاء حاجاتهن ليلا ، وهذا ما ورد في سبب نزول الآية (59) من سورة الأحزاب وقد تم توضيحه متغافلين عن الآية (31 ) من سورة النور والتي لم يذكر في نزولها سبب، وقد أجمع علماء الأصول علي أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب وقد توسعت المدينة وتوسعت دولة الإسلام واتّخذ المسلمون الكنف ولم يعد النساء يخرجن لحاجتهنّ ليلا وبقي الحجاب لباسا للمرأة المسلمة غير مرتبط بمرحلة تاريخية ولا بخضوع المجتمع لنسق التطور لأنّه تشريع عام ورد في الكتاب الكريم والسنّة النبويّة الشريفة لذلك لابدّ من التفريق بين حجاب أمهات المؤمنين وبين الخمار والنقاب . كما بيّنا سابقا . »وقل للمؤمنات » في سورة النور هو خطاب عام لا علاقة له بنساء النبيّ ولا بالمجتمع الإسلامي الأول.

      4-الدّلالات الحضاريّة للحجاب :

و.بعيدا عن التفسيرات الموغلة في التعسف والإسقاطات لنظريات علم النفس التي تعتبر الحجاب مظهرا من مظاهر البدائية و نرجسية الفروقات « أو رفض الاختلاف أو مسايرة الموضة بهذه « الحيلة السسيولوجية « التي تعتمدها الفقيرات لستر عورة الفقر لا عورة الجسد وهذا ما حاولت تفسيره الدكتورة » إقبال الغربي « من الجامعة الزيتونية (25) ولكنها تداركت عندما تعلق الأمر بالطبقات الوسطى فغيرت أداة التحليل النفسي والتفسير بالعامل الاقتصادي إلي المستوى المعرفي والقيمي (انهيار » الرأسمال الرمزي « نتيجة إخضاع المعرفة إلي قوانين التجارة )…

بعيدا عن كل هذه التفسيرات فإن اللباس أي حجاب المرأة المسلمة فرض شرعي عيني لا علاقة له بالغنى والفقر أو درجات الثقافة ومدارج العلم والمعرفة والواقع يشهد بأنه لا يخضع لا إلي المنحدرات الاجتماعية ولا الجهوية ولا للتمايز الطبقي ولا للدرجات العلمية إنما هو التزام شخصي صادر عن تطبيق لحكم شرعي .وإلي جانب هذا فالحجاب له دلالات حضارية مشروعة نلخصها في النقاط التالية :

      1- الحجاب يرمز إلي العودة إلي الهوية العربية الضائعة في تونس بين تهميش الإسلام واختزاله في شعائر ميتة وطقوس لا روح فيها مع تكريس خطاب ديني باهت ومحنط ومنفر ومغترب عن واقع الناس وهمومهم ولا يملك من عناصر الاستمرار غير الولاء للسلطة …وبين محاولات إفراغ الهوية من مضمونها العربي  الإسلامي مما يكرس الفراغ والتهجين وعدم الإحساس بالانتماء لدي الشباب وتقديم بديل فضفاض وهجين يعود إلي أعماق تاريخية بعيدة

   2- الحجاب يمثل الردّ  الطبيعي علي « التطرف العلماني بتونس  » ويرمز للقطيعة مع مشاريع التغريب السابغة عليها حلل الإصلاح والتنوير والحداثة والعقلانية حتّي غدت درجات العقلانية والتقدم تقاس بقدر التقدم من مفاهيم الغرب وقيمة وتقليص دور الإسلام في التاريخ والحياة والواقع .

  

    3- الحجاب يمثل الردّ الإسلامي علي ظلم النظام العالمي الجديد وشراسة العولمة ومركزية الثقافة الغربية عامة والأمريكية منها خاصة وما تملكه من قوة التكنولوجيا والإشهار ووسائل الاتصال والاقتصاد لا بما تحمله من قيم المعرفة والحق والعدل والجمال وكل مسلم ومسلمة يلاحظ بمرارة ما يمثله الغرب من انحياز ضّد المسلمين واستباحة لدمائهم وأوطانهم وأعراضهم في العراق وفلسطين وأفغانستان ولبنان وما يظهره قولا وفعلا من عداء للإسلام ثقافة وحضارة ودينا و ما تشنه من حملات لتدمير الثقافة الإسلامية والثقافات الأخرى وما تسعى إليه من تنميط ونفوذ وهيمنة ،فالحجاب احتجاج مشروع ضدّ فلسفة العولمة وسياستها من نشر نمطية تبدأ بأدوات المعرفة وتمرّ بمظاهر السلوك لتنتهي إلي سلّم القيّم متلبّسة بلبوس الثقافة الكونيّة وفي الأخير فالحجاب هو ارتقاء في درجات السموّ الأخلاقي والإنساني ضد  مفهوم المرأة الجسد و المرأة الفتنة والمرأة الإثارة ، فارتداء الحجاب هو الذي يرفع المرأة  كائن إنساني لا سلعة معروضة أو شيئا من الأشياء التي تزوّق وتعرض للإستهلاك.والحجاب –أوّلا وأخيرا –هو فرض شرعيّ وواجب ديني بصرف النظر عن دلالته الحضارية فهو حكم يجب الامتثال له كسائر أحكام الشريعة الإسلامية بصرف النظر عن مدى فهمها لدلالته و مقاصده .وعلي كل امرأة مسلمة متمسكة بدينها وتسعى إلي مرضاة ربّها أن تستحضر قول رسول الله صلّى الله عليه وسلم « يأتي زمان الصّابر فيه علي دينه كالقابض علي الجمر « (26)

   

     —————————————————————– 

          الهوامش :

1)البخاري /الصحيح –دار صادر بيروت –الأحاديث رقم 6238 -6240 ص 1114 مسلم –الصحيح –دار صادر بيروت –الأحاديث رقم  3519-3525 – ص 516

2) البخاري /الصحيح / 4790 ص 865

3) السيوطي جلال الدين / لباب النقول للأسباب النزول – على هامش تفسير الجلالين ، دار الكتب العلمية 2003

4) الواحدي علي بن أحمد / أسباب النزول على هامش تفسير مختصر الطبري ، دار الفجر الإسلامي ، دمشق ،ط الرابعة ،1992

5) ابن عاشور محمد الطاهر / التحرير والتنوير ، الدار التونسية للنشر 1984 ج 21 ص286

6) ابن عاشور ، نفس المصدر ، ج 18 ص 207

7) مسلم /الصحيح ، حديث رقم 5601 ص817 .والإمام مالك /الموطأ برواية يحيى الليثي ، دار صادر ، بيروت 2004ص 416

8) ابن عاشور/ التحرير والتنوير ج18ص207

9) ابن عاشور/ التحرير والتنوير ج18 ص208

10) نفس المصدر

11) الإمام مالك /الموطأ ص416

12) ابن عاشور / ن .م. ج18 ص20

13) ابن عاشور / ن .م .ج18 ص297

14) ابن جزي محمد بن أحمد / التفسير ، دار الكتاب العربي ، بيروت 83 ص 471

15)البخاري/ الصحيح الأحاديث 4758 -4759 ص 857 .

