الثلاثاء، 27 فبراير 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS

7 ème année, N° 2472 du 27.02.2007

 archives : www.tunisnews.net


 لجنة الدفاع عن حجاب المرأة في تونس بألمانيا ولجنة الدفاع عن المحجّبات في تونس:    بيــــــــــــــــــــان الخط النقابي الراديكالي:   بيــــــــــــــــــــان سليم بوخذير: البوليس يُحاصر مقرّ المحامي و الحقوقي العياشي الهمامي مانعا عنه الزيارة.. ويكثف المراقبة  على مجلس الحريات نورالدين الخميري: دبلوماسي تونسي يفرّ من فرنسا خوفا من المحاكمة بسبب التّعذيب الصباح: بين قبلي والعاصمة:محاكمة 5 تلاميذ بعقد اجتماعات غير مرخص فيها  رويترز: فرنسا تسعى لدعم شراكتها مع تونس د.منصف المرزوقي: الجذور الثقافية للتعذيب ولمناهضته   تفاعلات الحوار مع عمر المستيري (3) صالح رطيبي: وداعـا أيّها الطيّبون ! مرسل الكسيبي: السادية السياسية والإعلامية في عباءة نخبوية!! محمد العروسي الهاني: الحلقة الثانية: الوطنية جرت في عروقي كمجرى دمي وأصبحت كل شيء في حياتي اليومية والإجتماعية والعائلية  رويترز: »على خطى ابن خلدون »: كتاب عن شخصية وفكر ابن خلدون الصباح:البـنـك المغــاربـي.. الصباح:هل يلغي امتحان تقويم مكاسب التلميذ بالسنة الرابعة امتحانات الثلاثي الثالث؟ الجزيرة.نت : بوتفليقة يجدد تأييده تقرير المصير بالصحراء الغربية    الحياة: المغرب: إهمال جنوب الصحراء يهدد شمال أفريقيا بمخاطر كبيرة  رويترز:محكمة استئناف مصرية تبطل حكما بحبس صحفي اتهم بسب الرئيس مبارك رويترز:الإسلام يزدهر بين السود في أمريكا بعد 11 سبتمر حسين المحمدي: نريد تراث واشنطن والعم سام..وليس حماية سلطات تافهة قتلتنا ومزّقنا.. توفيق المديني: إيران أمام استراتيجية «الخنق» الأميركية فهمي هويدي: حوار ضل طريقه


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


لجنة الدفاع عن حجاب المرأة في تونس بألمانيا ولجنة الدفاع عن المحجّبات في تونس  

  بيــــــــــــــــــــان

ما زالت إدارات بعض المعاهد في تونس تتعامل مع  قضيّة الحجاب بنوع من الغطرسة والشدّة ، وفيما يلي ننقل لكم ما وافتنا به إحدى الطالبات بأحد معاهد الجمهوريّة حيث تقول رحاب :  

 عند دخولي معهد الهادي شاكر ببنزرت أين أزاول تعليمي هناك  يوم 6 فيفري 2007 اعترضت سبيلي القيّمة نجلاء ومنعتني من الإلتحاق بالقسم طالبة منّي مغادرة المعهد  وعدم العودة إليه إلاّ بعد نزع حجابي .

اتصلت بوالدي  وأعلمته بالأمر ، فا تّصل على الفور  بالقيّم العام المدعو محمّد الهيشري ، الذي أصرّ بدوره على عدم قبولي بالمعهد حتّى لو كنت  أرتدي الفولارة التّونسيّة . لم يكن لوالدي عندها من أمر سوى الإتّصال بأحد أعضاء فرع الرّابطة التّونسيّة للدّفاع عن حقوق الإنسان ببنزرت الذي اصطحبنا إلى مدير المعهد .

وبعد نقاش طويل معه قبل المدير بعودتي إلى المعهد ، مشيرا عليّ في الوقت نفسه بإحداث تغييرات في طريقة لباسي  حتّى لا يكون عرضة للضغوطات والمساءلات الأمنيّة .

وفي يوم 21 فيفري 2007 وعندما كنت أهمّ بدخول القسم استوقفني القيّم العام من جديد وطلب منّي مغادرة المعهد على الفور وعدم العودة إليه إلاّ بعد نزع حجابي ، رفضت مساومته الرّخيصة بقوّة فما كان منه إلاّ أن أشبعني بوابل من الشّتائم والإهانات والتي لا يمكن أن تصدر من مربّ لأجيال .

غادرت المعهد واتّصلت بوالدي وأعلمته بما جرى ، فاتّصل  بالقيّم العام الذي فاجأنا بإنكاره لكلّ التصرّفات .

ونحن في لجنتي الدفاع عن المحجّبات في تونس ولجنة الدّفاع عن حجاب المرأة في تونس بألمانيا وإذ نحيّي هذا الوالد على وقفته الشّجاعة  إلى جانب ابنته ومساندته لها  في قضيّتها العادلة ، فإنّنا ندعو جميع الأولياء إلى مؤازرة بناتهم عند تعرّضهنّ لمثل هذا الإعتداء وذلك دفاعا عن قيم الحشمة والحياء والتديّن.

كما ندعو السلطات التّونسيّة  إلى إلغاء منشور 108 الذي مازال يمثّل حجرة عثرة أمام حريّة المرأة في اختيار نوعيّة لباسها

عن لجنة الدفاع عن حجاب المرأة في تونس بألمانيا ولجنة الدفاع عن المحجّبات في تونس                

 

protecthijeb@yahoo.fr        للأتّصال                     

hassiba_07@yahoo.fr

 


 
الخط النقابي الراديكالي  

  بيــــــــــــــــــــان

 

 
تونس، في 20/02/2007 على اثر الاعتصام بالمبيت الجامعي سيدي منصور ليلة الاثنين 19/02/2007 بقيادة مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس وذلك مطالبة بتحسين الوضع الصحي والحياتي بالمبيت والذي لم يعد مؤهلا للسكن نظرا لعدم توفر أدنى شروط الصحة والحياة العادية. وقد رفع الاعتصام على الساعة الرابعة صباحا بعد أن انطلق منذ الساعة السابعة مساءا. وعند خروجنا من المبيت تم ملاحقتنا من قبل البوليس والاعتداء على بعض الرفاق وذاك بغية إيقافنا. ونحن إذ نندد ﺑﻬﺫﻩ الممارسات الغاشمة من قبل أجهزة أمنية فإننا عازمون كل العزم على مواصلة تحركنا ونضالنا من أجل الطالب وذلك بمواصلة تحركنا الليلة بالمبيت الجامعي سيدي منصور وتطويرا لشكل نضالنا، ندعو كافة الطلاب للوقوف مع ذواتهم. لا شيء يكسرنا.. تنكسر البلاد على أصابعنا كفخار عاش الاتحاد العام لطلبة تونس الخط النقابي الراديكالي  


 

البوليس يُحاصر مقرّ المحامي و الحقوقي العياشي الهمامي مانعا عنه الزيارة.. ويكثف المراقبة  على مجلس الحريات

تونس – سليم بوخذير حاصرت  اليوم  27 فيفري – فبراير 2007 ، قوات الأمن  التونسي مكتب  محام و حقوقي تونسي  مانعة عنه الزيارة ، فيما تكثّفت المُراقبة البوليسيّة على مقر المجلس الوطني التونسي  للحريات . و قال لنا الصحفي التونسي لطفي حجّي مراسل قناة « الجزيرة » و رئيس نقابة الصحافيّين التونسيّين منذ حين إنّ 5 أعوان أمن سياسي بالزيّ المدني توجّهوا نحوه  اليوم  في حدود الثانية ظهرا بتوقيت تونس أمام مدخل العمارة التي بها مكتب المحامي و الناشط الحقوقي التونسي العياشي الهمامي  ببشارع المختار عطية بالعاصمة التونسية  ، و منعوه بالقوّة من الدخول و لكنّه قرّر الإعتصام في الشارع  رافضا الإنصياع لأوامر البوليس و في مرحلة مُوالية سمحوا له بالدخول  بعد أن تلقوا مكالمة هاتفية من قياداتهم بالسماح له . و تابع حجّي أنّه بعد دخوله إلى مكتب الهمامي لاحظ من شبّاك إرتفاع أعداد أعوان البوليس السياسي حول العمارة  إذ حضر ما لايقلّ عن 12 عونا إثنان منهما صعدا إلى سلّم العمارة و ظلاّ إلى جوار باب المكتب المفتوح . و بحضور هذا العدد الكبير من أعوان البوليس تمّ منع أيّ من أصدقاء العياشي من زيارته بعد لطفي حجّي و هو قرار مازال ساري المفعول إلى حدّ تحرير هذه الأسطر . و عُرف العياشي الهمامي  بنضالاته المتواصلة في مجال حقوق الإنسان  و دفاعه عن سجناء الرأي في تونس من ذلك ترأسه للجنة الدفاع عن زميله المحامي التونسي السجين محمد عبّو  الذي تمضي الخميس القادم 1 مارس – آذار الذكرى الثانية لسجنه  بثلاث سنوات و نيف  بسبب مقال كان كتبه على شبكة الأنترنت قارن فيه بين ظاهرة التعذيب في المُعتقلات التونسيّة و ما جرى في مُعتقل « أبو غريب » . و صار أيضا مكتب العياشي نفسه مشهورا منذ 18 أكتوبر –تشرين الأوّل 2005 عندما خاض فيه هذا المحامي و معه 7 قيادات للأحزاب المعارضة و منظمات المجتمع المدني التونسي إضرابا مفتوحا عن الطعام لشهر كامل مُطالبين ب3 مطالب هي الإفراج عن سجناء الرأي و رفع الحظر على المنظّمات الحقوقية الممنوعة و إطلاق حريّة الإعلام  ، و ذلك بالتزامن مع القمّة العالمية لمجتمع المعلومات التي كانت شهدتها تونس من 16 إلى 18 نوفمبر – تشرين الثاني 2005 . و من جهة أخرى ، كثفت دوائر البوليس السياسي في تونس اليوم  مُراقبتها اللصيقة على مقرّ المجلس الوطني التونسي للحرّيات  بعدد أكبر من االعددالإعتيادي من الأعوان بالزيّ المدني . و أتت هذه المراقبة أياما فقط بعد إعلان مجلس االحريات إطلاقه لحملة رمزيّة من أجل الإفراج عن سجين الرأي المحامي و الكاتب محمد عبو . (المصدر: مدونة القلم الحر سليم بوخذير بتاريخ 27 فيفري 2007 على الساعة 3 و 49 دقيقة بعد الظهر) الرابط: http://alkalamhor.maktoobblog.com/?post=227049


 

 

دبلوماسي تونسي يفرّ من فرنسا خوفا من المحاكمة بسبب التّعذيب

 

 

رفعت السيّدة زليخة الغربي   43 سنة  ، حرم السيّد مولدي الغربي اللاجئ السيّاسي بفرنسا دعوة قضائيّة لدى محكمة سراسبورغ  بفرنسا بسبب تعرّضها للتّعذيب على يدي  » خــــالد بن سعـــيد   » أيّام 11 و12 أكتوبر 1996 بمركز الشّرطة بجندوبة ، هذا  وقد أصدرت المحكمة حكما بملاحقته قضائيّا أمام محكمة التّعقيب بفرنسا وهو في حالة فرار .

علما وأنّ المجرم « خالد بن سعيد  « كان يعمل منذ بداية الألفيّة الثانيّة بالسّلك الدّبلوماسي بفرنسا كنائب للقنصل .

وهذه هيّ المرّة الثّانيّة التي تصدر فيها محكمة أوروبيّة حكما بملاحقة الجلاّدين التّونسيّين بعد قضيّة كان قد رفعها السيّد نايت ليمام بسويسرا ضدّ وزير الدّاخليّة الأسبق .

 

نورالدين الخميري ـ ألمانيا

 

 

وفي ما يلي الخبر كما ورد في جريدة لومند الفرنسيّة :

 

 

Un diplomate tunisien en fuite sera jugé aux assises pour « tortures »

 

Article publié le 23 Février 2007 Par Piotr Smolar Source : LE MONDE Taille de l’article : 451 mots Extrait : CONTRE l’avis du parquet et la bienséance diplomatique, un juge d’instruction de Strasbourg a décidé, le 16 février, de renvoyer devant la cour d’assises du Bas-Rhin Khaled Ben Saïd, ancien vice-consul de Tunisie dans la ville. Visé par un mandat d’arrêt international depuis cinq ans et toujours en fuite, cet ancien policier est soupçonné d’avoir soumis Zoulaïkha Gharbi, 43 ans, à des actes de torture et de barbarie, les 11 et 12 octobre 1996, dans les locaux du commissariat de Jendouba, en Tunisie. Entre ces mêmes murs, son mari avait subi un sort identique en 1991. Il était soupçonné d’appartenir à un cercle religieux interdit.


 

بين قبلي والعاصمة:

محاكمة 5 تلاميذ بعقد اجتماعات غير مرخص فيها

احيل أمس على انظار الدائرة الجناحية الرابعة بالمحكمة الابتدائية بتونس 5 متهمين تتراوح اعمارهم بين 19 و 21 سنة وهم تلاميذ ويزاولون تعليمهم بمدينة قبلي. وقد احضروا بحالة ايقاف بعدما وجهت لهم تهمة عقد اجتماعات غير مرخص فيها طبق احكام الفصول 2 و 5 و 23 و24 من قانون 69 وحسب محاضر البحث فإن دورية امنية تولت ايقاف المتهمين الخمسة بجهة باب سعدون يوم 6 فيفري الجاري وذلك في اطار ملاحقة الجماعات المتبنية للفكر الجهادي السلفي. وبعرضهم على باحث البداية اعترفوا بانهم من متساكني جهة قبلي وقد تعرفوا على بعضهم البعض  واصبحوا يتدارسون الجهاد وتأثروا كذلك بالاوضاع الراهنة بالعراق وفلسطين  وما تبثه بعض القنوات من مسائل دينية. واقتنعوا بضرورة السفر للعراق للجهاد  وكانوا  يجتمعون باحد الاسواق بالجهة  وكذلك بمقهى وقد قرروا في نهاية المطاف  السفر الى البلد المذكور  ولكن ايقافهم من طرف السطات الأمنية  حال دون تنفيذهم لمخططهم. وبإحالتهنم  على  المحكمة  في جلسة امس  تراجع  المتهم  الاول في تصريحاته السابقة  والتي قال  فيها أنه تبنى الفكر الجهادي  السلفي  منذ سنة 2004 وانكر ذلك  الاعتراف  كما أنكر اجتماعه  مع باقي المتهمين لتدارس  مسائل  في الجهاد  وذكر انهم التقوا مرة واحدة بمقهى  لمتابعة  مباراة رياضية  . وأما  المتهم الثاني فقد صرح لدى  باحث البداية ان المتهم الاول هو من اقنعه بتبني الفكر  الجهادي  السلفي ولكنه تراجع كليا في جلسة أمس وقال  انه تعرف على المتهم الاول  في حفل زفاف و انكر تدارسهما  مسألة  الهجرة للعراق قصد الجهاد. وأما بقية المتهمين  فقد تراجعوا في اعترفاتهم  السابقة مؤكدين على انهم لم  يفكروا في الهجرة للجهاد. وباعطاء  الكلمة لمحامي  الدفاع رافع  عن المتهمين  ولاحظ أن دورية أمنية  اوقفتهم يوم 6 فيفري بجهة باب سعدون  ورأى أن ذلك أمر  مستحيل  لانهم  اصيلو مدينة قبلي  وهم يزاولون تعليمهم  هناك  والمسافة  بين العاصمة  والجهة المذكورة بعيدة جدا . ومن جهة اخرى رأى أن الاجتماع العام  يستدعي  وجود  عدد كبير من الاشخاص وما حصل بين منوبيه  كان مجرد لقاءات  ثنائية  لا ترتقي الى مستوى الاجتماع. وبناء على ما أورده في مرافعته  طلب  في حق منوبيه الحكم بالبراءة. وأما المحكمة فقررت حجز القضية  للمفاوضة  بعدما سجلت اقوال  المتهمين  ومرافعة  الدفاع. مفيدة القيزاني (المصدر:  جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 27 فيفري 2007)  


مخالفة ديوانية أكدت مصادر بالديوانة أن عملية اللحوم المهربة في سوسة من قطر شقيق لا تعدو أن تكون مخالفة ديوانية حيث تم ادخال هذه اللحوم الى الأراضي التونسية بطريقة غير قانونية ومخالفة للصيغ والتراتيب المعمول بها في عمليات التوريد، كما أن الكمية المهربة ليست كبيرة وكانت في شاحنة صغيرة ضمن صناديق للسمك. وعلى صعيد آخر علمنا أن كمية اللحم غير فاسدة. تقلبات الوضع الجوي اتسمت العوامل المناخية امس بانخفاض ملحوظ في درجات الحرارة ونزول الأمطار وقد كان الوضع الجوي ملائما لظهور السحب الرعدية التي أفرزت نزول البرد محليا في عدد من المناطق.. هذه العوامل يتوقع تواصلها اليوم في انتظار استقرار الوضع بداية من الغد الاربعاء أول أيام الربيع. فهل سيكون ربيعنا شتويا هذا العام بعد أن تأخر حلول الشتاء وطقسه البارد والممطر في فصله المعتاد وأبى الا أن يزورنا في سويعاته الأخيرة من عمر هذا الفصل؟ في نهج «توريسلي» بمونفلوري يشكو سكان نهج توريسلي بمونفلوري من مشكلة تراكم الفضلات وعدم قدرة الحاويتين الموضوعتين في هذا النهج على احتواء كل القمامة الموضوعة من قبل السكان وهو ما يجعل هاتين الحاويتين تفيضان بالفضلات المنزلية قبل منتصف النهار، خاصة أن العون البلدي يفرغ كذلك فضلات الانهج المجاورة في هاتين الحاويتين ليكون المشهد طيلة اليوم مقززا خاصة أن الروائح الكريهة أصبحت الميزة الطاغية على هذا النهج اضافة الى تكاثر الحشرات والعلاقة الوطيدة التي أصبحت تربط هذا النهج بالقطط والكلاب السائبة، فهل من حل لهذه المشكلة؟ إحــصــــــاء نشرت وزارة التجهيز والاسكان والتهيئة الترابية الاسبوع الماضي عددا من أعوانها على جانب عديد الطرقات الرئيسية الهامة في العاصمة (شارع 7 نوفمبر، طريق تونس المرسى، طريق رواد..) لاحصاء عدد السيارات والعربات المارة في كل طريق لمعرفة نسبة الكثافة المرورية في أبرز شرايين العاصمة. وقد لاحظ المارة من هذه الطرقات وجود مظلات باللونين الاحمر والأبيض منتصبة على جوانب الطرقات ليحتمي فيها هؤلاء الاعوان من الامطار والبرد. مجلة القضاء والتشريع في عدد خاص صدر مؤخرا عن مركز الدراسات القانونية والقضائية عدد خاص لمجلة «القضاء والتشريع» وذلك بمناسبة افتتاح السنة القضائية 2006/2007 بمختلف محاكم الاستئناف، وتضمن هذا العدد كلمات الافتتاح والنصوص الكاملة للمحاضرات التي ألقيت بهذه المناسبة. وتعلقت هذه المحاضرات بمواضيع متنوعة تهم دور القضاء في تجسيم مجلة الأحوال الشخصية وقانون انقاذ المؤسسات التي تمر بصعوبات اقتصادية والسياسة الجنائية الحديثة في تونس ومبادئ مجلة الالتزامات والعقود وقاضي الجباية وآثار العولمة على العلاقات الشغلية. سمك أزرق في تقويم أولي لمدى تقدم خطة النهوض بالسمك الأزرق تفيد المعطيات بأن 56 وحدة دخلت حيز الانتاج بتفاوت وتعذر على ثمانية مستثمرين الشروع في انجاز وحداتهم، كما تم انجاز 12 مصنعا للثلج مقابل وحدتين بصدد الانجاز. مخزون البذور  شكل تقدم موسم الزراعات الكبرى بولاية باجة ومتطلبات تثمين الأمطار الأخيرة أحد محاور جلسة عمل انتظمت مؤخرا بوزارة الفلاحة بحضور الاطارات الفلاحية تم خلالها النظر في تحسين معدلات انتاج مزارع الحبوب والاعلاف مع التركيز على تدعيم المخزون الاستراتيجي للبذور. تونسية تفوز بجائزة للبحث العلمي منحت مؤسسة «لوريال» واليونسكو في باريس جائزة «نساء في حقل العلم» لثلاث نساء عربيات من المغرب والسودان وتونس من ضمن خمس نساء يمثلن الباحثات في العلوم الطبيعية بالعالم.  وقام مدير اليونسكو الياباني كويشيرو ماتسورا ورئيس مؤسسة لوريالو سير ليندسي أوين جونز بتسليم الجوائز خلال حفل نظم في مقر اليونسكو. وفازت سارة بن مبارك من تونس بالجائزة في ميدان التكنولوجيا البيولوجية النباتية تطوير أساليب لمكافحة جرثومة Mycosphaerela gramincola الفطرية المسببة لمرض التبقع السبتوري في القمح. التغيرات المناخية أنجزت وزارة البيئة والتنمية المستديمة كتيبا مرفوقا بقرص ليزري حول التغيرات المناخية وتضمن تعريفا مبسطا بالمناخ والعوامل المؤثرة فيه وهي حرارة الشمس والنشاط الشمسي وتيارات المحيطات والاحتباس الحراري ودور الانسان في تقويته وتم التعريف بالتغيرات المناخية ودور الأنشطة الانسانية في تغير المناخ وتأثيراته كارتفاع سطح البحار والمحيطات وتضرر المنظومة الطبيعية والظواهر المناخية الخطرة والانعكاسات على الصحة والانسان ومساهمة التغيرات المناخية في انبعاث الغازات الدفيئة. حملة استباقية لمقاومة الناموس علمت «الصباح» أن حملة استباقية مبكرة يجري الاعداد لها لمقاومة ولمداواة أوكار الناموس داخل المستنقعات والسباخ المحيطة بالعاصمة. وسوف تشمل هذه العمليات مناطق واسعة منها سبخة أريانة والسيجومي ومحيط مدينة رادس وغيرها من الاماكن التي تمثل مصادر أساسية لهذه الحشرات. ممثل للمنظمة العالمية للتجارة بتونس يحل اليوم بتونس ممثل عن المنظمة العالمية للتجارة لاجراء محادثات بخصوص جملة من الجوانب الخاصة بسير التجارة الخارجية التونسية وابرام اتفاقيات مع السيد منذر الزنايدي وزير التجارة والصناعات التقليدية بخصوص هذا البعد. وينتظر أن يعقد هذا المسؤول اليوم ندوة صحفية بخصوص الاتفاقيات التي تم ابرامها مع تونس. (المصدر:  جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 27 فيفري 2007)  


