الثلاثاء، 30 ديسمبر 2008

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3143 du 30.12.2008

 archives : www.tunisnews.net


 

عادل القادري: لماذا تأخرت مسيرة الجماهير التونسية ضد العدوان على غزة؟

السبيل أونلاين: على غرار سلطة رام الله..السلطة التونسية تحظر التعاطف مع غزة

الشرق : تونس تمنع التجمعات والاردنيون يطالبون بطرد سفير اسرائيل .. 10الاف مصري يطالبون بتحرك عسكري ضد إسرائيل

حــرية و إنـصاف: يوميات المقاومة للتضامن مع غزة رمز العزة (4)

موقع الحزب الديمقراطي التقدمي: خبر عاجل

الهيئة الوطنية للمحامين الفــرع الجهوي للمحامين تونس: بيــــان

الحزب الديمقراطي التقدمي: بيــــــــــــان

الحزب الديمقراطي التقدمي: بـــــــــــــلاغ

السبيل أونلاين :مية الجريبي تدعو إلى كسّر المنع الرسمي للتضامن مع غزة

منظمات المجتمع المدني في تونس : بــــــيان: حول العدوان الصهيوني

حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي : خبر صحفي

حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي : بيان المكتب السياسي

الوطنيـــــــــــون الديمقراطيــــــــون: بيــــان

حزب « تونس الخضراء « : حملة عسكرية إرهابية  دموية على غزة

جعفر الأكحل: الحرب الإسرائيلية على غزّة بمباركة مباركيّة

منصف المرزوقي لا تمعنوا في نفس الخطأ إسرائيل ليست العدوّ

هند الهارون: أين هي العدالة الإنسانية الدولية، الصهاينة يشعلون النار في غزة و العالم يعيش في ظل قانون الغاب …

عمر القرايدي: قصف غزة : بين أهداف العدو .. و .. قدرة المقاومة

صالح عطية: هذه غـــزّة… هـــــــــــــذا قـــدرها…

 برهان بسيس: البعـــد الآخـــر غزّة والمأساة المضاعفة!!

محمد بن المختار الشنقيطي: محرقة غزة.. فرصة للمواجهة الكبرى

عبد الباري عطوان : اسرائيل تعترف بفشلها

د. رفيق حبيب : لن تنكسر حماس ـ د. رفيق حبيب

حــرية و إنـصاف: مرة أخرى تستباح حرمة مكتب الأستاذ محمد النوري

منظمات حقوقية مصرية:عارعلى هذه الصحيفة:روزاليوسف:بعدإعلانات تلميع الحكومة التونسية إعلانات لتشويه صورة حقوقية تونسية

عبد السلام الككلي: بمناسبة الذكرى الستّين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان: الحق النقابي هو أيضا من حقوق الإنسان

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية : من اجل الإسراع في تتبع المعتدين على النقابي عاطف الزائري

مواطنون:إمكانية ترشح بن جعفر للرئاسة قد تغيّر مشهد انتخابات 2009

مواطنون:رئيس الفرع التونسي للعفو الدوليّة لـ »مواطنون »من حقّنا أن نحاسب الدول التي صادقت على الإعلان العامي لحقوق الإنسان

مواطنون:في فرع منظّمة العفو الدوليّة: إجماع على استنكار التضييق على الحريّات وحقوق الإنسان في تونس

رابح الخرايفي: هل هو واقع الاستعمار بقياده أم واقع الاستقلال بولاته؟

الصباح:فكرةالانتحار تراود 37%من التلاميذ في سنّ المراهقة العلاقات الجنسية غير المحمية تهدّد 16% من روّادالمؤسّسات التربوية قدس برس: تونس: مؤسسة التميمي تفتح ملف الحرس الوطني ودوره بعد الاستقلال في منتدى الذاكرة الوطنية (2-2): إنجازات عديدة للمناضل علي الزليطني لفائدة القضيتين التونسية والجزائرية مولدي الرياحي:  » هل وقع حجْز  »  « مواطنون  » مرّة أخرى ؟! » مواطنون: مجلس الحريات:  شمــــــــــــوع واحتفالات مواطنون: على أبواب مؤتمر اتحاد الكتّاب: احذروا هؤلاء !… مواطنون: شيء عن التمعّش من الثّقافة التونسيّة مواطنون:قال أبو وجدان:  » لتظلّ تونس استثنــــــاء « 


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة: 


 لماذا تأخرت مسيرة الجماهير التونسية ضد العدوان على غزة؟

 
مساء السبت 27 ديسمبر 2008 يوم انطلاق العدوان الصهيوني على غزة تداعى بعض النقابيين والمناضلين السياسيين والحقوقيين  التونسيين  إلى وقفة تضامنية واحتجاحية صبيحة يوم الأحد بساحة محمد علي أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل. في الموعد المحدد كان الجمع ضئيلا ولم يتجاوز مائة وخمسين شخصا إلى درجة أن أحد الغاضبين لاحظ أن عدد الحاضرين يقل عن عدد شهداء اليوم الأول للعدوان، أما اللافتات المكتوبة وأعلام فلسطين فقد كانت غائبة تماما باستثناء ثلاث صور صغيرة للقدس. ورغم ذلك فقد كان الحضور الأمني بمختلف أصنافه متهيئا وكثيفا جدا في كل الأنهج والممرات المؤدية إلى المكان الذي ازدحم بالسيارات الإدارية لمسؤولي المركزية النقابية.  وبعد ساعة من إطلاق الهتافات والشعارات والمطالب المعهودة لتحريك سواكن المسؤولين التونسيين أطل أعضاء من المكتب التنفيذي للمنظمة الشغيلة لتلاوة بيان اتحاد الشغل الذي تضمن جملة من التحليلات و »القرارات » من بينها المطالبة بتنظيم مسيرة شعبية في العاصمة تنديدا بالعدوان الصهيوني وتضامنا مع غزة، دون تحديد أي موعد قريب محدد لها.  وفي الأثناء حاول المحتجون تجاوز الجدار الأمني الأول المحيط بهم في محاولة للقيام بمسيرة عفوية خارج نطاق بطحاء محمد علي ولكن تم منعهم ودفعهم إلى الوراء بلا إصابات تذكر. ومع الإشارة إلى تجمعات أخرى حدثت في نفس اليوم و ربما بأعداد أكبر نسبيا ولا سيما في مدينة صفاقس لم تتجاوز بدورها حدود التجمع أمام مقر الاتحاد الجهوي للشغل ومحاولة القيام بمسيرة، فإن الملاحظة البارزة أنه لم يقع في أي مكان بتونس تنظيم مظاهرة جماهيرية كبرى في الإبان على غرار أغلب العواصم العربية دون الحديث عن محاولة اقتحام سفارات وقنصليات في أوسلو ولندن وطرابلس وبيروت وغيرها من مدن العالم التي لم تقف تتفرج عبر القنوات الفضائية وتسكب الدموع في المنازل والمكاتب المكيفة على جرائم الإبادة الجماعية المرتكبة في غزة.  ولعل هذا يدفع إلى استنتاج أولي حول أسباب تأخر التحرك التونسي، لا علاقة لها بضمور الحس القومي والإنساني لدى المواطن التونسي ولا بضغط وتجاوزات السلطة المتشابهة في البلدان العربية، بقدر ما يؤكد  ضعف القدرة التعبوية والتنظيمية للقوى الحية في المجتمع المدني التونسي من أحزاب معارضة ومنظمات مستقلة باستثناء الاتحاد العام التونسي للشغل الذي يمثل ملاذ الجميع غير أن الأحداث الاجتماعية الأخيرة في تونس (والتحركات الاحتجاجية للحوض المنجمي وتداعياتها) وغيرها من المشاكل المتراكمة لديه، أثرت فيه بدوره وأفقدته نسبيا طاقاته التعبوية الموحدة وقدرته على المبادرة. ولكل ذلك، ومثلما تم سنة 2003 تضامنا مع العراق، أي بعد خمس سنوات بالتمام والكمال،  فإنه ينبغي مع الأسف انتظار دخول الحزب الحاكم على الخط حتى يتم التنسيق بين الأحزاب السياسية ومختلف المنظمات والجمعيات لتنظيم مسيرة حاشدة مبرمجة غير تلقائية ومتأخرة كثيرا عن الحدث. إذ ما زال البعض يتساءل عن موعد تنظيم مسيرة غزة في تونس؟ والإجابة المؤسفة تعدت كما أسلفنا يوم الأحد و لن تكون يوم الإثنين رغم بعض المحاولات المحتشمة والمتفرقة هنا وهناك والتي تم إجهاضها في المهد من قبل قوات الأمن (مثلما تم لمناضلي حزب الوحدة الشعبية في شارع فلسطين)، ولا يوم الثلاثاء (مثلما حاول الحزب الديمقراطي التقدمي في شارع بورقيبة) ولا حتى يوم الأربعاء. بل الأرجح يوم الخميس، وهو بالمناسبة يوم عطلة رأس السنة الإدارية !!. وهكذا يتطلب تنظيم مسيرة جماهيرية بأتم معنى الكلمة في تونس قرابة أسبوع كامل (من  » التحلحل والتلحليح »). ولئن كان الدم الفلسطيني لم يجف بعد لأن شلال الدم متواصل يوميا نتيجة استمرار آلة التدمير والإجرام الصهيونية في عملها الوحشي، فإننا بالتأكيد كتونسيين قد تأخرنا كثيرا في نصرة ذلك الدم الأغلى من مجرد حبر بياناتنا المنددة التي تعودنا تدبيجها وإرسالها إلى وكالات الأنباء المعادية لنا، ومازال يصرخ فينا جميعا: أفيقوا وانهضوا قبل فوات الأوان، ونخشى بالفعل أنه فات الأوان… والقادم أعظم.
عادل القادري  ـ جريدة الوحدة


على غرار سلطة رام الله..السلطة التونسية تحظر التعاطف مع غزة

 

السبيل أونلاين – خاص – تونس على هامش الدعوة إلى مسيرة التضامن مع غزة التى تئنّ تحت القصف الصهيوني الوحشي ، والتى دعى لها » الحزب الديمقراطي التقدمي » ، اليوم الثلاثاء 30 ديسمبر 2008  ، قامت جحافل من البوليس بإغلاق المداخل الرئيسية للمقر المركزي للحزب ، ومنعت المئات من المناضلين من الوصول ، وكان من بينهم أعضاء من المكتب السياسي ، هما فتحي التوزري ومحمد القوماني . كما منعت أعضاء من اللجنة المركزية في الحزب المذكور من الوصول ، وقامت بتعنيف وضرب كل من رشيد العبداوي و رشاد ناصري ، وأيضا الأستاذ المحامي أحمد العويلي والصحفي إسماعيل دبارة الذى إفتك منه هاتفه الجوال وحافظة أوراقه ، و أوقف وسام الصغيري عضو مكتب الشباب بالحزب وهو إلى حد الآن قيد الإيقاف . كما وقع الإعتداء على السجين السياسي السابق عبد الحميد الطرودي ، ووقع الإعتداء على المحامية سعيدة عضوة « جمعية النساء الديمقراطيات » .   وأثناء محاولة أعضاء الحزب الخروج من المقر إلى الشارع  وقع تدافع كبير بينهم وبين قوات البوليس السياسي التى منعتهم من النزول للشارع الرئيسي للعاصمة ، وقام أحد أعوان البوليس بالإعتداء بالعنف الشديد على عضو المكتب السياسي للحزب الشاذلي الفارح الذى نقل إلى المستشفى ، ودام التدافع حوالي نصف ساعة ، أضطر بعده المناضلون إلى إنهاء المسيرة  .  وداخل المقر قامت الأمينة العامة للحزب مية الجريبي بإستعراض الإنتهاكات التى حدثت في تراتيب المسيرة حيث أكّدت أن حزبها لم يُمكّن من رخصة للتظاهر تضامنا مع قطاع عزة ، رغم إلتزامه بكل التراتيب والآجال ، كما تعرضت إلى الخلفية التى حرّكت السلطة لمنع المسيرة . وفي مدينة قفصة وقع الإعتداء على كل من رشاد المحمدي العضو السابق بجامعة « الديمقراطي التقدمي » بقفصة ، وفاتن خليفة عضو « مكتب المرأة » للحزب ، ورابح التباسي « عضو جامعة قفصة » للحزب ، وذلك على الساعة الثالثة بعد الزوال بدار الإتحاد الجهوي بقفصة حينما هموا مع مجموعة من المناضلين بالقيام بمسيرة وفي مدينة صفاقس خرج اليوم عاملات مصانع النسيج من مقار عملهم  وتحولوا إلى مقر الإتحاد الجهوي للشغل في مسيرة حاشدة ، تضامنا مع قطاع غزة ، وذلك على الساعة منتصف النهار ، وضمت حوالي 300 إمرأة  .   وفي قصر العدالة بتونس خرج المحامون في مسيرة إحتجاجية  تنديدا بالعدوان على غزة وتضامنا مع أهلها الصامدين  ن وأحرقوا العلم « الإسرائيلي » ، وقد تعرضت التظاهرة إلى قمع البوليس الذى فرقها بالقوة .   وفي شأن منفصل وقع تهديد حنان قرمازي « منسقة الشباب بجامعة القصرين » للحزب »الديمقراطي التقدمي »لإجارها على تقديم إستقالتها والكف عن النشاط صلب الحزب المذكور . أعده زهير مخلوف – تونس    (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 30 ديسمبر 2008)


تونس تمنع التجمعات والاردنيون يطالبون بطرد سفير اسرائيل ..

10الاف مصري يطالبون بتحرك عسكري ضد إسرائيل

 
القاهرة- الزهراء عماد الدين: عمان :الشرق : وكالات: تواصلت أمس المظاهرات الغاضبة والمنددة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في معظم العواصم والمدن العربية، وتظاهر عشرات آلاف من المصريين أمس إمام نقابتي المحامين والصحافيين تضامنا مع قطاع غزة ضد العدوان الإسرائيلي , وتراوح عدد المتظاهرين بين 5 إلى 7 آلاف متظاهر من كل الاتجاهات السياسية المعارضةومنعوا حركة ا لسير في شارع عبد الخالق ثروت بوسط القاهرة ومدخل نقابتي المحامين والصحافيين من الساعة الثانية عشر ظهرا حتى عصر أمس وطالبوا بتحرك عسكري عربي جماعي ضد إسرائيل لإيقاف مذبحة أهالي غزة. وشارك في المظاهرة قادة كل تيارات وأحزاب المعارضة الإسلامية والقومية واليسارية وعلى رأسهم المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف وسيد عبد العال الأمين العام لحزب التجمع وحمدين صباحي رئيس حزب الكرامة القومي تحت التأسيس واحمد حسن الأمين العام للحزب الناصري ومحفوظ عزام رئيس حزب العمل المجمد وكمال خليل رئيس تيار الاشتراكيين الثوريين .وشهدت المظاهرة تواجدا امنيا كثيفا ورفضت القيادات الأمنية السماح للمشاركين في وقفة التضامن مع غزة أمام نقابة الصحفيين بالخروج من مكانهم إلى شارع عبد الخالق ثروت والتحرك إلى وسط القاهرة وعززت قوات الأمن من أعدادها فى المنطقة وحاصرت المتظاهرين بستة صفوف من جنود الأمن المركزي..كما منعت عددًا كبيرًا من المشاركين أغلبهم من النساء من الانضمام إلى الوقفة مما أدى إلى حدوث حالات إغماء وتم إسعافهن في مكان تواجدهن لعدم قدرة أي سيارات إسعاف على الدخول إلى المكان واحرق المتظاهرون العلمين الإسرائيلي والأمريكي ورفعوا لافتات مكتوب عليها أين الجيوش العربية واليوم العالمي للتضامن مع غزة وغزة تستغيث فهل من مجيب كما رفعوا صور الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وردد المتظاهرون هتافات من يغلق المعبر هو الشيطان الأكبر وأول مطلب للجماهير قفل سفارة وطرد سفير. وقال محمد مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أن كل القوى الوطنية لن ترجع إلى بيوتها وتترك الشارع قبل انتهاء العدوان على قطاع غزة .وقال عاكف موجها حديثه إلى المتظاهرين إنني أُوجه من خلالكم تحيةً إعزاز وإجلالٍ وتقدير للشعب الفلسطيني المجاهد في قطاع غزة على صموده وثباته وإيمانه وتضحياته، الذي لا يُدافع عن مقدساته ودياره ووطنه فحسب، وإنما يدافع عن كرامة الأمة وشرفها، والذي يمثل حائط الصد وخط الدفاع الأول في مواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني الذي يستهدف تركيع الأمة ونهب خيراتها والقضاء على خصوصيتها الثقافية.وأضاف عاكف أن الصمود والبسالة التي يُبديها الشعب الفلسطيني ستكون هي العامل الحاسم في إفشال هذه الهجمة الوحشية التي تستهدف محاولة كسر إرادته وإضعاف عزيمته والنيل من مقاومته مؤكدا أن العدو الصهيوني ما كان له أن يقوم بهذه المجزرة البشعة إلا من خلال تآمرٍ دولي، وعبر صمتٍ وعجزٍ وشللٍ، بل وتواطؤ عربي.وقال عاكف ان الأملَ الآن في الشعوب وقواها الحية وقدرتها على الضغط على الأنظمة والحكومات العربية ومؤسسات المجتمع الدولي كي يقوم الجميع بمسئولياتهم في وقف العدوان الوحشي على أهل قطاع غزة، وفك الحصار وفتح معبر رفح ورفع المعاناة عن القطاع، وقطع كافة أشكال العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية مع العدو الصهيوني.ودعا إلى الاستمرار في إعلان الغضب بكل الوسائل السلمية المتاحة، ومواجهة التضليل الإعلامي الذي تُروِّج له الأداة الإعلامية الصهيونية ومن يدور في فلكها.ودعا حمدين صباحي رئيس حزب الكرامة القومي تحت التأسيس إلى إغلاق السفارة الإسرائيلية وسحب السفير المصري من إسرائيل وقطع إمدادات الغاز عن المستوطنين الإسرائيليين مطالبا بتحرك عسكري عربي جماعي ضد إسرائيل لإيقاف مذبحة أهالي غزة فيما وقال كمال خليل رئيس تيار الاشتراكيين الثوريين أن النظام المصري لا يرغب في مساعدة الفلسطينيين على مواجهة الإسرائيليين حتى لا يعرض مشروعه بتوريث الحكم إلى جمال مبارك لخطر الرفض من جانب إسرائيل والولايات المتحدة .من جهة أخرى قررت نيابة امن الدولة أمس الأحد تجديد حبس الدكتور جمال عبد السلام مدير لجنة الإغاثة والطوارئ 15 يوما على ذمة قضية دعم منكوبي غزة .وقالت مصادر قانونية أن قرار التجديد صدر بعد حضور الدكتور حمدي السيد نقيب أطباء مصر التحقيقات لمدة ساعتين كاملتين أدلى خلالهما بشهادته التي أكد فيها أن مكان عبد السلام الآن هو خارج الأسوار لإغاثة الفلسطينيين المنكوبين فى غزة والذين يتعرضون لمجزرة صهيونية بشعة وليس خلف الأسوار .وطالب المتظاهرون وزير الخارجية المصري بالاعتذار للفلسطنيين .وفي بيروت اعتبر الامين العام لحزب الله حسن نصر الله ان الموقف الميداني سيحسم المعركة في قطاع غزة، داعيا مصر الى توفير مقومات الصمود للمقاومة عبر التجاوب مع « الاجماع العربي » الداعي الى فتح معبر رفح، والى « انتفاضات في العالمين العربي والاسلامي ». ودعا الامين العام لحزب الله الرئيس اللبناني ميشال سليمان الى ان « يبذل جهدا » للدفع في اتجاه عقد قمة عربية طارئة حول غزة ,وقال « نحن نطالبك ونناشدك كرئيس توافقي للبنان ان تبذل جهدا وتلعب دورا للدفع في اتجاه عقد القمة العربية لان هناك من يعمل على منع عقد القمة وتعطيلها لحسابات اخرى ». وفي اليمن , خرج حوالي تسعة آلاف امرأة يمنية إلى شوارع العاصمة صنعاء احتجاجا على الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة وطالبوا الزعماء العرب « بفتح أبواب الجهاد ».وحملت النساء لافتات تدين الغارات الإسرائيلية و »الصمت » العربي إزاء هذه الهجمات. وتقول إحدى اللافتات « افتحوا باب الجهاد.. الجهاد هو الحل ». وتقول لافتة أخرى « أطلقوا الأسلحة العربية التي صدأت في المستودعات ». وطالب منظمو الاحتجاجات الزعماء العرب في بيان أصدروه « بفتح أبواب الجهاد وتزويد المجاهدين الفلسطينيين بالأسلحة ». وفي مدينة حلب االسورية ندّد مطران القدس في المنفى هيلاريون كبوجي بـ »الجرائم » التي ترتكبها اسرائيل في قطاع غزة، خلال مشاركته في تظاهرة امس. وكان آلاف السوريين والفلسطينيين تظاهروا في مدينة حلب احتجاجاً على « المجازر » التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة. وردّد المشاركون هتافات مندّدة بالصمت العربي والدولي إزاء ما يحدث في القطاع، حاملين لافتات كتب عليها عبارات استنكار « للمجازر المتواصلة » وتحمّل الرئيس المصري حسني مبارك والفلسطيني محمود عباس المسؤولية الكاملة عنها. وفي العراق ,تظاهر الالاف في بغداد والكوفة استنكارا للهجمات الاسرائيلية في قطاع غزة ورددوا هتافات معادية. وفي الكوفة (150 كلم جنوب بغداد)، تظاهر مئات من انصار التيار الصدري منددين ب »العدوان الاسرائيلي » على غزة ورددوا هتافات « كلا كلا امريكا، كلا كلا اسرائيل، نعم نعم فلسطين ». وحرق المتظاهرون العلم الاسرائيلي .  
(المصدر: جريدة الشرق ( يومية – عمان ) بتاريخ 30 ديسمبر 2008)


أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 02 محرم 1430 الموافق ل 30 ديسمبر 2008

يوميات المقاومة للتضامن مع غزة رمز العزة (4)

 

1) تونس العاصمة : – منع الطلبة من الخروج من مقر الاتحاد العام لطلبة تونس: حاولت مجموعة من الطلبة على الساعة الحادية عشر من صباح اليوم الثلاثاء 30/12/2008 التجمع أمام مقر الاتحاد العام لطلبة تونس الكائن بنهج نابلس بالعاصمة إلا أنهم حوصروا من قبل أعداد كبيرة من البوليس السياسي الذين أجبروهم على البقاء بالمقر المذكور إلى غاية الساعة الثالثة و النصف بعد الظهر خوفا من مشاركتهم في مسيرة وسط العاصمة. – منع المناضلين من الخروج من المقر المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي: و حوالي منتصف نهار اليوم الثلاثاء 30/12/2008 شهدت الأنهج المؤدية إلى المقر المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي حضورا مكثفا لعدد من المناضلين السياسيين الذين ينتمون إلى الحزب المذكور أو إلى أحزاب أخرى جاؤوا للمشاركة في المسيرة التي دعا إليها الحزب و التي كانت ستجوب شارع الحبيب بورقيبة للتنديد بالعدوان الصهيوني الآثم على الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة إلا أن قوات البوليس السياسي مدعومة بقوات الشرطة التي أغلقت الأنهج المؤدية إلى مقر الحزب و ضربت حوله طوقا أمنيا كبيرا و منعت المواطنين و الحقوقيين الذين لا ينتمون إلى الحزب الديمقراطي التقدمي من الدخول إلى المقر كما منعت مناضلي الحزب المذكور من الخروج من المقر للسير في الشارع الرئيسي و وقع تدافع شديد بين المشاركين في الاجتماع العام و الشرطة و رفعت عديد الشعارات المنددة بجرائم الكيان الصهيوني. – تجمع المحامين أمام المحكمة: كما اجتمع عدد كبير من المحامين اليوم الثلاثاء 30/12/2008 بنهج باب بنات أمام المحكمة الابتدائية بتونس للتعبير عن تنديدهم الشديد بالمجازر التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة و تمت محاصرتهم بعدد كبير من قوات الشرطة بالزي المدني و الرسمي حتى لا تتحرك المسيرة ، و ردد المحامون عديد الشعارات المؤيدة للمقاومة و المتضامنة مع غزة و المناوئة للعدو الصهيوني كما تداول على الكلمة عدد من المحامين نذكر من بينهم عميد المحامين الأستاذ بشير الصيد و الأستاذ عبد الرؤوف العيادي و الأستاذ خالد الكريشي. 2) مدينة صفاقس: و في صفاقس خرج آلاف المناضلين و النقابيين و المواطنين في مسيرة حاشدة انطلقت من المنطقة الصناعية ( البودريار ) دعت إليها نقابات النسيج و السكك الحديدية و الصحة جابت شوارع مدينة صفاقس توجت باجتماع حاشد بالمقر الجهوي للشغل بصفاقس  رفعت خلالها عديد الشعارات المنددة بجرائم الكيان الصهيوني في حق شعبنا الفلسطيني الصامد في غزة. 3) مدينة الشابة ( ولاية المهدية ):     شارك عدد كبير من المواطنين و المناضلين و النقابيين في مسيرة حاشدة جابت شارع الحبيب بورقيبة بمدينة الشابة رفعت خلالها عديد الشعارات المعبرة عن غضب الشعب التونسي من القصف الهمجي الذي يتعرض له قطاع غزة و من الجرائم الوحشية المرتكبة ضد إخواننا الفلسطينيين و من بين هذه الشعارات: -غزة غزة رمز العزة / بالروح بالدم نفديك يا فلسطين. و قد تدخل رئيس منطقة الشرطة و الأعوان التابعين له لتفريق المسيرة عبر تهديد المشاركين فيها بالإيقاف إلا أنهم واصلوا تقدمهم مسافة 250 مترا ، فأعطى رئيس منطقة الشرطة بالشابة الأوامر إلى قوات التدخل لتفريق المسيرة بالقوة و اعتدى هو شخصيا بالعنف على النقابية الأستاذة أم الخير الهذيلي. إلا أن إصرار المشاركين كان أقوى من تدخل الشرطة فتم رفع عديد الشعارات منها : حق التظاهر واجب / بالروح بالدم نفديك يا حرية و دعا أحد المسؤولين النقابيين المحليين إلى المشاركة في مسيرة أخرى ينظمها الاتحاد الجهوي للشغل بالمهدية يوم الخميس غرة جانفي 2009 في إطار مساندة الشعب الفلسطيني. 4) الاتحاد الجهوي للشغل ببنعروس: تجمع عدد كبير من النقابيين و المناضلين السياسيين أمام مقر الاتحاد الجهوي للشغل ببنعروس و رفعوا شعارات مساندة للشعب الفلسطيني في غزة ( مثل بالدم بالروح نفديك يا فلسطين / غزة غزة رمز العزة ) و أحرقوا علم الكيان الصهيوني قبل أن يدخلوا إلى المقر لعقد جلسة خطابية تداول فيها عديد المناضلين الكلمة للتنديد بالجرائم الصهيونية المرتكبة في حق شعبنا الفلسطيني الصامد في غزة في ظل حصار رهيب لجميع المنافذ المؤدية لمقر الاتحاد الجهوي للشغل من قبل أعداد غفيرة من البوليس بالزي الرسمي و المدني.  5) دعوة للمشاركة: دعا الاتحاد العام التونسي للشغل للتجمع غدا الأربعاء 31/12/2008 على الساعة الثانية بعد الظهر بساحة محمد علي بالعاصمة في إطار فعاليات مساندة الشعب الفلسطيني. 6) منع ناشطين حقوقيين و مناضلين سياسيين من الدخول للمقر المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي: منعت قوات البوليس السياسي المنتشرة بكثافة اليوم الثلاثاء 30/12/2008 السيد عبد الكريم الهاروني الكاتب العام لمنظمة حرية و إنصاف و السيدين حمزة حمزة و عمر القرايدي عضوي المكتب التنفيذي من الدخول إلى المقر المذكور و بعد تدافع مع السيد حمزة حمزة سُمح له بالدخول باعتباره عضوا في اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي بينما لم يسمح للسيدين عبد الكريم الهاروني و عمر القرايدي بسبب نشاطهما في منظمة حرية و إنصاف و عندما استفسر السيد عبد الكريم الهاروني عن سبب منع المواطنين من دخول حزب معترف به قيل له التعليمات تمنع من دخول مقر ذلك الحزب فأجابهم و هل تمنع هذه التعليمات الدخول إلى مقر « التجمع » (الحزب الحاكم) مثلا؟ كما منع أيضا السيد علي العريض السجين السياسي السابق و الناطق الرسمي السابق باسم حركة النهضة من دخول مقر الحزب الديمقراطي التقدمي. 7) اعتقال بعض الطلبة: تم اليوم الثلاثاء 30/12/2008 في إطار منع المسيرة و محاصرة مقر الحزب الديمقراطي التقدمي اعتقال ثلاثة طلبة هم السادة أمان الله الجوهري و محمد الكلاعي و زياد بومخلة عندما كانوا مارين قرب مقر ولاية تونس و لم يطلق سراحهم إلا في ساعة متأخرة من هذا المساء. كما تم اعتقال الطالب وسام الصغير ( مرحلة ثالثة ببئر الباي ) عضو الشباب الديمقراطي للحزب الديمقراطي التقدمي على إثر التحرك الذي قام به الطلبة في مقر الاتحاد العام لطلبة تونس من أمام المقر المذكور على الساعة الثانية بعد ظهر اليوم الثلاثاء 30/12/2008 و تم حجزه بغرفة في مركز شرطة السيجومي و لم يخل سبيله إلا في الساعة التاسعة ليلا.  8) اعتقال طلبة بصفاقس: داهمت فرقة الإرشاد بحي البحري بصفاقس مساء يوم الاثنين 29/12/2008 منزل الطلبة حسن باللطيف ( مرحلة ثانية سنة رابعة  ) و أيوب الحيدوري ( مرحلة أولى سنة ثانية ) و سالم بن عبد الله ( مرحلة أولى سنة ثانية ) و الزين جابلي ( ميكروبيولوجيا ) و اقتادتهم إلى مكان مجهول.

