الثلاثاء، 17 أكتوبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2339 du 17.10.2006

 archives : www.tunisnews.net


عماد الدائمي: السلطات التونسية تستعد لإعتقال الدكتور المرزوقي

المجلس الوطني للحريات بتونس: ضحية اخرى للحرب على الارهاب

الطلبة المستقلون بكلية العلوم القانونية و السياسية الاجتماعية بتونس: معركة الخمار تتواصل

الحملة الدولية من أجل حقوق الإنسان في تونس:نداء للإعتصام أمام السفارات التونسية للإحتجاج على حملة السلطة ضد الحجاب

الأساتذة المسقطين عمدا في شفاهي الكاباس : بيـــــــان

ممثلة ولاية قبلي في برنامج دليلك ملك تقول: » إنحب انهجّ من لبلاد »

نهضة نت: سفارة تونس بالدوحة تغلق أبوابها؟؟؟

مجلة السبيل (الأردن):تونس: الحرب على الحجاب تتوسع والصحف الرسمية تنضم للتهجم على من يرتدينه موقع « الإسلام اليوم » (سعودي):وزير تونسي:الحجاب رمز من رموز الفتنة ! مجلة « أقلام الثقافية » (فلسطين):الحكومة التونسية تشن حربا شرسة ضد « الحجاب » الاسلامي

موقع الجزيرة.نت:الحملة على الحجاب في تونس

موقع الحزب الديمقراطي التقدمي: سوسة- مسامرة حول علاقة الإسلام بالسياسة السيد ة جمعة الكثيري:الموضوع: طلب رفع مظلمة عن مواطنة بالخارج علي شرطاني: أوجه تباين مختلف ألوان الطيف السياسي في تونس من مطلب العفو التشريعي العام (الحلقة الأولى)

عماد حبيب: الإرهاب و الحجاب و حفرة طالبان

الحبيب أبو وليد المكني: يبدو أن القوم في تونس يستعجلون أمرهُـم .. د رجاء بن سلامة: حرّيّة عدم العبادة ليست اعتداء على العبادة ناجي الجمل:الليبراليون العرب وفتاوي المتطرفين

حافظ بن عثمان:أرحل يا نظام بن علي

محمد الطاهر القنطاسي: الزهــراء محمد العروسي الهاني: المملكة المغربية أنموذجا متطورا للحوار و حرية الرأي و التعددية الفكرية و السياسية « الشروق اليومي » (الجزائر):أمريكا تجند « متحاملات على الإسلام » لحل مشاكل المسلمات !

صحيفة الحياة: تحديث 30 «ميراج» وسفن حربية… وطرابلس مهتمة بطائرات «رافال» ومروحيات «تيغر» …

موقع سويس إنفو بتاريخ:إسرائيل تساند دوريات حلف الأطلسي لمكافحة الإرهاب صحيفة الحياة:انكفاء شمال افريقيا عن هموم الشرق الأوسط صحيفة القدس العربي:المرأة المسلمة في المخيلة الغربية

عبد الباري عطوان: محنة المسلمين في بريطانيا

الصباح:غسالة النوادر: لماذا تغرق المدن بسرعة مذهلة؟ الصباح :بعد الأحياء الشعبية: برك من المياه والوحل تغمر الأحياء الرّاقية من العاصمة صحيفة الشروق التونسية :ولاية قابــس:مقاضاة رئيس جمعية رياضية اعتدى على محـــام


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


 

خبر هام:

لقد تعرض موقع الحزب الديمقراطي التقدمي إلى عملية إتلاف كاملة لمحتويات « بنك المعلومات ». حدث ذالك خلال الساعات القليلة الماضية. و تم اللجوء إلى نسخة سابقة. وسيتم إعادة نشر  كل المقالات المفقودة في أقرب الأجال إن شاء الله. لا نعرف إلى حدّ هذا الوقت الأسباب الحقيقية لهذا الإتلاف. نرجوا المعذرة لكافة زوّار الموقع و خاصة أصحاب المقالات المنشورة و التي تمّ أتلافها وقتيا. يحدث هذا في وقت نحاول فيه المساهمة في تغطية الحياة السياسية، الإجيماعية، الجمعياتية، الثقافية و غيرها من المجالات في تونس. المسئول عن الموقع.

المصدر قائمة مراسلة  الحزب الديمقراطي التقدمي  بتاريخ 17 أكتوبر 2006
 

فريق تونس نيوز يندد بشدة بهذا العمل الجبان والتصرف الحقير ويعبر للمشرفين على موقع الحزب الديمقراطي التقدمي عن مطلق التضامن والدعم في هذ الظرف ونؤكد لكل أعداء الحرية وأنصار الحلول الإستئصالية والإقصائية أن هذه الأساليب الدنيئة لن تزيدنا إلا إصرارا على إيصال المعلومة إلى كل التونسيين وحرصا على ممارسة حقوقنا كاملة في الإعلام والتعبير والتفكير والتنظم.


عاجل السلطات التونسية تستعد لإعتقال الدكتور المرزوقي

 

 
علمنا أن عمدة دوز إتصل مساء هذا اليوم بشقيق الدكتور منصف المرزوقي وسلمه استدعاء من حاكم التحقيق للدكتور للمثول أمامه يوم السبت على العاشرة صباحا بتهمة « التحريض على العنف » و يبدو ان هذا الاجراء يهدف الى الضغط على الدكتور المرزوقي لالغاء عودته الى البلاد المقررة يوم السبت ذاته. وقد استخف الدكتور المرزوقي بهذا الاجراء واكد عودته في الموعد المقرر. ونحن إذ نحمل السلطة مسؤولية أية حماقة ترتكب في حق الدكتور فإننا ندعو كل الأحزاب والجمعيات والشخصيات الوطنية للوقوف صفا واحدا ضد نوايا السلطة العدوانية تجاه هذه الشخصية الوطنية المناضلة.
عماد الدائمي ـ مسؤول موقع المؤتمر من أجل الجمهورية


المجلس الوطني للحريات بتونس
تونس في 17 اكتوبر 2006  

ضحية اخرى للحرب على الارهاب

 يعبّر المجلس الوطني للحريات بتونس عن استياءه لظروف اعتقال السلطة التونسية للسيد محمود التونكتي الذي سلّمته الحكومة البلغارية في 30 أوت 2006. فقد سجن هذا المواطن بناء على حكم غيابي بعشر سنوات سجنا من أجل « وضع النفس في زمن السلم تحت تصرّف منظمة إرهابية » صادر في 30 جوان 1995 عن المحكمة العسكرية بتونس.

 وقد تم اعتقال السيد التونكتي دون أي مبرّر قانوني لسقوط الحكم بمرور الزمن فكان على المحكمة العسكرية التي قبلت شكلا اعتراضه على الحكم أن تعلن هذا الحكم منحلّا لتعلّقه بوقائع يعود تاريخها إلى أكثر من عشر سنوات والإذن بالإفراج عنه.

وتؤكّد أسرة السيد محمود التونكتي (43 سنة) أنّه كان موجودا بالخارج منذ 1991 حيث استقرّ ببلغاريا سنة 1999 وتمتّع بالحق في الإقامة بها إلى غاية 2008. كما يلاحظ أن السلط البلغارية التي اعتقلت السيد التونكتي يوم 28 أوت 2006 بمدينة صوفيا بناء على مكتوب من الحكومة التونسية قامت في حقه بخروق خطيرة لحق اللجوء ولم تطلعه عن أي قرار في الترحيل ولا حتى من الاستعانة بمحام أو التوجّه إلى جهة قضائية مختصّة كما أجبرته على ترك ممتلكاته هناك، إضافة إلى ما تعرّض له من تعنيف وحشي من قبل أعوان الأمن البلغاري الذين اعتمدوا اختطافه على الطريق العام.

والمجلس، إذ يعتبر أن حالة السيد التونكتي تؤكد مرّة أخرى تدنّي الحقوق والضمانات الشخصية من جراء ما يسمى بالحرب على الإرهاب وذلك نتيجة التعاون القائم بين عديد الأجهزة الأمنية عبر العالم للنّيل من هذه الضمانات ومعارضة آليات حماية الحقوق الفردية، فهو:

·       يطالب الحكومة التونسية بإخلاء سبيل السيد محمود التونكتي فورا ودون قيد أو شرط. ·       ويطالب الحكومة البلغارية بتمكين السيد التونكتي من استرجاع كافة حقوقه وجبر جميع الأضرار المادية والمعنوية التي ألحقت به ومقاضاة كل المسؤولين على الانتهاكات التي تعرّض لها.

عن المحلس الناطقة الرسمية  سهام بن سدرين


أصداء الجامعة التونسية

بسم الله الرحمن الرحيم   الطلبة المستقلين معركة الخمار تتواصل

 
قال تعالى {و قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن و يحفظن فروجهن و لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها و ليضربن بخمرهن على جيوبهن}
دأبت الحكومة التونسية في مستهل كل سنة دراسية على مضايقة الفتيات المحجبات و منعهن من الترسيم و الدراسة بحجة ارتدائهن للباس طائفي يتنافى-حسب زعمهم- و ثقافتنا بل ذهب بعض أساتذة القانون وهو الدكتور محمد الصالح بن عيسى العميد بكلية العلوم القانونية و السياسية الاجتماعية  بتونس  في تواطؤ واضح مع السلطة إلى الإدعاء بأن اللباس الطائفي يعطل سير المرفق العمومي و الله المستعان على ما يصفون إلا أن سنتنا الدراسية الجديدة  تميزت ببعض المعطيات المضحكة المبكية و أهمها انتشار منع اللباس الطائفي خارج الكليات و المعاهد لتصل إلى الطريق العام حيث عمد رجال الأمن إلى نزع الخمار من فوق رؤوس بعض النسوة عنوة و لم تقف بهم الجرأة عند هذا الحد بل امتدت لتشمل بيوت الله حيث قامت سيارات الشرطة في أحد الأحياء الشعبية بملء فراغها بالتعرض للنسوة العائدات من المساجد و اقتيادهن لمراكز الأمن حيث أجبروهن على توقيع التزام يتعهدن فيه بنزع لباسهن الطائفي و لتمتد يد رجال الشرطة إلى المصانع لتطالب إداراتها بمدها بأسماء المحجبات و إيقافهن عن العمل و لتتعرض لهن في الطريق العام في اعتداء سافر على حرية المعتقد و اللباس بل وصل الأمر إلى إغلاق بعض المصليات في القطاع الخاص كما قامت شرطة رادس بإيقاف الطالبين بشير الغريسي و وسام عثمان إثر احتجاجهما رفقة الفتيات المحجبات بالمعهد العالي لدراسات التكنولوجية ISET  على منع الفتيات المحجبات من الدخول وقد كلل هذا التحرك بالنجاح و تم السماح لهن بالدخول على أن يرتدين « تقريطة تونسية » و إلا أن يعرين  رؤوسهن كما تم إطلاق الطالبين النقابيين بعد التحقيق معهما .   *تزامن هذه الحملة مع شهر رمضان و عدم مراعاة الحكومة  لمشاعر المسلمين في هذا الشهر الكريم *الإعداد لهذه الحملة  و تسويقها فكريا من خلال تصريحات وزير الشؤون الدينية و الأمين العام للحزب الحاكم  في بإدانة انتشار هذه الظاهرة و نشر مقالات عديدة في المجلات و الجرائد يستعرض ظاهرة ارتداء اللباس الإسلامي في تزييف واضح للمسميات و للمضامين في تحريض سافر للتصدي لهذه الظاهرة .   *الموقف أكثر طرافة تمثل في اعتقال « فله »  و فله هذه ليست فتاة و إنما هي دمية محجبة حيث شن « رجال » الأمن التونسي حملة فريدة من نوعها تستهدف هذه الدمية  فقد داهم الأمن المحلات و صادر كل الأدوات المدرسية التي تحمل صورها بزعم أنها دعوة للباس الطائفي بل وصل الأمر إلى التحقيق مع الباعة الذين يعرضون الدمية في ولاية الكاف و في ولايات أخرى من قبل فرقة الأبحاث
شهدت كلية العلوم القانونية و السياسية الاجتماعية  بتونس تحركات طلابية و ذلك يوم الاثنين 16/10/ 2006 احتجاجا على التصريحات الأخيرة للسلطة حول ظاهرة الحجاب التي أثارت مشاعر المسلمين في تونس و خاصة الفتيات المحجبات  و قد تمثل التحرك في اجتماع عام استعرض فيه المتدخلون المظالم التي تمت من النظام على المحجبات . ولكن اليسار الراديكالي ممثلا بالشيوعيين الديمقراطيين و الوطنيون الديمقراطيون أو ما يعرف ب{الوطد}  لم يقف مكتوف الأيدي و حاول إفشال التحرك باجتماع عام موازي و اتهموا القائمين بالاجتماع العام بأنهم » خوانجية  » و أنصار  راشد الغنوشي  يهدفون إلى ركوب موجة الحجاب لمآرب سياسية و وصلت هذه المواجهة إلى حد تبادل العنف و كادوا أن يفشلوا التحرك و لكن الله سلم و تمكن الطلبة المستقلين من إنجاح التحرك الذي سيتصاعد مع الأيام في أكثر من كلية   الطلبة المستقلين بكلية العلوم القانونية و السياسية الاجتماعية بتونس


الحملة الدولية من أجل حقوق الإنسان في تونس International Campaign for Human Rights in Tunisia icfhrt@hotmail.com Tel:00447944550651

نداء للإعتصام أمام السفارات التونسية للإحتجاج  على حملة السلطة ضد الحجاب

 
تنظم الحملة الدولية من أجل حقوق الانسان في تونس، اعتصاما أمام السفارة التونسية بلندن، وذلك يوم السبت 28 أكتوبر، إحتجاجا على الانتهاكات المتواصلة للحقوق الشخصية للطالبات المحجبات، وإجبارهن على نزع حجابهن بالقوة، و ملاحقتهن في الشوارع، والاعتداء عليهن بالضرب. وفي هذا الإطار، تناشد الحملة الدولية من أجل حقوق الإنسان في تونس،المنظمات الحقوقية، والمناضلين السياسيين في الداخل والخارج، الضغط على السلطة التونسية بكل الوسائل المتاحة، من أجل ايقاف هذه الاعتداءات.

كما تدعو الحملة أبناء الجالية التونسية في المهجر، الى تنظيم اعتصامات احتجاجية أمام السفارات التونسية، والتحرك الإعلامي في قضية الحجاب، من أجل فضح ممارسات السلطة، ورفع المظلمة على بنات تونس.     الحملة الدولية من أجل حقوق الإنسان في تونس المنسق علي بن عرفة لندن  في 17 أكتوبر 2006

 


الأساتذة المسقطين عمدا في شفاهي الكاباس

رسالة شكر

تونس في 17/10/2006

نحن الأساتذة المسقطين عمدا في شفاهي الكاباس نتوجه بالشكر الخالص للسادة المحامين الذين تطوعوا للدفاع عن زميلينا الحفناوي بن عثمان و الحسين بن عمر المعتقلين بالسجن المدني بالمرناقية بعد التحرك الرمزي الذي قاما بها في قلب العاصمة حيث أوثقا ربط نفسيهما إلى عمود كهربائي مرتدين أقمصة تحمل شعارات تفضح الرشوة و المحسوبية.

يشرفنا نحن الاساتذة المسقطين عمدا أن ننشر القائمة الأولية للسان الدفاع عن زميلينا، كما سننشر القائمة النهائية بعد حصولنا عليها.

 

الأستاذ بشير الصيد

الأستاذ العياشي الهمامي

الأستاذ منذر الشارني

الأستاذ حسان التوكابري

الأستاذ خالد الكريشي

الأستاذ نذير بن يدر

الأستاذ عبد الناصر العويني

الأستاذ خالد عواينية

الأستاذ لطفي عز الدين

الأستاذ محمد العمايرية الجلالي

الأستاذ فتحي ميزوني الصالحي

الأستاذة  سماح الخماسي

الأستاذ عطيل الحمدي

الأستاذ عادل مسعودي

الأستاذ بوبكر بالثابت

الأستاذ محسن البكوش

الأستاذ محمد الهادي الأحمدي

الأستاذرياض الشيحاوي

الأستاذ كريم العرفاوي

الأستاذة سعيدة قراج

الأستاذ عادل مباركي

الأستاذة نزيهة جمعة

الأستاذ هشام القرفي

 

 


 

الأساتذة المسقطين عمدا في شفاهي الكاباس

بيـــــــــــــــــــــــــــان

تونس في 17/10/2006

نحن الأساتذة المسقطين عمدا في شفاهي الكاباس 2006 و بعد إطلاعنا عن ظروف اعتقال زميلينا من طرف السادة المحامين الذين زاروهما اليوم، ننبه إلى خطورة احتجازهما مع مساجين الحق العام، وهو ما يخالف جذريا الواقع و سبب الاعتقال، حيث أن الحركة الاحتجاجية النبيلة التي قاما بها تعبر في عمقها عن مدى النضج في طريقة الاحتجاج و لا تتعلق إطلاقا بالهرج في الطريق العام بقدر ما أن سببها محاولة منهما إثارة الرأي العام و لفت نظر المسؤولين عن الانتداب في وزارة التربية الذين أغلقوا في وجوهنا كل الأبواب و رفضوا أي حوار معنا على الرغم من الوعود الكثيرة بالتفاعل الايجابي مع ملفنا.

إن إحالة قضيتنا من وزارة التربية إلى وزارة الداخلية لا مبرر له غير مزيد تعكير الأجواء و مزيد من النضال في كل مكان و زمان نراه مناسبا وهو ما عبر عنه زميلينا في التحقيق الذي أجري معهما، و

سننشره كاملا ، وإننا في كل ما قمنا به من احتجاج و ما سنقوم به لا يستهدف غير إصرارنا في المطالبة بحقنا في النجاح و العمل لأننا تعرضنا لمظلمة و لم تعد خافية على أحد.

لكل هذا :

1- ندعو وزارة الداخلية إطلاق سراح زميلينا الحسين بن عمر و حفناوي بن عثمان دون شروط، و الكف عن ملاحقتنا.

2- ندعو وزارة التربية مجددا الإقرار بنجاحنا و انتدابنا رسميا دون تسويف و ان القمع أو السجن لن يثنين على التحرك الميداني و فضح المرتزق و المرتشين في وزارة التربية و التكوين.

3- نتوجه بالشكر الخالص لكل من ساندنا و تفاعل مع قضيتنا.

 

الإمضاءات:

– البشير المسعودي ( 37 سنة) أستاذية فلسفه 1999

– محمد المومني ( 33 سنة ) أستاذية فلسفة   وباحث في ماجستير فلسفة  .

-جيلاني الوسيعي( 36 سنة) استاذية عربية 1999

– الحسين بن عمر (30سنه )الأستاذية في الإعلامية 2001  وشهادة الدراسات العليا

المتخصصة في نظام الإتصالات والشبكات 2003

– علي الجلولي ( 33سنة ) أستاذية فلسفة 2001

لطفي فريد (32 سنة ) أستاذية فلسفة 2002

– محمد الناصر الختالي (26 سنة ) أستاذية فلسفة 2005

– حفناوي بن عثمان ( 33 سنة ) أستاذية عربية 2005

 

 

excluscapes2006@yahoo.fr للمساندة:

 


ممثلة ولاية قبلي في برنامج دليلك ملك تقول:

 » إنحب انهجّ من لبلاد »

 

بكل تلقائية عبرت  الشابة ( 24 سنة) ممثلة ولاية قبلي في برنامج دليلك ملك عن طموح وأحلام شباب تونس في عهد التغيير

فقد فاجأت ممثلة ولاية قبلي، المشرفين عن برنامج دليلك ملك، المشاهدين، عندما أجابت بكل تلقائية، عن سؤال مقدم البرنامج عما ستفعل بالمبلغ الذي ستربحه في المسابقة، فقالت  »

انحب انهجّ الى أروبا« .

 

ولا يخفى على التونسيين والعالمين باللهجة التونسية، مدلولات كلمة  »

انهجّ »  التي تعبر عن شدة الضيق من الواقع، والرغبة في التخلص منه بكل السبل، وتفضيل الارتماء في المجهول عن معايشة الواقع المرير، لأنه ليس هناك أسوء مما هو كائن.

 

والمشهد لم يتوقف عند هذا الحد، وانما تدخل ما يسمى في البرنامج بالبنكاجي، ليقوم بدوره في محاسبة الفتاة وإنقاذ الموقف، وقال لممثلة ولاية قبلي  » كم تحتاجين للسفر حتى نرتاحوا منك ».

 

وهكذا لخصت حلقة اليوم 17 أكتوبر، المشهد الكامل في البلاد، هناك مواطنون يبحثون بكل السبل – المشروعة وغير المشروعة- عن كيفية  » الهجان » من البلاد، وسلطة لا تدخر جهدا في إهانة مواطنيها وزهدها فيهم، ودفعهم لترك البلاد.

 

من مواطن يتألم لما يكابده شباب وطنه وخاصة المحجبات


سفارة تونس بالدوحة تغلق أبوابها؟؟؟

 

 
أغلقت السلطات التونسية مقر سفارتها بالدوحة العاصمة القطرية مساء يوم أمس الاثنين 16 اكتوبر 2006 وأعادت سفيرها إلى البلاد في خطوة تصعيدية ضد السلطات القطرية. وتأتي هذه الخطوة متزامنة مع ما عرف في الأيام الأخيرة بالحملة الشاملة التي تشنها السلطات التونسية على الفتيات المتحجبات في بداية السنة الدراسية والجامعية. ويبدو أن للاهتمام النسبي الذي حضيت به هذه الحملة لدى القناة الفضائية الجزيرة (قرابة 4 برامج في غضون اسبوع تناولت هذا الموضوع) كان هو السبب الرئيسي لهذه الخطوة التصعيدية من قبل السلطات التونسية، بعد أن فشلت كل محاولات الضغط التي تعودت السلطة التونسية ممارستها على هذه القناة الفضائية كلما تناولت الوضع التونسي بما يفضح ممارسات النظام التونسي في مجال الحريات وحقوق الإنسان
 
المصدر موقع نهضة نت بتاريخ 17 أكتوبر 2006


تونس: الحرب على الحجاب تتوسع والصحف الرسمية تنضم للتهجم على من يرتدينه

السبيل – قدس برس تمسك الناطق باسم الرئاسة التونسية، عبد العزيز بن ضياء باعتبار الحجاب زيا طائفيا، وقال المسؤول الحكومي التونسي إن الحكومة تعارض هذا اللباس بقوة، فيما تتسامح مع ما وصفه باللباس التقليدي التونسي. وفي رد غير مباشر على الاتهامات التي وجهتها أوساط دينية سياسية في المشرق العربي من بينها مفتي القدس وشخصيات من الأزهر للنظام التونسي، قال ابن ضياء إن تونس متجذرة في محيطها العربي الإسلامي وإن واحداً من كبار رموز العالم الإسلامي، العلامة التونسي محمد الخضر حسين تولى مشيخة جامع الأزهر بمصر مطلع القرن الماضي، مضيفا أن بلاده لا تقبل « دروسا من أحد ». وساند الوزير مدير الديوان الرئاسي، عياض الودرني الحملة التي تشنها السلطات التونسية على الحجاب. وقال في هذا الصدد: « نؤكد على معارضتنا للحجاب ونتمسّك بالمكاسب التي تحققت للمرأة التونسية منذ أن صدر قانون الأحوال الشخصية التحرري عام 1956 ». من جهة أخرى تناغمت لهجة الصحف التونسية الحكومية، مع موقف السلطة من الحجاب، مهاجمة ظاهرة انتشار الحجاب، وواصفة إياه بالزي الطائفي. واختارت صحيفة « الصباح »التونسية أن تخصص صفحة كاملة لنقل آراء المواطنين والجامعيين الرافضين للحجاب. وقالت الصحيفة إنه « من بين المظاهر التي برزت في السنتين الأخيرتين موجة التحجب التي أقدمت عليها نسبة هامة من النساء والفتيات وتلك الجلابيب الطائفية الغريبة التي بات يرتديها عدد هام من الشباب »، على حد تعبيرها. من جهتها قالت صحيفة « الشروق »: « إن سوء الفهم والتقدير أحيانا أو الغلوّ في التفسير أحيانا أخرى، قد يفضيان إلى بروز مظاهر غريبة عن المجتمع يحاول البعض اللجوء إليها أو التمسك بها كعنوان للهوية أو كمطية لخدمة انتماء سياسي بطريقة مُقنّعة تسعى إلى ركوب الدين أو توظيفه… وفي الحالتين فإن هذه المظاهر تبقى مرفوضة… وفي طليعتها ظاهرة الزي الطائفي ». ونقلت « الصباح » عن الجامعي عبد الرزاق الحمامي، قوله إن الآيات الخاصة بالحجاب تتعلق بنساء النبي، ولو كان الأمر عاما وشاملا لكل المسلمات لأكدت الآيات ذلك، حسب تعبيره. أما منجية السوايحي المحاضرة بكلية الشريعة، فقالت: « إن اللباس لم يكن في يوم من الأيام دليلا على العفة أو دليلا على التشبث بالعقيدة، مع التذكير بأن الشرائع السماوية كلها دعت إلى الستر كقيمة تحفظ كيان الإنسان رجلا وامرأة »، مضيفة أننا « لا نجد في القرآن والسنة نصا يفرض على كل النساء المسلمات في العالم العربي والإسلامي زيا موحدا يلتزمن به ». كما أكدت ألفة يوسف، الجامعية في قسم الحضارة الإسلامية، أنه لا يوجد في القرآن ما يدعو إلى ارتداء هذا الزي، في إشارة إلى الحجاب، فكل ما فيه أمر خاص بنساء الرسول. أما ما نراه اليوم من زي لا يهتم بالحشمة بقدر ما يهتم بتصميم معين ونمط في اللباس فنشره بعض الدعاة المتزمتين المنتمين إلى اتجاهات سياسية تتخذ الإيمان مجالا لمزايدات مصلحية في حين أن جوهر الإسلام نفسه علاقة روحية عميقة بين الإنسان وربه، على حد تعبيرها. وفي نفس السياق امتلأت مخافر الشرطة بالمحجبات حيث يطلب منهن تعرية الرأس والتوقيع على تعهد بعدم ارتداء الخمار من جديد. وشهدت العديد من المؤسسات التعليمية تحركات احتجاجية للطلبة بعد منع الطالبات المحجبات من مزاولة دروسهن. كما ألقت قوات الأمن القبض على الناشط الطلابي عبد الحميد الصغير وأحالته للمحكمة من أجل تهمة الاعتداء على الغير، وذلك بعد دعوته لاجتماع طلابي عام في كلية العلوم بالعاصمة للاحتجاج على منع زميلاته المحجبات من دخول الكليّة. هذا وتشن الحكومة التونسية عبر التليفزيون الحكومي حملة لا هوادة فيها على الحجاب والمحجبات، مخصصة غالبية النشرات الإخبارية لتحذير النساء من ارتدائه، واصفة من ترتدينه من النساء بالانزلاق والانحراف عن جادة الصواب.   (المصدر: مجلة السبيل (الأردن) بتاريخ 17 أكتوبر 2006 نقلا عن وكالة قدس برس إنترناشيونال) الرابط: http://www.assabeel.info/article.asp?version=6065&newsid=14213&section=0&IA=P3


وزير تونسي: الحجاب رمز من رموز الفتنة !