16) انظر : الجزيري عبد الرحمان / الفقه علي المذاهب الأربعة –دار الفكر بيروت 2004

 ابن رشد الحفيد / بداية المجتهد ونهاية المقتصد –دار الفكر بيروت ج1ص95/96

الشوكاني محمد على / نيل الأوطار –دار الجيل ببيروت 1983 ج 2 ص55

17) السيوطي والمحلي (الجلالين )التفسير دار الكتب  العلمية بيروت 2003

18) البخاري / الصحيح 6240 ص1114 . 146 ص41

19) الشاطبي ابو إسحاق / الموافقات في أصول الشريعة –ج 2 ص283

20) نفس المصدر

21) درّاز عبد الله في تعليقه علي الموافقات

22) ابن عاشور / مقاصد الشريعة الإسلامية  – الشركة التونسية للتوزيع – ص91 -93

23) انظر مقال الشيخ راشد الغنوشي : التغريب وحتمية الدكتاتورية

24) أمين قاسم/ تحرير المرأة

25) انظر جريدة الصباح التونسية بتاريخ 15 /10/2006 مقال الدكتورة إقبال الغربي (الحجاب زمن العولمة عودة المكبوت )

26) رواه الترمذي .

 

خــواطـــــر

بقلم: عبد الوهاب الكافي

الحمد لله من قبل و من بعد,

الحمد لله أن كنت من  مؤسسي  حركة الاتجاه الإسلامي سابقا والنّـهضة لاحقا والتي- و بقلم جائر- أصبحت – في بلاد الديمقراطية الممسوخة- أمرا ممنوعا  منكرا …  فإني كنت ومازلت أجد في بيـانها التأسيسي المعلن عنه في 6 جوان 1981 أُُسسا صلبة للمشاركة مع غيري من المواطنين- مهما كانت وجهتهم- في ما ينفع البلاد و العباد. فمن أهم بنوده الإلتـزام بممارسة السياسة من منطلق  أرضية إسلامية باعتبار أن الإسلام هو منهج  حياة وليس بعبادات وطقوس فقط -_هذا ما كنت تعلمته في حينها من شيخي المرحوم عـبد الرحمان خليـف –  ومنها أن الحركة ليست الناطق الرسمي باسم الإسلام-  فلم و لن تكفر أحدا-  و من  أولوياتها الـعـمل على  تحقيق الحرية للجميع- بد ون استثناء-وأن من وسائلها الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة و نبذ العنف والإكراه واحترام الرأي المخالف والعمل  بالطرق السلمية على بناء مجتمع تديره مؤسسات مدنية  لا تتأثر  بتغير حكام اختارهم الشعب بعيدا عن البلطجة وكل أشكال التزوير وشراء الذمم!

أجرم  هذا- يا هذا- حتى يعاني أفرادها  وأقاربهم و حتى أصدقاؤهم وكل المعارضين سلميّا-منذ نصف القرن و حتى الساعة  قرارات الزّعيم الأوحد ؟! ولست هنا بصدد التذكير بهذه الإبتلاءات,  فقد سبقني من  هو أ قدر مني على وصفها بالكلمة والصورة الحية في مشاهد واقعية يتفتت منها القلب و تدمع لها العين ويندى لها الجبين!!..

والحمد لله أن مكنني من مكالمة  بعض من خرج منهم  من غياهب سجون قضوا فيها  – ظلما و عدوانا – زهرة شبابهم كما  قدر لي أن قرأت حوارات آخرين  وكم  سعد ت  بزيارة  القليل منهم وليت زيارتي كانت لجميعهم !

و قد  نزلت حواراتهم  العفوية على قلبي بردا وسلاما فترسّخت بها آمالي وتجدّد  بفضلها إيماني, ويالها من نعم!… و لولا صبرهم الجميل-ابتغاء وجه ربهم- لنالت منهم تلك الشدائد و المحن . وإن عدم استعجالهم لثمرة النصر قد ساهم- بفضل الله-  في  تقوية عزيمتهم  وتثبيت أقدامهم على صراط الحق فازدادوا  يقينا بمنهجهم و إصرارا صادقا على تمسكهم  بميثاقهم مع ربهم الذي  بيده الأمر كله, وفي ملكوته لا ينازعه أحد !

أجرم هذا- يا هذا- أن يتعاون بعضنا  مع مواطنين تونسيين-  لحما  ودما- و  مهما كانت مشاربهم  – لإقامة العد ل في بلادنا- العزيزة علينا جميعا-  إذ بالعدل- والعدل جوهر ديننا- وبالعدل وحده يتأسس العمران وترقى  حضارات كل الملل والنِّحل!-تلك سنة الله في خلقه ! وٍٍِإني لأرى  في مواصلة الدرب من هؤلاء الأبطال بنفس العزم  انكسارا لمكرالماكرين و لجاما لأفواه « البسيسين »  إن كانوا حقا من العاقـلين   ودافعا فاعلا  لكل المترددين أو المهزومين!!

فلا خوف من غوغاء هؤلاء الجاهلين ! و إذا ما خاطبونا قـلنا سلا ما ! إنّما خوفنا  من أن  يقع الخطأ لإنعدام إمكانية توسيع دائرة الشورى – لأسباب أمنية-  ولن تكون أبدا –قراراتنا مجاراة لشركائنا في  المعارضة على حساب مبادئنا  أو أن يكون –  حسب ظن بعضهم – مدفوعا  تحت ضغط  الواقعية  فيصبح   ضرر هذه الواقعية  أكبر من نفعها.  فالشورى الملزمة  ضمان في الاجتهاد لدرء الخطأ وتكريس حق الإختلاف  مع  وحدة الصف وإنّها لأولى  من منفعة مستـَعجلة !