فرنسا تسعى لدعم شراكتها مع تونس

تونس (رويترز) – قالت فرنسا يوم الثلاثاء إنها تتطلع لدفع التعاون مع شريكها الجنوبي تونس في مختلف المجالات باعتبارهما « محركين أساسيين » في منطقة البحر المتوسط. وفرنسا هي الشريك التجاري الأول لمستعمرتها السابقة تونس بحجم مبادلات تجاوز ستة مليار يورو عام 2006 وبأكثر من 1100 مؤسسة استثمارية بقيمة 80 مليون يورو. وقال سارج ديجالي السفير الفرنسي في تونس في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة التونسية « نأمل ان تتدعم شراكتنا الجيدة مع تونس خلال هذا العام في مختلف المجالات لأن بلدينا محركان اساسيان في منطقة البحر المتوسط. » ووصف ديجالي علاقات بلاده بتونس بأنها « متميزة وتشمل التشاور في مجالات اقتصادية واجتماعية وسياسية متعددة. » واعتبر أن أي تغييرات محتملة في رئاسة فرنسا قد تحملها نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة في ابريل نيسان لا يمكن ان تؤثر على سياسة بلاده في دفع التعاون مع دول جنوب البحر المتوسط. وقال « بغض النظر عن اي لون سياسي فان التغييرات التي قد تحصل في رئاسة فرنسا لن تغير من سياستنا مع شركائنا في المتوسط وأعتقد ان التعاون سيستمر مع هذه البلدان ومن ضمنها تونس شريكنا المهم. » وأضاف « تعاوننا مع تونس سيشمل مجالات عديدة خلال العام المقبل من بينها مساهمتنا في مشاريع كبرى مثل مشروع تبرورة البيئي بمنطقة صفاقس. » وقلل السفير من شأن تراجع علاقات بلاده التجارية مع تونس لفائدة بعض العواصم الخليجية. وقال « جميل ان يكون التواجد الخليجي مهم في تونس وهذا لا يقلل من الاهمية التي تتمتع بها تونس لدى الفرنسيين والدليل ان شركة اتصالات فرنسية كانت على وشك الفوز بصفقة شراء حصة من اتصالات تونس وهذا مهم. » وكانت شركة ديجيكوم الاماراتية فازت في الاونة الاخيرة بصفقة شراء 35 بالمئة من اسهم اتصالات تونس على حساب فيفندي الفرنسية بصفقة تجاوزت 2.2 مليار دولار. وقال ان « للاستثمارات الفرنسية في تونس قيمة مضافة ومتميزة حيث انها اضافة لرفع صادرات البلاد تساهم في خلق الالاف من فرص العمل. » وتوفر المؤسسات الفرنسية المستثمرة في تونس حوالي 100 الف فرصة عمل في بلد تصل فيه نسبة البطالة الى 14 بالمئة وفقا للارقام الرسمية. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 27 فيفري 2007)


                                   

الجذور الثقافية للتعذيب ولمناهضته

 

د.منصف المرزوقي

 

نظرا لعودة ظاهرة التعذيب بقوة في بلادنا وضرورة التجند من جديد فكريا وأخلاقيا وسياسيا ضده فقد ارتأيت نشر – على ثلاثة حلقات – دراسة عن الموضوع منشور بمراجعه على موقعي وسبق نشره في كتاب سلامة النفس والجسد الذي نشرته اللجنة العربية لحقوق الإنسان بمناسبة خمسينية الإعلان العالمي لحقوق الإنسان

.

لماذا لم تتناول المدارس الفكرية الكبرى قضيّة التعذيب باعتبارها واحدا من أهمّ أسس هدم الأنسنة المجتمعية والكرامة الفردية ? ولماذا حلّقت مسألة انتهاك حرمة النفس والجسد في أنماط الإنتاج وحدود الأمم واختلاف الأديان والثقافات لتقف شامخة فوق المكان والزمان عالمية الطبع مع خصوصيات في التعبير والتمثيل والتأثير ? أليس من جرائم المثقّف اعتبار هذا الموضوع قضيّة ثانوية تحلّ تلقائيا بعد الوصول إلى نمط الحياة الذي يقترحه ? ولماذا انتظرت الكنيسة السبعينيات في هذا القرن -قرابة ألفي عام-لتظهر من داخلها حركة مناهضة للتعذيب? ولماذا لم تحلّ مشكلة سلامة النفس والجسد في الديانتين اليهودية والإسلام وما زال التعذيب مقرّا بالقانون في إسرائيل وإيران والسعودية ? وأين موقع الطبيب في هذا المعامع خاصّة وإنّ الطبّ والفلسفة والعلوم كانت تتمركز حتّى نهاية العصور الوسطى في رموز مشتركة كابن سينا والرازي وابن الجزّار مثلا وأنّ الطبيب الحديث بالتعريف يعمل لوقاية وحماية ومعالجة النفس والجسد.« 

قرأت الأسئلة مرّات ومرّات لأكتشف أنّني لا أستطيع أن أقدّم ردّا عليها وإنّما في أحسن الحالات فرضيّة  تبقى مطالبة بالبرهنة العلمية وقابلة لكلّ أنواع النقد والمراجعة، لكنّها المصباح الذي أهتدى على نوره منذ سنوات لفهم ومقاومة التعذيب.

إن  فرضيّتي بشديد التبسيط والاختصار والحذر هي أنّ من عناهم هيثم منّاع بأسئلته كانوا  لا « يرون  » التعذيب لأنّهم كانوا  لا « يرون  » الإنسان، وإنّما الفرد. وانّنا أصبحنا « نرى » التعذيب لأننا أصبحنا لا « نرى » الفرد، وإنّما الإنسان. وأنّ تغيّر الرّؤيا هذا هو نتيجة مراجعة جذريّة حديثة العهد ومتعدّدة الأسباب حصلت داخل الثقافة الغربيّة لوضعيّة الشخص وقيمته بالنسبة لمختلف المؤسّسات المجتمعية.

 

الرؤيــا الجــديدة

لننطلق من ملاحظتين بديهيتين الأولى  قدم التعذيب وعالميته كظاهرة، والثانية حداثة ومحليّة الحساسية تجاهه .

إن استشراءه في كلّ مكان كجزء لا يتجزأ من ممارسة الحكم ظاهرة لا جدال فيها. حقّا قد تفاجئنا أبحاث معمّقة بجهل قبائل « البويبلو » الأمريكية به، لكن الشواذ لا يلغي قاعدة يعطينا منها تاريخ أغلب الشعوب المعروفة أمثلة بليغة.

الثابت أيضا أنّ الظاهرة موغلة في القدم وقد تكون قديمة قدم الدولة نفسها، حيث هي موجودة أين تواجدت السلطة .

نعرف اليوم أنّ أباطرة الصين كانوا يقسّمون المغضوب عليهم من فوق إلى تحت عموديّا بالسيف وأنّ الرومان كانوا يصلبون وأنّ المسلمون كانوا ولا يزال منهم من يقطع الأيادي والأرجل باسم إله عرّف نفسه بأنّه الرحمان الرحيم وأنّ الأوروبيون كانوا يتفنّنون في المسائلة  (La question) وهم أصحاب اختراع الموت حرقا للملحدين

نكتشف أنّ عصرنا هذا لم يفعل سوى تحديث وسائل التعذيب بإدخال الكهرباء مثلا وإيتاءه وظائف جديدة كالتجارب الطبيّة النازية وغير النازية على المساجين .

 لا يكاد يخلو دين أو عصر من شهداء التعذيب لا نعرف من ضحاياه إلاّ بعض الأسماء الشهيرة هي  الجزء الظاهر من جبل الجليد. فالتاريخ اليهودي يفسح مجالا كبيرا  لموت « أكيبا بن يوسف » سنة 50 م وهو أحد الشهداء العشر في الديانة اليهودية الذين يذكرون في الصلوات. كذلك يتذكّر التاريخ تعذيب القدّيسين بطرس وبولس والمسيحيين الأوائل ويتذكّر المسلمون تعذيب بلال وفظاعة قتل الحلاّج وابن المقفّع.

التصق  التعذيب بعمليّة الاستشهاد في كلّ الديانات تقريبا بل هو من أهمّ علاماته. ولا نستغرب أن نرى الشيعة إلى اليوم يلحقون بأنفسهم أشدّ الأذى في ندبهم للحسين مشاركة في آلام المعذّب الكبير وتكفيرا عن الخطيئة الكبرى التي دنّست الشهيد .

إنّ أهمّ رمز للتعذيب وأوسعه انتشارا وأقواه أثرا في عمق الوعي الجماعي هو بدون شك أو منازع الصليب المسيحي. فهذا الذي تراه  مصلوبا، سواء اعتبرته إنسانا أو إلها، كائن عرف أبشع أنواع التعذيب وأبشع موتة حفظت كتب التاريخ تفاصيلها الدقيقة. لقد أجبر تحت السّوط على حمل صليبه على طول طريق الآلام ثمّ علّق على الخشبة ورشقت المسامير في راحتيه ورجليه وترك شبه عار ليموت ببطء شديد  معانيا آلاما لا قبل لنا بتصوّرها، وذلك أمام عيني أمّه وأهله وأتباعه لمزيد التنكيل المعنوي به وبهم .

إنّ هذه اللّوحة التي عبرت التاريخ وأصبحت رمزا لدين من أهمّ أديان البشرية لأصدق تعبير عن خطورة  التعذيب ودوره المتواصل تاريخ الإنسانية أكان ذلك على الصعيد الرمزي المعنوي أو على صعيد الفعل المباشر .

 الملفت للنظر أنّه حتّى هذا الدين الذي عذّب مؤسّسه وعذّب حواريه وأولى أتباعه لم يأخذ الموقف الذي تطالبه به بصفة رجعية حساسية جديدة لا تفهم أنّها نتاج ظروف فكرية سياسية تاريخية خاصّة بحاضرنا.

لا غرابة أن لا تأخذ الكنيسة الكاثوليكية موقفا واضحا ضدّ التعذيب إلاّ في السبعينيات، أي بعد ألفي سنة من تعذيب المسيح وبفعل تأثير خارجي لا انطلاقا من مبادئها وتطويرا لها.

 لقد انتصبت محاكم التفتيش في فرنسا لأول مرّة سنة 1231 لمحاربة الهرقطة قبل أن تمتدّ آثامها إلى إيطاليا وخاصّة إلى أسبانيا في القرن الخامس عشر والسادس عشر. كما يمكن القول أن البابا Innocent  الرابع شرّع سنة 1252 التعذيب بكلّ براءة وراحة ضمير. ألم يكن بصدد الدفاع عن الكنيسة بأكملها والدين الحقّ ؟.

يذكر التاريخ كذلك ضلوع الكنيسة الكاثوليكية في تعذيب وحرق عالم وأديب ومفكّر من الطراز الأوّل تبهرنا حداثته إلى اليوم وهو الرّاهب الإيطالي Giordano Bruno في بداية القرن السادس عشر ناهيك عن ضلوعها في قضيّة  Gallilée الشهيرة .

في نفس السياق نحن لا نجد في حضارتنا العربية الإسلامية حركة فكرية أو سياسية حاربت التعذيب كظاهرة  وإشكالية في حد ذاتها، وذلك حتى بداية هذا القرن. في الوقت الذي نستطيع فيه تصفيف مئات الأسماء لمن ناضلوا منذ بداية التاريخ المكتوب ضدّ وأد البنات مثل : صعصعة بن ناجي بن عقل في الجاهلية، وضدّ الظلم والاستبداد السياسي مثل أبو ذرّ الغفاري، والاضطهاد الديني مثل ابن المقفّع، والتعصّب مثل ابن عربي،  وإزهاق الروح مثل الرازي وابن ماسوية وابن اسحاق، ودونيّة المرأة مثل قاسم أمين والطاهر الحدّاد.

فالثابت إذا أنّ التعذيب لم يخرج من  كواليس السلطة أو الدين إلاّ في فترة قريبة جدّا منّا وأنّ حساسيتنا تجاهه ظاهرة حديثة ،أي أنّه كان موجودا طوال التاريخ كظاهرة وغير موجود كإشكالية .لقد كانت المسائلة والإعدامات وحرق الأحياء  وقطع الرقاب تقع على قارعة الطريق  وفي الساحات العمومية في أوروبا إلى قرنين أو ثلاث خلت ولم يصبح التكتّم قاعدة  إلاّ في هذا القرن.

إنّ الكتابات والدراسات والقوانين أو الجمعيات المناهضة للتعذيب دوليّا وعربيّا ظاهرة وليدة اللّحظة الفارطة بمقياس التاريخ وكذلك إنكار  بعض الدول للممارسة. مع العلم أنّ هذا الإنكار ليس بالوضوح والعمق الذي نتصوّر ولا أعتقد أنّه أمر نهائي. إضافة إلى تواصل الجلد وقطع الرؤوس بالسيف أو تفجيرها بالرصاص على قارعة الطريق في دول ممثّلة في الأمم المتّحدة وداخل مجلس الأمن .

نعرف كذلك حداثة المؤشّرات الإيجابية كظهور الرفض الاجتماعي الذي تتّسع رقعته يوما بعد يوم،  والانتباه المتزايد لموضوع كان موجودا في منطقة عمياء من مناطق الوعي الجماعي.

إنّ التعذيب بتعريف  معاهدة 1984  « أيّ عمل ينتج عنه ألم أو عذاب شديد جسديّا كان أم نفسيّا يلحق عمدا بشخص ما بقصد الحصول على اعتراف أو تخويفه أو إرغامه  » هو أوّل إدانة رسميّة جاءت متأخّرة بعشرات القرون.

ما الذي حصل حتّى أصبحنا  اليوم « نرى » ما كنّا « لا نراه » ?. كيف ولماذا خرج  التعذيب من المنطقة العمياء التي عاش داخلها عشرات القرون ليصبح إشكالية محورية في الصراع الفكري والقيمي والسياسي الدائر رحاه اليوم في العالم ?.

 كيف انتقلنا من حالة  اعتبر فيها أمرا عاديا إلى حالة  اعتبر فيها منكر المنكرات ؟

                                                       ———

إنّ  أوّل خطر منهجي يتهدّدنا ونحن نبحث عن الردّ هو الركون إلى البحث عن سبب واحد واضح جليّ نبسّط به ما هو معقّد بطبيعته. وهو منحى طبيعي وبالغ الخطورة على أيّ مشروع جدّي لفهم الظواهر والتعامل معها على قاعدة أقصى الفعالية .  وعلى سبيل المثال لا شيء أصعب قبولا للطالب المبتدئ في الطبّ من التخلّى عن بداهة فكرة أنّ سبب السلّ هو عصية كوخ وأن تراجع المرض هو نتيجة اكتشاف الطب  للدّواء واللّقاح المضادّ للعصيات .

لإعادة صياغة الفكر الناشئ لا بدّ من مواجهته بالدراسات التي تثبت انهيار السلّ قبل اكتشاف الجرثومة والدواء والتلقيح ضدّها وإفهامه أنّ الجرثومة جزء من شبكة سببيّة بالغة التعقيد فيها الظروف الاجتماعية والاقتصادية والمناعة الذاتية الخ، وأنّ الجرثومة شرط ضروري لوجود المرض، لكنّه غير كاف إذا لم تتوفّر العوامل المسبّبة الأخرى كالفقر والجهل والكرب( stress)

في نفس السياق يجب أن نحذر السبب الواحد في تفسير ظاهرة هامّة كحداثة الحساسيّة ضد التعذيب. بل يجب أن نبحث عن أكبر قدر ممكن من العوامل التي تداخلت بصفة بالغة التعقيد لكي تبرز الظاهرة الجديدة  متذكّرين دوما أنّنا لا نتحدّث في المطلق وإنما عن تطوّر الظّاهرة داخل الحضارة الغربية .

لنحاول استحضار بعضا من هذه العوامل الكبيرة الاحتمال :

ارتفاع المستوى  المادّي والتعليمي والصحّي بفضل الثورة الصناعية، وبالتالي ارتفاع القيمة البشرية لعدد متزايد من النّاس.

انتقال الرعاع – الرعايا  بفضل الثورات المتتابعة إلى وضعية شعب من المواطنين .

-نجاح المدن في أوروبا في استيعاب جحافل المهاجرين من الريف وتمدينهم وإدماجهم في قيمها وممارساتها.

تراجع الحروب الأهلية وانتقال الصراعات السياسية  من الحرب الدموية  إلى الحرب الرمزية بفضل الديمقراطية.

تحجيم السلطة المطلقة وتغلغل مفهوم دولة القانون بما هي تقنين الواجبات والحقوق من منطلق المساواة  أمام سلطة ليست مشخّصة  .

 –  ردّة الفعل ضد  الفظاعات التي  مورست ضدّ قطاعات واسعة من النّاس وبلغت ذروتها إبّان الدكتاتوريات الستالينية والفاشية والنازية .

اتّضاح خواء الايديولوجيا وعمق الآلام التي تحدثها نظريّات مجنونة تدّعي تحرير من توثق بأمتن سلاسل الاستبداد .

–   وأخيرا وليس آخرا العامل الثقافي أي  تغيّر  عميق في مستوى الصورة التي يحملها المجتمع عن عناصره المكونة بحصول تطوّر ذهني (واكب ومهّد وتبع التطوّر السياسي الاقتصادي والاجتماعي ) بلور من  « البروليتاريا «  والرعايا  مواطنين، ومن المواطن إنسانا ومن الإنسان « إ نسانا حراما « .

إنّ  قائمة العوامل الممكنة قد تكون أطول من هذا بكثير، إلا أنّني أودّ  أن  أتوقّف عند العامل الثقافي بصفته العامل  المركزي الذي لا بدّ منه لوجود الحساسية الجديدة، مثلما لا بدّ من وجود جرثومة كوخ حتّى يوجد السلّ دون أن يعني هذا أنّها سببه  .

إنّ  الفرضية التي أقدّمها لمزيد النقاش هي أنّ العوامل المذكورة الأخرى قد تكون من تبعات أو من أسباب العامل المحوري، إلاّ أنّها ما كانت تفعل فعلها لو غاب هذا العامل : أيّ حصول تغيّر عميق وجذري داخل الثقافة الغربية في تصوّرها ( ثمّ في بلورتها لهذا التصوّر تشريعا وسياسة )  للعلاقة بين الفرد والمجموعة، أي في رؤيتها الجديدة للإنسان نفسه.

 نأتي هنا إلى أهميّة مفهوم  الرؤيا Paradigme وأهم  من استعمله في  الفكر الغربي هو فيلسوف العلوم الأمريكي Thomas kuhn  إذ جعله محورا نظريّا هامّا في تفسير تطوّر الفكر العلمي وأشاعته في شتّى الميادين  الفكرية الأخرى .

أنّ الفكر الأنساني ليس آلة تسجيل يقع داخلها تحميض صور عالم موضوعي مستقلّ بشأنه عن المشاهد وهو ليس فكرا مستقلاّ عن هذا الواقع يستطيع أن يشكّله حسب أهوائه كما يفعل ذلك في أحلام المنام أو اليقظة.

إنّه يتعامل دوما  مع العالم الخارجي بتسجيل المعلومات التي تحملها  إليه الحواسّ وبتنظيمها باللّغة بما هي صيرورة تاريخية وفق تشكيلة متناسقة تعطي للمعلومات معناها ووظائفها. هكذا ترانا نتفاعل دوما مع العالم بما هو صانع ومصنوع من خلال هذه النظّارات الإجبارية  .لأسباب مختلفة يكفّ الفكر عن اعتبار العالم مثلا  مسرحا لقوى غيبية  « ليراه  » في شكل آخر محكوما بقوى موضوعية خالية من كلّ  إرادة غيبية . تنطلق بعد هذه الرّؤيا الفرضيات التي ستولّد الفيزياء أو الكيمياء تدعمها وتبلورها إلى أن تتغيّر هي الأخرى بفعل تغيّر الاستعدادات الذهنيّة والعاطفية، تنجم بدورها عن تبلور معلومات جديدة لا تتماشى مع الرّؤيا القديمة.

فالرّؤيا إذن  تغيّر شامل في التعامل مع ظواهر قارّة أو هي إعادة قراءة لها وصياغة جديدة تقطع مع رؤيا قديمة. وترتكز نظرية  kuhn في تطوّر العلوم والفكر بصفة عامّة على فكرة حدوث تغيير في الرّؤيا وليس في تكديس المعلومات « الصحيحة »  كما يتصوّر البعض .

هكذا، تتظافر جملة من الأسباب المعقّدة  جاعلة الحضارة الغربية تنظر للإنسان بغير العين التي كانت تنظر  له بها قبل منعطف ما من تطوّرها. حيث أنّها بلوّرت من مادّة خام اسمها الفرد مولودا جديدا هو الشخص .  

                                                         

 نحو القطيعة الابستمولوجية

يقول Althusser  أنّ الصراعات الفكرية هي صراعات سياسية داخل الفكر.لا ينطبق هذا الرأي على إشكالية قدر انطباقه على الشدّ والجذب القائمين منذ القدم داخل الفكر والسياسة حول العلاقة بين الفرد والمجموعة وقيمة هذا بالنسبة لذاك.

لقد طرحت دوما هذه العلاقة من منظور علوية القيمة والمصالح  وكانت الغلبة دوما فيها للمجموعة على الفرد  .