  تشهد تونس حملة شرسة ضد الحجاب الإسلامي يقودها الرئيس التونسي وحكومته وأجهزته الأمنية وكان أخرها تأكيد وزير ما يسمى « الشؤون الدينية » التونسي أبو بكر الأخزوري موقف الحكومة التونسية الرافض لما أسماه « الزي الطائفي » في إشارة إلى الحجاب. قال الأخزوري إن الحجاب رمز من رموز “الفتنة”، ودعا إلى “الحزم في التصدي لكل رموز الطائفية، ومنها اللباس الطائفي الدخيل” في إشارة إلى الحجاب الإسلامي »، وعبر الأخزوري كذلك عن رفضه لظاهرة “التفسخ الأخلاقي واللباس الخليع”، وحث التونسيات على العودة إلى “اللباس التونسي الوطني” المعبر عن “هوية البلاد”. وزعم الأخزوري « إن الثابت دينيا وتاريخيا أنه لا وجود للباس إسلامي موحد وأن لكل بلد تقاليده في اللباس »، معتبرا أن « العباءة السوداء التي برزت في الشوارع التونسية مؤخرا ترمز إلى فرقة يعلم الجميع تحركاتها التي تبطن ما تبطن ». ودعا الوزير إلى ارتداء اللباس التقليدي التونسي الحضري والريفي نافيا أن يكون لارتداء « الزي الطائفي » علاقة بالحرية الفردية لأنه مخالف للمعهود في المجتمع التونسي. وقد ارتفعت مؤخرا أصوات منظمات حقوقية وأحزاب سياسية منددة بمنع الحكومة طالبات من متابعة الدروس إلا بعد خلع الحجاب، كما دانت في الأيام الأخيرة حملة الحكومة التونسية على المحجبات واعتبرتها انتهاكا للحقوق الفردية للمواطنين، ومسا بحرية اللباس التي يضمنها الدستور، وهو ما دفع الحكومة إلى تعميم موقفها عبر تصريحات صحفية ومنابر حوارية أقامتها للغرض.   (المصدر: موقع « الإسلام اليوم » (سعودي) بتاريخ 17 أكتوبر 2006 نقلا عن وكالات)


الحكومة التونسية تشن حربا شرسة ضد « الحجاب » الاسلامي

 

تشهد تونس حملة شرسة ضد الحجاب الاسلامي يقودها الرئيس التونسي وحكومته واجهزته الامنية وكان اخرها تأكيد وزير ما يسمى « الشؤون الدينية » التونسي أبو بكر الأخزوري موقف الحكومة التونسية الرافض لما أسماه « الزي الطائفي » في إشارة إلى الحجاب  قال الأخزوري إن الحجاب رمز من رموز “الفتنة”، ودعا في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء التونسية أمس الاثنين الى “الحزم في التصدي لكل رموز الطائفية، ومنها اللباس الطائفي الدخيل” في إشارة الى الحجاب الاسلامي ».  وعبر الأخزوري كذلك عن رفضه لظاهرة “التفسخ الأخلاقي واللباس الخليع”، وحث التونسيات على العودة الى “اللباس التونسي الوطني” المعبر عن “هوية البلاد”. وقال الأخزوري « إن الثابت دينيا وتاريخيا أنه لا وجود للباس إسلامي موحد وأن لكل بلد تقاليده في اللباس »، معتبرا أن « العباءة السوداء التي برزت في الشوارع التونسية مؤخرا ترمز إلى فرقة يعلم الجميع تحركاتها التي تبطن ما تبطن ». ودعا الوزير إلى ارتداء اللباس التقليدي التونسي الحضري والريفي نافيا أن يكون لارتداء « الزي الطائفي » علاقة بالحرية الفردية لأنه مخالف للمعهود في المجتمع التونسي. وقد ارتفعت مؤخرا اصوات منظمات حقوقية وأحزاب سياسية منددة بمنع الحكومة طالبات من متابعة الدروس الا بعد خلع الحجاب. كما دانت في الأيام الأخيرة حملة الحكومة التونسية على المحجبات واعتبرتها انتهاكا للحقوق الفردية للمواطنين، ومسا بحرية اللباس التي يضمنها الدستور، وهو ما دفع الحكومة إلى تعميم موقفها عبر تصريحات صحفية ومنابر حوارية أقامتها للغرض.   (المصدر: مجلة « أقلام الثقافية » (فلسطين) بتاريخ 17 أكتوبر 2006) الرابط: http://aklaam.net/aqlam/show.php?id=3210


نشر موقع الجزيرة.نت يوم 16 أكتوبر 2006 النص الحرفي لما جاء في حلقة يوم 11 أكتوبر 2006 من برنامج « وراء الخبر » الذي خصص للحملة على الحجاب في البلاد التونسية.

الحملة على الحجاب في تونس

 

 مقدم الحلقة: محمد كريشان   ضيوف الحلقة:   –  رشيد خشانه /رئيس تحرير صحيفة الموقف الأسبوعية المعارضة   –  توفيق بن عامر/ أستاذ الحضارة العربية في الجامعة التونسية   –  منجية العبيدي/ رئيسة منظمة نساء ضد التعذيب     تاريخ الحلقة: 11/10/2006   محمد كريشان: السلام عليكم نحاول في هذه الحلقة التعرف على ما وراء ما يوصف بالحملة على ظاهرة الحجاب في تونس، نطرح في حلقتنا تساؤلين اثنين؛ ما هي مبررات منتقدي الحكومة حول ما يصفونه بالحملة الرسمية ضد المحجبات وما هو موقع الجدل المحتدم حول الحجاب في تونس من واقع الحريات العامة في البلاد. اتهمت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بعض المدارس والجامعات في تونس بمنع طالبات محجبات من التسجيل والدراسة بسبب امتناعهن عن خلع الحجاب، هذا الاتهام ليس الوحيد في تونس هذه الأيام بشأن قضية الحجاب فقد سبقته اتهامات أخرى طالت الحكومة نفسها بسبب ما قيل أنه حملة شعواء تشنها على المحجبات.   اتهامات لحكومة تونس بشن حملة على الحجاب   [تقرير مسجل]   الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض طالب السلطات بإيقاف ما وصفه بالحملة على المتحجبات وناشدها عدم التمييز بين المواطنين على أساس معتقداتهم وأضاف الحزب أن ما تتعرض له المتحجبات من إهانة ومضايقات ومنعهن من الدراسة في المعاهد والكليات وحرمانهن من التوظيف في المؤسسات العامة يعتبر شكلا من أشكال الاضطهاد الديني حسبما ذكر بيان للحزب، أما الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين فقد أعربت عن قلقها مما سمته تزايد حالات مضايقة المتحجبات في تونس وشددت الجمعية على مشاركة هياكل الدولة على كافة مؤسساتها في هذه الأعمال يؤكد أن المضايقات سياسة ممنهجة وليست تجاوزات فردية، الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس وجهت نداء نددت فيه بما سمته حرص الحكومة التونسية على إشاعة التعري والتبرج في البلاد بمحاربتها ظاهرة الحجاب وفقا لما ذكر بيان للهيئة التي اتهمت الحكومة بشن ما وصفتها بالحملة الشعواء ضد المتحجبات في المؤسسات والدوائر الرسمية، من ناحية أخرى نقلت وكالة قدس برس عن شهود عيان قولهم أن السلطات أصبحت تعترض المتحجبات في الأسواق والساحات العامة وكانت وكالات أنباء مختلفة قد قالت أن الحكومة التونسية شنت حملة لجمع الأدوات المدرسية التي تحمل صورة الدمية فلة التي ترتدي الحجاب مبررة ذلك بأن تداول هذه الدمية يشجع على انتشار ما تسميه اللباس الطائفي وكان الأمين العام لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم في تونس الهادي مهني قد هاجم ما سماه ظاهرة التستر بالدين لخلفيات سياسية ودافع مهني عن محاربة الحجاب باعتباره قد يكون مقدمة للتراجع عن حقوق المرأة الأخرى وتحويلها في نهاية المطاف لمجرد أداة للتناسل على حد قوله.   محمد كريشان: معنا في هذه الحلقة من تونس الدكتور توفيق بن عامر أستاذ الحضارة العربية في الجامعة التونسية ومن لندن منجية العبيدي رئيسة منظمة نساء ضد التعذيب وعبر الهاتف من تونس رشيد خشانه رئيس تحرير صحيفة الموقف الأسبوعية المعارضة، أهلا بضيوفنا الثلاثة نبدأ بالسيد الدكتور توفيق بن عامر أخر ما سجل في هذه المواقف الخاصة بالحجاب ما ورد قبل قليل على لسان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي قال بأنه لابد في التفريق بين الاحتشام وبين الزي الطائفي الدخيل وفق تعبيره، قال من الضروري تفاديا لكل تزمر التفريق بين الزي الطائفي الدخيل واللباس التونسي الأصيل لو تضعنا في صورة المصوغات التي تقدمها السلطات التونسية فيما يوصف الآن بالحملة ضد الحجاب في تونس؟   توفيق بن عامر- أستاذ الحضارة العربية بالجامعة التونسية: أقول أولا أن ما جاء في هذه الكلمة التي أشرتم إليها هو في الحقيقة مستمد من روح الرسالة الإسلامية وهنا نحن في تونس كنا أخذنا هذه المسألة بجدية منذ زمن طويل وكان ذلك باعتماد مقاربة اجتهادية تعتبر أساس في الفكر الإسلامي الحديث بتونس وذلك منذ الحركة الإصلاحية إلى عهد معركة السفور والحجاب التي كان من أعلامها الطاهر الحداد وكان من أعلامها بالمشرق العربي قاسم أمين، إذاً هذه المقاربة تعتمد كما قلت النظر إلى روح الرسالة وروح الرسالة الإسلامية في هذه النقطة بالذات لا تفرض على المسلم زيا بعينه وإنما تفرض قيما بعينها وهذه القيم هي السلوك الحميد، السلوك المحتشم، الإبعاد عن الاستفزاز والإغراء وهذا كله فعلا من القيم الإسلامية ولذلك الموقف التونسي والمسألة ليست رهينة الحاضر ينبغي أن نبحث عن جذورها في هذا الفكر الاجتهادي العريق، المسألة ليست طارئة ليست مسألة طارئة، إذاً المسألة تعتبر في تونس محسومة فنحن لا نجد في النصوص الدينية أي في الأصول ما يدل على وجوب توخي زيا يمكن أن ينعت بالإسلامي وزيا منمط هذا لا وجود له في رأيي.   محمد كريشان: نعم نرى رأي السيدة منجية العبيدي وهي رئيسة منظمة نساء ضد التعذيب من لندن حول ما ذكره الدكتور بن عامر من أن المسألة أولا ليست جديدة وثانيا هي تعتمد مقاربة وفهم معين للإسلام كما قال؟   منجية العبيدي- رئيس منظمة نساء ضد التعذيب: بسم الله الرحمن الرحيم في الواقع ما تفعله السلطات التونسية من اجتهاد ومن تأويل ومن حديث عن فرض وأن الإسلام لم يفرض لباس معينا أريد أن أنطلق من هذه النقطة كلمة فرض المشكلة مشكلتنا مع النظام التونسي هي فرض يعني فرض لباس معين أو فرض نمط معين للعيش وللباس على المرأة التونسية يقولون إذا أرادت هذه المرأة أن تلبس لباسا محتشما أو أن تلبس لباسا تقليديا فعليها باللباس التونسي الفوطة والبلوزة التونسي وغيره من الملابس التونسية أو الجبة ولا أدري ماذا المشكلة مع سيدي المتحدث من تونس ومع النظام التونسي وهو يتحدث باسم النظام، مشكلتي يا أخي هي أن هذا العقل لا يستوعب أن تمنعني من أن ألبس ما أشاء وأن تفرض علي قانونا معينا، بأي حق يعني تفرض على المرأة التونسية وتسقط عليها هذا القانون الجائر المنشور 108 الذي يطبّق بصرامة في أوقات الشدة عندما تبدأ المدارس بفتح أبوابها وفي نهاية كل سنة دراسية مع أيام الامتحانات، يعني تمارس هذه السلطة على المرأة وعلى الفتاة المحجبة أبشع أنواع التنكيل والانتهاك والاقتياد إلى مراكز الشرطة، تقاد المرأة المحجبة وأداة الجريمة على رأسها، حجابها على رأسها وهو أداة جريمة ويلصق هذا الحجاب بعد أن ينزع بالقوة بواسطة يد البوليس عندما ينزع بالقوة يلصق بالالتزام الذي تمضي عليه المرأة المغلوبة على أمرها على أن تلتزم بأن لا تعود إلى هذا، بأن تتخلص من أداة الجريمة نهائيا وبأن لا تعود إلى هذا اللباس، أي منطق هذا أنا أتوجه لملايين المشاهدين العرب أي منطق هذا؟ هل هذا يعني حرية المرأة نسوّق لحرية المرأة بحرمانها من التعليم ومن حقها في كسب العيش بالعمل ومن اقتيادها في الأسواق العامة ومن أمام المعهد ومن أمام الجامعة وأن تفرض عليها شيئا معينا أي منطق هذا؟ أنا لا أفهمه فليقل لي الأستاذ يحدثنا عن هذا المنطق..   محمد كريشان [مقاطعاً]: ربما نجد يعني ربما نجد الجواب عند السيد رشيد خشانة وهو رئيس تحرير صحيفة الموقف الأسبوعية المعارضة، لنسأله كيف تتابع القوى السياسية هذا الجدل المحتدم في تونس حول موضوع الحجاب؟   رشيد خشانة- رئيس تحرير صحيفة الموقف الأسبوعية المعارضة: في الحقيقة هذا الجدل الذي يدور ما يزعجنا فيه هو أن تكون الدولة طرفا في قضية فكرية اجتماعية سياسية يمكن أن تناقش بكل هدوء في وسائل الإعلام وفي النوادي الأهلية وفي غيرها بطريقة توضح الموقف المطلوب للمواطنين مع ترك الخيار لهم باعتبار المسألة مسألة حرية شخصية، على العكس من ذلك نحن نعيش الآن حملة أخرى من حملات متكررة بين فترة وأخرى منذ مطلع الثمانينات سيمتها انتهاك الحرية الفردية والتدخل في لباس الفتيات الذي هو أمر شخصي، فعندما تتحجب الفتاة فهي لا تشكّل في تقديري خطر على المصلحة العامة ولا تؤذي المجتمع في شيء، لكن انتقل الحجاب من مسألة شخصية ليصبح قضية سياسية ساخنة وساحة صراع بين الدولة وقطاع من المجتمع بسبب هذا التجنيد الأمني وتدخل المسؤولين في الإدارات العمومية والجامعات والمعاهد لنزع الحجاب بالقوة، رأينا الوزراء يستلون سيوفهم ويعتمرون علامة المجاهدين والاجتهاد منهم براء ليقودوا غزوة الحجاب إن صح التعبير واليوم قبل قليل أشارت الأنباء التونسية الأمين العام للحزب الحاكم يقود حملة من هذه الحملات بالاعتماد على أشباه المثقفين يبررون موقف الدولة، إذاً هذه حملة جارية سيمتها اتساع الدائرة بالنسبة للحملات السابقة والقسوة التي تعامل بها المحجبات من دون اعتبار لسنهن ولا لمكانتهن الاجتماعية في الإدارات والجامعات والشارع، مثلا تمنع الطالبات المتحجبات من إجراء الاختبارات في المعاهد، تمنع الموظف المتحجبة من العمل وتحرر ضدهن محاضر في مخافر الشرطة للالتزام بعدم العودة لارتداء الحجاب بعد نزعه بطرق فظة، هذه الحملة في تقديري بالإضافة لكونها منافية للحرية الفردية هي ليست دستورية ولا قانونية، هي تستند على منشور أي تعميم مجرد تعميم من الوزارة الأولى أي رئاسة الوزراء صدر سنة 1981، طبعا مثل هذه الممارسات والانتهاكات لا يمكن تبريرها بقانون أو بدستور لأن التشريعات في تقديري وخاصة في عالمنا اليوم أساسها إطلاق الحريات وليس تقييدها.   الحجاب بين الحرية الشخصية والرمز السياسي   محمد كريشان: على كلٍ سيد رشيد خشانة الجدل بين الحكومة ومعارضيها على مسألة الحجاب ليس وليد اليوم فقد بدأ منذ زمن بعيد وأخذ شكله الرسمي مع صدور مثلما ذكرت ما يسمي بالمنشور رقم 108 لسنة 1981 والذي وصف الحجاب بالزي الطائفي الدخيل.   [ٍتقرير مسجل]   نبيل الريحاني: دخيل وطائفي ومنافي لروح العصر بمثل هذه النعوت اعتادت الحكومة التونسية مكافحة ظاهرة الحجاب التي تزايد انتشارها في السنوات الأخيرة بين النساء التونسيات، آخر التصريحات الرسمية النارية جاءت على لسان الأمين العام للحزب الحاكم التجمع الدستوري الديمقراطي الذي لم يكتفِ مؤخرا بذكر ما اعتبره مخاطر يتهدد بها الحجاب ما وصفه بالمكاسب التقدمية للمرأة التونسية وإنما تجاوز ذلك إلى التأكيد على تنفيذ التشريعات التي تمنع الحجاب في تونس، أهم مدلول لمفردة التشريعات يتمثل في المنشور 108 لسنة 1981 ذلك المنشور الذي صدر زمن الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة في سياق التصدي لتنامي التيار الإسلامي في تونس، شكل بروز الحجاب في تلك الحقبة محورا ساخنا لمواجهة شرسة بين الطرفين اللدودين، ففي الوقت الذي فهم فيه الإسلاميون بروز شريحة واسعة من التونسيات يلتزمن ما تراه الحركة لباسا شرعيا عودة منهن إلى أصالتهن وهويتهن ثابرت السلطات التونسية على اعتبار ذلك سلوكا مستوردا ترافق ظهوره مع انتشار الفكر الديني المتطرف والرجعي حسب ما تقول، كان لابد للنظرتين المتناقضتين من محطات للصدام كان أعنفها أحداث 1987 التي انتهت بعزل بورقيبة وتولي الرئيس زين العابدين بن علي للحكم، هدأ التوتر بين الجانبين مع مقدمه إلى حين لكنه عاود كرته الأولى، لعب العامل الأمني دوره الفصل في تحجيم التيار الإسلامي مما همّش ظاهرة الحجاب وأقصاها من مجال الحياة العامة في تونس، مع ذلك لم تضع حرب الحجاب أوزارها عند هذا الحد، فقد عاد الحجاب إلى الساحة بشكل متزايد في السنوات الأخيرة حاملا بين ثناياه الجديد، لم يعد ذلك اللباس مظهرا للاحتجاج السياسي بالقدر الذي بدا عليه من قبل وإنما بات تعبيرة اجتماعية لتأثر المرأة التونسية مثل غيرها بالخطاب الديني الذي كثفته الفضائيات وأخذت بالأعناق إليه أحداث الحادي عشر من سبتمبر، بعيدا عن التصنيفات السياسية التقليدية تداولت الأوساط الحقوقية التضييقات التي يقال إن المتحجبات التونسيات يتعرضن لها بوصفها انتهاكا لأبسط الحقوق الفردية وهي الملبس، انتهاك تقول جمعيات حقوق الإنسان إنه يلد انتهاكات أخرى كالحرمان من التعليم ومن الوظيفة العمومية ناهيك عن الضغوط النفسية والجسدية، انتقادات طالما تجاهلتها الحكومة التونسية مرابطة عند نظرتها للحجاب كزي يعيد إلى الساحة خصما تقول إنها هزمته أثناء حربها على التطرف الديني، بينما يرى الذين لا يشاطرونها الرأي أنها لم تفعل سوى أن حمّلت قضية حرية شخصية أكثر مما تحتمل.   محمد كريشان: دكتور توفيق بن عامر في تونس يعني إذا أبعدنا القضية عن أي جدل فقهي ديني لأن ليس هذا هو موضوعنا وطرحناها في سياق الحرية الفردية والحريات العامة في البلاد مثل ما تفضلت قبل قليل، المطلوب ألا يفرض هذا الزي على النساء ولكن أيضا المطلوب من زاوية الحريات ألا يفرض عليهن نزعه إذاً كيف يمكن التوفيق في مسألة يفترض أن تكون مسألة شخصية وفي باب الحريات؟   توفيق بن عامر: أولا أريد أن أصحح شيئا أنا هنا لا أتكلم باسم طرف معين، أنا مفكر وأحاول وأجتهد أن أدرس الظاهرة وأن أحللها في محيطها الذي يكتنفها هذا هو الأمر الأساسي، لا شك في أن مسألة الحريات الفردية.. الحريات الفردية ليست هي الإطار الذي يمكن أن نطرح فيه هذه المسألة، الحريات كما هو نعتها هي فردية، أما إذا انقلبت إلى التنظيم وتنميط فالتنظيم والتنميط معناه جعل الشيء نظاميا وجعل الشيء نظاميا معناه تميز ما عن سائر مكونات المجتمع، تميز ما..   محمد كريشان [مقاطعاً]: دكتور يعني لو سمحت لي فقط في مداخلة هذا التنميط الذي تسميه ربما كان صحيحا كما يقول البعض في بداية الثمانينات عندما كانت المتحجبة في تونس تبدو وكأنها تنتمي بالضرورة لتيار ديني إسلامي معارض، الآن الظاهرة في تونس ليست تعبيرة سياسية بالضرورة كما يقول كثيرون هي تعبيره اجتماعية في سياق دولي في سياق عودة إلى الهوية ليست بالضرورة تعبير عن تميز سياسي معين ضد السلطة.   توفيق بن عامر: في الحقيقة يجب أن نضع الأمور في نصابها، فهذا الزي هو في الحقيقة في المجتمع التونسي من حيث لونه وهيئته هو دخيل على التركيبة الاجتماعية، فنحن إذا استعرضنا التاريخ، إذا استعرضنا التاريخ نجد أن التونسية ارتدت ألوانا وأشكالا من الألبسة بعنوان التستر أي بعنوان مراعاة الهوية وبذلك فقضية الهوية هنا لا تفرض علينا وأعيد ما أقول إن قضية الهوية لا تفرض علينا لباسا منمطا قط، تفرض علينا الستر والاحتشام والخلق الحميد، هذا ما تستعديه قيم الهوية بالنسبة إليها وأقول بصراحة إني لا أمثل أي طرف، إني أدرس الظاهرة في محيطها الاجتماعي لا أكثر ولا أقل، إذا كان إذاً هذا اللباس وأعتبر فعلا أنه كما قلت حضرتك أن هذا اللباس هو سليل التأثر في تونس سليل التأثر.. التأثر بما تبثه الفضائيات إذاً هو بالنسبة إلى التقاليد والعادات التونسية يعتبر وافدا وإذا كانت دلالاته رمزية تعني تمثيل الدين فهذا قلنا إذا ما نظرنا إليه بعين العقل هو في الحقيقة ليس في محله إذا نظرنا إليه بنظرة أخرى على أنه ليس رمزا دينيا وإنما رمزا سياسيا هنالك دستور البلاد، دستور البلاد ينص على أن الدولة لغتها العربية ودينها الإسلام وأنه لا يمكن إذاً لأي فئة من فئات المجتمع أن تستند إلى الدين لتشتغل بعمل سياسي فالقضية واضحة، الإطار واضح والخيارات واضحة فليس هنالك مواربة.   محمد كريشان: نعم طالما هي واضحة نسأل السيدة منجية العبيدي واستشهد مرة أخرى بما قاله اليوم الرئيس التونسي بضرورة تكريس ما قال قيمة الاحتشام وفضيلة الحياء في اللباس واستشهد باللباس التونسي والتقليد التونسي في المدن والأرياف واعتبر ذلك كفيل بتحقيق الاحتشام وهو ما يؤكده ضيفنا أيضا الدكتور بن عامر، كيف تنظرين إلى هذه المسألة طالما هي أصبحت في سياق تقاليد تونسية أو غير تونسية؟ سيدة العبيدي.   منجية العبيدي: نعم يا أخي الحرية أولا ليست قطعة قماش يفصلها الحزب الحاكم كيفما شاء وكيفما أراد وكلام السيد توفيق هو كلام من لا حجة له، نحن نعلم جميعا أن الحركة الإسلامية ضربت منذ سنين طويلة، كان يمكن أن يصدق الناس هذا الكلام في بداية التسعينيات ولكن النظام التونسي يقول إنه جفف ينابيع الحركة الإسلامية وقضى على الحركة الإسلامية في تونس منذ زمن بعيد والجيل الذي يرتدي الحجاب من النساء ومن الفتيات اليوم هو هذا الجيل ولد يوم ضربت الحركة الإسلامية، يعني البنات في سن الخامسة عشر في سن السادسة عشر هذا جيل ليس مسيّس، كيف نريد أن يعني نريد أن نسيسه غصبا عنه، هو ليس جيل مسيّس، هو يطبق تعاليم دينه فقط ولا علاقة له بالسياسة، الدولة فقط تحاول أن تجعل من موضوع الحجاب موضوعا سياسيا وفي الواقع لا علاقة للدولة به على الإطلاق، يعني الحجاب هو مسألة شخصية، هي حرية فردية تكفلها جميع الأعراف الدولية، جميع القوانين حتى دستور البلاد عندما يتحدث الأستاذ توفيق على دستور البلاد هذا القانون الفضيحة المنشور 108 هو منافي للدستور، هو منافي هو في يعني ينافي الدستور الذي يؤكد على أن جميع المواطنين متساوون أمام القانون وأن في الكرامة وفي الواجبات وفي الحقوق وكذا إلى آخره ولكن ما نشاء ما نراه اليوم هو أن المرأة المحجبة الفتاة المحجبة تعامل كمواطنة من درجة ثانية لا بل وأبشع من ذلك، هي تعامل كمن لا مواطنة له، ليس لها أبسط يعني مقومات المواطنة، لا حق لها في أي شيء حتى بعض الخدمات التي تسديها الدولة لمواطنيها عادة في كثير من الأحيان تحرم منها المرأة المحجبة، إذاً يا أخي هذه الدباغة هذه هذا الوتر الذي تعزفون عليه لا يعني لم يعد يصدقه الناس، هذه مسالة حرية شخصية يا أخي، دعني أفعل ما أشاء، أرتدي، أغطي شعري، لا أغطي، ما شأنك أنت؟ ولذلك فعندما يتحدث الأمين العام للحزب الحاكم وهذا الشيء يدعو للغرابة عندما يتحدث في أمسية رمضانية عن الحجاب وأنه لو منعت يعني لو سمحت الدولة بالحجاب الآن فربما ستضطر إلى أن تمنع المرأة من العمل ومن الدراسة ومن وأشياء كثيرة قالها ما تفعلونه اليوم يا أخي هو ما تتكلم عنه أنتم تمنعونها من كل شيء فعما تتكلمون؟   محمد كريشان: نعم هناك ظاهرة سيدة العبيدي هناك ظاهرة أريد أن أسأل عنها سيد رشيد خشانه، كثيرون يشيرون إلى أن ما يسمى بالحملة على الحجاب في تونس تشهد دائما مد وجذر أحيانا هناك إجراءات قاسية وملاحقة كما يقولون وأحيانا هناك نوع من التسامح وغض النظر حول انتشار هذه الظاهرة وقد انتشرت فعلا في السنوات القليلة الماضية، كيف تفسرون هذا التقلب في المواقف إن صح التعبير؟   رشيد خشانه: في الحقيقة في هذه القضية مثل قضايا أخرى لا نجد تفسيرا منطقيا ولا عقلانيا لتصرفات الحكومة، ففي بعض الأحيان يعني تطلع بمثل هذه المبادرات التي تطلقها بشكل مكثف وواسع جدا ثم تتخلى عنها في فقرة أخرى، في رأيي أن ما سمعناه اليوم من موقف الحكومة كما بثه شريط الأنباء يدل على أنها باتت في موقف دفاعي لأنها تتحدث عن تزمر وكيف نواجه التزمر الموجود في البلاد وأعتقد أن هذا دليل ارتباك أمام رفض فئات اجتماعية وجمعيات عديدة التدخل في مسألة شخصية بحتة ومن مظاهر هذا الارتباك أن الحكومة أصبحت اليوم تنادي التونسيين إلى العودة لارتداء الفوطة والبلوزة بدلا من الحجاب وهذا أمر يعني لا يدل على ثقة في النفس ولا يدل على أن هناك وضوحا في الخيارات، تحدث الذين سبقوني الكلام عن تاريخ تونس وعن الوسطية والاعتدال أنا أقول أن معارك السفور والحجاب التي عرفها المجتمع التونسي منذ بواكير القرن الماضي كانت تدور في الصحف وفي النوادي الأهلية ولم تتدخل فيها الدولة في أي يوم من الأيام ولذلك نحن بحاجة اليوم بمناسبة هذا الحديث عن الحجاب إلى مناظرات تلفزيونية، إلى محاورات في الإذاعة وفي وسائل الإعلام، طبعا الجزيرة مشكورة لأنها تبنت قضايا المجتمع التونسي وقامت بما يفترض أن يقوم به الإعلام التونسي كالعادة ولكن نحن محتاجون كمواطنين تونسيين إلى حوار حول قضايانا وهذه من أهم قضايانا في الحقيقة في وسائل إعلامنا ومن دون إطلاق الحرية وجعل المجتمع ونخبه تحاور تجادل في هذه القضايا فلا نستطيع أن نواجه وضعنا بشكل يليق بنا في القرن الحادي والعشرين.   محمد كريشان: شكرا لضيوفنا شكرا للسيد رشيد خشانه رئيس تحرير صحيفة الموقف الأسبوعية المعارضة، شكرا لضيفنا من تونس الدكتور توفيق بن عامر أستاذ الحضارة العربية في الجامعة التونسية ولضيفتنا من لندن منجية العبيدي رئيسة منظمة نساء ضد التعذيب وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم، بإمكانكم المساهمة في اختيار مواضيع الحلقات المقبلة عبر إرسالها على عنواننا الإلكتروني التالي indepth@aljazeera.net غدا بإذن الله قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد، في أمان الله.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 16 أكتوبر 2006) الرابط: http://www.aljazeera.net/NR/exeres/8A72ED6C-DB89-46EA-B912-36BA66FA3576.htm