والحمد لله أن أرجو من الله أن يكون  كل طالب – تخرّج من  مدرسة سيدنا يوسف عليه السلام-  بذرة لشجرة  طيبة-  أصلها ثابت وفرعها في السماء- إن شاء الله تؤتي أكلها – ولو بعد حين!

أيعقـل أن ييأس المرء من شعب معطاء- جنّـد فلذات أكباده ضد قوات عاتـية-  كانت  لوطنه مغتصبة-بأن ينجب – قريبا-  فإن لم يكن اليوم فغدا- وغـدا لناظره قريب- رجالا تضحي بكل غال ونفيس لتريح البلاد والعباد –  مرة أخرى- و بدون منّ ولا كلل-  من زمر « المافيات » التي تنهب خيرات وطنهم  وتستبيح البلاد من غير خوف من الله ولا  من  الناس حياء ولا وجل -فلا تبقي فيه ولا تذر! وقد كبّـلوه  مدة خمسين سنة  – بسلا سل  محكمة وكمّموا أفواهه وتـكلموا  باسمه بصلف  منهم وبدون   خجل. و سيصدق في أبطال المستقبل ما صدق في أبطال الأمس قوله تعالى: « رجا ل صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من  ينتظر وما بدلوا تبديلا »  الأحزاب آية-23– وإنّ لهم ولكل المخلصين  يقينا في وعده سبحانه : » وعد الله الذين آ منوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف اللذين من قبلهم و ليمكّننّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليـبدّلنّـهم من بعد خوفهم أمنا » –   من آية 55 سورة النور-

أليس لنا في موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم مع  سراقة بن مالك  و مع ما  قاله عند ضربه بفأسه على الصخرة في غزوة الأحزاب الأسوة الحسنة لنتمسّـك بالأمل أيام االشِـدّة و الكُرب؟!

أليس في أطفال الحجارة وفي شهداء فلسطين  والعراق وأفغانستان والصومال والشيشان -وفي غيرهم في   أنحاء العالم-  شرقا وغربا, ماضيا وحاضرا, ومن أبطالهم, أطفالا وشيوخا، نساء ورجالا ما به يدرك كل إنسان عاقل سرّ الحياة ومعنى التضحية ؟!

أليس في من سَـكن  ديار الغربة قهرا صابرا صبرا جميلا على الأهل والوطن  رافضا الرجوع ذليلا مستجديا وكذلك في من ركب قوارب الموت طوعا ومغامرا بحياته, عنوانان بارزان للجور من غير الصابرين لا يحتمل! ؟

وغير بعيد منـّا ,أّليس في إقدام امرأة تونسيّة  على التضحية – نحيف جسمها ولكن وزن وطنيّـتها يفوق وزن الجبال- ما يوقد همة من أصابه الوهن و خمدَت فيه  شعلة حب العطاء لدحر الظلم عن كل الوطن ؟ !

وكم من أمثالها قد تسلـّحوا من قبل ومن بعد بسلا ح إضراب الجوع -شيوخا وشبابا ومرضى- داخل السجن وخارجه- لأنه في بلادنا هو السلاح  سلاحنا اليوم ومع كل الحسرة والأسف الوحيد لدرء قليل –وقليل جدا-من الجور والنّقم !

أما آن لك أن تستحي من نفسك يا من تبـرر تـخاذلك بأوهى العلل و بتشكيك مريب  في نوايا الأبطال فترميهم- جزافا- بأرخص التـّهم؟!

أما آن لك أن تستحي يا متفرج فوق الربوة زاعما أن النّصر على المغتصبين لخيرات البلاد لن يتحقق ولو مع طول الزمن؟!

أما آن لك أن تستحي يا من علم الحق علم اليقين وله منبر إعلامي من المنابر العصرية الحديثة أو من بعض منابر القديم من الخشب, فسكتّ عن الظلم البـواح  فأصبح لك  بذلك مقام شيطان أخرس, علـّـته الجشع والوهن!؟

أما آن لك أن تستحي يا من ركنت للظالمين خوفا أو طمعا أو بكليهما معا فقد جلبت غضب الله وخسرت من الشعب كل عطف وسند!

فانظر يا أخي العزيز إلى لوحة بديعة رسمتها –في كل مخيلة وطنيّ غيور أبيّ –أصابع مبدع : « جمع غفير من أمّـتـنا-شيب وشباب-على صعيد واحد-على قمّـة الجبل –أمام جيش بالهراوات وخراطيم المياه وبالسلاح مدجج,  يقف  صامدا وشبابه مرصوف الصفوف يحمل –عاليا- زهور يانعة مع أعلام كل الأوطان مرفرفة – وفوق الرّؤوس المرفوعة  – في السماء الزرقاء وتحت شمس بازغة لافتة كبيرة كتب عليها بحروف من أ نوار ساطعة : »لا مكان اليوم في جميع أوطاننا لوجود الفراعنة »

يا لها من لوحة مشرقة تمرّ بمخـيّـلة كلّ مواطن حرّ لا يرضى لشعبه بالضّـرر! فهل أعيـشها قريـبا و أنا شيخ كبيـر قصـير الأجل؟ فيا ربّـي لا تؤاخذني بتقصـيري فـي البـذل و العمل, وحقـّقها لأراها بعـيني أو بأعـين أحـفادي من الجـيل القادم ..

والحمد لله أنّ لنا في  شــباب  تونس – أنثى وذكر-  جيل بعد جيل شموع  تنير القلوب بفيض الأمل.. فـنِعـمُ الرحمان لا تحصى بالعـدد ..