و حرية و إنصاف

تدعو كل الأحزاب و المنظمات الحقوقية و النقابات و النخب التونسية و كل أبناء الشعب التونسي أن تتحمل مسؤولياتها التاريخية و تعبر عن تضامنها بكل الأشكال السلمية و الدعم المادي و المعنوي و التبرع بالدم و المال و التظاهر السلمي و الضغط من أجل إيقاف هذا العدوان الوحشي ضد الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة الذي يتعرض لإبادة جماعية وحشية و سياسة تجويع ممنهجة من قبل عصابات الكيان الصهيوني و تدعو السلطة إلى احترام حق التونسيين و التونسيات الدستوري في التنقل و الاجتماع و التظاهر السلمي.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


أخبار عاجلة موقع الحزب الديمقراطي التقدمي خبر عاجل 30 ديسمبر 2008
 
وقع حشد المئات من قوات البوليس بجميع أنواعها و محاصرة مقر الحزب الديمقراطي التقدمي و كل المنافذ المؤدية إلى موقع أنطلاق المسيرة التي دعا لها الحزب، و بالرغم من ذلك تمكن عدد من المناضلين من التجمع أمام المقر و في الموعد أنطلقت شعارات التنديد بالعدوان الصهيوني – الرسمي العربي على شعب غزة الباسل. و تصدت قوات البوليس بالعنف لهذا التحرك مما أدى إلى جرح قيادي من الحزب . و سوف نوافيكم بالتفاصيل لاحقا…


الهيئة الوطنية للمحامين الفــرع الجهوي للمحامين تونس تونس في : 30/12/2008  بيــــان
 
يتعرّض شعبنا في غزة الصامدة إلى عدوان إسرائيلي صهيوني همجي وبربري لم يشهد التاريخ مثله. وأمام تواصل تقتيل الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين العزل وأمام الدمار الذي يحدثه يوميا القصف الإسرائيلي في مدينة غزة. فان مجلس الفرع الجهوي للمحامين بتونس الملتئم في جلسة طارئة اليوم الثلاثاء 30/12/2008:   – يندّد بشدة بهذا العدوان ويعتبره من قبيل الجرائم ضد الإنسانية ويشكل إبادة جماعية لشعب أعزل. –  يعتبر أن السكوت على هذه الجرائم هو من قبيل المشاركة فيها . –  يدعو كل الأحرار في العالم للتصدي بكل الوسائل لهذا العدوان والتحرك لإيقافه فورا . –  يعتبر أن ما يتعرّض له شعبنا في غزة من تجويع وحصار وتقتيل ما كان سيحصل لولا تواطئ بعض الأنظمة العربية العميلة . –  يطالب الحكومة تمكين التونسيين في إطار ممارسة حقهم في التظاهر من التعبير عن سخطهم وتضامنهم مع إخوانهم في غزة.     رئيس الفرع عبد الرزاق كيلاني
 

 


الحزب الديمقراطي التقدمي  بيــــــــــــان

 
بادر الحزب الديمقراطي التقدمي بالدعوة لمسيرة سلمية يوم الثلاثاء 30 ديسمبر 2008 تنديدا بالعدوان الوحشي الذي يشنه العدو الصهيوني على أهلنا في غزة و تجاوبا مع المشاعر الشعبية المساندة للمقاومة الفلسطينية الباسلة، و قد قام بكل الإجراءات القانونية و قد استجاب الحزب الديمقراطي إلى دعوة للتنسيق بين مختلف الأحزاب السياسية إيمانا منه بعلوية القضية الفلسطينية على كل مفردات الشأن التونسي مهما كانت أهميتها و شارك في اجتماع للغرض ضم ضم الأمناء العامين لكل من الاتحاد الوحدوي الديمقراطي و حركة الديمقراطيين الاشتراكيين ينين و حركة التجديد و حزب الوحدة الشعبية و الحزب التحرري الاجتماعي و قد أجمع الحاضرون على ضرورة التعجيل بتنظيم مسيرة وطنية تعكس الموقف التونسي و تشكل رسالة   دعم و مؤازرة لإخواننا في غزة  و حددوا يوم الأربعاء موعدا لهذا التحرك، لكن المشاورات مع التجمع الدستوري الديمقراطي و مع السلط بينت عدم استعداد الحكومة للترخيص بمسيرة إلا يوم عطلة غرة جانفي على الساعة العاشرة صباحا بشارع محمد الخامس و أمام هذه التطورات يهم الحزب الديمقراطي التقدمي إعلام الرأي العام بأنه يأسف لإصرار السلطة على تحويل مبادرة وطنية في حجم الحدث إلى مجرد تحرك إداري ينظم يوم عطلة و في مسار مقفر بعيدا عن كل مشاركة شعبية يعلن انسحابه من هذه المبادرة التي انخرط فيها باعتبارها مناسبة للتعبير الشعبي عن التضامن مع أشقائنا الفلسطينيين لا على أساس أنها تحرك صوري يطالب الحكومة مجددا بفسح المجال أمام التونسيين للتعبير عن احتجاجهم و مؤازرتهم للشعب الفلسطيني في هذه المحنة بكل الوسائل السلمية يعلن تمسكه بالمسيرة التي دعا إليها ليوم الثلاثاء 30 ديسمبر 2008 على الساعة الواحدة بعد الظهر و يدعو التونسيين للمشاركة فيها    مية الجــريبي الأمينة العامة  


الحزب الديمقراطي التقدمي بـــــــــلاغ 
 
قامت منذ ساعات الصباح الأولى قوات غفيرة من الأمن بغلق كل المنافذ المؤدية إلى المقر المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي و منعت المناضلين و المواطنين من الالتحاق بالمسيرة التضامنية مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة التي دعا إليها الحزب ، ظهر اليوم الثلاثاء و بالرغم من حالة الحصار الخانق نزلت قيادة الحزب و مناضلوه إلى الشارع رافعين شعارات منددة بالعدوان الصهيوني  واجهتها قوات الأمن بالمنع وبقطع الطريق أمام تقدم المسيرة و بالاعتداء بالعنف على المتظاهرين الذي طال السيد الشاذلي الفارح عضو المكتب السياسي و الذي نقل إلى المستشفى  و الحزب الديمقراطي التقدمي إذ يحيي كل المناضلين الذين لبوا نداء المسيرة فإنه: – يعبر عن تنديده الشديد بهذا القمع و بمنع التونسيين على خلاف كل شعوب العالم من التعبير الحر عن مساندتهم لإخوانهم في قطاع غزة – يؤكد أن استمرار السلطة في مصادرة حق التعبير و التظاهر السلمي و حصر هذا الحق في الصيغ الإدارية والصورية لن يحول دون إصرار التونسيين عن التعبير عن تضامنهم الكامل مع أهلهم في غزة – يعلن تمسكه بدوره في تأطير التحركات السلمية بعيدا عن كل وصاية و يدعو كافة مناضليه و الأحرار إلى مواصلة التعبئة لنصرة الشعب الفلسطيني الشقيق. تونس في 30 ديسمبر 2008 مية الجــريبي الأمينة العامة


مية الجريبي تدعو إلى كسّر المنع الرسمي للتضامن مع غزة

 

السبيل أونلاين – خاص – تونس إثر منع السلطة للمسيرة التى كان قد قررها « الحزب الديمقراطي التقدمي » اليوم الثلاثاء 30 ديسمبر 2008 ، وبعد التدافع والتعنيف الذى قام به البوليس السياسي ضد مناضليه ، قامت الأمينة العامة للحزب بإلقاء كلمة حماسية أمام الجموع في مقر حزبها ، عبّرت فيها عن موقفها من الخروقات والإنتهاكات التى حصلت ، و إعتبرت أن الحكومة قد خرقت القانون بهذا المنع وفوّتت على نفسها فرصة أخرى للتصالح مع شعبها ، وقالت بأن الحكومة في وادي والشعب في وادى آخر ، وأكّدت على موقف حزبها المبدئي في مساندة غزة ، والذى قبل التنسيق مع الأحزاب الأخرى بما فيها الحزب الحاكم ، وبعد التشاور مع الأحزاب المختلفة تقرر أن يكون يوم الإربعاء يوم المسيرة الجماعية ، ولكن الحكومة اثر ذلك تراجعت عن هذا القرار التشاوري وقررت منفردة أن تكون المسيرة يوم الخميس 01 – 12 – 2008 ، وترمي بذلك إلى أن تكون المسيرة مزيفة ، حسب تعبير مية الجريبي ، وطالبت مناضلي الحزب بمواصلة النضال من أجل مساندة الشعب الفلسطيني بكل وسائل التظاهر السلمي وبدون طأطأة الرأس .   وإليكم تسجيل مصور لكلمة الأمينة العامة للحزب « الديمقراطي التقدمي » :   لمشاهدة المداخلة انقرهنا – رابط التسجيل المصور على اليوتوب : http://fr.youtube.com/watch?v=cSu69d4Akgc   أعده زهير مخلوف – تونس   (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 30 ديسمبر 2008 )


بسم الله الرحمان الرحيم تونس في: 28 -12- 2008 بــــــيان

منظمات المجتمع المدني في تونس حول العدوان الصهيوني على أبناء شعبنا العربي في غزة وكل فلسطين.

 
على إثر حرب الإبادة الجماعية التي يشنها العدو الصهيوني على أبناء شعبنا في غزة وفلسطين الواقع تحت حصار إجرامي مزدوج والذّي أسفر عن إغتيال وإصابة المئات فإن منظمات المجتمع المدني في تونس الملتقية في إجتماع طارئ صبيحة يوم الأحد 28 ديسمبر 2008 و،بعد تداولها في الأحداث الأليمة التي يمر بها شعبنا في غزة الصامدة تعلن ما يلي: 1* دعمها المطلق واللامشروط للمقاومة الفلسطينية البطلة المتمسكة بالثوابت الوطنية والقومية من أجل تحقيق أهدافها في النصر والتحرير. 2* تنديدها بشدة بجرائم الإبادة والتدمير التي يرتكبها كيان العدو الصهيوني ضد أبناء شعبنا في غزة وكل فلسطين. 3* إستنكارها لتواطؤ البعض من النظام العربي الرسمي مع العدو الصهيوني في جريمته النكراء. 4* شجبها لتواطؤ الدول التي تمد وتدعم الكيان الصهيوني سواء بالسلاح وبالمواقف المساندة للإبادة. 5* تدعو كافة منظمات المجتمع المدني في الوطن العربي للوقوف صفّا واحدا دعما لشعبنا الفلسطيني في غزة والتصدي لوقف العدوان ورفع الحصار،كما تدعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته الأخلاقية والتاريخية تجاه هذه المجزرة المعادية للإنسانية والتحرك الفوري والسريع لإيقافها. الموقعون: *الأستاذ العميد البشير الصيد: عن الهيئة الوطنية للمحامين بتونس. ** الأستاذين منير بن صميدة و خالد الكريشي :  عن الجمعية التونسية  للمحامين الشبان. * الدكتور عادل بن صميدة : عن نقابة أطباء الأسنان الممارسين بصفة حرة * الدكتور محمد المثناني: عن عمادة الأطباء البيطريين *الدكتورة منى سعداوي :عن عمادة أطباء الأسنان * الدكتور رابح الشايبي: عن نقابة الأطباء الممارسة الحرة. * السيد أحمد الكحلاوي : الهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية * السيد الحبيب اليزيدي : اللجنة الوطنية لمناهضة الصهيونية * السيد عبد الله الجابري: اللجنة التونسية لمناهضة الإستعمار والصهيونية. *الدكتور فوزي كشريد: عن إتحاد المهن الحرة. * الدكتور حمادي مزيد: عن العمادة الوطنية للصيادلة. * السيد ناجي البغوري: عن النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين  


حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي  خبر صحفي
 
حتضن المقر المركزي لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي مساء اليوم الثلاثاء 30ديسمبر 2008 تظاهرة تضامنية مع شعبنا العربي في غزة ، حضرها عدد من الشخصيات السياسية والحقوقية والإعلامية إلى جانب عدد هام من المواطنين ومن أنصار الحزب. افتتح التظاهرة الأمين العام للحزب الأخ احمد الاينوبلي الذي تلاوة الفاتحة  ترحما على أرواح الشهداء في غزة وقال في مداخلته إن  » النظام العربي الرسمي متواطئ في هذا العدوان ..وأننا نأمل اليوم من خلال ها التجمع أن نستفيد كلنا في رسم  معالم طريق لمناصرة شعبنا العربي في غزة.. » وقال الأمين العام للحزب « إن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي كان نسق مع حركة الديمقراطيين الاشتراكيين والاتحاد العام التونسي للشغل من أجل توجيه باخرة إلى غزة قبل حصول العدوان.. وان هذا التنسيق مازال مستمرا حتى إرسال السفينة ». وأضاف  » احتضن المقر المركزي للحزب يوم أمس الاثنين اجتماعا ضم 6 أحزاب سياسية من أجل التوافق على توحيد الخطوات من اجل مناصرة شعبنا العربي في غزة  وخاصة فيما يتعلق بالمسيرة الوطنية المزمع تنظيمها يوم الخميس 1 جانفي .. » وأضاف : » أرجو أن تساهم هذه التحركات والمبادرات في الانتصار لشعبنا العربي في غزة وأن تساهم في التصدي للعدوان الغاشم الذي يشنه الكيان الصهيوني ضد شعبنا العربي في غزة ». ثم تدخل عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام الأخ عبد الكريم عمر الذي اعتبر أن الصراع  الدائر في فلسطين هو صراع بين الأمة العربية وفي طليعتها المقاومة في مواجهة الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية .. وقال إن المرحلة ليست مرحلة « تنظير فكافة الأمور مكشوفة.. وان هدر دماء شهداء فلسطين لا يوازيه حديث وبيانات وإنما يوازيه الصدق والعطاء وخيار المقاومة والممانعة  » فلا يكسر السيف إلا السيف ولا يطفئ النار إلا النار ». ثم تدخل الأخ عبد السلام بوعائشة عضو المجلس الوطني للحزب  وأشار إلى أن الحديث في مثل هدا الموضوع أمر صعب.. فالعدو منذ قرون معروف والضحية أيضا معروفة.. وركز على دور المقاومة في إفشال مخططات العدو. واعتبر أن خيار الممانعة هو الخيار الذي يحقق التحرر وقد أثبتت تجارب الشعوب ذلك. ثم أحيلت الكلمة إلى الضيوف الذين أكدوا على وحشية الجرائم المرتكبة ضد شعبنا العربي في غزة وتورط النظام العربي الرسمي في هذا العدوان.. وطالبوا بضرورة أن تكون الخطوات لدعم شعبنا العربي في غزة خطوات عملية وملموسة. عبد الكريم عمر المكلف بالاعلام

حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي  بيان المكتب السياسي
 
على إثر اجتماع المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الوحدوي يوم الثلاثاء 30/12/2008 وفي ظرف استثنائي تمر به الأمة ويتعرض فيه شعبنا في غزة وفلسطين لحلقة أخرى من حلقات الإبادة الهمجية لآلة الحرب الصهيونية تحت رعاية أمريكية وبتواطؤ مخز من النظام الرسمي العربي والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي فان الاتحاد الديمقراطي الوحدوي :   أولا: يحيي شهداء الكرامة والعزة الذين سقطوا فداء لأرضنا الطاهرة ومقدساتها. ثانيا: يحيي جهود أبناء تونس في كل الجهات والذين وقفوا ولا زالوا مواصلين الوقوف إلى جانب أبناء شعبنا في غزة وفلسطين في مواجهة العدوان الصهيوني الهمجي. ثالثا: يحيي مبادرة سفينة تونس لكسر الحصار المفروض على شعبنا تحت القصف الصهيوني المجرم. رابعا: يحي كل الأحزاب التي اجتمعت يوم 29/12/2008 بمقره المركزي إيمانا بالفعل السياسي النضالي المشترك لدعم صمود أبناء شعبنا في فلسطين. خامسا: يدعو إلى ضرورة فسح المجال أمام أبناء تونس للتعبير عن موقفهم من العدوان بكل حرية بعيدا عن المزايدات السياسوية. سادسا: يحيي كافة القوى الحية المناضلة العربية وغير العربية ويدعوها للإصرار لإيقاف العدوان على شعبنا. سابعا: يؤكد خيار المقاومة ووحدتها في مواجهة العدو الصهيوني الغاشم.   – عاشت أمتنا مناضلة من اجل العزة والكرامة – عاش الاتحاد الديمقراطي الوحدوي فصيلا وحدويا مناضلا   عن المكتب السياسي الأمين العام احمد الاينوبلي


تونس في  29 ديسمبر 2008 البريد الإلكتروني للوطد يا عمال العالم وشعوبه وأممه المضطهدة اتحدوا أرض حرية كرامة وطنية الرفيق الشهيد الفاضل ساسي استشهد خلال انتفاضة 03 جانفي 1984 الوطنيون الديمقراطيون بيــــان    

تشنّ عصابات الكيان الصهيوني حرب إبادة ضد جماهير شعبنا العربي الفلسطيني بإقدامها على قصف مكثف ومتواصل لأهلنا في غزة منذ السبت 27 – 12 – 2008. ومرة أخرى يكشف بذلك الكيان الصهيوني الإستيطاني الغاصب لأرض فلسطين العربية عن وجهه الدموي الإجرامي الغاشم  بارتكابه مجازر بشعة بحق العزل من الأطفال والنساء وغيرهم من أبناء شعبنا ذهب ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى إضافة إلى  تخريب البنية التحتية والمنشآت المدنية … وتندرج هذه الجريمة النكراء في سياق المسار التاريخي الهادف إلى كسر إرادة الحياة والصمود لدى شعبنا في فلسطين وغزة الخاضعة منذ سنوات إلى حصار جائر مزدوج بتواطؤ الأنظمة العربية الرجعية العميلة وبدعم الامبريالية العالمية من أجل تصفية القضية الفلسطينية باعتبارها قضية تحرر وطني وحلقة متقدمة في حركة التحرر الوطني العربية المعادية للامبريالية والصهيونية والرجعية سواء عبر فرض خيارات الاستسلام والتسوية المهينة أو التدمير العسكري الممنهج لكل شروط صمود شعبنا في فلسطين وضرب مقدّراته النضالية ومقومات  استمرارية  مقاومته. لقد أكدت هذه المجزرة أن المطلوب من الأنظمة العربية العميلة, لإرضاء سادتها الامبرياليين, هو تجاوز سقف التطبيع وفرض خيار التسوية نحو التواطؤ المباشر والتآمر العلني على مقاومة شعبنا العربي في فلسطين وفي كل قطر عربي بقمع نضالات الجماهير ومحاصرتها بما يجعلها شريكا فعليا في استباحة غزة الصامدة. إنّ أنظمة الخيانة والعمالة الوطنية المرتهنة لأباطرة رأس المال العالمي تقف على طرفي نقيض مع حركة نضال جماهير شعبنا فهي تسعى بجميع جهودها لقتل كل حس وطني تحرري لدى جماهيرنا وتعمل بقبضة حديدية لضرب كلّ القوى الوطنية ولجم جميع الأصوات المناضلة التي تقف ضدّ  مشاريع الإمبريالية النهابة من خلال قمع كل أشكال الاحتجاج من منع التجمع والتظاهر إلى عمليات الاختطاف والاعتقال وصولا إلى المحاكمات الصورية وما يترتب عنها من أحكام ظالمة تحت يافطة قوانين « مكافحة الإرهاب » سيئة الذكر وتجريم كلّ نضال اجتماعي وطبقي للكادحين والمسحوقين والتي شملت, في تونس كنموذج, شرائح متعدّدة من جماهير طبقات شعبنا الوطنية المضطهدة من عمال وطلبة وتلاميذ وعاطلين عن العمل ومهاجرين سريين – حراقة – وشباب فكّر بالتطوع ضمن المقاومة الوطنية بالعراق وعديد من الشرائح الإجتماعية كالقضاة المستقلين ورموز المحاماة الحرّة وصولا إلى الجمعيات والنقابات لتعرف مداها في ما بات يعرف بقضية الحوض المنجمي حيث تعيش قرى بأكملها حالة من الحصار وتتعرض فيها عائلات بأكملها إلى أبشع أنواع التنكيل والترهيب والتجويع لمجرد احتجاج أبنائها على أوضاعهم الاجتماعية ومطالبتهم بحقهم في الشغل والعيش الكريم  فكانت الاستجابة بمزيد من التجويع برمي من كان يعيلهم في السجون لفترات تجاوزت العشر سنوات. ولكن شعبنا صامد لن يدجن أبدا مهما بلغت درجات القمع والمحاصرة والتنكيل. إن التصعيد العسكري الهمجي الصهيوني الأخير يعيد القضية إلى مربعها الحقيقي باعتبارها مواجهة بين شعب محتل ومهجر وكيان عنصري غاصب لكل أرض فلسطين لا قضية سلطة وهمية مرتهنة كليا تستمد « شرعيتـ »ها من اتفاقات أسلو الخيانية وما تلاها أدت إلى تشتيت الصف الفلسطيني المقاوم وضربه وتهميش خيار تحرير الأرض والتنازل عن حق العودة وإقامة الدولة الوطنية على كامل أرض فلسطين ولا هي بالحرب على فصيل أو جهة تحت يافطة ما يسمى « الحرب على الإرهاب ».     إن المعركة التي يخوضها الشعب العربي في فلسطين بشجاعة نادرة وبسالة في مواجهة العصابات الصهيونية هي من الأهمية والخطورة ما يملي على كل الجماهير العربية وجماهير شعبنا في تونس الإنخراط الميداني في النضال وتطوير أشكاله باتجاه تجذير حركة الضغط وتوسيعها في التصدي للمشروع الصهيوني الإستيطاني وبناء التلاحم النضالي الشعبي الديمقراطي لعموم طبقات وشرائح شعبنا الوطنية المضطهدة ورسم أهداف واضحة المعالم تنير السبيل أمام الجماهير وتحمي تحركاتها من كل محاولات الإجهاض والعفوية.     بمزيد من الوضوح والتجلي تبيّن لنا هذه الجولة الجديدة في سلسلة تاريخ كفاح شعبنا العربي في فلسطين, أن السبيل الوحيد نحو تحرير فلسطين هو الحرب الوطنية الشعبية الطويلة الأمد التي توظف كلّ الطاقات الجماهيرية وتمضي نحو مزيد تسليح الجماهير وتحفيز قدراتها القتالية وتطوير أشكال تنظيمها باتجاه المعركة الشاملة والفاصلة مع العدوّ وتحطيم آلته العسكرية ودحره النهائي ضمن مسار الثورة العربية الجديدة قومية الإطار, أممية المضمون بقيادة الطبقة العاملة وطليعتها الثورية. في هذا الظرف الدقيق من تاريخ شعبنا فان الوطنيين الديمقراطيين إذ ينحنون إكبارا وإجلالا لكل شهداء التحرر الوطني نساء ورجالا, شيوخا وأطفالا الذين يعمّدون بدمائهم طريق التحرير والوحدة والتحرّر فإنهم  يدعون كافة  فصائل المقاومة الوطنية الشعبية الفلسطينية إلى التوحّد على أرضية الثوابت الوطنية للثورة الفلسطينية والعمل على تصفية مخلفات مسار التسوية والاستسلام وعلى رأسها سلطة أسلو الهجينة وبناء جبهة وطنية موحّدة تحت قيادة الطبقة العاملة وطلائعها الثورية قادرة على استخلاص دروس التجارب الثورية وإدارة الصراع وخوض المعارك والتصدي للأعداء ومؤمنة بان جرائم العصابات الصهيونية ضد شعبنا لن تتوقف  إلا بدحر الإستعمار الإستيطاني وتحرير كامل فلسطين. كما يدعون كل القوى الوطنية والتقدمية وجماهير شعبنا في تونس والوطن العربي إلى الوقوف بكافة الأشكال إلى جانب شعبنا في فلسطين وكسر الحصار المفروض عليه وكشف تواطؤ أنظمة الخيانة والعمالة ضدّ أهلنا في غزة وتصعيد النضال ضدّ دول الاستعمار الجديد التي تنفذ املاءات القوى الإمبريالية. ويهيبون بكافة أحرار العالم لتحمل مسؤوليتهم التاريخية في الدفاع عن حق شعبنا في فلسطين في الحياة وفضح الكيان الصهيوني العنصري المجرم وحلفائه والضغط في اتجاه الوقف الفوري للمجازر التي ترتكب بكل وحشية وهمجية ضد أهلنا في غزة ولرفع الحصار حتى يتمكن الجرحى والمصابون من حقهم في الإسعاف وتتعزّز مكاسب شعبنا على درب دحر العدوّ والتحرر والإنعتاق.   عاشت حركة التحرر الوطني العربية على طريق التحرر والوحدة والاشتراكية عاشت فلسطين عربية حرة أبية على الغاصبين المجد والخلود للشهداء والخزي والعار للعملاء والخونة                                                                                                                      
الوطنيون الديمقراطيون المصدر: بريد الوطد عدد 7 بتاريخ 29-12-2008 السنة الثانية الرابط: http://groups.google.fr/group/watad-garchive-50504 http://fr.groups.yahoo.com/group/patriotesdemocrates_watad http://watad.mylivepage.com

حزب « تونس الخضراء « : حملة عسكرية إرهابية  دموية على غزة

   

منذ صبيحة يوم السبت 27 ديسمبر 2008 وعلى الساعة الحادي عشر والنصف أوقات خروج المدارس وإلى اليوم الرابع تهاجم طائرات اف 16  والإليكوبتر أباتشي الشعب الفلسطيني في غزة . ولقد سقط الضحايا بالعشرات  وإلى حد هذه الساعة قدر عدد الموتى بأكثر من 360 ضحية و يضاف اليهم 1700 جريح منهم 400 في حالة خطيرة كما لا نعرف كل الضحايا الموجودين تحت الانقاض. ولقد جاء هذا الاعتداء الارهابي الاجرامي للحكومة الإسرائيلية بعد حصار متواصل حول غزة منذ جوان 2007 .  لقد نكلت هذه الحكومة الخارجة عن القانون الدولي برعاية حكومة الولايات المتحدة الامريكية برئاسة بوش ، بسكان غزة وقطعت عنهم كل المواد الاستهلاكية والحياتية الضرورية. إن حزب تونس الخضراء الذي يدين بكل شدة هذا العدوان الغادر يؤكد عن تضامنه الكامل مع الشعب الفلسطيني الشقيق، ويتوجه إلى المجتمع المدني الدولي وإلى كافة اصدقائه الخضر لكي يعبروا من جديد عن ادانتهم لإرهاب الدولة، الذي يتعرض له أهالي غزة وكل الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 60 سنة. اننا نطالب كافة الحكومات العربية الخروج من حالة اللامبالاة والسكوت المشبوه  لكي تتحمل مسؤوليتها تجاه الشعب الفلسطيني  لإيقاف هذا الاعتداء البربري  تونس في 30 ديسمبر 2008 المنسق العام حزب « تونس الخضراء  » عبد القادر الزيتوني عضو الحزب الخضر الأوروبي عضو الفيدرالية الإفريقية للخضر عضو « Global Greens » الهاتف الجــــوال 0021698510596 : البريد الالكتروني :  Tunisie.verte@gmail.com هاتــــف/فاكــــس : 00216 71 750 907