 

سوسة: مسامرة حول علاقة الإسلام بالسياسة

 

احتضن مقر الحزب الديمقراطي التقدمي بسوسة يوم الجمعة 13 أكتوبر مسامرة رمضانية قدم خلالها السيد محسن التليلي أستاذ الحضارة بقسم العربية بكلية الأداب و العلوم الإنسانية بسوسة مداخلة حول علاقة الإسلام بالسياسة. و اعتبر المحاضر أن المرحلة الأولى التي وافقت نشر الإسلام خلال حياة الرسول محمد عليه السلام هي مرحلة روحية اتسمت بالسعي إلى نشر العقيدة. أما بعد وفاته فقد دخل الإسلام مرحلة ثانية و أصبح نظاما سياسيا و بالتحديد نظام الخلافة.

 

و منذ ذلك الحين أصبح الدين الإسلامي محل توظيف سواء من السلطة المركزية أو من المعارضة مثل الخوارج. و اعتبر انه من الضروري التفريق بين الإسلام الرسمي الذي ينتشر خاصة في المدن الكبرى و الذي يرتكز على العلوم الدينية و علوم الفقه و علوم التفسير و بين الإسلام الشعبي الذي ينتشر خاصة في القرى و الأحياء الشعبية و الذي تغذيه المشاعر الدينية للطبقات المحرومة و يكون عادة مجالا للأولياء الصالحين و الزوايا معتبرا أنه تاريخيا كان هنالك من جهة الانتماء للإسلام كدين جامع و من جهة أخرى الانتماء إلى طائفة إسلامية بعينها مثل السنة أو الشيعة و الدروز و الشافعية و الحنبلية و الزيدية… معتبرا ان تلك الانتماءات المذهبية غذت الصراعات على السلطة التي شهدها التاريخ الإسلامي.

 

و اعتبر المحاضر أنه من الضروري التمييز بين المدلولات التالية للإسلام: الإسلامي القيمي الذي يرتكز على قيم العدل و المساواة و الرحمة و الإخاء و تشكل هذا القيم مرجعية ما يعرف بالإسلام المقاصدي و الإسلام التاريخي أي مستوى الممارسة للإسلام من خلال القرون العديدة من التجربة التاريخية وهذا النوع من الإسلام هو عمل بشري يخضع للدراسة و الإسلام الفردي أو إسلام المثقف أو المتصوف أو الفيلسوف إذ أن الفردية قيمة أساسية في الإسلام و البشر يحاسبون فرادى على أفعالهم.

 

و تطرق المحاضر إلى أهم التيارات الفكرية السياسية في الإسلام منوها ببروز تيار تجديدي وإصلاحي في الفكر الديني دخل في صراع مع رجال الدين التقليديين منذ نهاية القرن التاسع عشر و من ابرز رموزه الأفغاني و محمد عبده و الطهطاوي و خيرالدين في تونس ساعيا إلى جعل الدين مستجيبا لحاجيات العصر و الواقع الجديد.

 

و قد ترافق ظهور هذه التيارات مع نمو حركات سياسية تعتبر أن الإسلام دين و دولة و تدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية ضمن دولة دينية مثل الحركة الوهابية سليلة المدرسة الحنبلية والحركة المهدية في السودان و الحركة السنوسية في ليبيا و حركة الإخوان المسلمين في مصر. و طرح المحاضر سؤالا يتعلق بأسباب انتشار ظاهرة القراءة الماضوية للدين رغم نمو نسبة التمدرس و ازدياد أعداد المتعلمين و المثقفين معتبرا أن الجواب يتطلب تجاوزا للتفسيرات السطحية و نقاشا معمقا إذ أن علاقة الدين بالسياسة تعبر عن حالة التخلف الإقتصادي و الإجتماعي و حالة الفقر الفكري التي يعيشها العالم العربي إضافة إلى الهيمنة والاحتلال الأجنبي.

 

و بعد المداخلة تركز النقاش حول ثراء الإسلام و تنوع ممارسة التدين في مختلف أصقاع العالم في اوروبا و إفريقيا و أسيا و البلدان العربي…مشددين على روح النقد و التسامح و الثراء الفكري و الجدال التي عاشتها العصور الزاهية في التاريخ الإسلامي في مقابل نزعات التكفير و التجهيل و الحقائق المطلقة التي تروج لها بعض الحركات في هذه الحقبة مشددين على ضرورة استئناف حركة التجديد و التحديث في التراث العربي الإسلامي ليكون دائما نبعا لا ينضب من قيم التسامح و العقلاني.

 

مراسلة خاصة بالموقع

 

(المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 17 أكتوبر 2006)


الموضوع: طلب رفع مظلمة عن مواطنة بالخارج

 
سيادة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي بعد التحية والسلام   إني المواطنة جمعة الكثيري من المواطنين بالخارج تعرضت الى مظلمة  من طرف ضابط شرطة سام المسمى عمارة العرقوبي وهو نقيب في سلك الشرطة يعمل باقليم تونس  وزوجته موظفة بوزارة الداخلية تدعى راضية النفاتي  كانا أحرى بهما أن يكونا أول من يسهر على تطبيق القانون . سيدي الرئيس اخرجت كل مدخراتي وبعت مصوغي واقترضت من البنك مودعة منزلي رهينة واشتريت  عدد 4 الات حاصدة دارسة : الاولى نوع لافردا laverda 3350 عدد تسجيلها    1143643الثانية نوع دوتز فاهر Deutz Fahrعدد تسجيلها 000917 الثالثة نوع لافردا Laverda الرابعة نوع 1055JD حسب فواتير الشراء . وحيث قامت بتوريدها و بشحن هاته الالات من البلاد الفرنسية لبعث مشروع فلاحي بتونس وتمتعت بالامتيازات القمرقية وذلك طبق القانون. وحيث امنت تلكم الالات الفلاحية لدى المسمى عمارة العرقوبي  ريثما تنتهي من اجراءات ملف التصريح باحداث مشروع خدمات فلاحية لدى  A.P.I.A ومكنت الضد من توكيل ليقوم مقامي في القيام بذلك وحيث تسوغت قطعة ارض التزم الضد بموجب كتب التزام بخلاص معين كراء مستودع لالات الحصاد كما التزم بانه يتحمل مسؤوليته في كل ما يترتب عن الالات وحيث قدمت العارضة الى ارض الوطن في غضون الاسبوع الاول من شهر جويلية  2005 أي بعد شهر فقط من دخول اللات  وعند اتصالي بالمشتكى به رفض تمكيني من الالات الفلاحية التي اصبح يستغلها لخاصة نفسه بموجب تسويغها للغير بل اكثر من ذلك عمد الى عرضها للبيع  . وحيث قامت  بمعاينة بواسطة عدل تنفيذ  تفيد أن الالات في تصرف وتحت يد المطلوب بدون موجب ومن يومها تقدمت بعدة شكايات الى السيد وكيل الجمهورية و مدير الامن الوطني لكن دون جدوى وحيث فوجئت بعد التشكي  بزوجة المشتكى به  السيدة راضية النفاتي وهي عون امن بسلك الشرطة تعمد الى بيع الة الحاصدة نوع دوتز فاهر Deutz Fahrعدد تسجيلها 000917 الى المدعو لمجد الوسلاتي بموجب عقد وعد بيع مؤرخ في 20 اوت 2005. .وحيث قمت بمعاينة الالة بموجب محضر معاينة بواسطة عدل تنفيذ وبه اكد المدعو نبيل الوسلاتي أن عمه اشترى الالة المذكورة من المرأة راضية النفاتي ( انظر محضر المعاينة الواصل رفقة هذا. وحيث أن البائعة أي المشتكى بها الثانية باعت ما لاتملك وتحييلت على الغير باستعمال الخزعبلات مستندة على وظيفها باعتبارها موظفة بوزارة الداخلية . وحيث أن زوجها ارتكب جريمة خيانة مؤتمن وذلك بالتفريط ومشاركة زوجته في الاعمال الاجرامية . سيدي الرئيس إني من المواطنين بالخارج   كنت  تقدمت بشكاية إلى سيادتكم ضد المدعو عمارة العرقوبي ( نقيب في سلك الشرطة بإقليم تونس إدارة المرور )  . وحيث إتصلت برئاسة الجمهورية فتم إعلامي بأن كل شكايتي تم إرسالها إلى وزارة الداخلية تحت عدد 11106 منذ تاريخ  1/11/2005 . وحيث وبإتصالي بوزارة الداخلية  في شهر مارس 2006 تم إحضار المشتكى به  وأقر وإعترف بإستيلائه على ممتلكاتي  لكن أعوان الأمن لم يدونوا ذلك ضمن محضر . وحيث أعدت  الإتصال ثانية يوم 5/4/2006 بوزارة الداخلية لمعرفة مآل الشكايات التي تم إرسالها من رئاسة الجمهورية لكني  لم أجد جوابا مقنعا بل طلبوا مني عدم الإتصال بهم ثانية  وأنه ما علي إلا الرجوع إلى رئاسة الجمهورية . سيادة  الرئيس اني  خائفة على مصير القضية خاصة اني اتلقى تهديدات من المشتكى بهما كل يوم وكل ليلة بتدمير حياتي وحياة ابنائي وانني لا اقدر ان افعل شيئا وان كل المحكمة وما فيها تحت تصرفه اني وابنائي في دوامة من الحيرة و الخوف  اصبحت ابرمج بيع كل ما املك في وطني الحبيب تونس والعيش مهجرة في الخارج خوفا من التهديدات و الخزعبلات و الاقاويل والافتراءات التي يصرح بها المشتكى بهما الذين استغلا صفتهما باعتبارهما موظفين بوزارة الداخلية . اني لم اجد من يحميني ويرجع لي ماسلب مني قهرا وعدوانا وكل شكاياتي اهملت ووزارة الداخلية خذلتني ولم تتخذ ضده أي اجراء رغم كل الافعال التي اقترفها. الرجاء التدخل في قضيتي و رفع المظلمة عني وتمكيني من ممتلكاتي وتسليط العقاب المناسب على المشتكى بهما. سيادة الرئيس الرجاء من الجناب التدخل وردع المشتكى بهما خاصة وانهما ينتميان الى سلك الشرطة ومن العار والخزي اقتراف مثل تلكم الجرائم في حق مواطنة تعمل بالخارج مطلقة وفي كفالتها ابنيها وقع الاستلاء على كامل مدخراتها بدون موجب سيدي اخيرا تفضلوا قبول فائق احترام
السيد ة جمعة الكثيري   Tél : 0021621115363 84, Avenue 7 novembre Mourouj 3 Tunis   Tel: 0032474265301 Rue Stephenson 102 1000 Bruxelles Belgique

 
 

أوجه تباين مختلف ألوان الطيف السياسي في تونس من مطلب العفو التشريعي العام (الحلقة الأولى)

علي شرطاني – قفصـة – تـونس

 

ولإنارة الرأي العام ووضع حقائق التاريخ بين يدي من يبحث عن الحقيقة ويريد أن يعلمها والخروج من  واقع الإلتباس والتشويه وتزوير التاريخ والإفتراء على الغير وعلى الإنسان ماضيا وحاضرا ومستقبلا.

 

فلسائل أن يسأل لماذا بقيت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان نفسها محافظة عن صمتها قرابة الثلاث سنوات بعد تأسيسها ولم تتقدم بطلب العفو التشريعي العام، ولم تبد انشغالها بقضايا الإيقاف التحفظي والتعذيب والفصل من الوظيفة والطرد من الشغل بسبب قضايا الخلاف في الرأي، وحجز جوازات السفر لأسباب سياسية وإلغاء العمل بالمنشور رقم 108 المتعلق باللباس الشرعي واحترام استقلال القضاء وعدم توظيفه في قضايا الخلاف في الرأي وفي قضايا الخلاف السياسي وإلغاء المحاكم الإستثنائية وغيرها من القضايا رغم أن تاريخ النظام البورقيبي كان حافلا بالمظالم وبانتهاكات حقوق الإنسان بدءا بالأسرة الحسينية وبعناصر حركة صوت الطالب الزيتوني وباليوسفيين ومرورا باليسار الماركسي والقومي العربي وانتهاء بالنقابيين حتى محاكمات أحداث 26 جانفي 1978 وما بعدها ليتجه مجهود السلطة السياسية في معالجة قضايا الخلاف في الرأي أمنيا بأكثر عناية وتركيزا صوب الحركة الإسلامية ؟.

 

إن الذي لا شك فيه أنه بالإضافة إلى هذا السجل الحافل للنظام بانتهاك حقوق الإنسان والقمع والإضطهاد والجرائم، جاءت الحركة الإسلامية وأهم أداتها التنظيمية حركة (الإتجاه الإسلامي) في ذلك الوقت- حركة النهضة الإسلامية حاليا، ليعيد إلى الأذهان، مع استمرار التوتر بين اليسار القومي العربي واليسار الماركسي والناشطين في الميدان النقابي من مختلف الحساسيات الإجتماعية والسياسية والثقافية وبين النظام ،ما تعرض ويتعرض له- وإن بدرجة أقل هذه المرة أولئك الذين وجدوا أنفسهم في موقع المعارضة للنظام منذ وقت مبكر- مع أبناء هذه الحركة من قمع واضطهاد وتعذيب ومطاردة وسجن وإيقافات واسعة وكبيرة والتي طالت مختلف شرائح وفئات المجتمع. وهي المرة الأولى التي يجد فيها الإستبداد البورقيبي نفسه في مواجهة الشعب حقيقة بعد أن كان صراعه قبل ذلك مع تنظيمات النخبة سواء الزيتونية منها أو القومية أو اليسارية الماركسية بعيدا عن العمق الشعبي الذي كان بورقيبة نفسه يزدريه ويسخر منه ومستعل ومستكبر عليه وعن الرأي العام الواسع الذي لم يكن يعلم في أغلب الأحيان ماذا يحصل في البلاد في ظل تعتيم إعلامي مطبق وعزلة ضحايا القمع والإستبداد عن الشعب الذي كان ولفترات طويلة من تاريخ البلاد أقرب إلى بورقيبة وحزبه بعد أن توج بطلا للتحرير وقلد نفسه وسام الجهاد الأكبر، منه إلى أي جهة أخرى بالبلاد.

 

وأمام الهجوم الذي كان يشنه المجتمع المدني على النظام، هذا المجتمع الذي كان في الحقيقة واستنادا إلى طبيعة المجتمع المدني الذي نشأ في الغرب الحديث على أنقاض المجتمع الهمجي البربري واستنادا إلى طبيعة المجتمع الأهلي المدني العربي الإسلامي مجتمعا مدنيا مغشوشا، باعتبار أن مكوناته لم تكن مكونة بما فيه الكفاية من جمعيات مستقلة متعددة الأهداف والأغراض، ومختلفة الإهتمامات والمناشط، من إفراز التطور الإجتماعي التلقائي الذاتي، مثلما كانت عليه مكونات المجتمع المدني العربي الإسلامي والمجتمع المدني الغربي بعد أن تم الإجهاز على المكونات التقليدية للمجتمع التقليدي ذات الطبيعة العربية الإسلامية الأصيلة على ما كان عليه من تخلف وانحطاط وما كان عليه كذلك من قابلية للإصلاح، في إطار حرص الإحتلال الفرنسي لبلادنا كما لبلاد العالم العربي والإسلامي وبلاد عموم المستضعفين في العالم، وصنائعه على هدم القديم وإن كان صالحا، وفرض الجديد الإستعماري باسم الحداثة والتقدم والتطور وإن كان فاسدا، باتجاه تغيير الطبيعة العربية الإسلامية للمجتمع في بلادنا كما في بلاد مختلف شعوب أمة العرب والمسلمين وسائر شعوب الأمم والشعوب المستضعفة، وإنهاء العمل بالنظام الإسلامي، وفرض النظام العلماني اللائكي الغربي الإستعماري، ولكنها كانت مكونة في عمومها في الحقيقة من مجتمع سياسي معارض: أي من مجموعة من التنظيمات والحركات السياسية المختلفة والمتباينة المعارضة للنظام.