القـيروان،  فـي 2  ديـسمبر 2007

 

مذكرة القضاة الى مجلس النواب
أحزاب  « الموالاة  » أفضل من الحزب العجوز « المعارض »

بقلم: فاكر عبد الصمد

إن ما يقع في صفوف القضاة أمر لافت للانتباه حقا إذ أن مشاكل هذا القطاع لم تكن تخرج أبدا إلى العلن بل كانت تقبع في كثير من التحفظ داخل أسوار ناديهم الكائن بضاحية سكرة.أما اليوم وخاصة بعد المذكرة التي أرسل بها القضاة أخيرا إلى مجلس النواب والمؤرخة في 21-11 -2007  فان مجموعة من المسائل تقفز إلى الذهن من مجرد قراءة سريعة لهذه المذكرة التي تعتبر بقطع النظر عن مضمونها نصا في غاية الدلالة لكثير من الاعتبارات نلخصها في النقاط التالية

 1) الشعور المتزايد لدى القضاة بخطورة تبعية السلطة القضائية للسلطة التنفيذية وقد نما هذا الشعور لديهم من خلال مسائل تبدو غير سياسية لأول وهلة كمعضلة النقلة حيث أصبح مصير القاضي ومصير عائلته رهيني الامتثال لأوامر من جهات مختلفة ومتضاربة أحيانا في بلاد استخدمت فيها المؤسسات دائما لتصفية الحسابات السياسية أو للحصول على منافع لا يمكن الحصول عليها بغير الطرق السرية

2 ) بداية نضج الجمعية التي لم  تعد تقبل بوضعية الودادية ذات الأهداف الاجتماعية وصارت تطمح شيئا فشيئا إلى شيء يقرب من النقابة وان كان القانون الأساسي للقضاة يحرم عليهم الإضراب أو الامتناع عن القضاء بأي شكل من الأشكال

 3) تراكم تجارب و صور تمرد القضاة على السلطة التنفيذية في العشريتين الأخيرتين فبعد اضرب القضاة الشبان في سنة 1985 جاءت رسالة القاضي المثير للجدل مختار اليحياوي إلى رئيس الجمهورية في 2001 وهي رسالة شن فيها هجوما عنيفا على السلطة القضائية واتهمها بالتبعية التامة للحكومة . وانتهت الأزمة بإحالة   القاضي على المجلس الأعلى للقضاء الذي عزله .

 4) دخول عناصر نوعية إلى المكتب التنفيذي للجمعية عقب المؤتمرين التاسع والعاشر 2003 2005-

 4 ) تعامل وزارة العدل مع الأزمة بكثير من العنف الذي يبدو غير مدروس.فافتكاك مقر جمعية بطريق الاستيلاء الفاضح أمر غير مبرر مهما كان المكسب من ورائه ويدل بلا شك على نوع من رد الفعل البدائي تجاه كل نفس استقلالي يمكن أن يولد داخل هذا القطاع .

 5) الخطأ الفادح الذي ارتكبه وزير العدل وهو المسؤول المباشرعن الانقلاب الحاصل صلب الجمعية حين اعتقد أن إخراج القضاة المستقلين من مقرهم وتعويضهم عبر مؤتمرات صورية بلاشك  بعناصر موالية سيحل المشكلة في حين أن الوضعية التي يعيشها القطاع  الآن اخطر بكثير لأسباب عديدة

 أ ) إن التململ الذي كان يشاهد في صفوف القضاة والذي كان يعرفه جيدا الصحافيون الذين يحضرون المجالس الوطنية المنعقدة بنادي سكرة وبعيدا عن الأنظار قد خرج اليوم إلى الجمهور العريض بفضائحه المثيرة حيث صار القارئ العادي يستمع و ربما في شيء من الدهشة إلى صرخات القاضيات النساء المبعدات وهي صرخات وصلت أصداؤها إلى مجلس النواب اليوم ووجدت من يتجاوب معها من الاحزاب التي تسمى موالية في حين جبن ممثلو الحزب الوحيد الذي يعد نفسه معارضا عن مساندة قضاة سخروا حياتهم ومستقبلهم لدولة القانون التي يحلمون بها لنا ولأولادنا ولكن الشاوش وادريس والطرهوني رجال الحزب العجوز معارضون خارج المجلس أما داخله فلهم الاختيار بين شيئين أما أن يصيبهم   يوم مناقشة ميزانية وزارة العدل زكام حاد يمنعهم من الحضور أو يصيبهم صمم و بكم يمنعاهم أثناء الجلسة من الاستماع والنطق  ولقد اختار منهم البعض الحل الأول واختار البعض الآخر الحل الثاني وفي كلتا الحالتين  لا أحد يحاسبهم ولا فائدة    أن نتحدث عن أحمد إبراهيم فهو أخف و أهون من أن يحاسب أحدا.  

 ب) تفتت البقية الباقية من الصورة المهتزة أصلا للقاضي النزيه بفعل الاتهامات المتبادلة بين القضاة والتي دفعت بها وزارة العدل من خلال الحلول الارتجالية إلى الساحة الإعلامية أولا ثم إلى مؤسسات الدولة نفسها ممثلة في مجلس النواب. 

 ج ) احتمال اضطرار وزارة العدل في المستقبل وإذا لم يوجد حل رصين للازمة إلى مواصلة استخدام القضاة بعضهم ضد بعض وهو أمر قد يؤول إلى حالة من الفوضى ربما ستدفع بالقضاة الشرعيين إلى المزيد من التصلب والى مزيد من كشف الحقائق والى اكتشاف مساحات جديدة للتعبير عن رأيهم في الظل المحاصرة القمعية لنشاطاتهم وأفكارهم .

نقول في آخر هذا التحليل أن مشكل القضاة في حاجة إلى حلول صحيحة تبدأ أولا بمحاسبة أولئك الذين اختاروا ربما دون مبرر أن يلتجئوا بلا تريث إلى الحلول القصوى والى استخدام القضاة بعضهم ضد بعض في حين أن القضاة كان بوسعهم لو تركت لهم حرية التصرف في قضاياهم أن يختاروا أنجع السبل لتحقيق أهدافهم من جهة والمحافظة على جمعيتهم من جهة أخرى .    


الدكتورة سلوى الشرفي لـ »آفـاق »:
على الأحزاب الإسلامية الدخول تحت مظلة العلمانية

تونس- حوار سفيان الشّورابي

هي من جيل مدونة الأحوال الشخصية التونسية، من اللواتي التي تشبعن بقيم الحداثة والعقلانية .. تعرضت لعملية تكفير واسعة النطاق من قبل العديد من المتزمتين الذي يدعون احتواء الدين الإسلامي والنطق باسمه، لا لشيء إلا لاقتران تحاليلها وتفاسيرها للظواهر الدينية بقراءة تغرف من ينبوع العقل.