إن اعتبار الإنسان مجرّد فرد ليس فقط من ركائز  الفكر السياسي الاستبدادي في كل زمان ومكان وإنّما هو موقف موجود داخل مدارس فكريّة محترمة كالماركسيّة والبنيوية structuralisme  . فقد اعتبرت هذه المدارس الفرد مجرّد وحدة عدديّة تبنيها العلاقات الجماعية وتعكس صراعاتها، ولا وجود لها ولا قيمة  لها بذاتها. ورأت فيه خليّة تابعة لنسيج يسهل الاستغناء عنه ويمكن التضحية به ولا يستمد  قيمته إلا مما يقدّمه من طاعة ومن خدمات لأيدلوجيا المجموعة ومصالح المجموعة ومشاريع المجموعة .

بالمقابل نكتشف أن مدارسا فلسفية أخرى بالأساس المدرسة المثالية لـ BerkleyوLeibnitz  ركّزت على أن الفرد ( بما هو جملة من الحقوق الغير معترف بها لذات غير معترف بقيمتها ) موجود كذات هي مركز عالمها وتجربة يتيمة  لا تعوّض. وهو ما يترتب عنه ويمهّد لفكرة الحقوق الغير قابلة للتصرّف التي فرضت وجودها في هذا القرن.

كما نجد  » متشدّدين » عند عابدي   المجتمع والأمّة والقوانين الموضوعية  للتاريخ والمستعدّين دوما للتضحية بالثلثين الفاسدين من أجل إنقاذ الثلث الصالح،  نجد  » متشدّدين » في الاتّجاه المعاكس، حيث تصاعدت عبادة الذّات إلى درجات منقطعة النظير عند أحد منظّري الفوضوية في القرن التاسع عشر، هو Stirner  وكان ذلك ردّة فعل أكثر منه موقفا فكريّا.

تندرج محاولة Emmanuel Mounier  في بداية هذا القرن لوضع أسس المدرسة الشخصاوية Personnalisme  في إطار محاولة إيجاد مخرج من مأزق المواجهة بين المدرستين المتناحرتين وذلك بمحاولة التوفيق بين قيمة الفرد وضرورة تفتّحه على المجموعة.

يتبيّن نجاح تبلور الشخص من الفرد في غرب القرنين الأخيرين ليس فقط في الفعل السياسي وإنّما في المكانة المركزية التي أصبح يحتلّها داخل العلوم. فهو في » الفلسفة الكوجيتو الديكارتي » والذات المكو نة للعالم في المدرسة المثالية وهو في علم النفس الموضوع الأوحد بما هومصدر كل  المواقف والتصرّفات، وهو في علم الاجتماع جملة الوضعيات والأدوار ومنطلق ومركز العلاقات التي تشكّل المجتمع، وهو في القانون موضوع الحقوق والواجبات، وهو في السياسة المواطن والناخب ،وهو في الاقتصاد المنتج والمستهلك .

نرى عبر كل  هذه الأمثلة أن  الشخص أصبح مركزيّا وفاعلا ولم يعد مجرّد خليّة طيّعة في نسيج أو رقم في مجموعة حسابية.

                                                        ++++++++

 لا نستغرب أن يواكب هذا الصراع النظري السياسي انطلاق نضال متفرع عنه من أجل حرمة جسدية  لهذا الشخص الجديد. كما لا نستغرب ألا  ترجع أهمّ الكتابات المعروفة ضدّ التعذيب إلاّ لعصر التنوير أيّ لبداية القرن الثامن عشر.

يعود الفضل الكبير في تهيئة الفكر الغربي لهذه القطيعة الإيستمولوجية حسب تعبير Foucault لرجل القانون الايطالي  Beccaria (1794 -1738)  الذي ألّف كتابا  » عن الجرائم والعقوبات  » سنة 1764 أدان  فيها المظالم باسم القانون وشجب فيه  التعذيب وعقوبة الإعدام. وكان  أوّل من أشاع فكرة التربية كوسيلة لمحاربة الجريمة، وقد كان لآرائه دورا هامّا في إصلاح القانون الجنائي في العديد من البلدان الغربية منها الولايات المتحدة. في نفس السياق لعب رجل القانون الألماني  Paul Feurbach (1833-1775)(وهو أب الفيلسوف المعروف) دورا هامّا في  مملكة بافاريا حيث ساهم نضاله في سنّ  أوّل قانون معروف ألغى  التعذيب وصدر سنة 1813.

من المعروف أن  Voltaire أبدع في إدانة الظاّهرة والتهكّم عليها في دفاعه الشهير عن رجل اسمه Callas  عّرض للتعذيب وأعدم  سنة  1762 بعد أن أتهم ظلما بقتل ابنه البروتستانتي لنيّته اعتناق الكاثوليكية. لقد طرح جد المثقّفين  في نضاله الناجح من أجل ردّ الاعتبار للضحيّة البريئة كلّ المواضيع الحديثة  المتعلّقة بالتعذيب أي ضلوع المؤسّسة الرسميّة ومنها العدالة في ذلك وغرابة طبيب  يراقب الضحيّة حتى يتواصل التعذيب  أطول وقت ممكن ساخرا من القاضي ومن زوجته التي تسأله  بعد رجوعه من يوم عمل شاق :

-وهل أمرت اليوم بالتعذيب يا حبيبي ؟

لقد كان الفيلسوف الساخر بحق  أوّل مثقّف بمفهوم العصر حيث سخّر قلمه لا لخدمة مصلحته الشخصيّة أو مصلحة السلطان وإنّما لخدمة قضيّة عادلة تتجاوزه وقبل بتحمّل مسئوليتها .

 الثابت  أن  إدانة Voltaireجاءت متقدّمة على عصرها ورغم أنّها لم تكن  صرخة في واد فإن التعذيب تواصل بل وتكثّف بعد انطلاق الثورة الفرنسي،  رغم أنّ هذه الأخيرة كانت تقدّما ملحوظا في عملية إنضاج الشخص من رحم الفرد،هذه العمليّة القيصريّة البالغة الطول والصعوبة والهشاشة.

إنّ  المهمّ في هذه المعارك الفكريّة هو وجودها نفسه. ذلك أنّها تفضح تمرّدا متصاعدا ضدّ ما بدا طوال التاريخ أمرا بديهيا، أيّ دونية الفرد.كما تبرز تواصل التحرّر السياسي المتواصل للإنسان الغربي ونضاله من أجل حقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية. معنى هذا أنّ الحركة الاجتماعية في الغرب تطوّرت في نسق تزامن فيه التحرّر الديمقراطي مع بلورة الشخص كقيمة لا تقلّ عن قيمة المجموعة وتزامن فيه تبلور الشخص كقيمة لا تقل عن قيمة المجموعة مع التحرّر الديمقراطي .

 من بين الفرضيات التي أريد أن أتقدّم بها للنقاش أنّ الحساسية الجديدة  لا تبرز إلاّ في مجتمعات أعطت للأدب وخاصّة  للرواية مكانا متميزا. ذلك أن بطل الأدب في شكله المسرحي أو الروائي هو الشخص في حين أن بطل الدين هو اللّه وبطل التاريخ هو الشعب أو الأيدلوجيا. لا شكّ  أنّ الأدب الرّوائي لعب دورا هامّا في بلورة  الشخص والتعريف به بما هو جملة من الآلام والأوجاع والرغبات معطيا الكلمة مباشرة  للذات التي تبقى في العلوم الإنسانية الأخرس المتحدّث عنه. لا غرابة أن نجد الأدب الرّوائي الغربي مثقلا  محمّلا بهموم الشخص وبما يتعرض إليه من عذاب وتعذيب، ونجد هذه الصور في كتابات   Dostoievsky وZola   إضافة إلى  Arthur Koestler و Michel Foucault  و  . Henri Alleg

إنّ  الاعتراف بأنّ الفرد أكثر من مجرّد رقم في معادلة وأنّ  له  ذات وكرامة أصيلة فيه وحقوق تفرضها هذه الكرامة وتتبلور عبرها أمر عظيم. لكن الإشكالية الآن هي من يشمل هذا التعريف الجديد للوحدة الاجتماعية الجديدة? 

لا شكّ  أنّ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان  هو الذي لعب الدّور الأكبر في وضع النقط على الأحرف ولو بصفة طوباوية. إنّ أهمّ كلمة فيه ليست الحقوق ولا حتّى الإنسان، وإنّما هي التركيز المتواصل الذي يفتتح كلّ فقرة أي : «  لكلّ  شخص ».

لقد حدّد الإعلان الإنسان خلافا للثورة الفرنسية، بأنّه ليس الكهل الذكر الأبيض المتعلّم دافع الضرائب وإنّما كلّ شخص أيّ كلّ  آدمي أكان ذكرا أم  أنثى طفلا أم كهلا  أبيضا أم أسودا  غنيّا أم فقيرا …الخ . لا يعني تتبّع بلورة الرّويا الجديد أكثر من تتبّع توسيع مجال الحقوق الفردية والجماعية  داخل المجتمع وسنكتشف آنذاك هشاشة  المكتسبات في عالمنا العربي وحداثتها حتّى داخل أرقى البلدان. فالمرأة الفرنسية لم تحصل على حقّ الانتخاب إلاّ سنة 1945 والمرأة السويسرية لم تحصل على هذا الحقّ إلا بنسبة ضعيفة للغاية بعد استفتاء شعبي رجالي سنة….1972.

 لقد جاء الإعلان  كأوّل  وفاق عالمي بين الحضارات البشرية ليؤسس في الميدان النظري والقيمي لما أسميته « الإنسان الحرام »، جاعلا من بلورته على أرض الواقع الهدف الأسمى لمستقبل الإنسانية . هذا الإنسان  هو الذي تضمن له المجموعة حرمة الروح وحرمة الجسد أيّا كان الجنس والعرق والوضع الطبقي والسياسي  أو الثقافة التي يتجسد فيها. ذلك عبر تمكينه من جملة من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية غير القابلة للتصرّف التي تتولّد عن هذه الحرمة المتقدمة على كل أسبابها بحكم ما له من كرامة ثابتة أصيلة فطرية.

                                                     ++++

 


 

                           تفاعلات الحوار مع عمر المستيري (3)

 

تواصل الحوار نت نشر الحوارت التي تدور بين عمر المستيري ومحاوريه على صفحة المنتدى السياسي للحوار نت. 

 

مازال الحوار الذي أجرته الحوارنت مع السيد عمر المستيري يلقى تفاعلا من زوار المنتدى الكتابي ويحدث تفاعلا مباشرا بينهم وبين عمر المستيري.

وفي ما يلي ننقل إلى السادة القراء تساؤلات السيد « تونسي ونصف »  ورد عمر المستيري عليه، ثم ننقل بعد ذلك أسئلة السيد « أبو طه » مع الحوار المذكور ورد المستيري. 

وننقل في حلقات قادمة إن شاء الله مجموعة أخرى من التفاعلات.

 

(تونسي ونصف)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بـرّه آسيدي قلنا السلام عليكم اشنوه أحوالكم يا جماعةّ؟ والله توحشتكم برشه لكن الظروف الصحية متاع عمكم التونسي ما عادتش تعجب رغم إني في العمر مانيش بعيد على  » فخامة الرئيس بن علي » لكن شعراتي ابياضو وسمعي ونقص وووو…البقية تعرفوها ما خصني كان نقول:  » مات والسلاموهو( أطال الله في عمره كما أطال في عمر صديقة شارون » ما زال اصح من البغل على رواية أحدهم نرجعو وين كنا كيما قال بورقيبةنحب نسلم برشه على سي عمر وان شاء الله يلاقينا ربي في ساعة خير وبركه في تونس…في ظل حكم ديمقراطي وطني شعبيولو كان موش صحتى خانتني والا راني سافرت ليك باش نشم عليك ريحت البلاد إلي توحشتها برشهسي عمر عندو ما يقول على روحو واليوم ما نيش باش نثقل العيار إحتراما له ولماضيه النضالي الذي يشفع له

. هذا ما يمنعش من توجيه ليه بعض » السوهلات » على السريع وما تفهمنيش بالغالط يا سي عمر راني مانيش » من

 جماعة اليسار » ولا من  » جماعة اليمين » … انا من  » حزب الوسط » الى ما زال ما اسستوش وقلت خلي نزيد

 نربص روحي شوية وتونس ما زالت في حالة عهد جديد خلي الجماعة يشدو ارواهم مليح وبعدين نطاعولهم بطلعة حزب الوسط مرة اخر نرجعو وين كناما نيش باش نعمل بالنصائح الثمينة متاع سي صابر التونسي ، طإلي يظهرلي ولـّى عضو في إدارة الحوار نت وأنا ما في باليش. سي عمر: الإرهاب والدكتاتورية : أيهما يصنع الأخر وما دليلك؟ سي عمر : حرمكم المصون أكثر منكم نشاطا وظهورا إعلاميا ما السر في ذلك؟ هل تقاسمتم الأدوار؟ سي عمر: كلمة مجلة موش خايبة » لكنها تعبانة: ما عندهاش انتظام في الظهور اشنوه السبب…ما تقوليش النظام

القمعي والتضييقات…نحب « شوية » صراحة وشفافية؟ سي عمر: بن علي  » ساكت عليكم » هل هنو من باب ابعد على الشر وغنيلو والا في الموضوع  » إنّسي عمر: كيما تفتهمنا باش تكبر قلبك وتوسع بالك وما تغضبش من سؤال  » قد تراه استفزازيا » سي عمر : اليسار يعيش مرحلة فوضى وتخبط ( حسب رايي طبعا) هل يعود هذا أيضا الى صراع الأجنحة داخل السلطة

وسياسة الموازنات أيضا؟ سي عمر: عمري ما شفتك لابس كبوس وشاشية تونسية…تعملش في مزية تعطينا تصويرة ليك كلمناضل حقوقي يلبس لباسا تقليدا له أكثر من مغزى؟!؟!؟ سي عمر ناس ملاح كان يحب يجاوب على السئلة بكلها كان يحب يطفي الضو وتوه نحسب روحت قريت الجواب ملاحظة هذه مقدمة قبل ان أقرأ الحوار .. وللحديث يقية بعدما نقرى في عقلي الحوار الشيق الذي بلغ مداه الأفق. ولكل حادث حديث. ويعطيك الصحة يا صابر يا تونسي على ها المفاجأة الباهيةفي اخر الامر تحية وطنية تونسية وحقوقية للمناضل المستيري الذي احترمه رغم اختلافي معهعمكم التونسي ونصف

(عمر المستيري)

يا سي التونسي ونصف إن شاء الله… أنا آسف عن تأخري على إجابتكأنت تستحق تحية مضاعفة بعد ما ذكرت « ريحة البلاد اللي محروم منها »… ودعني بها المناسبة نذكر بصفة خاصة تعاطفي مع جميع المحرومين من ريحة البلاد وهذا « إنجاز للعهد الجديد » أعظم من السجون اللي بناها… السجون هبطت في شأنها التقارير وعليها إحصاءات شبه محدّدة لمَنْ فيها وأصبح يزورها الصليب الأحمر وتتنظم لها التظاهرات التضامنية… وهناك تحديد للطلبات وتشهير بالانعكاسات وتأثرها على الأقارب وما بعد الخروج منهاأما المنفى والغربة… شتات غير معروف الأبعاد. ليس لدينا تقديرات بشأنها… انعكاساتها الاجتماعية لا تدخل في سجل حقوقي معيّنعلى كل مرحبا بك… البيت مفتوح حتّى نتعرّف على مَنْ وراء الأسم الذي أشتهر بالفضاء الافتراضي. لكن اسمح لي بأمنية إن شاء الله سنتقابل في تونس قبل ألمانيا ولا ننسى : ثمة ربي في الحسبان وسبحانه قديراسمح لي بعد هذا الترحيب أن أطلب منك كلّ المعذرة عن اجتنابي أسئلتك حول أمور خاصة مثل العلاقات الزوجية أو اللباس… • أمّا عن اليمين واليسار والوسط، فكلّ منّا من أبناء تونس يحق له أن يعطي رأيه في شؤونها وينصح بما ينفعها وينبّه إلى ما يهدّدها. هذه أمنية أرجو أن تتحقّق في أقرب الآجال… أمّا الآن فكلنا سواسية : مقصيين، باستثناء مَنْ يقبل « اللعبة » فالجنرال يرحّب به ويدعّمه وهم أيضا سواسية في الدعم والحقوق : الحق في التمجيد والتزيين – لا غير – مقابل موارد ما شاء الله. بالنسبة إلي اعتبر أن هذا هو الفرز الحقيقي منذ 19 عاما : بين أصحاب الآراء – مهما كانت – من جهة ومن جهة ثانية من قبل بالتجنّد مقابل التنازل عن إبداء رائه… لكن هذا لا يعني أنّ هناك حدود غير قابلة للعبور بين الصنفين… كما تعرف وكما قلت هناك من يتعب ويصبح يعرض في الخدمات… وفي المقابل هناك من يحسب ويرجع لو « شاهد العقل » • من الأكيد أن الدكتاتورية هي التي تخلق الإرهاب، بخلق ظروف انفجاره الثلاثة : سحب أي مساحات للتظلّم أمام القهر وذلك بنسف جميع حظوظ الإنصاف ثمّ تفاقم الحيف عن طريق النهب ويكتمل النصاب عندما يتفشى الفساد وتنهار الأخلاق. غير أنّ الدكتاتوريات لا تكتفي بخلق هذا المناخ الموضوعي الذي يترعرع فيه الإرهاب، وإنّما صارت في بعض الحالات مخابر المصالح المختصة تلجأ لصنع مجموعات إرهابية حتى يتسنى لها أن تبرّر محافظة أجهزتها الأمنية على نفوذٍ وموارد استثنائية علاوة على ابتزازها لتزكية معنوية. وأبرز دليل لذلك هو تلاعب المخابرات العسكرية الجزائرية ب »المجموعات الإسلامية المسلّحة » وانعكاسه المأسوي على مصير هذا البلد الشقيق. • وفي موضوع مجلّة « كلمة » أدعو الأخ تونسي ونصف أن يسعفنا بشيء من التفهّم. نحن أطلقنا عليها أسم « كلمة » – ولا « الكلمة » – يعني كلمة من بين الكلمات – التي نرجوها غزيرة – وكلّ ما اشترطناه على أنفسنا هو الاستقلالية والمصداقية. يعني أنّنا لم نطمح ولن نطمح إلى الهيمنة على الفضاء الإعلامي التونسي على شاكلة مؤسسات ميردوخ العنكبوتية : فلا هو تصورنا ولا نملك الوسائل له. أسرة كلمة متكونة من عدد محدود جدا من الأقلام المتطوّعة، جميعهم منخرط في مواقع أمامية من أنشطة المجتمع المدني. فللتذكير انطلقت تجربتنا سنة 2000 بعد قرابة العام من قيامنا بتجربة إيداع إعلاما قانونيا عن الدورية لدى وزارة الداخلية وفق التراتيب المعمول بها وامتناع دولة القانون والمؤسسات دون مبرر عن أي جواب منذ ذلك (والإجراء تمّ التذكير به أكر من مرة باستحضار شهود)[1]. المهمّ انطلقنا في الصدور على الانترنيت الذي عجزت كل حيل الرقيب على منعنا منه وتوصّلنا إلى إصدار 50 عدد خلال أكثر من 6 سنوات، شهدت احتجاب معظم التجارب المماثلة. على كلّ لا يعني ذلك أنّنا راضين على أدائنا… سنسجّل مطلبك الملحّ في تصعيد الوتيرة وسنسعى إلى تلبيته. • الملاحظة أنّ [بن علي « ساكت عليكم »] قد يستنج منها أكثر من تأويل… سأستبعد إحداها على الأقل : لماذا لا أتواجد بالسجن ؟ يا للغرابة، هل أصبحت أجهزة الجنرال الرهيبة مقصّرة ؟ أنا لا اعتبر نفسي ضحية بل صاحب قنعات ومواقف أعبّر عنها كل ما شعرت بالحاجة إلى ذلك ولا لأنّي أشعر بالحاجة إلى نيل القمع أو السجن… من المفترض، حسب القيم التي تتصدّر لافتات « المجتمع الدولي » منذ أكثر من ستين سنة، أنّ كل إنسان يتمتّع بضمانات كافية حتى لا يتعرّض لأي ضغط أو تهديد أو عقاب من جراء تلك القنعات… بل من المفترض أن يُعاقب كلّ مَنْ يتولّى تهديده أو الضغط عليه أو قمعه. غير أن عديد من أصحاب الضمائر في بلادنا موجودون داخل السجن اليوم، ليس كلّهم…. بل أكثرهم والحمد لله خارجه. وأنا من بين هؤلاء والأمثلة عديدة أخصّ منها راضية النصراوي وعبد الرؤوف العيادي ونزيهة رجيبة ولطفي حجي وأنور القوصري والأسعد الجوهري وسعيدة العكرمي ومحمد النوري والعياشي الهمامي والمختار الطريفي والمختار اليحياوي وخديجة الشريف… نقدر أن نملأ عدة صفحات من الأسماء على هذا النحو التي تتحسّر المصالح القمعية جراء عدم الفتك بها (وأتمنى أن التحسّر ينحصر داخل هذه المصالح)… المفترض أن يوجّه السؤال لمَن يحتفظ بمفتاح السجنغير أنّي سأعرض عليك بعض الفرضيات (ولا كلّ الفرضيات) وعليك أن تختار منها على الشكل الذي تراه يتلاءم مع التأويل الذي سقت فيه سؤالك : 1. لأنّني لم أحرج النظام بالقدر الكافي… والكمال لله 2. لأنّني رسمت مع مصالحه صفقة ضمنية… بل وقد يكون كلّ ما يدور بيننا من سجال مجرّد تقاسم أدوار. 3. لآنّني أتمتّع بحماية أعراف النظام : الأمريكان (رغم مقاطعتي لجميع حفلاتهم منذ غزو العراق وإدانتي لمعاملتهم للقضايا العربية داخل مقالاتي) أو دول الاتحاد الأوربي (التي تغاضت عن الانتقادات التي وُجّهت لها في كتاب « أوروبا وشركائها المستبدين » 4. لعلّ المقاومة قد ألحقت بعض المتاعب بالجلاد حتى أصبح يحسب عواقب إجراءاته وتكلفتها فيتحاشى القمع العشوائي والضربات المكلفة له إلا عندما ينفلت ذراعه في حالات محدّدة… • في خصوص أزمة اليسار لا أريد أن أكرّر ما قلته في البداية حول عناصر الفرز الحالية : كلّنا سواسية في التأزّم. أمّا الإشارة عن اليسار بوصفه « جناح للسلطة » أدعو مرّة أخرى إلى التخلّي عن العصبيات المبتذلة. فاليسار كان أوّل من واجه بورقيبة وتحدّى قمعه ببسالة ودفع ثمن ذلك آلاف من الشباب وسطّر مراجع للمقاومة وللدفاع وكان أوّل من طالب بالحريات ونادى باستقلال القضاء… دون أن يتضامن معه أي فريق آخر بل هناك أطراف اغتنمت ذلك كفرصة تاريخية لافتكاك مساحات من النظام البورقيبي… « عبقرية سياسية » وحسابات « راقية » جرّبها العديد فيما بعد، قبل أن يتفطّن الجميع من أن الحقّ لا يجزّأ وأنّ لا سياسة قبل أن نرسّخ الحقوق أو « العقوق » كما تسميها. المعذرة عن الإطالة وان شاء الله اللي بطأ مليحمع أمل الالتقاء قريب في تونس قبل المهجر عمر المستيري [1] في الواقع الإدارة لها أعذارا مفهومة ذلك أنّنا أرفقنا إعلامنا ببيان للرأي العام نعلن التزامنا بالتقيّد بعدم ممارسة الرقابة الذاتية تجاوبا مع ما صرّح به صانع التغيير قبلها بأيام، غداة تجديد الشعب التونسي للعهد معه للمرّة الثالثة بإجماع فياض في نوفمبر 1999 حيث عبّر بصدقه المعتاد عن انشغاله من تردّي صحافتنا الوطنية والذي أوعزه الرجل بكل تبصّر للرقابة الذاتية السائدة لدى الصحافيين التونسيين (والتي والحق يقال لا ذنب لوزارة الداخلية فيها…). المهم لنغلق القوس بالاعتراف أنّنا كنّا قد ارتكبتا حماقة تجاه الجنرال بالتفاعل مع تصريحه – وكنا في غباوتنا قد نسينا أنّ الجنرالات لا يحبّذون من يتفاعل مع تصريحاتهم بالأفعال وإنّما ينتظرون من المرء أن يكتفي بالتفاعل الكلامي.