 

هذا المجتمع الذي كان قد ذهب أشواطا كبيرة في التشكل، على الحالة التي كان عليها في تلك المرحلة، والذي كانت الحركة الإسلامية إحدى أهم تجلياته ومكوناته، والذي بلغ مستوى محترما في التشكل ليكون قد انتهى إلى صورة من صور الإكتمال كان قادرا بها على مواجهة النظام والتصدي له، في مستوى الهجوم عليه تارة، والدفاع عن نفسه وحمايتها من هجماته عليه أخرى، لانتزاع الحقوق المغتصبة في الحرية والديمقراطية والمساواة والعدل وحقوق الإنسان وغيرها من الحقوق التي لا وجود للمجتمع المدني بدونها، كانت الحركة الإسلامية الأكثر اضطهادا إلى حد التنكيل بقياداتها ومناضليها والمؤيدين لها والمتعاطفين معها. وهي الحركة التي كانت تلقى تأييدا شعبيا كبيرا. مما جعلها من أكبر أهداف الحركة العلمانية اللائكية ذات الطبيعة النخبوية المتغربة في الإقصاء والتهميش  والتصفية والإستئصال.

– إن احتدا م المواجهة بين الحركة الإسلامية والنظام في تلك الفترة من التاريخ.

– وتحرك الجهات العلمانية اللائكية بانتهازية من مواقع مختلفة.

– والتحاق الحساسيات السياسية والفكرية والثقافية بالإتحاد العام التونسي للشغل.

– واستمرار أزمة التمثيل النقابي بالجامعة حتى سنة 1985 تاريخ إنجاز المؤتمر العام للحسم الذي انتهى بميلاد الإتحاد العام التونسي للطلبة.

– والأزمات والإخفاقات التي كان يعيشها النظام بسبب خياراته السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية.

– والإنقسامات التي أخذت تعبر عن نفسها داخله.

– وبداية تعدد مراكز النفوذ فيه.

 وعجزه على المحافظة على القدرة على استقطاب المزيد من عناصر النخبة المثقفة إلا ما كان اختراقا له من قبلها.

– وانفضاض كل الطاقات والعناصر الشابة من حوله :

أ- إما للإلتحاق بمختلف أطياف المعارضة.

ب- أو للإكتفاء بموقف المناهضة لنظام حزب الدستور وخياراته المختلفة وملازمة مواقع بعيدا عنه.

 

هو الذي جعل الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تبادر بتوجيه طلب سن قانون للعفو التشريعي العام قبل أي شيء آخر. وتجعل من اهتماماتها التنبيه إلى خطورة مواصلة سياسة العنف والقمع والإقصاء والتهميش.

 

ولعل القطرة التي أفاضت الكأس هو الهجوم المسلح الذي قامت به عناصر مسلحة ذات ميول قومية وبدعم وسند ليبي في شهر جانفي سنة 1980 .

 

فقد جاءت كل هذه الأسباب والعوامل والأحداث وغيرها داعمة للأصوات المنادية بالديمقراطية والداعية إلى ضرورة الإنفتاح السياسي وإجراء إصلاحات سياسية جوهرية أصبحت تقتضيها الساحة والمصلحة الوطنية. وهي أصوات من كان ينظر إليها اليسار الماركسي من كل مواقعه سواء داخل السلطة أو قريبا منها أو بعيدا عنها ومعارضا لها على أنها أصوات البورجوازية التونسية ذات الصلة بالنفوذ الرأسمالي والقوى الإمبريالية. وهي أصوات الطبقة الدائرة عناصرها في فلك الولايات المتحدة الأمريكية. هذه الأصوات التي عبرت عن نفسها في حركة الديمقراطيين الإشتراكيين. هذه الحركة التي لم تكن خالية من عناصر يسارية. والتي كان أبرز عناصرها القيادية من الذين خرجوا عن الحزب الإشتراكي الدستوري وتخلى بورقيبة الذي كان لا يقبل استقالة أحد من العاملين لديه حتى يقيله عن خدماتهم. وهي في عمومها عناصر ذات ماض سياسي سيئ كانت قد لعبت أدوارا خطيرة في فترة مزاولة نشاطها السياسي في الحزب الإشتراكي الدستوري في حكومات بورقيبة المتعاقبة، كانت قد التقت بعناصر معتدلة ومستقلة وأخرى تبدو أو يقال أنها كانت كذلك مثلها في الإعتدال والإستقلالية بما في ذلك من كان مندسا فيها من بعض عناصر اليسار الماركسي والقومي العربي.  وكانت تريد أن تكون ذات ميول ليبرالية. ولعله كان منها – وحتى لا نظلم أحدا – من كان كذلك. وهي عناصر نعلم أن أغلب وجوهها البارزة كانت كلها إما طرفا في النظام الإستبدادي، أو موالية لأخرى مثله، أو على مرجعية صريحة في الدعوة إلى الدكتاتورية وإلى العنف سبيلا للوصول إلى السلطة. ورغم كل ذلك فقد كان لها الفضل في بعث الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان. والتي إذا لم يكن في هيئتها التأسيسية أي من عناصر اليسار الماركسي خاصة من الوجوه المعروفة، إلا ما كان يمكن أن يكون من العناصر المغمورة وغير المعروفة بميولاتها اليسارية الماركسية، إذا ما استثنينا الميداني بن صالح الذي كان من المعلوم أنه كان من وجوه البعث القومي العربي، فإن الهيئة المديرة المنتخبة في المؤتمر الوطني الأول الذي احتضنته دار المهندسين بتونس يوم 14 فيفري 1982 كانت قد عرفت صعود عناصر ورموزا كبيرة من اليسار الماركسي من أمثال محمد الشرفي وهالة عبد الجواد وخميس الشماري، ليكون له بعد ذلك الثقل الأكبر في الهيئة المديرة المنبثقة عن المؤتمر الوطني الثاني الذي التأمت أشغاله بنزل أميلكار يومي 23 و24 مارس 1985. فكانت مثل هذه الأطر وقبل فسح المجال للحزب الشيوعي التونسي بالنشاط السياسي العلني والقانوني، من بين المنابر والأطر المناسبة التي كان يزاول فيها ومن خلالها عناصر هذه الطائفة نشاطاتهم السياسية والحقوقية والإجتماعية على قاعدة التسلل والإلتحاق من أجل الإفتكاك. 

 

( يتبع)

 


 

 تحيّاتي، مشاركة أولى معكم و ربّما الأخيرة، و لكن فعلا استفزتني حملتكم المبالغ فيها و نشركم لمواضيع بعينها، فاعتبروا مقالي هذا ضمن حق الرد للرأي المخالف، و صدقوا أنا لا أمثل السلطة و لا أي حزب، أمثل فقط رأيا م

———

الإرهاب و الحجاب و حفرة طالبان

عماد حبيب http://imedhabib.blogspot.com   خلال أمسية أقيمت بمناسبة مؤتمر لمنظّمة الصحّة العالميّة بالرّياض سنة 2000، روى علينا المدير الإقليمي للمنظّمة ساعتها وقائع رحلته لإفغانستان كمبعوث للإمم المتّحدة، و كان من أطرف ما رواه و أعجبه، بالنسبة لي على الأقل، أنّه حين أراد قضاء حاجته، أدخلوه إلى مكان ما في الخلاء، كلّ ما وجده هناك : حفرة. فطالبان لم تكتفي بمنع الضحك بعد أن منعت الغناء وفرضت النقاب و البرقع و منعت النساء من العمل إلا العمل كمتسوّلات، و ألزمت بقوة ميليشيات الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر تطويل اللحي طولا معيّنا قدوة بما يعتقدونه سنّة نبويّة، يبدوا أنّهم كذلك فرضوا الاقتداء بالسلف الصالح حتّى في طريقة قضاء حاجتهم، ذلك أنّهم قديما كانوا يتبرّزون في حفرة في الخلاء حين يسدل الليل أستاره.   تذكّرت هذه الواقعة، و قد رواها لنا شاهد عيان عاشها بنفسه و لا أعلم له مصلحة لاختلاق الأكاذيب، تذكّرتها و أنا أقرأ بعض ما أثير مؤخّرا بمناسبة غزوة الحجاب المباركة التي تشنّها أصوات خلناها اختفت و اندثرت أو على الأقل راجعت قناعاتها و أساليبها العقيمة للدعوة لأفكارها المتخلّفة. فلسبب ما، تعالت أصوات الناطقين الرسميين باسم الله المالكين للحقيقة المطلقة مدافعين عما يعتبرونه زيا شرعيا و ما يتباكون بسببه مما يقولون أنّه هجوم للحكومة التونسيّة او محاربة له و ل »حرائر تونس »، ذلك أن الحجاب من القرآن و أمر إلاهي لا يملك مخلوق مناقشته و من حاربه قد حارب الله و أنكر القرآن فهو كافر و وجب محاربته و استنصار المسلمين عليه، و هنا ظهر للوجود شيئ إسمه لجنة و عالمية، لمذا ؟ لمناصرة الاسلام في تونس. هكذا.   حسنا، إن كانت المحجّبات الّلواتي يتباكون لأجلهنّ و لأجل لباسهنّ الشرعي، هنّ حرائر تونس فمذا تكون أغلبيّة التونسيّات اللّواتي لم و لن يلبسن هذا الزي الطائفي، الدخيل و السياسي بامتياز ؟ هل هنّ إماء ؟ أو لعلّهنّ ق… ؟ أو ليس ذلك ما يلمّحون له. لست دستوريّا و لا تجمّعيا و لا يهمني من أمر الحكومة شيئ، و لكني أكتب باقتناع، فهذا الزي المستورد زي طائفي بامتياز و الجميع يعلم ذلك، لا علاقة له بتونس و الجميع يعلم ذلك في تونس على الأقل فقد يختلط الأمر على غير التونسيين و التونسيات، و لكنّنا نعلم متى و كيف ظهر و لمذا يرمز. ثم لم يمنع أحد أحدا ما أن يلبس بالطول الذي يريده و حتّى أن يغطّي شعره، فلمذا الإصرار على هذا الزي بالذات، و الإصرار على الصدام بهذه الطريقة السّقيمة التي تدعوا للرثاء ؟   لن أعود لمناقشة الأدلّة الشرعيّة من القرآن بل و من السنة نفسها التي تثبت أن هذا الزي دخيل على الإسلام فالدراسات العلمية و الجادة متوفّرة للجميع، و هذا ما يراه القرآنيّون و حتى بعض رموز المذهب السلفي و ليس آخرهم الدكتور حسن الترابي. و لكن في كلّ الحالات هناك خلاف و لو بين أغلبيّة و أقليّة. أليس هذا أدعى لأن لا نصرخ و نبكي و نكفّر من لا يقول بوجوب هذه الخرقة التي نختصر المرأة فيها فإن لبستها فهي حرّة عفيفة و مؤمنة ؟ و مذا لو لم تلبسها ؟ أليس هذا اكراها معنويّا و أنتم لا تملكون قوّة تفرضون بها ما تريدون ؟ فكيف الحال لو كان لكم ميليشيات أمر بالمعروف و نهي عن المنكر، و هذا أوّل ما ستفعلونه بالتاكيد لو لا قدر الله مكّن لكم ؟ فلمذا العويل و التباكي عن حقوق الانسان المهدورة ؟ لمذا لا تكونون صرحاء مع أنسكم و تتوقفوا عن نفاقكم ؟ و منذ متى اهتممتم لحقوق الانسان ؟   أو ليس من حقوق الانسان الأساسية حريّة المعتقد و الدعوة السلمية للمعتقد مهما كان ؟ طيب اعلنوا علنا انكم لستم ضد التنصير و لا ضد الفكر الالحادي او اللاديني و أنّ فتوى اهدار دم سلمان رشدي باطلة لكي نصدّقكم. حريّة الانسان لا تتجزء، لكنكم تأخذون منها فقط ما يناسبكم، بل اكثر من ذلك، قرأت لأحدكم ما يقول أنه اعلان عالمي لحقوق الانسان المسلم، على اعتبار يعني أن على رأسه ريشة، و مذا كان في هذه الحقوق الخصوصية و التي اعطيتموها لأنفسكم ؟ أنه لا يحق لأي نظام وضعي أن يفرض عليه ما يتعارض و معتقده، يعني مثلا و ليس حصرا، المسلم الذي يعيش في أوروبا من حقه قطع عمله خمس مرات للصلاة ، و العمل نصف وقت في رمضان، و لما لا نكاح ما ملكت ايمانه، و هذا ما حدث في امريكا فعلا حيث قضية مرفوعة على سعودي اعترف بمعاملة خادمته الفيليبينية التي استقدمها معه من السعودية كالعبيد و بدون أجرة و استغلالها جنسيا. الامثلة كثيرة و أغلبها مثير للشفقة قبل السخرية، و لكن تلك هي أدبياتكم التي تجعلكم آخر من يتكلّم عن حقوق انسان ، و عن ديمقراطية أو انتخابات، لأنكم و بكل الحالات لن ترضوا بغير افكاركم المنزّلة من السماء و التي من يعاديها يعادي الله نفسه، ألا تطلقون رويبضة و عدو الله و عميل الخ على كل من ينطق بحرف لا يروق لكم ؟ أو ليس هذا ما نال الدكتور خالد شوكات لمجرّد أنه كتب شيئا من الحقيقةعنكم ؟   تبقى مسألة نصرة الاسلام في تونس، و هي التسمية التي تلقفتها قناة الجزيرة (مرة أخرى هي) لتجعل مها عنوانا رئيسيا و كأنّ الشخص الذي أسس هذه الجبهة يمثل شيئا ذا بال في تونس، و ندائه لعلماء المسلمين الذين لو كان فيهم خير لنفعوا بلدانهم الغارقة في الجهل و التخلف بدل التطاول على تونس، و لنصحوا مجاهديهم الأشدّاء على الكفّار من العراقيين و الشيعة و الرحماء فيما بينهم و بين الأمريكان بدل استعدائهم على تونس و هم من ألفهم الى يائهم لا وزن لهم. بربّكم أي علم يحملون ؟ رياضيات، فيزياء ؟ فلك ؟ جيولوجيا ؟ وجدوا حلولا للعطش الذي يقصم ظهر شعوبهم أو للمرض الذي يقتل أطفالهم ؟ صعدوا للقمر بعلمهم أم ثقبوا ابرة حتّى ؟ أي علم هذا ؟ البخاري ؟ صدقا لا رغبة لي في الضحك، فأرجوكم أفيقوا يرحمكم الله. أنتم مجرّد فزّاعة لا تخيف أحدا، لكن يبدوا أن هناك من لازال يرغب في استعمالكم.   ردود أفعالكم ارهاب فكري و معنوي، و لا تبعد كثيرا عن حفرة طالبان المذكورة أعلاه. تريدون أن لا يلتفت أحد لهذا الشكل من اللباس، ارفعوا ابديكم عنه، تريدون حرية الملبس، فلا يطالب أحدكم بمنع المينيجيب أو البيكيني، تريدون حقوق الإنسان، فلتكن كاملة للجميع كما وردت في الاعلان العالمي بدون تغيير تحت أي مسمّى لا خصوصية ثقافية و لا دينيّة، و بدون إستثناء فتتساوى المرأة في الإرث مع الرجل، و لكن هيهات أن تفعلوا، وجودكم نفسه مبني على هذه الخصوصية و القراءة المتخلّفة لنصوص أثريّة من طراز عذاب القبر و الثّعبان الأقرع، و على فكرة، ليس صحيحا أن انتشار الحجاب عائد لوعي ديني، بل لانتشار القنوات الفضائية المتخلّفة و أشرطة عذاب القبر و الشيوخ المودرن من أمثال عمرو خالد، فلا تحسبوا ذلك عودة لكم،   و مرة أخرة أفيقوا يرحمكم الله، لن نعود لقضاء حاجاتنا في الحفر و لو أتيتم بألف نص  ——————————-  


 

يبدو أن القوم في تونس يستعجلون أمرهُـم ..

 الحبيب أبو وليد المكني Benalim17@yahoo.fr         قد يكون بعض ما سيأتي في هذا المقال يفتقر على استكمال الأدلة لكن لا بأس من كتابته باعتبار الحياة قد علمتنا أن ما يبدو خيالا في مرحلة معينة قد يصبح في مرحلة لاحقة حقيقة و واقعا . فقد كشفت مسالة الحجاب من خلال تحولها إلى ملف وطني يحتاج إلى حملة تشارك فبها مؤسسات الدولة جميعها و معركة يجب على الجميع خوضها و الانتصار فيها عن  المسألة أبعد من مجرد حجاب انتشر بين التونسيات بصورة لافتة للنظر ووأنه  الشجرة التي تغطي الغابة ، فالقوم قد انتهوا من دراسة ملفاتهم الكبرى ويبدو أنهم مستعجلون في وضعها موضع التنفيذ قبل أن يحدث ما  يجعل المهمة أكثر صعوبة أو يحول دون تنفيذها مطلقا .   المهمة  هي فرض قراءة  معينة للدين تستند لمعايير الحداثة كما يفهمونها   و تحرص على إنجازها جماعات متنفذة في السلطة تتكون من خليط من اليسار الانتهازي الذي فقد من زمان الإيمان بقدرته على التأثير على المجتمع من خارج أجهزة الدولة وهو اليوم يتستر بنصرة قيم  الحداثة و العقلانية و فريق من العلمانيين المتطرفين الذي يعتنقون النسخة الفرنسية من اللائكية ويمثلون امتدادا لمشروع  بورقيبة الذي كان  مقتنعا بتفوق المفاهيم الغربية والثقافة الفرنسية أساسا على التعاليم الإسلامية  ويعبر عنها دائما بمصطلح الدولة العصرية الذي » يجاهد » من أجل إرساءها ، وللتذكر فإن اللائكية الفرنسية التي تحولت بشهادة الكثير من المفكرين الكبار مثل محمد أركون إلى مفاهيم قريبة من الدين و الهوية وأن هذه اللائكية تعطي الحق للدولة في التدخل في شؤون الدين وضبط حدود تدخله في حياة المجتمع و لا تعطي للدين في المقابل  أي حق في المشاركة في صنع القرار من أي نوع كان إلا داخل أسوار الكنيسة وما إليها من أديرة و مؤسسات تربوية وثقافية محدودة التأثير …   1ـ دواعي الاستعجال يحتاج المرء غي معلومات استخباراتية لمعرفة هذه الدواعي بدقة لكن ذلك ليس في متناولنا  اليوم لذلك لا مندوحة لنا من محاولة استقراء الأوضاع واستنطاق الوقائع على الأصعدة الدولية والإقليمية والمحلية .   أ ـ على المستوى الدولي ، هناك تواصل الحرب الذي أعلنتها الولايات المتحدة و حلفائها على الإرهاب وقد ظن الكثير أن الأمر قد يحسم في زمن وجيز ولكن المؤشرات كلها تفيد أن هذه الحرب ستتواصل لآجال غير معلومة وفي الأثناء هناك ما يؤكد تنامي الظاهرة الإسلامية شرقا و غربا وأن ما اصطلح عليه البعض بالإسلام السياسي يشتد عوده ويتحول إلى مؤسسات سياسية و اجتماعية وثقافية و إعلامية يتعاظم تأثيرها في أوساط النخب بعد أن كانت في الماضي مجرد تيار يجد مؤيديه بين الشباب المدرسي والجامعي  ويمتد إلى العامة الناس وخصوصا المهمشين منهم وكل هذه الأخبار ليست سارة بالنسبة « للمحافظين الجدد » في تونس الذين كانوا يأملون في تقلص الظاهرة الإسلامية وظنوا أن فرصتهم بعد أحداث  11من سبتمبر قد حانت للبروز على المستوى الدولي على أنهم أصحاب الوصفة السحرية للقضاء على ما يسمونه بالتطرف الديني وأن الزبائن سيأتون إليهم من كل حدب وصوب لشراء » منتوجهم الأصيل » لكن خيبت آمالهم التطورات اللاحقة في دول الجوار  والعراق و أفغانستان و لبنان وفلسطين …   ب ـ على المستوى الإقليمي ، اتسمت السنوات القليلة الماضية باتجاه واضح نحو المصالحة الوطنية في كل من المغرب وموريتانيا والجزائر و أخيرا ليبيا وكان يجب أن تتأثر تونس بهذا المسار التصالحي فتُخلي   معتقلاتها من مساجين الرأي وتتوقف عن سياسة المحاصرة المقيتة و تفتح حدودها أمام المغتربين وتلغي المناشير اللادستورية التي تنتهك الحريات العامة و الفردية  ولو بشكل تدريجي بيد أن هذه الجماعات رأت في هذا المسار الإقليمي ما يهدد مصالحها و يضعف نفوذها  فاختارت طريق الهروب إلى الأمام وافتعلت معركة الحجاب واستنفرت أجهزة الدولة لها  » ويمكرون الله والله خير الماكرين  »   ج ـ على المستوى المحلي  ، أدت ثورة المعلومات وانتشار الفضائيات إلى نتائج غير متوقعة . و نذكر أن هذه الجماعات  قد شجعت انتشارها ظنا منها أنها ستساهم في إضعاف الالتزام الديني من خلال متابعة القنوات الإباحية وتروج عن البلاد صورة قوامها التفتح على الغرب بما فيه من اتجاهات التمر د على الطبيعة و التقاليد وانخراط في ثقافة العولمة بما فيها من شبكة الانترنيت و ما إليها من استتبا عات  تقنية و أمنية لكن الأعراض الجانبية إن صح التعبير كانت غير مرحب بها وتتمثل في انفتاح البلاد على ما تبثه الفضائيات العربية من برامج دعوية وأخلاقية وتربوية أدت على فشل سياسة تجفيف منابع التدين وانبعاث صحوة إسلامية جديدة غير مسيسة ولكن انتشارها الواسع في صفوف التونسيين كان بالقدر الذي أقض مضاجع « المحافظين الجدد  » وأملى عليهم  التعجيل  بالإعلان عن أهدافهم ووضع مخططاتهم موضع التنفيذ.   يضاف إلى ذلك ما يشاع في البلاد عن إصابة الرئيس بمرض عضال و بداية إرهاصات معركة الخلافة وما إليها من مظاهر التنافس ونسج المؤامرات وبروز المحاور المتصارعة التي يريد كل منها أن يضمن لمؤيديه المواقع القادرة على المشاركة في اتخاذ القرار المتعلق بمستقبل البلاد أو انفراد به . و يبدو أن  » المحافظين الجدد  » في تونس اليوم يشعرون بأنهم في أوج قوتهم وأنهم قادرون على تحقيق أهدافهم جملة و تفصيلا و أن الوقت ليس في صالحهم .   2 ـ الأهداف المفترضة   ففي الوقت الذي تتواصل فيه عملية سيطرة أفراد العائلات المالكة ومن يتعاقد معهم على اقتصاد البلاد من خلال تنفيذ إجراءات الخوصصة التي قاربت الانتهاء وتمويل المشاريع الجديدة ووضع اليد على المؤسسات الناحجه في كل القطاعات بمباركة من « المحافظين الجدد  » ، يركز هؤلاء في المقابل على خوض معركتهم التي لم تحسم بعد ضد الحركة الإسلامية بكل مظاهرها..   أما سلاحهم الجديد فهو قراءة جديدة للنصوص الشرعية وقع  تجميع أدلتها من مختلف المذاهب واستندوا فيها إلى بعض الفتاوى الشاذة و الآراء الغريبة  والدراسات الاستشراقية ويحاولون اليوم فرضها في تونس على أساس كونها صناعة محلية لها الحق في احتكار أسواق البلاد وكل ماعداها هو دخيل منبوذ أو غزو مرفوض  باسم الدفاع عن الأمة التونسية و خصوصيتها الحضارية ، وهي بطبيعة الحال  ثقافة غريبة عن التونسيين الذين يمثل الانفتاح على الغرب و الشرق أحد سماتهم الرئيسية واليوم يراد لهم الانفتاح فقط في اتجاه واحد وقبل ذلك أريد لهم أن يتقوقعوا مذهبيا في حدود المدرسة المالكية لأن البعض ظن أن ذلك سيكون مفيدا عند رفض الاجتهادات الأخرى التي تصدر غالبا في المشرق الإسلامي  ، فالتناقض بين دعوتين متعارضتين  الانفتاح والانغلاق هو السمة الأولى في فكر » المحافظين الجدد » وعنوانا واضحا لإرادة التلفيق والتزويق التي يسعون لفرضها مستفيدين من تواجدهم في مختلف أجهزة الدولة أما المفارقة بين الشعارات و الواقع فهي السمة الثانية التي نجحوا للأسف في جعلها سياسة عامة للدولة في العهد الجديد .   والأكيد أن معركة الحجاب اليوم هي الأولى في مسلسل المعارك التي يراد خوضها لتفصيل البلاد على مقاس التحالف العلماني المتطرف، فقد بدأت  الاشتباكات في حقل آخر يتصل بموضوع المواريث بالدعوة إلى تنقيح مجلة الأحوال الشخصية بما يساوي بين الذكور و الإناث في الإرث وهي المجلة التي طالما تغنى هؤلاء بقدسيتها والاعتراض على تحوير بعض فصولها ما دام المتحدثون عن ذلك من الإسلاميين. أما المعركة الثانية التي تلوح مقدماتها فهي تدور حول الصيام  و فرضيته على المسلمين في تونس بالدعوة التي تقوم بها بعض الأسماء المستعارة * والتي تتناغم مع نفس القراءة الحداثوية التي شرحنا بعض دعائمها … والبقية ستأتي في شكل دعوات الإقرار بحقوق الشاذين جنسيا و منع آذان الفجر باعتباره مزعجا للملحدين و مستفزا لمشاعرهم الرقيقة …   3 ـ رهانات المواجهة   لمواجهة هذه المخططات المشبوهة  التي تهدد نسيج المجتمع التونسي المتناغم مذهبيا و عرقيا و معرفيا وتشكل خطرا على مستقبله وانتمائه لأمة الإسلام والعروبة نراهن على الآتي :   أـ الشعب التونسي : الذي برهن في كل مناسبة أنه متعلق بانتمائه الحضاري و متشبث بدينه وهويته إلى درجة أن ذلك صار من الشعارات التي  يرفعها المظللون لينالوا من تراثه وتقاليده و يتاجروا بمستقبله في زمن المفارقة بين الشعارات و الواقع …   ب ـ العلماء والقائمون على شؤون الدين، وقد لوحظ أن مؤسسة الإفتاء و المجلس الإسلامي الأعلى ومختلف المعنيين بشؤون الدين لم ينخرطوا بعد بما يرضي « المحافظين الجدد » في المعركة لذلك اضطروا أن ينزلوا إلى الميدان بأنفسهم  . هذه القوى نذكرها بمسئوليتها التاريخية  وواجبها في ترجيح كفة العقل والدين على نزغات الشيطان و وسوسة المغانم ودواعي الجبن والوهن   ج ـ مؤسسة الرئاسة ، إذا نجحت في تحجيم تأثير »المحافظين الجدد » واطلعت بمسئوليتها القومية والتاريخية  لأنها في النهاية ستتحمل وزر هذه المواقف و وزر من استند إليها إلى يوم القيامة و ليس بعيدا أن تتسبب عاجلا في فوضى شبيهة بما عرفته البلاد سنة 1984م بمناسبة رفع أسعار الخبز وأدى ذلك إلى احتجاجات واسعة غير مؤطرة  كادت تصل حد الانفلات الأمني العام  لولا أن تدارك الرئيس السابق الأمر وسارع إلى التراجع عن قرار رفع الأسعار الذي أيده في البداية تحت تأثير  بطانة السوء ، وانحلت بذلك الأزمة لكن آثارها على سمعة مؤسسة الرئاسة كانت وخيمة.   4 ـ البلاد ليست مؤهلة اليوم للحسم في هذه القضايا   إن الدولة التونسية اليوم ليست مؤهلة للحسم  في قضايا ذات علاقة بهوية المجتمع وانتمائه الحضاري وفرض اجتهاد ديني معين عليه لغياب المؤسسة التشريعية المنتخبة انتخابا ديمقراطيا  لا لبس فيه ،و حتى إن سلمنا بمنهج الرئيس بن علي في بناء الديمقراطية بالتراكم التدريجي ، فإن هذا التراكم لم بصل بعد إلى منتهاه ليسمح بانتخاب البرلمان الذي يحق له أن  يقرر في مثل هذه القضايا الحساسة التي تهم حاضر التونسيين ومستقبلهم ، ومن المفروض أن يتواصل الحوار والتدافع بين مختلف القراءات والاتجاهات حتى تكتمل المؤسسات الديمقراطية ..وعندها لكل حدث حديث .   (*) مثال ذلك مقال  » أبو خولة »  المنشور على صفحات الوسط و تونس نيوز
 