« آفـاق » ارتأت التقاء الدكتورة سلوى الشرفي، الأستاذة بكلية الصحافة وعلوم الأخبار في تونس، وصاحبة كتابي (الإسلاميون والديمقراطية) و(الإسلام والمرأة والعنف)، إلى جانب مقالات ونصوص معمقة بعدد من المواقع الالكترونية،  وطرحت عليها جملة من الأسئلة حول قضايا تثيرها الساحة الفكرية والسياسية في تونس، فكانت إجابتها متناسقة، كالعادة، مع أفكارها وقناعتها. وكان الحوار التالي:

آفـاق: قال رئيس حركة النهضة الأصولية راشد الغنوشي، في وقت سابق، إن « شعار الإسلام هو الحل ليس مجرد شعار، وإنما عنوان لمجتمع إسلامي حديث ودولة إسلامية متطورة ». ما هي قراءتك لهذا الرأي، وهل تجدين في مثل هذا الموقف تجديدا وانفتاحا للفصائل الإسلامية على الأفكار الحديثة؟

– بلى إنه مجرد شعار. وكل الإيديولوجيات تدعي أنها « الحل ». وأتساءل: إسلام الغنوشي حلّ لأي إشكال؟ فإذا كانت مشاكلنا اليوم تتمثل في الاستبداد والطائفية وعدم المساواة بين المواطنين والاستعمار المباشر أو غير المباشر، فإن تجربة الحركات الإسلامية السياسية التي وصلت إلى الحكم تفند أنها « الحل ». فحيث ما حلت دعمت الاستبداد والفوضى وعدم التسامح والمحسوبية وهضم حقوق المرأة والقبول بالاستعمار.

ونرى ذلك مع الوهابيين في السعودية وطالبان في أفغانستان والإسلاميين في تركيا (علاقتهم مع إسرائيل وأمريكا) وحزب الله في لبنان الذي يعمل بأوامر إيرانية وسورية على حساب مصلحة وطنه، وإيران والسودان والصومال ونيجيريا وباكستان وحماس في فلسطين وممارسات السلفيين في الجزائر وفي المغرب ومصر… وهي حركات تمثل معظم ألوان الطيف السياسي الإسلامي. لذلك لا فائدة بالاحتجاج بأن حركة الغنوشي تختلف.

ثم إن كلمة إسلام في المطلق أوسع بكثير من إسلام الغنوشي أي قراءته الخاصة للإسلام، وعليه أن يتواضع قليلا ويقول « رؤيتي للإسلام هي الحل » ورؤيته هذه نعرفها.

وشخصيا لا أرى تغييرا يذكر طرأ على هذه الرؤية منذ السبعينات. فهم اكتفوا بتبديل كلمة شورى بالديمقراطية وكلمة اجتهاد بالتشريع الشعبي.

ولا توجد معادلة بين المفهومين، إنهما متناقضان. فمنذ شهر فقط كفّروني لمجرد اقتراحي تأويلا يختلف عن تأويلهم للإسلام وبرهنوا بذلك على استبدادهم بسلطة التفكير، أي أنهم لن يوفروا لنا بديلا للاستبداد. وكيف لحركة تتكلم باسم تصور ديني معين وتقدمه كحل أن تقينا شر التقاتل المذهبي والطائفي؟ وكيف لحركة ترفض بشدة المساواة بين المرأة والرجل وتصر على قوامة الرجل، أن تحقق مفهوم المواطنة؟ فحسب مفهومهم للمساواة لا يحق لي كامرأة حتى مجرد الشهادة الكاملة، فأنا في نظرهم أساوي أصلا نصف إنسان أمام القضاء وربعه في البيت مع ضرات ثلاثة وعلى « سي السيد » تأديبي بالضرب إذا لم أقبل بالقهر في البيت وعلى الحاكم تأديبي في الشارع إذا بانت خصلة شعر من تحت الخمار.

المشكلة أنهم يعتقدون أن الديمقراطية هي مجرد المرور بصندوق الاقتراع وليست نظاما فكريا متكاملا يضمن حقوقا متساوية للمواطنين ولا يفرق بينهم على أساس الجنس والعقيدة. وإذا كان مضمون إيديولوجية الغنوشي، التي نعرفها جيدا، لا تحل على الأقل، هذين الإشكالين فكيف يدعي أنها تصور حديث وأنها الحل في المطلق؟

آفـاق: ولكن أستاذة، هناك، بعد مرور نصف قرن من عملية بناء الدولة الحديثة في تونس- بالرغم من التشوهات التي صاحبتها- من يطرح بالبنط العريض اليوم، أن تونس تحتاج إلى حزب ديني ليصلح القول بسلامة المسار الديمقراطي. فهل سنجدهم يدعون يوما لقيام حزب لأتباع الديانة اليهودية، وآخر لأصحاب الفكر الشيعي في إطار المحافظة على هذا المسار؟

– لكل تيار الحق في الوجود والتعبير عن آراء من يمثلهم دون اللجوء إلى طلب رخصة، هذه قاعدة حقوقية لا جدال فيها. ولكل إنسان الحق في معارضة كل تيار يعتقد أنه مضرّ بمصلحة المجتمع، هذه قاعدة اللعبة الديمقراطية. وعلى هذا الأساس فليؤسس كل من له تصور سياسي معين، وإن كان يعتمد فكرا دينيا، حزبا خاصا به وليعارضه سلميا وفكريا من يخالفه الرأي.

المشكل هو أننا لم نتوصل بعد إلى إرساء وفاق بين مختلف التيارات السياسية حول عدم المس ببعض الحقوق الأساسية، وأعني الحرية والمساواة أساسا، كما حدث في الغرب، حيث الأحزاب الدينية نفسها تدخل تحت مظلة اللائكية أي الحياد الديني.

والأمر ليس فيه مفارقة لأن هذه الأحزاب لا تطالب بتطبيق تشريعات دينية على كامل المجتمع، وإنما تعمل على الترويج لمبادئ أخلاقية مع تقديم برامج سياسية واضحة. في الغرب لا أحد يمنع المتدين من الالتزام بالتشريعات الدينية ولا أحد يفرض على غير المتدين أو على الذي له قراءة متطورة للنص الالتزام بطريقة معينة في قسمة ميراثه مثلا، فالحياد هو سيد الموقف سياسيا، والحرية العقائدية هي سيدة الموقف اجتماعيا.

وهذا ما لم يفهمه بعد حكامنا وحركاتنا السياسة الإسلامية بالذات. فالدولة تفرض معتقدها الخاص في الدستور وفي القوانين، والحركات السياسية الإسلامية تدعو إلى تطبيق ما تدعي أنها شريعة الله وقوله بالفاصلة والنقطة، وهو في الحقيقة اجتهادها الخاص، والدليل هو وجود هذا الكم الهائل من التيارات المختلفة التي تدعي أنها حارسة حكم الله.