 


 الحرب الإسرائيلية على غزّة بمباركة مباركيّة « حمـاس » عنـوان الصّمـود ورمز الكفاح ولعزّة

 

 
بقلم جعفر الأكحل إعلامي ومدوّن (تونس)   إنّ الحرب على حماس التي أعنتها إسرائيل بمابركة مباركية بداية من يوم السبت الأسود ضدّ قطاع غزّة الذي يعاني أصلا من حصار جائر وظالم وقاتل منذ أكثر من سنة إنّما هدفه هو إزالة حركة « حماس » من اللعبة السياسيّة وهي الرّافضة لكلّ أشكال التنازل عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. إنّ مخطط التسوية المتفق عليه إسرائيليا وأمريكيا ومصريّا هو المطلوب دخولا في مرحلة بناء الشرق الأوسط الجديد الذي خططت له أمريكا بإلهام صهيوني استعماري غايته نزع كلّ أشكال ومظاهر ومقوّمات الكرامة والسيادة والهويّة وبالتالي السيطرة على مقدرات وثروات هذه البلاد. ونحن لا نعرف بالتحديد ما هو الثمن الموعود لمصر مقابل الضلوع في هذه اللعبة الخطيرة؟ هل هو دور أكبر فيلمنطقة وفي العالم مستقبلا؟ أم هي وعود كبيرة بمزيد من التنمية والرخاء للشعب المصري؟ أم هو دعم لمشروع التّوريث أم كل هذا معا؟. ولكننا نعرف جيدا اليوم أن الوعود بالسلام والرّخاء قبل إبرام معاهدة السلام مع إسرائيل (1978) لم تأت بشيء بل استئثرت الفئة الإنتهازيّة بكل عائدات الإنفتاح والسلام وازدادت أحوال المصريين سوءا وتوسعت رقعة الفقر وعمّ البؤس وتدهورت الأحوال في كامل القطر المصري . إنّ الحصار على غزّة وما نتج عنه من تدهور الأحوال وتفاقم المرض والجوع والخصاصة هو أساسا حصار مصري في وقت تبيع فيه مصر الغاز الطبيعي بثمن تفضيلي لإسرائيل وكان هذا مؤلما فظلم ذوي القربى أشدّ على النفس من وقع الحسام المهند. كلّ هذا الحصار برغم قسوته وعذابه وتداعياته على حياة السكّان وخاصة من المرضى والشيوخ والأطفال هو في الحقيقة تمهيد لحرب شاملة ضدّ أهل غزّة العزل من كل سلاح حتى الصواريخ التي يتحدّثون عنها لا تشكل أي خطر، ولكنها استغلت إعلاميا من طرف إسرائيل ومصر وأمريكا لتكون غطاءا والحقيقة أن الصاروخ الحقيقي الذي تخشاه إسرائيل ومصر وأمريكا ومن يدور في فلكهم إنما هو إرادة المقاومة والصمود ضد المخطّطات  التي تحاك من أجل تسوية (سلميّـّة) ترضي إسرائيل وتعطي للفلسطنيين فتات المائدة بما يعني ذلك التنازل عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني (العودة /القدس /||). وهذا ما ترفضه حماس باعتبارها حركة تحرير وطنية ولا ننسى أيضا تلك الحملات التي تعمل على الربط بين حماس وإيران وأنّ حماس هي ذراع إيران في المنطقة العربية. وهذا اتهام باطل لا يستند على أي أساس فحركة حماس لها توجّهات ومنطلقات إسلامية تختلف جوهريا وعقديّا مع الثورة الإيرانية. فحركة حماس هي حركة إسلامية سنية مالكية المذهب. أما محاولات إيران وجهودها المكثفة للدفاع عن القضية الفلسطينية واستخدام القضايا العربية لتحقيق أغراض استراتيجية وسياسية وحتى إيديولوجية فهذا ذنب مصر والسعودية والنظام العربي عموما الذي بلغ حدّا من الجمود والتردّدي والتراجع جعل إيران تملأ الساحة العربية وتنتصب مدافعة عن القضايا العربية وفي مقدماتها القضية الفلسطينية وتستقطب شرائح شعبية هامّة في الوطن العربي باعتبارها المساند الوحيد والداعم الأوحد في معركة الصمود في وجه العدوّ. لماذا تسعى مصر لتشويه حركة حماس وهي حركة تحرير وطني؟ إنه لمن حسن حظ حماس وحركات المقاومة عموما أن أصبح الإعلام المصري خارج مسار التاريخ لم يعد له أي أثر وانتهى دوره وأفلّ نجمه منذ قيام الفضائيات وأصبح العالم عبارة عن قرية كونية بحيث ينقل كل شيء مباشرة على الهواء. إنّ مصر هي الخاسر الأكبر في هذه الحرب على حماس فازدادت عزلة مصر وفقدت مصداقيتها تماما أمام الرأي العام العربي والإسلامي. أما الشعب المصري بكل فئاته وأجياله وبكلّ مكوّناته السياسية والإجتماعية فهو لا يزال طليعـة هذه الأمة للذود عن وجودها وعن كرامتها وعن ضمان مناعتها صمودا في وجه الحدثان برغم العداء والخذلان. فتحيّة للشعب المصري الصابر والصامد وتحية إلى الشعب العربي في كل أنحاء الوطن العربي وقد كانت هذه المحنة وجزى الله الشدائد كل خير حيث أكّدت للعالم أنّ ضمير هذه الأمة لا يزال ينبض بالحياة ويرفض الإستسلام برغم صروف الزمان وبرغم الفقر والحرمان وبرغم الطغيان. حياك الله يا غزّة أيّتهـا الصّامدة الصابرة ودمت ملهمـة لمشاعر الكرامة ومفجّرة لروح العزّة. قال تعالى : « إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم. » صدق الله العظيم


لا تمعنوا في نفس الخطأ إسرائيل ليست العدوّ

 
 منصف المرزوقي الأطفال الثمانية الذين ماتوا في قصف غزة هذا الصباح…مئات لشهداء والجرحى للثلاثة أيام الأخيرة…المساجد التي دمرت…كل هذا لم يحصل بفعل من تظنون أو قل أنكم تتوهمون عندما تصرون على أن المجرمين هم الصهاينة.  كل من مارسوا القانون يعلمون أن الجاني الأكبر أمام المحاكم في جريمة اغتيال ليس من يطلق النار وإنما من حرض على الجريمة…من سكت عنها…من مهّد لها……من جعلها ممكنة. وهذا المجرم الحقيقي في قضية الحال ليس إلا النظام السياسي العربي الفاسد. لا تنسوا أبدا وعلموا أطفالكم في كتب التاريخ أن ممثل له، يرفض فكري تذكّر اسمه و لساني النطق به، لكنه يسمي نفسه وزير خارجية مصر- وقف ليقول أن الجيش المصري الباسل سيقطع رجل أي غزّاوي يتجاسر على حدود مصر المقدسة. كون من خولت له نفسه الشريرة اقتحام الحدود المقدسة المشار إليها أعلاه فلسطيني،عربي، مسلم بل ويموت من الجوع و ويستجير بأمه مصر لم يعني شيئا لهذا الرجل البائس.  ومن أين أن تعني له مأساة حصار الشعب الفلسطيني شيئا وهو ممثل نظام يحاصر الشعب المصري نفسه كل من يتصور حلا لمشاكلنا ومنها الحالية، بمثل هذا النظام مثل من يتصور إمكانية الكتابة بالسكين والأكل بالقلم…. خطأ في الأداة….أو كمن يتصور معالجة المخمور بمزيد من الخمر…خطر في الأداة…أو كمن يدعو لغسل الميت بالبول…دنس في الأداة.  نعم النظام السياسي العربي ملكيا أو جملكيا- بما هو استفراد شخص بالسلطة وإطلاق يدي عائلته في المال العمومي ومصادرة مؤسسات الدولة من جيش وبوليس وقضاء للتأبيد والتوريث، والاستعانة بالخارج على شعبه مقابل خيانة كل مصالح هذا الشعب،-أداة لافعالة خطرة ومدنسة.  لم يعد خافيا على عربي اليوم أن هذا النظام هو الذي يحاصر أهلنا في غزة. أنه هو الذي يحاصرنا في بيوتنا ويشردنا من أوطاننا ويملأ سجونه بنخبنا ويحكمنا بقوانين الطوارئ والإرهاب. أنه هو الذي يظهر اعتداله في كل القضايا ما عدا الاعتدال في القمع وفي سرقة ثرواتنا وتبذيرها على طاولات القمار في ماربيلا وموناكو ولاس فيجاس وفي ليالي عاهرة بمليون دولار. أنه هو الذي يجعل من أوطاننا مزارع ومن شعوبنا قطعان للرعي بل وسمى أقدس أراضينا باسم عائلة من عائلاته. أنه هو الذي يمنع أن تقوم لنا وحدة سياسية أسوة بالأمم الكبرى الأخرى، فنحفظ كل حقوقنا في عالم لا مكان فيه لمن ليست لهم عزة ومناعة التجمعات الكبرى. أنه هو الذي جعل من جيوشنا جيوش احتلال داخلي  أنه هو الذي يجعل مهمة شرطتنا حماية الجريمة المنظمة من المجتمع لا حماية المجتمع من الجريمة المنظمة أنه هو الذي يجعل من قضائنا جهاز تشريع الظلم أي أساس خراب العمران. أنه هو الذي خصخص الدولة وجعل الوطنية ولاء لشخص ولعائلة أنه هو الذي يضرب كل فعالية مؤسسات إنتاج المادة والمعرفة والقوانين والقيم لأنه يحكم بالرجل غير المناسب في المكان غير المناسب والشعار الولاء قبل الكفاءة. أنه هو الذي يكبّل طاقاتنا فجعلنا لا ننتج إلا القبح والبذاءة والرداءة. أنه هو الذي يتعامل مع القوى الخارجية لا كوكيل لنا لكن كوكيل لها. أنه هو الذي استهل حمانا وأطمع فينا صغار الأعداء وكبارهم لأنهم يعرفون أن سلاحه موجه لصدورنا لا لمن يقصفون المساجد ويقتلون الأطفال. أنه هو الذي يجنّد كل قواه اليوم حتى لا نخرج للشوارع نلطم وجوهنا من فرط الشعور بالخزي العار أمام ما يحدث في غزة وفي غير غزّة. لهذا آن الأوان من الأمة وممثليها في كل المنابر للإعلان أنه هو العدو الأول وكل عدوّ آخر أمامه لاشيء.أما من يدعون أنه يمكن إصلاح هذا الرميم فهم لا يواجهون إلا بالشفقة أو بالازدراء حسب مزاج اللحظة.  انتبهوا أن النظام ليس شخصا وأنه لن يجدينا نفعا أن نستبدل حسني بجمال، وبن علي بالقلال ومعمّر بسيف الإسلام، مثلما لم يجدينا نفعا استبدال الحسن بمحمد والحسين بعبد الله. لنظام السياسي العربي الفاسد وليد منظومة عائلية لا تنتج إلا الخانع والمتمرّد. النظام السياسي العربي الفاسد وليد نقل غبي لأنظمة قومية وشيوعية عاثت في شعوب كبرى منها الشعب الألماني والروسي فسادا أين منه فسادنا وتسببت في كوارث أين منها التي نعيش. النظام السياسي العربي الفاسد وليد منظومة أفكار ورثناها من ماض يصرّ البعض على تخييله وهو ظلام مظلم أظلم (المستبدّ « العادل »- شرعية التضحية بالثلثين « الفاسدين » من أجل الثلث  » الصالح »- رجل كألف وألف كأفّ ) النظام السياسي العربي هجين،أمّه عصابة الرئيس المزمن التي ولغت في المال العمومي وأبوه البوليس السياسي الذي يحميها. هذا ما يجعل من التخلص منه قضية معقدة. فالأمر يتطلب ثورة فعلية في المفاهيم والقيم والتصورات والتنظيم.. يبقى أن أسهل حلقات السلسلة على التفكيك الدولة الاستبدادية التي تبلور وجوده وتحفظه. المشكلة اليوم كيف يمكن تدمير ما يدمرنا…القضاء على من هو بصدد القضاء علينا.  لنقلها صراحة. المعارضات السياسية والحقوقية فشلت في المهمة بفعل القمع والتهجير والتنافس الداخلي السابق لأوانه. يكفيها فخرا أنها شكلت لأكثر من ثلاثة عقود مهد المقاومة وأولى طلائعها. واليوم حان وقت لاعبين جدد أعطيناهم كل الوقت للتأهب، نحن من واجهوا البعبع البشع بلا سلاح إلا القلم والإيمان وأحلام نعلم أنها مشاريع الأمة المقهورة. ليحرّكوا جيوشا قيل أنها استسلمت كليا للفساد.. شرطة قيل أن تورط أقلية منها في الجرائم ربط مصير أغلبيتها بمصير النظام… جامعات قيل أنها طلقت السياسة… شباب قيل انه استقال وتميّع.. مؤسسات اقتصادية قيل أنها ألقت بسلاحها أمام عجرفة العولمة…شارعا قيل أنه مات واندثر…ثقافة قيل أنها تبحث عن مستقبلها في ماضيها. كل هذه القوى النائمة مطالبة اليوم بالإعداد للثورة العربية لتلعب في القرن الواحد والعشرين الدور الذي لعبته الثورة الفرنسية في القرن الثامن عشر والثورة الروسية والصينية في القرن العشرين..قفزة إلى الأمام في تاريخ شعوب لم يفهم حكامها في الإبان حجم التنازلات التي يحب تقديمها لشعوبهم للحفاظ على رؤوسهم فوق أعناقهم. لينقضوا على ضباع هرمة تنزف من كل شريان. ليقطفوا الثمرة فهي أكثر من طازجة. ولتفويت الفرصة على المغامرين داخل نظام ملآن بالأغبياء الخطرين، لتكن ثورة مدنية. من أين لأنظمة جبانة أن تصمد أمام مظاهرات في كل مدينة وكل قرية وإضراب في كل مصنع ورفض دفع الضرائب من الجميع وجعل  » انتخاباتهم » أيام الإضراب العام. لا تنسوا أن جل العصابات التي تشكل نواة هذا النظام لا ينتظرون إلا أولى الإشارات للهرع لبلدان أسيادهم أين اخفوا سرقاتهم.. ويوم يتحقق الاستقلال الثاني في كل قطر وتبنى الدولة الديمقراطية… ويوم تبني هذه الدول بينها اتحاد الدول الديمقراطية العربية… ويوم تصبح لنا عقيدة أمن قومي موحدة وقوات قادرة على إعطائها المصداقية …يومها سنصبح اسودا في عرينها ولن يتجاسر علينا ذئب أو كلب.آنذاك وسيأتوننا طلبا لا للاستسلام وإنما لسلم نمنحه بشروطنا لا بشروطهم، نمنحه لأننا أصبحنا الأقوياء… لأننا عدنا أطفال صلاح الدين. هذا اليوم قد يكون جد قريب وقد يكون ابعد مما نأمل، لكن لجعله حقيقة في أقرب الآجال، لا تتركوا الشجرة، حتى وإن كانت تحترق، تحجب عنكم الغابة وهي على وشك الالتهاب. د.منصف المرزوقي
 
(المصدر: موقع  » ايلاف » ( بريطانيا) بتاريخ 30 ديسمبر 2008)


بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على نبينا و حبيبنا خاتم الأنبياء و المرسلين محمد بن عبد الله و على آله و صحبه و من والاه الذين يحبون الحق و ينصرونه

 أين هي العدالة الإنسانية الدولية، الصهاينة يشعلون النار في غزة و العالم يعيش في ظل قانون الغاب …

 

تونس في 28 ديسمبر 2008-30 ذو الحجة 1429  
هند الهارون – يتونس
 
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله قال الله تعالى : » و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون« .   صدق الله مولانا العظيم أبدأ بالترحم على الشهداء الأبرار في قطاع غزة المحاصر و أتقدم بتعازي الحارة لعائلاتهم و إخوانهم و أخواتهم و إلى حركة حماس و إلى الشعب الفلسطيني و أدعو على الصهاينة الهمجيين الوحشيين المجرمين القتلة الدمويين المحتلين المعتدين … و الإرهابيين و أذكر بأن كل طاغ هالك و الله وحده يعلم متى و كيف، ثم إن الشهداء في نعيم الجنة و القتلة في جحيم النار و حسبنا الله و نعم الوكيل نعم المولى و نعم النصير. كلنا في العالم شهداء على جرائم الحرب و الإبادة التي يرتكبها الصهاينة في قطاع غزة أساسا و بصفة ممنهجة ونطالب و نسأل مجلس الأمن و الأمم المتحدة مع محكمة الجنايات الدولية وحتى من ليس عضوا في هذه المحكمة عن صمتهم فأين هي العدالة البشرية إذا؟  و نحن نفهم على هذا الأساس أننا كشعوب و دول أصبحنا نعيش في غاب لا قانون فيه و لا حق يحترم لشعب أو إنسان… المقاومة صمود لن تفشل أبدا لأنها مشروعة دينيا و حضاريا و قانونيا و تاريخيا و … والله يباركها لأنها دفاع عن الحق و صد للمعتدي أما الإحتلال فهو شر و عدوان على الشعوب و الأوطان و لا بد له أن يفشل و يزول. ندعو الله أن يثبتكم إخواننا  و أخواتنا في غزة و أن يجمع شمل جميع الفلسطينيين و الأحرار في هذا العالم للتحرك الفوري لنصرة هذه القضية العادلة و التي سيسألنا الله عنها جميعا.  بعد استشهاد حوالي ال 300 شخص و جرح ال 1200 و القائمة ما زالت مفتوحة مع استمرار الغارات الهمجية، فإن من الغرابة أن نرى المعابر ما تزال مغلقة و الحصار متواصلا مع القصف الصهيوني من كل جانب … ونحن نحيي البواخر التي انطلقت لكسر حصار غزة و نجدد طلبنا لمزيد من البواخر و هو واجب ديني و إنساني و قانوني و تاريخي لا يجب التخلف عنه أو التزام الصمت تجاهه و نطالب حكوماتنا أن تمكننا من إرسال مساعداتنا التضامنية مع إخواننا في غزة الذين يقتلون جوعا و عراء و مرضا و ترويعا أمام أعيننا و لا يجب علينا بأي حال من الأحوال أن نتخلى عن هذا الواجب البسيط و إلى الدول التي لها علاقات مع هذا الكيان الغاصب و القاتل أن تقطعها بدون رجعة و بأن تعمل جميع الأطراف الدولية على ضرورة فتح المعابر و وضع حد لجرائم الحرب و رفع الحصار. الشهداء يالمآت وعدد الجرحى يفوق الألف و ما نراه من خطوات للرد على هذا العدوان حتى من طرف الدول الغربية يتمثل في مجمله في التنديد و الاجتماعات و القول إلى « إسرائيل » بإيقاف « عملياتها » و الحال أن الجرائم و المجازر مازالت تتواتر في كل حين على قطاع غزة المحاصر و هذا عار كبير على كل من تعاون و تواطأ مع هذا الكيان العدواني الذي قام بنشر كلمة الإرهاب على المسلمين المقاومين و هو الإرهابي بل و أكثر من إرهابي و الهيئات الدولية عاجزة عن إيقاف هذا العدوان و عالمة بأن الصهاينة مقدمون على هذه الجرائم فنحن بذلك أصبحنا نعيش في غاب حيث أن المحاكم الدولية تتفرج على جرائم إبادة و جرائم حرب يقوم بها الصهاينة و لا نرى أية نتيجة أو تطبيق لأي قانون أو مواثيق دولية تضع حد لهذا الكيان الغاصب. فالدفاع عن النفس هو حق لقطاع غزة المحتلة و لا ينطبق على المحتلين الصهاينة حصار و قتل و سجون ثم الآن القنابل المتواصلة و الإعتداء من كل جانب جوا و برا و بحرا يعني الإبادة رئيس أمريكا شن الحرب على العراق بتعلة أسلحة الدمار الشامل و القضاء على الدكتاتورية و مكافحة الإرهاب فكانت النتيجة أنه احتل العراق و هو الذي يساند الصهاينة في عدوانهم على فلسطين  بدعوى » نشر السلام » أي الحرب  في فلسطين  و « القضاء على الإرهاب » أي على المقاومة و »الهدنة » أي الاستسلام و التنازل عن الحقوق المشروعة. و كل هذه الدماء البشرية ستبقى في أعناق الصهاينة و من معهم إلى يوم الدين و وعد الله حق: أن ينصر أمّة محمد صلى الله عليه و سلم وهو القائل عز و جل : « كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ».   صدق الله مولانا العظيم

 قصف غزة بين أهداف العدو .. و .. قدرة المقاومة
 
عمر القرايدي- تونس بعيدا عن منطق الانفعال و العواطف، أحسب أن إخواننا في أرض الرباط، في غزة هاشم بالتحديد قد امتصوا الصدمة بصبر و ثبات و جلد، و أنهم وفق خططهم يتحركون، و أنهم تمكنوا من تحييد أصول و فروع قوتهم، و أن الرد على صلف يهود و استهتارهم سيكون أشد و أنكى لذلك سأحاول تحليل ما وقع للاستفادة منه في تقدير الموقف العام، و في فهم حجم العدوان و نوع الرد الملائم. ما هو هدف العدو من وراء تنفيذ هذه العملية؟ ماذا أعدت المقاومة لمثل هذا النوع من العدوان؟ هل سيتمكن العدو من تحقيق أهدافه؟ ما هو دور المسلمين و العرب في منع العدو من الوصول إلى مبتغاه؟ 1) أهداف العدو: يسعى العدو من وراء هذه العملية إلى تحقيق هدفين كبيرين الأول سياسي و الثاني عسكري: ·الهدف السياسي:  لقد عمل العدو الصهيوني منذ الانتخابات الديمقراطية في الأراضي الفلسطينية على إسقاط حكومة حماس بكل الوسائل الممكنة فحاول عزلها ديبلوماسيا و ضغط من أجل تشريك سلطة عباس في حكومة وحدة وطنية معها حتى يتحكم في قرارها و لما فشلت هذه الطريقة أغرى سفهاء فتح للانقلاب عليها فلما فشلوا في ذلك و صفا الجو في غزة لحماس و فصائل المقاومة استعمل العدو سياسة العصر عن طريق الحصار الشامل للنيل من معنويات المقاومة و لتأليب الرأي العام في غزة ضد المقاومة و لما باءت كل هذه السياسات بالفشل توّج الصهاينة خططهم السابقة الفاشلة لإسقاط حكومة حماس بآخر و أحدث ما يملكون في جعبتهم من قوة عسكرية. فالهدف السياسي من هذا العدوان هو إسقاط حكومة حماس بالقوة و تمهيد الطريق لبسط سلطة عباس على القطاع و تحجيم القدرة الفلسطينية على لي الذراع و الممانعة. * الهدف العسكري: أما في المستوى العسكري فقد أعد العدو العدة منذ مدة إذ من خلال قراءة خارطة استهداف القصف نتبين إحصاء دقيقا لمقرات الشرطة و القيادة و المربعات الأمنية و مخازن السلاح في غزة و هو ما يؤكد نية العدو الصهيوني العسكرية في ضرب البنية التحتية للمقاومة التي تمثل حماس العمود الفقري لها و تحجيم قدرة المقاومة على التصنيع و المناورة ناهيك عن الرد إلى درجة الصفر. و لتنفيذ هذه المهمة درس العدو طيلة الأشهر الماضية خطتين عسكريتين: – الخطة الأولى:اجتياح بري لغزة: بالنسبة للعدو يعتبر اجتياح غزة و تصفية أعشاش المقاومة أفضل سيناريو ممكن لتحقيق الهدف العسكري الأسمى المتمثل في القضاء على البنية التحتية للمقاومة و تحجيم قدرتها الصاروخية إلى حدود الصفر، إلا أن الاجتياح البري مكلف جدا للعدو ، من ناحية أولى سيضطر للدخول في مواجهة شديدة و شرسة مع المقاومة التي تتقن حرب العصابات و حرب الشوارع مما سيفقده خسائر مادية و بشرية هامة كما أن عملية الاجتياح ستخلف دمارا هائلا و قتلى بالآلاف في صفوف المدنيين مما سيتسبب في ضغط دولي و إحراج كبير لقيادة العدو في العالم. و لكن يبقى القيام بتدخل بري جزئي في بعض المناطق في القطاع المحاصر صهيونيا و عربيا احتمالا قائما حسب الاستراتيجيا المعروفة في الحرب الحديثة من استعمال سلاح الجو للقيام بقصف جوي مركز كتمهيد لهجوم بري يقلب المعادلة على الأرض. – الخطة الثانية:القصف المركز: اختار العدو خطة القصف المركز لاستهداف كل مقرات الشرطة و القيادة و المربعات الأمنية و مخازن السلاح مع ما يصاحب هذا القصف من آثار جانبية ( سقوط ضحايا من المدنيين و أضرار مادية في البناءات المحيطة بالأهداف المقصوفة )، و هذه الخطة و إن كانت لا تنجز بالقدر المطلوب هدف القصف إلا أنها تسببت في مقتل عدد كبير من المدنيين من بينهم عناصر الشرطة ( لأن الشرطة في زمن الحرب هم مدنيون ) و جرح المئات الآخرين. و قد اختار العدو هذه الخطة ليتجنب الخسائر البشرية في صفوفه التي تؤثر في حال حدوثها على نتائج الانتخابات في الداخل الصهيوني كما أنه يريد استثمار نتائج هذه العملية العسكرية للسبب نفسه. و من بين المواقع الأخرى التي تم قصفها في غزة من قبل طيران العدو المساجد لما لرمزيتها من تأثير في نفوس المسلمين و كذلك باعتبارها حاضنة للمقاتلين الإسلاميين. 2) ماذا أعدت المقاومة لرد مثل هذا العدوان: لا أريد الحديث عن برنامج المقاومة بالتفصيل فهذا ما لا أملكه و لا أعرفه لكنني أريد فقط التكهن بما يمكن للمقاومة أن تكون قد أعدته لمثل هذه السيناريوات التي تستهدف الأخضر و اليابس في غزة، و من البديهي أن يكون للمقاومة بدائل و خيارات عديدة لإسقاط خطة العدو في الماء، و من بين هذه الخيارات الممكنة لمواجهة القصف المركز من بعيد الذي يستهدف القطاع: أ) شبكة الدفاعات السلبية: * إفراغ الأهداف و إخلاء الجوار: على المقاومة أن تفرغ الأهداف المقصوفة أو التي يمكن أن تتعرض للقصف من محتوياتها البشرية و المادية و إخلاء جوار هذه الأهداف حتى لا يتسبب القصف في سقوط الضحايا المستهدفين أو الجانبيين. * الملاجئ و الأنفاق:يعتبر اتخاذ الملاجئ و الأنفاق من الواجبات الشرعية زمن الحرب و خصوصا عند هذا النوع من القصف المركز ، كما تمثل شبكة الأنفاق ممرات للنقل و التنقل و الإمداد و الانسحاب تتمتع بها وحدات المقاومة أثناء أدائها لمهامها. * توزيع السلاح و الذخيرة و الدواء و الغذاء: على ملاجئ معينة لا يطالها القصف حتى يتمكن عناصر المقاومة من الاستفادة منها دون بذل جهد كبير يكفيهم فقط التنقل مما يسهل لهم الحركة و يكسبهم السرعة المطلوبة في مثل هذه الظروف. * شبكة الاتصالات المحلية: يعتبر صمود شبكة الاتصالات المحلية بين عناصر المقاومة و التنسيق بين مختلف الفصائل (قيادة عمليات موحدة ) من أوكد مهام المقاومة حتى لا تضيع الأوامر من الرأس إلى الأطراف أو تضيع الردود و التقارير فتبقى القيادة في عزلة و كلما كانت المعلومة أسرع كلما كان الأداء جيدا و في وقته. ب) شبكة الدفاعات الإيجابية: * أهل غزة أدرى بشعابها و أعلم منا بمواجهة عدوهم فقد خبروا نقاط ضعفه و نقاط قوته و عليهم أن يتجنبوا ما استطاعوا قوة العدو و أن يفقدوه القدرة على استعمالها كما يجب عليهم العمل و التركيز على نقاط ضعفه و هي كثيرة لمزيد توهينه و تكبيده الخسائر المهينة.  3) دور المسلمين و العرب في منع الصهاينة من تحقيق أهدافهم:  يقع على عاتق المسلمين عامة و العرب خاصة دولا و شعوبا الدور الأهم من القتال و هو توفير عوامل النصر للمقاتلين في غزة من خلال دعمهم و إسنادهم و مؤازرتهم و التخفيف عنهم و حماية ظهرهم و رفع رايتهم و الذود عن مصالحهم و التكلم باسمهم، و من بين واجبات العرب و المسلمين الشرعية و التاريخية: –  قطع العلاقات السياسية و الاقتصادية مع العدو و حلفاء العدو حتى يعلم العالم أن غزة منّا و نحن منها لا نخذلها و لا نسلمها. – فتح المعابر حتى تتواصل غزة مع محيطها العربي و الإسلامي و يقع إمدادها بكل ما تحتاج إليه من دواء و غذاء و عتاد و عدة. – دعم موقف المجاهدين فيها و اعتبار مصلحة المقاومة مصلحة وطنية و قومية و دينية و أولوية كل عربي مسلم. – فتح باب التطوع للالتحاق بالمقاومة لأن القتال على أعتاب الأقصى شرف لكل مسلم لا يملك أي شخص مهما كانت قيمته منع المسلمين من هذا الشرف. – استهداف مصالح العدو الصهيوني في العالم الإسلامي و حرمانه من الاستفادة منها. فإن فعل العرب و المسلمون ذلك أو بعض ذلك حفظوا بيضتهم و حافظوا على عرضهم و إن فعلوا غير ذلك استبيحت حرماتهم الواحد تلو الآخر و أكلوا كما أكل الثور الأبيض و لات حين مناص.