 

(أبو طه)

Questions pour Mr Omar Mestiri

 

Pourriez –vous nous parler de la situation du CNLT actuellement ? Pourriez –vous nous dire combien de membres fondateurs du CNLT y restent à part vous et votre épouse ? Ce conseil a été créé en Tunisie afin qu’il soit efficace et proche de citoyens et de leurs malheurs, pourquoi a été exilé – par vous- en Europe ? Et est ce qu’il est toujours subventionné par l’union Européenne ? Vous ne voyez pas que le CNLT, R du 18 octobre et LTDH aient eu le même sort, pas seulement à cause de harcèlement du régime, mais par les conflits internes et l’égoïsme de certains membres et leurs arrières pensées idéologiques ? Cordialement

(عمر المستيري)

إلى السيد « أبو طه »، بعد مبادرتك بالتحية (التي نسيت أن تدرجها في بداية حديثك) أشكرك على اهتمامك بالحقل الحقوقي وحرصك على أداء المجلس الوطني للحريات… أسمح لي بإبداء ملاحظة تمهيدية بالإشارة إلى أنّ « الأسئلة » التي تقدّمت بها تعدّ في الحقيقة سعيا لإثبات جملة من « الوقائع » : 1. « انفضاض جل أعضاء المجلس من حوله » وتحوّله إلى مؤسسة عائلية. 2. المجلس « هاجر إلى أوروبا » وانقطع عن الاهتمام بشؤون المواطنين. 3. المجلس « خاضع لتمويل الاتحاد الأوروبي ». 4. المجلس، شأنه في ذلك شأن الرابطة وحركة 18 أكتوبر، [عرف مآل غير سارّ] ومردّ ذلك الخلافات الداخلية وأنانية البعض والخلفيات العقائدية… ورغم أنّك أغفلت عن الإدلاء بالمؤيدات الدنيا عن « الوقائع » التي قدّمتها – والتي من دونها تبقى مزاعم مجرّدة – فإنّني أذكّرك بأن المجلس الوطني للحريات بتونس يضمّ 78 عضوا من بين النشطاء الذين تميزوا بإضافتهم النوعية للعمل الحقوقي وبقدراتهم الميدانية. كما نبلغك أن للمجلس مقرّا وسط العاصمة يتوجّه إليه يوميا ضحايا الانتهاكات، ورغم بقائه المستمرّ تحت المحاصرة البوليسية، فهؤلاء الضحايا سعداء بوجود من يتقبّل شكاياتها ويتبنى قضاياها ويبلّغ عن الانتهاكات حال وقوعها ويسدّد الاستشارات والنصائح… وتنعكس المعاينات التي يجريها المجلس داخل البلاغات والتقارير التي يصدرها دوريا حول الانتهاكات. أمّا بالنسبة لتواجدي في أوروبا فذلك يبقى ضمن باب حريتي الفردية التي حرمتني السلطة منها طوال سنوات بسحب جواز السفر منّي. وفي موضوع التمويل، أرى أنّه من الضروري التنبيه إلى خطأ « المعلومة » التي سقتها، حيث أعلمك أن القانون الأساسي للمجلس يمنع التمويل الحكومي مهما كان مصدره، رفضا لكلّ ما يمكن أن ينال من استقلالية قراره. إنّ المجلس يعتبر اليوم مرجعا موثوقا منه بالنسبة لوسائل الإعلام نظرا للدقة التي يعتمدها في إثبات المعلومة ممّا مكنّه من ربط علاقات تعامل مثمرة مع كبريات المنظمات الحقوقية العالمية وساهم في التضييق على الاستبداد وفي مؤازرة الحقّ. بيد أن المجلس لا يرى أعماله إلاّ لبنة من استنهاض المجتمع المدني التونسي الذي يفترض أن يتسع لإنشاء مئات المنظمات المستقلّة وانخراط مئات الآلاف من التونسيات والتونسيين فيها. غير أنّ المجلس الوطني للحريات بتونس منظمة خاصة – بُعثت كي تحقّق أهدافا رسمها أعضائها وفق آليات ضبطوها ومراجع اختاروها – وتبعا لذلك يبقى تقييم إدارتها ومردودية المسؤولين فيها شأنا داخليا صرفا. ما من شكّ أن المجتمع التونسي قادر على إفراز مؤسسات متطوّرة ستدفعه نحو تجاوز كل « السلبيات » التي أشرت لها وهذه التحديات لسانحة لاستثمار ما أبرزته شخصيات مثلك من اهتمام فائق بالشأن الحقوقي ولتوظّف قدراتها في البناء عبر تأسيس هيكل حقوقي متقدّم وناجع… مع عبارات التقدير

نترككم في حفظ الله وإلى اللقاء في حلقة قادمة إنشاء الله

 

                                                            نقل: صــابر التونسي

 


 

وداعـا أيّها الطيّبون !

صالح رطيبي والدي يحنّ كثيرا إلى « تلك الأيّام » كما يحبّ أن يسمّيها كلّما أفرغ حنينه إليها في سرد بعض هوامشها الجميلة. يقول: كان قليل الزّاد يكفي الكثير لأنّ القلوب كانت بيضاء صافية كالحليب-« ذلك الحليب » الدافئ الذي كنّا نشربه حالما نقطفه من ضرع بقرة حلوب من بين « تلك الأبقار »- أيّام كانت الأبقار أبقارا واللّحم لحما أحمرا بضّا. ويفتش بين ستائر الغرفة حتّى يقع على اللّون الذي تحنّط في الذّاكرة، ثمّ يتوقّف لحظة ويبتسم ساخرا ناظرا إلى قطع اللّحم الموضوعة في طبق كئيب على مائدتنا الحزينة، ويواصل –في مرارة هذه المرّة- فيقول: أمّا اليوم فلحمكم بلا لون ولا طعم وماؤكم زفر وأبقاركم- تلك التي ترسل معلّبة من هناك… ويصمت فجأة كصخرة حقيقيّة ! إنّه نشيد يكرّره الآباء والأجداد في مقامات عديدة. يروون الحكايات المقتنصة من ذاكرة أنهكها الزّمن الفتّاك في نبرات محبطة متحسّرين على تفاصيل زمان رديئة يفترض المنطق والواقع والعقل والقلب أن تكون أفضل من « تلك الأيّام » ! من أجل ذلك كنت أحترق بلهب كلمات كبارنا كلّما تحسّر من بينهم منهك على أولئك الطّيّبين الذين أثّثوا زمانا جميلا فأعدمه –والعهدة على الآباء والأجداد- اللاّحقون. إنّ هذا الانقلاب القيميّ الذي يعبّر عنه السّالفون يتجسّم أمامنا في أكثر من صورة، ولكن بهيئات أخرى أقلّ بروزا إلاّ للمتفحّص وراء ما تظهره المشاهد التي أفقدها التّواتر وضوحها. فهذا مدرّس يحدّثك عن فرح طفوليّ حمله معه من الجامعة إلى قاعة الدّرس حيث كان ينتظر براعم طريّة العود والقلب، فإذا به أمام أشلاء طفولة محطّمة بفعل الاغتراب والضّياع، يصوّت فيعوده صوته مع الصّدى ولا من آذان لتلتقط النّبرات التي اقتصّها من روح ضمير مهنيّ غضّ… ثمّ تتوالى الأيّام وتتعاقب الحصص فيجد نفسه حبيس الجدران التي ترجّع بحّاته ويكتشف أنّه يزرع الملح ويحرث في البحر فيرمي بشراع أحلامه ويركن إلى الخاملين –هاهو يتحسّر على أولئك مع هؤلاء المتحسّرين !… وهذا عامل دفعته حماسة الإنسان إلى البذل وساقه صفاء النّفس إلى سكب العرق الصّادق، إلاّ أنّه اصطدم بأخلاق الزّوايا وقيم الخفايا فاكتشف أنّ الحماس والعرق حكاية قديمة لا تليق بجمال أمّنا « العولمة » وبفتنتها السّاحقة للطّيّبين الأبرياء (اعتقد شاعرنا الغرّ أبو القاسم الشّابي في « تلك الأيّام » أنّ الأرض هي أمّنا !!!) ولذلك استسلم العامل الحالم وانخرط في قيم السّوق البلّوريّة حيث النفاق مفضوح استجابة إلى حرّية هذه السّوق –هاهو يداعب الورق في مقهى قريب من مقرّ العمل، حتّى إذا ما أزف موعد الخروج من العمل عاد ليدوّن اسمه في قائمة الذين يفترض أنّهم كانوا يعملون !… وهذا وهذه وتلك وذلك و… الكلّ دخل من باب الحلم وخرج من الباب الآخر وهو يلعن طيبته التي كادت تنسف بمستقبله وتسرق منه خبز صغاره ! أمّا الأماني فيا لهول ما فعل الزّمان بالأماني !… (أعتذر لأنّ الشّياطين عبثت بخيالي في بداية تحبيري لهذا المقطع، إذ صوّرت لي بعض نواعم « ستار أكاديمي » فكان لابدّ أن أصدقكم القول وأذكر لكم هذا الخاطر العجيب !) في « تلك الأيّام » كنّا –حين كنّا براعم حقيقيّين تفجّر الروايات الرّومانسيّة عيوننا فيضا حارّا صادقا- نفاخر بأمانينا الطّاهرة –أنا سأصبح طبيبا لأعالج الفقراء… أنا سأصبح محاميا لأدافع عن المظلومين… أنا سأصبح طيّارا لأفتح الفضاء للحالمين… أنا- وتفيض الأماني الشّواهق بنا إلى أن كبرنا وأعدنا مع صغارنا اللعبة السّحريّة الجميلة فكانت الصّدمة القاهرة: أنا سأصبح لاعبا تسحر قدماه لبّ المحملقين المطأطئين للرّؤوس نحو الجلد المدوّر !… (أفأخطأت الأسطورة حين جعلت من جدّتنا الشّاميّة الجميلة تمزّق جلد الثّور بدل أن تدوّره وتكوّره؟ !) –أنا سأشتري عدسات برّاقة الألوان وشعرا ناعم الملمس مبهرا للنّاظرين- سأقتني نهدين فاخرين و … سأنحت جسدا فاتنا يخلب لبّ السّاهرين أمام الأجهزة السّحريّة المفترسة ! (من الغريب العجيب أنّ العلاّمة الفذّ لم يتفطّن إلى هذه الصّنائع الجليلة ليعدّد فوائدها في مقدّمته الشّهيرة- أفنحتاج إلى مقدّمة أخرى أم أنّ ما ينعم به عالم العولمة من مؤخّرات مبهرة يغنينا عن عناء تدوين المقدّمات؟ ! ) بلى، إنّه الانقلاب ذاته. في البداية تجسّم مع تغيّر الأجسام الفاعلة حين انتقلنا من حقل كان الآباء والأجداد هم الفاعلون فيه، إلى حقل-هو الحقل نفسه- ولكنّ الأجسام فيه أجسام أخرى كانت لها عقول وقلوب تميل-بفعل أطياف « تلك الأيام » التي مضت- إلى الطّهارة والجسارة، فأمالها الواقع المفترس إلى الخساسة والنّذالة. ثمّ ماذا أضيف؟ -فقط بي شهوة مرّة للقول في حسرة قاتلة: وداعا أيّها الطيّبون ! (المصدر: موقع pdpinfo :org  بتاريخ 26 فيفري 2007)  


 

السادية السياسية والإعلامية في عباءة نخبوية!!

مرسل الكسيبي (*) reporteur2005@yahoo.de لعله من المفيد التذكير بقصة « ماركيز دوساد » ذاك المؤلف والضابط الفرنسي الذي عاش في القرن الثامن عشر ودخل السجن لمرات عدة بسبب سلوكه الشاذ المقترن باللذة في ممارسة الجنس عبر تعذيب النساء,وهو ما دفع لاحقاً علماء النفس إلى إطلاق صفة الساديين على الذين يشبعون حاجاتهم الجنسية عبر التلذذ برؤية الطرف الآخر في العلاقة الجنسية تحت سياط ألوان شتى من التعذيب. ولقد ذهب الدكتور محمد المهدي مستشار الطب النفسي في دراسة نشرت على موقع الجمعية العالمية للصحة النفسية إلى تفصيل معالم هذه الحالة المرضية الشاذة عبر الحديث عن جملة من تشخيصاتها الدقيقة « وفي السلوك الجنسي السادي تختلط نزعتا الجنس والعدوان أثناء الفعل الجنسي , والعدوان هنا يكون تعبيرا صارخا عن الذكورة والفحولة الجنسية , يضاف إلى ذلك أن تفريغ شحنات الجنس والعدوان في ذات الوقت يعطى للشص السادي ارتياحا خاصا لأنه يضرب عصفورين بحجر واحد . والشخصية السادية تستلذ برؤية عذاب الآخرين ومعاناتهم , وبعض الساديين ربما يصلون إلى درجة الإرجاز (الرعشة الجنسية) أثناء تعذيب ضحاياهم حتى ولو لم يكن هناك موقف جنسي من الأساس , فخروج دفعات العنف له طعم خاص لدى الشخصية السادية. وهناك علاقة بين الرغبة في الإغتصاب وبين السادية الجنسية , وأحيانا ما تصل درجة العنف في الممارسة السادية إلى القتل وهو ما يعرف بـ « قتل الرغبة » (Lust Murder) . وقد تبين أن بعض هذه الحالات لديها اضطرابات نفسية مثل الفصام أو اضطراب الهوية الإنشقاقي أو لديهم تاريخ لإصابة بالرأس ». ومن الهام بمكان ضمن نفس السياق التعرف على سلوكيات الساديين وأفعالهم الشنيعة ضمن دائرة علاقاتهم الجنسية الشاذة وصولاً إلى تجلياتها في الحياة العامة , ولعل الاستناد إلى أهل الاختصاص يكون أكثر دقة في تشخيص التمظهرات السلوكية لهذه الحالة حيث أورد هؤلاء هذه المعالم كدليل على الإصابة بهذا المرض النفسي العضال : « تأخذ الممارسات السادية أشكالا متعددة منها أن يضرب السادي شريكه الجنسي بالسوط أو بالعصي أو يعضه عضا شديدا مؤلما أو يجرح جسمه ويستمتع بصراخه وتوسلاته , أو يدوسه بحذائه . وفى أحيان أخرى يكون السلوك السادي عبارة عن إهانة لفظية فى صورة ألفاظ قبيحة وجارحة أو شتائم مهينة . والسلوك السادي قد لا يقتصر على الممارسة الجنسية فقد يظهر في المعاملات اليومية فنرى هذا الشخص يستمتع بتعذيب ضحاياه من الناس ممن يعملون تحت إمرته إن كان مديرا أو مسئولا , وهو يستمتع بصراخهم وتوسلاتهم ويستعذب استذلالهم وإهانتهم ولا تأخذه بهم أي شفقة . »(**- د محمد المهدي مستشار في الطب النفسي). وحينئذ فان السادية في تقدير أهل الاختصاص من علماء النفس قد تخرج عن إطار الممارسات الجنسية الشاذة لتكون سلوكا حياتيا يوميا لدى أهل الوجاهة وصناعة القرار الإداري والمجتمعي والسياسي عندما تتحول وجاهتهم ومكانتهم إلى تلذذ باستصدار ما لذ وطاب وفسد أحياناً من مختلف القرارات. وعندما تمعن بعض النخب السياسية العربية الحاكمة في إذلال معارضاتها إلى الدرجة التي تتجرد فيها من الآدمية فان السؤال يبقى مطروحاً حول مدى بشرية بعض هذه النخب ومدى استوائها الصحي والنفسي ! أغرب من هذا كله أن يتحول بعض المثقفين إلى ساديين سياسيين , عندما يسخرون أقلامهم أداة لتلميع جرائم حقوق الإنسان وتصويرها مشروعاً حداثياً لا يضاهيه أي مشروع, ولعل الأمر يكون أكثر بشاعة عندما ينقلب كتاب الدواوين وأقصد بذلك كتاب القصور إلى إعلاميين محترفين لفنون وأشكال التزوير فتراهم يملؤون الشاشات الفضائية من أجل ستر عورات أسياد مكشوفين أو قادة خائبين… سوق عكاظ هذه الأيام هي الفضائيات والانترنت والصحف واسعة الانتشار, والمذهبات والمعلقات السادية أكثر البضائع رواجاً في أسواقنا العربية لأن أصحابها هم الأكثر ربحية وإثراء فاحشاً على حساب الغير, والغير بلا شك هو المواطن البسيط أو المعارض الشريف الذي لا يبيع ولا يشتري في أسواق النخاسة… ما أبخس المرء حين يصبح لسانه حرباوياً يدافع به عن التعذيب ليصوره حفاظاً على الأمن والاستقرار, ويدافع به عن الاضطهاد السياسي ليصوره قمة في الحداثة والديمقراطية, ويدافع به عن العدو اللدود ليصوره في أعيننا فارس العصر والزمان… ولعلني أكون أشد تشاؤماً حين ألتفت إلى المشهد الفضائي العربي فأرصد بعض التونسيين وقد تحولوا إلى ساديين في حقل الاعلام بعد أن مارسوا أدوارا خفية في السادية السياسية , وتعود بي الذاكرة إلى ما يحدث لبعض من خرجوا من السجون بعد محاكمتهم في قضايا سياسية فأقلب أحوالهم بين مريض بالسكري ومصاب بفقدان جزئي للسمع وآخر مصاب بالربو وآخرين يعانون من عاهات بدنية وجسمانية مزمنة على مستوى القلب أو المفاصل أو بعض الأعضاء الداخلية , فأتيقن حينها أن الساديين في بلدي كثر- بضم الميم- وأن أخطرهم سادية على المجتمع هم من تلبسوا بدور النخب المثقفة ورجال الاعلام , أولئك الذين يزينون للدولة أخطاءها الجسيمة حسنات وخطيئاتها نعماً مباركات, كيف لا ؟! وقد تلذذ هؤلاء بوضع مخالفين في الرأي لما يزيد عن عقد ونصف في سجون أشبه ما تكون بقبور بالحياة , أو وضع آخرين لسنوات طوال في زنزانات انفرادية , ثم كيف لا ؟! وقد تلذذ أولائك الساديون النخبويون بحرمان من خرج من السجن بعد تجربة الاعتقال السياسي من العمل والدراسة والعلاج والسفر والتنقل الحر حتى داخل ربوع حدود سلطنتهم السياسية- انظر مثلاً حالة السيد صلاح الدين العلوي الذي سجن في قضية سياسية لمدة 14 سنة ليجد نفسه بعد خروجه من السجن محروماً من العمل والسكن الصحي وأبسط شروط الحياة مع عقوبة إضافية تسمى المراقبة الإدارية لمدة 16 سنة.!!! إن المشهد الجميل الذي تحمله الحياة التونسية بتقاليدها وأعراسها وصلات أرحامها وتعاون أهليها على البر والرحمات , ثم ما أنجزته الدولة والنخبة وطاقات شعب ذكي من نهضة عمرانية وتعليمية وخدماتية , كل ذلك مع تألق للتونسيين في مجالات علمية وتقنية شتى ساهم فيه الرسميون والمجتمع يتحول بفعل هؤلاء ومن وقف وراءهم من ساديين أمنيين باشروا التعذيب الجسدي على المعارضين والوطنيين يضاف إليهم حفنة مرتزقة من النخبويين ورجال الاعلام ثم ثلة متنفذة من أصحاب المصالح السياسية وهم الساديون السياسيون , يتحول كل هذا المنجز الحضاري التونسي إلى مشهد حيف سياسي في حق معارضين اختلفوا في الرأي وقد يكونوا أخطأوا بلا شك في بعض التقديرات السياسية, لكن هذا لا يبرر إطلاقاً تحويلهم إلى ضحية بين يدي جلادين أمنيين أو آخرين سياسيين أيديولوجيين متطرفين أو من هم أخطر منهم من الساديين الإعلاميين الذين ليس لهم من هدف سوى التلذذ بملء الجيوب مالاً وقسمات الوجه ابتساماً مغشوشاً في وجه صانعي القرار, حتى تستمر البقرة الحلوب إغداقاً عليهم من أموال كان من الأفضل أن تسخر لفائدة الصالح العام. إننا بلا شك أمام سادية سياسية وإعلامية في عباءة نخبوية أحسب أنها أشد خطورة ممن باشر التعذيب ,إذ أن الأولى يمكن علاجها بإقصاء الجلاد من الوظيفة وإحالته على التقاعد المبكر أو على ذوي الاختصاص من الأطباء النفسيين, أما الثانية فهي أشد وأنكى وذلك لأن أصحابها يمارسونها بمهنية واحتراف وهم يدورون مع الزمان والمكان حيثما دار , فإذا وقع تغيير ولاة الأمور يغيرون الولاءات وإذا حلوا بأرض جديدة لبسوا قناعاً ألصق وأدرى بمتطلبات البيئة الجديدة… كان الله في عون التونسيين وكثير من العرب غلبة على شرور خفية وأخرى ظاهرة تتدفق من بين مخالب هؤلاء الساديين. (*) رئيس تحرير « الوسط التونسية » (المصدر: صحيفة « الوسط الالكترونية » (ألمانيا) بتاريخ 27 فبراير 2007)  