إذا تحقق الفهم الوفاقي الذي ذكرناه فليؤسس السنة والشيعة واليهود والدروز والهندوس… أحزابهم ولن يضير ذلك المجتمع في شيء.

إنشاء إذاعة دينية تمش غير سليم

آفـاق: من جهة أخرى، يبدو أن الصراع بين الحكومة و التيارات الإسلامية بهدف استيعاب الإسلام « الشعبي » بدأ يحتدّ، وما قيام الحكومة بالترخيص لإنشاء إذاعة « الزيتونة » الدينية إلا أحد الخطوات التي تتنزل في هذا السياق. أتعتقدين في سلامة هذا التمشي؟

– أولا الصراع ليس جديدا فهو يعود إلى السبعينات وقد كان دائما محتدا. ثم إذا كان إنشاء إذاعة دينية لغرض سيساوي، أي أنه يدخل ضمن تكتيك سحب البساط، وهو أمر غير جديد كذلك، فهذا تمش غير سليم و لن يقدم خدمة للمجتمع كما أنه لن يقصي الصوت الإسلامي الآخر، فلا أحد يستطيع تعويض أحد. وقد كان من الأجدى فتح المجال للرؤيتين حتى يتمكن المواطن من الوقوف على مشروعين مختلفين واختيار الأجدى.

أما الرؤية الواحدة فهي لا تسمح بتأسيس وعي صحيح يكون أساسه المعرفة. فلا اختيار بدون معرفة و بالتالي لا حرية بدون معرفة.

آفـاق: ألا تلحظين، في هذا الاتجاه، ترددا داخل أجهزة الدولة ما بين المشروع الحداثي والنموذج التقليدي المحافظ في نسخته الدينية؟

– لا أعتقد أن الأمر فيه ترددا إنما هو إجابات مؤقتة على تحديات متغيرة، إذن هي مجرد بلاغة سياسية. وهو أمر عادي في المجال السياسي حيث الكر والفر على أساس أن السياسة هي فن الممكن. وأعتقد بأن السؤال المهم هو هل أن البدائل التكتيكية المقدمة ناجعة أم لا؟ إنه أمر يستحق الدرس لذلك لا أستطيع أن أقدم إجابة جازمة وإنما أطرح فرضيات.

يبدو لي أن الخطاب الديني للسلطة لم ينجح كثيرا في إقناع ما أسميته أنت بفئة الإسلام الشعبي، لأن هذا الخطاب لا يقدم بديلا مختلفا أو حتى مجرد قراءة متطورة للإسلام، وإنما يكتفي باقتراح صور منقحة للإسلام المعارض مثل صورة « السفساري » و »الفولار » بدل الخمار، في حين أن الواضح من النص، هذا إذا انطلقنا من منظومة دينية، أن مسألة لباس المرأة ليست محددة ولا واضحة ولا تعتبر واجبا دينيا كما يروج له الإسلام السياسي. والمسألة أصلا خلافية من قديم الزمان.

كما أنه من الممكن تقديم بديل حداثي واضح لا ينطلق أصلا من المنظومة الدينية. خطاب السلطة، في هذه المسألة بالذات التي أخذناها كمثال، ليس خطابا أصيلا وخاصا فهو لا يقدم بديلا وإنما يسير في ركب ما يعارضه ويكون بذلك قد دعّمه. خطاب بورقيبة مثلا كان يبدو أكثر أصالة.

آفـاق: تأكد بالفعل أن الدين الإسلامي، بتحوله من فضاء معرفي (تيولوجي/ فقهي) إلى مسرح الفعل السياسي، أصبح مرجعا لشرعنة أو إزالة شرعية أحد الطرفين: (السلطة أو المعارضة)، في مقابل تراجع المرجعيات المدنية والعقلانية الأخرى (فكرة سيادة الشعب/ سيادة الأمة). فأي طريق، حسب رأيك، يمكن من تحييد الاسلام كرأسمال رمزي للحركات الإسلامية أو للدولة ليكون شأنا خاصا بعموم المواطنين؟

– أولا، لدي تحفظ على طرح ما عبرت عنه أنت بـ »تراجع المرجعيات المدنية والعقلانية الأخرى ». أطروحة سيادة الشعب والديمقراطية هي السائدة شعبيا وسلطويا وإسلاميا. وبقطع النظر عن مدى إيمان أو استيعاب هذه الأطراف لها، فإن القول بها يعني أنها أصبحت تمثل أساس الشرعية.

ثانيا، لا أعتقد أن الإسلام كان في يوم ما محصورا في فضاء معرفي. فضاؤه الأساسي والغالب في التاريخ هو الفضاء السياسي. وقد لعب تارة في صف السلطان وطورا في صف المعارضة، بل إن الوضع الغالب هو استعمال السلطان للدين لتدعيم شرعيته بتواطؤ من الفقهاء.

وكان هذا حال معظم الدول في العالم قبل العصر الحديث، حيث لم يكن ينظر للإنسان كمواطن بل كمؤمن، و حيث كان الإنسان أيضا يرى نفسه كمؤمن فقط. لذلك كان مصدر الشرعية هو الدين عكس اليوم حيث تؤسس السيادة الشعبية قولا أو فعلا أساس الشرعية كما رأينا.

والمفروض إذن هو أن نضع حدا لتصور الإنسان المؤمن في المجال السياسي، وان نعطي ما لله لله وما لقيصر لقيصر، وهو مسار يهم السلطة كما يهم الإسلام السياسي. غير أن مجتمعاتنا لم تعط لها الفرصة للاشتغال على هذه الثقافة. فنحن ما زلنا نعيش تحت شعارات من قبيل « لا صوت يعلو فوق صوت المعركة » أو « لا صوت يعلو فوق صوت معركة التنمية » أو « لا صوت يعلو فوق صوت الله » و كلها تعني « لا صوت يعلو فوق صوت السلطان » لذلك فإن الطريق الذي يمكن من تحقيق وفاق حول تحييد الدين وجعله شأنا خاصا لا أحزمة ناسفة هو طريق الحرية الفكرية.