 هذه غـــزّة… هذا قـــدرها…
 
بقلم: صالح عطية   دم هنا.. اشلاء هناك.. جثامين في غرف الشهادة يزداد عددها من ساعة الى اخرى.. بيوت هدمت.. وصوامع تمت تسويتها بالارض.. ظلمة دامسة الا من اضواء صواريخ الاباتشي وهي تتقاطر على هذه البلدة التي تضاهي حيا من احياء مصر الواسعة.. تلك هي غزة.. وذاك قدرها.. اطفال رضعوا الالم.. وتربوا على دوي الرصاص.. وشبوا على الجرافات والغارات والحصار والجوع اليومي.. نساء وأرامل وصبايا.. تجملن بالدموع وتدثرن بأكفان ابنائهن واخوتهن الذين يتقاطرون على ابواب الشهادة يوما بعد آخر.. بل بين الساعة والساعة.. او بين الوقت والوقت.. تلك هي غزة.. وهي تتهيأ لاستقبال عام جديد.. مثلما تستقبل كل يوم شهداء بحساب المئات.. هناك في القطاع، المقطوعة اوصاله حتى قبل ان تهجم عليه الغارات، وتحاصره الدبابات من كل مدخل وبوابة.. يقبع مواطنون بلا هوية الا من وثيقة كتب عليها.. «أنت غزاوي.. اذن انت محاصر» في هذا المجال الارضي.. المعرّى جوّيا.. والمفتوح على جميع الاحتمالات برّيا.. والمراقب بحريّا من سفن وبواخر هولاكو العصر.. تبدو غزة اقرب الى مختبر عسكري منه الى قطعة من وطن محول.. ليس له الحق ان يقضي يوما «في وضع محتل».. رضي الغزاويون بالحصار.. ولكن الحصار لم يرض عنهم ولا بهم.. وقبل اهلها بوضع بين اوسلو والاحتلال والتماس المصري، فاستكثروا عليهم هذا «الوضع الخاص». رفضت غزة المفاوضات المباشرة وغير المباشرة.. ولم ترض بتهدئة اصلها في تل أبيب وفرعها بين الضفة والقاهرة.. فجاء القصف يسابق الزمن.. ليغير الحساب وينشئ معادلة، لشهر عسل طويل تكون فيه الزفة في الضفة والمأتم في القطاع.. والحصاد في تل ابيب.. الهدف حماس.. والسبب هنية وصحبه.. والمبرر المقاومة وصواريخها.. والامل في غمضة عين وراحة بال تمتد لتشمل المستوطنات والكيانات وراحة بال تمتد لتشمل المستوطنات والكيانات المحتلة المختلفة.. من دون القسام و«مقذوفاته» التي ترعب الى حد الهول والفزع.. وبين جيش يمتلك افتك التكنولوجيا الحديثة.. ومقاومة تستخدم صواريخ يدوية وبضعة اسلحة، حمي وطيس معركة اتت على اليابس لكن الاخضر ما يزال قائما في انتظار وضع جديد، قد يخرج من بين انقاض الدمار الشامل الذي اصاب غزة.. دخل الشأن الفلسطيني مركز اختبار هو الاشد وطئا على سكان غزة وحسابات حماس ومعادلات عبّاس.. واستراتيجية النظام العربي بالاساس. عندما تتداخل حسابات السياسة مع رسوم العسكر.. ويوضع القانون الدولي والانساني.. و..و ..و.. في متاحف غير مهيأة للزيارة، تنقلب المعادلات.. فيصبح الاحتلال واجبا.. والمقاومة نشازا.. والرضوخ والاستسلام هو القاعدة.. والنتيجة عدوان يولد عدوانا.. وحقوقا تهدر تحت انظار كاميرات عربية خجولة.. في حجم الخجل الرسمي العربي، الممتد من المحيط الى الخليج. غزة تحت الحصار.. وعلى وقع مشروع ابادة همجية وبربرية.. تلك هي الحصيلة.. وذاك هو واقع الحال اليوم.. لكن دوام الحال من المحال.. وسيعلم الاسرائيليون اي غزة يدمّرون..   ـــــــــــــــ  

الجامعي الفلسطيني الدكتور غسّان نمر لـ »الصباح »: «استخدام إسرائيل « القنابل الفرضية » سيضاعف عدد الشهداء والمصابين بسرعة» قصف جامعـــــــة غزة جريمـــــــة لا تغتفــــــــر

«إجماع» في فتح على إدانة الجريمة الإسرائيلية   الصباح – خاص – مباشرة من رام الله    ادان الجامعي الفلسطيني ـ وهومن كوادر السلطة الفلسطينية في رام الله ـ العدوان الاسرائيلي على جامعة غزة الكبرى التي عرفت بتسمية  » الجامعة الاسلامية بغزة « .. وأورد الدكتور غسان نمر أن تلك الجامعة التي قصفتها اسرائيل بكم هائل من القنابل ودمرتها « ليست جامعة تابعة لاي فصيل فلسطيني وليست من مؤسسات حركة حماس » وهي جامعة عادية (برامجها علمانية) عمرها اكثر من 30 عاما.. وهي من اعرق الجامعات الفلسطينية على غرار جامعة بير زيت في الضفة الغربية المحتلة.. وهو ما يعني ان من تورط في قصف احدهما ارتكب جريمة لا تغتفر.. أما عن تسمية الجامعة بالاسلامية فاشار الدكتور غسان نمر أنها تسمية قديمة.. قد يكون الدافع اليها الحرص على التميز الثقافي عن الجامعات الاسرائيلية العديدة التي تسمي نفسها « جامعة عبرية » ويصر عدد من القائمين عليها ومن اساتذتها على اظهار تدينهم ورموزهم اليهودية مثل القبعة الخاصة بهم.. وذكر الدكتور نمر بكون العديد من حركات التحرر الوطني في شمال افريقيا ومصر والعراق سبق ان وصفــــــــــت نفسها بالاسلامية كخيار ثقافي لا يعني ابدا الانتماء الى التيارات الاصولية والسلفية المتشددة..   قنابل فرضية للهدم والقتل وردا على سؤال للصباح أكد الدكتور غسان نمر ان  » الاجماع كامل بين قيادات حركة فتح وبقية الفصائل الوطنية في الضفة الغربية وقطاع غزة حول ادانة المحرقة التي ترتكب منذ صباح يوم السبت الماضي في فلسطين وخاصة في قطاع غزة.. أمام صمت دولي مشبوه.. مقابل اصدار » بلاغ صحفي غير ملزم » عن مجلس الامن الدولي يطالب بوقف « العنف ».. مع الخلط بين شعب محتل من يستعمل الحجر او صواريخ « رمزية » وبين قوات دولة اسرائيل التي تستخدم اخر انواع الصواريخ والطائرات الامريكية المقاتلة من نوع F16  القت قنابل خطيرة جدا.. من بينها  » قنابل فرضية  » لها قدرة هائلة على الهدم والقتل وتعطل جهود الانقاذ والاسعاف.. وهو ما قد يتسبّب في ترفيع عدد الشهداء والجرحى في وقت قياسي.. خاصة اذا لم يتوقف القصف والعدوان الشرس..   سيناريو الانتفاضة الثالثة؟ وهل سيؤدي استمرار العدوان الاسرائيلي ـ لاغراض انتخابية داخلية اسرائيلية وللتاثير مسبقا في الواقع على الارض قبل وصول الرئيس الامريكي الجديد الى البيت الابيض ـ الى اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة في كامل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس المحتلة ومناطق 48؟ مخاطبنا راهن على نجاح الاتصالات التي يقوم بها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع الامين العام للامم المتحدة وقادة العالم.. قصد التوصل الى تهدئة فورية.. ووقف العدوان.. حتى لا تتوسع منطقة القلاقل والتوتر…خاصة ان المظاهرات والمواجهات مع قوات الاحتلال والمستوطنين شملت الى حد الان غالبية الاراضي الفلسطينية المحتلة.. من مناطق 48 الى الضفة الغربية وغزة.. وهو ما يعني أن سيناريو الانتفاضة الثالثة وارد.. ووراد جدا.. لان الانتفاضتين الاولى والثانية اندلعتا بسبب استفزازات اسرائيلية ومواجهات فرعية مماثلة بين مجموعة من الشباب الفلسطيني وقوات الاحتلال.. وسجل الدكتور غسان نمر أن حجم القصف الاسرائيلي والخسائر البشرية والمادية فاق هذه المرة كل التوقعات.. وهو الاكبر من نوعه في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي.. وقد يفوق حجم المذبحة جرائم العصابات الصهيوينة في مذابح سابقة في دير ياسين الفلسطينيـة وقانا وصبرا وشاتيلا اللبنانيتين.. وغيرها..   كمال بن يونس   ــــــــــ  

مـع الأحــداث من رأى منكم هذا المشهد القادم من غزّة؟

بقلم: آسيا العتروس   عندما ادركت طفلة غزة وصول المسعفين اليها وبعد ان امكن لرجال الانقاذ ازاحة تلك الصخور التي غطت صدرها واخراج يديها من بين الانقاض وبعد ان فهمت انها قد نجت من موت محقق بدات طفلة غزة ورغم ان بقية جسدها كان لا يزال مكبلا تحت اكوام الحجارة تتحسس جسدا ممددا الى جانبها تحاول ان تعبث بشعر شقيق او شقيقة كانت نائمة الى جانبها تريد ان تطمئن عليها وتوقظها قبل ان ينتبه المسعفون الى ذلك المشهد ويحاولون بدورهم تهدئة الطفلة والامساك بيديها الصغيرتين والاستمرار في محادثتها وهم يسابقون الزمن من اجل سحب ذلك الجسد الصغير من بين الركام وانقاذ حياة بريئة من نهاية ماسوية . كان المشهد اكبر من ان يوصف او ينقل للمشاهدين حتى ان المعلق التلفزي اختار الصمت تاركا للكاميرا نقل عملية الانقاذ لواحدة من اطفال غزة التي لم يحالف الحظ بقية افراد اسرتها… ويبدو ان المسعفين قد انتبهوا لخطورة الموقف فحاولوا ان يشدوا انتباه الطفلة ويمنعوا يديها من العبث بشعر من كان جاثما الى جانبها من اشقائها .مشهد ما كان ليمر دون ان يثير في النفس الكثير من مشاعرالالم والغضب والعجز امام هول المصاب وخاصة امام غياب كل الاسباب والمؤشرات او الجهود التي من شانها ان تمنع تكرار المشهد اكثر واكثر. لقد كانت الكاميرا حاضرة لرصد الحدث ولكن الاكيد ان الامر لم يكن كذلك بشان العديد من المشاهد الاخرى التي عاشت على وقعها غزة في الساعات القليلة الماضية عندما كانت الطائرات الاسرائيلية ترتكب مجازرها علنا في وضح النهار وتحت اعين وابصار العالم. قد تكون الطفلة المعنية في الثامنة او في العاشرة من العمر وربما كانت اقل من ذلك او اكثر بقليل فهذا ليس مهما في شيء ذلك ان لغة الارقام تفقد معناها امام ذلك المشهد المؤثر الذي كان ينقل في صمت مقيت جانبا من الحرب الاسرائيلية المفتوحة على غزة فقد كانت الطفلة على ما يبدو نائمة مع افراد عائلتها عندما تعرض بيتهم للقصف وسقط السقف على رؤوس اصحابه لتستيقظ على هول الصدمة وتكتشف واقعها الجديد وهي تتطلع في حيرة بعينيها الصغيرتين الى المحيطين بها وتبحث بيديها عن ذلك الجسد الصغير البارد الممدد تحت الغطاء الى جانبها…. قبل عامين وعندما شنت اسرائيل حملتها الشرسة على لبنان انتظر اصحاب القرار من الاعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي ثلاثة وثلاثين يوما ليعلنوا قرارهم وقف الحرب ومنحوا بذلك اسرائيل كل الوقت والدعم المطلوب لضرب البنية التحتية للبنان وتدميرها واستهداف المقاومة اللبنانية وقبل ذلك وعندما عزل ابوعمار وتعرض للحصار في مقر مقاطعته برام الله ظل الصمت والتجاهل سيد الموقف ازاء كل نداءات الرئيس الفلسطيني السجين قبل ان ينتهي به المطاف الى المستشفى الفرنسي حيث عجزالاطباء عن انقاذ حياته واليوم تتكررالماساة مع فشل المجتمع الدولي ومؤسساته الدولية في اعلاء الشرعية الدولية وانقاذ ما بقي من عدالته المغيبة التي يبدو انها لا تستعيد الوعي الا عندما يتعلق الامر بحماية المصالح الامنية الاسرائيلية وحلفائها في المنطقة…. وفي انتظار ان تتوقف الالة الحربية الاسرائيلية عن حصد الارواح يبقى الترقب والانتظار سيدي الموقف امام اصرار احفاد عصابات الهاجاناه والشترن على مواصلة مسلسل الجرائم الذي بدأوه قبل عقود طويلة …و الارجح ان البيان الخاوي لمجلس الامن الدولي والدعوات الفاترة لبعض القيادات الاوروبية والتصريحات المحتشمة والمترددة والغارقة في تضاربها للعواصم العربية بضرورة وقف العدوان على غزة بل وحتى تلك المظاهرات الشعبية الغاضبة او سلاح الضعفاء لا يمكن ان تغير الاوضاع او تمنع تفاقم الماساة، وقد لا يكون من المبالغة في شيء الاقرار بان مثل تلك المواقف لا يمكن الا ان تدفع بالقيادات الاسرائيلية الى استعراض المزيد من العضلات العسكرية لتحقيق نصرها الانتخابي على جثث الضحايا بعد ان بات الفوز في الانتخابات الاسرائيلية المرتقبة مرتبطا بمدى قدرة كل مترشح للسباق الانتخابي على  اضافة المزيد من القتلى والابرياء لرصيده… ولاشك ان ما يحدث في غزة يعزز القناعة بان الذين يقترفون محرقة القرن ضد الابرياء لا يمكن ان يكونوا قد خبروا او تعرضوا لاي نوع من الابادة او المحارق بالدرجة التي يروجون لها في كتب تاريخهم ومحرقة اليهود انما اريد لها ان تكون شماعة ومصدر ابتزاز للضمير الاوروبي لقاء صمته على جرائم الاسرائيليين ….   ولسائل ان يسال اليوم بعد كل ما اقترفته وتقترفه قوات الاحتلال في حق طفلة غزة واخواتها أي جيل يريدون لاطفال غزة وشبابها ان يكون وهو الذي لم يعرف غير الحروب والخراب والدمار والقتل والترهيب …   ــــــــــ  

فعاليات نقابية وسياسية تطالب بمساندة واسعة لغزة والدعوة إلى قمّة عربية عاجلة صابر الرباعي يلغي حفلا مقرّرا تعبيرا عن احتجاجه على الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة

  تونس – الصباح   اجتمعت أمس (الاثنين) بمقر الاتحاد الديمقراطي الوحدوي بالعاصمة، ستة أحزاب سياسية، انكبت على بحث « خريطة طريق » لمناصرة الفلسطينيين في غزّة، وذلك في سياق تصاعد وتيرة الاهتمام بالتطورات الجارية في غزّة.. وقررت أحزاب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي والحزب الديمقراطي التقدمي وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين والوحدة الشعبية والحزب الاجتماعي التحرري وحركة التجديد، تشكيل لجنة لمتابعة ما يجري في غزّة وكيفية مساعدة الفلسطينيين في ضوء الحصار الخانق عليهم.. كما قررت هذه الأحزاب، التي تجتمع لأول مرة بهذا الشكل الجماعي، تنظيم مظاهرة حاشدة يوم الخميس من المتوقع أن تجوب العاصمة ومحيطها، فيما يجري التفكير في إرسال باخرة محملة بالأغذية والأدوية إلى القطاع، لكن لم يتحدد توقيتها أو مضمونها والجهة التي ستشرف على تنظيمها.. وتحرك النقابيون وبعض الحقوقيين والنشطاء السياسيين في جهة صفاقس، من خلال تجمع مساند للفلسطينيين في قطاع غزّة.. ودعا مناضلو هذه الأحزاب، السلطات المصرية إلى كسر الحصار وفتح معبر رفح أمام أهالي غزة، ووجهوا إلى الرأي العام الأوروبي والعالمي المناصر لقضايا الحق والعدل، دعوة إلى العمل على وقف العدوان الصهيوني الإجرامي على غزة..   تحركات شعبية متوقعة من جهة أخرى، طالب الحزب الديمقراطي التقدمي الحكومات العربية، باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمؤازرة الشعب الفلسطيني في هذه المحنة الجديدة سياسيا وماديا وديبلوماسيا، مشددا على ضرورة الإسراع بوقف كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.. وقال أحمد الاينوبلي، الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الوحدوي من جهته، في بيان تلقت « الصباح » نسخة منه، أن الحزب قرر أسبوع « الانتصار لقضايا الحق العربي » الذي يشرع فيه بداية من الأول من جانفي إلى الثامن من نفس الشهر.. ويتضمن هذا الأسبوع إقامة ندوات وتظاهرات في كافة المقرات الجهوية للحزب مساندة للقضية الفلسطينية والأحداث الجارية حاليا في غزّة ».. وفي موقف لافت للنظر، قرر الفنان التونسي والعربي، صابر الرباعي إلغاء حفل له كان من المقرر إحياءه الأحد في العاصمة التونسية، « تعبيرا عن احتجاجه على الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة التي خلفت زهاء 300 قتيل ومئات الجرحى »، وفق بيان أصدره صابر في الغرض.. وأعلن وكيل أعمال الفنان التونسي، أن صابر الرباعي « يعيش ألما كبيرا بسبب الهمجية الإسرائيلية على قطاع غزة ».. ويأتي إلغاء هذا الحفل، في سياق استيائه مما يجري في القطاع، وتعبيرا منه عن وقوفه مع الشعب الفلسطيني، وذلك على الرغم من حجز أكثر من سبعة آلاف متفرج تذاكرهم لحضور هذا الحفل.. وحرّكت الأحداث والتطورات الأخيرة في قطاع غزّة، القوميين العرب بشتى أطيافهم، بعد فترة غياب استمرت لسنوات عديدة.. ودعا الوحدويون الناصريون الجماهير العربية إلى تحمّل مسؤوليتهم من خلال « تشكيل لجان مؤازرة ودعم، لنجدة أشقائنا الذين يتعرضون إلى جريمة إبادة ممنهجة »، حسب نص البيان.. وندد القوميون بالصمت العربي الرسمي ونهجه التطبيعي المفضوح، وطالبوا بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني..   المطالبة بقمة عربية وطالبت حركة التجديد في بيان أعقب اجتماع مكتبها السياسي، « بعقد قمة عربية عاجلة، وجلسة طارئة لمجلس الأمن، بهدف وضع حدللمجزرة وكسر الحصار الظالم وإنهاء الاحتلال ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين ».. ووصفت الحركة ما حصل في غزّة بـ »التصعيد الخطير »، الذي ما كانت إسرائيل لتقدم عليه بهذا الشكل، لولا الصمت الرسمي العربي والتواطؤ الأمريكي وحتى الأوروبي مع المحتل، إلى جانب انقسام الصف الفلسطيني.. وأكد الحزب من جهة أخرى، على ضرورة القيام بمساعي ملحة لرأب الصدع في الصف الفلسطيني، في إطار خطوة نحو تحقيق الوحدة الوطنية وتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.. في ذات السياق، أدانت قيادة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بأقصى شدة، ما وصفته بـ »المجازر النكراء » التي ترتكبها الآلة العسكرية الصهيونية ضد الفلسطينيين في قطاع غزّة.. وطالبت الرابطة المجتمع الدولي بالتحرك السريع لوقف العدوان وحماية الشعب الفلسطيني من الإبادة الجماعية التي يتعرض لها، داعية الحكومات العربية لوضع جميع إمكانياتها الاقتصادية والديبلوماسية والعسكرية لحماية الشعب الفلسطيني من المجازر التي تستهدفه وفتح الحدود وتقديم كل أنواع المساعدة للضحايا والمدنيين العزل.. وطالب بيان الرابطة، الأمين العام للأمم المتحدة والمقرر الخاص حول فلسطين واللجنة الرباعية، بتحمل مسؤولياتهم واتخاذ كافة التدابير لحماية المدنيين ووقف المجازر التي تستهدفهم، كما طالبت المنظمة « بمحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين وإحالتهم على القضاء الدولي وإدانتهم لما يرتكبونه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية »… وطالب الحزب الاجتماعي التحرري الأطراف الفلسطينية بـ « العودة الفورية إلى مائدة الحوار وصياغة أجندة سياسية مشتركة على قاعدة احترام المؤسسات وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، عبر عقد المجلس الوطني الفلسطيني ».. وقرر الاتحاد العام التونسي للشغل في أعقاب اجتماع طارئ لقيادته، تخصيص أسبوع للتضامن مع غزّة يبدأ اليوم (الثلاثاء)، مطالبا جميع الفعاليات المدنية والسياسية بتنظيم مسيرات شعبية احتجاجية ضد العدوان على غزّة.. ودعت المنظمة الشغيلة اتحاد العمال العرب إلى الاجتماع الفوري لاتخاذ القرارات اللازمة بشأن هذه التطورات.. وطالب حزب الخضر للتقدم من جهته، جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، بالقيام بدورهما الكامل، وتحمّل مسؤولياتهما التاريخية في الدفاع عن شعب عربي ومسلم أعزل يجري استهدافه بحملات عدوانية بشعة، على حدّ وصفه..   صالح عطية   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 30 ديسمبر  2008)


 البعـــد الآخـــر غزّة والمأساة المضاعفة!!
 
بقلم: برهان بسيس   ما يحصل على حواشي مجزرة غزّة يجعل الصورة أكثر قتامة ومأساوية. سباق محموم لركوب الأحداث ووضع الدم الفلسطيني المهدور في رصيد الاستثمار السياسي الخاص. وسط هذه الزّحمة من المواقف العربية المتضاربة تبدو إسرائيل وحدها من تملك الرؤية الأوضح لما تريد أن تفعل، أما شهداء  غزّة فقد تحلّق حولهم في مشهد كرنفال للمزايدات السياسية العبثية طابور من الأطراف العربية التي قرّرت أن يكون ركام غزّة الركح الأفضل لتصفية حسابات الهمز والغمز والمحاور السياسية المتصارعة. محور «الاعتدال» العربي الذي ضاق صدره من «حماس» وجد في المجزرة فرصته الثمينة لإدانة قطع السياسة الإيرانية في المنطقة و«حماس» من أهم أدواتها محمّلا المسؤولية للحركة التي أعلنت نهاية التهدئة رغم نصائح الأصدقاء ومحاولاتهم المضنية التي أفصح عنها الرئيس عبّاس لاقناع «حماس» بقبول تمديد التهدئة وبالتالي تجنّب المحرقة. مصر وجدت نفسها في قلب عاصفة من الانتقادات المنظمة التي بدأت بتبادل التهم مع «حماس» بصياغات مخفّفة لتنتهي إلى حرب كلامية مفتوحة زادتها دعوة الأمين العام لحزب اللّه حسن نصر اللّه المصريين للنزول إلى الشوارع وتحريضه العسكريين المصريين اشتعالا وحدّة استنفرت آلة الرد الإعلامي المصري التي كالت الشتائم لـ«حزب اللّه» و«حماس» ممعنة في نعت هذه التنظيمات بالميليشيا التي لا تعرف معنى للدولة ولا تعدو أن تكون غير أدوات في يد طهران الممسكة باستراتيجية سياسية لا علاقة لها بمصالح الأمن القومي العربي. كان مشهد المتحدّثين المصريين المدافعين عن موقف حكومتهم  لافتا وهم يدعون محاوريهم من «حماس» المستقرين في دمشق إلى الضغط على سوريا لتطلق نصف رصاصة في الجولان كما يضغطون على القاهرة ويمعنون في إعطائها الدروس عن الواجب القومي!!! الحقيقة أن مشهد المزايدات السياسية بين العواصم العربية المتصارعة من أجل أدوار النفوذ والوساطة والتأثير في الملف الفلسطيني همّش إلى حدّ بعيد الصورة البارزة لبشاعة الإجرام الإسرائيلي ومنح إسرائيل ما يشبه ستار الأمان لممارسة جريمتها بلفت الأنظار نحو مهاترات وتراشقات مضحكة بين محاور عربية لا هدف لها سوى تصفية حساب خلافاتها الغائرة بينها. تحوّلت حركة الجولان في معبر رفح إلى قلب القضية وأصبح التأشير لمرور المساعدات القطرية جوهر المعادلة التي ستغيّر ميزان القوى لفائدة غزّة وأهلها وأخذ التحريض على النظام المصري مرتبة الأولوية في خطاب «الثوريين» العرب فيما أصبح شهداء غزّة صحبة ضابط الحدود المصري المقتول ضحايا لسياسات «حماس» التي تتحمّل في رأي «المعتدلين» و«الحكماء» العرب مسؤولية الجريمة والعدوان. خطاب عربي يلخّص دراما الانقسام الذي يمنح إسرائيل التغطية الشاملة على جريمتها يتحمّل مسؤوليته كل أطراف التراشق العربي، الباحثين عن مصالح أنظمتهم وشرعية أدوارهم على حساب دماء الأبرياء الفلسطينيين. في ركن غير بعيد يقف وجه آخر من وجوه العبثيّة اسمه: «هبّة الجماهير العربية» وتلك مسألة يتكرّر حولها دوما النظر والتحقيق كلما حل مهرجان للتنفيس وانسحب آخر!!!   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 30 ديسمبر  2008)

محرقة غزة.. فرصة للمواجهة الكبرى

 