 

بسم الله الرحمان الرحيم

والصلاة والسلام على أفضل المرسلين

تونس في: 27/02/2007

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا

الرسالة 202

على موقع الأنترنت تونس نيوز

الحلقة الثانية: الوطنية جرت في عروقي كمجرى دمي وأصبحت كل شيء في حياتي اليومية والإجتماعية والعائلية

أواصل على بركة الله تعالى الحديث عن الروح الوطنية وعن النضال الوطني والنشأة الوطنية، وقد توقفت في المقال الأول الصادر يوم 22/02/2007 على موقع الإنترنت تونس نيوز الموقع الممتاز الذي أعطى صورة صادقة عن دور الإعلام الإلكتروني ودوره في الوقت الحاضر وقد رفع علينا هذا الإعلام العصري الإلكتروني كل الحرج ومكننا من نشر مقالاتنا بحرية وشفافية دون رقابة ومقص حاد لعب دور الذئب في قطيع من الخرفان. والحمد لله صبرنا وإنتظرنا ساعة الخلاص وساعة الوضوح والصراحة لنعبر بكل صدق وصراحة عن ما يخالج ضمائرنا وأفكارنا وما عشناه في حياتنا النضالية وبعد أن تحدثت في الحلقة الأولى عن فترة هامة في حياتي الوطنية والسياسية التي دامت حوالي 53 سنة كاملة من يوم 27 أفريل 1954 تاريخ إنخراطي الأول في الحزب في سن الطفولة وبالتحديد في سن الرابعة عشرة وعملت في صلب الشبيبة المدرسية الدستورية التابعة للحزب الحر الدستوري التونسي وتدرجت في سلم المسؤوليات الشبابية من 1954 إلى 1959 وتحملت مسؤولية قيادة الشبيبة الدستورية وشاركت في الملتقيات الشبابية الجهوية والوطنية وحضائر العمل التطوعي للشباب الدستوري كقائد فصيل وهذا العمل هو الذي أهلني للترشح لعضوية الشعبة يوم 19/02/1960 كما أسلفت في مقالي المشار إليه، وإذا إعتبرنا المدة التي قضيتها في الشبيبة وفي مسؤولية الشعبة بشعبة سيدي حسن الجوفية بولاية صفاقس والمدة التي قضيتها في شعبة حمام الانف وتتويجا للعمل الحزبي في صلب شعبة الصحافة الحزبية بالعاصمة تكون كامل المدة حوالي 27 سنة كاملة مع مسؤولية كاتب عام مساعد للجامعة الدستورية بتونس المدينة ومن 3 أعوام مناضل أو مؤطرا ومحاورا من 1981 إلى 1984. ومن 1984 إلى 1990 مناضلا في سلك المعتمدين وما تم في مواقع المسؤولية الإدارية لشيء مشرف للغاية والبصمات والآثار والعلاقات كثيرة. ومما تجدر ملاحظته أن هناك بعض المناضلين يذكرون البصمات والإنجازات ولم ينقطعوا عن زيارتي إلى اليوم وهذا مؤشر على حسن العلاقات والنتائج وبعد فترة تحمل المسؤولية الإدارية في سلك المعتمدين وما تركته من ذكريات وطنية جميلة ولدينا شهائد للتاريخ على صدق العمل والعلاقات ثم عدنا للعمل السياسي والحزبي من 1990 إلى 2002 على صعيد العمل السياسي والحوار والنشاط الحزبي والمشاركة في حلقات الحوار ومنتديات الفكر السياسي المتنوعة على الصعيد الوطني إلى جانب تحمل مسؤولية مؤطر لشعبتي الدستورية الأصيلة من 1995 إلى 2003 ومؤتمر شعبة الحجارة يوم 18/05/1997 خير شاهد على نجاح هذا الحدث الوطني الذي ليس له مثيل في تونس وأن المشرف على المؤتمر السيد كمال الحاج ساسي كاتب الدولة لصندوق 2626 يشهد بذلك.

وفي مؤتمر 2001 عاد الأخ كمال الحاج ساسي من جديد وأشرف على المؤتمر الثاني ويدرك إدراكا كاملا أن التقرير الأدبي في إخراجه وأسلوبه ومضمونه ومحتواه لم ينجز حتى في لجنة التنسيق الحزبي بولاية لكن لم يصل إلى مستوى القيادة العليا للحزب مع الأسف وفي سنة 2003 وبعد تفكيرا طويلا جادا وعمقا في التفكير قررت أن أبحث عن وسيلة أخرى لملأ الفراغ السياسي بعد أن شعرت بأن باب الإقصاء والتهميش طرق وقرع الجبين وأصبح هو الباب الوحيد للإقصاء وبدأت أشعر بأن هناك مسؤولين جدد على مختلف الأصعدة وخاصة في مستوى إدارة التجمع المركزية أصبحوا يفكرون في إقصاء وتهميش كل من يريد التعبير الصادق والحوار البناء حتى في صلب التجمع. وشعرت بذلك إنطلاقا من الحوار الحزبي الهام الذي جرى يوم 27/03/2001 بدار التجمع بالقصبة حول موضوع التجارة الموازية الخطيرة والجبائية وأنواع التحيل والتهرب وبعد الحوار الصريح والمشاركة الفاعلة والحماس والصراحة المعهودة من طرف مناضلي التجمع هذه الصراحة والوضوح لم ترق للأخ الأكبر الذي أشرف على الحوار مع تقديري وإكباري لدور وزير المالية. أما النقطة التي أفاضت الكأس فهي التي جاءت يوم 06/04/2001 ذكرى الوفاة بدار التجمع بمناسبة إحياء الذكرى السنوية لوفاة الزعيم الراحل الخالد الحبيب بورقيبة رحمه الله. والذي أذن بإحيائها الرئيس زين العابدين بن علي شخصيا وعندما أردت التدخل بحماس لأنها كلمة وزير سابق في حكومة الرئيس الحبيب بورقيبة جاء متحاملا على الزعيم وحسب تدخله المضحك لأنه يتكلم بلغة بسيطة وتجاوبت معه القاعة إلا من رحم ربك وعم الضحك والقهقهة خاصة ومن الحاضرين أشخاص أعرف جيدا خلفياتهم السياسية وحقدهم على الزعيم بورقيبة. في هذه اللحظة وبدون شعور نهضت من مكاني وطالبت بصوت متحمس إنهاء فورا تدخل الوزير وإنزاله من المنصة حالا. ففهم القوم الدرس وجلهم تجاوبوا معي لكن أصحاب الرغبة في الكرسي إنفعلوا ومن ذلك الوقت إعتبروني مشاكس أو مخالف أو مدافعا عن الزعيم بورقيبة بقوة وهذا فخر لي وشرف ونتج عن ذلك إبعادي عن كل نشاط حزبي وعدم دعوتي لحضور أي تظاهرة سياسية بعد هذا اللقاء. وما عدى دعوتي لحضور موكب الذكرى 63 لعيد الشهداء 9 أفريل 1938 حيث كانت دعوة سابقة. ومن ذلك اليوم توجهت للكتابة في الصحافة الحرة وبعد أن شعرت عام 2003 بالتعتيم الإعلامي والعمل على إعطاء التعليمات قصد عدم نشر مقالاتي توجهت عام 2004 إلى جريدة الموقف لنشر مقال حول حفل تدشين ساحة الزعيم الحبيب بورقيبة في باريس يوم 06/04/2004 بمناسبة الذكرى الرابعة لوفاة الزعيم بورقيبة فزاد هذا المقال في مزيد الإقصاء والتنكيل والسعي لإضافة خدش الوطنية العالية وهذا السعي زادني حماسي الوطني وتعلقي بالوطن وفي سنة 2005 فتح الله علينا بموقع تونس نيوز موقع الإنترنت فكانت مقالاتي المتنوعة والمكثفة والغزيرة والصريحة والتي شملت حوالي 202 مقالا في شتى المجالات السياسية والحزبية والإقتصادية والإجتماعية والتربوية والصناعية والعربية والإفريقية والدولية وكانت بحق محل إهتمام الرأي العام العالمي والتونسي رغم أن موقع الإنترنت غير مفتوح للجميع وغير ممكن متابعة الموقع نظرا لعدم تعميم الإنترنت لدى الجميع وحتى الموقع غير متوفر لعدد هام ولكن رغم ذلك فنشر المعلومة والمقالات أصبح منتشرا بصفة متطورة مع متابعة دقيقة في المهجر وهذا شيء إيجابي وهام ودور الإنترنت أصبح على غاية من الأهمية في المهجر بالخصوص وهذا نوع من النضال الوطني مواصلة لدعم الروح النضالية والذي يريد أن يعود إلى المقالات التي أشرت إليها وعددها 202 مقالا حديثا كلها مقالات ذات طابع وطني بحت ومما يذكر أن حوالي 40 مقالا جديدا مخصصا لإبراز مناقب وبصمات وأفعال ونضالات ومواقف وإنجازات وخطب ومكاسب ودور الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة التي طمست وإندثرت وتجاهلت وحوالي 37 مقالا في شكل رسائل مفتوحة إلى المسؤولين الوطنيين على صعيد المسؤولية من ذلك 14 رسالة مفتوحة إلى رمز البلاد سيادة الرئيس في شتى المجالات السياسية والإجتماعية والإقتصادية والجمعياتية و23 رسالة مفتوحة إلى أعضاء الحكومة الجدد والأمين العام للتجمع والسيد رئيس مجلس النواب وتمت في سنة 2006 في كل الميادين وتخص كل الأنشطة التابعة لأعضاء الحكومة ومجالات هامة ذات أهمية وأكثر من 13 تعقيبا صريحا على كل الذين أرادوا الإساءة إلى الزعيم بورقيبة والقفز على المجهول والإساءة للتاريخ وللزعيم الخالد. وهذا نوع آخر من العمل الوطني السياسي على موقع الإعلام الإلكتروني العصري الهادف الصريح الواضح والصادق خدمة لوطني وشعبي وبلادي وشباب تونس، وخلاصة القول أقول أن 53 سنة كاملة من 27/04/1954 إلى يوم 27/02/2007 وهذا اليوم 27/02/2007 هو يوم عيد ميلادي 67 أحمد الله على الصحة وأحمد الله على التوفيق والإعانة والهداية ولم أطمع في منصب بل المنصب هو الذي سعى لي ولم أبحث على جاه ولا ضيعة فلاحية رغم هناك من دعاني وطلب مني ذلك ولا مسكنا فخما رغم الإشارة بصراحة لإغرائي بمسكنا لائقا ولم أسعى حتى إلى وسام رغم أني إقترحت 13 مناضل للحصول على الوسام بحكم مسؤولياتي الحزبية ولم أفكر في مسؤوليات إدارية أو حزبية كبرى وكنت دوما أحب العمل الوطني والنضالي التطوعي السياسي. وكما قلت يوم 21/02/1981 لوزير الإعلام التونسي الذي أشرف على مؤتمر شعبة الصحافة الحزبية كما أسلفت في المقال الأول قلت له الفارق بيننا 10 أعوام في العمر وأنا طبعا أصغر منكم ولكن عام 1960 كنت مسئولا حزبيا وفي عام 1962 رئيسا للشعبة أصغر شاب يتحمل رئيس شعبة في البلاد واليوم ليس لي سيارة ولا أملاك تذكر. وللتاريخ وأعود اليوم 27/02/2007 لأقول على منبر الإنترنت العالمية هل الذين تربعوا على كراسي المجالس النيابية وغيرها خاصة الجدد وعددهم محترم هل كان لهم سنة واحدة من النضال الوطني بينما نحن لنا رصيد نضالي طويل دام 53 سنة بنظافة ورصيد وطني هام وعدد من المناضلين لهم رصيد أكثر مني ولكن كلنا في الهواء سوى والثمرة جناها من لم يغرس الشجرة لكن على الأقل نرجو الإعتراف لمن أطرد المستعمر وخدم الأرض وأطرد المحتل وغرس الأشجار وبناء الديار وعمر الأرض على الأقل الكف على الإساءة للتاريخ والإساءة للرجال المخلصين الوطنيين الصادقين وهناك لا بد من ذكر كلمة ختامية للتاريخ هي مسك الختام أقول أن الفضل في غرس الوطنية الصادقة تعود إلى الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله الذي كان سببا في نشر الوعي السياسي والنضالي في نفوسنا وكان هو الأب الروحي الذي علمنا حب الوطن وغذانا بالروح الوطنية والتعلق بالوطن ونحن صغار وفي أعمار الزهور كما أنشرت في الحلقة الأولى ونعتقد أن أعظم وأكبر سلاح يحمي الشباب من الإنحرافات والتدهور الأخلاقي والإنحلال والتفسخ والعنف وغير ذلك من المظاهر السلبية والهدم والإعتداءات على الوطن الحبيب قلت أن أكبر سلاح واقي هو حب الوطن وتعليم الشباب الوطنية وإعادة منهجية الماضي خطاب الحكمة خطاب الوطنية خطاب المثالية النضالية ومخاطبة الشباب بخطاب بورقيبة العظيم. ولا شيء أثمن وأبلغ وأعظم وأعمق من الخطاب الواقعية البورقيبية ولذلك أدعوا إلى الرجوع إلى الخطاب السياسي الرصين الوطني لمزيد تربية الشباب على الروح النضالية التي أسسها زعيم هذه الأمة الزعيم الحبيب بورقيبة والعودة إلى تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف فهو الدرع الواقي للشباب من الإنحراف وهذا هو الحل لمرض العصروهما الوطنية الصادقة والقيم الإسلامية والأخلاقية السمحة.  قال الله تعالى:«  فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد«  صدق الله العظيم.    

محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

ملاحظة هامة للتاريخ: افتحوا ملفات الماضي تجدون أكبر عدد من المناضلين نجحوا في مهامهم بفضل التشبع بالروح الوطنية والدينية والأخلاقية وشتانة بين شباب متسلح بالوطنية ومتشبع بالقيم الإسلامية والأخلاقية وترعرع في الكشافة الإسلامية وبين شباب ترعرع في مناخ عدم الحياء واللهو والعبث والرقص والغناء والإنحلال الأخلاقي والعراء والتفسخ والتبرج والبطن العارية أيهما أنفع للوطن وأقرب لهموم الناس وأعمق في الوطنية ولماذا لم نعد بقوة للماضي وللأصل والفضيلة. قال الله تعالى:«  قل هل يستوي الذين يعملون والذين لا يعملون«  صدق الله العظيم.   

 


نريد تراث واشنطن والعم سام..وليس حماية سلطات تافهة قتلتنا ومزّقنا..

حسين المحمدي تونس

السيد الرئيس بوش..السيدة نانسي بيلومسي..منذ أيام فقط احتفلتم بيوم الرئيس…يوم واشنطن العظيم..

 نريدأن نرى فيكم أحفادواشنطن والعم سام.نريدأن نرى تمثال الحرية.هذه الرؤيةتولدالحريةوالمشاركة والمسئولية. وغيرها يولّد الإرهاب وكل أنواع الإجرام.نريدكم مع الحريةلا عليها.رؤيتكم للحرية أو لعكسهاتحددطبيعة ونوعية ما سيبرزفي مجتمعاتناالعربيةوالإسلامية.السلطات العربيةلا تلدالحرية.اختصاصهاالعجزوالكذب والنهب وفبركةالمرهبين والمرتبكين والخائفين الأذلاء..

الأمريكي والأمريكية من أحفاد واشنطن والعم سام لا نراهم إلا أحرارا ورجال حرية.هكذا نظرنا وننظر إليهم.هذا ما كتبناونكتب.نهج الحرية هو ما نشترك فيه معكم.ومحاربةنهج الطغاةوالطغيان نذرنا له مابقي لنامن عمرخاصة بعد أن بلغتني كل أنواع التهديدات.العالم في حاجة الى عم سام جديد وواشنطن جديد.لننطلق معا.وأقول بالمناسبة لكل يهودي عبر العالم وخاصة يهود الولايات المتحدة الأمريكية جربوا الرهان على الحرية لأنها طريق  السلام.

من يتحدث عن السلام عبر الدكتاتوريات واهم ولا يهمه موت أولاد إسرائيل وفلسطين وأولاد العالم.من يتحدث عن مؤتمر دولي للسلام بالطغاة يبيع الوهم ويدمر كل منطق سياسي وبناء تراكمي من اجل شرق أوسط جديد.

وقولي هذايجد منطقه في غياب شعوب عربية قابلة فعلا للسلام لأنها لم تربى على ذلك.كما لا توجد مؤسسات عربية أي دولةعربية حديثة تصنع أمرا حقيقيا.هناك تجاروسماسرةتم الرهان عليهم في زمن معين ورغم 11سبتمبروحرب   جويلية2006 لا يزال الرهان عليهم؟منطق وذهنية ما قبل 11سبتمبر لصناعة الحرية والعمل من اجل سلام حقيقي؟

السلام ليكون الحديث عنه لابدمن ركيزتين أساسيتين..ركيزة شعبيةوأخرى قانونيةمجسدةفي العقول والقلوب.أي دولةحديثة.وهذالايتوفرفي أية دولةعربية بعد60عاما من استنجاب بر وفيلات حكامنا..

منطق السمسرةلايوجدعربيافقط بل أوروبياأيضا.ومنطق السمسرةهذاتحرك ويتحرك مع كل بناء حقيقي للمستقبل..  ونرى اليوم..

1.ملك الأردن يركض هذه الأيام بحثا عمّا يوقف الحرب في العراق؟ويدفع بعملية السلام إلى الأمام؟هكذا فعل ملك السعودية؟ومبارك مصر؟وهكذا ينوي أن يفعل رجال الاعتدال العرب وبعد 60عاما من الحكم؟وهكذا طلب عباس من شيراك القيام بشيء ما من اجل إحياء عملية السلام؟وهكذا تريد أن تفعل أسبانيا وايطاليا وبعد أن فضحهم لمن لا يعلم العقيد الليبي؟

2.من يتحدث عن السلام بالمعتدلين العرب يساهم بشكل لامثيل له في كل أنواع صناعات الإرهاب.إذالقاعدة منتوجهم الممتاز والمتميز إلى حد التاريخ.وما عثر عليه بخصوص المعتدلين العرب بعد سقوط النظام في العراق يحيلهم إلى كل دوائرالتجريم والإجرام ومع الشعب الأمريكي ولكن حمايةلرجال العفن والوسخ ومن جلب 11سبتمبر ومن سيجلب للعالم أكثر؟

3.المعتدلون هم ملك السعودية وملك الأردن ورئيس سلطة تونس ورئيس مصر ورئيس سلطة اليمن ورئيس سلطة ليبيا.ولتقف هنا اليوم.جل رجال القاعدة مروا من هنا.وجل الخلايا الإرهابية مرت من هنا وما سيبرز مر ويمر من هنا.وهؤلاء جميعاملوكاورؤساء سلطات يحكمون بالعائلة وبالانقلابات والتزوير وكل أنواع الفسادوالبطش والترهيب.

وهنابوش نفسه لوكان سعودياأوتونسياأومصرياأويمنيا لحمل السلاح(ونحن لم نفعل ذلك)ولقاتل من اجل حريته وكرامته وشغله ومستقبله ومشاركته.واستنتجت هذا من قراءتي لتاريخ الولايات المتحدة ومحاربتها الاستعمار والظلم وحربها من اجل دستور وجمهورية ورفاه الإنسان الفرد..

وكان هذاضدالاسبان والانقليز..وأبدع واشنطن…ولهذا قال فيه الأمريكان..كان الأول في الحرب والأول في السلام والأول في قلوب مواطنيه..وأصبح الرجل وهو في سن الثالثة والعشرين قائدا لمليشيا فرجينيا..اليوم نحن لنا خيار

الإسلام السياسي أو الدكتاتوريات وحديث عن السلام؟

لاالإسلام السياسي هدفه السلام ولاالطغاةذلك لان وجودهم أصلا مرتبط بتواصل القتل في كل مكان ليكونواسماسرة.. وهذا أمر استراتيجي مطروح على أحفاد واشنطن والعم سام..من مسيحيين ويهود ومسلمين و…

4.كان واشنطن على استعدادللتضحية بكل شيئ من اجل أمريكاواستقلالهاوحريتهاوالإنسان الفرد فيها.وبفضل رجولته ووطنيته استسلمت له بريطانيا سنة1781ولانه ترك إرثا حقيقيا وعظيما أصبحت الولايات المتحدة خلال مائتي سنة أعظم دولة على كل المجالات.أي الرجل لم يكن مقاتلا أو مناضلا سياسيا فقط على الرغم من تواضع مستواه التعليمي..بل أسس لعادات وتقاليد وسلوكيات وذهنيات عمادها…حب الوطن والعمل من اجله في نكران للذات.