 


حرّيّة عدم العبادة ليست اعتداء على العبادة

  

 
 د رجاء بن سلامة    مقال الأستاذ أبو خولة المنشور بإيلاف يوم 15 أكتوبر 2006، تحت عنوان « اجتهادات تونسية للإفطار في رمضان « ، فيه الكثير من الوجاهة، ومن الحجج  المستقاة من داخل المنظومة الدّينيّة على إمكان تطوير فريضة الصّيام، وإعادة تأويلها وفق مقتضيات العصر. ورغم أنّني أحترم رأيه وأدافع عن حقّه الشّخصيّ في الاجتهاد وإعادة التّأويل، بل وأعتبر مثل هذه الدّعوات دليل حيويّة وسير في اتّجاه خلق تديّن من نوع جديد،  فإنّني من موقعي المتواضع كمدافعة عن الدّيمقراطيّة وحقوق الإنسان، أذهب مذهبا آخر في المطالبة بإصلاح سلوك المسلمين في رمضان، لأنّني أعتقد أنّ أمور العبادة في حدّ ذاتها لا يمكن أن تكون مجال مطالبة حقوقيّة، ومجال تدخّل للقانون وللدّولة، إنّما هي مجال اجتهاد شخصيّ داخل المجموعة الدّينيّة نفسها، أو مجال حوار واجتهاد بين القائمين على أمور المقدّس، أو مجال مطالبة من قبل المنتمين للمجموعة العقديّة الواحدة، كما هو الشّأن في مطالبة النّساء المؤمنات بإمامة الصّلاة، فهي مسألة داخليّة موكولة إلى ضمائر النّاس المنتمين إلى الدّين الواحد، والأفضل للدّولة أن لا تتدخّل فيها إلاّ بحماية حرّيّة الرّأي والمعتقد للجميع.

وما يدعونا إلى اتّخاذ هذا الموقف ليس عسر تغيير العبادات لما تحاط به من هالة قدسيّة فحسب، بل الأمران المواليان:

1- يجب أن نحافظ على الفصل الذي طالب به بعض المصلحين بين العبادات والمعاملات، فالعبادات مجال العلاقة الأفقيّة  بين الخالق وعبده، وهي موكولة إلى ضمير الإنسان وعقيدته وحياته الخاصّة، والمعاملات  مجال العلاقات البشريّة الأفقيّة وهي موكولة، أو يجب أن توكل إلى القوانين المدنيّة الوضعيّة، وكلّ ما نطالب به من مساواة وحرّية ومن تحوير للقوانين المعمول بها يتنزّل في هذا الباب.  أنصار الشّريعة، وأنصار مبدإ « الإسلام دين ودولة » يريدون إسقاط العموديّ على الأفقيّ، أي يريدون تحويل هذا الدّين إلى إيديولوجيا شموليّة تقنّن كلّ مجالات الحياة من عبادة وقانون وسياسة وأخلاق وسلوك يوميّ، فهم يرفضون القيام بهذا الفصل الذي يحرّر النّصّ الدّينيّ من استعمالاته البشريّة المعاملاتيّة. هذا الفصل بين العبادات والمعاملات هو الذي يساعدنا على جعل الدّين تجربة فرديّة مستبطنة وروحانيّة، قد تكون حافزا على احترام المبادئ الأخلاقيّة السّامية التي لم تلغها التّطوّرات الحديثة، ومنها احترام الحياة، وحرمة الجسد الحيّ والجسد الميّت، والتّكافل الاجتماعيّ، والرّحمة، والرّفق بالوالدين، وعدم حبّ المال والجاه حبّا جمّا… هذه القواعد الأخلاقيّة العامّة هي غير الشّريعة التي تفرض نظاما للمعاملات قائما على اللاّمساواة بين المرأة والرّجل، والعبد والحرّ، والمؤمن وغير المؤمن، واللّقيط والصّريح النّسب… وهذه المبادئ الأخلاقيّة العامّة، هي خلافا لأحكام الشّريعة غير متناقضة مع منظومة حقوق الإنسان، بل يمكن أن تكون مصدرا من مصادر تطويرها المستمرّ.

2-  العلمانيّة على النّمط الذي أرساه كمال أتاتورك، رغم ما قامت عليه من إيجابيّات، ولّى عصرها ولم تعد ممكنة اليوم، بل ربّما تتناقض مع العلمانيّة الدّيمقراطيّة التي نطمح إليها، وهي ترمي إلى إرساء قواعد للعيش المشترك بين كلّ الأديان، وبين المؤمنين وغير المؤمنين، ولا ترمي إلى فرض قواعد معيّنة في السّلوك الفرديّ. العلمانيّة ولا شكّ تقتضي تغييرا لمجال المعاملات، وهذا ما نجح فيه إلى حدّ كمال أتاتورك وبورقيبة كلاّ في زمانه وفي سياقه، وقد أعطت تجربتهما أكلها في تحرير المرأة والتّحديث الاجتماعيّ. ولكنّ محاولتهما في تغيير معتقدات النّاس وعباداتهم ليست محبّذة وليست ممكنة اليوم. فالسّياق الرّاهن غير سياق الزّعماء الكاريزميّين الذين يطوّرون مجتمعاتهم، أمثال أتاتورك وبورقيبة، بل هو سياق زعماء من نوع آخر، لا يحملون مشاريع للبناء والتّحوّل الاجتماعيّ، بل يحملون شعارات للتّجييش الدّينيّ والعاطفيّ ولا يهدفون إلى البناء بل يهدفون إلى الصّدام والمواجهة، ويكفي أن يكونوا مجرّد دعاة أو قادة لميليشيات حزبيّة. هؤلاء هم الذين تتماهى معهم الأغلبيّة، بل ويتماهى معهم جزء هامّ من النّخب اليساريّة والقوميّة التي أصبحت تفتخر بعدم إعمال العقل، وتتباهى بعدم الاهتمام بالمشروع المجتمعيّ الذي تخفيه عباءات هؤلاء الزّعماء. 

أمام هذا التّراجع الطّفوليّ للنّخب وللشّعوب، وهذا الانحدار في طبيعة الزّعماء الجدد، لا يسعنا اليوم إلاّ أن نتمسّك بتعويض التّعويل على الزّعماء بالتّعويل على الحركيّة الاجتماعيّة والثّقافيّة التي تؤدّي، وإن ببطء، إلى التّأثير في صانعي القرار، والتّأثير في المنظومات التّربويّة والإعلاميّة والثّقافيّة، ولذلك نكتب ونطالب، ونأمل.

ولنعد إلى قضيّة فريضة الصّيام، لنقول إنّ بين العبادات والمعاملات مجال تقاطع، يتمثّل في القواعد المدنيّة التي لا بدّ من فرضها لكي لا تكون عبادة المؤمن سلبا لحرّيّة غير المؤمن، أو غير المتعبّد، وهذا مكمن الدّاء الذي أردت لفت الانتباه إليه، لأنّه مؤشّر آخر من مؤشّرات عدم التّسامح، وعلامة أخرى من علامات التّناقض بين خطاب التّسامح من ناحية والممارسات والقوانين السّائرة في اتّجاه آخر، والتي أصبحت مسلّمات وبديهيّات غير قابلة للنّقاش.  هناك فئات من غير الصّائمين تفرض عليهم قواعد الصّيام وتفرض عليهم في بعض البلدان العربيّة عقوبات قانونيّة يعدّ وجودها نفسه إخلالا بالحرّيّات الأساسيّة : المؤمنون غير القادرين على أداء الفريضة، أو المؤمنون الذين أوصلهم اجتهادهم الشّخصيّ إلى إمكان عدم القيام بالفريضة، والمؤمنون الذين اختاروا أن يكونوا مؤمنين دون أن يأدّوا الطّقوس الدّينيّة، وهؤلاء يعبّر عنهم باللّغة الفرنسيّة بـ »غير الممارسين » للشّعائر (وهي عبارة ليس لها مقابل حديث في العربيّة، وللأمر دلالة). نضيف إلى هذه الأصناف : معتنقي الأديان الأخرى من المواطنين والأجانب، واللاّأدريّين واللاّدينيّين والملحدين. هؤلاء جميعا لا مكان لهم في ظلّ الممارسة الحاليّة لفريضة الصّوم في البلدان، بل هم ضحايا للمقاربة الشّموليّة للإسلام، وهي في هذا المجال مقاربة يشترك فيها الإسلام السّياسيّ مع الإسلام الرّسميّ، مع الإسلام الشّعبيّ الذي غذّت فيه الفضائيّات بؤر التّعصّب والنّرجسيّة الجماعيّة. وهو ما جعل رمضان رغم مباهجه وفوانيسه الجميلة وسهراته الحافلة يتحوّل إلى جحيم دنيويّ بالنّسبة إلى غير الممارسين لهذه العبادة. فالمطاعم والمقاهي تغلق في النّهار أو تفتح على نحو يشعر فيه المفطر بالمهانة، إذ توصد عليه الأبواب وكأنّه يقترف جريمة نكراء، ويلاحق بالنّظرات المستنكرة. ويمنع بيع المشروبات الكحوليّة للجميع، ويعتبر أيّ جهر بالإفطار اعتداء على حقوق الصّائمين، والحال أنّ حقوق الصّائمين مكفولة ولا يعتدي عليها أحد. 

ما يمارس من عنف على غير الصّائمين في هذا الشّهر يدلّ على أنّ التّعصّب ليس حالة خاصّة أو إيديولوجيا معزولة، بل نمط من العيش ونظام للعلاقات بين النّاس ومناخ فكريّ. ولعلّ النّموذج الذي نجح في بنائه الإسلام المتعصّب بأنواعه هو نموذج المسلم الذي نقدّمه كالتّالي:

*  المسلم  العاجز عن التّحكّم في غرائزه، والذي يسيل لعابه طوال اليوم، يسيل لعابه كلّما رأى مفطرا في رمضان، كما يسيل لعابه كلّما رأى جزءا من جسد امرأة :  شعرا أو وجها أو مجرّد أذن. * نموذج المسلم « المسلوخ » الذي لا جلد يقيه من الجروح،  فكلّ شيء يعدهّ مهينا له جارحا لعواطفه ولعقيدته. ولذلك فهو يقضي يومه وليله في رصد ما يقال وما يكتب عن الإسلام، وفي التّألّم من جراح المشاعر والعواطف. * نموذج المسلم الذي لا يعبد اللّه لمحبّته إيّاه، بل ليحصل في كلّ لحظة على الثّواب والجزاء، ولذلك فهو يحوّل مأكله وملبسه وكلامه إلى عبادة متواصلة، أو إلى مؤسّسة للرّبح الآخرويّ، ويختزل علاقاته بالنّاس في الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر. * نموذج المسلم الذي ينتمي إلى عصرين في الوقت نفسه، فيحوّل المؤسّسات الدّيمقراطيّة إلى منابر لإنتاج القرارات المنافية للدّيمقراطيّة، ويحوّل كل مطالبة بالحرّية إلى مطالبة بالحقّ في العبوديّة.

والنّتيجة هي أنّ المسلم أصبح كاريكاتورا للإنسان الحديث، لا لأنّ الإسلام أراد له ذلك، بل لأنّه أراد هذا الإسلام، أو أراد هذا للإسلام. إذا اقتنعنا بأنّ الإيمان لا يفرض بحدّ السّيف، فيجب أن نسلّم بأنّ الشّعائر الدّينيّة لا تفرض بحدّ القوانين الجزائيّة والتّدابير الإكراهيّة، وبأنّ حرّيّة عدم العبادة ليست اعتداء على الحقّ في العبادة.


 

الليبراليون العرب وفتاوي المتطرفين 

بقلم ناجي الجمل

كتب السيد شاكر النابلسي مقالا يتحدّث فيه عن حملة هوجاء مسعورة في الصحافة التونسية وفي الأوساط الأكاديمية، تمهّد لإصدار فتوى تكفّر زميلته الدكتورة رجاء بن سلامة وتهدر دمها. وفحوى المقال يبيّن أن لائحة الاتهام جاهزة ولم يبق إلا التصريح بالحكم. غير أنّ السيد النابلسي لم يوضح للقراء من وراء هذه الحملة ومن سيصدر الحكم؟ هل الحكومة التونسية أم إحدى الجماعات الأخرى؟ فهو يتحدُث عن الأوساط الأكادية وعن فقهاء السلطان وعن جريدة الصباح وعن الأصوليين المتشددين.

 إلى هنا يبدو الأمر، لمن لا يعرف الواقع التونسي، مستقيما ومنطقيا. حكومة إسلامية في بلد إسلامي تحكم على مواطنة تعدت على الإسلام بالكفر ومن ثم الإعدام، أو جماعة إسلامية متشدّدة ومتنفّذة تضغط على الحكومة لإنفاذ هذا الحكم. أمّا من يعرف التاريخ والواقع التونسيين سيجزم بأنّ التركيبة لا تستقيم في الحالتين. ليس للحكومة التونسية سابقة في تتبع المتسلّطين على الدين ولا وجود لجماعة إسلامية نافذة في القرار وأخيرا ليس في تاريخ الحركة الإسلامية التونسية دعوة إلى التكفير وإهدار الدم. لأجل هذا يصعب على التونسي أن يصدّق هذه القصّة لسببين أساسيين: أوّلهما لأنّها جمعت المتناقضات وبنيت على مقدمات خاطئة وما يبن على مقدمات خاطئة يجانب الصواب. ثانيها لأن الشعب التونسي يعرف هذه الشنشنة من زمان وله تجربة مع هذه البالونات الهوائية والأساليب الملتوية للشهرة .

وهو على قناعة أنّ ادعاءات هؤلاء كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا.

 فمازال في ذاكرتنا صيحة الفزع التي أطلقها بعض رموز اليسار سنة 2003 بعد اكتشاف ما ادعوا أنّها فتوى من المرحوم عبد الرحمان خليف بتكفير السيد محمد الشرفي والدعوة إلى قتله. ولقد هممت وقتها حين قرأت بيان الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان المندّد بالحادثة أن أساند السيد الشرفي وأهاجم أصحاب الفتوى، ولكن لما اطلعت على نص خطبة الجمعة القنبلة وجدت الدعوة سحابة صيف سرعان ما انقشعت. فالشيخ الفاضل لم يحد عن دوره كإمام وعالم. لقد فنّد أطروحات السيد الشرفي المعلنة والمدونة وختم خطبته « داعيا

الله أن يعاقبه في الآخرة بل أن « يعجّل بعقابه في الدّنيا « … مذكرا بدعوة الإمام الخميني بقتل سلمان رشدي (ليقول انّه لا يدعو النّاس إلى ما دعا له الخميني) ».( من بيان للرابطة بتاريخ 13 مارس 2003  كما ترون ليس في الخطبة تكفير، وكل ما في الأمر ردّ على مغالطات ودعوة الله أن يعجل بالعقاب لمن يسيء إلى دينه في الدنيا. ولو فقهوا لعلموا أن تعجيل العقاب للمؤمن في الدنيا أفضل له من ادخاره للآخرة. ولكي يسحب المرحوم البساط من تحت الصائدين في الماء العكر، قال أنه لا يدعو لقتل الرجل. فهل بعد الحق إلا الضلال.

 ولم تكد نار هذه الضجة المفتعلة تخمد حتى سمعنا الغوث الغوث، إن حياه الكاتب الهمام عفيف لخضر في خطر. فقد أصدر رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي مرسوما بقتله. وهب رهطه لنجدته وأجمعوا أمرهم على نصرة المظلوم  وذهب بهم الفجور في الخصومة إلى حد مطالبة مجلس الأمن بالتدخل لمحاكمة «  فقهاء الإرهاب الذين يحرضون بفتاويهم الإرهابيين على سفك دماء الأبرياء، كأقصر طريق للذهاب إلى الجنة  » ، وأشاروا على وجه التحديد إلى أربعة فقهاء أحدهم الشيخ راشد الغنوشي . لا بل وجّه المكلوم نداء عبر فيه عن:

ـ مطالبته المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان بتشكيل لجنة خبراء للتأكد من أن العفيف الأخضر ليس هو مؤلف كتاب  » المجهول في حياة الرسول  » ؛ ـ مناشدته القراء والمواطنين والمثقفين والهيئات الإنسانية ، وبشكل خاص منظمة العفو الدولية ، لمؤازرته ماديا لملاحقة الشيخ الغنوشي وحركته أمام القضاء البريطاني (من بيان الحملة الدولية للدفاع عن حرية وحياة المفكر العفيف الأخضر في وجه الإرهاب الأصولي الأسود بتاريخ17 -06-2005  

 لماذا كل هذا الصراخ والغوث؟

لأن خبرا ورد في موقع حركة النهضة مفاده أن كاتبا تونسيا تهجّم، تحت اسم مستعار، عل الرسول صلى الله عليه وسلم فابتلاه الله سبحانه بالشلل. ولم يشر الخبر لا من بعيد ولا من قريب إلى السيد لخضر. ولأن المريب كاد أن يقول خذوني فقد اهتبل عفيف وإخوانه هذه الفرصة ليظهروا للعالم أنهم مستهدفون ملاحقون مهددون. وأنهم على خطى سلمان رشدي وتسليمة نصرين ورشيد ميمون سائرون.  

وعود على بدء نجد أنّ السيد النابلسي، كدأب صاحبيه ومن قبلهم، لم يحد عن هذا النهج، فهو يستدل على ما يزعم بمقتطفات من مقالات لثلاثة كتاب تونسيين، هم أبعد من أن يوصفوا بالتشدّد أو أن يدعوا لقتل. تعالوا معي نقرأ الجمل التي تدعوا حسب الليبراليين العرب إلى التكفير والقتل: فأسماء القرقني التي كتبت مقالاً – أو كُتب لها – في موقع « تونس نيوز »، بتاريخ 8/9/2006 ، تقول فيه « رغم معرفتي بآراء رجاء بن سلامة المعادية للحضارة العربية الاسلامية وللعروبة والاسلام، فإني لم أكن أتصور أن تكتب ما كتبت، وتتجرأ في التبشير بهزيمة المقاومة ونجاح إسرئيل. »

والخطير هنا، هي هذه التهمة التي توجه علانية لرجاء بن سلامة، بأنها معادية للإسلام

وفي جريدة « الصباح » التونسية 10 /9/2006 كتب محمد الرحموني مقالاً آخر، قال فيه عن فكر رجاء بن سلامة وفكر « رابطة العقلانيين العرب »، الذي تتمثل فيها رجاء بن سلامة وكوكبة كبيرة من المفكرين والمثقفين التونسيين الليبراليين:  » إنه الفكر المطلق والمنطلق من كل عقال فكري أو أخلاقي يتجاهل التاريخ، ويتعامل مع الأمر بمنطق ملّة الكفر واحدة. »

ويتابع الرحموني مقاله، الذي يدفع به نحو تهمة التكفير لرجاء بن سلامة، ونحو تسويغ اصدار فتوى اهدار دمها طبقاً لذلك، بقوله عن مواقف وفكر رجاء بن سلامة وزملائها من « رابطة العقلانيين العرب » في تونس:

« صحيح أن هذه المواقف تنقصها الأخلاق والتوفيق، وتكشف عن فكر بلا ضوابط. ولكن الأخطر من ذلك هو ما لا تعلنه صراحة. فكل من يقول كلمة خير أو حق في الإسلام أو الإسلاميين فوعيه بقري وعامي. لأنه ما زال في مرحلة العقل الهيولاني، الذي هو مجرد استعداد لإدراك البديهيات. »

وفي 13/8/2006 كتب الحبيب أبو الوليد، في جريدة « الوسط » التونسية مقالاً بعنوان (ولم تتحقق نبوءة ادعياء العقلانية) دافعاً فيه نحو الفتوى التكفيرية المنتظرة، مضيفاً المزيد من المسوغات « الشرعية » لإصدار هذه الفتوى، قال فيه:

« يكتب هؤلاء من موقع عدائهم للحركة الإسلامية، ودفاعا عن خيارهم في الانحياز إلى جانب الديكتاتورية ، فيدعون أنهم وحدهم الذين فقهوا ما تتطلبه المرحلة من رؤية متبصرة. و بالتالي فهم يسقطون في تبرير جرائم العدوان، وينتصرون للظالم بما ينسجم مع مواقفهم الجبانة وتطلعاتهم الفاسدة. فهم يناصرون الاستبداد في إجرامه ويقفون مع العدو ضد أهلهم. »

فيكفي أن تكون عدواً للحركة الإسلامية ليهدر دمك وتُقتل. ويدفع الحبيب أبو الوليد بكلام آخر نحو المزيد من المسوغات الموجبة للقتل، فيقول عن رجاء بن سلامة وزملائها:

« طالما راهنت في الماضي على أن الصحوة الإسلامية ليست إلا ظاهرة عابرة، ستزول بزوال أسبابها وأنها ردة فعل وقتية على تيار الحداثة الجارف، وما إلى ذلك من أطروحات تبين أنها لا تستوعب حاضراً، ولا تستشرف مستقبلا. وهم يرفضون اليوم أن يصدقوا عناداً ومكابرة، أن كل حديث عن المقاومة والديمقراطية و الحرية بعيداً عن مطالب الصحوة الإسلامية وتطلعاتها و فعالياتها هو باختصار شديد خروج عن الموضوع . »

وفي نهاية المقال يأتي حكم الحبيب أبو الوليد على « رابطة العقلانيين العرب » في تونس، بأنهم كفار لا يؤمنون بمبدأ، وهم مهزومون ومستسلمون:

« مهزومون ومستسلمون، لا يفكرون في مقاومة، ولا يؤمنون بمبدأ، امتلأت بطونهم بالمال الحرام، وتمكنت منهم ثقافة الهزيمة حتى لم تعد لديهم إشارة حياة ». (من مقال السيد شاكر النابلسي)

عجيب أمر هؤلاء القوم، يعمدون إلى نصوص قطعية الدلالة، لا رمزية فيها ولا تورية، فيلوون أعناقها ويفصلوها على مقاسهم الاديولوجي ويخرجونها عن سياقها الذي كتبت فيه ويحرّفونها عن مواضعها ثم يقدّمونها كأدلة إثبات عن معاناتهم واستهدافهم. وظنوا أنّهم حلى حردهم قادرين.