(المصدر: صحيفة « آفـاق » (أليكترونية – واشنطن ) بتاريخ 3 ديسمبر 2007)

الرابط: http://www.aafaq.org/news.aspx?id_news=3269


 

المشاريع شملت البنية التحتية والطاقة والسياحة والخدمات والاتصال والنقل وأسواق المال …

دول المغرب العربي قبلة المستثمرين الخليجيين يحفّزهم الاستقرار والتطوير التشريعي وأنظمة السوق

تونس – سميرة الصدفي    

كل شيء يدلّ على أن منطقة المغرب العربي باتت قبلة المستثمرين الخليجيين، الذين ينفذون فيها مشاريع ضخمة ومتنوعة. وأقنعت ندوات ومؤتمرات عُقدت لشرح الامتيازات والحوافز الممنوحة للمجموعات الخليجية، رجال أعمال كثراً بالمراهنة على حيوية المنطقة المغاربية، وسط مخاوف من الأوضاع غير المأمونة في أوروبا وأميركا.

وشكل مؤتمران استثماريان رئيسان عُقدا أخيراً في عاصمتين مغاربيتين، مؤشراً إلى الإقبال الشديد على استكشاف الفرص الاستثمارية المتاحة في شمال أفريقيا، لا بل الانتقال إلى مرحلة الإنجاز السريع لمشاريع تجاوزت 20 بليون دولار. فبعد أسبوع من مؤتمر الاستثمار العربي الأول، الذي استضافته تونس واستقطب مجموعات استثمارية رئيسة من منطقة الخليج، نُظم في الرباط المؤتمر الأول للاستثمار الخليجي في المغرب، وشارك فيه ما يزيد على مئة رجل أعمال ومستثمر من بلدان مجلس التعاون الخليجي. وهي المرة الأولى التي يستقطب فيها المغرب العربي هذا العدد الكبير من المستثمرين الخليجيين، أبدوا رغبة واضحة في تعزيز حضورهم الاقتصادي في المنطقة على رغم بعد المسافات.

تكريس اقتصاد السوق

والمرجّح أن ما حفز الخليجيين على التركيز على المغرب وتونس، الخطوات التي قطعتها الدولتان في اتجاه تكريس اقتصاد السوق، إضافة الى التوقيع على اتفاقي شراكة مع الاتحاد الأوروبي، يمهدان لإزالة الحواجز الجمركية وفتح الأسواق في الاتجاهين. ولوحظ حضور رؤساء مجموعات سعودية وإماراتية وكويتية وبحرينية رئيسة في مؤتمر تونس، بينهم الشيخ صالح عبدالله كامل رئيس مجموعة «دله البركة» ومحمد القرقاوي رئيس مجموعة «دبي القابضة»، وفيصل حمد العيار رئيس المديرين التنفيذيين لشركة مشاريع الكويت القابضة «كيبكو»، وفهد العذل رئيس «المجموعة السعودية للاستثمار»، وسعيد بعلوي الرئيس التنفيذي لـ «مجموعة دبي»، ووائل المزيدي الرئيس التنفيذي لشركة «بي تي أي».

وتعهد رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي في كلمة خلال افتتاح المؤتمر، المضي في تعديل القوانين المحلية «كي تُواكب التحولات الجارية في العالم وتكون سنداً للمؤسسة الاقتصادية». وأكد وجود آفاق واسعة «لمشاريع كبيرة في البنية الأساسية والطاقة والسياحة والخدمات والاتصالات والنقل، إلى جانب توافر فرص الاستثمار العربي والأجنبي في السوق المالية، التي تسعى تونس الى تعزيز مكانتها وتوسيع مجالها».

وعرض التونسيون في المؤتمر فرصاً استثمارية جديدة بينها بيع 35 في المئة من رأس مال «الشركة التونسية للتأمين وإعادة التأمين»، وهي المؤسسة الرئيسة في القطاع، والاستثمار في السوق المالية التي ارتفعت حصة المساهمة الأجنبية فيها إلى 28 في المئة من الحجم الإجمالي للتداول.

وحض رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لـ «سما دبي» فرحان فريدوني، على معاودة «تشكيل ملامح العمل المصرفي المحلي كي يتوافق النظامان المالي والمصرفي مع الأنظمة المصرفية المتطورة في العالم، وتحديث الخدمات المصرفية واعتماد التقنيات الحديثة عند إسداء الخدمات».

وشدد على ضرورة الاهتمام بالبنية التحتية وإزالة الحواجز الداخلية أمام المنافسة، والتعاطي مع القطاع الخاص المحلي والخارجي باعتباره شريكاً حقيقياً في عملية التنمية».

وأوضح الرئيس التنفيذي لمجموعة «دبي كابيتال» مصطفى فريد جنينة، أن الاستقرار «حفّز» مجموعته على الاستثمار في تونس، وكشف أن استثماراتها بلغت حتى اليوم 16 مليون دولار». لكنه رأى أن السوق المالية في وضعها الراهن «لا تعكس الصورة الحقيقية لاقتصاد البلد، ما يتطلب تنشيط العرض بواسطة تيسير عمليات الاندماج بين المؤسسات». وأيّده المدير العام للمركز المالي الكويتي مناف الهاجري، معتبراً أن السوق المالية التونسية «تؤمن فرصاً مهمة يجب تطويرها من خلال إيجاد التوازن بين القطاعات وتعزيز «الاستثمار المؤسساتي».

فيما لفت مدير الاكتتاب في المؤسسة الإسلامية لتأمين الصادرات وائتمانها خميس القزاح، الى أن استقطاب المستثمرين الأجانب «يتطلب إيجاد خدمات الضمان، كي تُؤمن المستثمر من أخطار التحويل وسواها».

الاستثمار الخليجي في المغرب

واستقطب المؤتمر الأول للاستثمار الخليجي في المغرب في الرباط 100 شخصية من الأسماء البارزة في عالم الأعمال، في مقدمهم الأمير الوليد بن طلال، وصالح سالم بن عمير الشامسي، رئيس مجموعة القُدرة الإماراتية رئيس غرف التجارة والصناعة في الإمارات ومجلس التعاون الخليجي، ومحمد رشيد البلاع المدير العام لمجموعة مُبشر السعودية.