نكران للذات حتى وان أصبح صاحبها رئيسا..ليبقى الوطن اكبر من أية عظمة أخرى..

بعدأن انتهت مهمةطردالمستعمرقام الرجل سنة1783بتسريح المليشيات واستقال من منصب القائد العام وعاد الى ماونت فيرنون آملا قضاء بقية حياته فيها كأي مواطن عادي.وعندنا نحن من يقوم بانقلاب على أولاد بلده وليس على مستعمر يحلّ النهب والإجرام ويقول…ذلك هو ضريبة الدم…عندنانحن يتم اختيارالفاسدوالأمّي ليحكمناعقودا فيفرّخ الإرهاب ويحاربه لاحقاوهكذا دوليك..وان خرج ترك ماأتفه منه وحديث عن الإرهاب..هذايسيئ الى واشنطن؟

5.شخصيااحدأسباب تقديري للولايات المتحدةالأمريكيةهوعظمةهذاالرجل ونكران للذات والألقاب وإقدامه على حل المليشيات بمجردأدائهالدورها..ونحن انظرالعراق وكل الأماكن…حكم مليشيات وعائلات..التمس بكل لطف من

الرئيس بوش أن يستحضرهذاعلى الأقل إكبارالعظمة واشنطن؟وللأمريكي وللأمريكية؟

أن يستحضرتاريخ وعظمةالرجل وهويتأهب لاستقبال ومجالسةرؤساء سلطات في مكان اختاره واشنطن؟انه اعتداء على أخلاق وعبقرية الرجل…؟

6.الرجل لم تقف عظمته هناوهوالمحارب والمقاتل وأب الاستقلال فانه رفض التجديد لولايةثالثةبعدان قضى ولايتين كأول رئيس للولايات المتحدةالأمريكية؟على عظمته ونضاله؟ونحن نبول على الدساتيروالقوانين لتمديدالإجرام وصناعات الإرهاب وبحمايات غربيةلا مثيل لها؟انه اعتداء على أخلاق عظيم وعادات سنّهاوخلقهاعظيم من عظماء

جادبهاالله على البشرية؟انه قتل لجميل تركه واشنطن…

اطلب من الرئيس بوش ومن نانسي بيلوسي أن يستحضراهذاوهم يستقبلون أي واحد أو يرسلون بعثات من مجلسي النواب أو الشيوخ أو من الوزراء لمقابلةتعيس هنا وهناك…أن يستحضروا أنهم من سلالة عظيم ..وأنهم يدافعون عن عادات تركها عظيم…تذكيري بالرجل اليوم…هو قول للشباب والطلبة ورجال الاستقلالية..في التاريخ ما به نتمثل..الحروب والقتل والردعلى ذلك ليست قيما ولا أسلوب حياة للبشر..

7.كان هذاسنوات1797في الولايات المتحدةالأمريكيةاي منذ210سنة؟ونحن عربيالديناالمخبروالتافه والمتحيل وله كل أنواع البطولات والألقاب وشهادات الاستحسان والامتياز ومن الغرب؟

ليت واشنطن يفيق من قبره ويخلّصنامن هذه التعاسات.فهوسيعودالى لباسه العسكري والى رجولته والى رفضه أن تكون الحرية مهانة ومغتصبة..

الرجل مات بعاصفة ثلجية…كأي مواطن عادي..  

الرجل رغم هذه الإنجازات العظيمة مات بعاصفة ثلجية ولم يتجاوز67سنة؟أي كان عاديا جدا…هذا ما أحببت في الولايات المتحدة وهذا ما جعلني اكتب وهو ما اقلق تافهين وذهبوا الى لغة التخوين والنذالة والكذب…الفارق كبير وشاسع بين من يقرا التاريخ وبين العمل لحزب أو لسلطة أو مصلحة شخصية…قرأت تاريخ أوروبا كلها..وقرأت

تاريخ الولايات المتحدة وعوامل القوة لدى الجانبين…ورأيت الولايات المتحدة على الرغم من أخطاء قاتلة وتعويل

على مفسدين عربيا اليوم…هناك قوة كبيرة لدى الأمريكي والأمريكية يمكنها أن تقود الحرية وسنرى هذا في القريب العاجل…قوة أمريكا في الحرية والأخلاق وفي اقتناع الغير البعيد فعلا بهذا وليس من خلال الدبابة أو غيرها..

8.الأمريكيون والأمريكيات أولادواشنطن أقامواله يوماوطنيا.هويوم الرئيس.واذكّرهم بان الحريةواحدةوعبرالدنيا. وأقول لهم إكرامالروح هذاالعظيم نحن لا نطلب منكم دبابات ولا جندياواحدا ولا أن تأخذوا رؤساء السلطات العربية ولا أن تغلبّوا فئة على أخرى وفي أي بلد عربي.

نحن ضد التدخلات الخارجية.نطلب منكم أمراواحدا قانونياوأخلاقيا واجتماعيا وإنسانيا…أن تمنعوا رؤسائكم من مساندة واستقبال أي طاغية.أن تطلبوا من نواب مجلسي الشيوخ والنواب استصدار قوانين تجرّم التزوير ومنع المشاركة ومحاسبة أي مسئول عربي استثرى على حسابنا وأنتج لكم ولنا الإرهاب…وهذا ما يترجم..الحرية هبة

الله للبشر..ولكن من يشيعهاويوصلهاإلى الإنسان الفردهوالعظيم…واشنطن أشاعها داخل بلادكم وأحفاده مؤتمنون على إهدائها للبشرية لأنها عنوانهم وتاريخهم وأمنهم اليوم.

أن يستحضركل واحدمنكم قبل النوم ومع الصباح ومع كل حركة يقوم بها أنكم قتلتم في عقر دياركم بالإرهاب منتوج الحليف العربي لأمريكا؟واليوم في2007 صارمن قتلكم رجلاعاقلا ومدركاومسئولا ونحن الإرهاب؟برحمة واشنطن ارحمونا.

الحالات العراقيةوالأفغانيةواللبنانية..معاييرونماذج…أمريكابرمتهاتحت رحمةجنبلاط وهكذاماشابهه اليوم عربيا؟ وتحت رحمة طينة حكام جلبت للعالم وتجلب كل الماسي؟وتعييري يجد مداه العملي والصحيح ورغم مرور مئات السنين؟..

معيار جورج واشنطن..يوم أنهى الاحتلال نزع اللباس العسكري وحلّ المليشيات وعادالى منزله لولارغبةالامريكيين والأمريكيات التي اختارته أول رئيس للولايات المتحدة ؟(عندنا نحن قتل وموت من اجل البول على الدستور وعلينا ومن يتكلم المجتمع الدولي هنا؟)بينماانظرالمليشيات العراقيةبعدمايزيدعن ثلاث سنوات من سقوط النظام؟جورج واشنطن كان عظيم.ومطلوب من رجال العراق التشبه به.

ولهذاقلت كلامي فيه بثقةوهمة.وهكذارئيس سلطةالسودان يدافع عن الجنجويد وفي تحدي للعالم؟وهكذانجادي عن حرس الثورة؟وهكذاالأحزاب العربيةالحاكمةواحزاب المعارضة..مليشيات من انتن طبيعةطبعامع فارق وسائل التعبير. من هنا كان لواشنطن الاحترام والتقدم والإنسان الجديدوالعادات والتقاليد الجديدة..

ومن هناكان ويكون لناالإرهاب والتخلف والحيلةوتصديرهذه السقطات الأخلاقية والاجتماعية والسلوكية الى الولايات وغيرها يوم11سبتمبرويوم 14مارس 2004 في أسبانيا ويوم 7جويلية2005 وسيكون ذلك…

العالم في حاجةاليوم الى واشنطن جديدمع محاربته المستعمراختارمهندسافرنسيا وهو الميجور بييرلاانفانت لتصميم المدينة الجديدة..بما تعنيه من شوارع فسيحة واشجارعلى جوانبها ومباني حكومية متناسقة وأنيقة وأنصابا تذكارية تخلد العظماء.(عندنا نحن من الخارج بنايات مزركشة.وبنوعية بناء من افسد ما يكون وبتكلفة مرتفعة ومن ينجز من رجال السلطة؟ومن يراقب تتم ترقيته ليسكت؟وداخل البنايةأيضايوجدمكتباواحدبه كل المرافق؟والبقية خدم..اي

تعويد الكل على قائد واحد…)

وفعلا خلده الأمريكان بان جعلواعاصمتهم الفدرالية بمقاطعة كولومبيا نسبة الى كريستوفر كولومبوس وان تسمى المدينة واشنطن…هكذا صارت الفيدرالية الجديدة…واشنطن دي.سي.كما خلّد الأمريكان من ذات الروح والعبقرية

العم سام.(عندنا نحن تجميل الساحات والشوارع والشكل الخارجي للمباني لتغطية على غياب الحرية ولقتل المشاركة أي لتكميم الأفواه.وزيارات لغربيين لهذا الأماكن فتبرير للسلطات إرهابها وصناعة الإرهاب..)

7.العام سام كلمةصارت تعني الولايات المتحدةالأمريكية واذكربهااليوم زمن أن صار بن لادن أسطورة والتطرف نهجا والكذب والختلة قيم تدلل على النباهة والنباغة والمسئولية والاعتدال؟.ورغم أن الاسم رمزي وجاء مصادفة وان هناك فعلا رجلا اسمه أنكل سام ويلسون وقد ولد في ارلنجتون ما ساشوستش في 13سبتمبر1766 وقد حارب والده وأخويه الأكبر الأول والثاني في الثورة الأمريكية.

وان سام نفسه انخرط في الجيش وهو في سن الرابعة عشرة من العمر وخدم الى نهاية الحرب ثم انتقل الى تروي ونيورك ليبدا تجارة تغليف اللحوم.

في نهاية اكتوبر1812 قدم إليه زوارا بمصنعه وكان احدهم الحاكم دانيال تومبكينز ليسأله ماذاتعني الحروف الأولى (إي إيه-يوإس)المكتوبة على براميل اللحم.وقال احد العمال أن حرفي(إي إيه)ترمز الى المتعهد الذي كان يعمل له ويلسون وهو ألبرت اندرسون ثم أكمل مازحا أن (يو إس)اختصار للولايات المتحدة..يونايتد ستيتس..ترمز الى أنكل سام ويلسون. وكتبت عن هذا بتاريخ 12افريل 1830 نيورك غازيت اند جنرال ادفايزر…

ومع سنة 1812 صار أنكل سام يجسد شخصية الأمن والحكومة.وعام1961 تبنى الكونغرس قرارا يحيي أنكل سام

ويعتبره الجد الأعلى أو السلف للرمز الوطني لامريكا...عندنا نحن في فيفري2007 الشباب يتمثل بالجهاد والسلفية؟

يذهب اليهما والى القاعدة رغم ملايين المخبرين وعلمه بالعقاب؟جنابي لهذا ابرز اليوم مثل العم سام.

8.هذاماأحببت وأحب في الولايات المتحدة الأمريكية.وهذا ما كتبت واكتب له منذ أول حرف نشرت.والأرشيف لا يرحم.هذا ما أردت تذكير الرئيس بوش به.وأول ما كتبت للرئيس بوش شخصيا في نوفمبر2003..الحرية والحرية والحرية ..توقفت عند تمثال الحرية ولا شيئ غيره…بل الحرة يوم ولدت كانت الحرية وليس الحرة…

وقفت عند وضع مشروع التمثال مباشرة اثر انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية.وتحمّل الشعب الفرنسي تكاليف بناء التمثال وعند خاصة جمع الأموال لبناء قاعدته(150قدما).وكلمة جمع المال تعني الكثير.جمع المال من اجل تخليد الحرية.وقفت عند تمثال في شكل امرأة(نصف المجتمع والكون)تحمل شعلة مرفوعة بيدهااليمنى ولوحة بيدهااليسرى تحمل تاريخ الاستقلال 4جويلية1776.جمع المال عندنا هو لتوريط السياسي وقتله وقتل معه المشاركة والتداول..

9.أمريكا هذه كتبت عنهافي مقال لي بتاريخ 6جويلية 2006..نريدأمريكاالمؤمنةبان الحرية والديمقراطية أضحت ضرورة عربية لأمن الإنسان الفرد..هذه أمريكا التي  نساند ونريد..ومساهمتناقوية في هذا…أمريكاتدمراليوم خيرتدمير من الدكتاتوريات منتوجهامنذعهود هذا ما نريدان نزيله مع 2008…هناك أمريكيتان اليوم…أمريكا للطغاة…أمريكا الأخرى التي نريدها أن توجد..

10.كتاباتنا بهذا المضمون تقول بمن نحن وما طلبنا ونطلب من بوش ورايس والديمقراطيين.تقول لمن زحف ويزحف أمام الأمريكان وبعض الشخصيات اليهوديةنحن نلعب في ملعب واحدهو ملعب الحرية وصناعتها.الحرية طبيعة وسلالة وبذرة.الخيانة بالمثل والإرهاب أيضا..لكل واحدمن هذه الصناعات الثلاث رجالا.ونحن كتبناونكتب لإبرازالرجال الثلاث.

ختاما تقبل السيد الرئيس..السيدة رئيسة مجلس النواب أفضل تحياتي على أمل أن نرى حديثا ومنتديات وحوارات حول

عظماء صنعوا التاريخ وليس تاريخ صنعهم.أن نرى البناء للمستقبل من خلال استحضار تاريخ زعماء.هذا يحارب كل تطرف بفكروإيمان وهمة.هذالا يجعل العالم يعيش شبح الإرهاب والطغيان..وفضائيات وأقلاما احترفت وتحترف الكذب واللعب والتلاعب بالأمريكي والأمريكية واليهودي قبلنا نحن.

 حسين المحمدي تونس

28فيفري2007.


ضمن محاولاتها استقطاب السياح الخليجيين:

تونس تبدأ خطوات الربط الجوي مع المنامة المقرر في بداية الصيف القادم

تونس – صالح عطية : شرعت الخطوط التونسية في القيام بإجراءات ربط مملكة البحرين بالعاصمة التونسية عبر رحلة تمتد إلى الكويت. وعلمت الشرق أنه تقرر البدء بتنفيذ هذه الخطوة، اعتبارا من الصيف القادم. وتأتي هذه الخطوة في سياق الجهود التي تبذلها وزارة السياحة منذ فترة، من أجل تقريب الوجهة السياحية التونسية من مواطني البلدان الخليجية. ومن المتوقع أن يتم الاتفاق على تفاصيل هذا الخط الجوي الجديد، خلال اجتماع مرتقب للمسؤولين التونسيين والبحرينيين في غضون الأيام القليلة المقبلة، ينتظر أن تحتضنه العاصمة التونسية. وكانت تونس، تحركت دبلوماسيا وسياسيا باتجاه منطقة الخليج خلال العام الماضي، ترجمها رئيس الحكومة السيد محمد الغنوشي، الذي قام بزيارات إلى الإمارات العربية المتحدة، دشنت عمليا مرحلة فتح استثمارات إماراتية في تونس، سيما في قطاع الاتصالات، فيما تم استقطاب استثمارات كويتية بحجم ضخم منذ نهاية العام المنقضي. وكان مسؤولون تونسيون في القطاع السياحي، أجروا مؤخرا مباحثات مع الفعاليات السياحية في البحرين، بغاية التمهيد لمشاركة تونسية ناجحة في معرض السفر والسياحة الذي يقام في البحرين في شهر مايو من كل عام، وهو الموعد الذي يحرص المسؤولون على القطاع السياحي في تونس، على توظيفه بشكل يسمح بالتعريف بالبلاد كوجهة سياحية وتعليمية وثقافية للبحرينيين. وهدفت المباحثات واللقاءات التي أجراها الوفد التونسي، إلى وضع تونس ضمن خريطة الوجهات السياحية الرئيسية للمواطنين في البحرين، إلى جانب التعريف بالإمكانات المتوافرة في الوجهة التونسية، والامتيازات التي بوسع السائح البحريني التمتع بها. وسبق لتونس أن شاركت في بعض الفعاليات في البحرين، على غرار معرض السياحة العلاجية في العام 2005، والأسبوع السياحي والثقافي التونسي في العام 2004. ويرى مراقبون، أن افتتاح الخط الجوي بين تونس والمنامة، سيزيد في دعم التعاون السياحي والمبادلات التجارية بين البلدين، سيما وأن مواطني البحرين يتمتعون بالإعفاء من التأشيرة لزيارة تونس. الجدير بالذكر، أن عدد السياح الخليجيين الذين زاروا تونس خلال العامين الماضيين، بلغ أكثر من 7 آلاف سائح خليجي بينهم نحو 6 آلاف سائح بحريني في العام 2005 وحوالي ألف سائح أو أقل من ذلك خلال العام المنقضي. ويعد هذا الرقم، الأضعف بالنسبة لعدد السياح الذين يزورون تونس من وجهات مختلفة، والذي يقدر بما يزيد على 6 ملايين سائح في العام. (المصدر: صحيفة الشرق (يومية – قطر) الصادرة يوم 27 فيفري 2007)


« على خطى ابن خلدون »: كتاب عن شخصية وفكر ابن خلدون

تونس (رويترز) – ميز كتاب عن حياة ابن خلدون وفكره الاحتفالات التي أطلقت في تونس هذا العام احياء للذكرى المئوية السادسة لوفاة العلامة والمؤرخ التونسي عبد الرحمن ابن خلدون. كاتبان تونسيان هما عبد الوهاب بوحديبة ومنيرة شابوتو رمادي ركزا على تعريف القاريء بشخصية وروح ابن خلدون المفكر الذي شغل الدنيا والناس منذ قرون ولايزال في كتاب بعنوان (على خطى ابن خلدون) أصدراه مؤخرا عن دار الجنوب للنشر بتونس. يحتوي الكتاب على 288 صفحة وبه 300 صورة. وتحدث بوحديبة عن ابن خلدون قائلا « انه رجل تاريخ واجتماع.. انه رجل عصره والعصور اللاحقة وهو في كلمة عبقري عانق الكونية باقتدار ». ويتضمن الكتاب عدة صور لمعالم ومواقع عاش فيها او زراها ابن خلدون التقطت في الاندلس والجزائر وتونس والمغرب. ولد ابن خلدون في 27 مايو ايار من عام 1332 في تونس وعاش متنقلا بين عديد من الاقطار العربية ليستقر في مصر ويبقي فيها حتى وفاته عام 1406 . عمل ابن خلدون بالتدريس في جامع القرويين في فاس بالمغرب وجامع الازهر بالقاهرة واشتغل ايضا في مجال القضاء وغيرها من مدارس المعرفة التي انتشرت في أرجاء العالم الاسلامي. لم يقف مؤلفا الكتاب عند سرد الوقائع والتوقف عند مراحل حياته بل انهما استشرفا فكر ابن خلدون وغاصا في اغوار ميزت هذا الفكر. ركز بوحديبة على دارسة شخصية ابن خلدون المفكر والانسان ايضا وبرزت صور لعالم الاجتماع في مختلف حالاته وانفعالاته وانتصاراته وانكساراته في رحلاته بين المشرق والمغرب. تميز الكتاب بنوع من تعاطف مؤلفيه مع عالم الاجتماع ابن خلدون حتى ان بوحديبة يقول في الصفحة 265 « وسلطت على خطاب لم يخل من التجريد اضواء ودية مفعمة بالتعاطف مع ذلك الذي يظل الجد بل الاخ الكبير وعلى أي حال الرائد الشهير ». لكن بوحديبة وهو فيلسوف وعالم اجتماع يرأس مجمع بيت الحكمة الثقافي بتونس نفى أن يكون هذا التعاطف قد دفعه الى تعظيم ابن خلدون معتبرا إنه اجتهد لانصافه من خلال التركيز على فكره ونظرته الاسشترافية. وتتصدر الصفحة الاولى للكتاب صورة طبعة قديمة لكتابه الشهير (مقدمة ابن خلدون) تعود الى عام 1857 . وبوحديبة أيضا حاصل على الدكتوراة في العلوم الانسانية منذ عام 1995 وله نحو 20 كتابا. أما رمادي المؤلفة الثانية للكتاب فهي أستاذة في جامعة الاداب والعلوم الانسانية بتونس. وركزت رمادي على ابراز مختلف المراحل التاريخية في حياة ابن خلدون واسفاره من خلال وصف الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلدان التي سافر اليها مثل مصر والشام والاندلس. وأوضحت جوانب في حياة ابن خلدون الشخصية مبينة ان ايامه لم تكن كلها سعادة بل تخللها شجن واحزان وخيانة وانقلاب السلاطين عليه وسجن بعد ان عاش في بلاط الملوك. لكن بوحديبة قال ان هذه التجارب لم تكن سوى حافز لابن خلدون لمزيد من التفكير والتأمل ليفيد بعلمه وفكره العديد من الناس عبر العصور. وأخذت الصور حيزا هاما من الكتاب رغبة من المؤلفين في استعادة القاريء للبيئة التي عاش فيها هذا الرجل وعاش فيها معاصروه. وقالت الناقدة حياة السايب عن هذا الكتاب انه « قد اوفى حق الرجل من العناية والاهتمام فهو كتاب من حيث المضمون حاول ان يكون شاملا حيث فهم اصحابه جيدا العلاقة بين النشأة والظروف الاجتماعية والتاريخية لكنهم لم ينفوا عن الرجل تفرده في عدة مجالات معرفية وفكرية ». وحول الاسلوب قالت السايب انه « سهل الهضم وقد تم اقتطاع اكثر من فقرة من تأليف ابن خلدون للتدليل على سلامة الافكار ». وأطلقت تونس هذا العام عدة احتفالات وتظاهرات ثقافية احياء للذكرى المئوية السادسة لوفاة العلامة والمؤرخ التونسي ابن خلدون. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 27 فيفري 2007)