 
محمد بن المختار الشنقيطي
 
تستحق غزة كل الدموع العربية، لكن سيل الدموع لا يجرف البغي ولا يمحو الظلم المكتوب بالخط العريض تحت سمع وبصر العالم، وإنما يمحو الظلمَ ويغير الموازين قليل من الدم القاني الذي يبذله أهله مقبلين غير مدبرين، وشيء من الإقدام والاقتحام الذي لا يخاف أهله السجون والموت. فالحرية ليست مجانية، وهي لا تتحقق بجمل منمقة في هجاء الباغي ومدح المظلوم، ولا بتجمعات خطابية للتنفيس عن الأحزان وتبرئة الضمير. ولكي تكون لضريبة الدم قيمتها، لا يجوز هدرها في مواجهات عبثية، أو معارك جانبية، أو حروب وضع العدو خريطتها وحدد مسارها. وهذا المقال دعوة عملية إلى الإمساك بلحظة البغي الحالية لتغيير قواعد اللعبة المؤلمة المستنزِفة التي دخلت فيها القضية الفلسطينية منذ عام 1988، والرفع من مستوى المواجهة مع الصهيونية إلى مستوى التحدي، وذلك من خلال ثلاث خطوات متوازية: توسيع ساحة المواجهة العسكرية مع الصهيونية إلى النطاق العالمي، وانتفاضة شعبية جديدة في الضفة لزلزلة بنية التواطؤ هناك والتخلص منها، واعتصامات شعبية مستمرة في الدول العربية دون توقف إلى حين فك الحصار وقطع العلاقات مع دولة البغي الصهيوني. إن الخطوة الأولى المهمة والملحة في هذا الظرف العصيب هي توسيع ساحة المواجهة العسكرية مع الصهيونية إلى النطاق العالمي، فمواجهتنا مع الصهيونية مواجهة عالمية مهما تجاهلنا ذلك، وهي حرب مفتوحة مهما تمنينا غير ذلك.. إنها حرب مسرحها الكون كله، ووسائلها السلاح والكلمة والمال والعلم. فالصهاينة موزعون في العالم كله، مرتبطون بعصبية قبلية متينة الوشائج، يتناصرون عن بعد، ولا يتناهون عن منكر فعلوه. فالفتى اليافع منهم في معبد يهودي بأستراليا، والوزير منهم في حكومة جورجيا، ورجل المال منهم في بورصة نيويورك، والأمي منهم القادم من صحراء إثيوبيا.. كلهم عصبة واحدة وأمة واحدة من دون الناس.  » حصر المواجهة مع الصهونية في الداخل الفلسطيني قبول بقواعد اللعبة التي كتبوها بدمائنا، وإقرار لخارطة المعركة كما رسموها  » ولم تقم إسرائيل إلا على أكتاف مال ذوي المال منهم، وأقلام ذوي الأقلام منهم، وجاه ذوي الجاه منهم، وهم درعها الحصين في كل بقاع الأرض، استعبدوا لها الشعب الأميركي الغبي، واستغلوا لصالحها عقدة المسيحية واضطهادها التاريخي لليهود، واشتروا لها ضمائر السياسيين الغربيين الذين لا ضمائر لهم، وضللوا لصالحها الشعوب الأوروبية العمياء، وتحكموا لصالحها في رقاب الحكام العرب الخونة. فحصر المواجهة مع الصهونية في الداخل الفلسطيني قبول بقواعد اللعبة التي كتبوها بدمائنا، وإقرار لخارطة المعركة كما رسموها. وقد اغتر القادة الفلسطينيون بذلك فحصروا معركتهم مع الصهيونية داخل فلسطين خوفا من إعلام غربي الاسم، يهودي المِلكية والهوى، يصِمهم بوصمة الإرهاب وهم حملة حق وعدل، وكان الأولى بهم أن يترنموا مع الشاعر العربي القائل: وعيَّرها الواشون أني أحبها  وتلك شَكاة ظاهر عنك عارُها لقد آن الأوان للفلسطينيين النبلاء ومن آزرهم ونصرهم من العرب والمسلمين عبر العالم، أن يتخلوا عن قواعد اللعبة التي رسمها العدو، وأن ينقلوا معركتهم مع الصهيونية إلى ساحتها الحقيقية، ساحة العالم الفسيح، حيث يمكن الالتفاف والكر والفر، وضرب العدو في مناطقه الرخوة، ونقل الألم إلى الذين يذبحوننا وهم مرتخون في مقاعدهم الوثيرة بعواصم العالم.  » فتح جبهة مفتوحة مع الشعوب الغربية يمنح الصهاينة درعا واقيا يحتمون به، فيخوضون حربهم ضدنا بأذرع الآخرين ودمائهم ومالهم  » فليس من الحكمة التركيز على ضرب إسرائيل التي هي مركز الثقل في الشبكة الصهيونية، وهي قاعدة عسكرية مدججة بالسلاح الأميركي. بل الأوْلى ضرب المنظمات الصهوينية العالمية في عقر دارها أينما كانت، لتتبين الشعوب التي تستضيف أولئك المعتدين أن لاستضافتهم ثمنا، وليدرك يهود العالم أن اشتراكهم في ذبحنا لن يمر بصمت، فإما أن يكفوا تغذيتهم للسرطان الذي زرعوه في قلب أمتنا، وإما أن يدفعوا ثمن ذلك من دمائهم وأموالهم. على أن نقل المعركة من داخل فلسطين إلى ساحة العالم الفسيح، لا تعني بحال استهداف الشعوب الغربية أو اليهود غير الصهاينة، فصراع الجبهات العريضة أمر يحتاج إلى حسابات دقيقة. وفتح جبهة مفتوحة مع الشعوب الغربية يمنح الصهاينة درعا واقيا يحتمون به، فيخوضون حربهم ضدنا بأذرع الآخرين ودمائهم ومالهم. وإنما المطلوب خوض المعركة مع الصهاينة حصرا، فمنظماتهم معروفة، ومصالحهم معلومة، وقادتهم مجاهرون بالبغي والعدوان. وليس من الحكمة جر الآخرين إلى المعركة مهما تواطؤوا معهم أو ساندوهم. وما أحرى الذين رفعوا راية الجهاد وفتحوا جبهات في كل أرجاء الدنيا من غير ضابط أو خطة، أن يهبوا اليوم للانضمام إلى معركة القدس والأقصى، فيضربوا الصهاينة أينما ثقفوهم في أي بقعة من بقاع الأرض، ويتجنبوا الصراعات مع غير الصهاينة أو تأجيلها على الأقل. أما الخطوة الثانية فهي انتفاضة جديدة في الضفة الغربية تزلزل كيان التواطؤ والخيانة الذي يقوده محمود عباس وزمرته هناك، فليس من الممكن أن يحقق الشعب الفلسطيني الحد الأدنى من كرامته، وزمام أمره في أيدي حفنة من المرتزقة الذين يتاجرون بآلامه وجراحه. ولا بد أن يسهم أهل الضفة في تحرير وطنهم بوثبة قوية شبيهة بوثبة أهل غزة منذ سنتين من أجل التحرر ممن يكبلهم لصالح العدو، فأولى خطى التحرير هي التحرر من النخر الداخلي عبر التخلص من المتواطئين، ووضع أمانة التحرير في الأيدي المؤتمنَة. أما الخطوة الثالثة فهي واجب الشعوب العربية، وبدونها لا معنى للندب والدموع. هذه الخطوة هي الخروج في اعتصامات دائمة من غير توقف، وإغلاق المدارس والمؤسسات والمنشآت الحكومية في كافة الدول العربية –خصوصا في مصر التي بيدها فك الحصار- حتى يتم رفع الحصار عن غزة، وقطع العلاقات مع دولة البغي. إن المسيرات العابرة مجرد فورة تنفس عن الغيظ المكتوم لكنها لا تحقق شيئا، والمطلوب اليوم أن يعتصم المتظاهرون في أماكن عامة ليلا ونهارا حتى يرتفع الحصار الظالم، ويتم قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة البغي الصهيوني.  » اعتصم اللبنانيون شهورا في الشوارع من أجل تغيير سياسي، أفلا يستحق الشهداء والأيتام والأرامل في غزة من الشعوب العربية اعتصاما في الشوارع لبضعة أيام؟  » فإن فرقت قوى القمع المتظاهرين عادوا في اليوم الموالي. وأقل الممكن إضراب صامت عن العمل بحيث يبقى موظفو القطاع العام في بيوتهم، فليس في وسع القوى القمعية أن تسير دوريات في كل بيت بالقاهرة أو عمان أو غيرها. لقد اعتصم اللبنانيون شهورا في الشوارع من أجل تغيير سياسي، أفلا يستحق الشهداء والأيتام والأرامل في غزة من الشعوب العربية اعتصاما في الشوارع لبضعة أيام؟ إن تبني هذه الخطوات العملية بالتوازي سيغير قواعد اللعبة، وينقل المعركة إلى حيث ينبغي أن تكون. أما القبول بإدارة الصراع من داخل الطوق الذي ضربه العدو فهو عبث واستنزاف للذات. وإذا كان العدو مطمئنا إلى أنه سيستمر في مذبحته دون رادع، فإن الشعوب العربية الأبية حَرية أن تقلب السحر على الساحر بضربات وتحركات ومناورات لم تكن في حسبان العدو والمتواطئين معه. إن ذرف الدموع على شهداء غزة وإصدار بيانات الإدانة والشجب والتنديد شأن الحكام العجزة الذين يريدون التغطية على سَوآتهم. أما أبناء الأمة النبلاء فشأنهم غير ذلك، وما هم بحاجة إلى الانتظار ولا البكاء. فلا تضيعوا الفرصة أيها النبلاء، فهذا وقت صياغة المصير وصناعة التاريخ والمواجهة الكبرى الحاسمة. كاتب موريتاني (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 30 ديسمبر  2008)


اسرائيل تعترف بفشلها

 

 
عبد الباري عطوان ان تجتمع الحكومة الاسرائيلية لمناقشة المبادرة الاوروبية بوقف لاطلاق النار لمدة اربع وعشرين ساعة، ناهيك عن القبول بها، فهذا يعني اقرارا بعدم القدرة على تحقيق الاهداف المعلنة من العدوان الحالي على قطاع غزة، مثلما جاء على ألسنة كل من ايهود باراك وزير الدفاع وتسيبي ليفني وزيرة الخارجية، وابرزها القضاء على المقاومة، وتغيير الاوضاع بشكل نهائي في قطاع غزة، وهو نفس ما حدث في حرب تموز ضد لبنان. الاتحاد الاوروبي لم يتحرك لانقاذ الفلسطينيين، وانما لانقاذ نفسه، وأمنه، ومصالحه، ثم بعد ذلك انقاذ اسرائيل نفسها من نفسها، بعد ان ادرك قادته ان نتائج كارثية ستترتب على هذا العدوان على المديين القريب والبعيد، في وقت يواجه فيه العالم الغربي حروبا خاسرة في العراق وافغانستان، وانهيارا اقتصاديا شاملا، وتنبؤات بموجات من العنف والارهاب. فبعد اربعة ايام من القصف الوحشي، وتعاظم ارقام الضحايا من الابرياء، وانتشار صور الاطفال الشهداء على صدر الصفحات الاولى من الصحف، وعلى شاشات التلفزة العالمية، بات واضحا للعيان ان الخاسر الاكبر في هذه المواجهة غير المتكافئة هو اسرائيل وحلفاؤها من الزعماء العرب الذين شجعوها على هذا العدوان على امل التخلص من حركات المقاومة الاسلامية في قطاع غزة، وازالة عقبتها امام خطواتهم التطبيعية معها التي تتسارع بشكل مسبوق هذه الايام. الغارات الجوية الاسرائيلية لم ترعب فصائل المقاومة، ولم تدفعها لرفع الرايات البيضاء استسلاما، بل زادتها قوة وصلابة، فاطلاق الصواريخ لم يتوقف مطلقا، وزاد خطره عندما وصلت هذه الصواريخ الى بئر السبع وأسدود، وبدأت توقع ضحايا من القتلى والجرحى في صفوف الاسرائيليين. القيادة السياسية الاسرائيلية وجدت نفسها امام خيارين: الاول هو الاستمرار في الغارات الجوية وحدها، حتى بعد استنفاد مهامها، حيث لم يعد هناك ما يمكن ضربه من اهداف غير اكوام اللحم الفلسطيني، او الانتقال الى العمليات البرية، واعطاء الضوء الاخضر للدبابات المحتشدة على تخوم غزة لبدء عملية الاقتحام.  »’ التورط في حرب برية هو آخر شيء يريده جنرالات الجيش الاسرائيلي، لان هذا يعني خوض حرب عصابات طويلة الامد، ربما تترتب عليها خسائر بشرية ضخمة، وهزيمة ثانية في غضون عامين بعد الهزيمة الاولى في جنوب لبنان، الامر الذي سيدمر ما تبقى من معنويات وهيبة لدى المؤسسة العسكرية الاسرائيلية. صباح امس كان ايهود باراك يقول ان ما تم حتى الآن هو المرحلة الاولى من هذه الحرب، وان هناك مراحل اخرى عديدة قادمة، وان الحرب ستستمر حتى نهاية حركة ‘حماس’ وفصائل المقاومة الاخرى، واقتلاعها من جذورها، وبعد ذلك بساعتين سمعنا المتحدثين باسم الحكومة الاسرائيلية يتحدثون عن دراسة مبادرة وقف اطلاق النار، وبعد دقائق معدودة من هذا التراجع المهين، نطق الناطق باسم البيت الابيض بعد صمت طويل، وتحدث بدوره عن ضرورة وقف اطلاق النار. جميع هذه الاطراف، من اوروبية وامريكية وعربية لا تقيم اي اتصالات مع حركة ‘حماس’ باعتبارها حركة ‘ ارهابية’، الآن اصبحوا يطلبون وسطاء للتفاوض معها على وقف اطلاق النار، الا تدل هذه الحقيقة على تغير المعادلات السياسية بفضل الصمود على الأرض، والاصرار على المقاومة؟ الهدنة في حال اقرارها، يجب ان تعني فتح المعابر بما فيها رفح وتدفق المساعدات الانسانية، ورفع الحصار الظالم، ودفن الشهداء، وعلاج الجرحى، ولذلك تبدو مطلوبة، لالتقاط الأنفاس، والانطلاق نحو التفاوض من أجل تحسين شروط أي تهدئة جديدة، تجبّ كل ما قبلها من وسطاء وبنود ظالمة مجحفة جاءت نتيجة تواطؤ ذوي القربى، وخداعهم الواضح والمتعمد للطرف الفلسطيني ولمصلحة الطرف الاسرائيلي.  »’ وباجراء جردة سريعة لوقائع الأيام الأربعة الماضية، والنظر إلى النتائج من منظور الربح والخسارة، يمكن تلخيص كل ذلك في النقاط التالية: أولا: استمرار حكومة ‘حماس’ وفصائل المقاومة الأخرى في قطاع غزة هو هزيمة للمشروع الاسرائيلي العربي الرامي إلى انهاء ظاهرة المقاومة. ثانيا: سلطة رام الله هي الخاسر الأكبر بكل المقاييس، فقد ظهرت بمظهر المتواطئ مع العدوان، وتعاملت مع أهل الضفة الغربية كسلطة قمعية، عندما التقت مع الحكومة الاسرائيلية على هدف منع المظاهرات تضامناً مع اشقائهم في قطاع غزة. والأهم من ذلك ان هذه السلطة كانت مهمشة عربياً ودولياً، لا أحد يتصل بها، ودون أن يكون لها أي دور فاعل في الحرب أو التهدئة. ثالثاً: تعرضت الحكومة المصرية إلى أكبر صفعتين في تاريخها الأولى من شعب مصر الوطني الشريف الذي تعاطف بملايينه مع اشقائه في قطاع غزة وخرج بالآلاف في مظاهرات غضب عارمة، والثانية من الشعوب العربية التي فضحت التواطؤ الرسمي المصري مع العدوان الاسرائيلي، عندما تدفقت في مسيرات احتجاج إلى سفارات النظام المصري في عواصمها. رابعا: خسر ‘عرب الاعتدال’ ما تبقى لديهم من مصداقية، عندما تلكأوا في عقد قمة طارئة لبحث الأوضاع في قطاع غزة، لاعطاء القوات الاسرائيلية المزيد من الوقت على أمل ان تنجز مهمتها، وتحقق آمالهم في ‘سحق’ ظاهرة المقاومة الشريفة، تماماً مثلما فعلوا أثناء الاجتياح الاسرائيلي لجنوب لبنان.  »’ ما نريد قوله هنا، انه سواء نجحت جهود الوساطة في وقف اطلاق النار أو تعثرت، فان الأيام الأربعة الماضية أكدت ان المنطقة العربية تغيرت، وشهدت ‘صحوة’ غير مسبوقة، حيث تحدت الشعوب سجانيها، ورفعت صوتها عالياً ضد مشاريعهم الاستسلامية، وخطواتهم المتسارعة نحو تحويل اسرائيل إلى صديق يمكن التعويل عليه للعب دور الشرطي، أو ‘الفتوة’ في مواجهة العدو الجديد ايران. الرئيس المصري حسني مبارك بشّرنا يوم أمس بأنه لن يسمح باعادة فتح معبر رفح إلا بعد عودة قوات السلطة والمراقبين الأوروبيين، مؤكداً على عدم استفادته من الوقائع الجديدة التي فرضها الصمود الفلسطيني على الأرض في الأيام الأربعة الماضية، وربما فيما هو قادم من أيام. تصريحات الرئيس مبارك هذه تكشف الاستمرار في التواطؤ، والاصرار على اهانة الشعب المصري، وتقزيم دور مصر، هذا اذا بقي مثل هذا الدور في ظل سياساته هذه، الامر الذي يذكرنا بعناد الرئيس الراحل انور السادات في الاشهر الاخيرة من حكمه. قواعد اللعبة في المنطقة تغيرت فعلا، ولكن في غير مصلحة اسرائيل والغرب المنافق المتواطئ مع عدوانها الذي ساوى بين الجلاد والضحية بتبريره العدوان، وتبنيه للأدبيات الهمجية الاسرائيلية، وسد اذنيه وعينيه عن رؤية ضحايا النازية الاسرائيلية في مستشفيات قطاع غزة من الاطفال الابرياء. هذه المجزرة الاسرائيلية رسخت قيم المقاومة، وانهت عملية سلمية مضللة، ومهدت لصعود جيل جديد من الاستشهاديين، يتحرق شوقا للانتقام لاشقائه وآبائه الذين مزقت اشلاءهم الصواريخ الاسرائيلية. بقي ان نختم بالقول ان هذه الشعوب العربية والاسلامية الشريفة بزئيرها المزلزل في مظاهرات العزة والكرامة ضد العدوان، وشعاراتها المتحدية لتخاذل النظام الرسمي العربي وانحيازه الفاضح للمعتدين، ساهمت بدور كبير في حدوث هذا التغيير، وقلب كل المعادلات التي فرضها الاسرائيليون والامريكيون في شهر عسلهم الموبوء الذي اوشك على نهايته. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 30 ديسمبر 2008)  


لن تنكسر حماس ـ د. رفيق حبيب

بتاريخ 30 – 12 – 2008  

 
 
د. رفيق حبيب   هجمة العدو الإسرائيلي على قطاع غزة تهدف إلى كسر حركة حماس وتدمير البنية التحتية لحركات المقاومة. هذا هو الهدف المعلن للكيان الصهيوني، وهو نفسه الهدف الحقيقي له. والسبب وراء تلك الحرب البشعة، هو فشل جيش الاحتلال الإسرائيلي حتى الآن في تحقيق أي نصر مؤكد على حركات المقاومة، وفشله بالتالي في وقف قدرة حركات المقاومة على توجيه ضربات له، سواء كانت تلك الضربات من خلال الصواريخ محلية الصنع، أو أي وسيلة أخرى. وإذا كان العدو الصهيوني استطاع من خلال الجدار العازل إعاقة العمليات الاستشهادية داخل الخط الأخضر مرحليا، فإنه فشل بعد ذلك في الحد من عملية إطلاق الصواريخ من قطاع غزة. والعملية الإسرائيلية ليس لها علاقة بالانقسام الفلسطيني، وكل ما يقال عن أن الانقسام الفلسطيني هو السبب في تلك العملية الجبانة، أو في استمرار الحصار على سكان قطاع غزة، هي أقوال في غير محلها، وتحاول تحويل القضية عن وجهتها الأساسية. لأن توافق كل الفصائل الفلسطينية مثلا على استمرار المقاومة، كان سيعني استمرار حصار قطاع غزة، وكذلك توجيه ضربة عسكرية له. أما إذا توافقت الفصائل على حكومة وحدة وطنية كما حدث في اتفاق مكة، فإن هذا لن يلغي الحصار وأيضا لن يلغي احتمالات الضربة العسكرية. وخطة العدو الصهيوني واضحة، فهو في الواقع لا يريد تهدئة، وإذا مدت حركة حماس التهدئة، فإن العدو سيرحب بها ويخترقها في وقت واحد. وهدف العدو الصهيوني واضح، فهو يريد أي صيغة للتهدئة التي تمكنه من ضرب حركات المقاومة، خاصة الحركات الإسلامية، وخاصة حركة حماس، ولكن تدريجيا. وفي حالة عدم وجود تهدئة، يصبح هدف العدو هو توجيه ضربة قوية لتلك الحركات. وفي كل الأحوال، فإن العدو الصهيوني لن يتنازل عن هدفه في القضاء على حركات المقاومة الإسلامية، وخاصة حركة حماس. وكل التفصيلات الأخرى، ترتبط بشكل الأحداث التي تتوالى أمامنا، دون أن تغير من الهدف الرئيسي للعدو الصهيوني. ومن المهم التأكيد على أن العدو الصهيوني لا يرضى بوقف حركات المقاومة للعمليات العسكرية، ولكنه يريد تفكيك بنيتها التحتية، حتى ينهي وجودها تماما. ومعنى ذلك، أن الهدف النهائي للعدو الصهيوني، هو نزع سلاح المقاومة تماما من الشعب الفلسطيني، مما يمكنه من إجبار النخب الفلسطينية الموالية له على الموافقة على الحل الإسرائيلي، والذي يقوم على إهدار معظم الحقوق الفلسطينية. لهذا نرى أن حركة حماس أمام فصل من فصول المواجهة مع العدو، وهو فصل متوقع أيا كانت تفصيلات العلاقة بين حركتي فتح وحماس، وأيا كانت التفصيلات المتعلقة بالانتخابات وغيرها. ويضاف لهذا الأمر ما حدث في عام 2006، من مواجهة بين العدو الصهيوني وحزب الله، حيث هدفت تلك المواجهة إلى تدمير البنية التحتية لحزب الله، وهو ما فشل فيه العدو. ورغم هذا الفشل، والذي جعل العدو يؤخر محاولته لضرب قطاع غزة، إلا أنه لم يكن يملك خيارا آخر إلا المواجهة مع حركة حماس. لأن استمرار حركات المقاومة، وتزايد قدراتها العسكرية، أصبح يمثل عاملا مهما في الموازين الإقليمية. أي أن إسرائيل تريد في الواقع إخراج حركات المقاومة من الصورة، وتحطيم بنيتها التحتية والقضاء عليها. والسبب في ذلك، هو عدم قدرة إسرائيل على مواجهة تلك الحركات، والتي تنمو بصورة تهدد قدرات إسرائيل على الردع، مما يجعل حركات المقاومة قادرة في النهاية على صنع حالة من الردع المتبادل بينها وبين إسرائيل. وإذا كانت إسرائيل ومعها الإدارة الأمريكية قد استطاعت تطويع الأنظمة العربية وإدخالها في حلف واحد معها، فإن العقبة الباقية أمامها، هي بعض الدول المتمردة على الحلف الأمريكي الصهيوني، وحركات المقاومة. وفي هذه المعادلة بات واضحا، أن المقاومة الإسلامية هي العقبة الأساسية أمام الحل الأمريكي الصهيوني، وهي القادرة على مقاومة المشاريع، الأمريكية والصهيونية، وبهذا أصبحت تلك الحركات في مرمى النيران، وعلى خط المواجهة. بهذه الصورة نفهم المواجهة بين العدو الإسرائيلي وحركة حماس، فهي مواجهة بين العدو والقوة الرئيسية التي تمنعه من تأمين وجوده وفرض الحلول التي يراها، ونعني بها حركات المقاومة الإسلامية. وبهذا يمكن تقدير طبيعة تلك المعركة، وموقف حركة حماس منها، ومعها حركة الجهاد الإسلامي، وغيرها من حركات المقاومة. فالمطلوب من حركات المقاومة أن تصمد. وقد يرى البعض أن الصمود في حد ذاته غير كافي، ولكن في الواقع يمثل الصمود والبقاء، أهم انتصار مطلوب من حركة حماس تحقيقه، فإذا كان الهدف هو تدمير حركة حماس، فإن انتصار الحركة سوف يتمثل في قدرتها على البقاء، وقدرتها على إطلاق الصواريخ. وكذلك في قدرة الحركة على إسعاف أهالي قطاع غزة، والقيام بكل ما يمكن من أجل تضميد جراحهم. والأهم من ذلك، هو قدرة حركة حماس على الحفاظ على التأييد الجماهيري لها، وعلى الحفاظ على الحاضنة الاجتماعية المحيطة بها. ولكن النصر الأهم، سيكون من خلال قدرة الشعب الفلسطيني نفسه في الحفاظ على موقفه الصامد في وجه العدو، وإصراره على المقاومة، وتأييده لكل حركات المقاومة، ورفضه لكل نخب التسوية والتحالف مع العدو. إن معركة العدو ضد قطاع غزة، هي في الواقع معركة ضد إرادة المقاومة، فإذا بقيت حركات المقاومة تقوم بدورها، واستطاعت الصمود، وصمد الشعب معها، وحافظ على إرادة المقاومة، بهذا يكون النصر حليفا لحركة حماس وغيرها من حركات المقاومة. فالمهم أن يعي العدو الدرس، أنه مهما هاجم واستخدم أقصى عنف وحشي، فإنه لن يدمر حركة حماس ولا غيرها من حركات المقاومة الإسلامية والوطنية، لأنه ببساطة لا يستطيع أن يدمر شعب، ولا أن يحطم إرادة أمة.
 