وركز المؤتمر على استكشاف فرص الاستثمار المتاحة في قطاع الاتصالات والخدمات والسياحة والعقار والصناعة والزراعة والصيد البحري والطاقة والمناجم. وأظهرت إحصاءات عُرضت في ورش العمل التي تخللت المؤتمر، إقبالاً متزايداً من المستثمرين الخليجيين على تنفيذ مشاريع في المغرب، وقدّرت حجم الاستثمارات الخليجية حتى آب (أغسطس) الماضي بـ20 بليون دولار. وأشارت إلى أن المغرب «استقطب 17.3 بليون دولار من الاستثمارات العربية في 2006 وحدها، فيما بلغ الحجم الإجمالي للاستثمارات الخارجية في تلك السنة 25 بليون دولار، ما يعني أن الاستثمار العربي استأثر بنحو 86.5 في المئة من الحصيلة الإجمالية للاستثمارات في 2006، مفسحاً في المجال أمام إيجاد 8150 فرصة عمل جديدة، وهي سابقة لم يُسجل مثيل لها في الماضي.

إلى ذلك بيّنت الإحصاءات أن 33 في المئة من ملفات الاستثمار التي أجازتها «اللجنة الوزارية المُتخصصة في درس المشاريع الاستثمارية» اتصلت بمشاريع عربية التمويل.

ورأى محللون اقتصاديون أن الاستثمار العربي بات العمود الفقري للاستثمارات الأجنبية في المغرب، وتوقعوا أن تتعزز الظاهرة السنة المقبلة مع إعلان مجموعات سعودية وإماراتية وكويتية وقطرية ترغب في الاستثمار في البلد. لكنهم انتقدوا اقتصار الاستثمارات على القطاعين السياحي والعقاري، ولو أنها ستتوسع السنة المقبلة إلى القطاعات الصناعية والزراعية.

ومنح المغاربة جوائز تقديرية لكل من الأمير الوليد بن طلال، ورئيس مجموعة القُدرة الإماراتية صالح الشامسي. ويشار الى أن مجموعات إماراتية تُنفذ أكبر مشروع استثماري في المغرب، وهو يتمثل بتهيئة وادي أبي رقراق بين مدينتي الرباط وسلا.

كما تخطط شركة «الديار» القطرية العقارية لبناء منتجع يضم فنادق ومساكن لقضاء الإجازات وملعباً للغولف في شمال المغرب، باستثمارات قيمتها 335 مليون دولار. ويقع المنتجع قرب مدينة طنجة ويضم ثلاثة آلاف سرير فندقي ويؤمن 1500 فرصة عمل. وأطلقت «الديار للاستثمار العقاري» المملوكة من حكومة قطر 18 مشروعاً في أنحاء العالم العربي من المغرب إلى عمان.

وتُعتبر هذه الصفقة الأحدث ضمن سلسلة من الاستثمارات في المغرب، يُنفذها مستثمرون خليجيون يتطلعون الى تشغيل العائدات النفطية في قطاع العقارات.

قطريون وإماراتيون

وتباشر مجموعة إماراتية قريباً، تنفيذ أكبر مشروع استثماري في تونس، يتمثل بتنظيف البحيرة الواقعة جنوب العاصمة تونس واستصلاحها وتهيئة ضفافها كي تستقبل مدينة حديثة متكاملة تتسع لـ400 ألف شخص، وتُقدر مساحتها بـ837 هكتاراً ستنجزها شركة «سما دبي». وقُدرت تكلفة المشروع بـ 14 بليون دولار. وسيُدمج ميناء تونس التجاري وسط العاصمة، والذي توقف العمل فيه منذ نحو عشر سنوات، كونه يقع على امتداد المدينة العقارية الجديدة. وتنفذ مجموعة «بوخاطر» الإماراتية، مشروع مدينة الرياضة في الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية.

وكان نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة القطري علي العطية وقع الصيف الماضي على اتفاق مع أعضاء في الحكومة التونسية، هدف الى إنشاء مصفاة جديدة للنفط في محيط ميناء الصخيرة (370 كيلومتراً جنوب العاصمة تونس). وفاز عرض مجموعة «قطر للبترول» بالصفقة مُتفوقاً على عروض من مجموعات غربية.

وستكون مصفاة الصخيرة الثانية في البلد بعد مصفاة بنزرت (شمال)، التي مضى على إنشائها أربعة عقود، ولم تعد قادرة على استجابة الطلب المتزايد على مشتقات النفط. وقُدرت طاقة المصفاة الجديدة بـ120 ألف برميل في اليوم في المرحلة الأولى، على أن يزيد الحجم لاحقاً. وستتولى مجموعة «قطر للبترول» إنشاء المصفاة وصيانتها واستثمارها لمدة 30 سنة بطريقة التلزيم. وستستفيد من طاقة التخزين في ميناء الصخيرة التي تُقدر بنحو مليوني برميل من النفط الخام.

ويعتبر الميناء القريب من الموانئ الأوروبية الرئيسة، مركزاً لتجميع الأنابيب التي تنقل النفط من الحقول الداخلية التونسية إلى الساحل، ومن حقول عين أم الناس الجزائرية. وأفيد أن الحكومة التونسية ستفسح في المجال أمام القطريين لاستيراد النفط الخام المُعد للتكرير من حيث شاؤوا، إضافة الى منحهم امتيازات جبائية وجمركية. ويأتي مشروع مصفاة الصخيرة في طليعة المشاريع الضخمة التي تعتزم تونس إنجازها في قطاع الطاقة في السنوات العشرين المقبلة.

الى ذلك، تعتزم مجموعة «قطر للاتصالات» (كيوتل) الاستثمار في قطاع الإنترنت التونسي، خصوصاً استخدام نظام «وايماكس» في مجال الاتصال ومراسلة المعلومات. وكان الشيخ محمد بن عبدالله بن سعود آل ثاني رئيس المجموعة، زار تونس رسمياً في وقت سابق من العام الجاري، واجتمع الى المسؤولين عن القطاعات الاقتصادية وفي مقدمهم رئيس الوزراء محمد الغنوشي.

ولم يقتصر إقبال الاستثمارات الخليجية على المغرب وتونس، بل شمل أيضاً الجزائر إذ فازت مجموعات عربية بمشاريع استثمارية ضخمة في قطاع الاتصالات والإنشاءات والصناعة والإسكان، تجاوزت 85 مليون دولار. والثابت أن المغرب العربي يتمتع باقتصاد مستقر وفرص استثمار واسعة، ستجعل منه مركز استقطاب رئيس للاستثمارات الخليجية في المرحلة المقبلة.

(المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 3 ديسمبر 2007)

 


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.