البـنـك المغــاربـي..
أعلن الامين العام لاتحاد المصارف العربية محمد رشيد العربي أمس أن البنك المغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية الذي سيكون مقره تونس سيدخل حيز العمل خلال شهر مارس القادم عبر الجلسة التأسيسية للبنك في تونس… رأس مال هذا البنك العمومي سيكون 500 مليون دولار أمريكي أي حوالي650 مليون دينار.. وهي خطوة عملية وملموسة لتجسيم القرارات الكثيرة الصادرة منذ أواخر الثمانينات في القمم المغاربية حول تحقيق الاندماج الاقتصادي لدول المغرب العربي الخمس.. وبعد التطورات التي شهدها قطاع المصارف والبنوك في البلدان المغاربية، ومنها بروز بنوك خاصة وخوصصة بنوك عمومية ذات رأس مال وطني أو مختلط، تقرر فتح باب الانخراط في اتحاد المصارف المغاربية لكل البنوك والمؤسسات المالية المقيمة في المغرب العربي من مصارف وصناديق استثمار وشركات ومؤسسات استثمار وشركات تمويل ليصل عدد المنخرطين إلى 60 مؤسسة من بين 112 مؤسسة تشكل المشهد المصرفي في المنطقة. هذه الاجراءات المالية المغاربية والاقليمية، على محدوديتها مقارنة بالامكانيات الاقتصادية الهائلة التي تزخر بها المنطقة المغاربية، مؤشر ايجابي يؤكد أن بناء الاتحاد المغاربي ممكن ولو عبر مسار طويل وبطيء.. وقد سبق لوزراء الشؤون الاقتصادية والمالية في الدول المغاربية الخمس أن استصدروا قرارات مفصلة تهدف إلى تجسيم توصيات مجلس الرئاسة في قمة 1994.. فيما يتعلق ببناء جسور التكامل المغاربي.. لكن الخلافات السياسية والتعقيدات الامنية التي عرفتها بعض الدول الاعضاء تسببت في تعطيل تجسيم تلك التوصيات والقرارات رغم الندءات التي أصبحت تصدر عن مسؤولي الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وبقية الدول الغنية الداعية إلى بناء السوق المغاربية المشتركة في مختلف المجالات لتحسين حظوظ منطقة شمال افريقيا من حيث قدرتها على جلب الاستثمارات الاجنبية.. ورؤوس الاموال العالمية.. التي قد يغريها سوق مفتوح يمتد من موريتانيا الى مصر.. به أكثرمن 160 مليون ساكن.. أو من ليبيا الى موريتانيا به نحو 90 مليون ساكن.. في زمن تراجعت فيه جاذبية الاسواق الصغيرة والمشتتة.. إن انطلاق البنك المغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية يمكن أن يفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والجماعية بين الدول المغاربية.. ويمكن تطويره فيما بعد ليشمل مصر وبقية الدول العربية المتوسطية المعنية مثل الدول المغاربية بمسار برشلونة وبسياسة الجوار الاوروبية الجديدة.. ولا شك أن تونس التي تستضيف مقر هذه المؤسسة المالية المغاربية مؤهلة لتلعب دورا ايجابيا لتفعيل دوره.. بحكم النجاحات التي حققتها تونس على المستوى الثنائي مع بقية الدول المغاربية وخاصة مع جارتيها ليبيا والجزائر.. كما تكشفه الاحصائيات الجديدة عن ارتفاع مستوى المبادلات التجارية إلى اكثر من  مليار ونصف بالنسبة لليببيا وحدها.. وارتفاع عدد السياح الجزائريين والليبيين الذين يزورون تونس سنويا الى أكثرمن مليونين و500 ألف سائح.. فهل تنجح الجبهة الاقتصادية في إصلاح ما أفسدته السياسة.. على غرار ما حصل بالنسبة لأوروبا؟ كمال بن يونس (المصدر:  جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 27 فيفري 2007)


بعد إقرار تنظيمه بداية من هذه السنة:

هل يلغي امتحان تقويم مكاسب التلميذ بالسنة الرابعة امتحانات الثلاثي الثالث؟

تونس ـ الصباح «… تبقى امكانية تعويض الامتحان التقويمي لمكتسبات التلميذ في نهاية السنة الرابعة والذي تم اقراره مؤخرا لامتحان الثلاثي الأخير من عمر السنة الدراسية واردة وبالتالي فإن التخلي عن اختبارات الثلاثية الأخيرة في هذه المرحلة الدراسية يعد توجها مطروحا وقائم الذات، وإن لم يحسم أمره بصفة نهائية في انتظار استكمال اللجان المكلفة بمتابعة ودراسة القرارات المتخذة في هذا الشأن وفي غيرها من الاجراءات المقرة التعمق في دراسة التوجهات المطروحة..». هذا ما أكده لنا مصدر مطلع بوزارة التربية والتكوين ردا على سؤال حول مصير امتحان الثلاثي الأخير بعد اقرار امتحان جزائي سيفضي الى رسوب أو نجاح الممتحن، وفي هذا المجال تفقد الاختبارات الثلاثية العادية لاسيما منها الثلاثي الأخير كل معنى باعتبار أن القرار في نجاح التلميذ أو رسوبه تحدده الآلية الجديدة المقترحة لتقويم مكتسبات التلميذ. وبخصوص هذه الآلية فقد أفادت مصادرنا بأنها لن تكون في شكل مناظرة، بل في صيغة امتحان يتم الاعداد المادي واللوجستي له وعلى النطاق الجهوي فيما يرجح أن يكتسي المضمون بعدا وطنيا باعتماد مواضيع موحدة ويجري حاليا في مستوى اللجان المعنية التباحث في هذا الشأن. تجدر الاشارة الى أن نحو 183 ألف تلميذ مرسمين بالسنة الرابعة أساسي معنيون بهذا الامتحان، ولكن ألا يعد الاختيار على السنة الرابعة من التعليم الاساسي مبكرا للتقويم المنهجي العلمي لمردود تلميذ لا يتجاوز سنه التسع سنوات؟ مصادرنا قللت من أهمية عامل السن وأوضحت بأن الاختيار على هذه المرحلة يستند ويتوافق مع التقويم العالمي المعمول به في الدول الغربية والتي تمثل فيها السنة الرابعة درجة وسطى تخضع فيها مكتسبات التلميذ للتقويم بعد أن يكون قد اكتسب الكفايات المطلوبة في الحساب والايقاظ والقراءة. مع العلم أو الدورة الاولى لهذا الامتحان حدد تنظيمها خلال الاسبوع الاول والثاني من جوان القادم وسيمتحن فيها المترشحون في مادة العربية والفرنسية والرياضيات والايقاظ العلمي. مناظرة الاعدادية النموذجية من القرارات الجديدة المعلنة ما يتعلق بالانطلاق بداية من سبتمبر القادم موازاة مع افتتاح السنة الدراسية 2007/2008 في تركيز المدارس الاعدادية النموذجية على شاكلة المعاهد النموذجية ويكون الالتحاق بها عبر مناظرة وطنية اختيارية عن طريق دراسة أولية لملفات المترشحين تأخذ بالاعتبار أساسيا عدم الرسوب بالمرحلة الاولى من التعليم الأساسي. وحول مااذا كانت كل المناطق معنية بهذه المناظرة المقرر تنظيمها خلال جوان القادم أو سيجري تعميمها تدريجيا وفقا لما تتيحه خارطة المدارس الاعدادية المتواجدة بكل جهة تمت إفادتنا بأن المناظرة ستكون شاملة لكافة المناطق والتلاميذ حيثما كانوا على أن تتحدد ملامح شبكة احداث الاعداديات النموذجية على مستوى التوزيع الجغرافي على ضوء ما ستفرزه المناظرة من نتائج.. وبالتالي لا يستبعد أن يتم الاختيار في تركيز هذه الاعداديات على التوزيع الاقليمي ما لم يتوفر العدد الكافي من الناجحين بامتياز من تلاميذ الولاية الواحدة على أن يتم تعميمها بالتدرج. منية اليوسفي (المصدر:  جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 27 فيفري 2007)


بوتفليقة يجدد تأييده تقرير المصير بالصحراء الغربية

  

أكد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة من جديد تأييده لـ »تقرير المصير في الصحراء الغربية »، في رسالة نشرت الاثنين بمناسبة الذكرى الحادية والأربعين لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. وكتب بوتفليقة إلى زعيم جبهة البوليساريو -التي أعلنت الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في 1976- أن « الكفاح الذي يخوضه الشعب الصحراوي بكل استماتة وصبر لن يكون له من مآل سوى تقرير المصير ». وأكد أن الجزائر متمسكة بمطلب « إزالة الاستعمار عن الصحراء الغربية » وأنها « ستستمر في التركيز عليه حتى الحصول على الحق الثابت للشعب الصحراوي في تقرير مصيره ». وأضاف الرئيس الجزائري أن بلاده « لن تدخر جهدا لتقديم مساهمتها في ديناميكية السلام » التي قال إنها تندرج في سياق إنجاز « عملية إزالة الاستعمار عن الصحراء الغربية ». وتطالب جبهة البوليساريو باستقلال الصحراء الغربية -المستعمرة الإسبانية السابقة التي ضمها المغرب في 1975-وتريد منحها حكما ذاتيا موسعا في إطار السيادة المغربية. وتسعى الأمم المتحدة منذ وقف إطلاق النار في 1991 بين البوليساريو والمغرب إلى تنظيم استفتاء لتقرير المصير في هذه المنطقة شبه الصحراوية، لكنها لم تنجح. (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 27 فيفري 2007 نقلا عن وكلة الصحافة الفرنسية)


المغرب: إهمال جنوب الصحراء يهدد شمال أفريقيا بمخاطر كبيرة

الرباط – محمد الأشهب     حذر وزير الداخلية المغربي شكيب بن موسى من المخاطر التي تهدد بلدان شمال أفريقيا في حال تحولت منطقة الساحل جنوب الصحراء إلى قاعدة لانطلاق أعمال إرهابية، مشدداً على أنها «يجب ان تخضع لرقابة خاصة ومستمرة». وقال إن بلاده حذرت من عواقب إهمال هذه المنطقة على أمن الشمال الأفريقي واستقراره، مشيراً الى أن الرباط أبلغت شركاءها الغربيين بهذه المخاطر، وأن الإحساس بها دفع الولايات المتحدة إلى الانخراط في مبادرة تأمين المنطقة في إطار الحرب على الارهاب. واعتبر في تصريحات صحافية أن تحول «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» الجزائرية إلى «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» مؤشر «يكشف توسيع دائرة أعمالها في المنطقة، من خلال عمليات الشحن الايديولوجي والتنسيق بين الخلايا الإرهابية المحتملة، إضافة إلى استقطاب المتطرفين المغاربيين وتأهيلهم عبر رابط قوي مع تنظيم القاعدة». وأشار إلى أن حال التأهب في المغرب «بلغت درجة عالية»، لافتاً إلى أنه أبلغ اجتماعاً حكومياً الأسبوع الماضي «برفع مستويات الانذار العام الذي يعد طريقة لتعبئة قوات الأمن ومطالبة السكان بالتزام الحذر واليقظة في مواجهة التهديد المحتمل». وأوضح ان التنسيق بين بلاده واسبانيا «يمضي قدماً على الطريق الصحيح»، في إشارة إلى تفكيك خلايا إرهابية اتخذت من تطوان وسبتة منطلقاً لأعمالها. وأكد أن التنسيق بين مدريد والرباط «يتجاوز تبادل المعلومات إلى العمل المباشر لتفكيك الشبكات الاجرامية، ومنها شبكات الهجرة غير المشروعة وترويج المخدرات والجريمة المنظمة والإرهاب». وقال إن بلاده فككت منذ العام 2004 أكثر من ألف شبكة لتهريب البشر واعتقلت آلاف الاشخاص، كما نشرت قوات عند المعابر والحدود ومناطق تسلل المهاجرين تزيد على 11 ألف شخص لرقابة السواحل. على صعيد آخر، بدأ وفد مغربي رفيع المستوى أمس زيارة إلى ألمانيا لإبلاغ رئاسة الاتحاد الأوروبي مضمون الاقتراح المغربي حول الحكم الذاتي في الصحراء. ويتوقع أن يواصل الوفد جولات قادمة إلى كل من روسيا والصين باعتبارهما عضوين دائمين في مجلس الأمن، قبل عرض المشروع على المجلس في نيسان (أبريل) المقبل بالتزامن مع نهاية ولاية بعثة «المينورسو» الدولية. (المصدر: صحيفة الحياة (يومية – لندن) الصادرة يوم 27 فيفري 2007)
 


محكمة استئناف مصرية تبطل حكما بحبس صحفي اتهم بسب الرئيس مبارك

القاهرة (رويترز) – ألغت محكمة استئناف في مصر يوم الثلاثاء حكما بالسجن لمدة عام صدر على ابراهيم عيسى رئيس تحرير صحيفة الدستور الذي كان قد أدين بتهمة سب الرئيس حسني مبارك. وبدلا من ذلك أصدرت المحكمة على عيسى حكما بدفع غرامة قيمتها 22500 جنيه (3950 دولارا). وفي مقالاته في صحيفة الدستور الاسبوعية اتهم عيسى الرئيس المصري ببيع المؤسسات الحكومية مقابل مبالغ أقل مما ينبغي واهدار المساعدات الاجنبية. وعادة ما كانت المقالات التي ينشرها عيسى في الصفحة الاولى من الصحيفة تهاجم الرئيس مبارك وأسرته. وكانت جماعات حقوقية انتقدت الحكم على عيسى الذي صدر في يونيو حزيران ووصفته بأنه جزء من محاولة اسكات منتقدي الحكومة. (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 27 فيفري 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)  


4 جثث تظهر أثناء تصوير فيلم يوسف شاهين الجديد

القاهرة – الحياة     عثر فريق تصوير فيلم «هي فوضى» الذي يخرجه يوسف شاهين، على أربع جثث لأطفال حديثي الولادة في النيل أثناء تصوير أحد المشاهد في جوار حديقة «هابي لاند» في منطقة الساحل في القاهرة. وتلـــقت مديرية الأمن في القاهرة بلاغاً من فريق التصوير، يخبر فيه ان الممثلة منى شلبي اصطدمت خلال تصوير أحد المشاهد داخل مركب في نهر النيل بأكياس، وعند فتحها فوجئ الفريق بوجود أربعة أطفال حديثي الولادة داخلها. وأصيب الفريق بالرعب وأوقف التصوير وحضرت الشرطة لكشف ظروف الحادث. وقالت شلبي إن حالتها النفسية سيئة وتقارب الانهيار، وانها لا تستطيع نسيان المشهد، ولا تتخيل من هو الشخص الذي طاوعه قلبه للقيام بهذه الفعلة الشنيعة. (المصدر: صحيفة الحياة (يومية – لندن) الصادرة يوم 27 فيفري 2007)  


الإسلام يزدهر بين السود في أمريكا بعد 11 سبتمر

اتلانتا (رويترز) – يقول أئمة وخبراء إن الاسلام ينتشر بسرعة بين الامريكيين من أصل أفريقي الذين لم يردعهم التدقيق المتزايد الذي يتعرض له المسلمون في الولايات المتحدة منذ هجمات 11 سبتمبر أيلول. ويقول الذين تحولوا الى الاسلام من الامريكيين الافارقة ان ما يجذبهم هو التعود على النظام والطاعة الذي تمثله الصلاة وتأكيد الاسلام على الخضوع لله وتعاطف الدين مع المقهورين. ويرتاب بعض السود كذلك في تحذيرات الحكومة الامريكية من ظهور أعداء جدد منذ هجمات 11 سبتمبر بسبب الذكريات عن كيف شوهت الادارة صورة الزعماء المدافعين عن الحقوق المدنية مثل مارتن لوثر كينج ومالكولم اكس. ونتيجة لذلك فهم مستعدون لاعتبار الاسلام بديلا مشروعا للمسيحية دين الاغلبية بين الامريكيين السود. وقال لورانس ماميا استاذ الدين بكلية فاسار متحدثا عن الاسلام بين الامريكيين السود « انه احد أسرع الاديان انتشارا في امريكا. » وأضاف أن هناك نحو مليوني مسلم بين الامريكيين السود لكنه أقر بعدم وجود احصائيات دقيقة. وتابع « لا يعتبر ذلك بمثابة تهديد (من قبل السلطات) لان الاعداد صغيرة وعندما نتجاوز الحرب على الارهاب وكل الصور السلبية سيواصل (الاسلام) انتشاره. » وتقول امينة مكلود استاذة العلوم الدينية بجامعة ديبول في شيكاجو ان الامريكيين السود يصلون في مساجد منفصلة عن مساجد المسلمين المهاجرين على الرغم من اشتراكهم في المعتقدات. لكن الائمة في اتلانتا أحد مراكز تجمع المسلمين السود في الولايات المتحدة يقولون انهم يتعرضون لتدقيق أقل مما يتعرض له المسلمون من الشرق الاوسط وشبه القارة الهندية. وتحول العديد من السود الى الاسلام خلال حقبة الدفاع عن الحقوق المدنية عندما ساعد مالكولم اكس على حشد التأييد لجماعة أمة الاسلام واجتذب من بين اخرين الملاكم محمد علي. ومازال الاسلام يجتذب مشاهير السود مثل سكارفيس نجم موسيقى الراب الذي تحول الى الاسلام في الفترة الاخيرة. لكن جماعة أمة الاسلام تراجعت كقوة جذب لصالح اتحاد مساجد يقوده وريث الدين محمد ابن زعيم حركة أمة الاسلام اليجا محمد الذي توفي عام 1975. وفي مسجد بأحد أقدم وأفقر أحياء أتلانتا أظهرت خطبة جمعة في الفترة الاخيرة قوة تاريخ الاسلام في الولايات المتحدة للسود. فقد جلس الرجال والنساء منفصلين على أرض المسجد في حين يحكي الامام نديم علي قصصا عن تاريخ العبيد المسلمين الذين جلبوا من افريقيا وجاهدوا للتمسك بدينهم في مواجهة معارضة من جانب مالكيهم. وقال علي في المسجد الواقع في الطرف الغربي من مدينة اتلانتا انه اذا كان العبيد قد تمكنوا من التمسك بايمانهم في ظل العبودية فان المستمعين يجب ان يعتبروهم قدوة يحتذى بها. وأضاف علي في مقابلة في وقت لاحق « نحن نتحدث عن شعب قطع عن جذوره… الاسلام يعيد الصلة بافريقيا وأجزاء أخرى من العالم لان الانسانية تتخطى الاجناس. » والمسجد تربطه صلة مباشرة بجزء من تاريخ السود. فقد اسسه اتش.راب براون الذي كان ذات يوم عضوا في جماعة الفهود السود في ستينات القرن الماضي. وتحول براون للاسلام في السجن في السبعينات وغير اسمه الى جميل الامين. وادين بقتل نائب مأمور شرطة في جورجيا في مارس اذار عام 2000 ويقضي حكما بالسجن مدى الحياة لكن في غيابه واصل المسجد ما وصفه علي بانه سعي لبناء مجتمع اسلامي محلي. ويقول من يداومون على الصلاة في المسجد انه يعلمهم ألا يفرقوا بين السنة والشيعة. وتحث الخطب المسلمين على البحث عن عمل والابتعاد عن الجريمة والمخدرات واقامة حياة أسرية مستقرة. وقال علي انه يفترض أن المسجد يحتوي على أجهزة تنصت ويحضره مرشدون فيما يرجع جزئيا الى أن زعماءه مازالوا يرتابون في السياسات الامريكية بعد 11 سبتمبر. وقال علي « انهم (الحكومة) يرفعون مراقبة السود ليراقبوا العرب والمسلمين. ثم يرفعون مراقبة العرب ليراقبوا الشيوعيين. امريكا تحتاج للحرب للحفاظ على وضعها الاقتصادي. » والمسجد الاخر الاكبر حجما في حي اخر من احياء اتلانتا وهو مسجد الاسلام يتبع جماعة وريث الدين محمد. وامامه بليمون الامين قال انه يقوم بأعمال محلية مع معتنقي اديان أخرى فضلا عن العمل مع المدارس الاسلامية المحلية. وفي يوم جمعة قريب استمع مارك كينج المتحول لحديثا الى الاسلام مع مئات المصلين لخطبة تحث المسلمين على التقرب الى الله بالقران. وقال الخطيب ان على معتنقي أديان أخرى التقرب الى الله من خلال كتبهم المقدسة. وتحول كينج الى الاسلام بعد أن زار افريقيا لاول مرة وقرأ القران في جامبيا وأدرك ان تعاليمه تتفق مع معتقداته وبخاصة في محاربة الظلم. وقال كينج الذي غير اسمه الى بلال منسا « بالنسبة للشبان الامريكيين من اصل أفريقي هناك ما يجذب في تعلم العادات المرتبطة بمقاومة الامبريالية الاوروبية. » من ماثيو بيج (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 27 فيفري 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