 
(المصدر: جريدة المصريون ( يومية – مصرية ) بتاريخ 30 ديسمبر 2008)
 

أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 02 محرم 1430 الموافق ل 30 ديسمبر 2008

 مرة أخرى تستباح حرمة مكتب الأستاذ محمد النوري

 

فوجئ الأستاذ محمد النوري من جديد صبيحة يوم الأحد 28/12/2008 بهاتفه النقال مفككا إلى أجزاء مبعثرة بمدخل مكتبه الكائن بنهج المختار عطية عدد 33 بتونس و قد فهم من ذلك أن هناك من دخل إلى المكتب أثناء الليل و استولى على الهاتف ثم أرجعه على الحالة المذكورة لإشعار الأستاذ محمد النوري أنه ليس في منأى عن أي اعتداء، و هي المرة الثانية في ظرف أقل من شهر التي يتعرض فيها مكتب الأستاذ محمد النوري إلى الاعتداء فقد سبق أن تعرض صباح يوم السبت 06/12/2008 إلى العبث بمحتوياته و خزائنه مفتوحة و أن بعض الملفات و الأدوات كانت مطروحة أرضا و هو ما يدل على أن هناك من دخل المكتب خلال الليل إما للسرقة أو للقيام بأعمال تخريبية و عند سؤال حارس العمارة أعلم الأستاذ النوري أن شخصا مجهولا تسلق إلى المكتب و دخله من النافذة التي تفتح على نهج القاهرة بجانب العمارة التي تشغلها تعاونية موظفي الأمن الوطني و السجون و الإصلاح و أنه شاهد ذلك الشخص عندما كان بصدد النزول من النافذة فاقتفى أثره دون أن يتمكن من اللحاق به. و تجدر الإشارة إلى أن العمارة المجاورة محروسة في كل وقت و خاصة طيلة الليل من طرف عونين من أعوان الشرطة و أن مكتب الأستاذ محمد النوري الذي يوجد به مقر منظمة حرية و إنصاف يخضع لمحاصرة مستمرة من طرف البوليس السياسي و يخشى الأستاذ محمد النوري أن تكون للاعتداء علاقة بنشاطه الحقوقي. و هو لا يعلم إلى حد الآن إذا كان المعتدي قد أخذ معه بعض الملفات التي تخص بعض الحرفاء و أن زملاءه المتعاونين معه و الذين يشغلون فضاءات داخل مكتبه ما زالوا يقوّمون ما حصل و لا يعلمون إذا ما كانت ملفات أو وثائق هامة تخصهم أو تخص حرفاءهم قد فقدت من المكتب. كما وقع العبث بوثائق منظمة حرية و إنصاف التي يوجد مقرها بمكتب رئيسها الأستاذ محمد النوري الذي تقدم بشكاية في الغرض. و حرية و إنصاف تدعو إلى فتح بحث في هذا الاعتداء و تقديم من يثبت تورطه إلى القضاء .     عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
 

عار على هذه الصحيفة روزاليوسف :بعد إعلانات تلميع الحكومة التونسية إعلانات لتشويه صورة صحفية وناشطة حقوقية تونسية

 

القاهرة في 30ديسمبر 2008. أعربت اليوم المنظمات والمؤسسات الحقوقية المصرية الموقعة على هذا البيان عن استنكارها الشديد، لقيام جريدة روزاليوسف الحكومية اليومية بنشر إعلان على مساحة ربع صفحة في عدد أمس الاثنين 29ديسمبر ، يتضمن افتراءات ومحاولة لتشويه إسم و صورة الصحفية والناشطة الحقوقية التونسية سهام بن سدرين ، ومصحوبا كالعادة بصورة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. ويأتي نشر هذا الإعلان التونسي الجديد كخطوة أخرى للوراء لهذه الجريدة التي دأبت على نشر إعلانات يتم نشرها كموضوعات صحفية تتحدث عن إنجازات وهمية في مجال حقوق الإنسان في تونس ، حيث مثل الإعلان الجديد الذي تم نشره أمس نقلة نوعية تتمثل في بدء تلويث سمعة واسم النشطاء التونسيين ، والذي اختص في عدد أمس الصحفية والمدافعة الحقوقية سهام بن سدرين ، وهي التي تتصدى مع بعض زملاءها لآلة القمع الوحشي التونسي ، وقد حملوا على عاتقهم كشف حقيقة الواقع المزري لأوضاع حرية الصحافة وحقوق الإنسان في تونس ، ويتعرضون في سبيل ذلك لحملات من الاعتداءات البدنية والتحرشات الأمنية ومحاولات تشويه السمعة ، وهو ما انزلقت به هذه المرة جريدة روزاليوسف الحكومية المصرية. وقالت المنظمات والمؤسسات الحقوقية المصرية  » اعتدنا على حملات الهجوم والتجريح الذي تمارسه هذه الجريدة ضدنا ، وشعورنا بالغضب ليس من هذه الحملات ، ولكن من إهدارها للتاريخ العريق الذي تمتعت به هذه المؤسسة الصحفية في الماضي على يد صحفيين سطروا أفضل صفحات حرية الصحافة في مصر مثل صلاح حافظ وكامل زهيري وحسن فؤاد وغيرهم، واليوم تهدر هذه الجريدة هذا التاريخ وتصبح أداة في يد الحكومة التونسية لتشويه اسم وسمعة صحفيين و نشطاء شجعان ، إنها جريمة يجب فضحها وكشفها ». كما تطالب المنظمات والمؤسسات الحقوقية المصرية الموقعة على هذا البيان، المجلس الأعلى للصحافة ولجنة تفعيل ميثاق الشرف الصحفي بنقابة الصحفيين ،أن يقوما بدورهما تجاه هذه الجريمة الصحفية التي تمارسها روزاليوسف ، وأن يعلنا موقفهما من هذه الإعلانات المضللة والمسيئة لسمعة الصحافة المصرية قاطبة ، لاسيما وأن هذه الصحيفة تعد إحدى الصحف الحكومية التي لا يمكن أن تتعلل بقلة الموارد المالية التي قد تدفعها لهذا المسلك المخزي ، حيث تتحمل الحكومة المصرية الإنفاق عليها وتتحمل خسائرها المتوالية.

المؤسسات الموقعة :

الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية مركز ماعت للدراسات الحقوقية والدستورية المبادرة المصرية للحقوق الشخصية البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان مؤسسة المرأة الجديدة مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف الجمعية المصرية لمناهضة التعذيب المجلس العربي لدعم المحاكمة العادلة مؤسسة قضايا المرأة المصرية مركز الأرض لحقوق الإنسان جمعية المساعدة القانونية لحقوق الإنسان الجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطي المركز المصري للتنمية والدراسات الديمقراطية مؤسسة الهلالي للحقوق والحريات مؤسسة حرية الفكر والتعبير


تونس في 27  ديسمبر 2008  بمناسبة الذكرى الستّين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان: الحق النقابي هو أيضا من حقوق الإنسان

 
عبد السلام الككلي الكاتب العام للنقابة الأساسية لكلية الآداب بمنوبة  
تحظى الحقوق النقابية بحماية المعاهدات الدولية و الجهوية ومنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والميثاق الدولي للحقوق الأساسية للاتحاد الأوروبي ونصوص أخرى. و يفترض الإطار القانوني الدولي أن الحكومات تحمي الحقوق النقابية من خلال إرساء نظام لرصد كل أشكال التظلم ضد خرق الحق النقابي والأحكام القضائية والطعون والعقوبات. ويتعين على كل حكومة أن تمتنع عن معاقبة العملة الذين يؤسسون نقابات ولكن ليس هذا فحسب بل عليها كذلك إرساء ميكانزمات تمنع الأعراف من التصرف تعسفيا ضد العملة المنخرطين في نقابات عمّالية.  و لهذا أهمية خاصة في القطاع العمومي وخاصة في قطاع التعليم حيث يكون المشغل في كل بلاد العالم هو الدولة. إن الحقوق النقابية مثل غيرها من الحقوق الإنسانية الجوهرية يجب أن تكون محترمة  بغض النظر عن مستوى التنمية الذي بلغه بلد من البلدان. 1)  حقوق العامل الجوهرية :  أ) الحق في التنظّم : يتمثل هذا الحق في حرية الأفراد في التنظّم وفي تأسيس منظمات عمالية وفي الانخراط فيها من أجل حماية مصالحهم الاقتصادية والاجتماعية ولكن رغم ذلك تحاول بعض الدول أن تحدّ من تأثير النقابات وذلك من خلال ثني العمال عن الانخراط فيها وذلك بتهديدهم بتسليط عقوبات عليهم أو من خلال إجبارهم على الانخراط في المنظمات المدعومة من قبل السلطة السياسية. و يعترف الفصل 23  من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بحق كل فرد في تأسيس نقابة والانخراط فيها لحماية مصالحه . وفي عديد الدول لا يتمتع المدرسون المشغلون من قبل الدولة إلا بحق تكوين  منظمات مهنية غير النقابات  وهذا يعني أن الحكومات تحد من حقوق الأشخاص الذين تشغلهم فتعتدي بذلك على تراتيب المعاهدة الدولية 87لمنظمة العمل الدولية حول الحرية النقابية . لقد أكدت لجنة الخبراء التابعة لهذه المنظمة مرارا وتكرارا أنه من الواجب  » أن يتمتع الموظفون وخاصة مدرسو القطاع العام بإطار قانوني يخول لهم تأسيس نقابات والانخراط فيها بحرية ». ويتجاوز حق التنظم الحدود الدولية المعترف بها إذ انه تجمع عمال العالم منظمات دولية تمثلهم ورغم ذلك لا تتورع بعض الدول عن تعطيل مشاركة النقابيين في الاجتماعات الدولية ويعتبر هذا الحق جوهريا ولذلك يستوجب على كل الدول أن تمتنع عن اتخاذ أي إجراء يحد من هذا الحق من قبيل منع تسليم جواز السفر أو عدم  تجديده لطالبه أو عدم إسناد الرخص اللازمة أحيانا لعبور الحدود. ب) الحق في استقلالية التسيير الداخلي :    يتضمن الحق في التنظم حق منظمات العمال في تصور قوانينها الأساسية وهيكلتها الداخلية وفي تعديل هذه القوانين أو هذه الهيكلة وفق ما تراه صالحا وفي انتخاب ممثليها وفي وضع برامج عمل ونشاطات تمارسها بشكل شرعي وسلمي . وفي كثير من الدول تتعرض النقابات إلى تدخل سافر في شؤونها الداخلية.  وبحسب منظمة العمل الدولية يعدّ عزل المسؤول النقابي من قبل الدولة خرقا للحق النقابي  كما تؤكد المنظمة أيضا أن الأحكام المتعلقة بإيقاف العمل بالقانون الأساسي للنقابة أو حلها يجب أن تكون  بمقتضى حكم عدلي صادر عن هيئة قضائية وقابل للطعن أمام محكمة مستقلة ومحايدة . ج) الحق في الاجتماع :    يجب ألا يتعرض هذا الحق للمنع إلا لأسباب أمنية وطنية أو من اجل حماية الأمن العام ولكن القواعد الدولية تحد من إمكانية اللجوء إلى القوة وتفرض ألا تستعمل الشرطة القوة إلا كحل أخير وفي تناسب  تام مع التهديد الذي قد يمثله الاجتماع العمالي بشكل يحد من الخسائر والإصابات. د) الحق في الإضراب :    رغم أن حق الإضراب ليس حقا مطلقا فهو محضور في بعض القطاعات أو في بعض المصالح الحيوية ورغم أنه ليس خالص الأجر في كل التشريعات الدولية تقريبا إذ انه يقصد بالأجر عادة ما يستحقة العامل من مؤجره مقابل العمل الذي أنجزه  لكنه معترف به من قبل المعاهدات الدولية  غير أن الحق النقابي ممنوع في بعض الدول في المصالح العمومية أو من الصعب ممارسته جرّاء إجراءات معقدة كما أن عديد الدول تعتبر المدارس والجامعات مصالح أساسية لا يجوز توقف العمل بها مثل هو الأمر في ألمانيا مثلا. ه) الحق في المفاوضات الجماعية : ويعتبر إعلان منظمة العمل الدولية حول حقوق العمل الجوهرية أن حق إجراء مفاوضات جماعية والإشراف عليها إشرافا فعليا هو حق جوهري من حقوق العمال  ووضحت المحكمة العليا الكندية أن الحق في إجراء مفاوضات جماعية مع المشغل يدعم الكرامة الإنسانية وحرية العمال واستقلاليتهم من خلال منحهم فرصة التأثير على إرساء قواعد قابلة للتنفيذ في مقرات العمل وبالتالي اكتساب نوع من القدرة على مراقبة جانب أساسي من جوانب حياتهم ألا وهو العمل . ولا شك أن المفاوضات الجماعية تسمح بتفعيل شكل من أشكال الديمقراطية في موقع العمل يمكّن  من فرض واقع يجعل (القانون محترما في هذه المواقع (انظر »عوالم التربية » بالفرنسية ديسمبر2008) إن العمل النقابي الحر والنشيط هو عماد الديمقراطية ومؤشر على التنمية المتدرجة لأمة من الأمم. غير أن الملاحظة الأساسية التي تستدعي نفسها هنا هو الفجوة الهائلة بين التشريعات الدولية والجهوية والمحلية التي تضمن ممارسة الحق النقابي عموما وبين واقع الحال في كثير من الدول. 2) الحق النقابي في تونس : تشريع متطور وواقع بائس : ينص الفصل الثامن من الدستور التونسي على أن الحق النقابي مضمون غير أن التشريعات التونسية لا تتضمن إقرارا صريحا بالحق في الإضراب. وإنما فهم من الفصل الثامن من الدستور من طريق التأويل أن الإقرار بالحق النقابي يفترض بالتبعية الإقرار بالحق في الإضراب.ويمنح المشرع في تونس النقابات صلاحيات واسعة نسبيا خارج المؤسسة وخاصة فيما يتعلق بالنزاعات الجماعية والتفاوض الجماعي ولئن صمتت مجلة الشغل عن تواجد الهيكل النقابي أو النائب النقابي داخل المؤسسة فان الاتفاقيات الجماعية قلصت من هذا الفراغ القانوني. وفعلا فان الأحكام الواردة بتلك الاتفاقيات فتحت منفذا لحضور النقابة داخل المؤسسة حيث فرضت على المؤجر ضرورة الاعتراف بالهيكل النقابي الممثل في نوابه المنتخبين وضرورة قبول هؤلاء علاوة على إقرار جملة من الإجراءات لفائدة النقابة كتخصيص لوحة حائطية للإعلانات النقابية ومنح رخص نقابية لمدة معينة من ساعات العمل وإمكانية عقد اجتماعات بمقر الشركة بعد موافقة المؤجر. إلا أن هذا التشريع المتطور نسبيا لا يعكس الواقع اليومي للعمل النقابي فقد بين تحقيق ميداني قام به الاتحاد العام التونسي للشغل في المدة الأخيرة والذي استهدف عينة ممثلة من الإطارات النقابية والقاعدية من مختلف القطاعات والجهات أن القطاع الخاص يتعمد الجمع بين العمل الهش وغير اللائق ومعاداة بدائية للعمل النقابي. فالعرف التونسي مازال ينظر بعين الريبة إلى كل نشاط نقابي داخل مؤسسته ويعمل جاهدا من أجل منعه لأنه يعتبره عموما موجها ضد مصالحه  (انظر التقرير الأدبي للمؤتمر الحادي والعشرين للاتحاد العام التونسي للشغل). أما تصرف الدولة باعتبارها مشغلا من جهة وحكما بين كل الأطراف من جهة أخرى فان تصرفها يتسم عادة بالازدواجية. فالحكومة التونسية تمضى عموما على الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ذات الصلة ولا قدرة لها على تجاهلها مطلقا لان التشريع الدولي يعتبر الحقوق النقابية جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان   ولكنها  ومن أجل الحد من فاعلية هذا التشريع الدولي تحاول الالتفاف على القوانين الدولية من خلال التطبيق وذلك بواسطة  التحكم تحكما تاما في الجهاز القضائي وتوجيهه أو حتى توظيفه . هذا من  جهة أما من جهة أخرى فان تصرف الدولة  التونسية كمشغل لا يكاد يختلف عن الأعراف الخواص إذ أنها تلتجئ إلى منع الاجتماعات في مقرات العمل أو تحاول الحد من إشعاع نقابات القطاع العام من خلال التدخل في شؤونها الداخلية بافتعال أزمات صلبها ولا يكاد التظلم لدى الهيئات الدولية يسفر عن نتائج ملموسة وذلك لتعقد اجرءات التقاضي لديها وبطء صدور قرارات بشان النزاعات المعروضة على أنظارها . كما أن هذه الهيئات تنتهي في كثير من الحالات إلى اعتبار نفسها غير مخولة للبت في قضايا هي من مشمولات القضاء المحلي . كما انه من الصعب أيضا إثبات امتناع المحاكم عن القضاء في النوازل التي هي تحت أنظارها الشيء الذي يدخل بعض النقابات في نوع من الحلقة المفرغة كما هو الحال بالنسبة إلى نقابة التعليم العالي. فقد تأبد بت محكمة الاستئناف في مسالة التمثيل النقابي في الجامعة وتجمد منذ سنوات في طور التصريح بالحكم. وفي خلاصة فانه بالرغم من النوايا المعلنة في الخطاب الرسمي بشأن الالتزام بحقوق الإنسان ومنها الحق النقابي فان هذا الحق لا يزال محاصرا بأشكال ظاهرة ومتخفية ولا تزال الحرية النقابية تشكو في السلوك اليومي من كثير من العوائق التي تتحالف في صنعها الدولة والأعراف الخواص.  
عبد السلام الككلي الكاتب العام للنقابة الأساسية لكلية الآداب بمنوبة


المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكترونيmarced.nakabi@gmail.com   تونس في 30 / 12 / 2008  من اجل الإسراع في تتبع المعتدين على النقابي عاطف الزائري

 

تعرض النقابي في قطاع التعليم الثانوي بجهة القصرين وعضو الاتحاد المحلي للشغل بفريانة محمد عاطف الزائري إلى تعنيف شديد يوم 2 جوان 2008 من طرف مسؤول محلي في الحزب الحاكم بفريانة رفقة اثنين من أعوانه احدهما ابنه وهو ما الحق بالنقابي المذكور أضرارا صحية خطيرة  أهمها ارتجاج دماغي حاد وكسر في جسم لوحة الكتف وإصابات في الحوض والساق اليسرى كما أصبح شديد التعرض إلى نوبات إغماء عميقة وأوجاع شديدة بالرأس . وقد تقدم هذا النقابي بشكوى إلى السلط القضائية الجهوية بالقصرين بتاريخ 9 جوان 2008  ونظرا للتباطىء الشديد في عرض هذه القضية وتتبع المعتدين رغم فداحة الأضرار أعاد مراسلة الجهات القضائية عديد المرات أخرها المراسلة الموجهة إلى السيد وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بالقصرين بتاريخ 18 / 12 / /2008 . إن المرصد يعتبر أن الاعتداء على النقابيين مخالف لكل القوانين والمواثيق الدولية وعلى هذا الأساس يعبر المرصد عن كامل تضامنه مع النقابي محمد عاطف الزائري ويطلب من السلط القضائية الجهوية الإسراع بمعالجة هذه القضية ومعاقبة من تثبت إدانته حفاظا على كرامة النقابيين  ورفعا لكل توتر أو احتقان في صفوف التشكيلات النقابية. جميعا من اجل فرض الحقوق والحريات النقابية جميعا من اجل التصدي للانتهاكات ضد العمال والنقابيين المرصد فضاء نقابي مستقل ديمقراطي وهو مفتوح لجميع النقابيين بدون استثناء ويمكن التواصل مع المرصد على العناوين الالكترونية التالية : http://nakabi.maktoobblog.com             http://nakabi.blogspot.com                    عن المرصد المنسق محمد العيادي  


في مجلة  » جون أفريك « :

إمكانية ترشح بن جعفر للرئاسة قد تغيّر مشهد انتخابات 2009

 

 
في عددها 2501 الصادر يوم 14 ديسمبر 2008 تضمنت مجلة  » جون أفريك  » ملفا حول الانتخابات الرئاسية القادمة في البلاد التونسية أعدّه الصحفي عبد العزيز برّوحي، وقد تصدّر عنوان الملف غلاف المجلة التي تضمن أيضا صور مرشحي المعارضة تتصدّرها صورة مرشح التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات الدكتور مصطفى بن جعفر أمين العام.  ونوردُ لقرّائنا أهم ما تمّ ذكره فيما يتعلق بمرشح التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات . بينما لم يكن لبن علي – إلى حد الآن – أيّ منافس جدّي، فإن الإمكانية الواردة لترشح ترشح المعارض الذي يحظى بأكبر احترام  في الساحة السياسية يعطي صورة جديدة لاقتراع 2009. على مسافة سنة تقريبا من تاريخ إجراء الانتخابات الرئاسية أعلن التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات نيّته ترشيح أمينه العام الدكتور مصطفى بن جعفر الذي صرّح لجون أفريك:  » القانون يصرّح أن المترشح للرئاسة يجب أن يكون منتخبا، وأنا كذلك ..مناضلو التكتل انتخبوني على رأس الحزب وهو ما يسمح لي بإعلان ترشحي لانتخابات 2009 الرئاسيّة بشكل قانوني، في الوقت الراهن اعتبر نفسي مرشحا ممكنا، ونحن في التكتل بصدد مناقشة المسألة لاتخاذ القرار السياسي المناسب بعد نهاية مشاوراتنا مع أصدقائنا المستقلين من مكوّنات المجتمع المدني .. » إنّ دخول الدكتور بن جعفرحلبة الانتخابات – وهو أمر كان مرجوّا من قبل جزء كبير من النخبة –  يؤشر إلى وصول شخصية سياسية من الأوّل في خضمّ ترشحات المعارضة لانتخابات 2009، بما سيعطي لهذه الانتخابات بعدا مخالفا لسابقاتها يجنّب تكرار مشهد انتخابات 2004… في حقيقة الأمر، فإنّ الطبقة السياسية – ومنذ سنوات عديدة – ترى في بن جعفر ( 68 سنة ) مرشحا مميّزا لرئاسة 2009. وهو ثابت في معتدل في الآن نفسه، وهو أستاذ الطب،  تلقى تعليمه في فرنسا وأسس نقابة الأطباء الجامعيين في تونس، والأرجح أنّ هذا الرجل هو المعارض الذي يحظى بأكبر احترام في الساحة السياسية حاليا.وقد جلبه محيطه العائلي إلى الانخراط منذ فترة شبابه في العمل السياسي، فناضل في صلب الحزب الاشتراكي الدستوري  ( ومنذ انبثق التجمع الدستوري الديمقراطي ) ليثور فيما بعد على احتكار السلطة من طرف الرئيس بورقيبة في بداية السبعينات ويستقيل من الحزب الحاكم، ثم يؤسس صحبة ثلة من رفاقه الديمقراطيين الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان سنة 1975، وبعد ثلاث سنوات (1978 ) ساهم في تأسيس حركة الديمقراطيين الاشتراكيين وكان عضوا  في مكتبها السياسي برئاسة أحمد المستيري، المعارض المعروف والذي اختار أن ينسحب من الحياة السياسية في 1991  إلاّ أنّ محمد مواعدة الذي خلف أحمد المستيري غيّر خط الحزب ورفت منافسيه منه سنة 1992 ومنهم مصطفى بن جعفر حتى يتقرب من السلطة ولم تمرّ سنتان حتى أسّس المستقيلون – بمعيّة ديمقراطيين مستقلين من المجتمع المدني- حزبا اجتماعيا ديمقراطيا عصريا  أطلقوا عليه اسم التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات ( سنة 1994)،  الذي تحرّك مناضلوه طيلة سنوات حتى تمكنوّا من الحصول على التأشيرة القانونية يوم 25 أكتوبر 2002.  » ترشحي لرئاسيّة 2009 اليوم لا يندرج ضمن مجرد معركة انتخابية، بل له غاية مهمّة تتمثل في تجميع كلّ القوى في هذا الموعد الانتخابي من أجل تغيير قوانين اللعبة بحسب ما تقتضيه الديمقراطية  » على حدّ تعبير بن جعفر، الذي لا يشكل ترشحه مع أحمد إبراهيم ( مرشح التجديد ) خطرا على ترشح الرئيس الحالي لولاية خامسة، بل يمثل ترشحهما خطوة في سبيل تسريع الانتقال الديمقراطي في تونس.    

(المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد  86  بتاريخ   28 ديسمبر   2008 )
 


رئيس الفرع التونسي للعفو الدوليّة لـ »مواطنون »  من حقّنا أن نحاسب الدول التي صادقت على الإعلان العامي لحقوق الإنسان الجزء الأوّل

حاورته :منية العرفاوي
ماذا تحقّق للإنسانية بعد 60 سنة من ظهور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؟ وما هو موقف منظّمة العفو الدوليّة من التحوّلات السياسيّة والاقتصاديّة في العالم وما يستتبعها من خروقات فاضحة لحقوق الإنسان؟ وعن تحرّكات الفرع التونسي لمنظّمة العفو الدوليّة، حول قضايا العنف ضدّ المرأة ومناهضة عقوبة الإعدام، والموقف من واقع حقوق الإنسان في العالم العربي، والجدل الذي خلّفته نتائج المؤتمر الأخير للفرع…عن كلّ هذه القضايا تحدّث السيّد الحبيب مرسيط رئيس الفرع التونسي لمنظّمة العفو الدوليّة في حوار خصّ به مواطنون في الذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ننشر لكم جزأه الأوّل في هذا العدد :   1-عاش العالم منذ أيام على وقع الاحتفال بمرور ستين سنة على صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، كيف احتفلت منظمة العفو الدولية وفرع تونس بهذه المناسبة الهامة؟ -بدأ الاحتفال منذ عام تقريبا وذلك بصدور تقرير المنظمة في ماي 2008، وكان هذا التقرير بمثابة الخلاصة الشاملة لأهم المكتسبات والإنجازات التي تحققت لفائدة حقوق الإنسان خلال ستين سنة ففي قراءة شبه تقييمية لما تحقق للبشرية خلال هذه الفترة، وكانت النتيجة مع الأسف سلبية أو لنقل غير مرضية فما حققناه يعد جزءا بسيطا جدّا وبنود الإعلان العالمي الصادرة سنة 1948 أرست حقوقا متعددة ومن حقنا أن نحاسب هذه الدول التي صادقت على الإعلان بصفة تلقائية، فوثيقة الإعلان العالمي جاءت على إثر الحرب العالمية الثانية وما خلفته هذه الحرب من دمار ومآسي وقد أراد محررو  الإعلان تجنيب البشرية ويلات مثل هذه الحرب مستقبلا. لكن يؤسفنا القول أن بعض البنود بقيت حبرا على ورق ولم تدخل بعد حيز التنفيذ الفعلي 2-تعهدت شعوب الأمم المتحدة سنة 1945 في مؤتمر  » سان فرانسيسكو  » بإنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب إلا أن هذا التعهد وقع خرقه عالميا بالنظر إلى الوضع الراهن الذي أفرز تنامي ملحوظا لبؤر التوتر ، كيف تقيمون المسالة؟ وكيف تستطيع منظمة العفو الدولية كمنظمة غير حكومية حماية منظومة حقوق الإنسان من أي انتهاكات قد تعتريها ؟ -أكدّ السيد  » إيران خان  » الأمين العام لمنظمة العفو الدولية في تقريرها لسنة 2008 أنّ العالم مازال موسوما باللا مساواة وبغياب العدالة وهو ما يحمل الدول مسؤولية تفعيل دورها في توفير المزيد من الضمانات لحماية حقوق الإنسان. فوثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهدين الدوليين بعد ذلك، واتفاقيات جنيف والعهود الخاصة التي تعنى بفئات معينة مثل حقوق الطفل، المرأة والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بحيث أصبح لدينا اليوم العشرات بل المئات من هذه المواثيق والعهود سواء كانت دوليّا أو إقليميا الأمر الذي يعدّ حدّ ذاته يعد مكسبا إنسانيا. 3-قد يساندك بعضهم القول بأننا نظريا حققنا مكاسبا ملحوظة خاصة على المستوى التشريعي غير أن جلّ الحقوقيين يرون أن الانتهاكات مازالت سائدة ووصلت حتى المس بسيادة الدول وقد يكون مرد ذلك أن المنظمات الدولية التي لها القدرة على الضغط مثل الأمم المتحدة تقاعست عن الدور المنوط بعهدتها؟ -منظمة الأمم المتحدة رأت النور في ظل موازين قوى متكافئة عالميا ونقصد المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي التقليدي وطبعا هذا التوازن اختل مع انهيار المعسكر الاشتراكي  مع نهاية الثمانينات، فهذان المعسكران تحكما في مصير العالم على مدى عقود وهو ما خلق نوع من التوازن الاستراتيجي خاصة من الناحية السياسية، إلاّ أنّ اليوم ومع انفراد نظام القطب الواحد بقيادة العالم، أصبحت تشوب العلاقات الدولية نوعا من الضبابية مرده عدم اتضاح هذا النظام الذي يرمي إلى بسط نفوذه وسيطرته دوليا حتى على منظمة الأمم المتحدة التي أصبحت عاجزة عن إيجاد توازن معقول عالميا، فبوجود بلدان صاعدة مثل البرازيل والهند وأندونسيا الى جانب القوى التقليدية العملاقة مثل الصين وأوروبا بعد اتحادهما، كلها عوامل تضعف التوازن العالمي وتفرض على الأمم المتحدة إعطاء هذه الدول المكانة التي تستحقها عالميا وبالتالي فلا بد أن تخضع هذه المنظمة بدورها إلى الإصلاح الجذري حتى لا تبقى تدخلاتها متسمة بالوهن نتيجة الصراعات الداخلية خاصة وأن مجلس الأمن بدوره أصابه الشلل وكلّ الأجهزة التنفيذية للمنظمة تقريبا أصبحت عاجزة عن أداء الدور الموكول لها خاصة مع وجود دول مارقة لا تحترم القوانين الدولية مثل إسرائيل . 4- تزامنت الاحتفالات باليوم العالمي لحقوق الإنسان بانتهاكات صارخة لمبادئه الأساسية في أمكان مختلفة من العالم تشهد تصاعدا متواترا للعنف والمواجهات المسلحة ( غزة، العراق، الصومال ) فهل أنّ ذلك مرده عجز دولي عن إشاعة قيم حقوق الإنسان أم أنّ الأمر لا يعدو أن يكون إفرازا للتغيرات الجيو- سياسية الراهنة؟ -للأسف مازالت السياسة الدولية مبنية على المصالح وعلى التنافس على مصادر الثروات وتقاسم الكوكب، طبعا نحن لسنا طوباويين أو مثاليين كي نتصور سياسة مبنية فقط على القيم والأخلاق والمثل العليا، فلا بأس من الأخذ بعين الاعتبار بالمصالح ولكن يجب عقلنة هذه المصالح مع ما يتوافق والمبادئ الإنسانية حتى لا تؤثر مطامع الدول الكبرى في الدول الصغرى بشكل سلبي، فمن عبثية الأشياء أن جزءا بالمائة من ميزانية الدفاع للولايات المتحدة يخرج قارة كإفريقيا من جوعها المتقع والأمراض، فالثروات تتكدّس في دول الشمال وتنعدم تقريبا في بعض بلدان الجنوب، فكيف نجعل عالمنا ونجعل كوكبنا فيه حدّ أدنى من العدالة ومن التوازن ومن الكرامة؟ 5- أردف الإعلان العالمي لحقوق الإنسان باتفاقيات وبروتوكولات دولية متعددة، فهل يبرهن ذلك على أنّ منظومة متطورة حتى انه ومنذ الثمانينات وقع التبشير بالجيل الثالث من حق الإنسان كالحق في بيئة سليمة فكيف تنظرون إلى المسالة وما هي الآليات الكفيلة بتذليل هذه الصعوبات؟ – صحيح أن منظومة حقوق الإنسان هي منظومة متطورة بدأت بالجيل الأوّل ( الحقوق المدنية ) والجيل الثاني ( الحقوق الاقتصادية والاجتماعية ) ونحن الآن في الجيل الثالث وهي دليل على أن نصوص حقوق الإنسان هي نصوص حيّة ومتطوّرة هدفها الدفاع عن حقوق الإنسان دون هوادة، لكن نقطة الضعف الوحيدة ربّما هي قصور أدوات التنفيذ فلدينا مثال محكمة العدل الدولية لقد ناضل العديد من الحقوقيين منذ عقود لترى هذه المحكمة النور لكن رغم أنها وجدت اليوم فعليا إلاّ أنه مازال ينقصها دائما الفاعلية اللازمة والنجاعة الضرورية لأداء مهامها على أكمل وجه، وذلك لا يتم إلاّ بمسك أدوات تنفيذ قوية وهو ما لا يتوفر حاليا بحيث أن الكثير من الدول لا تعير اهتماما لقرارات هذه المحكمة ولا تتعامل معها وتضع أمامها العراقيل والحواجز وهو ما يضعف دورها ويهمّشه، وبالتالي فمن الضروري اكساب مثل هاته الهياكل الراعية لحقوق الإنسان المزيد من الصلاحيات ودعم أدوات ضغطها… 6-وما هي حسب رأيكم الآليات التنفيذية الواقعية الكفيلة بضمان عدم المساس بهذه الحقوق؟ -من أبرز الآليات هي تقوية جبهة ما يسمى بالمجتمع المدني، فهذه الجبهة تعاضد بشكل كبير منظومة حقوق الإنسان، وبتقوية الجبهات الداخلية وهناك دور المنظمات غير الحكومية مثل منظمة العفو الدولية أو الجامعة الدولية لحقوق الإنسان، أو هيئة أطباء بلا حدود إلخ…كلّ هذه الحركات لا بدّ أن تقوى عالميا ويصبح لها وزنها الذي يمكنّها من الضغط على الدول والحكومات لتوفير الضمانات القانونية لحقوق الإنسان، كما أن استقلالها المادي والسياسي يمكن هذه الحركات من الأخذ على عاتقها عملية الانجاز الفعلي للبرامج المدعّمة لحقوق الإنسان ولدينا في المثال الأوروبي تجربة فريدة وثرية في هذا المجال، فهناك منظمات تتبنى العينات المستهدفة حقوقيا وتوفر لها ما يلزمها من إحاطة ورعاية وتلبية  احتجاجاتها ( مقاومة الفقر …) ودوليا لدينا الهياكل التي تنطوي تحت راية المنظمة الدولية للأمم المتحدة مثل منظمة اليونسكو أو اليونيسيف، غوث…فكل هذه نماذج لنجاح التجربة الحقوقية عالميا ..) 7-ظهرت بعد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان اتفاقيات إقليمية ترعى حقوق الإنسان إقليميا مثل الاتفاقية الأوروبية سنة 1953 والميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان جويلية 1981 والميثاق العربي سبتمبر 1997 إلى أي مدى حسب رأيكم تساهم هذه الاتفاقيات في تدعيم حقوق الإنسان إقليميا ودوليا؟ -هي علامة صحيّة لحركة حقوق الإنسان في العالم ككلّ دون التغاضي عن الخصوصيات الاجتماعية والارتباطات الحضارية بجهات أو بثقافات أو بعقائد معينة فمثلا في إفريقيا هناك خصوصية لحقوق الإنسان فحتى عند وضع البرامج الراعية لهذه الحقوق لا بد من الأخذ بعين الاعتبار الاختيارات الخاصة ففي هذه القارة نلاحظ أن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية تتمتع بأولويّة الطرح كما أننا نهتم دائما بالخصوصيات الثقافية الوطنية والجغرافية والتاريخية والسياسية لأي تدخل حقوقي إقليمي ككلّ. -*** في الجزء الثّاني من هذا الحوار الذي سوف ينشر في العدد القادم، يتحدّث الحبيب مرسيط على واقع حقوق الإنسان في البلدان العربيّة، ومنطلقات منظّمته في مناهضتها لعقوبة الإعدام وموقفه من الضجّة الإعلاميّة وحملة الاحتجاج التي رافقت انتخابات المؤتمر الأخير لفرع تونس لمنظّمة العفو الدوليّة.  
(المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد  86  بتاريخ   28 ديسمبر   2008 )  