هل في القول بأن السيدة بن سلامة معادية للإسلام حكم بالكفر ودعوة إلى القتل؟

هل في القول بأن فكر السيدة بن سلامة مطلق ومنطلق من كل عقال أخلاقي دفع نحو تهمة التكفير  ونحو تسويغ إصدار فتوى إهدار دمها؟

هل في القول بأن السيدة بن سلامة معادية للحركة الإسلامية وتكتب ما يساند الدكتاتورية أو هي في صف المهزومين والمستسلمين، اللذين لا يفكرون في مقاومة، ولا يؤمنون بمبدأ، مسوغات موجبة للقتل أو حكم بأنها كفارة لا تؤمن بمبدأ؟

ماذا تريدون من المسلم أو الإسلامي أن يقول فيكم؟ أنتم لم تتركوا وصفا محقّرا للإسلامي ومحرّضا عنه إلا ابتكرتموه. فهو متزمت ومتشدد وظلامي ورجعي وأصولي وإرهابي.. ولائحة النعوت أطول من أن تحصى. وأنتم تعلمون أن جلّ هذه التهم يحاكم عليها القانون الدولي، ومن يتّهم بها يرمى في أخدودكم بقوانتنموا. وفي المقابل تحتكرون –تكبرا وعنادا- صفات الحداثة والتنوير والديمقراطية والحرية…أبعد هذا السجل الأسود في السبّ والشتم والتحريض، تقيمون الدنيا إذا تجرعتم من نفس الكأس. قال تعالى عن أسلافكم: وإذا بشّر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ضل وجهه مسودا وهو كظيم (الزخرف الآية 16).

أمّا لماذا يصبر الإسلاميون على ما آذيتموهم وتضيق صدوركم بما يقولون؟ فالجواب في مقال آخر بإذن الله


أرحل يا نظام بن علي

تونس في 16/10/2006 بسم الله الرحمان الرحيم
 
حتى لا ننسى رمظان آخر يقابل على الأنتهاء و لا تزال معاناة العديد من المساجين السياسيين لا تجد حلا على الرغم أنه في بعض الأحيان لا تختلف وضعية من كان داخل السجن أو خارجه لأنه و بكل بساطة  فأن تونس ليست سوى سجن كبير تقيد فيه الحقوق و تعلق فيه المواطنة و ما تعنيه من حقوق وواجبات الى أجل غير معلوم

وتتواصل هذه الحالة المأسوية في ظل غياب أي مظهر من مظاهر الحياة الديمقراطية و احترام اتفاقيات حقوق الأنسان اللتي لايمل النظام في تونس على الأفتخار أنه أول من أمضى  و صادق عليها وتتواصل الوضعية المزرية للفعل السياسي في تونس لتؤكد بجدارة و امتياز على الحالة الأستثنائية في تونس و لهذا السبب لا يغيب علىسماسرة حقوق الأنسان و الديمقراطية على اعتبار تونس النظام بالطبع و ليس الشعب على أنه نموذج يقتدى به. وفي ظل هذه الأحداث الأخيرة لا يجب أن نحيد عن المعركة الحقيقية مع هذا النظام و هو تحقيق الأنتقال الديمقراطي و الأصلاح السياسي و القظاء دون رجعة على فيروس الأستبداد ومن ورائه الفساد الأقتصادي و الأخلاقي.

 وأكثر ما نتمناه أن لا تمر بلادنا بحالة شبيهة بما مرت به دول شقيقة حتى نخلص في النهاية أنه لا خيار غير المصارحة و المصالحة( بالطبع ليس مع النظام) و المحاسبة على جميع الأنتهاكات التي وقعت عن طريق قضاء مستقل و نزيه و استرداد أموال الشعب اللتي أهدرت هنا و هناك. و لأنه ليس من المعقول و لا من أولويات المرحلة أن تصبح حركة 18 أكتوبر مجرد منتدى فكري يبحث في موضوع المرأة و لأنه من غيرالآئق انتظار ما تسفر عليه قرارات البيت الأمريكي الأسود هل ستساند التحول أم لا؟ ليحصل لنا كما يحصل في موريطانيا و استدال خليفة بخليفة و استبدال رجل تاريخي لم تنجب تونس سواه برجل تاريخي آخر ينزل علينا في مركبة فضائية أو عسكرية ليلقي على مسامعنا بيان التحول الجديد فنعود كما بدأنا   ولكل هذه الأعتبارات فلنرفع جميعا شعارأرحل يا نظام بن علي   حافظ بن عثمان

 

 

بسم الله الرحمان الرحيم

و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين

                                                                                                                    تونس في 16 أكتوبر 2006

 

الرسالة 144 على موقع تونس نيوز موقع حرية الرأي

المملكة المغربية أنموذجا متطورا للحوار و حرية الرأي و التعددية الفكرية و السياسية

 

تعيش المملكة المغربية الشقيقة مخاضا كبيرا و تطورا إيجابيا و هاما في شتى المجالات السياسية و الفكرية و التعددية و التنوع و الحوارات الهادفة منذ أعوام بإرادة سياسية قوية و عزيمة فولاذية و بواقعية و جدّية و فاعلية و دعم متواصل من لدن الملك الشاب محمد السادس نصره الله و حفظه للعرش و المملكة هذا الشاب الذي لم يتجاوز 43 سنة أبدع و تألق و نجح لحدّ كبير في إعادة الثقة للنفوس و سعى إلى تطوير الحياة السياسية بعقلانية و فكر متفتحا و قلبا نظيفا و صدرا رحبا و بأخلاق العرش الملكي و بأسلوب جده المنعم المرحوم محمد الخامس رحمه الله صانع الاستقلال و الحرية و صاحب ثورة العرش و الملك… و عبر التاريخ المغربي كل ملك إسمه محمد من الأول إلى السادس يأتي بالعجب العجاب فضلا من الله و بركة منه لإسم محمد أعظم إسم و اسمى رسول و اكبر داعية للسلام و الإسلام و الدين الحق و المحبة و التضامن و الأخوة و العدل و الصفاء و قد جعل الله خير الاسماء على الإطلاق كل إسم بالعبد عبد الرحمان أو عبد الوهاب أو عبد العزيز و خير الأسماء بالحمد محمد و أحمد و محمود.. وفعلا و عبر التاريخ المغربي و كان بخت المملكة المغربية بإسم محمد

و ها أنّ المملكة اليوم تعيش حوارا صادقا نزيها هادئا رصينا معتدلا صريحا بإرادة و دعم من الملك الشاب الذي اذن منذ عام 2002 بفتح الحوار على مصرعيه في التلفزة الوطنية و الإذاعة و الصحف المكتوبة و بأسلوب ديمقراطي و دعم حرية الرأي و الفكر و أصبحت التلفزة الوطنية المغربية مسموعة من طرف أبناء المغرب داخل البلاد و خارجها و مسموعة من طرف أبناء المغرب العربي الكبير في تونس و موريتانيا و ليبيا و حتى الجزائر و قد أذن الملك الشاب بفتح مجال الإعلام المرئي و المسموع و قرر مؤخرا الترخيص لبعث 30 محطة جديدة للفضائيات و الإذاعات في المغرب أي أصبحت المملكة لها أكثر من 38 تلفزة و إذاعة أي بمعدل تلفزة أو إذاعة لكل مليون نسمة في المغرب

و هذا شىء جميل و إضافة إلى تنوع المحطات والإذاعات هناك تنوع جديد في الحوار و تطور في مفهوم الإعلام و تسابق في كشف الحقائق و تنافس على تقديم الأفضل للشعب.. و مبادرة أكثر في اسلوب الحوار و حرية الفكر لا للغناء و الميوعة و الرقص و حتى إن وجدت أركان للفن و الغناء فهي بمقدار و باسلوب نظيف هادف أما ملفات الحوار و التعدد الفكري في وسائل الإعلام فحدث و لا حرج و الذي يتابع التلفزة المغربية أثناء مداولات المجالس النيابية البرلمان و الغرفة الثانية لمجلس المستشارين يدرك معنى الحوار و حرية الرأي و مساحة الحوار و يدرك مدى حرية النائب في النقاش الحر الذي بلغ ذروته و يبقى النائب يتكلم نصف ساعة إذا لزم الأمر و الوزير منصتا ثم يأتي دور الوزير في الردّ و بعدها يعقب النائب على الوزير

شىء رائع و جميل و حرية رأي راقية من أجل الشعب المغربي

هذا الأسلوب أيضا طوره الملك الشاب في وسائل الإعلام المسموعة و المكتوبة المتنوعة و بالإضافة إلى كل هذه الضمانات في نزاهة التعددية الفكرية و الإعلامية الرائعة أذن العاهل المغربي الشاب و أحرص على كلمة شاب  لعدة عوامل.. أذن بفتح حوار شامل وواسع يشارك فيه كل من دبّ و هبّ ويحضره كل من أراد الحضور و يكون مفتوحا للجميع مع السعي لدعوة أكثر عدد من الضيوف من تونس و مصر و ليبيا و كل العالم لمتابعة الحوار في مجالس المصالحة المغربية و تطور الحوار و مس كل القضايا الشائكة في المغرب  و التي كانت تسمى بالخطوط الحمراء الممنوع إختراقها أو مجرد التفكير في الحديث عنها و لو باسلوب المدح و قد مس الحوار في هذا المجلس الواسع كل القضايا و التجاوزات و المظالم على إمتداد 35 سنة و شملت المظالم المباشرة و التجاوزات كل العائلات التي حضرت الحوار و تكلمت بصراحة و حرية و أدلى كل أحد بدلوه بحرية و صراحة و لا شىء ممنوع و لاخوف و لا ريبة و لا نفاق و رياء و لا مجاملة رغم أنّ الفترة التي أشار إليها المتحدثون تهم فترة حكم والد الملك رحمه الله.. و لكن الإرادة السياسية كانت أكبر و العزيمة كانت أقوى لوضع حدّ للكبت و القهر و الظلم و التجاوزات التي 95 بالمائة منها لم تكن صادرة عن الملك أو العرش بل تأتي بنسبة 95 بالمائة من الحاشية و نحن في تونس نسميها الدائرة  » دائرة سوء » و قد فرغ كل مواطن دلوه و تنفس الناس و عبروا عن مشاغلهم بحرية و طالبوا بالقصاص و التعويضات المعنوية و المادية و جبر الضرر و اذن الملك الشاب بجبر الضرر المادي و المعنوي لكل المتضررين و بهذا الاسلوب الحضاري الرائع كسب الملك جولة أخرى و مصداقية و شعبية كبيرة و تقدير و احترام الشعب المغربي و اصبح الملك محبوب عند الجميع بعمق و بوفاء خاص خاليا من النفاق و الرياء و حب المجاملة .. و حدثنا أخواننا التونسيين و الذين زاروا المغرب مؤخرا خاصة من الإعلاميين بأنّ الشعب المغربي إزداد تعلقه بالملك و العرش و كانه في عهد صانع الاستقلال الملك محمد الخامس رحمه الله فعلا ذكاء و حكمة من الله قال الله تعالى يؤتي الحكمة من يشاء

و قد اصبح الملك يتجول في الشوارع المغربية دون أمن و لا حراس و لا عساكر و لا هيلمان و لا تظاهر و لا تلفزة و لا إعلام و بهرجة  و ذات مرة و في زيارة فجئية بالمعنى الصحيح دون تلفزة و لا حضور جمهور دخل نزل كبير من أكبر النزل الفخمة الراقية بمراكش نزل الميموني الذي يؤمه السواح الأجانب و كبار القوم و الشخصيات و اراد تناول العشاء دون حراسة و أمن و بعد الأكل تقدم رويدا لصاحب الخزانة و همّ بدفع قيمة العشاء فرفض صاحب النزل أو المكلف بالكاسة المالية لكنّ العاهل المغربي أصرّ على خلاص العشاء من ماله الخاص و من يومها أصبح كل الشخصيات تدفع ما عليها إقتداء بالملك الشاب

هذا ما نحتاجه في بلداننا و في الأمة العربية جمعاء و أخيرا و ليس بآخر ماذا حصل في المغرب مؤخرا وقع إكتشاف مجموعة من المسؤولين الكبار و من أعضاء مجلس النواب مورطون في قضايا الفساد و تهريب المخدرات و إنطلقت القضية و هناك عدد من المسؤولين وقع إعفائهم من وظائفهم و مناصبهم و هم الآن في التحقيق ووقع نشر وبثّ معلومات عاجلة عبر وسائل الإعلام المرئية و قناة الجزيرة في نشرتها حصاد اليوم مساء يوم الجمعة 13 أكتوبر 2006 خصصت مراسلة صوتية من المغرب قامت بها صحفية إلهام الهامي من المغرب حول أطوار القضية الجديدة و قضية الفساد و إستغلال النفوذ في المملكة.

 و قد دعا الملك الشاب محمد السادس نصره الله و حفظه للمغرب مواصلة الكشف على كل من تحدّثه نفسه بالنيل من مكاسب المملكة و إستغلال النفوذ هذا الموقف العظيم زاده تقديرا و إكبارا ووقارا و احتراما في الشارع المغربي و حتى أحزاب المعارضة و حزب التنمية و العدالة كلهم نوهوا بهذا التصرف الحكيم الرائع و الموقف الرائع للملك محمد السادس و قالوا المغرب اليوم يسير في الإتجاه الصحيح بفضل مبادرات هادفة و رائعة و هادئة و رصينة دون إقصاء أو تشفي أو تهميش و في إطار العدل و الإنصاف و بشفافية مطلقة حقا مواقف رائعة تستحق الشكر و التنويه و التقدير و نرجوا من الله تعالى أن يرعى العاهل المغربي الملك محمد السادس و ان يحفظه لشعبه حتى يكون أنموذجا رائعا للأمة العربية و قادتها و مثلا جميلا رائعا لقادتنا و هذا ما نحن في حاجة إليه في العالم الإسلامي و العربي مزيد الشفافية و العدل و الأنصاف و حرية الرأي و احترام إرادة الشعوب في تكوين الأحزاب و الاجتماع و الإعلام المتنوع الهادف الصريح دون خطوط حمراء و دون سماسرة من أجل كسب المال بشتى الطرق بدعوى أنهم يدافعون على النظام و في الواقع هم يكونوا لا قدّر الله السبب في ضعف النظام بتصرفاتهم و إستغلالهم المفضوح و كسب من الحلال و الحرام و هم يعتقدون أنهم يفعلون و يصنعون حسنا و يأتي اليوم الذي يدرك فيه العقلاء و النزهاء و اصحاب الحق و الضمير أنّ الذي يساهم بالكلمة الطيبة و يقول الحقيقة و يكشف التجاوزات بموضوعية و أخلاق و عقلانية و نزاهة هو صاحب المبادرة و صاحب القول الحق و هو النصوح لأنه قال كلمته بحرية و صراحة و حب ووفاء أما خلافا لذلك فهو كسب مادي إلى حين و إستقلال و غدا يقلب الفيستة كما وقع ….قال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله و قولوا قولا سديدا صدق الله العظيم…

 

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

كاتب عام جمعية الوفاء

 


الزهــراء
محمد الطاهر القنطاسي     أتعلمين من سمّاك فاطمة الزهراء سمّاك أبو الزهراء كونى كالزهراء كانت كلها طيب إذا فتحت فاها طيب كلا مها إذا تزوجت شهيد زوجها اذا أنجبت أبطال أبناؤها كانت كلها طيب جمالها كحلها حيائها والستر لباسها عفتها كونى كالزهراء يا فاطمة الزهراء ولبى نداء الوالد من سمّاك تكونى فى الدنى كالزهراء وفى الأخرى مع الزهراء …..   يا فاطمة الزهراء عي ما يريد بك العدا فالعدا يريد لك العراء نزع عنوانك حتى إذا تهت هدم الجدار جدار العفة والبهاء هدم بناء أمة أسس منذ زمان وأنت الجدار فهل تلبى نداء من عاداك وتنسين من سمّاك هل الجمال جسد وعري أم الجمال هو الحياء …..   يا فاطمة الزهراء إن كنت من آدم فالنبي أولى بالإتباع من العدا فلبي نداء من سمّاك فالأم هى الأمّّّّّّّّّّّّّّة والأمة تطلب منك الفداء …..   يا فاطمة الزهراء هل الجمال مساحيق هل إذا تعريت تطورت هل إذا عاديت أخاك تقدمت هل إذا اتبعت الهوى تحررت يا فاطمة الزهراء اطلبي رضاء مولاك وحبّ من سمّاك واطلبي العلم من المهد إلى اللحد اذا أردت الفوز بالجنّات وإذا عاديت فعادي محتل لأرض ومفسد للأ خلاق هكذا معا نبني أمة أصيلة الأعراق يا فاطمة الزهراء نعادي من عاداك

 