من وارداتها النفطية والصناعية إلى حصارها المالي …

إيران أمام استراتيجية «الخنق» الأميركية

توفيق المديني (*) اذا كان في مقدور ايران أن تتحدى المجموعة الدولية ببرنامجها النووي والتظاهر بالاستخفاف بالعقوبات إلا أن القادة الايرانيين ما انفكوا يهتمون بالاسقاطات المدمرة لهذه العقوبات المسلطة عليهم. فمع بداية شهر ايلول (سبتمبر) 2006، أي قبل إقرار مجلس الأمن العقوبات في 23 كانون الأول (سبتمبر) الماضي، حللت لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في مجلس الشورى الايراني (البرلمان) في تقريرها المعد من مئة صفحة، الآثار الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للعقوبات الدولية. وصيغ هذا التقرير بعد ستة أشهر من المناقشات التي شارك فيها عدد كبير من الاقتصاديين وخبراء في المسائل النفطية، وسُلّم الى الهيئات العليا في النظام، بينها الرئيس محمود أحمدي نجاد، ووزع على نطاق ضيق. ويتفهم الخبراء هذا الأمر، بسبب الاستخلاصات التي توصل اليها التقرير والتي تبرز هشاشة الاقتصاد الايراني في مواجهة عقوبات تمس في شكل خاص القطاع النفطي.  العقوبات تهدد الصناعة الايرانية  للوهلة الأولى، البلد الذي يمتلك ثاني احتياط عالمي من النفط والغاز، لا يجوز له أن يكون سريع الانكسار، لكن ايران هي عملاق مقيد اليدين والرجلين، إذ ان 85 في المئة من عائدات صادراته تأتي من النفط. ويطالب تقرير المجلس بـ «بذل كل الجهود السياسية لتجنب فرض العقوبات، مع المحافظة في الوقت نفسه على مصالح البلاد والشرف الوطني». وتستطيع ايران أن تستخدم في آن معاً، العلاقات الاقتصادية التي أقامتها مع عدد من البلدان، وفي الوقت نفسه «الردع» مع بلدان أخرى. ويخلص التقرير الى تأكيد أن الحظر سيضعف الاستقرار الاقتصادي للبلاد ويؤدي الى الإضرار بالاستثمار الخاص كما ستجد ايران نفسها «مجبرة على تعديل أولوياتها الوطنية، وتخصيص القسم الرئيس من مواردها لمنع حدوث تدهور في الظروف المعيشية لقسم كبير من السكان». وتؤكد اللجنة ضرورة تقديم «صورة متفائلة عن عدم ترجيح العقوبات، والتدابير الاستباقية المتخذة من قبل الحكومة، وحول قدرة ايران على تحملها». وتصر على الاستمرار في تهديد الرأي العام الغربي بـ «شتاء قارس»، وهي طريقة أخرى لإظهار أن أي زيادة في أسعار النفط ستكون لها اسقاطات مدمرة على الاقتصادات الغربية. ويشكل تقرير البرلمانيين الايرانيين تحذيراً مبطناً للنظام، الذي من وجهة نظرهم، لن يكون قادراً على مقاومة الضغوط الاقتصادية الكبيرة، بسبب ضعف بنية الاقتصاد الايراني وهشاشة الوضع المالي. وبحسب واضعي التقرير، فإن «اعضاء النظام الذين تم الاستماع اليهم من قبل اللجنة أكدوا أن كل تدهور في الوضع الاقتصادي، سيتسبب في حدوث اضطرابات اجتماعية يمكن أن تقود الى تدهور واضعاف الاستقرار الداخلي». وهكذا يبدو أن اللجنة ابتعدت بطريقة مبطنة عن الخط المتشدد الذي يجسده الرئيس أحمدي نجاد. فهي تقترح بصورة خاصة سيناريو الحظر الدولي على الواردات النفطية الى ايران التي تستهلك كمية كبيرة من المواد المكررة، مثل البنزين، لاستهلاكها الداخلي، وهو قطاع حساس جداً. هناك عوامل عدّة تبيّن لماذا ارتفع استهلاك المنتجات النفطية في إيران بنحو 10 في المئة سنوياً، خلال السنوات الأخيرة: ان سعر البنزين في لبنان هو الأرخص في العالم (800 ريال، تقريباً 7 سنتيمات من اليورو لليتر الواحد). وتستهلك ايران نصف مليون برميل من المواد النفطية يومياً، منها 60 في المئة منتجة محلياً، و40 في المئة مستوردة، بتكلفة تتراوح بين 3 إلى 4 بلايين دولار. وتصرّ اللجنة على ضرورة خفض استهلاك البنزين، لا سيما عبر التخلص من السيارات القديمة، باعتبارها مستهلكة كثيراً للبنزين. بيد أن تطبيق مثل هذه السياسة سيكون له تأثيرات خطيرة على حكومة حريصة على الحفاظ على صورتها الاجتماعية (الرئيس أحمدي نجاد انتخب على أساس وعوده بمساعدة الفقراء). أما الخيار الثاني المقترح، فهو التقنين وزيادة أسعار البنزين. وحتى الآن أخفقت كل محاولات الحكومة في هذا الاتجاه، حيث ان آخر محاولة يعود تاريخها إلى تموز (يوليو) الماضي. ونظراً إلى تخوّف النظام من اندلاع تظاهرات شعبية فقد فضّل تخصيص ملايين من الدولارات لدعم أسعار المحروقات. إنّ هشاشة الاقتصاد الايراني في مواجهة الاسقاطات المدمّرة للعقوبات يكشفها الواقع، إذ إن نصف واردات ايران تأتي من البلدان الغربية: 40 في المئة من الاتحاد الأوروبي من مجموع 15.4 بليون دولار في عام 2005، وتأتي فرنسا في المرتبة الثالثة بنحو 2.39 بليون دولار، خلف المانيا وايطاليا و10 في المئة لليابان وكوريا الجنوبية. وفضلاً عن ذلك، فإن أكثر من 60 في المئة من كل واردات ايران تتعلق بالتجهيزات الصناعية، لا سيما في مجالات الكهرباء والسيارات، التي تعتبر ضرورية جداّ للتوسّع الاقتصادي للبلاد. ويشدد واضعو تقرير المجلس الايراني على قابلية الاقتصاد الايراني للعطب السريع، ويصرّون على التعقيد الذي يشكله «صراع المصالح» (بصورة أوضح، الخلافات السياسية) داخل النظام. في حال فرض العقوبات، فإن القسم الأساس من الإنتاج الايراني سيكون مشلولاً بعد استخدام الاحتياط الموجود من قطع الغيار المستوردة (الذي يلبّي حاجات المعامل لثلاثة أو أربعة أشهر)، وستسخر إيران عائدات مقدرة بين 1.5 إلى بليوني دولار سنوياً، وفضلاً عن الحظر الدولي على صادرات الجهيزات الصناعية إلى إيران، تتوقع اللجنة البرلمانية سيناريو العقوبات على المصارف الايرانية، لا سيما مصرفا مللي وصادرات، المتهمان غربياً بأنهما يلعبان دوراً مهماً في تجارة المواد النووية لإيران. وفي ما يتعلق بالنفط، فإن الحظر الدولي على الواردات من الخام الإيراني ستكون له تأثيرات مهمّة، على رغم انها متغيّرة مع الزمن، فإيران تصدّر 2.5 مليون برميل يومياً (3 في المئة من الاستهلاك العالمي)، وتستهلك 1.5 مليون برميل يومياً. فالحظر لن تكون له تأثيرات كبيرة على البلاد خلال السنة الأولى من تطبيقه، بسبب الاحتياطات الكبيرة من العملة الصعبة لايران. ويؤكد التقرير «انه من المهم تأخير كل إجراء عقابي سيضرّ بالسكان بسبب مخاطر عدم الاستقرار». ويصل التقرير الايراني إلى الاستنتاج التالي: إن التأليف بين تجميد الأموال الايرانية في الخارج، وفرض حظر على واردات الخام النفطي الايراني ومنع الصادرات من المواد النفطية المكررة من التوجه نحو إيران، ستعجّل الإسقاطات الاقتصادية والاجتماعية المدمّرة على إيران. ويسعى التقرير إلى إظـهار ان سياسة العقوبات يمكن لها أن تمارس الضغوط المرجوّة على إيران (لا سيما من خلال إضعاف النظام)، شرط ألا ترد ايران بتدابير انتقامية، لا سيما العسكرية منها، الموجّهة ضدّ المصالح الغربية. لقد اكتشفت الإدارة الأميركية في الآونة الأخيرة سلاحاً جدّياً في مواجهة إيران، يتمثّل في العقوبات المالية. وهذه العقوبات لا تمرّ بالضرورة من طريق الأمم المتحدة. وبموجب القانون الوطني (الأميركي) ضدّ الإرهاب، حُرّم على مؤسسات عدة مالية إيرانية استخدام الدولار في معاملاتها أو الاستغناء عن المصارف الأميركية. وضغط الأميركيون على مصارف في أربعين بلداً مبينين لها مساوئ التعامل مع ايران. وباتت هذه المصارف تخشى المراقبة الإدارية إذا لم تتعاون. فالأميركيون لا يبلورون أي تهديد ضدها، بيد أنهم يطرحون على هذه المؤسسات المالية السؤال التالي: «هل تريدون أن تكونوا شركاء مع نظام من هذا القبيل؟». لقد طبّقت الولايات المتحدة هذه الديبلوماسية المالية في السابق ضد كوريا الشمالية، وحركة «حماس»، ووسّعتها لتشمل الآن السودان. والحال هذه، فإنّ الولايات المتحدة التي ضعفت على المستويين السياسي والعسكري تنوي الآن استخدام القوّة التي ظلت لديها: وول ستريت لخنق ايران. (*) كاتب تونسي (المصدر: صحيفة الحياة (يومية – لندن) الصادرة يوم 26 فيفري 2007)

حوار ضل طريقه

فهمي هويدي (*) الذين اطلقوا العنان لأهوائهم في المناقشات الجارية في مصر لم يحسبوها جيداً، لأنهم حين ارادوا هجاء الإخوان وقطع الطريق على تقدم الاسلام السياسي، وقعوا في محظور الانتقاص من قدر الشريعة واضعاف الهوية الدينية للمجتمع، الأمر الذي أثار لدى كثيرين السؤال التالي: هل هم ضد الإخوان أم أنهم ضد الاسلام؟ (1) السؤال يعكس حالة البلبلة التي حدثت في اوساط الرأي العام من جراء ما اعتبرته في الاسبوع الماضي »خطيئة » وقع فيها المثقفون والاعلاميون، حين تزامنت مناقشاتهم لتعديل الدستور مع الحملة التي شنتها الأجهزة الأمنية على جماعة الإخوان في اعقاب احداث جامعة الأزهر. نعم ليس ذلك أول صدام بين الاخوان والسلطة، اذ ظل الاشتباك مستمرا بدرجات متفاوتة منذ عام 1948 خلال العهود الثلاثة: الملكي والناصري والساداتي، إلا أن هذه هى المرة الأولى التي تتجاوز فيها التعبئة المضادة حدود المباح من جانب بعض المثقفين والاعلاميين إلى الحد الذي أثار الالتباس، ودفع البعض إلى التساؤل عن مقاصدها الحقيقية. السهام التي اطلقت في ثنايا الحملة واستفزت المشاعر الدينية متعددة ، لكني اخص بالذكر ثلاثة أمور هى: ü الادعاء بأن الخطاب الاسلامي يتبنى الدعوة لاقامة « حكومة دينية » تستمد شرعيتها من « الحق الإلهي »، على النحو الذى عرفته اوروبا في عصورها الوسطى. وهذه الحكومة « المقدسة والمؤيدة » من شأنها أن تصادر حريات الناس وتجعل حياتهم جحيما. ü الإدعاء بأن الشريعة الإسلامية تهدر قيمة المواطنة ومن ثم تهدد الوحدة الوطنية، بما يشكل انتهاكا لحقوق الانسان، يتمثل في الانتقاص من قدر غير المسلمين، وتحويلهم إلى مواطنين من الدرجة الثانية. ü الدعوة إلى الغاء أو اضعاف المادة الثانية من الدستور التي تنص على أن الاسلام دين الدولة، ومبادئ الشريعة الاسلامية المصدر الاساسي للتشريع. (2) رغم أن الذين روجوا لهذا الكلام قلة بين المثقفين، إلا أن احداً لا ينكر أن صوتهم كان أعلا من غيرهم، وأن مواقعهم في اجهزة الاعلام الرسمية والقومية سمحت لهم ببث افكارهم على نطاق واسع، الأمر الذى اسهم في اشاعة البلبلة بين الناس، حتى انقسموا إلى فريقين، أحدهما اشتد خوفه على الاسلام، والثاني تعاظم خوفه من الاسلام، وفي الحالتين فإن موضوع « الخوف » كان الاسلام وليس الإخوان. من المفارقات في هذا الصدد أنه بينما كانت بعض الاصوات تخوف الناس من الاسلام ودولته الدينية، وتدعو إلى الغاء النص عليه في الدستور كدين للدولة، فإن الخارجية المصرية اصدرت بيانا احتجت فيه على تصريحات البرلمانى الهولندي الذي اهان الاسلام وطالب المسلمين بالتخلص من نصف القرآن. وقد عبرت عن ذات الاحتجاج دول اسلامية عدة، في مقدمتها المملكة العربية السعودية. صحيح أن كلام البرلماني الهولندي خيرت ويلدرز (أصله تركي) كان بذيئا وفجاً، إلا أنه لا يختلف عما صدر عن بعض مثقفينا إلا في الدرجة فقط. فقد طالب بالتخلص من نصف القرآن، بينما اصحابنا هؤلاء يطالبون بأسلوب آخر وبطريق غير مباشر، بالتخلص من نسبة اقل، وبعضهم طالب بالتخلص من الاسلام ذاته في نص الدستور. لم تكن هذه هى المفارقة الوحيدة، لأن ذات الصوت العالي في خطابنا الاعلامي حفل بعدة مفارقات اخرى، استطيع ان اعدد منها ما يلي: ü إن المتحدثين انطلقوا من أن تنظيم القاعدة هو المتحدث الشرعي الوحيد باسم الاسلام، وإن حكومة طالبان هى المثل الاعلى في التطبيق الاسلامي. بالتالي فإنهم اعتبروا أن تاريخ الاسلام بدأ في تسعينيات القرن الماضي بالملا عمر، « وصاحبيه » اسامة بن لادن وأيمن الظواهري. كما أن رسالته نزلت في كابول وقندهار، ولم تنزل في مكة والمدينة، ولأنهم اختزلوا التجربة الاسلامية في هذه الرموز والخبرات، فإنهم لم يروا في الاسلام سوى أنه كابوس خوفهم، من ثم فلم يقصروا في تخويف الناس وترويعهم منه!. ü إنه من أجل كسب معركة سياسية ضد الإخوان في ظرف تاريخي معين، لم يتردد اصحابنا هؤلاء في التضحية بقضية استراتيجية تتمثل في اعتزاز الناس بدينهم وثقتهم فيه، واطمئنانهم إلى أن السلطة حريصة على احترام تلك الاشواق أن لم تكن معبرة عنها، باعتبار ذلك من مسوغات شرعيتها فضلا عن كونه من مقتضيات السلم الأهلى. ü أن حملة التعبئة المضادة اوهمت الناس بأن المطروح الآن هو تغيير النظام كله، وان الاخوان بصدد استلام السلطة غداً، الأمر الذي سوف يستصحب قلبا لكل الاوضاع الاجتماعية في البلد. وهو سيناريو متخيل لا صلة له بخرائط الواقع ولا احتمالاته. لأن خبرة الخمسين سنة الأخيرة على الاقل تدل على أنه ما من قوة سياسية في مصر، لا الاخوان ولا غيرهم، تملك قدرة احداث مثل ذلك الانقلاب. ü المفارقة الرابعة أن ابرز الافكار التي ترددت في سياق حملة التعبئة المضادة. هى ذاتها التي ما برح يرددها غلاة المتشرد وخصوم الاسلام، وجرى تفنيدها والرد عليها، الامر الذي تصورنا معه أن امرها قد حسم، وأن الوقت قد حان لتجاوزها إلى غيرها. (3) في بداية القرن الماضي (عام 1902) نشرت مجلة « المنار » عدة مقالات للإمام محمد عبده، ردا على ما كتبه فرح أنطون صاحب مجلة « الجامعة »، بشأن الاضطهاد في المسيحية والاسلام ». في واحدة من تلك المقالات تحدث الاستاذ الإمام عن اصول التصور الاسلامي، معتبرا أن « قلب السلطة الدينية والاتيان عليها من اساسها » واحداً من أهم تلك الاصول. وذكر في هذا الصدد أن الاسلام » هدم بناء تلك السلطة ومحا اثرها، حتى لم يبق منها عند الجمهور من اهل الملة اسم ولا رسم.. فليس لمسلم مهما علا كعبة في الاسلام، على آخر مهما انحطت منزلته فيه إلا حق النصيحة والارشاد.. ولا يجوز لصحيح النظر أن يخلط الخلفية عند المسلمين بما يسمية الافرنج « تيوكراتيك » أي سلطان الهي ». هذا الموقف الذى عبر عنه الإمام محمد عبده قبل اكثر من مائة عام ظل واقعا في حياة المسلمين منذ نزلت الرسالة. ولم يسجل التاريخ أن احداً من اهل السلطة الاسلامية ادعى لنفسه قداسة او عصمة او أي نسب الهي، حتى أن احد العوام حين دخل على الخليفة معاوية بن أبي سفيان، فأنه حياه قائلا: السلام عليك ايها الأجير. إن المرء ليدهش حقا حين يجد أن بعض المثقفين لايزالون يصرون على اثارة مسألة الدولة الدينية في زماننا، في استعادة غير مبرره للتاريخ الكنسي في اوروبا، وتأثراً بالنموذج الايراني الذي يجسد تلك الدولة إلى حد كبير. ولا اعرف لماذا لم ينتبه هؤلاء المثقفون الى الفروق الجوهرية في هذه المسالة بين اهل السنة الذين يمثلون 90% من المسلمين والشيعة الأثنى عشرين الذين لا تتجاوز نسبتهم 10%. الدهشة ذاتها تنتاب المرء ازاء التشكيك في موقف الاسلام من مسألة المواطنة التي أكدها الدستور المصري بنص حاسم في المادة 40، التي تقرر المساواة بين المصريين كافة دون تفرقة في الحقوق والواجبات، ناهيك عن انها لم تعد موضوعا للمناقشة بين فقهاء المسلمين. وهو ما سجلته في كتابي الذي صدرت طبعته الأولى في سنة 1985، وكان عنوانه « مواطنون لا ذميون ». ولست اشك في أن الذين يتنافسون هذه الايام في تخويف الاقباط من كل ما هو منسوب للإسلام يجهلون او يتناسون مثلا أن مؤسس حركة الاخوان – الاستاذ حسن البنا – شكل في اواخر الاربعينيات لجنة سياسية للجماعة، ضمت 12 عضوا، من بينهم اربعة من الاقباط هم الاساتذة: لويس فانوس، ووهيب دوس ويوسف اخنوخ وكريم ثابت. وحين رشح نفسه لعضوية مجلس النواب في بداية الاربعينيات، كان وكيله في منطقة الطور مسيحي يوناني الاصل اسمه خريستو. لقد لاحظ المستشرق الالماني آدم ميتز (صاحب كتاب الحضارة الاسلامية في القرن الرابع الهجري) كثرة العمال والمتصرفين غير المسلمين في الدولة الاسلامية المبكرة، فأبدى دهشته من ذلك وكان تعليقه كالتالي: كأن النصارى هم الذين يحكمون المسلمين في بلاد الاسلام ». على صعيد آخر فإن الذين قرأوا الحالة الاسلامية وهم يرتدون نظارة تنظيم القاعدة ولايسمعون سوى اصوات المتعصبين والكارهين، تجاهلوا موقف المرجعية الاسلامية -التي تطاول عليها البعض و نددوا بالالتزام بها في ممارسة العمل العام – اذ قررت في نص صريح حق الكرامة لكل بني آدم، بصرف النظر عن اعراقهم واجناسهم ودياناتهم، واعتبرت صيانة تلك الكرامة حقا من حقوق الله. يتعين تحصينه ضد أي عدوان. (4) أثناء حوار مع الدكتور كمال ابو المجد حول دعوة البعض إلى الغاء او اضعاف المادة الثانية من الدستور، التي تنص على أن الاسلام دين الدولة.. الخ سمعته يطرح السؤال التالي: هل حدث خلال الثمانين عاما الماضية أن عطل وجود تلك المادة اي محاولة للاصلاح او التقدم في أي اتجاه؟ ولأن الرد بالنفي، فإن دلالة حذف النص المستقر منذ عشرات السنين لا بد أن تثير الحيرة و تسوغ اساءة الظن، فضلا عن انها تفتح الباب واسعا لاثارة حفيظة عشرات الملايين من المسلمين، ممن قد يعتبرونه اقصاء لدور دينهم، أو عدوانا على مجتمعهم. لكن يبدو أن العمى السياسي الذى يعاني منه المتعصبون والمبغضون حجب عن اصحابه رؤية مشاعر الأمة وغيب عنهم ادراك مصلحتها في اشاعة الاستقرار وتحقيق السلم الاهلي|. بسبب من ذلك فأنهم لم يمانعوا في توتير البلد كله واشعال نار الغضب والفتنة فيه، في مقابل أن يستجاب لأهوائهم ونزواتهم. وهو ما وعاه جيداً البابا شنوده بطريرك الاقباط حين اعلن في الاسبوع الماضي رفضه لالغاء المادة المذكورة « لعدم تهيج مشاعر المسلمين »، مؤثرا تحقيق المطالب بالتفاهم والتراضى. جدير بالذكر في هذا السياق أن تقرير اللجنة التحضيرية للمؤتمر المصري الذي اعدته نخبة من كبار المثقفين في البلد، وقدم الى ممثلي الامة في اجتماعهم الكبير 1911 لتحرير العلاقة بين المسلمين والاقباط. هذا التقرير نص بوضوح على أن « دين الامة المصرية هو الاسلام وحده لأنه دين الحكومة ودين الاكثرية في آن واحد. ذلك أمر بعيد بطبعه عن المناقشات في المصالح الدنيوية العامة التي تكون بين الاكثرية وبين الاقلية السياسية ». وكان قد قرأ التقرير على المؤتمر التاريخي أحمد لطفي السيد (بك) ومساعده في ذلك أحمد بك عبد اللطيف وعبد العزيز بك فهمي (قبل أن يصبحوا باشاوات)، وهم من طليعة المثقفين العلمانيين في مصر، الذين كانوا اكثر نزاهة ومسئولية من نظرائهم في زماننا . اذا سألتني عن رأيي في تلك المناقشات، فاجابتي انها عكست رغبة التحالف القائم بين المتعصبين وغلاة العلمانيين في تصفية حساباتهم مع الحقيقة الاسلامية الراسخة في مصر، مستفيدين في ذلك من الحملة الامنية ضد الاخوان، ومن الاخطاء التي ارتكبها بعضهم. وفي محاولتهم تلك، فانهم اسقطوا من حسابهم اولويات المجتمع ومصالحه العليا، معبرين بذلك عن انتهازية لم تستفز المشاعر الايمانية في البلد فحسب، و لكنها اساءت ايضا الي مفهوم و مقاصد الاصلاح السياسي المنشود. (*) كاتب ومفكر من مصر (المصدر: صحيفة الشرق (يومية – قطر) الصادرة يوم 27 فيفري 2007)


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.