في فرع منظّمة العفو الدوليّة   إجماع على استنكار التضييق على الحريّات وحقوق الإنسان في تونس
 
احتضن مقرّ فرع تونس لمنظّمة العفو الدوليّة مساء السبت 20 ديسمبر 2008 تظاهرة احتفاليّة بذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بمشاركة ممثّلين عن عدد من منظّمات المجتمع المدني، وقد عقد الاجتماع الذي دعا له فرع تونس لمنظّمة العفو الدوليّة بعد منع السلطات لتظاهرة مشابهة كان من المنتظر أن تنعقد يوم 10 ديسمبر بفضاء التّياترو، وقد حضر التظاهرة ممثّلون عن كلّ من الاتحاد العام التونسي للشغل والرابطة التونسيّة عن حقوق الإنسان والمعهد العربي لحقوق الإنسان والجمعيّة التونسيّة لمناهضة التعذيب والجمعيّة التونسيّة للنهوض بالنقد السنمائي ونقابة الإذاعات الحرّة، كما حضر التظاهرة وفد من منظّمة العفو الدوليّة حيث من المنتظر أن يتثبّت في نتائج انتخابات المؤتمر الأخير لفرع تونس. وقد أجمع المتدخّلون خلال التّظاهرة على رفض جميع أشكال التضييق عن الحريّات وحقوق الإنسان والمحاصرة التي تشهدها اغلب منظّمات المجتمع المدني.   وقد تساءل المولدي الجندوبي عضو المكتب التنفيذي لاتّحاد الشغل في مداخلته عن معاني ترديد شعار أنّ « الرّابطة مكسب وطني » وكيفيّة تجسيمه ملمحا إلى التضييقات التي تتعرّض لها الرّابطة وحالة الحصار التي تشهدها مقرّاتها، كما حيّى عضو المكتب التنفيذي لاتّحاد الشغل الصّحفي العراقي مرتضى الزّيدي الذي قذف الرئيس الأمريكي جورج بوش بحذائه، واعتبر الجندوبي حركة الصّحفي العراقي « شجاعة » يحتذى بها.   أمّا ممثّل المعهد العربي لحقوق الإنسان فقد عبّر عن « الضيم » الذي يشعر به المعهد  لما يحدث من ماس في العراق وفلسطين، واستنكر « التضييق » على الرّابطة التونسيّة لحقوق الإنسان. وفي نفس السياق عبّر ممثل الجمعيّة التونسيّة للنّهوض بالنقد السنمائي عن قلق جمعيّته لوضع حقوق الإنسان في تونس وخاصّة فيما يتعلّق بالمسألة الثقافيّة، ودعا إلى « النّضال من أجل سينما بديلة » أمّا الأستاذة راضية النصراوي ممثّلة الجمعيّة التونسيّة لمناهضة التعذيب فقد قالت في مداخلتها : » ليس لنا الحق في الاجتماع و التعبير عن المواقف » كما دعت الحقوقيين في تونس إلى  » الاحتفال بالانتصار على الجلاّدين » بعد محاكمة أحد رؤساء مخافر الأمن بولاية جندوبة كان قد تورّط في تعذيب زوجة أحد المعارضين في الهجرة، وقد قدّم عون الأمن خالد بن سعيد  للمحاكمة في فرنسا بعد إلقاء القبض عليه من طرف السلطات الفرنسيّة. هذا وأدانت الأستاذة النصراوي « حملة التشويه » التي تعرّض لها بعض المعارضين من طرف بعض الصّحف التونسيّة بعد مساندتهم لمحاكمة السّلطات الفرنسيّة لعون الأمن المتورّط في التعذيب. هذا وقد عبّرت الصحفيّة نزهة بن محمّد ممّثّلة نقابة الإذاعات الحرّة عن استنكار نقابتها لمنع التظاهرة الاحتفاليّة بذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بفضاء التياترو، ودعت جميع النقابات إلى توحيد الصّفوف للدفاع عن حريّة الإعلام، وغيرها من الحريّات العاّمة. وفي سياق آخر كانت منظّمة العفو الدوليّة بلندن قد أصدرت بيانا صحفيّا دعت فيه السّلطات التّونسيّة الى الإفراج عن جميع « من اعتقلوا وحوكموا لممارستهم السلميّة لحقّهم في حريّة التعبير والتجمّع »، كما دعت المنظّمة لضرورة  » إعادة محاكمة الآخرين ضمن إجراءات نزيهة تفي بالواجبات الدوليّة لتونس ». توفيق     

(المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد  86  بتاريخ   28 ديسمبر   2008 )


سكان عمادتي وشتاتة والصرية الحدوديتين مع شرق الجزائر سينفجر غضبهم سخطا على واقعهم المر  بسبب عدم فهمهم لواقعهم

هل هو واقع الاستعمار بقياده أم واقع الاستقلال بولاته؟
 
زرت  سكان عمادتي وشتاتة والصرية الحدوديتين مع شرق الجزائر يوم الاثنين الثلاثين من شهر ديسمبر وتحدثت مع خمسين رجلا تقريب  من مناطق مختلفة من هذين العمادتين الكبيرتين الذي يتجاوز عدد سكانهم الثلاث آلاف ساكن وأكدوا جميعهم في حق أنفسهم وفي حق من غاب أن غضبهم وسخطهم قرب وقت التعبير عنه علنيا وبأي شكل كلف ذلك ما كلف.فسألتهم عن السبب فقالوا :الأسباب كثيرة . قاولوا أن المسجد الوحيد الذي كنا نصلي فيه الصلوات الخمس ونصلي فيه على أمواتنا ونمارس فيه شعائرنا أغلق منذ  ما يقرب عن ست اشهر  دون تبرير مقنع وجدي غير احتقار الناس وعدم ايلاهم الاحترام والتقدير. فقد أكدوا جميعهم أن السائد هو « الحقرة « . ان ما زاد في حسرتهم هو ان عرشهم احتضن  المقاومة التونسية الجزائرية للاستعمار الفرنسي والآن رعايا لا مواطنون.لقد صرحوا إنهم سيضعون حدا لهذا. فكانت عبارتهم « يزينا ما سكتنا وحملنا « . أما المسالك فهي متهرئة  وشرب الماء فهو مما يشرب الحيوان .العمادتين محرومتين من حصتهما في التنمية ،فقد أكدوا ان شبابهم  في حضائر البناء  والحال ان الجهة تحوز على مقومات فلاحية كبرى .ان الفقر والأمية بسبب هذا الواقع الأخير وهو من دفع بهم إلى هذه الحضائر . أما الأكواخ فلازالت منتشرة  في الموخر والصرية والبياضة وعرقوب الصابون . إن السكان مجمعون بتصريحهم إنهم الدرع الواقي في هذه المناطق الجبلية الحدودية الوعرة  والمفتوح على أدغال الجزائر ولم ينالوا حقوقهم في الاحترام و من  وتدخل صندوق 26-26 الذين يساهمون فيه لقد أكدوا أن هذا الصندوق لا يعرفنا إلا كل سنة للدفع. لقد أكدوا لي أن مطالبهم بسيطة وهي :فتح مسجد الصرية  الوحيد   في الجهة  ونيل حصتنا من تدخل الصندوق الوطني 26-26   وتفعيل برنامج إزالة الأكواخ والحديث لإعداد برنامج تنمية فلاحية في الجهة عمادها المساعدة على حفر الآبار العميقة . إننا في مكتب الحريات  بجامعة جندوبة للحزب الديمقراطي التقدمي نعلن تبنينا لهذه المطالب ونطالب بتحقيقها وسوف ننتصر إليها وسنقترح ونقدم  وندعم كافة الأشكال القانونية لتحقيقها .   رابح الخرايفي


    

في دراسة حديثة حول السلوكات الخطيرة في الأوساط المدرسية: فكرة الانتحار تراود 37% من التلاميذ في سنّ المراهقة العلاقات الجنسية غير المحمية تهدّد 16% من روّاد المؤسّسات التربوية

 
تونس ـ الصباح عديدة هي السلوكات المحفوفة بالمخاطر التي بدأت تتسرّب بقوة من اسوار المؤسسات التربوية على غرار الادمان على التدخين  والمشروبات الكحولية وبعض الاصناف من المخدرات الى جانب السياقة الخطيرة والعلاقات الجنسية غير المحمية والعنف وغيره من سلوكات الانحراف.. لكن لوحظ من خلال العيادات التي يجريها المختصون العاملون في سلك الطب المدرسي أن العديد من المراهقين الذين يؤمون مختلف المؤسسات التربوية يفكرون في الانتحار. ولئن اصبحت ظاهرة الانتحار لدى المراهقين والشباب ظاهرة عادية في كثير من المجتمعات وخاصة المجتمع الفرنسي.. فانها اصبحت تمثل معضلة تثير انزعاج المهتمين بمشاغل المراهقين والشباب في ادارة الطب المدرسي والجامعي. وتبين من خلال دراسة حديثة اجراها ثلة من هؤلاء المختصين سنة 2008 بأحد مراكز الرعاية الصحية الاساسية وشملت عينة تتركب من مائة تلميذ وتلميذة يؤمون مؤسسات تربوية بالعاصمة ان هناك نسبة كبيرة منهم راودتهم فكرة الانتحار.. وتمثل نسبة الذكور من هذه العينة المدروسة 70 بالمائة والبقية اناث، ويبلغ معدل اعمارهم 15 سنة و6 اشهر.. وبينت الدراسة ان 37 بالمائة من التلاميذ فكروا في الانتحار ونجد من بين هؤلاء 16 بالمائة قاموا على الاقل مرة واحدة بمحاولة الانتحار و4 بالمائة منهم كرروا المحاولة عديد المرات.. وخضع 3 بالمائة من التلاميذ الذين فكروا او حاولوا الانتحار  الى متابعة طبية أمّنها اطباء نفسانيون.   مشاكل اخرى كشفت الدراسة نفسها عن مشاكل اخرى يعاني منها التلاميذ على غرار الادمان على التدخين، ونجد نسبة المدخنين في حدود 35 بالمائة وتمثل نسبة الذكور من بين التلاميذ المدخنين 87 بالمائة. امّا المعضلة التي لا تقل خطورة عن التدخين فهي السلوكات العنيفة، وكشفت الدراسة في هذا الصدد ان 27 بالمائة من التلاميذ تعنيهم هذه  المشكلة ونجد من بين هؤلاء 3 بالمائة تعرضوا الى عنف جنسي. ونظرا لان العلاقات الجنسية غير المحمية تعد من السلوكات  التي تهدد المراهقين فقد اهتمت بها الدراسة وكشفت نتائجها ان 16 بالمائة من المستجوبين اقروا بانهم  كانت لهم على الاقل علاقة جنسية ومن بين هؤلاء نجد 2 بالمائة فتيات.. ويبلغ معدل عمر التلاميذ عند القيام بأول علاقة جنسية 14 سنة ونصف. وبالاضافة الى هذه الدراسة كانت ادارة الطب المدرسي والجامعي قد اولت منذ سنتين عناية خاصة بموضوع الشباب والسلوكات المحفوفة بالمخاطر.. واعتبرت ان الحماية الذاتية لدى هذه الفئة هي اساس الوقاية من تسرب تلك السلوكات وذلك من خلال السعي والبحث لاكتساب المعلومة الصحيحة حول الموضوع وعدم التردد في المشاركة في الحوارات حوله وتوخي الثقة بالنفس والقدرة على مجابهة ظروف الحياة اليومية والابتعاد عن الفراغ من خلال المساهمة في الانشطة الشبابية والثقافية المتنوعة. وهي تعتبر ان العمل على الوقاية من السلوكات المحفوفة  بالمخاطر يبدأ منذ سنوات الطفولة الاولى اذ تمثل علاقة الطفل بأمه ركيزة اساسية توجه سلوكات الطفل والشاب مستقبلا. فاذا  كانت العلاقة وطيدة وايجابية فانها تكون مصدر اعتداد بالنفس لدى الطفل تيسر له التعرف على مؤهلاته وادراك ذاته بصفة واقعية وبالتالي تحدد هذه العلاقة سلوكاته وتمكنه من عدم الانسياق وراء محاكاة الغير آليا ودون تفكير وتمثل العائلة سندا اساسيا يعين الطفل على تخطي صعوبات المرحلة الانتقالية وتركيز الشخصية. لكن مع التقدم في السن يحتاج الطفل لتطوير هذه العلاقة لتمتد الى المحيط القريب.. اذ يصبح في حاجة الى دعم وسند من خلال علاقات اجتماعية يكون للكهل فيها دور المرجع والقدوة يشعر الطفل او المراهق او الشاب بامكانية الاعتماد عليه في كل المسائل التي تتعلق بحياته وانه يمثل المصغي الوفي المهيأ لاسناد المعلومة والنصيحة ومناقشته في كل القرارات التي تخصه. وكلما كانت هذه العلاقة جيدة وايجابية كلما كانت اتجاهات الطفل والشاب مستقبلا واضحة وصائبة في مختلف الميادين.   دور المؤسسة التربوية بالاضافة الى العائلة تلعب المؤسسة التربوية دورا كبيرا في الوقاية من تلك السلوكات.. اذ تؤثر الاجواء العامة بالمؤسسة التعليمية  على سلوكات روادها وعلى مسارهم الدراسي.. ففي حالة الاخفاق المدرسي مثلا يمكن ان يتعرض التلميذ الى الرفض من قبل زملائه ومربيه والمحيطين به مما قد يجعله عرضة للانزواء او اتباع اصحاب السوء او الانقطاع عن الدراسة والانحراف. ولتجنب الوقوع في مثل هذه المشاكل يتعين على جميع العاملين في المجال التربوي مزيد السعي للنهوض بالظروف المعيشية للتلميذ داخل المؤسسة التربوية.. فالتلميذ يحتاج الى من يهتم به وينصت الى مشاغله ويثق فيه ويحترمه ويتفرغ له عند الحاجة ويستجيب الى متطلباته في مجال الاعلام والتوعية والتثقيف والتوجيه  والاحاطة كما انه في حاجة لمن يعطيه فرصة للتعبير عن نفسه ولمن ينمي فيه حس المسؤولية والاستقلالية.. ويتحقق هذا الامر من خلال تكثيف خلايا الانصات والارشاد واللقاءات بالتلاميذ وتأمين مزيد من الاحاطة الطبية من قبل فرق الطب المدرسي بهؤلاء التلاميذ.. لانهم يحتاجون فعلا الى المساعدة والمساندة.   سعيدة بوهلال   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 30 ديسمبر  2008)

 تونس: مؤسسة التميمي تفتح ملف الحرس الوطني ودوره بعد الاستقلال

   

 
 تونس ـ خدمة قدس برس تعتزم مؤسسة التميمي للبحث والدراسات في تونس عقد ندوتين فكريتين في سياق برنامجها الذي استهلته منذ عدة أشهر لتقليب صفحات التاريخ السياسي الحديث والمعاصر لتونس، واحدة عن الوضع العام للملكة التونسية بعد خروج قوات المحور من تونس، والثانية حول الدور الموكول لقوات الحرس والأمن الوطني بعد الاستقلال. وقال بلاغ صحفي صادر عن مؤسسة التميمي اليوم وأرسلت نسخة منه لـ « قدس برس » أن الندوة التي ستقام في مقر المؤسسة في تونس العاصمة يوم 3 كانون الثاني (يناير) المقبل، تأتي على خلفية الإشارات المتكررة في السمنارات السابقة لاسم التيجاني الكتاري أحد رجالات الحركة الوطنية في تونس، حيث أن مسيرة هذا الرجل المولود عام 1926 كانت سجلا حافلا بالعطاء منذ انخراطه في الحركة الكشفية في الأربعينات. ثم اتجه سنة 1946 إلى المشرق العربي ليلتحق بالمدارس العسكرية السورية ويتخرج منها. وأشار البلاغ إلى أن الكتاري الذي سيحضر السمنار، مكنه تكوينه الكشفي والعسكري من القيام بالعديد من الأعمال المهمة قبيل الاستقلال وبعده، ومن أبرزها بعث وتنظيم الحرس الوطني. كما شارك في المفاوضات مع الطرف الفرنسي لتسلم مراكز الجندرمة في أواخر شهر 1956، كما شارك في بعثة مشتركة من الحرس الوطني والجيش والشرطة والديوانة لمعاينة الحدود الجنوبية التونسية مع ليبيا ثم مع الجزائر. وذكر البلاغ أن موقعه هذا مكنه من المشاركة في معركة رمادة بأقصى الجنوب التونسي، وفي تنظيم عبور الأسلحة الموجهة إلى الثورة الجزائرية من بنقردان إلى الحدود الجزائرية. ومع كل ذلك فقد انتهى مساره بأن وجهت إليه تهم باطلة أحيل بموجبها على المحاكم وتم سجنه. وأوضح البلاغ أن الهدف من هذا السمنار الأول من نوعه وبعد صمت دام حوالي نصف قرن، يسمح بتصفح ما تكتنزه ذاكرة الكتاري من معلومات أساسية غيبت بفعل سلوكيات بعض وزراء الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة والذين كان يهمهم تغييب أدوار هؤلاء الوطنيين، على حد تعبير البلاغ.  
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ  30 ديسمبر 2008)


في منتدى الذاكرة الوطنية (2-2): إنجازات عديدة للمناضل علي الزليطني لفائدة القضيتين التونسية والجزائرية

 
 