المرأة المسلمة في المخيلة الغربية

د. مضاوي الرشيد (*)   بين الحين والحين يعود الغرب الي موضوعه المفضل من خلال تصريحات لسياسيين او عن طريق ابحاث تمولها المؤسسات الغربية وما تعليقات وزير خارجية بريطانيا السابق جاك سترو عن النقاب الا قطرة في بحر كبير عمره مئات السنين. سترو لم يأت بجديد بل كان يعبر عن اللاوعي الغربي ونظرته الي المرأة المسلمة وحجابها فقد سبقه الكثير من الرحالة الغربيين نساء ورجالا وتحدثوا عن الحجاب ومن ثم جاء دور الاكاديميين من علماء اجتماع وانثروبولوجيا ليسلطوا الضوء علي المرأة المسلمة وتجربتها في مجتمعات مختلفة وثقافات متباينة ربما لا يربطها بعضها ببعض سوي الاسلام.   ظهرت المرأة المسلمة في المخيلة الغربية منذ القدم وبالتحديد منذ الاتصال الذي حصل لحظة ظهور الاسلام كثرت التعليقات والملاحظات وكانت في مجملها وحتي مرحلة متأخرة سلبية، واذا استعرضنا صورة المرأة في ادبيات الرحالة فسنجد صورة سوداوية قبيحة رسمها الكثير عن المرأة المسلمة. خذ مثلا نيبور الذي كتب عن رحلته عام 1792. اقر هذه الرحالة ان الحجاب أهم قطعة ثياب ترتديها المرأة المسلمة واقر أن تغطية الوجه تبدو منتشرة في البلاد العربية التي زارها حينها. فتحدث عن الفلاحات المصريات وقال انهن قد يفاجأن ويظهر بينهن رجل وهن عاريات ولكنهن سرعان ما يغطين وجوههن رغم بقاء اجزاء اخري من الجسد عارية. ويزعم نيبور ان المصريين الفلاحين لا يعطون بناتهم قمصانا الا اذا بلغ عمرهن ثمانية اعوام كذلك يزعم انه رأي بنات مصريات يحدقن به وهن عاريات، تصوروا هذا المشهد الكوميدي وكيف قرر نيبور ان البنات اعمارهن ثمانية اعوام رغم ان البعض في البلاد العربية لا يزال لا يعرف تاريخ ولادته حتي هذه اللحظة فما بالكم بالقرن الثامن عشر، يرسم لنا نيبور صورة نساء عاريات ولكنهن مغطيات وجوههن.   نيبور يكشف عريه هو الذي يوصلنا الي خبايا نفسه. الرحالة الذي يهجر وطنه ليبحث عن الجسد ويرسمه بحبره ولا تكتمل الصورة الا اذا تطرقنا لكتابات رحالة آخر هو ايضا يبدو معلقا بين خفايا ذاته الداخلية وبين ما يجده في ترحاله خاصة المرأة المسلمة. يقول ويليام ويلسون عندما زار مصر و الارض المقدسة ـ فلسطين ـ عن نساء المنطقة انهن اكثر الاشياء قباحة يربطن منديلا حول الرأس ويرتدين قميصا خشنا حول اجسادهن بالاضافة الي منديل آخر يخبئن تحته وجوههن وكأنه ستارة لها فتحات في منطقة الفم تكون ملوثة عادة بلعاب لونه بني. ويزعم انه راقبهن وهن يغسلن ثيابهن في النيل وكأنهن يعانين من عقدة نقص عندما يرين نساء الغرب البيض لذلك هن يستحين من اظهار وجوههن. كتب ويلسون هذا الكلام في عام 1823 (صفحة 77).   المرأة المسلمة تظهر في مثل هذه الادبيات كشيء وبالفعل تستعمل كلمة object للدلالة علي هذه المرأة ولكن الولع برؤية وجه المرأة الشيء تظل مسيطرة رغم عدم قدرة هؤلاء الرحالة علي اختراق الستارة المزعومة يذهب هؤلاء الي بلاد كمصر وفلسطين بحثا عن حضارة وتاريخ عرفوه فقط من خلال حفريات الاركيولوجيا والتي ركزت مخيلتهم علي المباني والاثار القديمة واذا بهم يتطلعون لاستمرارية لا يجدونها وقت الرحلة. يحاول البعض ان يبحث عن الوجه الفرعوني والمومياء ولكنه ينصدم عندما يجد وجوه النساء مغطاة بخرق يعتبرونها قذرة. صدمة الغربي هذا تعبر عن نفسها بالالفاظ البشعة والسلبية التي تصف الاحياء من اهل مصر وتبقي التعابير الجميلة البراقة تستعمل فقط للدلالة علي حضارة المباني والاثار. يقبل الغربي ببريق الفراعنة وحضارتهم لكنه يحتقر المصري المعاصر وخاصة المرأة الفلاحة في الصعيد وعلي ضفاف النيل.   واذا اخذنا عينة من ادبيات الرحالات الغربيات فسنجد تعابير اكثر سلبية فلا تضامن نسائي ولا تعاطف انثوي هنا. خذ مثلا مسز بيرتون في زيارتها الي سورية وفلسطين عام 1875 حيث كتبت اقبح الوصف لنساء المنطقة. تعترف مسز بيرتون ان النساء يلهون ويلعبن ويأكلن المكسرات بروح فكاهية ولكنها تصف عجائز المنطقة وتقول انهن يجلسن القرفصاء تغطي خمس شعيرات رؤوسهن (استطاعت المسز ان تعد شعيرات نساء سورية وفلسطين طبعا) وتركز ان هذه الشعيرات مطلية بلون برتقالي وما اقبح هذا المنظر حسب رأيها. واذا نطقت هذه المجموعة النسائية فالصورة تصبح اكثر قبحا اذ ان النساء يتكلمن بصوت خشن تشمئز منه الاذن. وتجزم المسز انه يجب علي النسوة ان يحمدن ربهم علي الحجاب الذي يحجب هذا القبح (1875 ـ صفحة 145).   اذا كان هذا وصف الرحالة فكيف هو الحال مع تطور العلوم الانسانية والاجتماعية وخاصة تلك المتعلقة بدراسة المرأة المسلمة يا تري؟ هنا انقسم المحللون ومعظمهم اكاديميات متأثرات بالحركة النسوية في النصف الثاني من القرن العشرين. في موضوع الحجاب قرر بعضهن انه مؤسسة اقصائية لا تعطي المرأة حق التصرف بجسدها بينما رأت مجموعة اخري ان الحجاب محرر للمرأة من استهلاكية الغربي الذي يجعل من الجسد محطة للدعاية والاثارة. ورغم العمل القيم الذي قامت به مجموعة كبيرة من عالمات في الاجتماع والانثروبولوجيا الا ان خطابهن بقي مهمشا في الاطار العام للخطاب الغربي عن المرأة المسلمة. تظل الصور الاولي قابعة في المخيلة الغربية ومؤصلة بأدبيات قديمة وحديثة.   خطاب سترو اذا ليس الا وقفة هامشية في المسيرة الطويلة التي ادت الي النظرة السلبية لموضوع الحجاب بشكل عام والنقاب بشكل خاص.   نقول ان الحجاب بشكل عام لا يقف حجر عثرة في طريق الاندماج والانصهار في المجتمع المستقبل للمرأة المسلمة ولكن اعتراف سترو انه طلب من بعض المنقبات نزع نقابهن لا يمكن ان يقبل لأسباب متعددة. ماذا يريد سترو ان يقرأ في وجه امرأة تأتيه بمشاكلها في بلاكبورن؟ طبعا سترو نشأ في بيئة لا تعرف الا قراءة الجسد وكأن الكلام لا يكفي. هل يا تري يشك سترو في صدق محدثته وكلامها المسموع لذلك يريد ان يقرأ اللغة الجسدية وخاصة ما تبثه عضلات الوجه والعين؟   ان يطلب رجل في موقع سلطة كسترو من امرأة ان تنزع اي قطعة من ملابسها يعرف في القانون البريطاني انه تحرش جنسي مهما كانت نوايا الرجل حسنة. كذلك تصوروا موقفا آخر، لو طلبت من فتيات في صف الدراسة ان يغطين صدورهن المندلقة علي مقاعد الدراسة لان في ذلك بعض الاثارة لشباب الصف وتشتيت لأذهان الذكور في محاضراتي لاتهمت بأنني اتدخل في خصوصيات طلابي الاناث كذلك لو طلبت من تلميذة من تلميذاتي ان تنزع المسمار الذي يتوسط لسانها او الحلقة التي تربط اذنها بحاجبها لاتهمت انني ارفض نمطا معينا من الحلي وارفض ان تعبر هذه التمليذة عن خصوصيتها وذوقها الرفيع مهما كانت السلاسل هذه مصدرا لازعاجي وحتي قرفي من المسامير المحاطة بهالة من الالتهابات الناتجة عن التصاق المعدن بمناطق حساسة من الجسد والوجه.   اعترف ان مسامير اللسان تشتت ذهني وتجعلني اقل تركيزا علي ما تقوله تلميذتي ولكنني مجبرة علي ان اتقبلها كما هي واتجاوز حساسيتي من المسامير. وبالفعل مع مرور الزمن يصبح المرء اكثر تعودا وليس قبولا لمثل هذا النوع من الثقوب والمعادن. لماذا لا يتعود سترو مثلا علي الاكتفاء بالكلمة ويعتبرها صادقة ليست بحاجة لفضلات الوجه لاثباتها او لماذا لا يتعود سترو مثلا علي قراءة لغة العيون فهي دوما صادقة ومعبرة عن خبايا النفس.   مشكلة سترو وغيره ليس مع النقاب او الحجاب. المشكلة اكبر من ذلك بكثير، الهوية هي اليوم علي المنصة للبحث والنقاش. النقاب او الحجاب هو اليوم ساحة واحدة فقط من ساحات معركة الهويات وصراعها ليس فقط في بريطانيا بل في مناطق اخري من الغرب وحتي في العالم الاسلامي. يجب ان يقرأ سترو الحجاب ليس من منظور التعددية او من منظور الاندماج اذ ان عدم الاندماج ليس سببه الحجاب وانما ما هو اكبر منه بكثير. التقوقع الذي حصل في بعض اطراف الجالية المسلمة في الغرب هو نتيجة عوامل داخلية خاصة بهذه المجتمعات وليس سببه خرق المسلات المنسدلات علي رؤوسهن. لعدم الاندماج ثنائية المسـؤول عنها طرفان: اولا المجتمع الحاضن للأقليات وثانيا الاقليات ذاتها.   لا يزال المجتمع الحاضن يحاول ان يخترق الحجاب وخاصة النقاب بالذات فمهما استهلكت المرأة المسلمة من منتجات غربية تخبئها تحت الجلباب الا انها ستظل الشغل الشاغل لطيف كبير من السياسيين والاعلاميين والمحللين الغربيين. لقد حصل بالفعل تصدير المنتجات الغربية للمسلمة والتي تستهلكها كما تستهلكها المرأة الغربية لكن الاختراق الاقتصادي لا يعوض عن الاختراق الحضاري المرجو هذا الاخير يعتبره الغرب مرتبطا بتغيير النمط السلوكي بدءاً بالزي وتبعاته.   سيظل الوجه المحور الرئيسي للنقاش وسيظل الكثير من النساء متمسكات به رغم كل الضغوط لانه المعركة ربما الاخيرة التي ستفجر الكثير من الامور. قبل ان يسقط سترو النقاب عليه اولا ان يطلع علي مجلدات كبيرة من النقاش الفقهي والتي دارت عبر العصور بين المسلمين انفسهم حول الموضوع ذاته ليري ان التعددية الحقيقية ليست حكرا علي الغرب او ثقافة الـMulticulturalism التي تتغني بها بريطانيا لا لشيء الا لتتعالي علي جارتها الفرنسية. لم تخترع بريطانيا وحدها فقه التعددية بل هناك حضارات اخري اجتهدت قبلها بكثير. ولكن يبدو ان ادبيات الرحالة السابقة لا تزال تهيمن علي النظرة الغربية المعاصرة والتي جاء خطاب سترو لينفس عنها ولو بعض الشيء.   (*) باحثة وكاتبة سعودية مقيمة في لندن   (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 17 أكتوبر 2006)


أمريكا تجند « متحاملات على الإسلام » لحل مشاكل المسلمات !

 

يستعد معهد أمريكي محسوب على تيار اليمين المحافظ في أمريكا، لعقد مؤتمر عن أوضاع المرأة المسلمة يستضيف فيها شخصيات يعتبرها بعض الباحثين »متحاملة على الدول الإسلامية«، وعدد آخر من الشخصيات العربية »الطامحة سياسيا«، وذلك في إطار اهتمام المحافظين الجدد في أمريكا بما يسمونه البعد الإيديولوجي »للحرب على الإرهاب«. وذكر بيان صادر عن معهد العمل الأمريكي (أمريكان إنتربرايز إنستيتيوت)، أن المشاركين في مؤتمره القادم في العاشر من أكتوبر سوف يمثلون مصر وسوريا وليبيا وتونس وإسرائيل وإيران والعراق. ومن الشخصيات الحاضرة من مصر في هذا المؤتمر، جميلة إسماعيل زوجة الدكتور أيمن نور، رئيس حزب الغد المصري المعارض، الذي يقضي حكما بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة تزوير توكيلات تأسيس الحزب، ومن المقرر أن تتحدث جميلة اسماعيل من منصة تجمعها بالصحافية الإسرائيلية »روثي بلم« الكاتبة في صحيفة الجيروزاليم بوست الإسرائيلية، المعبرة عن رأي أقصى اليمين الإسرائيلي. ويشارك في المؤتمر رشا شكر، الصحافية السابقة في الإذاعة المصرية، التي انتقلت للحياة في أمريكا عام 2004 ولها مدونة سياسية على الانترنت تطالب فيها بتغيير اجتماعي في العالم الإسلامي، وكانت رشا شكر قد عملت في هيئة المعونة الأمريكية وكذلك الجامعة الأمريكية بالقاهرة قبل انتقالها إلى الولايات المتحدة. وكان المعهد قد قال أيضا في بيان رسمي سابق له إن »إيان هيرسي علي« ستكون من ضمن المتحدثات، وهي سيدة من أصول صومالية ارتدت عن الإسلام ونائب سابقة في البرلمان الهولندي صورت فيلما يدعى »خضوع« اعتبره الكثيرون مسيئا للإسلام. وفي هذا الصدد يشار إلى أن »هيرسي علي« انتقلت للعمل في »أمريكان انتربرايز انستيتيوت« بعد الانتقادات في هولندا نتيجة كذبها في أوراق حصولها على الجنسية الهولندية. ومن المتحدثات الليبية سوسن حنيش والايرانية ماريام ميمارساديغي وكذلك الدكتورة التونسية أمل قرامي، المدرسة في جامعة منوبة التونسية والتي تخصصت في دراسة حد الردة في الإسلام وكانت من ضمن المتحدثين في مؤتمر أقباط المهجر الذي عقده أقباط مصر في واشنطن في ديسمبر عام 2005 انتقدت فيه مصر بشكل قوي. أما في المؤتمر الجديد فستلقي الكلمة الرئيسية في المؤتمر الدكتورة وفاء سلطان، الأمريكية من أصل سوري، وهي باحثة عرفت بـ»هجومها« على الإسلام، وكانت وفاء سلطان تقوم حتى وقت قريب بالرد على أسئلة القراء في أحد المواقع الإلكترونية، وهو المنبر الذي دأبت فيه على انتقاد القرآن. وكان هذا الباب بعنوان »أنت تسأل ووفاء سلطان تجيب«. وفي بيانه الذي أعلن فيه عن المؤتمر القادم، قال معهد العمل الأمريكي إن »تقدم حقوق المرأة في الشرق الأوسط يُعتبر معيارا مهمّا لتقدم الإصلاح. وفي ظل نظم الحكم القمعية في الشرق الأوسط سوف تكون حرية المرأة علامة أكيدة على تقدم الحريات العامة«. وأضاف البيان: »ولكن ما هي الإصلاحات السياسية الجارية في المنطقة فيما يتعلق بالحقوق القانونية للمرأة؟ هل نجحت القيادات الدينية المؤيدة للإصلاح في دعم التفسيرات الجديدة للنصوص الإسلامية فيما يتعلق بالمرأة؟ وما هي الأدوار التي تمتلكها المرأة في الحركة الأوسع للإصلاحات السياسية والاقتصادية؟ وما هي الخطوات التالية في المعركة الخاصة بحقوق المرأة؟«.   (المصدر: « الشروق اليومي » (الجزائر) بتاريخ 8 أكتوبر 2006)


تحديث 30 «ميراج» وسفن حربية… وطرابلس مهتمة بطائرات «رافال» ومروحيات «تيغر» …
 فرنسا وليبيا تستعدان لتوقيع سلسلة صفقات عسكرية ومدنية
 

باريس , تونس – رندة تقي الدين , رشيد خشانة     أكدت مصادر مطلعة في باريس وتونس أن مفاوضات على عقود تسلّح تجري منذ فترة بين فرنسا وليبيا، وان طرابلس مهتمة بتحديث طائرات حربية تملكها وشراء طائرات جديدة وقطع بحرية لحفر السواحل. وأفادت مصادر فرنسية في تونس ان الفرنسيين والليبيين قطعوا فعلاً «شوطاً كبيراً» نحو توقيع سلسلة من الصفقات الرامية إلى شراء طائرات عسكرية ومدنية وخافرات سواحل وأجهزة رادار، في تطور يُعيد العلاقات إلى «شهر العسل» الذي سبق تسلم الرئيس الاشتراكي الراحل فرانسوا ميتران الحكم في العام 1981. وأوضحت أن باريس وصلت إلى مرحلة متقدمة في المفاوضات مع ليبيا على صفقة لتحديث 30 طائرة حربية من طراز «ميراج أف1» كانت اشترتها منها قبل فرض الحظر على تصدير الأسلحة إليها. وتابعت أن شركتي «أستراك» و «داسو للطيران» تتوليان متابعة المفاوضات الفنية التي ستحدد سعر كلفة التحديث والتي يمكن ان تتراوح بين 10 – 20 مليون يورو لكل طائرة، بحسب مستوى التجديد الذي سيطلبه الجانب الليبي. وتتميز هذه الفئة من الطائرات بكونها مجهزة بصواريخ جو – جو من طراز «ماجيك». كذلك تدرس مجموعة «إيدس» (EADS) للتصنيع الحربي إبرام صفقة مع ليبيا لتجهيزها بنظام رادار لمراقبة الحدود والمواقع النفطية، وأبدى الليبيون ميلاً إلى نظام الدفاع الجوي المعروف بـ «أستر» (Aster)، غير أن هذا الطراز محظور تصديره إلى بلدان أجنبية، ما حمل الليبيين على التفكير في اختيار نظام بديل. ولم تقتصر خطة التحديث العسكرية الليبية على القوات الجوية وإنما شملت الدفاعات البحرية أيضاً. إذ قالت المصادر إن ليبيا وقعت بالأحرف الأولى في تموز (يوليو) الماضي على صفقة مع شركتي «تيليس» (Thales) و «المنشآت الميكانيكية» في مقاطعة نورماندي (شمال) لبناء ست خافرات سواحل مجهزة صواريخ «أوتومات» الفرنسية – الإيطالية بقيمة 400 مليون يورو، فيما توصلت مجموعة «إيدس» إلى اتفاق مع مؤسسة «ليبيا أفريكا بورتوفوليو» لإقامة مركز للتدريب والصيانة في مجال الطيران الحربي.وفي سياق متصل، أفادت المصادر أن مجموعة «إيدس» (EADS) توصلت إلى اتفاق مبدئي مع الخطوط الليبية (الأفريقية) يخص شراء 14 طائرة من طرازي «أيرباص أ319» و «أيرباص أ320»، وست طائرات أخرى من طراز «أيرباص أ330»، وتُقدّر قيمة هذه الصفقة بـ 1.7 بليون دولار. وتعتبر هذه الصفقة الأكبر التي تحصدها المجموعة الفرنسية منذ ثلاثين عاماً. ويسعى الفرنسيون إلى الحصول على حصة رئيسية من المشاريع العسكرية الكبيرة التي تخطط لها ليبيا للمرحلة المقبلة والتي تُقدّر موازنتها الإجمالية بنحو 20 بليون دولار. وأوضحت المصادر ذاتها ان الحكومة الفرنسية التي تأمل في الحصول على حصة لا تقل عن عشرين في المئة من الصفقات العسكرية الليبية، أعطت موافقتها على بيع طائرات جديدة من طرازي «رافال» و «تيغر» لليبيا، لكنها اشترطت أن تمر الصفقات من خلال اللجان الوزارية المشتركة المكلفة «درس تصدير العتاد الحربي». ويعتبر الفرنسيون أنهم تأخروا في قطف ثمار المتغيرات المتمثلة برفع الحظر على تصدير السلاح على ليبيا منذ سنتين، وهم يعملون على كسب الوقت الضائع من خلال التركيز على السوق الليبية. وفي هذا السياق ستشارك المجموعات الفرنسية المتخصصة بالتصنيع الحربي في الدورة المقبلة لمعرض طرابلس الدولي حيث سيُعرض للمرة الأولى نموذج من طائرة «رافال» المُطورة. وفي باريس، أكد مصدر فرنسي مطلع على المحادثات الفرنسية – الليبية لـ «الحياة» ان مدير العلاقات الدولية لإدارة التسليح الفرنسية العامة جان بول بانيي زار ليبيا قبل نحو 10 أيام للبحث في مجالات التعاون بين البلدين وتحديداً تجديد بعض طائرات الميراج الليبية من طراز «أف – 1» وبعض المعدات العسكرية الأخرى التي اشترتها ليبيا من فرنسا في السابق وبينها قطع بحرية صارت قديمة لكنها قابلة للتجديد. وشرح المصدر ان اتفاق التعاون بين البلدين في مجال التسلح هو اتفاق «تدرجي»، وان المسؤولين الليبيين كانوا عبّروا لوزيرة الدفاع الفرنسية ميشيل أليو ماري عندما زارت ليبيا قبل نحو سنة، عن اهتمامهم بشراء الطائرات الحربية «رافال» ومروحيات من طراز «تيغر»، وأنهم أعادوا تأكيد رغبتهم بإبرام صفقة لشراء هذه الطائرات المتطورة في أكثر من مرة. وتابع أن الفرنسيين أوضحوا ان لهم شروطهم لإبرام مثل هذه الصفقات، وأنهم مهتمون طبعاً بإبرام صفقات مع ليبيا وان ذلك يمكن أن يُعلن خلال زيارة يقوم بها الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي إلى فرنسا. لكنه أوضح ان الزيارة من الصعب أن تتحقق من دون حل قضية الممرضات البلغاريات المتهمات بنشر مرض الإيدز بين أطفال ليبيين في مستشفى بنغازي. وذكر أن مطلب حل قضية الممرضات هو مطلب الاتحاد الأوروبي كله، وأن «الكرة في ملعب ليبيا الآن». ومعلوم أن ليبيا تُعيد حالياً محاكمة الممرضات الخمس بعد إلغاء حكم سابق بإدانتهم. وقال المصدر ان ما يُدرس حالياً بين الفرنسيين والليبيين هو تطوير وتحديث معدات وتجهيزات قديمة، وان اهتمام الليبيين منصب على طائرات «رافال» و «تيغر»، لكن ليست هناك مفاوضات على نظام الدفاع الجوي «أستير».   (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 17 أكتوبر 2006)


إسرائيل تساند دوريات حلف الأطلسي لمكافحة الإرهاب
 
بروكسل (رويترز) – ستقدم اسرائيل المساندة لدوريات حلف شمال الاطلسي لمكافحة الارهاب في البحر المتوسط بموجب اتفاق للتعاون مع الحلف أبرم يوم الاثنين. ويسعى حلف شمال الاطلسي منذ نهاية الحرب الباردة الى تعزيز وجوده في الشرق الاوسط وكان اتفاق يوم الاثنين هو الاول من نوعه منذ عرض الحلف الذي يضم في عضويته 26 دولة عام 2004 تعزيز الروابط مع اسرائيل وست دول عربية. وقال مسؤول في الحلف « اسرائيل أول من وافق على تفاصيل ما سيترتب على التعاون » مضيفا أن تفاصيل الاتفاق ستعلن في وقت لاحق. وتتضمن التفاصيل التي اتفق عليها يوم الاثنين تعهدا بتقديم المساندة لسفن الحلف التي تشارك في دوريات لمكافحة الارهاب. وكان الحلف قد عرض على اسرائيل والجزائر ومصر وموريتانيا والاردن والمغرب وتونس المساعدة في اعادة تشكيل جيوشها وتسهيل تعاونها في المجال العسكري مع دول الحلف. كما شجع تلك الدول على تقديم سفن ومعلومات من أجهزة المخابرات والسماح بدخول موانيها للدوريات التي بدأ الحلف يسيرها في البحر المتوسط للمساعدة في رصد أي أنشطة ارهابية بعد قليل من هجمات 11 سبتمبر أيلول على الولايات المتحدة. وأعربت الجزائر والمغرب عن استعدادهما لمساندة الدوريات لكن الردود العربية على عروض التعاون كانت متباينة بصفة عامة. ويعتبر كثيرون في العالم العربي حلف شمال الاطلسي منظمة تسيطر عليها الولايات المتحدة وتسعى للتدخل. لكن الحلف عقد أول اجتماع في بلد عربي هذا العام في المغرب لإجراء محادثات مع الدول السبع المطلة على البحر المتوسط ويسعى الى عقد دورات تدريبية لضباط من تلك الدول وأربع من دول الخليج. ويقول دبلوماسيون ان الاردن أبدى اهتماما باستضافة أكاديمية يديرها حلف الاطلسي لكن القرار النهائي في هذا الشأن لم يتخذ بعد.   (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 17 أكتوبر 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


انكفاء شمال افريقيا عن هموم الشرق الأوسط
محمد الاشهب       تحقق ما تنبأ به البعض من أن منطقة افريقيا الشمالية ستنكفئ على نفسها، أقله لجهة اقتطاع مسافة ابعد حيال ما يجري في الشرق الأوسط. وسواء أكان الموقف اختيارا تعززه قناعات سياسية وفكرية تأسست نتيجة الاحباط ازاء ما يستطيعه الرهان على مستقبل السلام الذي تحفه المخاطر من كل اتجاه، أم أملته الانشغالات التأثرية لدول المنطقة على صعيد ترتيب أوضاعها الداخلية التي تحظى بالأسبقية، فإن غياب شمال افريقيا برمته أثر في التوازن العربي الذي فقد فعاليته في استقراء الأحداث واصبح أكثر قابلية لمجاراتها على حساب أي شيء، لكنه يدفع للتساؤل حول صدقية الترتيبات التي كانت تربط شمال افريقيا بالشرق الأوسط وفق منظومة التصورات الأميركية، وأصبح في الإمكان الحديث عن شرق أوسط آخر مغاير للطبعات السابقة.  بعض جذور التسميات الجغرافية تسعف في إدارك أن العالم العربي، على رغم وحدة الانتساب التاريخي واللغوي في إطار أنماط التعدديات الثقافية والعرقية، يشكل مجموعة عوامل: دول الخليج والهلال الخصيب وامتدادات وادي النيل وافريقيا الشمالية، غير أنها انصهرت في نطاق وحدة المصير عبر تحديات مشتركة بلغت ذروتها في الصراع العربي – الإسرائيلي الذي لا يستثني أي مجموعة، وزادت حدتها عبر تكامل سيناريوهات الحرب على العراق التي لم يكن وارداً أن تقف عند ضفتي نهري الرافدين بالنظر الى انعكاساتها على دول الجوار العراقي والتمدد في اتجاهات أخرى. فالأخطر في أي احتلال من هذا النوع يكمن في تجريد البلد الواقع تحت الاحتلال من مقومات هويته ووجوده. والأكيد أن وجود المزيد من بؤر التوتر في الخريطة العربية، كما في وضع السودان أو حال الصومال، ساعد في زيادة المخاوف ازاء ما ينتظر المنطقة العربية عاجلاً أم آجلاً. انكفاء دول شمال افريقيا ذات الكثافة البشرية والمواقع الاستراتيجية ليس خياراً معزولاً عما يجري في الساحة العربية، لكنه لا يقدم أجوبة مقنعة ازاء ما يمكن أن يترتب على تعطيل هكذا قدرات في دعم العمل العربي المشترك الذي بات من قبيل التمنيات. فالزعيم الليبي العقيد معمر القذافي اصبح اكثر اطمئناناً الى أن نظامه لم يعد المطلوب رقم واحد على قائمة الأنظمة التي كانت توصف بأنها مارقة. ولم يعد يعنيه من تطورات أزمة الشرق الأوسط أكثر من نسيانه، وحين اتجه جنوباً نحو افريقيا كان ذلك ايذاناً بالقطيعة بين المشرق التي ضمنت له مكاناً على قدر الانطواء تحت أشعة الشمس. الجزائريون، الذين كانوا ضجروا من عدم تفهم المحيط العربي والدولي لحروبهم الداخلية ضمن صراع السلطة، باتوا بدورهم أكثر حماساً للحرب الدولية على الإرهاب، وهم يمضون لتأمين شرعية السلطة من دون الالتفات الى غياب الشرعية الدولية في التعاطي مع الأزمات العربية، ويصعب عليهم منطقياً ان يخوضوا في صراع الفصائل الفلسطينية من دون استحضار ان حربهم ضد جبهة الانقاذ الاسلامية كانت بعد حيازتها ثقة الشارع في الانتخابات التي لم تكتمل. الى جوارهم الغربي يردد المغاربة ان من الصحراء يأتي كل الخير وكل الشر، لذلك يكون طبيعياً ان تنشغل الرباط بتطورات الملف الصحراوي الذي وضعه العاهل المغربي الملك محمد السادس في رتبة «صراع الوجود وليس الحدود» ولا أحد يفكر ان كان أجدى لمواجهات المتمردين المغاربة والجزائريين ان تستبدل بمصطلحات ومواقع أخرى لدعم الاشقاء العرب في المشرق. فيما يهتم أهل شنقيط باستحقاقات الرئاسة المقبلة ويتبارون في رسم معالم الرئيس المنتخب الآتي من القصر الجمهوري بعد ذهاب الرئيس الموريتاني ولد محمد فال، بينما يتجدد هاجس التونسيين في ملفات لها علاقة بقضايا حقوق الانسان. وفي وصفات سياسية على هذا النحو الذي يصوغ المواقف ويحدد الالتزامات، يصبح الاقتراب من التعاطي مع أزمة الشرق الأوسط أو الوضع في العراق أو ترتيبات الشرق الأوسط الكبير أبعد من أجندة أسبقيات المنطقة التي تكتفي برصد ما يحدث من دون الاحتكاك المباشر مع الأحداث. مصدر السؤال عن خلفيات انطواء الشمال الافريقي ان المنطقة ذاتها كانت في فترات سابقة اقرب الى طرح المبادرات وتبني الاقتراحات. فاتفاق الطائف كان ثمرة جهود سعودية ومغربية وجزائرية، وخطة السلام العربية الأولى لعام 1981 تبلورت في قمة فاس المغربية، ولاءات الفلسطينيين تحولت الى قبول الأمر الواقع في اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر، بينما كان النزوح الثالث للفلسطينيين من الأراضي المحتلة الى لبنان ثم في اتجاه تونس في مطلع ثمانينات القرن الماضي. غير ان تحولات على قدر كبير من الأهمية والتأثير القت بظلالها على مواقف بلدان الشمال الافريقي، كونها عجزت عن عقد أي قمة مغاربية منذ أكثر من عشر سنوات، والصورة المجازية تكشف ان من لم يقدر على جمع الشمال المغاربي في قمة خماسية لن يكون في وسعه ان يحقق اختراقاً أكبر في قضايا أكثر تعقيداً. في امكان العواصم المغاربية ان تطمئن بعض الوقت الى الفصل بين منظومة الشمال الافريقي والشرق الأوسط الكبير، أقله لناحية عدم تحمل تبعات الأزمة التي تتوالد عنها أزمات. لكن هل الشمال الافريقي فصل نهائياً عن الشرق الأوسط الكبير من وجهة نظر أميركية؟   (المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 6 أكتوبر 2006)