تونس – الصباح: نظمت مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات التي يديرها المؤرخ عبد الجليل التميمي يوم السبت الماضي منتدى الذاكرة الوطنية وتم خلاله التطرق إلى شخصية المناضل علي الزليطني وتداول على المصدح عدد من المناضلين الذين قدموا معطيات ضافية عن مناقب هذا المناضل الذي قضى الكثير من سنوات العمر في المنافي والسجون خدمة للقضية الوطنية وإصرارا على مبادئه في الحياة. وفي شهادته قال المناضل محمد صالح البراطلي إنه عرف الزليطني لما كان في طرابلس وكان ضمن مجموعة من التونسيين اللاجئين هناك وكان علي الزليطني يهتم بهم ويساعدهم وظلوا يقيمون هناك إلى غاية إمضاء اتفاقيات الاستقلال الداخلي التي عارضتها الأغلبية الساحقة وتم التعامل مع الرافضين كما لو أنهم خونة وبعد حل الأمانة العامة تم اتهام كل من ساند بن يوسف ظلما وزج بهم في السجن وكان علي الزليطني أحد هؤلاء المساجين الذين أودعوا في سجن غار الملح وهو أتعس السجون الموجودة في تونس. وقال « لقد زرت الزليطني في سجنه ورأيت بعيني أنه كان في حالة يرثى لها.. ولكن رغم العذاب الذي عاشه ظل إلى آخر رمق في حياته متمسكا بمبادئه ولم يلتمس العفو أبدا ولكن بورقيبة هو الذي بادر بالعفو عنه وتكريمه ». وأضاف البراطلي أن الزليطني ولما كان في ليبيا ساعد التونسيين المقيمين هناك كثيرا وآواهم في مزرعة بعيدة عن الأنظار والأخطار. وذكر السيد حمادي غرس أن علي الزليطني كان إطارا حزبيا بتونس وقد تعرف عليه عن كثب وعرف أنه كان رجلا وطنيا بحق ولا هم له سوى الدفاع عن الشعب التونسي وتخليص الوطن من هيمنة الاستعمار الفرنسي كما أنه كان مثاليا في عمله الحزبي. وبين أن اتفاقيات الاستقلال الداخلي.. تلك الاتفاقيات الجوفاء على حد تعبيره فرضت على الشعب التونسي فرضا ولم يكن بإمكان الوفد المفاوض رفضها خاصة وأن بورقيبة أمر المجاهدين بتسليم سلاحهم إلى السلطة الفرنسية.. فقبلت الاتفاقيات. وفهم الزليطني وقتها أن موقف بورقيبة وموقف إطارات الحزب لم يكن في محله. وتسبب له إصراره على معارضة بورقيبة في السجن والإهانة إذ حكم عليه بالأشغال الشاقة وتم إرساله إلى سجن غار الملح الذي كان يسجن فيه مجرمو الحق العام وكان هؤلاء السجناء يشتغلون في السجن في قطاع الحلفاء.   اتصالات سرية عن فترة إقامته في ليبيا قال المناضل حمادي غرس إنها فترة صعبة وبين أن انجازات الزليطني في ليبيا كبيرة لا تحصى ولا تعد وكانت أغلب اتصالاته سرية وكان هناك عدد من اللاجئين عمل ما في وسعه لمساعدتهم ودبر لعدد منهم مستقرا بإحدى الضيعات هناك كما ساعد عددا آخر من اللاجئين هناك على الإقامة لدى أقاربه في طرابلس كما أنه وبعد استقلال ليبيا ساعد الكثير من التونسيين على الحصول على اللجوء السياسي وساهم في تكوين شبكة اتصال مع عدد من المناضلين وساعد على تهريب أسلحة من ليبيا وجعل منطقة الحدود التي يقيم بها الرعاة التونسيين والليبيين مراكز سرية لتنفيذ بعض الأعمال الوطنية.. وبعد حصول تونس على استقلالها استعملت هذه المراكز لصالح القضية الجزائرية. كما كان الزليطني على اتصال مستمر مع أساتذة يعملون في إطار التعاون مع ليبيا وكان يستعين بهم لإرسال بعض الرسائل إلى المناضلين بتونس ومن بين هؤلاء الأساتذة نجد الأستاذ عبد الرحمان بن خليفة الذي جعل بدوره من منزله مركزا من مراكز إيواء التونسيين اللاجئين واستضافة الزعماء والمناضلين التونسيين الذي يترددون على ليبيا بين الحين والآخر ولكنه لما عاد إلى تونس تم إيقافه من قبل لجان الرعاية على يد عمر شاشية وقد نال من التعذيب نصيبا كبيرا.. وفي نفس الإطار قال البراطلي إن دار بن خليفة كانت تسمى « دار تونس » فقد فتحت للجميع.. وكان كل من لا يجد مقرا لينام فيه أو يأكل يذهب إلى دار عبد الرحمان بن خليفة.   وذكر حمادي غرس أن الزليطني رفض اتفاقيات الاستقلال الداخلي.. وأنه أصر على موقفه.. فدخل السجن وعذب كثيرا. وإجابة عن سؤال يتعلق بمساهمة الزليطني في المؤامرة الانقلابية قال الحبيب اللمسي إن الزليطني لم يكن له ضلع في المسألة.. وفي نفس الإطار قال محمد صالح البراطلي إنه هو الذي كانت له يد في تدبير المؤامرة ولكن زج بعلي الزليطني في القضية ظلما.. وقال: « عذبت كثيرا خلال التحقيق وظربت لكي أقول إن الزليطني شريكي لكنني أكدت على أن الزليطني بريء ولا علاقة له بالأمر ». وذكر الحبيب اللمسي أن السلاح كان يمر من ليبيا إلى الجزائر عن طريق المناضلين التونسيين وقد ساهم الزليطني في تكوين شبكة من الاتصالات مع المناضلين من البلدين كما ساعد على توحيد الحركة النضالية التونسية الجزائريةّ. وقال إن هناك عديد العائلات التي كانت تمثل سندا كبيرا للحركة الوطنية على غرار عائلة شندول التي تقيم ببن قردان ولكن عددا من أفرادها تعرضوا إلى التنكيل وهم حسن وسالم وعمار شندول.. وفي نفس السياق قال أحد الحاضرين إن عائلة شندول من بن قردان ساهمت كثيرا في الحركة الوطنية لكن بورقيبة انتقم منهما حتى أن هذه العائلة لم يوظف أي فرد من أفرادها في الإدارة إلى غاية سنة 1987.   ولع بالسياسة قال وزير الثقافة السابق البشير بن سلامة انه عرف علي الزليطني لما كان تلميذا في الصادقية من خلال مدرسه فتحي الزليطني شقيق علي وهو مدرس خط درسه عام 1947 وكانت حصة الخط تدوم 20 دقيقة ولكن فتحي يخصص ما تبقى من الحصة ليحدث تلاميذه عن قضايا وطنية وسياسية. وبعد ذلك ولما سافر المرحوم علي البلهوان إلى الشرق أصبح علي الزليطني يولي اهتماما كبيرا لتلاميذ الصادقية وكان يدعو بعض المناضلين لكي يقدموا محاضرات لفائدتهم على غرار الهادي نويرة ومصطفى الفيلالي. وكانت توجد بالصادقية وقتها ثلاثة تيارات وهي تيار الشيوعية ومن أعلامه محمد حرمل وتيار الحزب القديم وكان فيه خالد ابن المرحوم صالح فرحات وتيار الحزب الجديد وكان بن سلامة من بين عناصره. وذكر أن الزليطي كون مجموعات من التلاميذ لتنظيم الإضرابات والمظاهرات احتجاجا على السياسة الاستعمارية. وذكر السيد الحبيب نويرة انه عرف الزليطني عن كثب وعرف أنه كان رجلا وطنيا دستوريا صميما ولكن ليس لكونه مال إلى الحركة اليوسفية ينال ما ناله من عقاب. وقال إن صالح بن يوسف كان يقول إلى متى سأبقى الرجل الثاني في البلاد وذكر أن بن يوسف ولما كان في القاهرة كان يزوره باستمرار وهو يرى أن بورقيبة إن كان دكتاتوريا فصالح بن يوسف كان أكثر منه دكتاتورية فقد كانا معا يريدان فرض آرائهما بشتى الطرق.. وعن الزليطني بين أنه كان مكلفا برعاية اللاجئين في ليبيا وفيما ما يتعلق بالمزاعم التي تفيد تعرضه إلى التعذيب في السجون قال نويرة إن الدستوريين الوطنيين الذين تم سجنهم لم تقع معاملتهم معاملة المجرمين كأن يتم ربط أرجلهم بالسلاسل بل كانوا يحظون بمعاملات خاصة حتى أنهم يتمتعون بالصحف والمجلات ورسائلهم تدل على نوعية المعاملات التي تمت معاملتهم بها في سجونهم. وقال المؤرخ عبد اللطيف الحناشي إن المرحلة الأولى من حياة علي الزليطني كانت في جربة وقد انتمى الى الحزب بعد رجوع المبعدين عام 1936 وكانت له علاقة مع شخصيات وطنية بشعبة قابس الدستورية وكان الحلقة التي تربط مجموعة الدساترة بجربة وقابس وتونس كما أنه كان رئيسا للجامعة الدستورية بجربة وقد قام بدور هام بعد ذلك في نشر الحزب في حومة السوق وجربة ميدون وكانت له علاقة متينة جدا مع صالح بن يوسف. أما المرحلة الثانية فقد كانت مرحلة وجوده بالعاصمة أي مرحلة المقاومة العنيفة وتم الاعتماد عليه وعلى مجموعة المطاوة (من المطوية) وخاصة الكرارطية الذين يعملون في السوق المركزية وكان هو من القواعد العاملة في هذه المقاومة العنيفة التي تقوم على إلقاء الحجارة على الفرنسيين وتعكير صفو المستعمر فتم سجنه في سان نيكولا. أما المرحلة الثالثة فقد كانت في طرابلس ويسود هذه المرحلة الكثير من الغموض نظرا لعدم توفر الوثائق التاريخية وبين المؤرخ أن هذه الفترة كانت مهمة جدا نظرا لكثرة اللاجئين هناك وكانت المجموعة الموجودة في طرابلس هاربة من أحكام بالسجن أصدرتها السلطات الاستعمارية ضدهم كما أنهم ساهموا في تهريب السلاح من ليبيا إلى قابس ومنه إلى تونس ولعبت هذه المجموعة دورا كبيرا في الدعم اللوجستي لحركة المقاومة في تونس. أما المرحلة الرابعة فقد أمضاها في تونس العاصمة وقت المفاوضات والتوقيع على اتفاقيات الاستقلال الداخلي وقد ساند صالح بن يوسف. وكان الزليطني على حد قول المؤرخ يميز بين اليهودية والصهيونية إذ رفض مقاطعة اليهود ولكن كان له موقفا مغايرا من القضية الفلسطينية فقد كان مثله مثل صالح بن يوسف يعتبران أن تونس أولى من القضية الفلسطينية بالمساندة والدعم. وقال المؤرخ إن الزليطني لعب دورا كبيرا في طباعة المناشير السرية في فترة الكفاح . وبين السيد محمد صالح فليس أن الزليطني اشرف في ليبيا على تدريب مجموعة من الشبان على استعمال السلاح في القاهرة قد أوفدهم إلى مصر للقيام بالتدريبات اللازمة على أيدي ضباط تحسبا للقيام بعمليات نضالية في تونس عند عودتهم فوجود الزليطني في ليبيا كان بهدف نضالي وسياسي وبين أن بورقيبة كان يكن الاحترام الكبير لعلي الزليطني وبعد الحكم عليه بالأشغال الشاقة كرمه.                
سعيدة بوهلال   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 30 ديسمبر  2008)
 


                       

 » هل وقع حجْز  »  « مواطنون  » مرّة أخرى ؟! »
 
بقلم مولدي الرياحي منذ صدور عددها الأوّل يوم الأربعاء 10 جانفي 2007، تبقى صحيفة  » مواطنون  » محاصرة بشكل أو بآخر، فعلاوة عن القضيتيّن العدليتين المتعلقتين بها  خلال الأشهر الأخيرة فإنّ الخناق الذي تتعرّض إليه صحيفتنا قد تركّز منذ البداية على مستوى التوزيع، وقد بلغ ذروته مع الأعداد الأخيرة بحيث صار القرّاء والمناضلون يردّدون علينا نفس السؤال في كلّ أسبوع، من العاصمة ومن أحوازها، من القيروان ومن سوسة، من الكاف ومن جندوبة ، من صفاقس ومن قابس، من قفصة ومن مدنين…من كلّ مكان في هذا البلد العزيز حيث يتواجد أحرار تونس:  »  هل وقع حجز  » مواطنون  » مرة أخرى ؟!  » كنّا ندرك منذ البداية حين أقدمنا في حزب التكتل الديمقراطي على إصدار صحيفة  « مواطنون  » أنّنا مقبلون على صعوبات جمّة، ولكن الواضح اليوم أنّ   » المطلوب  » (؟!) ليس أقلّ من تركيع هذا الصوت الحرّ الفتيّ أو إخماده مرّة واحدة. يعلم القاصي والداني أنّ  » مواطنون  » لا تعتمد لمواصلة درب الحريّة الذي اختارته والانفتاح على كلّ القوى الحيّة والديمقراطية في البلاد إلاّ على المساهمات الماليّة لمناضلي التكتل الديمقراطي وقيادته، وعلى مبيعاتها في تراب الجمهورية، في غياب أيّ دعم مالي من الدولة ومن الإشهار العمومي، فإذا ما استمرّت المحاصرة بمختلف الأشكال والضغوطات على مستوى التوزيع ومُنعت  » مواطنون  » من الوصول إلى المواطن،  » فلصالح من تكون عندئذ الجريمة ؟! » …إنّها لن تكون في كلّ الأحوال لصالح حريّة التعبير ولا لصالح إشاعة روح المواطنة والحقّ في الاختلاف … لن تكون  » الجريمة  » إلاّ لصالح عقلية الحزب الواحد وعقلية التطرّف، وكلتاهما تلتقيان على رفض الرأي الحرّ والحقّ في الاختلاف. صحيح أنّك تجد صحف المعارضة الديمقراطية معروضة في أكشاك المطارات ببلادنا وكأنها واجهة  تُعرضُ للأجنبيّ دليلا على حريّة الرأي والتعبير، وعلى رسوخ بلادنا في الديمقراطية، ولكنّك إن سألت عنها أحد أصحاب الأكشاك، حتى بشوارع العاصمة، فإنّه كثيرا ما يقول لك:  » إنّها لم تصل بعد  » أو  » إنّها نفذت  » ، أو يمدّها إليك مطويّة من أحد الأكداس داخل الكشك وعيناه مُزْوَرَّتَان كأنما يسلّمك قرطاس مخدّرات  أو أي بضاعة أخرى محرّمة!… ولا لوم على الرجل… لأنّه يخشى على  » خبزة أولاده  » … إذا كان صوت التكتل الديمقراطي وسائر الأحزاب الديمقراطية الحرّة  لا يبلغ إلى المواطن من خلال الإذاعة والتلفزة الوطنيّتين المدعومتين بمال الشعب، وإذا كانت الفضاءات العمومية ممنوعة على حزبنا،وإذا كانت الأصوات الحرّة تُمْنَعُ من الوصول إلى المواطن عن طريق الصحافة، فما معنى أن نقول  » إنّنا في بلاد ديمقراطية  ؟!  » إنّ من يريد حريّة الإعلام حقّا لا يكتم صوته… فمتى تنتهي هذه المحاصرة لأحزاب المعارضة الديمقراطية، ومتى ينتهي الحجز المقَنّع لصحفها؟! …   (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد  86  بتاريخ   28 ديسمبر   2008 )  

 مجلس الحريات:  شموع واحتفالات
 
حول الشمعة الستين لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والشمعة العاشرة لتأسيس المجلس الوطني للحريات بتونس التقى الحقوقيين المغاربة يومي 21 و22 ديسمبر في مدينة الرباط ونظموا ندوة حول  » حرية تأسيس الجمعيات  » . الندوة نظمتها التنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان بالاشتراك مع المجلس الوطني للحريات بتونس وتخللها توزيع جائزة الهاشمي العياري لحقوق الإنسان لسنتي 2007 و2008 وقد تحصل على جائزة 2007 مناصفة الصحفي سليم بوخذير والمحامي عبد الرؤوف العيادي وتحصلت على جائزة 2008 الصحفية والحقوقية زكية الضيفاوي.  
(المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد  86  بتاريخ   28 ديسمبر   2008 )
 

على أبواب مؤتمر اتحاد الكتّاب: احذروا هؤلاء !…
 
المعركة – بل المعارك – انطلقت منذ شهر أو يزيد، مقالات ومقاولات صحفية، جلسات ثنائية وجماعية علنية وسريّة، رسائل لفظية وهاتفية، وعود ووعيد هدايا وتهديد . المعارك تناثرت أحداثها الأولى هنا وهناك تماما مثل القنابل العنقودية التي تلقى في مكان ما وينتشر أثرها في المدى … كل المؤشرات توحي بارتفاع درجة الحرارة أثناء فعاليات المؤتمر القادم لاتحاد الكتاب التونسية، ورغم تأكيد البعض على الفوز المسبق للقائمة  » الرسمية  » التي تترأسها الشاعرة جميلة الماجري وتضم بعض الوجوه القديمة والوجوه الجديدة فإن كلّ الاحتمالات تبقى واردة أثناء المؤتمر وبعده، بعض الأسماء حددت مواقعها والبعض الآخر اختار المناورة هنا وهناك، طاحونة المؤتمر بدأ يدور رحاها بسرعة متصاعدة من يوم لآخر وضحاياه بدأوا في الانهيار الواحد تلوى الآخر… الرئيسة المرتقبة لازمت  » غرفة العمليات  » تتابع الأحداث من بعيد منذ فترة ولولا وجود الخالقي والحمايدي ضمن قائمتها لأمكن القول أنّها تتمتع بنسبة مطلقة في النجاح، لكن وجود هذين العضوين  » الشابين  » في الهيئتين السابقتين دفع بعدد كبير من أعضاء اتحاد الكتّاب إلى الإيمان القاطع بضرورة عدم جدوى وجودها في الهيئة القادمة … أما القائمات الأخرى فيتمتع عناصرها بنسب ضعيفة في التواجد في الهيئة المديرة بسبب اختلال التوازن في تركيباتها حيث يوجد فيها الانتهازي المفضوح والجدّي في الآن نفسه، ولعل المفاجأة الأولى لهذا المؤتمر تتمثل في عدم ترشح أمين مال الاتحاد على امتداد ربع قرن واختياره عدم الظهور في الصورة رغم دعمه اللا مشروط للعضوين الغير مرغوب فيهما ( عبد الكريم الخالقي وصلاح الدين الحمادي ) ..بعض الانتهازيين من غير المترشحين استثمروا كل الفرص الممكنة وغير الممكنة لكسب أكثر ما يمكن عن المنافع المالية وتلك هي عاداتهم، منهم من انبرى يكتب البيانات  » العسكرية  » ويوزعها في المقاهي والحانات، ومنهم من سرّب بين الجموع أنّه مكلّف بمتابعة ملف المؤتمر من طرف وزير الثقافة، ومنهم من تخصص في إجراء الحوارات الصحفية بمقابل مالي معلوم ( حسب طول الحوار ومكان نشره ) ومنهم … ومنهم … كلّ التفاصيل تؤشر على سقوط المنظمة الأدبية العريقة بين أيادي عابثة، ومع ذلك يبقى الأمل مشروعا … الأمل في إنقاذ سفينة كتّاب تونس من الغرق والخروج بها من الوحل … قد يحدث ذلك فقط لو تولّى المسؤولية في الهيئة القادمة كتّاب من غير فئة الانتهازيين الذين لا يعنيهم سوى تحقيق مصالحهم الشخصية على حساب مصالح بقية كتّاب هذا البلد… جلال الحبيب (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد  86  بتاريخ   28 ديسمبر   2008 )

شيء عن التمعّش من الثّقافة التونسيّة
 
تحاول السلطة في تونس منذ 07 نوفمبر 1987 تلميع صورتها في الداخل و الخارج مستندة في ذلك إلى تزييف الحقائق و تزوير الواقع مكتفية بأسماء الأشياء متخلية و مبتعدة عن جواهرها مشرعة لنفسها كل الطرق و الأساليب لتأبيد المشهد الذي يعجب الرأي العام و الحكومات في الخارج ، و قد عمدت السلطة في ترتيبها لأثاث بيتها الذي تعرضه على الرأي العام على استخدام الابتزاز و الاكرامات في التعامل مع المجتمع لاستقطاب المدافعين عنها و المؤيدين لها من رجال الفكر و الثقافة ، الثقافة التي هي عنوان المجتمعات المتحضرة و عوض أن تكون الثقافة  سلطة في المجتمع لأنها على مر التاريخ هي صمام التقدم و عنوان للرقي ، أخضعت الثقافة إلى السلطة فبدل الحديث عن سلطة الثقافة أصبحنا نتحدث عن ثقافة السلطة التي تأسس إلى تأبيد السائد عبر استجلاب الانتهازيين و الوصوليين ممن ركبوا حمار الثقافة وتجندهم ليتحولوا إلى مثقفي البلاط الرئاسي ثم يحضون بعد ذلك بالدعم و الإشهار و التكريم وتتحول بذلك كل المنابر الثقافية من دور الثقافة و قاعات العروض و المهرجانات الوطنية إلى منابر دعاية و إثناء و إشادة بالنظام و منجزاته ، و بذلك يتم تقويض المهمة الأصلية للثقافة و ترسيخ أخرى مفرغة من احد أهم صفاتها الملتصقة بها وهي التعالي عن الدعاية و المغالطة . تسبب كل ذلك في ظهور ما يمكن أن نسميه بالتملق الثقافي و التزلف حيث انتعشت ظواهر غريبة عن الثقافة و الفنون هذه الفنون المشخصنة و التي شرعت بدورها لنوع آخر من المدارس الفنية وهي مدارس الارتزاق و التمعش فبعد بيرم التونسي و ابن خلدون و غيرهم ممن مروا من هذا الوطن و رسخوا اسم تونس في أذهان الشعوب الأخرى أصبحنا اليوم نسمع عن شاعر في السلطة قد استنفذ كل مفردات اللغة في المديح وأديب يؤلف في الانجازات و رسام يلون سواد الواقع ومطرب ينشد الذوات و مسرحي يناشد و سينمائي يثني على العناية و غيرهم كثير من في هذه المؤسسة و يحضى هؤلاء كما سلف الذكر بالدعم لانخراطهم في البرنامج الثقافي للسلطة فيكرمون و يحتفى بهم و يدعون للمناسبات الرسمية كي يملؤوا ما بقي ما بقي من المشهد المسرحي المزيف . والسلطة بجلالتها تتدخل لتعيينهم على قوائم المهرجانات و الاماسي و السهرات و قوائم المنظمات و الوظائف، و أصبح أولئك المتسلقون العنوان الثقافي للسلطة بعد أن حرفوا المفهوم الأصلي لها . و الفن الذي هو ينبني أساسا على إعادة تركيب الواقع في محاولة لتكريس واقع أفضل أصبح في تونس بفضل جهابذة الفنون يضطلع بمهمة ديوان تطهير مواسير السلطة وتجميل الواقع رغم قبحه بعد أن قاموا بتعتيم الماضي وغيبوا السؤال عن المستقبل لتثبيت المشهد المعاش و الذي هو الخيار الأوحد . أما من خير الانحياز إلى الثقافة في معناها الأصلي الذي هو مراكمة الإنسان في الطبيعة و رؤاه لهذا العالم المنسجمة في الفن أساسا و الذي بدوره ينبني على التجاوز ، هؤلاء هم غير مرغوب فيهم و هم بالتسمية الرسمية « مناوؤن للخطاب الرسمي . هؤلاء لم تدخر السلطة لهم جهدا في محاصرتهم فهم محرومون من الدعم و الإشهار وهم دائما في كل المهرجانات و المناسبات ضيوف مبجلون على قوائم الإقصاء و التهميش فهم يغردون خارج السرب الذي يطير بانسجام و يغرد طبقا لقوانين التنمية في إطار العناية الموصولة و السياسية الرشيدة برجالات هذا الوطن ، فأن تستمع إلى يكسر أنظمة سير التنمية فهدا غير مرغوب به و مؤلف يكتب في تأصيل الكيان أو مغني يثبت روح المقاومة في موسيقاه أو مسرحي يسخر من أخطاء واقعه فهدا غير مطروح بالمرة و هدا تزييف و افتراء بالنسبة للسلطة ذات المنهج الواحد و الثقافة الواحدة و التي لا تؤمن إلا بما تنتجه . فهي كاملة و مكتملة و لن تسمح بمسار مواز لمسارها لهدا كله نسمع أو نقرا أو نشاهد حوادث من نوع منع عرض مسرحية أو إلغاء حفل أو رفض إعطاء قاعة عرض ، هده الحوادث متعددة و متكررة أكثر من حوادث السير فمن تشبث بالثقافة البديلة عن ثقافة السلطة و بالمعاني و المفاهيم الأصلية التي تميز الإنسان في الطبيعة لن يحضى بفرمان المأمور . ناهيك عما تجلبه السلطة من ضيوف الثقافة و المهرجانات حتى أن ركح قرطاج الشامخ أصبح معبرا دوليا للصفقات الفاسدة و الباحثة عن الانتشار ، أما دور الشباب و الثقافة فهي خالية تماما من الشباب و الثقافة و المثقفين و لا يرتادهم الا من هم في دائرة الولاء و في الاحتفالات السنوية التي لا تنتهي ( بذكرى التحول) وهي انعكاس لحقيقة المشهد الثقافي الرسمي في تونس لذا فالمجتمع التونسي بكل فئاته مل هذا المشهد و هجر الثقافة هجرا غير جميل . لهذا فشلت السلطة من أن تجعل من تونس عاصمة ثقافية و أن تكون كذلك بالسير على هذه الوتيرة .  سمير النفزي                                        
(المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد  86  بتاريخ   28 ديسمبر   2008 )

قال أبو وجدان:  » لتظلّ تونس استثناء « 
 
دعوة لقبول الرأي المخالف على أن لا يجب اعتباره عداء لما فيه من روعة الإثمار: حتى تظلّ بتونس استثناء***إيّاك تعتبر الخلاف عداء! إن كنت أنتَ تخالف الرأي الذي***نُبديه نحن. فلا تكن مستاءَ اسمحْ إلينا أن نقول لك: استمعْ***حتّى ولو أنّ المقالَ أساءَ فحذارِ أنت تسيءُ!أو تخشى على*** أذنيْكَ أنتَ الملءَ والإعياءَ فالأذنُ مهما انصبَّ فيها لم تزلْ***كالطبلِ فارغةٌ تفيضُ خواء فلتتّسع للآخرين، فمن يضقْ***إلاّ وكانت روحهُ صمّاءَ صممُ المسامع نشتري له آلة..***لكن بماذا نسمعُ الآراءَ؟! إن كان سمعُ الرأي في صمم فهلْ يرجو العطاشى الماء في صحراءَ؟! فحذار يا وطني من العطشان مِن***أجل ارتوائه يقتل الرّفقاءَ لا تأمنِ العطشان أن يغتالَ مَنْ ***لم يعشقِ الحريّةَ الشمّاءَ ولأنّها شمّاءُ نحن لعشقها***جئنا…ونرفضُ بيننا الجبناءَ جئنا نحاورُ من يحاورنا ولا ***إلغاءَ!لا إقصاءَ! لا استيلاءَ إنّا نصرنا لا من استولى علينا***بل نصرنا الثورةَ البيضاءَ يا ثورةً بيضاءَ قاد مسارها*** شمّ…وهُمْ من غيّروا الأشياءَ شُمُّ الأنوفِ إذا انتصرتِ لهم فهم***من بالحوارِ استمجدوا الخضراءَ هم حرّروك من الرئيسِ مدى الحياةِ***هل الرئيسُ مدى الحياةِ تراءَى!؟ جاؤوك بالرأي المخالف…إنّه***لو لم يخالف رأيهم ما جاءَ. ** (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد  86  بتاريخ   28 ديسمبر   2008 )
 

بطاقة حمراء
 
  أنا وإبليس والتطبيع ثالثنا!!   ..يا سادتي يا صقور السّلام تنحوا قليلا ..كثيرا..بعيدا فنحن نحبّ السّلام ولكنّ نحبّ فلسطين أكثر   وحدها الصدفة جعلتني أتصفّح الملف الصّحفي الذي وزّعته إدارة مهرجان « نيا بوليس » لمسرح الطفل بنابل على هامش تنظيمها للدورة 23 للمهرجان..وحدها الصدفة جعلتني أدقق التمعّن في صفحة تحوي ملخّصا لمسرحيّة بلجيكيّة سوف تعرض خلال المهرجان عنوانها « تحت غطاء الخصام ». المسرحيّة حسب الملخّص تحضّ على قيم التسامح والتعايش السلمي بين الفلسطينيين « وجيرانهم » الإسرائيليين من خلال عرض قصّة الطفلين « فرحات » طفل فسطيني (11 سنة) و « ليران  » بنت إسرائيليّة (8سنوات) يتعارفان بمحض الصدفة على الحدود بين الأرض الفسطينيّة والأرض الفلسطينيّة السّليبة عندما تطلب البنت الإسرائيلية النجدة على الضفّة المقابلة فيهرع الطفل الفلسطيني من مخيّمه لإنقاذها دون تردد محطّما جميع الحواجز السياسيّة والتاريخيّة والدمويّة، وان لم يذكر كاتب المسرحيّة كيف تمكّن الطفل الفلسطيني من تخطّي الحواجز الإسرائيلية وتجاوز أسوار خرسانات الاسمنت والحديد والمتاريس الكهربائيّة التي تعزل الشعب الفلسطيني وتقطّع أوصال أرضه، فانّه أراد أن يعبّر، حسب نصّ ملخّص المسرحيّة، عن تمثّله لفكرة السّلام وضرورة ترفّع الرّابطة الإنسانية البريئة بين الأطفال عن الحروب والضّغائن التي يثيرها الكبار. قد تبدو الفكرة للوهلة الأولى غاية في النبل والإنسانيّة، ومنتهى المثاليّة إذ تطوى حقبات سوداء من الاغتصاب والتهجير والتقتيل، وتتوارى ندوب أيّام القهر خلف ابتسامة ملائكيّة لطفلين وحّدتهما براءة الموقف وعذريّة الذاكرة، قد تبدو الفكرة كذلك لولا بعض الإيماءات والمعاني التي لا تحتمل أن تفهم خارج سياق توظيفها، فلو انطلقنا من عنوان المسرحيّة « تحت غطاء الخصام » للاحظنا أن أصحاب النصّ ينطلقون من مسلّمة أن ما يحدث بين الإسرائيليين والفلسطينيين هو مجرّد « خصام »  أي أنّه مجرّد صراع على الحدود وحرب بين دولتين متكافئتي القوى على النفوذ الجغرافي أو الاقتصادي أو السياسي  وليس عمليّة سطو من طرف حركة قوميّة ودينيّة على أرض شعب امن ، وأنّ إسرائيل لم تنشأ كيانها على أرض فلسطينيّة، أو أنّ كاتب المسرحيّة يعي كلّ ذلك لكنّه ينحدر من مدرسة عقلاونيّة تؤمن بأنّ قيام إسرائيل على أرض فلسطينيّة بات أمرا مقضيّا وأنّ على الأجيال القادمة مثل جيل الطفل الفسطيني « فرحات » ومن خلاله أطفال مهرجان « نيا بوليس » أن يتقبل فكرة « التعايش » بين صاحب الأرض والمحتلّ الذي فرض عليه أن يعيش داخل مخيّماته. أمّا « ليران » تلك الفتاة الإسرائيلية البريئة فلا يجب أن تأخذ بجريرة أجدادها الذين سطوا على أرض غيرهم، فهي لم تتورّط في  عمليّة السطو، ولكنّ ما ضرّ لو تمتّعت بالغنائم واستقرّت وتناسلت فوق أرض « فرحات » حتى تضفي على شعبها مزيدا من الشرعيّة والوجود، ولنؤجّل الحديث عن السلام والتعايش السلمي وبراءة الأجيال الإسرائيليّة الجديدة بعد اكتمال بناء الكيان.      عندما تتمعّن في نصّ المسرحيّة البلجيكيّة يخيّل لك أن كاتبها فاقد للذّاكرة أو أنّه لم يطّلع على صفحات تاريخ الاحتلال الإسرائيلي. ولو جنحنا إلى تفسير الأمر وفق مقولات المؤامرة فانّ أصحاب المسرحيّة يقصدون فعلا تغييب الذّاكرة ويتعمّدون إلغائها لدى أطفال « نيا بوليس » للمساهمة في نحت عقليّة جيل جديد تقفز على الام الماضي وتتّخذ من « السلام » غطاء لاستساغة جريمة الاحتلال.   أمّا الأغرب من كلّ ذلك فهو كيفيّة نجاح مروّجي هذه الأفكار في اختراق مهرجاناتنا والنفاذ إلى عقول أطفالنا بهذه السّهولة؟ وما هو دور لجان الانتقاء في التصديّ لهذه المدارس التي دأبت على دسّ السمّ في الدّسم خلال مختلف التظاهرات الثقافيّة في البلاد مستفيدة من الصمت المريب الذي تتبعه سلطات الإشراف حول فحوى مثل هذه المسرحيّات؟ والخوف كلّ الخوف أن نكون جزءا من مسرحيّة كبيرة عنوانها « تحت غطاء التطبيع » توفيق العيّاشي  

(المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد  86  بتاريخ   28 ديسمبر   2008 )  

أعداد أخرى مُتاحة

4 janvier 2005

Accueil   TUNISNEWS N° 1690 du 04.01.2005  archives : www.tunisnews.net لجنة المحامين النائبين أمام المحكمة العسكرية بتونس صائفة

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.