محنة المسلمين في بريطانيا

عبد الباري عطوان   ان تكون مسلما في بريطانيا، فهذه تهمة عليك ان تظل دائما في حال استعداد دائم لكي تدافع عن نفسك، وتثبت بالادلة والقرائن انك لست ارهابيا، وانه لا يوجد اي متطرف بين افراد اسرتك، ولو وجد مثل هذا الشخص فانك علي استعداد للاتصال باجهزة الاستخبارات البريطانية للتبليغ عنه، او تسليمه لاقرب مخفر شرطة. فصورة المسلم في الغرب باتت محصورة في شخص متطرف شاهر سيفه، ويلف حزاما ناسفا حول وسطه، ويبحث عن ضحايا لتفجيرهم دون اي ذنب او سبب جوهري، غير القتل، اي القتل للقتل، مثل الشعارات التي اطلقها نقاد فترة السبعينات، اي الفن للفن، او الضحك للضحك. فانت موضع شبهة من قبل الجيران اذا كانت زوجتك او ابنتك محجبة، او زارتك سيدة او قريبة محجبة، وتبلغ حالة العصاب ذروتها اذا كانت هذه القريبة او الزوجة او الابنة منقبة، او مبرقعة. وانت مشروع عملية ارهاب، او خطف طائرة، اذا كنت مغادراً مطار هيثرو او اي مطار آخر في المدن البريطانية، خاصة اذا كنت ملتحيا، او تحمل حقيبة علي ظهرك علي غرار تلك التي استخدمها مفجرو قطارات مترو انفاق لندن. في الاسبوع الماضي كنت مدعوا لالقاء محاضرة في جامعة ترينتي المشهورة في دبلن عاصمة ايرلندا الجنوبية، تحت عنوان السياسة الامريكية في المنطقة العربية ودورها في تصعيد التطرف الرحلة داخلية ورغم ذلك كانت الاجراءات الامنية مشددة للغاية، ليس بسبب العنصر الايرلندي، فقد انتقل الايرلنديون من قائمة الارهاب الي قائمة المسالمين، وحل المسلمون مكانهم في هذا التصنيف، واصبح هؤلاء هم الهدف وهم الخطر. امروني ان اخلع نعلي، وحزامي، وفتشوا حقيبتي اليدوية بدقة متناهية وصادروا كل ما فيها من سوائل، بما في ذلك معجون الحلاقة والاسنان، وقصاصة الاظافر، وعندما مررت داخل حاجز كشف المعادن الاليكتروني، طلب مني الموظف ان انتحي جانبا، وقام بتفتيشي جسديا، وعندما احتججت بان الحاجز الاليكتروني لم يزمر وكان صامتا صمت القبور قال انها الاجراءات الامنية وعلي الطاعة. انتحيت جانبا لكي اتحقق ما اذا كانت هذه الاجراءات تنطبق علي الجميع، ولكن الحال لم يكن كذلك مطلقا، ولاحظت ان من يتعرضون لمثل هذه المعاملة هم اصحاب الملامح الشرق اوسطية او ابناء شبه القارة الهندية، او بالاحري من يمكن ان يكونوا من المسلمين. اما اصحاب البشرة البيضاء والعيون الزرق فيمرون بامان.لست ملتحيا، ولا احمل حقيبة علي ظهري، كما انني تجاوزت مرحلة المراهقة بعقود، ومع ذلك كان لا بد من التفتيش، الشيء الوحيد ربما الذي يكشف عن هويتي هو شاربي الذي يشبه شوارب حراس الرئيس العراقي صدام حسين عندما كان يصول ويجول في العراق قبل غزوه وتدميره. لا يمر اسبوع تقريبا دون ان يحتل المسلمون العناوين الرئيسية في الصحف ونشرات الاخبار التلفزيونية.. انها حملة ارهاب نفسية منظمة تنخرط فيها اجهزة متعددة، تبدأ من رئيس الوزراء، وتمتد الي رئيس المعارضة، وتصل الي صحف شعبية يمينية تنضح حقدا وضغينة وعنصرية. فبعد ان ألقي توني بلير رئيس وزراء بريطانيا مسؤولية ارهاب السابع من تموز (يوليو) العام الماضي علي الجالية الاسلامية لانها لا تكافح المتطرف، ولا تتعاون مع البوليس لتنظيف صفوفها من الارهابيين، ها هي حكومته تطالب، مثلما كشفت صحيفة الغارديان البريطانية المحترمة امس، من المحاضرين وموظفي الجامعات في مختلف انحاء البلاد التجسس علي الطلاب المسلمين ذوي الملامح الآسيوية والشرق اوسطية، الذين يشتبه بانهم متطرفون اسلاميون ويدعمون الارهاب. جاك سترو وزير الخارجية البريطاني السابق بدأ يقرع اجراس هذه الحملة عندما هاجم النقاب بشدة، وقال انه يمنع اندماج الجالية الاسلامية في المجتمع البريطاني، واضاف انه يطالب المنقبات في دائرته الانتخابية بخلع نقابهن اذا اردن الحديث معه لانه لا يمكن الحديث بشكل فاعل دون مشاهدة تعابير الوجه للشخص المقابل. ولا نعرف كيف تعرقل خمسة آلاف امرأة، هو مجموع عدد المنقبات في بريطانيا اندماج جالية يبلغ تعدادها مليونا ونصف المليون شخص في هذا البلد. ثم لماذا الحديث مع هؤلاء من قبل اجانب اغراب او كفار وهن لا يتحدثن اساسا مع مسلمين الا في حالات الضرورة القصوي. الهجوم علي الاسلام والمسلمين في بريطانيا بات موضة وموضوعا مثيرا في كل الاوساط السياسية والاعلامية في بريطانيا، حملات مغرضة تهدف الي شيطنة المسلمين، والصاق تهمة الارهاب بهم، حتي يتحولوا الي جالية منبوذة تشكل خطرا علي امن البلاد واستقرارها. هذه الحملات تأتي في اطار سياسة التخويف التي تتبعها حكومة بلير للتغطية علي سياساتها الخارجية وحروبها الفاشلة والكارثية في العراق وافغانستان وتحويلها بريطانيا الي عميل صغير تابع لإدارة الرئيس بوش. الجالية الاسلامية تتحول الي كبش فداء لتحويل الانظار عن هذا الفشل. وليس صدفة ان تتصاعد هذه الحملة مع نشر تقرير لمجلة لانست البريطانية الطبية المحترمة لدراسة اجراها باحثون في جامعة جون هوبكنز الامريكية، وليس جامعة صنعاء او عمان، يؤكد مقتل 655 الف عراقي من جراء الحرب الامريكية ـ البريطانية علي العراق. وليس صدفة ايضا ان تنشغل معظم وسائل الاعلام تقريبا في مناقشة قضية مدرّسة منقبة طردت من عملها لانها رفضت ان تخلع النقاب في وقت يؤكد فيه الميجور جنرال دانات رئيس هيئة اركان الجيش البريطاني فشل الحرب في العراق في تحقيق الديمقراطية والاستقرار، وتحول وجود القوات البريطانية الي مصدر للتوتر والعنف، ومطالبته بسحبها فورا، وهي النتيجة نفسها التي توصل اليها تقرير قدمه للكونغرس 16 جهازا امنيا استخباريا امريكيا قبل اسبوعين. السياسة الخارجية البريطانية الظالمة والحاقدة هي التي تهدد أمن بريطانيا وليس حفنة من المنقبات. والنظرة المتشككة بالجالية الاسلامية والضغوط الاعلامية المتواصلة عليها والصاق تهمة الارهاب بابنائها، هي التي تصب في مصلحة التطرف ومنظماته، وهي التي تعرقل الاندماج، وتخلق غيتوهات اسلامية في بريطانيا. مسموح للفتيات ان يسرن شبه عاريات في الشوارع، ويسحلن سراويلهن الي ادني مستوي بحيث تظهر ملابسهن الداخلية الفاضحة، ولكنه غير مسموح بأقلية الأقلية من المسلمات بتغطية وجوههن، ويتحدثون في الوقت نفسه عن تقديس الحريات الشخصية، ويتدخلون لتحرير المرأة في البلدان العربية والاسلامية. الإرهابي الحقيقي ليس الذي يطلق لحيته او يتعبد في مجلسه او الذي يتحدث عن مظالم ابناء عقيدته، وانما هو الذي يقتل مئات الآلاف في العراق وفلسطين ولبنان وافغانستان، ويرفض ان يقر بأن حرب الابادة هذه هي سبب التطرف والاحباط في اوساط الجاليات الاسلامية.   (المصدر: افتتاحية صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 17 أكتوبر 2006)
 

شغور في مجلس المستشارين
 

بوفاة رئيس اتحاد الكتاب التونسيين السابق الميداني بن صالح في شهر جويلية الماضي حصل شغور في مجلس المستشارين مازال لحدّ الآن لم يقع سدّه.   ملاحظات تنتظر إجابات جاء في توضيح من إدارة المسرح بوزارة الثقافة والمحافظة على التراث أنه تبعا لتصريحات السيد فاضل الجعايبي حول منع مزعوم لإحدى مسرحياته، تجدر الإشارة إلى أنّ اللجنة المختصة المكلّفة بالنظر في مشاريع المسرحيات قد أبدت جملة من الملاحظات وأبلغتها، طبقا للتراتيب، للمعني بالامر في غضون شهر جويلية 2006. وقد طلبت اللجنة من السيد فاضل الجعايبي، في نطاق الاجراءات الجاري بها المعل، تقديم اجاباته حول تلك الملاحظات. ولكن المصالح المعنية بالوزارة لم تتصل، لحد الآن، بأي ردّ منه حول هذه الملاحظات.   الـديـون الـخـارجـيـة.. ضبطت الحكومة، سيناريو خطة يهدف إلى التخفيض في نسبة التداين الخارجي خلال السنوات العشر المقبلة، من 50.2% العام  2006  إلى 40.5% العام 2011 قبل أن تصل إلى حدود 33.6% فحسب مع إطلالة العام 2016..   تطوير منظومة الدفع الالكتروني يفوق حاليا عدد الموزعات البنكية 770 موزعا بكامل مناطق الجمهورية 26% منها موجودة في تونس الكبرى و9%  في ولاية نابل و10% في ولاية سوسة، و8% في ولاية صفاقس. ويبلغ عدد البطاقات البنكية الموزعة أكثر من مليون و35 ألف بطاقة، ووصل عدد التجار المنخرطين بمنظومة الموزعات البنكية 11 ألف تاجر. ومن ضمن ملامح خطة تطوير منظومة الدفع الالكتروني إلى سنة 2009، توزيع 2،9 مليون بطاقة بنكية والقيام بـ 50مليون عملية نقدية، وإحداث 500 موزع نقدي جديد.    حول الشبكة الحديدية السريعة ستشهد السنة القادمة بداية أشغال إنجاز الشبكة الحديدية السريعة بتونس الكبرى (RFR) ومن المقرر أن تضم الشبكة الحديدية السريعة 5 خطوط وهي: خط للضاحية الجنوبية، وخط فوشانة-المحمدية، وخط سوسة-المنيهلة، وخط الزهور-السيجومي، وخط أريانة الشمالية. وسيصل مجموع طول خطوط الشبكة 86 كلم.وينتظر أن تساهم خطوط الشبكة في نقل ما بين 20 إلى 40 ألف مسافر في الساعة. وتقدر طاقة استيعاب كل قطار سريع بـ2500 مسافر، وهو ما سيمكن من تعويض 1700 سيارة خاصة.   (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 17 أكتوبر 2006)


توضيح من إدارة المسرح بوزارة الثقافة والمحافظة على التراث
 

تبعا لتصريحات السيد فاضل الجعايبي حول منع مزعوم لإحدى مسرحياته، تجدر الإشارة إلى أن اللجنة المختصة المكلفة بالنظر في مشاريع المسرحيات قد أبدت جملة من الملاحظات وأبلغتها، طبقا للتراتيب، للمعني بالأمر في غضون شهر جويلية 2006. وقد طلبت اللجنة من السيد فاضل الجعايبي، في نطاق الإجراءات الجاري بها العمل، تقديم إجاباته حول تلك الملاحظات. ولكن المصالح المعنية بالوزارة لم تتصل، لحدّ الآن، بأي ردّ منه حول هذه الملاحظات.   (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 17 أكتوبر 2006)


غسالة النوادر: لماذا تغرق المدن بسرعة مذهلة؟

تونس ـ الصباح   امطار الخريف.. او «غسالة النوادر» كما يسميها البعض كشفت للعيان انها قادرة على اغراق الكثير من احياء العاصمة والمدن الكبرى في برك من الماء بمنتهى السرعة.. وهو مشهد يتكرر كل سنة الى درجة جعلت الناس يتعودون عليه، وربما يستعدون لمجابهته. البعض يرجع سبب التدفق الكبير لسيول الامطار واغراقها للطرقات والمنازل لقنوات التطهير المعطلة والمسدودة بالاتربة وفضلات اشغال البناء.. ويرجعها آخرون لانسداد مجاري المياه وللفضلات التي يلقيها المواطن نفسه بالاودية الامر الذي يساهم في سد مسار الامطار الطبيعي وبالتالي في تعطيل تصريفها.  الاضرار الناجمة عن الامطار التي انهمرت في عديد المناطق من الجمهورية خلال عطلة نهاية الاسبوع، وخاصة في الاحياء الشعبية تشهد كثافة سكانية كبيرة بالعاصمة جعلنا نطرح السؤال التالي:  «كيف استعد الديوان الوطني للتطهير لمجابهة امطار الخريف؟ واجابة عن هذا السؤال وافتنا  مصادرنا بالديوان بخلاصة البرنامج المتعلق باستعدادات الديوان لموسم الخريف الجاري. واطلعتنا انه الى جانب عمليات الجهر لشبكة المياه المستعملة، هناك برنامج لجهر وتنظيف وصيانة الاودية ومجاري المياه واحواض تجميع  مياه الامطار وللغرض تقرر  جهر وتنظيف 58 وادي ومجرى مياه امطار على امتداد 126 كيلومترا موزعة على ولايات تونس واريانة ومنوبة وبن عروس وبنزرت ونابل وسوسة والقيروان وصفاقس وتم بعد الانتهاء من هذه العملية. وبالاضافة الى ذلك تقرر جهر وتنظيف 28 حوضا لتجميع مياه الامطار.. وتتسع هذه الاحواض لمليون متر مكعب وتوجد بتونس وبنعروس واريانة ومنوبة. وانتهت عمليات التنظيف برفع كميات هامة من الترسبات واعادة الطاقة القصوى لهذه الاحواض حتى تتمكن من استيعاب مياه الامطار. ولكن ماذا عن قنوات التطهير التي يمكن ان يتسبب انسدادها في الفيضانات؟ ديوان التطهير كما  استفدنا من مصادره عمل على جهر قنوات تصريف مياه الامطار والقنوات المزدوجة والمنشآت التي تتطلب التدخل.. كما ان تخفيف سبختي السيجومي واريانة سيجعلهما قادرتين على استيعاب كل مياه الامطار القادمة من المناطق المحيطة بهما خلال الخريف والشتاء.  فان عمل الديوان الوطني للتطهير على القيام بهذه الاستعدادات لمجابهة امطار الخريف.. فان البلديات بدورها تتحدث عن برامج في نفس الغرض ونفس الشأن ينسحب على مصالح التجهيز والاسكان والتهيـئة الترابية.  .. ولكن المواطن لا يهمه من هذه البرامج الا النتيجة، لانه حينما يغرق في برك من  مياه الامطار، بعد فترة وجيزة من انهمار السيول وفي لمح البصر لا يصدق ان مختلف المتدخلين من مختلف الوزارات قاموا بالاشغال اللازمة لمجابهة الامطار.  فالى متى سيتواصل هذا الحال.. ومتى تنتهي مخاوف متساكني الاحياء المهددة اكثر من غيرها بالغرق. من غسالة النوادر؟    سعيدة بوهلال


بعد الأحياء الشعبية:

برك من المياه والوحل تغمر الأحياء الرّاقية من العاصمة

 

تونس ـ الصباح   مظاهر تطل مع الايام الاولى من الشتاء وتتواصل حتى حلول الربيع وقد انطلقت هذه السنة مبكرا.. أمطار تعطل حركة المرور وبتوقف مختلف وسائل النقل تنجر خسائر كبيرة تلحق بالسيارات ثم تليها أيام من انسداد الشوارع بالطين المبلل الذي يمثل خطرا هو الآخر.. خلال الايام القليلة الماضية شهدت مختلف مناطق الجمهورية نزول كميات متفاوتة من الامطار، التي عطلت في بعض الاحياء الشعبية حركة التجارة داخل اسواقها أو على الارصفة وعطلت حركة المرور في البعض الآخر نتيجة ارتفاع مستوى المياه..   طرقات تتحول الى برك مياه  بعد سويعات قليلة من نزول امطار عادية يوم السبت تحولت بعض الطرقات بأحياء راقية الى بركة مياه تجمعت من المنحدرات حيث شهد حي النصر1 و2 والمنار 1 بركا من المياه واصبحت الطرقات تمثل خطرا محدقا بالمارة، نظرا لأن المياه حملت معها أكواما من التراب والطين مما أدخل الخوف والهلع لدى اصحاب السيارات بسبب انغماسها في الوحل..  ورغم توقف نزول الامطار والانحسار النسبي لانسياب المياه على الطرقات والارصفة عطلت كميات الوحل المتراكمة حركة المرور ومثلت سببا من الاسباب الرئيسية للانزلاق.    بعد الأمطار مشكل الوحل على الطرقات 

التحقت بعض الأحياء الراقية بركب مشكل السير في الطرقات بمجرد نزول كميات متوسطة من الامطار بالأحياء الشعبية وهو ما يؤكد ذات السبب في غياب التوازن في الاهتمام بالطرقات وببالوعات مياه الامطار، زيادة على الاهمال الذي تلاقيه مختلف الاشغال في بعض المناطق يساهم بدوره في ابراز مكامن الوهن لبعض طرقاتنا.    حنان حجلاوي


ولاية قابــــــس: مقاضاة رئيس جمعية رياضية اعتدى على محــــام
 

  * تونس ـ «الشروق»   أوقفت النيابة العمومية شخصا بولاية قابس لاتهامه بالاعتداء على محام، وتمت احالته على أنظار الدائرة الجزائية بمحكمة الناحية بالحامة حيث تمت ادانته والقضاء بسجنه. وكانت الاحالة من أجل الاعتداء بالعنف والاعتداء على الأخلاق الحميدة والقذف العلني وذلك بالاستناد على وقائع القضيّة. وحسب الملفات، فإن هذه الوقائع تفيد بأن المشتبه به وهو مستلزم بسوق ورئيس جمعية رياضية بالجهة، توجّه الى أحد أسواق المواشي بولاية ابس، وكان المحامي بصدد التسوق، استعدادا لعيد الاضحى، فنشب بينهما خلاف، تعمّد على اثره المتهم سحب المتضرّر والاعتداء عليه بالعنف، ثم اعتدى عليه بالقول أمام عدد هام من المتسوقين وأبناء المدينة. توجّه إثر ذلك المتضرّر الى أحد المستشفيات وتسلّم شهادة طبية تشخص حالته ومنحه الطبيب راحة بـ15 يوما.  ثم حرّر شكاية لقاضي الناحية سرد فيها ما تعرّض له من اعتداء وقدّم صورة الوقائع. أحال قاضي الناحية الشكاية الى مركز الحرس. وتكفّل الباحثون بالبحث في القضيّة وسماع شهادة الشهود كما استمع المحققون الى أقوال المتضرّر الذي تمسّك بحقه في تتبع المشتكى به. وجرت مكافحة قانونية بين الطرفين تمسك خلالها كل طرف بتصريحاته. ثم عرضت ملفات القضية على النيابة العمومية، حيث  أذن وكيل الجمهورية بإيقاف المتهم واحالته على  محكمة الناحية بالحامة من أجل اتهامه بالاعتداء على الأخلاق الحميدة والقذف العلني وتمّ ايداعه السجن المدني بغنوش من ولاية ابس. وقام المتضرر في طور أول بالحق الشخصي ثم في طور آخر رجع في ذلك وقدّم اسقاط دعوى. مثل المتهم خلال أحد الأيام القليلة الماضية (نهاية الأسبوع) أمام هيئة الدائرة الجزائية بمحكمة الناحية حيث تمسّك ببراءته وسانده في ذلك محاميه الذي طعن في رواية المشتكي وطعن أيضا في شهادة الشهود، واعتبر أن ملفات القضيّة خالية من أي قرينة لادانة منوّبه خاصة فيما يتعلق بتهمة الاعتداء بالعنف، وطلب على أساس ذلك الحكم بعدم سماع الدعوى لفائدة منوّبه واحتياطيا القضاء بأخف عقاب ممكن قانونا، فيما قدّم عدد من المحامين نيابتهم لزميلهم المتضرّر وقدّموا اسقاط الدعوى وفوّضوا النظر للمحكمة. وتمسك ممثل النيابة العمومية بالمحاكمة، فقرّرت هيئة المحكمة بعد الاستماع الى كافة  أطراف القضيّة حجزها للمفاوضة والتصريح بالحكم لتقضي إثر ذلك بثبوت إدانة المتهم وسجنه من أجل ما نسب اليه لمدّة 16 يوما مع تغريمه بمبلغ 400 دينار. مع الاشارة الى أن القانون المنظم لمهنة المحاماة يحدّد شروطا لاتخاذ اجراءات من قبل محام ضدّ زمليه. إذ ينصّ الفصل 30 من قانون 1989 المنظم لمهنة المحاماة  أنه «يجب على المحامي الذي يريد تقديم دعوى ضدّ محام أو اتخاذ اجراءات قانونية ضدّه أن يعلم بذلك رئيس الفرع الجهوي المختص الذي يرجع اليه المحامي المطلوب».   * م. خ.   (المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 17 أكتوبر 2006)


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.